الفصل الثالث: التسطيح بالتمكنالأسماء والبيان
ما الذي ينتج عن طلب علاج النوع الثاني من العلاقة بين الفضاءين بقيسها على علاجالنوع الأول منها أي توسيع مدى المكان الذاتي -الجسد-بالقياس إلى المكان المدني مع قلب العلاقة؟ذلك أن توسيع المكان الخاص سيكون على حساب المكان العام لأنه سيمتد بامتداد ما يحوزهمن المكان بفضل ما يحاز باسم حق الملكية وخاصة بتوسيع المسكن وتوسيع إدراك الوجودالفعلي بالوجود الخيالي وتوسيع العلاقة الحميمة بالحد من آثار عقد النكاح (شبه تشريعللخيانة الزوجية) وتوسيع التواصل الثقافي بالترجمة وتوسيع التواصل مع غير البشر بالنزعة الإحيائية المسقطة على العالم؟فكل هذه المحاولات هدفها الخروج من سجن المكان الذاتي وتوسيعه على حساب المكانالعام .فالمكان الذاتي الطبيعي هو البدن لكن توسيعه يقلب العلاقة بين العام والخاص إذ يصبح الخاص أوسع من العام ويصبح كل فرد عالما بذاته خاصة أعم من عامه. وهي من أخص خصائص العلاقة بين المكان وثمرته أي الثروة:فمجال حياة الأغنياء ماديا يتسع فيها الفضاء المكاني العام وكذلك الفضاء المكاني الخاص ورمزه المعالم العمرانية التي هي أهم علامات الثراء المادي في أي مجتمع إنساني. وهي من أخص خصائص العلاقة بين الزمان وثمرته أي التراث:فمجال حياة الأغنياء روحيا يتسع فيها الفضاء الزماني العام وكذلك الفضاء الزماني الخاص ورمزه الذكر الذي هو أهم علامات الثراء الروحي في أي مجتمع إنساني. 21
أي تلامس شيوعية المرأة سواء بصورة عامة أو بمنطق التمييز بين الحرة والجارية وهو تمييز لا يخلو منه مجتمع للتوفيق بين ضرورات النسب والحريات الجنسية .لا توجد جماعة ليست مماسة لجماعة أخرى بعلاقة مزدوجة تجمع بين الفصل الرمزيالذي يحدد فضاءيها الخاصين بهما وفي آن الوصل الرمزي المتجاوز للفصل الرمزي بالوصل الرمزي الجامع بين النظامين الرمزيين أعني الترجمة . اعتبار جميع الكائنات ذات نفس الحقوق وخاصة الحيوانات الأليفة.وهذا التوسيع الأخير الذي هو غاية التوسيع هو محاولة تخطي الحاجز بين الأنواع من خلال اسقاط كل نوع خصائص ذاته على غيره من الانواع حية كانت أو جامدة. وهذا هو أساس المعرفة المتجاوزة للنوع:فالإنسان يعلم الوجود الطبيعي دائما برده إلى ما يشبه النظام الاجتماعي وما بين مقوماته من علاقات وشرائع وقوانين يعتمدها لمعرفة سلوكها. 22
02 01 01 02تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي :محمد مراس المرزوقي
Search
Read the Text Version
- 1 - 10
Pages: