الأسماء والبيانأبو يعرب المرزوقي
مؤتمر الشيشانالأسماء والبيان 2016-08-29_1437 -11-25
المحتوياتمقدمة 1..........................................................................................................................علاقة الأشعرية الأولى بالحنبلية1...............................................................................................طبيعة تحريف الأشعرية1........................................................................................................الكلام في صحة الحديث وقيس القرآن عليه2..................................................................................في العلاقة بين الاعتزال والإلحاد3..............................................................................................موقف الملحد أفضل من موقف المعتزلي 5.......................................................................................خاتمة8...........................................................................................................................
فإن الأشعري قد أسس مبدأ الشرعية بنفي بدعة سبق أن عرفت المدرسة الفلسفية النقدية العربية 30الأصلح الإعتزالية أي بنفي التحسين والتقبيح العقليين. (الغزالي وابن تيمية وابن خلدون) وبينت تمثيلهاوهنا لا بد من بيان معناها عند ابن تيمية الذي يبدو لثورتي الإسلام كما وردتا في القرآن بوجهيهما الموجب قائلا بهما: 5والسالب.فهو يعني ما يرجحه العقل ولا يمنعه مما يقاس على فوجههما الموجب هو الحرية الروحية والحريةدلالتهما عن تماما مختلفا المعنى الشرع فيكون 35 السياسية. الإعتزالية. ووجههما السالب هو نفي الكنسية والحكم بالحقوبهذا المعنى فالأشعري من أهل الحديث بعد أن قطع الإلهي :أي ما يعتقده عملاء بوتين وحليفته إيران. مع الاعتزال. فالمجتمعون في الشيشان يقودهم القائلون بهذالكن المذهب الذي يحمل اسمه انحرف من بعده الوجه السالب الذي هو عين التحريف ويريدون الكلام باسم السنة في النظر تماما كما تتكلم داعش باسمهافي العمل :استكمالا للكلام باسم السنة البكماء 40 .فصار معاديا لأهل الحديث لأنه عاد بالتدريج إلى سذاجة الاعتزال الفلسفية.طبعا لا يمكن لأنصاف المثقفين ألا يجدوا في وصفي 10لذلك فلا بد من التعليق على تعريف السنة في هذا اللقاء .فالثالوث الحصري لو فهم بمعناه عند مؤسسيهالأول ولم يضف إليه استثناء أهل الحديث لكان تعريفا لمن يعتبرونهم مؤسسي العقلانية بالسذاجة الفلسفية لأنهم ما زالوا على نفس السذاجة. للسنة مقبولا. 45وقد بينت ذلك عديد المرات والاستثناء هو دليل الداءمنها ما ورد في الفصول الخمسة حول العلاقة بين 15وهو يلغي الدواء. الأخلاق والسياسة أو الحكم الثلاث. ذلك أن الأشعرية والماتريدية والتصوف الصافي كماوالزهد الذي لا يتجاوز مجاهدتي التقوى والاستقامة ذكرا بدايتها ثلاثتها غير نهايتهافلا الأشعري ولا الماتريدي ولا الزهد بمماثلين لمآلهم كان تابعا لأهل الحديث ثم انحرف فلم يبق الكلام عليهالمتآخر الذي يمثله هؤلاء الدجالون الذين جمعهم بوتين 50بل أصبح التصوف بديلا منه تصوفا يدعي أصحابه 20وحليفته إيران في بلد أبطال الإسلام الذين لن ييأسوا الكشف والتفلسف بتخريف التنجيم والسحر والجفروعلم الحروف وما ماثلها من الدجل والكرامات من العودة إلى الهجوم على المحتلين. المزعومة.ومؤتمر الشيشان الذي يعمل لصالح بوتين والتشيع وليكن مثالنا علاقة الأشعري بابن حنبل:فلا يمكن أن نفهم خروج الأشعري عن الاعتزال إلا 55يخلط بين الأمرين ويحق له استثناء أهل الحديث إذا 25بوصفه خروجا لتأسيس مبدأ الشريعة مكملا لتأسيس تصوروا السنة التي يتكلم عليها ممثلة بالانحرافين ابن حنبل لمبدأ العقيدة. الكلامي والصوفي.فلأبين طبيعة انحراف الأشعرية -الماتريدية دون فإذا كان ابن حنبل قد أسس مبدأ العقيدة بنفي 60الأشعرية الثانية انحرافا- مخلوقية القرآن
30هل أرفض الاستماع لكلام أفضل معلم لمجرد أن فهي لم تبق كما أسسها الأشعريالبعض حاول ان ينتحل عليه اشياء القرآن كاف لبيان بل عادت لحلول إعتزاليةزيفها لأنها بمعارضته تكون قد سقطت وإن وافقته مع تقية بينة تخفي هذه العودة.والتقارب الملحوظ بين أدعيائها والتشيع بين لكل ذي وماثلت أساليب الحديث وشروط صحته فهي ليستموضوعة. 5بصيرة.وهنا تأتي حجة عدم ثبوت الحديث لأن فيه الانتحال فلا يمكن تأسيس علم الكلام من دون شرطين 35 ولأنه كتب متأخرا. كلاهما يتنافى مع العقل وليس مع الدين فحسب:ثم اطردت الحجة عند الغلاة فضموا إليها القرآن الأول هو قيس الغائب على الشاهدقائلين إنه هو أيضا فيه انتحال وكتب متأخرا. والثاني هو تأويل المنقول لرده إلى المعقول. فقيس الغائب على الشاهدإذا قبلنا به في علم الغائب الذي سيصبح شاهدا 40لكن أهل الحديث أدرى الناس بأن الحديث شابه شيء مما يقال عنه.فلم يكونوا سذجا بل وضعوا بدايات نقد النصوص 10يكون من جنس الفرضية التي تنتظر التجربة طريقةمتنا ورواية احتكاما لعلوم شتى وذلك بقرون قبل النقد لتعميم القوانين: وهذا مقبول في البحث العلمي.التاريخي للنصوص المقدسة في الغرب. التعميم الفرضي للنظرية حتى تكذبها التجربة. 45وأولها علوم القرآن وثانيا علوم الطبقات مع التنزيل لكن إذا طبقنا هذه الطريقة في الدين فلا بد:في السياقات والمناخات الروحية والخلقية.وقد مثلت محاولاتهم منطلقا معتبرا لقواعد النقد 15أولا من معاملة الغيب معاملة الغائب وحينئذ نخرج من مجال العلم إلى الوهم.التاريخي الذي تطور فأصبح عند ابن خلدون بداية نقد فتأييد الفرض بالتجربة غير ممكن في الغيب.الوثائق التاريخية. وإذن فمجرد تطبيق قيس الغائب على الشاهد في 50أما طرد الحجة على القرآن نفسه لتعليل تقديمالعقل على النقل فهو من علامات سخف أصحابه من الدين نفي صريح للغيب وهو كفر. 20لذلك فالأخطر هو محاولة بناء عقائد على مثل هذه ادعياء الحداثة وخاصة بين علمانيي المغرب العربيالفرضيات فيصبح لكل فرقة عقيدة تخصها مع العلم وحداثييهم ومن بات يحاكيهم من علمانيي المشرق بأنه لا شيء يثبتها.وليبرالييهم. وحينها يكون واضع العقيدة وكأنه يدعي أنه أكثر 55ومن علامات الغباء أنهم لم يفهموا أن تعقيد قدرة على الإبلاغ من صوغها القرآني.الخطاب القرآني ينفي أن يكون من طبيعة شفوية: 25أهل الحديث هم العقلانيون بحق:فلا يمكن وضع أنساق قانونية وخلقية ونظرياتفإذا آمنت بأن القرآن من الله كيف يمكنك أن تدعي وجودية في الله والإنسان والعالم وتنظيم الجماعات قدرة على التعبير عن أحكامه أفضل منهوالعلاقات الدولية شفويا خاصة إذا كان ذلك قد تحققوإذا اعتبرت النبي أفضل معلم للقرآن فحديثه 60في كتاب واحد وفي مدة وجيزة وليس حصيلة تراكم ضروري.
تقاليد في قرون متوالية كما يحدث في الأنظمة المبنية أن القرآن يتضمن في أطول آياته أمر المسلمين بأنيكتبوا كل معاملاتهم مهما كانت تافهة بل وحضارته على العرف والتقاليد.أنتجت وظيفة الشهادة العدل 35 ثم إن أساس رؤية القرآن للوجود ولذاته تنفي أن ثم ينسى النبي تدوينه؟ يكون شفويا: 5فكل شيء كتابي في القرآن حتى إن الله نفسه يكتب ويذهب السخف بأصحاب هذه الدعاوى إلى حدعلى نفسه وذلك يحدد منزلة الكتابة في الوجود خلقا تعليل تأخر كتابة الحديث بأمر من النبي بعدم تدوينهلئلا يخلط بالقرآن ثم يطردون عدم التدوين عليه. وفي يوم الدين حججا مرقومة.فهو يعرف أتباع اليهودية والمسيحية بأنهم أهل ولا يفهمون أن تدوين الحديث المتأخر جاء لمنع ما 40بدأ يعم من انتحال الكتاب:خاصة والخوف من الخلط بين الحديث والقرآن لم 10فكيف يكون القرآن صاحب كتاب يطبق الاسم علىغيره ويكون كتابه غير مكتوب فيبقى شفويا كما يتوهم يعد موجودا.من لا يفهم ذلك بليد. السخفاء حتى يطلبوا متى دُ ِّون؟ وخرافة الحفظ في صدور الرجال لا يمكن أن وإذن فتعريف السنة في الشيشان ينبغي أن يعكس: يصدقها أحد لأنها تتنافى مع وجود كتبة الوحي ومع 45 السنة هي أهل الحديث 15تعقيد القرآن.والأشعرية والماتريدية في شكلهما الأول قبل التحريف وتشابه الكثير من آياته لا يمكن لأي ذاكرة السيطرةلأن أصلهما هو ما بالقياس إليه سمي الاعتزال عليه.اعتزالا أي اعتزال السنة والجماعة. أما قضية توحيد النسخ فمفهومة: 50لماذا يعتبر رفض الاعتزال شرطا في الانتساب إلى ذلك أن الكتابة أولا لم تكن دقيقة 20وثانيا أنها مهما كانت دقيقة فنقل الصحابة عن السنة فيكون منطلقا لتعريف السنة بما يعلل اعتبارالنسخة التي دونها كتبة الوحي لا بد فيه شيء من الاعتزال نقيض السنة؟ الأخطاء.والعلة هي أن الاعتزال عقلانية زائفة وتقية دينية التوحيد كان لتدارك هذه الأخطاءواضحة .ذلك أن الدين هو تجاوز العقلانية الساذجة. وطبق عليه المنهج العلمي المتمثل في الاعتماد علىوهنا لا بد من الجمع بين تقية الكلام في الاعتزال 55 إجماع أعلم الموجودين من العلماء بالقرآن من بين 25 وبين صراحته في الإلحاد: الصحابة مع مقارنة النسخ. فهما من طبيعة واحدة من حيث علة الوجود. ومع ذلك فالعلماء الكبار لا ينفون بعض الاختلافاتكلاهما سببه السذاجة العقلية والبساطة الذهنية. وهي لا تغير المعنى وكلها قابلة للرد لتعدد القراءاتولنعد إلى الأصل قبل الكلام في فرعيه الاعتزال 60 وأحيانا لتشابه الحروف وخاصة قبل الشكل الذي ندين 30 والإلحاد. به للحجاج.الأصل هو شذرة وضع فيها بارمينيدس مبداالفلسفة اليونانية بأهم مدارسها: وينسون أخيرا
والعلماء الذي أبدعوا هذه الأمور كانوا دونه تفاخرا التطابق بين الوجود والعقل.بما يدعي علمه :وكله من سقط متاع العلم اليوناني بعد 35 فالفلسفة اليونانية تتأسس على التسليم بإمكان علمأن انحطت مدارسه فصار من جنس التراث المحفوظ الحقيقة المطلقة ولا تكتفي بمجرد الاعتقاد في وجودها. وليس النشاط المبدع الذي كان في البداية.وكلما سمعت رازويا يدعي العلم الآن ويفاخر بترديد لكن الإسلام يعتقد في وجودها وفي استحالة الإحاطةهذه الخرافات أعجب لأن الكلام في الميتافيزيقا عند 5بها لأن الإحاطة بها لله وحده:المبدعين من أهلها (أفلاطون وأرسطو خاصة) كان وذلك هو معنى الإيمان بالغيب.لا يمكن إذن أن تطبق مبدأ الفلسفة اليونانية من يعتبر من باب الفرضيات والاحتمال وليس من بابدون نفي الغيب والزعم بأن الوجود مطلق الشفافية وأن 40العلم:وذلك بنص أفلاطون الصريح. العقل يعلمه العلم المطلق بعقل الإنسان ثم تدعي أنكوهذا مقبول في العلم الطبيعي بل هو أحيانا ضروري لتوجيه البحث العلمي. 10مسلم. وهذا هو القصد بالعقلانية الساذجةلكنه ضار في الأديان لأنه يزعزع الإيمان ولا يؤسس التي أدركت سرها العقلانية الحديثة 45أدنى حقيقة بل يؤسس مدارس كلامية متناحرة. وقبلها المدرسة النقدية الفلسفية العربية.وما كان من باب الفرضيات والاحتمال مقبول في وحتى نفهم ذلك خذ مثال قروي لم يخرج من علوم الشاهد لكن لا ينبغي أن يؤسس عليه الدين: 15قريته.الأفضل ان يكتفى في الدين بالإيمان ومع خاصيتي فعنده أن العالم كله هو ما رآه في قريتهالجدل القرآني أي الترجيح الموجب للممكن والترجيح ويقيس كل شيء عليها.فكل تعالم الرازي الزائف يجعله غير مختلف عن 50السالب للممتنع:فيكون الدين هو ما يرجع عقلا لعلل خلقية ولا يمتنع هذا القروي. 20فعندما يريد بقيس الغائب على الشاهد معرفة لعلل وجودية. الذات والصفات -اساس التقديس-فمثلا لم يكن فلاسفتنا يفهمون -بسبب تخلف 55 وعندما يرد بالتأويل ما يسميه نقلا إلى ما يسميهالهيأة -أن العالم لا يقتصر على ما يرونه حتى بالمجاهرحاليا وكانوا يرون أنه لا يعقل أن يوجد أفلاك اليوم فيها عقلا 25مقداره خمسون ألف سنة مما نعد في الأرض .وقد ليس هو إلا قرويا متعالما.صرنا نفهم أنه يوجد ما مقدار يومه أكثر من ذلك فكل أدوات فكره ليس له فيها أدنى فضل عدا حفظهابكثير .فلو قسنا الغائب على الشاهد لكنا في اضيق وحفظ الحاصل من العلم شرط ضروري غير كاف لأن العوالم .أما الغيب فحدث ولا حرج. يكون المرء عالما: فلا هو واضع جديد في نظريات البلاغة 60وقد اعتمد الغزالي في التهافت ما يقرب من ذلك ولا هو واضع المنطق 30ولا هو مبدع العلوم المزعومة التي يتصورها قابلة عندما شكك في القول بأنه لا وجود لما وراء العالم لأنهليس خلاء ولا ملاء .فرد على عقلانية غبي الأدعياء للأسقاط على القرآن.ساخرا:
الفرق الوحيد إذن بين المعتزلي والملحد هو صراحة ماذا لو وقفت في حد العالم ومددت يدي خارجه؟ الثاني وتقية الاول. 35 وكانت عبارة ابن خلدون حاسمة في دحضه لكل والأساس واحد: الفلسفة اليونانية -دون نفي العلوم القابلة للاحتكامالظن بأن الوجود شفاف والعقل مطلق العلم. للتجربة أو الصورية الخالصة: الوجود لا يرد للإدراك. والسنة أدركت فساد هذا الظن. 5وملخص إدراكها قاله أبو بكر الصديق رضي الله 40 العلم بالطبيعة وبالجوهر محدود وهو يعلم أنه عنه ولهذا كان أقرب الصحابة إلى الرسول: محدود فيسلم بأن نسبة ما يعلمه إلى ما يجهله هي \"العجز عن الإدراك إدراك\" والتقدير إدراك \"لحدود الإدراك\". نسبة المتناهي إلى اللامتناهي: وذلك هو أساس الدين. وهذا هو أساس الإيمان الحق. 10ليس نفي العقل بل بالعكس فهم حقيقة العقل وهنا يأتي دور الملحد. وهو هذه القدرة على علم ما يعلم الملحد في الحقيقة مؤمن ساذج. وعلم حدود ما يعلم ونسبته إلى ما لا يعلم. فله سذاجة العقلانية بمعناها الإعتزاليوسأسمح لنفسي بتجاوز تخريف أدعياء الحداثة من 45 التقية يرفضون الذين الصادقين وله نقاوةالعرب إلى أصل الإلحاد في الغرب ونوعيه اللذين الإعتزالية. 15وإذن فالملحد أفضل من الإعتزالي لأنه غير منافق .يسيطران على أنصاف المثقفين من دون ففهم دلالتهما.فأحيانا يكون تاريخ الفكر مساعدا لفهم نكوص فلكأنه يقول إذا كان عقلي قادرا على العلم المطلق فما حاجتي للإيمان بما يتجاوز علمي.المقلدين الذين لا يفهمون منزلتهم فيه فيكونوا من حيث علمي كاف لمعرفة أن الطبيعة كافية لتفسير الموجودتجاوزه فكر لبقايا فهم بلا تردد ببغاوات لا يعلمون 50 خيره وشره. العصر. 20فقد يستغرب الكثير إذا قلت إن النزعة الإلحادية في وهذا يحررني من التناقض في مفهوم الله: كيف يمكن أن يكون الله في آن خالق الخير وخالقالغرب سببها صدمة رجال الدين المسيحيين بـحضارة الشر؟ الإسلام في القرون الوسطى. تلك علة التقية الإعتزالية:وهذا صريح التعيين في علم الكلام المسيحي. الإنسان شريك في الخلق وهو معنى نظريتهم في 55كان علم الكلام المسيحي يتهم الإسلام نفسه 25 بالإلحاد لعلتين: أفعال العباد أي الحل الزائف لمفهوم الحرية التي جعلها أولا لأنه يولي أهمية للحياة الدنيا عامة خالقة للفعل وحتى لكل ما يتولد عليه. والجنس خاصة لم تكن لهم شجاعة الملحدين: وثانيا لأنه ينفي ما يتصورونه المسيحية فالوجود شفاف وعلم العقل مطلق والطبيعة تغني الصحيحة. 30عن إله متناقض يخلق إنسانا ناقصا ويحاسبه عما لا مسؤولية له عليه.
ثم هو دين يلغي شرطي وجود المؤسسة الكنسية 30لكن بعض السخفاء ممن بسمون أنفسهم بالرشديينالعرب فرحوا بذلك والحكم بالحق الإلهي من الأساس:وظنوه مدحا لفكر ابن رشد فالإيمان علاقة مباشرة بين الفرد وربهونسبوا إليه تأسيس العلمانية والإلحاد في الغرب والحكم أمر الجماعة وليس حقا إليها لأسرة.ويسمون ذلك الرشدية اللاتينية. 5ولذلك فمحاولات الإصلاح الديني والسياسي فيالغرب الحديث لم تتحاوز هذين الهدفين إلا بتطرف رد 35تصوروا إنسانا يدعي أنه حداثيثم يقول لك إنه معتزلي أو رشدي. الدين نفسه إلى تحريفه بدلا من الفصل بينهما:ولا يدري وذلك هو أصل الألحاد الاحتجاجي.أنه بالقول الاول ينتسب إلى العقلانية التي لم يعد وموجة الإلحاد الحالية في بلاد الإسلام علتها عودة 10 يقول بها أحد من الحداثيين. 40 التحريفين بسبب نكوص البلاد الإسلامية إلى ما يشبهوأنه بالقول الثاني يعود إلى أدنى ما في الفلسفة الكنسية والحكم بالحق الإلهي لبعض الأسر.العربية والفلسفة اليونانية من فكر ذي صلة بالعلمومعنى ذلك أن ما يسميه القرآن تصحيحا للتحريف الحديث سواء في الطبيعيات أو في الرياضيات أو فيصار عند علماء الكلام المسيحيين إلحادا لأنهم يعتبرون الإنسانيات.وبداية من نقد توما الإكويني وتكون مدرسة الرشدية الوجود مقسوما بين قيصر والله بخلاف الإسلام. 15وليت القسمة كانت مقصورة على البعد السياسي من 45اللاتينية تأسس في الفكر الغربي مذهب شبيه بالاعتزالبدأ بالربانيين (تييست )Theistsومر بالسيسينيين الوجود إنها أكثر من ذلك.(ليس نسبة إلى السيسي بل إلى فرقة شبيهة بمعتزلة هي قسمة بين الدنيا والآخرة.المسيحية قولا بالعدل والتوحيد) وانتهى بصنفي الإلحاد الدنيا والبدن مجال الدولة الرومانيةالفرنسي والماركسي. والكنيسة لها الآخرة والروح. 20لذلك فهم قد اعتبروا الإسلام الذي يهتم بالدنيا 50والفرق بين هذين الالحادين أنوالبدن إلحادا لأنه في ظنهم ترك الآخرة والروح للعلاقة الأول يمكن القول إنه يستند وهميا إلى علوم الطبيعةللرد على الكنسية بين المؤمن وربه مباشرة دون سلطة كنسية.والثاني يستند وهما إلى علوم التاريخ للرد علىفلسفة الدين الهيجلية (كما بينا في ترجمة دروسه 55 والمشكل بدأ لما تطور عند من حاول منهم استيعاب الفلسفة العربية فأصبح كل من آمن بأفكارها منهم فيها) يعتبر ملحدا وخاصة إذا قال بالأرسطية الرشدية. 25قبل أن أواصل فلأشر إلى أن مثل هذا العلاج عديم 60 فأصبح توما الإكويني يرد على المسلمين بوصفهم الفائدة مع الأدعياء بصنفيهم: \"وثنيين\" أي ملحدين مثل اليونان دون أن يدرك أن الدين عند اليونان ميثولوجيا وليس حقيقة كما هو عندنا وحتى فأدعياء الحداثة وأدعياء الأصالةكلاهما متعجل ولا صبر له على القراءة المتأنية عند ابن رشد الذي يرد عليه. للتدبر والفهم.
لكني مع ذلك أقدم عليه لأن شباب الثورة ينبغي أن 30وذلك حل يشبه الحل الإسلامي إلا أنه من جنس ويليفخر بانتسابه للسنة الجامعة بين ابن حنبل والأشعري للمصلين:فما في الإنسان من توق للعلم والعدل هما جوهر بداية وبين ابن تيمية وابن خلدون غاية.الديني فيه وليسا نفيا للديني كما فهم الملحدون ممنانتقلوا من نقد التحريف لتخليص الدين منه إلى اتهام فالعقل في العقائد يعمل بالترجيح الموجب وإثبات 5 الإمكان أو بالترجيح السالب واثبات الامتناع. الدين نفسه. 35 ذلك هو أسلوب الحجاج القرآني:ذلك أن الإسلام أراد أن يحرر الإنسان من الجهل إذ هما شرط حرية الإيمان الحر بالاختيار.وما ظنوه دينا وألحدوا بنفيه ليس دينا بل هو التجهيلمثل التشيع والكاثوليكية :وهذا أصل الالحاد الفرنسي. ولو كان العقل يستطيع البرهان في العقائد لما وجد فرق بين المربوبية التي لا حرية فيها وبين الآلهية التيوالإسلام أراد تحقيق قيم العدل والمساواة والحرية 10هي مشروطة بحرية الاختيار شرط التكليف.في التاريخ الفعلي والتأجيل للآخرة ليس دينا بل هو 40 وما كنت لأضيع الوقت للكلام على اجتماع أدعياءتحريف الدين والخلط بينهما هو علة الإلحاد الماركسي. العلم الديني في الشيشان لو لم يكن ذلك مناسبةلتوضيح معان عميقة يضيعا أهل السنة لكفاءة ناقصة بكلمة واحدة سذاجة الإلحاديين العرب هي علةالتقليد البليد الذي يجعلهم يقيسون الإسلام على أو معطوبة.المسيحية ويقيسون أنفسهم على الفرنسي بدعوى الثورة الإلحاد الفرنسي مادي خالص وسنده العلم الطبيعي 15العلمية المغنية عن الدين أو على الماركسي بمعنى الثورة والرياضي :ورمزه رد أحد العلماء على نابليون لما سأله 45 العملية المغنية عن الدين. أين الله في نظريتكم فقال :لا حاجة إليه.وهم لم يطلعوا لا على النظريات نفسها ولا على 50 والإلحاد الماركسي خلقي خالص سنده مشكل العدل 20 سياقاتها ولا حتى على صلتها بسر الانحطاط: الإلهي الغائب في التاريخ .ومعنى ذلك أن ماركس لا 25 ينفي أن الدين يعبر عن حاجة حقيقية ويمنع سدها فيفالإلحاد بدأ عندهم أيضا بما يشبه الكلام المتفلسف والتصوف المتفلسف عندنا. الدنيا. فعنده أن الدين مخدر وليس محررا .وفي ذلك الكثيرفالكلام المتفلسف انتهى إلى التعطيل أو القول بالعدم من الصحة بالنسبة إلى الأديان عندما تحرف .فذلك اصلا للوجود (الله لا شيء) ما جرى في الغرب قبلنا وما يجري عندنا منذوالتصوف المتفلسف انتهى إلى اعتبار الله عين العلم الانحطاط. أو القول بوحدة الوجود.وفي الغرب بالذات بلغ الأمر إلى تصوف وحدة 55 والجامع بين الإلحادين هو أن الطبيعة عامةالوجود الطبيعي عند سبينوزا والرد عليه بتصوف وحدة (الفرنسي) وطبيعة التاريخ الإنساني خاصة (الـماركسـي) تغينان عن الدين بالعلم والعمل أي الثورة الوجود التاريخي في صيغتيه المعلومتين:الشطحات الصوفية والمنظومات الفلسفية التي بلغت العلمية والثورة السياسية. الذروة في التوحيد بينهما هيجيليا.
ومنه تفرع نوعا الإلحاد الحديث أو بصورة أدق فيسأل من يظنه أعلم منه.لكنه في النهاية لا بد أن يستفتي قلبه لأنه هو الوحيد التفسير الساذج للدين:عند يمينه الدين استكمال وهمي للإنسان في الله .الذي سيسأل يوم الدين. 35ولا يمكن أن يحمل المسؤولية لغيره كما هو بين من وعند يساره تنويم سياسي.الحجاج يوم الدين. 5فالإفتاء ليس من جنس الاعتراف في المسيحية. ولأختم بكلمة حول \"أهل الحديث\" فهذا اسم للدلالة على موقف مضاعف يستعيد ما كاد يفقد.ولما كان المفتي ليس له سلطة مسح الذنوب فإن دورهمعرفي وليس روحيا. الأول لفهم مرجعية الإسلام عامة قرآنا وسنة والثاني للقضاء. 10تصور أحدا يقول لك إني مستغن عن أفضل المعلمين 40وتحوله إلى روحي يعيد الكنسية.والافتاء العام وخاصة الرسمي نتج عن حاجة لفن من الفنون.الحكام أو المعارضين لتبرير ما يشعرون أنه عديمالشرعية فيريدون من فقهاء السلطان اضفاء الشرعية ماذا تقول عنه؟ السؤال هو:هل يوجد من هو أفضل من الرسول تعليما للقرآن عليه. 45ليس لعلماء الدين سلطة روحية. 15والسنة؟ لهم سلطة علمية كأي أستاذ في أي مادة. تصور قاضيا يقول لك لا يهمني نص القانون أريدإذا كان لهم سلطة أخرى فيمكن أن تكون خلقية بما أن أقضي برأيي؟هل يوجد عاقل يقبل بالاحتكام إلى هذا القاضي؟ في سلوكهم من أخلاق إن وجدت.لكن الغالب -كما نرى ذلك في مصر واجتماع السنة هي أحد مصادر القضاء والافتاء. 20وبالمناسبة فكل افتاء بالرأي تعد عن الدين وعن 50الشيشان دليل حاسم -هو أنهم لا أخلاق لهم ولا خلاقوأكاد أشك حتى في علمهم بالدين:فسلوكهم دليل جهل. المستفتي. تعد على الدين بإضفاء شرعيته على رأيك.وكل مفت يفتي على أساس سؤال فرضي يجهل معنى وتعد عن المستفتي الذي يطلب رأي الدين لا رأيك.ولهذا كان علماء الصدر يجيبون المستفتين غالبا بلا الإفتاء المطلوب في القرآن. فهو سؤال أهل الذكر:وسؤالهم لا يكون إلا في ما ورد فيه ذكر 25أدري55 . ذلك أنهم يرفضون وظيفة مآلها استعادة الكنسية أي بما ليس فرضيا. في الإسلام وإن بصورة خفية.فقه \"ماذا لو\" هو دليل على البطالة التي تؤدي إلى ولو كان لي سلطان لمنعت الإفتاء العام:الهذيان. لا يوجد إفتاء عام. 30فالمستفتي له خصومة مع ذاته ولم يجد لها حلا 60الاستفتاء علته كما ذكرت خصومة خلقية مع الذاتعند الحاجة إلى الحسم في مسالة مهمة. دينيا يرضيه.
فالحلال بين والحرام بين لذلك فكل \"الخرم\" حول \"هل تبطل صلاتي لو وتجنب الشبهات معلوم الطريقة. تنفست أو لم أتنفس أو لو التفت أو لم ألتفت إلخ .منما عدا ذلك محاولة لإعادة الكنسية والوساطة الفرضيات\" تعسير للدين ممن يعانون من البطالة حتى للإسلام.. يصبح الناس في حاجة إليهم. 5المفتي الوحيد في الإسلام هو القلب:
hg 02 01 01 02تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي :محمد مراس المرزوقي
Search
Read the Text Version
- 1 - 14
Pages: