أبو يعرب المرزوقي الأسماء والبيان
المحتويات1 تنبيه مدير الصفحة1 : النص1 : الكأس فاضت 2 -المسألة الأولى4 : -المسألة الثانية4 : المسألة الأولى 5
هذه رسالة مفتوحة نشرها الأستاذ منذ سنين بمناسبة الحملة على الشيخ يوسف القرضاويبمناسبة موقفه الحاسم من خدعة تقريب المذاهب .نعيد نشرها لأن بعض العرب يعيشاليوم وضع من ينسيه القطار المار أمامه عن القطار الذي خلفه والذي قد يكون أخطر منهعلى وجوده .صحيح أن إسرائيل وعملاءها يحاربون الربيع والمقاومة السنية والنظامينالمتعاطفين معهما .لكن ذلك لا ينبغي أن ينسينا أن إيران عدو فلا ينبغي أن يصبح ما يجريفرصة لها لكي تستعيد ما خسرته من قلوب السنة بعد أن فهمت خدعة \"المقاومة\" والعنترياتإزاء أمريكا وإسرائيل لربح قلوب العامة وهي تحتل أضعاف أضعاف ما تحتله إسرائيل منأرض العرب وتسعى لاسترداد امبراطورية فارس مثلها مثل إسرائيل التي تسعى لاسترداد امبراطورية دواد.بعد الحملة الأخيرة التي تعرض إليها الشيخ القرضاوي بدأ الكثير يفهم طبيعة الحربالخفية التي تديرها الفنيات الباطنية للحوزات والأحزاب الشيعية في كل أقطار الأمةالإسلامية .وقد حاولت في رسالة وجهتها إلى السيد حسن نصر الله تنبيهه إلى أن خطابهالمتلفت إلى الماضي تذكيرا بالعداوات التاريخية بين السنة والشيعة يجعل كل كلامه علىالمقاومة مجرد شعار لتمرير المشروع الحقيقي الذي يرمز إليه كلامهم على مصر :ادخلوهابسلام أعني أعيدوا غزوها ومعها كل المغرب العربي كما فعل الفاطميون جمعا بين شعاراتآل البيت وشعارات المقاومة .والمعلوم أن عبارة آل البيت في القرآن الكريم لم ترد إلا 81
مرتين واحدة على آل بيت إبراهيم والثانية على نساء الرسول .وكل ما عدا ذلك من أوهام الباطنية.ورغم أن الداء مستفحل فإن العلاج لا يزال مقصورا على الأعراض الجانبية تاركاحصان طروادة باسم الخوف على المقاومة والتصدي حصرا إياهما فيما يحقر من المقاومةالفعلية حتى صارت المقاومة التي هزمت أمريكا في العراق تتهم بالنزعة التكفيريةوالطائفية والمقاومة التي تناوش إسرائيل في جنوب لبنان كلما احتاجت إيران إلى ذلك فياستراتيجيتها التفاوضية توصف بالثورية وغير الطائفية في حين أن خطاب رئيسها في كلمناسبة دينية مداره الأساسي التذكير بالعداوات الماضية ونكئ الجراج بين السنة والشيعة.ولما كنت منذ أمد بعيد أرى العكس تماما ولم انتظر ما حدث مؤخرا الشيخ القرضاويفقد راسلت السيد نصر الله عن طريق القدس برسالة مفتوحة .ثم كتبت النص التالي بعدسماعي لخطاب المفاجأة الكبرى التي أعلن عنها حسن نصر الله ومحاولته تزييف التاريخالنضالي العربي كله لحصره في دور حزبه .وهو نص أبين فيه الخطر المحدق بالأمةالإسلامية عامة وبقلبها أعني الأمة العربية خاصة أعني بصريح العبارة الحلف الخفي بينالحرب الباطنية على قيام الأمة الروحي المستقل (إيران والطائفية) والحرب الظاهرية على قيامها المادي المستقل (إسرائيل والعنصرية).مهما حاول المرء الابتعاد عن السياسة ليفرغ إلى هموم الفكر في بعائد الأمور تأتيالأحداث لترغمه على الكلام فيها من منطلق آثار القرائب في البعائد وأهمها الحيلولة دونالأمة وتواصل العمل النهضوي بما تؤدي إليه عنتريات الزعماء المغررين بشعوبهم مننكبات تغرق الأمة فيما لا مخرج منه .فخطاب السيد حسن نصر الله الذي تكلم فيه علىالمفاجأة الكبرى التي ستقضي على إسرائيل ذكرني بعنتريات ما قبل 67وما آل إليه أمر تلك العنتريات من توطيد الوجود الإسرائيلي باسم القضاء عليه.ذلك أن هذا الخطاب لم يعد صاحبه مقصورا همه على أخذ لبنان رهينة لسياسات إيرانبل كل الوطن العربي :فالتهديد بالمفاجأة الكبرى يعني استعمال سلاح للدمار الشامل أو 82
على أدنى تقدير البلوغ بالمقاومة إلى حد توريط الدول العربية في حرب لن تتوقف من دون نصر ساحق للحلف الغربي الذي لن يسمح بهزيمة إسرائيل التي تعني نهايتها.لست أشك في أن استعمال هذه الاستراتيجية التي تجعل الوطن العربي كله وليس لبنانوحده رهينة لطموحات إيران ليس هو ما يراه الشعب العادي الذي يقتصر مدى رؤيته علىما تصبه في آذانه دعاية الفضائيات الشيعية التي تفسد الأديان والعقول .لكني لم أكنأتصور زعيما يزعمون أنه لا يكذب يزعم أن نصره الأخير هو الذي أنقد المنطقة منالتفتيت وليست المقاومة العراقية (التي هي تكفيرية في أدبياته=إرهابية عند حلفائهالحقيقيين أي الأمريكان) والفلسطينية (التي هي جبة عثمان في دعايته وليست قضية الأمة)!لا غرابة عندئذ أن يلجأ مثل هؤلاء الزعماء في ديماغوجيتهم إلى الاستراتيجيات التيتؤسس سلطانهم على تعمية البصائر روحيا فتفسد الدين وتعميتها عقليا فتفسد السياسة:العداء الأسود لرموز التاريخ الإسلامي الوسيط والحالي وتمريره بالعنترية الكاذبة ضدعدو يثبتون عليه اهتمام العرب لمنعهم من إدراك أمرين أخطر على وجودهم المديد من كل الأخطار العرضية:الحلف الخفي بين هذا العدو وأصحاب العنتريات الذين يسعون إلى غزو حماسة الشبابواللعب على وهم محاربة هذا العدو وهم يساعدونه بتهديم أسس القيام نفسه :أعني حصانة الأمة الروحية التي هي السنة.والبدائل الممكنة لتحقيق شروط الغلبة على العدو حصرا للعمل فيما يقترحونه هم منتوجهات تحقق أهداف إيران لا أهداف العرب لكأن العرب بات خيارهم الوحيد هو التبعية لإيران أو لإسرائيل وليس لهم الحق في أن يكون لهم خيارهم الخاص.ذلك أنهم يعلمون طبعا أن الشعب لن يسألهم-بعد أن صار جل نخبه أجراء في صحفهموفضائياتهم أو سجناء في معازلهم ومحمياتهم -لما لا يتكلم العدو على ما عنده من مفاجآتلست أشك أبدا في أن حسن نصر لا يجهلها ولا يجهل أن خردة الجيش الإيراني أمامها لاتساوي استراتيجيا نبال الهنود الحمر فضلا عن كونها في حال الحرب لن تدمر إلا الوطن 83
العربي لا إسرائيل فضلا عن أمريكا :وكم أعجب للاستراتيجيين المزعومين في تخريفهماليومي في الفضائيات على خوف أمريكا وإسرائيل من رد إيران وهم إذا كانوا لا يعلمون سخف مثل هذا الكلام ينبغي أن يعتبروا جاهلين بموازين القوة الفعلية !فالحرب عندما تقع بين الدول ليست من جنس المناوشات بين الجيوش والمقاوماتالشعبية .ليس لها حد تقف عنده لأن المهم فيها هو لمن تكون الكلمة الأخيرة :ولا يمكن أنتكون الكلمة الأخيرة لمن يملك بعض النبال البدائية حتى لو تركه عدوه يتعنتر لكونهجنديا في استراتيجية همها جعل المسلمين يهدمون بعضهم البعض .لكن حسن نصر اللهيتجاهل هذه الحقائق لأن الدمار الشامل لن يوجه إليه ولا إلى حليفه بل إلى آخر دولة ماتزال قادرة على البقاء عربية في القسم الآسيوي من الوطن العربي إذا جروها إلى الحربلتكون مثل العراق ساحة تلهية للوحش الأمريكي إلى أن تحقق إيران ما تتصوره حصونهاالحامية للنظام الآيل إلى الزوال حتما بمقتضى المنطق الإيراني الداخلي فضلا عن المنطقالعالمي :المستهدف هو سورية حتى تصل إيران إلى الأبيض المتوسط مرورا بالعراق فسورية فلبنان.وحتى أبين أن فهمي هذا ليس فيه من التجني على الرجل أدنى ذرة سآخذ المسألتينالرئيسيتين اللتين يبني عليهما كل خدعه .إحداهما سلبية وهي نفي تهمة الطائفية.والثانية إيجابية وهي اتهام من يعارضه بكونه عميلا لأمريكا .وسأبدأ بالثانية لكونها هي الأداة الرئيسية لإسكات كل من يتفوه بنقد أو ينبه إلى خطر الأولى التي يتبرأ منها.أيهما أي أكثر خدمة للمشروع الأمريكي استراتيجية الصدام الإيرانية المزعومة أم استراتيجية السلم التي اختارها العرب؟هل الطائفية تهمة للحزب والشيعة وإيران أم هي حقيقة فعلية تفسر كل الأحداث الجارية وإن كانت أجلى صوره مقصورة على العراق؟ 84
أيهما أي أكثر خدمة للمشروع الأمريكي استراتيجية الصدام الإيرانية المزعومة أم استراتيجية السلم التي اختارها العرب؟سأسلم تياسرا بأنه يحق لحزب هامشي في الاستراتيجية السياسية العربية أن يسعى لفرضبدائل في الخيارات الاستراتيجية التي أجمعت عليها الدول العربية في أغلب قممها أعنيالسلم خيارا استراتيجيا .وسأحاول بيان أن هذا السعي ليس مقنعا عقلا حتى لو قبلنا بهخلقا .فالعرب قد اكتشفوا بعد آخر حرب كان لهم فيها النصر النفسي على العدو أن سرقوة إسرائيل ليس القوة العسكرية التي لا يجهلها أحد لأنها تتضمن كل القوة الغربيةالمستعدة للتدخل في حال أي خطر حقيقي قد يهدد الوجود بل هو بالذات وهم هذا الخطر الذي تلعب عليه إسرائيل لكي تبقى على هذا الالتزام الغربي ذي الوجهين: -منع العرب من الفراغ للبناء والنهضة حتى لا يتحقق ما يخافون منه أعني ما توهمه إسرائيل أنه موجود بالفعل وهم يعلمون أنه موجود بالقوة. -وتقوية إسرائيل ومدها بالضمانة الاستراتيجية بصورة تجعلها دائما أقوى من كلالعرب مجتمعين لعلمهم بأن المنع مهما كان قويا لن يغير سنن التاريخ :فالوطن العربي بما له لا يمكن منعه من النهوض رغم أن تعطيله ممكن.وإذن فخيار العرب الاستراتيجي ليس هو رفضا للحرب أو خوفا منها بحيث يتعنتر عليهمموظفي البسدران بدليل أن الذي رجح هذا الخيار وخونه أصحاب الخيار الثاني في خدمةغباء الحركات الإسلامية السنية ذات الطوية البريئة والمخطط الإيراني بعيد الغور لميقدم عليه إلا بعد أن ألغى الحاجز النفسي الذي كان يجعل إسرائيل منتصرة قبل أن تحاربوالعرب منهزمين قبل أن يحاربوا .بعد ذلك أقدم على نزع سلاح إسرائيل الأقوى :حجةالشعب المضطهد الذي يحيط به برابرة يرقصون ليلا نهارا كالهنود الحمر لسلخ جلدةرأسه .وهذه الحجة هي التي تجعل حزب الله ومن يجعلهم بدعايته المزيفة يتصورون الأمور على منواله بحسن ظن أو غباء الحليف الوحيد لمحافظة إسرائيل على أقوى أسلحتها. 85
كان الهدف الأساسي من استراتيجية السلم العربية تحقيق عكس الهدفين الإسرائيليين.وقد تحقق الكثير منهما رغم ما حصل من الحوائل التي كانت بدايتها بالذات مناوراتالثورة الإيرانية والحرب العراقية الإيرانية التي هي العلة الأولى والأخيرة للحرب العراقية الكويتية فضلا عن غباوات صدام وابن لادن: .1الأول عكس قضية الشعب المضطهد بحيث يصبح الفلسطينيون في موقع اليهود في الضمير الغربي وهو ما بدأ يحصل قبل الحادي عشر من سبتمبر. .2والثاني هو الفراغ للعمل النهضوي الحقيقي أعني إصلاح شروط القوة الفعلية: أي الاقتصاد والتعليم والوعي السياسي والاجتماعي للمواطن العربي.ذلك أن مجرد إرجاع إسرائيل إلى حجهما المتقدم على 67يعد أكبر هزيمة لإسرائيلفضلا عن كونه علامة على تخلص العرب من العنتريات الجوفاء التي أوصلت إلى نكبة 67فضلا عن بعث الشعب الفلسطيني .هذه الإنجازات كافية لتحقيق هدف الاستراتيجيةالعربية فتصبح إسرائيل مجرد قاعدة استعمارية يمكن للاستعمار أن يتركها تسقط كما تركجنوب إفريقيا والمستعمرات التي سلمتها بريطانيا للصين وكما سيكون مصير تايوان .ينبغيأن يصبح العرب بعكس ما يريد أمثال نصر الله في حال لا تكون فيها إسرائيل مشكل منحجمهم التاريخي (كما فعلت الصين في مسألة تايوان) بل المشكل هو موقعهم في عالمالأقطاب الخمسة أي أمريكا والأقطاب الأربعة المحيطة بالوطن العربي خاصة والعالم الإسلامي عامة.لكن ذلك لو تحقق لن يسمح لإيران بتحقيق حلمها .وتلك هي وظيفة الأحزاب التي منجنس حزب الله :جعل الوطن العربي كله جنوب لبنان كما فعلوا بالعراق ويسعون إلى فعلهبسوريا حتى يحمي النظام الإيراني أولا ويحقق ما يتصوره معيدا إليه دور الشاه في عالمالأقطاب الخمسة المقبلة :الصين والهند شرقا وأوروبا وروسيا غربا وفي القلب الولاياتالمتحدة وإسرائيل وإيران وتركيا بعد إلغاء الوطن العربي قلبا موحدا للعالم الإسلامي الذي يكون قد نهض بقيم الصحوة الحديثة. 86
التهديد الإيراني لإسرائيل والذي لا أحد له ذرة من عقل يحمله محمل الجد هدفهالرئيس هو تقوية إسرائيل لتعطيل المارد العربي الذي يعلم الجميع أنه سيكون في منتصفالقرن من حجم الهند الحالية عددا وعدة فضلا عما يملك من الثروات البشرية والماديةليس لإيران ولا لإسرائيل ولا لأي قوة إقليمية قابلية للمقارنة معها :وإذن فالمطلوب هوتعطيل هذا المارد ومن ثم أداء خدمة لم تكن إسرائيل تحلم بها .فإذا ساعدت إيران علىتحطيم الخطر الأكبر فلا بأس من مهادنتها لأنها مهما فعلت لن تكون قادرة على تمثيل خطرعلى أحد :لا بأس من تحمل ثرثرة نجاد وعنترياته وانتصارات نصر الله المزعومة التيألغت كل النضال العربي منذ قرن فصارت هي الوحيدة الممثلة لتاريخنا المعاصر الذي تكتبه دعاية الحزب والصحافيين المأجورين.فما عند إيران من ثروات مادية وبشرية مهما فعلت لن يجعلها في وضعية أفضل منوضعية كوريا الشمالية حتى لو فرضناها حصلت على السلاح النووي الذي لن يمثل خطراإلا على شعبها لأن العدو سيفجره حيث هو .فدخلها القومي الخام لا يكاد يمثل شيئا يذكر.والنظام متفكك لامحالة لعلتين :فلا هو مؤات للعصر محليا إذ لن يقبل الشعب الإيرانيالعيش الدائم تحت الملالي ولا هو قادر على تحقيق التحديث الشارط للقوة والإبقاء علىسلطان الحوزات سلطانها الذي يخدر الشعوب ليبقيها في القرون الوسطى سعيا إلى الانتقام لمجد فارس بقلب قيم الإسلام الذي يتهم العرب بتهديمه بها قبل قلبها.إذا كان زعماء الشيعة-ولن أتكلم عن الشعب المسكين الذي يكفي أن ترى كيف يخدروه في المآتم وفي الاستعراضات الفاشية -يؤمنون فعلا بأن أمريكا وإسرائيل عدو: .1فليفسروا لنا مدلول حلفهم معهما ليس في غزو العراق فحسب بل في حكمهوإخراجه من التاريخ العربي وفي حلفهم معهما في أفغانستان بنفس الطريقة التي تحالفوابها مع الصليبيين ومع المغول وحتى في حلفهم معها ضد باكستان التي مكنتهم من الأسرار النووية. .2وليفسروا لنا أسباب التركيز المرضي على الماضي في الكلام على كل ما يعتز به المسلمون بمنطق لا تجده حتى عند غلاة المسيحية الصهيونية. 87
.3وأخيرا فليفسروا لنا سكوت العدو على ثرثراتهم وتهديداتهم التي لو كانت حقاجدية وليست جزءا من خطة لغزو القلوب والعقول البريئة للشعوب العربية التي يريدونإقناعها بأنهم يحاربون باسمها أعدى أعدائها في حين أنهم يفرشون لهم الورود لتهديمأركان الأمة بدءا بالعراق وتثنية بسورية وربما ختما بالخليج كله بعد الفراغ من مصر لا قدر الله. يتبع. 88
02 01 01 02تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي :محمد مراس المرزوقي
Search
Read the Text Version
- 1 - 14
Pages: