Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore مجلة السبيل

مجلة السبيل

Published by geege2010, 2022-10-21 15:45:43

Description: مجلة السبيل

Search

Read the Text Version

‫توزع مجانا‬

‫كلمة العدد‬ ‫قبس من نور‬ ‫د‪ .‬حسين وليد محاجنة‬ ‫ليس�تقيم الم�رء عل�ى الج�ا ّدة‪ ،‬لا تثني�ه ال ّري�اح العابرة‬ ‫لي�س م�ن عادت�ي تضخي�م المُص�اب وتهوي�ل ال ّن�وازل‬ ‫ولا الأم�واج ال ّصاخب�ة‪ .‬وفي ك ّل زم�ان يجع�ل الله‬ ‫انطلاقا م�ن حديث ال ّنب ّي صّلى الله عليه وسّ�لم‪«:‬من‬ ‫منارات للح ّق تهدي ال ّسبيل‪ ،‬تأخذ بيد ال ّسالك ليصل‬ ‫أقي�هناَلقل َطه�كل�هع�أكمب ابدلًاّمنل�قاداتفوسلعفهاهل�مفوعأأط ّهرنَلةالَوأموك�هجر�ومخد»لا[لماروفاصهلذألبح�كيو؛نفدالااموهلدتخ]ي‪،‬درأيلينا‬ ‫األههَلاد ُي�ك ُهن بمن»[�روورااهللمهسفليم]‪ ،‬أكيّلأ زشمّد�اهنم‪.‬هولفاي ركواا؛ي�لأةّن‪:‬ه«تفهر�وك‬ ‫إلى مقام�ه ال ّس�عيد إن هو اس�تنار بها وحمل قبس�ها‬ ‫أو مقام�ه ال ّش�ق ِّي إن هو أع�رض وت�وىّّل واخّّتذ الهوى‬ ‫واجب الإص�الح فهلك‪.‬‬ ‫مطي� ًة ومركبًا‪.‬‬ ‫إ ّن واق�ع الح�ال لا يخف�ى عل�ى ك ّيس فط�ني ولا س�ليم الفهم‪،‬‬ ‫العلم‪،‬‬ ‫أه�ل‬ ‫م�ن‬ ‫ث ّل�ة‬ ‫يديره�ا‬ ‫ج�اءت مجل�ة ال ّس�بيل‪،‬‬ ‫فال ّنوائ�ب ال ّنازل�ة بالأ ّم�ة كث�رية والخط�وب عظيم�ة‪ ،‬منه�ا‬ ‫م�ا يس�تهدف العق�ل والمعتق�د ومنها م�ا يغ�زو ال ّس�لطان الما ّد ّي‬ ‫غ ّي��ورة عل��ى الأ ّم��ة ومعتقداته��ا لتق�� ّوم الاعوج��اج‬ ‫ويطمع بال ّس�يطرة على الأرض والمق� ّدرات‪ ،‬ولعل الأول المُتم ّثل‬ ‫وتس� ّد قدر المس�تطاع ما انفتق من صرح الإس�الم العزيز‪ ،‬راشدة‬ ‫بغ�زو العق�ل أش� ّد خط�را عل�ى الأم�م والجماع�ات والأف�راد من‬ ‫غصب أرض وس�رقة ُمق ّدر‪ ،‬مع أ ّن الأخير طا ّمة كبرى وغاش�ية‬ ‫ُمرش�دة نحو مب�ادئ الإس�الم الأصيل�ة‪ ،‬هدفها الإعادة ليش�رب‬ ‫جَنعَتحظ�موُمعالهى�غ‪،‬ماف‪،‬يإمّةوّإانلمااعٍيمعظعيلم�يهشىاااللأحتفايرالأدكجومليبهباالدُّخشعِل�ورقينالعفإةني‪،‬سيظ� ِاّسلنأو‪.‬رسو�أٍّنهض�مىسوالييمتٍوةّآجح ّهمقهن ٍمقة‬ ‫ال ّن�اس م�ن المنه�ل ال ّص�افي المعتق�د ال ّس�ليم والفك�ر القوي�م‬ ‫هذا؟! والأرض مسلوبة‪ ،‬والغازي لئيم طامع‪ ،‬لا ُيق ّص ُر في شتات‬ ‫الق�رآن وال ّس� ّنة ع ْينًا‬ ‫س�لف الأ ّم�ة وثقاتها‪،‬‬ ‫من اتخ�ذ‬ ‫ووامل�ّوس�رلدّاو‪ ،‬يك المس�تس�بتصقري بم�‪ ،‬فمك�لاامخامبن‬ ‫الجم�ع وتفرقة ال ّش�مل وال ّصف‪.‬‬ ‫س�بق من‬ ‫لق�د برأ الله الخل�ق ليو ّحدوه ويعب�دوه ويقيم�وا على صراطه‬ ‫فه�م مصابي�ح ال ّدج�ى وع�دول ال ّزم�ان الذي�ن اصطفاه�م المولى‬ ‫الُصّظللب�ًمااثاتب‪.‬ت�ولناي‪،‬ش�عّنكوأاّننهالمإانلسحا� ّنقالمولو اكدّللهفمتضالعّلييالف�تيعتوارحيلهوالل ّنواكزتع‬ ‫ليكونوا أوعية العلم ودعاته‪ ،‬فهم الرّّتجمان العمل ّي للإسلام‪،‬‬ ‫البش�ر ّية وتتجاذب�ه الأه�واء‪ ،‬التي تصط�دم مع الغاي�ة الكبرى‬ ‫وخا ّص ُتهم صاحب الخلق العظيم‪ ،‬س� ّي ُد الورى وخي ُر من د ّب على‬ ‫لمقص��ود وج��وده‪ ،‬ل��ذا ج��اءت الحاج��ة لل ّتذك�ري وال ّتناص��ح‬ ‫ال ّث�رى رس�ول الله مح ّمد صّل�ى الله عليه وس�ّلم‪.‬‬ ‫تتن�اول مجلة ال ّس�بيل القضايا الرّّتبو ّي�ة والفكر ّية والفقه ّية‬ ‫ال ّنازلة من نظرة إس�الم ّية وتعالجه�ا بحكمة ورو ّية‪ ،‬منطلقة‬ ‫م�ن المصادر الأصل ّية والأصيلة‪ ،‬عس�اها تصل�ح ما اعتراه الخلل‬ ‫وح� َّل به ال َع َور‪ .‬هي ُجهد المُق ّل‪ ،‬لعّله�ا أن تكون لنا معذرة عند‬ ‫الله في القي�ام بواجب الإصلاح‪.‬‬ ‫والله الم ّوفق والهادي إلى سواء ال ّسبيل‬



‫ال ِك ْند ّي‬ ‫أول فلاسفة الإسلام‬ ‫اعداد‪ :‬د‪ .‬محمود مصالحة‬ ‫ترجم لأرس�طو ولغ�ريه‪ ،‬ولا يس�هل حصر‬ ‫ويش��ارك في نق��ل ه��ذه الكت��ب ث�� ّم‬ ‫ه��و أب��و يوس��ف يعق��وب ب��ن إس��حاق‬ ‫مؤلفات �ه‪.‬‬ ‫يل ّخصه�ا ويش�رحها في بع�ض الأحي�ان‬ ‫ال ِكند ّي‪ ،‬وهو أ ّول فلاسفة الإسلام على‬ ‫الأخرى واضعًا عليها تفس�ريًا‪ ،‬فاس�تطاع‬ ‫الحقيق�ة‪ ،‬ب�ل ُيعتبر مؤس�س الفلس�فة‬ ‫وق��د عم��ل في قص��ر الخلاف��ة ببغ��داد‬ ‫بذل��ك أن ي��درس كت��ب أرس��طو في‬ ‫الإس�الم ّية‪ .‬وق�د وتم ّي�ز بالاس�تقلال في‬ ‫ُم َن ِّج ًم�ا أي يعم�ل عل�ى مراقب�ة حركة‬ ‫الفلس�فة والمنط�ق وال ّطبيعة وال ّسياس�ة‬ ‫ال ّتفك�ري‪ ،‬وُلق��ب بفيلس��وف الع��رب‬ ‫الكواك�ب وموق�ع الأرض منه�ا‪ ،‬كما‬ ‫وكت�ب ما بعد ال ّطبيع�ة ‪ ...‬ولقد اعتمد‬ ‫اللبكصورنةهععارمب‪ّ5‬ي‪ً8‬ا‪1‬مه�ـنوُقتبويفليةعاِمك ْن‪60‬د‪2‬ة‪،‬هـُو‪ِ.‬لتدعّلفيم‬ ‫عم��ل طبي ًب��ا وأّل��ف في أص��ول مذه��ب‬ ‫الكن��د ّي في دراس��ته عل��ى لغت�ني‬ ‫الكن�د ّي في صب�اه الق�راءة والكتاب�ة‬ ‫الاعتزال‪ ،‬ولكن بدسيس��ة من مبغضيه‬ ‫أساس�� ّيتين؛ وهما اليونان ّية وال ّسريان ّية‪،‬‬ ‫وال ّنح�و‪ ،‬كم�ا حف�ظ الق�رآن الكريم‪،‬‬ ‫أوقعت�ه في غض�ب الخليف�ة المت�وكل‪،‬‬ ‫وكان م�ن أوائل العرب المس�لمين الذين‬ ‫وكث�ر ٍي من الأحاديث ال ّنبو ّية ال ّش�ريفة‪،‬‬ ‫حي�ث قضى آخ�ر حيات�ه بعي ًدا ع�ن قصر‬ ‫اعتن�وا بعل�وم اليون�ان وال ّس�ريان‪ ،‬فق�د‬ ‫ودرس مب�ادئ الفقه وأصوله‪ ،‬وكثير من‬ ‫الخلاف�ة‪ ،‬قاب ًضا يده ع�ن ال ّدنيا وخيراتها‪.‬‬ ‫كانت علوم ال ّطب والهندس�ة والحس�اب‬ ‫الأشعار‪ .‬وبعد أن تعّلم الكند ّي الكثير‬ ‫ومن رس�ائل الكند ّي‪ :‬رس�الة في كون‬ ‫والفلس�فة محتكرة في أيدي ال ّس�ريان‪.‬‬ ‫م�ن العل�وم ال ّدين ّية وعلوم ال�كلام‪ ،‬مال‬ ‫ال ّضب�اب‪ ،‬ورس�الة ع�ن «طبيع�ة الفل�ك‬ ‫وفي نف�س الوق�ت كان أقرب إلى المنابع‬ ‫إلى تعل�م الفلس�فة فقصد بغ�داد لتعّلم‬ ‫وع�ن الأش�عة»‪ ،‬ورس�الة في «عّل�ة ال ّثل�ج‬ ‫الأصل ّي�ة للفك�ر اليونان� ّي وق�د أتق�ن‬ ‫الفلس�فة عل�ى أي�دي علمائه�ا‪ ،‬وكان‬ ‫والبرد والبرق وال ّرعد وال ّزمهرير»‪ ،‬ورس�الة‬ ‫اللغة الإغريق ّية وال ّس�ريان ّية‪ ،‬فكان من‬ ‫عظي�م المنزل�ة عن�د الخلف�اء الع ّباس� ّيين‬ ‫في «العق�ل»‪ ،‬ورس�الة في «س�جود الجرم‬ ‫الح َّذاق المترجم�ني للكتب اليونان ّية إلى‬ ‫وخصوص��ًا المأم��ون والمعتص��م‪ .‬أوكل‬ ‫الأقص�ى وطاع�ة الله ع ّز وج ّل»‪ ،‬ورس�الة‬ ‫العرب ّية‪ ،‬وقام وبتهذيب ما كان يقوم به‬ ‫إلي�ه المأم�ون مهمة الإش�راف عل�ى ترجمة‬ ‫في «الفاع�ل الح� ّق الأ ّول ال ّت�ا ّم والفاع�ل‬ ‫الأعم�ال الفلس�ف ّية والعلم ّي�ة اليونان ّية‬ ‫ال ّناق�ص ال�ذي ه�و بالمج�از»‪ ،‬ورس�الة في‬ ‫غيره بالرّّتجمة م�ن تلك الكتب‪.‬‬ ‫إلى العرب ّي��ة في بي��ت الحكم��ة (ه��ي‬ ‫«حدوث الأش�ياء ورس�ومها»‪ ،‬ورس�الة إلى‬ ‫ولق��د ُوج��د للكن��د ِّي حوال��ي تس��ع‬ ‫مكتبة عا ّمة أنش�أها الخليفة ال ّرش�يد‪،‬‬ ‫«اب��ن َج ْه�� ٍم في وحدان ّي��ة الله في تناه��ي‬ ‫وعش�رون رس�الة في مختلف ف�روع العلم‬ ‫جم��ع فيه��ا الكت��ب والمخطوط��ات‬ ‫الأجرام»‪ ،‬ورسالة في «الكون والفساد»‪،‬‬ ‫منه�ا في العل�وم ال ّطبيع ّي�ة‪ ،‬بعضه�ا في‬ ‫والمخطوط�ات المترجم�ة‪ ،‬وه�ي مفتوح�ة‬ ‫ورس�لة في «الح�دود والكم ّي�ة»‪ .‬يقول‬ ‫كتب�ه التي تزيد على خمس�ني كتاًبا‪،‬‬ ‫لل ّدراس�ة وال ّدارس�ني‪ ،‬وتط� ّورت في عه�د‬ ‫البيهق� ّي‪« :‬إن الكن�د َّي مهندس خائض‬ ‫في الفل��ك والفلس��فة والكيمي��اء‬ ‫الخليف�ة المأمون)‪ ،‬فأخذ ي�درس ويذاكر‬ ‫والفيزي�اء وال ّط�ب وال ّرياض ّي�ات‪ ،‬ونق�ل‬ ‫في غم��رات العلم»‪.‬‬ ‫م��ن تل��ك الكت��ب إلى العرب ّي��ة‪ ،‬حي��ث‬ ‫وق�د حاول ال ِك ْن�د ُّي ال ّتوفيق ب�ني ال ُّن ُب َّوة‬

‫بالمقايي�س العقل ّي�ة‪ ،‬وم�ن المس�ائل ال�يت‬ ‫ال ّس��ودان ّية س��نة ‪2010‬م بعنوان‪«:‬الأث��ر‬ ‫والعق�ل فهو يرى أ َّن الفلس�فة هي البحث‬ ‫تناوله��ا الكن��د ّي وتجعل��ه قري��ب م��ن‬ ‫الاعتزال�� ّي في فلس��فة الكن��د ّي»‪ :‬أ ّن‬ ‫وال ّنظ�ر العقل� ّي الخالص ال�ذي يهدف إلى‬ ‫المبح�ث الاعتزال� ّي العّل�ة القريب�ة والعّلة‬ ‫الكن��د ّي داف��ع ع��ن ال ّدي��ن وتكّل��م‬ ‫البعي�دة‪ ،‬كذلك نجد صلت�ه بالاعتزال‬ ‫ع�ن ال ّتوحي�د وال�يت ه�ي م�ن أه�م أص�ول‬ ‫كش�ف حقيق�ة الأش�ياء التي ه�ي عند‬ ‫م�ن خ�الل رف�ع ع�دد م�ن رس�ائله إلى‬ ‫ال ِكند ِّي كشأن ال ّدين؛ لأ ّن ال ّدين يو ّجه‬ ‫الخليف�ة المعتص�م وابنه أحم�د وهما‬ ‫المعتزل�ة‪ ،‬كذل�ك م�ن مظاه�ر الاعت�زال‬ ‫معروف��ان بعطفه��م عل��ى تعالي��م‬ ‫تأويله الفلس�ف ّي لآيات الق�رآن الكريم‬ ‫العقل إلى الوقوف على حقائق الأشياء‬ ‫المعتزل�ة‪ .‬وبالتال�ي يمكنن�ا الق�ول‬ ‫بأ ّن الكن�د ّي كان متأث ًرا بالمعتزلة‪،‬‬ ‫ومكنوناته�ا للوص�ول إلى الحقيق�ة‬ ‫وتع َّرض للانتق�اد لاعتباره «العقل»‬ ‫الك�ربى‪ .‬وق�د ذه�ب الكن�د ُّي من�ذ‬ ‫جوهر ال ّتق�رب لله‪ ،‬وذهب مذهبهم في‬ ‫البداي��ة إلى الق��ول‪« :‬أَّن��ه لا يوج��د‬ ‫بع�ض آرائه�م الاجتهاد ّية‪ ،‬ولك ّنه لم‬ ‫تع�ا ُرض ب�ني الفلس�فة وب�ني ال ّدين»‪،‬‬ ‫يك�ن كواحد منهم بل تخطاهم في‬ ‫لذلك عمل الكند ُّي على بيان ماه َّية‬ ‫قضاي��ا تج��اوزت مس��ائل ال��كلام‪،‬‬ ‫كم��ا خال��ف أي ًض��ا المعتزل��ة في‬ ‫الفلس�فة في الإس�الم‪ ،‬واش�تغل على‬ ‫حكمهم حول ال ّصغائر‪ ،‬فش� ّق بذلك‬ ‫ال ّطري�ق إلى البحث الفلس�ف ّي المجرد‪.‬‬ ‫إزال�ة م�ا عل�ق بها من س�وء الفه�م‪ .‬ومن‬ ‫أق�وال الكن�د ّي‪« :‬أ َّن الع�امََل مخل�وق‬ ‫الع�امََل إمّّنا يكون‬ ‫لله‪ ،‬وِف ُع�ل الله في‬ ‫فالأعلى ُيؤِّث ُر فيما‬ ‫بوس�ائط كثيرة؛‬ ‫المَ ْعُلول ف�ال ُي َؤِّث� ُر في ال ِعَّلة؛‬ ‫من�ه في مرتب�ة الوجود»‪.‬‬ ‫دون�ه‪ ،‬أ َّم�ا‬ ‫لأَّنه�ا أرَقى‬ ‫ذك��ر الغام��د ّي في رس��الة الماجس��تير‬ ‫ال ّص�ادرة في جامع�ة أ ّم درمان الإس�الم ّية‬

‫علامات البلوغ‬ ‫الأسـاس ّيــــة‬ ‫عنـد الفقهاء‬ ‫د‪ .‬حسين وليد محاجنة‬ ‫قس��مين‪:‬‬ ‫وق��د ورد البل��وغ به��ذا المعن��ى في ع�� ّدة‬ ‫جع��ل ال ّش��ارع البل��وغ أم��ارة عل��ى أ ّول‬ ‫الأولى ‪ -‬علام�ات بل�وغ مش�رتكة ب�ني‬ ‫مواض�ع م�ن ال ّتنزي�ل الحكي�م‪.‬‬ ‫العق�ل؛ لأ ّن‬ ‫ال ّذك�ر والأنثى وه�ي‪ :‬الاحتلام والإنبات‬ ‫ا�لّاذرط‪�،‬فاُألقيع�معلال�بلى�أ ّوو ُلغ‬ ‫العق�ل متع‬ ‫كم�ال‬ ‫وم�ن معان�ي البل�وغ الاحت�الم والإدراك‪،‬‬ ‫كم �ال‬ ‫وال ّس ّن‬ ‫ُيق�ال بل�غ ال ّصب ّي‪ :‬أي احتل�م‪ ،‬وأدرك وقت‬ ‫مقا َم�ه‪ .‬ومعرف�ة ح� ّد البل�وغ مه� ٌّم؛ لأّن�ه‬ ‫ال ّثاني�ة‪ -‬علام�ات بل�وغ خا ّص�ة بالأنث�ى‬ ‫ال ّتكلي��ف‪ ،‬وكذل��ك بلغ��ت الفت��اة‪.‬‬ ‫يتعل��ق بال ّتكلي��ف والت��زام الأوام��ر‬ ‫[انظر‪ :‬ابن منظور‪ :‬لس�ان الع�رب (‪،)8/419‬‬ ‫ال ّش�رع ّية‪ ،‬إذ يبدأ تكليف الإنس�ان من‬ ‫وه�ي الحي�ض والحمل‪.‬‬ ‫م�ا ّدة بل�غ‪ .‬اب�ن ف�ارس‪ :‬معج�م مقايي�س‬ ‫قال ال ّش�رياز ّي في المُه ّذب بش�رحه المجموع‬ ‫بلوغ�ه عاق�ال‪ ،‬فق�د ن� ّص الفقه�اء عل�ى‬ ‫(‪ «:)359 /13‬فأ ّم��ا البل��وغ فإّن��ه يحص��ل‬ ‫الّلغ�ة (‪])1/301‬‬ ‫أ ّن ش�رط ال ّتكلي�ف‪ :‬البل�وغ والعق�ل‪،‬‬ ‫بخمسة أشياء‪ ،‬ثلاثة يشترك فيها ال ّرجل‬ ‫واصطلاح��ا‪ :‬انته��ا ُء ح�� ّد ال ّصغ��ر في‬ ‫فالمجن��ون لا يكّل��ف ول��و كان بالغ��ا‬ ‫الإنس��ان‪ ،‬ليك��ون أه�ال لل ّتكالي��ف‬ ‫والمرأة‪ ،‬وه�ى‪ :‬الإنزال وال ّس� ّن والإنبات‪.‬‬ ‫ال ّش�رع ّية‪ .‬أو ه�و‪ :‬ق� ّو ٌة تح�دث في ال ّصب ّي‪،‬‬ ‫لفقدان��ه العق��ل ال��ذي ه��و آل��ة الفه��م‪،‬‬ ‫واثن��ان تخت��ص بهم��ا الم��رأة‪ ،‬وهم��ا‪:‬‬ ‫يخ�رج بها عن حال�ة ال ّطفول ّية إلى غيرها‪.‬‬ ‫[انظر‪ :‬العين ّي‪ :‬البناية (‪ ،)11/109‬ال ّرويان ّي‪:‬‬ ‫وإذا أخ�ذ الله م�ا أوهب أس�قط م�ا أوجب‪،‬‬ ‫الحي��ض والحب��ل»‪.‬‬ ‫بحر المذه�ب (‪ ،)11/493‬الموس�وعة الفقه ّية‬ ‫علام�ات البلوغ المش�رتكة ب�ني ال ّذكر‬ ‫وال ّص�ي ّب المم ّي�ز غ�ري البال�غ مرف�وع عن�ه‬ ‫الكويت ّي��ة (‪])8/186‬‬ ‫القلم لعدم كمال ق ّوة ال ّتمييز‪ .‬ولأه ّم ّية‬ ‫والأنثى‬ ‫والمقصود بعلام�ات البلوغ تل�ك الأمارات‬ ‫موض�وع ح� ّد البلوغ‪ ،‬كون�ه أحد ركن ّي‬ ‫أو المعاي�ري اّل�يت ُيع�رف به�ا بل�وغ ال ّص�ي ّب‬ ‫ال ّتكلي�ف وب�ه ينته�ي ح� ّد ال ّصغر ومن‬ ‫هن�اك علام�ات مش�رتكة ُيع�رف به�ا‬ ‫فيحك�م بموجبه�ا بانته�اء ح� ّد ال ّصغ�ر‬ ‫جه�ة أخ�رى خف�اؤه عل�ى بعض ال ّناش�ئة‬ ‫البل�وغ عن�د ال ّذكر والأنث�ى‪ ،‬وهي على‬ ‫بال ّنس�بة ل�ه وبداي�ة ح� ّد البل�وغ‪[ .‬انظ�ر‪:‬‬ ‫الخزاع� ّي‪ :‬ضواب�ط البل�وغ عن�د الفقهاء‬ ‫كان�ت الكتابة التالية في�ه؛ لتفيد في‬ ‫ال ّنح�و ال ّتالي‪:‬‬ ‫العلام��ة الأولى‪ -‬الاحت�الم (الإن��زال)‪،‬‬ ‫ص (‪])12‬‬ ‫بابه�ا‪ ،‬والله اله�ادي إلى س�واء ال ّس�بيل‪.‬‬ ‫وهو بل�وغ حقيقة‪ ،‬ومعناه ش�رعا‪ :‬خروج‬ ‫ُي َق ّس��م الفقه��اء علام��ات البل��وغ إلى‬ ‫الم�ّين م�ن رج�ل أو ام�رأة في يقظ�ة أو منام‬ ‫البلوغ لغة واصطلاحا‪:‬‬ ‫بجم�اع أو غ�ريه لوق�ت إمكان�ه‪[ .‬انظ�ر‪:‬‬ ‫البل�وغ لغة‪ :‬الوص�ول‪ُ ،‬يقال‪ :‬بل َغ ال ّش�يء‬ ‫اب�ن عابدي�ن‪ :‬الحاش�ية (‪ ،)6/153‬العي�ي ّن‪:‬‬ ‫يبل�غ بلو ًغ�ا‪ ،‬وبلا ًغ�ا‪ :‬وص�ل‪ ،‬وانته�ى‪.‬‬ ‫تق�ول َب َل ْغ� ُت الم�كا َن‪ ،‬إذا َو َص ْل� َت إلي�ه‪.‬‬ ‫والإب�الغ‪ :‬الإيص�ال‪ ،‬وكذل�ك ال ّتبلي�غ‪،‬‬

‫لم ينب�ت ف ُخّل� َي س�بيلي‪[ .‬رواه الرّّتم�ذ ّي‬ ‫م�ا ي�رى ال ّرج�ل؟ فق�ال رس�ول الله صّل�ى‬ ‫البناي�ة ش�رح الهداي�ة (‪ ،)11/109‬ال ّرمل� ّي‪:‬‬ ‫وق�ال‪« :‬هذا حديث حس�ن صحيح»]‬ ‫الله علي��ه وس��ّلم‪« :‬إذا رأت ذل��ك الم��رأة‬ ‫نهاي�ة المحت�اج (‪])358 /4‬‬ ‫فلتغتسل» قالت أ ّم ُسليم‪ :‬واستحييت من‬ ‫ووج��ه الدلال��ة واض��ح‪ ،‬فق��د كان‬ ‫ذل�ك‪ .‬قال�ت‪ :‬وهل يكون ه�ذا؟ فقال نبي‬ ‫اَََتثقفوولاَْْلبَعدلَِعليلل�ه�َِثهايْ���سنل�ٍْعةم�اىلل}‪َ:‬ت‪:‬لَّي[ْنأا{�اِلعذَئوّ�ُنهنِإ�مكَنوذوا�واا�رحلَبسوّ‪:‬متََل�جّ�ن‪9‬لكنَىا‪5‬غمَ]لوما‪،‬ياـِل�نـَأاوح�اسلقْاـتم�َ�ط�ْت‪َ:‬سغوافيُ«ل�ال�لَتُُقرالْمأوِلفََِّذ�نبِمظ�ْبََلن‪،‬يعنوااّعَبْوُّلللغَِـ�ذقكع�ـَ�ليىا�نُ�‪�،‬ـماََُالعمقنحْ َّوقَْصُِملعِلّلصل�ُ��ل�بهَِّْْهنىن‪،‬يم‬ ‫ال ّصحاب�ة رض�ي الله عنه�م يكش�فون‬ ‫الله ــ�ـ صّلى الله عليه وسّ�لم ـــ‪« :‬نعم‪،‬‬ ‫ح ّتى َحَي َت ِل َم»[رواه أبو داود والرّّتمذ ّي وابن‬ ‫عان�ة من ش� ّكوا فيه من ب�ين قريظة أهو‬ ‫فم�ن أين يك�ون ال ّش�به؟ إ ّن م�اء ال ّرجل‬ ‫ماجة والحاكم وهو حس�ن بتعدد طرقه‪،‬‬ ‫م�ن المقاتل�ة ام م�ن ال� ّذرار ّي‪ ،‬ف�إن وج�دوا‬ ‫غلي�ظ أبي�ض‪ ،‬وم�اء الم�رأة رقي�ق أصفر‪،‬‬ ‫انظر‪ :‬ال ّش�وكان ّي‪ :‬إرشاد الفحول(‪])1/37‬‬ ‫عانت�ه ق�د نبت�ت قتل�وه‪ ،‬وم�ن وج�دوه لم‬ ‫فمن أ ّيهما علا (الكثرة والق ّوة بحس�ب‬ ‫ووجه ال ّدلالة أ ّن الله في الآية أمر الأطفال‬ ‫ينب�ت العان�ة ترك�وه؛ لأّنه لي�س بالغا‪،‬‬ ‫كث�رة ال ّش�هوة)‪ ،‬أو س�بق‪ ،‬يك�ون منه‬ ‫بالاستئذان إذا بلغوا الحلم‪ ،‬والحديث رفع‬ ‫وذل�ك إنف�اذا لحك�م س�يدنا س�عد ب�ن‬ ‫القل�م عن ال ّص�ي ّب ح ّتى يحتل�م‪ ،‬م ّما يد ّل‬ ‫مع�اذ رضي الله عنه الذي نزل بنو قريظة‬ ‫ال ّش��به»[رواه مسلم]‬ ‫أ ّن الاحت�الم دلي�ل البل�وغ ال�ذي هو مناط‬ ‫عن�د حكم�ه‪ ،‬فحك�م فيه�م أن ُت ْق َت� َل‬ ‫ال ّتكليف‪ ،‬ولو لم يكن الاحتلام بلوغا‬ ‫ُمقاِتل ُته�م وُت ْس�بى ذراريه�م‪ ،‬م ّم�ا يع�ين‬ ‫العلام��ة ال ّثاني��ة‪ -‬الإنب��ات‪ :‬وه��و نب��ات‬ ‫لمّا جاز خطابهم وإلزامهم بالأوامر ال ّشرع ّية‪،‬‬ ‫أن الإنب�ات ضاب�ط مش�روع م�ن ضواب�ط‬ ‫ال ّش�عر الخش�ن الذي يحتاج في إزالته إلى‬ ‫البل�وغ‪[ .‬الخزاع� ّي‪ :‬ضواب�ط البل�وغ عند‬ ‫الحل�ق حول ذك�ر ال ّرجل أو ف�رج المرأة أو‬ ‫إذ لا تكلي�ف على غ�ري البالغين‪.‬‬ ‫كلا فرج� ّي الخنث�ى في وق�ت إم�كان‬ ‫ق��ال اب��ن حج��ر العس��قلان ّي في الفت��ح‬ ‫الفقه��اء ص (‪])38‬‬ ‫الاحتلام‪ .‬أ ّما ال ّشعر ال ّضعيف وال ّزغب فلا‬ ‫الب�ار ّي (‪«:)5/277‬وقد أجم�ع العلماء على‬ ‫ق��ال اب��ن الق ّي��م في تحف��ة الم��ودود ص‬ ‫أن الاحت�الم في ال ّرج�ال وال ّنس�اء يل�زم به‬ ‫(‪«:)234‬واستمر على هذا العمل ال ّصحاب ُة‬ ‫اعتب�ار به فإّن�ه يثبت في ح� ّق ال ّصغير‪.‬‬ ‫العب�ادات والحدود وس�ائر الأحكام وهو‬ ‫رض�ي الله عنهم بعد ال ّن�ي ّب عليه ال ّصلاة‬ ‫ق��ال ال ّن��وو ّي في روض��ة ال ّطالب�ني‬ ‫إن�زال الماء ال ّداف�ق‪ ،‬س�واء كان بجماع أو‬ ‫اَأ(يِلوَثاِ‪9‬ل�َمّف‪�َ7‬رضِإ‪1‬رََلِز‪/‬اعاَُهل‪4‬ديِ)ت�»ب‪.�:‬اُِ«لهفُثِإّا�َىشَّلَّ�َ�ملِاعمذْْلَُرحْيْعال ََ�قتل�ٍُْخدرقَ‪ُ،‬بيشَفو�ََأشََّنجم���أْاُعدٌايرليِ َّمَزِخ�فَاغِالشُي�بٌِّحَصنواَتلغُحاَُِرّْجي‪،‬ش َ�تإَف ْااَلعَُُىلجر‬ ‫غ�ريه‪ ،‬س�واء كان في اليقظ�ة أو المن�ام‪،‬‬ ‫وال ّسلام»‪.‬‬ ‫الحلق في إزالته ح ّتى ولو كانت ناعمة‪.‬‬ ‫وأجمع�وا على أن لا أثر للجم�اع في المنام‬ ‫وع�ن عبد الله بن عمر رض�ي الله عنهما‬ ‫قال الس� ّيد البك�ر ّي في إعان�ة ال ّطالبين‬ ‫أّنه ق�ال‪« :‬إذا أص�اب الغلام الح� ّد فارتبت‬ ‫(‪(«:)3/84‬وقول�ه‪ :‬الخش�نة) ليس قيدا‪ ،‬بل‬ ‫إاّّل م�ع الإنزال»‪.‬‬ ‫في��ه احتل��م أم لا أنظ��ر إلى عانت��ه»[رواه‬ ‫الم�دار على ما يحت�اج في إزالتها إلى حلق‪،‬‬ ‫البيهق�� ّي في ال ّس��نن الك�ربى (‪،)58 /6‬‬ ‫صفة ماء ال ّرجل والمرأة في حال ال ّسلامة‪:‬‬ ‫والخطي��ب البغ��داد ّي في موض��ح أوه��ام‬ ‫ول�و كانت ناعمة»‪.‬‬ ‫م�ي ّن ال ّرجل في حال ال ّصح�ة غليظ أبيض‬ ‫يخ�رج ب َت َدُّف�ق وش�هوة وتل�ذذ‪ ،‬ويعقب�ه‬ ‫الجم�ع وال ّتفري�ق (‪])2/258‬‬ ‫والإنب��ات علام��ة عل��ى البل��وغ عن��د‬ ‫فت�ور‪ ،‬ورائحت�ه تش�به رائح�ة العج�ني‪،‬‬ ‫يق�ول اب�ن الق ّي�م في تحف�ة الم�ودود ص‬ ‫المالك ّي�ة والحنابلة‪ ،‬وال ّش�افع ّية في ح ّق‬ ‫وقد يتغ�ري فير ّق ويصفر لم�رض أو يح ّمر‬ ‫(‪«:)235‬وفي ه��ذا بي��ان أ ّن الإنب��ات عل��م‬ ‫الكفار دون المسلمين‪ ،‬ولا اعتبار به عند‬ ‫لكثرة جم�اع‪ ،‬وأما من ّي الم�رأة فهو أصفر‬ ‫عل�ى البلوغ‪ ،‬وعلى أّنه علم في ح ّق أولاد‬ ‫الحنف ّي�ة أي أّنه ليس علام�ة على البلوغ‬ ‫رقي�ق وقد يب ّيض بس�بب زي�ادة غذائها‪،‬‬ ‫المس�لمين والكف�ار‪ ،‬وعل�ى أّن�ه يج�وز‬ ‫عنده�م‪[ .‬انظ�ر‪ :‬اب�ن عابدب�ن‪ :‬الحاش�ية‬ ‫ول�ه خا ّص ّيت�ان ُيع�رف بواح�دة منهم�ا‪،‬‬ ‫ال ّنظر إلى عورة الأجنب ّي للحاجة من معرفة‬ ‫(‪ ،)6/153‬العي�ي ّن‪ :‬البناي��ة (‪،)11/109‬‬ ‫إحداهما‪ :‬أ ّن رائحته كرائحة من ّي ال ّرجل‪،‬‬ ‫الح ّطاب‪ :‬مواهب الجلي��ل (‪ ،)5/59‬ال ّنوو ّي‪:‬‬ ‫وال ّثان�ي‪ :‬ال ّتل�ذذ بخروج�ه وفتور ش�هوتها‬ ‫البل�وغ وغيره»‪.‬‬ ‫المجم��وع (‪ ،)13/359‬البهوت�� ّي‪ :‬ك ّش��اف‬ ‫عقب خروجه‪[ .‬انظر‪ :‬ال ّنوو ّي‪ :‬المنهاج شرح‬ ‫القناع (‪ ،)3/444‬اب�ن قدامة‪ :‬المغني (‪])4/345‬‬ ‫وتفري�ق ال ّش�افع ّية مدف�وع بال ّنص�وص‬ ‫وال ّراج�ح أّن�ه علام�ة من علام�ات البلوغ‪،‬‬ ‫صحي�ح مس�لم (‪])10/30‬‬ ‫ال��واردة في الب��اب واّل�يت لم ُتف�� ّرق ب�ني‬ ‫لمقوو��مااس��لّجنل‪:‬المءُعمِيرعيوننمضبنَقع�رتاِيطَُخّعيِّلظلَةَةاي‪،‬ىل اُفقلسَّن�رببِّظييكالّيهنص‪،‬رّلم�ف�ضنى ايأكنلانلبلهلتهتعُقملعِّتمينَههنل‬ ‫ع�ن قت�ادة أ ّن أن�س ب�ن مال�ك ح ّدثه�م أ ّن‬ ‫المس��لمين وغيره��م في ك��ون الإنب��ات‬ ‫أ ّم س�ليم ح ّدثت أّنها س�ألت ن�يب الله صّلى‬ ‫علامة على البلوغ وخصوصا أ ّن الحديث‬ ‫الله عليه وسّ�لم عن المرأة ت�رى في منامها‬ ‫عن علامات َخ ْل ِق ّية طبيع ّية أو بيولوج ّية‬ ‫يش�رتك فيها الجنس الإنس�ان ّي‪ .‬أ ّما عدم‬ ‫اعتبار الحنف ّية الإنبات أمارة على البلوغ‬ ‫فمبن��اه عل��ى ال ّطع��ن بحدي��ث عطي��ة‬ ‫القرظ ّي اّلذي أصل�ه في ال ّصحيحين‪ ،‬وقد‬ ‫رواه أصح��اب ال ّس��نن وغيره��م و ُح ِك�� َم‬ ‫علي��ه بال ّصحة‪.‬‬

‫لأّنه أقل ما قيل في الأش ّد فُأ ِخ َذ به احتياطا‪ .‬أ ّما أبو حنيفة فقال‪:‬‬ ‫العلام�ة ال ّثالث�ة‪ -‬البلوغ بال ّس� ّن‪ :‬أي وصول ال ّذكر والأنثى س� ّنا‬ ‫هذا أش ّد ال ّصب ّي‪ ،‬والأنثى أسرع بلوغا من الغلام فنقصناها سنة‪.‬‬ ‫مع ّينا ُحُْي َكم عليهما فيه بالبلوغ إن لم ُتر العلامات ال ّطبيعية‬ ‫[انظ�ر‪ :‬ابن عابدين‪ :‬الحاش�ية (‪ ،)6/153‬العين ّي‪ :‬البناية (‪،)11/103‬‬ ‫قب�ل ذلك‪ .‬وهو ضاب�ط معتبر عند المذاهب الأربع�ة مع اختلافهم‬ ‫المرغينان�ي‪ :‬الهداي�ة بش�رحه فت�ح القدي�ر (‪ ،)9/270‬ال ّنف�راو ّي‪:‬‬ ‫في تقدي�ر الح ّد الأعلى لل ّس� ّن اّلذي إذا وصله الم�رء ُح ِكم عليه‬ ‫الفواك��ه ال ّدوان�� ّي (‪ ،)1/310‬ال ّن��وو ّي‪ :‬المجم��وع (‪،)13/361‬‬ ‫بالبلوغ بموجبه‪ ،‬فيرى جمهور الفقهاء وهم ال ّصاحبان أبو يوسف‬ ‫البهوت� ّي‪ :‬ك ّش�اف القن�اع (‪ ،)3/444‬اب�ن قدام�ة‪ :‬المغ�ين (‪،)9/311‬‬ ‫ومح ّم�د من الحنف ّي�ة وقولهما المفتى ب�ه وال ّش�افع ّية والحنابلة‪،‬‬ ‫الموس�وعة الفقه ّي�ة الكويت ّي�ة (‪ ،)2/17‬ال ّش�اذل ّي‪ :‬الجنايات في‬ ‫تقديره بخمس عش�رة س�نة؛ وذلك لأّنه المعتاد الغالب‪ ،‬ولما روي‬ ‫ااََهلووععَمََّّ�َّْلْسلُلصّشلنَ�يَامَحَعرربَلَِيتنةْن�يقحَِه�سيعد�نََوَيبنمَيَلمً]َرةسّْ‪،�،‬هغر�للَفوََُألميضتَاَ‪،‬جيقاْيَشوَوزَاتمُِنصلعُأرالِدرُيحه‪ْ،‬مٍكدضَعون�ََفونرَأُآيَعهتنِنااأرلَّانعيْبَقلهَضبُْتينَلقها�َأاِْْغرهلَعلب‪:َُ،‬ليَتعْوو»«قىََم[ُعاعادرلِْخْرُّأورشَْاَ�لْجهْسضنريا���َةبزَوُداَتنلِسق�َشحعََنتوَلبصًَأرةّاَلنا‪�،‬ىنَافاىلَالاوَّْكبنْألميُِهلِنُِّجبهصبَُملِيََععْْهصزخلَدِّلنفيَمهىاسيي‬ ‫الفق�ه الإس�الم ّي ص (‪])287‬‬ ‫وال ّراج�ح ق�ول ال ّصاحب�ني م�ن الحنف ّي�ة وال ّش�افع ّية والحنابل�ة‬ ‫بلغ في س� ّن الخامسة عشرة‪.‬‬ ‫لحدي�ث ابن عمر وق ّوة دلالته على المطل�وب‪ ،‬والغالب في بلادنا‬ ‫بلوغ الجنس�ني ح ّتى س ّن الخامسة عشرة‪ ،‬ويندر ال ّتأخر عن هذا‬ ‫وي�رى المالك ّي�ة تقديره بثماني عش�رة س�نة للفت�ى والفتاة‪،‬‬ ‫ال ّس� ّن بال ّنس�بة للفت�ى‪ ،‬أ ّما الفتاة فهي أس�بق م�ن ذلك بكثير‪.‬‬ ‫ويوافقهم أبو حنيفة في الفتى ويجعله للفتاة سبع عشرة سنة‬ ‫لس�رعة بلوغها‪ ،‬وقد اس�تدلوا على ذلك بم�ا روي عن ابن عباس‬ ‫واعتم�اد المالك ّية وأب�ي حنيفة على الآي�ة وتقدير ابن ع ّباس‬ ‫َأأفْحيي‪َ:‬تسث�ـفُنمساَ�نحرَّتي�يه لىع َقيشْبولُرل�َةغهَأتسُنشع��ةَّا‪.‬د ُلهف}اى[‪:‬اعل{تإَواَمَسل�دَترهاْقاءلَمر‪:‬اُبل‪3�4‬و]اقَكماّ�يالةَ‪:‬ل اف«ْل َييحاِّتلتيذ�ىِميِإاَبكَّّللر ِبغوااأَّلليِأِشنت�ثِّدههىَ؛»ي‬ ‫للأش�د فعل�ى فرض ص ّح�ة ال ّتقدير‪ ،‬لي�س فيه دلال�ة على الح ّد‬ ‫الأقص�ى لحص�ول البل�وغ؛ لأ ّن البلوغ غير الأ ُش�د‪ ،‬فالبلوغ بداية‬ ‫الك�رب وانته�اء ح� ّد ال ّصغ�ر والأ ُش� ّد اس�تحكام ق�وة ال ّش�باب‬ ‫وال ّس� ّن‪ ،‬وه�ي مرحلة بعد بداي�ات البلوغ‪.‬‬ ‫[انظ�ر‪ :‬اب�ن الج�وز ّي‪ :‬زاد المس�ري (‪ ،)2/92‬ال ّنعمان� ّي‪ :‬الّلب�اب في‬ ‫عل�وم الكت�اب (‪])11/54‬‬

‫ال ّدردير‪ :‬ال ّش�رح ال ّصغير بحاشية ال ّصاو ّي‬ ‫يحص�ل ب�ه ال ّتكلي�ف وتترت�ب علي�ه‬ ‫علامات البلوغ الخا ّصة بالأنثى‬ ‫(‪ ،)1/78‬ال ّن��وو ّي‪ :‬المجم��وع (‪ ،)2/373‬اب��ن‬ ‫الأحكام‪ ،‬قال ال ّشيراز ّي في المهذب بشرح‬ ‫ذك��رت س��ابقا العلام��ات المش�رتكة‬ ‫قدام��ة‪ :‬المغ�ي ّن (‪])1/263‬‬ ‫المجم�وع (‪«:)13/360‬فعّل�ق وجوب ال ّس�رت‬ ‫بين الجنس�ني ال ّذك�ر والأنثى‪ ،‬وفي هذه‬ ‫األّنّ�تاهسف�يعزة‪،‬ماونلن�ا ُكو ِنج�هدذام�قلنيحال ناضدتر‬ ‫بالمحي�ض وذلك تكليف‪ ،‬ف�د ّل على أّنه‬ ‫الجزئية س�أتحدث عن العلام�ات الخا ّصة‬ ‫ُيذك�ر‬ ‫دون س ّن‬ ‫بل�وغ يتعل�ق ب�ه ال ّتكلي�ف»‪.‬‬ ‫ببلوغ الأنث�ى‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫والعبرة للغالب ال ّش�ائع المواف�ق للجمهور‪.‬‬ ‫ق�ال اب�ن قدام�ة في المغ�ين (‪»:)4/346‬وأ ّم�ا‬ ‫أولا‪ -‬الحيض‪.‬‬ ‫العلام�ة ال ّثاني�ة‪ -‬الحمل‪ :‬وه�و عبارة عن‬ ‫الحيض فهو علم على البلوغ‪ ،‬لا نعلم فيه‬ ‫ثانيا‪ -‬الحمل‪.‬‬ ‫حب�ل الأنثى بول�د‪ .‬ومذهب جمه�ور فقهاء‬ ‫خلافا»‪.‬‬ ‫العلام��ة الأولى‪ -‬الحي��ض‪ :‬وه��و بل��وغ‬ ‫المس�لمين أ ّن الحم�ل يعت�رب ضابط�ا م�ن‬ ‫وأق��ل س�� ّن يمك��ن أن تحي��ض ل��ه‬ ‫حقيق�ة‪ ،‬ومعن�اه في اصط�الح الفقه�اء‪:‬‬ ‫ضواب�ط البلوغ في الإن�اث‪ ،‬قال ال ّنوو ّي في‬ ‫الفت�اة هو اس�تكمال تس�ع س�نين عند‬ ‫«تدحٌمم�م�ُلن رع�حا�دٍمًة َ»خ‪َ �.‬ر َج بنفس�ه ِم� ْن ُق ُب� ِل َم� ْن‬ ‫جمه�ور الفقه�اء م�ن الحنف ّي�ة والمالك ّية‬ ‫فقوله�م‪« :‬د ٌم» قيد ُخُيرج ما س�واه من بول‬ ‫المجم�وع (‪«:)13/361‬فأ ّم�ا الحيض والحبل‬ ‫وال ّش�افع ّية والحنابل�ة ودليله�م م�ا روت‬ ‫وم�ين وغيرها‪ .‬و «من رحم» احتراز عن ال ّدم‬ ‫فل�م يختلف العلم�اء في أّنه بلوغ»‪.‬‬ ‫عائش�ة رضي الله عنه�ا‪« :‬أ ّن ال ّنب ّي صّلى‬ ‫الخارج م ّما سوى ال ّرحم‬ ‫والحب��ل دلي��ل عل��ى البل��وغ؛ لأّن��ه لا‬ ‫لأ ّي س��بب كان‪.‬‬ ‫يك��ون إاّّل بع��د‬ ‫و«خ��رج بنفس��ه»‬ ‫ُخُي�رج ال ّنفاس فإّنه دم‬ ‫الإن��زال م��ن الم��رأة‪،‬‬ ‫خ�رج بس�بب ال�ولادة‪،‬‬ ‫و ُخُي��رج الاس��تحاضة‬ ‫فالول��د يتك��ون‬ ‫فإّن�ه دم خ�رج بس�بب‬ ‫م�ن ال ّنطف�ة اّل�يت هي‬ ‫م��رض‪ ،‬و ُخُي��رج دم‬ ‫الافتض��اض فإّنه خرج‬ ‫مجم��وع م��اء الم��رأة‬ ‫بسبب عمل ّية الجماع‬ ‫بالبكر بس�بب تم ّزق‬ ‫وم�اء ال ّرجل‪ .‬ق�ال ابن‬ ‫ُقغُب ِشل�»ا؛ءلاألّنب�ه لاكعاربرةةببفدعم�خل ارلججممن�اغعي‪.‬روال«فِمر� ْنج‬ ‫قدام��ة في المغ�ي ّن‬ ‫كال ّدب��ر ولا بال��ذي لم يج��اوزه‪ .‬و « َم�� ْن‬ ‫تحم� ُل ع�اد ًة» اح�رتز به ع�ن دم الفس�اد‬ ‫(‪«:)4/346‬وأ ّما الحمل‬ ‫السل�هنيعنل‪،‬ي�وُأهدوِخلس��ّلتم تعزلّوي�جهه�واهو�هييبنب�نتتتسس��تع‬ ‫ال�ذي ربما يخرج م�ن ال ّصغ�رية قبل بلوغ‬ ‫فهو َع َلم على البلوغ؛‬ ‫س�نين‪ ،‬ومكث�ت عن�ده تس�عا»[م ّتفق‬ ‫س� ّن الحي�ض‪[ .‬انظ�ر‪ :‬الخزاع� ّي‪ :‬ضوابط‬ ‫لأ ّن الله تع��الى أجرى‬ ‫البل�وغ عن�د الفقه�اء ص (‪])67-71‬‬ ‫الع��ادة أ ّن الول��د لا‬ ‫وقد ق�ام ال ّدلي�ل عل�ى مش�روع ّية اعتبار‬ ‫الحي�ض ضابطا للبلوغ في ح� ّق المرأة‪ ،‬من‬ ‫يخل�ق إلا م�ن م�اء ال ّرج�ل وم�اء الم�رأة‪.‬‬ ‫ذلك ما جاء عن عائشة رضي الله عنها أ ّن‬ ‫أسم�اء بنت أب�ي بكر دخلت عل�ى ال ّنب ّي‬ ‫ق�ال الله تع�الى‪{ :‬فلينظ�ر الإنس�ان م� ّم‬ ‫فأصّلع�رى اللضهععنله�ياهووق�ساّ�لل‪:‬م«إو ّنع اللمي�هراأثةيإاذابب ِلرقغا ٌتق‬ ‫المحي�ض لا يصل�ح أن ُي�رى منه�ا إاّّل ه�ذا‬ ‫خل�ق} [الط�ارق‪{ ]5 :‬خل�ق م�ن م�اء داف�ق}‬ ‫وأشار إلى الوجه والكفين»[رواه أبو داود]‬ ‫وج��ه ال ّدلال��ة‪ :‬أ ّن ال ّش��ارع الحكي��م‬ ‫[الط��ارق‪{ ]6 :‬يخ��رج م��ن ب�ني الصل��ب‬ ‫عليه ]‬ ‫ق�د عّل�ق وج�وب س�رت الم�رأة لبدنه�ا على‬ ‫والترائ�ب} [الط�ارق‪ ]7 :‬وأخ�رب ال ّن�ي ّب صّلى‬ ‫ووج��ه ال ّدلال��ة أ ّن ال ّن�ي ّب علي��ه ال ّص�الة‬ ‫المحي��ض‪ ،‬ومعل��وم أ ّن وج��وب ال ّس�رت‬ ‫الله علي��ه وس��ّلم بذل��ك في الأحادي��ث‪،‬‬ ‫تكلي�ف‪ ،‬وه�ذا يع�ين أ ّن الحي�ض بلوغ‬ ‫وال ّس�الم بن�ى بها بعدما حاض�ت وأطاقت‬ ‫فمت�ى حملت‪ ،‬حك�م ببلوغها في الوقت‬ ‫ال ّدخول‪ ،‬وكان ذلك باس�تكمالها تسع‬ ‫س�نين‪ ،‬م ّم�ا يع�ين أّن�ه أق� ّل س� ٍّن يمكن‬ ‫ال�ذي حمل�ت فيه»‪.‬‬ ‫قال الأطب�اء إ ّن الحيوانات المنو ّية يحملها‬ ‫تحي�ض ل�ه ال ّصغيرة‪.‬‬ ‫م�اء دافق هو ماء المن ّي م�ن ال ّرجل‪ ،‬وبويضة‬ ‫الم�رأة المتوّل�دة م�ن المبيض تك�ون داخل‬ ‫وعض��د الجمه��ور مذهبه��م بم��ا أخرج��ه‬ ‫البخ�ار ّي ع�ن الحس�ن بن ص�الح أّن�ه قال‪:‬‬ ‫«أدرك� ُت ج�ارة لن�ا َج� َّد ًة بن� َت إح�دى‬ ‫كي�س (حويصل�ة غ�راف)‪ ،‬محاطة بماء‬ ‫عن ال ّش�افع ّي‬ ‫بن�� َت إح��دى‬ ‫أصف�ر‪ ،‬يق�رتب ه�ذا الكيس من س�طح‬ ‫أوّن�ع�هش�رأريىنفيسا�لنيةم»�‪�.‬ونقدج�ُر�ِوّدةي‬ ‫المبيض ح ّتى ينفجر فتخرج منه البويضة‬ ‫وعش�رين س�نة‪ ،‬وإمّّن�ا يمك�ن تص� ُّور‬ ‫فتتل ّقفه�ا الأه�داب اّل�يت تنقله�ا إلى قن�اة‬ ‫ال ّرحم المس ّماة بقناة فالوب‪ ،‬هناك تلتقي‬ ‫ذل��ك ب��أن تحي��ض لاس��تكمال تس��ع‬ ‫البويض��ة بالحي��وان المن��و ّي ويحص��ل‬ ‫ال ّتلقيح‪ .‬فالحمل يسبقه إنزال عند المرأة‬ ‫س�نين وتض�ع بنته�ا لاس�تكمال عش�ر‬ ‫س�نين ويق�ع لبنته�ا مث� ُل ذل�ك‪[ .‬انظ�ر‪:‬‬ ‫ل�ذا هو َع َلم عل�ى البلوغ‪.‬‬ ‫الحصكف�� ّي‪ :‬ال�� ّدر المخت��ار (‪،)6/154‬‬

‫الــتّحصيــن‬ ‫الإيمانـ ّي‬ ‫فــي بنـاء‬ ‫الذاتيّة الإسلاميـّــة‬ ‫د‪ .‬محمود مصالحة‬ ‫لقد أع ّزنا الله بالإس�الم‪ ،‬ال ّدين الق ّيم ال ّناس�خ لل ّرسالات‬ ‫اااََفرإممْللْ��ِلّلِناإسَْسه�َأّس�َان�جلاحااعمهَةاءَللدَّّاُُيولمهَلل�ّۗ�يإسُ�هَمَةوسسِاو‪َ،‬وْ�ملل�ِورىاعااسلاْيمم�ُلالُّ�لهْإعرخُيمامَتسسحََْبل��مِْْا�الغصَلًلَانيفةس�ماَحااّل‪،‬عخَِِبلذقببيْايي}يار[َ�نهلالُاَهلسنت‪،‬خْب�مُألرعو�وو�َليُورتااَقمةةول�اايآلىامْنلق‪:‬لعح{بَِإي�َِّمّعظنْكليدامَتالكم�ر�ِلّ‪ُ،‬دارفلاسْيَهرو�بونِتبَِخإ‪:‬آناَلّ�َعَ‪ّ9‬ياالاِ‪�1‬لعت]ِالمل‪،‬منىِهَاندتإلَدباانأههْنيهََصعََّّّّّب�نلللِِِلالادياىء‬ ‫ٱآِمهووَاَيظبَلّّمانللُِتلرَقش�مْ�بَِاسرهعُ�َلًليلتَاوَلا‪ُ،‬يىيلِفَٱنيزمّْْلُ‪،‬تشْىِّلؤروِاموكلِنضكّيرِعليهول�حَاانلْيمِلمإهَْذُةوّممُاَيبِلكبآمََععييهفِّالٍَرندتُثا}إم[هِآُةفلهليُولىمِلهينٱْْلععموعالَرلرممِا�ُرلماسنكإ�هَنيوتٰمس‪:‬اً‪ً،‬لَ‪4‬لفبساِ‪6‬أّم�َم‪1‬وّْ]نخ‪،‬ٱن‪،‬حْترَقأْأِانهلرجُالفألسّْتمِ�سِشكلةع�رَااههمليلْ�مهعَىفةاَ‪:‬ريةَ{ْدوتَل‪ًِ،‬إُيبلَلاقنوميْْادونَمَطَمعهََّلكعنْراليُنًِههموْْماما‬ ‫الجديدة‪.‬‬ ‫وبذل�ك تم ّي�زت ال ّش�خص ّية الإس�الم ّية ع�ن غيره�ا بخصائ�ص‬ ‫امل�شن�رعيقعي�ةدوةف اولائشد�هر�اكوأوالسأ�رخا�راهلا‪،‬ق اولإذنميمك�انة�‪،‬ووايم�علن َمق ْهب��ملأاحل�حبي�كابم‬ ‫عقي�دة ال ّتوحيد التي أعلت من مكانة المس�لم‪ ،‬منها‪ :‬خصيصة‬ ‫اافلل ّّترعب�فاّدرنيدي��الةآ‪:‬طلاهلو�ا�لية‪،‬غتللوويو‪،‬سسو��وًطتسا�مب�ً�طننايوعبنمي�دننبامنشن�عأ�رن‪،‬زولالكعورلا�سل�إىلطاهّيلوحةب‪:‬ييا�لان�ةيماتلنبهأششي��بررييةكن‬ ‫محمد صلى الله عليه وسلم لفي غ ٍّي وجهل وشرك ظاهر‪ ،‬وفي‬ ‫بال ّروحان ّي�ة في الأدي�رة وب�ني م�ن غ�الى فأفن�ى حيات�ه بالما ّد ّية‬ ‫يجنوتكااانلبيهب�هااولالدحّّتيي��عاةقة‪،،‬يو�لوديخ‪،‬سوص�خيتصصيةكالصعو�اقةقياعل�ّيّدشةة�الامُلمّيتولث ّسلي�يةر�‪:‬ةاللث�لايلفتّهشت�م‪،‬رش�والمكتّييلةتاهلِّ�ذكي ّتلب‬ ‫ََتقوْطبُيع�رَازُيلل َِّىلق‪ِ:‬كفا{يلُهِههيَل�و ْاََمّلضَِاَوذكَُيلةيٍَعلَبِفّلَُّمعُعِبمَُهيث�صٍنيُِم}مِ[افهْلاسمأْ�ُِْلموِّمكرنَِّيتهة�اياا‪َ،‬لن(َاجَبلرتَُموساف�حْعْوِاةًلسً‪:‬لي‪ِْ2‬رّ]م‪،‬اْنلكمُْهَويم�ل�مقَسةَيدرَْو‪،‬تِقإُل�بانوتمَاعَلصَلّنركْيابُِهنّفيْ�)م‪.‬وآاَويصِمقال�ِات ِنىله‬ ‫الغرائ�ز البش�ر ّية وترتقي بها نحو المعالي الإنس�ان ّية‪ ،‬وكذلك‬ ‫الله عليه وسلم‪ ،‬فأحدث ثورة تغييرية عالمية عظيمة استبدلت‬ ‫خصيص�ة الواقع ّي�ة تع�ين أن رس�الة الإس�الم عقيدة وش�ريعة‬ ‫التي رّب�ى عليها ال ّرعيل الأول‬ ‫الع ّقصيحداةب�الةّاشل�ركك�‪،‬رابمعقش�يبداًةباالوتروجح�يااًًدل‬ ‫وتربي�ة وفك� ًرا‪ ،‬وه�ي تغيير ّي�ة ُم َي ّس�رة ال ّتحقي�ق على أرض‬ ‫ونس�اء‪ ،‬فاس� ُتبدلت الموازي�ن‬ ‫الواق�ع‪ ،‬تحمل القيم الإنس�ان ّية الإس�الم ّية ومنه�ا الفطر ّية التي‬ ‫تنظم الحياة البش�ر ّية الغريز ّية وترتقي به�ا بعيدة عن الغرائز‬ ‫الاجتماعي�ة والع�ادات الجاهلي�ة‪ ،‬بمنظوم�ة القي�م التربوي�ة‬ ‫الحيوان ّي�ة الهابطة‪ ،‬التي ع َّج�ت بها المجتمع�ات الغربية كال ّزنا‬ ‫وال ّش�ذوذ الجنس� ّي حي�ث ينك�ح ال ّرج�ل ال ّرج�ل أي كأفعال‬ ‫القرآني�ة الإنس�انية‪ ،‬التي أخفق�ت عن حملها الأم�م‪ ،‬وخلت منها‬ ‫أرص�دة الأدي�ان‪ ،‬منها قي�م العبودي�ة والتقوى والح�ق والصدق‬ ‫والأم��ن والأمان��ة الع��دل والاس��تقامة‪ ،‬والتكاف��ل والعل��م‪...‬‬ ‫وبالصحابة الكرام الذين أكثرهم شباًبا أرسي النبي صلى الله‬ ‫عليه وس�لم الواقعية الإيمانية التربوية التش�ريعية السياس�ية‬

‫وهي مس�خر ٌة لطاعة الله وتنفيذ أوامره‪،‬‬ ‫أقام ال ّنب ّي دوله الإسلام في المدينة‪ ،‬فكان‬ ‫قوم ل�وط عليه ال ّس�الم (الل�واط) الوثن ّية‬ ‫ال ّصحاب��ة الك��رام وال ّتابع�ني من��ارات‬ ‫البهيم ّي�ة‪ ،‬وال� ّر ّدة ع�ن القي�م الأخلاق ّي�ة‬ ‫فلا تعصيه‪.‬‬ ‫ال ّدين ّي�ة‪ ،‬التي تع�ود لأكثر م�ن ‪3000‬عام‬ ‫ومفه�وم الإيم�ان بالكت�ب ال ّس�ماو ّية؛‬ ‫قب��ل المي�الد‪ ،‬وال ّش��ذوذ ال��ذي ُيس��مى‬ ‫ه�و ال ّتصدي�ق الج�ازم بجمي�ع الكت�ب‬ ‫اوعلبلخن���يروماّيو�حهة لدالض ّ�نيا�ا�رةةس‪،‬حومكسلا���ّفَّ�وطاةرا‪،‬لإفعلس�صماانءلعاملومامتسا�شرل��يرمًخويانع‪،‬‬ ‫ب(ال ّس�حاق) حيث تكتفي المرأة بالمرأة‪،‬‬ ‫ال ّس�ماو ّية بأّنها من عن�د الله تعالى أنزلها‬ ‫إّنها س�لوك ّيات إغريق ّية وثن ّية مشينة‪،‬‬ ‫وعاللقى�روآُرنس�هلوه عكللياهمماالللّهسلتاعم�الهلدىاُأينةزالل ّناعلسى؛‬ ‫وانح�دار أخلاق� ّي س�حيق‪ ،‬وس�قوط في‬ ‫بإنجازاته��م العلم ّي��ة صفح��ات مش��رقة‬ ‫مس�تنقع رذائل الإغريق إلى ما قبل ‪540‬م‬ ‫خدم��ة للبش��ر ّية‪ ،‬فكان��ت ابداعاته��م‬ ‫المّتعب�د‬ ‫بمتحل ّامو�تٍده‪،‬علويم�هصالدرّاصل�ّتالشة�روايلعّاسل�أاوللم‬ ‫قبل الميلاد‪ ،‬أنظ�روا إلى أين ينحدر العالم‬ ‫ودستور‬ ‫ومكتش�فاتهم مش�اعل عل�م اس�تضاء‬ ‫الغرب�ي! إّنه يهب�ط إلى م�ا دون البهيم ّية‬ ‫به�ذه ال ّثقاف�ات ال ّش�اذة المخالف�ة للفطرة‬ ‫اموولااأوللّّمزسبة��ا�كلوىتإ‪،‬ر اسبلولاا��للاإّمذسّنييجمةُأا‪،‬ين�وا�ل�ّيّنزلاةُأل‪،‬نس�ف��عازللّ�خلت�ولعرىاجل�ةدماُأيوىندعزلعاليعتّلشسيعر�هال�ئ�ىمىع‪،‬‬ ‫بهم العلم�اء عبر العص�ور‪ ،‬فكانت تلك‬ ‫ااااأْللللّنتيل ِيهقهلنك��َعت�ذل�شاةا�ياا�لُه�بلدهاَحَلهوكاَرضتاْسيل�ا���اريّلّ�َيبب�وم�ۛا‪،‬ملمةِفا‪،‬لنايلَل�ّ�زيقِعهللوت ۛلأ�عمُهّليهع����يًتد��ىةعىاا�لِلّتلاّنْلعلببُلىّميَ‪ّ:‬اتص{ِرغقَصّذٰيتِّليل����ََنهىة}ك‬ ‫الإنسان ّية‪.‬‬ ‫ال ّسلام‪.‬‬ ‫ولله الحم��د والم َّن��ة ب��أن جعلن��ا عل��ى‬ ‫عقي�دة ال ّتوحي�د‪ ،‬الثابت�ة في أصولها‪ ،‬لم‬ ‫ومفه��وم الإيم��ان بال ُّرس��ل والأنبي��اء‪:‬‬ ‫وحج ّيت�ه فصح�اء العرب‪ ،‬ذل�ك الكتاب‬ ‫تفععبق�ي�ثدبةه�لاااإللأ�يه�اإاّّدل ايلاللهب مش�حرّمّيدةرس�كوغيلرالهل�ها‪،،‬‬ ‫ال ّتصدي�ق بإّنهم‬ ‫المُن�� َّزه ع��ن ال ّش��ك وال ّريب��ة وال ّنق��ص‪،‬‬ ‫العقي��دة الأحد ّي��ة {ق��ل ه��و الله أح��د}‬ ‫أرس�لهم الله ع�ز‬ ‫ِجع َّنو� ًاجات‪،‬‬ ‫ال ّصراط المس�تقيم الذي لي�س فيه‬ ‫[أالحإدخّيلةا الإلص‪:‬ه‪]،1‬ا‪،‬لاللهسجورّلة اجللالكهراليمذةياللاتيي ُتماثثبلته‬ ‫وهمج� ّلصلفأ�قوواة امله�لهم‪،‬مفنع ّخزلزهقهم‬ ‫وه�و حب�ل الله المت�ني الموص�ل إلى‬ ‫بكصفف�اتو�ا أه أححد}د‪،‬جق��َّاللفتيع�عاللاىه‪،{:‬وولقم�ايل تعكانللى‪:‬ه‬ ‫ال ّنعي��م‪ ،‬وال ّن��ور المب�ني المُب�� ّدد لظلم��ات‬ ‫{لي��س كمثل��ه ش��يء وه��و الس��ميع‬ ‫بتالمجّلع�جت�ازلاّرتحالمت�يةأالجإلراه ّيه�اةعاللعى أظييدميةهبمإ؛روسل�قادل‬ ‫اابللوعالّلقعّشت�يل��رهرآ�صوندىكاايلسلو��ماّللؤقممكا‪�،‬لر�ّتكمي��نفاما�نم‪،‬لرأووحراول�مُاج�لاّطءعكقلابأ�نصهنقاايلل�ِيبّإنا�ويبنّميُ‪.‬ط��اك�صّننّلل‪،‬قموىلا ابه�لج�الي‪:‬هءه‬ ‫اااَِ{ََُبقَمَيلللواََعأاشَ�ُُّْبَلّْه�عدبعَْولْدََُِ�لنتلنْوِااََرْي�ييصاْبدٌ�ال�ءىٍَُِرُرِّائل‪،‬كىنسَ‪�،‬ويااا�ِاََُلأََْل}وَطمِْولَعَّهلُ‪،‬لَكمنيُّْببَاه�لّيَِزا�خْق�ُُطُههَْفاوٍَفهيلصِاتأوْسِا�ُا�بْيُعتَُخْالل�َ�رٌ�َْْأبفرََلنررُل‪،‬اهِ‪َُِ:‬سلبي‪،‬أضاََىصَّيرِ{بلَ�مُِيِرفيَِيااهكُو}تِ‪ُ:‬ي[�راءُّْفا�هه�لدالَلَْاََاِوّّومرآُأْللْنُقُ‪،‬انللهحليََُِِقبَّولعوَخخَِعكا�قُسعِيْ��َن�َمفطر�ب�ُُ�‪:‬هِهنصااْيةد‪َِ3،‬ا�َ‪،‬دِألْمرىْ‪0‬ىِقهَاُلقا‪1ُ.‬أْاْ‪:‬ب]فْووكعَلاا‪،‬لاللاَْلل�زخْأََّْ�قلصْتََّْلهَه�الِْب�ص‪:‬اعَِى�طبلُارَِاَفيرويالالُصيُُِْربّهُلاِى}يََُت‪:‬رنه‪،‬ف‪:‬وف‬ ‫ال ُّرس��ل لل ّن��اس‪ ،‬لإخراجه��م م��ن ظلم��ات‬ ‫ال ّش�رك والجهل والمعاص�ي وهدايتهم إلى‬ ‫[اُأَُِبنوولهن�اَأَإ��س�فلا�َِ�يزيه�ِطَّيرمََّّْولوااعلُِمرلِلقإَنَلنأاَةَب�ْولفي�بااَآ�ۖملانعْاَِبله�خََُياللغِرقمَِأئه‪��ْ،‬لف�َاحَقورنَرلااٍمَدَّةنَّركلِلِّظ‪ّ:‬ب�ِمتاا�تِ�َ‪5‬ئ�ِنههكع‪ّ�ُ8‬هراََ‪2‬رور]َاَُّبلمو‪ْْ.‬سةلُكَنى�ْتوبِ�‪:‬ؤُلأاا{ِهِمركهُلآَنُۚوتَو�مِجإِبَلَ�َوو�ْنك�َيقوَاااِن�اكهلُۚلرَّتَن�رَوكباحُوُرلاا‪ُ،‬سمهْْإلَُ�بكَسموإو�ٌِسَّ�رقُِ�لصِللسا�آاِْسمِرمهعَمِ�لََلُاَنبيََناماهة}ل‬ ‫عقي�دة ال ّتوحي�د وعب�ادة الله تع�الى‪.‬‬ ‫ومفه�وم الإيم�ان بالي�وم الآخ�ر‪ :‬بأّن�ه أحد‬ ‫أه� ّم أركان الإيم�ان‪ ،‬وال ّتصدي�ق الجازم‬ ‫بوقوع�ه واج�ب‪ ،‬وفي�ه ُيبع�ث ال ّن�اس م�ن‬ ‫الملك الله‬ ‫قعب�وّزروه�جم�لّلي لقلفع��وار بيضنوايلدحيسم�اال�ب‪،‬ك‬ ‫فتنص�ب‬ ‫الموازي�ن لتق�ام العدال�ة الإله ّي�ة و ُحُي� ّدد‬ ‫الوداهّلن�ة�اعلكىالُقعرلبامو�ق�اوعت‬ ‫مص�ري الخلائ��ق‪،‬‬ ‫ال ّصغرى والكبرى‬ ‫يوم القيامة‪ ،‬والإيمان به له آثاره الكبيرة‬ ‫العإليمىاان ّيس�تةقاالرّمّتةبالوإّين�ةس‪،‬ا ونالاعلجتىه�مانده بجالالعِقمئ�َيمل‬ ‫الصلاة‪ ،‬وإيتاء ال�زكاة‪ ،‬وصوم رمضان‪،‬‬ ‫للف�وز بالس�عادة الأبد ّية في ج ّن�ات ونهر‬ ‫وح�ج البيت‪.‬‬ ‫في مقع�د صدق ع�ن ملي�ك مقتدر‪.‬‬ ‫ومفه��وم الإيم��ان ب��الله تع��الى ه��و‬ ‫إخوت�ي الك�رام‪ :‬الق�رآن الكري�م ه�و‬ ‫ال ّتصدي�ق بالقل�ب بوج�ود الله وتوحي�ده‬ ‫[أُثَوّخ�يس�َله�َّْ�م�قاكَونَااج�رلاَنأةعاْألالخلفَمِنإا�نؤ�ل َضامحُ�سهن�ب�ُانل�ي َْاونلطبَِونمف‪�ْ:‬فن�‪3‬صيً‪1‬ة�ُ‪،،‬سيِ�ق‪ِ2‬افو‪1‬ف]لل‪،‬لَلَقهٍ�أخة�تلَنِر�ماعا�ٍ�رلقْانَلامللهِإىطِتن‪{:‬يكعٍ�س�َنو��َلنااَقلٍنيْدى‪:‬۝}‬ ‫وفيح ادلهألالمو ّهسّي��تةَحوقف ليلالعّربباودبةّي‪،‬ةو‪،‬الوإإّينمها ُنس�ببحاكنّله‬ ‫الن�ور المب�ني‪ :‬فم�ا ينبغ�ي أن نغف�ل ع�ن‬ ‫خلقن�ا َوص َّورن�ا عل�ى أحس�ن تقوي�م في‬ ‫م�ا أثبت�ه الله تع�الى لنفس�ه م�ن صف�ات‬ ‫تلاوته وعن تدبره ومدارسته‪ ،‬إّنه كتاب‬ ‫االولعاألنّوت�اكهمس‪،‬ر�مل�وواتاي�للمأراوحلاكتل�اجّ�كمااكبم�ّل‪،‬للو‪،‬اعكبوجا�ّلتالاندنمااةقأبيمش���اررداكالّلللكهّميباكةه‪.‬ناهممىلن‬ ‫الله المعج��ز‪ ،‬وكن��ز الأ ّم��ة ودس��تورها‬ ‫ومفه��وم الإيم��ان بالملائك��ة‪ :‬بأّنه��م‬ ‫ونظامه��ا الاجتماع�� ّي والاقتص��اد ّي‬ ‫تمخلحس�تتاقطجا ٍيلةلعلهال‪،‬لأ ُّوظههكمورلمفخواليلوُّقش�صراو ٍربت نعوّدركٍاةن‪،‬حّياوةلهلاليبطيغشفيرٍرة‪،‬‬ ‫ُأونا�لزّسليلاإقسا�مّ�ية‪،‬‬ ‫ذل�ك ال َر ِح�م المك�ني الحص�ني في أق�وى‬ ‫ذو الغاي�ة العظيم�ة‪ ،‬ال�ذي‬ ‫نظ�ام العدالة ال ّس�ماو ّية في‬ ‫المواض�ع بين عظ�ام الح�وض‪ ،‬في حال من‬ ‫الأرض‪ ،‬فم��ن استمس��ك ب��ه ه��دي إلى‬ ‫اامَْْلهلُعّتَنلْ�َمضاق َ�غًك�ة‪َ،‬كَةفوَنِخقعَلووَالْظقلاهَانًم�تاسا�عاَفْ�لتاَعقَلَلرىكاَق‪:‬رَ�{سَو�ةُثاَْوُّلممَنحاَْخافضَْللَِْغعق�ظَنًَة�ظواا�َفلاالََمُخّّنَلصحََْْيْطقلاََنًفن�مَااةة‬ ‫الععصللي�هنرىاهعا‪،‬للطفيمهحكّوستط�ستمبّل�اقلموياّسمأ�ص‪،‬نعإمّناع�ظوهّجمياايلةم‪،‬لباورلاكبتّهط�صااول ّحرنبايبباّلتيمةيهينعصّللمفىنيى‬ ‫ال ّتاري�خ فارس وال�روم‪ ،‬وبالقرآن الكريم‬

‫إ ّن بع�ض ش�باب الأ ّم�ة الذي�ن ُغ�رر به�م‬ ‫وعن��ا ًدا بع��د أن ُبّلغ��وا به��ا عل��ى ي��دي‬ ‫اُثخْ�ََّْلماَأِلنِقَ�ش�نْأَنيا}ُ[ه َخسْ�ل�ًقوارآةَاخلمَرؤَفمَتنَب�ا�َرو َنك‪:‬اه‪1ََّّ4‬ل]ُل‪َ،‬أوْحعَ�س�ر ُبن‬ ‫ففتوقخعَّ�طوفاتفهر�يم اسل�ّةش�تهزوّيا�نتيوأشش��ياطكلينتالإعنليهسم‪،‬‬ ‫المرس�لين‪ ،‬رف ًضا للح�ق واس�تنكاًفا عن‬ ‫ال ّش�بهات فحادوا عن طريق الح ّق واجّّتهوا‬ ‫اتباع�ه‪ ،‬والق�رآن الكريم يوج�ه دعوته‬ ‫هذه الأطوار المختلفة ينتقل الإنس�ان في‬ ‫نح�و ال ّض�الل‪ ،‬وإّن�ك لتجد من المس�لمين‬ ‫المفتوح�ة لأه�ل الكت�اب للع�دول ع ّم�ا‬ ‫بط�ن أ ّم�ه من ط� ْور إلى ط� ْور‪ ،‬يتش� ّكل‬ ‫هم علي�ه من عقائد ش�رك ّية‪ ،‬يدعوهم‬ ‫فيه�ا هيكله العظم� ّي م�ن رأس ويدين‬ ‫[ُلأََُتناوونللََِفيع�إبع�اِْزِعّيقرلسَُل�َرُقىقسِاإ�‪:‬ة�ىََ{ب‪:‬ولَْنُقلٰمٰى‪ََْ6‬بِإوي‪َُْ3‬دولبََأ‪َ1‬وَ]ميوراَا‪،‬ا��أْح�ْاَِأآلٍهدَُأنمْيَِيسّّاونم�لِ�تْاقنَأَ�مبُِهونباَل�َْبويماِِإويهااَطَْ�ملوَ�ّّأَّلَحنَْاِّولَيَِبءسَْمُهَّنايو�ا�َُِجامانعلاومُأَلميَُأُو�نيهنِستًَُِِزملع�مل��َ�لََْماويسنِِإِإ‪،‬و�َلَُّرمْْللِيّسنبوَُِنق�هملَا�أَوسوحْلَ�موهَا��نَاَمََهقلا}ىٰل‬ ‫رجل�ني‪ ،‬ث ّم تكتس�ي العظ�ام لحما‪ ،‬فلا‬ ‫للإس�الم‪ ،‬وتحام�ل عل�ى‬ ‫امل�دني أنداجرهاًظًله�برهه‪،‬‬ ‫الكتاب آمنا أي ًضا بالتوراة التي آتاها الله‬ ‫ي�أكل ولا ُيبصر‪ ،‬وهي أجه�زة لا تعمل‬ ‫وأولئك من ذوي ال ّنفس� ّية‬ ‫موسى‪ ،‬وبالإنجيل الذي آتاه الله عيسى‪،‬‬ ‫المضطرب�ة الذي�ن اّتبع�وا الأيديولوج ّيات‬ ‫والكت��ب ال�يت آتاه��ا ال ّنب ّي�ني عليه��م‬ ‫نُخ ِلظ�قر�تتإولُهىيأكت لّملرعحلةضوماتبجعدهد‬ ‫الو ّسص�ّادقلنما‪،‬أ ّونليذلق�كول أكهّل�هلَحالّق وكُهت�داىبوأنقوَرٌررنم�نا‬ ‫ولكنها قد‬ ‫العلمان ّي��ة الغرب ّي��ة بمختل��ف مش��اربها‬ ‫عن�د الله‪ ،‬وإ ّن َمَجي�ع أنبي�اء الله كانوا‬ ‫ال�ولادة‪ .‬ولو‬ ‫على الح ّق والهدى‪ُ ،‬يص ِّدق بعضهم بع ًضا‬ ‫امول�إنسكاللّلاهقم�واالم ّيعش��قةرادئوّياعلةاووشال�ضّرتعتاّشي���رةكيّيمعةخّيالوةالفو�لاليةرّبلّمترانبلاّويهّية‪،‬جة‬ ‫على الإسلام دين ال ّتوحيد‪ ،‬ودعوة ال ّناس‬ ‫في موضع�ه يزيد خلق الإنس�ان كمالا‪،‬‬ ‫إلى عب�ادة الله تع�الى‪ ،‬والعم�ل بطاعته‬ ‫«لا ُنف� ِّرق َب�ن َي أحد منه�م «لا تقولوا نؤمن‬ ‫فالعينان في تجويف بين العظام‪ ،‬بينهما‬ ‫ببع�ض الأنبياء ونكفر ببع�ض‪ ,‬ونتب َّرأ‬ ‫الأن�ف‪ ،‬والفم والأذنين عل�ى جانبي ال ّرأس‬ ‫والفكر ّي�ة والسياس� ّية والاقتصاد ّي�ة‪،‬‬ ‫امل�يهن�ب�وعُ�د مٍ��ضنونتع�يولس�ى�بىعوًضم�حا‪ّ،‬م��دكمع�لايتهبرمأ��ات‬ ‫اابلول� ّلسهل�كناعمللش�مي�ا‪،‬ههت�ودروأ ّقلبسأ�جّلّرتمما‪،‬تيل ّبنوعأهغق�ّصيرارمَرأتهّنبىهم�غ�م�ايمرنمه�ممكنحاانّنلامألواندأنبربيص�يسّل�ااءءَ‪،‬ى‪،‬ل‬ ‫وهك��ذا ف��إذا بالإنس��ان يمش��ي عل��ى‬ ‫الله وأنبي�ا َءه‪ ،‬بعث�وا بدين الح� ّق والهدى‪.‬‬ ‫لذل�ك لا ب�د من نب�ذ تل�ك الأيديولوج ّيات‬ ‫رجلين في أجمل وأحس�ن تقويم‪ ،‬فتبارك‬ ‫وال ّتبرؤ منه�ا لكونها أندا ًدا من دون الله‪،‬‬ ‫(الط�ربي بتصرف)‪.‬‬ ‫والع�ودة إلى الإس�الم ال ّص�راط المس�تقيم‬ ‫ااَتْللوو ُُُّريعو ْ�ْثْؤاشَكِقم�لُ�ذدىلىٰ‪�:‬نِ}م[{اِبَاَلنكَ�لبااأْلِهإنقَََّ�ّ�غلْ�ِزِلّريكَلۚف�ةَََ‪:‬قرففا�ََ‪6‬هيمِد‪�5‬أيِا‪ِ1‬ه]نْ‪.‬ف�سَياَتللِّْْادمليكَ�سُفِ�نْركَِۖتبكَ�اقِلبا�اَّْلدطبَُاّ‪،‬عت َُ�بقغْ�روونََّلوَِِهتية‬ ‫الولبهه�أذحه اسل�ّدنّقاةلمخانل اقل�ّتنيص‪.‬وي�ر ال َخ ْلق ّي الإله ّي‬ ‫والمنه��ج القويم‪.‬‬ ‫أديي�‪ :‬لناالُتإس�كارلهم�‪،‬وفاإأّن�حه� ًبد�انِّ ًعيلو�اىضا�ل ّدح اخل�ّدولالئ�فلي‬ ‫الخال�ق البارئ‬ ‫اللم�ُدلصاولار التواعلحدىالأعحظ�مد�‪،‬ةلااإلللهه‬ ‫وإ ّن فئ��ة م��ن ال ّن��اس ق��د عل��ت قلوبه��ا‬ ‫والبراه�ني‪ ،‬لا يحت��اج إلى أن ُيك��ره‬ ‫إلا هو المتصف‬ ‫أح� ٌد عل�ى ال ّدخول في�ه‪ ،‬بل من ه�داه الله‬ ‫وعقولها غش�اوة‪ ،‬فباتت عاج�زة عن فهم‬ ‫للإس�الم وش�رح ص�دره فه�و عل�ى ن� َور‬ ‫بأوص�اف الكمال والجمال‪.‬‬ ‫صحي ًحا‪،‬‬ ‫فمحاانّقد ّييسة�قاةقغالرتّبرّينسةاحل�غةاوازلُإيط�ةس‪،‬رل ٍفاقم ّسمي�ةعّّخوفرهجتً�همااة‬ ‫بصيرت�ه م�ن رّب�ه‪ ،‬دخل في�ه عل�ى ب ّينة‪،‬‬ ‫بعقل ّي�ة‬ ‫وم�ن أعمى الله قلبه‪ ،‬وخت�م على سمعه‬ ‫الجإ��س�ّلا ولمعأ� ّياه�ل�اب االلأححب�ص�انة�أ�نة‬ ‫وم��ن عظم��ة‬ ‫وبص�ره فإّن�ه لا يفي�ده ال ّدخ�ول في ال ّدين‬ ‫أكرمن��ا الله‬ ‫لخدمتها‪،‬‬ ‫االلإعسق�اد ّيلمةّيواةلالفتي تكمر ّثيةل اواللهعو ّلي�مةّيالةّثواقلافحّيةضافرةي‬ ‫وهك�ذا قلب�ت ظهره�ا لدينه�ا ولأ ّمته�ا‬ ‫مكره�ا‪.‬‬ ‫بن�اء ال ّش�خص ّية الإس�الم ّية المتم ّي�زة عن‬ ‫ولحضارتها‪ ،‬فض َّيع�ت هويتها وانتماءها‪،‬‬ ‫خلاص��ة الق��ول‪ :‬إخوان��ي الأفاض��ل‬ ‫غيرها‪ ،‬ث ّم إكس�ابها المق�درة الفكر ّية‬ ‫فانقلبت على أعقابها وسقطت في ص ِّف‬ ‫أع�داء الأ ّمة الإس�الم ّية‪.‬‬ ‫ِِلإإُِامَمَلّفَّْْنقلْييُهسوِب��لاُم�َّْلِمهِل�حكۖتاُ�يمَّْومعجتوُق��َاوِونهةإَُل}ل�ل[��أاهىلوه‪:‬ناي��عآ{َأاََنمولَْاَّحونَاإللاَلسِجُبهك�ُا�ََبّلتُكاِونذِتِدكإا�َُلّ�تَيّا�لُأموان‪َ6‬اّلبَ�و‪َ4‬أِاِ]ذزْ‪.‬فِهَيحلي�ٌَ�ِدإلاَلَلاَنْوْيلعََحنََاظِقَْنلَيو�كُُ�أَمُتنن�دا�ِزَلةِوَُلا‪،‬به‬ ‫واعل�م ي�ا رع�اك الله أّن�ك عل�ى الح� ّق‬ ‫ابلومأبس�ع�ّنلظمي�‪،‬متفرأححسم��ب��وللكأامعلحل ّظهم���ومردرع�صساّ�ل��اكلاىةل‪،‬اللهولتهوأقّيتع��ل�يدد�هيك‬ ‫أولتصحح�ذ�رامب� انلتّلش��ك اعلمارنازلتقاالقت اولمُمهّيل��ةك أةو‪،‬‬ ‫الله‪،‬‬ ‫وم��ن سم��ات رج��ل العقي��دة أخوت��ي‬ ‫م��ن‬ ‫الاشتراك ّية والما ّد ّية العلمان ّية‪ ،‬واحرص‬ ‫االلّثذقيانف ّيت�نة الكإرسو�االألّمم ّتيهة‪،‬م‬ ‫الأح َّب�ة‪ :‬أن تجد المس�لم متم ّي�زا بعقيدته‬ ‫كأمثال‬ ‫ألا تكن‬ ‫الوسط ّية وال ّش�مول ّية وتربيته الفكر ّية‬ ‫هويته�م‬ ‫وض ّيع�وا‬ ‫والحضار ّي�ة‪ ،‬يبط�ل به�ا س�هام المبطل�ني‬ ‫لذل��ك فالعقي��دة الإس�الم ّية عقي��دة‬ ‫وكي��د المنحرف�ني‪ ،‬وأصح��اب الأه��واء‪،‬‬ ‫ال ّتوحيد هي الأص�ل في الرّّتبية القيم ّية‪،‬‬ ‫ااََ(تفللووو�َ‪ّ5‬بورنَِإهاّ‪َ5‬نلَُّص)اس�ن�يصء�اَ�اوِايحروَللملُل�إ�َيّاُّْةجزذهّ‪،‬النوََتَواقوبَُّاهييايلَّلاَْرلهتةِؤلَذََاهُّّوتلملتيَوِّلوال�علفعَُاَّ�نهزهّنَ�ااَشّّآصلُوللمَََّللمزخاىجُنْلَّ�‪:‬وي�ََ{َرّغصولإكاّفُايمَِلّ‪،‬اسَاُّي�َبََةّلةفنااو�وِنلََذللاوَاإُنيعُهنَهو�(�ِتملَسوَُّْ‪6‬اانيملَلّملم‪5‬اَُاِري)وذُامءِ}ّقيل[يكوَِيى�انةلُُكس‪،‬مآموه�َُان�عموهوفُنَّووَعيّرّللََوُنلاةةمنا‬ ‫ويظه�ر بعلو منهج�ه‪ ،‬وبصلاب�ة انتمائه‬ ‫لأ ّمته الإسلام ّية‪ ،‬فلا يحرص على منفعة‬ ‫المائدة]‪.‬‬ ‫دنيو ّي�ة عل�ى حس�اب ثواب�ت العقي�دة‪،‬‬ ‫ولا يتماي�ل هن�ا وهن�اك كالإ ّمع�ة‪ ،‬لا‬ ‫إلى ه�ؤلاء ولا إلى ه�ؤلاء‪ ،‬حجت�ه الق�رآن‬ ‫الكري�م والس� َّنة المطهرة وعلم�اء الأ ّمة‪.‬‬ ‫ويعل��م أ ّن الإس�الم ه��و دي��ن الأنبي��اء‬ ‫والمرس�لين الح� ّق المبين وما دون�ه الباطل‪،‬‬ ‫ولق�د ذ ّم الله تع�الى أه�ل الكت�اب فيما‬ ‫ابآرتي��اكتباولهلهم قن ادلميآًمث��ماواولمححداير ًثم��فا اي تس��تكذيكبباهًرما‬



‫دور ال ّشباب‬ ‫في نهضة الأ ّمـــة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم دراوشة‬ ‫الله علي�ه وس�ّلم‪ « :‬اغتن�م خم ًس�ا قب�ل‬ ‫وانغماس�هم في ال ّش�هوات ومل� ّذات ال ّدنيا‬ ‫الش��باب ه��م عم��اد أي ُأ ّم��ة ونهضته��ا‪،‬‬ ‫خمس‪ ،‬شبابك قبل هرمك‪ ،‬وص ّحتك قبل‬ ‫وبعقوله�م وس�واعدهم ُتبن�ى حض�ارات‬ ‫المختلف�ة‪ ،‬وبه�ذا الابتع�اد ع�ن منهج الله‬ ‫الأمم وتق�وى‪ ،‬وقد بنيت الأ ّمة الإس�الم ّية‬ ‫سقمك‪ ،‬وغناك قبل فقرك‪ ،‬وفراغك قبل‬ ‫تع��الى فق��د ه��ؤلاء ال ّش��باب طريقه��م‬ ‫ش�غلك‪ ،‬وحياتك قبل موتك»‪ُ ،‬نلاحظ أ ّن‬ ‫وانتماءه�م‪ ،‬ودورهم الإيجاب� ّي في نهضة‬ ‫وانتشرت كلمتها‪ ،‬وسادت الأمم بعقول‬ ‫النبي صّلى الله عليه وسّ�لم من خلال هذه‬ ‫الحديث أعطى للش�باب أ ّولوية وأه ّم ّية‪،‬‬ ‫الأ ّمة‪.‬‬ ‫وس�واعد الش�باب‪ ،‬وبإيمانه�م ويقينه�م‬ ‫فح ّثهم على أن يغتنموا هذه المرحلة فيما‬ ‫لق�د اهت ّم الإس�الم أش� ّد العناي�ة بمرحلة‬ ‫الكام�ل ال�ذي لا نق�ص في�ه ولا ش� ّك‪،‬‬ ‫ُيرض�ي الله تع�الى‪ ،‬وفيم�ا ينفعه�م في‬ ‫ال ّش�باب‪ ،‬ورف�ع م�ن َقدره�م‪ ،‬وكّلفه�م‬ ‫فالناظ�ر إلى ح�ال الأ ّم�ة في ه�ذه الأي�ام‪،‬‬ ‫ال ّدنيا والآخرة‪ ،‬فاذا ما اغتنم ال ّش�باب هذ ِه‬ ‫بتكالي�ف اس�تطاعوا من خلاله�ا ُنصرة‬ ‫وم�ا ُتعاني�ه م�ن ذ ّل وانكس�ار وهزيمة‪،‬‬ ‫المرحل�ة واتبع�وا منه�ج الله تع�الى و ُس� ّنة‬ ‫ه�ذا ال ّدي�ن‪ ،‬وإع�الء كلم�ة الله تع�الى‬ ‫إمّّن�ا يع�ود لأس�باب كث�رية‪ :‬ولع� َّل من‬ ‫نبي�ه مح ّمد صّل�ى الله عليه وس�ّلم‪ ،‬فإ ّن‬ ‫ونش�رها في ك ّل بقعة في ه�ذه الأرض‪،‬‬ ‫أه� ّم هذه الأس�باب يع�ود إلى حال ش�باب‬ ‫م ّم�ا لا ش� ّك في�ه أ ّن ه�ذا الإّتب�اع س�تعود‬ ‫الأ ّم�ة‪ ،‬وابتعاده�م ع�ن منه�ج الله تع�الى‬ ‫وهناك الكثير من الأحاديث التي تتحدث‬ ‫و ُس� ّنة نبيه محمد صّلى الله عليه وس َلم‪،‬‬ ‫عن مرحلة ال ّش�باب وأه ّميته�ا‪ ،‬قال صّلى‬

‫صّل�ى الله عليه وس�ّلم في معاملة نفوس‬ ‫وإذا اس�تعنت فاس�تعن ب�الله‪ ،‬واعل�م‪ :‬أ ّن‬ ‫منفعته أي ًضا للأ ّمة الإس�الم ّية‪ ،‬وبال ّتالي‬ ‫ال ّشباب‪ ،‬وال ّش�عور مع حاجاتهم الفطر ّية‪،‬‬ ‫الأ ّمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء‬ ‫يك�ون لل ّش�باب دور إيجاب� ّي في تغيير‬ ‫وم�ع ه�ذا الش�عور بحاجاته�م معرفت�ه في‬ ‫لم ينفعوك إلا بش�يء قد كتبه الله لك‪،‬‬ ‫حال ه�ذه الأ ّمة‪.‬‬ ‫ال ّتعام��ل م��ع ه��ذه الحاج��ات وتوجيهه��ا‬ ‫وق�د اهت ّم الإس�الم بنش�أة الش�باب وح ّث‬ ‫ال ّتوجي�ه ال ّس�ليم ال ّصحي�ح الغ�ري ُمن ّف�ر‪،‬‬ ‫وإن اجتمع�وا عل�ى أن يض�روك بش�يء‬ ‫على تنش�ئتهم تنشئة إسلام ّية صحيحة‬ ‫وفق منهج الله تعالى وسّ�نة رس�وله صّلى‬ ‫فيع�الج الخلل‪ ،‬ويصلح الخطأ برف ٍق ولي ٍن‬ ‫لم يض��روك إلا بش��يء ق��د كتب��ه الله‬ ‫الله علي�ه وس�ّلم‪ ،‬فق�د ج�اء ذكرهم في‬ ‫ورحم�ة‪ ،‬فعن أب�ي أمامة رض�ي الله عنه‪،‬‬ ‫علي�ك‪ُ ،‬رفعت الأقلام و ُجف�ت ال ّصحف «‪،‬‬ ‫حديث ال ّس�بعة الذين يظّلهم الله في ظّله‬ ‫ق�ال‪« :‬إ ّن فت ًى ش�اّبا أتى ال ّن�ي َّب ـ صّلى الله‬ ‫ي�وم لا ظ ّل إلا ظّله‪ ،‬قال رس�ول صّلى الله‬ ‫عليه وس�ّلم ـ فق�ال‪ :‬يا رس�ول الله‪ ،‬ائذن‬ ‫فمن خلال هذا الحديث نستش�عر اهتمام‬ ‫عليه وسّلم‪« :‬س�بعة يظلهم الله في ظّله‬ ‫ل�ي بال ّزن�ا!‪ ،‬فأقبل الق�وم علي�ه فزجروه‪،‬‬ ‫ال ّن�يب صّل�ى الله علي�ه وس�ّلم بال ّتوجي�ه‬ ‫ي�وم لا ظ ّل إاّّل ظّله‪ ،‬الإمام العادل‪ ،‬وش�اب‬ ‫وقال�وا‪ :‬مه مه‪ ،‬فقال‪ :‬اد ُن‪ ،‬فدنا منه قريبا‪،‬‬ ‫نش�أ في عبادة الله‪ ،‬ورجل قلبه معّلق في‬ ‫والإرش�اد‪ ،‬حت�ى ل�و كان ذلك م�ع غلام‬ ‫المس�اجد‪ ،‬ورج�الن تحاب�ا في الله اجتمعا‬ ‫لأ ّم�ك؟‪ ،‬قال‪ :‬لا‬ ‫اقهَ�َّّالللف‪�:‬أدتاحبك‪،‬ه‬ ‫قو�اهاََّّللل‪،:‬فججلع�ل�يسن‪،‬‬ ‫علي�ه وتف ّرقا علي�ه‪ ،‬ورجل طلبت�ه امرأة‬ ‫ق�ال‪ :‬ولا ال ّناس‬ ‫صغ�ري لم يتج�اوز العاش�رة م�ن عم�ره‪،‬‬ ‫ذات منص�ب وجم�ال‪ ،‬فق�ال‪ :‬إّن�ي أخ�اف‬ ‫وهذا الحديث مو ّجه أي ًضا للآباء والأ ّمهات‬ ‫الله‪ .‬ورج�ل تص� ّدق بصدق�ة أخفاه�ا‪ ،‬لا‬ ‫قي�احبل‪:‬ونل�اهوالهأََّّّملله‪،‬اتيه�ام‪،‬رق�سا�لو‪:‬لأافهَتَّّللحبجهعللإ�بينتن اهكََّّ؟لل‪،‬‬ ‫ب�أن يقوم�وا بحم�ل الأمانة ال�يت ُوكلت‬ ‫تعلم يمينه ما تنفق شماله‪ ،‬ورجل ذكر‬ ‫قفج���عداالل�ي‪:‬ك‪،‬أنفاقهت�ََّاّلحللب‪:‬ف��ودالهالاكأل‪ّ،‬نخق�تاا��ل‪:‬سكوي؟لاحقاب�ل�ّوناان�ل‪:‬هس للابينحواابتهََهوّّلنمل‪،‬ه‪،‬‬ ‫إليه�م في تربي�ة الأبن�اء ترب ّي�ة صالح�ة‪،‬‬ ‫الله خاليا ففاضت عيناه»‪ ،‬فال ّش�اب الذي‬ ‫ينش��أ في عب��ادة الله ه��و ش��اب ع��رف‬ ‫لوأاهَخَّّلولا‪،‬ته�جمع‪،‬ل�قي�ان اله‪ََّّ:‬أللفتف�حدبا�هكل‪،‬عق�ّماتل�‪:‬كول؟اقاال ّنلا‪ :‬لسا‬ ‫ومحادثته��م وإرش��ادهم‪ ،‬حت��ى يك�رب‬ ‫طري�ق الح� ّق فاتبع�ه‪ ،‬وع�رف الغاي�ة من‬ ‫أبناؤه�م ويصبح�وا ش�باًبا عالم�ني بأم�ور‬ ‫وج�وده في ه�ذه الحي�اة كم�ا ج�اء في‬ ‫لخالتك؟‬ ‫قي�احلب‪:‬ولنا�هوالهََّّعلّلماجتهع�ل�مي‪،‬نق�اهاََّّلللأفف�تدحاب�كه‪،‬‬ ‫ِلقَيوْلع�ُبه�تُدعواِنل}ى[‪:‬ال{ذَاو َرماي�َاخ َلتْق‪5ُ6�:‬ت]ا‪،‬جْْوِلمَّن� َنواإْْمِلنْن َطلس�ِإاََّّقل‬ ‫ق�ال‪ :‬ولا‬ ‫دينيه�م‪ ،‬نافع�ني لأنفس�هم ولأ ّمتهم‪.‬‬ ‫معرفته لهذه الغاية انطلق في هذه الحياة‬ ‫ال ّناس يحبون�ه لخالاتهم ق�ال‪ :‬فوضع ي ّده‬ ‫ولم تقتصر مه ّمة ال ّنبي صّلى الله عليه‬ ‫عب�ادة لله‪ ،‬عبادة ليس�ت مقتصرة على‬ ‫علي�ه وقال‪ :‬الَّله ّم اغفر ذنب�ه وط ّهر قلبه‪،‬‬ ‫وس�ّلم على ال ّتوجيه والإرش�اد‪ ،‬بل كان‬ ‫العب�ادات الظاه�رة كال ّص�الة وال ّص�وم‬ ‫و َح ِّص ْن ف ْر َجه‪ ،‬فلم يكن بعد ذلك الفتى‬ ‫وال ّزكاة والح� ّج‪ ،‬بل هذه العبادة تتمثل‬ ‫يش�عر بحاجاته�م المختلفة‪ ،‬فف�ي حديث‬ ‫أي ّض��ا في تحقي��ق المص��الح ال ّدنيو ّي��ة‪،‬‬ ‫يلتف�ت إلى ش�يء وفي رواية أخ�رى‪ :‬قال‪:‬‬ ‫كال ّطعام وال ّش�راب وال ّنكاح‪ ،‬وتتمثل‬ ‫«الله�م ط ّه�ر قلبه‪ ،‬واغف�ر ذنب�ه‪ ،‬و َح ِّص ْن‬ ‫أب�ي س�ليمان مال�ك ب�ن الحوي�رث رضي‬ ‫اَأأمَْْوَهلُنينٰـ�ِْاًذؤشِ�ضَهو�ِّرَ�مَا�سكِ�ِ��ِنفبكاديَيّتيِلاَبَلنعَّ}عيلد[ي�َِأ�ِيعْند�ۖو�ىُعوَسو�د�ةُووساِرإ�لىَْفابلَ‪:‬ىَلاّح‪8‬اشاله‪�ََ�0‬لَّّن‪1‬لهب]ِال‪.‬اۚهتََّّلَبعِلع��َلَفاو َيملىٰ�ىنَاب‪:‬هَأ{َِنُصقاض�ي�ِ�مَ�رٍَْةنلة‬ ‫الله عن�ه‪ ،‬ق�ال‪ « :‬أتين�ا إلى ال ّن�يب صّل�ى‬ ‫ه�ذه الأ ّمة من خلال حرص ال ّنبي ّصلى الله‬ ‫ف ْر َجه‪ ،‬فلم يكن ش�يء أبغض إليه منه –‬ ‫علي�ه وس�ّلم عل�ى مخالطته�م وتوجيههم‬ ‫ال ّزنا‪ ،»-‬ومع هذا الحديث ُيرش�دنا الحبيب‬ ‫الله عليه وس�لم ونحن ش�ببة متقاربون‪،‬‬ ‫وإرشادهم واعدادهم لحمل مسؤول ّية هذا‬ ‫المصطف��ى صّل��ى الله علي��ه وس��ّلم إلى‬ ‫ال ّدي�ن‪ ،‬وتهيئتهم لتبليغ ه�ذا الدين‪ ،‬ومن‬ ‫فأقمنا عنده عشرين يوما وليلة‪ ،‬وكان‬ ‫تل�ك المواقف موقف�ه مع اب�ن عباس رضي‬ ‫كيف ّي�ة التعامل م�ع فئة الش�باب برف ٍق‬ ‫رس�ول الله صّلى الله عليه وس�لم رحيما‬ ‫الله عن�ه حي�ث قال‪ « :‬كن�ت خلف ال ّنبي‬ ‫[أبوَِاالبلحلض�ٱ�نَحّْنيْلسِحٍلتيَن‪،‬عِل‪ْ،‬ه‪:‬ل�نوكت‪َ2‬قََىو‪2‬سموَأ�ل‪ِ1‬جةِْب]حهيَيوفَتهِٱلمْْسلَهِمع�هْ�اواُۦنِمۖلۚعيىِإوََحو‪:‬إظَُّنرِ{هقةََٱروٱشقَّْبحْدَأ��هُْْاَلعاعَلدَِلإكَّت�ىَسهََُ�ُهومملَٰنوجِبََِةأ ۖايسبلْٱِمْبعْ�هلَُوليْياه�لَِجتتُلّماِسدَرمهِدِلّيِبل�َبهيََنيممن}ك‬ ‫رفيق�ا‪ ،‬فل ّما ظ ّن أنا قد اش�تهينا أهلنا ‪ -‬أو‬ ‫ﷺ يوم�ا‪ ،‬فق�ال‪ :‬يا غ�الم‪ ،‬إّن�ي أعّلمك‬ ‫ال�ذي ُيرافق�ه الّل�ني والرحم�ة لا مُُيك�ن‬ ‫كلم�ات‪ :‬احف�ظ الله يحفظ�ك‪ ،‬احفظ‬ ‫ق�د اش�تقنا ‪ -‬س�ألنا عمن تركن�ا بعدنا‪،‬‬ ‫الله تج�ده تجاهك‪ ،‬إذا س�ألت فاس�أل الله‪،‬‬ ‫تحقيق�ه بالغلظة والقس�وة‪.‬‬ ‫وم�ع فق�ه ال ّن�يب صّل�ى الله علي�ه وس�ّلم‬ ‫فأخبرن��اه‪ ،‬ق��ال‪ :‬ارجع��وا إلى أهليك��م‪،‬‬ ‫في تعامل�ه م�ع فئة ال ّش�باب‪ ،‬اس�تطاع أن‬ ‫فأقيم�وا فيهم وعلموهم ومروهم ‪ -‬وذكر‬ ‫يستكش�ف قدراته�م‪ ،‬وتوكيلهم مهام‬ ‫أش��ياء أحفظه��ا أو لا أحفظه��ا ‪ -‬وصّل��وا‬ ‫عظيم�ة ك ٌل حس�ب قدرت�ه‪ ،‬وم�ن ذلك‬ ‫كم�ا رأيتمون�ي أصّل�ي‪ ،‬ف�إذا حض�رت‬ ‫ال ّص�الة فلي��ؤذن لك��م أحدك��م‪،‬‬ ‫وليؤمك��م أكبرك��م»‪ ،‬وبال ّنظ��ر إلى‬ ‫هذا الحديث نستش�عر ال ّش�فقة وال ّرحمة‬ ‫في قلب�ه‪ ،‬ونستش�عر فهم�ه لحاج�ات م�ن‬ ‫حول�ه‪ ،‬فيستش�عر ال ّنبي صّل�ى الله عليه‬ ‫وس�ّلم حاجة هؤلاء ال ّش�باب في اشتياقهم‬ ‫لأهله�م‪ ،‬فيأمرهم بالع�ودة إلى من تركوا‬ ‫خعلليفهه��وم‪،‬س�ّوللممبيذلكك‪،‬ت�ب� ِلفوال ّحن�ّميلبهمصمّل��سؤىواللّيلةه‬ ‫ال ّدع�وة وتبليغه�ا وتعليمه�ا لأهليهم‪.‬‬ ‫ولع�� ّل في ق ّص��ة ال ّش��اب ال��ذي ج��اء الى‬ ‫ال ّن�يب صّل�ى الله علي�ه وس�ّلم يس�تأذنه‬ ‫في ال ّزن�ا‪ ،‬لدلال�ة كبيرة على فق�ه ال ّنبي‬

‫حينما أرسل مصعب بن عمير إلى المدينة المنورة بعد بيعة العقبة الأ ّولى‪ ،‬ل ُيعلم أهلها القرآن‪ ،‬وبذلك يكون مصعب‬ ‫ب�ن عمير أ ّول س�فير في الإس�الم‪ ،‬وبه�ذا الاختيار ال ّس�ليم لل ّنب ّي صّلى الله عليه وس�ّلم نجح مصع�ب بن عمير في‬ ‫مه ّمته التي أوكلت إليه‪ ،‬فمن خلال دعوته للإس�الم أس�لم على ي ّديه الكثير من أهل المدينة‪ ،‬وأس�لم‬ ‫على يديه ثلاثة من أئمة الأنصار وسادتهم وكبرائهم‪ ،‬وهم ع ّباد بن بشر‪ ،‬وأسيد بن حضير‪،‬‬ ‫وس�عد بن معاذ‪.‬‬ ‫ومن ذلك أي ًضا توكيل ال ّنب ّي صّلى الله عليه وسّ�لم أس�امة بن زيد قيادة‬ ‫جي�ش المس�لمين المتوجه لغزو ال ّروم في ال ّش�ام وفيه كب�ار ال ّصحابة‪ ،‬وقد‬ ‫اع�رتض البع�ض على توكيله قيادة الجيش و ُطع�ن في إمارته‪ ،‬فكان‬ ‫ر ّد ال ّنبي صّلى الله عليه وسّلم‪«:‬إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون‬ ‫في إم�ارة أبيه من قبله‪ ،‬واي�م الله إن كان لخليقًا للإمرة‪ ،‬وإن كان لمن‬ ‫أح ّب ال ّناس إل َّي‪ ،‬وإن هذا لمن أح ّب ال ّناس إل َّي بعده»‪ ،‬وكيف يطعنون‬ ‫في إمارته وهو الذي ترّبى على ي ّد ال ّنبي صّلى الله عليه وسّلم فلمس‬ ‫في ش�خصيته عناصر القيادة‪ ،‬والتي استطاع من خلالها أن ينجح‬ ‫بالمه ّمة التي أوكلت‪ ،‬وإن كان ذلك بعد وفاة ال ّنب ّي صّلى الله‬ ‫عليه وس�ّلم‪ ،‬وفي عهد خلاف�ة أبي بكر رضي الله‪ ،‬ليعود‬ ‫إلى المدينة سالمًا ظاف ًرا ومنتص ًرا‪.‬‬ ‫وم�ن ذلك استكش�اف ال ّن�ي ّب صّل�ى الله عليه وس�ّلم‬ ‫ل�ذكاء زيد ب�ن ثابت‪ ،‬وق ّوة حفظ�ه‪ ،‬فأوكله مه ّمة‬ ‫تعل�م لغة اليه�ود‪ ،‬فعن خارجة بن زي�د بن ثابت قال‪:‬‬ ‫ق�ال زي�د ب�ن ثاب�ت‪ «:‬أمرن�ي رس�ول الله صّلى الله‬ ‫علي�ه وس�ّلم فتعّلمت له كتاب يه�ود‪ ،‬وقال‪ :‬إني‬ ‫والله ما آم�ن يهود على كتابي‪ ،‬فتعلمته‪ ،‬فلم يمر‬ ‫بي إاّّل نصف شهر ح ّتى حذقته‪ ،‬فكنت أكتب له إذا‬ ‫كت�ب‪ ،‬وأقرأ ل�ه إذا ُك ِتب إليه»‪.‬‬ ‫وال ّناظ�ر إلى تل�ك المواق�ف وغيرها م�ن المواق�ف الكثيرة‪،‬‬ ‫له�ي دلال�ة عظيمة على اهتمام رس�ول الله صّل�ى الله عليه‬ ‫وس�ّلم وعنايت�ه ورعايت�ه بال ّش�باب‪ ،‬وإمّّن�ا بهذه المواق�ف تعتبر‬ ‫توجي ًه�ا للمرب�ني م�ن الآب�اء والأ ّمه�ات‪ ،‬والمعّلم�ني وال ُّدع�اة م�ن أج�ل‬ ‫مخالط�ة ال ّش�باب وتوجيهه�م وإرش�ادهم‪ ،‬والوق�وف عن�د حاجاته�م المختلفة‬ ‫وتوجيهها بالش�كل الصحيح والس�ليم بما يضمن عدم انحرافهم‪ ،‬واكتش�اف‬ ‫قدراتهم المختلفة وتحميلهم المس�ؤوليات المختلفة‪ ،‬ك ٌل على حس�ب قدرته‪ ،‬فهناك‬ ‫م�ن يمتل�ك عناصر القي�ادة‪ ،‬وهناك م�ن يمتلك الجان�ب الاجتماع� ّي وقدرته على‬ ‫التواص�ل م�ع الن�اس‪ ،‬وغير ذل�ك من الق�درات في الجوان�ب المختلف�ة‪ ،‬التي يمكن‬ ‫الاس�تفادة منه�ا والعمل م�ن خلالها على تغي�ري المجتمع‪.‬‬ ‫أ ّيه�ا الش�باب‪ ،‬هن�اك الكث�ري م�ن النم�اذج لش�باب الصحاب�ة يمك�ن طرحها‬ ‫والحدي�ث عنه�ا‪ ،‬ولي�س هدفن�ا رواي�ة القص�ص‪ ،‬إمّّنا هدفن�ا أن نأخ�ذ الدروس‬ ‫والعبر من هذه النماذج‪ ،‬فالرس�ول صّلى الله عليه وسّلم وصحابته الكرام هم‬ ‫قدوتن�ا في ه�ذه الحياة‪ ،‬حتى لو اختلف الزمان والمكان‪ ،‬إاّّل أ ّن الايمان بالله لا‬ ‫يختل�ف باخت�الف الزمان والم�كان‪ ،‬فبقدر الإيمان تك�ون اله ّمة والعزيمة‪،‬‬ ‫فنقط�ة الاختلاف التي ّغ�ريت واقع هذه الأ ّمة من ح�ال إلى حال تتمركز حول‬ ‫درج�ة الإيمان ال�يت في القلوب‪ ،‬فجيل الصحاب�ة بقوة إيمانهم غ�رّيوا التاريخ‪ ،‬فبعد‬

‫علي�ه وس�لم‪« :‬كلاكم�ا قتل�ه» ث�م‬ ‫ونسائهم ‪ ،‬وإّني أقول عن الأنصار‪ ،‬وأجيب‬ ‫أن كانت العرب عالة على الأمم أصبحوا‬ ‫قض�ى بس�لبه لمعاذ بن عم�رو بن الجموح‬ ‫عنه�م‪ ،‬ي�ا رس�ول الله فارتحل وس�ر حيث‬ ‫س�ادة الأمم بإيمانهم الراسخ القوي‪ ،‬وبهذا‬ ‫ق�ال‪ :‬والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح‬ ‫ش�ئت‪ ،‬وانزل حيث ش�ئت‪ ،‬وصل حبل من‬ ‫الإيمان جعلوا الدنيا بأيديهم يتحكمون‬ ‫ش�ئت‪ ،‬واقط�ع حبل من ش�ئت‪ ،‬وس�الم من‬ ‫به�ا كيفم�ا ش�اءوا‪ ،‬وغرس�وا محبة الله‬ ‫ومع�اذ بن عف�راء »‪.‬‬ ‫شئت‪ ،‬وحارب من شئت‪ ،‬وخذ من أموالنا ما‬ ‫تعالى ورس�وله صّلى الله عليه وس�ّلم في‬ ‫إ ّن ه��ذه النم��اذج له��ي نقط��ة في بح��ر‪،‬‬ ‫ش�ئت‪ ،‬وما أخذته أحب إلين�ا مما تركت‬ ‫قلوبه�م‪ ،‬فتجد أجس�ادهم تتحرك في هذه‬ ‫مقارن�ة م�ع نم�اذج الصحاب�ة الكث�رية‬ ‫علين�ا‪ ،‬فما ائتمرت من أم�ر فأمرنا لأمرك‬ ‫الدنيا وقلوبه�م معّلقة بالآخرة‪ ،‬وإليكم‬ ‫في إيمانه�م وتضحياته�م ال�يت ق ّدموها في‬ ‫فيه تبع فامض يا رسول الله لما أردت فنحن‬ ‫بعض النم�اذج من جيل الصحابة‪ ،‬وأ ّولهم‬ ‫س��بيل الله تع��الى‪ ،‬وفي س��بيل نص��رة‬ ‫معك‪ ،‬فوالذي بعثك بالح ّق؛ لو استعرضت‬ ‫الف��اروق عم��ر ب��ن الخط��اب رض��ي الله‬ ‫دي�ن الله تعالى ونصرة رس�وله صّلى الله‬ ‫بنا هذا البح�ر فخضته لخضناه معك‪ ،‬وما‬ ‫عن�ه‪ ،‬وق�د أس�لم وعمره س�ت وعش�رون‬ ‫عليه وس�ّلم‪ ،‬وفي س�بيل إع�الء كلمة‬ ‫تخّل�ف م ّن�ا رج�ل واح�د‪ ،‬وم�ا نك�ره أن‬ ‫س�نة‪ ،‬و ُعرف بش� ّدته على المسلمين قبل‬ ‫الله في الأرض‪ ،‬ح ّت��ى وص��ل الدي��ن إلى‬ ‫تلقى بنا عدوًا غ�دا‪ ،‬إّنا لصبر في الحرب‪،‬‬ ‫إس�المه‪ ،‬وبإس�المه رض�ي الله عنه تغرّّي‬ ‫م�ا وصل إليه من عزة وشم�وخ‪ ،‬وبعز هذا‬ ‫ص�دق في اللق�اء‪ ،‬لع� ّل الله يري�ك منا ما‬ ‫حال المس�لمين‪ ،‬فق�د وصف عب�د الله بن‬ ‫الدي�ن أعزه�م الله تع�الى‪ ،‬فمقول�ة عمر‬ ‫تق�ر ب�ه عين�ك‪ ،‬فس�ر بن�ا عل�ى برك�ة‬ ‫مس�عود ذل�ك حيث قال‪ « :‬إ ّن إس�الم عمر‬ ‫ب�ن الخطاب لها وقعها حينم�ا قال‪ « :‬نحن‬ ‫الله»‪ ،‬وم�ات س�عد ب�ن مع�اذ ش�هي ًدا بعد‬ ‫كان فتح�ا‪ ،‬وإ ّن هجرت�ه كان�ت نصرا‪،‬‬ ‫ق�وم أع ّزنا الله بالإس�الم‪ ،‬فمهم�ا ابتغينا‬ ‫ش�هر من إصابته في غ�زوة الخندق‪ ،‬ورغم‬ ‫وإ ّن إمارت�ه كانت رحم�ة‪ ،‬ولقد ك ّنا ما‬ ‫الع�زة في غيره أذلن�ا الله»‪ ،‬ولع� ّل واقعنا‬ ‫أن فترت�ه في الإس�الم قليل�ه‪ ،‬إاّّل أّن�ه ق� ّدم‬ ‫نصّل�ي عند الكعب�ة ح ّتى أس�لم عمر‪،‬‬ ‫ال�ذي نحياه لهو أكبر دليل على ما نحن‬ ‫لدين الله ما جعل أبواب الس�ماء ُتفتح له‪،‬‬ ‫فل ّما أس�لم قاتل قريش�ا حت�ى صّلى عند‬ ‫في�ه م�ن ذ ٍل وانكس�ار وما ذل�ك إاّّل لأّننا‬ ‫ابتعدن�ا عن�د دي�ن الله تع�الى‪ ،‬وابتغينا‬ ‫ويهت�ز عرش الرحم�ن لموته‪.‬‬ ‫الكعب�ة‪ ،‬وصلينا معه»‪.‬‬ ‫الع� ّزة في غ�ريه‪ ،‬وحت�ى يعود له�ذا الدين‬ ‫ع�زه ومج�ده ينبغ�ي عل�ى ش�باب الأ ّم�ة‬ ‫وأم�ا الص�ورة الأخ�رية‪ ،‬وال�يت أود نقله�ا‬ ‫وأ ّم�ا س�عد ب�ن مع�اذ فق�د أس�لم على يد‬ ‫أن يغ�رّيوا ما بأنفس�هم بالرج�وع الى الله‬ ‫إليك�م ه�ي لغلام�ني صغيري�ن كان‬ ‫مصع��ب ب��ن عم�ري رض��ي الله عنهم��ا‪،‬‬ ‫ِبت‪1َ 1‬قع]��‪ْ.‬او ٍلمىَ‪،‬ح َّتق�الىاُليلَغهرِِّّتُيعوْا�اَمل�اى ِ‪:‬بَ{أِإْنَُّنفاِهسّّ�لَِله ْلمَا} [ُيالَغررُِِّّيع َدم‪:‬ا‬ ‫لهم��ا موق ًف��ا في معرك��ة ب��در‪ ،‬حي��ث‬ ‫وكان عم�ره واح ًدا وثلاثين س�نة‪ ،‬وفور‬ ‫يص�ف عب�د الرحمن بن عوف ه�ذا الموقف‬ ‫اس�المه تو ّج�ه إلى قوم�ه وق�ال‪ « :‬كلام‬ ‫وأختت�م ه�ذا المق�ال بحدي�ث رس�ول الله‬ ‫بقول�ه‪ « :‬بينما أنا واقف ب�ني ال ّصف يوم‬ ‫نس�ائكم ورجالك�م عل� ّي ح�رام ح ّتى‬ ‫صّلى الله عليه وسّلم‪ ،‬قال‪«:‬لا تزول قدما‬ ‫ب�در نظ�رت ع�ن يميني وع�ن شمال�ي فإذا‬ ‫تس��لموا‪ ،‬فأس��لموا»‪ ،‬وق��د ُع��رف عن��ه‬ ‫عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع‪ :‬عن‬ ‫أن�ا ب�ني غلامين م�ن الأنص�ار فبينم�ا أنا‬ ‫بمواقف�ه الصريح�ة‪ ،‬ولا يخش�ى م�ن قول‬ ‫عم�ره في�م أفن�اه؟ وعن علمه م�اذا عمل‬ ‫كذل�ك إذ غمزن�ي أحدهم�ا فق�ال‪ :‬أي‬ ‫كلم��ة الح�� ّق نص��رة لدي��ن الإس�الم‪،‬‬ ‫ب�ه؟ وع�ن ماله م�ن أي�ن اكتس�به‪ ،‬وفيم‬ ‫ع� ّم هل تع�رف أبا جهل بن هش�ام؟ فقلت‪:‬‬ ‫فمواقف��ه كث�رية ومنه��ا مقولت��ه ال�يت‬ ‫أنفق�ه؟ وعن جس�مه في�م أب�اله ؟»‪ ،‬فهي‬ ‫نع�م وما حاجت�ك إليه يا اب�ن أخي؟ فقال‪:‬‬ ‫قاله�ا لرس�ول الله صّل�ى الله عليه وس�ّلم‬ ‫دعوة للشباب إلى التفكر بهذا الحديث‪،‬‬ ‫أخ�ربت أّن�ه يس� ّب رس�ول الله صل�ى الله‬ ‫في معرك�ة ب�در‪ ،‬حينم�ا وق�ف الرس�ول‬ ‫واستش�عار الوق�وف ب�ني ي�دي الله تعالى‬ ‫عليه وس�لم والذي نفس�ي بي�ده لو رأيته‬ ‫صّلى الله عليه وسّلم يستشير المسلمين‬ ‫للس�ؤال‪ ،‬وإع�داد الأجوب�ة ال�يت س�تق ّدم‬ ‫لا يف��ارق س��وادي س��واده ح ّت��ى يم��وت‬ ‫في الخ�روج لقت�ال الكف�ار‪ ،‬وق�د تح ّدث‬ ‫لله تعالى‪ ،‬فعلينا أن نحاسب أنفسنا الآن‬ ‫الأعج�ل م ّن�ا ق�ال‪ :‬فأعجب�ين قول�ه‪ ،‬ق�ال‪:‬‬ ‫المهاج�رون‪ ،‬وأراد ال ّن�ي ّب صّل�ى الله علي�ه‬ ‫قبل أن نحاس�ب‪ ،‬ولينظر ك ّل شاب ماذا‬ ‫فغمزن�ي الآخر وق�ال مثلها فلم أنش�ب أن‬ ‫وسّلم أن يسمع رأي الأنصار‪ ،‬فوقف سعد‬ ‫ق� ّدم في س�بيل الدع�وة لله تع�الى‪ ،‬وماذا‬ ‫رأي�ت أب�ا جه�ل يج�ول ب�ني الن�اس فقلت‬ ‫بن معاذ وق�ال‪ « :‬والله لكأّنك تريدنا يا‬ ‫ق ّدم في سبيل اصلاح مجتمعاتنا‪ ،‬فنسأل‬ ‫لهما‪ :‬هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه‬ ‫رس�ول الله « ث� ّم ق�ال مقالت�ه‪« :‬فق�د آمنا‬ ‫الله تع�الى أن يصلح حالنا‪ ،‬ومجتمعاتنا‪،‬‬ ‫فابت�دراه فضرب�اه بس�يفيهما فقت�اله ث ّم‬ ‫ب�ك وص ّدقن�اك‪ ،‬وش�هدنا أ ّن م�ا جئ�ت به‬ ‫أتي�ا النبي صل�ى الله عليه وس�لم فأخبراه‬ ‫ه�و الح� ّق‪ ،‬وأعطيناك على ذل�ك عهودنا‬ ‫وأن يع�ود لهذا الدي�ن ع ّزه ومجده‪.‬‬ ‫بم�ا صنع�ا فقال‪»:‬أيكما قتل�ه؟» فقال‬ ‫ومواثيقنا على الس�مع والطاعة‪ ،‬فلعّلك‬ ‫ك ّل واح�د منهم�ا أن�ا قتلت�ه فقال‪»:‬هل‬ ‫يا رسول الله تخشى أن لا تكون الأنصار‬ ‫مس�حتما س�يفيكما؟» قلن�ا‪ :‬لا‪ ،‬ق�ال‪:‬‬ ‫يريدون مواساتك‪ ،‬ولا يرونها ح ّقا عليهم‪،‬‬ ‫فنظر في الس�يفين فقال الن�يب صلى الله‬ ‫إاّّل أن ي��روا ع��دوا في بيوته��م وأولاده��م‬

‫ُعل ّية الج َعار‬ ‫خنساء هذا ال ّزمان‬ ‫الأستاذة سوسن مصاروه‬ ‫ول�دت الش�اعرة ُعلي�ة في مص�ر ع�ام ‪ 1935‬أنه�ت الثانوي�ة في‬ ‫أنا ريحان ٌة يعلو َجبيني في حمى ديني‬ ‫قريته�ا طنط�ا وانتقل�ت لتلتحق بكلية الحق�وق‪ ،‬عملت بعد‬ ‫وفي ظل من الإسلام رب الناس يحييني‬ ‫تخ ّرجه�ا في الصحاف�ة ث� ّم في المحام�اة ث� ّم عمل�ت في الش�ؤون‬ ‫ونور الحق يرويني وخير الخلق يهديني‬ ‫القانون ّي�ة في التلفزي�ون ح ّت�ى وصل�ت في نهاية المط�اف إلى أن‬ ‫أنا ريحانة تسمو على ك ّل الرياحين‬ ‫تك�ون مستش�ارة رئي�س اتح�اد الإذاع�ة والتلفزي�ون‪ .‬ب�دأت‬ ‫على آفاق أّيامي شموس الأمن والإيمان‬ ‫الش�اعرة بالكتاب�ة وهي في س� ّن صغ�رية بالخواط�ر والأمثال‬ ‫وقلبي عامر بالحب والإخلاص للرحمن‬ ‫والقص�ة القصيرة‪ ،‬وكان لوالدها العامِِل الأزهر ّي والش�اعر َدور‬ ‫وأّنى سرت يكون ردائي بالتقى مزدان‬ ‫كب�ري في توجيهها للأدب‪ ،‬كان يش�رتي له�ا الكتب الأدب ّية‬ ‫أنا في جّنة التوحيد أحيا في سنا القرآن‬ ‫لين ِّم�ي فيها حب الش�عر كما ن ّم�ى فيها حب الإس�الم والالتزام‬ ‫أنا من أّمة الإسلام لي شأني ولي قدري‬ ‫وعمري مثمر بالعزم والايثار والخير‬ ‫والدع�وة الى الله‪.‬‬ ‫هي الش�اعرة الإس�الم ّية عل ّية الج ّعار ريحانة س َمت على كل‬ ‫تزوج�ت‪ ،‬ولم يمنعه�ا زواجه�ا من إبداء مش�اعرها نح�و أ ّمتها من‬ ‫الرياحين‪ ،‬الخنس�اء في شموخها واعتزازها وش�عرها وبكائها‪،‬‬ ‫خلال ش�عرها‪ ،‬لها ولد واحد وعدد من الأحفاد ث ّم أحفاد الأحفاد‪.‬‬ ‫وإن كانت الخنس�اء الأولى قد بكت أخاها و َرثته في أش�عارها‬ ‫ق ّدم�ت الش�اعرة العدي�د من الأبحاث في الدراس�ات الإس�الم ّية –‬ ‫فق�د بكت خنس�اء العص�ر أ ّمتها الإس�الم ّية فم�ألت الدواوين‬ ‫أدب ّي�ة‪ ،‬دعو ّي�ة‪ ،‬وتربو ّي�ة – كان بعضها برام�ج في التلفزيون‬ ‫بالقصائ�د تس�تصرخ ليصح�و م�ن غفوته�م وغفلته�م ونومه�م‬ ‫والإذاع�ة‪ ،‬وكان�ت تعت�ز بأ ّن صوته�ا هو أول صوت نس�ائ ّي في‬ ‫الذي طال‪ ،‬تناديهم عبر أش�عارها وتذك ّرهم بإسلامهم ودينهم‬ ‫إذاع�ة الق�رآن الكري�م من خ�الل برنامج م�ن ( في�ض الإيمان)‬ ‫وبرنام�ج (كلم�ات م�ن ن�ور) وبرنام�ج ( ب�ني المهن�ة والهداية) و‬ ‫ورسالتهم‪.‬‬ ‫(قط�رات الن�دى) و (مناجاة) ‪ .‬دافعت من خ�الل برامجها وأعمالها‬ ‫ع�ن المرأة المس�لمة فكتبت ع�ن ُرفيدة أول طبيبة في الإس�الم‪،‬‬ ‫وع�ن الرميص�اء‪ ،‬وأظه�رت َدور الم�رأة الأصي�ل في تربي�ة أبنائها‬

‫خّلفت فوق أرضنا استعمارا‬ ‫والحروب التي توالت علينا‬ ‫عل�ى الإس�الم والأخ�الق والق َي�م وأوضح�ت م�ن خ�الل برامجها‬ ‫واحتلااًًل واستعبد الأحرارا‬ ‫أشبع المسلمون ذاًًل وقهرا‬ ‫كي�ف أ ّن الإس�الم أعطاه�ا حقوًق�ا كامل� ًة ما كان�ت تحلم‬ ‫به�ا م�ن قبل‪ ،‬وها هو الغ�رب ي ّدعي اليوم أ ّن الإس�الم يظلم المرأة‬ ‫وتس�تمر نداءات الش�اعرة فتعدد في قصيدتها جراح المس�لمين‬ ‫وأّنه ج ّحدها حقوقها وإنس�ان ّيتها فكانت الجمع ّيات ال ّنس�و ّية‬ ‫ال�يت تن�زف في ك ّل م�كان‪ ،‬ومع ه�ذا ال ّنزيف المس�تمر لا يجد‬ ‫التي تحارب الإس�الم لتفكيك الأسرة من ال ّداخل ‪ .‬تقول في أحد‬ ‫المس�لمون َم�ن يط ِّه�ر جراحه�م ولا من ي�داوي آلامه�م‪ ،‬لا يجدون‬ ‫وأنوثتي عاٌر يسي ُر ورائيا‬ ‫قصائدها‪:‬‬ ‫نص�ر ًيا لا من هيئ�ة أمم ولا من عصبته�ا ولا ممن والاها‪:‬‬ ‫في الجاهل ّية كن ُت ك ًّما مهماًًل‬ ‫غ ّض ع ّنا أبصاره واستدارا‬ ‫مجلس الأمن إن أتيناه نشكو‬ ‫أحيا مضيعة الحقوق ذليلة‬ ‫لا تداري ولا ت ّدعي الإنكارا‬ ‫عصبة ب ّينت لنا ك ّل ش ّر‬ ‫إن لم يئدني في الطفولة آليا‬ ‫لق�د أع�ادت الش�اعرة ُعل ّي�ة ال َجع�ار عص�ر الغرب�ة م�ن خ�الل‬ ‫حتى أضاء الكون نور مح ّمد‬ ‫ديوانه�ا ال�ذي جاء تح�ت عن�وان (مهاجرون ب�ال أنص�ار)‪ ،‬ديوان‬ ‫صّلى عليه الله نو ًرا هاديا‬ ‫واك�ب محن�ة العالم الإس�الم ّي عرّّبت فيه عن هموم المس�لمين‬ ‫وملأت�ه بق�رارات الإدان�ة موجه�ة إياه�ا إلى الح�كام الع�رب‬ ‫فرضت حقوقي في الكتاب وكّلها‬ ‫وال ّش�عوب‪.‬‬ ‫تحكي حياتي أو تؤمن ماليا‬ ‫كان�ت ومن خ�الل كتاباته�ا وأش�عارها تب�نّي كيف كان‬ ‫الناس يدخلون دين الإس�الم بالإقناع العقلي وكيف أ ّن ش�اًبا‬ ‫افتخ�رت ال ّش�اعرة دائ ًم�ا بديوانه�ا ال ّش�عر ّي ( ابن�ة الإس�الم )‬ ‫مث�ل مصع�ب ابن عم�ري يترك الم�ال والج�اه والحي�اة الكريمة‬ ‫وكان�ت تح� ّب أن ُتكن�ى به�ذا الاس�م‪ ،‬حي�ث تق�ول فيه‪:‬‬ ‫ويتب�ع دي�ن الله؛ لأّنه دين الح� ّق والحر ّية ‪:‬‬ ‫يا سائاًًل عني وعن أبائيا‬ ‫المؤمنو َن كواكب تتألق تسري بآفاق ال ّرضا وتحّلق‬ ‫يمشون هوًنا في الحياة عليهم تاج السكينة والوقار ورونق‬ ‫الخير من أعطافهم يتدفق والنور يسري في الوجوه ويشرق‬ ‫أوليس أصلي كالحقيقة زاهيا‬ ‫امت�از ش�عرها بالإيم�ان ال�ذي يصحب�ه ال� ّدفء‪ ،‬فكان�ت إحدى‬ ‫إّني ابنة الإسلام أكرم والد‬ ‫ال ّرائ�دات في مي�دان الكلم�ة الأصيل�ة الموحية ال ّنابض�ة بالف ّن‬ ‫حسبي من الدنيا به نس ًبا ليا‬ ‫والق َي�م ال ّنبيلة‪.‬‬ ‫ش�اركت ش�اعرتنا في كثير من المؤتمرات وال ّندوات‬ ‫ع�رّبت فيه�ا ع�ن انتمائه�ا لدي�ن الإس�الم وأ ّمة‬ ‫جاه�� َدت بالكلم��ة كم��ا جاه��د غيره��ا‬ ‫الإس�الم وكانت تدعو ال ّش�عراء وأصحاب‬ ‫بالس�يف‪ ،‬جاهدت في ِشعرها لتنشر قضايا‬ ‫الأ ّم�ة عل�ى ق�در اس�تطاعتها‪ ،‬فرحل�ت الى‬ ‫القلم الح ّر إلى الاهتمام بقضايا المسلمين‬ ‫البوس�نة عندم�ا حدث�ت المأس�اة لا لتحمل‬ ‫الس�الح وتقاتل به أعداء الله وإمّّنا لتدعم‬ ‫الفأيقفلص�س�ى الطمبي�ناربكش�الأسك�رلي‪،‬خاوُأّثصر‬ ‫ومآس�يهم‬ ‫ذل�ك الش�عب المس�لم في محنته لتنق�ل لنا‬ ‫والمس�جد‬ ‫صورة من أبش�ع صور المجازر ضد المس�لمين‪،‬‬ ‫عنه�ا جمل�ة كان�ت تردده�ا في ك ّل‬ ‫فرأت كيف ُيذبح المسلم ذبح ال ّنعاج وتغتصب‬ ‫مناس��بة ( لا وق��ت الآن للعاطف��ة‪ ،‬و لا‬ ‫الم��رأة أم��ام محارمه��ا فكان��ت قصيدته��ا مذاب��ح‬ ‫ص�وت يعل�و ف�وق ص�وت المعرك�ة)‬ ‫المس�لمين ال�يت ج�اءت في ‪ 44‬بي ًتا تق�ول فيها‪:‬‬ ‫أع ِلنوها أبناء ديني مرا ًرا‬ ‫كان��ت ُعل ّي��ة ام��رأة مس��لمة ملتزم��ة‬ ‫أطلقوها ورددوها شعا ًرا‬ ‫بدينها وس�لوكها وعلاقاته�ا‪ ،‬لم يمنعها حجابها‬ ‫أ ّيها المسلمون هيا استفيقوا‬ ‫والتزامها من أن تكمل المس�رية التي بدأتها أ ّمهات المس�لمين‬ ‫نحن مستهدفون دي ًنا ودا ًرا‬ ‫وال ّصحابي�ات وم�ن بعده ّن م�ن التابع ّيات‪ ،‬ف�كان عطاؤها في‬ ‫أصبح المسلمون في الأرض صي ًدا‬ ‫ش�عرها جه�ا ًدا في س�بيل الله‪.‬‬ ‫ُحُيكم المعتدي عليه الحصارا‬ ‫ال ّش�اعرة لها دواوين ع ّدة كان لها الأثر البالغ في ال ّنفوس‪ ،‬منها‬ ‫م�ا ُذكر في ال ّس�طور في الأعل�ى‪ ،‬ومنها‪( :‬إّني أح�ب) ‪( ،‬أتحدى‬ ‫به�واك الدني�ا)‪( ،‬غريب أنت يا قلبي)‪( ،‬ابنة الإس�الم)‪( ،‬مهاجرون‬ ‫بلا أنصار)‪.‬‬

‫حصل�ت عل�ى جائزة أفضل قصيدة (إس�الم وأمومة ) من الايسيس�كو ع�ام ‪1996‬م وعلى جائزة س�عود البابطين لأفضل قصيدة‬ ‫عام ‪1990‬م‪.‬‬ ‫وفي الع�ام ‪2003‬م‪ ،‬بع�د رحل�ة مع المرض وال ّتعب والإرهاق رحلت ال ّش�اعرة ال ّريحانة خنس�اء هذا ال ّزمان‪ ،‬رحل�ت عن الدنيا لتترك‬ ‫أش�عارها وقصائدها تتحدث عن واقع الأ ّمة المكلومة‪.‬‬ ‫رحلت ابنة الإسلام وتركت فرا ًغا في المسيرة ال ّشعر ّية الرّّتبو ّية ال ّدعو ّية المعاصرة‪.‬‬ ‫رحلت وتركت خلفها ثروة وعل ًما ينتفع به ال ّناس ليكون لها أجر وثواب ما قرؤوا وما تعّلموا منه‪.‬‬ ‫ه�ذه ه�ي المرأة المس�لمة التي توظف ما تملك من أج�ل دعوة الله فإن كانت واعظة وعظ�ت‪ ،‬وإن كانت داعية دعت‪ ،‬وإن‬ ‫كانت ش�اعرة أبدعت‪ ،‬وإن كانت كاتبة كتبت‪ ،‬وإن كانت ر ّس�امة رسمت‪ ،‬إ ّن الدعوة الى الله واجب المرأة كما هو‬ ‫واجب ال ّرجل ولك ٍّل دوره‪:‬‬ ‫ومضي�� ُت أس��تب ُق ال ّرج��ال الى ال ُعلا لينير في الخالدين حياتيا‬ ‫ُولدت ال ّشاعرة ُعل ّية وعاشت وماتت للإسلام‬ ‫فماذا فعل ُت أنا وأن َت وأن ِت وك ّل صاحب تخ ّصص فينا؟‬ ‫أين ش�اعراتنا المس�لمات بل الملتزمات بالمنهج والكلمة والموقف؟ تقول‬ ‫الكلمة القوية تساند ال ّدعوة وال ّدين‪ ،‬جريئة لا تهاب ولا تخشى أح ًدا‪.‬‬ ‫أي�ن الم�رأة صاحب�ة ال ّتخ ّص�ص ال ّش�اعرة‪ ،‬ال ّداعي�ة‪ ،‬المربي�ة‪ ،‬الكاتب�ة‪،‬‬ ‫ال ّر ّس�امة‪ ...‬تضع عاطفتها وحياتها من أجل خدم�ة قضايا أ ّمتها؟ وتعالج‬ ‫هم�وم المجتم�ع الفلس�طين ّي لتبنّّي للعالم أجم�ع ما نحن فيه‬ ‫أين الم�رأة ال ّش�اعرة‪ ،‬ال ّداعية‪ ،‬المربي�ة‪ ،‬الكاتبة‪ ،‬ال ّر ّس�امة‪ ،‬ال ّصادقة في‬ ‫مش�اعرها وفي قلمه�ا‪ ،‬التي تهتم بقضايا أبنائن�ا ال ّتعليم ّية والرّّتبو ّية؟‬ ‫نع�م نري�د ال ّنس�اء المجاه�دات بالكلم�ة كم�ا يجاه�د غيرن�ا أي ًض�ا‬ ‫بالكلم�ة‪ ،‬لكنهم هم يجاه�دون من أجل باطلهم‪ ،‬أفلا نجاهد نحن من أجل‬ ‫ح ّقن�ا ونحن أه�ل الح ّق!!‬ ‫نريد المرأة ال ّشاعرة كما نريد ال ّطبيبة والمهندسة والمد ّرسة وال ّداعية‬ ‫نريد ال ّش�اعرة لتعرّّب عن أحاس�يس وآلام غيرها من ال ّنس�اء تجاه الوضع القائم في‬ ‫مجتمعنا‬ ‫يكفين�ا الحدي�ث ع�ن العواط�ف والعش�ق والغزل واله�وى والدنيا وسفاس�ف‬ ‫الأم�ور‪ ،‬ويكفين�ا الكلمات التي لا معنى لها ‪ ،‬خواط�ر خالية وزفرات متهالكة‬ ‫لا فائدة منها‪ ،‬لا نريد َمن تكتب ليقال كاتبة أو ش�اعرة أو أديبة‪ ...‬بل نريدها‬ ‫س�ه ًما في جعبة الإس�الم أن تقف على ثغرة تدافع وتنافح‬ ‫أ ّيته�ا الأخت في ك ّل مكان إن كن ِت صاحبة قلم فلتكن كلماتك س�هام‬ ‫ح ٍق ‪ ،‬كلمات صدق تعينين بها على تغيير الواقع‪.‬‬ ‫نريدك خنساء هذا الوقت وريحانة البيت والمجتمع‬

‫ﻛـــــﺮاج ﻣﻌﺘﻤــــﺪ وﻣﺮﺧـــﺺ ﻟﺸــــﺮﻛﺘﻲ‬ ‫إﻛﺴﺎل ﻫﺎﺗﻒ‪ | - :‬ﻓﺎﻛﺲ‪- :‬‬

‫مفهــوم‬ ‫الرّّتبيــــة‬ ‫الإسلام ّية‬ ‫ناحية أخرى حُُتقق ال ّتوازن لل ُمسلم من حيث رفضها لل ّت َط ُرف في‬ ‫الواض ُح‬ ‫بأّنها المنه ُج‬ ‫الُيذع ِّري رفسُعملهماالءُقالمُرآ ُسن�اللميكنراليرََُّّمتبوايلَةُّاسلنإةسا�لاّنبلموَّّييةة‪،:‬‬ ‫ال َّطاع�ة‪ ،‬فق�د كان ال َّنبي علي�ه ال ّصلاة وال ّس�الم يقوم لصلاة‬ ‫برعاية‬ ‫وتتك َّفل‬ ‫الّلي�ل وينام‪ ،‬ويصوم و ُيفطر‪ ،‬ويتزوج ال ّنس�اء‪ ،‬كما أّنها تدعو‬ ‫االلإُعنلسم�ااء لنلمرّّتنبيحية�الإث السبلادمِنّيوةا‪،‬لوعمقنِهلاوتالعرروي ُحف‪،‬هاوقب�أّندهتاعت َّدحدضتيتر اعلإرنيفسااتن‬ ‫إلى ال ّتخل�ي ع�ن الأنان ّي�ة‪ ،‬لق�ول ال ّن�ي ّب علي�ه ال ّصلاة وال ّس�الم‪:‬‬ ‫للحياة في ال ّدنيا والآخرة‪ ،‬ومن تعريفاتها‪ :‬أَّنها المفاهيم المُترابطة‬ ‫ال«اَبَلخُي�ْاؤرِمّ�يُ]ن أوتَحقُد�وُمكا�لرّْمّ‪،‬تبحي َّ�ت�ة اىلإُحُسِي��ا َّلبملّيأ ِةخيعِهل�ماى ُحتُِريب�يُّ�بةِل َانلْفف ِ�سر�دِه»ع[لر�واىه‬ ‫طاع�ة الله تع�الى وعبادته في جميع مجالات الحي�اة‪ ،‬العلم ّية‪،‬‬ ‫االلإتيس�تانلمض‪،‬بوُتطبب�نفي للك ٍرف�ورأدسال�اَّطٍرسيواقحالد�ذوتيعتيجمدبععلليىهمأبانديئسو�أُلخلاكهق‬ ‫فواالاعلجًاتفماي جُع ُّيم�تةموعغهي‪،‬روهاع‪،‬دومف إقغمفباالده لئآالخإرتس�ها‪،‬لفمتوققويممعهل‪ ،‬وى بجنعالء اهلففرردًاد‬ ‫بم�ا يتوافق مع تل�ك المفاهيم والمبادئ‪ ،‬وجاء أيض�ًا في تعريفها‪:‬‬ ‫المُس�لم المُتكامل والمُتوازن‪ ،‬ال�ذي يهتم بجميع جوانب كيانه‪،‬‬ ‫أّنه�ا ال ّطريق�ة الأفضل في ال َّتعامل مع فطرة الإنس�ان‪ ،‬وتعليمه‬ ‫بمننطحه�رٍوجي�الوٍأقوفُمسباضائ�شلل�‪ٍ،‬رتوخوتغيكُّرذصُلمب�بتالكشُ�كعرّارل‪،‬ف َ�ّطرتك‪:‬يالبقأَّنة؛هكاللتترومبةجي�يواةهلااُلقل�إّنطدفوس�ةا‪،‬لنبونوارتًءعغايعييلترههى‬ ‫فيتعام�ل معه�ا بواقع ّية وبما يتناس�ب مع فطرته‪.‬‬ ‫‪2‬ـ تحقي�ق الرّّتبي�ة الفكر ّي�ة والعمل ّي�ة مع�ًا‪ :‬بحي�ث ُيترج�م‬ ‫بتنا ًءكاعملل ّىي�مٍةباتدشئ�المإلسلجامميو�نعظجروياانتبه�‪،‬هفااللبرّّدتنبّيي�ةةالوإالسعلاقلم ّّييةة‬ ‫بطريق� ٍة‬ ‫[االَآلَاومَُللامللأَنتس�فْع�صفوعلاَم�ع�مَُالفوإ‪َ:‬وللعي‪2َ،‬نِمـفم*احُ‪3‬لين]يوَ�ها ُكاإل�ثَكلرّثقىب�صاراَُملسٍحِي�ِْتقللمً�تعوا�ن� ٍااِآكتليِ}ع�ى[عاان‪:‬ل�{مرتََلديا��عاللاَُّّدقلَيأ‪�:‬ـ‪ُّ،‬ي�‪9‬رَفهآِ‪2‬هاا]لَناأَّلو‪،‬لاِنهلذَُبتتي�ُعقكعَانودقُلآل�وَمىعلُو��نار�هبنَمو�ات�خُماُِعِطمَاَل�َالابَلت َلتيُفقْىنفةو‪:‬اَُلاعل{�لُاإلَّلأو�يقَذمونواياََمنَننلا}‬ ‫وال ّروح ّية‬ ‫‪3‬ـ َمَْج�ع الرّّتبي�ة الإس�الم ّية ب�ني ال ّطاب�ع الف�رد ّي والجماع� ّي‪:‬‬ ‫حيث ُتربي الإنس�ان على الفضائل‪ ،‬وحُُت ّمُله مسؤول ّية أعماله‪،‬‬ ‫منهج ُمتكامل لرعاية الإنسان وتربيته على الأخلاق الحسنة‪،‬‬ ‫و ُك ّل ذل�ك لا يع�ين انفصال�ه ع�ن اجُُملتم�ع ال�ذي يكف�ل ل�ه‬ ‫ا‪1‬لوـرّتّتتبضحيمقة�يا�لنإلق�ساهللاّتال ّمتطّيو�اةوزرنعاللمواتل�ىّتواموازجف�نمقووالبمعتيٍةنمالكناحامليُأ�اةسلالفّسدي‪،‬نيو�شا�هوخايلآص ّخيكرةةمال‪،‬امُويستأ�تقلومي‪:‬م‪:‬‬ ‫ال ّتكام�ل وال ّتكاف�ل والق�وة‪ ،‬فب�نّي الإس�الم أ ّن المُس�لم عو ٌن‬ ‫بحي��ث أنه��ا تهت�� ُّم بجمي��ع جوانب��ه ال ّش��خص ّية‪ ،‬وال ّروح ّي��ة‪،‬‬ ‫اللأفخ�يرهد‪،‬المُوُتس�ؤلم‪،‬ك�دكعملا أىّنهد�وارُتالعُأّزسز�أرهةمفيية اهل�ُقذ�هدالورّاّتتبيفةي‪.‬ال ّتأثير على‬ ‫‪4‬ـ تربي�ة الفرد على ُمراقبة ربه‪ :‬حي�ث ُت َن ّمي فيه ال ّدافع وال ّرقيب‬ ‫للَِتمووباا�قْلَلشَدبون�نلجا�َلهمصُّهسدتَ‪�،‬رْلنلَعَينوماااّقْليف}ل[وُاةفلىَل‪:َ�،‬ؤس{اقهواََاودلتالإْبصنععَ�تُ�ِاقغكسللاُِّفّصيلِىي‪:‬نُأ‪:‬ةَ‪،ْ7‬و{موَ‪7‬لَا]وِوئعلآاَْاتلَحقااَّكتتل�َْجقهكَتاىُوهكامّفالََّجالَََُّتملن�عزاساّلَيعَلَّمْدْةنيا‪،‬هكَُرهَياووَ�مالسُفلآَلْةاؤِساانخَُلئَِكدر�فيوَِهبةل�ع‪ً،‬تاَاِوه}لأو[لّاحُيماِلُ�عَإتةْتلرنٌسمقفب َِرإهياقاسَّآءنااَل‪:‬نٍالمنلإ‪3َِّ6‬وص]صسسا�ي�لواَحبْممحلَدَةم‪،‬عنك‬

‫ال ّرغبة ال ّداعية لل ّتد ُّين عندهم‪ ،‬وتربيتهم‬ ‫كالعقائ�د والقي�م ال ّربان ّي�ة‪ ،‬ولك ّنه�ا‬ ‫ال ّداخل� ّي الذي يجعل�ه ُمس�تقيمًا‪ُ ،‬مراقبًا‬ ‫على القيم المُستم ّدة من الإيمان ال ّصحيح‬ ‫في نفس الوقت تدعو المُس�لم إلى ال ّتجديد‬ ‫اليِهّرََِّ‪5‬بفلـَلاهللااَّفلسمَخي�حََْاميجفاَفِءم�}ظي�[آ�ىعةلأَع َعلعْعِيمم�لا�رله�ا� َنهشى‪5�،:‬لْ]نيقٌقءو�ليِ�ِاهفءتالاعَألاْرفل ِىط‪:‬ض��{َِإورلَّاةن‬ ‫بأركان الإيمان‪ ،‬وم ّدهم بال ّطاقة ال ّروح ّية‬ ‫وفاليُأ ُصكولل‬ ‫وال�يت هي أسم�ى ال ّطاقات وه�ي نفخة من‬ ‫تتغ�ري‬ ‫بمطال��ب الحي��اة ال�يت‬ ‫روح الخال�ق‪ ،‬يق�ول تعالى‪َ {:‬وَن َف ْخ� ُت ِفي ِه‬ ‫ال ّثوابت‬ ‫زمن‪ ،‬مع احُُملافظة عل�ى‬ ‫ِ‪4‬مـ� ْانلأُرهو�ِحداي}ف[االل ُحخ ُلجقرّ‪:‬ي�‪29‬ة]‪ :‬م�ن خ�الل تعلي�م‬ ‫العا ّمة الإسلام ّية‪ .‬فالرّّتب ّية الإسلام ّية هي‬ ‫الف��رد الأخ�الق الإس�الم ّية والفضائ��ل‬ ‫ال ّطري�ق التي ترَّبى بها ال ّصحابة رضي الله‬ ‫ال�يت تس�اهم في نش�ر الخ�ري والفضيل�ة‬ ‫عنه�م؛ بتن ُّزل ال ُق�رآن عليهم‪ ،‬كتربيتهم‬ ‫الإنس�ان ّية‪ :‬فالإنس�ان يولد عل�ى الفطرة‬ ‫في المجتم�ع‪ ،‬فالأخ�الق هي روح الإس�الم‬ ‫ب�در عل�ى أ ّن ال ّنصر‬ ‫اََفزلَأنهََّْْلقَكّيماَهَةه�‪،‬اال*ُفَقوَُجقولْودَهر ََتهخ�اعاَابَولََتمىْ‪:‬قنَ{وَاَدوَََّنهس�ْفاا َ*هٍاَقس}�[َْاودلَمَأاْفشَلَ�سم�ََّحواسَمَ‪:‬ه�ا‪7‬نـ*‬ ‫وجوه�ره‪ ،‬وقد مدح الله تع�الى نب ّيه عليه‬ ‫مغ��نزوعةنُأدحا�للده‪،‬‬ ‫و َح ّل�ه لتنا ُزعه�م في‬ ‫في ي�وم‬ ‫‪ ]10‬فالرّّتبي�ة الإس�الم ّية ُتط ّهر نفس الفرد‬ ‫ال‪5‬لَـعّاللص�أ�اهى�لُدخةاُلو�افلٍاقّلسَ�جعاِسظل�يم ٍدمخِّي}ِ[ُابةلُل‪:‬ققمل���هنم‪:،‬خف‪]�4‬اقاللل‪َ {:‬وضِإَّنب�� َطك‬ ‫تع�الى‪،‬‬ ‫مي��ول الإنس��ان لل ّنش��اط الحرك�� ّي‬ ‫الجسد ّي؛ بتحديد نوع ال ّنشاط وضبطه‪،‬‬ ‫وفي غ�زوة الخن�دق نزل�ت بع�ض الآي�ات‬ ‫بال ّتق�وى وال ُبع�د ع�ن المعاص�ي؛ للحفاظ‬ ‫وتحقي�ق ال ّت�وازن ب�ني ه�ذا المي�ول وب�ني‬ ‫ال�يت فضحت المُنافق�ني‪ ،‬وث ّبت�ت المؤمنين‪،‬‬ ‫عل�ى ه�ذا ال ّنقاء‪ ،‬وتق�وم بص�رف رغباته‬ ‫وكان ال ّن�ي ّب علي��ه ال ّص�الة وال ّس�الم‬ ‫بم�ا ُيناس�بها‪ ،‬كتش�ريعه لل ّص�وم لمن لا‬ ‫الح�الل والح�رام‪.‬‬ ‫يس�تثمر ال ُفرص مع صحابته؛ لتعليمهم‬ ‫يه�مو ُمكفنيهداللّزه�وامجو‪،‬لُأومتصهرم‪.‬ف أوقات فراغهم بما‬ ‫‪6‬ـ الأه�داف الاجتماع ّي�ة‪ :‬بتحديد علاقة‬ ‫‪6‬ـ توجيه الإنس�ان نح�و الخير‪ :‬بما ُتقدمه‬ ‫الف�رد بالبيئ�ة والكون‪ ،‬وبي�ان ضوابط‬ ‫وتربيته�م‪ ،‬وس�ار بع�ده أصحاب�ه رض�ي‬ ‫للإنس�ان م�ن تش�ريعات تجعل�ه رحيمًا‪،‬‬ ‫بعحليا�قت�ثهُيبغص�بر�يهح‪،‬فاوالعأ�نا ًلش�فيط جُةُالمتتيممُُعي�اره ُبس�مه�اا‬ ‫الله عنه�م في نف�س ال ّطري�ق؛ حيث قاموا‬ ‫ِإذلسلَّا�ا َرعكْميأًْاَّنحل�هًل��اةخيِلجْرل‪،‬عَعللامََلِقتيولَمنه}ع[اتيل�أعاناربلايلى�ّ‪:‬ت�ا{فءَاو‪َ:‬ماض‪�َ 7‬أ‪ْ0‬ر‪]1‬لَسبْوليَمنن�ا�هَمكن‬ ‫يحمل�ه من أفكار وقيم أخلاق ّية‪ ،‬فتح ُّثه‬ ‫بتعليم ال ّتابعين ما تعلموه من ال ّنب ّي عليه‬ ‫على صل�ة أرحامه‪ ،‬و ُمراع�اة ُحقوق جاره‬ ‫الص�الة والس�الم وترّب�وا علي�ه‪ ،‬ليق�وم‬ ‫وغير ذلك‪.‬‬ ‫الأش�خاص بحم�ل الإس�الم ونش�ره على‬ ‫ه�و ال ّتق�وى والعم�ل ال ّصالح‪ ،‬كم�ا أّنها‬ ‫عل ٍم وف ْقه‪ ،‬ودعوة الناس إلى التم ُّسك به‪.‬‬ ‫ُتو ّج�ه نحو القي�م التي َتك َفل له�م الفوز‬ ‫مصادر الرّّتبية الإسلامّية‬ ‫أه��داف التربي��ة الإس�المية للتربي��ة‬ ‫للترب ّي�ة الإس�الم ّية العدي�د م�ن المصادر‪،‬‬ ‫الإس�الم ّية العدي�د من الأه�داف‪ ،‬ومنها ما‬ ‫وه�ي كما يأتي‪:‬‬ ‫‪1‬ـ ال ُق�رآن الكري�م‪ :‬وهو الكت�اب الذي‬ ‫يأ تي ‪:‬‬ ‫في ال ُدنيا والآخرة‪ ،‬كالإخلاص‪ ،‬و ُمراقبة‬ ‫أنزل�ه الله تعالى عل�ى ال ّنب ّي عليه ال ّصلاة‬ ‫‪1‬ـ الأه�داف ال َع َقد ّي�ة‪ :‬م�ن خ�الل توجي�ه‬ ‫اَالتل�ل��ُعلهَّازهاللتَِّىدع‪:‬كي�{ااَََونةلَمَُىاوح ََُأنذوِِلامَفل�ُ�رّاتََوء�اكوَِإوِلدُيَّايِِلق�ك�َييُْنلُعماُْبل�عَُودقلاِّويياال�َامههَِّّةَّ‪َ،‬صل}َ[للواالخُمَُبةنْم�يَِولنهُ�ي�ِقْصؤةوُت‪:‬ليو‪]َ5‬هان‬ ‫وال ّس�الم‪ ،‬بواس�طة الوح�ي جبري�ل عليه‬ ‫الفرد لل ّتم ُّس�ك بعقيدته ال�يت ُتو ّجهه إلى‬ ‫وال ّص�رب‪ ،‬وال ّصدق‪.‬‬ ‫ال ّس�الم‪ ،‬ففي�ه تثبي�ت للقل�ب‪ ،‬وترس�يخ‬ ‫للإيم�ان‪ ،‬وتعليم ال ُق�رآن وقراءت�ه‪ ،‬لقوله‬ ‫العم�ل في ض�وء ه�ذه العقي�دة‪ ،‬فتعمل‬ ‫‪7‬ـ تق��وم الرّّتبي��ة الإس�الم ّية عل��ى‬ ‫اِبتَلوع�رَّعذلِّل�هتْي�ابُفِهلي�ك�اىَْللؤم‪:‬ةاُ�‪،‬قَ{داَْرفوَآَيَقيكُت�نباَ�ومَُمَرلدتَُّتأاْ�َّْلجلبََِلعناذً�لبةياإ�هَُقهوَاننمَتِ��ْحراَِتَندعُيأًكةااًَلًفسل��عَ}[ُلراكقلووَلاذفٍ�ِلَلبرّ�َقيفْكو�ارَُِمَلاليُنراُنَنثد‪ِّ�:‬بعِّ‪2‬زفيََ‪]ً3‬يتلا‬ ‫عل�ى ربط الف�رد برّب�ه ومح ّبت�ه‪ ،‬وتحرير‬ ‫الاس�تمرار ّية‪ :‬فه�ي لا تنتهي بزم� ٍن ُمعنّّي‬ ‫العواط��ف الإنس��ان ّية‪ ،‬ب��كل بس��اطة‬ ‫العب�د م�ن ال ُعبود ّي�ة لغ�ريه تع�الى؛ م َّم�ا‬ ‫بعي��دًا ع��ن ال ّتعقي��د‪ ،‬م��ع تنوع��ه في‬ ‫ُ‪2‬يـ اسلاأهع�دداعلف الىعترقالبّيِ�طةا‪:‬جُُفماللتعمقِع� ولتهم�اوُسم ِصكدهر‪.‬‬ ‫استخدام الأساليب العرب ّية‪ ،‬وم ّما يؤكد‬ ‫اَتَّلوذلَ�رر�بُِّبذ�وكَّييأكةَاخ‪،‬نأَْْلَلب�و َدْهاق*يكي��ََرخقةَُلمُونل*َزقاهَّلواإْتِْذلِلعانلياَُلقسَع��ىَّالر‪�:‬آَ{ناَمْقنِمَِبرْْأانْلِبََكاقعاَلَْلن�س�ِ�مٍتِقم*آ*َرَياِّعبْاقَّلٍََرَْأتكم‬ ‫الإدراك عن�د الف�رد وم�ن خلال�ه يكون‬ ‫أو تتوق�ف عن�ده‪ ،‬فه�ي تمت�د م�ن الولادة‬ ‫حُُماس�بًا عل�ى أعماله‪ ،‬ورب�ط الله تعالى‬ ‫إلى الم�وت‪ ،‬وُتو ّج�ه الإنس�ان إلى ال ّتف ُّك�ر‬ ‫في كتاب�ه ب�ني انع�دام الاحت�كام إلى‬ ‫مما ُيساعد في تق ُّدم‬ ‫الفُأيّما�لة‪،‬كوكنمو�الا أعّناهل�ما؛‬ ‫العق�ل والانح�راف‪ ،‬إذ إ ّن س�بب الانحراف‬ ‫تدع�و إلى مواكب�ة‬ ‫ه�و ت�رك العم�ل بمقتض�ى العق�ل‪ ،‬وقد‬ ‫ال ّتطور؛ بإخراج الأجي�ال المؤمنة المُتعلمة‪.‬‬ ‫اتْلوذ ُّقبمع��ااْلدللاكهى�ع‪:‬تُتم{ ِإعناَّلَّ�ناِتذلَايشلى�رّ�ََّّمرنت�ابللاين��ََُّييدةَْوعاعالِِّقإِّطُبل�سوِ�عَلانْن}ل[�عامَلدّقيأالنةل�فلبهِ�ها‪،‬لاالفلع‪ُّ:‬قق‪2‬ص�ا�‪2‬ل]ُّ؛‪،‬لم‬ ‫فه��و مح�� ّل ال ّتكلي��ف‪ ،‬وأداة ال ّتميي��ز‬ ‫أ‪8‬دّـنوتالنقإُأ�ّمسو��ماة‪،‬لعمفل�يدريىف�ا�ٌلنانعضفاالمتل�ّّتايعحولوصيال�عسبالمل ّخلي��ّاطةب‪:‬قصح�بيُأة�ّمأ ٍوةث‬ ‫ب�ني الخير وال ّش�ر‪ ،‬ومن أه� ّم ال ّطاقات عند‬ ‫الع�رق أو الّل�ون وغ�ري ذل�ك من أش�كال‬ ‫الف�رد‪ ،‬وعلى الإنس�ان أن ُين ّمي�ه بالعلم‬ ‫ال ّتعص�ب‪ ،‬فال ّتفاض�ل فيه�ا عل�ى أس�اس‬ ‫والمعرف�ة‪ ،‬والاهتمام بما فيه اس�تعما ٌل له‬ ‫اَِ‪ُ9‬لخعشـّتَْل�ن�ْتُققعَ�َجدنوواابهمًّا�ىََُّل‪َِ،‬ولعكَقَأيْبَْمتب�قاَِنقِمئواْ�ينلَاَُلحتذُُِلكمعَ�لتَاْاَمكعلف}ٍار[ىَار‪:‬ظَُفول�{ُأ�حَنةيوَ�اثجواِإ�اَألىَّرُّّناتيََوَأهجَاتج‪ْ:‬ادَل‪2‬عكيَّنْل‪]��َ1‬رَنَامدا‪ُ ُ:‬سُمِإ�ككَّنْْمامن‬ ‫كال ّتفكير والإبداع‪ ،‬وكذلك تحريره‬ ‫م�ن الأوه�ام وال ُخرافات‪.‬‬ ‫‪3‬ـ الأه��داف الروح ّي��ة‪ :‬م��ن خ�الل تربي��ة‬ ‫الأف�راد على الإيم�ان‪ ،‬وتوجيه واس�تثمار‬ ‫خ�الل حُُمافظته�ا عل�ى ثواب�ت الإس�الم‪،‬‬

‫والغاي�ة منها‪.‬‬ ‫المي�دان ال ّثال�ث‪ :‬تعلي�م الكت�اب‪ :‬وه�ذا‬ ‫اإ‪ْْ2‬ـِلانل َُسس��انَنة َامل�نابمََْولّيَي� ْةع‪َ:‬ل ْوم}[ها�لعيل� ُقك‪ّ:‬ل‪1‬ـم‪5‬ا]جاء عن‬ ‫رابع�اـ المعرف�ة ال ّنظر ّي�ة‪ :‬يع� ّد ال ّتعلي�م‬ ‫الو ّتنبقّيريعرلويهصالف ّةص‪،‬للاقةولواله تّسعلاالمى‪:‬م{نَوقَموا َآلَتاوفُعك ُمل‬ ‫ال ّنظر ّي من الأس�اليب القديمة المُستخدمة‬ ‫الميدان يترتب على ما س�بقه من ميادين‪،‬‬ ‫ال َّر ُس�و ُل َف ُخ ُذو ُه َو َما َن َها ُك� ْم َع ْن ُه َفا ْن َت ُهوا}‬ ‫في الرّّتبي�ة‪ ،‬وقد بنّّي الإس�الم فضل العلم‬ ‫ييتل�وك�ا�لإوننس�ماؤنها�ل ُاق�ًلرآلنا وسُ�ي�زت ّقبكايل‬ ‫[الحش�ر‪ ]7 :‬فج�اءت ال ّس� ّنة لبي�ان م�ا ج�اء‬ ‫وال ُعلماء‪ ،‬وأّنه من ال ّطرق الموصلة إلى الله‬ ‫فعندم�ا‬ ‫في ال ُق�رآن من تش�ريعات وآداب‪ ،‬فتوضح‬ ‫نفس��ه‬ ‫المنهج الإسلام ّي المُتكامل‪ ،‬بالإضافة إلى‬ ‫تعالى وخشيته‪.‬‬ ‫ال ّتش��ريعات والأح��كام ال�يت ج��اء به��ا‬ ‫استنباط الأساليب الرّّتبو ّية التي جاءت عن‬ ‫خامس��ا ـ الح��وار‪ :‬وه��و م��ن أفض��ل‬ ‫ال ّنب ّي عليه ال ّصلاة وال ّسلام في تعامله مع‬ ‫الأس��اليب ال�يت مُُيك��ن اس��تخدامها في‬ ‫الإس�الم‪ ،‬وفي ه�ذا المي�دان يتعل�م الف�رد‬ ‫أصحابه وأس�رته وأهله‪ ،‬و ُمراعاته لجميع‬ ‫التربي�ة؛ لم�ا ُيتي ُح�ه م�ن مج�ال للأط�راف‬ ‫فئ�ات اجُُملتمع‪ ،‬كال ّطف�ل وال ّرجل والمرأة‬ ‫المُتحاورة م�ن ال ّتعبير عن آرائها‪ ،‬وال ّتقا ُرب‬ ‫العلاقة بينه وبين خالقه‪ ،‬وأثرها في عزته‬ ‫ب�ني وجه�ات نظره�ا‪ ،‬مم�ا يص�ل بهم إلى‬ ‫وكرامت�ه‪ ،‬و ُي�درك المضم�ون الحقيق ّي‬ ‫والكبير وغير ذلك‪.‬‬ ‫ح� ّل المُش�كلات‪ ،‬وتصحي�ح المفاهي�م‪،‬‬ ‫للعب��ادة؛ م��ن خ�الل ال ّتفق��ه في دين��ه‪،‬‬ ‫‪ 3‬ـ ه�دي ال ّصحاب�ة وال ّتابع�ني‪ :‬حي�ث أ ّن‬ ‫وق�د اس�تعمل الله تع�الى ه�ذا الأس�لوب‬ ‫ومُُي ّكن�ه م�ن معرف�ة الآث�ار الإيجاب ّي�ة‬ ‫ال ّصحاب�ة رض�ي الله عنه�م تعّلم�وا م�ن‬ ‫في كث�ري م�ن آي�ات ال ُق�رآن‪ ،‬وكذل�ك‬ ‫ال ّن�ي ّب عليه ال ّصلاة وال ّس�الم وأخذوا منه‪،‬‬ ‫ال ّن�ي ّب علي�ه ال ّصلاة وال ّس�الم في ُس� ّنته‪،‬‬ ‫للإيم�ان‪ ،‬والآث�ار ال ّس�لب ّية لل ُكف�ر‪.‬‬ ‫وكان�وا ُيط ّبقون ال ُقرآن ف�ور ُنزوله‪ ،‬جاء‬ ‫كما أّن�ه يقوي ال ّروابط بين المُس�لمين‪،‬‬ ‫عنهم‪ :‬ك ّنا في عهد رسول الله صّلى الله‬ ‫و ُيع�ني على التكاف�ل وال ّتعاون بينهم‪،‬‬ ‫أساليب الرّّتبية الإسلامّية‬ ‫عليه وس�ّلم لا نجاوز ال ّس�ورة م�ن القرآن‬ ‫و ُيس�اعد عل�ى بناء الثق�ة وال ُج�رأة عند‬ ‫تق�وم الرّّتبي�ة الإس�الم ّية عل�ى تحقي�ق‬ ‫ح ّت�ى نحفظه�ا ونعم�ل به�ا‪ ،‬وم�ن ش� ّدة‬ ‫الف�رد؛ م�ن خ�الل إبادئ�ه لرأي�ه‪ ،‬و ُين ّمي‬ ‫الغ�رض منه�ا بع� ّدة أس�اليب‪ ،‬ومنه�ا م�ا‬ ‫تأث�ري الق�رآن في تربيتهم أّن�ه أغناهم عن‬ ‫المه�ارات الفكر ّي�ة؛ لمُخالطت�ه وُقرب�ه من‬ ‫ال ّش�عر‪ ،‬وأخب�ار الع�رب‪ ،‬وع�ن الكهانة‪،‬‬ ‫أصح�اب الخبرات‪ ،‬و ُيس�اعد على ال ّتغلب‬ ‫ال ُأس��لوب‬ ‫وه��ذا‬ ‫الحس��نة‪:‬‬ ‫يأ تي ‪:‬‬ ‫العّرلواىب�ا�لأمطربا�نضياالمُلُتأعسل��قر؛� بةإبزااللّنت��فه لسل‪ّ ،‬شو�ُ�يقح ّنوايء‬ ‫أولاـ ال ُق��دوة‬ ‫فعّلم�وا غيرهم م�ن ال ّتابعين‪.‬‬ ‫بينهم ‪.‬‬ ‫يس��اعد عل��ى تربي��ة الف��رد وتأسيس��ه‬ ‫ال ّتأس�يس ال ّصحي�ح وخا ّص� ًة في مرحل�ة‬ ‫أه ّمية الرّّتبية الإسلامّية‬ ‫ال ّطفول�ة؛ فال ّطفل يكتس�ب س�لوكه‬ ‫تك ُم�ن أهمي�ة الرّّتبي�ة الإس�الم ّية في‬ ‫فرضيته�ا‪ ،‬وفي ك ْوِنه�ا مرجع�ًا أساس� ّيًا‬ ‫من خ�الل تقليد غيره‪ ،‬وقد أمر الله تعالى‬ ‫ميادين الرّّتبية الإسلامّية‬ ‫ليووعُفهمفلْهُّ�عم�يا�أمىَّمنهالهلحماافقتن�تيبأرنمقود�أيِةاوفخلاِرلليوإاادلعقسيَُّّ�يدناي�ن�الليه�مدتاو‪،‬وىدواْمانمللبَّيآمافاادرخه�ئيد�مرا�علهمةون‪ُ،‬ودسمو�عبنيلابلهِمامَّنتدجاب�فاهمُِ‪،‬اعتز‬ ‫في ال ُق�رآن بالاقتداء بال ّن�ي ّب عليه ال ّصلاة‬ ‫للرّّتب ّي�ة الإس�الم ّية العديد م�ن الميادين‪،‬‬ ‫ال ِّنظ�ام الرََّّتب�و ّي ال�ذي ج�اء ب�ه الإس�الم‬ ‫[اَراهوّالََُّلأسلَل�ّحسوَ�و�اِزلْلااَايهْلّ�بََّم‪:‬لوِلبَم‪ُ1‬أاق‪ْ2‬آْ]ْسول‪�،‬لَِوخهمٌ�‪ّ:‬ةم{َر�َلَاحََوقََ�يذس��فَْدَ�ن ٌركة مَ�ِلََ�ركضاْانهَّنََّعلَلَلَل�كُاَىَكانك�لمُِ�ثَيْ�رمْربر�يًُِيجِايو}ف‬ ‫اَ{َقْيلوُْْبتهت��ُتلَُِ�ولكمواَََّّللتث���َِ�فعِاَذللَْيييبِههََبَ�ْومضاَعذحْآل�َْهِيالَااٍلثِملت ْ�ييُِمِاِهِكبفد�ََوماينُ�لي��ٍُأَيَزِّةنم} ِّ[َيِّواف�ِإكلنْينيجَيقِهم�َورَلْمُع�كسَاة�هوُن‪ُ:‬ويت�ا�ً‪]ًَ2‬لععوِّال�وِماُِْمهنمل�ُُ�ههذىُْْم‪:‬منه‬ ‫لبأَّنش�ه ُميولشّ�ي ِت ّهكلجلمنيم ِوعذَمجنًاا ُمح�تي اكلاحميلاًاة‪،‬يروتذلقكي‬ ‫بالإنس��ان إلى الكم��ال‪ ،‬بالإضاف��ة إلى‬ ‫اختيار الأصح�اب ال ّصالحين لأبنائه‪ ،‬فقد‬ ‫الميادي�ن هي كم�ا يأتي‪:‬‬ ‫ُمراعاِت�ه للاحتياج�ات والغرائز البش�ر ّية‬ ‫ش ّبه ال ّنب ّي عليه ال ّصلاة وال ّسلام الجليس‬ ‫ال�يت لا يخل��و منه��ا إنس��ان‪ ،‬ويعم��ل‬ ‫عل�ى تهذيبه�ا و َص ْرفه�ا بال ُّط�رق المُباحة‪،‬‬ ‫ال ّص�الح وجلي�س ال ّس�وء بحام�ل المس�ك‬ ‫وضبطه�ا بضواب�ط الإس�الم‪.‬‬ ‫وناف��خ الكير‪.‬‬ ‫المي��دان الأول‪ :‬ت�الوة الآي��ات القرآن ّي��ة‪:‬‬ ‫[انظ��ر‪« :‬تعري��ف الرّّتبي��ة الإس�الم ّية‪:‬‬ ‫ثانياـ ال ّثواب والعقاب‪ :‬وهو من الأس�اليب‬ ‫و ُيع� ّزز ه�ذا المي�دان ولاء المُس�لم لدين�ه‪،‬‬ ‫ش�ريين طقاطق��ة‪ .‬مق��ال منش��ور ع�رب‬ ‫ال�يت ُتناس��ب طبيع��ة ال ّنف��س البش��ر ّية‬ ‫الانترن�ت‪ ،‬موقع موض�وع‪ ،‬بتاريخ ‪ 4‬يناير‬ ‫بغ�ض ال ّنظر عن جنس�ها‪ ،‬وُتس�اعد على‬ ‫وإظه�اره في الق�ول والعم�ل‪ ،‬م�ن خ�الل‬ ‫ال ّتح ُّك�م بس�لوك الف�رد وتص ُّرفات�ه؛ لما‬ ‫‪2021‬م]‬ ‫في�ه م�ن بي�ان ال ّنتائ�ج والم�آلات لل ّتص�رف‬ ‫دراسة ُمعجزات الأنبياء‪ ،‬وتاريخ الإنسان‪،‬‬ ‫الذي َيص ُدر عن ال ّش�خص‪ ،‬وقد ذكر الله‬ ‫تع�الى العديد من الآيات المُرتبطة بال ّثواب‬ ‫وال ُّس�نن الكون ّية‪ ،‬وال ُعلوم والاختراعات‬ ‫اَِملووذااََّّْثرنللاٍَُةنقع�َُاقسشصاَ�َأل�ًّرَْابشذح�َ‪ّ،‬رَ‪:‬يَتٍَةراوًُتهَهخ}اك[��اِّلرلرْقوًُُيزَويالملْ�و�زَيالَنه�َأر ُاْهتةلع*‪:‬أعَ‪َ6‬ماوـاسَهلمَ�‪ُ]َ8‬لاىنل�‪:‬ثْ{يَاميلَي*ْثعْبوَ�فَاَاملمَمِ�مئـؤٍْانذّلثل ّ�َتَِييمرْْوثعْةََجصقمُافيدَُْيهلرل‬ ‫ااَأيِللَّمنِ�يعفُ�هلا�لادآمحْاَّفْيَ�ل�ناُّاةِقل‪،‬ق}ث[لَافونقيِ�ِ�وصفلل�َأي�ْن‪:‬ه ُافتتل ّ‪ِ:‬تعس�ز‪�3‬اِ‪5‬ه]لْمىك‪َّ:‬يح{�َّ�تَ�سة�‪ُ:‬ىن ِمرَي��يَتِهَنبْ�منخَّآ�ََييااهََِتُللَنْلما‬ ‫نف�س الف�رد؛ لم�ا ي�رى في ال ّش�خص الذي‬ ‫يه�ن�ذاص الحُ�أهس�م��لنو ابلحب�رش��صكعلٍلي ُهم‪،‬باو ُيش��سٍر�توعغ�مرلي‬ ‫تعدي�ل ال ُّس�لوك الإنس�ان ّي نح�و القي�م‬ ‫ُمباش�ر‪ ،‬وم�ن الأمثلة عل�ى ذلك القصص‬ ‫الإس�الم ّية ال ّصحيح�ة‪ ،‬وتطه�ري ال ّنف�س‬ ‫وإصلاحه��ا‪ ،‬وتوجيه��ه نح��و ال ُّس��لوك‬ ‫َم�� ْن‬ ‫َأ ْف َل�� َح‬ ‫المُس��تقيم‪ ،‬لقول��ه تعالى‪َ{:‬ق�� ْد‬ ‫َت َز َّكى}[الأعل��ى‪]14:‬‬

‫التّمكين تجاه اللّغة العرب ّية‬ ‫د‪ .‬مروان أبو غزالة محاجنة‬ ‫تجع�ل اللغ�ة العربي�ة لغ�ة مه ّمش�ة لي�س فق�ط في التطبي�ق‬ ‫في تم��وز ع��ام ‪ 2018‬أخ��ذت اللغ��ة‬ ‫العمل� ّي إنم�ا أيضا في السياس�ة المعلنة‪ .‬وه�ذه نقطة تح ّول في‬ ‫العربي��ة تهميش��ا آخ��ر في قان��ون‬ ‫ت‪22‬عا‪9‬م‪ ،�1‬ولُاول ِدضوَعل�ةِتم اعللالغلةغالة اعلرعبريبةيةوا‪،‬للِو ْفغ�ةَاقلعبكرتياةبوااللالنغتةداالإبنفجيلايلزعياةم‬ ‫القومية‪ ،‬وه�ذا نتاج مح�اولات أعضاء‬ ‫كلغ�ات رسمي�ة في الب�الد‪ .‬وبع�د قي�ام الدول�ة وف�ق وثيق�ة‬ ‫الكنيس��ت عل��ى تهمي��ش اللغ��ة‬ ‫الاستقلال‪ ،‬أصبحت اللغتان العربية والعبرية لغتين رسميتين‪،‬‬ ‫العربي�ة‪ ،‬وأيض�ا مح�اولات م�ن أج�ل‬ ‫بي�د أ ّن التعام�ل م�ع اللغ�ة العربي�ة في التنفيذ كان تهميش�ا‬ ‫إلغ�اء مكانتها الرسمية‪ .‬ولكن هذه‬ ‫متع ّم�دا‪ ،‬وذل�ك لأ ّن الأكثري�ة ت�رى باللغ�ة العربي�ة وس�يلة‬ ‫الاقتراح�ات لم تنج�ح في إلغ�اء رسمية‬ ‫لإضع�اف المجتمع العرب� ّي‪ ،‬وقد تبنّّي ذل�ك في القوانين المختلفة‬ ‫الدولة‪ .‬حي�ث أن قانون القومية بنّّي أ ّن‬ ‫والق�رارات وأيض�ا سياس�ة الحكومة تج�اه اللغة العربي�ة‪ ،‬أما‬ ‫للأكثري�ة ق�وة في تغي�ري قان�ون من‬ ‫قان�ون القومي�ة فقد ص ّرح أ ّن اللغة العربية في السياس�ة المعلنة‬ ‫وثيقة الاستقلال‪ ،‬والتي ن ّصت على أ ّن اللغتين العربية والعبرية‬ ‫أيض�ا ه�ي لغة له�ا مكانة خاصة أي هامش�ية ج�دا‪ .‬ففي البند‬ ‫هم�ا لغت�ان رسميتان‪ ،‬وقد ارت�أى قانون القومية ش�طب رسمية‬ ‫الراب�ع من قانون القومية يومئ أ ّن العربية ُتس�تخدم عند العرب‬ ‫اللغ�ة العربية وحرم�ان العرب من الحق�وق اللغوية كما حدث‬ ‫وقت الحاج�ة‪ ،‬وهذا ُيبنّّي جليا أ ّن تهميش العربية هو أمر حتم ّي‬ ‫في لاتفي�ا واس�تونيا‪ ،‬حي�ث أ ّن مصطل�ح مكان�ة خاصة يعني‬ ‫ضرب عرض الحائط باللغة العربية رغم أّنها لغة أقل ّية كبيرة‬ ‫في السياس�ة اللغوي�ة في الدول�ة‪.‬‬ ‫وأصلاني�ة‪ .‬وهذا ُيب�نّي أ ّن الأكثرية تحرم الأقلية من ممارس�ة‬ ‫إ ّن قان�ون القومي�ة أ ّدى إلى تذ ّم�ر العرب واس�تيائهم م�ن القانون‬ ‫حقوقها اللغوية‪ ،‬فالرس�الة التي تصل من قانون القومية أّنه ليس‬ ‫وطبيعته لضربه عرض الحائط بالحقوق المختلفة‪ .‬و ُيسيئ إلى‬ ‫فق�ط لا م�كان للغ�ة العربية ب�ل أيض�ا لا م�كان للمجتمع‬ ‫مكان�ة العرب في المجتمع ويجعل العرب ّس�كانا هامش�يين‬ ‫العرب ّي كافة‪ .‬إن تذليل مكانة اللغة س�يؤدي بطبيعة الحال‬ ‫في الدول�ة كم�ا هي لغته�م‪ .‬وعلى إث�ر قانون القومي�ة قام هذا‬ ‫إلى تهمي�ش الع�رب أنفس�هم‪ ،‬وذل�ك لأ ّن الدول�ة تع�ي تمام�ا أ ّن‬ ‫البحث بمعاينة موقف الس�لطات المحلي�ة تجاه اللغة العربية في‬ ‫ق�وة الأكثرية يكون بوس�اطة اللغة‪ ،‬فحالما اس�تعادت اللغة‬ ‫ظ�ل السياس�ة اللغوي�ة في الدولة عام�ة وعقب قان�ون القومية‬ ‫عنفوانه�ا وق ّوته�ا فس�رعان م�ا تش�حن المجتمع العرب ّي بش�حنة‬ ‫خاصة‪.‬‬ ‫التق� ّدم وع�دم الخض�وع للأكثرية‪.‬‬ ‫وف�ق قان�ون القومي�ة في ع�ام ‪ ،2016‬تب�نّي أ ّن الدول�ة ارت�أت أن‬

‫حاج�ة ال�دول الأخرى له�ذا المنت�وج فقامت‬ ‫العبر ّي�ة أكث�ر‪.‬‬ ‫مكان��ة اللغ��ة العربي��ة في الب�الد م��ن‬ ‫بتطعيم�ه بلغته�ا مم�ا جع�ل للغ�ة ق�وة‬ ‫اللغ�ة كق� ّوة اقتصادي�ة‪ :‬لم�ا كان�ت‬ ‫حي�ث التنفي�ذ‪:‬‬ ‫اقتصادي�ة وق�وة رمزي�ة من جه�ة أخرى‪.‬‬ ‫اللغة هي س�لعة ولها أهم ّية في الاقتصاد‬ ‫فن��رى كث�ريا أ ّن اللغ��ة الإنجليزي��ة‬ ‫وخاص�ة في ظ� ّل العولم�ة وبم�ا أنه�ا اللغة‬ ‫• أولا‪ :‬المشهد اللغو ّي‪:‬‬ ‫واللغ�ة الصينية حاض�رة في الكثير من‬ ‫ال�يت تح��وي في حناياه��ا الأيدولوجي��ات‬ ‫م��ا زال مصطل��ح المش��هد اللغ��وي غ��ض‬ ‫الإعلان��ات في الاقتص��اد وفي الس��ياحة‬ ‫والممارس�ات اللغوية وهو مما يجعلها قوة‬ ‫الإهاب‪ ،‬فقد ت ّم وضع�ه على يد الباحثين‬ ‫وفي الاتص�ال‪ ،‬كم�ا أصبح�ت مهمة في‬ ‫ليس�ت فقط ثقافية بل أيض�ا اقتصادية‬ ‫في عل��م اللغ��ة الاجتماع��ي لان��دري‬ ‫الترجم�ة وفي تعلي�م اللغ�ات أيض�ا‪ .‬لأ ّن‬ ‫لأّنه��ا تزي��د م��ن الس��ياحة والتس��ويق‬ ‫وبورهي�س في عام ‪ 1997‬ومفاده‪ :‬توش�يح‬ ‫الرأسمالي�ة ت�رى ب�أ ّن اللغ�ة ه�ي وس�يلة‬ ‫وتش�جيع الاقتص�اد‪ ،‬ل�ذا ف�إن مصطل�ح‬ ‫اللغ�ة في اليافطات‪ ،‬وبطاق�ات التعريف‪،‬‬ ‫أساسية في تقوية وجودها وحضورها في‬ ‫تس�ليع اللغة هو مصطلح حديث نس�بيا‬ ‫والإعلانات وكل م�ا هو مكتوب على‬ ‫العالم‪ ،‬الأمر الذي يزيد من قوة الرأسمالية‪.‬‬ ‫حيث أن اللغة هي جزء من رأس المال‪ .‬كما‬ ‫أي بطاق�ة مكتوب�ة‪.‬إن المش�هد اللغ�وي‬ ‫لأ ّن القوة ليست وسيلة اتصالية بل أيضا‬ ‫أ ّن اللغ�ة ه�ي نت�اج الظ�روف الاقتصادية‬ ‫لي�س فق�ط ذو دلال�ة معلومات ّية (إرش�اد‬ ‫وس�يلة رمزية‪ ،‬حي�ث أن ال�دول الليبرالية‬ ‫والسياس��ية مم��ا يجعله��ا انع��كاس‬ ‫أو توجي�ه)‪ ،‬ب�ل إنه أيضا ذو دلال�ة رمز ّية‬ ‫قام�ت بتوظيف اللغ�ة في جميع المجالات‬ ‫(قيم�ة اللغة في الدولة)‪ .‬ويقس�م المش�هد‬ ‫والعلاق�ات الاس�تعمارية‪ ،‬وهي ش�كل‬ ‫للنظ�ام الاجتماع� ّي‪.‬‬ ‫اللغ��وي إلى ش��طرين‪ :‬المش��هد اللغ��وي‬ ‫م��ن أش��كال الإمبراطوري��ة في ح�ن ٍي‬ ‫ويتأّت��ى الاهتم��ام باللغ��ة بأّنه��ا س��لعة‬ ‫العموم��ي (م��ن الأعل��ى إلى الأس��فل)‪.‬‬ ‫كان��ت الإمبراطوري��ة القديم��ة تبن��ى‬ ‫تزي�د م�ن جمع الم�ال لأ ّن الرأسمالي�ة تهتم‬ ‫المش�هد اللغ�وي الخصوصي (من الأس�فل‬ ‫على الس�الح‪ ،‬أم�ا الإمبراطورية الجديدة‬ ‫باللغ�ة كما ه�ي الرأسمالي�ة في تقوية‬ ‫إلى الأعلى)‪ .‬وينضوي المش�هد اللغوي في‬ ‫فه�ي تبنى عل�ى اللغة‪ .‬وق�د زاد هذا الامر‬ ‫اللغة الإنجليزية‪ ،‬وهذا أ ّدى إلى اس�تحواذ‬ ‫عل�م اللغة الاجتماعي‪ ،‬لأّن�ه ُي َبنِِّّي البنية‬ ‫من وج�ود أس�واق اقتصادي�ة إمبراطورية‬ ‫اللغة عل�ى مراكز اقتصادي�ة في العالم‬ ‫الاجتماع ّي��ة للناطق�ني باللغ��ة كم��ا‬ ‫في الاقتص��اد العالم��ي‪ ،‬فالش��ركات‬ ‫وال�ذي يس�يطر عل�ى اللغ�ة الرأسمالي�ة‬ ‫ُي َبنِِّّي المش�هد اللغوي قيمة اللغة في الح ّيز‬ ‫الأمريكي��ة والبريطاني��ة جعل��ت‬ ‫في إضاف��ة الاقتص��اد وبن��اء الأس��واق‪.‬‬ ‫العام (السوق اللغوي)‪ .‬أهم ّية معلومات ّية‪:‬‬ ‫الإنجليزي��ة لغ��ة الاقتص��اد والاتص��ال‬ ‫فعندم�ا تك�ون اللغ�ة ذات دول�ة قوي�ة‪،‬‬ ‫توجي�ه الف�رد إلى مكان‪ ،‬أو إرش�اده إلى‬ ‫والس��ياحة‪ ،‬فق��ام فيلبس��ون بتبي��ان أ ّن‬ ‫تق�وم ه�ذه الدول�ة بتوظي�ف لغته�ا على‬ ‫اللغ��ة الإنجليزي��ة أصبح��ت اس��تعمارا‬ ‫المنتوج�ات الاقتصادي�ة حت�ى تصبح لغة‬ ‫منطق��ة جغراف ّية‪.‬‬ ‫جدي�دا وذل�ك م�ن أج�ل تس�ويقها وليس‬ ‫الاقتص�اد كم�ا ه�ي اللغ�ة الإنجليزية‬ ‫• ثاني�ا‪ :‬من�ح الحق�وق اللغو ّي�ة‪ :‬وتتن�وع‬ ‫م�ن أج�ل تنمية الاقتص�اد‪ .‬وت ّم اس�تخدام‬ ‫في الع�الم‪ ،‬إضافة إلى أن تطوير الأس�واق‬ ‫المصطلح�ات الاقتصادي�ة السياس�ية في‬ ‫المتخصص�ة يبن�ى عل�ى اللغ�ة‪ ،‬كم�ا‬ ‫ه�ذه الحقوق لتش�مل مايلي‪:‬‬ ‫جمي�ع المج�الات‪ ،‬أي أ ّن اللغ�ة الإنجليزية‬ ‫أ ّن الس��ياحة ومراك��ز الاتص��ال تجع��ل‬ ‫الحق�وق اللغو ّي�ة الفرد ّية‪ :‬ح�ق الفرد أن‬ ‫اس�تغّلت الف�راغ الاقتص�ادي واس�تغّلت‬ ‫اللغ�ة أساس�ية في جميع المج�الات‪ .‬أي أ ّن‬ ‫يع� ِّرف نفس�ه بلغته وأن يس�تخدم اللغة‬ ‫ق ّوته�ا وهيمنتها الاقتصادية والرأسمالية‬ ‫الرأسمالي�ة تق� ّوي لغته�ا لي�س فق�ط من‬ ‫من أجل تذويت أهم ّي�ة اللغة الإنجليزية‬ ‫أج�ل زي�ادة اقتصادها بل أيض�ا من أجل‬ ‫في كل ح ِّيز يش�اء‪.‬‬ ‫الاستحواذ على الدول الأضعف منها‪ ،‬مما‬ ‫الحق�وق اللغو ّي�ة العا ّم�ة‪ :‬حق�وق لغو ّية‬ ‫في جمي�ع المج�الات المتع�دد‪.‬‬ ‫جعل اللغ�ة تؤ ّدي إلى التو ّس�ع الرأسمالي‬ ‫جماع ّي�ة مثل إمكاني�ة التعّلم بلغتهم‪،‬‬ ‫فه��ذه التعبئ��ة اللغوي��ة أصبح��ت‬ ‫والعولم�ة وإلى حوس�بة عملي�ة العمل في‬ ‫وإقامة مؤسسات تحافظ على لغتهم مثل‬ ‫متاح�ة عن�د ش�عوب أخ�رى‪ ،‬فمث�ال عند‬ ‫اللغة‪ ،‬إضاف�ة إلى نوم قطاع الخدمات التي‬ ‫الناطق�ني باللغ�ة الإس�بانية يعتمد هذا‬ ‫المجام�ع اللغو ّية أو الكل ّيات‪.‬‬ ‫المش�روع الاس�تعماري على تعلي�م اللغة‬ ‫تعتم�د عل�ى الاتص�الات اللغوية‪.‬‬ ‫وتش��مل أيض��ا الحق��وق اللغو ّي��ة في‬ ‫وترجمتها‪ ،‬ث ّم تو ُّسع رأس المال ونشر اللغة‬ ‫كم��ا توّف��ر الاس��تجابات في إش��باع‬ ‫الم�دارس والجامع�ات‪ ،‬ومؤسس�ات الدول�ة‬ ‫م�ن أج�ل تمك�ني هيمن�ة الإنجليزي�ة‪.‬‬ ‫الأس�واق بالم�وارد الرمزي�ة واللغوي�ة وهذا‬ ‫وفي المحاك��م‪ ،‬إضاف��ة إلى يافط��ات‬ ‫وه�ذا ُيبنّّي أ ّن اللغ�ة الإنجليزية أصبحت‬ ‫يؤثر س�لبا على اللغات الأقل اس�تحواذا‪،‬‬ ‫الط�رق والتوجيهات في وقت ط�وارئ مثل‬ ‫ذات ترسانة قو ّية وآرسنال منتشر في دول‬ ‫حيث أن تقوية الرأسمالية تزيد من تقوية‬ ‫اس��تخدام اللغ��ة في المراك��ز الصح ّي��ة‬ ‫أخرى‪ ،‬وأن َج ْع َل اللغ ِة ذات قوة اقتصادية‬ ‫لغاته�ا م�ن جه�ات وإلى إضع�اف اللغ�ات‬ ‫أ ّدى إلى تهميش اللغ�ات الأخرى وأ ّدى إلى‬ ‫الأخ�رى م�ن جه�ة أخ�رى‪ .‬فمث�ال الهات�ف‬ ‫والمستش��فيات وغيره��ا‪.‬‬ ‫اس�تقطاب غ�ري الناطق�ني بالإنجليزي�ة‬ ‫الخل�وي له ق�وة ليس فق�ط اقتصادية بل‬ ‫تحدي��ات العربي��ة الداخل ّي��ة‪ :‬وتتجل��ى‬ ‫إلى تعّلمه��ا ح ّت��ى يكون��وا أق��رب إلى‬ ‫أيضا لغوية حي�ث أ ّن مصطلحات الهاتف‬ ‫مظاهره�ا في اق�رتاض اللغ�ة العبر ّي�ة في‬ ‫الخلوي أصبح�ت دارجة في لغات كثيرة‬ ‫حناي�ا اللغ�ة المحك ّي�ة‪ ،‬وهن�اك نس�بة‬ ‫الاقتراع��ات والأس��واق الاقتصادي��ة‪.‬‬ ‫ج��دا‪ ،‬وذل��ك لأ ّن الرأسمالي��ة اس��تغّلت‬ ‫كب�رية م�ن الط�الب الع�رب يقدم�ون‬ ‫فق�ط ث�الث وح�دات تعليم ّي�ة في اللغ�ة‬ ‫العرب ّي�ة‪ ،‬اله ّمة المتوثبة عن�د العرب على‬ ‫إتقان اللغ�ة العبر ّية أكثر م�ن العرب ّية‪،‬‬ ‫والأنك��ى م��ن ذل��ك‪ :‬تذوي��ت أهم ّي��ة‬

‫الاقتصادي�ة‪ ،‬مم�ا أ ّدى إلى تقوي�ة اللغ�ة‬ ‫ه��ي نش��اط آخ��ر في ترجم��ة الكت��ب‬ ‫كم��ا أ ّن الاقتص��اد العولم�� ّي أدى إلى‬ ‫العبري�ة في المجتم�ع العرب�ي بفضل قوة‬ ‫المختلف�ة من الإنجليزي�ة إلى لغات أخرى‪،‬‬ ‫نق�اش حول أن�واع اللغ�ة‪ ،‬حي�ث أن اللغة‬ ‫الاقتص�اد العبري وهيمن�ة اللغة العبرية‬ ‫وذل�ك لأ ّن دول الع�الم أصبح�ت تهتم أمّّيا‬ ‫تس�يطر على الأس�واق وال�يت أ ّدت بدورها‬ ‫عل�ى المنتوجات المختلفة‪ ،‬مما جعل اللغة‬ ‫اهتم�ام باللغة الإنجليزية عل�ى أّنها لغة‬ ‫إلى زي�ادة قوة اللغ�ة في المنتوجات كما‬ ‫العربي�ة ذات مكان�ة متدني�ة في البلاد‬ ‫مهم�ة ويجب ترجمة ه�ذه اللغة إلى لغات‬ ‫أ ّن اللغ�ة الإنجليزي�ة ب�دأت تأخ�ذ ح ّي�زا‬ ‫لأّنه�ا لا تحوي ق�وة اقتصادية‪ ،‬والأنكى‬ ‫أخ�رى مم�ا جعله�ا تس�تقطب المترجمين‬ ‫كبيرا في العالم وذلك لأّنها لغة الاقتصاد‬ ‫م��ن ذل��ك‪ :‬أن تح�� ّول العبري��ة إلى ق��وة‬ ‫م�ن أنح�اء الع�الم‪ ،‬أم�ا مراك�ز الاتص�ال‬ ‫العالم� ّي‪ .‬حي�ث أصبح�ت هن�اك مح�اولات‬ ‫اقتصادية جعل رؤس�اء السلطات المحلية‬ ‫مث�ل التقاري�ر الصحفي�ة والتلفزيوني�ة‬ ‫كث�رية من أجل تعليم اللغة الإنجليزية‬ ‫يضع�ون الجان�ب الاقتص�اد ّي للغة على‬ ‫والأف�الم تك�ون بلغ�ة الرأسمالي�ة‪ ،‬لأ ّن‬ ‫لأّنه�ا لغة الع�الم‪ ،‬وب�دأت تفرض نفس�ها‬ ‫أنه مهم ج�دا‪ ،‬مم�ا أ ّدى إلى تفضيل اللغة‬ ‫الق�وة الاقتصادي�ة أ ّدت إلى قوة الس�ينما‬ ‫عن��د ك ّل الش��عوب‪ ،‬وه��ذا ُيع��زى إلى‬ ‫العبرية في الاقتصاد العرب ّي حتى لا ُين ّف َر‬ ‫والاتصال وقوة السينما والترجمة‪ .‬كما‬ ‫قوته�ا الاقتصادية‪ .‬كم�ا أ ّن إدارة الموارد‬ ‫أ ّن المس��تهلكين والمنتج�ني يهتم��ون‬ ‫والممارس�ات اللغوي�ة أ ّدى إلى زي�ادة ق� ّوة‬ ‫اليه�ودي مس�تهلكا أو زائ�را‪.‬‬ ‫في اللغ�ة إضاف�ة إلى ف� ّن الأداء‪ ،‬حي�ث أن‬ ‫اللغة وتنظيمها‪ ،‬فالمدارس أصبحت تتعّلم‬ ‫مكانة اللغة العربية منذ عام ‪:1948‬‬ ‫الكثير من الأنواع الموس�يقية بدأت تهتم‬ ‫اللغ�ة الإنجليزي�ة لأ ّن الرأسمالية تفرض‬ ‫عقب توش�يح اللغة العربي�ة لغة رسمية‬ ‫باللغ�ة الرأسمالية‪ ،‬وه�ذه تلقي بظلالها‬ ‫نفس�ها‪ .‬كم�ا أ ّن المج�الات الاقتصادي�ة‬ ‫من�ذ قي�ام الدول�ة‪ ،‬ب�دأ تمك�ني العبرية‬ ‫والس��ياحة ومراك��ز الاتص��ال تتم ّي��ز‬ ‫عل�ى حس�اب العربية‪ .‬وقد تب�نّي ذلك في‬ ‫عل�ى ش�عوب أخرى‪.‬‬ ‫بخطاب اللغة الإنجليزية‪ .‬وقد أدت الطرق‬ ‫الأبح�اث الأكاديمي�ة ال�يت أوضح�ت أ ّن‬ ‫ل��ذا فعلين��ا الاهتم��ام بموض��وع‬ ‫التي يرتبط بها تس�ليع اللغة بالرأسمالية‬ ‫الب�الد تعم�ل ك ّل ما بوس�عها م�ن أجل‬ ‫أنتروبولجي�ة اللغ�ة‪ ،‬ومفاده�ا أ ّن اللغ�ة‬ ‫تهميش اللغ��ة العربية‬ ‫في الس�ياحة والترجم�ة‬ ‫وتمك�ني العبري��ة‪،‬‬ ‫تعتبر مهار ٍة وكهوي�� ٍة اقتصادي ٍة‪ .‬وتهتم‬ ‫والتس��ويق وتعّل��م‬ ‫لأّنه�ا ت�رى العبرية لغة‬ ‫الأنتروبولوجي�ة اللغوية بتحليل الظروف‬ ‫اللغات إلى توزيع الموارد‬ ‫دينية وسياس�ية ولغة‬ ‫الاقتصادية السياس�ية والرمزي�ة المادية‪،‬‬ ‫اللغوية وإلى نشر اللغة‬ ‫الأكثري��ة‪ .‬ل��ذا ن��رى‬ ‫وُتب�نّي ق�وة العلاق�ة ب�ني الق�و ّي والأق�ل‬ ‫الإنجليزية في وس��ائل‬ ‫حض�ور اللغ�ة العبري�ة‬ ‫ق�وة‪ ،‬وتداف�ع ع�ن الممارس�ات اللغوية في‬ ‫الإع�الم مم�ا أ ّدى بدوره‬ ‫بأّنه�ا لغة الس�وق ولغة‬ ‫فهم الاقتصاد المعولم‪ ،‬وهذا ُيبنّّي أ ّن القوة‬ ‫إلى زي�ادة هيمنته�ا في‬ ‫التربي�ة والتعليم ولغة‬ ‫الاقتصادي�ة له�ا أهم ّية في تعزي�ز اللغة‪.‬‬ ‫السياس��ة‪ .‬ويتأّت��ى‬ ‫ل�ذا‪ ،‬اللغ�ة العبرية أصبحت لغة الس�وق‪،‬‬ ‫جمي��ع دول العالم‪.‬‬ ‫ذل�ك جلي�ا في المش�هد‬ ‫وق��د تأّت��ى تس��ويق اللغ��ة الإنجليزي��ة‬ ‫كم��ا أ ّن الس��ياحة‬ ‫اللغ�وي‪ ،‬وهو اليافطات‬ ‫بوس�اطة بي�ع الس�لع المعبرن�ة‪ ،‬فأصبحت‬ ‫تع�د م�ن أكث�ر ظواهر‬ ‫ال�يت تك�ون في الح ّيز‬ ‫أسم�اء الس�لع والمنتوج�ات تتواف�د عل�ى‬ ‫العولم��ة في الاقتص��اد‬ ‫المجتم��ع العرب�� ّي‪ ،‬وأصب��ح الصغ��ار‬ ‫فالأس��واق الترفيهي��ة‬ ‫العام‪.‬‬ ‫والكب��ار يس��تخدمون لغ��ة الس��لع‬ ‫أصبحت تتعامل باللغة‬ ‫ومف��اد المش��هد‬ ‫الإنجليزي��ة‪ ،‬مم��ا أ ّدى‬ ‫اللغ�و ّي‪ :‬أ ّن هدف اللغة‬ ‫إلى تهمي��ش اللغ��ات‬ ‫لي�س تواصلي�ا فقط ب�ل ثقافي�ا ورمزيا‪،‬‬ ‫الأخرى م�ن جهة وإلى زي�ادة حضور اللغة‬ ‫فالحفاظ على اللغة في المشهد اللغوي هو‬ ‫الإنجليزية في معظم دول العالم كهدف‬ ‫الحفاظ على الهوي�ة والقومية‪ .‬وقد ب ّينت‬ ‫س�ياحي من جه�ة أخ�رى‪ .‬كم�ا أ ّن اللغة‬ ‫الأبح�اث ال�يت قام بها م�روان أب�و غزالة في‬ ‫في التس�ويق والدعاية هي وجه من وجوه‬ ‫ع�ام ‪ 2009‬أ ّن الط�الب الع�رب الجامعي�ني‬ ‫العولم�ة‪ ،‬فه�ي ال�يت ُتس� ّوق م�ن أجل س�وق‬ ‫هم ضحية للسياس�ة اللغوي�ة في الدولة‪.‬‬ ‫العم�ل وُتعتبر م�وردا لإنتاج�ه وتقييمه‪.‬‬ ‫وذل��ك لأ ّن العبري��ة ه��ي المس��يطرة في‬ ‫كم�ا دع�ت بع�ض ال�دول إلى ترويي�ج‬ ‫جميع المج�الات ليس فق�ط في المكتوب‬ ‫صناع�ة تدري�س اللغ�ة‪ ،‬وهذا ما يس�مى‬ ‫بل أيضا في المس�موع‪ ،‬وسرعان ما يشعر‬ ‫بالس��ياحة اللغوي��ة‪ .‬أي أ ّن دول الع��الم‬ ‫تس��تقطب الس��ياح بواس��طة الس��ياحة‬ ‫الطال�ب الجامع� ّي بصدم�ة لغوي�ة‪.‬‬ ‫اللغوي�ة وخاصة ثنائية اللغ�ة‪ .‬وهذا نراه‬ ‫وبالرغم من أ ّن اللغ�ة العرب ّية لغة رسمية‬ ‫جلي�ا في معظم دول العالم التي تس�تخدم‬ ‫إاّّل أ ّن حضوره�ا مع�دوم في الح ّي�ز الع�ام‬ ‫اللغ��ة الإنجليزي��ة‪ .‬كم��ا أ ّن الترجم��ة‬ ‫للجامعة‪ ،‬فهذه السياسة اللغوية هي نتاج‬

‫تس�عى الحكومة الالبلادي�ة إلى اعتبار‬ ‫وتس��ميات عل��ى حاخام��ات وأدب��اء‬ ‫تعام�ل الدول�ة مع اللغ�ة العربي�ة‪ .‬كما‬ ‫التكبير في الأقصى هو مخالفة قانون ّية‪.‬‬ ‫يه�ود‪ ،‬ورم�وز يهودي�ة‪ ،‬ومحارب�ني يهود‪،‬‬ ‫بنّّي مروان أبو غزالة وإيلانا ُش�هامي ‪2002‬‬ ‫وه�ذا أيض�ا ينض�وي في محاولاته�ا لدرء‬ ‫وتس�ميات لزعم�ا ٍء إس�رائليين وأجان�ب‪،‬‬ ‫أ ّن مصطل�ح الأكثري�ة يع�د مصطلح�ا‬ ‫ومن جمل�ة التهويد‪ :‬تغي�ري أسماء بوابات‬ ‫يتبع التج ّم�ع الجغرافي‪ ،‬فالعرب في المدن‬ ‫عرب ّي��ة المكان‪.‬‬ ‫الق�دس التاريخية إلى أسماء عبر ّية مثل‪:‬‬ ‫العربي�ة ه�م أكثري�ة‪ .‬حي�ث أن اللغ�ة‬ ‫وثـ�مة اقتراح�ات م�ن وزراء وأعض�اء في‬ ‫باب الخليل إلى ش�اعر ياف�و (يافا)‪ ،‬وباب‬ ‫العربي�ة في الب�الد تك�ون أكثري�ة أو‬ ‫الكنيست تغيير أسماء الأحياء العرب ّية‪،‬‬ ‫الجديد إلى ش�اعر هحداش‪ ،‬وباب العمود‬ ‫أقلي�ة وف�ق المناطق الجغرافي�ة‪ .‬ولكننا‬ ‫فق�د أومأ بعض ال�وزراء إلى تغير اس�م أبو‬ ‫ن��رى أ ّن الح ّي��ز الع��ام في الم��دن العربي��ة‬ ‫ديس إلى كيدماه تسيون‪ ،‬والشيخ جراح‬ ‫(دمش�ق) إلى ش�اعر ش�كيم‪.‬‬ ‫ُيعط�ي العبرية تقريبا مكانة مش�ابهة‬ ‫إلى شمع�ون هتس�ديق‪ ،‬وغيره�ا‪ ،‬كما‬ ‫‪-‬أ ّم��ا النكس��ة الثال ّث��ة فق��د تب�� ّدت‬ ‫بدأ رئيس بلدية القدس في الآونة الاخيرة‬ ‫بواكيره��ا بع��د ع��ام ‪ 1967‬في ح��ل‬ ‫للعر بية ‪.‬‬ ‫بتس�مية الش�وارع الداخل ّي�ة في الأحي�اء‬ ‫مجلس الق�دس العرب ّي�ة ونقل محكمة‬ ‫وم�ع أ ّن ك ّل الس� ّكان هم ع�رب وعدد‬ ‫العربية بأسماء لا ترتبط ارتباطا عضويا‬ ‫الاس�تئناف‪ ،‬وإلغ�اء المناه�ج التدريس� ّية‬ ‫المس�تهلكين اليهود ش�حيح جدا‪ ،‬بيد أ ّن‬ ‫م�ع المع�الم الاس�المية واللغ�ة العربي�ة‪،‬‬ ‫والاس�تيلاء عل�ى المتاحف س�عيا لتهويد‬ ‫الحي�ز العام يتو ّش�ح بالعبري�ة كما هي‬ ‫فمث�ال في حي صور باه�ر؛ اقترحت أسماء‬ ‫القدس لغو ًي�ا وعبرنتها‪ ،‬إضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫في العربي�ة‪ ،‬ل�ذا جاء ه�ذا البح�ث لمعاينة‬ ‫الشوارع كالاتي‪« :‬المنطار»‪« ،‬قيصان»‪،‬‬ ‫أقام�ت الحكوم�ة الاس�رائيل ّية مرك�ز‬ ‫«ح�وش دب�ش»‪ ،‬أم�ا في ح�ي العيس�وية‪:‬‬ ‫الخرائط‪ ،‬والذي انبرى إلى عبرنة الخرائط‬ ‫الح ّي�ز العام في الس�لطات المحل ّية‪.‬‬ ‫والاس��تيلاء على الحيز الجغرافي‪ ،‬كما‬ ‫المس��اعي والطرائ��ق الاس��رائل ّية في‬ ‫«الم�دورة»‪« ،‬الحرائ�ق‪« ،‬أبو ريالة»‪.‬‬ ‫تواصل�ت طرائ�ق تهوي�د المواق�ع والمع�الم‬ ‫تهمي��ش اللغ��ة العرب ّي��ة في الق��دس‬ ‫أم�ا وزي�رة الثقاف�ة فق�د اقترح�ت ع�دم‬ ‫التاريخية العربي�ة في القدس وضواحيها‬ ‫الاع�رتاف بالجمعي�ات الأهلي�ة في ح�ال‬ ‫مثل تغي�ري أسم�اء الأحي�اء العرب ّية‪ ،‬ومن‬ ‫أنموذ ًج��ا‪:‬‬ ‫عدم ال�ولاء ليهود ّي�ة الدولة‪ ،‬ل�ذا نحن في‬ ‫جملته�ا حص�را لا قص�را‪ :‬الش�يخ ج�راح‪/‬‬ ‫وال�يت يت��م م��ن خلاله��ا تهوي��د الق��دس‬ ‫خض�م نكس�ة لغو ّي�ة جدي�دة أكث�ر‬ ‫شم�ال غ�رب الق�دس إلى رمات أش�كول‬ ‫لغو ًيا بواس�طة رفع هيمنة اللغة العبر ّية‬ ‫ضراوة وأكثر تكثيفا من النكس�ات‬ ‫والش�يخ جراح وت�ل الذخ�رية إلى جفعات‬ ‫وحضوره�ا في الح ّيز الزمان�ي والمكاني‪،‬‬ ‫اللغو ّي��ة الأخ��رى وال�يت تنب��ئ التهوي��د‬ ‫هوثمّمف��ت�ةارموح�غ�ايرولها�اتالالتهكوثي��ر�ي‪.‬د اللغوي��ة في‬ ‫وبالمقاب�ل يت�م تهمي�ش اللغ�ة العرب ّي�ة‬ ‫الس��نوات الأخ�رية‪ ،‬حي��ث تب�� ّدى ذل��ك‬ ‫وطم��س معالمه��ا في الب�الد عام��ة وفي‬ ‫الش�امل ووأد عرب ّي�ة الم�كان‪.‬‬ ‫بتوليف��ة م��ن الأح��داث وم��ن جملته��ا‪:‬‬ ‫القدس والأقصى خاصة س�ع ًيا إلى تهويد‬ ‫وأي ًض�ا حظ�ر الحركة الإس�الم ّية يعزى‬ ‫‪-‬تغي�ري اليافط��ات في البل��دة القديم��ة‬ ‫الم�كان وعبرنته‪ .‬فثم�ة ثلاث مراحل في‬ ‫أيض�ا إلى أس�باب تتعل�ق بالحي�ز اللغوي‬ ‫ومن أبرزها‪ :‬استبدال اسم المسجد الاقصى‬ ‫تهوي�د الق�دس من�ذ الانت�داب البريطاني‬ ‫بمصطل��ح «ه��ار هباي��ت» بالعبري��ة‪،‬‬ ‫إلى وقتن�ا الحال�ي‪ ،‬وهذه هي النكس�ات‬ ‫ومن جملتها‪:‬‬ ‫ومصطلح الحرم القدسي باللغة العربية‪،‬‬ ‫اللغو ّي�ة‪ ،‬ويمك�ن ذكره�ا كالآت�ي‪:‬‬ ‫‪ -‬أن الحرك�ة الإس�الم ّية المحظ�ورة م�ن‬ ‫واس�تبدال اس�م حائ�ط ال�رباق بمصطلح‬ ‫‪-‬النكس��ة اللغو ّي��ة الأولى ب��دأت في‬ ‫خ�الل مصاط�ب العل�م ت�درس الط�الب‬ ‫«هكوتي�ل همعربي « باللغ�ة العبرية‪،‬‬ ‫ع�ام ‪ 1922‬حينم�ا تم الإع�الن ع�ن اللغ�ة‬ ‫اللغة العرب ّية والعلم الش�رعي‪ ،‬سعيا إلى‬ ‫والج��دار الغرب��ي باللغ��ة العربي��ة‪ .‬وفي‬ ‫العبر ّية لغة رسم ّية إلى جانب الانجليز ّية‬ ‫الحفاظ عل�ى إرث اللغة العرب ّية والحفاظ‬ ‫ع�ام ‪ 2010‬وض�ع رئي�س بلد ّي�ة الق�دس‬ ‫والعرب ّي�ة‪ ،‬فق�د أصبح�ت العبر ّية تحظى‬ ‫على حضور العلوم الش��رع ّية الإسلام ّية‪.‬‬ ‫ن�ري ب�ركات م�ع رئيس�ة قس�م ترخيص‬ ‫بحضور واسع في الانتداب البريطاني م ّما‬ ‫‪ -‬فيم��ا الس��بب الآخ��ر أن الحرك��ة‬ ‫اليافطات في المدينة قانوًنا مس�اع ًدا ُيلزم‬ ‫س� ّرع تهوي�د الق�دس‪ ،‬وقد تأّت�ى في إقامة‬ ‫الإس�الم ّية المحظ��ورة س��عت م��ن خ�الل‬ ‫أصح�اب المح�الت التجار ّي�ة وخاص�ة في‬ ‫الجامع��ة العبر ّي��ة في جب��ل س��كوبس‬ ‫مؤسس��اتها لا س��يما مؤسس��ة الأقص��ى‬ ‫ش�رق الق�دس على وض�ع اللغ�ة العبر ّية‬ ‫وال�يت س�عت إلى تدري�س اللغ�ة العبر ّي�ة‬ ‫للوق�ف وال�رتاث‪ ،‬والتي س�عت إلى الحفاظ‬ ‫في اليافط��ات‪ ،‬والأنك��ى م��ن ذل��ك‬ ‫واليهود ّية والآثار‪ ،‬وذلك سع ًيا إلى طمس‬ ‫على إسلامية المقدسات وعرب ّية المكان‪،‬‬ ‫يج�ب أن يك�ون حضوره�ا عل�ى الأق�ل‬ ‫مع�الم العرب ّي�ة‪ ،‬فق�د اس�تمرت طرائ�ق‬ ‫مما جع�ل الحكومة الاس�رائل ّية ترى أن‬ ‫خمس�ني بالمائة من أج�ل ترخيصها‪ ،‬وهذا‬ ‫التهوي�د في إقام�ة مستش�فى تح�ت اس�م‬ ‫هذا له تداعيات س�لب ّية على تهويد الحيز‬ ‫ينض�وي في ظ�ل السياس�ة اللغو ّي�ة التي‬ ‫هداس��ا وال��ذي يحم��ل دلال��ة تناخ ّي��ة‪،‬‬ ‫المكاني‪ ،‬مم�ا أفضى إلى قرارها بالحظر‪.‬‬ ‫تنتهجها المؤ ّسس�ات الحكومي�ة من أجل‬ ‫إضاف�ة إلى اس�تخدام العم�الت وطواب�ع‬ ‫كم��ا أ ّن الحكوم��ة الالبلادي��ة‬ ‫طم�س العرب ّي�ة وجل�ب حض�ور العبر ّي�ة‬ ‫البريد باللغة العبر ّية وغيرها من الطرائق‬ ‫اس�تعارت الطرائ�ق الممنهج�ة للحرك�ة‬ ‫وزي��ادة هيمنته��ا‪ .‬وفي الأي��ام الاخ�رية‬ ‫الإس�المية المحظورة لتطبيقه�ا بطريقة‬ ‫والس��بل المختلفة‪.‬‬ ‫تهويدي�ة‪ ،‬فق�د ت ّم الش�روع ببن�اء مجم�ع‬ ‫‪-‬أما النكس�ة اللغو ّي�ة الثان ّية فقد بدأت‬ ‫القوم�ي اليه�ودي للآث�ار الذي يق�ام على‬ ‫بتغيير المعالم والأسماء إلى أسماء تناخية‬ ‫مس�احة كب�رية‪ ،‬ويض�م ع�دة مراك�ز‬ ‫(العه��د القدي��م)‪ ،‬وأسم��اء تلمودي��ة‪،‬‬

‫بالتحل�ي بالأخ�الق الكريم�ة والمناق�ب‬ ‫مه ّمش�ة ولا م�كان له�ا في الح ّي�ز الع�ام‬ ‫منها المكتبة الأثرية‪ ،‬والأرشيف العلمي‬ ‫العل ّي�ة والصف�ات الس�امية‪ ،‬كم�ا أنه�ا‬ ‫إاّّل م�ا يفرض�ه القان�ون لأّنه�ا لغة رسمية‬ ‫للآث�ار‪ ،‬وبي�ت س�لطة الآث�ار الالبلادي�ة‪،‬‬ ‫كفيل�ة أن تجعل اللغة وس�يلة في رأب‬ ‫الأمر الآخر‪ :‬أّنها ذوتت عند الناس أ ّن اللغة‬ ‫ومخازن أثري�ة عملاقة بتكلفة عالية‪،‬‬ ‫الص�دع بين الناس ودرء العنف‪ ،‬وذلك لأ ّن‬ ‫العربي�ة هي لغ�ة الأقلية الذي�ن يحاولون‬ ‫كم��ا أقام��ت الحكوم��ة الالبلادي��ة‬ ‫أس�باب العن�ف هي كث�رية وتع�زى إلى‬ ‫تهدي��د الدول��ة فيج��ب درء مكانته��ا‬ ‫مرك�ز تعلي�م يه�ودي في س�احة ال�رباق‬ ‫فق�دان البوصل�ة الاجتماعي�ة والتربوية‬ ‫للحف��اظ عل��ى عبري��ة الدول��ة وعل��ى‬ ‫الواقع��ة في الح��ي الإس�المي الغرب��ي‪،‬‬ ‫والحضاري�ة والقومي�ة‪ ،‬وذل�ك لأ ّن اللغ�ة‬ ‫أس�رلتها ويهوديتها‪ .‬فهذا الموق�ف ُيبنّّي أ ّن‬ ‫حي�ث أن هدف هذا المش�روع طمس المعالم‬ ‫العربي��ة تغ ّي��ب و ُغيب��ت ع��ن المجتم��ع‬ ‫التخ� ّوف الذي حدث عن�د اليهود هو بفعل‬ ‫العرب ّي�ة ووأد الطاب�ع المعم�اري العرب�ي‬ ‫العرب��ي‪ ،‬واس��تخوذت اللغ��ة العبري��ة‪.‬‬ ‫ه��ذه السياس��ة القاضي��ة والداعي��ة إلى‬ ‫الإسلامي‪ ،‬سعيا إلى منحه الطابع العبري‬ ‫فتفريغ المجتمع العربي من مكانة اللغة‬ ‫التهوي��دي‪ ،‬إضاف��ة إلى تروي��ج الرواي��ة‬ ‫العربي�ة أ ّدى إلى ضرب القيم الاجتماعية‬ ‫تر ّه��ل العربية‪.‬‬ ‫ال�يت أسس��ت المجتم��ع العرب��ي ع��رض‬ ‫التلمود ّي�ة‪.‬‬ ‫الحائ�ط‪ ،‬مما جع�ل الرابط�ة الاجتماعية‬ ‫ع�دم تمك�ني اللغ�ة العرب ّية‪ -‬مس�ئولية‬ ‫وم��ن اللاف��ت للنظ��ر في ه��ذا البح��ث أ ّن‬ ‫والتربوي�ة متدنية‪ ،‬وه�ذا كان كفيلا‬ ‫المجتم�ع العربي أي ًضا‬ ‫الديموقراطي�ة الإثني�ة تتب�نّي كثيرا في‬ ‫بنش�ر العنف وعدم اح�رتام الآخرين‪ ،‬ومن‬ ‫الس�لطة المحل ّي�ة‪ ،‬وذل�ك لأ ّن الأكثري�ة‬ ‫ثم فإنه على الس�لطة المحلي�ة أن تع َي أ ّن‬ ‫لا توج��د قوان�ني مس��اعدة في الم��دن‬ ‫ُتس��يطر عل��ى الأقل ّي��ة في الح ّي��ز الع��ام‬ ‫تلبي�ة الاحتياجات اللغوية لا تقل أهمية‬ ‫العربي�ة‪ ،‬وحتى ولو كانت هذه القوانين‬ ‫ولكن السلطة المركزية لا تفرض على‬ ‫ع�ن البنية التحتية ب�ل تفوقها‪ .‬وذلك لأ ّن‬ ‫موج�ودة فإنه�ا لا تط ّبق ولا تنف�ذ‪ ،‬أي أنها‬ ‫الس�لطة المحلية كث�ريا مس�ألة اللغات‪.‬‬ ‫البني�ة التحتية تخ�دم الإنس�ان في الأمور‬ ‫معلن��ة دون تطبي��ق‪ .‬كم��ا أ ّن اللغ��ة‬ ‫والف�رض معناه أنه من الناحية القانونية‪،‬‬ ‫الحياتي�ة المادي�ة بينما البني�ة اللغوية لا‬ ‫العربي�ة م�ن الناحي�ة المبدئي�ة ه�ي لغ�ة‬ ‫ولك ّن السلطة المحل ّية ترتئي أن تحافظ‬ ‫تخدمه م�ن الناحي�ة الحياتي�ة المادية‪ ،‬بل‬ ‫مهم�ة ويهت�م به�ا الع�رب‪ ،‬ولك�ن م�ن‬ ‫عل�ى العلاق�ات الإيجابي�ة م�ع الس�لطة‬ ‫أيضا من الناحية التربوية التوعوية وهذا‬ ‫الناحية التنفيذية لا تأخذ الحيز الكبير‬ ‫المركزي�ة مم�ا يجعله�ا تحاف�ظ عل�ى‬ ‫ما ينقص السلطات المحلية التي تستخدم‬ ‫لأ ّن الاهتم�ام باللغة العبرية يجعل اللغة‬ ‫اللغ�ة العبري�ة تمام�ا‪ ،‬كما أ ّن الس�لطة‬ ‫اللغ�ة العبري�ة كلغ�ة مركزي�ة‪ .‬ففي‬ ‫العربية هامشية‪ .‬فالدين له علاقة باللغة‬ ‫المركزية لها علاقة مع الس�لطة المحلية‪،‬‬ ‫ح�ال أن قام�ت الس�لطة المحلي�ة بتذوي�ت‬ ‫العربي�ة لأنه�ا لغة الق�رآن‪ .‬ومن هن�ا فإننا‬ ‫ل�ذا فهي تريد أن تحافظ على اس�تقطاب‬ ‫اللغ�ة العربي�ة في الحي�ز الع�ام ومراس�لة‬ ‫ن�رى أ ّن مواق�ف المس�لمين تج�اه العربي�ة‬ ‫اليهود في المجالس المحل ّية‪ ،‬وهذا من ش�أنه‬ ‫المواط�ن باللغ�ة العربية الس�ليمة إضافة‬ ‫أكث�ر أهمي�ة م�ن المس�يحيين وال�دروز‪،‬‬ ‫أن يزي�د من هيمنة اللغة العبرية من جهة‬ ‫إلى أس�اليب فني�ة باللغ�ة العربي�ة فه�ذا‬ ‫كم�ا أ ّن ه�ذا البح�ث يب�ني أ ّن الع�رب لا‬ ‫وع�دم إعط�اء اللغ�ة العرب ّي�ة والقان�ون‬ ‫كفيل لأن يجعل المواطن محبا للسلطة‬ ‫يول�ون أهم ّي�ة للغ�ة العربي�ة رغ�م أّنه�ا‬ ‫المساعد في السيطرة على الح ّيز العام من‬ ‫المحلي�ة وملبيا لدعوته�ا وما كنا نعيش‬ ‫لغ�ة ثقافي�ة وحضاري�ة‪ ،‬وه�ذا ُيعزى إلى‬ ‫في أزم��ة أخلاقي��ة م��ن جه��ة وتس��ّلط‬ ‫إهم�ال الجان�ب التعليم�ي وه�و كفيل‬ ‫جهة أخرى‪.‬‬ ‫الأكثري�ة عل�ى الأقلي�ة من جه�ة أخرى‪.‬‬ ‫أن يجع�ل اللغ�ة العربي�ة لغ�ة مه ّمش�ة‬ ‫في منطق��ة ت��ل أبي��ب والمرك��ز‪ ،‬كان‬ ‫وتب��دأ أهمي��ة الس��لطة المحلي��ة في‬ ‫م�ن حي�ث التنفي�ذ أيض�ا في الس�لطات‬ ‫هن��اك إع�الن لع��رض فيل��م باللغ��ة‬ ‫تذوي�ت اللغ�ة خصوصا وتذوي�ت التربية‬ ‫المحلي�ة رغ�م أ ّن وظيفة الس�لطة المحلية‬ ‫العربي�ة‪ ،‬ف ُكتب�ت اليافط�ات أن «ج ّهزوا‬ ‫الحضاري�ة عموم�ا‪ ،‬وذلك حت�ى تكون‬ ‫ه�ي تلبي�ة احتياجات الس�كان‪ .‬ومما لا‬ ‫حالك�م» وكذل�ك كلم�ة «وّلع�ت»‬ ‫الأقلي�ة ذات طاب�ع اجتماع�ي قوي ومتين‬ ‫يرق�ى إليه ش�ك أ ّن احتياجات الس�كان‬ ‫عل�ى اليافط�ات وكّله�ا باللغ�ة العرب ّية‬ ‫لا ينكسر أيما انكسار بفعل إخضاع‬ ‫ه�ي احتياج�ات لغوي�ة كم�ا ه�ي بنية‬ ‫فأث�ارت ه�ذه اليافط�ات ضج�ة إعلامي�ة‪.‬‬ ‫الأكثري�ة للأقلية‪ .‬بل على النقيض من‬ ‫تحتي�ة‪ ،‬فتفضي�ل البني�ة التحتي�ة على‬ ‫وطال��ب الس�� ّكان اليه��ود بإزال��ة ه��ذه‬ ‫ذلك؛ س�وف تش�عر الأكثري�ة أ ّن الأقلية‬ ‫الاحتياج�ات اللغوي�ة يب�ني أ ّن الس�لطة‬ ‫اليافط�ات لي�س فقط اس�تيا ًء م�ن حضور‬ ‫كالعروة الوثقى عصية الانكسار ولا‬ ‫المحلي��ة ه��ي س��لطة خدم��ات وليس��ت‬ ‫اللغ�ة العربية ولكن خوفا منها‪ .‬وبالرغم‬ ‫انفصام لها‪ ،‬مما تجعل الدولة تعلم يقينا‬ ‫س�لطة تذوي�ت قي�م ونظ�م اجتماعي�ة‬ ‫م�ن أ ّن اللغة العربية لغ�ة رسمية قانونية‬ ‫أّنه لا يمك�ن فرض لغة الأكثرية على‬ ‫وثقافي�ة وحضارية‪ ،‬خاصة وأن الس�لطة‬ ‫إاّّل أ ّن مس�ألة اللغة في «رمات أفيف» أ ّدت‬ ‫الأقلي�ة‪ ،‬وه�ذا ُينب�ئ بتعددي�ة اللغ�ات‪،‬‬ ‫المحلي�ة التي تعيش ب�ني الأكثرية حيث‬ ‫إلى إش�غال الناس لما وعلا َم وب َم وفي َم وإلا َم‬ ‫ويجعل اللغ�ة العربية لغة ذات تمكين‬ ‫أ ّن الس�لطات المحلي�ة له�ا دور في تعزي�ز‬ ‫رغ�م أ ّن الأكثري�ة لا تح ّبذ ذلك‪ .‬فكما‬ ‫البنية التربوية والاجتماعية والحضارية‬ ‫تتو ّش�ح اللغ�ة العربية؟‬ ‫أن الأكثري�ة تريد ف�رض هيمنة لغتها؛‬ ‫وتقوي��م الس��لوك وتزكي��ة النف��وس‬ ‫فه�ذا الموق�ف ُيب�نّي أ ّن نظرة اليه�ود للغة‬ ‫بواسطة اللغة‪ ،‬وذلك لأ ّن تذويت اللغة الأم‬ ‫العرب ّي�ة أّنها ُمه ِّدد ٌة له�م‪ ،‬و ُيعزى ذلك إلى‬ ‫في الممارس�ة اليومي�ة والحيز الع�ام يؤول‬ ‫أمري�ن‪ :‬الأم�ر الأول‪ :‬أ ّن الدولة ذوتت عند‬ ‫الأكثري�ة أ ّن اللغ�ة العربي�ة ه�ي لغ�ة‬

‫والتوليف�ة القوم ّي�ة والعص�ارة الرمز ّي�ة‬ ‫المحلية‪ ،‬والأوساط الاقتصادية والأوساط‬ ‫يجب أن تق�وم الأقلية بتمكين نفس�ها‬ ‫والرابط�ة الاجتماع ّي�ة‪.‬‬ ‫الاجتماعي�ة م�ن أج�ل تمك�ني اللغ�ة‬ ‫م�ن أجل فرض حضورها ووجودها‪ .‬فاللغة‬ ‫العربي�ة لي�س فق�ط في المش�هد اللغ�وي‬ ‫العربية ليس�ت وس�يلة من أجل تمكين‬ ‫فاللغة ه�ي العروة الوثق�ى التي لا نفصام‬ ‫واليافط�ات العمومي�ة والخصوصي�ة بل‬ ‫اللغ��ة العبري��ة ب��ل ه��ي وس��يلة عن��د‬ ‫أيضا في الممارس�ة اللغوي�ة في الاقتصاد‬ ‫الس�لطة المحلي�ة م�ن أجل جع�ل المجتمع‬ ‫له�ا‪ ،‬اللغ�ة العربي�ة ه�ي نح�ن‪ ،‬ونحن هم‬ ‫اليوم�ي‪ .‬وه�ذا يجع�ل التع�اون مثمرا من‬ ‫العرب� ّي أكث�ر متان�ة وقوة وأق�ل عرضة‬ ‫اللغ�ة العرب ّية‪ .‬لذا؛ يجب على الس�لطات‬ ‫أج�ل تغي�ري قواع�د اللعب�ة اللغوي�ة في‬ ‫للس�يطرة م�ن الأكثرية‪ .‬إ ّن ه�ذا البحث‬ ‫المحل ّي�ة أن تع� ّزز حض�ور اللغ�ة العرب ّي�ة‬ ‫الب�الد‪ ،‬كم�ا أ ّن التع�اون بين الأوس�اط‬ ‫طلائع�� ّي لس��ببين‪ :‬الس��بب الأول‪ :‬أ ّن‬ ‫الث�الث ح��ول اللغ��ة كفي��ل أن ُينب��ئ‬ ‫معاينة مواقف الس�لطات المحلية ورؤساء‬ ‫تعزي��زا كب�ريا ابتغ��اء تحق��ق مأرب�ني‬ ‫بتغيير أمور أخرى في الحياة الاجتماعية؛‬ ‫مس��يحيين ودروز ومس��لمين يجع��ل‬ ‫فمث�ال يمك�ن التع�اون ح�ول تمك�ني‬ ‫فه�م موق�ف المجتم�ع العرب ّي إزاء س�يطرة‬ ‫ر ئيسين ‪:‬‬ ‫اللغ�ة بفضل الأوس�اط الثلاث‪ ،‬ويمكن‬ ‫الأكثري�ة عل�ى الأقلي�ة وخاص�ة عقب‬ ‫‪ -‬المأرب الأ ّول‪ :‬وهو ممارس�ة اللغة العربية‬ ‫أن يك��ون التع��اون أيض��ا في تذلي��ل‬ ‫قان�ون القومي�ة‪ .‬وم�ن ث�م فإن فه�م الموقف‬ ‫ممارس��ة يوم ّي��ة ب�ني جمي��ع الش��رائح‬ ‫ظاهرة العنف ودرء عواقبها الوخيمة‪ .‬ومن‬ ‫اللغ�وي يمنحن�ا فهم�ا لموق�ف الس�لطات‬ ‫المجتمع ّي��ة دون إي�الج كلم��ات م��ن‬ ‫ثم فقد بات لزاما على الس�لطة المحلية أن‬ ‫المحلي�ة م�ن الس�لطة المركزي�ة ال�يت لا‬ ‫لغ�ات أخ�رى في درج الحدي�ث بالعرب ّي�ة‪،‬‬ ‫تعل�م أ ّن احتياج�ات المواط�ن الي�وم عق�ب‬ ‫تأل��وا جه��دا بف��رض هيمنته��ا‪ .‬الس��بب‬ ‫وذل�ك لأن اللغ�ة العرب ّية لغة ق�ادرة على‬ ‫ازدياد العنف والتفتت الاجتماعي وعقب‬ ‫الثان�ي‪ :‬أ ّن هذا البحث ينس�ل م�ن حناياه‬ ‫التحدي من قانون القومية والأكثرية هو‬ ‫ع�دة توصي�ات من أج�ل توعية الس�لطة‬ ‫التعبير عن حاجتنا دون اقتراض ألفاظ من‬ ‫زي�ادة الحضور اللغ�وي‪ .‬فالمجتمع العرب ّي‬ ‫المحلي�ة تج�اه اللغ�ة العربي�ة‪ .‬ل�ذا أع� ّرج‬ ‫لا يقوى اليوم عل�ى مواجهة الدولة وعلى‬ ‫إلى الق�ول أ ّن الموق�ف المبدئ�ي تج�اه اللغة‬ ‫لغ�ات أخرى‪.‬‬ ‫التظاه�ر ض�د قان�ون أي سياس�ة‪ ،‬وذل�ك‬ ‫العربية أّنها لغة مهمة ويجب فرض قانون‬ ‫لأ ّن المجتم�ع متفت�ت لغوي�ا ولا يمك�ن‬ ‫المس�اعد لا يك�ون نظريا فق�ط‪ ،‬بل إنه‬ ‫‪ -‬الم�أرب الآخر‪ :‬وهو تنظي�م مكانة اللغة‬ ‫تجمي�ع ق�واه دون اللغ�ة‪ .‬ونافل�ة الق�ول‬ ‫تطبيق� ٌي أيض�ا‪ ،‬فعل�ى الس�لطة المحلية‬ ‫العرب ّي�ة والحف�اظ عليه�ا م�ن التهمي�ش‬ ‫وعصارت�ه؛ أ ّن ه�ذه الظ�روف تس�تدعي‬ ‫أن ُتبنّّي للمواطن العربي أ ّن اللغة ليس�ت‬ ‫متعم� ًدا أو غ�ري متع ّم�د‪ ،‬ويتأّت�ى ذل�ك‬ ‫تنفي�ذ قان�ون المس�اعد ح�ول اللغ�ة ليس‬ ‫مس�ألة لغة اتصال بل ه�ي لغة تمكين‪.‬‬ ‫في مؤسس��ة البي��ت‪ ،‬والح ّي��ز الع��ام وفي‬ ‫فق�ط بحضوره�ا‪ ،‬بل أيض�ا بنوعيتها في‬ ‫لأ ّن ق�وة اللغ�ة تش�حن المجتم�ع العرب�ي‬ ‫الأماكن المختلفة والمؤسس��ات المتن ّوعة‪،‬‬ ‫اليافط�ات حت�ى تك�ون اللغ�ة العربي�ة‬ ‫بقوة وحض�ور ووجود‪ ،‬فالس�لطة المحلية‬ ‫ثقاف�ة وتربي�ة ونهجا ومنهاج�ا للمجتمع‬ ‫يج�ب أن ترتق�ي بتعاملها لاحق�ا لتصبح‬ ‫وه�ذا بفع�ل ع�دم الوع�ي ال�كاف عن�د‬ ‫العرب� ّي‪ .‬كم�ا أ ّن هذا التمك�ني ُيع ّرج‬ ‫س�لطة محلي�ة م�ن أجل تمك�ني الجيل‬ ‫العرب في البلاد حول أهم ّية اللغة العرب ّية‬ ‫إلى الق�ول أ ّن اللغ�ة العربي�ة تكون لغة‬ ‫الق�ادم حت�ى يضم�ن وج�وده وحض�وره‪.‬‬ ‫والاتصال بها سلي ًما‪ ،‬إضافة إلى تهميشها‬ ‫اقتصادي��ة في الس��لطة المحلي��ة‪ ،‬ول��ن‬ ‫جنب�ا إلى جنب؛ فإن�ه على لجن�ة المتابعة‬ ‫المتع ّم�د الذي تمارس�ه الدولة لا س�يما في‬ ‫تك�رتث لف�رض اللغة العبري�ة كلغة‬ ‫ولجن��ة التعلي��م العرب��ي ولج��ان أولي��اء‬ ‫اق�رتاح قان�ون القوم ّية الأخ�ري الذي يلغي‬ ‫اقتصادي��ة‪ .‬كم��ا أ ّن الس��لطة المحلي��ة‬ ‫الأم�ور والجمعي�ات م�ن الوس�ط الثال�ث‬ ‫رسم ّية اللغة العرب ّية ويهمش�ها تهمي ًش�ا‬ ‫تس�تطيع تمكين لغتها ضم�ن القانون‬ ‫والجمعي�ات غ�ري الربحي�ة أن تتعاون مع‬ ‫وعليها أن ُتبدد وُتذلل التفكير المس�بق‬ ‫الس�لطات المحلية من أجل تمكين اللغة‬ ‫كام�ال‪ .‬وكث�رية ه�ي الخط�وات ال�يت‬ ‫وم��ؤداه أ ّن الس��لطة المركزي��ة س��وف‬ ‫العربية وعدم إفش�الها‪ ،‬كم�ا على هذه‬ ‫ت�رى به�ذه السياس�ة خرق�ا للتعددية‪ .‬بل‬ ‫الجه�ات العم�ل مع الس�لطة المحلية على‬ ‫يج�ب تطبيقه�ا وتذويتها‪ ،‬وم�ن جملتها‪:‬‬ ‫نقيض ذلك؛ س�تعلم الس�لطة المركزية‬ ‫ال�رد لقان�ون القومي�ة بوس�اطة توعي�ة‬ ‫أ ّن الس�لطة المحلي�ة واعي�ة عل�ى تنفي�ذ‬ ‫الن�اس بأهمي�ة اللغ�ة العربي�ة والاهتمام‬ ‫المطالبة بتعريب اليافطات في الحيز العام‬ ‫باللغ�ة العربي�ة في الم�دارس وفي ري�اض‬ ‫في المدين�ة والقري�ة‪ .‬فق�د ب ّين�ت الأبحاث‬ ‫احتياج��ات المواطن‪.‬‬ ‫الأطفال وأيضا تهيئة الطلاب الجامعيين‬ ‫المتع ّددة في موضوع «المش�هد اللغوي» في‬ ‫التوصيات‬ ‫في زي�ادة الوع�ي اللغ�وي‪ .‬ل�ذا ف�إن ه�ذا‬ ‫البل�دات العرب ّية أن حض�ور اللغة العرب ّية‬ ‫التع�اون ب�ني الجه�ات المختلف�ة كفي�ل‬ ‫في يافط��ات الح ّي��ز الع��ام في البل��دات‬ ‫نرتئ�ي تعزي�ز مكانة اللغ�ة العرب ّية في‬ ‫ب�أن يجع�ل اللغ�ة العربي�ة ذات مكانة‬ ‫العرب ّي�ة يتم ّي�ز بث�الث ميزات تس� ّرع في‬ ‫الح ّيز العام لما فيها من مؤشرات اجتماع ّية‬ ‫عل ّي�ة‪ .‬وم�ن ثم فأق�رتح أيض�ا أن يكون‬ ‫وثقاف ّي��ة تحاف��ظ عل��ى إرثن��ا الثق��افي‬ ‫التعاون بين الأوس�اط الثلاث؛ الس�لطات‬ ‫ترهله�ا وت�درأ هيمنتها‪ ،‬وه�ي كالآتي‪:‬‬ ‫وهويتن��ا الحضار ّي��ة وتراثن��ا الش��عبي‬ ‫• أولا‪ :‬حض�ور اللغة العربي�ة في الكثير‬ ‫والذاك�رة الجماع ّية والبوتق�ة اللغو ّية‬ ‫م��ن اليافط��ات كلغ��ة ثاني��ة أو ع��دم‬ ‫حضوره�ا البت�ة‪.‬‬ ‫• ثاًني��ا‪ :‬حج��م كتاب��ة اللغ��ة العرب ّي��ة‬ ‫وكم ّي�ة الكلم�ات بالعرب ّي�ة ه�و ج�د‬ ‫ضئي�ل في بع�ض اليافط�ات نس�ب ًيا إلى‬ ‫حض�ور اللغ�ة العبر ّي�ة‪.‬‬ ‫• ثال ًث��ا‪ :‬كث��رة الأخط��اء الإملائ ّي��ة‬ ‫أو الأخط��اء الش��ائعة أو النق��ل الح��رفي‬ ‫«النقح��رة» أي إدخ��ال الكلم��ة غ�ري‬ ‫المع ّربة‪ ،‬وكل ذلك بس�بب سوء الترجمة‬

‫الش��عراء أو كتاب��ة الأبح��اث العلمي��ة‬ ‫من لغات أخرى‪ .‬فاللغة العرب ّية هي احتوت‬ ‫وع�دم المهن ّي�ة في ذل�ك‪.‬‬ ‫ع�ن اللغة العرب ّية‪ ،‬عل�ى نقيض جمعية‬ ‫العلوم بكل فنونه�ا وأفنانها منذ القدم‪،‬‬ ‫• رابع�ا‪ :‬تعري�ب اليافط�ات العام�ة منه�ا‬ ‫«العربي�ة لغتن�ا» فه�ي جمعي�ة ش�عبية‬ ‫وه�ي ق�ادرة عل�ى احت�واء كل الوس�ائد‬ ‫والخاص�ة‪ :‬ومنه�ا اليافط�ات ال�يت تضعها‬ ‫ميداني��ة رسمي��ة غ�ري ربح ّي��ة ومأربه��ا‬ ‫البلدي�ة مثل يافطات المؤسس�ات العامة‪،‬‬ ‫الرئيس ح ّث الناس وتوعيتهم وإكسابهم‬ ‫الرقمي�ة ب�كل أصنافه�ا وأنواعها‪.‬‬ ‫وال�يت يضعه��ا المجتم��ع وه��ي يافط��ات‬ ‫الآليات في استخدام اللغة العربية سلي ًما‬ ‫‪ -‬الم�أرب الآخر‪ :‬وهو تنظي�م مكانة اللغة‬ ‫دون اق�رتاض ألف�اظ من اللغ�ات الأخرى‪.‬‬ ‫العرب ّي�ة والحف�اظ عليه�ا م�ن التهمي�ش‬ ‫الورش�ات التجاري�ة‪.‬‬ ‫ويج�ب في الجمعي�ات أن تنص�ب اله ّم�ة‬ ‫متعم� ًدا أو غ�ري متع ّم�د‪ ،‬ويتأّت�ى ذل�ك‬ ‫• خامس��ا‪ :‬س��ن قان��ون المس��اعد وال��ذي‬ ‫المتوثب�ة والغ�رية المتوق�دة عل�ى توحي�د‬ ‫في مؤسس��ة البي��ت‪ ،‬والح ّي��ز الع��ام وفي‬ ‫يخ� ّول المجل�س البل�دي بتحدي�د حض�ور‬ ‫الجه�ود المتكاتفة عل�ى تعزيز مكانة‬ ‫الأماك�ن المختلف�ة والمؤسس�ات المتن ّوعة‬ ‫اللغة‪ ،‬ومضمون القانون المساعد‪ :‬حضور‬ ‫اللغ�ة العرب ّي�ة‪ ،‬فه�ي تأخ�ذ حلق�ة وصل‬ ‫وفي الأماك��ن التجاري��ة وخاص��ة في‬ ‫اللغة العربي�ة كاللغة الأولى‪ ،‬وأن حجم‬ ‫ب�ني الهيئ��ات المختلف��ة س��ع ًيا في رف��ع‬ ‫اليافط��ات في داخ��ل المح�الت التجاري��ة‬ ‫اللغ��ة وكم ّي��ة الكلم��ات في اللغ��ة‬ ‫الهم�م والعمل في تحقيق الهدف المنش�ود‬ ‫وخارجه��ا‪ ،‬وه��ذا بفع��ل ع��دم الوع��ي‬ ‫العربي�ة لا تق�ل عن س�بعين بالمئة‪ ،‬ومنع‬ ‫وه�و درء تهمي�ش العربي�ة‪ ،‬مم�ا يبنّّي أن‬ ‫ال��كاف عن��د الع��رب في الب�الد ح��ول‬ ‫كتاب�ة الأخط�اء اللغوي�ة أو النقح�رة‪.‬‬ ‫الجمعي��ات يج��ب أن تك��ون جدي��دة‬ ‫أهم ّي��ة اللغ��ة العرب ّي��ة والاتص��ال به��ا‬ ‫ولا من�اص ع�ن الإش�ارة ع�ن الكثير من‬ ‫وغض الإه�اب من حيث الرؤى والمضامين‪،‬‬ ‫الس�لطات المحلية اليهود ّية تستخدم هذا‬ ‫فه��ي ليس��ت جمع ّي��ات تكريمي��ة أو‬ ‫سلي ًما‪ ،‬إضافة إلى تهميشها المتع ّمد الذي‬ ‫القانون لتعزي�ز مكانة اللغ�ة العبر ّية‪،‬‬ ‫بحثي�ة‪ ،‬ب�ل ه�ي جمع ّي�ات عمل ّي�ة‬ ‫تمارس�ه الدولة لا س�يما في اق�رتاح قانون‬ ‫ميدان ّي��ة‪ ،‬كم��ا أن الجمعي��ات‬ ‫القوم ّي�ة الأخير الذي يلغ�ي رسم ّية اللغة‬ ‫َف َح� ِر ٌّي بالس�لطات المحلي�ة العرب ّي�ة‬ ‫بوس��اطة النش��رات ال�يت ترتئ��ي‬ ‫العرب ّي�ة ويهمش�ها تهمي ًش�ا كاملا‪ ،‬لذا‬ ‫توظي�ف القانون خدم�ة للعرب ّية‪.‬‬ ‫بإصداره�ا يج�ين فائدته�ا لي�س‬ ‫ن�رى أن المذنب في تهميش اللغ�ة العربية‬ ‫• سادس�ا‪ :‬إقام�ة جمعي�ات التي‬ ‫فقط المجتمع العربي في الداخل‬ ‫ليست الدولة فقط‪ ،‬بل أيضا نحن العرب‬ ‫ترتئ�ي تعزيز مكان�ة اللغة‬ ‫ب��ل أيض��ا الع��رب في جمي��ع‬ ‫في الداخ�ل‪ .‬وه�ذا يقتض�ي من�ا العم�ل‬ ‫العرب ّي�ة في الح ّي�ز الع�ام لم�ا‬ ‫الأقط�ار‪ ،‬وذل�ك لأن الجمعي�ات‬ ‫جاهدي�ن عل�ى إع�ادة مكانته�ا عل ّي�ة‬ ‫فيها من مؤش�رات اجتماع ّية‬ ‫تصب�و بإصدار نش�رات تحوي في‬ ‫حت�ى تك�ون مكان�ة المجتم�ع العربي‬ ‫وثقاف ّي�ة وتربو ّي�ة‪ ،‬تحاف�ظ‬ ‫مظانه�ا مصطلح�ات انجليزية في‬ ‫عل ّي�ة اجتماعي�ا واقتصادي�ا وثقافي�ا‪.‬‬ ‫عل�ى إرثنا الثق�افي وهويتنا‬ ‫الوس�ائط الرقمي�ة ومقابله�ا باللغ�ة‬ ‫ويج��ب إنش��اء جمعي��ات غ�ري ربح ّي��ة‬ ‫الحضار ّي��ة تراثن��ا الش��عبي‬ ‫العرب ّية‪ .‬لذا‪ ،‬لا مناص أن تزمع الجمعيات‬ ‫لتعزيز اللغة العرب ّية‪ ،‬ولقد كان السبب‬ ‫والذاك��رة الجماع ّي��ة‬ ‫الأخذ عل�ى عاتقها الحف�اظ على حضور‬ ‫م��ن وراء ه��ذه الجمعي��ات أج�� َل تعزي��ز‬ ‫والبوتق��ة اللغو ّي��ة والتوليف��ة‬ ‫اللغ��ة العربي��ة وهيمنته��ا وممارس��تها‬ ‫مكانة اللغة العرب ّية والتي أقيمت محل ًيا‬ ‫في الحي�ز الع�ام‪ ،‬فق�د ب�ات لزا ًم�ا علين�ا‬ ‫وقطر ًيا وأيضا عالم ًي�ا‪ ،‬بيد أ ّن الجمعيات‬ ‫القوم ّية والعص��ارة الرمز ّية والرابطة‬ ‫الحف�اظ عل�ى مكانة اللغ�ة العربية في‬ ‫الس�ابقة تأخذ ج ّل عمله�ا على تكريم‬ ‫الاجتماع ّي�ة‪ ،‬فاللغة هي الع�روة الوثقى‬ ‫المش�هد اللغ�وي والح ّيز المكان�ي حفا ًظا‬ ‫ال�يت لا انفص�ام له�ا‪ ،‬فاللغ�ة العربي�ة هي‬ ‫تا ًم�ا‪ ،‬لأ ّن مكان�ة اللغ�ة العربي�ة عل ّي�ة‬ ‫نح�ن‪ ،‬ونحن ه�م اللغ�ة العرب ّي�ة‪ ،‬فاللغة‬ ‫ونابض�ة‪ ،‬ورفعته�ا يع� ّد م�ن مؤ ّش�راتنا‬ ‫ه�ي ليس�ت فق�ط وس�يلة اتصال ّي�ة ب�ل‬ ‫القوم ّية وثوابتن�ا الحيات ّية‪ .‬لذا‪ ،‬لا مناص‬ ‫أيض�ا وس�يلة رمز ّي�ة‪ .‬ل�ذا‪ ،‬وإنش�اء ه�ذه‬ ‫ع�ن ب�ذل اله ّمة المتوثب�ة والغ�رية المتوّقدة‬ ‫الجمعيات ابتغاء تحقق مأربين رئيسين‪:‬‬ ‫للحف�اظ عل�ى مكان�ة اللغ�ة العرب ّي�ة‬ ‫‪ -‬المأرب الأ ّول‪ :‬وهو ممارس�ة اللغة العربية‬ ‫والدفاع عن حقوقنا القوم ّية ومن جملتها‬ ‫ممارس��ة يوم ّي��ة ب�ني جمي��ع الش��رائح‬ ‫الح�ق اللغ�وي‪ ،‬وه�ذا يس�توجب الحف�اظ‬ ‫المجتمع ّية دون إيلاج كلمات من لغات‬ ‫على اللغة العربية حفا ًظا متي ًنا بوساطة‬ ‫أخ�رى في درج الحدي�ث بالعرب ّية وخاصة‬ ‫في الوس��ائط الرقمي��ة والش��بكات‬ ‫اس�تخدامها في الممارس�ات اليوم ّي�ة‪.‬‬ ‫الاجتماعية؛ مثل الواتس�اب والفيسبوك‬ ‫والانس��تغرام‪ ،‬وذل��ك عق��ب اجتي��اح‬ ‫كلمات غير عربية م�ن جهة وكلمات‬ ‫عامي�ة تل�ج في حناي�ا الرس�ائل الرقم ّية‬ ‫وال�يت بات�ت وأضح�ت س�ائدة ومنتش�رة‪،‬‬ ‫رغ�م أن اللغ�ة العرب ّي�ة لغ�ة ق�ادرة على‬ ‫التعب�ري عن حاجتن�ا دون اق�رتاض ألفاظ‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook