Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore ابن تيمية_ شيخ الإسلام ومحيي السّنّة

ابن تيمية_ شيخ الإسلام ومحيي السّنّة

Published by كتاب فلاش Flash Book, 2020-04-22 11:18:05

Description: ابن تيمية_ شيخ الإسلام ومحيي السّنّة

Search

Read the Text Version

‫اب ُن تيميّ َة‬ ‫\" ش�ي ُخ ا إل�سلا ِم ومحيي ال ُّ�سنّ ِة\"‬ ‫د‪� .‬سناء �شعلان‬ ‫ال ّ�شجر ُة ال ّطيب ُة‬ ‫ا أ� ألرر�ٍ�ُاضضل اطحليّرّبطاٍةني‪،‬بّيُةفلاقالْدّدت ُوملط�َدرش ُأ�قح ّحي(‪،‬مُت ُعدتبقـط ُ ّنيي)عابل�إ ِلّدداايل�أِن�حشل أ�يجبِاموربًاا ِلنعط ّبيعابب�ًِِةد‪،‬سالو�ّأ�فسليحامِمُعدابائِلبن ٍةُنع�ُأبت�يدشامتلّيهلَةهرِ�بْشتِنجبتاريلٌةمعّيل ِةِطميابلوٌّةناملمفرنقّيِه‬ ‫الحنبل ّي‪ ،‬فق ْد كا َن �أبوه و�أجدا ُد ُه و أ�خوا ُن ُه وكثي ٌر م ْن أ�عما ِم ِه م ْن العلما ِء الم�شاهي ِر‪،‬‬ ‫كذل َك كان ْت أ� ُّم ُه أ�و والد ُة ج ِّد ِه محم ٍد‪ ،‬وكان ْت ُت�س ّمى تيم ّي ُة واعظ ًة ( َم ْن تن�ص ُح‬ ‫وتذ ّك ُر وت�أم ُر بالمعرو ِف وتنهى عن المنك ِر) ُفن�س َب إ�ل َيها‪ ،‬و ُعر َف ِب َها‪.‬‬ ‫وك�ا َن مول ُد اب� ِن تيم ّي َة المبار ُك في ي��وم الاثني ِن‬ ‫ال�م��واف�ق ‪ 10‬رب�ي� ِع الأ ّو ِل للعا ِم ‪661‬ه��ـ‪ ،‬المواف ِق‬ ‫‪ 12‬ك�ان��ون ال�ث�ان�ي ‪1263‬م‪ ،‬وذل�� َك ف�ي ح�� َّرا َن‪،‬‬ ‫وه��ي ب�ل�د ٌة ت�ق� َع ف�ي ال���ّ�ش�م�ا ِل ال���ّ�ش�رق� ّي م�ن ب�لا ِد‬ ‫‪88‬‬

89

‫ال��ّ�ش�ا ِم ف�ي ج�زي�ر ِة اب� ِن عمرو بي َن دج�ل� َة وال�ف�را ِت‪ ،‬و�إليها ُن�س َب‪،‬‬ ‫وق ْد �أم�ضى في ح ّرا َن �سب َع �سنين‪ ،‬ث َم رح َل وال� ُد ُه ِب ِه إ�لى دم�ش َق التي‬ ‫كان ْت تزخ ُر (تمتل ُئ) بالعلما ِء والمدار�ِس وحلقا ِت العل ِم؛ هرب ًا من جنو ِد‬ ‫المغو ِل الذي ا�ستولوا على (احتلوا) ح ّرا َن‪ ،‬وجاروا (ظلموا) بالعبا ِد‪.‬‬ ‫وهنا َك ن�ش َ�أ الفتى أ�حم ُد خي َر ن�ش�أ ٍة‪ ،‬ونما (كب َر) �أطي َب نما ًء‪ ،‬وظهر ْت علي ِه‬ ‫مخاي ُل (جم ُع َمخ ِي َل ٍة‪ ،‬وهي الدلائ ُل) ال ّذكا ِء‪ ،‬ودلائ ُل العناي ِة ِب ِه‪ ،‬وتف ّر َغ للعل ِم ولطل ِب ِه‪ ،‬فتتلم َذ على‬ ‫يد ّي والد ِه ث َم على أ�يدي علما َء ع�ص ِر ِه‪ ،‬حتى قي َل �إ ّنهم بلغوا مئتي عال ٍم في �ش ّتى �ضرو ِب (جم ُع‬ ‫ال�ضحردٍيب‪ِ،‬ثووهدوراال ّ�نسو ُِةع ا)لا�ّلسعيلرِمِةواالل ّنمبعو ّير ِةف ِةو‪.‬الواف�قشِهتغوَالل ّل(غ ِعةماَلل‪،‬عوربق ّي�ةضوىالو ّقخَت ُِهط)وبالح ِفح�ِسظاا ِلبق‪،‬رو�آ ِكناوَنتفال�سليه ُِر ِقه‪،‬دوخحفَّ�صِ ُظه‬ ‫(م ّي َز ُه و�أع َطا ُه) بذاكر ٍة حافظ ٍة‪ ،‬وقل ٍب �سري ِع الإدرا ِك (الفه ِم)‪ ،‬ف أ�تق َن العلو َم‪ ،‬وهـ َو دو َن العا�شر ِة‬ ‫من عم ِر ِه‪ ،‬ف أ�ده� َش �أ�سات َذ َت ُه و�شيو َخ ُه م ْن �ش ّد ِة ذكا ِئ ِه وحافظ ِت ِه‪ ،‬فل ْم يك ْن ي�ستم ُع ل�شي ٍء �إلا عل َق في‬ ‫خاط ِر ِه (حف َظ ُه) بلف ِظ ِه ومعنا ِه‪ ،‬وك أ� ّن ُه ُنق� َش في نف�ِس ِه‪ ،‬إ� ْذ لم يك ْن كغي ِر ِه من ال ّ�صبي ِة يلع ُب ويلهو‪،‬‬ ‫بل كا َن يطل ُب مجال� َس العلما ِء دو َن مل ٍل أ�و كل ٍل (تع ٍب) ي�ستم ُع �إليهم‪ ،‬وي�ستفي ُد من ُهم‪ ،‬وما كا َد‬ ‫ايعلبللذُمغاياَءل ُت�ّوسعافب�ّيعص‪َِ،‬ةر ِهوع‪،‬ك�اشو َتنرفَة ّرم َمغنِنللكتعبأ�المِيرِر ِِهافل‪،‬فحتقفاهىتا ِب�ءسَّزع(�أ ْاقتلرفا�قَشنيُههِهَر‪ُ(:‬تتاُهلف‪،‬عّوا َولق ِذماع َلعب�أى���أصويص�ُتِصلُه‪،‬حاال ِوب�َِّتشهورَّلويزعى ِمةاللااّت ِئلإدِه�رس)يل�اوَسفماّيبَِةقدلوً(اَ�أتحفم ّوكناَقِمو َاهعلال ِد)ىِه)‬ ‫في الفق ِه ال ّحنبل ّي وانته ْت �إلي ِه بذل َك ا إلمام ُة (الرئا�س ُة ال ّدين ّي ُة) في العل ِم والعم ِل‪ ،‬وكا َن‬ ‫‪90‬‬

91

‫مذه ُب ُه (طريق ُت ُه) ال ّتوفي َق بي َن المعقو ِل (الذي يقب ُل ُه العق ُل) والمنقو ِل (الوار ِد‬ ‫في القر آ� ِن الكري ِم وفي ال�ّس ّن ِة ال ّنبوي ِة)‪.‬‬ ‫وكا َن �أحم ُد �إذا أ�را َد ال ّذها َب �إلى مجال� ِس العل ِم اعتر َ�ض ُه جا ٌر َل ُه يهود ُّي‪ ،‬كا َن‬ ‫ومدنرزاُليُهٍةف(يمعطررفيٍةِق)‪�،‬أحويم َدخ‪،‬ب ُرو ُهي�بس�أأ� ُ�لشُهيا ٍمء�ستادئ َُّلل‪،‬عفليىجيب ُبطلاع ِْننهام�أاحهمَو ُدع�لسي ِرهي‪،‬ع ًافلب ْمف يطلنبٍة ْث(ب�أ ْذنك�أا ٍ�ءسل) َم‬ ‫اليهود ُّي‪ ،‬وح�س َن �إ�سلا ُم ُه‪ ،‬وكا َن ذل َك ببرك ِة ال�ّشي ِخ اب ِن تيمي ِة على ال ّرغ ِم من �صغ ِر‬ ‫�س ّن ِه‪.‬‬ ‫كا َن أ�حم ُد منقطع ًا للعل ِم‪ ،‬زاهد ًا (تارك ًا لحلا ِل ال ّدنيا مخاف ِة ح�سا ِبها‪،‬‬ ‫كذل َك‬ ‫لحرا ِم َها مخا َف َة عقا ِب َها) فيما غيره‪ ،‬وق ْد طل َب وال ُد ُه من �شي ِخ ِه الذي‬ ‫وتارك ًا‬ ‫يعل ُم ُه القر�آ َن الكري َم وهو �صغي ٌر أ� ْن ي ِع َد ُه ب�أربعين درهم ًا ك َّل �شه ٍر إ� ْن �أحر َز‬ ‫عن قبو ِل َها‪،‬‬ ‫حف ِظ القر آ� ِن‪ ،‬لك َّن �أحم َد امتن َع (رف�َض)‬ ‫(ح ّق َق) تق ّدم ًا في‬ ‫لا آ�خ َذ على‬ ‫يا �سيدي إ� ّني عاهد ُت الله َتعالى على أ�ن‬ ‫وقا َل ل�شي ِخ ِه‪\" :‬‬ ‫القر آ� ِن أ�جر ًا \"‪ .‬ولم ي أ�خ َذ َها‪ ،‬فا�ستب�ش َر (تو ّق َع خير ًا) �شي ُخ ُه ووال ُد ُه ِب ِه‬ ‫خير ًا بع َد ه ِذ ِه الحكاي ِة‪ ،‬وكذلك كا َن‪.‬‬ ‫منار ُة العل ِم والتّقوى‬ ‫بار َكالله ُج َّلوعلا لاب ِن تيم ّي َة في عل ِم ِه وجع َل ُه حج ًة (عالم ًاعارف ًا)‬ ‫على أ�ه ِل ع�ص ِر ِه‪ ،‬وعال َم زما ِن ِه‪ ،‬وي�ّس َر َل ُه التع ّم َق في العلو ِم‪ ،‬و�أ�صب َح‬ ‫‪92‬‬

93

‫قبل َة المتع ّلمي َن والباحثي َن َعن فتاوى (جم ُع فتوى‪ ،‬وهي الجوا ْب عما ُي�َشك ُل‬ ‫َلو ُأ�هكرج َيم�ُهٌشالملهْ ُنبافلاتئلا�ِمضي ِعذلاِمل ِهذ‪،‬يونإ�تكقاا َِننِه‪،‬‬ ‫حتى كا َن‬ ‫والقانون ّي ِة)‪،‬‬ ‫من الم�سائ ِل ال�ّشرع ّي ِة‬ ‫و�أبدعوا)‬ ‫بعد (تم ّيزوا‬ ‫للكثير من ُه ْم �ش أ� ٌن فيما‬ ‫ُلبوو\"�ّ�إقلدصحدّلَميعبراٍىاةتَتِ‪،‬باَكُـرهِلهولو‪\"،‬عهه ُيممفيعٌلعنلحميمجيـِماهّييزُأ�َناورِ�تا�سرِالهستأ�لّل�‪َّّ،‬نَسحىماّنحِ�دةُـم‪َ -‬تسث\"‪،‬ثَل؛�أُىهففو‪،‬يِقأل�يَينسوط ُالََهّعبلال‪ُ:‬قِّدكمرـهي\"�أْاا ِنكْ‪َ،‬ننتُّلو)ع ُييلعبلتِحيمعُزِندهَحدُُهي‪،‬مَّر�أٍنوْمثىنلفثال�ََادلس(أ�رُييهنر�عَِفبفطس�ََِرلعهسُاافُِهِل‪ُ،‬بهم\"ْواحنويبفيد ُ�ددُيقناسرَّتفامث�يُي‪،‬صعَِيتُمدِوهّيعا\"َ)ةنل�(َ�هّشل�سامييسَّن‪�ُ،‬عنخَةورَسانيوفبأ�ِتلإراِف�هفلحعسن)اد�لُّبـيَالض ٍِحيمااثتلل\"\"ّنبمى‪.،‬بدحقكَيعيمذَوٍلل(دأ�‪َ :‬قجكوم–ا َلُع ُه‬ ‫وبذ َل اب ُن تيم ّي َة غاي َة (ك َّل) جه ِد ِه في محارب ِة �أه ِل البد ِع‪ ،‬فرف�َض أ�ن يقو َم فقرا ُء‬ ‫ا ألحمد ّي ِةبلب� ِسا ألطوا ِقالحديد ّي ِةفي�أعنا ِق ِهم‪،‬و�أك ِلالح ّيا ِت‪،‬والدخو ِلفيال ّنا ِرالم�شتعل ِة‪،‬‬ ‫كما رف�َض بقو ٍة أ�ن ي�ستغي ُث (يطل َب العو َن والم�ساعد َة) الم�سل ُم ب أ�ح ٍد م َن الخل ِق‪ ،‬و إ� ّنما علي ِه‬ ‫�أ ْن ي�ستغي َث بالله ِوحـ َد ُه‪ ،‬ونا َد ْى بذل َك (طال َب بذل َك) في جمو ِع الم�سلمين؛ ولذل َك فق ْد قا َم‬ ‫باقتلا ِع ال ّ�صخر ِة التي كان ْت في م�سج ِد ال ّنارن ِج؛ أل َّن ال ّنا� َس يتب ّركون بها (يطلبون منها‬ ‫اوعل�لسيخّلَيهَامَر–هو َاوولل ّلنمقمايد َبءِما ِوالاللّن�(بيزهيي�تا ِّمد–َة)�)بص؛ّلغى� ألض ّنا ِلهبلهمكُثييع ٍلعريت ِهقدون أ� َّن ا ألث َر (العلام َة) الذي‬ ‫من ال ّنا�ِس ب�سب ِب فع ِل ِه‪.‬‬ ‫‪94‬‬

95

‫فرك�اس َون ِل ِيهبادل�ُأكمريجِلم�‪َ،‬س ُهثمك َّلي�يشو َرمُعب(�يصبلدا ُأ�ِة)‬ ‫لمجال� ِس العل ِم وا إلفتا ِء‪،‬‬ ‫وتف ّر َغ اب ُن تيم ّي َة‬ ‫الله َ‪ ،‬ويثني علي ِه‪ ،‬وعلى‬ ‫ركعتين‪ ،‬ثم يحم ُد‬ ‫بدر�ِس ِه‪ ،‬فيغم�ُض عيني ِه‪ ،‬ويتك ّل ُم بلغ ٍة �ساحر ٍة تخط ُف أ�لبا َب (جم ُع ل ٍب‪ ،‬وه َو العق ُل)‬ ‫الحا�ضرين‪ ،‬وك أ� ّن ُه يفي�ُض من بح ٍر‪َ ،‬ف َت ْمت ِل ُئ نفو� ُس الحا�ضرين بهيب ِت ِه‪ ،‬حتى إ�ذا‬ ‫ما فر َغ (انتهى) من در�ِس ِه َفتح عين ْي ِه‪ ،‬و�أق َب َل على الحا�ضرين بلطي ِف القو ِل‪ ،‬وكا َن‬ ‫يوافي (يح�ض ُر) مجل�َس ُه خل ٌق كثي ٌر من العلما ِء والقاد ِة والفقها ِء وا ألدبا ِء و�سائ ِر عوا ِم‬ ‫(عام ِة) الم�سلمين‪.‬‬ ‫اكلتاموٍجبكل‪،‬ا� َُنوسق�إبْدذج�أاممللقِترِىه�َأت(ففك� ِّليس ِيه َرم) آ�جويل ِمة�ِسق ِ\"هدقا�آُرليُه ًةهروبم ُعانلاللا ّهنلهقأ�ارِرحآ�‪ِ،‬دنو\"اهلفوكيرفييمِمتجلفَ ٍط�د َسفيَقِ�رضت(لخب ٍ�َمكد‪�َ.‬أا) آلييِةف‪ّ�،‬سد ُرو ََهنا أ�‪،‬نفيينققر�أَ�ضمين‬ ‫وما كا َن يخلو مجل�ُس ُه من الإفتا ِء وا إلجاب ِة عن الم�سائ ِل‪ ،‬وقد جم َع تلامي ُذ ُه �أكث َر من‬ ‫�أربعين �أل َف م�س أ�ل ٍة‪ ،‬ق َّل �أ ْن تكو َن ا إلجاب ُة عن الواحد ِة منها في أ�ق ّل من كتا ٍب كبي ٍر‪ ،‬يحتا ُج‬ ‫غي ُر ُه إ�لى زم ٍن طوي ٍل ومطالع ٍة طويل ٍة ليقد َر على أ� ْن يكت َب مث َل ُه‪ ،‬وق ْد لا يقد ُر‪ .‬وكا َن لا ي�س�أ ُم‬ ‫يكو ُن‬ ‫حتى‬ ‫يك ّل ُم ُه بب�شا�ش ٍة (بابت�سام ٍة)‪،‬‬ ‫أ�و ي�س أ� َل ُه‪ ،‬بل‬ ‫افلتوخا ُهط َ�أ)‬ ‫يم ُّل) مم ْن ي�ستفتي ِه (يطل ُب‬ ‫(لا‬ ‫بلط ٍف وانب�سا ٍط‪.‬‬ ‫من ال ّ�صوا ِب‬ ‫الذي يفار ُق ُه‪ ،‬بعد أ�ن ُيفه َم ُه‬ ‫هو‬ ‫�أ ّما �سائ ُر نها ِر ِه‪ ،‬فق ْد كا َن يقط ُع ُه (يم�ضي ُه) في عياد ِة (زيار ِة) المر�ضى في البيو ِت وفي‬ ‫المار�ستان (الم�ست�شفى)‪ ،‬وفي تف ّق ِد المحتاجين والفقرا ِء لا �سيما من الفقها ِء والق ّرا ِء‪،‬‬ ‫وكا َن في ذل َك كريم ًا متوا�ضع ًا‪ ،‬يحتر ُم الكبي َر وال ّ�صغي َر‪ ،‬والغن َّي والفقي َر‪ ،‬و ُيدني الفقي َر‬ ‫‪96‬‬

97

‫ال�صال َح‪ ،‬وي ؤ�ن�ُس ُه‪ ،‬ويقو ُم على خدم ِت ِه طلب ًا لمر�ضا ِة الله ِ‪ ،‬ويكر ُم ُه �أ�ش َّد الكر ِم‪ ،‬إ�ذ كا َن‬ ‫الكرم من �سجاياه (جم ُع �سجي ٍة‪ ،‬وهي ال ّطب ُع ا أل�صي ُل في ال ّنف� ِس) الأ�صيل ِة‪ ،‬و�إ ْن لم‬ ‫يوتجك ْدو ُنمااليت ّ�ص�صد ّدق ُُةق بخِهالعل�يص ًِهة‪،‬لوخلجَعِه�اشليلئهًاِ‪.‬من ملاب�ِس ِه‪ ،‬وت�ص ّد َق ِبها متخ ّفي ًا كي لا يرا ُه أ�ح ٌد‪،‬‬ ‫وهو في �سائ ِر �أم ِر ِه زاه ٌد لا يقب ُل جراي ًة (ال ّرات َب ال ّدائ َم الم�ستم َّر) ولا �صل ًة (هب ًة)‬ ‫لنف�ِس ِه من �سلطا ٍن �أو �أمي ٍر أ�و تاج ٍر‪ ،‬ولا ي ّدخ ُر دينار ًا أ�و درهم ًا أ�و متاع ًا أ�و طعام ًا‪ ،‬بل‬ ‫�أأ�كانه ُلَنُيه�أا َلتل ُهعيل‪�ُ ،‬أمولهاُله َُيهو ِببخ ِوه�ض�إ�ُالضيع ُِتهف ُ‪،‬هيوك ِحذط ْللدَبَيُتك ٍُهثلا(عيم�انشيتملرطّلذيا ُبِلتب)اا‪،‬ل�سّودًانميااج‪،‬كدابيَنلد ًاي‪،‬هطُّملو ُله ُابيطلغط ّيُعبُارام ًامآلللخااب�رشِ�َةتس ُغوها ِمل ِحرهتب�اىضلايُعةلباِدمل ّلل�إلَاهّه ِ‪،‬ا‬ ‫وه َو في ك ِّل �ش أ� ِن ِه متوا�ض ٌع‪ ،‬جمي ُل ال ّنف� ِس‪.‬‬ ‫�أمبعد أ�ًاا ّلم�أّناثانل�اِي َُلءس ُهذ�فلصيلَقكا‪َ،‬ة�ضوايلكِهاف َبناجلِرتغاعا ّلنب ُِقدب‪َ،‬طدَوعقعلالرِئاّدِهء‪ِ:‬عةاا\"ِءاللقوّللُره�آذَّمِكن ِارانلاكل�صلرهْيرِ َِنماح‪،،‬توىحلتا�شىتنرإ�و ْذ�ِاصقراملا�عّشلذيمنه�اِ َ‪،‬سب‪،‬وااللاّلمي ُيكُلكر‪ّ،‬ل َلُومْنا�أح‪،‬ح�وضدلًَراا‬ ‫تمك ُر علينا‪ ،‬واهد َنا‪ ،‬وي�ّس ْر الهدى َل ْنا‪ ،‬ال ّل ُه َّم اجعل َنا َل َك �شاكرين ل َك ذاكرين‪ ،‬أ� ّواهين‬ ‫وا�سل ْل‬ ‫قلو َب َنا‪،‬‬ ‫واه ِد‬ ‫ح َج َجنا‪،‬‬ ‫وث ِّب ْت‬ ‫تو َب َتنا‪،‬‬ ‫تق ّبل‬ ‫ر ّبنا‬ ‫َل َك‪،‬‬ ‫راجين‬ ‫َل َك‪ ،‬راغبين �إلي َك‪،‬‬ ‫�سخيم َة �صدو ِر َنا\"‪.‬‬ ‫‪98‬‬

99

‫قل ُب �أ س� ٍد‬ ‫يكاخ َانَم ُأ�َّنف�شافلجليَهع ُاال(لل�أ ّنهن ِاعل�َِومسم َعةفليليِاهئقنٍموع‪ِ،‬مللًةاذل)لحَعكِّلق‪،‬ىفقايبْدجِناجتهاي ُدمه ّيَدفَةيبطق�ولاس ٍبَلبي ِلحجاي�الس ِتلو ِهٍهرِ‪،‬ابللقِبالبدي َِهعع‪،‬رولوُ�ف�سشاا َِّلنن ِهخوحويرَ ِبفد ًاِ‪،‬ه‪،‬فعلوقلْدىا‬ ‫أ�ه ِل ال ّ�ضلا ِل وال ّنفا ِق‪.‬‬ ‫المو َت‪،‬‬ ‫عفليى ا�سلأاعح ِدةا ِاءل‪َ ،‬وكغأ� ّنى ُه ي(الط ُلحبراِلبم)ن ّيف َةق ْد(الكام َون َتيت)ق‪،‬دو ُمق ْادل�جضيرو�ََبش‪،‬مثلاال ًايرخاائعُ ًاف‬ ‫�أ ّما‬ ‫للبطول ِة‬ ‫يه ُجم‬ ‫في جها ِد ِه في فت ِح عكا (مدين ٍة �ساحلي ٍة فل�سطين ّي ٍة)‪ ،‬وكا َن ال�ّسب ُب في تم ّل ِك‬ ‫الم�سلمين �إ ّيا َه ْا بفع ِل ِه وم�وشر ِت ِه وح�س ِن ر�أي ِه‪ ،‬كما كا َن َم ْن ي�ش ُّد أ�ز َر (ي�ساع ُد)‬ ‫المجاهدين الم�سلمين‪ ،‬ويب ِّي َن ل ُه ْم ف�ض َل الجها ِد‪ ،‬و أ�ج َر المجاه ِد وال�ّشهي ِد‪.‬‬ ‫وكا َن اب ُن تيم ّي َة أ� ّو َل َم ْن �ش َّد على (رك َب) ظه ِر ح�صا ِن ِه‪ ،‬ليكو َن في طليع ِة جيو�ِش‬ ‫الم�سلمي ِن التي حا َرب ْت المغو َل في �شقحب جنوبي دم�شق حي ُث انت�ص َر الم�سلمون‪،‬‬ ‫و�سلم ْت بذل َك بلا ُد ال�ّشا ِم وفل�سطي ُن وم�ص ُر والحجا ُز من بوائ َق (جم ُع بائق ٍة‪،‬‬ ‫وهي ال�ّش ُر) المغو ِل‪.‬‬ ‫وذه َب على ر أ��ِس وف ٍد من العلما ِء‪ ،‬وقاب َل (قازا َن) مل َك المغو ِل‪ ،‬و أ�خ َذ يخ ّو ُف ُه‬ ‫ت�ار ًة (م�ر ًة) ويقن ُع ُه أ�خ�رى‪ ،‬حتى اقتن َع (ق�ازا ُن) ب�إيقا ِف زح ِف جيو�ِش ِه على‬ ‫دم�ش َق‪ ،‬و أ�طل َق �سرا َح جمي ِع ا أل�سرى الم�سلمين‪.‬‬ ‫‪100‬‬

101

‫ال ّ�سج ُن وطري ُق ا آللا ِم‬ ‫االل�ّحس�إـ ِذجقا‪ِ،‬ن�أ‪،‬وثحبف َابت�ًاصالبلهّعَرلُ‪،‬ي ِهوع‪،‬ابحدع ًاتا‪�ّ �،‬سضفًَاإ�ب ّن�أُعهليجي َِهرم ُهتبنحعوُنان ُهَدجلاذي ِلهرله(ِى‪،‬م�إتم ْذمد�سكىاك إ�ًَانيبمِمها ِنبنِهق‪،‬أ�و ٍعوةق)ظـْدلِامُ�أي�أمعتهب ُِ�أحل َن(علااب�يصُنبِراِهلتييقموّ)ي ًةٍةبغفبف�يتضن ٍقِةبو ِ�أل ِّي‬ ‫�إن�سا ٍن‪ ،‬لذل َك فق ْد أ�ح َّب ُه ال ّنا� ُس‪ ،‬والتفوا حو َل ُه‪ ،‬فكر َه ُه الحا�سدون‪ ،‬وامت أل ْت قلو ُب ُهم غيظ ًا‪.‬‬ ‫وه َو َم ْن ت�ص ّدى لأعدا ِء ا إل�سلا ِم من أ�هل المذاه ِب الباطل ِة و�أه ِل البد ِع‪ ،‬فكادوا َل ُه‪ ،‬و أ�وقعوا‬ ‫فنق ُل �إلى م�ص َر‪ ،‬وت ّم ْت‬ ‫و َبي َن �سلطا ِن م�ص ِر وال�ّشا ِم رك ِن ال ّدي ِن بيبر� َس الجا�شنكي َر‪،‬‬ ‫بي َن ُه‬ ‫بالحب� ِس �سن ًة ون�صف ًا في‬ ‫محاكم ُت ُه بح�وض ِر الق�ضا ِة وكبا ِر رجـا ِل ال ّدول ِة‪ ،‬فحكموا علي ِه‬ ‫القلع ِة‪ ،‬ثم أ�خرجو ُه من ال�ّسج ِن‪ ،‬وعقدوا جل�س َة مناظر ٍة بي َن ُه وبي َن مناف�سي ِه وخ�وص ِم ِه‬ ‫(مناف�سي ِه) فك�س َب اب ُن تيم ّي َة المناظر َة‪ .‬لك ّن ُه لم ين ُج من ُه ْم‪ ،‬ف ُنفي إ�لى ال�ّشا ِم‪،‬‬ ‫ثم عا َد مر ًة �أخرى �إلى م�ص َر‪ ،‬و ُحب� َس فيها‪ ،‬ثم ُنق َل إ�لى ا إل�سكندر ّي ِة‬ ‫حي ُث ُحب� َس هنا َك ثماني َة �شهو ٍر‪ .‬وا�ستم ّر ْت محن ُة (�أزم ُة) اب ِن تيم ّي َة‬ ‫�إلى أ� ْن عا َد إ�لى القاهر ِة‪ ،‬وق ّر َر ال�ّسلطا ُن المل ُك ال ّنا�ص ُر محم ٌد ب ُن‬ ‫قلاوو َن براء َت ُه من ال ّته ِم المو ّجه ِة إ�لي ِه‪ ،‬و�أعطا ُه الح َّق في معاقب ِة‬ ‫�سج ِن ِه وتعذي ِب ِه‪ ،‬فما كا َن من �شي ِخ‬ ‫خ�وص ِم ِه الذين كانوا ورا َء‬ ‫عن ُه ْم (�سام َح ُه ْم)؛ �إكرام ًا لله ِ‪.‬‬ ‫ا إل�سلا ِم الجلي ِل �إل ّا أ�ن عفا‬ ‫‪102‬‬

103

‫�أ َم َر ُهال�ّسلطان أ� ْن‬ ‫يمغينثْرمجر أ�تدَيي ُجهٍدّدفلدي�ْهستات‪ِ،‬ةمل�أحك�ّننشُُةههاٍررب‪،‬فِنل�َتييضخمذّيرلَةَجَ‪،‬كبعبعنقَددو ٍةمذ‪،‬الوَعتكا‪،‬مَد�ّإ�وس ُلي َفكىتبديرم أ�ب�ِيشِحهَقرق‪،‬اموِئةرل ًاف�‪:‬ش�َِّد\"ضال أ�ال ّنري�يحسغاعّي ِنَلريف(تاكلوتات ُمههاّيفُأُ�نيالللم�عّ�سلسِف�أم ِلر ٍ\"ة)‪،،‬‬ ‫ف�سج َن ُه ال�ّسلطا ُن‬ ‫إ�لى قبور ا ألنبيا ِء‬ ‫واجلدي� ٍصدالو أ�حخياهن‪،‬الفاذنتيهكَزانخي�خوصد ُُمم ُُهه‪،‬الوفكار َن�ص َةذل‪َ ،‬وكأ� ّلفبويا�س(ن ِحة ّر‪2�6‬وض‪7‬اهـ)‪،‬الو�ّمسلك َطثا َفنيعلذيلِه َكمارل ًة�ّسأ�جخ ِرنىح‪،‬تفىقتاوَمّفاب ُهحابل�ِلسه ُِ‪.‬ه من‬ ‫وك�ش أ� ِن العظما ِء فق ْد �ص ّي َر اب ُن تيم ّي َة محن َت ُه في ال�ّسج ِن �إلى �سبي ٍل لل ّنجا ِح والعطا ِء‪ ،‬وانقط َع في‬ ‫�سج ِن ِه للعباد ِة‪ ،‬وللت أ�لي ِف والكتاب ِة‪ ،‬ف أ� ّل َف ُج َّل (معظ َم) م�ؤلفا ِت ِه في رحل ِت ِه ال ّطويل ِة في ال�ّسجو ِن‪ ،‬وهي‬ ‫كثير ٌة إ�لى ح ٍّد يتع ّذ ُر م َع ُه أ� ْن ُتح�صى (تع َّد)‪ ،‬وق ْد قي َل �إ ّنها قد بلغ ْت الخم�سمئ ِة م�ص ّن ٍف (كتا ِب)‬ ‫ومج ّل ٍد‪ ،‬وعندما من َع ُه �س ّجانو ُه من الحب ِر والور ِق‪ ،‬و أ�رادوا كتما َن �وص ِت ِه‪ ،‬لم ت ِل ْن (ت�ضع ْف) عزيم ُت ُه‪،‬‬ ‫وحتاحف ّدظاِت ِههم(‪،‬ذفاككارَِنت ِهي)ك‪،‬ت ُوبكبااَلنفديح ِدم ُن ُهعل(ىع أ�اودرُتاُهٍق)مفبيعث�رسٍةج ِنه ِنها�وشكه َنراا َلكل‪،‬ه ِدعول َنى�أكن ِّلي ّ�طشل َعي ٍء‪،‬علوىتركدتاي ٍدبمبقلولي ِتكِهت‪ُ :‬ب\"ممنا‬ ‫يَمح ْب�نص�سنَحُعيب�أ� َخسعلودقاٌلةئَب‪ُ ،‬هيوقبعتلينير؟ ِ!ب�!ِشه‪،‬هأ�انوادا ٌةل‪،‬مج�أنوت�إ�سيوخ ُرروابَم�جْسنتياأ�ن�َمسي َنر ُهفبليهدوا�يُهص�د\"س‪.‬ريايح أ�ٌةّن\"ى‪(.‬و أ�كيان َنماي)قورُلحك ُتذ‪،‬ل َفكهفييم�عسيج ِنل ِاه‪:‬ت\"فاارلقمنحيب‪،‬و إ�� ُ َّنس‬ ‫وق ْد ق� ّد َر الله ُ للم�ؤم ِن ال ّ�صاد ِق والعاب ِد المخل ِ�ص اب ِن تي ّمي َة أ� ْن يكو َن ال�ّسج ُن �سبب ًا لاعتكا ِف ِه‬ ‫(انقطا ِع ِه) على ال ّت�ألي ِف‪ ،‬كما كا َن �سج ِن ِه في ال ّديا ِر الم�صر ّي ِة �سبب ًا عظيم ًا لانت�شا ِر م�ص ّنفا ِت ِه في‬ ‫بلا ِد المغر ِب قاطب ٍة‪ ،‬في حي ِن كا َن وجو ُد ُه في بلا ِد ال�ّشا ِم �سبب ًا في انت�شا ِر عل ِم ِه في البلا ِد ال�ّشرق ّي ِة‪.‬‬ ‫‪104‬‬

‫�أفو ُل ال ّ�شم ِ�س‬ ‫لاب َّد لل�ّشم� ِس من أ�فو ٍل (غيا ٍب)‪ ،‬واب ُن تيم ّي َة كان �شم�س ًا‪ ،‬أ��شرق ْت ب�إراد ِة الله ِ‪ ،‬وكا َن �أفو ُلها ب إ�راد ِت ِه‬ ‫�أي�ض ًا‪ ،‬ففي يوم ‪ 26‬من ذي القعد ِة �سنة ‪728‬هـ‪ ،‬ل ّبى اب ُن تيم ّي َة ندا َء ر ّب ِه‪ ،‬وانتق َل إ�لى جوا ِر ِه عن عمر‬ ‫‪ 67‬عام ًا‪ ،‬بع َد مر�ٍض دا َم ب�ضع ٍة وع�شرين يوم ًا‪ ،‬ولم يعل ْم به أ�كث ُر ال ّنا�ِس‪ ،‬الذين جزعوا (حزنوا ب�ش ّد ٍة)‬ ‫من خب ِر مو ِت ِه‪ ،‬واجتمعوا حو َل القلع ِة حي ُث �سج ِن ِه في دم�ش َق‪ ،‬وفتحوا با َب القلع ِة‪ ،‬التي امتلأ ْت بالخل ِق‪،‬‬ ‫الذين �ص ّلوا علي ِه‪ ،‬و�ش ّيعو ُه إ�لى ظاه ِر (ا ألر�ِض المرتفع ِة) دم�ش َق حي ُث مرق ُد ُه ا ألخي ُر‪ ،‬وكانوا عندئ ٍذ‬ ‫ومُأ�نغلاقل ْمت�اشي ألّع�يسونا ُقم‪،‬نوقعا ّدط ٍلة ْتو اعل ألماع َءماوُل‪،‬جنو ٍد ُ�صول ّيعاْتم ٍةعليم ِهن�رصلجاا ٍُةلالونغا�ئساٍِءب‬ ‫يربون (يزيدون) على خم�سين أ�ل ٍف‬ ‫و�صبي ٍة‪ ،‬حتى خل ْت دم�ش ُق من أ�ه ِل َها‪،‬‬ ‫في م�ص َر والعرا ِق وكثي ٍر من ديا ِر الم�سلمين‪ ،‬و ُختم ْت له الختما ُت‪ ،‬ورثا ُه كثي ٌر من الف�ضلا ِء بق�صائ ٍد‬ ‫حزين ٍة‪ ،‬وغا َب في ال ّترا ِب‪ ،‬ولكن ما كا َن ن�سي ًا من�س ّي ًا‪ ،‬بل خ ّلد ُه عم ُل ُه وجها ُد ُه ون�صر ُت ُه لل ِه ولنب ّي ِه‬ ‫وم�صنفا ِت ِه في �ِس ْفر الخالدين‪ ،‬وفي قل ِب ك ِّل م�ؤم ٍن مداف ٍع عن دي ِن ِه‪ ،‬طال ٍب ر�ضى ر ِّب ِه‪ ،‬فطوبى (خي ٌر‬ ‫اولمل ؤ�هثُ َرعلاينآلاجباَلب ِن(اتليحميّياَةَة�آاخلآرخيرق َةو ُد)‬ ‫والباط ِل‪،‬‬ ‫ومعيا َر الح ِق‬ ‫وبرك ٌة) لاب ِن تيم ّي َة‪ ،‬الذي كان ُح ّج َة ع�ص ِر ِه‪،‬‬ ‫فه ْل ينع ُم‬ ‫وبح َر العلو ِم‪.‬‬ ‫على العاج ِل (الحيا ِة ال ّدنيا) و أ�عجوب َة زما ِن ِه‪،‬‬ ‫عود َة م�سلمي هذا الع�ص ِر إ�لى ر ّبه ِم منيبين م�ستغفرين ؟؟؟‪.‬‬ ‫‪105‬‬

‫ل ّون معنا‬ ‫‪106‬‬

107


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook