Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore أزمة أصول العقيدة - نظرية العقائد - الفصل الأول: الآية 177 من سورة البقرة - أبو يعرب المرزوقي

أزمة أصول العقيدة - نظرية العقائد - الفصل الأول: الآية 177 من سورة البقرة - أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2017-02-09 17:45:01

Description: تكلمت على أزمة أصول الفقه وبينت أنها راجعة إلى تقزيم الفقه ذاته بوصفه العلم الرئيس مثل الفلسفة حكمة نظرية وعملية لتحقيق رسالة المكلفين.
وما كان هذا التحريف يحصل لو لم يتقدم عليه تحريف أصول العقد أو العقيدة التي تم تجاهل تحديد القرآن لها فأصبحت تتلون وتتعدد مثل نحل المتكلمين.
وما نراه من صراع أمراء الحرب المحرفين للجهاد أصله صراع أمراء الحرب المحرفين للاجتهاد.
فشيوخ أمراء الحرب هم رمز الانحطاط في الشرائع والعقائد
ولست أشكك في حسن نيتهم فتحريف الفقه وأصوله صار مناخا يجري في إطاره تفكيرهم الاجتهادي والجهادي الذي يتبع التحريف فيشوه الإسلام وهو يظن خدمته.
وأنت تجد كل زعيم حرب في القتال بالسيف مصحوبا بشيخ ممثل لزعيم حرب في القتال باللسان فتفتت المقاومة العسكرية أصله تفتيت المقاومة الفكرية.
القصور ليس في شباب المقاومة بل في قياداته العسكرية والفكرية التي ما زالت غارقة في تحريف الشريعة والعقيدة بسبب قلب المتكلمين لفصلت 53
كل المتكلمين بلا استثناء بدلا من أن يطلبوا حقيقة القرآن في آيات الآفاق والأنفس التي هي من عالم الشهادة القابل للعلم تركوها وطلبوا الغيب (الذات والصفات والمقاصد إلخ).

Search

Read the Text Version

‫أزمة أصول العقيدة‬





‫أزمة أصول العقيدة‬ ‫نظرية العقائد‬ ‫الفصل الأول‪ :‬الآية ‪ 177‬من سورة البقرة‬ ‫‪2017-02-09 /1438 -05-12‬‬

‫‪1‬‬ ‫مدخل‬ ‫التحريف العقدي‬ ‫‪1‬‬ ‫تحريف التفسير (أصل علوم الملة)‬ ‫‪1‬‬ ‫بيان تضمن الآية للعقيدة كلها‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫العروة الوثقى‬ ‫‪4‬‬ ‫الملاحظة الأولى‪ :‬الوصل بين العقائد والصرف الشرعي للمال‬ ‫‪4‬‬ ‫الملاحظة الثانية‪ :‬المفهوم الأسمى في القرآن‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الملاحظة الثالثة‪ :‬البعد الاجتماعي من العبادة‬ ‫‪5‬‬ ‫الملاحظة الرابعة‪ :‬الوصل بين نوعي الجهاد‬ ‫‪5‬‬ ‫الملاحظة الخامسة‪ :‬ما المؤمن؟‬ ‫‪5‬‬ ‫أساس الكنسية‬ ‫‪6‬‬ ‫خاتمة‬



‫في تحريف الشريعة والعقيدة بسبب قلب‬ ‫تكلمت على أزمة أصول الفقه وبينت أنها ‪5‬‬ ‫المتكلمين لفصلت ‪53‬‬ ‫راجعة إلى تقزيم الفقه ذاته بوصفه العلم‬ ‫الرئيس مثل الفلسفة حكمة نظرية وعملية‬‫كل المتكلمين بلا استثناء بدلا من أن يطلبوا ‪30‬‬ ‫لتحقيق رسالة المكلفين‪.‬‬ ‫حقيقة القرآن في آيات الآفاق والأنفس التي هي‬ ‫من عالم الشهادة القابل للعلم تركوها وطلبوا‬ ‫وما كان هذا التحريف يحصل لو لم يتقدم‬ ‫الغيب (الذات والصفات والمقاصد إلخ)‪.‬‬ ‫عليه تحريف أصول العقد أو العقيدة التي تم ‪10‬‬ ‫واستنادا إلى علم زائف بالغيب وضعوا‬ ‫تجاهل تحديد القرآن لها فأصبحت تتلون‬‫عقائد فصار لكل فرقة كلامية عقيدة وفتت ‪35‬‬ ‫وتتعدد مثل نحل المتكلمين‪.‬‬ ‫الإسلام عقديا فكانت حروب الفرق الكلامية‬ ‫بداية الحروب الفعلية‬ ‫وما نراه من صراع أمراء الحرب المحرفين‬ ‫هدفي في هذه المحاولة بيان هذا التحريف‬ ‫للجهاد أصله صراع أمراء الحرب المحرفين‬ ‫العقدي الذي أسس للتحريف الفقهي‬ ‫للاجتهاد‪15 .‬‬‫وترتب على التحريفين الأصل والفرع ما ‪40‬‬ ‫فشيوخ أمراء الحرب هم رمز الانحطاط‬ ‫نراه من انحطاط في علاج أدوائنا‪.‬‬ ‫في الشرائع والعقائد‬ ‫والمنطلق هو العودة إلى القرآن نفسه كيف‬ ‫ولست أشكك في حسن نيتهم فتحريف‬ ‫يحدد ذاته ودوره بوصفه التذكير الأخير الذي‬ ‫الفقه وأصوله صار مناخا يجري في إطاره‬‫ينذر ويبشر البشرية مع نقد جذري لتجاربها ‪45‬‬ ‫تفكيرهم الاجتهادي والجهادي الذي يتبع ‪20‬‬ ‫الروحية والحضارية‬ ‫التحريف فيشوه الإسلام وهو يظن خدمته‪.‬‬ ‫وذلك هو معنى كونه الرسالة الخاتمة‪:‬‬ ‫التذكير الأخير الذي يفكك التجارب‬ ‫وأنت تجد كل زعيم حرب في القتال‬ ‫بالسيف مصحوبا بشيخ ممثل لزعيم حرب في‬ ‫الروحية وصلة الحضارة بها‬ ‫القتال باللسان فتفتت المقاومة العسكرية أصله‬‫ليعيد بناء البشرية بشروط سورة العصر ‪50‬‬ ‫تفتيت المقاومة الفكرية‪25 .‬‬ ‫الخمسة‪.‬‬ ‫القصور ليس في شباب المقاومة بل في‬ ‫وأول هذه الشروط هو النقد الذي يفهمها‬ ‫قياداته العسكرية والفكرية التي ما زالت غارقة‬ ‫أنها وقعت في الخسر(الانحطاط) وأن الخروج‬

‫ويمكن القول إن النسبة بينهما كالنسبة بين‬ ‫منه يكون بالإيمان والعمل الصالح والتواصي‬ ‫الامتحان والنتيجة‪:‬‬ ‫بالحق والتواصي بالصبر‬‫والامتحان يتعلق بأهلية أبناء آدم ‪30‬‬ ‫ومدلول هذه الشروط المتفرعة عن الوعي‬ ‫للاستخلاف‪.‬‬ ‫بما حصل من خسر تعود إلى الاجتهاد والجهاد‬ ‫في مستويين‪5 :‬‬ ‫والله يعلم ذلك لكنه أراده ثمرة عمل‬ ‫‪ ‬الإيمان والعمل الصالح فرديا‬ ‫فمن قرأ القرآن يعلم أن معضلة الإنسان‬ ‫وامتحانه من أهم أغراض الخطاب القرآني‬ ‫‪ ‬والتواصي بالحق والتواصي بالصبر‬‫بحيث إن انثروبولوجيا القرآن لا تكاد تركز إلا ‪35‬‬ ‫جماعيا‪.‬‬ ‫على عيوب الإنسان‬ ‫لذلك فليس بالصدفة أن قال الشافعي وهو‬ ‫من هو إن سورة العصر تحتوي على جوهر ‪10‬‬ ‫ويكفي وصف الإنسان بأنه أكثر الاشياء‬ ‫جدلا حتى نعلم أن كل الصفات التي تمثل حجر‬ ‫القرآن ومضمون الرسالة الخاتمة‪:‬‬ ‫عثرة في الامتحان الذي يمر به الإنسان هو‬‫ظاهرة علم الكلام‪40 .‬‬ ‫فالخسر هو الداء والعلاج بتجاوزه‬ ‫\" َولَ َق ْد صَرَّفْنَا ِفي ٰهَذَا الْ ُق ْرآ ِن ِلل ّنَاسِ مِن ُكلِّ‬ ‫لكن الخسر ليس لعنة وجودية كما في‬ ‫َم َثلٍ ۚ وَ َكا َن ا ْلإِنسَانُ َأ ْكثَرَ َش ْيءٍ َج َدلًا\" (الكهف‬ ‫الأديان القائلة بالخطيئة الموروثة‬ ‫‪)54‬‬ ‫فالاستخفاف متقدم ‪15‬‬ ‫وهذه الخاصية علتها التنافس على مقومات‬ ‫وآدم وحواء برئا واجتبيا‪:‬‬‫العيش والمنزلة في عالمي الشهادة والغيب التي ‪45‬‬ ‫حياة الدنيا عبادة وليست عقابا‬ ‫هي في آن لواحم الجماعة وعلة الصراعات‬ ‫عليها بسبب التحريف‪.‬‬ ‫وهذا هو أساس عقيدة الإسلام الأول‬ ‫فما هو أساس التوحيد بين البشر يتحول‬ ‫وكل تنكر للحياة الدنيا أو تحقير منها ليس‬ ‫بسبب الجدل والتنافس أساس التفريق بينهم‬ ‫منه في شيء ‪20‬‬‫فتصبح السياسة حربا خفية عليها بدلا من أن ‪50‬‬ ‫وهو جنيس إطلاقها بنسيان الآخرة‪:‬‬ ‫تكون تنظيم التعاون‬ ‫كلاهما تحريف‬ ‫ولهذه العلة عنونت تفسيري بـ “استراتيجية‬ ‫القرآن التوحيدية ومنطق السياسة المحمدية\"‬ ‫معنى ذلك أن ما يعاب على الغرب من‬ ‫معتبرا ذلك هو مضمون العقيدة الإسلامية‬ ‫اقتصار على ما يظنه دنيا ليس أخطر مما‬‫تصورا وإنجازا في الصدر‪55 .‬‬ ‫يعاب على الشرق من اقتصار على ما يظنه ‪25‬‬ ‫آخرة‪:‬‬ ‫فهما وجها الوجود التام المتلازمان‬

‫ال ّزَ َكا َة وَا ْلمُو ُفونَ بِ َعهْدِهِمْ إِ َذا َعا َه ُدوا ۚ‬ ‫ذلك أني اعتقد أن كل التحريفات علتها‬ ‫وَالصَّابِ ِرينَ ِفي ا ْلبَأْسَاءِ وَال َضّرَّا ِء وَحِينَ ا ْل َبأْسِ‬ ‫قلب معاني القرآن‬ ‫ۚ أُوَٰل ِئكَ ا َلّذِينَ صَدَ ُقوا ۚ وَ ُأوَٰلئِكَ هُمُ ا ْل ُم َّت ُقونَ\"‬‫(البقرة ‪30 )177‬‬ ‫‪ ‬فالتوحيد صار تفتيتا‬ ‫فالبقرة ‪ 177‬تعالج في آن العقيدة‬ ‫‪ ‬والاستراتيجيا عملا غفلا يخلو من‬ ‫والشريعة والتلازم لوجهي الوجود الإنساني‬ ‫العلم بالوسيطين‪ :‬الطبيعة والتاريخ‪5 .‬‬ ‫الدنيوي والأخروي‬ ‫ولما كان التفسير أصل علوم الملة‬ ‫فتغني عن المقابلة بينهما وعن التحريفات‬ ‫‪ ‬النظرية (الفلسفة والكلام)‬‫الناتجة عنها ‪35‬‬ ‫‪ ‬والعملية (التصوف والفقه)‬ ‫والآية في متناول أي قارئ إن لم يكن بعد‬ ‫فإن تحريفه يؤدي إلى تحريفها كلها ‪10‬‬ ‫حافظا لها‪.‬‬ ‫ويتبين القصد من المحاولة‬ ‫ويكفي أن أشير إلى أن‬ ‫فماذا فيها من العقيدة والجمع بين وجهي‬‫وجود الإنسان الشاهد والغائب أو الدنيوي ‪40‬‬ ‫‪ ‬صراع العلم والإيمان (بين الفلسفة‬ ‫والكلام)‬ ‫والأخروي؟‬ ‫إنه التحديد التام لأصل الجمع بين بعدي‬ ‫‪ ‬وصراع القانون والأخلاق (بين ‪15‬‬ ‫الشهادة والغيب في الوجود الإنساني وعلاقة‬ ‫التصوف والفقه)‬ ‫العقيدة بالشريعة‬ ‫علتهما تحريف دلالة فصلت ‪.53‬‬‫بدأت الآية بالتعريف السلبي للبر أي بما ‪45‬‬ ‫كما أن الخروج من هذا التحريف من أيسر‬ ‫الأمور إذا علمنا أن القرآن لم يترك أدنى مبرر‬ ‫ينتج عن التحريف الذي يحصر الدين في‬ ‫لمحاولات صوغ عقيدة الإسلام لأنها مضمون ‪20‬‬ ‫العبادة بمعناها التقليدي بمثال التوجه للقبلة‪:‬‬ ‫البقرة ‪.177‬‬ ‫العبادة القشرية‬ ‫\"لَّ ْيسَ ا ْل ِب ّرَ أَن تُوَلُّوا وُ ُجو َهكُ ْم قِ َب َل ا ْل َم ْش ِر ِق‬ ‫وتعرفه إيجابا بمضمون الدين الجامع بين‬ ‫َوالْ َم ْغ ِر ِب وَٰلَ ِكنَّ ا ْلبِ َرّ َم ْن آمَ َن بِال َّلهِ وَا ْل َيوْمِ ا ْلآ ِخرِ‬‫شكل العبادة ومضمونها‪50 :‬‬ ‫وَالْ َملَائِكَةِ َوالْكِ َتابِ َوال َّنبِيِّي َن وَآ َتى الْ َمالَ عَلَ َٰى حُبِّهِ‬ ‫وأولها النظر العقدي والعمل الشرعي في‬ ‫َذ ِوي الْقُرْ َب َٰى َوا ْل َي َتامَ َٰى وَا ْل َمسَا ِكي َن َوابْنَ السَّبِيلِ ‪25‬‬ ‫المال بتحديد وجه صرفه الشرعية (‪ 6‬أوجه)‬ ‫َوالسَّائِلِي َن وَ ِفي ال ِرّ َقابِ وَأَقَامَ الصَّلَا َة َوآتَى‬ ‫تليها الفروض‬

‫والملاحظة الثانية حول هذه الآية تتعلق‬ ‫ثم الالتزامات‬ ‫بحوار دار بمناسبة تقديم الصديق عبد‬ ‫ثم الجهاد الحربي والخلقي‬ ‫الرحمن حللي بحثا حول البر باعتباره المفهوم‬ ‫وذلك هو معنى الصدق في الإيمان والتقوى‪.‬‬‫المركزي في القرآن‪30 .‬‬ ‫وكل إضافة على ذلك رجم بالغيب وتحذلق‬ ‫فدار جدل طويل عن المفهوم الأسمى في‬ ‫كلامي‪5 .‬‬ ‫القرآن وكان رأي شيخ الأمة الشيخ القرضاوي‬ ‫ولا أحد يتصف بالنزاهة العلمية يمكن أن‬ ‫أن المفهوم الأسمى هو التقوى‪.‬‬ ‫ينكر أن الدنيوي والأخروي متلاحمان تلاحما‬ ‫وهو محق بمقتضى نفس هذه الآية‪.‬‬ ‫لا يمكن فصله لأن الوجود الإنساني مشدود‬‫فالبر فيها ثمرة الصدق ‪35‬‬ ‫إليهما لتحدده بهما معا ‪10‬‬ ‫وسأكتفي بتعليقات وجيزة حول هذه العروة‬ ‫والتقوى تبدأ به وتختم بهما‪.‬‬ ‫ذلك ان التقوى مع الصدق هي حرص‬ ‫الوثقى التي لا انفصام لها‪:‬‬ ‫الخليفة على الوفاء بشروط الاستخلاف في‬ ‫فما معنى الوصل بين العقائد وصرف المال ‪15‬‬ ‫رعاية ما استخلف فيه‬ ‫الشرعي؟‬‫والمعلوم أن مجاهدة التقوى هي أساس ‪40‬‬ ‫لنذكر عبادة العجل الذهبي‬ ‫المجاهدات‬ ‫أصل الشرك هو عبادة رمز الدنيا المنفصلة‬ ‫وهي إذن الأعم‬ ‫عن الآخرة أي عبادة العجل الذهبي بديلا من‬ ‫فتشمل مجاهدة الاستقامة التي يتميز بها‬ ‫المبدأ الأول في العقيدة‪20 :‬‬ ‫الصديقون كما يشير ابن خلدون في شفاء‬‫السائل ‪45‬‬ ‫الإيمان بالله والبقية مترتبة عليه‬ ‫ولهذه العلة جمعت الآية بين أصول الدين‬ ‫تقديم البعد الاجتماعي من العبادة على‬ ‫القويم ووصلته مباشرة بما يحرر من التحريف‬ ‫بعد العبادة المحضة وذلك لأن الأولى مصحوبة‬ ‫الذي استبدله بعبادة العجل فحدد وجوه التحرر‬ ‫من سلطان المال‪25 .‬‬ ‫بالغاية والثانية تربية الإرادة من أجلها‬‫والغاية الاجتماعية في المال وظيفتها ‪50‬‬ ‫الرعاية التي هي الوظيفة الأولى للدولة ولها‬ ‫دلالتان‬

‫استعادة أساس المؤسسة الكنسية التي حررنا‬ ‫‪ ‬أولاهما تخص صاحب المال الذي‬ ‫منها الإسلام‪.‬‬ ‫يتحرر من سلطانه عليه‬ ‫فالعامة بالمقابل مع الخاصة في الدين هي‬ ‫‪ ‬والثانية تخص المحتاج إلى المال‬‫عين المقابلة بين لاييك (عامة) ورجل دين ‪30‬‬ ‫لتحريره من عبادة صاحب المال‬ ‫فالتضامن لم يعد تفضلا لأنه جزء من ‪5‬‬ ‫(خاصة) هو الوسيط بينه وبين الحقيقة‬ ‫العقيدة بل هو أحد الفروض العبادية‬ ‫الدينية أي بين المؤمن وربه‪.‬‬ ‫الخمسة‬ ‫فكون الجماعات البشرية تحتاج للمختصين‬ ‫في كل ما يمكن أن يعد من فروض الكفاية‬ ‫وصل الآية بين الجهادين‪ :‬بمفهوم الثبات‬‫مفهوم ‪35‬‬ ‫والصبر في القتال وفي المحن‪10 .‬‬ ‫أما أن يصبح لفروض العين مختصون فهو‬ ‫ولهذا علاقة بالتواصي بالصبر في الجماعة‬ ‫متناقض مع العينية‪.‬‬ ‫المتضامنة‪.‬‬ ‫وليكن مثالنا الجهاد‪ :‬فهو فرض عين‬ ‫وبذلك تكون الملاحظة الخامسة والأخيرة‬ ‫لحماية البيضة لكنه يحتاج لفرض الكفاية‬ ‫متعلقة بتحديد المؤمن من هو ببيان صفتيه ‪15‬‬‫فيما يتطلب منه الاختصاص لتعليم البقية ‪40‬‬ ‫المقومتين‪:‬‬ ‫فنون القتال والدفاع‪.‬‬ ‫‪ ‬الصدق‬ ‫‪ ‬والتقوى‪.‬‬ ‫لكن بمجرد أن أصبحت الحماية تابعة‬ ‫وهما شرط السلم بين البشر ومع الذات‬ ‫لجسم مختص منفصل عن الجماعة لم يعد‬ ‫الجهاد فرض عين بل أصبح للحامية التي‬ ‫‪20‬‬‫تحولت إلى قوة مستعبدة للبقية ماديا ‪45‬‬ ‫ما يتجاوز مضمون هذه الآية لا علاقة له‬ ‫فقدت الجماعة القدرة على حماية نفسها‬ ‫بالعقيدة بل هو من اختلاق المتكلمين الذين‬ ‫فصارت عبدا لمن اختص في الحماية وحولها‬ ‫يطلبون الزعامة والتمييز بين خاصة وعامة في‬ ‫إلى استعباد للجماعة‪:‬‬ ‫المعرفة الدينية‬ ‫أما لماذا أؤكد على رفضي للفصل عامة‪25 -‬‬ ‫فصار كل حكام المسلمين من مرتزقة‬‫الحامية ‪50‬‬ ‫خاصة في الحقيقة العقدية فلأنها عبارة تخفي‬ ‫وقياسا عليه أصبح الدين عقدا وشرعا من‬ ‫فروض الكفاية بسبب هذه المقابلة الزائفة‬ ‫فلم يبق التعليم تعليما بل وساطة تحوج‬ ‫الجماعة لكنيسة المختصين‬

‫الاستئناف بدءا بالتحرر ثم التحرير واستعادة‬ ‫فتغولت مؤسسة الإفتاء وتزايد عدد‬ ‫دور الإسلام التاريخي‬ ‫الدجالين باسم الدين فصارت السنة شبيهة‬ ‫بالتشيع الذي يعتبر الدين أداة السيطرة على‬ ‫من جعلوهم عامة‪:‬‬ ‫حاجة المرجعية ‪5‬‬ ‫المرجعية في العقد والشرع مقصورة على‬ ‫القرآن والسنة‪.‬‬ ‫كل ما عداهما زوائد دودية ولا وساطة في‬ ‫الإسلام‬ ‫وكل اعتماد ديني على رأي فقيه وساطة ‪10‬‬ ‫وشرك‬ ‫لابد للمؤمن من أن ينفذ مباشرة لخطاب‬ ‫الله (القرآن) ولتعليم النبي(السنة)‬ ‫ولا معنى للاختصاص فيهما إلا بمعنى ‪15‬‬ ‫تعليم النشء مناهج النفاذ إليهما‪.‬‬ ‫ذلك هو مضمون الآية ‪ 177‬من البقرة‬ ‫المغنية عن كل صيغ العقيدة الكلامية التي‬ ‫صارت بعدد الفرق والتي فتتت فكر الامة فأدت‬ ‫إلى حرب الفرق الكلامية ‪20‬‬ ‫وهدف المحاولة هو تحرير الامة من أمراء‬ ‫الحرب الكلامية التي هي أصل أمراء الحرب‬ ‫القتالية والتي شوهت الإسلام وحالت دون‬ ‫المقاومة وتحقيق الغاية‪.‬‬ ‫تلك هي أعماق الأزمة التي ينبغي علاجها ‪25‬‬ ‫حتى يمكن للشباب الثائر من تحقيق شروط‬

‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬

‫تصميم الأسماء والبيان‬