الأسماء والبيانأبو يعرب المرزوقي
إصلاح الدينأم إصلاح الوصل بين التاريخي ومابعده؟ الأسماء والبيان تونس في 2017.01.02 /1438 -04-03
المحتوياتالمقدمة 1.....................................................................................................:علاقة الاصلاح بشروط صعود الحضارة و نزولها1..........................................................المشروع وتثبيت الأحياز و تفاعلاتها والمرجعية2 .............................................................عقد أبناء المستعمرات القديمة والحديثة3....................................................................خاتمة4........................................................................................................
وعندئذ يصبح السؤال :ما الديني الذي يعتبر يراوح دعاة الإصلاح بين حدين: 35شرط المرجعي سواء هذا الديني موجبا (يثبت)أوسالبا (ينفي) ما به يؤسس الديني المرجعي عامة -1مراجعة ما شاب العقيدة والشريعة من تحريف بسبب الانحطاط في كل حضارة؟وعلينا أن نسأل بعد ذلك عما يضيفه وصف -2 5إصلاحهما هما نفسيهما بالمقارنة مع المسيحيةالمرجعية بكونها دينية انفهم طبيعة ما يتعلق خاصة. 40بإصلاح ما تضيفه هذه الصفة للمرجعية المؤسسة وقد نجد بين الحدين مزيجا منهما مع غلبة هذا للموقف والرؤية. أو ذاك فتكون الدعوى مربعة الحدان والوسطانالتاريخ يكذب كل الفرضيات التي تفسرالصعود لكن الأصل في ذلك كله هو المقارنة بين واقعينوالنزول الحضاري بالدين :جميع الحضاراتصعدت ونزلت بتطبيق دينها وبعدم تطبيقه ما 10حضاريين. 45يعني أن العلة أعمق لتعلقها باستعاله الذي يجعله فلولا صعود قوة الغرب وضمور قوة المسلمين لما حدثت هذه المراوحة بين الحديين والتوسطين وإذن مؤثرا فيهما إيجابا أو سلبا. فالأصل هو تعليل وضعنا ووضع الغرب بالمرجعيةومن ثم فالإصلاح لا يتعلق بالدين عامة بل بما في الدينية. 50الدين من علاقة بشروط الصعود والنزول أو بما 15ودون أن أشكك في دور مرجعية الأمم الروحية فإنييجعله مؤثرا في صعود الحضارة ونزولها :مربط لا اقبل أن يقتصر الامر عليها لتعليل أوضاعها الحضارية ثم إن الموقفين الحدين كلامهما الفرس.ومعنى ذلك أن ما يحتاج إلى الإصلاح هو هذا متناقض ومناقض لرديفه.الذي يجعل الديني أو ما بعد التاريخي مؤثرا في كلاهما لا ينتهي في الحقيقة إلى المرجعية علة بل 55التاريخي من فعاليات الإنسان الحضارية :ذلك هو 20إلى فهمها وتأويلها فتكون العلة ماوراء المرجعية أعني ما يجعل فهمها وتأويلها مصدر قوة أو مطلبنا.وفي هذا المضمار تبرز خاصية الإسلام الأساسية ضعف.خاصيته التي أخفتها الفتنة الكبرى التي نتج عنها وعندئذ يصبح السؤال هو بالمقابل ما الذي يجعلانقلاب دستوري جعل قانون الطواريء يصبح مرجعية جماعة من الجماعة تكون مصدر قوة 25ومصدر ضعف في آن أو ما الذي يجعلها تتررد بين 60القاعدة.وقانون الطواريء صيغ بمصطلحين كلاهما متقدم الموقفين؟على الدستور القرآني والتطبيق الراشدي :خيار وهبنا وضعنا الطبيعة الدينية للمرجعية بين قوسينالحق الإلهي في الحكم سواء بغطاء ديني نكص واقتصرنا على أنها مرجعية حضارية عامة ولنسأل:ما علة نقلة الموقف والرؤية ازدهارا و بالامة. 65وهذا النكوص كاد يتحقق والرسول لم يدفن بعد: 30انحطاطا؟فقد ترددت الجماعة بين العودة إلى سنة الحق فيصبح السؤال مضاعفا :دور المرجعية الحضارية عامة ثم دورالمرجعية إذا كانت من طبيعة دينية. لكن ماذا لو تبين أنها دينية دائما إيجابا أوسلبا؟
واصل التحريف الشرك ويقابل أصل التحرر منه الإلهي (التشيع) وسنة منا أمير ومنكم أمير 35الفطرة التي موضوع الرسالة التذكير بطبيعتها (الجاهلية).ليبشر من يذكرها وينذر من ينساها فيكون الوصل لكن الخلفاء الراشدين قبل الفتنة الكبرى-اي السوي. الثلاثة الأول-وضعوا أسس ما في الدين من عواملوالفطرة عقد وعهد بين أبناء آدم وفاطرهم منذ 5التاثير التاريخي أو الوصل بينه وبين ما بعدهكانوا في ظهور آبائهم.والتذكير يتعلق بدحض 40الحجتين الواردتين في العهد :أثر الغفلة وتأثير الفاعل. فالوصل بين التاريخي ومابعده هو المؤثر من الدين التربية. في بناء الحضارات .والنكوص ألغى الوصل أو بصورة أدق عكسه فجعل ما بعد التاريخ منافيافالأعراف 174-173تثبتان علل تحريفالفطرة في الأديان الأربعة التي نقد القرآن 10للتاريخ.تحريفها وفكك عللها وأصلها الشرك ووضع شرط فيكون الخلفاء الثلاثة الأول هم من حدد هذا الوصل وتكون الفتنة الكبرى وما تلاها هي التي 45التعايش معها وغايته. ألغته من ثم فما لا بد من إصلاحه هو هذا الوصلفالغاية (المائدة )48هي تحقيق وحدة الديني الحي.بحرية توسلا لتسابق الناس في الخيرات فوظيفة 15وقد حددت هذه العناصر في كلامي على الدولةالدولة الإسلامية توحيد الإنسانية بالنموذج الإسلامية كما حدد مقوماتها القرآن والممارسة الإسلامي. الراشدة: 50وهو ما يعني أن نموذج الوصل الإسلامي بينالديني والدنيوي هو شرط تحقيق قيم الرسالة في 20فالمشروع هو الرسالة وأبو بكر ثبت المكان وعمرالأمة حتى تكون ذات جاذبية فيسلم البشر طوعا لا الزمان وعثمان ثبت المرجعية وأثر المكان في الزمان كرها. حقق التراث والزمان في المكان حقق الثروة.لذلك فحتى الفتوحات التي استعمل فيها السلاح ما حصل بعد الفتنة هو تغير المشروع والمكان 55فإنها تتميز بخاصيتيـن يحررانها من دعوى كونها والزمان والمرجعية بمجردأن أصبح الأمر الواقعفرض الدين بالقوة :الدعوة للمساواة (لكم ما لنا 25متحكما في الأمر الواجب فتغير الوصل بين التاريخ وعليكم ما علينا) ومقاومة الاستعمار في الإقليم ومابعده.ففارس وبيزنطة لم تحاربهما دولة الأسلام الأولى والقرآن ببعده السالب نقد وتفكيك لعلل تحريففي عقر دارهما بل في مستعمراتهما التي هي غير الرسالات المتقدمة عليه وببعده الموجب مؤكدا على 60فارسية وغير رومية بل هي تقريبا الإقليم العربي هذا الوصل العضوي بينهما تبينت حقيقة النكوص. الحالي. 30والرسالات المحرفة التي ذكرها القرآن ليحددوأول عرض في المقاومة كان :اسلموا فيكون لكم ما طبيعة النكوص هي اثنتان منزلتان اليهوديةلنا وعليكم ما علينا .ومن ثم فالفتح لم يكن فرضا والمسيحية واثنتان وضعيتان الصابئية والمجوسية للدين بل تحريرا بالدين من مستعمري الأقليم. وأصلها الشرك. 65وأكبر دليل أن ذلك قد تغير بعد الفتنة الكبرى إذأصبحت الدولة لا تريد إسلام البلاد المفتوحة بل
35وذلهم يتصورونه فهلوة وذكاء في حين أنهم تريد بقاءهم على ما هم عليه حتى يدعفوامستعدون لأن يخدموا ركاب أي سيد له المال. الجزية.فاجتمع فيهم تقية الاجداد وسفالة الأحفاد عبيد عندئذ لم يبق الفتح فتحا بل صار غزوا .وتلك هي الاستعمار. دلالة كلمة الخليفة الخامس :لم يبعث الله محمدانقلة عاصمة الخلافة من المدينة إلى الكوفة 5غازبا بل بعثه هاديا. 40ودمشق وبغداد لا يختلف الدلالة عن الانتقال من فالدولة انتقلت من رسالة هدفها تحرير الفتحدستور الرسول وقيم القرآن إلى ما وصف ابن الروحي والسياسي إلى نهم استعماري هدفه الغزوخلدون من فقدان للسيادة الروحية بسبب التبعية السياسي والاقتصادي حتى صارت تحول دون الحضارية. الدخول في الإسلام.فالنقلة إلى الكوفة عودة إلى الحق الإلهي الفارسي 45مع الجاهلية العربية والنقلة إلى دمشق عودة إلى 10الحق الإلهي البيزنطي مع الجاهلية العربية ومن ثم وما يتناساه الكثير في فهم الفتنة الكبرى هو ما العودة إلى التعبية الحضارية. أشار إليه ابن خلدون وما كررته الفتنةوالنقلة إلى بغداد جمعت الفارسي والبيزنطي الصغرى:عقد أبناء المستعمرات القديمة والحديثةوالجاهلية العربية ومن ثم التحريف التام للثورة وذلك هو أصل الداء. 50الإسلامية التي تتعلق ببعديها الروحي والسياسي. 15ولأوضح :لم يفسر ابن خلدون الفتنة الكبرىفأما الروحي فإن العقيدة الإسلامية لم تعد علاقة بأسباب دينية بل بعقد قبائل المستعمرات الفارسيةمباشرة بين المؤمن وربه وتطبيقها السياسي والبيزنطية التي تحتقر قبائل الدعوة الإسلاميةأوسيادة الجماعة عوضها الحق الإلهي والقوة في ونكوصهم إلى قيم الجاهلية والتبعية الحضارية. الحكم. فالنخب الحالية التي تنتسب إلى الفتنة 55فكان التحريف إلغاء لحرية المؤمن الروحية ولحرية 20الصغرى(العلمانية) تحتقر الإسلاميين احتقارالمواطن السياسية :حاولوا تكوين كنسية مجوسية قبائل دعاة الفتنة الكبرى في مستعمرات فارس (الاعتزال) وحق إلهي في الحكم مع فقه التغلب. وبيزنطة للمسلمين. ولعل مفهوم \"عرب الشمال\"يجمع المعنيين:احتقارأعلم أن أدعياء الحداثة يتصورون المعتزلة النخب المستعمرة ذهنيا للمسلمين توهما أن قشورعقلانيين لأنهم لم يتجاوزوا ساذجها القائل 25ما ورثوه عن الاستعمار حداثة بعد أن فقدوا 60بشفافية الوجودية التي ترده إلى الإدراك مع القول اصالتهم. بالمثنوية المجوسية. لكنهم عبيد الدنيا التي من الله بها على من يحتقرونهم من العرب فصاروا هم خدما لديهموليس بالصدفة أن كانوا أول من أراد مذهبهم لكونهم عبيد يتذلولون لعرب الجنوب مع ادعاءمذهبا رسميا للدكتاتورية السياسية بدعوى القولبخلق القرآن حتى يكون لهم اليد الطولى في 30احتقارهم في لقاءاتهم الخاصة. ويكفي أن تنظر في مصدر الجواري من أين مأتاها 65التأويل المعطل. حتى تعلم إلى أي حد يصل غرامهم بالدنيا واحتقارهم لكل ما يتجاوز الإخلاد إلى الأرض :ذلك أن تعطيل الله بالثيولوجيا السلبية ليس له منهدف غير إطلاق يد المستبد الذي يدعي العقلانية كلاب تلهث.ليصبح هو المشرع بديلا مما تقدسه الأمة من قيم
35فنخب تونس لا تعرف من العالم إلى فرنسا ومبادئ قرآنية مؤسسة لنظامها الروحيوثقافتها .لكن نخب العرب الذين يتصورونهم والسياسي.متخلفين في علاقة بالعالم كله شرقه وغربه تواصلا هم كنسية تدعي العقلانية تماما كعلمانيي عقاب ثقافيا وتبادلا اقتصاديا. الزمان الذين يجعلون ثرثرته الإيديولوجية بديلاوآمل أن يمكن ذلك نخبنا من التواضع للتخلص 40الفترينة البورقيبية :فمن يسمونهم مربوطي الرأس 5من القيم السامية فلا يبقى أساسا للتشريع إلالهم مئات آلاف الدارسين في الغرب.المهم تجاوز غلبة الاستبداد والفساد. القشور. كلام النخب المستعمرة ذهنيا واستهانتهم بالعربما به يصل الإسلام التاريخي بما بعده هو هذه الذي يسمونهم الأعراب مضرب الأمثال .وكمالمحددات الخمسة :الأحياز أي المكان والزمان وأثر أعجب ممن يتنازل عن شرفه في العلن معتبرا 45الأول في الثاني التراث والثاني في الأول الثروة. 10نفسه داهية.والمقومات الخمسة التي عينت هذه الأحياز للوصلبين الأحياز الخمسة أي المشروع وتثبيت المكان فغالب \"الخبراء؟\" والصحافيين؟\" و\"الكتبة\"والزمان وثمرتي تفاعلهما والمرجعية أي نص و\"الطبالين\" منهم وكنت أعجب من تكديهم كشعراء المشروع. عصر الانحطاط في مدح من يحتقرون كلما تكلموا 50إضاعة مركز المكان ومركز الزمان ومركز التراث في خاصتهم.ومركز الثروة ونص المشروع أي المرجعية هي عللفساد الوصل بين التاريخ وما بعده:بها يفعل 15من يزعمون كبار الصحافيين تراهم يؤلهون الإسلام. مستخدميهم وقد سمعت بعضهم على مائدة الأكلوينبغي إذن إصلاح هذه الوصلات بين التاريخ وما ما جعلني أكاد أتقيأ متقززا من تذللهم وحقارتهم 55بعده حتى تستعيد الأمة لواحمها المكانية والزمانية المقيتة. والتراثية والاقتصادية بنص المشروع المرجعية. وهم يعتقدون أن مستخدميهم ليسوا متفطنينوهذا هو هدف محاولتي تفسير القرآن الفلسفيبعنوان\"استراتيجية القرآن التوحيدية ومنطق 20لذلك .وما يفعلونه مع العرب يفعلون مثله معالسياسة المحمدية\" .الإسلام لتوحيد البشرية الأوروبيين ولكن بموقف مقابل تماما:استهانة باطنة 60بالقيم الكونية. بذواتهم. فتعاليهم على العرب هوعين ما يجعلهم متدانينوختاما فمعجزة الإسلام الوحيدة هي هذا المشروعالكوني لتحقيق مضمون الآية الأولى من النساء أمام الأوروبيين لعلمهم أن الأوروبي لايحترمهموالآية 13من الحجرات بالحريتين الروحية 25بالذات بسبب ما يتبرأون منه خلال تشبههم 65والسياسية. بالمستعمر الذي يحتقرهم.لعلى جل المتكلمين على الإصلاح الديني في الإسلام ثم بالتدريج لما تمكن العرب المخلصين للذات منومحاكاة المسيحية لم يدركوا حقيقة الرسالة السبق حتى في التحديث والتمكن من ثقافة العصر أصبح ما يمثلونه لا يتجاوز الإيديولوجيا الحداثية 30وأمراضها. ولعل افضل مثال أضربه هو ما يمكن تسميته بالمركب البورقيبي :فأدعياء الحداثة عاشوا على وهم تقدم تونس على كل العرب حتى فضحت الثورة تخلفهم.
الإسلامية :فهي إصلاح ديني كوني لكل ما تقدم عليه.وهي مشروع بديل يعالج علل ما حصل من تحريففي الأديان السابقة :وأساس هذا المشروع البديل هو 5الوصل بين التاريخي وما بعده وذلك هو بعده السياسي.لذلك فكل الأغبياء الذين يريدون الفصل بينالرسالة بعدها السياسي الواصل بين التاريخي ومابعده يردون العودة إلى التحريف وليس إصلاح 10الدين.ولانهم لم يدركوا هذه الحقيقة ركزوا على قشورالإسلام تماما كمحرفيه متصورين أن ذلك إصلاحوليس نكوصا إلى الكنسية التي تتأسس على فصام الإنسان. 15فنعود إلى العلاقة بين الكنيسة المسيحية والدولةالرومانية .دولة وثنية وكنيسة في خدمتها بالمقابلةبين ما لقيصر وما لله .فيستعبد الإنسان مرتين روحيا وسياسيا. رب الأرض قيصر (السياسة العلمانية) ونواب رب 20السماء (الكنسية) .فلا يكون الوصل بين التاريخ ومابعده في ذات المؤمن بل في استعباديه الطاغوتيين.
hg 02 01 01 02تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي :محمد مراس المرزوقي
Search
Read the Text Version
- 1 - 14
Pages: