استراتيجية التوحيد القرآنية ومنطق السياسة المحمدية - الجزء الأول استراتيجية التوحيد القرآنية - الفصل الرابع توحيد الجماعة - أبو يعرب المرزوقي
فالفرد كما بينا لامتناهي التعدد ووحدته هي بنية كيانه التي هي عين بنية المعادلة الوجودية فنسيجه هو نسيج الوعي الكوني بالوجود وبما ورائه. وهو خليفة بهذا الوعي إذا حقق ما يترتب عليه لكأنه مستخلف ليكون مرآة المعادلة الوجودية بقطبيها (الله والإنسان) ووسيطيها (الطبيعة والتاريخ) وفعل الوصل بين القطبين بالوسيطين (الحضارة). فإذا تحقق له ذلك أو بعض ذلك كان عابدا بحق أو كان مطابقا لمقصد وجوده الوحيد: أحسن خلقه وتلك هي العبادة. لكنه يرد أسفل سافلين فيغرق في الوسيطين. وعندئذ لا تتحقق شروط الخلية الأولى السوية للجماعة أو الأسرة كما وصفناها: هي تشبه خلية المخ العصبية بنسيجها وصلا بمنبعها وبمصبها كما وصفنا. والنقلة من النسيج الأسري إلى الأمة مشروطة -في نظرية ابن خلدون- بما يميز الإنسان: الوعي بالحاجة إلى التعاون والوازع الناظم لمنع العدوان: الدولة
Like this book? You can publish your book online for free in a few
minutes!