Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore جريمة خان شيخون - النخب العربية وتهديم الذات - القسم الثاني - أبو يعرب المرزوقي

جريمة خان شيخون - النخب العربية وتهديم الذات - القسم الثاني - أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2017-04-06 08:07:13

Description: أعود إلى جريمة خان شيخون والتهديم الذاتي ممثلا بمليشيات القلم ومليشيات السيف العربية منذ أن أصبح الاستئناف الإسلامي المحرر الممكن من أزمة الإنسانية.
ولا أستثني من الوصف "مليشيا" الأنظمة الحاكمة في صنفي الأنظمة العربية القبلية والعسكرية: فالأنظمة توهم نفسها بحكم المعارضة تحلم بنفس الوهم لكنها ما تزال ساعية إليه.
فعندما نعلم أن ما يسمونه دولا فاقد لشرطي الدولة -اي الحماية والرعاية مقومي السيادة-فإن من يتوهمون الحكم هم مليشيات نصبها موظفها على محميات لا غير يسمونها دولا ويسمون أنفسهم ملوكا وأمراء وشيوخا ورؤساء.

Search

Read the Text Version

‫النخب العربية وتهديم الذات‬ ‫القسم الثاني‬‫الأسماء والبيان‬







‫أعود إلى جريمة خان شيخون والتهديم الذاتي ممثلا بمليشيات القلم ومليشيات السيف‬ ‫العربية منذ أن أصبح الاستئناف الإسلامي المحرر الممكن من أزمة الإنسانية‪.‬‬‫ولا أستثني من الوصف \"مليشيا\" الأنظمة الحاكمة في صنفي الأنظمة العربية القبلية‬‫والعسكرية‪ :‬فالأنظمة توهم نفسها بحكم المعارضة تحلم بنفس الوهم لكنها ما تزال ساعية‬ ‫إليه‪.‬‬‫فعندما نعلم أن ما يسمونه دولا فاقد لشرطي الدولة ‪-‬اي الحماية والرعاية مقومي‬‫السيادة‪-‬فإن من يتوهمون الحكم هم مليشيات نصبها موظفها على محميات لا غير يسمونها‬ ‫دولا ويسمون أنفسهم ملوكا وأمراء وشيوخا ورؤساء‪.‬‬‫وهذا هو المستوى الأول للوضعية التي حاولت وصفها في الفصل الأول من كلامي على‬‫مأساة خان شيخون وهي ليست المسألة الأولى ولن تكون الأخيرة‪ :‬فالآتي أشد هولا خاصة‬ ‫إذا تم القضاء على ثورة الشباب بالحلف الذي سنصف‪.‬‬‫أما المستوى الثاني فهو ما يحيط بهذا المستوى الأول الذي يمثل جوهر الحرب الأهلية في‬‫الإقليم‪ .‬ويسمى الإقليم عربيا تسمية فرضها من أراد إفقاد أهله سر قوتهم‪ :‬ما به تجاوز‬ ‫الإسلام النعرات القومية والشعوبية والطائفية‪.‬‬‫ذلك أن تسمية الأقاليم بالإثنيات أعادته إلى حرب القوميات فكانت من ثمراتها على‬‫مرحلتين فيه وفي دار الإسلام كلها حرب القوميات التي صنعت التاريخ بقيم الإسلام‬ ‫واستراتيجيته السياسية والحضارية‪.‬‬‫خربت العلاقة بين العرب والترك ثم بينهم وبين الفرس ثم بينهم وبين الكرد ثم بينهم‬‫وبين الأمازيغ ثم بينهم وبين افريقيا السمراء ففقدوا دور الرمز وأصبحوا هدف كل أعداء‬ ‫الإسلام للثأر منهم‪.‬‬ ‫‪61‬‬

‫فبمجرد أن فقدوا دور سلطانهم الرمزي عادوا إلى القبلية التي أخرجهم منها دور الرمز‬‫وقيادة الأمة بالإسلام والحضارة بلغة القرآن التي صارت لغة العلم والدين والإبداع في‬ ‫كل المجالات‪.‬‬‫ذلك نكوص العرب عن هذه الذروة التي رفعهم إليها الإسلام جعلهم يسعون لتأسيس‬‫شرعية ما يسمونه دولا‪-‬وهي محميات‪-‬بأحد الحلين التاليين‪ :‬العودة إلى ما تقدم على سر‬‫رمزية دورهم أو اللجوء إلى ما تأخر عنه طلبا لشرعية كيانات لا يمكن أن تكون إلا‬ ‫محميات‪.‬‬‫صار العراق بابليا والشام فينيقيا والمصري فرعونيا والتونسي قرطاجنيا ومن لم يجد‬ ‫تاريخا متقدما على الإسلام اكتفى بتبعية صريحة لحضارة مستعمره‪.‬‬‫وهذه العودة لم تقتصر عليهم بل شملت الأقوام الأخرى التي لم يعد الإسلام اساس‬‫وحدة روحية بل مصدر التوظيف لخدمة الطموح في استعادة امبراطورية‪ .‬وذلك هو‬‫المستوى الثاني الذي أحيا الفتنة الكبرى والحرب بين قوميتين فارسية وعربية على أساس‬ ‫عرقي في الباطن وطائفي في الظاهر‪.‬‬‫ويليه مستوى ثالث‪ .‬فالتعافي التركي بعد وصول الحكم ذي المرجعية الإسلامية خلق لدى‬ ‫العرب الذين وضعوا الطموح الإمبراطوري وراء ظهورهم الخوف من الطموح العثماني‪.‬‬‫وهذا هو المستوى الثالث الذي أفقد كل إمكانية لتحقيق جبهة سنية قوية تقاوم عودة‬ ‫الفتنة الكبرى غطاء للطموح الإيراني لاستعادة امبراطورية فارس‪.‬‬‫ووراء هذه المستويات نجد المستوى الرابع من الطموح الإمبراطوري الذي يصل الإقليم‬ ‫كله بالطموح الغربي الحالي جمعا بين بعيد ماضيه وقريبه‪ :‬ممثلا بإسرائيل‪.‬‬‫فمن يعرف تاريخ المسألة اليهودية في الغرب وأثرها في فكرة الأرض الموعودة القديمة‬‫(فلسطين) والجديدة (أمريكا) يعلم ان إسرائيل ليست مشروعا يهوديا فحسب بل هي‬‫مشروع غربي كوني يوحد بين علاقة الغرب الماضية والحاضرة بالإسلام في الشرق أولا وفي‬ ‫الغرب ثانيا وفي العالم كله الآن‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫ومن له دراية بهذه العودات الإمبراطورية كلها يعلم علاقة فارس وإسرائيل بالعراق‬‫قبل بداية الإسلام وبعدها فيصلها بما أصبح عليه التاريخ الحديث في تأسيس استراتيجية‬ ‫الغزو الاستعماري مجرد تكرار لماضيه بمعيار الهويات‪.‬‬‫وهذا المستوى الرابع ‪-‬الأرض الموعودة القديمة والحديثة‪-‬هو المركز في الوضعية وليس‬ ‫في الأمر سرا أن يكون مدار تاريخ الإقليم هو منزلة الإسلام‪.‬‬‫فالغرب ‪-‬الذي استعمر الإقليم قبل الإسلام ثم تمسح بدين منه أخرجه الإسلام منه وحرر‬‫أهله من فكره وطغيانه لما قاد المسلمون التاريخ العالمي‪-‬تخرج من مدرسة الشرق ثانية‬ ‫بفضل الإسلام ثم حاربه بنفس المخيال الديني ليصنع العالم الحديث‪.‬‬‫وترجمة هذا المخيال القديم هو الذي تمثله ايديولوجية الأرض الموعودة للشعب المختار‬‫في فلسطين وفي أمريكا فيلتقي بذلك المخيالان القديم والحديث في حربهما على الإسلام‬ ‫وقلبه أي سنة الإقليم‪ :‬إسرائيل وفارس وبيزنطة (روسيا) وأمريكا‪.‬‬‫وهذه الطموحات الإمبراطورية تستفيد من غياب الطموح الإمبراطوري لمؤسسي دولة‬‫الإسلام (العرب) بسبب المستوى الاول‪ :‬فقدان العرب لدورهم الرمزي في الإقليم وغرقهم‬‫في حربهم الأهلية بسبب حرب القوميات (التي فرضها من يدعون العروبة من المسيحيين)‬ ‫والطائفيات (التي فرضها من يدعون الإسلام من الشيعة)‪.‬‬‫وهنا يتحدد المربع بأقطابه الأربعة التي تلتقي في الهلال الخصيب إقليما ودوليا لتحدد‬ ‫معادلة الأحداث الجارية والتي ستتضاعف خانات شيخونها‪.‬‬‫وإذن‪ :‬فلنا قطبان يجمعهما ما قبل الإسلام وما بعده في الإقليم وفي العالم‪ :‬إيران‬‫وإسرائيل أداتي محو الوجود السني عامة والعربي خاصة (وربما التركي) وقطبان يجمعهما‬ ‫ما قبل فقدان العرب لدورهم الرمزي وما بعده‪ :‬العرب وتركيا‪.‬‬‫فارس (آرية العنصر) وإسرائيل (سامية العنصر) كلتاهما مثل الغرب تعتبر اللحظة‬ ‫فرصته للثأر من الإسلام ممثلا بعربه نشأة لدولته وبتركه تواصلا لها‪.‬‬‫ومن ثم فاللحظة تمثل جماع كل حقب التاريخ الكوني حول قلبه الذي يمثله الإسلام‪ :‬ما‬ ‫قبل الإسلام فالتاريخ الوسيط فالتاريخ الحديث لتحديد مستقبل الإنسانية‪.‬‬ ‫‪63‬‬

‫هل ما أنسبه لمنزلة الإسلام ودور سنته عربا وتركا من هوس العظمة عندي؟ أم إن حلف‬‫الغرب بشقيه مع فارس وإسرائيل والمليشيات العربية هو الذي يثبته لأن حربه حتى وإن‬‫كان لها دوافع جيوستراتيجية مادية مباشرة فإن سندها الفكري والإيديولوجي يعود إلى‬ ‫ما وصفت؟‬‫فما يصارعه هذا الحلف (نائب بيزنطة ونائب الأرض الموعودة الجديدة وأداتاهما‬‫الفاعلتان فارس وإسرائيل وأداتاهما المنفعلتان) أمر موجود بالقوة لدى غالبية أهل الإقليم‬ ‫التي يستهدفها الحلف بأيدي أبنائها حكاما ومعارضة‪.‬‬‫وهو موجود بالقوة لأنهم يقيسون الممكن لديه بما كان له بالفعل في علاقته بهم في كل‬‫التاريخ الماضي من نزول الإسلام إلى انتشاره المتزايد اليوم‪ .‬فالمخيف للحلف ليس دار‬‫الإسلام الحالية بل ما لها بالقوة إذا قيس مستقبلها بما كان لها في ماضيها بالفعل‪ :‬ممكن‬ ‫الحصول لو نجح استئناف للعرب والترك‬‫ما يجري في الهلال خاصة وفي الإقليم عامة محاولة لاستكمال ما فشل رغم ما جرى بعد‬ ‫الحرب العالمية الأولى وكل ما تقدم عليه صليبيات واستردادا‪.‬‬‫فالحلف الذي وصفنا يحارب هواجسه وخوفه من الاستئناف‪ .‬ولذلك فهم قد صنعوا‬ ‫كاريكاتورا من شرطه‪ :‬تحنيط دولة الإسلام وفكره لتشويههما حربا نفسية‪.‬‬‫وطبيعي أن تكون المليشيات العربية ‪-‬أنظمة ومعارضات‪ -‬سواء بالقلم أو بالسيف أدوات‬ ‫هذا التحنيط والتشويه لمنع ما هو بالقوة من أن يصبح بالفعل‪.‬‬‫وليس لي من مطمح إلى إفهام الشباب هذه المعادلة المعقدة التي يتوهم الكثير أنها قراءة‬ ‫دينية للتاريخ وليست فهما جيواسترتيجيا لأحداثه وما بعدها‪.‬‬‫فاعتراض السخفاء دليل فقدان بصيرة‪ :‬يغفلون عن دور الدين في سياسة إيران‬ ‫وإسرائيل تأسيسا لفاعليتهما الاقليمية والدولية وينكصون للجاهلية‪.‬‬‫فهبنا سلمنا أن الدين مجرد ذريعة سياسية تمكن إسرائيل بواحد في المليار من البشر أن‬ ‫تسيطر على المسيطرين عليهم فهل من الذكاء التخلي عن دوره؟‬ ‫‪64‬‬

‫هل محميات العرب سواء قادها طراطيرها حكمها الحالي أو طراطيرها معارضتهم‬ ‫بمليشيات القلم والسيف يمكنها بغير الإسلام تجاوز دور الأداة التابعة؟‬‫ليس الإسلام المحنط عند طراطير الحكم أو طراطير المعارضة (مجرد مليشيات في خدمة‬ ‫أجندات هدفها محو شروط امكان الاستئناف) هو المقصود في كلامي‪.‬‬‫لذلك ركزت على محاولة فهم استراتيجية القرآن في تحقيق شروط الاستعمار في الأرض‬ ‫والاستخلاف فيها ودلالة جمعه بين الروحي والسياسي دلالة للختم‪.‬‬‫وركزت سياسيا على بيان المعيقات التي تحول دون إحياء الطموح الإمبراطوري لدى سنة‬ ‫الإقليم وخاصة لدى غالبيتهم العربية لتخرج من الحرب الأهلية‪.‬‬‫فالعائق الأكبر هو النزعات القومية والطائفية‪ .‬وهما سلاحا مسيحيي الاقليم وشيعته في‬ ‫الهلال وهو ما أفقد العرب دورهم الرمزي بالحرب على سر قوتهم‪.‬‬‫فبناء وحدة غالبية الإقليم العربية على القومية هو سر تفتيت وحدة الإقليم لأنك لا‬ ‫يمكن أن تؤسس قوميتك وتنفي حق الآخرين في تأسيس قوميتهم‪.‬‬ ‫والكلام على الإسلام لا يعني أنك تنفي الأديان الأخرى بدليلين‪:‬‬ ‫الأول مبدئي وهو اعتراف القرآن بتعدد الأديان واعتباره علة التسابق في الخيرات‪.‬‬‫والثاني هو الممارسة‪ :‬فكل الأديان والطوائف القديمة والوسطية لم يبق لها وجود إلا في‬ ‫دار الإسلام بخلاف الغرب الذي كان يرفض غير مسيحيته‪.‬‬‫وقد اقترحت لتجنب هذا العائق القومي ألا نسمي الإقليم الذي سماه العلمانيون‬ ‫(مسيحيون وشيعة) ومقلديهم وطنا عربيا بإقليم الوسط للعلة التالية‪:‬‬‫فهو وسط بمعنى التوسط بين القارات الثلاث المتصلة‪ :‬يجمع بين آسيا وافريقيا وأوروبا‬ ‫(لأن تركيا منه) وهو مركز امبراطورية التاريخ الوسيط الأكبر‪.‬‬‫وأخيرا فحتى عقيدته الغالبة تسمي أمته أمة وسطا ومن ثم فيمكن تسمية الإقليم تيمنا‬ ‫\"ولايات الوسط المتحدة\" لتكون قطبا من حجم الولايات المتحدة‪.‬‬‫فعدد سكانه أكثر من نصف مليار وثروته بالقوة الأولى عالميا ووحدته الفدرالية ستجعل‬ ‫ما بالقوة بالفعل لأنها توفر شروط القوتين الرمزية والمادية‪.‬‬ ‫‪65‬‬

‫وهذا الذي يبدو وكأنه حلم من أوهامي هو عينه ما يحرك الحلف الذي يحاربه بوصفه‬ ‫ممكنا في المستقبل لأن تحقق في الماضي‪ :‬لذلك فليكن طموح الشباب‪.‬‬‫وليس في هذا الحلم نزعة قومية ولا نزعة طائفية لان أهل الإقليم عرب وترك وكرد‬ ‫وأمازيغ وسمران إفريقيا ومن ثم فأساسه روح الإسلام‪ :‬الاخوة البشرية‪.‬‬‫الأساس الديني ليس من جنس عنصرية الشعب المختار فارسيا واسرائيليا بل هو من‬ ‫النساء ‪ 1‬بمعيار الحجرات ‪ 13‬أعني ما يخشاه الحلف المعادي للإسلام‪.‬‬ ‫‪66‬‬





‫‪02 01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬