Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore المنعرج الحاسم: ثورة الشباب - فاتحة الإستئناف | الفصل الأول - المستوى الدولي | أبو يعرب المرزوقي

المنعرج الحاسم: ثورة الشباب - فاتحة الإستئناف | الفصل الأول - المستوى الدولي | أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2017-01-13 02:45:17

Description: كانت ثورة الشباب قادحا لتحول تاريخي جعل الشعب يتولى أمره بنفسه. وهو تحول تقدمت عليه عدة محاولات لم تكن كافية لتحقيقه. ولعل أهمها التجربة الديموقراطية الأولى في الجزائر التي اجهضها العسكر والتآمر الدولي في تسعينات القرن الماضي وكذلك التجربة الفلسطينيية في بداية القرن الحالي التي أفشلها الغرب وعملاؤه. لكن سوء التقدير السياسي للحركات الإسلامية كان له دور بسبب الخلط بين الاستراتيجي والتكتيكي في استعادة دور الأمة المرحلي. لذلك فكلتا التجربتين آلت إلى حرب أهلية مدمرة. والوضع الحالي يراد له أن يؤول إلى الفشل مثلهما. فتحقيق الانتقال السلمي لحياة سياسية حديثة هو المستهدف مباشرة لمنع الأمة من استعادة دورها الكوني.
وبمناسبة العيد السادس للثورة أريد أن أقدم شبه كشف حساب لما يجري سعيا لفهم علله القريبة والبعيدة.

Search

Read the Text Version

‫المنعرج الحاسم‬‫ثورة الشباب فاتحة الاستئناف‬ ‫الأسماء والبيان‬ ‫تونس في ‪2017.01.13 /1438 04.14.‬‬



‫المحتويات‬‫المقدمة ‪1 ....................................................................................................:‬‬‫الصراع بين حركة الاستئناف الاسلامي أعدائها‪1..........................................................‬‬‫الفتنة الكبرى و الفتنة الصغرى‪2.............................................................................‬‬‫وضعية الحضارة العربية الإسلامية دوليا وأقليميا ومحليا‪3.................................................‬‬‫طبيعة العلاقة التاريخية والروحية بين الحضارتين الغربية والإسلامية‪4....................................‬‬



‫(المطالب غير المباشرة) فتبين أنه لم يكن استثناء‬ ‫كانت ثورة الشباب قادحا لتحول تاريخي جعل‬ ‫‪ 35‬بل كان من مراحل المسار الطويل لنهوض الأمة‪.‬‬ ‫‪ 5‬الشعب يتولى أمره بنفسه‪ .‬وهو تحول تقدمت عليه‬ ‫عدة محاولات لم تكن كافية لتحقيقه‪ .‬ولعل أهمها‬‫ذلك أن الحركة الإسلامية لم تعد مجرد حركة‬ ‫التجربة الديموقراطية الأولى في الجزائر التي‬‫دفاعية عن الهوية بل اصبحت حركة إيجابية توائم‬ ‫اجهضها العسكر والتآمر الدولي في تسعينات القرن‬ ‫الماضي وكذلك التجربة الفلسطينيية في بداية‬‫بين التاصيل والتحديث وتجمع بين التحرير (من‬ ‫‪ 10‬القرن الحالي التي أفشلها الغرب وعملاؤه‪ .‬لكن‬‫الاستتباع والاستضعاف) والتحرر (من الاستبداد‬ ‫سوء التقدير السياسي للحركات الإسلامية كان له‬‫‪ 40‬والفساد) فاصطدمت الثورة بالإلغائين اللذين‬ ‫دور بسبب الخلط بين الاستراتيجي والتكتيكي في‬‫يمثلهما تحالف بين الدول الاستعمارية المسيطرة‬ ‫استعادة دور الأمة المرحلي‪ .‬لذلك فكلتا التجربتين‬ ‫آلت إلى حرب أهلية مدمرة‪ .‬والوضع الحالي يراد‬ ‫على النظام العالمي وعملائهم في الإقليم والمحل‪.‬‬ ‫‪ 15‬له أن يؤول إلى الفشل مثلهما‪ .‬فتحقيق الانتقال‬‫صحيح أن هذه النظرة الجديدة للحركات‬ ‫السلمي لحياة سياسية حديثة هو المستهدف‬‫الإسلامية لم تكن شديدة الوضوح في المسألة‬‫‪ 45‬الجزائرية فإنها كانته في المسألة الفلسطينية‪.‬‬ ‫مباشرة لمنع الأمة من استعادة دورها الكوني‪.‬‬‫ونفس هذا الإلغاء جرب في مصر وتجريبه ما يزال‬ ‫‪ 20‬وبمناسبة العيد السادس للثورة أريد أن أقدم شبه‬‫جاريا في تونس مع محاولات أبعد غورا (في سوريا‬ ‫كشف حساب لما يجري سعيا لفهم علله القريبة‬‫وليبيا) للحيلولة دون الوصول إلى خسران المعركة‬ ‫والبعيدة‪ .‬فرغم أن ثورة شباب الأقليم الناطق‬ ‫بالعربية في بداية العقد الثاني من هذا القرن لا‬‫الانتخابية بمساندة الأنظمة العميلة التي يراد‬ ‫تبدو ذات صلة بما حدث في الجزائر فآل إلى‬‫‪ 50‬الإبقاء عليها بدلا من الاضطرار إلى استعادتها بعد‬ ‫‪ 25‬الحرب الأهلية بعد إلغاء الانتخابات وفي فلسطين‬ ‫وآل إلى الحرب الأهلية بعد إلغاء مفعول الانتخابات‬ ‫سقوطها كما حدث في مصر وتونس واليمن‪.‬‬ ‫كذلك لعدم انتسابها الصريح للمعركة بين الأنظمة‬‫فبمجرد حصول المنعرج في تونس عم الأقليم‬ ‫العسكرية ذات التوجه العلماني والحركة الإسلامية‬ ‫فإن طابع الصراع الحالي بعد الثورة سرعان ما‬‫وأصبح ظاهرة تتجلى فيها الخصائص العامة‬ ‫‪ 30‬بزر فيه طابع الصراع بين حركة الاستئناف‬‫لوضعية دولية واقليمية ومحلية معبرة عما يختمر‬ ‫الإسلامي وأعدائها‪ .‬لكن الصراع أصبح هذه المرة‬‫‪ 55‬في أعماق فاعليات التاريخ الإنساني كله أعماقه‬ ‫مصحوبا بتقديم المسألة السياسية والاجتماعية‬‫الدالة على فلسفته وعلى الرؤى الوجودية التي‬ ‫(المطالب المباشرة) على المسألة الحضارية الروحية‬‫تتميز بها الحقبة الانتقالية في مصير المعمورة كلها‪.‬‬‫إننا نعيش منعرجا يختم المحاولة الأولى لتغييب‬‫المسلمين عن التاريخ الكوني انتهت بشروعنا في‬‫‪ 60‬حرب التحرير (من الاستتباع والاستضعاف) ويفتح‬‫محاولة ثانية لتغييبهم لمنع شروعنا في حرب التحرر‬ ‫(من الاستبداد والفساد)‪.‬‬‫فصمود الأمة وإفشالها للمحاولة الأولى بحرب‬‫التحرير والشروع في النهوض هو الذي يفسر‬‫‪ 65‬وحشية المحاولة الثانية التي تريد إفشال حرب‬‫التحرر أو الثورة التي استهانوا بها في البداية‬‫وشعروا بخطرها لما اكتشفوا أنها بعيدة الغور وذات‬

‫‪ 35‬وإيران وإسرائيل تمثلان البلدين المعاديين اللذين‬ ‫صلة بمعركة الاستئناف الإسلامي فأسرعوا‬‫يمثلان معولي الغرب لأجهاض محاولة الامة‬ ‫لمساعدة أدواتهم التي ظنوها كافية للقضاء عليها‪.‬‬ ‫ويعسر ان يسلم القاريء بأن ما حدث في بلد صغير‬ ‫استئناف دورها من منطلق الفتنة الكبرى‪.‬‬ ‫مثل تونس يمكن أن تكون له هذه الدلالة وكل هذه‬‫لذلك فثورة العرب اليوم تجد نفسها أمام عائقين‬ ‫‪ 5‬الأهمية‪ .‬لكن الأمر في الحقيقة ليس إلا قادحا لنار‬ ‫متقدة تحت رماد الإقليم الذي يمثل قلب العالم‪ .‬ولا‬‫يردان إلى الفتنتين وهي تتعين خاصة في ملتقي‬ ‫يمكن فهم هذه العلاقة بين القادح التونسي والثورة‬‫‪ 40‬الخطين المتعامدين بين عواصم الخلافة الأربع ‪:‬‬ ‫التي عمت بلاد العرب من المحيط إلى الخليج من‬‫دمشق وبغداد (عاصمتي الخلافة الوسطيين)‬ ‫دون وصلها بما أعد لها على الأقل منذ قرنين أعني‬‫والمدينة واستنبول (عاصمة البداية والغاية) أعني‬ ‫‪ 10‬منذ نهاية السبات الشتوي في دار الإسلام وبداية‬ ‫الصراع مع انحطاط حضارتنا الذاتي الذي مكن‬‫منطلقي الدعوة لبناء قوة ذاتية قادرة على‬ ‫الأعداء من تفتيتها واستعمارها بصورة اضافت إلى‬‫المساهمة في تاريخ العالم الحالي‪ .‬فإشكالية‬ ‫انحطاطها الذاتي انحطاط الحضارة الغربية‬‫‪ 45‬العلمانية أو الفتنة الصغرى (سلاح الغرب‬ ‫الحديثة التي تنكرت لقيمها وتحولت إلى حركة‬‫وإسرائيل) وإشكالية الدين أو الفتنة الكبرى‬ ‫‪ 15‬فاشية مارستها باستعمارها المباشر ثم ورثتها لمن‬ ‫واصلوا سياستها باستعمار غير مباشر هدفه منع‬‫(سلاح الغرب وإيران) تمثلان إشكاليتين حقيقيتين‬‫فضلا عن استعمال الأعداء لهما معولين في الحرب‬ ‫النهضة الإسلامية‪.‬‬‫الحالية على النهضة الإسلامية‪ .‬ولا يمكن الحسم‬ ‫وليس من الصدفة أن تكون الشرارة القادحة للثورة‬‫‪ 50‬من دون علاجهما العلاج الشافي‪ .‬ولعلم الأعداء‬ ‫‪ 20‬قد انطلقت من بلد عربي يبدو ابعد الأقطار لمثل‬‫بهذا البعد الواصل بين مراحل تاريخ العالم‬ ‫هذا الدور‪ -‬تونس‪ -‬وأن يكون تركيز الثورة المضادة‬‫والأقليم والمحل استعملوا الذراعين المعدين لهذه‬ ‫على بلد إسلامي يبدو قد صار أبعد أقطار الإسلام‬‫الوظيفة في استراتيجية دولية لم تبدأ اليوم بل منذ‬ ‫لمثل هذا الدور‪ -‬تركيا‪.‬‬‫إنشاء إسرائيل وقبلهما منذ نشأة حركة الثار‬ ‫لكن إذا وصلنا الأمر بدور المعولين اللذين‬ ‫‪ 55‬المجوسية أي منذ سقوط امبراطورية فارس‪:‬‬ ‫‪ 25‬يستعملهما الاستعمار الغربي للقضاء على سعي‬ ‫الذراع الإسرائيلية وعملاؤها‪.‬‬ ‫الأمة للنهوض أعني محاولة اسقاط عواصم‬ ‫الذراع الإيرانية وعملاؤها‪.‬‬ ‫الخلافة الأربع ومركزي الإسلام الروحيين القدس‬ ‫والحرم يصبح من اليسير فهم العلاقة الوطيدة‬‫وهذا الفصل الأول محاولة لفهم ما جري في دار‬ ‫بين ما يجري حاليا والفتنتين الكبرى (في صدر‬‫الإسلام عامة وفي قلبها خاصة أي في أرض‬ ‫‪ 30‬الإسلام ‪ :‬السنة والشيعة) والصغرى (حاليا ‪:‬‬‫‪ 60‬الناطقين بلغة القرآن منها فآل إلى ثورة الشباب‬‫التي تحررت من ضديدتها أو الصراع بين ممثلي‬ ‫الإسلام والعلمانية)‪:‬‬ ‫فتونس وتركيا تمثلان البلدين العربي والإسلامي‬‫الانحطاطين الذاتي (أدعياء التأصيل أو الأحزاب‬ ‫الذين عرفا الاغراق في الفتنة الصغرى أو المقابلة‬‫الاسلامية ونخبها) والموروث عن الاستعمار‬ ‫(أدعياء التحديث أو الاحزاب العلمانية ونخبها )‪.‬‬ ‫بين الإسلام والعلمانية‪.‬‬‫‪ 65‬وبخلاف ما كنا نـأمل فإن الأحزاب الإسلامية‬‫بينت التجربة أنها لا تمثل الاستئناف بحق إذ‬‫اكتشفنا أنها في الحقيقة مصابة بمرض خبيث هو‬‫النهم العجيب والمتعجل للوصل إلى الحكم لكأنهم‬

‫‪ 35‬بشروط التغيير المتين‪ .‬ذلك ما حاولت أقناع قادة‬ ‫يجهلون أن ذلك سيؤدي حتما إلى تكوين إمارات‬‫حماس به لما نصحتهم بالاكتفاء بالتشريعية وترك‬ ‫منفصلة لا يمكن أن تكون إلا محميات توابع‬‫التنفيذية لفتح بعد الانتخابات مباشرة‪ .‬وعدم‬ ‫بالجوهر وحكامها عملاء مثل الأنظمة الحالية‪.‬‬‫العمل بهذا الرأي أدى إلى الانقسام الذي يمثل‬ ‫ولذلك فهي بسبب هذا الداء لا مختلفة عن‬ ‫‪ 5‬الأحزاب العلمانية التي استسلمت لواقع التفتيت‬‫أخطر نكسة لحركة المقاومة الفلسطينية بالأسلوبين‬ ‫الحالي للأمة ولعلها من جنس الأحزاب الدينية‬‫‪ 40‬المدني والعسكري بعد فشل محاولة الانقلاب على‬ ‫التي كانت في صراع مع الأنظمة العربية العسكرية‬ ‫بنفس المنطق الذي يعيش في ظل ا الحماية‬ ‫حماس‪.‬‬ ‫البريطانية والفرنسية والامريكية‪ ..‬إنها نسخة‬‫ونفس النصيحة قدمتها للنهضة مقترحا الاقتصار‬ ‫‪ 10‬منهما بشكليها المتواليين الفاشي خلال الحرب‬ ‫الباردة ثم المتدثر بدعوى الديموقراطية الزائفة‬‫على السلطة التشريعية والتأسيسية وترك التنفيذية‬‫للحكومة التي نظمت الانتخابات مع المشاركة فيها‬ ‫بعد سقوط جدار برلين‪.‬‬‫‪ 45‬بكتاب دولة حتى يتعرفوا على أوضاع البلاد‬ ‫وأكبر الأدلة أنها بدعوى البراجماتية والتكتيك‬‫والتدرب على قيادة الشأن العام وحتى تستعيد‬ ‫انتهت إلى التحالف مع أفسد ما يوجد في الساحة‬ ‫‪ 15‬السياسية ‪-‬في تونس على الأقل وقبل ذلك في‬‫الحركة منزلتها في كل مستويات الحياة العامة‬ ‫العراق وهي مستعدة لنفس السلوك في سوريا‬‫فضلا عن تجنب الخضوع المباشر للابتزاز وقد‬ ‫ومصر وليبيا‪-‬وتخلت نهائيا عما تدعيه من تمثيل‬ ‫لأهداف الثورة السياسية والاجتماعية التي لم تكن‬ ‫ذكرت لهم أمرين تأكدوا منهما بالتجربة الحية‪:‬‬ ‫بالنسبة إليها إلا فرصة للوصول إلى الحكم بنفس‬ ‫‪ 20‬المنطق السابق عليها فضلا عن المرجعية الإسلامية‬‫‪ 50‬الأول سيزداد الابتزاز الأوروبي حتى يفرضوا على‬ ‫التي أصبح الجميع يتبرأ منها تقديما للقطرية على‬‫تونس دور شرطي لحماية الحدود الجنوبية للقارة‬ ‫ما يتجاوزها لوحدة الأمة ولو بشكلها الكنفدرالي‬ ‫الذي هو أصل نظامها حتى في عز قوة‬ ‫العجوز‪.‬‬ ‫الأمبراطورية الإسلامية بمقتضى حجم دار‬‫الثاني سيزداد الضغط الامريكي حتى يفرضوا‬ ‫‪ 25‬الإسلام‪.‬‬‫التطبيع على الأقل بالحد الذي كان عليه في عهد‬ ‫‪ 55‬النظام السابق‪.‬‬ ‫ومن أوهام أصحاب تقديم التكتيكي تصور الحكم‬ ‫هو السلطة السياسية ولا يدرون أنه في النهاية‬‫وهذه محاولة تهدف إلى فهم ما يجري في وضعية‬ ‫‪ 30‬يحولهم إلى بيادق تستعملها المافية الداخلية‬‫الحضارة العربية الإسلامية دوليا وأقليميا ومحليا‬ ‫وأسيادها في الخارج لتثبيت الحوائل دون الغاية‬ ‫الاستراتيجية لأن من بيده السلطة التنفيذية يكون‬‫من منطلق تعثر الثورة وتوحش محاولات الثورة‬ ‫في هذه الحالة أقل قدرة على تحقيق شروط الغاية‬‫المضادة محليا وأقليما ودولي لأفشال نهوض الأمة‪.‬‬ ‫من المعارض العامل في الأعماق إذا كان بحق يؤمن‬‫‪ 60‬وقد سميت ما يجري بالمنعرج الحاسم لأنه يمثل‬‫غاية اللحظة الحاسمة من السعي إلى استئناف دور‬‫الإسلام الكوني‪ .‬وقد قسمته إلى خمس مسائل‬‫أبدؤها بهذه المسألة المركزية ‪-‬المنعرج الدولي‪-‬في‬ ‫هذا الفصل الأول‪.‬‬‫‪ 65‬فالمنعرج الدولي الذي يعتبر بداية الانتقال إلى‬‫نظام عالمي جديد وثيق الصلة بما تتحدد به منزلة‬‫جغرافية دار الإسلام وتاريخها في تاريخ العالم كله‬‫منذ نزول القرآن ونشأة دولته التي كانت في صراع‬

‫‪ 35‬أنتجاه في رؤية التاريخ وأساسها الديني أو‬ ‫مع الامبراطوريات المسيطرة على قلب العالم‬‫الفلسفي‪ .‬وبذلك تكون المنعرجات خمسة مركزه‬ ‫الجامع بين القارات الثلاث ‪ :‬آسيا وأوروبا‬‫هذا الذي بدأنا به أي ما يعيشه العالم حاليا من‬ ‫وافريقيا‪ .‬وقد كانت الحرب سجالا مع القوى‬‫عولمة متوحشة وصراع بين من يحاولون التحرر‬ ‫الدولية المعادية فكان منها ما تغلب على المسلمين‬ ‫‪( 5‬الامبراطوريات المسيحية بعد غلبتها العلمية‬‫منها (الثورة) ومن يحالون ترميمها للإبقاء عليها‬ ‫والاقتصادية والعسكرية) وكان منها ما قضي على‬‫‪( 40‬الثورة المضادة) في العالم كله وليس في دار‬ ‫أمبراطوريته ويريد الآن استردادها مع نزعة‬‫الإسلام وحدها‪ .‬وتلك هي علة كلامي على‬ ‫انتقامية متوحشة (اليهودية والمجوسية) ولهذه‬ ‫الصلة بعدان أولهما يتعلق بما تأخر عما يجري في‬ ‫الاستئناف‪.‬‬ ‫‪ 10‬أحداث هذا الانتقال والثاني بما تقدم عنها ‪:‬‬‫ولما كنا نعتبر الحاضر بؤرة بعدي الماضي حدثه‬ ‫فهذا الانتقال مخاض بالغ التأثير في الوضع‬‫وحديثه وبعدي المستقبل حديثه وحدثه فإن حاضر‬ ‫الإقليمي والمحلي الحاليين لأن الساعين إليه جعلوه‬‫‪ 45‬الإسلام بهده الأبعاد الأربعة هو لحظة استئناف‬ ‫مدار حرب بالوكالة أولا ثم مباشرة للحصول على‬‫دوره الكوني التي تعتبرها قوى الاستعمار العالمية‬ ‫موضع قدم في جغرافيته الاستراتيجية وفي إمكاناته‬‫وعملاؤهم ظاهرة مناقضة لرؤاهم ومطامحهم في‬ ‫‪ 15‬المادية‪.‬‬‫الاستحواذ على حيزه الجغرافي لعلل‬ ‫لكنه انتقال بالغ التأثر بما تقدم من تاريخ العالم‬‫جيواستراتيجية وثرواته لعلل اقتصادية‪ .‬وإذا كان‬ ‫عامة وخاصة تاريخ العلاقة بين عالم الشرق‬ ‫الإسلامي وعالم الغرب المسيحي لأن رؤية القوى‬‫‪ 50‬مآل الصراع في نهاية القرون الوسطى اضطرار‬ ‫المؤثرة حاليا لها رؤية للتاريخ ولماورائه متنافية مع‬‫الغرب للاحاطة بدار الإسلام التي استعصت‬‫عليهم واستعباد باقي البشرية بالقضاء على‬ ‫‪ 20‬الإسلام وتعاديه‪.‬‬‫المسالمين منها (الأمريكتان) فإنهم اليوم اكتشفوا‬ ‫لذلك بدأت به المحاولة‪ .‬فهو منطلق فهم حاضر‬‫ان الاستعصاء بات أكبر والأحاطة بها بات‬ ‫الإقليم و المحل لكنه لا يفهم إلا بطبيعة العلاقة‬‫‪ 55‬مستحيلا لتمددها في العالم كله‪ .‬لذلك فالكثير‬ ‫‪ 25‬التاريخية والروحية بين الحضارتين الغربية‬‫منهم قد يميل في نهاية القرون الحديثة إلى منع‬ ‫والإسلامية‪ .‬فهو وضع ناتج عن رؤية مابعد تاريخية‬‫الاستئناف بالاستتباع الحضاري معاملة المسلمين‬ ‫كذبها التاريخ رؤ ية مستمدة من دين وفلسفة‬ ‫ينكصان بالإنسانية إلى التاريخ الطبيعي وينفيان‬‫معالمتهم للهنود الحمر بإرجاعهم إلى الوثنية‬ ‫إصلاح التحريف بتحرير الإنسان روحيا من سلطة‬‫والقبلية والطائفية حتى يغرقوا في حروب دينية‬ ‫‪ 30‬الكهنوت الديني أو العلماني وسياسيا من سلطة‬‫‪ 60‬وأهلية لا تتوقف فيقضوا على أنفسهم بأنفسهم‪.‬‬ ‫الحق الإلهي (ما يزعم من شرعية دينية) أو الحق‬‫وبذلك يتبين التوالج بين المستويات الدولي‬ ‫الطبيعي (ما يزعم من شرعية طبيعية) في الحكم‪.‬‬ ‫فيكون المنعرج في النظام العالمي علة لمنعرجين‬‫والإقليمي والمحلي في صلة بالأزمة الإنسانية العالمية‬ ‫ينتجان عنه في الإقليم والمحل ومعلولا لمنعرجين‬‫ومنزلة دور الإسلام والمسلمين فيها بصورة تعيد‬‫دورهم التاريخي الكوني إلى واجهة السياسة الدولة‬‫‪ 65‬ليس بوصفهم مجرد موضوع نزاع عليهم كما كانت‬‫الحال منذ عصر الانحطاط بل موضوع صدام‬ ‫معهم خوفا من الاستئناف‪:‬‬

‫‪ 35‬جغرافيته في تاريخه (تراثه الروحي والثقافة)‬ ‫الفصل الأول وهو القلب محورا لما قبله ولما بعده‪:‬‬ ‫وبأثر تاريخه في جغرافيته (تراثه المادي‬ ‫المنعرج الدولي‪.‬‬ ‫والاقتصاد) وبالمرجعية الكونية التي أصلح بها‬ ‫الفصل الثاني الأثر الأول للمنعرج الأول‪ :‬المنعرج‬‫القرآن الكريم التحريف الديني والتحريف الفلسفي‬ ‫الإقليمي‪.‬‬ ‫فخلصهما من العنصرية والطبقية لاعتباره البشر‬ ‫‪ 5‬الفصل الثالث الأثر الثاني للمنعرج الأول والثاني ‪:‬‬ ‫‪ 40‬اخوة (النساء ‪ )14‬وللمساواة بينهم (الحجرات‬ ‫المنعرج المحلي‪.‬‬ ‫‪ )13‬بثورتين روحية تحرر الأفراد من الكنسية‬ ‫الفصل الرابع العلة المباشرة للمنعرج الأول‪:‬‬ ‫سواء كانت دينية أو علمانية وسياسية تحرر‬ ‫الميتاتاريخ الهيجلي‪.‬‬ ‫الجماعات من حكم يعلو عليها باسم الحق الإلهي‬ ‫المنعرج الخامس العلة غير المباشرة للمنعرج الأول‪:‬‬ ‫او الحق الطبيعي(الشورى ‪ 38‬والنساء ‪.)58‬‬ ‫‪ 10‬المنعرج القرآني‪.‬‬ ‫‪45‬‬ ‫والوضعية الدولية الحالية لها وجهان كلاهما‬ ‫يجعلها في صراع حتمي مع الاستئناف الإسلامي ‪:‬‬ ‫فهي أولا محاولة لتجاوز النظام العالمي في بعده‬ ‫المادي لوضع أسس نظام مادي جديد لم يعد الغرب‬ ‫‪ 15‬فيه هو الوحيد المسيطر على العالم بالعلم والتقنية‬ ‫والقوة المادية اقتصاديا وعسكريا‬ ‫وهي ثانيا محاولة لتجاوز النظام العالمي في بعده‬ ‫الروحي لوضع أسس نظام روحي جديد لم يعد فكر‬ ‫الحداثة الغربية هو الوحيد المسيطر على العالم‬ ‫‪ 20‬بقيمه ونموذج عيشه الاجتماعي والسياسي‪.‬‬ ‫ولهذه العلة فإن منزلة المسلمين والإسلام أصبحت‬ ‫مركزية لأنه بتحيزه المكاني والزماني يمثل بؤرة كل‬ ‫التحولات التي سيمر بها العالم الجديد بسبب ما‬ ‫تشغله دار الإسلام في النظام العالمي المادي بما لها‬ ‫‪ 25‬من منزلة جيواستراتيجية ووزن في شروط‬ ‫الحضارة المادية أرضا وجوا وبحرا وثروات وطاقة‬ ‫وما تشغله حضارة الإسلام في النظام الروحي‬ ‫الجديد من ضرورة تجاوز التحريفات التي طرأت‬ ‫على رؤى الإنسانية الدينية والفلسفية لأعادة النظر‬ ‫‪ 30‬في منزلتها الوجودية وفي طبيعة علاقاتها بعضها‬ ‫بالبعض وبما عداها من الموجودات في الكون‪.‬‬ ‫ومعنى ذلك أن الإسلام أصبح بمقتضى الأحياز‬ ‫الخمسة التي يتقوم بها وجود الإنسان من مقومات‬ ‫النظام المنشود فهو بجغرافيته وبتاريخه وبأثر‬

5



‫‪hg‬‬ ‫‪02 01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬