Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore الأخلاق والسياسة - ثلاث حكم لتحليل الواقع العربي - أبو يعرب المرزوقي

الأخلاق والسياسة - ثلاث حكم لتحليل الواقع العربي - أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2016-08-27 20:56:54

Description: الأخلاق والسياسة - ثلاث حكم لتحليل الواقع العربي - أبو يعرب المرزوقي

Search

Read the Text Version

‫الأسماء والبيان‬‫أبو يعرب المرزوقي‬

‫الأخلاق والسياسة‬‫الأسماء والب اين‬ ‫‪2016-08-20_1437 -11-16‬‬

‫المحتويات‬‫‪1‬‬‫مقدمة ‪1.......................................................................................................................................................‬‬‫ثلاث حكم فلسفية ‪1...................................................................................................................................‬‬‫تحليل الواقع العربي ‪1.................................................................................................................................‬‬‫‪8‬‬‫المسألة الأولى‪ :‬أصناف الحسم في العلم والعمل‪8......................................................................................‬‬‫المسألة الثانية‪ :‬خرافة الاعجاز العلمي منافية لنص القرآن ‪9..................................................................‬‬‫تجاوز المأزق من خلال منطق التفاعل بين المسألتين‪11...........................................................................‬‬‫‪15‬‬‫الحقائق الخمس ‪15....................................................................................................................................‬‬‫الواقع والحقائق‪15.....................................................................................................................................‬‬‫سند تحديد الحقائق ‪16.............................................................................................................................‬‬



‫وينبغي أن نضيف أنه من اللاأخلاق جعل الأخلاق‬ ‫أقوالا لا أفعالا‪.‬‬‫ليس من عادتي الاعتماد على شواهد من فلاسفة وعلل فرنسيس بيكون هذا الترابط بوصفه‬‫الغرب لتحليل الوضع العربي والإسلامي‪ .‬لكني أفعل بطبيعة الفكر الفاعل فقال‪:‬‬‫اليوم لبيان نفس الحقيقة التي كنت أبينها من \"إن النوايا الحسنة (الضمير الخير) حتى وإن‬‫كانت مما يحبه الله ويرضاه فإنها على العموم لا تفوق‬ ‫منطلق شواهد من فلاسفة الإسلام‪:‬‬‫كلية العلاقة بين الخلقي والسياس ي بل طبيعة الأحلام الخيرة من حيث القيمة حتى عندما تصبح‬‫أفعالا‪2\".‬‬ ‫التشارط الضروري بينهما‪.‬‬‫وهذا التحول بالمقابل لا يتم إلا بتأثير المنزلة‬‫وقد اخترت ثلاث حكم أنقلها إلى العربية نقلا الضرورية التي تستمد من مجال السلطة\"‬ ‫سريعا حتى انطلق منها لدراسة ظاهرتين‪:‬‬‫‪ ‬عملية تخص الوضع العربي السني بسبب وكلتا الحكمتين ترجـمة لحكمة ماكيافال غير‬‫المكيافيلية إذ كما قال مارلو بونتي لو كان ماكيافال‬ ‫انخرام هذه العلاقة‬‫‪ ‬وعلمية تخص علة هذا الإنخرام بسبب سوء مكيافيليا لما كشف سر كل الحيل التي توصف بها‬‫تدبر القرآن وتحويل وجهته ضد الثورتين السياسة الماكيافيلية‪.‬‬‫الإسلامية (الحرية الروحية والحرية يقول ماكيافال‪:‬‬‫السياسية) وضد التكليفين‪ :‬استخلاف \"إن من يريد أن يعمل بمقتض ى الأخلاق فلا بد أن‬‫ينهار إذ يصبح خاضعا للكثير من الآخرين الذين لا‬ ‫الإنسان في الأرض واستعماره فيها‪.‬‬‫توجه الأخلاق سلوكهم\"‪.3‬‬ ‫قال كونت سبونفيل‪:‬‬‫\"ليس من الفطنة (الحنكة أو اللبابة) الا تهتم إلا وكل هذا ينطبق على سنة العرب كلهم من المحيط‬ ‫بالأخلاق‪ .‬فليس من الأخلاق الا تكون فطنا (ذا حنكة إلى الخليج‪:‬‬ ‫أو لبيبا)\"‪.1‬‬‫‪geschehen, die den notwendigen Machtbereich dafür‬‬ ‫‪Es ist unklug, nur auf die Moral zu Hören, und es 1‬‬ ‫‪abgeben‬‬ ‫‪\"ist unmoralisch, unklug zu sein‬‬‫‪Wer in allen Dingen nach der Moral handeln will , 3‬‬ ‫‪Allgemeinheit wenig mehr Wert als gute Träume, 2‬‬‫‪muss unter so vielen andern, die sich nicht nach ihr‬‬ ‫‪es sei denn, dass sie in Handungen umgesetzt würde.‬‬ ‫‪Dies kann widerum nicht ohne Einfluss und Stellung‬‬ ‫‪.richtern, zugrunde gehen‬‬

‫‪ ‬بيع الطقس‬ ‫‪ ‬فهم غير أخلاقيين في علاقتهم بشعوبهم‬ ‫‪ ‬أو بيع الآثار‬ ‫‪ ‬وهم ضحايا لغير الأخلاقيين من الشعوب‬ ‫‪ ‬أو الجنس‬ ‫المجاورة‪.‬‬‫‪ ‬أو الأرض نفسها لتكون قواعد للأعداء‪.‬‬ ‫وهذا الكلام يصح على الجميع‪.‬‬ ‫فما يقعون فيه ليس بسبب زعمهم أنهم ذوو‬ ‫أخلاق حميدة أو نوايا حسنة بل إنما ما هم فيه علته‬‫‪ ‬إما التخابث الساذج (أمراء العسكر لذلك فالرجاء ألا يتصور أحد أنه مقصود من‬‫دون بقية العرب‪.‬‬ ‫والقبائل)‬‫ما يجري بعد الثورة إلى اليوم بين ما ينبغي فهمه‬ ‫‪ ‬أو اللاوعي بشروط العمل الإنساني الهادف‪.‬‬‫إن كنا نريد فعلا أن نتحرر من الاستبداد والفساد‬ ‫وكما أسلفنا في غير موضع النخب الخمس هي‪:‬‬ ‫وسنده الاستضعاف والاستتباع وفقدان السيادة‪.‬‬ ‫‪ ‬السياسية للإرادة‬ ‫افتتحت محاولة اليوم من كتاب بعنوان‪:4‬‬ ‫‪ ‬والفكرية للمعرفة‬‫متن فلسفي في تقديم فكر ماكيافالي للمعاصرين‪:‬‬ ‫‪ ‬والاقتصادية للقدرة‬ ‫السلطة والأخلاق والحنكة‪.‬‬ ‫‪ ‬والفنية للحياة وصاحبة الرؤى للوجود‬ ‫والحكم الثلاث من ظهر الغلاف‪.‬‬ ‫وكلها أخلدت إلى الأرض‪.‬‬‫وهدفي المباشر من الشواهد التي أوردتها والتي‬ ‫تصوروا الدول تقام على بيع المواد الأولية وأن‬‫تتعلق كلها بالبعد الخلقي الفاعل من الفعل‬ ‫السعادة هي في الأكل والنوم والكسل وأن العدو‬‫السياس ي وضرورة الالتزام بهما معا من المنظور‬ ‫يمكن أن يحميك لكأنه مرتزق لديهم حتى أصدع‬ ‫القرآني هو تحليل وضعنا السياس ي التاريخي‪.‬‬ ‫ترومب بالحقيقة فتبين أنهم هم المرتزقة لديه‪.‬‬‫فمن انخرط في العمل السياس ي ومن يدعي‬ ‫وقد حصر ترومب هذا الوصف في الخليج‪ .‬لكن‬‫التعفف منه فلا ينخرط كلاهما مسؤول خلقيا عما‬ ‫حصره غير صحيح‪:‬‬ ‫يترتب على خياره‪.‬‬ ‫فهذه حال كل العرب من المحيط إلى الخليج‪.‬‬‫فأقص ى ما يتجاوز به من لا يملكون بترولا لا ولعل الثاني أكثر مسؤولية لأن تجنبه الالتزام‬‫بالوقوف إلى جانب الحق مساندة للباطل‪.‬‬ ‫علاقة له بالعمل المنتج والمبدع‪.‬‬ ‫إنه لا يتجاوز السياحة التي هي‬ ‫‪ 4‬صدر الكتاب ‪Machiavelli für Zeitgenossen-Macht,‬‬ ‫‪ Moral, Klugheit , Ein phiosophisches Lesebuch‬عن دار‬ ‫جولدمن بمنشن سنة ‪.2003‬‬

‫لكن لذلك أيضا هدفا غير مباشر نخصص له مستويان أولان من الحرب يمكن اعتبارهما حربا‬‫أهلية في إطار الحضارة الإسلامية‪-‬رغم أن أحد‬ ‫القسم الثاني من البحث‬‫ويتعلق بقضيتين هما مضمون ما يسمى علما صفيها دخيل‪-‬‬‫وكان سبب انحطاط الأمة بتجريدها من شروط ‪ ‬أولاهما تواصل الفتنة الكبرى‬‫‪ ‬والثانية تستنبت الفتنة الصغرى‪.‬‬ ‫التكليفين‪.‬‬‫وما لا ينتبه إليه الكثير هو أن للفتنتين صلة متينة‬ ‫ولنا عودة لما يماثله بمسمى \"الإعجاز العلمي\"‬‫إحداهما بالأخرى أعني تعلقهما بالشرط السياس ي‬ ‫و\"إسلامية المعرفة\" تحريف بين لما يطلبه القرآن من‬ ‫وبعده الخلقي‪:‬‬ ‫المسلمين لتحقيق شروط التكليفين‪:‬‬ ‫‪ ‬ما أساس الحكم‬ ‫‪ ‬الاستعمار في الأرض‬ ‫‪ ‬ومن صاحب الأمر فيه‪.‬‬ ‫‪ ‬والإستخلاف فيها‬ ‫بشروطهما اجتهادا وجهادا‪.‬‬‫ذلك أن النخب الذين ذكرت أصنافهم الخمسة في الفتنة الكبرى مدارها الحرب الأهلية ‪-‬التي أحد‬‫صلة بأبعاد الوجود لا يمكنهم أن يتذرعوا بأي مهرب صفيها أجنبي متنكر بالإسلام تقية‪ -‬بين القائلين بأن‬‫يدعي التسامي الخلقي على الشرط السياس ي الحكم هو أمر الجماعة وأن من يتولاه يكون‬‫التاريخي وما يتوسله من أدوات الفاعلية المادية باختيارها الحر والقائلين بان الحكم يكون بالحق‬‫الإلهي لمن يسمونه آل البيت‪.‬‬ ‫والرمزية‪.‬‬‫لكن القرآن صريح القول (الشورى ‪ )38‬بأن الأمر‬ ‫أمر الجماعة‬ ‫فما الشرط السياس ي الذي تعيشه الأمة والذي‬ ‫بعده الخلقي ‪-‬لتعلقه بالفعل الحر ومن ثم‬‫بالتكليف‪ -‬يجعله فرض عين على الجنسين للتصدي وإذن فالحرب ليست أهلية بين المسلمين بل هي‬‫حرب بين المسلمين والناكصين لنظرية الحكم في‬ ‫لحرب على الوجود؟‬ ‫النظام الفارس ي القديم‪.‬‬ ‫ولنبدأ فنحص ي مستويات هذه الحرب على‬‫والتنكر بدعوى الإسلام واستعمال من يسمونهم‬ ‫الوجود على ما يجعله بحق وجودا سماه ابن خلدون‬‫آية وآل البيت تقية هي من الأكاذيب التي يتقي بها من‬ ‫\"رئاسة الإنسان بالطبع\"‬‫يقول بآل بيت ساسان وليس آل بيت محمد‪:‬‬ ‫أو‬ ‫إذ هؤلاء في القرآن هم زوجاته لا غير‪.‬‬ ‫\"معاني الإنسانية“‪:‬‬‫أما الفتنة الصغرى فإنها الحرب الناتجة عن‬ ‫الحرية والكرامة‪.‬‬‫نظرية الإسلام التي وصفنا (أمر الجماعة والحاكم‬

‫هي التي تؤمره بالاختيار الحر) والقول بالعلمانية وذلك هو تحالف‬ ‫‪ ‬عملاء إيران زعيمة الفتنة الكبرى‬ ‫اليعقوبية التي تتأسس على إلغاء الدين من الحياة‬‫‪ ‬وعملاء إسرائيل زعيمة الفتنة الصغرى‪.‬‬ ‫العامة‪:‬‬‫وهذا التحالف صريح بخلاف ما تظهره الزعيمتان‬ ‫وهي كذلك دخيلة‪.‬‬‫ولما كان الإسلام يعتبر أمر الحكم للجماعة الحرة من عداء ظاهر كلنا يعلم ما وراءه من تحالف باطن‪.‬‬‫باختيارها الاجتهادي (ابن خلدون) ويوجب حماية ثم إن إسرائيل تجمع جمع الحد الأوسط الفتنتين‬‫الأديان الأخرى وتمكينها من ممارسة شعائرها الكبرى والصغرى باعتبارها مثل إيران لها ما تريده‬‫والاحتكام إلى شرائعها فإن العلمانية عدوان صريح مما تقدم على الإسلام ولها ما تريده مثل الغرب من‬ ‫عليه‪.‬‬‫حلم بإلغاء الاسلام وبما يعده لما بعده في داره‪.‬‬‫ولما كان الحل الإسلامي للعلاقة بين الديني فالعقبة الكبرى ضد نبوة محمد من نخب‬‫والسياس ي ضد الحق الإلهي في الحكم ويحرم الجاهلية لم يكن مبدأ النبوة ذاته لأنهم كانوا يؤمنون‬‫اضطهاد الأديان الأخرى ويرفض عزل الدين عن بأنبياء بني إسرائيل بل عدم التصديق بأنه يمكن ان‬‫السياسة فإن حرب الفتنتين الكبرى والصغرى عليه تكون النبوة في غير اليهود‪.‬‬ ‫تنتجان عن دعويين كاذبتين‪.‬‬‫والمليشيات العربية التي يستخدمها أصحاب‬‫لذلك فليس من الصدفة أن القائلين بالحق الفتنة الكبرى واصحاب الفتنة الصغرى هم أحفاد‬‫الإلهي في الحكم والقائلين بنفي الإلهي من الحكم الاستعمارين القديمين‬‫كلاهما أجنبي على فكر الإسلام ولا يمكن أن يحارب السياس ي لفارس‬‫السنة إلا بحلف مع أجنبي حتما خلال كل تاريخ والروحي لبني إسرائيل (من العرب)‪.‬‬ ‫الإسلام من البداية إلى الآن‪.‬‬‫ومعهما أحفاد الاستعمار البيزنطي والروماني (من‬‫وإذن فهذان المستويان اللذان يبدوان وكأنهما العرب)‪.‬‬‫حرب أهلية في حضارة الإسلام هما حرب أجنبية بيد ولما كانوا هم المسيطرين في آن على الأنظمة وإن‬‫من يدعي الانتساب إلى الإسلام والإسلام منه براء‪ .‬بتقية فإن من يحكم السنة اليوم هم دمى أعدائهم‬‫والموقفان الأجنبيان رغم أن ممثليهما عرب كلاهما أو المتواطئون معهم بوصفهم هم أيضا أعداء للأمة‬‫من بقايا الاستعمار الفارس ي قبل الإسلام أو من بقايا مندسين في كل مكوناتها ومؤسسات دولها التي هي‬ ‫الاستعمار الغربي الذي يريد أن يلغي ثقافة الإسلام محميات وليست دولا‪.‬‬ ‫ليكون ثقافة بديلة بعده‪.‬‬

‫وخرافة شعب الله المختار بمعنى أن الله لا وهما في خدمة ملالي إيران وربيي إسرائيل‪.‬‬‫لكن قلب الحرب الأهلية بين هذين الطرفين‬ ‫يخاطبهم إلا هم وحدهم نفاها الإسلام مرتين‪:‬‬‫الدخيلين هو الصراع السلفي الأشعري المنتسب إلى‬ ‫‪ ‬لكل أمة رسول بلسانها‬‫السنة أي ما نتج عن تأثير الخوارج والمعتزلة في الفكر‬ ‫‪ ‬ومحمد للبشرية كلها‪.‬‬ ‫السني‪.‬‬ ‫لكن مليشيات العرب مستعبدة‪.‬‬‫وهذه الحرب الأهلية بطرفيها الدخيلين وبصفيها‬ ‫ولم يكن عرب الجاهلية وحدهم مقتنعين بهذه‬‫الأوسطين من السنة هي التي تمثل الحرب الأهلية‬ ‫الخرافة بل حتى الأوروبيون كانوا مقتنعين بها إلى‬ ‫الحقيقية‪.‬‬ ‫حدود العصر الكلاسيكي‪:‬‬ ‫فباسكال مثلا وهو عالم رياض ي وفيلسوف كبير‬‫والعدو العالمي يستعملهم كلهم ادوات يوظفها‬ ‫نفى نبوة الخاتم بحجة أنه ليس يهوديا‪.‬‬‫لمنع الاستئناف‪.‬‬ ‫هل معنى ذلك أنه لا توجد حرب أهلية؟‬‫وتلك هي علة استعمالي اسم ماكيافال‪.‬‬ ‫كلا‪:‬‬‫حرب أهلية سنية نتجت عن عقائد الفرق والنحل فأهم أدوات العدو المسيطر على الجمع هي‬‫تحريفا لما جاء به القرآن لكأن صيغ المتكلمين أفصح الأنظمة العميلة والنخب التي هي عميلة مرتين لها‬‫ولحاميها ضد شعوبها‪.‬‬ ‫منه‪.‬‬‫ورأيي أن طرفي الحرب الأهلية في الفتنة الكبرى لذلك فموقفي أن الإسلام السني لا يمكن أن‬‫يستأنف دوره التاريخي بالسلفية أو بالأشعرية فهما‬ ‫هما‬‫‪ ‬الخوارج (الذين خرجوا في ساحة القتال على فرقتان بكل فروعهما فاسدتان فكريا وخلقيا‬‫ومفسدتان للعقل والنقل‪.‬‬ ‫الجماعة)‬‫‪ ‬والمعتزلة (الذين خرجوا في ساحة الجدال فهما استبدلتا الذي هو أدنى بالذي هو خير‬ ‫على الجماعة)‪.‬‬‫وبدلا من جعل العلم والعمل يحققان شروط‬ ‫ومن يخلفهم اليوم من المليشيات العربية‪:‬‬‫الحريتين والتكليفين صارا في ما يسمونه كلاما وكلاما‬‫مضادا مجرد ثرثرة حول ما هو بالطبع مما لا يعلم‬ ‫‪ ‬مليشيات السيف خوارج‬ ‫‪ ‬ومليشيات القلم معتزلة‪.‬‬‫وهؤلاء يتنكرون تقية باسم العقلانية والحداثة لأنه من الغيب المحجوب‪.‬‬‫لم يطبقوا ما أمر به القرآن (فصلت ‪ )53‬لتحقيق‬ ‫وأولئك يتنكرون تقية باسم المقاومة‪.‬‬

‫‪ ‬شروط استعمار الإنسان في الأرض (علم ولما كان التعليق على التعليق عملية يمكن أن‬‫تذهب إلى ما لا يتناهى من التكرار دون توقف بات‬ ‫آيات الآفاق)‬‫‪ ‬وشروط استخلافه (علم آيات الأنفس) هذا الكلام السبيل المثالي للهروب من علاج القضايا‬‫التي تتعلق بمستويي التكليف‪:5‬‬ ‫انشغلوا بما لا يعلم‪:‬‬ ‫ذات الله وصفاته وكيفية البعث ومنازل الناس‬ ‫‪ ‬الاستعمار في الأرض‬ ‫‪ ‬والإستخلاف فيها‬ ‫عند الله‪.‬‬‫فجردوا الأمة من كل وسائل السلطان الدنيوي ونص القرآن صريح في أن ما يبني عليه دعوته إلى‬‫والسلطان الأخروي وجعلوها منزوعة السلاح سواء الله لا نتحقق منه إلا برؤية ما في آيات الآفاق‬‫والأنفس من آيات تثبت حقيقته‪:‬‬ ‫في شروط الرعاية وفي شروط الحماية‬‫هو يدعونا إلى الاحتكام إلى البحث العلمي في‬ ‫ففقدت شروط السيادة والحرية والكرامة‪.‬‬‫كل ما يسمونه علوما هو ثرثرة كلامية لا معنى لها الطبيعة والتاريخ لمعرفة حكمة الخلق والامر‪.‬‬‫لأنها من سطحيات فضلات الكلام واللاهوت أو من فالقرآن يقول إن العالم الطبيعي وحتى التاريخي‬‫فضلات ما انحطت إليه الفلسفة اليونانية المتأخرة‪ .‬نسيجه رياض ي (كل ش يء خلقناه بقدر) وهم يخرفون‬ ‫في شرح الكلام بدجل الاعجاز العلمي‪.‬‬ ‫وإذا حاولت غربلة ما في هذا الكم الهائل من‬‫ومن يحفظ متنا أو متنين من هذه الخرافات‬ ‫الكتابات والمتون والحواش ي عليها وجدته لا يتجاوز‬‫يسمى عالما بمعنى أنه صار مفتيا في كل ش يء بشرط‬ ‫التنازع حول ظنون لا يمكن امتحانها بشروط‬‫أن يصبح الجميع يطلب منه أن يدله لأن الثرثرة‬ ‫الامتحان العلمي‪.‬‬ ‫أعمته‪.‬‬ ‫فهي لا تتكلم في ما يمكن الاحتكام فيه إلى التجربة‬‫وهكذا تجد من يقول لك إن الأمة تأخرت لأنها‬ ‫سواء انتسبت إلى المدارك الخارجية أو إلى المدارك‬‫ابتعدت على الإسلام ولا يقصد الابتعاد عما جاء فيه‬‫بل عما صار بديلا منه بسبب الخلط بين أخلاق‬ ‫الباطنية‪ .‬وهي تحريف للقرآن والسنة في آن‪.‬‬‫لذلك فكل ما يدور بينهم ويسمونه علما لا يتجاوز الإسلام وعادات الجاهلية‪.6‬‬ ‫التنافس البلاغي والتخريجات السخيفة لما‬‫فالمعلوم أن المهزوم لا أخلاق له إلا ما يمكن أن‬ ‫يتصورونه علما لدنيا وهو لا يصل حتى إلى درجة‬‫ينسب للعبيد من خضوع‪ .‬ومن لا يحقق شروط‬‫الاستعمار في الأرض لا يمكن إلا أن يكون مغلوبا فيها‪.‬‬ ‫الاقناع الخطابي‪.‬‬‫‪ 6‬وهذه هي المسألة الثانية التي سندرها في القسم الثاني‬ ‫‪ 5‬وهذه هي المسألة الأولى التي سندرسها في القسم الثاني‬

‫وإذا كان مهزوما فيها فلا يمكن أن يدعي أنه‬ ‫مستخلف أو مسلم‪.‬‬ ‫ذلك أن المستخلف هو كما قال ابن خلدون‬‫\"رئيس بالطبع بمقتض ى الإستخلاف الذي خلق‬ ‫له\"‪.‬‬ ‫فمسلم تعني من أسلم أمره لله وحده‬ ‫ومن ثم فهو لا يخضع لغيره‪.‬‬ ‫والمغلوب يخضع لغيره‬ ‫ومن ثم فهو لا يخضع لله وحده‬ ‫أي إنه مشرك‬ ‫ومن ثم فهو ليس مسلما بحق‪.‬‬

‫طبيعة الحسم العلمي والعملي وشروطه هو موضوع‬‫نستكمل ما شرعنا فيه في الفصل السابق فنفي هذين المسألتين‪.‬‬ ‫بما وعدنا به من درس لمسألتين عويصتين تتعلقان‬ ‫بطبيعة الحسم في الجدل العلمي والعملي طبيعته‬ ‫التي تحررنا من الهروب إلى ما لا يقبل العلم والعمل‬‫لأنه من الغيب المحجوب ونترك ما يقبلهما وهو ما وهنا لا بد من ذكر فائدة تتعلق بنوعي الحسم‬‫كلفنا به لنحقق شروط الاستعمار في الأرض العلمي وتقابلهما التام مع نوعي الحسم العملي في‬‫الممارسات الإنسانية وفي كل الحضارات‪.‬‬ ‫والإستخلاف فيها‪.‬‬‫وهذا التكليف المضاعف هو الموضوع الذي حاول فالنوع الأول من الحسم العلمي يتعلق باختيار‬‫ابن خلدون دراسته في المقدمة لفهم شروط الحرية الفرضيات العلمية المثمرة‬‫الروحية والسياسة اللتين يؤسسهما الدين الخاتم ثمرة مجردة لا تتعلق بعلم الموجود بل بعلم المقدر‬‫فيحرر الإنسانية من التحريفين ذهنيا‪.‬‬‫ويكون ذلك بالاحتكام إلى صورة العلم‬ ‫‪ ‬الروحي (الوساطة في الدين)‬‫‪ ‬والسياس ي (الحق الإلهي في حكم المؤمنين)‪ :‬وفيها تكفي الضرورة المنطقية‪.‬‬‫والنوع الثاني من الحسم العلمي يتعلق بالمطابقة‬ ‫\"العمران البشري والاجتماع الإنساني\"‪.‬‬‫بين الفرضيات العلمية المثمرة بصورة مجردة‬ ‫ولهذه العلة اعتبرت المقدمة تفسيرا للقرآن‬‫ليس لما يمكن أن يكون قد جاء فيه من قوانين كما ومجال وجودي معين نريد معرفة قوانينه‪:‬‬‫ويكون ذلك بالاحتكام إلى مضمون العلم أي‬ ‫يزعم أصحاب الاعجاز العلمي‬‫بل تفسير لما جاء فيه من حكمة يدركها الإنسان التجربة‪.‬‬‫إذا تمكن بالبحث العلمي من معرفة قوانين الطبيعة والأول في غنى عن الثاني‬ ‫والاجتماع‪.‬‬‫لكن الثاني لا بد له من الأول‬‫مع حرز عدم دعوى الضرورة في النتائج‬ ‫ولما كانت استحالة الحسم في الجدل العلمي‬ ‫لأن المطابقة لا تكون تامة أبدا‪.‬‬ ‫والعملي في ما يتجاوز العالم الشاهد هو سبب مآل‬ ‫فكرنا إلى الجدل العقيم الذي لا يوصل إلى تحقيق‬ ‫وتلك هي ثورة ابن تيمية‪.‬‬‫شروط التكليف المضاعف فإن الحسم في مسألة أما نوع الحسم العملي الأول‬

‫فهو العنف المادي الذي يجعل الأقوى ماديا والنسبي في النظر والنسبي في العمل هو الوحيد‬‫الذي يؤثر في التاريخ الفعلي‬ ‫يفرض إرادته بإطلاق وبصورة آنية‬‫لأن علم المقدرات الذهنية وعلم صراع القوى‬ ‫فيوقف التأرجح بين القوتين المتعارضتين‪.‬‬‫كلاهما شرط أداتي مجرد للعلم والعمل الفعليين‬ ‫لكن نوع الحسم العملي الثاني يعتمد على أن‬ ‫وهما بالضرورة تجريبيان‪.‬‬ ‫القوة المادية ليست كافية عند الإنسان‬ ‫لأن له قوة أخرى تستمد من نوعي الحسم العلمي‪.‬‬ ‫فتعود قوة الإنسان المادية على نفسها بفضل‬‫ولا بد هنا من حسم خرافة الإعجاز العلمي حسما‬ ‫وعيها بالنوع الثاني من القوة لتحد من عنفها‬‫ويتدخل العقل في علاقة القوى الإنسانية العاقلة صريحا ودقيق الصياغة‪.‬‬‫لا بد من بيان دلالة الآية ‪ 53‬من فصلت التي‬ ‫بعضها بالبعض‪.‬‬ ‫أعتقد أنها قد أس يء فهمها‪:‬‬ ‫وهنا أيضا الوعي هو في الحقيقة ما يحصل من‬ ‫التجربة كما في حالة العلم‪:‬‬‫فهي لا تقول إن معرفة حقيقة القرآن تحصل‬ ‫يكتشف الإنسان بالتجربة التاريخية أن القوة‬‫بشرح نص القرآن بل بعلم ما يرينا الله من آيات‬ ‫المادية زائلة أو عارضة وأن حسبان المفاجآت يضفي‬ ‫الآفاق والأنفس‪.‬‬ ‫على استعمالها الكثير من الحذر ومن ثم الحكمة‪.‬‬‫إنها لم تقل إن حقيقة القرآن تكمن في ما في نصه‬ ‫ونسبة أبن خلدون لفلسفة العمل هي عين نسبة‬‫من قوانين علمية وأن هذه القوانين يمكن أن‬ ‫ابن تيمية لفلسفة العلم‪.‬‬‫تستخرج من شرح نصه أي آياته بمعنى أجزاء نصه‪:‬‬ ‫اكتشف ابن تيمية العلاقة بين علم المقدرات‬ ‫وهو معنى الآية بما هي شذرة من النص‪.‬‬ ‫الذهنية وعلم الوقائع الوجودية‬‫قاصرا الضرورة على الأولى ومعتبرا الثانية نسبية فبخلاف الكتب الدينية الأخرى لم يرد في القرآن‬‫كلام على القوانين العلمية المعينة‪.‬‬ ‫دائما‪.‬‬‫فالله يعلم أن الإنسان لا يمكنه أن يكتشفها وأن‬ ‫واكتشف ابن خلدون العلاقة بين عمل القوى‬‫يصل إليها إلى بالتدريج الناتج عن تقدم أدوات فهمه‬ ‫المادية وعمل القوى العقلية‬ ‫وإدراكه لظاهرات الوجود‪.‬‬ ‫قاصرا الضرورة على الأولى معتبرا الثانية نسبية‬ ‫دائما‪.‬‬

‫ذلك أن ظاهرات الوجود تتجلى بالتناسب مع وكل بديل يقدمه الدجالون لا ثمرة له إلا مزيد‬‫التخلف وتأسيس كنسية زائفة تفرض منطق‬ ‫أدوات الإدراك‪.‬‬‫فالكثير من الظاهرات لم يكن لها وجود في مدارك المعجزات على نص يقول بالحرف الواحد‬‫إن المعجزات جعلت للتخويف وليست للعلم‪.‬‬ ‫الأجيال المتقدمة علينا‬‫وقد ضرب الغزالي مثالا بليغا لدحض أساس علم فلا يمكن للقرآن الذي يبني الدعوة إلى الحق على‬‫حكمة النظام في الكون وفي التاريخ أن يفسده‬ ‫الكلام كله في شكل أحجية‪:‬‬‫قال من يصدق ان ذرة صغيرة يمكن أن تزيل مدنا الدجالون بأن ينسبوا إليه معجزات أساسها نفي‬‫حجة القرآن الأساسية في الدعوة‪.‬‬ ‫وبلدانا فتلتهم الأخضر واليابس؟‬‫وإذن فالوصول إلى حقيقة القرآن ‪-‬الاعتماد في‬ ‫النار‪.‬‬‫هذا المثال يعني أن قياس الغائب على الشاهد لا الدعوة على حكمة الخلق والامر‪ -‬غير ممكن من دون‬‫يمكن من معرفة المجهول الذي لم يدرك بعد وأن البحث العلمي في العالمين الطبيعي والتاريخي‪.‬‬‫فالإنسان يكتشف ما يمكن له اكتشافه من‬ ‫ظاهرات الوجود متناسبة مع أدوات إدراكها‪.‬‬‫لو قال لأجدادنا أحد أن الإنسان يمكن أن يرى قوانين عالم الشهادة‬‫ويسمع ما يجري بعيدا عنه بملايين الفراسخ مع التسليم بأن ما يجهله من الوجود لامتناهي‬‫بالقياس إلى ما يعلمه‬ ‫لسخروا منه‪.‬‬‫فيدرك حينها حقيقة القرآن‬ ‫ولو حدثهم عن الكهرباء مثلا لاعتبر مجنونا‪.‬‬‫ويؤمن بالغيب الذي يجعله يدرك قدر نفسه‬ ‫لذلك فينبغي أن نفهم ما تقصده الآية ‪ 53‬من‬ ‫فلا يتجبر‪.‬‬ ‫فصلت‪:‬‬‫وذلك هو معنى حث القرآن للمؤمنين على النظر‬ ‫فحقيقة القرآن التي نعلمها برؤية‬‫‪ ‬آيات الآفاق (العالم المحيط بالإنسان) في الكون والتاريخ لتدبرهما ومعرفة اسرارهما التي‬‫‪ ‬وآيات الأنفس (العالم الذي ينتج عن أفعال تدل كلها على حكمة الخلق والأمر‪.‬‬‫الأنسان) ليست قوانين الطبيعة والتاريخ‪ .‬فتحصل ثمرة الدعوة القرآنية بآيات النظام في‬‫إنها اكتشاف ما في الخلق والامر من حكمة الصانع الوجود عامة وفي الوجود الإنساني خاصة‪:‬‬‫بقدر ما نتقدم في رؤية الطبيعة والتاريخ بفضل وتلك هي الحقيقة التي نكتشفها عندما نرى آيات‬‫تقدم أدوات إدراكنا لهما واكتشاف قوانينهما الآفاق والأنفس‪.‬‬ ‫بالبحث العلمي الذي لا بديل عنه‪.‬‬

‫وإذن فحقيقة القرآن التي ندركها بفعل ثمرات ولن أدخل في مناقشة كل ما ورد من كلام على‬‫البحث العلمي والتي كانت خفية هي حكمة الوجود المعجزات خارج القرآن الكريم أو ما ورد في قصصه‬‫عامة وحكمة التشريعات الخلقية والسياسية التي من كلام على معجزات الأنبياء السابقين لأن ما‬‫يعنيني هو ما يقوله عن دور المعجزات في الرسالة‬ ‫ينتظم بها الوجود الإنساني خاصة‪.‬‬‫فالوجود عامة والوجود الإنسان خاصة ما كانت الخاتمة‪.‬‬‫أنظمتهما لتكون حكيمة لو لم تكن قد وضعت على وحتى السنة وهي أوثق ما يمكن أن يقبل به العقل‬‫علم تام يتجاوز ما علمناه تجاوزا لا متناهيا فنزداد في الكلام على ما يعين أحكام القرآن ويفسرها لا‬‫تفهم إلا به وما يعتبر تشريعا سنيا إضافيا لتشريع‬ ‫إيمانا‪.‬‬‫إنها حكيمة بالنظر إلى ما علمناه من العالم القرآن أساسه في القرآن وهو إذن تشريع شارح‬‫ومعين وليس تشريعا بمعنى التشريع الأصلي‪:‬‬ ‫الشاهد‬‫وهي أكثر من ذلك لأنها حكيمة بما تتضمنه من نسبته إلى القرآن كنسبة القانون الشرعي إلى‬‫الدستور المؤسس له‪.‬‬ ‫علم بما هو غيب محجوب لا يمكننا علمه‬‫وكلامنا إذن سيقتصر على التحدي الإعجازي‬ ‫وهو ما نستند فيه إلى الإيمان‪.‬‬‫بالقرآن نفسه‬‫‪ ‬ما معناه‬ ‫‪ ‬وما دلالته‬ ‫حصيلة حل هذين المشكلين هي ما اعتبره‬‫‪ ‬وكيف هو إعجاز بالنظام وليس بخرق‬ ‫‪ ‬ثورة في فلسفة النظر وأنسبها إلى ابن تيمية‬ ‫‪ ‬وثورة في فلسفة العمل وأنسبها إلى ابن‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫خلدون‪.‬‬‫فهذا الاعجاز فريد النوع ينقسم إلى صنفين‬‫كلاهما يعود إلى احتجاج الدعوة القرآنية إلى الدين‬ ‫وسأختم بذكر وجيز‪ -‬قد يبدو شديد التجريد ومن‬ ‫الخاتم الذي هو الديني في كل دين لم يحرف‬ ‫ثم عسير الفهم‪ -‬لأهم مقومات الثورتين اللتين‬‫قطعتا مع الفلسفة اليونانية قطع القرآن مع احتجاجها بالنظام وليس بخرقه سواء تعلق الأمر‬ ‫‪ ‬بدلالة سنن العالم الطبيعي‬ ‫الأديان المتقدمة عليه والتي حرفت مفهوم الرسالة‬‫‪ ‬أو بدلالة سنن العالم التاريخي‬ ‫ودورها التحريري في مجالي الروح والسياسة‪.‬‬‫وليس بقوانينهما‪.‬‬‫فالنص القرآني لا يتضمن قوانين علمية عينية‬

‫وفي الحقيقة فإن هذين المسعيين يعبران عن تنكر‬ ‫بل هو يتكلم على‬‫‪ ‬دلالات ما يخضع للقانونية (خلقية سياسية لنص القرآن نفسه‪.‬‬ ‫فإذا كان القرآن يستدل بالنظام لا بخرقه‬ ‫في مجال تكليف الإنسان ببعديه‪ :‬الاستعمار‬‫فينبغي أن يكون ما ينسبه الله إلى القرآن من‬ ‫في الأرض والإستخلاف فيها)‬ ‫الإعجاز عائدا لنظام القرآن‪:‬‬ ‫‪ ‬وطبيعتها ولطبيعة هذه القانونية (رياضية‪:‬‬‫فلا يمكن أن يستدل القرآن على النظام بغير‬ ‫كل ش يء خلقناه بقدر) التي لا يكتشفها‬ ‫الإنسان كما بينا في المسألة الأولى إلا بتدرج‬ ‫النظام الأتم‪.‬‬ ‫البحث العلمي لمعرفة الظاهرات ولمعرفة‬‫فيكون القرآن معجزا بما يستحيل الإتيان بمثله‬ ‫أدوات إدراكها‪.‬‬ ‫أي بدلالة نظامه على نظام الخلق والأمر‪.‬‬ ‫وذلك هو مجال الاجتهاد لتحقيق شروط‬‫وكلا النظامين الدال والمدلول معلوما الطبيعة‬ ‫الاستعمار في الأرض والإستخلاف فيها‪.‬‬ ‫لكنهما مجهولا الحقيقة‪.‬‬‫فكلاهما رياض ي لكن حقيقة هذا النظام غير‬ ‫لذلك فكل دعوى بأن الاعجاز القرآني يعود إلى‬ ‫مضمون علمي معين أو إلى شكل بلاغي حتى وإن بدا‬ ‫قابلة للتحديد العيني لأنها لامتناهية‬ ‫مقنعا فهو ليس ما يناسب الإعجاز القرآني‪:‬‬‫ومن ثم فنحن لا نعلم إلا شبائه من بعضها‪:‬‬ ‫‪ ‬فإثبات المضمون العلمي المعين متكلف‬‫فتكون نسبة علمنا إلى حقائقها من جنس نسبة ما‬ ‫‪ ‬وهو دائما تال عن الاكتشاف العلمي‬‫ومن ثم فالآيات القرآنية تؤول بعديا وليس قبليا يقال عن تصورنا لأمر البعث من أنها مما لا عين رات‬ ‫ما يعني أن في التأويل الكثير من التكلف بل ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر‪.‬‬‫ودلالة نظام القرآن على نظام خلق العالم‬ ‫والتحيل‪.‬‬‫وإثبات الاعجاز في الشكل البلاغي والفني لا يفيد الطبيعي والإنساني مضاعف لأنها تتعلق بالخلق‬‫شيئا لأن كل عمل مبدع لا يمكن أن يكون ما يحاكيه وبالأمر‪.‬‬‫‪ ‬والتعلق الأول خبري‬ ‫مثله بل هو بالطبع مختلف عنه لكونه محاكاة له‪.‬‬‫‪ ‬والتعلق الثاني شرطي‪.‬‬ ‫ومن ثم فيمكن أن يرد الملحدون وحتى غير‬‫الملحدين كما فعل المعري بأن الأمر مجرد انحياز فإذا تكلمنا على نظام خلق العامل الطبيعي‬‫والإنساني كان نظام القرآن خبريا وهو مقصور على‬ ‫بسبب العادة‪.‬‬‫جملة واحدة‪:‬‬

‫ولذلك فلا بد لعلمها من تجريب المضمون الذي‬ ‫العالم ذو نظام رياض ي‪.‬‬‫نصوغه بتلك المقدرات الذهنية إذا لم نكتف‬ ‫لكن لما كان علم الإنسان متناهيا ولا يطابق علم‬ ‫بالفرض النظري المجرد‪.‬‬ ‫الله اللامتناهي كان في الوجود ما ليس شفافا أو غيبا‬‫فتكون مشتقات نظام العالم ونظام القرآن المخبر أما إذا تكلمنا على نظام الأمر الطبيعي والإنساني‬‫فإن النظام يصبح شرطيا بمعنى أنه يخبر بما يمكن‬ ‫عنه لامتناهية‪.‬‬‫أن يترتب على أفعال حرة بمقتض ى شروط تحقق‬ ‫وللإنسان منه مثال هو نظام المقدرات الرياضية‬‫غايات محددة يشير إلى سالبها وموجبها ويترك للفاعل‬ ‫التي يمكن أن نتخيلها لامتناهية حتى وإن كنا لا‬ ‫نستطيع تقديرها كلها وهي إذن مثال متناه بالفعل‬ ‫اجتهاد علم الشروط وجهاد تحقيقها‪.‬‬‫ونحن نعلم بعض ما يتعلق منها بالإنسان لأننا لا‬ ‫ولامتناه بالقوة شكلا وطبيعة تكوين‪.‬‬ ‫ندري ما طبيعة الفعل الطوعي في الطبيعة‬ ‫في‬ ‫فالنظام الرياض ي الخالق متعين بعضه‬‫إذ القرآن يتكلم على اتيان السموات والأرضين‬ ‫المخلوقات بمقادير رياضية بمجرد أمر كن‬ ‫لأن الخالق على كل ش يء قدير‪.‬‬ ‫طوعا وعلى تسبيحها لله‪.‬‬ ‫ولذلك فعلمنا الجملي يعمم‬ ‫ولما كان الخلق لا متناهيا بسبب لاتناهي القدرة‬ ‫الخالقة‬‫‪ ‬خاصية الضرورة على الطبيعة‬‫‪ ‬وخاصية الحرية على الإنسان‬ ‫فإنه لا يمكننا أن نعلم كل بناه الرياضية رغم أننا‬‫نصنع نماذج رياضية لمقدرات ذهنية بمجرد فعل وهما تعميمان لا ش يء يثبتهما بصورة مطلقة‬‫لأن بعض أفعال الإنسان مضطرة‬ ‫\"كن\" متناهي إنساني‪ :‬هو التقدير الذهني‪.‬‬‫وهذه المقدرات الذهنية هي الوحيدة التي يعتبر وقد تكون بعض أفعال الطبيعة حرة‪.‬‬‫وإذا كان النوع الاول من التطابق الخبري بين‬ ‫ابن تيمية على حق علمها خاضعا للضرورة المنطقية‬‫النظامين يحتوي على مقومي البعد العلمي من‬ ‫الخالصة‪.‬‬‫لكن لا ش يء يثبت أنها مطابقة للضرورة الطبيعية المسألة الاولى أي على نوعي العلم الذي موضوعه‬‫في الخلق الطبيعي والإنساني التي هي ليست مقدرات المقدرات الذهنية والذي موضوعها تطبيقها على‬‫الوجود الخارجي‬ ‫ذهنية بل حقائق توجد خارج ذهن الإنسان‪.‬‬‫فإن النوع الثاني من التطابق الشرطي يحتوي على‬‫مقومي البعد العملي منها أي على صراع القوى‬‫الطبيعية وصراع الإرادات الحرة‪.‬‬

‫فيكون المعجز في القرآن أنه نسخة لامتناهية‬ ‫الدلالة من عالمي الخلق والأمر اللامتناهيين‪.‬‬‫وذلك سواء في مستوى الدلالة الخبرية للعلم‬‫بوجهي العلم بالضرورة المنطقية والعلم الضرورة‬‫الطبيعية الذي يطبق الأولى على الثانية مع العلم‬ ‫بعدم المطابقة بينهما‬‫فيكون التطبيق فعلا حرا يختار بين المقدرات ما‬‫يلائم بإبداعها تقديرا ذهنيا لتكون مناسقة‬‫بضرورتها المنطقية لضرورة الوجود الخارجي‬ ‫الطبيعية‪.‬‬

‫(نفي مبدأ بارمينيدس الشذرة الخامسة‪:‬‬ ‫الوجود=العقل)‪.‬‬‫ذكرت خمس حقائق في كلامي على دور العلاقة وتغير نظرية المعرفة تنتج عن عدم شفافية‬‫بين الأخلاق والسياسة في فهم وضع الأمة الحالي الوجود ما يعني أن العلم نسبي دائما‬‫ونسبت الأخلاق والسياسية اللتين يتحددان بها ولا وجود للمطابقة بين العلم والموجود المعلوم‬‫لأن فيه ما ليس بشفاف‬ ‫إلى القرآن وواقعنا يبدو مكذبا لها جميعا‪.‬‬‫وهو ما يوجب حتما اللجوء للتجربة‬ ‫فلم؟‬‫لأن الاستنتاج العقلي لا يكفي‪.‬‬ ‫فلأذكر بهذه الحقائق الخمس التي ذكرتها‪:‬‬‫وأخيرا فتعريف حد الإنسان يختلف عما كان‬ ‫ثورتا الإسلام بوجهيهما‬‫‪ ‬الموجب عليه‪:‬‬‫لم يعد يعرف بكونه حيوانا عاقلا‬ ‫‪ ‬والسالب‬‫بل بما يتجاوز ذلك أي رئيس بالطبع‬ ‫وما يترتب عليهما من تغير في نظرية‬‫كما يعرفه ابن خلدون‬ ‫‪ ‬الوجود‬‫بمعنى أنه يعرف بالإرادة الحرة لا بالعقل الذي هو‬ ‫‪ ‬والمعرفة‬‫مجرد أداة للإرادة‪.‬‬ ‫‪ ‬وهوية الإنسان‪.‬‬ ‫فموجب الثورتين هو‬‫ولما كنت من الميالين لمنهج المفارقات أو‬ ‫‪ ‬الحرية الروحية‬‫البارادوكس فإني لا أنكر أن الواقع لا يبدو مكذبا‬ ‫‪ ‬والحرية السياسية‬‫إياي فحسب بل هو بحق مكذب إياي بالفعل‪.‬‬ ‫وسالبهما هو نفي‬‫فعند النظر إلى حال الأمة واعتبارها ممثلة‬ ‫‪ ‬الوساطة الروحية (الكنيسة)‬‫‪ ‬والحكم بالحق الإلهي (الدولة الثيوقراطية)‪ .‬للإسلام ولفهم المدرسة النقدية لقيمه لا يمكن لأي‬‫وتغير نظرية الوجود يتمثل في الانتقال من ملاحظ موضوعي إلا أن يقول إني أنسب إلى الإسلام‬ ‫شفافيته المطلقة للعقل إلى تضمنه ما ليس بشفاف وإلى المدرسة النقدية ما ليس فيهما‪.‬‬ ‫أو الغيب‬ ‫ومن ثم نفي التطابق بين الوجود والعقل‬

‫وقد قيل إن أحد فلاسفة فرنسا الماركسيين أسلم ومن ثم فالأمة مثل قطعة الجبن مخترقة سياسيا‬‫قبل أن يعرف المسلمين معرفة دقيقة فحمد الله أنه واجتماعيا بأدوات أعدائها التي هي مليشيات تعمل‬‫بالقلم أو بالسيف موهمين بان الإسلام علة حال‬ ‫عرف الإسلام قبل أن يعرفهم‪.‬‬‫وتفهمون لم هو على حق‪ .‬الأمة‪.‬‬‫وإذن فواقع الأمة مناف تماما لما أدعيه من ثورات وتركيز الحرب على الإسلام كما بينت سابقا لأن‬‫في القرآن لا نرى لها أثرا في حياتهم إذا ما استثنينا الاستراتيجيا تقتض ي للحسم أن يضرب اساس‬‫فترة وجيزة هي التي نسميها عصر الخلفاء الراشدين‪ .‬المقاومة الروحية والسياسية في الجماعة‪:‬‬‫فليست الفتنة الكبرى إلا بداية الحرب على ثورتي أي الإسلام عندنا‪.‬‬‫وقد عدد كلاوسفيتس مراحل النصر على اي عدو‬ ‫الإسلام التحريريتين‪:‬‬‫بكسر جيشه والاستحواذ على قوته المادية‬ ‫‪ ‬الكنسية (نفي الحرية الروحية)‬‫‪ ‬والحكم بالحق الإلهي (نفي الحرية لكن ذلك لا يكفي ما ظل لديه قوة روحية تغذي‬‫إرادة المقاومة‪.‬‬ ‫السياسية)‪.‬‬‫ولهذا ركزت على بيان دور هذه القوة الروحية التي‬ ‫ثم جاءت الآن حرب الفتنة الصغرى عليهما‪:‬‬‫‪ ‬كنسية النخبة العلمانية (نفي الحرية تغذي إرادة المقاومة لدينا‬‫ولم أكتف بذلك بل وكذلك بيان كيف تكون‬ ‫الروحية)‬‫‪ ‬والحكم بالقوة أي بالحق الطبيعي (نفي المقاومة بها لتحقيق النصر‪.‬‬‫ولذلك فمنهج المفارقات الذي انتهجه هو الذي‬ ‫الحرية السياسية)‪.‬‬‫فحال الأمة الإسلامية اليوم هو حال السنة التي يجعلني أثبت ما أعترف بان واقعنا ينافي بمنهج‬‫يحاربها حزب الفتنة الكبرى وحزب الفتنة الصغرى الخلف الحقائق التي ذكرتها والتي هي شروط‬‫أي إيران العرب وعملاؤها وإسرائيل وعملاؤها الاستئناف‪.‬‬ ‫العرب‪.‬‬ ‫وعملاؤهما من العرب هم‬‫‪ ‬إما في الأنظمة ومن يتبعها من كاريكاتور وحتى لا يكون لما اقوله سند واحد هو استدلالي‬‫استندت على من سميتهم أعلام المدرسة الفلسفية‬ ‫الأصالة والحداثة‬‫‪ ‬أو في المقاومة وما يتبعها من كاريكاتور النقدية الإسلامية‪:‬‬ ‫الأصالة والحداثة‪.‬‬

‫فما يتوهمه زائر الغرب من عدل وحقوق من‬ ‫‪ ‬الغزالي‬‫جنس لحمة القبيلة يتوقف العدل والحق في‬ ‫‪ ‬وابن تيمية‬ ‫‪ ‬وابن خلدون‪.‬‬ ‫حدودها ولا ينطبق على الآخرين‪:‬‬‫وهذا مناف لكونية الإسلام بإطلاق‪.‬‬ ‫وبالتحديد كان الاستناد الدائم على الأخيرين‪.‬‬‫فمحاولة الغزالي لم تنضج ولم تتجاوز وجه النقد وصف نظام الاستعمار بكونه إسلاما ولا ينقصه‬‫السلبي إلا بما أصبح نكوصا إلى ما دون الموضوع إلا المسلمون أي من يشهد بنبوة الخاتم فيه من‬‫الغباء ما لا يصدق عاقل أن رجلا بذكاء محمد عبده‬ ‫المنقود‪.‬‬‫هدفي في هذا الفصل الثالث من المحاولة في دور يقوله‪.‬‬‫العلاقة بين الأخلاق والسياسة لفهم وضع الامة بيان وقد أعملني الأستاذ محمد عمارة ‪-‬لما التقينا في‬‫مضمون هذه الحقائق ولم هي شرط الاستئناف ندوة مائوية محمد عبده في مكتبة الاسكندرية‪ -‬أنه‬‫لم يقل ذلك أبدا وأنها منحولة عليه‪.‬‬ ‫الإسلامي‪.‬‬‫فلكأنني أشرح قولة الفيلسوف الفرنس ي دون وعلى كل أنا لم أقع عليها في أعماله‪.‬‬‫وإذن فأنا لا اريد أن أحدد على رأيي الشخص ي‬ ‫الذهاب إلى خرافة من وجد في الغرب إسلاما بلا‬‫شروط الاستئناف بل أريد ما توصلت إليه في بحثي‬ ‫مسلمين وترك في الشرق مسلمين بلا إسلام‪:‬‬‫الشخص ي بسلطة ابن تيمية وابن خلدون مع نقد‬ ‫أعني أكبر سخافة‪.‬‬‫لوكان الإسلام موجودا في الغرب لما أسلم لهما واجب‪.‬‬‫والنقد الواجب هو أن عملهما الفكري غلب منهج‬ ‫الفيلسوف الفرنس ي‪.‬‬‫ولوكان المسلمون بغير إسلام لما حاربهم الغرب سد الذرائع على منهج فتح الدوافع للخروج من براثن‬‫الانحطاط‪:‬‬ ‫ليفرض الهزيمة النهائية‪.‬‬‫لم يحاولا وضع استراتيجية الاستئناف‪.‬‬ ‫هل قالها عبده؟‬‫يصعب أن يكون هو قائلها حتى وإن وجد في فرنسا السؤال الآن‪:‬‬‫حماية لم تكن محبة فيه بل منافسة لإنجلترا على ما علاقة الثورتين بوجهيهما الموجب والسالب‬‫بأسس الفلسفة النظرية والعملية الثلاثة أي‬ ‫استعمار بلاده‪.‬‬‫بالوجود والمعرفة وحد الإنسان وبوضع الامة؟‬ ‫لو قالها لكان لا يفهم كونية الإسلام‪.‬‬

‫العلاقة بينة مما حاولت دحضه في الفصل الثاني المعنى الاول مصدره تغيير نظرية الوجود‬‫أعني بالعلم والعمل الزائفين اللذين ألغيا دور والمعنى الثاني مصدره تغيير نظرية المعرفة‬‫الحقيقيين في استعمار الإنسان في الأرض ويترتب عن تفاعل التغيرين تعريف جديد‬‫للإنسان فردا وجماعة‪.‬‬ ‫واستخلافه فيها‪.‬‬‫وهذا التغيير في هذه المقومات مع تكليف الإنسان‬ ‫فقد أصبح‬‫‪ ‬مدار العلم ما هو بالجوهر غير معلوم المضاعف هو السر في ثورتي الحرية الروحية‬‫والحرية السياسية‬ ‫(الذات والصفات وكل غيب)‬‫وهو ما أضاعه تحريف المقومات والتكليفين‪.‬‬ ‫‪ ‬ومدار العمل النوافل العبادية والأدعية‬ ‫والتلاوم والتلاعن وصراع الفرق‪.‬‬‫فضاعت مفهومات‪-1 :‬الفردية ‪-2‬والزوجية ‪-3‬‬ ‫فما ألغاه القرآن ليحررنا‪:‬‬‫والأسرية ‪-4‬والجماعية ‪-5‬والإنسانية في حياة‬ ‫استبداد الوساطة الروحية (طبيعة الإيمان)‬‫المسلمين الذين حرفوا قيم القرآن ونكصوا إلى ما هم‬ ‫واستبداد الوساطة السياسية (طبيعة الحكم)‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫عاد باسم العلم والعمل الزائفين‪.‬‬‫وهي الظاهرات التي سماها ابن خلدون \"فساد‬ ‫ذلك أن العلم الزائف هو أساس كل استبداد‬‫معاني الإنسانية\" فسادها الذي يرده إلى الاستبداد‬ ‫لسلطة الوساطة الروحية‪.‬‬ ‫الروحي في التربية والاستبداد السياس ي في الحكم‪.‬‬ ‫والعمل الزائف هو أساس كل استبداد لسلطة‬‫أي إلى تحريف الحريتين بسبب العلم والعمل‬ ‫الوساطة السياسية‬‫الزائفين أو بصورة أدق لأن العلم والعمل الزائفين‬‫يحولان دون شروط الاستعمار في الأرض‬ ‫وكلتاهما ألغاها القرآن‪.‬‬‫لكن الحرية الروحية والحرية السياسية تحتاجان والإستخلاف فيها‪.‬‬‫وطبعا فهذه العلاقات الدقيقة والمعقدة لم تكن‬ ‫إلى علم وعمل حقيقيين وكلاهما متصل بتكليف‬‫تامة الوعي لا عند ابن تيمية ولا عند ابن خلدون ومن‬ ‫الإنسان بتحقيق شروط استعماره في الارض‬ ‫باب أولى لا عند الغزالي‪ :‬لكنهم وصفوا الانحطاط‪.‬‬ ‫واستخلافه فيها‪.‬‬‫وهذا يعني تعريفا جديد للإنسان يختلف تمام وصفوه في العلم العمل ولم يشخصوا الداء بعلله‬‫الاختلاف عن تعريفه الفلسفي‪ .‬ويقتض ي هذا الفعلية لأنهم لم يردوها إلى ما طرأ‬‫التعريف تغييرا جذريا في نظرية الوجود ونظرية على الحريتين الروحية والسياسية‬ ‫المعرفة بمعنيين‪.‬‬

‫نقد الميتافيزيقا وحدد مفهوم العلم وبين حاجته‬ ‫وعلى تكليفي الإنسان بحده الجديد‪.‬‬‫الضرورة‬ ‫عن‬ ‫واستغناءه‬ ‫للضرورة المنطقية‬ ‫والعلة العميقة هي عدم تحديد القصد‬ ‫الوجودية‪ :‬السببية‪.‬‬ ‫من\"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين‬‫وهذا أمر ثوري حقا لو كان ما يترتب عليه في‬ ‫لهم أنه الحق\"(فصلت ‪.)53‬‬‫إصلاح المعرفة والتعليم العلمي في الحضارة‬ ‫وإذن فالحل في تدبر القرآن بذاته‪.‬‬‫الإسلامية قد حصل خاصة والغزالي كان أستاذا‬ ‫فلنر تطور القطيعة مع الفلسفة اليونانية جامعيا‪.‬‬‫والجامعات التي درس فيها ‪-‬النظاميات‪ -‬لم يكن لها‬ ‫لتأسيس نظرة الإنسان الجديدة للوجود والمعرفة‬‫دور تحقيق شروط الاستعمار في الأرض‬ ‫والإنسان والله في الفلسفة النقدية الإسلامية‬‫والإستخلاف فيها بل كانت تعاني مما شكا منه في‬ ‫بمنظور قرآني‪.‬‬ ‫وهذا التطور نعتبره قد حصل في عمل الغزالي إحياء علوم الدين‪.‬‬ ‫وابن تيمية وابن خلدون لكنه لم يثمر ما يمكن من‬‫فهي تناظر مدارس الشيعة حينها في مصر (الأزهر)‬ ‫التخلص من التحريف الذي حاولوا علاجه نظريا‬‫ولا تتضمن التعليم العلمي رغم أن تبني المنطق جعله‬ ‫على الأقل‪.‬‬ ‫مقوما من مقومات علوم الملة‪.‬‬‫ولم يكن الغزالي مدركا أن ذلك يعيد الميتافيزيقا‬ ‫نبدأ إذن بالغزالي‪:‬‬‫دون العلوم التي كانت تابعة للفلسفة في منهج‬ ‫فقد خصص للنقد كتابين‬ ‫التعليم‪.‬‬ ‫‪ ‬أحدهما للنظر (تهافت الفلاسفة)‬ ‫‪ ‬والثاني للعمل (فضائح الباطنية)‬ ‫ما العلة؟‬ ‫وخصص للعلاج كتابين كذلك‬ ‫تبنى الغزالي‬ ‫‪ ‬أحدهما للنظر(المشكاة)‬ ‫نظرية الوجود الهيلومورفية وجوديا‬ ‫‪ ‬والثاني للعمل(الاحياء)‪.‬‬ ‫والمشكل في عمل الغزالي هو لماذا كان النقد فعلا ونظرية التحليلات الأواخر معرفيا‬‫ثوريا والعلاج فعلا ناكصا إلى ما دون ما نقده الغزالي؟ فلم يلغ نقده فحسب بل فرضهما على كل علوم‬‫الملة كلها بل جعل مضمونها مدخل أصول الفقه‪.‬‬ ‫فلنحدد فيم نجح نقده وفيم فشل علاجه‪.‬‬‫وفي العمل كان نقد الغزالي ثورة لأن فضائح‬ ‫وبذلك سنفهم النكوص الذي حصل وعلته‪:‬‬‫الباطنية دحض نظرية الحق الإلهي في الحكم‬

‫وتأسيسها الفلسفي المزعوم والتأويل التحكمي أي من تحقيق شروط الاستعمار في الأرض‬‫والإستخلاف فيها بالعمل كما حدد القرآن الكريم‬ ‫لتوظيف الدين‪.‬‬‫لكن العلاج في الإحياء كان بما يؤسس للسلطان شروطه‪.‬‬‫الروحي الصوفي فعمق تأثير الباطنية بدل الحد منه‪ .‬وهو يقول بالزهد خلقيا وبمجاهدتي التقوى‬‫ومن ثم فهو لم يلغ ثورته بل فرض التصوف على والاستقامة‪.‬‬‫وهو قد دحض كل أكاذيب التصوف الفلسفي‬ ‫السنة‪.‬‬ ‫الذي كانت بدايته الأساسية في كتاب المشكاة‬ ‫ثم جمع تحريفي العلاج اللذين ألغيا النقدين في‬‫إذ حتى تصوف الحلاج فليس له هذا الأساس‬ ‫المشكاة‪:‬‬ ‫الفلسفي الذي تبناه التصوف المتفلسف المتأخر‪.‬‬ ‫ذلك أنه تجاوز تبني نظرية العلم الفلسفي إلى‬‫وعلى كل فقد أتم ابن خلدون ذلك في كتاب شفاء‬ ‫نظرية العلم الكشفي بتأويل باطني واضح‪.‬‬‫السائل لتهذيب المسائل بصورة صريحة كما بينت في‬ ‫وتلك هي علة موقف زميله في الدراسة القاض ي‬ ‫محاولة شرحه‪:‬‬ ‫ابن العربي صاحب العواصم من القواصم وخاصة‬ ‫ابن تيمية وكلامهما يعتبرانه قد لم ينج من إغراء ابن‬‫العلاقة بين السلطان الروحي والسلطان الزماني‪.‬‬‫وبدأ يثبت الطابع الزائف للعلوم التي يدعيها‬ ‫سينا‪.‬‬‫الكلام التصوف والفلاسفة والتي كلنا يعلم أنها من‬ ‫فضل ابن تيمة أنه اكتشف قدم أخيل في نقد‬ ‫مبتذلات العلم اليوناني المتأخر بعد فساده‪.‬‬ ‫الغزالي في النظر والعمل‪.‬‬‫فكل تخريف المتصوفة وتعامقهم كعلم الحروف‬ ‫النظر؟‬‫والتنجيم وعجزهم على فهم رياضيات بطليموس‬ ‫تبنيه نظرية الوجود والمعرفة اليونانية واقتصار‬‫مكتفين بالتناظر السطحي بين ما يسمونه العالم‬ ‫نقده على الجدل السلبي‪.‬‬ ‫الكبير (العالم) والعالم الصغير (الإنسان)‪.‬‬ ‫أما في العمل فهو اكتشف أن الإصلاح العملي لا‬‫وحتى ما يظن علما بأعماق النفس كما في فتوحات‬ ‫يتعلق بالشحنة الروحية المزعومة التي تستمد من‬‫ابن عربي أو حتى في فصوصه فهو متخلف على‬‫أعماق الفكر الارسطي والأفلاطوني بالنفس البشرية‬ ‫التصوف‬ ‫بل هي لا تستمد إلى من الاجتهاد والجهاد‪.‬‬ ‫وأعماقها‪.‬‬

‫والمهم هو ما اكتشفه ابن تيمية في الأساس ولا يمكن تصور ذلك ممكنا من دون تصور‬‫الميتافيزيقي الحائل دون المعرفة العلمية للطبيعة الطبيعة نفسها خاضعة لنظام لا يلغي إمكانية حرية‬‫والتاريخ والذي هو جوهر تحليلات المنطق الأواخر‪ .‬الإنسان‪ .‬ومن هنا اضطرار كنط للمسلمات الثلاث‪.‬‬‫ولا يعني ذلك أنه ينفي فائدة الميتافيزيقا عامة بل ذلك ما سنخصص له الفصل الرابع من هذه‬‫يعتبر الميتافيزيقا السائدة لا تناسب الرؤية التي تبقي المحاولة لكي نصل حصيلة الفصول الأربعة في فصل‬‫مكانا للغيب ولا توحد بين الوجود والعقل فترده إلى يليه هو الفصل الخامس لندرك شروط الاستئناف‬‫الإسلام‬ ‫الإدراك‪.‬‬ ‫ونفس هذا الموقف هو سر ما اكتشفه ابن خلدون‬ ‫في الأساس الميتاتاريخي الحائل دون المعرفة العلمية‬ ‫في فلسفة العمل التي تمكن من تجاوز ما يحول دون‬ ‫بناء علوم الإنسان‪.‬‬ ‫فعندما لا نطلق الضرورة الطبيعية ونقابلها بما‬ ‫ينافيها في الحرية الإنسانية نجعل التاريخ خارج كل‬ ‫إمكانية لأن يكون مادة علم‪ .‬فيصبح المفهومان‬ ‫فرضيتين عقليتين‪.‬‬ ‫كلتاهما ضرورية لفهم الطبيعة والتاريخ والعمل‬ ‫فيهما‪.‬‬ ‫فالضرورة فرضية ضرورية للتعامل العملي مع‬ ‫الطبيعة ومع التاريخ‪.‬‬ ‫والحرية فرضية ضرورية للتعامل الخلقي معهما‬ ‫كذلك‪.‬‬ ‫ذلك أننا لا يمكن أن نتصور الأخلاق ممكنة من‬ ‫دون حرية الإنسان التي لا تتنافى مع قابلية سلوكه‬ ‫وخاصة الجمعي للعلم‪.‬‬

‫‪hg‬‬ ‫‪02 01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس‬ ‫المرزوقي‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook