الاستحالة الممتنعة او الدولة والاخلاق - القسم الثاني - ابو يعرب المرزوقي
أعود مرة أخرى لمسألة الدولة المستحيلة بحجج اخلاقوية المسألة التي أحاول فهمها علني أجد عذرا لما يدعي في فلسفة السياسة والأخلاق علما لدنيا. بينت في المحاولة السابقة أن الأخلاق لا تطلق على الحميد منها فحسب بل حتى الذميم يعد منها فضلا عن كون حمد الحمية و ذم الذميم موقفان ذاتيان منهما. صحيح أن الاستعمال العامي لمفهوم الأخلاق يقصرها على ما يعتبره حميدا منها بمقتضى عاداته وأعرافه. لكن ذلك ليس من علم الأخلاق فضلا عن فلسفتها. وصحيح أن التعيير العامي للدول يعتمد على هذا الفهم العامي للحميد من الأخلاق. لكن علم الأخلاق يبدأ باعتبار هذا الحكم نفسه حائلا دون علمية فهمها. ولهذه العلة فلا يوجد عاقل له دراية بمعنى "دولة" وبمعنى "أخلاق" يفهم الفصل بينهما إذا أخذا بمعنييهما اللذين يحددان فضيلتيهما أي وظيفتيهما.
Like this book? You can publish your book online for free in a few
minutes!