Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore ذكرى الاسراء و المعراج الشريفين

ذكرى الاسراء و المعراج الشريفين

Published by umhashemzawa, 2021-03-12 14:26:52

Description: ذكرى الاسراء و المعراج الشريفين

Search

Read the Text Version

‫ذكرى الاسراء و المعراج الشريفين‬ ‫مدرسة الكمشة الثانوية المختلطة‬ ‫المعلمة ‪ :‬فاطمة احمد الزواهرة‬ ‫بإشراف مديرة المدرسة ‪ :‬فاطمة شديفات‬

‫تعريف الإسراء و المعراج‬ ‫تعريف الإسراء والمعراج يُعّرف الإسراء بأنّه انتقال‬ ‫النبي ‪-‬عليه الصلاة والسلام‪ -‬مع جبريل ‪-‬عليه السلام‪-‬‬ ‫ليلاًمن البيت الحرام في مكّة الُمكرمة إلى المسجد‬ ‫الأقصى في بيت المقدس على دابِّة البُراق‪ ،‬وأمّا‬ ‫المعراج فهو ُصعودهما من بيت المقدس إلى‬ ‫السماوات ال ُعلى‪ ،‬وقد ثبت وقوع هذه الحادثة في‬ ‫القُرآن‪ ،‬وال ُسنّة‪ ،‬وشهادة الصحابة الكرام بذلك‪ ،‬وهي‬ ‫من إكرام الله ‪-‬تعالى‪ -‬لنبيّه‪.‬‬

‫نبذة عن الإسراء و المعراج‬ ‫عا َنى رسو ُل الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬ألوا ًنا كثير ًة ِمن المحن التي لاقاها ِمن قريش‪،‬‬ ‫خاصة بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجته الوفية خديجة ـ رضي الله عنها ـ‪ ،‬وكان آخر‬ ‫هذه المعاناة عند عودته من الطائف مهموم النفس لِما ناله من الأذى من أهل الطائف‪،‬‬ ‫وفي هذه الغمرة من المآسي والأحزان‪ ،‬وصدود القوم عن الإيمان‪ ،‬ومحاربة الدعوة‬ ‫الإسلامية بكل الوسائل والطرق‪ ،‬كان من رحمة الله بعبده ونبيه ـ صلوات الله وسلامه‬ ‫عليه ـ أن س ّري عن فؤاده المحزون‪ ،‬فكانت معجزة ورحلة الإسراء والمعراج‪.‬‬ ‫والإسراء‪ :‬هو إذهاب الله نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المسجد الحرام بمكة إلى‬ ‫المسجد الأقصى بإيلياء ـ مدينة القدس ـ في جزء من الليل‪ ،‬ثم رجوعه من ليلته‪،‬‬ ‫والمعراج‪ :‬هو إصعاده ـ صلى الله عليه وسلم ـ من بيت المقدس إلى السموات السبع‪ ،‬وما‬ ‫فوق السبع‪ ،‬حيث فرضت الصلوات الخمس‪ ،‬ثم رجوعه إلى بيت المقدس في جزء من‬ ‫الليل‪.‬‬ ‫والإسراء ثابت بالقرآن الكريم‪ ،‬والأحاديث الصحيحة المتكاثرة‪ ،‬أما القرآن ففي قوله‬ ‫ا ْلأَ ْق َصى الَّ ِذي‬ ‫ا َلل ْي ًَّلساِمي ِمُع َنا ْل َاب ْل َم ِص ْسي ُرِج ِ(د}ا ْلا َلحإراس ِمراإِ َلءىالاآ ْلي َمة‪ْ:‬س ِج‪ِ 1‬د‬ ‫أَ ْسرى ِب َع ْب ِد ِه‬ ‫{ وأما المعراج‬ ‫آيا ِتنا إِ َّن ُه ُه َو‬ ‫سبحانه ‪ُ }:‬س ْبحا َن الَّ ِذي‬ ‫با َر ْكنا َح ْو َل ُه ِل ُن ِر َي ُه ِم ْن‬ ‫فهو ثابت بالأحاديث الصحيحة التي رواها الثقات العدول‪ ،‬وتلقتها الأمة بالقبول‪ ،‬ولو لم‬ ‫يكن إلا اتفاق صاحبي الصحيحين ‪:‬البخاري ومسلم على تخريجها في صحيحيهما لكفى‪،‬‬ ‫فما بالنا وقد خ ّرجها غيرهما من أصحاب كتب الحديث المعتمدة‪ ،‬وكتب السير المشهورة‪،‬‬ ‫وكتب التفاسير المأثورة‪.‬‬ ‫ويرى بعض العلماء أن المعراج وإن لم يثبت بالقران الكريم صراحة‪ ،‬لكنه أشير إليه في‬ ‫سورة النجم في قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَ َق ْد َرآهُ َن ْز َل ًة أُ ْخرى * ِع ْن َد ِس ْد َر ِة ا ْل ُم ْن َتهى * ِع ْن َدها َج َّن ُة‬ ‫ا ْل َمأْوى * إِ ْذ َي ْغ َشى ال ِّس ْد َر َة ما َي ْغشى * ما زا َغ ا ْل َب َص ُر َوما َطغى * َل َق ْد َرأى ِم ْن آيا ِت َر ِّب ِه‬ ‫ا ْل ُك ْبرى(} النجم الآية ‪{11 : 11‬‬ ‫قال ابن كثير \" ‪:‬وقد رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جبريل ـ عليه السلام ـ على‬ ‫صورته التي خلقه الله عليها مرتين‪ :‬الأولى عقب فترة الوحي‪ ،‬والنبي ـ صلّى الله عليه‬ ‫وسلّم ـ نازل من غار حراء‪ ،‬فرآه على صورته فاقترب منه‪ ،‬وأوحى إليه عن الله ـ عز‬ ‫وجل ـ ما أوحى‪ ،‬وإليه أشار الله بقوله‪َ ) :‬علَّ َم ُه َش ِدي ُد ا ْلقُوى * ُذو ِم َّر ٍة َفا ْس َتوى * َو ُه َو‬ ‫أَ ْدنى * َفأَ ْوحى‬ ‫* ُث َّم َدنا َف َت َدلَّى * َفكا َن قا َب َق ْو َس ْي ِن أَ ْو‬ ‫أَِب ْاوْلأُحفُ ِىق(ا ْ}لأَالْعنلجىم‬ ‫وهي‬ ‫إِلى َع ْب ِد ِه ما‬ ‫والمعراج عند‬ ‫الآية ‪ ،)11 :5‬والثانية‪ :‬ليلة الإسراء‬ ‫سدرة المنتهى‪،‬‬ ‫المشار إليها في هذه السورة \" النجم \" بقوله تعالى ‪َ ):‬ولَ َق ْد َرآَهُ َن ْز َل ًة أُ ْخ َرى * ِع ْن َد ِس ْد َر ِة‬ ‫ال ُم ْن َت َهى(} النجم الآية ‪{ 11 :11‬‬

‫سبب رحلة الاس ارء والمع ارج ‪:‬‬ ‫كان لرحلة الإس ارء والمع ارج العديد من الأسباب؛ فكانت تخفيفاً لآلامه‬ ‫وأح ازنه ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬بسبب الأذى الذي تلقّاه من قومه‪،‬‬ ‫واعلا ًء لشأنه‪ ،‬واك ارماً له‪ ،‬وكانت من باب الأُنس له‪ ،‬وتعريفاً له بمنزلته‬ ‫وقْدره عند الله ‪-‬عّز وج ّل‪ ،-‬إذ بدأ بعدها مرحلةً جديدةً من دعوته‪،‬‬ ‫بالإضافة إلى أّنها كانت فضلاً عظيماً للنب ّي ‪-‬عليه الصلاة والسلام‪-‬‬ ‫وتعويضاً له ع ّما لاقاه من قومه واعت ارضهم له ‪،‬كما أّنها كانت لأجل‬ ‫رؤية النبي ‪-‬عليه الصلاة والسلام‪ -‬من آيات الله ‪-‬تعالى‪ -‬العظيمة‪،‬‬ ‫لقوله ‪-‬تعالى‪ -‬عن رحلة الإس ارء في سورة الاس ارء اية (‪( :)1‬لُِنِرَيهُ ِم ْن‬ ‫آَياتَِنا) وقال ‪-‬تعالى‪-‬عن رحلة المع ارج سورة النجم اية (‪( :)11‬لَقَْد َأَرى‬ ‫ِم ْن آَيا ِت َّرِب ِه اْل ُكْبَرى) ل ِما في ذلك من القدرة على مواجهة مصاعب‬ ‫الّدعوة التي تعتر ُضه‪ ،‬ومن المشاهد التي رآها الأنبياء وال ُمرسلين‪،‬‬ ‫وبعض مشاهد الجّنة والّنار‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬

‫توقيت رحلة الاس ارء والمع ارج‪:‬‬ ‫تعّددت آ ار ُء ُعلماء ال ِّسَير في زمن رحلة الإس ارء والمع ارج‪ ،‬وأشهر هذه‬ ‫الأقول ما أّرخه الُّزهر ّي‪ ،‬حيث قال إّنها كانت قبل الهجرة إلى المدينة‬ ‫ال ُمنورة بسنة‪ ،‬وكانت بعد معاناة النبي ‪-‬عليه الصلاة والسلام‪ -‬من‬ ‫رحلته إلى الطائف‪ ]1[،‬فكانت في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب‬ ‫من السنة الثانّية عشرة للبعثة‪]٤[.‬‬

‫فضل ليلة الإس ارء والمع ارج‪:‬‬ ‫ف ّضل الله ليلة الإس ار ِء والمع ار ِج عن غيرها بفضائل عديدة‪ ،‬وفيما يأتي بيا ٌن لهذه الفضائل‪ :‬معجزة أّيد الله بها نبّيه ‪-‬‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪:-‬‬ ‫‪ _1‬كانت هذه الرحلة ُمعجزة كبرى من ال ُمعج ازت التي أّيد الله بها نبّيه‪ ،‬فصلّى بالأنبياء‪ ،‬و أرى من آيا ِت رّبه الكبرى‪،‬‬ ‫وشاهد جبريل على صورته التي خلقه الله عليها‪ ،‬وصعد حتى وصل إلى سدرة المنتهى‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪( :-‬أَفَتُ َماُروَن ُه‬ ‫َعلَى َما َيَرى* َولَقَ ْد َرآهُ َنْزلَ ًة أُ ْخَرى* ِعنَد ِس ْدَرِة اْل ُمنتَ َهى* ِعنَد َها َجَّن ُة اْل َمأَْوى* إِْذ َي ْغ َشى ال ِّس ْدَرةَ َما َي ْغ َشى* َما َاز َ‬ ‫اْلَب َصُر َوَما َط َغى* لَقَْد َأرَى ِم ْن آَيا ِت َرِّب ِه اْل ُكْبَرى)‪.‬سورة النجم‬ ‫‪_2‬الأمر بالصلاة وفرضها‪ :‬فقد امتازت الصلاة بأ ّن الله فرضها من فوق سبع سماوات‪ ،‬في حين أ ّن غيرها من‬ ‫الفروض والعبادات كان الوحي يتنّزل بها إلى رسول الله‪ ،‬وفي ذلك دليل على أهمّية الصلاة وعظم مكانتها‪ ،‬ومن‬ ‫فضلها أيضاً أ ّن الله فرضها خمسون صلاة في اليوم والليلة بداي ًة‪ ،‬ثّم خفّفها لخمس صلوا ٍت بأجر خمسين‪.‬‬ ‫‪_3‬حادثة ش ِّق الصدر‪ :‬وهو أمٌر يتناسب مع الرسالة التي بعث الله بها نبّيه‪ ،‬وفي ذلك تهيئة للنبي ‪-‬صلّى الله عليه‬ ‫وسلّم‪ -‬لما سيواجهه في رحلة الإس ارء والمع ارج؛ معنوياً وجسدياً‪ ،‬حيث أرسل الله جبريل فش ّق صدره وغسله بماء‬ ‫زمزم وملأه إيماناً وحكمة‪ ،‬فقد ثبت عن أنس بن مالك ‪-‬رضي الله عنه‪( :-‬أ َّن َرسو َل اللِه َصّلَى الّلَ ُه عليه وسّلََم أتاهُ‬ ‫ِجْبِري ُل َصّلَى الّلَ ُه عليه وسّلََم وهو َيْل َع ُب مع الِغْلما ِن‪ ،‬فأ َخَذهُ فَ َصَرَع ُه‪ ،‬فَ َش َّق عن َقْلِب ِه‪ ،‬فا ْستَ ْخَرَج ال َقْل َب‪ ،‬فا ْستَ ْخَرَج منه‬ ‫َعلَقَ ًة‪ ،‬فقا َل‪ :‬هذا َح ُّظ ال َّشْيطا ِن ِمْن َك‪ ،‬ثَُّم َغ َسلَ ُه في طَ ْس ٍت ِمن َذ َه ٍب بما ِء َزْمَزَم‪ ،‬ثَُّم لأَ َم ُه‪ ،‬ثَُّم أعاَدهُ في َمكاِن ِه)‪ .‬فإن‬ ‫َصلُح القلب َصلُحت باقي الأعضاء‪ ،‬قال رسول الله ‪-‬صلّى الله عليه وسلّم‪( :-‬أَلا وا َّن في ال َج َسِد ُم ْض َغ ًة‪ :‬إَذا َصلَ َح ْت‬ ‫َصلَ َح ال َج َسُد ُكّلُ ُه‪ ،‬واَذا فَ َسَد ْت َف َسَد ال َج َسُد ُكّلُ ُه‪ ،‬أَلا وهي ال َقْل ُب)‪.‬‬ ‫‪_4‬الُب ارق‪ :‬وهو من أعظم ما كّرم الله به رسوله في ليلة الإس ارء والمع ارج‪ ،‬حيث أرسل له جبريل يحمله على الب ارق‪،‬‬ ‫فأعّزه الله وكّرمه كما يكِرم أهل الجّنة بدخولها اركبين‪ ،‬وقد أخذ رسول الله بالأسباب فل ّما نزل عنها ربطها كي لا‬ ‫تفلت‪ ،‬وهو أمٌر لا يتنافى مع التوُّكل‪ .‬والُب ارق هو داّب ٌة تُشبه سائر الّدواب‪ ،‬وحجمه متوسطٌ بين الحمار والبغل‪.‬‬ ‫‪ _5‬المسجد الأقصى‪ :‬وفيه إشارة ودلالة لعموم رسالة النب ِّي محمد وعالمّيتها‪ ،‬فدعوته عامة لك ّل بلد‪ ،‬كما صلّى إماماً‬ ‫بالأنبياء فيه‪ ،‬وفيه دلالة على أ ّن رسالة سّيدنا محمد ناسخة لجميع الرسالات السماوية قبله‪ ،‬والإمامة بحّد ذاتها تد ّل‬ ‫على الاقتداء‪ ،‬فقد اقتدى به الأنبياء حينما صلّوا خلفه‪ ،‬وكانت دعوتهم جميعاً إلى الإيمان بالله والابتعاد عن الشرك‪،‬‬ ‫كما ربطت هذه الرحلة بين المسجد الح ارم والمسجد الأقصى‪ ،‬ودعت إلى شّد الرحال إليهما‪ ،‬والعمل على تطهير مثل‬ ‫هذه الأماكن المقدسة من كل شرك‪.‬‬

‫دروس مستفادة من رحلة الإسراء والمعراج‪:‬‬ ‫كان لرحلة الإسراء والِمعراج الكثير من ال ُدروس والعبر المستفادة‪ ،‬منها ما‬ ‫يأتي‪:‬‬ ‫‪ _1‬تعوي ُض الله ‪-‬تعالى‪ -‬للنبي ‪-‬عليه الصلاة والسلام‪ -‬لصدّ النّاس عنه‪،‬‬ ‫وخاصّةًأ ّن الحادثة كانت بعد أذى أهل الطائف له‪ ،‬ومَن ُعه من دُخول‬ ‫المسجد الحرام إلا بجوار ِمطعم بن عد ّي‪ ،‬فع ّوضه الله ‪-‬تعالى‪ -‬بفتح أبواب‬ ‫السماء له‪ ،‬وترحيب أهلها به‪.‬‬ ‫‪ _2‬تعزيةٌ ومواساةٌ من الله ‪-‬تعالى‪ -‬لنبيّه ‪-‬عليه الصلاة والسلام‪ -‬بعد وفاة‬ ‫زوجتهخديجة ‪-‬رضي الله عنها‪ -‬وعمّه أبي طالب‪ ،‬فأكرمه برؤية آيا ٍت من‬ ‫ربّه وأمور أخرى‪.‬‬ ‫‪ _3‬فتنةُ النّاس وامتحانهم؛ منخلال بيان الُمصدّق والُمكذّب له‪ ،‬حيث إ ّن‬ ‫الذهاب إلى بيت المقدس لا يكون إلا برحلٍة مقداُرها شهرين ذهاباًوإياباً‪،‬‬ ‫و ُسمّ ّي منحينها أبو بك ٍر ‪-‬رضي الله عنه‪ -‬بالصّدّيق؛ لتصديقه للنبي ‪-‬عليه‬ ‫الصلاة والسلام‪ -‬في ُمعجزة الإسراء والِمعراج‪.‬‬ ‫‪ _4‬بيان صدق النبي ‪-‬عليه الصلاة والسلام‪ -‬بعد وصفه للناس ما يعجز البشر‬ ‫عن وصفه‪.‬‬ ‫‪ _5‬بيان أهمية الصلاة ومكانتها‪ ،‬حيث إنّها فُرضت في السماء‪ .‬الدلالة على‬ ‫أهمية المسجد الحرام والمسجد الأقصى‪ ،‬والربطُ بينهما‪ ،‬وقيامهما على‬ ‫التوحيد والإخلاص‪.‬‬

‫انشودة عن الإسراء و المعراج‬ https://www.youtube.com/watch?v=9ISr6Kyx8Zw


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook