مائة دعاء من الكتاب والسنة

‫المنكر‪ ،‬ولا أتك ّلم فيما لا َيعنيني‪ ،‬والسكوت عما ُيغنيني‪ ،‬وحفظ اللسان من‬ ‫اللغو‪ ،‬وال َّلهو‪ ،‬والباطل‪.‬‬ ‫(ومن ش ِّر قلبي) أعذني من كل ش ٍّر من السيئات في قلبي‪ ،‬كالنفاق‪ ،‬والحسد‪،‬‬ ‫والحقد‪ ،‬والرياء‪ ،‬والكبر‪ ،‬وسوء الظن‪ ،‬واِلعتقادات الفاسدة ‪ ،‬ومن ُح ّب الدنيا‬ ‫من الشهوات والشبهات‪.‬‬ ‫(ومن شر مني ِّي) أي من ش ِّر فرجي‪ ،‬بأن أوقعة في غير مح ّله من الزنى‪ ،‬وغير‬ ‫ذلك من المح ّرمات‪ ،‬أو يوقعني في مقدمات الزنى من النظر‪ ،‬واللمس‪،‬‬ ‫والمشي‪ ،‬والعزم‪ ،‬وأمثال ذلك‪ .‬فإن شهوة الفرج من أعظم ما اب ُتلي به اِلنسان‬ ‫ولا يخفى بتخصيص الاستعاذة من هذه الجوارح لما فيها من مناط الشهوة‪،‬‬ ‫ومثار ا ّللذة؛ ولأنها أصل كل ش ٍّر ومنبعه؛ فإن َّلَّلا سبحانه خلق هذه الحواس‬ ‫للانتفاع بها في منابع الخير‪ ،‬كالطاعات‪ ،‬وسبل الخيرات‪ ،‬والتأ ّمل في الآفاق‬ ‫من عجائب قدرة َّلَّلا عز وجل ‪ ،‬واستعمالها في الوقاية من الشرور‬ ‫والمعاصي‪ ،‬المؤ ّدية إلى المهلكات في الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫المرجع‬ ‫شرح الدعاء من الكتاب والسنة‬ ‫سعيد بن وهف القحطاني‬ ‫مائة دعاء من الكتاب والسنة‬ ‫‪187‬‬ ‫مشروع النور المبين‬

‫الدعاء الخامس والستون‬ ‫كان من دعائه صلى َّللا عليه وسلم ‪:‬‬ ‫\" اللَّ ُه َّم َج ِّن ْبنِي ُم ْن َك َرا ِت اَ ْلأَ ْخ َلا ِق‪َ ،‬وا ْلأَ ْه َوا ِء‪َ ،‬وا ْلأَ ْع َما ِل‪َ ،‬وا ْلأَ ْد َوا ِء \"‬ ‫صححه الألباني‬ ‫المفردات‪:‬‬ ‫المنكرات‪ :‬المنكر كل فعل تتفق في استقباحه العقول‪ ،‬وتحكم بقبحه الشريعة‪.‬‬ ‫الأهواء‪ :‬جمع هوى‪ ،‬هي الزيغ‪ ،‬والانهماك في الشبهات والشهوات‪.‬‬ ‫الأدواء‪ :‬جمع داء‪ ،‬وهو السقم‪ ،‬والمرض‪.‬‬ ‫الشرح‪:‬‬ ‫وفي رواية أخرى ‪:‬‬ ‫\" اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء \"‬ ‫(ال َّلهم جنبني منكرات الأخلاق) أي يا َّلَّلا أجرني من الأخلاق السيئة التي‬ ‫ينكرها العباد‪ :‬كالحقد‪ ،‬والحسد‪ ،‬والبخل‪ ،‬والجبن‪ ،‬وسوء اللسان‪ :‬من السب‪،‬‬ ‫والشتم‪ ،‬والقذف‪ ،‬والتعدي بالجوارح‪ :‬كالضرب باليد أو الرجل؛ فإن الأخلاق‬ ‫المنكرة سبب لجلب كل شر‪ ،‬ودفع كل خير‪.‬‬ ‫(و الأهواء) جمع ه َوى‪ ،‬وهو هوى النفس‪ ،‬وميلها إلى المستلذات‪ ،‬والانهماك‬ ‫في الشهوات الباطلة؛لأنه يشغل عن الطاعة‪ ،‬ويؤدي إلى الأشر‪ ،‬والبطر‪،‬‬ ‫والاستعاذة كذلك من‪:‬الزيغ‪ ،‬والضلالات الفاسدة في الاعتقادات‪ ،‬والشبهات‪.‬‬ ‫مائة دعاء من الكتاب والسنة‬ ‫‪188‬‬ ‫مشروع النور المبين‬

‫فإن الش ّر كلّ الش ّر أن يكون الهوى ُيص َّير صاحبه باتباعه كالعابد له‪ ،‬فلا شيء‬ ‫في الش ّر أزيد منه؛ لأنه يض ّيع الدنيا والدين‪ ،‬والعياذ باََّّلل‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬أَ َف َرأَ ْي َت‬ ‫َم ِن ا َّت َخ َذ إِ َل َه ُه َه َواه} [الجاثية‪.]2٣:‬‬ ‫(والأعمال) أي منكرات الأعمال الظاهرة‪ ،‬ال َّلهم إني أستعيذ بك من الأعمال‬ ‫السيئة‪ :‬كالقتل‪ ،‬والزنى‪ ،‬وشرب الخمر‪ ،‬والسرقة‪ ،‬والبطش‪ ،‬والتعدي‪ ،‬والظلم‬ ‫بغير حق‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬ ‫(والأدواء) وأعوذ بك من منكرات الأسقام‪ ،‬والأمراض الخطيرة‬ ‫وإنما استعاذ صلى َّللا عليه وسلم من هذه الأربع المنكرات؛ لأن ابن آدم لا‬ ‫ينف ّك منها في تقلبه في ليله ونهاره ‪ ،‬فتض َّمنت هذه الاستعاذات المه ّمة من كلّ‬ ‫الذنوب الظاهرة والباطنة‪.‬‬ ‫المرجع‬ ‫شرح الدعاء من الكتاب والسنة‬ ‫سعيد بن وهف القحطاني‬ ‫مائة دعاء من الكتاب والسنة‬ ‫‪189‬‬ ‫مشروع النور المبين‬