Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore القرآن فريد نوعه بالرسالة بالرسالة الكونية منهجا ومضمونا - مدخل

القرآن فريد نوعه بالرسالة بالرسالة الكونية منهجا ومضمونا - مدخل

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2017-02-15 13:25:39

Description: تتألف المحاولة من سبعة عشر فصلا لبيان ما يحيرني في القرآن الكريم وجوهر الثورة القرآنية.
وهذا أولها هو المقدمة التي طالت بعض الشيء لأنها تتضمن تحديد الاشكالية ومسائلها.
تليها خمسة عشرة فصلا
للموضوع (5 للنظر و5 للعمل)
وللمنهج (2)
وللمجال (2)
ولما يكوّن نسقا من ذلك كله هو نسق القرآن الكريم (1)
وآخرها الخاتمة.

Search

Read the Text Version

‫القرآن‬ ‫فريد نوعه‬‫بالرسالة الكونية‬‫منهجا ومضمونا‬

‫الأسماء والبيان‬

‫‪1‬‬ ‫تمهيد‬ ‫المشكل‬ ‫‪1‬‬ ‫القرآن فريد نوعه‬ ‫‪1‬‬ ‫الموقف من معجزات الأنبياء المتقدمين‬ ‫‪1‬‬ ‫سند النقد القرآني‬ ‫‪2‬‬ ‫تبرير المنهج والموقف‬ ‫‪3‬‬ ‫سر المنهج‬ ‫‪3‬‬ ‫سر الموقف‬ ‫تعليل وضع المشكل‬ ‫‪3‬‬ ‫الجواب عن الأسئلة‬ ‫‪3‬‬ ‫الجواب‬ ‫‪4‬‬ ‫خصائص الجواب‬ ‫‪4‬‬ ‫موضوع النظر‬ ‫‪5‬‬ ‫موضوع العمل‬ ‫‪5‬‬ ‫المنهج‬ ‫‪5‬‬ ‫نقد الحديث‬ ‫‪6‬‬ ‫نقد القرآن‬ ‫‪6‬‬ ‫نقد النصوص الدينية في الفكر الغربي‬ ‫‪7‬‬ ‫خاتمة‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬



‫ودافعي لعلاج هذا المشكل هو ما يعم قراءه ‪25‬‬ ‫تتألف المحاولة من سبعة عشر فصلا لبيان‬ ‫من \"المفكرين \" العرب بمنطق كل الكتب الدينية‬ ‫ما يحيرني في القرآن الكريم وجوهر الثورة‬ ‫من جنس واحد فيعاملونه معاملتهم لها دون‬ ‫القرآنية‪5 .‬‬ ‫نقد لنقدهم المجمل والمهمل‪.‬‬ ‫وهذا أولها هو المقدمة التي طالت بعض‬ ‫الشيء لأنها تتضمن تحديد الاشكالية‬‫فالقرآن ليس من جنس الكتب الدينية ‪30‬‬ ‫المنزلة ولا من جنس الكتب الدينية الطبيعية‪.‬‬ ‫ومسائلها‪.‬‬ ‫إنه كتاب تفكيك نقدي لها جميعا ولآخر‬ ‫تليها خمسة عشرة فصلا‬ ‫ما يرد إليه الفكر الديني‪.‬‬ ‫للموضوع (‪ 5‬للنظر و‪ 5‬للعمل) ‪10‬‬ ‫فهو عرض نقدي‬ ‫وللمنهج (‪)2‬‬‫‪ ‬لكل الكتب المنزلة وخاصة للتوراة ‪35‬‬ ‫وللمجال (‪)2‬‬ ‫والانجيل‬ ‫ولما يك ّون نسقا من ذلك كله هو نسق القرآن‬ ‫‪ ‬ولكل الكتب الطبيعية وخاصة للصابئية‬ ‫الكريم (‪)1‬‬ ‫والمجوسية‬ ‫وآخرها الخاتمة‪15 .‬‬ ‫‪ ‬ولآخر ما يرد إليه الفكر الديني اي‬ ‫من بين الكتب التي تعتبر مرجعية‬‫الشرك‪40 .‬‬ ‫للحضارات المتوالية في المعلوم من تاريخ‬ ‫الإنسانية الحضاري لم يحيرني كتاب تحيير‬ ‫وهو يجمعها خمستها في آية واحدة‬ ‫القرآن الكريم لي طبيعة ودورا‪20 .‬‬ ‫ويتعامل معها بمنطق الإرجاء (الحج ‪1)17‬‬ ‫وكلامي اليوم عليه ليس بوصفي مسلما‬ ‫فيقبل التعدد ويتسامح مع وجودها إذ يرجئ‬ ‫مؤمنا به بل بوصفي اجتهد لأجرد نفسي من‬ ‫هذا الانتساب الذي قد يفقدني الحكم‬ ‫الفصل بينها إلى يوم الدين‪.‬‬‫ونقده وتفكيك نصوصه يعتمد على مفهوم ‪45‬‬ ‫الموضوعي المجرد لفهم طبيعته ودوره‪.‬‬ ‫التحريف المادي والمعنوي‪.‬‬ ‫‪ ‬والمادي يكون بتغيير النص زيادة أو‬ ‫إنقاصا‬ ‫َ‪َ1‬واشلِ{ِهِإيذيٌندَن(ا َأل‪ِ 7‬مذ‪1‬شي)َ َر}ُنك(واآا َلِمإ ُنحنوجاا)ََّلَولالَي ِمذفي َِنص ُلَهَبا مُي َدنُهوامم ََيو ماول َم اصملا ِِبقَِئييا ََمن ِة َِوإالنناَ َّصلَال َر َعَىلىَوُاكمَِْللُجَشو ميٍَءس‬‫‪81‬‬

‫الأديان الأخرى بل يستعملها في حجاجه مع ‪25‬‬ ‫‪ ‬والمعنوي يكون بتبديل المعنى بوضع الكلم‬ ‫أصحابها دون التشكيك فيها‪.‬‬ ‫في غير موضعه‪.‬‬ ‫فيكون كلامه عليها كلام راو لمعتقدات غيره‬ ‫وكلاهما يحرف رسالة الدين‪.‬‬ ‫ليس كلام من يقول بها‬ ‫وغالبا ما يعلل القرآن التحريف‪:‬‬ ‫‪ ‬إما بتواطؤ بين رجال الدين ورجال ‪5‬‬ ‫ولا من يعتمد عليها في تبليغ رسالته‬‫الخاتمة التي هي المضمون الواحد للديني‪30 .‬‬ ‫السياسة‪.‬‬ ‫‪ ‬أو بفساد نفسي وخلقي للمقدمين عليه‬ ‫فكم من مرة تحدى العرب الرسول بأن‬ ‫يقدم لهم معجزة فيرد بأن ذلك ممكن لأن الله‬ ‫بسبب إخلادهم إلى الأرض‪.‬‬ ‫وإذن فأساس النقد هو مفهوم الدين‬ ‫على كل شيء قدير‪.‬‬ ‫ووظيفته ‪10‬‬ ‫لكن الله لم يرد له أن تكون رسالته مبنية‬ ‫وهو مفهوم يجعله وصلا بين عالمين دنيوي‬‫إلا على معجزة واحدة‪35 :‬‬ ‫وأخروي‬ ‫نص يقول الحق عن الموجود ويحدد‬ ‫أولهما ينبغي أن يشد إلى مثال القيم في‬ ‫قيم المنشود‪.‬‬ ‫ثانيهما أي وصلا بين عالم السعي لتحقيق قيمه‬ ‫‪ ‬والنص هو القرآن‪.‬‬ ‫وعالم تحقيقها الأمثل معيارا لتقويمه‪15 .‬‬ ‫واعتبارا لوجود التعدد الديني وضرورة‬ ‫‪ ‬والموجود هو ما عليه نظام العالم الذي هو‬ ‫التعايش (المائدة ‪ 2) 48‬فإن ذلك يقتضي‬‫أساس منطق القرآن في التبليغ‪40 .‬‬ ‫الإرجاء (الحج ‪3)17‬‬ ‫‪ ‬والمنشود هو ما كلف به الإنسان قدر‬ ‫فبات من الواجب أن يكون الموقف من‬ ‫مستطاعه ودليل حريته‪.‬‬ ‫المعتقدات الأخرى موقف احترام وعدم ‪20‬‬ ‫معجزة الإسلام هي النظام وليس خرقه‪.‬‬ ‫التشكيك فيها والتسامح معها‪.‬‬ ‫والنقد أساسه النظام وشروط الحرية‬‫الإنسانية‪45 .‬‬ ‫وهذا هو السر في أن الدين الذي يرفض‬ ‫وهي العلم بقوانين النظام والعمل على علم بها‪:‬‬ ‫الاعتماد على المعجزات لا يناقش معجزات‬ ‫وذلك هو التكليف وشرط الجدارة‬ ‫بالاستخلاف إذا تجاوزنا الوجه السالب من‬‫َ‪َ3‬واشلِ{ِهِإيذيٌندَن(ا َلأ‪ِ 7‬مذ‪1‬شي)َ َر}ُنك(واآا َلِمإ ُنحنوجاا)ََّلَولالَي ِمذفي َِنص ُلَهَبا مُي َدنُهوامم ََيو ماول َم اصملا ِِبقَِئييا ََمن ِة َِوإالنناَ َّصلَال َر َعَىلىَوُاكمَِْللُجَشو ميٍَسء‬ ‫ََِ‪َ2‬موو ُاجمَ ِِ{َنمهَحمويَياَأممدًِنلعمًَةًاَنزمحلَاََِونفَلُقاَيِعََِنكللِِإمبُميَكُلنئٍِميهُِللكَََيفممكمَباُجلِبمََاحعَموملمُلُكَكاِنكمماَُمتمكِاِمَفنبم ُممَتينيَبنُمَُهكمم ِممابِممفاآمَِيبلتَِِاَهمشحُامَكِترَأمَقممعمنخًَََةتُزفِملََالُوفِمَامصسمَنوََِّتهَلِدُبانلًُقًَق(اجوََاو‪8‬اِلََِلَ‪4‬اوتَامل)تلم}ََِبوبخمميم(يعاََََِرأشنالاماِهََئءيَتوَِادادإََمَليةءّ ِل)ىُُهلهاَمَلمِّمَلِجَلَعنََع َممل مااُرمكلِ َِمججكم َُاعتَُأُاءكمَِمًبمكة‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬

‫أومن بالطابع المعجز للقرآن لكونه نصا يستدل ‪30‬‬ ‫الرسالة أي نقد التحريف في أصناف الأديان‬ ‫بالنظام لا بخرقه‪.‬‬ ‫الخمسة‪:‬‬ ‫وبين أن هذه الأسئلة تتعامل مع القرآن‬ ‫‪ ‬صنفان منزلان تمثيلا لكل ما تقدم على‬‫تعامل أي فكر فلسفي لا يرى في النص غير ‪35‬‬ ‫الإسلام من الرسالات المنزلة وهما‬ ‫اليهودية والمسيحية‪5 .‬‬ ‫النص ولا يفترض وراءه ما يقوله النص عن‬ ‫‪ ‬وصنفان طبيعيان تمثيلا لكل ما تقدم‬ ‫نفسه باعتباره عقدا ورسالة منزلة‪.‬‬ ‫على الإسلام من الأديان الطبيعية وهما‬ ‫وطبعا يمكن أن يكون ذلك هو ما ننتهي اليه‬ ‫الصابئية والمجوسية‪.‬‬ ‫بعد البرهان عليه‪.‬‬ ‫‪ ‬والأخير هو الشرك تمثيلا لما دون ذلك‬ ‫من الأديان البدائية‪10 .‬‬‫ولا نستثني إمكانية العكس‪40 :‬‬ ‫لأن الرسول نفسه في حواره مع نصارى‬ ‫بعد الوجه النقدي لهذه الأديان ينبغي أن‬ ‫نجران لم يبدأ فيقول إني على حق‪.‬‬ ‫ننظر فيما يستند إليه النقد‪.‬‬ ‫إنما بداية الحوار وقبل المباهلة كان على‬ ‫طرفي الحوار أن يضعا فرضية أن الحق هو‬ ‫فالمعلوم أن الأديان الفلسفية تتوزع على هذه‬ ‫الأديان الخمسة وخاصة آخرها‪15 .‬‬‫المطلوب في اللقاء ‪45‬‬ ‫ولا يحق لأحد أن يدعي أنه يملكه ليقنع به‬ ‫ولما قلت إني سأتكلم ليس بوصفي مسلما‬ ‫الآخر‪ :‬بحث مشترك‪.‬‬ ‫ومؤمنا بالقرآن قصدت أن كلامي سيكون‬ ‫بوصفي ملاحظا خارجيا يحاول فهم كتاب‬ ‫القرآن يطلب ذلك‪:‬‬ ‫محير لا يشبهه أي كتاب من الكتب التي عرفت‬‫فهو يفرض الموقف على نفسه ملاحظا أن ‪50‬‬ ‫بها هذه الأديان‪20 .‬‬ ‫الاستدلال بـالمعجزات لم يمنع الناس من‬ ‫فسأقوم بفحص يسأل الأسئلة التالية‪:‬‬ ‫التحريف وأنها في الحقيقة للتخويف وليست‬ ‫‪ ‬ما موضوعات القرآن النظرية؟‬ ‫‪ ‬وما موضوعاته العملية؟‬ ‫لإقناع الأحرار‪.‬‬ ‫‪ ‬وما مناهجه التحليلية؟‬ ‫فإذا كان الإيمان الصادق يشترط تبين‬‫الرشد من الغي للإيمان الحر ويرفض الاكراه ‪55‬‬ ‫‪ ‬وما مناهجه التأويلية؟ ‪25‬‬ ‫في الدين فهو يرفض كذلك الوسائل التي‬ ‫‪ ‬وأخيرا ما مجال عمله الذي يطبق فيه‬ ‫ما تقدم مما سألنا عنه؟‬ ‫تخاطب الخيال لا العقل‪:‬‬ ‫تلك هي الأسئلة الخمسة التي سأحاول‬ ‫المعجزة للتخويف وهي إذن خطاب للخيال‪.‬‬ ‫الجواب عنها وكأني لا انتسب إلى الإسلام ولا‬‫‪83‬‬

‫‪ ‬الروحية (بالوساطة الكنسية)‬ ‫فلنحاول الآن الجواب عن أسئلتنا الخمسة‬ ‫‪ ‬والسياسية (وبالحق الإلهي في الحكم)‪.‬‬ ‫حول القرآن‪:‬‬ ‫وإذن فالنقد القرآني ليس ثورة منهجية في‬ ‫تحقيق النصوص وقراءتها فـحسب بل هو ثورة‬ ‫‪ ‬ما موضوع نظره؟‬‫روحية وسياسية هدفها تحرير الإنسان روحيا ‪35‬‬ ‫‪ ‬ما موضوع عمله؟ ‪5‬‬ ‫وسياسيا ليكون سيدا لا معبود له إلا الله‪.‬‬ ‫‪ ‬ما منهج تحليله؟‬ ‫‪ ‬ما منهج تأويله؟‬ ‫ولنعد إلى أسئلتنا الخمسة‪:‬‬ ‫‪ ‬ما مجال عمله؟‬ ‫النظر والعمل والتحليل والتأويل ومجال‬‫العمل (فلسفة الدين وفلسفة التاريخ ‪40‬‬ ‫تلك هي أسئلتنا‪.‬‬ ‫وقد يسأل السائل‪10 :‬‬ ‫القرآنيتين)‪.‬‬ ‫لكن ذلك كله لأجل الثورتين‪.‬‬ ‫ما حاجتك لطرح هذا المشكل الذي يبدو‬ ‫فالثورتان هما شرط الشهادة على العالمين‬ ‫بعيدا كل البعد عن هموم الأمة حاليا؟‬ ‫التي تعني أن المؤمن حر روحيا (لا وساطة)‬ ‫الحاجة‪:‬‬‫وحر سياسيا (لا معبود إلا الله)‪45 :‬‬ ‫إلغاء الكنسية وإلغاء الحق الإلهي في‬ ‫تحرير الشباب من سخافات الحداثيين‬ ‫الحكم هما ثورتا الإسلام الكونيتان‪.‬‬ ‫المتحذلقين‪15 .‬‬ ‫وقد بينت أن الحداثة الغربية (من بداية‬ ‫الإصلاح الديني ق‪ 16.‬إلى نهاية الثورات‬ ‫فهؤلاء بأمية مقززة‬‫السياسية ق‪ 17.‬و‪ )18‬لم تكن إلا سعيا لمحاكاة ‪50‬‬ ‫قرأوا بعض البحوث في النقد الديني‬ ‫هذين الثورتين‪.‬‬ ‫للتوراة والانجيل خاصة‬ ‫لكن المحاكاة وقعت في خطأين جعلاها ترد‬ ‫فقاسوا عليهما النص القرآني‬ ‫الدين إلى الكنسية وإلى الحق الإلهي في الحكم‬ ‫متجاهلين أن هذا النقد دون نقده بكثير ‪20‬‬ ‫فتلغيه بإلغائهما كمن يرمي الطفل المغسل مع‬‫ماء الغسيل‪55 .‬‬ ‫كما وكيفا وخصائص علمية‪.‬‬ ‫علما وأن هذا الشطط لم يكن عاما بل هو‬ ‫فنقد القرآن نقد نسقي لكل التجارب‬ ‫قد سيطر خاصة على علمانية الثورة الفرنسية‬ ‫الدينية التي يدرس تحريفها ليس في نصوصها‬ ‫والمدرسة الشيوعية ظنا أن توظيف المسيحية‬ ‫فحسب بل في سعيها الفعلي لتحقيق قيمها‪:‬‬ ‫من جوهر الدين السوي‪:‬‬ ‫فهي قد حرفت بالوساطة الكنسية وبالحق ‪25‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الإلهي في الحكم‪.‬‬ ‫لم يكتف القرآن بدراسة التحريف النصي‬ ‫ماديا ومعنويا‬ ‫بل درس علل التحريف التي قضت على‬ ‫الحريتين ‪30‬‬ ‫‪4‬‬

‫على أن أحدد فلسفيا الموضوع النظري‬ ‫وبهما تأثر سخفاء الحداثة العربية وورثة‬‫والموضوع العملي والمنهج التحليلي والمنهج ‪30‬‬ ‫الفاشيات‪.‬‬ ‫التأويلي ومجال عمل ذلك كله‪.‬‬ ‫وإذا كان يوجد من تقدم إلى نقد توظيف‬ ‫ولعل البدء بشرح \"مجال عمل ذلك كله\"‬ ‫الدين وجعله للتخدير بدل التنوير فهو القرآن‪:‬‬ ‫وليقرأوا آل عمران والمائدة والبقرة إلخ‪5 ..‬‬ ‫أفضل مدخل‪.‬‬ ‫فالقرآن كتاب مضمونه هو العمل‬ ‫إذا كانوا صادقين في طلب الحقيقة‪.‬‬‫الاستراتيجي الشامل للنظر والعمل في التاريخ ‪35‬‬ ‫هدفي إذن هو جعل الشباب يدرك أن‬ ‫الفعلي من أجل تحقيق قيم رسالة تصل‬ ‫المتكلمين في الدين من \"الحداثيين\" العرب‬ ‫أميون لا يعلمون طبيعة الحداثة ما هي‬ ‫الدنيوي بالأخروي‪.‬‬ ‫ويتصورون أن الأديان كلها من طبيعة واحدة‪10 .‬‬ ‫وبخلاف الخطاب الفلسفي فإن الخطاب‬ ‫فاليهودية دين قبيلة‪.‬‬ ‫القرآني يعكس العلاقة بين النظر والعمل‪:‬‬ ‫والمسيحية هي نفس الدين عمم بمنطق لا‬‫مشروعه هو أن يعمل في التاريخ الفعلي ‪40‬‬ ‫إنسان إلا من تمسح فألّه أحد اليهود بزعم أنه‬ ‫على علم وباستراتيجية تربوية وسياسية‬ ‫ابن الله‪.‬‬ ‫تشرف عليهما دولة شرائعها تحكمها قيم‬ ‫لكن الإسلام هو الديني السوي في كل دين ‪15‬‬ ‫الرسالة‪.‬‬ ‫لم يحرف‪.‬‬ ‫والهدف من هذا العمل هو‬ ‫ويكفي النساء ‪ 1‬والحجرات ‪ 13‬لفهم‬‫‪ ‬تحرير الإنسان روحيا (منع ‪45‬‬ ‫الكنسية والوساطة بين الله والإنسان)‬ ‫الفرق الجوهري ومعنـى الدين الحق‪.‬‬ ‫‪ ‬وتحريره سياسيا (منع الحق الإلهي‬ ‫في الحكم) حتى يتبين الإنسان الرشد من الغي‬ ‫نبدأ الجواب‪20 .‬‬ ‫فالارشيتاكتونيك (نسق علوم العقل)‬ ‫فيكون إيمانه دون إكراه‪.‬‬ ‫الفلسفية حديثة الصياغة وقديمة البنية‪.‬‬ ‫وهي‬‫‪50‬‬ ‫‪ ‬تقابل موضوعيا بين النظر والعمل‬ ‫لن يكون الجواب في التغريد مستكملا‬ ‫‪ ‬وتقابل منهجيا بين التحليل والتأويل ‪25‬‬ ‫شروط البرهان بل هو إشارات لمشروع كتاب‬ ‫‪ ‬وتحدد مجال الانطباق‪.‬‬ ‫فيه الأدلة التي أساسها الفرقان ودافعها‬ ‫الوجدان وغايتها خدمة القرآن دستورا لكل‬ ‫وقد اشرت إلى أن مدخلي سيكون فلسفيا‬‫إنسان‪55 .‬‬ ‫خالصا وليس عقديا‪.‬‬ ‫يعلم أهل الفلسفة‬‫‪85‬‬

‫وهو ما جعل الملائكة تعجب فيرد الله ‪30‬‬ ‫أن أول من عرّف الارشيتاكتونيك أو‬ ‫عليهم‪ :‬بأنه علمه الأسماء كلها‪.‬‬ ‫الميتافيزيقا بأنها ما قبل الطبيعة لا ما بعدها‬ ‫وذلك هو الموضوع الثاني أو الموضوع العملي‬ ‫هو ابن سينا (إلهيات الشفاء)‪.‬‬ ‫الذي يجمع بين‬ ‫وأن أول من صنفها إلى أربعة أقسام هو‬ ‫الغزالي (بنية تهافت الفلاسفة ثلاثة والرابع ‪5‬‬ ‫‪ ‬البراكسيولوجيا (العمل) لأن الإنسان‬‫مستعمر في الأرض ‪35‬‬ ‫هو أسس المنطق)‪.‬‬ ‫ولم يصبح الارشيتاكتونيك ذا صوغ يعتبر‬ ‫‪ ‬والاكسيولوجيا (القيم) لأن الإنسان‬ ‫حديثا بصورة رسمية إلا في عمل فولف الألماني‬ ‫مستخلف فيها‪.‬‬ ‫الذي ميز بين الانطولوجيا العامة‬ ‫فالموضوع العملي‪:‬‬ ‫والأنطولوجيات الثلاثة الخاصة‪10 .‬‬ ‫‪ .1‬أكسيولوجيا عامة‬ ‫وبها نحدد موضوع النظر‪.‬‬‫‪ .2‬ثم أكسيولوجيا إلهية (الله يكتب ‪40‬‬ ‫فلا أحد مهما كان بليد الذهن لم ير في‬ ‫القرآن نظرية الله ونظرية العالم ونظرية‬ ‫على نفسه)‬ ‫الإنسان ونظرية المفهومات العامة التي تشترك‬ ‫‪ .3‬ثم أكسيولوجيا إنسانية‬ ‫فيها هذه النظريات‪15 .‬‬ ‫‪ .4‬ثم أكسيولوجيا عالمية‪.‬‬ ‫وبذلك فالقرآن الكريم مبني على هذا‬ ‫ونظام الوصل بين هذه المستويات الأربعة‬ ‫النظام المفهومي وكأنه فلسفة وجود قبلية‬‫هو نظام الوصل بين النظر والعمل‪45 .‬‬ ‫تتحدد بصفات مطلقة ولا متناهية عند الله‬ ‫لكنها نسبية ومتراتبة عند غيره (كل المخلوقات‬ ‫ونأتي الآن إلى المنهج بعد الموضوعين‪.‬‬ ‫أي العالم والإنسان)‪20 .‬‬ ‫كيف يعرض القرآن الكريم ذلك كله أي‬ ‫وهذه الصفات هي التي صنفنا بمقتضاها‬ ‫النخب أي الإرادة والعلم والقدرة والحياة‬ ‫موضوعات النظر وموضوعات العمل؟‬‫‪ .1‬أولا بالخطاب التحليلي الذي ‪50‬‬ ‫والوجود‪.‬‬ ‫يستدل ويقنع بالجدل والمنطق‪.‬‬ ‫ففي القرآن الله يتصف بهذه الصفات ‪25‬‬ ‫‪ .2‬ثم يستعمل ثانيا أسلوب القصص‬ ‫بصورة مطلقة ولا متناهية‪.‬‬ ‫وضرب الأمثال‪.‬‬ ‫والعالم والإنسان يتصفان بها بدرجات‬ ‫وكلاهما ليس تحليليا بل تأويلي لدى‬ ‫متراتبة ومنزلة الإنسان فيها خولته أن يكون‬‫المتكلم ولدى المخاطب فلا يكون التلقي بالتحليل ‪55‬‬ ‫مستخلفا‬ ‫بل بالتأويل‪.‬‬ ‫وبذلك نصل إلى مجال العمل النظري‬ ‫‪6‬‬ ‫ومجال العمل العملي أي تحقيق الرسالة في‬ ‫التاريخ الفعلي‬ ‫‪8‬‬

‫النساء ‪ 1‬والحجرات ‪25 .13‬‬ ‫والقصد بالرسالة تحرير الإنسان روحيا‬ ‫(التربية) وماديا (الحكم)‪.‬‬ ‫بعد ما بينا في هذه المقدمة هل يمكن‬ ‫الكلام على القرآن وكأنه مثل الكتب التي نعلم‬ ‫فيكون مجال العمل استراتيجية تربوية‬ ‫أنها لاتصل حتى إلى مرتبة الحديث في ثقافة‬ ‫واستراتيجية حكمية وهما وجها السياسة‬‫المسلمين ‪30‬‬ ‫فهل خضع الحديث للنقد أم لا إذا تعلق‬ ‫وتحقيق ذلك يكون بأداتي الفكر النظري ‪5‬‬ ‫الأمر بنقد النصوص بالمعنى الفيلولوجي‬ ‫والفكر العلمي لتحقيق بعدي الإنسان‪:‬‬ ‫‪ ‬المستعمر في الأرض‬ ‫والهرمينوطيقي؟‬ ‫‪ ‬والمستخلف فيها‪.‬‬ ‫ألم يكن أهل الحديث مدرسة في النقد‬ ‫من هنا تضمن القرآن حتما‬‫رواية (التحقق من وجود الحديث) ومتنا ‪35‬‬ ‫(التحقق من مطابقته لما يمكن أن ينسب إلى‬ ‫‪ ‬نظرية في المعرفة ‪10‬‬ ‫‪ ‬ونظرية في العمل‬ ‫الرسول) وحداثيونا دونهم علما؟‬ ‫‪ ‬ونظرية في التربية‬ ‫فكل اعتراضاتهم لا تنطلق من الرواية ولا‬ ‫‪ ‬ونظرية في الحكم‬ ‫من الدراية بل من ايديولوجيا بعضهم يغلفها‬‫بزعم الدفاع عن الرسول والقرآن مبطنين غير ‪40‬‬ ‫‪ ‬ونظرية في أدوات تحقيق الدولة‬ ‫وقيامها بوظائفها أي نظرية الحماية ونظرية ‪15‬‬ ‫ما يظهرون دوما‪.‬‬ ‫الرعاية للمؤمنين والمواطنين الأحرار‪.‬‬ ‫أما القرآن فلم يكن بحاجة للنقد النصي‬ ‫ذلك هو ما يحيرني في القرآن الكريم‪.‬‬ ‫لعلتين‪:‬‬ ‫فما لم يتجاوز الـميثولوجيا في الكتب‬ ‫الأخرى صار استراتيجيا لفعل تاريخي بأدوات‬‫أولا هو نص مبني على نظرية في الوجود ‪45‬‬ ‫بشرية تستعمل العقل لعلم نظام الطبيعة ‪20‬‬ ‫تعتبره هو نفسه مكتوبا وهو يفرض على‬ ‫والتاريخ واستعمالهما لتربية الإنسان وحكمه‪.‬‬ ‫المسلمين كتابة أدنى المعاملات‪.4‬‬ ‫وذلك باستراتيجية تربوية وسياسية تحدد‬ ‫فكيف بكتابته هو؟‬ ‫شروط العمل الذي يحقق شروط حرية الإنسان‬ ‫الروحية والسياسية بدولة شرائعها كونية‪:‬‬‫ََََتَرفوَعمأَُُتكلمجُمدََتيلَذمنُيُبِكِكىومنَُمرهَأَِفَإ َُلَجمرصَحَُنتِجَغامديٌرٌَاًتلحرُااُهَبََوأأَاممَومواامل ََِاإََمركتأََُِْبتملليكامًُخِتَرأاَُبنرِمإَنِلوىمَىَهتَمَاَوُأَكم ََنلجووَِأََلَتي مِنمأمهرشَِِتَهَبذِضَُل مجداُوالكَوَارمُّنًمةشِإََِأهمَ مذَََقحادنااَ َُتساِءَبلِضإاَََُُّيطرذشًةماَعهُِعُتََتممندمِاامَدِديءَُدُاَوَأرََُّعومللَِننلَوُهايََتاوََأَِوََمبَضقمضيلاََنوَرتلُُمكِمَإِكملس َاممألِتحُمََفٌدشَلوَابمهايُاَهَأََوَدََممِسالةن‬ ‫ََََ‪4‬فففومِمملإللََُ{يييم منممَكمكيَُُِلتاتكَاأمُّملميََبهبنَاَوَِبالوممليُّلياَُِنيلُذهُمِكمذِِبليميامِمَلَلنعَََكعلاامِمليآتدَِِِمهذٌُلنباميَِلوبوا َااَحمعلِمَإلَُّسَمعقيَذتمِادهَم َِسشاتِملِهَلفدَُيًَاَودحهََياُّوملناَقأَُتميَموَمأومملش ََِيهِبَبتضي َََِِدكعدمقيامييٍِتاًَِفننٌّالبََِِإلأَملَمأَومىرمبنَنََُهأِلَريََََيموَججكٍَماُِتللسل ََُتيَكمُببِممطمَََيخك َُسَفعِمًّإمَماأسمىمن َِنعمَلمَُلنيفمَُِاممهممَُكهيَُلتُكُشابمَُيهوًَّونئَلُُااوله‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬

‫فإذا وجدت الوساطة بين الإنسان والله‬ ‫لذلك وبخلاف الكتابين الآخرين (التوراة‬ ‫روحيا (الكنيسة) وسياسيا (الحاكم بالحق‬ ‫والأناجيل) كان القرآن يكتب بالتزامن مع‬ ‫نزوله ثم جمع بلجنة علمية وبشرط الشهادة أي‬ ‫الإلهي) كما في المسيحية واليهودية والتشيع‬ ‫شهادة حافظين لكل آية عند تحديد موضعها‬ ‫لم يبق الإنسان مسؤولا ولا معنى للدين‬ ‫من نظامه‪5 .‬‬‫المحرر والمنور لأنه يصبح مستعبدا ومخدرا‪30 .‬‬ ‫وكل الأكاذيب التي حيكت حول النسخ‬ ‫المختلفة تبين طابعها الكاذب‪.‬‬ ‫لكنهم مع ذلك يواصلون التعريض بصحة‬ ‫القرآن تأييدا لتخريف الصفوية عدوة الإسلام‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫أما نقد النصوص الدينية في الفكر الغربي‬ ‫فقد تابعتها من سبينوزا فنازلا وهي تبقى مهما‬ ‫سمت فلسفيا دون ما بينت أن القرآن قد قام‬ ‫به لتحرير ثورتيه من التحريف‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫لم يكتف القرآن بنقد النصوص وبيان‬ ‫مفهومي التحريف المادي (تغيير النص)‬ ‫والمعنوي (تغيير المعاني)‬ ‫بل بين أن أهم التحريفين الكنسية والحق‬ ‫الإلهي في الحكم‪20 .‬‬ ‫ومعنى ذلك أن القرآن لم ينشغل بالنص‬ ‫وحده بل بتحريف ثورتي الرسالة التي هي‬ ‫واحدة من آدم إلى محمد‪:‬‬ ‫تحرير الإنسان روحيا وسياسيا ليتحمل‬ ‫المسؤولية‪25 .‬‬ ‫َ َشش ِمهي ٍيء ٌد َعَِولِإي م ٌنم َت(مف‪َ 2‬ع ُ‪8‬ل‪2‬وا)}َفِ(إانلُهب ُقف ُرةس)و ٌق ِب ُك مم َوات ُقوا اَّلَل َوُي َعِل ُم ُك ُم اَّلُل َواَّلُل ِب ُك ِل‬‫‪88‬‬



‫‪hg‬‬ ‫‪02 01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook