بدأت السورة ب\"الرحمن\"وذكر نعمه على خلقه ثم فناء الكون بعد ذلك وبقاء جلاله العظيم فكيف بآلائه يكذب المكذبون حديث سورة الرحمن عروس القرآن منكر لا يصح فقد رواه البيهقي وفي اسناده الوضاع والمجهول ومن لا تصح الرواية عنه هي السورة الوحيدة في القرآن التي بدأت باسم الله تعالى تعلم القرآن رحمة )الرَّحْ َٰم ُن*عَلَّمَ ا ْلقُ ْرآ َن( ذكر اسم الرحمن ثم تعلم القرآن }ال َّرحْمَٰ ُن{ : يدل على سعة الرحمة والفضل والاحسان وآثار هذه الرحمة على العباد في الدين والدنيا والآخرة
}عَ ّلَمَ ُه الْبَيَانَ{ فيخاصم ربه ويجادل في آيات الله ما أجهله .. }عَ َّلمَهُ ا ْل َب َيا َن{ علم الله آدم الأسماء كلها وفضله بذلك التعليم فهو من منن الله على خلقه )الشَّمسُ َوال َق َمرُ بِ ُحسبَان( هي بمعنى قوله )لاال َّشمس َين َبغِي لَهَا َأن ُتدرك القَ َمر َول َااللَّيل سَا ِبقُ النَّ َها ِر( من قواعد التقديم والتأخير في القرآن: التقديم بحسب الأنفع }ال َّش ْم ُس وَا ْلقَمَرُ ِبحُسْ َبانٍ{ }وَالنَّجْ ُم َوال َّشجَرُ َي ْسجُ َدا ِن{ النجم: -قيل نجم السماء وهو الأرجح -وقيل:ماليس له ساق من النبات والشجر ماله ساق } َوال َّن ْج ُم َوالشَّجَرُ يَسْ ُج َدا ِن{ -يسجدان سجودا حقيقا الله أعلم به -سجود انقياد واستسلام لما سخرها الله لنفع العباد }وَال َّسمَا َء رَفَ َع َها وَوَضَعَ ال ِْميزَا َن{ قال:والسماء رفعها ولم يقل:ورفع السماء قدم السماء لمزيد الاهتمام بها وخلقها
} َوال َسّ َما َء َرفَعَ َها وَ َوضَ َع ال ْمِي َزانَ{ تأمل وفقك الله الجمع بين رفع السماء ووضع الميزان في الأرض .. }وَال َّسمَاءَ رَفَ َعهَا وَوَ َض َع ال ِْميزَا َن{ اقترن العدل في القرآن مع ذكر السماء في كذا موضع ) َوال َسّمَاءَ رَفَعَهَا َو َو َضعَ ال ِمْي َزا َن( أنزل العدل من السماء )و َأنزَلنا مَ َعهم الكتاب َوالميزان لِيقوم الناس بالقسط( } َألَّا تَطْغَ ْوا ِفي ال ِْمي َزا ِن{ إما: -وضع الميزان فاعدلوا أو -وضع الميزان كي لا تطغوا }وَأَ ِقي ُموا الْ َو ْز َن بِالْقِسْ ِط وَل َا ُت ْخسِرُوا المِْيزَانَ{ وردت كلمة ميزان ثلاث مرات وهذا يدل على أهميته الميزان: -آلة الوزن}:وَلاَ تُ ْخسِ ُروا ال ْمِيزَانَ{ -العدل):الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان( } َوأَ ِقيمُوا ا ْلوَزْ َن بِا ْل ِق ْس ِط َول َا ُت ْخ ِسرُوا ال ِمْيزَانَ{ -لاتجعل صاحب الحق خاسرا -لاتنقصوا في الوزن
قاسط :ظالم }وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا{ مقسط:عادل ) ِإنَّ اللَّ َه يُ ِح ُّب المُْقْ ِسطِي َن( حيث ورد القسط في القرآن فهو بمعنى العدل)وأقيموا الوزن بالقسط( إلا في) َو َأ َّما الْ َقا ِس ُطونَ َف َكا ُنوا ل َِجهَنَّ َم َحطَبا( }وَال َْأرْ َض وَضَعَ َها ِللأَْنَامِ{ الأنام قيل: -الإنسان -المخلوقات في الأرض وأكثر مايطلق على الإنسان } َوالأَْرْ َض وَضَعَهَا ِلل َْأ َنا ِم{ الجملة الاسمية دالة على الثبوت ) َوالسَّمَا َء َر َف َع َها( .. )وَال َأْرْضَ َوضَ َع َها( .. كن سماويا مؤمنا .. ولا تكن أرضيا ماديا .. } ِفي َها فَاكِ َه ٌة َوال َّن ْخلُ ذَا ُت الأَْكْمَا ِم{ الفاكهة:ليست طعاما أساسيا بل لما يؤكل تفكها )انقلبوا فكهين(حديث لهو وضحك
} َوال َْح ُّب ُذو الْعَ ْص ِف َوال َّر ْيحَانُ{ ذو العصف:تعصف به الريح فالزرع في باكورة خروجه محبب للنفس فذكره }وَال َْحبُّ ُذو ا ْلعَ ْصفِ وَال َّريْحَانُ{ الريحان: -قال ابن عباس:كل ريحان في القرآن الأرزاق -وقيل:الريحان المعروف } َوال ْحَ ُّب ذُو ا ْل َعصْفِ وَال َرّيْ َحا ُن{ طيب الأرض بروائح عطرية تشرح الصدر وتسر الخاطر فالحمدلله } َف ِب َأ ّيِ آل َا ِء َربِّكُ َما ُتكَ ِّذبَا ِن{ استفهام تقريري فهل تنكرون نعم الله وتجحدونها } َفبِ َأيِّ آل َا ِء رَ ّبِكُمَا ُت َك ِّذ َبانِ{ تكذيب الألاء مستلزم شرك الألوهية }خَلَ َق ال ِْإن َسانَ مِن َص ْل َصالٍ كَالْ َفخَّا ِر{ تدرج خلق الإنسان الأول: -تراب -طين لازب -حمأ مسنون -صلصال كالفخار
} َخ َل َق ال ِْإن َسانَ مِن صَ ْلصَا ٍل كَالْفَخَّارِ{ \"شرف الموجودات بمزاياها لا بمادة تركيبها\" التحرير والتنوير } َخ َل َق الإِْن َسا َن ِمن َص ْل َصالٍ َكالْ َفخَّارِ{ الصلصال:الطين اليابس الفخار:الطين المطبوخ)الخزف( أي كالفخار في صلابته } َخلَ َق ال ِْإن َسانَ ِمن َصلْ َصالٍ َكا ْلفَ َّخارِ{ خلق الله الانسان من تراب وأنزله في الأرض ليوافق أصل خلقته فيصلحها ويعمرها } َخلَ َق ال ِإْن َسا َن ِمن َص ْل َصا ٍل َكا ْلفَخَّا ِر{ الصلصال قابل للتشكيل وكذلك الإنسان قابل للتربية والتعليم كأصل خلقته }وَ َخ َلقَ ال َْجا َّن مِن مَّا ِر ٍج ّمِن َّنا ٍر{ مارج:في اللغة المخلوط قالَ }:فهُ ْم ِفي أَمْ ٍر َّم ِريجٍ{ }وَ َخلَ َق ال َجْانَّ ِمن َّما ِرجٍ مِّن َّنا ٍر{ قال ابن كثير:خلق الجان من لهب النار وقيل:من خالص النار } َوخَلَ َق الجَْا ّنَ ِمن َّما ِرجٍ مِّن َّنا ٍر{ قال ﷺ:خلقت الملائكة من نور وخلقت الجان من مارج من نار\"رواه مسلم
)رب المشرقين ورب المغربين( الصيف والشتاء )برب المشارق والمغارب( اختلاف مطالع الشمس )رب المشرق والمغرب( مشرق الشمس ومغربها
}مَرَجَ البَحرَيْنِ يَ ْلتَقِيَا ِن{ هي كقوله: )وَهُوَ الَّ ِذي َم َرجَ الب ْحرَينِ ٰهَ َذا َعذبٌ ُفرَاتٌ وَ ٰهَ َذا ِملح ُأجَا ٌج( } َب ْي َنهُمَا بَ ْر َز ٌخ ّلَا َيبْ ِغيَا ِن{ بين الماء المالح والعذب حاجز لايطغى أحدهما على الأخر ولا يخالطه }يَخرُجُ مِن ُهمَا اللُّؤْلُؤُ وَالمرجَانُ{ اللؤلؤ:الدر حيوان مائي بصدفين في جوفه حبة قيل: اللؤلؤ كبار الدر والمرجان صغاره } َي ْخرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُ ُؤ َوالمَْرْ َجا ُن{ وقيل:المرجان حيوان مائي لين ثم يتحجر فتقطع عروقه وتتخذ حلية } َي ْخرُجُ مِنْ ُه َما اللُّ ْؤلُ ُؤ وَال َمْرْجَا ُن{ قرأ نافع وأبوعمرو ) ُيخ َرج( أي اخراج الغواص له وقرأ الباقون):يَخْ ُرج( }وَلَ ُه ال َْجوَا ِر ال ْمُن َشآتُ فِي الْبَحْرِ كَال ْأَ ْعلاَمِ{ تعرف على نعمة الله في وجودها وقبل زوالها }وَلَ ُه ال َْجوَارِ ال ُمْن َشآتُ ِفي الْبَحْرِ َكال ْأَعْلاَمِ{ قوله):له الجوار( اللام لام ملك تسخير
)وله الجوار المنشآت في البحر( اقترنت بالشكر والصبر }إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكدعلى ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور( } َو َلهُ الجَْ َوا ِر المن َشآتُ ِفي ا ْل َبحْ ِر َكال ْأَعلام{ من قرأ: المنشَآت:أنشأها الناس بتوفيق الله المن ِشآت:تسير سيرا سريعا }وَ َلهُ ال ْجَ َوا ِر ال ُْمن َشآتُ ِفي الْبَحْرِ َكال ْأَعْل َامِ{ الجوار وليست الجواري للتخفيف وقيل لأنها تجوب البحر خلق الإنسان فأكل فأفنى ولبس فأبلى وركب البحر في المنشآت كالأعلام ثم )كُلُّ مَنْ عَلَ ْيهَا فَانٍ( قال الشعبي: إذا قرأت ) ُك ُّل مَن َعلَي َها فَا ٍن( فلاتسكت واقرأ بعدها } َو َي ْب َقى وَج ُه َربِّ َك ُذو الجَل َا ِل َوالإِْكْ َرا ِم{ } ُكلُّ َم ْن َع َليْهَا فَانٍ{ قال النبي ﷺ\":يبلى كل شيء من الإنسان ،إلا عجب ذنبه ،فيه يركب الخلق ” اترك الدنيا قبل أن تترك فهي دار فناء } ُك ُلّ مَ ْن َع َل ْيهَا َفانٍ*وَيَ ْب َق ٰى وَجْهُ رَ ِّبكَ ُذو ال َْجل َالِ َوال ِإْ ْك َرا ِم{
}كُ ّلُ َمن َع َليها َفانٍ*وَ َي ْبقَى َو ْجهُ َربِّكَ ُذو ال َْجل َا ِل وَالإِْكرَا ِم{ لم يذكر الآلاء بين الأيتين لأنه ذكر الفناء ياعبدالله لاتتوجه لوجه الفاني وتوجه لوجه الباقي }كُلُّ من َع َليها َفا ٍن* َو َيبقَى وَجهُ رَبِّ َك ذُو الجَلاَلِ وَالإِك َرامِ{ } َو َيبْ َق ٰى وَ ْجهُ رَ ِّب َك ذُو الجَْل َالِ َوال ِإْكْرَا ِم{ اثبات صفة الوجه لله كما يليق بجلاله سبحانه ) َويَ ْبقَ ٰى وَ ْج ُه َر ِّبكَ ُذو الجَْلاَ ِل وَال ِإْ ْك َرامِ( قال النبيﷺ \":ﺃلظوا بيا ﺫا الجلاﻝ ﻭالإكراﻡ\"رواه الترمذي/صحيح )كُ ُّل مَن َع َليها َفانٍ( قال:كل من عليها ،ولم يقل:كل من فيها لأنه فناء تام ليس فيه تمكين )كُلُّ َمن َعلَيها َفانٍ*وَ َيبقى َوجْ ُه َر ّبِكَ( -كل من عليها فان إلا وجه الله -كل من عليها فان إلا فيما ابتغي به وجه الله }وَ َيبْقَى وَ ْج ُه رَ ِبّ َك ُذو الجَْلاَ ِل وَال ْإِكرَا ِم{ لا يلزم من صفات الله أسماء فباب الصفات أوسع من باب الأسماء } َويَبْ َقى َو ْجهُ رَبِّكَ ذُو الجَْل َالِ وَال ِْإك َرا ِم{ صفات الله: -ذاتية ومنها الخبرية كالوجه -وفعلية كالاستواء على العرش
} َو َيبْ َقى\" َوجْهُ\" َربِّكَ ذُو الجَْل َالِ َوالإِْك َرا ِم{ من الإلحاد في صفات الله :أن يجعلها كصفات المخلوقين كما فعل المشبهه } َويَبْ َقى وَ ْج ُه َربِّكَ ُذو ال َْجلاَ ِل وَالإِْك َرامِ{ صفات الله -سبحانه -معلومة المعنى مجهولة الكيف
}سنفرغ لكم{ سنحاسبكم،لايشغله شيء عن شيء \"وهو معروف في كلام العرب،يقال:لأتفرغن لك،ومابه شغل،يقول :لآخذنك على غرتك\"البخاري -نفد:انتهى) َّمانَفِ َدتْ كَلِمَا ُت الله( -نفذ:الاختراق) َأن تَنفُذُوا ِمنْ َأ ْق َطارِ ال َّسمَاوَاتِ َوالأَْ ْرضِ فَانفُ ُذوا( . ) َيا َم ْعشَ َر ال ْجِ ِّن َوال ِإْنسِ ِإنِ اسْ َت َطعْتُمْ( لابن عثيمين-رحمه الله-رسالة نافعة بعنوان:الوصول للقمر يبين هذه الأية )ل َا َتن ُفذُونَ ِإ َّلا بِ ُسلْطَانٍ( اختلفوا في معنى السلطان: فقيل: -العلم -وقيل الحجة وأن كل سلطان في القرآن بهذا المعنى )لاتَن ُفذُو َن إِلَّا بِسُلْ َطا ٍن( تفسير السلف على أن هذه الأية للتحدي وأنها يوم القيامة فلا تدل على الوصول للقمر كما يقال من قواعد التقديم والتأخير في القرآن: التقديم حسب الأقوى ) َيامَ ْعشَرَ ال ِْج ّنِ َوال ِْإن ِس( الجن تستطيع الوصول للسماء واستراق السمع وهنا تحدى للجن والإنس )يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات(
تكرر العرب الكلام لسببين إما: -تأسيس -أو تأكيد وتكرار}فَ ِبأَ ِّي آلاَ ِء رَ ِبّ ُكمَا تُ َكذِّبَا ِن{ كلها تأسيس لما قبلها }فَإِ َذا انشَ ّقَتِ السَّمَا ُء َف َكا َنتْ َورْدَ ًة كَالدِّ َهانِ{ تتغير من الزرقة للحمرة )يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات( }فَ ِإ َذا انشَ َّق ِت ال َسّ َما ُء َف َكا َنتْ وَرْدَ ًة كَال ِدّهَا ِن{ وجه الشبه بالوردة: إما في اللون أو في التشقق أو كلاهما }فَ ِإذَا انشَقَّتِ ال َسّمَا ُء َف َكا َنتْ َو ْر َد ًة كَال ِّد َهانِ{ الدهان كقوله: } َيوْمَ تَ ُكو ُن السَّ َما ُء كَالمُْ ْهلِ{ يوم القيامة في مواطن يسألون وفي مواطن لا يسألون }-فوربك لنسألنهم أجمعين{ َ }-فيَومئذ لَّايُسأَلُ عن ذنبه ِإنسٌ َول َاجَانٌّ{ }فيومئذ لايسأل عن ذنبه إنس ولاجان{ قيل:لايسألون عن ذنبهم لأن الله حفظها عليهم وكتبت الجن تذنب وتحاسب وتعاقب } َف َيوْمَ ِئذٍ َّلا ُي ْسأَلُ َعن َذن ِبهِ ِإن ٌس َول َا َجا ٌّن{
للمجرم علامة يوم القيامة يعرف بها } ُيعْ َر ُف المجُْرِمُونَ ِبسِيمَاهُ ْم َف ُيؤْ َخذُ ِبالنَّوَاصِي َوالأَْ ْق َدا ِم{ }يُعرف المجرمو َن بِسِيمَاهم َفيُؤ َخذُ ِبالنَّ َواصِي َوالأقدام{ هي بمعنى قوله: }وَ َترَى المجرمين َيومئذ مقرنين فِي الأصفاد{ } ٰهَ ِذ ِه َج َه ّنَ ُم الَّ ِتي يُ َك ِذّبُ ِبهَا الم ُْج ِرمُونَ{ من كذب بها سيراها حتما ومن آمن فنسأل الله لنا وله النجاة }يَطُو ُفونَ َب ْينَ َها وَ َبينَْ َح ِمي ٍم آنٍ{ يترددون بين جهنم وحميم فيريدون التبرد فيسقون ماء حميما فقطع أمعاءهم } َي ُطو ُفونَ َبيْنَ َها َوبَي َْن حَ ِميمٍ آ ٍن{ آن:بلغ منتهاه كقول:بلغ الشيء أناه )غير ناظرين إناه(أي نضجه أشربة أهل النار: -حميم} َيطُوفُو َن بينها َو َبي َن َحمِيمٍ آنٍ{ -غساق)هذا فليذوقوه حميم وغساق( -كالمهل)كالمهل يغلي في البطون( }وَل َِم ْن َخافَ مَقَامَ َر ِّب ِه جَنَّ َتا ِن{ من خاف في الدنيا أمن في الأخرة ومن أمن في الدنيا خاف في الآخرة
} َخا َف مَ َقا َم رَ ِبّهِ{ قال مجاهد: \"يهم بالمعصية فيذكر الله عز وجل فيتركها” }ولمن خاف مقام ربه جنتان{ قال ابن سعدي:احدى الجنتين جزاء على ترك المنهيات،والأخرى على فعل الطاعات” شدة التخويف } َيطُوفُونَ َب ْينَ َها َو َبينَْ َحمِيمٍ آ ٍن{ ثم كمال الرجاء }وَل َِمنْ َخافَ َم َقا َم َر ِبّ ِه جَ َّنتَانِ{ }ذَوَا َتا أَ ْف َنانٍ{ قال سعيد بن جبير والضحاك:ألوان الفاكهة ،واحدها فن من قولهم أفنن فلان في حديثه إذا أخذ في فنون منه } َذوَا َتا أَ ْفنَانٍ{ أفنان جمع فنن وهو الغصن وقيل:الأشجار الكثيرة الزاهرة ذات الأغصان الناعمة وقيل:هو الغصن المستقيم قال أبو بكر الوراقِ } :فيهِمَا عَيْنَانِ ت َْج ِريَانِ{ لمن كانت عيناه في الدنيا تجريان من مخافة الله عز وجل }فِي ِه َما عَ ْي َنا ِن تجَْ ِريَانِ{ قال الحسن البصري:تجريان بالماء العذب الزلال أحدهما التسنيم والأخرى السلسبيل .
} ِفي ِه َما ِمن كُ ِلّ َفا ِكهَةٍ َز ْوجَانِ{ قال ابن عباس:ليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء الجنة الأعلى} ِفي ِه َما من كُ ِلّ َفا ِكهَةٍ َزوجَانِ{ الجنة الأدنى} ِفيهِ َما فَاكِ َهةٌ َونَخ ٌل ورمان{ تمييز الأعلى على الأدنى )مُتَّ ِكئِينَ عَلَىٰ فُ ُرشٍ( مادام أنهم متكئين فلا شك أنهم مرتاحين • يارب لا تحرمنا • )مُ َتّ ِك ِئي َن َعلَ ٰى ُفرُشٍ بَطَا ِئ ُن َها ِم ْن ِإسْ َتبْ َرقٍ( هذا الشعار من استبرق!! فما ظنكم بالدثار !! } ُم َّتكِئِي َن عَ َلى ُفرُشٍ َبطَا ِئنُهَا ِم ْن ِإسْتَبْرَ ٍق َو َجنَى ال َْج َنّتَي ِنْ دَا ٍن{ متكئين مخدومين ليس ثمة حاجة للنهوض ) ُم َّتكِ ِئينَ َعلَى ُف ُر ٍش بَطَا ِئ ُن َها مِن إِستَبرَ ٍق( الاستبرق:الغليظ من الحرير منسوج بخيوط من ذهب وهو أجود أنواع القماش ) ُم َّتكِ ِئي َن على فُرُشٍ بَطَائِنُهَا من ِإسْتَ ْب َرقٍ( العرب تتكي على وسائد محشوة ليف أو غيره وفي الجنة بطانة الفرش استبرق )مُتَّكِئِي َن على ُف ُر ٍش َب َطا ِئ ُن َها مِن ِإستبرق( لباسهم وبطانة الفرش استبرق )عَا ِليَهُم ثِيَا ُب سُن ُدسٍ خضر َو ِإستب َرق(
في الدنيا نبحث عن الطعام أما في الجنة فالطعام هو من يأت لهم فتتمايل أغصان الثمار عليهم } َوجَ َنى ال َْج ّنَ َتي ِْن دَا ٍن{ }فِي ِهنَّ قَاصِ َراتُ ال َّطرْ ِف لَ ْم يَطْ ِمثْ ُه ّنَ إِن ٌس قَ ْب َلهُمْ وَلاَ جَانٌّ{ في هذا دليل على دخول الجن الجنة ) ِفي ِه َّن َقاصِ َرا ُت ال َطّ ْر ِف( إما قصرت طرفها فلا تنظر غيره أو قصر الرجل نظره لا ينظر غيرها ) ِفيهِ ّنَ َقاصِ َراتُ ال َّطرْ ِف( قال:فيهن ،ولم يقل:فيهما إما عائد على الجنة وما فيها أو عائد على الفرش ) ِفيهِنَّ قَاصِرَا ُت ال َطّرْ ِف( قال:فيهن ،ولم يقل:ولهم لشدة الانغماس في النعيم } َكأَ ّنَهُنَّ الْيَا ُقوتُ َوال َْم ْرجَا ُن{ قال قتادة:صفاء الياقوت في بياض المرجان” } َك َأ ّنَهُنَّ ا ْل َيا ُقوتُ َوالمَْرْجَا ُن{ الياقوت:من الأحجار الكريمة الصلبة شفاف مشوب بحمرة يعد من أنفس الجواهر } َه ْل َجزَا ُء ال ِإْحْسَا ِن ِإ َلّا ال ِْإ ْحسَانُ{ الإحسان الأول:فعل الحسن والإحسان الثاني:العطاء الحسن
} َهلْ جَ َزا ُء ال ْإِ ْحسَا ِن إِ َّلا ال ِْإحْ َسانُ{ مفهوم الآية: لمن أحسن الحسنى ومفهوم المخالفة: لمن أساء السوء } َهلْ َجزَاءُ ال ِإْحْ َسانِ ِإلَّا ال ِإْحْسَا ُن{ في الآية: -سؤال -واستثناء لحصر مجازاة الإحسان لمن أحسن }هل جزاء الإحسان إلا الإحسان{ معاني )هل(: -قد)هل أتى على الإنسان( -الاستفهام)فهل وجدتم ماوعد ربكم( -الأمر)فهل أنتم منتهون( قاعدة تربوية: }هَلْ َج َزا ُء الإِْ ْح َسا ِن ِإلَّا ال ِْإحْسَانُ{ } َومِن ُدونِ ِه َما َجنَّتَا ِن{ ومن دونهما تحتمل: -ولمن خاف مقام ربه جنتان ومن دونهما جنات أيضا -أو دونهما في الفضل والمنزلة } َول َِم ْن خَا َف مَ َقا َم َربِّ ِه َجنَّتَا ِن{ }وَ ِمن دُو ِن ِه َما جَنَّ َتانِ{ فالأوليان :للمقربين والأخريان:لأصحاب اليمين
} ُم ْدهَا َّم َتا ِن{ مشتقة من الدهمة وهو السواد اشتدت خضرتها من الري حتى مالت للسواد } ِفي ِه َما عَ ْينَا ِن َنضَّاخَ َتا ِن{ النضح:الرش النضخ:الفوران ففيهما عينان تفوران في الأولى: )فيهما عينان تجريان( وفي الثانية: } ِفيهِ َما َعيْ َنا ِن نَضَّاخَ َتا ِن{ والجريان أشد من النضخ }فِيهِ َما َفاكِهَ ٌة َونَخْلٌ َو ُرمَّانٌ{ قيل:النخل والرمان ليس فاكهة لأنه عطفها وقيل:بل هو عموم وخصوص في القرآن لايقول :فيها تمر ،بل يقول:نخل }فِيهِمَا َفاكِ َه ٌة َو َن ْخلٌ َورُ َّمانٌ{ للعموم }فِيهِمَا فَا ِك َه ٌة وَنَ ْخ ٌل َو ُر َّما ٌن{ الفاكهة ليست طعاما أساسيا فمن نعيمهم يتفكهون }فِيهِ َما َفاكِهَةٌ وَنَخْ ٌل َو ُر َّما ٌن{ المحروم من حرم هذا الخير فشمر أيارعاك الله لعلنا نبلغها
}فِيهِنَّ َخ ْيرَاتٌ حِسَا ٌن{ خيرات حسنوات فما أفضل من هذا؟! } ِفيهِنَّ َخ ْي َراتٌ ِح َسا ٌن{ خيرات الخُلق حسنوات الخَلق } ِفيهِنَّ َخيْرَاتٌ ِح َسا ٌن{ خافوا ربهم فأحسنوا العمل فنالوا الحسان من الحور } ُحورٌ َّم ْق ُصورَا ٌت فِي ال ِْخيَا ِم{ لم يحتجن للخروج }حُو ٌر َّمقْ ُصو َرا ٌت ِفي ال ِْخ َيامِ{ على الأصل } ُم َّت ِك ِئي َن َع َلىٰ رَفْرَفٍ ُخضْ ٍر وَعَ ْبقَ ِريٍّ حِ َسانٍ{ العبقري:اسم لبلاد الجن كانت العرب تظن أنه به أشياء غير معهوده } ُم ّتَكِ ِئي َن عَلَىٰ َر ْف َر ٍف ُخ ْضرٍ وَعَبْ َقرِ ٍيّ حِسَانٍ{ في الأولى ذكر البطائن وهنا ذكر العالي الرفرف الألوان في القرآن: -الأبيض)جدد بيض( -الأحمر)وحمر( -الأسود)غرابيب سود( -الأزرق)زرقا( -الأخضر)رفرف خضر( -وردي)وردة كالدهان(
} ُمتَّ ِك ِئينَ َع َلىٰ َر ْفرَ ٍف ُخضْر( )لقد رأى من آيات ربه الكبرى( قال ابن مسعود:أي رفرفا أخضر سد أفق السماء\"رواه البخاري ) ُم َّت ِكئي َن ع َلى َرف َر ٍف خُضر( الرف:المرتفع قالت عائشة:توفي النبيﷺومافي رفي من شيء يأكله ذو كبد إلاشطر شعير في رف لي\"مسلم }مُتَّ ِكئِينَ عَ َلى رَ ْف َر ٍف ُخ ْضرٍ وَعَ ْب َقرِ ٍيّ{ عبقري:مابولغ في وصفه قال النبيﷺعن عمر)فلم أر عبقريا يفري فريه(متفق عليه } َتبَارك اسم َر ِّبكَ ذِي الجل َا ِل َوالإكرَامِ{ الأية الأخيرة نعت للرب والسابقة )ويبقى وجه ربك ذوالجلال والإكرام( وصف للوجه }تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام{ \"تعاظم وكثر خيره ،الذي له الجلال الباهر ،والمجد الكامل ،والإكرام لأوليائه\"السعدي ذكرت السورة آلاء الله وفضله على خلقه وختمت }تَبَارَ َك ا ْس ُم َربِّكَ ِذي ال َجْل َا ِل َوال ِإْكْرَامِ{ تمت السورة بفضل الله تعالى وهذا ما تيسر لي جمعه والحمدلله
Search
Read the Text Version
- 1 - 23
Pages: