Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore النصيب من المويرا - هايدجر - ترجمة وتعليق ابو يعرب المرزوقي

النصيب من المويرا - هايدجر - ترجمة وتعليق ابو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2021-01-17 03:05:06

Description: النصيب من المويرا - هايدجر - ترجمة وتعليق ابو يعرب المرزوقي

Search

Read the Text Version

‫نقله الى العربية وعلق عليه ‪ :‬أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪re nils frahm‬‬ ‫\"النـصـيب من المصير\" (المـويـرا)‬ ‫تأ ويل نص بارمينيداس لتفسير تاريخ الفلسفة الغربية‬ ‫من مجموعة محاضرات ومحاولات‬ ‫الأسماء والبيان‬



‫المحتويات ‪1‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪1 - 223‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪2 - 224‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪3 - 225‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪4 - 226‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪5 - 227‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪6 - 228‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪7 - 229‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪8 - 230‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪9 - 231‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪10 - 232‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪11 - 233‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪12 - 234‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪14 - 235‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪16 - 236‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪18 - 237‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪20 - 238‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪21 - 239‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪22 - 240‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪23 - 241‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪24 - 242‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪25 - 243‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪26 - 244‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪27 - 245‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪28 - 246‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪30 - 247‬‬ ‫‪ -‬الصفحة ‪31 - 248‬‬

‫‪ -‬اللغة الصوفية ‪ -‬طبيعتها وسر هيمنتها على فكر هيدجر؟ ‪32‬‬ ‫‪ -‬بداية المراجعة والتعليق ‪44 -‬‬ ‫تمهيد ‪44‬‬ ‫التعليقات على ترجمة نص مويرا لهايدجي ‪46‬‬ ‫‪ -‬في التجربتين بين ابن رشد وابن عربي ‪50 -‬‬ ‫‪-‬الفصل الأول ‪50 -‬‬ ‫‪ -‬الفصل الثاني ‪65 -‬‬ ‫‪ -‬الفصل الثالث ‪74 -‬‬ ‫‪ -‬الفصل الرابع ‪83 -‬‬ ‫‪ -‬النص الأصلي لهايدجر ‪92 -‬‬

‫‪-223 -‬‬ ‫النص الاصلي‬ ‫نص هايدجر مترجما‬ ‫إن العلاقة بين الفكر والوجود تحرك التفكر ‪το γάρ αύτο νοεΐν έστίν τε και‬‬ ‫‪εΐναι.‬‬ ‫الغربي كله‪ .‬فهذه العلاقة تبقى الامتحان‬ ‫‪ταύτον δ' έστΐ νοεΐν τε και‬‬ ‫الأساسي الذي نستطيع أن نتبين به إلى أي حد‬ ‫‪οϋνεκεν εστι νόημα.‬‬ ‫وعلى أي نحو ضمنت جدارة القرب ودلالته‬ ‫‪ού γάρ οίνευ το ΰ έόντος, έν‬‬ ‫القرب الذي يصل إليه الإنسان التاريخي‬ ‫‪φπεφατισμένον έστιν ,‬‬ ‫ليطابق كونه مفكرا‪ .‬وقد سمى بارمينيدس‬ ‫‪εύρήσεις το νοεΐν ούδέν γάρ‬‬ ‫هذه العلاقة في الشذرة الثالثة عشر فقال‪:‬‬ ‫‪ή εστιν ή εστοα‬‬ ‫\"ذلك أن الفكر والوجود شيء واحد\"‪.‬‬ ‫‪άλλο πάρεξ το ΰέόντος, έπει‬‬ ‫‪τό γε Moî p ' έπέδησεν‬‬ ‫‪οΰλον άκίνητόν τ ' εμμεναν τ‬‬ ‫وشرح بارمينيدس قولته في محل آخر من‬ ‫‪φπάντ ' δνομ' εστοα,‬‬ ‫الشذرة الثامنة ص‪ 41-34.‬فقال‪:‬‬ ‫‪οσσα βροτοι κατέθεντο‬‬ ‫‪πεποιθότες εΐναι άληθή ,‬‬ ‫فالتفكي وفكرة \"موجود\" كلاهما موجود‪ .‬وهما‬ ‫‪γίγνεσθαί τε καί ολλυσθοα,‬‬ ‫شيء واحد‪ .‬إذ أنك لن تجد الفكر من دون أن‬ ‫‪εΐναί τε κοά ούχί,‬‬ ‫يكون الفكر موجودا في ما هو معبر عنه فيه‪.‬‬ ‫‪και τόπον άλλάσσειν διά τε‬‬ ‫ولا شك أنه لا شيء يمكن أن يوجد أو أن‬ ‫‪χρόα φανον άμείβειν‬‬ ‫يصي شيئا عدى الموجود‪ .‬ذلك أنه دون شك‬ ‫قد ربط \"النصيب\" بكل لا يتغي‪ .‬وبذلك‬ ‫فخارج الموجود كل شيء مما أثبته \"المائتون\"‬ ‫يصبح مجرد أسماء‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪1‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-224 -‬‬ ‫نص هايدجر مترجما‬ ‫معتقدين أنه حقيقة‪« :‬سواء كان صيورة أو فسادا\" و\" سواء كان وجودا أو عدما\" وسواء تغيي‬ ‫المكان\" أو \"تغي اللون المني ‪\" (W. Kranz ).‬‬ ‫فإلى أي حد أنارت هذه الأسطر الثمانية علاقة الفكر والوجود فأوضحتها؟ إنها تبدو بالأحرى قد‬ ‫عتمتها لأنها بذاتها تؤدي إلى العتمة وتركتنا محتارين‪ .‬لذلك فإننا سنطلب مقدما معرفة حول‬ ‫العلاقة بين الفكر والوجود من خلال متابعة الشروح التي حصلت إلى حد الآن في خطوطها العامة‪.‬‬ ‫فهي في كل الحالات تتحرك في واحدة من الرؤى الثلاث التي سنشي إليها في عجالة من دون أن‬ ‫نعرض بالتفصيل إلى أي حد هي قابلة للإثبات في نص بارمينيدس‪ .‬فقد يسبق إلى الذهن أحيانا‬ ‫وكأن الفكر شيء حاضر بجوار أشياء أخرى فيعتبر بهذا المعنى \"موجودا\" حاصلا مثل غيه من‬ ‫الأشياء الموجودة ‪.‬‬ ‫و\"موجود\" هذا يعد هو بدوره موجودا ويحسب في نوع من تصوره جمعا لكل الموجودات‪ .‬فتسمى‬ ‫وحدة الموجودات هذه الوجود‪ .‬ولأن الفكر باعتباره شيئا موجودا مع كل موجود آخر من نفس‬ ‫الطبيعة فإنه يتبين مماثلا للوجود‪ .‬لكننا لا نكاد نحتاج إلى الفلسفة لإثبات ذلك‪ .‬فترتيب الأشياء‬ ‫الحاضرة في كل الموجود لكأنها حاصلة بذاتها لا تقتصر على الفكر وحده‪ .‬فحتى مخر البحر وبناء‬ ‫المعابد والخطاب في الاجتماعات الشعبية وكل نوع من أفعال الإنسان كلها تنتسب إلى الموجود وهي‬ ‫بهذا المعنى مماثلة للوجود‪ .‬وبوسع المرء أن يعجب من علة حرص بارمينيدس بخصوص أفعال‬ ‫الإنسان بالذات على القول إن الفكر يقع في مجال الموجود بل ويثبت ذلك صراحة؟ لذلك‬ ‫فبوسعنا أن نعجب شديد العجب من علة تخصيص بارمينيدس في هذه الحالة تأسيسا خاصا لوضعه‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪2‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-225 -‬‬ ‫نص هايدجر مترجما‬ ‫خارج الموجود بعبارة تافهة حقا فيتبه بجوار جملة الموجود ثم يقول إنه لا يوجد موجود غيه؟‬ ‫إلا أننا عند النظر الصائب فإننا لن نطيل مواصلة التعجب من المحل الذي حصل فيه تصور نظرية‬ ‫بارمينيدس على النحو الذي وصفت به‪ .‬فقد تجاوزنا بخصوص فكره ما تسيطر عليه الآن‬ ‫المحاولات المتدنية والتي لا علاج لها والتي ما تزال جديرة فعلا بالجهد بالنسبة إلى كل موجود‬ ‫سيحدث ما أن يندرج في جملة الموجود ومن بينها الفكر ‪.‬‬ ‫لذلك فالأمر يكاد ألا يكون جديرا حتى بإلقاء نظرة عليه فنواصل البحث في هذا التفسي العامي‬ ‫لعلاقة الفكر والوجود العلاقة التي تعتبر كل شيء لا يتصور إلا بوصفه جزءا من مجموع الموجود‬ ‫الحاضر‪ .‬إلا أنها مع ذلك تمدنا بفرصة لا تقدر لندقق البحث المناسب قبليا لكون بارمينيدس لم‬ ‫يقدم أبدا القول بأن الفكر هو كذلك أحد الموجودات الكثية التي تنتسب إلى الموجودات‬ ‫المتنوعة التي يمكن أن تكون تارة موجودة وطورا غي موجودة والتي تكون من ثم في الأغلب‬ ‫موجودة أو لا موجودة بصورة دائمة فتعطينا ظاهرا من الوجود‪ :‬لأنها تحضر وتغيب‪.‬‬ ‫وبالمقابل مع ما أشرنا إليه فإن كل إنسان يجد في الحين لتفسي قولة بارمينيدس العادية هذه‬ ‫علاجا آخر علاجا متعمقا لنصه في البيت الثامن صفحة ‪ 34‬وما يليها وعلى الأقل \"أقوالا\" أخرى‬ ‫عسية الفهم‪ .‬وعلينا لتيسي فهمها أن نبحث عن مساعدة مناسبة‪ .‬فأين سنجدها؟ من البين أننا‬ ‫سنجدها في غوص يطلب الفهم الأساسي للفهم والوجود الذي حاوله بارمينيدس لفهم الفكر‪ .‬وهذا‬ ‫التعمق نجد مرجعه في سؤال‪ .‬إنه سؤال يخص الفكر أي المعرفة بخصوص علاقتها بالوجود أعني‬ ‫بالواقع‪ .‬إن تأمل علاقة الفهم هذه بين الفكر والوجود هي انشغال رئيسي في الفلسفة الحديثة‪.‬‬ ‫ولهذا الغرض أسست هذه الفلسفة تخصصا فلسفيا حصريا هو نظرية المعرفة‪ .‬وهو الآن اختصاص‬ ‫ذو فروع متعددة تعتبر من مهام الفكر الفلسفي الجذرية‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪3‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-226 -‬‬ ‫نص هايدجر مترجما‬ ‫ولم يتغي من هذا الاختصاص إلا اسمه‪ .‬فهو يسمى الآن \"ما بعد الطبيعة\" أو \"أنطولوجيا المعرفة‬ ‫\" ‪ .‬وما يضفي عليه شكله الغالب والأسمى تطور تحت اسم \"اللوجيستيك\"‪ .‬وقد بلغ كلام‬ ‫بارمينيدس‪ -‬بفضل انزياح صوري نادر غي قابل للتوقع ‪-‬صيه شكلا مسيطرا ومحددا‪ .‬وهكذا‬ ‫إذن فقد تمكنت الفلسفة الحديثة عامة من وضع نفسها موضعا نقلها من محلها في عبارة‬ ‫بارمينيدس حول العلاقة بين الفكر والوجود بظاهر معناها ليضفي عليها معناها الحقيقي‪.‬‬ ‫وبخصوص قوة الفكر الحديث التي لا تنفصم (الفلسفة الوجودية والوجودية وهي إلى جانب‬ ‫اللوجستيك مصدر تأثيه الأهم) فإنه من الضروري أن نبرز الرؤية المحددة لهذه الأهمية التي‬ ‫تتحرك فيها الدلالة الحديثة لعبارة بارمينيدس‪.‬‬ ‫فالفلسفة الحديثة تدرك الموجود بوصفه موضوعا‪ .‬فيصل الموجود إلى قيامه مقابلا لذاته بتوسط‬ ‫الإدراك الحسي‪ .‬والإدراك الحسي يدرك ما اعتبره لايبنتس \"شهوة الوجود\" التي تدركه بفضل‬ ‫امساكها به في المفهوم حتى تنفذ إليه فترد حضوره إلى علاقة بالإدراك الحسي‪ .‬فيتحدد التمثل‬ ‫والتصور وكأن المدرك يضع ما يظهر خارج ذاته (الأنا)‪.‬‬ ‫وقد نتأت على نظرية الفلسفة الحديثة عبارة ينبغي أن تعتبر بالنسبة إلى الجميع قد كانت مثل‬ ‫طوق النجاة فحاولت أن توضح بمساعدتها عبارة بارمينيدس‪ .‬ونعني قضية باركلي التي تتأسس‬ ‫على موقف ديكارت الميتافيزيقي والتي نصها يقول‪ :‬الوجود هو الإدراك‪ .‬فيكون وجود الشيء‬ ‫مماثلا لصيورته متصورا‪ .‬فصار بلوغ الوجود إلى التصور يعني الإدراك‪ .‬وأثمرت العبارة حينها‬ ‫الحيز الذي صارت فيه عبارة بارمينيدس قابلة لتفسي علمي فلسفي‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪4‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-227 -‬‬ ‫نص هايدجر مترجما‬ ‫وبذلك قد سحبت عبارة بارمينيدس من دائرة العتمة التي لحدس نصف شعري يفترض فهما‬ ‫للفكر المتقدم على سقراط‪\" .‬الوجود هو الإدراك\"‪ .‬والوجود هو صيورة الشيء متصورا‪.‬‬ ‫الوجود هو قوة التصور‪ .‬الوجود هو مثيل الفكر في حدود كون موضوعية الموضوعات في الوعي‬ ‫المتصور في \"أنا أفكر في شيء\" توضع وتتكون معا‪ .‬ففي ضوء هذه القضية حول العلاقة بين‬ ‫الفكر والوجود يصبح لعبارة بارمينيدس صورة أولية لا ينازع فيها حول النظرية الحديثة‬ ‫للواقع ولمعرفته‪ .‬وليس من الصدفة قطعا أن هيجل في \"دروسه حول تاريخ الفلسفة ‪(WW‬‬ ‫)‪X,2.Aufl.s.274‬قد أورد عبارة بارمينيدس حول العلاقة بين الفكر والوجود في شكلها‬ ‫الوارد في الشذرة الثامنة وترجمها‪:‬‬ ‫\"إن الفكر وما لأجله تكون الفكرة شيء واحد‪ .‬ذلك انه لا يمكنك أن تجد أفكر من دون‬ ‫الموجود الذي يعبر عن نفسه فيه ‪ (έν φ πεφοτασμένον έστιν).‬إذ لا يوجد شيء‬ ‫ولن يوجد شيء غي الموجود‪ .‬تلك هي الفكرة الرئيسية‪ .‬فالفكر ينتج ذاته وما يتم انتاجه‬ ‫فكرة‪ .‬ومن ثم فالفكر متحد مع وجوده إذ لا يوجد شيء غي الوجود ذلك هو الإثبات‬ ‫العظيم‪\".‬‬ ‫فالوجود عند هيجل هو اثبات الفكر المنتج لذاته‪ .‬إنه انتاج الفكر انتاج الإدراك الذي يعني‬ ‫بعد الفكرة منذ ديكارت‪ .‬وبفضل الفكر يصبح الوجود مثبوتية التصور وموضوعيته في المجال‬ ‫\"الفكري\"‪ .‬وهكذا فعند هيجل كذلك لا يكون الوجود مثيلا للفكر إلا على نحو لا مثيل له في‬ ‫تمام التفكي وبتوسط كنط‪ .‬فالوجود مثل الفكر إنه بالذات مقوليته واثباتيته‪ .‬وبذلك يمكن‬ ‫لهيجل أن يقضي حول عبارة بارمينيدس من منطلق منظور الفلسفة الحديثة‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪5‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-228 -‬‬ ‫نص هايدجر مترجما‬ ‫وإذ نرى هنا سموا إلى مملكة \"الفكري\" فإن التفلسف الحقيقي بدأ مع بارمينيدس‪ .‬وهذه البداية‬ ‫كانت فعلا ما تزال ملتبسة وغي محددة‪ .‬وليس بالأمر البعيد بيان فيم يتمثل ذلك‪ .‬ولكن بيان‬ ‫ذلك هو بالذات عين تحقيق الفلسفة نفسها التي هي هنا ليست بعد حاضرة‪( .‬أ‪.‬أ‪ .‬و‪.‬س‪274 .‬‬ ‫وما يليها)‪ .‬فالحضور لا يكون حسب هيجل إلا حيثما يكون تفكي العلم لذاته هو الواقع ذاته‬ ‫وبصورة مطلقة‪ .‬ففي المنطق التأملي وعندما يحصل ذلك يسمو الوجود سموه التام إلى فكر الروح‬ ‫باعتباره الواقع المطلق‪.‬‬ ‫وفي أفق تمام الفلسفة الحديثة هذا تبدو عبارة بارمينيدس بداية للتفلسف الحقيقي( بارمينيدس‬ ‫)‪VIII, 34- 41‬أعني المنطق بمعناه عند هيجل‪ .‬ولكن ذلك ليس إلا بداية‪ .‬ففكر بارمينيدس‬ ‫ينقصه الفكر التأملي أي الشكل الجدلي الذي وجده هيجل حينئذ عند هيقليطس‪ .‬وقد قال عنه \"‬ ‫هنا نرى اليابسة‪ .‬فلا توجد قضية من قضايا هرقليطس لم أضمها إلى منطقي‪\".‬‬ ‫ليس منطق هيجل التأويل الوحيد الحديث لمبدأ باركلي بمعيار الفكر‪ .‬إنه تحقيقه اللامشروط‪.‬‬ ‫فكون مبدأ باركلي \"الوجود هو الادراك\" الذي يتأسس عليه افصاح عبارة بارمينيدس أمر لا يقبل‬ ‫أي شك‪ .‬لكن هذا النسب التاريخي للمبدأ الحديث المشترك مع العبارة القديمة يتأسس في نفس‬ ‫الوقت وبصورة حقيقية في فرق قيل وفكر فيه هنا وهناك‪ .‬أما كيف تكون العبارة القديمة مميزة‬ ‫فذلك ما لا يكاد يمكن قيس أغواره‪ .‬إن الاختلاف يذهب بعيدا بحيث إنه بتوسطها تم القضاء على‬ ‫إمكانية أن تكون معرفة المختلف مختلفة‪ .‬ونعني بالإشارة إلى هذا الاختلاف في نفس الوقت إلى أي‬ ‫حد يكون تأويلنا لعبارة بارمينيدس صادرا عن كيف مغاير بالكلية لكيف فكر هيجل‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪6‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-229 -‬‬ ‫نص هايدجر مترجما‬ ‫فهل المبدأ \"الوجود هو الإدراك\" يطابق تأويل مناسب للعبارة ‪τό γάρ αύτο νοεΐν έστίν‬‬ ‫‪τε κοά εΐναι‬؟ هل تعني القضيتان افتراض أنه علينا أن نعتبر الفكر والوجود شيئا واحدا؟‬ ‫وحتى لو كانت القضيتان تقولان ذلك فهل هما تقولانه بنفس المعنى؟ إن النظرية اليقظة تبين في‬ ‫نفس الوقت فرقا بين القضيتين فرقا يمكن للمرء في ما يبدو أن يحصل عليه‪ .‬فبارمينيدس يسمي في‬ ‫موضعين (الشذرة الثامنة ‪ )34‬عبارته بصورة تجعل الفكر )‪ (.....νοεΐν...‬كل مرة متقدما على‬ ‫الوجود )‪ (..εΐναι......‬في حين أن عبارة باركلي تقدم الوجود )‪ (...esse...‬على الفكر‬ ‫‪(....percipi...) .‬‬ ‫وهذا يبدو إشارة إلى أن بارمينيدس يعطي الأولوية للفكر في حين أن باركلي يعطيها للوجود‪.‬‬ ‫فيكون ذلك مناسبا للدلالة على النقيض‪ .‬فبارمينيدس يقدم الجواب عن الفكر على الجواب عن‬ ‫الوجود‪ .‬في حين أن باركلي يؤخر الجواب عن الوجود ليدرجه في الجواب عن الفكر‪ .‬وكان ينبغي‬ ‫حتى تشمل العبارة الحديثة العبارة اليونانية أن يكون نصها‪\" :‬الفكر هو الوجود\"‪ .‬فالعبارة الحديثة‬ ‫تقول شيئا حول الوجود بمعنى \"الموضوعية\" بالنسبة إلى التصور الذي يحيط بالإمساك بها‪ .‬لكن‬ ‫العبارة اليونانية تعبر عن الفكر باعتباره \"المويرا\" (النصيب من المصي) الإدراك الجامع أو المحيط‬ ‫(بارمينيدس )‪ VIII 34-41‬بالوجود بمعنى تملكه‪ .‬وذلك هو مدار دلالة العبارة اليونانية كلها‬ ‫الدلالة التي تتحرك في دائرة منظور الفكر الحديث والتي تفشل مسبقا من هنا فصاعدا‪.‬‬ ‫ثم إن ذلك كاف لتكون لعبة الدلالات متعددة الاشكال لإنجاز مهمة غي معتادة‪ :.‬إنها مهمة تجعل‬ ‫الفكر اليوناني في متناول التصور الحديث وتمكنه في تقدمه الذي يريده بنفسه إلى مرتبة من‬ ‫الفلسفة \"أسمى‪\".‬‬ ‫فأولى الرؤى الثلاث التي تحدد كل تأويلات عبارة بارمينيدس تتصور الفكر بوصفه شيئا حاضرا‬ ‫وترتبه ضمن مجموعه باقي الموجودات‪ .‬والرؤية الثانية تفهم الوجود فهما حداثيا بمعنى تصورية‬ ‫الموضوعات باعتبارها موضوعية بالنسب إلى \"أنا\" الذاتية‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪7‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-230 -‬‬ ‫نص هايدجر مترجما‬ ‫]‪:Commenté [SE1‬‬ ‫والرؤية الثالثة تتبع خاصية أساسية لفلسفة قديمة تحددت بواسطة أفلاطون‪ .‬فبمقتضى‬ ‫النظرية السقراطية الأفلاطونية تعتبر المثل الوجود في كل موجود‪ .‬لكن المثل لا تنتسب إلى‬ ‫مجال محسوسات )‪ (αίσθητά‬الإدراك الحسي بل إن المثل لا تظهر خالصة إلا في الادراك‬ ‫العقلي )‪ (νοεΐν‬أي في ما ليس إدراكا حسيا‪ .‬وقد أول أفلوطين عبارة بارمينيدس بالمعنى‬ ‫الأفلاطوني‪ .‬وبمقتضى تأويله فعنده أن بارمينيدس أراد أن يقول‪ :‬الوجود شيء غي حسي‪.‬‬ ‫فلم يقع وزن عبارة بارمينيدس إلا على الفكر (العقلي) في معنى آخر مغاير لمعناه في الفلسفة‬ ‫الحديثة‪ .‬فأصبح الوجود يعرف بنوع عدم محسوستيه‪ .‬وبمقتضى التأويل الأفلاطوني المحدث‬ ‫لعبارة بارمينيدس فإنها القضية ليست قضية حول الفكر ولا هي كذلك قضية حول الوجود ولا‬ ‫هي قطعا قضية حول جوهر ما بينهما من انتساب إلى أصل واحد مشترك باعتبارهما مختلفين بل‬ ‫العبارة مطابقة للتناسب المشترك بينهما كليهما في مجال ما ليس هو بمحسوس‪ .‬وكل واحدة من‬ ‫هذه الرؤى الثلاث تسند فكر اليونان الباكر في سيطرته على مجال وضع الأسئلة في الميتافيزيقا‬ ‫المقبلة‪.‬‬ ‫ومع ذلك فلعله ينبغي لكل فكر لاحق حاول محاورة الفكر الباكر في كل مرة انطلاقا من (‪244 -‬‬ ‫‪Mo ira (Parmenides VIII, 34-41‬الاستماع إليه في حيزه وأن يقص ما حصل من إخفاء‬ ‫للفكر الباكر‪ .‬ومباشرة سيكون الفكر الباكر حقا مما لا غناء عن الإحالة عليه في الحوار المتأخر‬ ‫وأن يورد في مجال الانصات إليه وفي منظوره وهو بنحو ما قد يفقد قصته الحقيقية‪.‬‬ ‫إلا أن مثل هذا المعنى لن يفرض باي حال تأويلا يحيط بما فكر فيه الفكر الغربي في البداية‬ ‫لحصره في تحريفه الوارد في ضروب التصور المتأخرة‪ .‬فالأمر كله يكمن في مسألة هل الحوار‬ ‫المفتوح يتنازل مسبقا ودائما من جديد عن دعوى محاكاة الفكر الباكر‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪8‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-231 -‬‬ ‫نص هايدجر مترجما‬ ‫أم هل إن الحوار ينهيه ويخفيه في نظرية الآراء المتأخرة؟ وقد حصل ذلك بعد بمجرد أن ُألغي‬ ‫الاستعلام حول مجال الانصات للفكر الباكر ورؤيته‪ .‬وحينئذ فينبغي ألا يكون الجهد مقتصرا على‬ ‫بحث تاريخي يثبت ما كان مستند المفروضات اللامنطوق بها حيث تكون المفروضات معتبرة إياه ما‬ ‫هو بالنسبة إلى التأويلات الموالية وكأنه بعد حقيقة مستقرة وما لم يبق معتبرا مثل تلك الحقيقة‬ ‫قد استند إلى التطور‪ .‬فينبغي بدلا من ذلك أن يكون الاستعلام لغة مزدوجة يتم التفكي فيها‬ ‫خلال مجالات الانصات الباكر ودوائر رؤيتها بحسب جوهر مصدرها بحيث يكون خاضعا بنحو ما‬ ‫لذلك السلطان الذي تنزل فيه الفكر الباكر والفكر الموالي والفكر القادم كل بحسب نوعه ‪.‬‬ ‫إن محاولة مثل هذا الاستعلام ستكون النظرة الأولى التي تتوجه إلى المواضع المبهمة من نص باكر‬ ‫ولن تستقر في ذلك المُقام الذي له ظاهر المفهوم يحمله منه‪ .‬فالحوار يكون حينها قد بلغ نهايته قبل‬ ‫أن يكون قد بدأ‪ .‬فالشروح اللاحقة تقتصر على النصوص المحال عليها أكثر فتنحصر في متابعة‬ ‫شروح مميزة لاستقصاء البحث فيها‪ .‬وكان يمكن أن تكون ترجمة مفكرة \"للأقاصيص\" اليونانية‬ ‫التي تعد لمساعدة بداية فكر مقبل (‪Mo Moïra (Parmenides VIII, 34-41).245‬‬ ‫لقد اصبحت العلاقة بين الفكر والوجود في موضع يحوجها إلى الشرح‪ .‬وأول ما ينبغي أن نلاحظه‬ ‫قبل كل شيء هو أن النص (‪ ).VIII, 34 ff‬الذي يواصل تأمل هذه العلاقة لا يتكلم في الموجود‪..‬‬ ‫‪ ....έόν‬مثل الشذرة الثالثة التي تتكلم في الفكر‪ ...ειναι ..‬ولذلك فالمرء ينتهي مباشرة‬ ‫وبنحو ما بيقين محق إلى الرأي بأن الكلام في الشذرة الثالثة لا يتعلق بالوجود بل بالموجود‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪9‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-232 -‬‬ ‫نص هايدجر مترجما‬ ‫ومع ذلك فبارمينيدس لا يفكر تحت اسم ‪ έόν‬بأية حال الموجود في ذاته حيث يكون فيه من حيث‬ ‫هو كل الفكر كذلك باعتباره شيئا موجودا‪ .‬ودون ذلك أن يكون قصده أن ‪ έόν‬هو ‪εΐνοα‬‬ ‫بمعنى الوجود لذاته كما لو أنه موضوع للمفكر نوع الجوهر اللامحسوس من الوجود قبالة الموجود‬ ‫بوصفه المحسوس‪ .‬فـالموجود ‪ έόν‬يدركه الفكر بالأحرى بين ازدواج الوجود والموجود ويعبر عنه‬ ‫في شكل \"مصدر\" من دون أن يمسك علم اللغة بعد بالمفهوم النحوي للمصدرية‪ .‬فالازدواج يوحي‬ ‫بمعناه على الأقل كما هو في توسط الاستعمالين \"وجود الموجود\" و\"الموجود في الوجود\"‪ .‬إلا أن‬ ‫انبساط الازدواج يختفي أكثر في \"في\" وفي \"الإضافة\" لكأنه يتجوهر في جوهره‪ .‬فالاستعمالات‬ ‫بعيدة كثيا من التفكي في الازدواج من حيث هو انثناء أو أصلا في أن يسمو إلى ما هو جدير بأن‬ ‫يكون موضوع تساؤل‪ .‬فكثي الغياب \"الوجود ذاته\" ما ظل يدرك بوصفه وجودا يبقى في الحقيقة‬ ‫دائما بمعنى وجود الموجود‪ .‬إلا أنه أمد بداية الفكر الغربي بما يعبر عنه في كلمة الوجود‬ ‫‪ειναι‬من خلال نظرة متوازنة باعتباره طبيعة ‪ Φύσις‬ونطق ‪ Λόγος‬ووجود‪Έ ν.‬‬ ‫فلأن الجمع المحيط بكل الموجودات ويوحدها في الوجود يصدر عن التفكي في الجمع أي الوهم‬ ‫العنيد الذي لا يمكن تجنبه بأن وجود (الموجود) ليس إلا مثيل الموجود ككل فحسب بل هو في آن‬ ‫مثيل موحد الموجودات بل هو الموجود الأقصى‪ .‬فكل شيء يصبح موجودا للتصور‪ .‬والازدواج في‬ ‫وجود الموجود يبدو من حيث هو هو آيلا إلى فقدان جوهره رغم أن الفكر منذ بدايته اليونانية‬ ‫(‪ )Mo ira Parmenides VIII, 34-41 246‬فصاعدا يواصل التحرك ضمن بسطه من‬ ‫دون أن يتأمله في مكثه ولا أن يفكر قطعا في ازدواجه‪ .‬إلا إنه ليس لا شيئا‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪10‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-233 -‬‬ ‫نص هايدجر متجم‬ ‫فالتغييب ضمن مع ذلك للفكر اليوناني (‪ )233‬نوع البداية‪ :‬ضمن أن نور وجود‬ ‫الموجود يخفي ذاته بوصفه نورا‪ .‬واخفاء التخلي عن الازدواج يسيطر بصورة جوهرية‬ ‫مثل الصورة التي ينبسط فيها الازدواج‪ .‬فأين يحصل التغييب؟ في النسيان‪ .‬وسلطانه‬ ‫الدائم يختفي بوصفه الانكدار ‪ Λήθη‬الذي ينتسب مباشرة إلى الكشف ‪Αλήθεια‬‬ ‫بحيث إن ذلك ينسحب من أجل هذا فيتخلى عن الاخفاء الخالص في صورة الطبيعة‬ ‫‪Φύσις‬والنطق ‪ Λόγος‬والوجود ‪ \"Ev‬وفي الحقيقة بصورة تستغني عن الانكدار‪.‬‬ ‫ومع ذلك فما المني المتكبر البادي الذي يسيطر عليه الظلام بإطلاق فيبقى بسط‬ ‫الازدواج كذلك مخفيا مثل التخلي بالنسبة إلى الفكر في بدايته‪ .‬ومن ثم فعلينا إذن أن‬ ‫ننظر في زوال الوجود والموجود حتى نتابع الشرح الذي يخصصه بارمينيدس لعلاقة‬ ‫الفكر والوجود‪.‬‬ ‫‪.II‬‬ ‫وبإيجاز تام فإن الشذرة الثالثة تقول إن الفكر ينتسب إلى الوجود‪ .‬فكيف ينبغي لنا‬ ‫أن نعرف هذا الانتساب؟ لقد تأخر هذا السؤال‪ .‬وقد قدم بارمينيدس الجواب بعد في‬ ‫عبارة مختزلة هي بالذات \" نفس الشيء\"‪ .‬وبمثل هذه الكلمة يبدأ صوغ العبارة في‬ ‫الشذرة ‪ .VIII, 34: χαύχόν‬فهل تمدنا الكلمة بالجواب عن سؤال‪ :‬باي نحو يكون‬ ‫الفكر منتسبا إلى الوجود بفضل التحديد \"نفس الشيء\" لأن كل سؤال حول وحدة‬ ‫النسب يلزم عنه بأنه لا يمكن أن يحصل إلا بين شيئين مختلفين‪ .‬وهنا يبقى ‪το‬‬ ‫‪ \" αύτό‬شيئا واحدا\" في الشذرتين حتى وإن لم يكن بالنسبة إلى كل فكر بارمينيدس‬ ‫الكلمة اللغز‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪11‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-234 -‬‬ ‫نص هايدجر متجم‬ ‫فإذا كان قصدنا فعلا أن كلمة \"شيء واحد ‪\" το αύτό‬تعني \"الهو هو\" وإذا اعتبرنا‬ ‫الهوهو بإطلاق الفرضية الأوضح لقابلية الفكر لكل ما يفكر فيه فإننا حينها نفقد بمثل‬ ‫هذا القصد الانصات إلى الكلمة اللغز بقدر متزايد على فرض أنا بعد قد سمعنا أبدا‬ ‫ما تدعو إليه‪ .‬وفي خلال ذلك يكون قد حصل ما يكفي بعد إذا نحن حافظنا على الكلمة‬ ‫باعتبارها جديرة بالإنصات إليها‪ .‬فنبقى منصتين ومستعدين للإبقاء على الكلمة‬ ‫باعتبارها كلمة لغزا تستقر في ذاتها حتى نتمكن لأول مرة من الاطلاع على \"قصة\" قد‬ ‫تساعدنا في تمعن تمام اللغز ‪.‬‬ ‫فبارمينيدس أمدنا بما يساعدنا إذ قال بوضوح في الشذرة الثامنة كيف يكون \"الوجود\"‬ ‫للفكر هو ما ينتسب إلى الإدراك العقلي ‪ νοεΐν.‬فهو قد قال الآن الموجود ‪ έόν‬بدلا‬ ‫من أن يقول الفكرة ‪ εινοα‬أي ما يفيد الازدواج في دلالته المزدوجة‪ .‬لكن الفكرة‬ ‫تعني ‪ νόημα:‬ما تحصل عليه العناية في الإدراك المعتني‪ .‬فيكون الموجود ‪ έόν‬حقا‬ ‫بوصفه ذاك المسمى ‪ οΰνεκεν εστι νόημα‬ما لأجله يغرب الذكر‪( .‬راجع حول‬ ‫الفكر والذكر درس ماذا يعني الفكر نيماير توبنجان ‪ 1954‬ص‪ 91.‬وما بعدها)‪ .‬فالفكر‬ ‫يغرب بسبب ما يبقى غي مقول في الازدواج‪ .‬وما يتملكه الفكر هو خلال مساره نحو‬ ‫الازدواج بين الوجود والموجود‪ .‬ففي إدراك العناية يغرب الازدواج وهو بعد (حسب‬ ‫الشذرة السادسة) حاصل بواسطة المسار السابق للوصل ويجتمع في الازدواج‪ .‬فلم‬ ‫وكيف؟ ليس ذلك إلا بحيث يكون الازدواج الذي لأجله يجد المائتون أنفسهم في الفكر‬ ‫وحتى في ذلك الفكر الذي يتشوقون إليه‪ .‬ومع ذلك فنحن بعيدون جدا من الازدواج‬ ‫نفسه ويعني كذلك من حيث تشوقهم للفكر لتجربة حق جوهره‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪12‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-234 -‬‬ ‫لن يكون واضحا من قصة بارميندس إلا الواحد‪ :‬لا واحد ‪ έόντα‬الموجود في ذاته ولا‬ ‫واحد الوجود (‪ 248‬المصي بارمينيدس الشذرة الثامنة ‪ )41-34‬بمعنى تخلي واحد‬ ‫الوجود لذاته عن غروب الفكر‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪13‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-235 -‬‬ ‫نص هايدجر متجم‬ ‫ومعنى ذلك أن الموجود في ذاته يجعل الفكر في المتناول ويجعل \"الوجود في ذاته\" غنيا‬ ‫عن الفكر ‪.‬‬ ‫فكلاهما مأخوذا لذاته لا يمكن من معرفة إلى أي حد يشتاق الوجود إلى الفكر‪ .‬ولكن‬ ‫بالازدواج يغرب الفكر بسببهما كليهما بسبب الموجود ‪ έόν.‬فما يغرب في الازدواج مما‬ ‫نعنى به هو الوجود‪ .‬فبمثل هذا التملك ينتسب الفكر إلى الوجود‪ .‬فما الذي قاله‬ ‫بارمينيدس في ذلك وعلينا الانصات إليه؟‬ ‫‪.III‬‬ ‫فبارمينيدس يقول إن \"الادراك العقلي ‪\" νοεΐν‬هو ‪πεφατισμένον έν τω‬‬ ‫‪έόντι‬أي ما ترجمته‪ :‬المفهوم في الموجود (أو المعبر عنه في المنطوق)‪ .‬ف ماذا ينبغي‬ ‫لنا أن ندرك من \"كون الشيء مفهوما (معبرا عنه في المنطوق)\" ونفهمه ما ظللنا لا‬ ‫ننشغل بمسألة ما يعنيه المعبر عنه في المنطوق أي \"اللغة\" وما ظللنا نتعجل فنأخذ‬ ‫الموجود ‪ έόν‬بوصفه الموجود ونترك معنى الوجود في حالة اللاتحديد؟‬ ‫فكيف ينبغي لنا أن نعلم علاقة \"الادراك العقلي ‪\" νοεΐν‬بالمعبر عنه‬ ‫‪πεφατισμένον‬ما ظللنا لا نحددها بما يكفي استنادا إلى الشذرة السادسة؟‬ ‫(راجع الدرس المحال عليه ص‪ 124.‬وما يليها)‪.‬‬ ‫إن \"الإدراك العقلي\" ‪ νοεΐν‬الذي يمكننا أن نمعن النظر في انتسابه إلى الموجود‬ ‫يتأسس ويغرب في القول ‪ .λέγειν‬ففيه يحصل عروض النازل في منزله (المقيم في‬ ‫مقامه)‪ .‬فليس إلا النازل من حيث هو نازل بما هو نازل في منزله هو الذي يشرع في‬ ‫إيلاء الفكر الانتباه الذي يجدر به‪ .‬وبمقتضى ذلك يكون المدرك العقلي ‪ νόημα‬من‬ ‫حيث هو بعد مدركا عقليا‪ ....νοούμενον ..‬دائما إدراكا عقليا ‪ .νοεΐν‬لكن‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪14‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-235 -‬‬ ‫جوهر \"القصة\" اليونانية المدركة تستند إلى المدرك العقلي‪ .‬ومن ثم فإن الإدراك‬ ‫العقلي ‪ νοεΐν‬هو بمقتضى جوهره وليس هو إلا بوصفه قصة قابلة للتأجيل أو للحصول‬ ‫بالصدفة‪ .‬إلا أنه ليس كل منطوق هو ضرورة بعد مفهوما‪ .‬فيمكن كذلك بل وينبغي‬ ‫أحيانا أن يبقى مسكوتا عنه) ‪ .)Mo ira (Parmenides VIII, 34-41 249‬فالمفهوم‬ ‫من المنطوق والمسكوت عنه كلاهما مقول دائما بعد‪ .‬لكن العكس ليس صحيحا‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪15‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-236 -‬‬ ‫نص هايدجر متجم‬ ‫ففيم يتمثل الفرق بين المنطوق والمفهوم (ص‪)236 .‬؟ ولماذا يحدد بارمينيدس خصائص‬ ‫المدرك ‪ νοούμενον‬والادراك العقلي ‪( νοεΐν‬الشذرة الثامنة ‪34‬ص‪ .‬والتي‬ ‫تليها) باعتباره المشرق‪ πεφατισμένον‬؟ والكلمة تترجم معجميا بـ\"مقول\"‪ .‬ومع‬ ‫ذلك فبأي معنى تدرك العبارة التي تسمى باسم التلفظ ‪ φάσκειν‬واللفظ‬ ‫‪φάναι‬؟ فهل تقتصر فائدة المفهوم هنا على التصويت )‪ (φωνή‬بكلمة أو جملة‬ ‫تفيد \"يعني)‪\" (σημαίνειν‬؟ وهل المفهوم يتصور كإفادة لأمر من السريرة (شيء‬ ‫روحي) فتتوزع بذلك على وجهي الصوتي والدلالي؟ لا أثر من ذلك يوجد في تجربة‬ ‫المقول بوصفه تلفظا ولا في تجربة اللغة بوصفها تصويتا‪ .‬ففي التلفظ يكمن النداء‬ ‫والتسمية المعلنة والتواصل‪ .‬ومع ذلك فعلته كله أنه يغرب بوصفه اظهارا‪ .‬فالطيف‬ ‫‪Φάσμα‬هو ظهور النجوم والقمر وهو حصول التجلي واختفائه‪ .‬فلفظة ‪-‬‬ ‫‪Φάσεις -‬تعني المراحل‪ .‬والكيفيات المتغية لتجليه هي مراحل القمر‪ .‬وكلمة \"‬ ‫\" ‪Φάσις‬هي القصة والقص يعني تجلية الأمر‪.‬‬ ‫فـ\"أقص\" هي نفس الشيء‪ -‬رغم أنها ليست نفس الجوهر ‪-‬مثل \"أقول\"‪ :‬جعل النازل (في‬ ‫المنزل والمنزلة) في منزله من الظهور والقرار بدارا‪ .‬وقد أقر بارمينيدس في شرحه‬ ‫إلام ينتسب الفكر‪ .‬فلا يمكننا أن نجده إلا حيث هو في منزله (مقامه) ولن يتعلق‬ ‫بالجوهر إلا في حدود ما يكون الفكر والوجود متحدي النسب‪ .‬فعندما يفكر بارمينيدس‬ ‫الفكر ‪ νοεΐν‬باعتباره المستني ‪ πεφατισμένον.‬فهو إذن لا يعني أنه يكون‬ ‫مفهوما فيترتب على ذلك أن نطلب في تصويت الكلام أو في رسم المكتوب موجودا قابلا‬ ‫للفكر بوصفه موجودا حسيا‪ .‬ولو كان ذلك هو المعنى المقصود لكان من ثم كذلك مخالفا‬ ‫للصواب وبدرجة من البعد عن الفكر اليوناني لو أراد المرء أن يتصور المنطوق والمفهوم‬ ‫فيه مثل تجربة وعي معيشة وأن يثبت في إطاره أن الفكر وكأنه فعل وعي‪ .‬فالفكر أي‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪16‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-236 -‬‬ ‫ما يعتنى به بانتباه وما يدرك هما مقول بلغ إلى بدار الظهور‪ .‬لكن أين؟ يقول‬ ‫بارمينيدس‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪17‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-237 -‬‬ ‫نص هايدجر متجم‬ ‫مويرا (بارمينيدس الشذرة الثامنة ‪ )41-34‬إنه بلغ إلى بدار الظهور موجودا في‬ ‫الازدواج منزل (مقام) ونازل (مقيم) فيه ‪ έν τφ έόντι.‬وهو يوحي بالتفكي‬ ‫فيحررنا دون لبس من العجلة والبدار إلى الظن بأن الفكر يعبر عنه المفهوم من‬ ‫المنطوق وحده‪ .‬لكن ذلك لم يتعلق به الأمر أبدا‪ .‬فإلى أي حد يستطيع الفكر‬ ‫‪νοεΐν‬وينبغي له أن يبلغ الشروق؟ وما كان البسط يقع في ازدواج المنزل والنازل فيه‬ ‫فإن العرض ‪-‬القول‪-‬يستدعي ويعطي للفكر مثل ذلك مع ما هو عرض للمعروض ما‬ ‫يمكنه أن يعنى به بانتباه حتى يثبته فيه‪.‬‬ ‫إلا أن بارمينيدس لا يفكر الازدواج من حيث هو ازدواج كما أنه لا يفكر بصورة مطلقة‬ ‫في بسط الازدواج‪ .‬لكن بارمينيدس قال في (الشذرة الثامنة ‪ 35‬والتي تليها) فلا يمكنك‬ ‫بالذات أن تجد الفكر منفصلا عن الازدواج ‪: ού γάρ ανευ τοΰ έόντος ...‬‬ ‫‪εύρήσεις το νοειν.‬ولماذا لا؟ لأنه يفيد في الجمع مع الموجود انطلاقا من‬ ‫الموجود وينصت إليه لأن الفكر نفسه يستقر في القول الذي يستكمل الجمع المستدعى‬ ‫فيطابق من ثم انتسابه إلى الموجود باعتباره مطابقا ومستعملا انطلاقا منه‪.‬‬ ‫إذ إن الفكر لا يدرك الأشياء تحكميا بل هو يقتصر على الشيء الذي حددته الشذرة‬ ‫السادسة‪ :‬النازل في منزله (المقيم في مقامه) ‪ έόν εμμενοα.‬وبهذا القدر فإن‬ ‫الاستجابة للامفكر فيه الجدير بالفكر نجدها في عرض بارمينيدس وبهذا القدر من‬ ‫البينونة ندخل في الضوء وهو ما يشتاق إليه في المقام الأول حتى نتأمل التأمل المنتبه لما‬ ‫قاله بارمينيدس حول انتساب الفكر للوجود‪ .‬ينبغي أن نتعلم جوهر اللغة انطلاقا من‬ ‫القص وأن نفكر في القصة بوصفها عرضا )‪ (λόγος‬وإنارة ‪ (λόγος).‬وتكفي هذه‬ ‫الاستجابة ليبقى في المقام الأول لهذه العلة تعلم جوهر اللغة عسيا لأن ذلك الوميض‬ ‫الأول لجوهر اللغة باعتباره قصا تنكدر برداء يسيطر مباشرة ومن هنا فصاعدا على‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪18‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-237 -‬‬ ‫تعريف خصائص اللغة باعتبارها صوتا )‪ (φωνή‬وتصويتا وباعتبارها نظاما من‬ ‫الرموز والدلالات فتتصور حصرا في رموز للتواصل والمعلومات‪( .‬ص‪ )251 .‬موريا‬ ‫(بارمينيدس الشذرة الثامنة ‪.)41-34‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪19‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-238 -‬‬ ‫نص هايدجر متجم‬ ‫‪.IV‬‬ ‫والآن بعدما سما انتساب الفكر إلى الوجود فاستنار وحاز بعض الوضوح نكاد نستطيع‬ ‫أن ننصت إلى كلمة العبارة الملغزة «نفس الشيء ‪\" τό αύτό‬بكمال الغازها اصغاء‬ ‫مباشرا‪ .‬ومع ذلك فعندما نرى أن ازدواج الموجود ‪ έόν‬أي نزول النازل (مقام المقيم)‬ ‫يجتمع الفكر إلى ذاته‪ .‬وبذلك فقد يعطينا الازدواج المنبسط إشارة لخواء الدلالة‬ ‫الذي تخفيه كلمة \"نفس الشيء\" بتمام الغازها ‪.‬‬ ‫إنه بسط الازدواج الذي انطلاقا منه يصدر ازدواج الفكر في طريق ما لأجله يدعو‬ ‫وبفضل ذلك وحدة النسب المشترك بين المنزل والنازل (المقام والمقيم) مع ما يشتاق‬ ‫إليه الفكر‪ .‬ولكن ما بسط الازدواج؟ وكيف يحصل؟ فهل نجد في قص بارمينيدس إشارة‬ ‫حول بسط الازدواج توجه البحث إلى الطريق المناسبة للإنصات إلى الجوهري في ما‬ ‫يسكت عنه من معنى الكلمة الملغزة في عبارة بارمينيدس؟ لا نجد أي إشارة مباشرة‪ .‬إلا‬ ‫أنه ينبغي أن يبدر للذهن أن الكلمة اللغز \"نفس الشيء\" قائمة من البداية في كلتا‬ ‫الرؤيتين لعبارة بارمينيدس حول علاقة الفكر والوجود‪ .‬فالشذرة الثالثة تقول‪ :‬إن‬ ‫\"نفس الشيء\" في الأخذ بعين الاعتبار هو بهذا المعنى كذلك منزل النازل (مقام‬ ‫المقيم)‪ .‬والشذرة الثامنة ‪ 34‬تقول إن \"نفس الشيء\" هو العناية المنتبهة وذاك هو ما‬ ‫يحصل خلال المسار نحو إدراك ما نعنى به بانتباه‪ .‬فما دلالة ما يستند إلى موضع الكلمة‬ ‫في بداية القصة؟ فماذا يمكن أن يكون بارمينيدس قد أكد عليه بذلك بحيث ننصت إلى‬ ‫هذا التوكيد؟ فلعله التوكيد الأساسي‪ .‬ففيه صدى البدار لما تقوله عبارته بحق‪ .‬فما‬ ‫قيل بهذه الصورة يسمى نحويا المحمول في القضية‪ .‬لكن موضوعه هو الفكر ‪ νοεΐν.‬في‬ ‫علاقته بالوجود ‪ εΐναι.‬فبمقتضى النص اليوناني ينبغي أن يكون لهذا المبنى هذا‬ ‫المعنى‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪20‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-239 -‬‬ ‫نص هايدجر متجم‬ ‫فكون العبارة قدمت الكلمة اللغز باعتبارها محمولا يعني بالنسبة إلينا أنه علينا أن‬ ‫نمكث مع هذه الكلمة منتبهين وأن نعود إليها دائما بانتباه من جديد (مويرا ‪)252‬‬ ‫(بارمينيدس الشذرة الثامنة ‪ .)41-34‬لكن الكلمة بهذه الصورة لا تقول شيئا عما‬ ‫يمكن أن ندركه‪ .‬ينبغي إذن ألا يتوقف نظرنا عند تقديم \"الشيء نفسه ‪\" το αύτό‬‬ ‫وأن نحاول في مغامرة حرة انطلاقا من ازدواج الموجود ‪( έόν‬منزل النازل) للتفكي‬ ‫بدارا في بسطها‪ .‬وبذلك تساعدنا قناعة بأن الفكر جلى في ازدواج الموجود مودودا في‬ ‫مقوله ‪ πεφαΉ,σμένον:‬يسود بمقتضاه ازدواج اللفظ القول باعتباره داعيا‬ ‫ومشتاقا لبلوغ التجلي‪.‬‬ ‫فماذا يجلي القص هنا؟ منزل النازل‪ .‬فما هو مسيطر على الازدواج والقص الذي يضفي‬ ‫عليه حقيقته هو جمع المنزل الذي يظهر النازل في تجليه‪ .‬وقد سمى هرقليطس المرحلة‬ ‫التي يفكر فيها بارمينيدس نطقا ‪ Λόγος.‬بدار العرض الجامع‪ .‬وما يحدث في‬ ‫مرحلة النطق هو ما هو مسيطر فيهما وما لا يتحقق النور إلا به تنوير المنزل بحيث‬ ‫يظهر في نوره النازل ومن ثم يسيطر الازدواج عليهما كليهما؟ فهل ينبغي لبسيط‬ ‫الازدواج أن يسكن هنا بحيث يتملك ظهوره المني؟ فخاصيته الأساسية يدركه اليونان‬ ‫بوصفه تكشف‪ .‬وطبقا لذلك يسيطر التكشف في بسط الازدواج‪ .‬واليونان يسمونه‬ ‫الكشف (الحقيقة) ‪ Άλήθεια.‬هكذا إذن يبدو أن بارمينيدس مع ذلك وبأسلوبه في‬ ‫بسيط الازدواج على فرض أنه يقص عن الكشف (الحقيقة)‪Άλήθεια.‬‬ ‫فهل سماها؟ إلا أنه في الحقيقة ومنذ مفتتح \"قصيده التعليمي\" بل أكثر من ذلك‪:‬‬ ‫ف(الحقيقة) الكشف ‪ Άλήθεια‬إلهة‪ .‬فقد كان بارمينيدس يقول فكره خلال سماعه‬ ‫لقصها‪ .‬كما أنه يفضل ترك جوهر الحقيقة ‪ Άλήθεtα‬يسكن في ما لا ينقال‬ ‫(‪ .)240‬كما يبقى غي مفكر فيه بأي معنى تكون ألوهية الحقيقة ‪ Αλήθεια‬إلهة؟‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪21‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-240 -‬‬ ‫نص هايدجر متجم‬ ‫وكل هذا يبقى بالنسبة إلى فكر اليونان المبتدي مباشرة خارج ما يستحق التفكي فيه‬ ‫مثل شرح لكلمة \"نفس الشيء ‪\" τό αύτό..‬ولعله مع ذلك يسود بين كل هذا‬ ‫اللامفكر فيه علاقة خفية‪ .‬فالأبيات القائدة من القصيد التعليمي ‪ I,22‬وما يليها ليست‬ ‫مجرد تنكر شعري لعمل مفهومي مجرد‪ .‬فمن عدم الجدية التعامل مع ازدياد اللغة في‬ ‫طريقة فكر بارمينيدس عندما تغيب عنه التجربة الأسطورية في كلمات المفكر فيستعمل‬ ‫دلالة الإلهة الحقيقة ‪ Άλήθεια‬بالمقارنة مع الدلالة الوحيدة التي تستعمل في الكلام‬ ‫على أشخاص الآلهة هيا واثنيا وديميتار وافروديت وارتميس انطلاقا من صورة فكرية‬ ‫غي محددة وخاوية‪.‬‬ ‫فالمرء يتكلم في هذا الحكم المسبق وكأنه يملك علما وثيق مديد حول ما حقيقة ألوهية‬ ‫الآلهة اليونانية بحيث يكون هنا لها عنده معنى التعبي عن \"أشخاص\" ويكون الامر‬ ‫محسوما بخصوص جوهر الحقيقة وما هو وأنها إذا صادف فظهرت كإلهة فإنها لا تكون إلا‬ ‫تشخيصا مجردا لمفهوم‪ .‬وفي الأساس فإن الأسطوري ما زال لا يكاد قد تم التفكي فيه‬ ‫وبصورة عامل ليس بمنظور كون الأسطورة ‪ μΰθος‬قصة وأن القصة هي إيصال‬ ‫الداعي إلى التجلي‪.‬‬ ‫لذلك فإننا نبقى في مسائل حذرة وننصت إلى المقول (الشذرة الأولى ‪ 22‬والموالية) ثم‬ ‫أخذت الإلهة بميل إلى تفكر سابق يمناي بيدها وهكذا قالت الكلمة وغنت لي‪ :‬فما‬ ‫يوجد ليفكر في الفكر يبقى في نفس الوقت جوهر مصدره محجوبا ‪: καί με θεά‬‬ ‫‪πρόφρων ύπεδέξατο, χεΐρα δέ χειρί δεξιτερήν ελεν, ώδε‬‬ ‫• ‪δ ' επος φάτο καί με προσηύδα‬‬ ‫وهذا لا يستثني أن الحجب يسيطر بل يتضمن سيطرته على ما يقوله المفكر بوصفه ما‬ ‫هو في سمعه دائما ما كان هذا المسموع ما يأمر (الفكر) في ما هو موضوع للتفكي‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪22‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-241 -‬‬ ‫نص هايدجر متجم‬ ‫لكن هذا الآمر سمته في الكلمة اللغز \"نفس الشيء ‪\" το αύτό‬التي مسماها هو علاقة‬ ‫الفكر بالوجود‪( )254( .‬بارمينيدس الشذرة الثامنة ‪ .)41-34‬لذلك فإنه علينا أن‬ ‫نسأل بحذر على الأقل هل إن بسط الازدواج في \"نفس الشيء ‪\" αύτό‬وفي الحقيقة‬ ‫في إخفاء منزل النازل مسكوت عنه‪.‬‬ ‫وعندما نفترض مثل ذلك فإننا لا نتجاوز ما فكر فيه بارمينيدس بل إنما نحن ندبر إلى‬ ‫ما هو موضوع للتفكي في البداية‪ .‬وإذن فشرح العبارة حول علاقة الفكر والوجود يقع‬ ‫في ما يبدو عنفا تحكميا لا بد منه‪ .‬والآن يتبين مبنى جملة العبارة ‪το γάρ αύτό‬‬ ‫‪νοειν έστίν χε καί ειναι‬في تصور نحوي في اضاءة أخرى‪ .‬فالكلمة اللغز‬ ‫\"نفس الشيء ‪\" το αύτό‬التي تبدأ بها العبارة لم تبق محمولا مقدما بل هي دون‬ ‫شك الموضوع المؤسس والحامل والحافظ‪ .‬وما ليس بظاهر \"هو\" يعني الآن يغرب ويحفظ‬ ‫وفي الحقيقة ضامن انطلاقا من الضامن باعتباره ما \"نفس الشيء\" أي باعتباره بسبط‬ ‫الازدواج بمعنى الكشف‪ :‬أي بالذات الذي يحفظ كاشفا الازدواج وباسطا لما يعنى به‬ ‫مسعاه نحو الإدراك الجامع لمنزل النازل‪ .‬والحقيقة باعتبارها كشفا موصوفا للازدواج‬ ‫تجعل الفكر انطلاقا من ذلك ينتسب إلى الوجود‪ .‬ففي الكلمة الملغزة \"نفس الشيء \"‬ ‫‪το αύτό‬تضمر الحفظ الكاشف للنسب المشترك بين الازدواج وهذا الفكر الذاهب‬ ‫لبدار الظهور‪.‬‬ ‫‪.V‬‬ ‫وهكذا إذن فإن الفكر لا ينتسب لذلك إلى الوجود لأنه المرء يظن أنه كذلك شيء‬ ‫نازل وهو تابع للمنزل ومن ثم فينبغي أن يصبح في جملة النازلين‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪23‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-242 -‬‬ ‫نص هايدجر متجم‬ ‫إلا أن الأمر يبدو وكأن بارمينيدس هو بدوره يتصور علاقة الفكر بالوجود هذا النحو‬ ‫من التصور‪ .‬لكنه يضيف (الشذرة الثامنة ‪ 36‬والتي تليها) بواسطة إذن ‪ γάρ‬واصلة‬ ‫تأسيسا قال فيه ‪ πάρεξ τοΰ έόντος.:‬فخارج الموجود لم يوجد ولن يوجد شيء‬ ‫آخر غي الموجود( حسب عطف اضافه ‪ Bergk: ούδ' fjv) .‬إلا ‪ τό έόν‬لا تعني‬ ‫\"الموجود\" بل هي تسمي الازدواج‪ .‬حقا فلا يوجد أبدا خارجه منزل للنازل لأن النازل‬ ‫يقيم من حيث هو هو في الازدواج وفي يشرق ويظهر في نوره المنبسط‪ .‬لكن لماذا أضاف‬ ‫بارمينيدس بالنظر إلى علاقة الفكر بالوجود كذلك وبصورة خاصة التأسيس \"بـ\"؟ لأن‬ ‫الاسم إدراك عقلي ‪ νοεΐν‬يختلف تصويته عن تصويب عن الفكرة ‪ εινοα‬لأن الاسم‬ ‫\"فكر\" ينبغي أن يوحي وكأنه كذلك غي ‪ άλλο‬في مقابل الوجود ولذلك فهو خارجه‪.‬‬ ‫لكن ليس الاسم من حيث هو كلمة مصوتة فحسب بل مسماه يتبين وكأنه يقوم إلى جانب‬ ‫و\"خارج\" الموجود ‪ έόν.‬وهذا الظهور ليس مجرد خلب‪ .‬ذلك أن القول ‪λέγειν‬‬ ‫والفكر ‪ νοεΐν‬يعرضان تجلي النازل في نور المنزل‪ .‬وبمقتضى ذلك يتنزلان هما‬ ‫بدورهما في مقابل المنزل وحقا أبدا في مقابلة مثيلة لموضوعين حاضرين لذاتهما‪.‬‬ ‫فاضافة القول ‪ λέγειν‬والفكر ‪( νοεΐν‬حسب الشذرة السادسة) والمنزل في ظهوره‬ ‫‪έον εμμεναι.‬بالنسبة إلى الإدراك يكون حرا ويحفظ ذاته بذلك بنحو ما انطلاقا‬ ‫من الموجود‪έόν.‬‬ ‫إن الفكر يوجد في منظور خارج الازدواج الذي يبقى مطابقا له ومشتاقا إليه خلال‬ ‫مساره‪ .‬وفي منظور ثان يبقى المسار نحو‪...‬داخل الازدواج الذي ليس هو مجرد موجود‬ ‫في أي محل ومتصور فصلا بين الوجود والموجد بل هو يغرب من البسط الكاشف‪ .‬وهذا‬ ‫يضمن بوصفه حقيقة ‪ Αλήθεια‬النور لكل منزل يستطيع النازل الظهور‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪24‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-243 -‬‬ ‫نص هايدجر متجم‬ ‫وفعلا فالكشف يضمن نور المنزل (الملكية أو المجال الحيوي؟) الذي يحتاج في آن عندما‬ ‫ينبغي أن يظهر النازل إلى عرض وإدراك ومن ثم محتاجا للفكر (‪ )243‬في الانتساب‬ ‫إلى الازدواج ليقيم فيه‪ .‬ولا يوجد هنا على أي نحو نازل في أي مكان وفي أي كيف نازل‬ ‫خارد الازدواج‪ .‬إن ما تم شرحه الآن يبقى أمرا مبدعا فكريا بتحكم ومضافا بتحريف‬ ‫حتى لو لم يكن بارمينيدس نفسه (مويرا ‪( 256‬الشذرة الثامنة ‪ )41-34‬قد قال إلى‬ ‫أي حد يبقى خارج المنزل إلى جوار \"نفس الشيء ‪\" έόν.‬‬ ‫‪.VI‬‬ ‫فما يقوله المفكر هنا حول \"نفس الشيء ‪\" έόν‬يبقى متصورا في جملة اعتراضية‪ .‬وحتى‬ ‫من له تجربة هزيلة له في انصاته ما يقوله كبار المفكرين سيكون أحيانا من أجل الأمل‬ ‫القوي بأنهم يقولون ما هو بحق موضوع الفكر بإضافة جملة اعتراضية خارج الانتباه‬ ‫ويكتفون بذلك‪ .‬فلعبة النور الداعي المنبسط ومثي الانتباه لن تكون حقا قابلة‬ ‫للرؤية‪ .‬إنه يتجلى مثل عدم تجلي نور الصبح في فخامة الزنابق في الحقول ومثل‬ ‫الزهور في الحدائق‪ .‬وجملة بارمينيدس الاعتراضية التي هي في الحقيقة جملة كل‬ ‫جمله يقول نصها (الشذرة الثامنة ‪ 37‬والتي تليها)‪ :‬فهو (الموجود) فعلا ما ربط به‬ ‫المصي كلا ثابتا لا يتحرك نحو الوجود ‪\"έπεΐ τό γε Moîp' έπέδησεν‬‬ ‫)‪οΰλον άκίνητόν τ ' εμμενοα- (W.Kranz‬‬ ‫فبارمينيدس يتكلم على الموجود على منزل النازل على الازدواج وليس على الموجود‪.‬‬ ‫إنه يسمي ما هو مصيي وما هو المقسوم الذي يقسم بضمانة فيبسط هكذا الازدواج‪.‬‬ ‫فالقسمة (المصي) تهب (تعنى وتهدي) مع الازدواج (‪ . )244‬إنها هبة المنزل من حيث‬ ‫هو منزل النازل الهبة التي تقبض في ذاتها وتبسط‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪25‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-244 -‬‬ ‫نص هايدجر متجم‬ ‫إن النصيب هبة الوجود بمعنى هبة \"نفس الشيء ‪\" έόν.‬وله هذا ‪...‬المنفك في‬ ‫الازدواج ومن ثم مباشرة المرتبط بالكل والسكينة اللذين يتحقق منزل النازل فيهما‬ ‫كليهما‪ .‬إلا أنه لا يبلغ إلى هبة الازدواج إلا المنزل ‪Mo ira (Parmenides VIII, 257‬‬ ‫)‪34-41‬في التجلي والنازل للظهور‪ Mo ira (Parmenides VIII, 34-41). 257‬فالهبة‬ ‫تحفظ الازدواج من حيث هو هو وتبسطه بالتخفي‪ .‬فجوهر الحقيقة ‪ Άλήθεια‬يبقى‬ ‫متبرقعا‪ .‬وما تضمنه من مرؤية يبقي منزل النازل باعتباره \"سيماء )‪\" ((εΐδος‬‬ ‫وينفتح باعتباره \"وجها ‪\" (ίδέα).‬فتحدد بمقتضى ذلك علاقة المدرك بمنزل النازل‬ ‫بوصفه نظرا ‪ (εΐδέναι).‬واما العلم الذي يصدر عما انطبع بالنظر وبينونته فلا‬ ‫يمكنهما هناك كذلك أن يتنكرا لمصدر جوهرهما المترتب على الكشف المني حيث تغيت‬ ‫الحقيقة لتأخذ شكل يقين الوعي‪.‬‬ ‫إن الطبيعي الوامض والنور الطبيعي أعني هنا اشراق العقل يفترض بعد كشف‬ ‫الازدواج‪ .‬ونفس الشيء يصح على نظرية النور الاغستينية و القروسطية التي نسكت‬ ‫تماما عن مصدرها الأفلاطوني إلا في مجال الحقيقة التي تسيطر بعد على هبة الازدواج‬ ‫ويمكنها أن تجد فيها مسرح مجراها الممكن‪ .‬وإذا كان ينبغي الكلام على تاريخ الوجود‬ ‫فعلينا في المقام الأول أن نكون قد فكرنا بأن الوجود يعني منزل النازل‪ :‬الازدواج‪.‬‬ ‫لن نستطيع إذن أن نسأل مرة بما هو ضروري من التأمل عما يفكر فيه على هذا النحو‬ ‫ماذا يعني \"تاريخ\" هنا‪ .‬إنه هبة الازدواج‪ .‬إنه ضمانة الكشف الباسط للمنزل المنار‬ ‫حيث يظهر النازل فيه‪ .‬فليس تاريخ الوجود ابدا متوالية من الأحداث يقطعها الوجود‬ ‫لذاته‪ .‬وهو بالكلية ليس موضوعا يقدم لنا إمكانات جديدة لتصور التاريخ‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪26‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-245 -‬‬ ‫نص هايدجر متجم‬ ‫التي قد تكون مطلوبة لتكون بديلا مما كان إلى حد الآن حاصلا في ملاحظة تاريخ‬ ‫الميتافيزيقا لوضعها مثل وضع افتراض علم أفضل‪ .‬فما قاله بارمينيدس في جملة‬ ‫اعتراضية من المصي الذي يكون الموجود في ارتباطه باعتباره الازدواج واهبا يفتح‬ ‫للمفكر الرؤية البعيدة التي تميز هبة طريقه المتواضعة‪ .‬وإذن ففي بعد الرؤية هذه‬ ‫يصل ذاك إلى الوميض حيث )‪ (Mo ira (Parmenides VIII, 34-41‬يظهر ‪τά‬‬ ‫)‪(258‬منزل النازل نفسه ‪ σήματα τοΰ έόντος.‬والتي نورها ليس كثي‬ ‫الانبساط ‪ ((πολλά).‬فالرموز ليست علامات لغيها‪ .‬إنها الأوماض المتعددة‬ ‫للمنزلة نفسها الناتج عن الازدواج المنبسط‪.‬‬ ‫‪.VII‬‬ ‫إلا أن ما يقسمه النصيب هبة ليس مستوفيا‪ .‬فيبقى في ذلك نوع من سلطانه غي مفكر‬ ‫فيه‪ .‬وما يحصل بفضل ذلك هو أن هبة يربط منزل النازل في الازدواج ومن ثم فهو‬ ‫يربطه بكليته وسكينته؟ وحتى نقيس ما وصله بارمينيدس بذلك مباشرة بما قاله في‬ ‫الجملة الاعتراضية (الشذرة الثامنة ‪ 39‬وما يليها) ضروري أن نذكر بما تقدم عرضه‬ ‫(ن ‪ .)3‬فبسط الازدواج يسود بوصفه القول الذي يظهر‪ .‬فالازدواج يخفي في ذاته‬ ‫الإدراك العقلي ‪ νοεΐν‬ومدركه العقلي ‪ νόημα‬بوصفه مقولا‪ .‬لكن الإدراك يكون‬ ‫في الفكر منزل النازل‪ .‬فالقول المفكر الذي يطاق الازدواج هو \"الوصل\" باعتباره عرض‬ ‫المنزل‪ .‬إنه لا يحصل خالصا إلا في طريق المفكرين الذين تناديهم الحقيقة ‪.‬‬ ‫لكن ما الذي يسود في القول الذي هو هبة كاشفة عندما تتخلى الهبة التي تنبسط في‬ ‫ازدواج إدراك المائتين العادي(البشر)؟ ذلك الإدراك )‪(δέχεσθοα, δόξα‬‬ ‫المقدم لهم مباشرة في آن وفي المقام الأول‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪27‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-246 -‬‬ ‫نص هايدجر متجم‬ ‫فهم لا يعدون أنفسهم مسبقا طريق فكر‪ .‬فهم لا يسمعون أبدا وحقا نداء كشف‬ ‫الازدواج‪ .‬إنه يتمسكون بما ينكشف فيه وبالأساس بذلك الذي يعبر عنه المائتون‬ ‫مباشرة‪ :‬يتمسكون بالنازل دون النظر إلى المنزل‪ .‬فيسلمون فعلهم وتركهم للمدرك‬ ‫المعتاد( )‪ (τά δοκοΰντα‬الشذرة ‪ I 31).‬ويعتبرون ذلك جليا )‪(άληθή‬‬ ‫(الشذرة الثامنة ‪ )39‬إذ هو يبدو لهم وهو فعلا منكشف (‪-259‬مويرا ‪-‬بارمينيدس‬ ‫الشذرة الثامنة ‪ .)41-34‬إلا أنه ما مآل ما يصدر عن قولهم عندا لا يقدر أن يكون‬ ‫وصلا )‪ (λέγειν‬والعرض؟‬ ‫فقول المائتين المعتاد سيكون‪-‬ما كان لا يأخذ المنزل بعين الاعتبار أي لا يفكر لقول‬ ‫الأسماء التي يكون فيها النطق وتصور شكل الكلمات المباشر بمعنى الذي يتقدم على‬ ‫الكلمات الشفوية والمكتوبة‪ .‬فما يميز قول( العرض في الكلمات الراسمة يقترح القبض‬ ‫في الاخذ بعين الاعتبار‪ .‬فيصبح اثباتا ‪ κατατίθεσθαι‬الشذرة الثامنة ‪) 39‬الذي‬ ‫فعلا وبمشارة هذا أو ذاك المؤكد للرأي العجول‪.‬‬ ‫كل ما يقع اثباته بهذه الصورة يبقى ‪ δνομα .‬فبارمينيدس لم يقل ابدا إن المدرك‬ ‫المعتاد سيكون مدرد اسم‪ .‬لكنه يبقى قولا متروكا الذي لأن تكون احالته الدلالية‬ ‫الوحيدة مستمدة من المفردات السارية التي تقل بعجلة يقول كل شيء حول كل شيء‬ ‫وهو مترددا بين \"سواء كذا وكذلك كذا\"‪ .‬كما أن إدراك النازل )‪ (έόντα‬يسمي‬ ‫)‪(έόντα‬ويعلم لامنزل ولكن بصورة غي ثابتة مثل هذا وكذا ما ليس بمنزل‬ ‫وحقيقة ليس مثل الكفر الذي يفحص الازدواح بتمعن ‪ (μή έόν).‬فالظن المعتاد لا‬ ‫يعلم إلى المنزل علمه كذلك لعدم المنزل( )‪ (ειναί τε rai ούχί‬الشذرة الثامنة‬ ‫‪).40‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪28‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-246 -‬‬ ‫فثقل ما هو معلوم بهذه الصورة يكمن في \"سواء كذا أو كذلك كذا )‪\" (τε-καί‬‬ ‫(الشذرة الثامنة ‪ 40‬والتي تليها)‪ .‬وحيثما تكون الكلمات معبرة عن الإدراك المعتاد‬ ‫ويتدخل الصعود والهبوط يكتفي المرء بسواء كذا أو كذلك\"‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪29‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-247 -‬‬ ‫نص هايدجر متجم‬ ‫النشأة ‪ γίγνεσθαι‬والزوال( ‪ (δλλυσθαι‬الشذرة الثامنة ‪ .)40‬فإدراك المحل‬ ‫‪τόπος‬لا يدرك ابدا باعتباره محلية باعتباره المحل الذي يقدم وطن الازدواج إلى‬ ‫منزل النازل‪ .‬فظن المائتين لا يتبع بـ\"سواء كذا أو كذلك كذا\" إلا ما كان دائما ودائما‬ ‫غي المواقع‪(άλλάσσειν VIII, 41).‬‬ ‫إن الإدراك المعتاد يتحرك حقا في منار النازل ويرى ظاهرا )‪( (φανόν‬الشذرة‬ ‫الثامنة ‪ )41‬في الألوان لكن يتعثر في تغياتها ‪ άμείβειν‬ولا يمعن النظر في النار‬ ‫الهادئ لتنويرها الذي يصدر عن بسط الازدواج والذي هو النطق ‪ Φάσις‬الذي‬ ‫يظهر والكيفية التي تقول الكلمة بها ‪ Moira (Pannenides VIII, 34-41 260‬لكنها‬ ‫لا تسمي الكلمات والتصويت والتعبي‪ .‬لذلك ‪Τφ πάντ' δνομ' εστοα‬‬ ‫‪(VIII, 38),‬كل (النازل) يصبح منزل في لاكشف الذي لا مناص منه والذي يورد‬ ‫سلطان الكلمات‪ .‬فبأي واسطة يحدث ذلك؟ إنه يحدث بفضل المصي بفضل هبة كشف‬ ‫الازدواج‪ .‬فكيف ينبغي لنا فهم ذلك؟ ففي كشف الازدواج يزهر مع اشعاع منزل‬ ‫النازل‪ .‬كما أن النازل مقول لكنه مقول في كلمات مسمية يتحرك القص المعتاد للمائلتين‪.‬‬ ‫إن هبة كشف الازدواج )‪ (έόν‬يتجاوز الادراك اليومي للمائتين‪ .‬فكيف يحدث هذا‬ ‫الترك الواهب؟ إنه لا يحدث بعد إلى لكون الازدواج من حيث هو ازدواج ومن ثم‬ ‫كشفه يبقيان مختفيين‪.‬‬ ‫ثم يسود في الكشف اخفاؤه‪ .‬وقد فكر فيه هرقليطس‪ .‬وبارمينيدس جرب هذا المفكر‬ ‫فيه اللامفكر فيه وفي حدود كونه قد فكر وهو منصت لدعاء الحقيقة )‪(Άλήθεια‬‬ ‫ومصي النازل )‪ (έόν‬هبة الازدواج بمنظور المنزل \"سواء كذا أو كذلك كذا\"‪ .‬وما كان‬ ‫بارميندس يكون مفكرا في باكر بداية ذلك الفكر الذي يهب في وهب الازدواج‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪30‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-248 -‬‬ ‫نص هايدجر متجم‬ ‫لو لم يفكر في مدى الالغاز التام يوجد في الكلمة اللغز \"نفس الشيء ‪\" tö αύτό‬فسكت‬ ‫عنه‪ .‬وفي ذلك يختفي ما هو جدير بالتفكي الذي يعتبر عندنا علاقة الفكر بالوجود‬ ‫باعتباره حقيقة الوجود بمعنى كشف الازدواج بوصفه حفظ الازدواج ‪ μή έόν.‬الذي‬ ‫يمد التفكي بالسلطان ا لقبلي للنازل ‪ (τά έόντα, τά δοκοΰντα).‬فالحوار مع‬ ‫بارمينيدس لا يؤدي إلى أي نهاية ليس فحسب لأن الكثي من الشذرات الباقية من‬ ‫قصيده التعليمي مبهمة بل كذلك لأن المقول فيها ما يزال دائما جدير بالتفكي‪ .‬لكن‬ ‫لانهاية الحوار ليس نقصا‪ .‬إنه رمز اللامحدود الذي هو في ذاته وبالنسبة على للتأمل‬ ‫يحقق تغيا للمصي‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪31‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-‬‬ ‫حاولت فهم السر الذي يجعل لغة هيدجر تغرق في اللجوء إلى الاصطلاح الذي يقبل الرد‬ ‫إلى لغة الصوفية دون أن يكون ذلك ذا دلالة دينية بمعنى الأديان المنزلة ولكن ربما بمعنى‬ ‫الأديان الطبيعية التي تسميها الأولى أديان وثنية‪.‬‬ ‫وقد اخترت نصا له بعنوان‪ \":Moïra‬النصيب من المصي تأويلا للشذرة الثامنة من قصيد‬ ‫بارمينيدس التعليمي\" (‪ )Parmenides VIII, 34-41‬من مصنفه الوارد في مجموعة \"‬ ‫(‪ )Vorträge Aufsätze, ss.223-248‬نشرة جنتار نسكه شتوتجارت ‪:)1954‬‬ ‫⃣‪ -1‬لترجمته أولا‬ ‫وسينشر قريبا إن شاء الله‬ ‫وهذا من فضل اعتزال الحياة العامة الفعلي لمدة نصف سنة‬ ‫ليس بسبب كورونا فحسب‬ ‫بل بسبب ما ترتب عليها من عدم ممارسة عملي خارج تونس دوريا لامتناع السفر‪.‬‬ ‫⃣‪ -2‬ولبيان‬ ‫المنحى الفلسفي الذي لا أميل إليه‬ ‫لاعتباري إياه تحريفا لمفهوم الفلسفة عند كبار الفلاسفة الذين يستثنيهم الغزالي من‬ ‫كلامه على تهافت الفلاسفة (المقدمات)‬ ‫أعني مفهومها الذي‬ ‫لا يجافي العمل المادي فيدعي أن العلم بسببه \"لا يفكر\"‬ ‫ولا الديني الذي يجافي العمل الروحي فيدعي الدين بسببه لا يفكر‪.‬‬ ‫ولا أخفي أني قد تحيت كثيا في انتخاب المصطلحات الملائمة‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪32‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-‬‬ ‫فاستعمال الاصطلاح الصوفي قد يجعل القراء يتصوروني اعامل هيدجر وكأنه يتكلم لغة‬ ‫التصوف‬ ‫بالمعنى الذي ينسبه إلى الأديان المنزلة‬ ‫بالمعنى الذي نجده في قراءة ماسينيون للحلاج مثلا‬ ‫في حين أنه بالأحرى يقرأه‬ ‫بالمعنى الذي نجده عند ماكس هرتون في رده على ماسينيون‪.‬‬ ‫وقد عرضت ذلك في محاولته التي نقلتها سابقا إلى العربية بعنوان مراجعة فقه لغوية‬ ‫لقراءة ماسينيون لنصوص الحلاج‪.‬‬ ‫وهي منشورة في صفحة حكمة‬ ‫وسبق أن نشرت في الحياة الثقافية قبيل هجرتي إلى ماليزيا‪.‬‬ ‫‪Philogogische Nachprüfung von übersetzungsversuchen mystischer texte des‬‬ ‫‪Hallag‬‬ ‫فهرتون يرد فكر الحلاج إلى رؤية دينية هندوسية مختلفة تماما عما رده إليه ماسينيون‬ ‫محيلا بـ \"آلام الحلاج\" إلى مقارنة ضمنية مع مفهوم آلام المسيح‪.‬‬ ‫والمعلوم أن المسيحية الكاثوليكية التي استعادت عنفوانها في حركة الرومانسية في القرن‬ ‫التاسع عشر كانت أميل إلى الفكر الهندوسي الذي تجد فيه أصولها الصوفية والتي يرد‬ ‫إليها حتى نزعة شوبنهاور الذي فيه صدى هندوسي‪.‬‬ ‫وقد بين هذا الميل هاينه في تعليقه (في مصنفه عن تاريخ الأدب الالماني) على تميز‬ ‫الذائقة الأدبية عند جوته بروحانية قريبة من الحضارة الإسلامية‪.‬‬ ‫والمعلوم كذلك أن هيدجر ينتسب على الاقل في تربيته وفي ميوله الأولى إلى الكاثولكية‬ ‫في تيار الطوماوية المحدثة (راجع ما كتبه جادامار في ترجمة هيدجر)‪.‬‬ ‫فتعريف حقيقة الفكر بالمقابل مع الفكر العلمي عند هيدجر وبالمقابل مع الفكر الفلسفي‪-‬‬ ‫الذي كان يعتبر فكرا علميا ‪ -‬عند ابن عربي (الحوار المشهور بينه وبين ابن رشد الذي‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪33‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-‬‬ ‫صار لوبانة النخب) الذي يزعم خاليا منه هو ما دفعني إلى البحث في المسألة لفهم دلالتها‬ ‫الكاريكاتورية في فكر النخب العربية ‪ -‬مع غياب العلم والتقنية اللذين قد نفهم تذمر‬ ‫هيدجر من طغيانهما في الغرب المعاصر‪.‬‬ ‫ذلك أن هذا الكاريكاتور النخبوي المدمن على لغة التصوف والتأفف من العلم الذي لا‬ ‫يفكر يتكلم في معدوم بخلاف هيدجر‪.‬‬ ‫وعندي أن علة ذلك هي توهم الفكر العلمي مقصورا على ما يؤول إليه ظاهر الوعي به‬ ‫وظاهر الهدف منه إذا تردى فأصبح مقصورا على الغايات المباشرة من تطبيقات العلوم‪.‬‬ ‫ولما كنت أومن بأن مطلوب الفكر الإنساني هو الواحد بين الفكرين الفلسفي والديني أو‬ ‫البحث في الحقيقة كما تتجلى في وجهي الوجود أي الوعي بالأشياء وبالذات في آن وهما‬ ‫تجربتان لا تنفصلان أبدا لأن تجربة الوعي بفعل الفكر ذاته في ذاته وتجربة الوعي‬ ‫بمفعول الفكر في غيه من الموجودات من حيث هي غيه متلازمتان دائما لتلازم شرطي‬ ‫بقائه وتحديد منزلته في الوجود الطبيعي والتاريخي‪.‬‬ ‫وهذا الواحد المشترك هو في آن ديني وفلسفي‪.‬‬ ‫والقطيعة التي حصلت بينهما هي التي يمكن اعتبارها القصد من النسيان في هذه‬ ‫المحاولة‪.‬‬ ‫وهو نسيان وحدة التوجهين إلى التجربتين في فعل الفكر الديني والفكر الفلسفي عندما‬ ‫لا ينفصلان‪:‬‬ ‫⃣‪ -1‬فالفعل الأول يبدو‬ ‫وكأنه تجربة صوفية ويتهددها التحول إلى كلام نفسي في أحوال النفس بما يشبه وحدة‬ ‫الوجود الروحانية أو الذاتية وهي غاية الفكر الروحاني‪.‬‬ ‫⃣‪ -2‬والفعل الثاني يبدو‬ ‫وكأنه تجربة طبيعية يتهددها التحول إلى كلام تكنولوجي في السلطان على الأشياء‬ ‫والعالم بما يشبه وحدة الوجود الطبعانية وهي غاية الفكر الوضعي‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪34‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-‬‬ ‫لكن لا واحدة من التجربتين بممكنة من دون الثانية‪.‬‬ ‫ولهذه العلة فإن فكر هيدجر يسوده الغموض لأنه ينظر إلى علاقة التجربتين نظرة‬ ‫تعرفهما بالتسالب‪:‬‬ ‫⃣‪ -1‬فإن جل المصطلحات الهيدجرية التي تبحث عن تجاوز ما يسميه نسيان الوجود جمعت‬ ‫بين التركيز على التجربة الأولى إلى حد تحويل الفلسفة إلى فكر صوفي عوض فيه مفهوم‬ ‫الوجود مفهوم الإله‪.‬‬ ‫بل إن هذا التعويض صريح في محاولة تعريف الهة برمينيدس باعتبارها الحقيقة مميزا‬ ‫إياها عن التشخيص في آلهة الميثولوجيا اليونانية‪.‬‬ ‫⃣‪ -2‬وغالب مواقفه من العلوم أساسها التقليل من أهمية التجربة الثانية إلى حد رد العلوم‬ ‫الحديثة إلى فكر تكنولوجي عوض فيه مفهوم الموجود مفهوم الشيء والموضوع‪.‬‬ ‫بل إن التعويض صريح وهو من أهم أسئلة هيدجر حول ما الشيء‪.‬‬ ‫سؤالان يغلبان على فكر هيدجر لإبراز رؤيته الوجودية التي تعرف بالتسالب بين الوعي‬ ‫العادي والوعي الفلسفي إن صح التعبي أو بين أصلي المواقف القضوية في فكره‪:‬‬ ‫الموقف الذي يعتبره ذا أصل عامي‬ ‫والموقف الذي يعتبره ذا أصل فلسفي‪.‬‬ ‫وفي ذلك إحالة إلى فكرة يقول بها شيخه مؤسس الفينومينولوجيا أعني المقابلة بين هذين‬ ‫الموقفين المتقابلين‪:‬‬ ‫⃣‪ -1‬ما الوجود ال َمنسي (موضوع النسيان)‬ ‫⃣‪ -2‬ما الموجود ال ُمنسي (علة النسيان)‪.‬‬ ‫ذلك هو الجمع السلبي في فلسفة هيدجر وهو ما أحاول الانطلاق منه ‪ -‬دون أن يكون‬ ‫القصد سلب سلب إلا بالمعنى المنهجي انطلاقا من المعلوم إلى المجهول في ثقافة العصر ‪ -‬لبيان‬ ‫طبيعة البديل منه والذي تمكنت من تحديده بالجمع الإيجابي بين الوجهين المستندين إلى‬ ‫مهمتي الإنسان اللتين لا يمكن تصور وجوده من دونهما لكونهما عيني مقومي كيانه‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪35‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-‬‬ ‫فالموجود ال ُمنسي هو ما يطابق الإنسان من حيث هو مستعمر في الأرض‬ ‫والوجود ال َمنسي هو ما يناسب الإنسان من حيث هو مستخلف في الأرض‪.‬‬ ‫وكلاهما يصبح بالصورة التي يصفها هيدجر بمجرد أن يتم الفصل بينهما‪:‬‬ ‫وصف هيدجر لهما ليس هو حقيقتهما‬ ‫بل هو ما تصبح عليه بسبب النسيان‪.‬‬ ‫فيكون المشكل الديني والفلسفي هو محاولة فهم النسيان ما علته‬ ‫وبصورة أدق ما علاقته بالتراتب بين هذين البعدين من كيان الإنسان‬ ‫أعني ما في كيانه ممثلا للموجود الذي ينسيه علاقته بالوجود الذي ينساه‬ ‫وما في كيانه ممثلا للوجود المذكر بهذه العلاقة‪.‬‬ ‫فإذا بهما يتبينان الحياة والموت‪.‬‬ ‫فالحياة تنسيه علاقته بالوجود والموت تذكره بها‪.‬‬ ‫فتكون التجربة المعيشة لهذه العلاقة بين الحياة والموت أكبر علامات الشخصيات‬ ‫الفلسفية الدينية التي عالجت هذه العلاقة ليس في فكرها فحسب بل في مسار حياتها‪.‬‬ ‫وقد اكتشفت أن هؤلاء الشخصيات يمكن تعيينهم بالاسم‪ .‬ثلاثة فلاسفة وأديبان‪:‬‬ ‫⃣‪ -1‬فأما الفلاسفة الثلاثة الذين عاشوا هذه التجربة وطبقوها دون تشاؤم بل هم كثيو‬ ‫التفاؤل وعلامتها العزوبية التي هي نفي لقانون الحياة أي الجنس والتوالد‬ ‫فهم أفلاطون وابن تيمية وكنط‪.‬‬ ‫لكنهم ليسوا رافضين لقانون الحياة إلا ذاتيا‬ ‫ولا يعممون موقفهم على غيهم‬ ‫بل هم مصلحون لحياة غيهم لأملهم في الخلود الأخروي‪.‬‬ ‫⃣‪ -2‬وأما الأديبان اللذان عاشا التجربة وطبقاها دون تفاؤل بل فهما كثيا التشاؤم‪.‬‬ ‫وعلامتها العزوبية كذلك التي هي نفي قانون الحياة أي الجنس والتوالد مع كراهة المرأة‬ ‫وهما المعري ونيتشه‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪36‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-‬‬ ‫وهما بخلاف الثلاثة الأول يعممون موقفهم على غيهم‬ ‫ولهم نزعة تهديمية للإيمان بالطابع العبثي للوجود الإنساني‬ ‫ولا يؤمنان بالآخرة‪.‬‬ ‫والطابع العبثي الذي يتكلم عليه الأديبان ‪ -‬المعري ونيتشة ‪ -‬يعتبره الفلاسفة الذين‬ ‫تخلوا عن التقييم بمعيار الموت والحياة من منطق الوجدانيات الذاتوية يعتبرونه جزءا من‬ ‫السيلان الأبدي أو العود السرمدي بالمصطلح الذي يظن نيتشويا وهو في الحقيقة يعود إلى‬ ‫مفهوم الكون والفساد الأرسطي الذي ينفي أن يكون لوجود العالم بداية أو غاية‬ ‫بل هو عود أبدي للكون والفساد في حركة الانتقال من القوة إلى الفعل في المادة الأولى‬ ‫التي تحاكي المحرك الذي يحرك دون أن يتحرك‪.‬‬ ‫وهذا الوصف المتحرر من الموقفين ‪ -‬المتشائم والمتفائل ‪ -‬ينتهي في الغاية إلى اليأس المطلق‬ ‫الذي صار عين الفلسفة الهيجلية التي هي استسلام لقضاء التاريخ وقدره ولوهم وحدة‬ ‫الوجود مذوت الجوهر (هيجل) تعديلا لوحدته مطبعنة الجوهر (سبينوزا)‪.‬‬ ‫لكن ما يشفع لهيدجر حسب رأيي هو أنه بخلاف هيجل (في عملية التذويت) وبخلاف‬ ‫ماركس بخلاف (في عملية التشييء) لا يعتبر عمله فصلا بينهما‬ ‫بل هو يحاول تحديد التراتب بين التذويت والتشييء في علاقة الوجود بالموجود‬ ‫لكأنه يجعل الاستخلاف بالمعنى القرآني أصلا والاستعمار فرعا منه بنفس المعنى‬ ‫أو لكأنه يجعل الثاني أداة والأول غاية في حياة الإنسان‪.‬‬ ‫ومن ثم‬ ‫فمعنى العلم الذي يدرس الموجودات هو علم الأدوات‬ ‫ومعنى العلم الذي يدرس الوجود هو علم الغايات‪.‬‬ ‫فيكون النسيان عند هيدجر مضاعفا‪:‬‬ ‫⃣‪ -1‬فالفلسفة بما أَ ْو َلته لعلم الموجودات التي شيأتها فأفرغتها من محتواها الوجودي‬ ‫وجعلت علم التجربة المادية غاية فنست الوجود في الموجود‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪37‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-‬‬ ‫لكأنها صارت علم الأدوات التي لا غاية لها‪.‬‬ ‫⃣‪ -2‬والدين بما أَ ْولاه للوجود الذي أفرغه من محتواه الموجودي وجعل علم التجربة‬ ‫الروحية غاية فنسى الموجود في الوجود‬ ‫لكأنه صار علم الغايات التي لا أدوات لها‪.‬‬ ‫وقد آل الأمر بمحاولة هيدجر إلى الجمع بين العيبين‬ ‫لأنه تشاؤمي وعبثي‬ ‫لأنه يبدو وكأنه لا يتكلم إلا في الفلسفة ليدها إلى ما نسته‬ ‫معتبرا ما انشغلت به مجرد حائل دون الوجه الغائي‬ ‫لكأنه مما يمكن الاستغناء عنه دون أن يسمي ما ردها إليه باسمه الذي هو الوجه الديني‬ ‫من الفعل الفلسفي لو نظر إليه إيجابيا‬ ‫كما هو دون حاجة إلى تنكيه في ما يشبه الإلحاد أو العودة إلى التصوف باعتباره دينا‬ ‫طبيعيا يكون ممثل الإلهي فيه هو الإنساني‬ ‫وهو جوهر الحل الهيجلي دون أن يكون لهيجل موقف سلبي من علم الموجودات‬ ‫بل هو يعتبره حصيلة المصالحة بين الثيولوجيا والانطولوجيا وبين الربوبي والطبيعي في‬ ‫الإنساني‪.‬‬ ‫ولأن هيجل جمع بين الوجهين صارت معضلة الفكر الغربي كله وخاصة عندما انفصل‬ ‫الفكر الفلسفي بعده إلى مواصلي المدرسة الهيجلية والقاطعين معها رفضا لمفهوم المصالحة‬ ‫في مستوى الأذهان من أجل تحقيقها في مستوى الأعيان بمعنى أن الإنساني أو الروحي الذي‬ ‫بين هيجل دوره في جدل الربوبي والطبيعي (أو العقلي والواقعي)‬ ‫أرادوه أن يصبح فعليا في التاريخ من خلال الثورة السياسة والاجتماعية التي تحقق‬ ‫أهداف الدين في التاريخ الفعلي‪:‬‬ ‫الماركسية هي السعي لجعل ما حققه هيجل في مستوى المفهوم والأذهان يتحقق في مستوى‬ ‫الموجود والأعيان‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪38‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-‬‬ ‫وهيدجر لم يخف أن آخر تأويل لتكوينية الفكر الغربي وخاصة للنسيان بدأ بأفلاطون‬ ‫وختم بهيجل الذي عاد إلى ما قبل أفلاطون وبالذات إلى معضلة بارمينيدس وحل‬ ‫هرقليطس‪.‬‬ ‫وقد حاولت في المحاضرة التي قدمتها حول علم الكلام الجديد أن أعرض هذه البداية‬ ‫والغاية وما بينهما ولكن دون حصر المسألة في الفكر الغربي‬ ‫لأني أنفي أن يكون هذا الفكر غربيا وقابلا للوصل المباشر مع ديكارت وباركلي كما يفعل‬ ‫هيدجر في محاولة الموريا (النصيب والمصي)‬ ‫لأن ما حصل متقدم على وجود الغرب ومتقدم على اليونان ومتقدم على بارمينيدس وعلى‬ ‫هرقليطس ولا علاقة له بالخصوصيات الثقافية بل هو ملازم للإنسان من حيث هو إنسان‬ ‫حتى وإن تعددت أساليب التعبي عنه‪.‬‬ ‫وأهمية المرحلة الإسلامية في تاريخ المسألة هي أنها كانت الحاضر الذي يحيط بالماضي‬ ‫بحدثه المتقدم وحديثه المتأخر والمستقبل بحديثه المتقدم وحدثه المتأخر لحظة دائمة‬ ‫الحضور في كل الدهور بوصفها تجربة الوعي المذكر بتجربة الوعي الناسي في تكوينية الوعي‬ ‫بالواحد الفلسفي والديني أو بعلاقة الاستعمار في الأرض بالاستخلاف فيها‪.‬‬ ‫وذلك هو جوهر القرآن الكريم‪.‬‬ ‫وبهذا المعنى فالقرآن موضوعه الواحد في الفلسفي والديني‬ ‫ورمزه الذهني أسئلة إبراهيم حول الأفول‬ ‫ورمزه العيني أجوبة محمد حول جمع الأفول بين الوجود والعدم وبين الحياة والموت في‬ ‫التاريخ الإنساني الفعلي من حيث هو مشروع إصلاح دائم لعلاقة الاستعمار في الأرض بقيم‬ ‫الاستخلاف‪.‬‬ ‫لكن علاج هيدجر الذي يتهم الغرب بهذا النسيان ويحاول إصلاحه يخطئ في حق الغرب‬ ‫لأن ذلك داء تعاني منه كل الحضارات‬ ‫وعلاجه هو بيان كونيته‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪39‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-‬‬ ‫لأن علاجه لا يكون إلا كونيا‬ ‫وهو ما يقدمه القرآن الكريم‬ ‫وخاصة في ظرفية العولمة التي بالجوهر ما يصفه هيدجر بموقف سلبي من علم التجربة‬ ‫الطبيعة الذي ينفي عنه التفكي لرده إلى التكنولويجا‬ ‫ومن ثم السلبي من علم التجربية الروحية الذي يحصر في التفكي ويرده إلى مفهومات‬ ‫صوفية لكأنها من جنس اللاهوت السلبي أو تعريف الوجود بسلب خصائص الموجود كما يعرف‬ ‫الرب بسلب خصائص الإنسان‪.‬‬ ‫لكن ذلك ليس علما بل هو نفي للعلم‪.‬‬ ‫ولو سمي كذلك لكان وعيا بالغيب المحجوب ولم يدع أن البعض لهم هبة هي نصيبهم‬ ‫الذي يجعلهم يتجاوزون الوعي العادي فينكشف لهم الوجود‪:‬‬ ‫⃣‪ -1‬فالموقف الأول‬ ‫هو إذن النفس الذي يحط من شأن المعرفة العلمية بردها التقنية واتهامها بأنها لا تفكر‬ ‫في طلب المعاني التي تتجاوز الموجود إلى ما يسميه الوجود أو التذكي بما تم نسيانه في‬ ‫الفلسفة الغربية التي قطعت مع أصلها الكلامي والتجربة الوجودية‪.‬‬ ‫⃣‪ -2‬والموقف الثاني‬ ‫هو النفس الصوفي لقراءة التراث اليوناني قراءة تحقق نوعا من إصلاح الفكر الغربي‬ ‫باستعادة العلاقة العميقة التي كانت بين الفكرين الفلسفي والديني بمعنى مختلف عن‬ ‫الأديان المنزلة في التقاليد الشرقية‪.‬‬ ‫⃣‪ -3‬والنفس الوارد في أولا برده العلوم إلى التقنية وباتهامها بعدم التفكي تعرف المعرفة‬ ‫بخاصيتين علتهما‬ ‫سلب التجربة الطبيعية لتفضيل التجربة الوجودية‬ ‫وسلب التفكي الذي يتجاوز آليات اللغة الطبيعية التي تقتصر على التوارد الدلالي‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪40‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-‬‬ ‫⃣‪ -4‬والنفس الوارد في ثانيا يعتمد على تجهيز مفهومي شديد الفقر والبساطة لمحاولة فهم‬ ‫عمل الفكر الإنساني بمعاني بدائية لا تتجاوز المقابلة بين مفهومين عاميين هما مفهوم‬ ‫\"الخليقة\" و\"الصناعة\" أو الطبيعي الذي نجده والإنساني الذي نصنعه‪.‬‬ ‫⃣‪ -5‬ومن ثم فنص هيدجر حول مفهوم الحقيقة أو إلهة باريمينيدس يبين القصد بالوجود‬ ‫الذي يشغل هذا المعنى من \"الدين الملحد\" أو الدين الذي ليس له إله شخصي‪.‬‬ ‫ومفهوم الوجود الغامض هو الذي ينسب إليه هذا الوهب الذي يحدد النصيب من انكشاف‬ ‫الحقيقة أو تذكر الوجود وراء الموجود منزلا له بوصفه نازلا فيه‪.‬‬ ‫فغموض مفهوم الوجود الذي يخفيه الموجود أو علاقة \"الأنطولوجيك بالانطيك\"‬ ‫والفكري العميق (لمن حصل على الهبة) بالفكر العامي (الذي يبقى في المعتاد)‪.‬‬ ‫لكن المعاني التي ينتهي إليها كلها عامية رغم ادعائها العمق‪.‬‬ ‫فليس لها عمق المفهومات الرياضية التي تستعملها العلوم التي يزعمها لا تفكر مثل التفكر‬ ‫الفلسفي الذي أراه لا يتعدى عموميات اتيمولوجية ومجالات دلالة خاصة بلغة لكأن‬ ‫أصحابها كلهم نالوا نصيبا من الحكمة التي يبحث عنها هايدجر وراء ما يزعمه من نسيان‬ ‫الوجود‪.‬‬ ‫وهي لا تكاد تتجاوز التعبي عن أحوال النفس في الوعي الغفل بالوعي العلمي أو‬ ‫الترجمة العامية للمعاني العلمية التي يعسر ردها إلى أحوال النفس‪.‬‬ ‫لذلك فكل معاني التصوف ترجمة عامية لمعان دينية وفلسفية لا يمكن الوصول إليها من‬ ‫دون المعاني العلمية شديدة التعقيد التي من هي من جنسين‪:‬‬ ‫⃣‪ -1‬الأول هو النوع الذي سماه ابن تيمية المقدرات الذهنية النظرية‬ ‫ومثالها الحقائق الرياضية بكل أصنافها‪.‬‬ ‫وهي لا تقبل الرد إلى أحوال النفس والوعي الغفل بالوعي الابستمولوجي بمعان لا‬ ‫يمكن أن نتخيلها موجودة فعلا بمعنى الوجود الطبيعي‪.‬‬ ‫⃣‪ -2‬الثاني هو النوع الذي سميته المقدرات الذهنية العملية‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪41‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-‬‬ ‫ومثالها الحقائق القيمية بكل أصنافها قياسا على مفهوم المقدرات الذهنية النظرية عند‬ ‫ابن تيمية‪.‬‬ ‫وهي لا تقبل الرد إلى أحوال النفس والوعي الغفل بالوعي الأكسيولوجي بمعان لا يمكن‬ ‫أن نتخيلها بمعنى الوجود التاريخي‪.‬‬ ‫وحيث يلتقي نوعا التقدير الذهني يوجد الأصل الذي هو الواحد بين الفلسفي والديني‬ ‫والأول هو شرط الاستعمار في الأرض بحقائق الاستخلاف في الأرض غاية‬ ‫والثاني هو شرط الاستخلاف بحقائق الاستعمار في الأرض أداة‪.‬‬ ‫وهو ما يوصلنا إلى ما سميته المعادلة الوجودية‪:‬‬ ‫⃣‪ -1‬فالإنسان شاهد على ذاته موجودا بين الطبيعة وما وراءها والتاريخ وما ورائه‪.‬‬ ‫⃣‪ -2‬وهذه الشهادة هي عين كيانه العضوي أساس صلته بالطبيعة والتاريخ وما ورائهما‪.‬‬ ‫⃣‪ -3‬والماوراء في الطبيعي تحيل إليه المقدرات الذهنية النظرية‬ ‫⃣‪-4‬والماوراء في التاريخي تحيل عليه المقدرات الذهنية العملية‬ ‫⃣‪-5‬وهذه الإحالة هي الروحي في الإنسان‬ ‫وهو لا يستقيم من دون الاستخلاف أو الوعي بأنه خليفة الله‬ ‫يعي ذاته ويعي أنها ليست \"كاوْزا ْس ِوي\" فيؤمن برب هو ذروة هذه المعادلة بين بعدي‬ ‫كيان الإنسان (بدنه وروحه) في علاقتهما ببعدي العالم (الطبيعة والتاريخ)‪.‬‬ ‫وهذه المعاني لا تكفي اللغة الطبيعية للأعراب عنها حتى وإن كانت قادرة على قولها بعد‬ ‫أن تكون اللغات العلمية التي تعتمد المقدرات الذهنية النظرية للحوار بين الإنسان‬ ‫والطبيعة والمقدرات الذهنية العملية للحوار بين الإنسان والتاريخ قد غاصت في ما لا يمكن‬ ‫للغة الطبيعية إلا الإشارة إليه بتسميته الاستعارية التي تحيل إلى ما تجلى في هذا الغوص‬ ‫الذي لا نعلم طبيعته ما هي ولا ما سر قدرة الإنسان عليه‪.‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪42‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪-‬‬ ‫وبهذا المعنى فكل الكلام الصوفي الذي يستعمله هيدجر لا يمكن أن يكون ذا دلالة خارج‬ ‫ما يحققه العلم من شروط الحوار بين الإنسان والطبيعة وبين الإنسان والتاريخ العلم الذي‬ ‫يدعي أنه لا يفكر‪.‬‬ ‫ولذلك فكل لغة التصوف إذا فصلت عن الفتوحات العلمية لا تكون إلا تعبيا عن أحوال‬ ‫النفس ولا علاقة لها لا بالموجود ولا بالوجود‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪43‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫المصطلحات المستعملة واغلبها من الاصطلاح ا لصوفي في الحضارة العربية لكنها هنا لا‬ ‫تستعمل بمعناها الصوفي دون استثنائه‪:‬‬ ‫‪-1‬النصيب =مويرا ‪( -‬بمعنى قسمة ونصيب في العامية)‪ .‬والمعنى يمكن اعتباره مفيدا‬ ‫معنى القضاء والقدر دون مسلمة أن ذلك قضاء الله وقدره بل هو قضاء الوجود وقدره‬ ‫الذي يحدد مصي الموجود أو نصيبه من الوجود‪.‬‬ ‫‪-2‬الازدواج=زفي‪-‬فلت‬ ‫‪-3‬البسط=أنتلتون‬ ‫‪-4‬القبض=‬ ‫الحقيقة أو الكشف‪ :‬الليتيا‬ ‫الاخفاء=برقونج‬ ‫الكشف= انتبرجونج‬ ‫الظهور‬ ‫الإيماض‬ ‫الاشراق‬ ‫الغروب‬ ‫الإنارة‬ ‫النور‬ ‫المنزل=انفيزن‬ ‫النازل=انفيزندا‬ ‫وهذا المصطلح ترددت بين ثلاث كلمات عربية‪:‬‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪44‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫فضلت المنزل والنازل عملا بنظرية ابن خلدون في كلامه على علاقة التنازل بنحلة‬ ‫العيش‪.‬‬ ‫وكان يمكن استعمال المحل والحال وكذلك المقام والمقيم‪.‬‬ ‫الكلمة‬ ‫الرمز‬ ‫التعبي‬ ‫الدلالة‬ ‫النطق والمنطوق الفهم والمفهوم‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪45‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫‪--‬‬ ‫لماذا ترجمت نص‪-‬موريا‪ -‬لهيدجر الآن؟‬ ‫ما كنت لأترجم نص هيدجر حول النصيب من المصي لو لم يصبح فكره ظاهرة ممثلة لعلاقة‬ ‫فكرنا بالفلسفة من حيث هي كلام في التجربة الثانية (الروحية) بالمقابل مع التجربة‬ ‫الأولى (الطبيعية) التي لها معنى في المجتمعات التي بلغت الذروة في التجربة الأولى‬ ‫وأدركت نقائصها فحاولت التدارك بالتعمق في التجربة الثانية‪.‬‬ ‫لذلك فعلة اقدامي على نقل نص هيدجر لا علاقة لها بموقفي من فلسفة هيدجر من‬ ‫حيث تناسبها مع الثقافة الألمانية في ظرفيتها التي بلغت الذروة في العلوم وتطبيقاتها بل‬ ‫لعلاقة موقفي مما يترتب عليها في مجتمعات خالية منهما‬ ‫ويتوهم \"متفلسفوها\" أنها بحاجة لتدارك ما ليس موجودا أصلا بزعم \"العلم لا يفكر\"‬ ‫والتذمر من التكنولوجيا في مجتمعات بدوية ليس لها من التكنولوجيا إلى ما هو مستورد‬ ‫ومفكروها يخرفون حول مآل الثقافة التقنية والتخصصات الدقيقة المفتتة للمعرفة ومآلهما‬ ‫لتغييب اللوجود بسبب غرقهما في الموجود‪.‬‬ ‫لذلك خصصت مقدمة لترجمة النص وما يسود على لغة هيدجر من منحى صوفي ‪-‬بمعناه‬ ‫في الشرق الأقصى‪-‬كما هو بين في حواره حول ابنيه والحرب مع روسيا السوفياتية‪-‬وكتبت‬ ‫أربعة فصول للتعليق على دلالات هذا المنحى‪.‬‬ ‫وسأختم المحاولة بتحديد أهمية هذه القضية لفهم طبيعة فشل اللقائين بين فكرنا‬ ‫القديم وفكرنا الحالي مع الفلسفة اليونانية القديمة والفلسفة الغربية الحديثة‪.‬‬ ‫فقد فكرنا تعامل معهما شعاريا أكثر من تعامل يعمل بما يترتب عليهما‪ .‬فهما لم يعتبرا‬ ‫اجتهادا إنسانيا له أثر في علاج علاقة الإنسان بالطبيعة شرطا في التعمي وعلاقته بالتاريخ‬ ‫شرطا في الاستخلاف‬ ‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫‪46‬‬ ‫الأسماء والبيان‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook