الأسماء والبيان
بأي معنى هو القرآن لا تاريخي؟ وماذا يترتب عن ذلك؟الأسماء والبيان 2017-01-24/1438-04-25
المحتويات1122235
نزولها على عرب الجزيرة حيث يرضع 25 في القرآن \"فارق أنطولوجي\" يجعل من الناشئة لغتهم منذ يوم ولادتهم.1 الإسلام يفارق الأديان الأخرى ويفارق العالم ذاته ،وهذا الفارق تحققه \"ظاهرة الخلود\" فإذن الانفصال مضاعف بين القرآن وهذا التي م ّيز بها الوحي القرآني نفسه عن بقية 5 العصر ،انفصال تاريخي حيث أسباب النزول الوحي في كل الأديان السماوية السابقة، وانفصال لغوي حيث تعذّر اللغة الفصيحة كلغة فضلا ع ّما ينتج عن الخلود من تفاصُل عنأمّ بالمعنى الفعلي لكلمة أمّ ،فيكون ممكنا 30 العالمين الطبيعي والتاريخي الخاضعان التسليم بتاريخية القرآن المطلقة بمج ّرد للتاريخية ،بينما الخلود هنا يستثني القرآن إدراك حقيقة الانفصال تلك ،إلا أن استنطاق من التاريخية10 ، مجموع دلالات عدد من آيات القرآن يمكن أن يكشف عن معنى الخلود الذي يشير إليه، فبأي معنى هو القرآن لا تاريخي؟فعن طريق الواسطة الإلهية يقول {إنا نحن 35 نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون} أو بطريق واضح أن بعض آي القرآن نزل وفقا مباشر {إنه لقرآن مجيد في كتاب مكنون}، لحوادث معيّنة وذات تحديد زماني ومكاني فضلا عن سمة الإحاطة {ما فرّطنا في دقيق ،وبالتالي خضوع القرآن -في بعض 15 أجزائه على الأقل -للتحيز التاريخي ،فضلا الكتاب من شيء}. عن أن أي قارئ للقرآن بإمكانه إدراك المجالفإذا أخذنا الآية الأخيرة ،فإن المنطق 40 الثقافي الذي نزل فيه فضلا عن نزوله بلغة قوم معلومة ،لغة لم يعد لها وجود في سليقة البسيط يكشف عن أن التعميم الوارد أحد من الخلق ،أعني أن لغة القرآن لم تعد 20 بخصوص \"عدم التفريط\" هو المعاني الكُ ّلية حاليا لغة أصلية لأحد من الناس تتواشج مع العامة لا الجزئيات التفصيلية التي يستحيل تكوينه النفسي والذهني ،فاللغة العربية انسحابها على نص محدود الحجم ومحدود الفصيحة اليوم تكتسب اليوم اكتسابا عبرفي الزمان والمكان أن يحيط به ،فالخلود لا 45 المؤسسات التعليمية بعكس ما كان حاصلا آن 1هذه الحقيقة لا تنفي الجمالية الشعرية والتصويرية التي يتضمنها القرآن والتي تشكل اللغة مظهره الرئيس ،لذلك فانتفاء السليقة اللغوية هنا لا يعني انخرام الجانب الجمالي في القرآن ،لكن الجمالية ستكون أكثر ارتباطا بالمعنى ،لكونها تمر عبر المعنى من خلال أداة اللغة ،لكن الذي انتفى هو التعامل المباشر مع القرآن ،وبه فإننا نجد أن البديل الذي يتضمنه القرآن عن السليقة اللغوية هو تركيزه على المعرفة والحض عليها...
معناه ،فهو نص لا يطاله التحريف إلا يرتبط بالجزئيات وإنما بالكليات التي عالجها ،لذلك فإن القرآن هنا بوصفه حالة بالفهم الذي ينتج عنه \"نص ثانٍ\" ،3وأنه فريدة في الإحاطة أو \"عدم التفريط\" في يحوي في جوهره توجيها {للتي هي أقْوَم} في \"الأشياء\" بالمعنى الوجودي ،أعني الحقائق الوجودية الصامدة أمام أي تحيين أو تبديل5 ، كل زمان. وذلك بوصفه الموضوع الرئيس الذي يحوم15 حوله القرآن.2 بما يعني أن عدم خضوع القرآن للتاريخية فهو يقتحم بخلوده الأزمنة المتتابعة دون أن يأتي من وجهين مترابطين لا يصح الفصل يمسه تحريف بـ\"الفعل\" في نصه ،في ذات الوقت الذي يحمل فيه الهداية بـ\"القوة\" في 10 بينهما إلا نظريا ومن أجل الإثبات: 2إن التسليم بهذا المعنى الإحاطي للقرآن يقتض ي افتراضهو شكله الذي لم يتحرّف وذلك الذي 20 \"إمكان تضمن الوجود لحقائق ثابتة\" لا يمكن الامساك يدل عليه مجرد الاتفاق العام حول نصّه بتلابيبها إلا بواسطة نص القرآن ،وأنها حقائق من طبيعية الموحّد إلى غاية اللحظة الراهنة. روحية لا مادية ،هي تلك التي قال عنها نص القرآن {ما فرطنا في الكتاب من ش يء} ،فمن جهة أثبت تق ّدم العلوم الفيزيائية هو أنه ونتيجة لحفظ نصه يكون فهمه المادية أن الحقيقة المادية ذاتها جعل منها في عداد العلوممتاحا للجميع في كل زمان ومكان ،وذلك وجه 25 التي لايقين فيها فضلا عن العقل الذي يتتبعها ،هذا العقل الذي سيضني نفسه بالبحث عما يملأ ظمأه الوجودي والذي من أوجه العدالة الإلهية من جهة ومن جهة سيغدو باحثا عن حقيقة وجودية قابلة للتأقلم مع كل أخرى وجه من أوجه إثبات حاجة الإنسان الظروف وأنها حقيقة لا يقين فيها إلا استمرار الوجود ،ومن لعامل توجيه برّاني يكون خالدا بعد تجارب جهة أخرى ينتج عن ذلك أن النص القرآني قد جعل من الأشياء الماهوية (الروحية) أمورا ممكنة من خلال تجسيدها التحريف التي م ّرت من قبل. في معاني لغوية/لفظية ،أي أنه أقحمها في عالم الطبيعة، وتلك هي الإضافة الناتجة للقرآن في الطبيعة ،فهو ليس 3ولعل أغلب الثقافة الإسلامية اليوم عبارة عن \"ن ّص ثان\" مجرد تفسير للكون المادي واللامادي وإنما إضافة نوعية فيهللنص الأول المحفوظ المتض ّمن للهداية ،ولعل العامل الأهم ذلك أنه جعل من المعاني الوجودية المتحركة مظهريا حقائق ثابتة ،فيستحيل خلود النص بمجرده إلى جوهر ،وإمكانالذي جعل من النص الثاني بمثابة النص الأصل هو تحوله ذلك يعود إلى الواسطة الأداة المستعملة بين الحقيقة الوجودية الثابتة ومعناها الذهني المتحيز وهي اللغة ،فاللغةإلى ثقافة شعورية تربوية تمرر من جيل إلى آخر ،وتعتبر إذن بماهي ترميز تأخذ مع خلود النص القرآني تمايزا إضافيا بأنها تمنح الخلود للحقيقة الوجودية بينما المعنى المتواردالتعامل مع النص الأول مغامرة ومفتاحا للخروج عن النص على الأذهان شديد التغاير.على النص هالة يإلؤىسسسعهيالونلوصمبال ّطثاننيوغميرن وهذا ملما ذاته،به لاحتكار موعى قد يعود الأولالوصاية على الدين التي جاء الإسلام أساسا ثورة عليها.
25 فالخلود القرآني إذن ليس خلودا مباشرا وذلك ما أثبتناه وتثبته أبسط الأدلة المنطقية، وطبعا فإن إدراك المعنى لا يكون إلا عن إنما خلوده خلود المعنى المناط بالبشر من ذوي سابق جهد يؤديه الإنسان من محاولة في التفاعل مع النص تفاعلا بالمعنى لا بالمبنى،الربط بين المعنى والنص ،ولكن لحظات 30 فالتفاعل بالمبنى كان فعلا حاصلا ومؤثرا 5 حضور المعنى غالبا ما تكون منفصلة عن عندما اتحدت اللغة الفُصحى بالسليقة ،لكن لحظات التعامل مع النص ،فالأمر يقتضي الآن الأمر مختلف تماما حيث التفاعل وجب جهدا في ملاحقة المعاني ،ليس معاني أن يكون بالمعنى وما يمكن أن توحي به القرآن ،لكن المعاني الغائبة عن الأذهان ،أي الكلمات والنصوص القرآنية بوصفها إشاراتتلك التي تشكل مصدر حيرة ومبعث قلق 35 إلى حقائق كامنة في الوعي البشري فيحصل 10 وسؤال في الآن ذاته ،وذلك تسليما بأن التفاعل بشكل مضاعف ،أعني أنه إدراكٌ المسائل التي يعالجها القرآن مسائل وجودية، لمعنى ما كان يعرفه/يتحسسه الوعي سابقا أعني أنها لا ترتبط بإدراكات خاضعة فيعرف قيمته الذاتية ومكانته قياسا إلى بقية للظروف النفسية أو أنها مجرد خياراتأيديولوجية ،إنما الأمر متعلّق بأصالة وجودية 40 الوجود. فيستحيل القرآن من حالة نص سكوني إلى 15 يصدر عنها القرآن. لذلك ينتفي أن يكون القرآن مجرد كتاب حالة وعي حركي لا تتبدّى قيمته إلا عند ناتج عن حالة نفسية اكتنفت النبي ذات زمن لحظات التفاعل بين النص والوعي ،بل إن غابر ،فضلا عن تكون سحبا لتلك الحالة شرط حضور النص قد ينتفي في حالة تفاعلالنفسية المدّعاة للنبي على أتباعه فتستحيل 45 الوعي بالحقيقة الكونية مباشرة ،وبرهان إلى \"أيديولوجيا جمهورية\" نجحت في تحقيق ذلك حضور المعنى في الفاهمة آن غياب 20 تماثل مشترك على مستوى الجموع البشرية، النص عن الذاكرة ،ومن ثم فإن الارتباط وبه فلع ّلنا بحاجة إلى إثبات تضمّن القرآن بالنص في سبيل فهم المعنى يكون عائقا إلى لحقائق وجودية لا حقائق سيكولوجية أو الوصول إلى المعنى ،لأن حضور النص يكونأيديولوجية؟ 50 تا ٍل للحظة إدراك المعنى..4 سيحتاج إلى نظرية متممة للرأي الذي ندلو به في هذه القضية. 4لسنا ندرك كيف يمكن أن يتفاعل الفهم مع الذاكرة القوية التي يتميز بها بعض الناس ،وذلك ما قد يحتاج إلى تجارب حدسية تختبر الأمر ،فإما أن الأمر سيكون أكثر فاعلية في التفاعل بين الوعي والتذكر ،وإما أن الأمر
النص أساسا ،وإنما إلى دورة حضارية شاملة ولع ّلنا بحاجة قبل ذلك إلى إثبات أن القرآن اعترضت المسير الإسلامي إلى بلوغ نهاياته فعلا لم يخضع للتاريخية في نصه؟الوجودية ،ذلك الذي يوجب علينا التمييز بين 25 الإسلام التاريخي (الحضاري) والإسلام لكني الآن فعلا لست مهتمّا بالإجابة عن الوجودي (المعرفي) ،فعولج الإسلام وكأنه قد السؤالين اللذان قد يعترضان بحق قارئ هذا ق ّدم كلما لديه من مكنونات هي موجودة في النص ،وذلك لأنني مسلّم بأن أي برهان على 5 النص القرآني الذي قدّمنا عنه ،فكيف يمكن ذلك قد تخونه العبارة فلا تكفيه الإشارة ،ولاالبرهان على استمرار صلاحية القرآن لما بعد 30 بأس أن يكون الأمر ك ّله افتراضا ،وأن طبيعة الجواب هي التي ستنفي أو تؤ ّكد ذلك ضمنا، انهيار حضارته الأولى؟ أقول طبيعة الجواب لأن الجواب عن السؤالين قد لا يأتي إلا عَ َرضًا10 ... طبعا لن يكون البرهان مجرد استدلال لن أتوقف كثيرا هنا لأني مطالب بالسير كلامي ،بل لا بد أن يكون تعبيرا عن مكابدات إلى الأمام ،واستكمال ما يجب استكماله، فعلية ،تنتهي بالإنسان إلى حالة مكاشفات فأعرّج على القول بأن العائق الذي حدّ الكثيرتكون تعبيرا حقيقيا عن انصهار تام بين 35 من التحليلات -التي تناولت الإسلام الذات البشرية والمعاني القرآنية ،هذا بالجوهر أم بالعرض -في فهم النقائص 15 الانصهار يكون المتمم الضروري لحالة الحضارية التي اعترضت الإسلام لا يعود إلى المصاهرة بين الذات والعا َلم ،فنكون أمام عوائق ذاتية فيه ،وإنما إلى خلل اعترى تلك حالة جديدة من \"فك السحر\" ،فبعد فك التحليلات نفسها يتمثل في عدم إدراك أنالسحر عن العالم نصل إلى حالة فك السحر 40 الإسلام لم يستنفذ كل المعاني التي يختزنها، عن القرآن ،باعتبار بعض التماثلات بين وأن عدم تم ُّكن المسلمين في البلوغ إلى ما كانوا 20 العالمين الكوني والقرآني ،وأول التماثلات منه قاب قوسين أو أدنى( 5)5لم يرتبط بالحقيقة الوجودية للإسلام التي تتجسد في الخضوع للقوانين. 5أنظر الآراء الهيغلية حول الإسلام ،فهو من رغم كونه ولعلنا قد قدّمنا الإشارة إلى طبيعة حاضرا عنده في جميع أشكال الديانات التي عددها ،إلا أنهالقوانين القرآنية وأنها ذات سمة (لحظية) و 45 لم يعتبره شكلا مستقلا لذاته ،كذلك فيبر اعتبر عدم ظهور الحداثة في الإسلام لعلة ذاتية فيه ،أيضا برترند راسل الذي (غير متشيئة) ،وأكثر من ذلك أنها من فسر عدم تحقيق الثورة التجريبية بالعقل التجزيئي الذي \"طبيعة ذاتية\" ناتجة عن تفاعل بين الذات ساد عند المسلمين ،وأخيرا وليس آخرا توبي هاف اعتبر عدم الإنسانية والذات القرآنية ،فعن أية قوانين تحقيق الفلك الإسلامي للثورة التي حصلت بعده مباشرة في نتحدث مادام الأمر متعلق بلحظات غيرمتشيئة وذات طبيعة ذاتية ،فالمعلوم أن السمة 50 الغرب لعلة ترتبط بطبيعة المؤسسات الإسلامية... الأساسية للقانون هو الثبات أولا والكونية ثانيا والموضوعية ثالثا؟
لا شك إذن أننا أمام حالة تقنين مفارق تمامًا للمألوف ،خطه العريض أن النص القرآني يتضمّن حقائق وجودية ،لا سيكولوجية ولا أيديولوجية ،إذ من هنا يمكن 5 أن تستمد أحقية الكلام عن قوانين وجودية ذات طبيعة تعاكس طبيعة القانون الطبيعي، فالقوانين الوجودية هي على الغالب المثال غير المتشيء مثل الصبر والمصابرة والجهادوالمجاهدة ،أو الماوراء الغائب مثل الإيمان 10 بالغيب الدنيوي والغيب الأخروي ،هذا الذي يتطلب مكاشفات واستقصاء حثيثا 6 6لعل أكثر المسائل حضورا في القرآن وأكثرها جدلا في الوقت ذاته هي مسألتان :الأولى هي الغيب والإيمان به{ ،الذين يخشون ربهم بالغيب} و{الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة} فضلا عن الآيات المتعلقة بالحياة الآخرة ،والثانية هي الحث على الصبر والمجاهدة بوصفهما الطريق الأنسب إلى تحقيق المثل العليا ،ومن المهم هنا محاولة استكشاف طبيعة المثل العليا في القرآن إذ أول اللحاظ يشير إلى كونها دذاائمتةغااليوة ُأصخلربويينة األعساالميس ًانواللادتنأيتوي ايلوغااليأةخارلودنيي،وأيعةنإيلاأنع َارلمضثي ًال ومن النوافل ،وهذا يحيل إلى إمكان تأسيس ميتافيزيقا مفارقة نوعيا للسائد من الميتافيزيقيات.
19822014 hg 2014 2014 2015 2016 2017تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي :محمد مراس المرزوقي
Search
Read the Text Version
- 1 - 10
Pages: