-- كونها موضوعات إشارة وتوجيه إلى كونها موضوعات بحث علمي باعتبارها موضوعات معرفة مشروطة في وظيفتي الإنسان .وكل معرفة هي تحليل للمشابه في وجوده الموضوعي ولا يمكن اكتشاف قوانين هذا الوجود بتأول كلام القرآن المشير إليه إشارة توجيهية وليست نصا علميا. وإذن فالمحكم هو الإشارات التوجيهية وعلمها هو آيات الواردة في نص القرآن التي تمثل تعريفات أولية أو مسلمات النسق القرآني من حيث هو نظام التذكير أو الرسالة بمؤهلات الإنسان التي أهمل استعمالها ونسي دورها والتي عليه الاعتماد عليها ليكون \"رئيسا بطبعه بمقتضى الاستخلاف الذي خلق له\" (ابن خلدون) لا يعبد غير الله. ومن ثم فالقرآن بهذا المعنى ليس إلا بعدي السياسة الجامعة بين العالمين الدنيوي والأخروي في التأهيل بالتربية المعرفية والقيمية والتأهيل بالحكم بهما كذلك لأعداد الإنسان حتى يعمر الأرض بقيم الاستخلاف باعتبار ذلك اختبار لأهليته للاستخلاف وفرصة ثانية بعد قصة العصيان في الجنة .تلك حبكة القرآن بوصفه نظام تذكير إشاري .وهذه المعطيات تقل أو ترفض لأنها هي مضمون الإيمان بالإسلام. وذلك هو القصد بوصف القرآن بكونه \"السبابة\" الوجودية التي توجه الإنسان إلى شروط تأهيله لمهمتيه دون أن تعينها لأنها ينبغي أن تكون ثمرة اجتهاده وجهاده .وهنا يأتي ما ذكرته في الفصل السادس من أن العلاج هو ما حددته سورة العصر :فالخسر نتج عن النسيان والتذكير بما ينبغي فعله هو الذي يخرج من الخسر .والخروج من الخسر شروطه خمسة: .1تذكر المفطور في كيان الإنسان أصلا وفروعه الأربعة: .2الإيمان بالله واليوم الآخر. .3العمل الصالح. .4التواصي بالحق معيارا للاجتهاد. .5التواصي بالصبر معيارا للجهاد. أبو يعرب المرزوقي 47 الأسماء والبيان
-- وتلك هي غاية السياسة القرآنية في التربية وفي الحكم .والآن ينبغي أن ننتقل إلى علاج المتشابه بالعلم لا بالتأويل .وقبل الابحار في شروط مهمتي الإنسان أي تعمير الأرض بقيم الاستخلاف بوصف تحقيقها مهمة إنسانية هي موضوع الاجتهاد للعلم وتطبيقاته وموضوع الجهاد للعمل وتطبيقاته فلأنه الكلام في مسألة نفيي لنسبة الصفات لله لأنها صفات أفعاله لا صفاته هو بما في ذلك أسماؤه باستثناء اسمه العلم :الله. فلست أشك لحظة واحدة بأن الكثير سيعتبر نفي صفات الذات المباشرة وتعويضها بصفات أفعالها بدعة .لكن عدم التفطن إلى هذا الفرق لا يجعل ما يقال عن صفات الله حقيقة. فجلها جاء في شكل مبالغة في اسم الفاعل وليس في صفات للذات الإلهية .فاسم الفاعل ليس اسم الذات في ذاتها بل هو اسمها من حيث هي فاعلة .إنه صفة لكونها فاعلة وليس لكونها ذاتا لا غير. من يحتقر اللطائف قد يستصغر هذا الفرق لكنه جوهري .فهذا يلغي كل التخريف هو الصفات في علاقتها بالذات .فعلاقتها ليست بها مباشرة بل بأفعالها وتعدد أفعالها لا يمس من وحدة ذاتها .وهذا يحول دون كل خلط بين رؤية الوحدانية القرآنية واللاوحدانية في المسيحية مثلا فيسقط اعتراض ابن رشد على الأشعرية مثلا. وأعود الآن إلى موضوعي .فالخسر الذي هو مرحلة بعد أحسن التقويم هو الرد أسفل سافلين .وهو سلوك الناسي لالتزامه في الأعراف 173- 172أو الميثاق وما في كيانه مما بينت في الفصل السادس من مقومات هي بدورها صفات أفعال الأنسان وليست صفات ذاته أعني الإرادة الحرة والعلم الصادق والقدرة الخيرة والحياة الجميلة والوجود الجليل فيقع في أضدادها. واضدادها هي \"الرد إلى أسفل سافلين\" .وذلك هو الخسر .والخروج منه هو بالتذكر الذي يترتب عليه الإيمان والعمل الصالح فرديا والاجتهاد أو التواصي بالحق والجهاد أو التواصي بالصير جماعيا في الجماعة التي يكون أفرادها قد آمنوا وعملوا صالحا أو من وصفتهم الشورى 38بالمستجيبين لربهم من البشر عامة. أبو يعرب المرزوقي 48 الأسماء والبيان
-- لماذا قلت \"من البشر عامة ولم أقل من المسلمين\"؟ كان يمكن أن اقول من المسلمين إذا فهمنا منها البشر عامة وهو المعنى الأول للإسلام من حيث هو الديني في كل الأديان أو الفطرة .لكن الخلط بين هذا المعنى والمعنى المتعلق بالمسلمين التاريخيين هو الذي جعلني أقول من البشر عامة لأن الرب واحد والآلهة قد تكون متعددة بتعدد الأديان التي لا تتطابق مع الديني فيها جميعا أي الإسلام. واختيار الآية \"والذين استجابوا لربهم\" للإشارة معناه تجنب ما يمكن أن يترتب على استعمال \"استجابوا لإلههم\" بسبب تعدد الآلهة عند البشر .والمعنيان لا يتطابقان إلا في الإسلام لأن الله عندنا هو الرب في آن .والفرق هو أن الله خيار حر والرب حال مضطر. وتلك فضيلة الجمع بينهما في الإسلام. كيف يؤهل الإسلام الإنسان بالتعامل مع مضمون فصلت 53؟ أولا يذكره بما جهز به لمعرفة الآفاق والأنفس وللعمل بمعرفتهما ويشير إلى مبادئ الخلق ومبادئ الأمر .فالإنسان مجهز للنظر والعقد في المعرفة ومجهز للعمل والشرع في القيم. والخلق بقدر (رياضي تجريبي) والأمر بسنن (سياسة وأخلاق). وكل هذه الإشارات مصحوبة بإشارة الإشارات المطلقة .إنها الدعوة إلى العلم والدعوة إلى الخُلق واعتبار السياسة ببعديها تربية وحكما جوهر الرسالة .ولذلك فكل من يتكلم على إسلام سياسي كان يمكن أن يكتفي بإسلام لو كان يفهم حقيقة الإسلام :فالتذكير لا يكون إلا بالتربية والحكم أي ببعدي السياسة. لم يبق إلا أن ينطلق الإنسان من هذه الإشارات للبحث العلمي في قوانين الطبيعة وتطبيقاتها وفي سنن التاريخ وتطبيقاتها ليتأهل للتعمير والاستخلاف بمقتضى إشارات القرآن التذكيرية .لكن علماء الملة بدلا من ذلك (فصلت )53فضلوا البقاء في الشروح اللفظية لنص القرآن فاعتبروا السبابة المشيرة هي موضوع البحث بدلا مما تشير إليه. أبو يعرب المرزوقي 49 الأسماء والبيان
-- فانطبق عليهم المثل الصيني الشهير :لا يرى القمر المشار إليه بل السبابة التي تشير إليه .والنص حمال أوجه دون مرجع يحتكم إليه فكان تحكم الخرافة إذ كلامه على غيره ليس فيه علم بل إشارة إلى ما ينبغي القيام به للعلم أي البحث في الآفاق والأنفس. أما العمل بفصلت 53ففيه ما يحتكم إليه للفصل بين الآراء والنظريات حول المشار إليه وهو الآيات التي يريننا الله إياها في الآفاق بنوعيها وبما بعديها والأنفس التي تشترطهما لقيامها مع كونها شرطهما لمعرفتهما ومعرفة التعامل معهما .فالخلق بقدر يحتكم فيه للتجربة الطبيعية والرياضيات والأمر يحتكم فيه إلى سنن التجربة التاريخية والعلوم الطبيعية (لأن الإنسان كائن طبيعي وثقافي تاريخي في آن). فنتحرر من \"وعلى قول آخر بلا حد \"...فيبقى صراع الأقوال ثرثرة لا تنتهي وتتراكم الآراء التي لا يحدها مرجع يحتكم إليه من دونه لا يتطور العلم وذلك يقتضي التعدد الذي أساسه الاجتهاد المعتمد على التواصي بالحق في الجماعة العلمية التي تتحرر من أحوال نفوسها وتتبع الحق بالحجة المنطقية والشاهد التجريبي. ولهذه العلة لم تخرج علوم الملة من علم الكلام إلى كلام العلم في أي منها خمستها: التفسير وما يتفرع عنه في العلوم النظرية كلاما وفلسفة ومن العلوم العملية فقها وتصوفا. كلها ركام من الأقوال التأويلية التي لا مرجع لها يمكن بالاحتكام اليه الفصل بين الآراء والأفكار والنظريات :خرافة بلا حد. وفي هذه الحالة لا يمكن أن يوجد علم وتطبيقاته تحرر من سلطان الطبيعة لأن الجهل بأسرارها-رغم أن القرآن قال إن الخلق بقدر أي رياضي ودعا إلى اعتبار وقائعها أي التجربة-لا يمكن من إبداع أدوات التعامل معها تعاملا يتجاوز العلاقة البدائية المتمثلة في استغلال ما تنتجه بطبعها دون تدخل الإنسان فيكون عالة. ونفس الأمر يقال عن التحرر من الاستبداد التاريخي في العمل والشرع أي التعامل مع التربية والحكم بصورة تحرر من التحكم بالاحتكام إلى سنن التاريخ التي تبين الفرق بين أبو يعرب المرزوقي 50 الأسماء والبيان
-- التنظيم العقلي -ابن خلدون يتكلم على عقدين عقليين للحكم-وعدم التنظيم الذي يعتمد على العصبية الفضية للهرج والانحطاط. ورأينا في شرح سورة هود كيف أنه من دون التحرر من استبداد الطبيعة (نوح) ومن استبداد السياسة (موسى) لا يمكن حل مشكل الاقتصاد (هود) والماء (صالح) والجنس (لوط) والتبادل (شعيب) وكلها معلقة بحل مشكل الوحدانية التي تحرر البشرية من الوثنية الاقتصادية (ربا العملة) أو الوثنية الثقافية (ربا الكلمة). وبهذا أكون قد ختمت الكلام في عناصر الرسالة الخمسة :المرسل أو الله والمرسل إليه أو الإنسان والرسول (الخاتم) وطريقة التبليغ ومضمون الرسالة محكمها ومتشابهها .وقصدي الوحيد هو محاولة تهدف إلى منع وقوع الأمة ثانية في التقليد كما حدث سابقا وفي الحرب الأهلية بين العلمين النظريين (الكلام والفلسفة) والعملين العمليين (الفقه والتصوف). أبو يعرب المرزوقي 51 الأسماء والبيان
-- ذكرنا أن المحاولة فيها سبع مسائل \" خمس للرسالة والمرسل والمرسل إليه والرسول ومنهج التبليغ تربية وحكما\" .وعالجنا منها خمسا وبقيت مسألتان .واحدة لمهمة الإنسان الأولى وهي الاستعمار في الأرض .والثانية لمهمته الثانية وهي الاستخلاف في الأرض مع علاقة متبادلة بين المهمتين وما يترتب على الفصل بينهما في التاريخ. ونبدأ الآن الكلام في المسالة الأولى :مهمة الاستعمار في الأرض .أعني المهمة التي من دونها لا يتحقق أمران: .1أولا شروط قيام الإنسان وبقائه. .2وثانيا اختبار أهلية الاستخلاف بمدى تطبيقه خلال الاستعمار في الأرض. والأمران لم يتحقق منهما شيء في الملة وإلا لاستحال ان تنحط فتصبح تحت نير غيرها في الرعاية وفي الحماية فتفد شرطي السيادة. والدليل القاطع على الفشل الذريع في هذه المهمة الأولى للإنسان في حضارتنا وخاصة في قلبها أعني الإقليم المركزي في جغرافيتها والذي تلتقي فيه القارات الثلاث القديمة خاصة والمعرب منه بصورة أخص هو أننا ما زلنا نعيش على ما تنتجه الطبيعة أو الثروات الخام من دون سهم علمي تقني وصناعي معتبر في شروط قيامنا. ولما كانت هذه الثروات الطبيعية تحت سيطرة المافيات الحاكمة وحماتها من الاستعمار وأذرعه في الإقليم فإن الدليل الأقطع هو الفقر المدقع الذي تعاني منه شعوب الإقليم في أكثر بلاد العرب خاصة وحتى المسلمين في الهند في قطريهما وفي الهند نفسها فضلا عن شعوب إفريقيا المسلمة .وذلك هو قمة الفشل. والأخطر هو المفعول الخلقي والسياسي في بلاد الإسلام .فخلقيا يعسر أن يجتمع الخلق والفقر الذي يبلغ فقدان الشروط الدنيا للحياة الكريمة .فمن هذه حالته يصبح عبدا للحاجة ومن ثم يصبح معبوده المتحكم في حاجته .فينتج من ثم أن الشعوب تصبح عبيد الحكام والمافيات المسيطرة على أدنى حاجاتها. أبو يعرب المرزوقي 52 الأسماء والبيان
-- وحينئذ فلا معنى للتدين لأنه يصبح من جنس ما يقول عنه ماركس أي أفيونا وليس تنويرا ولا تحريرا كما هي حقيقته بمقتضى الكثير من نصوص القرآن الكريم .وقد اعتبر ابن خلدون ذلك علة تحول الإنسان والشعوب إلى عالة على غيرها فتتخلى نهائيا عن الدفاع عن كرامتها وحريتها وتستسلم للاستبداد. وإذا كان الإنسان مكلفا بمهمة التعمير فمن المفروض أن يكون قد جهز بما يمكنه من تحقيق ذلك وأن تكون الأرض مستعدة للتعمير بمعنى أنها تتضمن ما يمكن للإنسان استغلاله لتعميرها .وذلك معنى كونها مسخرة .فذلك هو ما يمكن أن يعتبر تناسبا بين الفاعل والمنفعل أولا وبين المستفيد أي الفاعل والمفيد أي المنفعل ثانيا. وإذا صحت نظرية السبابة أو الإشارة القرآنية بديلا من نظرية الأعجاز العلمي غير المقبولة لما يترتب عليها من جعل القرآن تاريخيا مثله مثل العلم الذي يظن موجودا فيه فإن هذه العناصر الأربعة -تجهيزا الإنسان واستعدادا الأرض طبيعة وتاريخا-ينبغي أن تكون موجودة إشاريا فيه .وأن يكون ذلك الفطرة المتصلة بالتعمير ووظيفة الدين التذكير بها. وتجهيز الإنسان مضاعف: .1معرفي وهو النظر والعقد وهو علاقة عمودية بين البشر والطبيعة وما بعدها. .2قيمي وهو العمل والشرع وهو علاقة أفقية بين البشر في الجماعة الواحدة وبين الجماعات. وكلاهما لا يتحقق من دون وجود الجماعة وتعاونها وتواصلها جمعا بين ما هو فرض عين وما هو فرض كفاية .ولا يوجد من يشكك في تجهيز الإنسان فطريا بهذين الجهازين المعرفي نظرا وعقدا والقيمي عملا وشرعا .ويبقى أن نشير إلى أن القرآن مليء بالإشارات إلى هذين الجهازين تذكيرا في الكثير من العتاب على الإنسان الذي يصبح أصما وأبكما وأعمى فلا يعقل وله ضمير في التبادل والتواصل لا يعمل. أبو يعرب المرزوقي 53 الأسماء والبيان
-- فهل توجد إشارات في القرآن إلى أن الأرض مستعدة للتعمير؟ ففي مستوى النظر والعقد يشير القرآن إلى أن الخلق بقدر (إذن يعلم بالرياضيات) وأنه يدرك بالحواس (إذن يعلم بالتجربة) وفي مستوى العمل والشرعي يشير القرآن إلى مفهوم التسخير دون أن يكون من دون جهد وسعي لتحصيله بالعمل والتعاون عليه. بل إن نظام تقسيم العمل شرط التعاون والتبادل وضرورة التعاوض العادل كل ذلك من الإشارات الكثيرة في القرآن بمعنى أن القرآن ينقل العمل لسد الحاجات كلها من فرض العين لكل واحد من البشر إلى فرض الكفاية المشروط في التخصص في أحد الأعمال والتبادل بين المختصين لسدها .وذلك هو تقسيم العمل في الجماعة .وهو سخرية متبادلة. لكن هذا التقسيم بقي في الحضارة الإسلام مقصورا على المستوى الأدنى منه ولم يصبحه شرطا فاعليته أعني النظام تقنيا والعدل خلقيا والمساواة بين الاختصاصات من حيث المنزلة والاحترام لأن السخرية التي يشير إليها القرآن ليست العبودية التي آلت إلى الطبقية بمعنى أن البعض صار بمقتضى السلطان السياسي والجاه سيدا والبقية عبيدا وليس أندادا واعتبرت بعد الأعمال شريفة والبقية دنية. فتمايزت الأعمال ليس بضرورتها وتساويها من حيث القيمة بل بما لدى اصحابها من سلطان أو من جاه غالبا ما يكون مرتبطا بالسلطان السياسي ولا علاقة له لا بالإبداع الاقتصادي والثقافي علميا وتقينا ولا عمليا وخلقيا ولم يتجاوز هذا التقسيم البدائي بين السادة والعبيد .ومن أخطر ما ظل إلى الآن موجودا هو احتقار الزراعة والعمل اليدوي والخدمات. وقد يوجد تقسيم ثان هو دونه قدرة على الإبداع المحرر من استبداد الطبيعة وهو المقابلة بين البداوة والحضارة حول المدينة حيث يكون أهل المدن أصحاب الملكية والتجارة وما حولها أقنان أو يكادون في الأرض والأعمال التي صارت تعبر مرذوله مع رجال الدين والمربين الذين هم شبه مستولين اقتصاديا. أبو يعرب المرزوقي 54 الأسماء والبيان
-- وكل ما يقال عن دور الأوقاف لا ينفي صحة ما أصف لأنها كانت في التربية والصحة ومساعدة من حددهم القرآن من أصحاب الحاجة للإنفاق عليهم من بيت المال .كل ذلك كان دون الكفاف ودون الكرامة لعلتين: • إما لفساد القيمين عليها • أو لضآلتها أو لهما معا. وهو أمر شاهدت بعضه في حياة طلبة الزيتونة قبل أن يوحد نظام التعليم في تونس. وبهذا المعنى فإن الاستعمار في الأرض لم يكن مبنيا لا على الإبداع العلمي وتطبيقاته نظريه وعقديه ولا على الإبداع العملي وتطبيقاته عمليه وشرعيه بحيث إن الإنتاج بقي بدائيا وتقسيم العمل لم يتجاوز الزراعة والتجارة والقليل جدا من الصناعات التقليدية التي لا تحتاج للعلم وتطبيقاته ولا لنظام العمل وتطبيقاته. وما يحذر منه ابن خلدون من أمراض تنتج عن بلوغ الحضارة أوجها لم يحصل منه إلا القليل بالقياس إلى ما نراه في الحضارة الغربية .وليس ذلك لأن المسلمين أفضل خلقيا فالشعوب كلها متماثلة ولا تصدق تخريف من يزعم أن بعض الشعوب لها أخلاق وبعضها ليس لها أخلاق .فهذا من أحكام التنابز المتبادل بين الأقوام وهو بسبب التنافس. والثابت أن درجة الحضارة عندنا لم تلج مرحلة تحرير الإنسان من الطبيعة ولا من السياسية وهو معنى نكوسها عن قيم القرآن .فالإنسان في حضارتنا بخلاف ما دعى إليه القرآن لم يشرح في التحرر من سلطان الطبيعة الخارجية ومن الطبيعة الذاتية للإنسان كما تبين ذلك مقدمة ابن خلدون في كلامها على التربية والحكم العنيفين. وسأختم هذا الفصل بنصه البديع في وصف ما يمكن أن يحصل عندما تصل الحضارة إلى أوجها وتبدأ في قتل معاني الإنسانية لأنها حضارة بلغت سن الشيخوخة الحيوية بسبب النكوص عن قيم الاستخلاف .وهو أمر لم يحصل في الحضارة الوسيطة إلا للقلة التي استحوذت على الثروات وهم قلة والفشل يجمع بين الاستعمار والاستخلاف حينها. أبو يعرب المرزوقي 55 الأسماء والبيان
-- وإليك نص ابن خلدون وفيه خطأ جسيم لأنه يكاد يرجع الفضيلة إلى البداوة والرذيلة إلى الحضارة دون أن ينتبه إلى أن ذلك مناف للرؤية القرآنية ومناف للحقيقة العلمية كما سأبين في الفصل الأخير عند الكلام على الاستخلاف بعد الاستعمار .فلكأنه يصف حياة الأندلس وما آلت إليه من ضعف وتبعية\" :ومن مفاسد الحضارة أيضا الانهماك في الشهوات والاسترسال فيها لكثرة الترف فيقع التفنن في شهوات البطن من المآكل والملاذ والمشارب وطيبها ويتبع ذلك التفنن في شهوات الفرج بأنواع المناكح والزنا واللواط فيفضي ذلك إلى فساد النوع إما بواسطة اختلاط الأنساب كما في الزنا فيجهل كل واحد ابنه إذ هو لغير رِ ْشدة لأن المياه مختلطة في الأرحام أو يكون فساد النوع بير واسطة كما في اللواط المؤدي إلى عدم النسل رأسا وهو أشد في فساد النوع إذ هو يؤدي إلى أن لا يوجد النوع .والزنا يؤدي إلى عدم ما يوجد منه )...( .فافهم ذلك واعتبر به أن غاية العمران في الحضارة والترف وأنه إذا بلغ غايته انقلب إلى الفساد وأخد في الهرم كالأعمار الطبيعية للحيوانات بل نقول إن الأخلاق الحاصلة من الحضارة والترف هي عين الفساد لأن الإنسان إنما هو إنسان باقتداره على جلب منافعه ودفع مضاره واستقامة خلقة للسعي في ذلك .والحضري لا يقدر على مباشرة حاجاته إما عجزا لما حصل له من الدعة أو ترفعا لما حصل له من المربى والترف والنعيم\" (المقدمة الباب الرابع). وواضح أن الكلام لا يتعلق بوصف التطور الطبيعي للنقلة من البداوة إلى الحضارة بل هو ما يحصل عادة في الجمعات البدوية التي سيطرت على مجتمعات متحضرة فغرقت في ما توفره دون التساوق بين تطور الحضارة وتطور أخلاقها التي سنرى. والعلة إذن ليست الحضارة بإطلاق بل واحدة من اثنتين إما الحضارة التي لم ينتجها من يكون هذا مآله وتوفرت له ثمراتها فغرق فيها لأن أخلاقه لم تتطور معها وغالبا ما كانت هذه حالة الأسر التي وصلت إلى الحكم بالعنف والعصبيات البدوية أو لأن الحضارة كانت استعمارا من دون قيم الاستخلاف. أبو يعرب المرزوقي 56 الأسماء والبيان
-- فهذه الظاهرات التي يصفها ابن خلدون يمكن أن تبدو ممثلة لما نراه يحدث في الكثير من بلاد الغرب لكنها ليست بسبب الحضارة بل بسبب الفصل بين الاستعمار والاستخلاف. وإذن فلنا نوعان من الفساد الذي ينتج عن الحضارة :إما للمسافة بين الحضارة والبداوة أو لعدم الوصل بين التعمير وقيم الاستخلاف. أبو يعرب المرزوقي 57 الأسماء والبيان
-- ما كان لي أن أخطئ ابن خلدون في مسألة موت الحضارات-وهو من هو-لو كان قبول رؤيته يبقي على إمكانية بناء خلدونية محدثة بالبحث عن تناسق المقدمة وتجاوز أحكامها المبنية على وجهها الظرفي بدلا من وجهها المتجاوز للظرفيات .فحتى المقارنة بالكائنات الحية في حكمه لا تكفي لتأسيس القول بـموت الحضارة. والاستدراك على ابن خلدون لا يخرج عن مبادئه إذ هو يقول بتوارث الحضارات ومن ثم فالمائت ليس الحضارة بل حملتها .ومرد الاستدراك إذن هو الاستناد إلى وجهين من المقدمة عندما تتجاوز الظرفي من الحضارة إلى اللاظرفي منها .ولهذين الوجهين علاقة باستراتيجية التربية والحكم اللذين يمكن أن يؤديا إلى فساد معاني الإنسانية إن كانا عنيفين أو إلى حفظها وتنميتهما إن كانا منميين لهذه المعاني ومقويين. ولهما علاقة بالظاهرة الحية وهو أن مائتية الأجيال في كل نوع لا يعني مائتية النوع. فالأجيال بأفرادها حوامل للحياة التي تنمو بتوالي الأجيال ولا تموت مع موتها بل إن ما يحصل في كل جيل من تطور عضوي ينتقل إلى الجيل الموالي فتكون الحياة مستمرة بذاتها اللهم إلا إذا فسدت شروط بقائها .وما يصح عليها يصح على الحضارة. وحينها تكون علة الموت ليس ذاتية للحياة بل لعامل خارجي مثل تغير المناخ بصورة تلغي شروط بقاء الحياة أو حصول أحداث جيولوجية تلغي الأنواع التي كانت موجودة كما حدث لانتهاء عهد الكائنات العضوية العملاقة-الديناصورات -في تاريخ الظاهرة الحية. والحروب بالنسبة إلى الحضارات مثل الأحداث الجيولوجية بالنسبة إلى الحياة. وهي نوعان :إما أن شعبا يقضي على شعب آخر وحضارته لكنه يرث منها ما فيها مما ليس عنده لأن ما فيها كان دون ما عتده مثلا كما حدث بين الأوروبيين والهنود الحمر ومن ثم فالحضارة لا تموت أو أن الحرب تكون مما صار ممكنا بتطور أدوات الحرب فلنتخيل قيام حرب نووية عالمية فإنها لن تبقي الحضارة والكثير من البشر .وفي ما عدى ذلك فالحضارة باقية مثل الحياة بالتوارث :كالعلوم والصناعات وأنماط الاجتماع والعمران. أبو يعرب المرزوقي 58 الأسماء والبيان
-- وما احتجت لهذا الاستدراك على ابن خلدون بابن خلدون ذاته من خلال تناسق المقدمة إلا لغايتين :بناء الخلدونية المحدثة وتأسيس شروط الاستئناف بالنسبة إلى حضارة الإسلام .فهي لن تموت فالكثير من أطوارها توارثت بعضها البعض وورثت تراث غيرها وستعيد الكرة .والخاصية التي أعتمد عليها من صفات التطور في تجهيز الإنسان للنظر والعقد في العلاقة بالطبية وللعمل والشرع في العلاقة بالتاريخ .والتطور المتعلق بحياة الحضارة بهذا المعنى نوعان: .1تطور من هذا الجنس في استراتيجيات الاستعمار في الأرض. .2وتطور في استراتيجيات الاستخلاف في الأرض. وهما استراتيجيتان متلازمتان .فمثلا لو أن الغرب يتدارك استراتيجية الاستعمار في الأرض فلن يكون ذلك من دون الوعي بضرورة وصلها بقيم الاستخلاف .وتلك هي العلة التي تجعلني أعتقد أن الإسلام هو مستقبل الإنسانية لأنه يحقق هذا الوصل بين الاستراتيجيتين. وهذا هو بالذات مدلول سورة هود كما شرحتها وعلة تشييبها للرسول الخاتم .ذلك أن أهم استراتيجية لإنقاذ البشرية والعالم الطبيعي والتاريخي هي استراتيجية الوصل بين التعمير والاستخلاف .فمثلا الغرب نجح بصورة لا جدال فيها في الاستعمار في الأرض .لكنه فشل بصورة لا جدال فيها في الاستخلاف .ونحن فشلنا فيهما معا .هو ظن ان الاستعمار في الأرض مغن عن الاستخلاف .ونحن ظننا أن قيم الاستخلاف ممكنة من دون الاستعمار في الأرض. والموقفان منافيان لاستراتيجية القرآن فيهما معا وخاصة في ضرورة التلازم بينهما لأن أحدهما شرط مادي واقتصادي والثاني شرط روحي وخلقي .وبهذين الشرطين وخاصة بتلازمهما يعلل ابن خلدون بقاء الحضارات وبعدهما زوالها .وهذا هو التصور الذي أقره في الخلدونية المحدثة وهو ليس استدراكا بغير ما في المقدمة بعد تخليصه من طغيان الظرفي على البنيوي فيها. أبو يعرب المرزوقي 59 الأسماء والبيان
-- وهذه هي العلة الجوهرية التي جعلتني اعتبر علوم الملة قد حرفت القرآن وخاصة محاولة تطويعها لتصبح معتمدة على المنطق الهيجلي الماركسي بعد أن كانت قد طوعت لتكون معتمدة على المنطق الأفلاطوني الأرسطي .وهما في الغاية نفس التطويع لنظرية الحقيقة القائلة بالمطابقة والنافية للغيب أو عدمها .فالصراع والتجاوز بمحو السالف للخالف حتى بمنطق الآوفهيبونج (المحافظة على ما يصلح) فهو غير مطابق حتى للتاريخ الطبيعي لأن الأدنى باق في الاعلى على الاقل لأنه شرط قيامه كما في حالة عيش الحيوانات الأقدر بأكل الحيوانات الأقل قدرة على الأقل بالمحافظة على شرط الدورة الطبيعية لإنتاج مصادر عيشها. والدليل القاطع في تطويع الإسلاميين رؤية الاسلام للهيجلية والماركسية أي للرؤية الجدلية في التاريخ هو قولهم بما يسمونه التدافع .فهذا المعنى لا أصل له في القرآن إذ الآيتان اللتان تتكلمان على معنى خلط به هو دفع الله الناس بعضهم ببعض وليس تدافع الناس .وشتان بينهما فالثاني يلغي ما في الأول. وأهم نتيجة لهذه الرؤية الجدلية هو أن ما يجري صراع قوى ولا دخل فيه للحق والباطل وللقيم الاستخلافية إذ هو محض تغالب بين قوتين ومن هنا صيغة المشاركة .لكن حتى في التاريخ الطبيعي فإن شيئا ما من الاستخلاف موجود لأن الأدنى بمعيار إنساني شرط بقاء للأعلى كما في عيش الكائنات الحية بعضها من البعض ومن ثمرات الأرض التي كل إفساد لها قاض على الكائنات الحية بأقدار مختلفة .نفي ذلك لن يبقى فرقا بين من يدفعه الله في القرآن لتحقيق غايتين هما حماية المعابد كلها وحماية المستضعفين كلهم بمنطق الأخوة البشرية والمساواة. وبهذا المنطق الجديد لا يبقى الأمر صراع قوى دون تكييف خلقي ذاتي للأحداث بل يكون تكييفها الخلقي تبريري ومنافقا كما في حالة التدخل الإنساني في القانون الدولي الحالي حيث يغلف صراع القوى بالقيم وليس هو قيميا في ذاته في حين ان دفع الله الناس بعضهم ببعض يعني أن الحق يدحض الباطل بذاته. أبو يعرب المرزوقي 60 الأسماء والبيان
-- فآيتا الدفع أولاهما تتعلق بحماية المعابد الدينية كلها والثانية بحماية المستضعفين كلهم دون تمييز بين الأديان ولا بين الشعوب المستضعفة .والعلة هي أن من شروط الاستخلاف أن يعي البشر أنهم اخوة (النساء )1وأنهم لا يتفاضلون إلا بالتقوى (الحجرات )13ومن ثم فالتدخل معلل بحق وليس نفاقا. وهذان المعياران -الأخوة البشرية والمساواة بين البشر-صالحان للسياسة الداخلية والدولية ومن ثم فشرط الاستخلاف أن تصبح الإنسانية في تحقيقها للتعمير تعمل عمل الجماعة الواحدة المراعية المتعاونة على شروط بقائها والحامية لمصدر مددها فتصبح الحضارة الإنسانية متنوعة ومتعاونة على ذلك. والمساواة في كل شيء لئلا يبقى لتحديد المنازل إلا التقوى -أي احترام القانون-يجعل البشر متحررين من منطق التدافع أو صراع القوى كما لو كانت الإنسانية اسرة واحدة يتقاسمون العمل وثمرته بما يتراضون عليه من القواعد والمبادئ بوصفهم أحرارا \"رؤساء بطبعهم بمقتضى الاستخلاف الذي خلقوا له\". وهيجل لا يرفض الإسلام والثورة الفرنسية إلا لقولهما بهذه المبادئ التي يعتبرها غير واقعية على الأقل لأنها تنفي الفروق الناتجين عن المولد وعن الثورة .وهو لو عاش إلى اليوم لفهم أن ما أصبح أول مطالب الشباب في العالم هو المطالبة بهذه الأخوة والمساواة بين البشر وحماية مصدر حياة البشر. ولو ترجمت هذين المطلبين لدى شباب العالم في لحظتنا الراهنة لكان ذلك هو عين المقصود بجعل الاستعمار في الأرض يكون بقيم الاستخلاف .فقيم الاستخلاف اليوم هي المناداة بالأخوة البشرية والمساواة بين البشر والمناداة بحماية البيئة ومصدر حياة البشر وقد تكونت أحزاب لهذه المهمة في الغرب ذاته. ولهذه العلة اعتبرت كل الدراويش الذين لا ينفكون عن الكلام على الحروب الصليبية من جنس اليمين الأوروبي .فالإسلاموفوبيا عند هؤلاء يناظرها الغربوفوبيا عند أولئك. أبو يعرب المرزوقي 61 الأسماء والبيان
-- وكلتاهما منافية لقيم الاستخلاف كما حددها القرآن .شباب الغرب تجاوز هذه المرحلة وعلينا أن نتجاوزها لنعتمد قيم الاستخلاف. وبذلك يكون القرآن الجامع بين التعمير والاستخلاف مستقبل الإنسانية التي بدأ شباب الغرب يفهم أنه مهدد وأن علاجه يقتضي أن يخضع التعمير للاستخلاف بمنطق كوني لا يستثني أحدا من البشر لأنهم اخوة (النساء )1ولأنهم متساوون ولا يتفاضلون إلا بالتقوى (الحجرات .)13وما يصح دوليا يصح محليا. وإذا كان النظر والعقد تجهيزا فطريا للإنسان من أجل التعامل مع الطبيعة والتاريخ بأدوات معرفية تقنية تحقق شروط البقاء للبشر فإن العمل والشرع تجهيز فطري للإنسان من أجل التعامل معهما بأدوات قيمية خلقية تحقق شروط التبادل والتواصل بين البشر حتى يكون العمل وثمرته متقاسما بينهم بالعدل والرحمة. ولذلك فالآية 38من الشورى جمعت بين المسألتين مسألة الاستخلاف ومسألة التعمير فبدأت بالأول وانتهت بالثاني .فالأول هو الاستجابة للرب والثاني هو الإنفاق من الرزق. وبين البداية والغاية حددت طبيعة نظام الحكم وأسلوبه فكان أمر الجماعة الذي تسوسه بالشورى في ما بينها .ويصدق عالميا ومحليا. بل إن القرآن ألغى المقابلة-عالمي محلي-لأن رؤيته لدولته هي أن تكون دولة واحدة في المعمورة كلها لأن مصدر القيام الإنساني واحد وهو العالم والخصومات بين البشر علتها التنافس عليه .فإذا صار الرزق للجميع انتفت الحاجة للاقتتال على ما للجميع فيه حق بصرف النظر عن سكناهم قربا أو بعدا منه. فتوزع الثروات الطبيعية في العالم غير مطابق لتوزع البشر على سطحه وذلك هو أصل صراع الجماعات عليها .ولا يمكن أن يكون من شاءت الصدفة أن يكون في مكان فيه الكثير من الثروات أن يدعي أنه صاحبها لأنها ملك الله وليس ملكه .ويصح ذلك أيضا على توزيع الذكاء والإبداع فلا يمكن أن يدعي شعب أنه صاحب ابتكارات نوابغه. أبو يعرب المرزوقي 62 الأسماء والبيان
وهذه هي بدورها ثورات طبيعية لأن توزيع العبقرية ليس كله مكتسبا -بنظام التربية والحكم وهذا فيه الكثير من الصحة-لكن أساسه فطري مثله مثل توزيع الثروة في الأرض. فهو مثلها موزع بصورة غير مطابقة لتوزع البشر عليها وكلاهما من ثروات الطبيعة ومن تاريخ الحضارة التي تتوالى فيها الجماعات وتتوارث. فالبشرية يستفيد الخالف منها من جهد السالف لأن الثروات والإبداعات تتراكم بفضل تراكم الخبرة وخاصة طرق استغلال ثروات الطبيعتين الخارجية والداخلية .ومن ثم فلا ينبغي أن يبقى نوعا الثورة الطبيعية سواء في الارض أو في البشر حكرا على من جعلته الصدفة حائزا عليهما فيحرم باقي البشر منهما. كذلك يتحقق التناسق بين الاستعمار في الأرض والاستخلاف مهمتين للإنسانية كلها بمبدأي النساء 1والحجرات 13فيعم الإسلام الذي معناه العميق هو السلام بين البشر وبنيهم وبين غيرهم من المخلوقات وخاصة مع مصدر حياتهم وشرط بقائهم :المحافظة على سلامة العالم تلويثه ماديا وروحيا. أبو يعرب المرزوقي 63 الأسماء والبيان
أبو يعرب المرزوقي 64 الأسماء والبيان
Search