Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore العدد الجديد من مجلة الدبلوماسى ينايروفبراير2021

العدد الجديد من مجلة الدبلوماسى ينايروفبراير2021

Published by shadysamir.din, 2021-02-24 22:39:58

Description: No299-300

Search

Read the Text Version

‫السنة التاسعة والعشرون ‪ -‬العدد ‪300-299‬‬ ‫يناير‪ -‬فبراير ‪ 2021‬الثمن ‪ 10‬جنيهات‬



‫‪diplomat.magazine.egypt/‬‬ ‫‪gmail.com@diplomatmagazine92‬‬ ‫حــتى لا نـنـســــى ‪...........................................‬بقلم السفير رضا الطـايف ى ‪2‬‬ ‫مجلة شهرية منوعة‬ ‫الحقيبة الدبلوماسية‪4 ..................................................‬‬ ‫تصدر منذ مارس ‪ 1992‬عن‬ ‫حصاد الفرص والتحديات ‪........... 2020 -‬سفير جمال الدين البيوم ى ‪10‬‬ ‫النادى الدبلوماسى المصرى‬ ‫حول قمة تجمع بريكس (‪ )BRICS‬الثانية عشرة‪....‬سفير د‪ .‬عزت سعد ‪14‬‬ ‫أزمة سد النهضة بين الانسداد والانفراج ‪...... 2 / 1‬سفير د‪ .‬صلاح حليمة ‪18‬‬ ‫أسسها‬ ‫سلسلة مقالات بعنوان «فى أروقة الأمم» ‪............‬سفير عمرو الجويلى ‪20‬‬ ‫فى ذكرى اغتيال الزعيم لومومبا ‪....................‬سفير هشام الزميتى ‪24‬‬ ‫السفير مصطفى العيسوى‬ ‫الحرب العالمية الثانية ‪..‬ويوم فارق ‪ ،‬متعدد الآثار ! ‪....‬رجائــى عطيــــة ‪26‬‬ ‫لمحات من تجربة شنغهاى فى جذب الاستثمارات ‪....‬سفير عبدالفتاح عزالدين ‪30‬‬ ‫رئيس مجلس إدارة النادى الدبلوماسى‬ ‫نه ٌر مبارك ال َغ َد َوات ميمو ُن ال َّر ْو َحات ‪.......................‬مدبولى عتمان ‪33‬‬ ‫من هنا نبدأ‪..‬مـصــــر والصــــين نـمـوذجــا ‪....‬سفير د‪ .‬يوسف الشرقاو ى ‪34‬‬ ‫سفيرة منال عبد الدايم‬ ‫«الحديد والصلب» ‪ ..‬حكاية لها تاريخ ‪.....‬سفير د‪ .‬وليد محمود عبد الناص ر ‪36‬‬ ‫طابا‪...‬مصرية الهوى والهوية ‪...........................‬د‪.‬هشام عبدالملك ‪40‬‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫اضمحلال وسقوط الإمبراطورية الديمقراطية الأمريكية‪......‬سفير د ‪.‬عادل السالوسى ‪44‬‬ ‫مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ‪...............‬سفير د‪ .‬سامح أبو العيني ن ‪49‬‬ ‫سفير رضا الطايفى‬ ‫الرئيس الأمريكى بايدن ومشكلات الشرق الأوسط‪....‬سفير رخـــــا أحمد حسن ‪50‬‬ ‫ذكريات دبلوماسى مصرى فى الدوحه ‪............‬سفير أسامة توفيق بد ر ‪53‬‬ ‫المستشار القانونى‬ ‫المسيحية الصهيونية الجذور التاريخية والأهداف‪......‬سفير د‪ .‬محمـد نعمــان جــــلا ل ‪54‬‬ ‫هل أودى خطاب ترمب السياسى به ؟ ‪........................‬ميسا جيوسى ‪58‬‬ ‫رجائى عطية‬ ‫رابطة زوجات الدبلوماسيين المصريين‪.............‬تقدمها نادية الريس ‪60‬‬ ‫حكايات اذا لم تسجل ستضيع‪.......................‬سفير يسرى القويضى ‪63‬‬ ‫مستشار التحرير‬ ‫لبنان أزمة دولة ‪.....................................................‬ماهر مقلد ‪64‬‬ ‫خطوات مضيئة نحو الفضاء ‪...........‬سفير محمد عبدالمنعم الشاذل ى ‪66‬‬ ‫عادل عبد الصمد‬ ‫قراءة فى كتاب السفير د‪ .‬محمود سمير أحمد‪..‬حول العالم مع دبلوماسى مصرى‪......‬عـادل عبدالصمــــــد ‪68‬‬ ‫مــتـنـمــــــرون و ضــــــحـايا‪ .........................‬سفير د‪ .‬هادى التونسى ‪71‬‬ ‫المستشار الفنى‬ ‫ذكــــــــــريـات ‪...................................‬شعر السفيرة عواطف شلبى ‪72‬‬ ‫‪ 2020‬باختصار ترك لنا مكان بالأرض ودعوة فى السماء ‪......‬السفيرة د‪.‬عبيــر بسيونــى ‪73‬‬ ‫جمال عبد النبى‬ ‫أصل الكتابة العربية ‪.......................................‬سفير أشرف عقل ‪74‬‬ ‫فى زمن الكورونا‪ :‬أولويات جديدة لمنتدى دافوس من أجل مستقبل أفضل للعالم‪...‬هادية الشربينى ‪76‬‬ ‫سكرتير تحرير تنفيذى‬ ‫فنون تشكيلية ‪.................................‬سفير فخرى عثما ن ‪78‬‬ ‫الضوابط هى التى تصنع الإنسان ‪...........‬سفير د‪ .‬فتحى مرعى ‪80‬‬ ‫شادى غالى‬ ‫أسرة تحرير العدد‬ ‫سفيــــر أشــــرف عقـــــل‬ ‫سفيــر د‪ .‬يــوسف الشرقـــاوى‬ ‫سكرتير أول أحمد أبو المجد‬ ‫سكرتير ثـان هنــد منـــذر‬ ‫توجه المراسلات إلى‬ ‫رئيس تحرير مجلة «الدبلوماسى»‪:‬‬ ‫مبنى وزارة الخارجية المصرية‬ ‫ماسبيرو الدور ‪ - 28‬غرفة ‪2820‬‬ ‫تليفاكس ‪202+ 27735457‬‬ ‫جميع الآراء الواردة بالمقالات تعبر عن أصحابها‬ ‫دون أدنى مسئولية على المجلة‪ ،‬والخرائط المنشورة‬ ‫توضيحية إلا إذا ذكر غير ذلك‬

‫حـتى لا نـنـســى‪.....‬‬ ‫افتتاحية العدد‬ ‫يسعدنى وأســرة تحرير مجلة «الدبلوماسى» ونحن‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫نصدر أول أعداد المجلة فى عــام ‪ ،2021‬أن نتوجه إلى‬ ‫قرائنا الأعزاء بأصــدق التهانى وأخلص الأمنيات‪ ،‬داعين‬ ‫السفير رضا الطايفى‬ ‫الله العلى القديــر أن يحمل لنا العــام الجديد كل خير‬ ‫وسعادة‪ ،‬وللدبلوماســية المصرية كل التوفيق والنجاح‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫فى جهودها الدؤوبة لرفعة شــأن الوطــن والدفاع عن‬ ‫مصالحه فى كل المحافل والمنتديات الثنائية والإقليمية‬ ‫والدولية‪ ،‬ولمصرنا الحبيبة قيادة وحكومة وشــعباً كل‬ ‫بشائر الخير والاســتقرار والتقدم والازدهار ومزيداً من‬ ‫الإنجازات القومية التى تؤســس لنهضة مصرية حديثة‬ ‫فى كافة المجالات التنموية‪..‬‬ ‫والسعودية والإمارات العربية والبحرين‬ ‫الآلية الإفريقيــة لفض المنازعات‪ ،‬حتى‬ ‫ولعالمنــا العربى اســتعادته لأمنه‬ ‫بإعلان ‪ 4‬فبراير من كل عام ليكون اليوم‬ ‫تتفرغ دول القارة وحكوماتها لتحقيق‬ ‫واســتقراره ووحدته ووضــع حد لما‬ ‫العالمى للأخوة الإنسانية والأمل كبير فى‬ ‫خططها وبرامجها ومشروعاتها التنموية‬ ‫يــدور فى بعض أرجائــه من صراعات‬ ‫أن يشهد العالم خلال السنوات القادمة‬ ‫بما يحقق للقارة الواعدة كل ما تستحقه‬ ‫وخلافــات وحــروب أهليــة‪ ،‬وانتهاء‬ ‫تفعيلاً لهذا القرار حتى تســود مفاهيم‬ ‫ظاهرة التدخلات الخارجية فى شــئونه‬ ‫وتصبو إليه من نماء وتقدم ورفاهية‪..‬‬ ‫والاســتقطابات الإقليميــة التى باتت‬ ‫وممارسات الأخوة كل أرجاء المعمورة‪.‬‬ ‫ولع ّل العام الجديد ‪ 2021‬يشــهد‬ ‫تتعرض لها بعض دوله‪ ،‬حتى يســرد‬ ‫ومع بــزوغ فجر العــام الجديد‬ ‫استمرار تضافر وتكليل الجهود الدولية‬ ‫عافيتــه وأمجاده التى كانــت ‪ ...‬وأن‬ ‫‪ 2021‬يتطلع كل مــرى ويحلم بغد‬ ‫من أجل تحقيق الأمل العزيز لكل دول‬ ‫تستعيد مسيرة الســام وعملية تسوية‬ ‫أكثر إشراقاً وأكثــر أماناً وأكثر رفاهية‬ ‫وشــعوب العالم بإحــداث اختراق فى‬ ‫القضية الفلسطينية الزخم الذى افتقدته‬ ‫واســتقراراً على المســتويين الشخصى‬ ‫مواجهة فيروس كورونا الغامض سواء‬ ‫طوال السنوات الســابقة سواء نتيجة‬ ‫والوطنى‪ ،‬ولا شــك أن مصر قد قطعت‬ ‫بتوفير مــا يكفى من لقاحــات فعالة‬ ‫الانقســامات التى تشــهدها الساحة‬ ‫شوطاً كبيراً على طريق التعافى السياسى‬ ‫للوقاية منه أو باكتشاف الدواء المناسب‬ ‫الفلســطينية‪ ،‬أو نتيجة انشغال العديد‬ ‫والاجتماعى والإصلاح الاقتصادى‪ ،‬هذا‬ ‫للعلاج من هذا الفــروس القاتل الذى‬ ‫من دول المنطقة بمشــكلاتها المستجدة‬ ‫التعافى الــذى بدأ منذ عام ‪ ،2014‬وبعد‬ ‫تسبب فى إصابات فاقت حتى الآن المائة‬ ‫منذ أحداث ما ســمى «الربيع العربى»‬ ‫استكمال خارطة الطريق سواء بوضع‬ ‫مليون نســمة وأدى إلى حدوث وفيات‬ ‫أو نتيجة ممارســات وقرارات الإدارة‬ ‫دستور أو بإجراء الانتخابات الرئاسية‬ ‫بلغت حوالى ‪ 2‬مليون نســمة فى مختلف‬ ‫الأمريكية السابقة التى تجاهلت الثوابت‬ ‫والتشريعية‪ ،‬حيث تسير مصر منذ ذلك‬ ‫أنحاء العالم‪ .‬هذا الوباء الذى ش ّل حركة‬ ‫والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى‬ ‫التاريخ وكأنها فى سباق مع الزمن ومع‬ ‫البشرية وغ ّي من أنماط الحياة التقليدية‬ ‫والتى انحازت على طول الخط لإسرائيل‬ ‫العالم لمعالجة الآثار السلبية الناجمة عن‬ ‫والذى ســيطرت أحداثه عــى وقائع‬ ‫بل وشــجعت الأخيرة على سياســاتها‬ ‫ثورة يناير ‪ ،2011‬وأولها استعادة الأمن‬ ‫وجلســات الــدورة ‪ 51‬لمنتدى دافوس‬ ‫التوسعية ســواء بضم هضبة الجولان‬ ‫والأمان فى الشــارع المصرى واستعادة‬ ‫خلال يناير ‪ ،2021‬الذى لم يســلم هو‬ ‫السورية أو بالتمادى فى استفزاز الجميع‬ ‫هيبة الدولة والنظام الذى كان قد غاب‬ ‫الآخر مــن تأثيرات الوبــاء حيث عقد‬ ‫وتجاهل القرارات الدولية والاستمرار فى‬ ‫تلك الفترة وجعل الكل يستشعر بأن عقد‬ ‫المنتدى هذا العام بصورة افتراضية عن‬ ‫الاستيلاء على مزيد من الأراضى العربية‬ ‫الوطن وسلامه الاجتماعى قد انفرط ولن‬ ‫بعد لأول مرة فى تاريخه الممتد منذ حوالى‬ ‫وطمس الهوية الفلسطينية ببناء المزيد‬ ‫يعود قبل مــرور فترة طويلة من الزمن‬ ‫نصف قــرن‪ ،‬والذى تحــ ّدث فيه أمين‬ ‫من المستوطنات‪ ،‬وكذا القرار المتعسف‬ ‫نتيجة تولى التنظيم الإخوانى الســلطة‬ ‫عام الأمم المتحــدة أنطونيو جوتيريش‬ ‫بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس‪ ،‬هذا‬ ‫واختطافه لأحلام الشــباب الذين ثاروا‬ ‫مشــراً إلى أن فيروس كورونا قد كشف‬ ‫فضلاً عن الظرف الدولى والإقليمى غير‬ ‫وهتفــوا فى الميدان مطالبــن بالعيش‬ ‫هشاشــة النظام العالمى وأدخل العالم‬ ‫المواتى‪ .‬كما نأمل أن يشهد العام الجديد‬ ‫والحرية والعدالــة الاجتماعية والكرامة‬ ‫فى نفق أسوأ أزمة اقتصادية منذ حوالى‬ ‫إســكاتاً للبنادق فى قارتنــا الإفريقية‬ ‫مائة عام‪ .‬هذا وقد شهدت بدايات العام‬ ‫وتسوية كل ما يدور فيها من صراعات‬ ‫الإنسانية‪.‬‬ ‫الجديــد تبنى الجمعيــة العامة للأمم‬ ‫بالطرق والوســائل السلمية من خلال‬ ‫ناهيك ع ّما شــهدته تلــك الفترة من‬ ‫المتحدة القرار الذى قدمته كل من مصر‬ ‫أحداث الســلب والنهب وترويع الآمنين‪،‬‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪2‬‬

‫ومســتقرة أو أن يهنأ أبناؤها باستقرار‬ ‫والزراعية والبنى التحتية فى خطة طموحة‬ ‫والعنف الطائفــى‪ ،‬والمظاهرات الفئوية‬ ‫جدير بهم ويستحقونه وازدهار وتقدم‬ ‫تسعى بالوصول بمصر إلى تصدر قائمة‬ ‫والمليونيــات وترويج ونشر الشــائعات‬ ‫يتطلعون إليه مع كل إنجاز يتحقق على‬ ‫الاقتصاديات البازغة فى العالم قبل ‪.2030‬‬ ‫لإعادة تدوير حالة الفــوضى والنيل من‬ ‫أرضها مع كل طلعة شــمس‪ ،‬ومكانة‬ ‫هــذا بالتوازى مع توجهــات ومبادرات‬ ‫الاستقرار فى عموم الوطن‪ ،‬وثانياًمكافحة‬ ‫إقليمية ودولية شاءت إرادة الله وموقع‬ ‫الدولــة لتبنى سياســة تنموية متوازنة‬ ‫ودحر الإرهاب ومطاردة فلوله أينما وجدوا‬ ‫مصر الإستراتيجى أن تتبوأها وتضطلع‬ ‫تراعى البعد الاقتصــادى جنباً إلى جنب‬ ‫وتطهير جيوبه أينما كانت بفعل عمليات‬ ‫بها على مدار العصور والأزمان‪ ،‬وشاءت‬ ‫مع البعد الاجتماعــى‪ ،‬مع مراعاة العدالة‬ ‫وبطولات ويقظة رجال الجيش والشرطة‬ ‫الأقدار أن تحتفظ لمصر بمكانتها بفضل‬ ‫التنموية ما بين الريف والحضر سعياً إلى‬ ‫البواسل وتضحيات شهدائنا الأبرار‪ .‬وثالثاً‬ ‫وحدة شــعبها وإصراره على استمرار‬ ‫رفع مستوى معيشة الإنسان المصرى الذى‬ ‫التعافى الاقتصــادى‪ ،‬حيث نجحت مصر‬ ‫تحمل ولايزال فاتورة الإصلاح الاقتصادى‬ ‫خلال السنوات الســت الأخيرة فى اجتياز‬ ‫تضحياته وصموده وعطائه الإنسانى‪.‬‬ ‫والذى يقف مساندا ًللدولة فى معركتها نحو‬ ‫أصعب محنة وجودية فى تاريخها الحديث‬ ‫وبفضــل رؤية قيادتهــا الوطنية‬ ‫البناء والتنميــة‪ .‬ومن ذلك مشروع حياة‬ ‫على الصعيد الاقتصادى والاجتماعى حيث‬ ‫الواضحــة والصائبــة التى تســعى‬ ‫كريمة الذى يهدف إلى تطوير ‪ 4500‬قرية‬ ‫خرجت مصر من أحــداث يناير ‪2011‬‬ ‫باســتمرار إلى إزاحــة التحديات من‬ ‫وتقليل الفجوة النوعية بين الريف والحضر‬ ‫بخزينــة خاوية بعد نفــاذ وتبديد كل‬ ‫طريقها حتى لا تحجــب رؤيتها تجاه‬ ‫وبين محافظات الصعيــد ومحافظات‬ ‫احتياطيها من النقد الأجنبى الذى كان قد‬ ‫المســتقبل المزدهر الذى تعمل من أجله‬ ‫الدلتا والــذى يجرى حالياًتنفيذ مرحلته‬ ‫بلغ حوالى ‪ 40‬مليار دولار وتزامن ذلك مع‬ ‫وتجاه طموحات لا حدود ولا سقف لها‬ ‫الثانية ومن المقرر اســتكماله فى غضون‬ ‫تراجع معدل النمو إلى حد الصفر بعد أن‬ ‫بأن تعود مصر لتحتل مكانة متقدمة فى‬ ‫ثلاث ســنوات تنتهى فى ‪ 2024‬ويستفيد‬ ‫كان قد وصل إلى حوالى ‪ ،%7‬وتزايد معدل‬ ‫منه حوالى ‪ 50‬مليون نسمة‪ ،‬بتكلفة يبلغ‬ ‫البطالةإلىدرجةغيرمسبوقةلتوقفعجلة‬ ‫قوائم الريادة العالمية فى كافة المجالات‪.‬‬ ‫إجماليها حوالى ‪ 500‬مليار جنيه وفق ما‬ ‫الإنتاج وارتفاع معدلات التضخم وتراجع‬ ‫حقيقة‪ ،‬وحتى لا ننسى‪ ،‬فقد واجهت‬ ‫بل توقف الصادرات وارتفاع أسعار السلع‬ ‫مصر خلال الســنوات القليلة الماضية‬ ‫ورد بالإحصائيات الرسمية‪.‬‬ ‫والخدمات‪ ،‬وتراجع أرقام وعوائد السياحة‬ ‫العديــد من التحديــات وتغلبت عليها‬ ‫وتجدر الإشــارة فى هــذا الصدد‬ ‫وكذا تحويلات المصريين فى الخارج وغيرها‬ ‫وقهرت معظمها‪ ،‬وحقيقة أن التحديات‬ ‫إلى أن مــر شرعــت فى إدراج معايير‬ ‫القائمة قــد تكون كبــرة ومتعاظمة‬ ‫الحوكمة كهدف أساسى فى إستراتيجيتها‬ ‫من مصادر إيرادات الدولة‪.‬‬ ‫ومنها أحلام اليقظة التى عادت مؤخراً‬ ‫لتحقيق التنمية المستدامة ‪ -‬رؤية مصر‬ ‫وللتاريخ والإنصاف‪ ،‬لم يكن أكثرنا‬ ‫لتراود دراويش وكهنة ما سمى بالربيع‬ ‫‪ - 2030‬من خــال تطوير التشريعات‬ ‫تفاؤلاً يتوقع أو يتخيل أن تخرج مصر‬ ‫العربــى بالتزامن مع تســلم الإدارة‬ ‫الســارية أو اقتراح تشريعات جديدة‪،‬‬ ‫من تبعات أحداث يناير ‪ 2011‬السلبية‬ ‫الأمريكيــة الجديــدة وادعاءاتهم بأن‬ ‫وتعزيز ســيادة القانون‪ ،‬وغرس قيم‬ ‫قبل مضى عدة عقود من الزمان اللهم إلا‬ ‫الربيع العربى المزعوم لم يكتمل فبدأوا‬ ‫النزاهة والشــفافية ومكافحة الفساد‬ ‫بمعجزة من السماء‪ .‬وهو ما يؤكده حالة‬ ‫يعبئون شراذمهم ســعياً لإعادة الك ّرة‬ ‫وتعزيز المســاءلة‪ ،‬والمشاركة المجتمعية‬ ‫العديد من دول المنطقة التى مازالت منذ‬ ‫من جديد غير عابئين بالآثار الســلبية‬ ‫وقيم المسئولية المجتمعية‪ ،‬بالإضافة إلى‬ ‫ذلك التاريخ غارقة فى مستنقع الفوضى‬ ‫الكارثية التى أحدثوها فى بلادهم‪ ،‬وكأن‬ ‫التوجه نحو جهــاز إدارى ف ّعال وكفء‬ ‫ودوائر العنف والعنف المضاد ومخاطر‬ ‫الأوطان أصبحت حقل تجارب لمثل هذه‬ ‫ومنفتح ومســتجيب فى ظل آليات جيدة‬ ‫التقســيم والتى بدأت تعانى منه منذ‬ ‫المغامرات العبثية الممولة والمدبرة بفعل‬ ‫للمتابعة والتقييم على كافة المستويات‪.‬‬ ‫تعرضها لأحــداث موجة ما بات يعرف‬ ‫قوى مغرضــة‪ .‬إلا أن الحقيقة الأخرى‬ ‫علماً بأن جهــوداً كبيرة قد بذلت خلال‬ ‫بالربيع العربى ومحاولات رسم خريطة‬ ‫أن هناك رؤية واضحة وقناعة راســخة‬ ‫الســنوات الماضية فى مجالات الإصلاح‬ ‫سياسية وربما جغرافية جديدة للمنطقة‬ ‫وإرادة حديديــة صلبة للتعاطى مع أى‬ ‫الإدارى والتحول الرقمى وتطوير النظم‬ ‫تنفيذاً لأجندات خارجية لإقامة ما سمى‬ ‫تحديات وقهرها طالما أن الشعب المصرى‬ ‫المعلوماتية للرصــد والمتابعة وتطوير‬ ‫بالشرق الأوســط الجديــد أو الشرق‬ ‫بكتلته الصلبــة وبإرادته الجمعية وكل‬ ‫الخدمات وتحســن الأداء الاقتصادى‬ ‫الأوســط الكبير الذى بيّت أنصاره النية‬ ‫أطيافه يقف صفــاً واحداً خلف قيادته‬ ‫وبيئــة الأعمــال وتعزيز الشــفافية‬ ‫لتقســيم العديد من الدول ‪ -‬بما فيها‬ ‫يؤازرها‪ ،‬لا تهزه شــائعة ولا تنال من‬ ‫ومكافحة الفساد وسيادة القانون‪ ،‬برغم‬ ‫مصر ‪ -‬إلى دويلات صغيرة ذات طبيعة‬ ‫وحدته وصلابته أبواق العمالة والخيانة‬ ‫ما يزال يواجه هذا التوجه من تحديات‪.‬‬ ‫وطيور الظلام التى تنعق ليل نهار خلف‬ ‫يزيد من قيمة مثل هذه المشروعات‬ ‫دينية أو مذهبية أو عرقية‪.‬‬ ‫الحدود‪ ،‬فقد يكون من الطبيعى والمفهوم‬ ‫النوعية أنها تتحقــق على أرض الواقع‬ ‫إلا أن تلاقى إرادة الشــعب والجيش‬ ‫ظهور آراء موضوعية أو اختلافات حول‬ ‫برغم التحديات التــى يواجهها الوطن‬ ‫المــرى فى يونيو ويوليــو ‪ ،2013‬قد‬ ‫أولويات بعض برامج ومشاريع التنمية‪،‬‬ ‫– دوليــاً وإقليمياً وداخليــاً – فضلاً‬ ‫أجهض كل هذه السيناريوهات وأدى إلى‬ ‫إلا أن ذلك لا يعنى الشــك والتشكيك فى‬ ‫عن جائحة كورونــا التى ح ّدت بدرجة‬ ‫إزاحة هذا الكابوس من المشــهد المصرى‪.‬‬ ‫أى شيء وكل شيء ولا يعطــى أى مبرر‬ ‫أو بأخرى من وتيرة عمليــات التنمية‬ ‫بحيث لم تمض إلا ســنوات قليلة حتى‬ ‫للدعوة لإعــادة تدوير الأحداث والعودة‬ ‫المســتدامة – إذ لا يــروق للبعض فى‬ ‫عادت عجلة التعافى إلى الدوران فى عملية‬ ‫الداخل أو الخــارج أن تمضى مصر فى‬ ‫تنموية شــاملة وغير مســبوقة شهدت‬ ‫بعقارب الساعة إلى الوراء‪.‬‬ ‫عملية البناء والتنميــة بخطى سريعة‬ ‫إنجــاز العديد من المشروعــات القومية‬ ‫العملاقــة فى كافة المجــالات الصناعية‬ ‫‪3 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫وزير الخارجية يشهد مراسم تخرُّج دبلوماسيين جُدد‬ ‫شــهد وزير الخارجية ســامح شــكرى مراســم تخ ُّرج الدفعتين ‪ ٥٢‬و‪ ٥٣‬من ال ُملحقين‬ ‫حقيبـة الوزيـر‬ ‫الدبلوماســيين ال ُجدد بقصر التحرير‪ ،‬وذلك بحضور الســفير عمر عامر‪ ،‬مســاعد وزير‬ ‫الخارجية للسلك الدبلوماسى والقنصلى‪ ،‬والسفير خالد راضى‪ ،‬مساعد وزير الخارجية مدير‬ ‫تضمنت حقيبة‬ ‫معهد الدراســات الدبلوماسية؛ حيث شملت مراســم تخرج الدفعتين قيام ال ُملحقين الجدد‬ ‫السيد سامح شكرى‬ ‫بحلف اليمين الوظيفى أمام وزير الخارجية‪.‬‬ ‫وزير الخارجية‬ ‫وصرح الســفير أحمد حافظ المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن الوزير شكرى هنّأ‬ ‫نشاطا مكثفا منه‪:‬‬ ‫الدبلوماســيين ال ُجدد على انضمامهم لوزارة الخارجية‪ ،‬ونق َل لهم صادق تمنياته بالسداد‬ ‫والتوفيق فى مهامهم المســتقبلية؛ مؤك ًدا‪ ،‬فى الســياق ذاته‪ ،‬على حجم المسئولية ال ُملقاة على‬ ‫شكرى يستقبل السكرتير‬ ‫عاتقهم لاستكمال مســرة هذه المؤسســة العريقة فى الدفاع عن مصالح مصر فى الخارج‬ ‫العام لاتفاقية التجارة الحرة‬ ‫وتمثيلها خير تمثيل‪.‬‬ ‫القارية الإفريقية‬ ‫وزير الخارجية ورئيس المخابرات العامة يلتقيان‬ ‫رئيس الوزراء اللبنانى ال ُمكلف‬ ‫اســتقبل وزيــر الخارجية ســامح‬ ‫شــكرى‪« ،‬وامكيلى مينى» السكرتير‬ ‫فى أعقاب استقبال السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية لرئيس وزراء لبنان‬ ‫العام لاتفاقية التجارة الحرة القارية‬ ‫ال ُمكلف ســعد الحريرى‪ ،‬التقى وزير الخارجية سامح شــكرى والوزير اللواء عباس كامل‬ ‫رئيس جهاز المخابرات العامة‪ ،‬بالســيد ســعد الحريرى‪ ،‬وذلك بــوزارة الخارجية بقصر‬ ‫الإفريقية‪.‬‬ ‫صرح الســفير أحمد حافظ المتحدث‬ ‫التحرير‪ ،‬ثُم أعقب ذلك مأدبة غداء لاستكمال ال ُمباحثات بمشاركة الوفدين‪.‬‬ ‫الرسمى باســم وزارة الخارجية‪ ،‬بأن‬ ‫و َ َّصح الســفير أحمد حافظ‪ ،‬ال ُمتحدث الرسمى باســم وزارة الخارجية‪ ،‬بأن اللقاء تناول‬ ‫وزير الخارجية أعرب خلال اللقاء عن‬ ‫التأكيد على موقف مصر الثابت من دعم أمن واســتقرار لبنان الشــقيق ومساندة مساعيه‬ ‫التقدير لقيام السكرتير العام بزيارة‬ ‫الرامية إلى تجاوز التحديات الراهنة‪ ،‬بما يُحقق تطلعات لبنان فى تحقيق الاســتقرار ودفع‬ ‫مصر فى مستهل جولاته الخارجية بعد‬ ‫إطلاق منطقة التجارة الحرة‪ ،‬وحرصه‬ ‫عجلة التنمية وصون مقدرات شعبه الشقيق‪.‬‬ ‫على التشــاور مــع الجانب المصرى‬ ‫والاســتماع لرؤيته حول الموضوعات‬ ‫المتعلقة بالاتفاقية‪.‬‬ ‫وأوضح المتحدث الرسمى‪ ،‬أن الوزير‬ ‫شكرى قد أوضح خلال اللقاء الأهمية‬ ‫الكبيرة التى توليها مصر لنجاح هذه‬ ‫الاتفاقية‪ ،‬أخــذاً فى الاعتبار أن الإعلان‬ ‫عن تدشــن منطقة التجــارة الحرة‬ ‫قد تم إبان الرئاســة المصرية للاتحاد‬ ‫الإفريقى فى عــام ‪ ،٢٠١٩‬مبرزاً كون‬ ‫مصر من أوائل الدول الموقعة والمصدقة‬ ‫على الاتفاقية‪.‬‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪4‬‬

‫سامح شكرى يبحث دفع علاقات‬ ‫وزير الخارجية يستقبل نظيره اللبناني‬ ‫التعاون مع نظيره البرتغالى‬ ‫استقبل ســامح شــكرى وزير الخارجية شربل وهبة وزير الخارجية والمغتربين اللبنانى‬ ‫تلقى وزير الخارجية ســامح شــكرى‪،‬‬ ‫للتباحث حول ُمجمل العلاقات الثنائية‪ ،‬وسبل تحريك الجمود الحالى فى المشهد اللبنانى‪.‬‬ ‫اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية البرتغالى‬ ‫«أوجستو سانتوس سيلفا»‪ ،‬فى إطار التنسيق‬ ‫وص ّرح السفير أحمد حافظ ال ُمتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن الوزير شكرى أعرب‬ ‫المستمر حول ُسبل دفع العلاقات الثنائية‪،‬‬ ‫لنظيره اللبنانى عن دعم مصر الكامل للبنان الشقيق وصو ًل إلى حلحلة الجمود الراهن الذى‬ ‫فضــاً عن التشــاور حــول الموضوعات‬ ‫يعرقل تشــكيل الحكومة اللُبنانية‪ ،‬حيث أكد شــكرى على رؤية مصر القائمة على ضرورة‬ ‫والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام‬ ‫تشكيل حكومة كفاءات وطنية تُعلى من مصلحة لبنان ال ُعليا‪ ،‬وتحظى بدعم المجتمع الدولى‬ ‫على نحو يتســق مع الأسس الدستورية دون غيرها من المعايير التى أنتجت الأزمة الممتدة فى‬ ‫ال ُمشترك بين الجانبين‪.‬‬ ‫وفى تصريح للســفير أحمد حافظ‪ ،‬ال ُمتحدث‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫الرسمى باســم وزارة الخارجية‪ ،‬ذكر أن‬ ‫الوزير «شكرى» قدم خلال الاتصال التهنئة‬ ‫وزير الخارجية يؤكد على موقف مصر من دعم اليمن‬ ‫لـ«ســيلفا» على تولى بلاده رئاسة الاتحاد‬ ‫ومساعيه لتحقيق الاستقرار والتنمية‬ ‫الأوروبى اعتباراً من الأول من يناير ‪،٢٠٢١‬‬ ‫معرباً عن تطلع مصر إلى مواصلة التنسيق‬ ‫اســتقبل وزير الخارجية سامح شكرى‪ ،‬وزير الخارجية وشــئون ال ُمغتربين بالجمهورية‬ ‫مــع البرتغال لدفع العلاقــات مع الاتحاد‬ ‫اليمنية الشقيقة الدكتور أحمد عوض بن مبارك‪ ،‬وذلك بمقر وزارة الخارجية‪.‬‬ ‫الأوروبــى‪ ،‬والارتقاء بمســتوى التعاون‬ ‫الأوروبى الإفريقى الــذى يحظى باهتمام‬ ‫وصرح الســفير أحمد حافظ‪ ،‬ال ُمتحدث الرسمى باســم وزارة الخارجية‪ ،‬أن الوزير شكرى‬ ‫اســتهل اللقاء بتقديم التهنئة للوزير اليمنى على توليه المنصب‪ُ ،‬معربًا عن ثقة مصر فى أن‬ ‫كبير من الجانبين‪.‬‬ ‫يُســهم النجاح فى تشــكيل الحكومة الجديدة فى توحيد الجهود ودعم مسار الحل السياسى‬ ‫وأضافحافظ‪،‬أنوزيرالخارجيةأعربخلال‬ ‫الشامل للأزمة اليمنية‪ .‬كما أكد وزير الخارجية على موقف مصر الثابت من دعم وحدة الدولة‬ ‫الاتصال عن تقدير الجانب المصرى للعلاقات‬ ‫اليمنية واستقلالها وســامة أراضيها‪ ،‬وأن الحل السياسى هو السبيل الأمثل لتسوية الأزمة‬ ‫الثنائية المتميزة التى تجمعه بالبرتغال‪ ،‬مؤكداً‬ ‫فى اليمن اســتنا ًدا إلى المرجعيات ال ُمتفق عليها‪ ،‬لاســيما المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية‪،‬‬ ‫على تطلع مصر إلى تعزيز آفاق التعاون الثنائى‬ ‫ومخرجات الحوار الوطنى الشــامل‪ ،‬وقرارات مجلس الأمن ذات ال ِصلة وخاصة القرار رقم‬ ‫مع البرتغال فى شتى المجالات‪.‬‬ ‫‪.2216‬‬ ‫‏الوزير سامح شكرى يتلقى اتصالاً من‬ ‫نظيره البرازيلى عبر الفيديو كونفرانس‬ ‫تلقى وزير الخارجية سامح شكرى اتصالاً‪،‬‬ ‫عبر الفيديو كونفرانس من نظيره البرازيلى‬ ‫«إرنستو آراوجو»‪ ،‬تبادلا خلاله الرؤى حول‬ ‫الفرص المتاحة لتعزيــز علاقات التعاون‬ ‫الثنائية‪ ،‬فضلاً عن التباحث بشأن عدد من‬ ‫القضايا الإقليمية والدولية‪.‬‬ ‫وفى تصريح للســفير أحمد حافظ ال ُمتحدث‬ ‫الرسمى باســم وزارة الخارجية‪ ،‬ذكر أن‬ ‫الوزيرين أكدا على قوة العلاقات التى تجمع‬ ‫الدولتين على مختلف المستويات‪ ،‬وتطلعهما‬ ‫لتعزيزها إلى آفاق أرحب من خلال تكثيف‬ ‫المشــاورات الثنائية لتتناول كافة المسائل‬ ‫والقضايا محــل الاهتمام ال ُمشــرك‪ .‬كما‬ ‫اتفق الوزيران عــى بذل المزيد من الجهود‬ ‫لتشــجيع التفاعل بين القطــاع الخاص‬ ‫فى البلديــن وخاص ًة فى مجــالات الأعمال‬ ‫الزراعية‪ ،‬والبحــوث الطبية والصيدلانية‪،‬‬ ‫والعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬بالإضافة إلى العمل‬ ‫على تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية‬ ‫بين مصر وتجمع الميركوسور‪.‬‬ ‫‪5 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫وزير الخارجية أمام البرلمان‪:‬‬ ‫أزمة السد على رأس أولويات وزارة الخارجية‬ ‫كما أكدت مــر أنها – مع إيمانها بأن‬ ‫الملء والتشغيل»‪.‬‬ ‫أكد وزير الخارجية ســامح شــكرى‪،‬‬ ‫نهــر النيل ليس حكراً عــى أحد – لن‬ ‫وأضــاف الوزيــر‪« :‬وهــو مــا حدا‬ ‫خلال بيان وزارة الخارجية أمام مجلس‬ ‫تفرط فى حقوقها ولــن تتهاون مع أى‬ ‫بالدبلوماســية المصريــة – انطلاقــاً‬ ‫النواب‪ ،‬أنه ليس مــن قبيل المبالغة أن‬ ‫ضرر يطال مصالحها أو يمس مقدرات‬ ‫من حرصها على صــون حقوق مصر‬ ‫يصف ملف مياه النيــل بأنه الأهم على‬ ‫شعبها الذى يرتبط وجوده وحياته بنهر‬ ‫ومصالحها المائية ‪ -‬إلى التحرك بفاعلية‬ ‫أجندة السياســة الخارجيــة المصرية‪،‬‬ ‫من أجل حشــد الدعم الدولى للموقف‬ ‫وأن تأمين مصالح مصر المائية وصون‬ ‫النيل وخيراته‪.‬‬ ‫المصرى ولجذب انتبــاه المجتمع الدولى‬ ‫حقوقها‪ ،‬يأتى على رأس أولويات وزارة‬ ‫وأشــار وزير الخارجيــة إلى أن مصر‬ ‫للمخاطر المرتبطة بقيام إثيوبيا باتخاذ‬ ‫الخارجية وكافة مؤسسات الأمن القومى‬ ‫شــاركت منذ جلســة مجلس الأمن فى‬ ‫إجــراءات أحادية فى تعاملها مع ســد‬ ‫المصرى التى تعمل بدأب وإخلاص من‬ ‫المفاوضــات الجارية برعايــة الاتحاد‬ ‫أجل حماية مقدرات الشــعب المصرى‬ ‫الإفريقــى‪ ،‬إلا أن مشــاركتها فى هذه‬ ‫النهضة»‪.‬‬ ‫والذود عن المصدر الأوحد لحياة ملايين‬ ‫المفاوضات وانخراطها فيها لا يعنى أننا‬ ‫وتابع الوزير‪« :‬إن هذا ما أسفر عن إحالة‬ ‫المصريين منذ فجر التاريخ‪ ،‬وذلك إعلا ًء‬ ‫نتفاوض من أجل التفاوض‪ ،‬فالتفاوض‬ ‫الملف إلى مجلس الأمــن بالأمم المتحدة‬ ‫لما التزمت به الدولة المصرية فى دستورها‬ ‫ما هو إلا وسيلة وأداة للوصول للاتفاق‬ ‫الذى عقد جلسة تاريخية يوم ‪ 29‬يونيو‬ ‫الذى أقرتــه الأمة بحمايــة نهر النيل‬ ‫المنشود وليس هدفاً وغاية فى حد ذاتها‪.‬‬ ‫‪ 2020‬لمناقشــة هذه القضية فى سابقة‬ ‫والحفاظ على حقوق مــر التاريخية‬ ‫وشدد وزير الخارجية على موقف مصر‬ ‫هى الأولى من نوعها لقيام مجلس الأمن‬ ‫قائلاً‪« :‬فنحن لم ولن نقبل بأن ننجرف‬ ‫ببحث الآثار السياسية والأمنية لمشروع‬ ‫المتعلقة به‪.‬‬ ‫فى منــاورة لإطالة أمد المشــكلات أو‬ ‫مائى مقام على نهر دولى‪ ،‬وذلك تقديراً‬ ‫وأضاف وزير الخارجية‪ ،‬أمام البرلمان‪،‬‬ ‫لترســيخ واقع على الأرض وفرضه على‬ ‫لمكانة مصر ودورهــا واقتناعاً بعدالة‬ ‫«تســعى مصر من خــال المفاوضات‬ ‫الآخرين‪ ،‬كما أننا لم ولن نقبل بأن يقع‬ ‫الرؤيــة المصرية فى ملف ســد النهضة‬ ‫الممتــدة حول الســد الإثيوبــى التى‬ ‫هذا النهر الذى تتعلق به مصائر الملايين‬ ‫وإدراكاً لخطورته على الأمن والاستقرار‬ ‫شــاركت فيها إلى التوصل لاتفاق عادل‬ ‫رهينة لمساعى البعض لفرض سيطرته‬ ‫ومتوازن يحقق مصالــح الدول الثلاث‬ ‫أو هيمنته عليه‪ ،‬وإنما سنستمر فى سعينا‬ ‫فى المنطقة بأسرها»‪.‬‬ ‫التى تتشــارك فى النيل الأزرق بما يتيح‬ ‫للتوصل لاتفاق يحقــق الخير والتنمية‬ ‫وواصل وزيــر الخارجية‪ ،‬أن مصر قد‬ ‫لشركائنــا فى إثيوبيــا تحقيق أهدافهم‬ ‫لشــعوب وادى النيل جميعها ويضمن‬ ‫أوضحت بجلاء خلال جلســة مجلس‬ ‫التنموية‪ ،‬ويقى شعب ّي مصر والسودان‬ ‫حياة كريمة ومســتقبلاً آمناً لأجيالها‬ ‫الأمن – وعلى مرأى ومسمع من المجتمع‬ ‫المخاطر‪ ،‬ويحفظ حقوقهما التى أقرتها‬ ‫الدولى بأسره – أن مياه النيل تمثل قضية‬ ‫القادمة‪.‬‬ ‫وجودية لمصر وشعبها‪ ،‬وأن مسألة سد‬ ‫الاتفاقيات والأعراف الدولية‪.‬‬ ‫النهضــة ترتبط وتؤثر على مســتقبل‬ ‫وتحدث الوزير عن دور وزارته أكثر فى‬ ‫ومصير أكثر من ‪ 250‬مليون مواطن فى‬ ‫هذا السياق قائلاً‪« :‬ومن هنا‪ ،‬فقد قدمت‬ ‫وزارة الخارجية الدعــم اللازم لوزارة‬ ‫مصر والسودان وإثيوبيا‪.‬‬ ‫الموارد المائية والرى واشــركت بجانب‬ ‫أجهزة الدولة المصرية المعنية بهذا الملف‬ ‫فى مختلــف جولات المفاوضــات التى‬ ‫جرت على مدار الســنوات الأخيرة‪ ،‬ومن‬ ‫بينها تلك التى أفضت‪ ،‬فى واشنطن‪ ،‬إلى‬ ‫صياغة مشروع اتفــاق متكامل لقواعد‬ ‫ملء وتشــغيل السد والذى وقعته مصر‬ ‫بالأحرف الأولى تأكيداً لجديتها ولتوافر‬ ‫الإرادة السياســية لديهــا لإبرام اتفاق‬ ‫يراعى مصالح وحقوق الدول الثلاث‪.‬‬ ‫وتابــع‪« :‬إلا أن إثيوبيــا تحفظت على‬ ‫هذا الاتفاق ورفضته وقاطعت مســار‬ ‫المفاوضات التى تمت فى واشــنطن‪ ،‬بل‬ ‫وشرعت فى مــلء خزان ســد النهضة‬ ‫بشــكل أحادى دون اتفاق حول قواعد‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪6‬‬

‫نشاط السفارات‬ ‫بلجراد‬ ‫ميلانو‬ ‫نقل القنصل العام فى ميلانو إيهاب أبو سريع تهنئة السيد الرئيس‬ ‫شارك ســفير مصر فى صربيا «عمرو الجويلى» فى احتفالية لمتحف‬ ‫عبدالفتاح الســيسى إلى الجالية المصرية القبطية بشــمال إيطاليا‬ ‫الكتاب والأدب والثقافة «أدليجات» فى بلجراد‪ ،‬بالتعاون مع جمعية‬ ‫بمناسبة عيد الميلاد المجيد‪ ،‬وذلك خلال الزيارة التى قام بها لنيافة‬ ‫الصداقة المصريــة الصربية‪ ،‬حيث قدم كتابين موقعين مهديين من‬ ‫الأنبا أنطونيو أســقف إيبارشــية ميلانو وتوابعها بمقر كنيسة‬ ‫الكاتب الكبير محمد سلماوى‪ ،‬الأول للأديب المصرى الكبير نجيب‬ ‫محفوظ بعنوان «أصداء الســرة الذاتية» والثانى لروايته «أجنحة‬ ‫السيدة العذراء مريم والقديس الأنبا أنطونيوس فى ميلانو‪.‬‬ ‫الفراشة»‪ .‬وتحدث فى الاحتفالية ممثلون عن كبرى الدوائر الثقافية‬ ‫وأكد القنصل العام حرص القنصلية على مشــاركة أبناء الجالية‬ ‫الصربية على رأســها «دوبرافكا فيليبوفســكى» رئيسة جمعية‬ ‫المصرية القبطية بشــمال إيطاليا فى الاحتفال بمناسبة عيد الميلاد‬ ‫الصداقة البرلمانية المصرية الصربية و«برانكيتســا يانكوفيتش»‪،‬‬ ‫المجيد‪ .‬كما تقدم بخالص التهنئة نيابة عن أعضاء القنصلية لجميع‬ ‫رئيســة مفوضية المرأة والمساواة و«فوك ميرشيتش»‪ ،‬نائب رئيس‬ ‫الإخوة الأقباط بشــمال إيطاليا‪ .‬ومن جانبــه‪ ،‬وجه الأنبا أنطونيو‬ ‫لجنة الثقافة بالبرلمان والســفيرة «أنيتا جيرمانوفيتش» رئيســة‬ ‫أسقف إيبارشــية ميلانو خالص الشــكر والتقدير للسيد رئيس‬ ‫جمعية الصداقة المصرية الصربية والمضيــف «فيكتور لازيتش»‬ ‫الجمهورية على التهنئة وحرص سيادته الدائم على مشاركة الأقباط‬ ‫رئيس جمعية متحف الكتاب «أدليجات»‪.‬‬ ‫داخل وخارج مصر احتفالاتهم بالأعياد‪.‬‬ ‫أوغندا‬ ‫يانجون‬ ‫اســتقبل رئيس جمهورية اتحاد ميانمار «وين مينت» الســفير‬ ‫اســتقبل الرئيس الأوغندى «يورى موســيفينى» السفير أشرف‬ ‫شريف الليثى‪ ،‬حيث تسلم أوراق اعتماده سفيراًفوق العادة مفوضاً‬ ‫سويلم‪ ،‬حيث تسلم أوراق اعتماده سفيراً لجمهورية مصر العربية‬ ‫لجمهورية مصر العربية لدى جمهورية اتحاد ميانمار‪ .‬وقد شارك‬ ‫لدى جمهورية أوغندا‪ .‬وقد شارك فى مراسم تسليم أوراق الاعتماد‬ ‫فى مراســم تقديم أوراق الاعتماد التى جرت بالعاصمة السياسية‬ ‫والتى جرت بقصر الرئاسة بمدينة عنتيبى السكرتير الدائم لوزارة‬ ‫«نيبيدو» وزير التعاون الدولى الميانمارى «جو تين»‪ ،‬والمدير العام‬ ‫الخارجية الأوغندية السفير «باتريك موجويا»‪ ،‬ومدير إدارة المراسم‬ ‫لإدارة البروتوكول بوزارة الخارجية الميانمارية «ونا هان»‪.‬‬ ‫«تشارلز سونتونجو»‪.‬‬ ‫وقد أعرب الرئيس الميانمارى عن تقديره للسيد الرئيس عبدالفتاح‬ ‫أعرب الرئيس الأوغندى خلال المقابلة عن تقديره للســيد الرئيس‬ ‫السيسى‪ ،‬مشــيداً بتميز علاقات بلاده الثنائية مع مصر التى تعود‬ ‫عبدالفتاح الســيسى‪ ،‬مشيراًإلى ما يجمع شعب ّي البلدين من صداقة‬ ‫لخمســينيات القرن الماضى‪ ،‬مؤكداً على رغبتــه فى تعميق مفهوم‬ ‫وعلاقات تاريخية‪ ،‬مبديــاً اهتمامه بتعزير العلاقات بين الدولتين‪،‬‬ ‫لاســيما فى المجال الاقتصادى والاســتثمارى‪ ،‬وموجهاً مساعديه‬ ‫التعاون مع مصر فى كافة المجالات‪.‬‬ ‫بتسهيل استكشاف فرص الاستثمار الواعدة فى أوغندا للمستثمرين‬ ‫ومن جانبه هنأ الســفير شريف الليثى الرئيــس الميانمارى لفوز‬ ‫المصريين‪ ،‬وخاص ًة فى القطاعين الصناعــى والزراعى‪ .‬كما تطرق‬ ‫الحزب الحاكم بأغلبية كبــرة فى الانتخابات العامة التى جرت فى‬ ‫اللقاء لبحث ُســبُل تعزيز التعاون بين دول حوض النيل‪ ،‬والملفات‬ ‫نوفمبر ‪.2020‬‬ ‫الإقليمية محل الاهتمام المشترك‪.‬‬ ‫‪7 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫طوكيو أبوجا‬ ‫استقبل الرئيس محمد بوهارى‪ ،‬رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية‪،‬‬ ‫التقى ســفير مصر فى اليابان‪ ،‬أيمن كامل‪ ،‬مع ‪،Minoru Kihara‬‬ ‫السفير إيهاب عوض‪ ،‬حيث تسلم الرئيس النيجيرى أوراق اعتماده‬ ‫المستشــار الخاص لرئيس الوزراء اليابانــى‪ ،‬حيث أعرب الأخير‬ ‫سفيراً فوق العادة ُمفوضاً لجمهورية مصر العربية لدى جمهورية‬ ‫عن تهانيه عــى النجاح الذى أحرزته مصر فى تنظيم بطولة العالم‬ ‫نيجيريا الاتحادية‪ .‬وجرت مراسم الاستقبال بمقر القصر الرئاسى‬ ‫لكرة اليد‪ ،‬مشــراً إلى أن ما تحقق يعد نموذجاً يُحتذى به فى إطار‬ ‫الاستعدادات الجارية لاســتضافة الدورة الأولمبية فى طوكيو خلال‬ ‫بالعاصمة النيجيرية أبوجا‪.‬‬ ‫الصيف القادم‪ .‬تناول اللقاء الإشادة بالمستوى المتميز الذى تتسم‬ ‫وأعرب السفير إيهاب عوض عن سعادته البالغة بحفاوة استقبال‬ ‫بــه العلاقات بين مصر واليابان‪ ،‬وكذا اســتعراض أوجه التعاون‬ ‫الرئيس النيجيرى‪ُ ،‬مثمناً ُمجمل ما يربط بين البلدين والشــعبين‬ ‫العديدة التــى تغطى مختلف المجالات‪ ،‬ومن بينها المتحف المصرى‬ ‫الشقيقين من علاقات تاريخية ُممتدة‪ ،‬ومؤكداً على تطلعه للعمل مع‬ ‫الحكومة النيجيرية بشكل وثيق لخدمة المصالح والأهداف ال ُمشتركة‬ ‫الكبير والشراكة المصرية اليابانية فى مجال التعليم ‪.EJEP‬‬ ‫بين الدولتين والدفع بها إلى آفاق أرقى على كافة المستويات‪ ،‬لتحقيق‬ ‫تطلعات الشعبين الشقيقين نحو التنمية ال ُمستدامة والرخاء‪ ،‬فضلاً‬ ‫بوجمبورا‬ ‫عــن التعاون الثٌنائى مــع نيجيريا فى مجــالات ُمكافحة الإرهاب‬ ‫والتعاون الفنى ونقل الخبرات‪.‬‬ ‫الكويت‬ ‫استقبل سمو الشيخ صباح الخالد‪ ،‬رئيس مجلس الوزراء الكويتى‪،‬‬ ‫ق ّدم الســفير يــاسر العطوى ســفير جمهورية مــر العربية‬ ‫الســفير طارق القونى ســفير جمهورية مصر العربية لدى دولة‬ ‫لــدى بوروندى أوراق اعتمــاده للرئيس البورونــدي‪Evariste‬‬ ‫‪ ،Ndayishimiye‬حيــث أكد الســفير ياسر العطــوى للرئيس‬ ‫الكويت‪.‬‬ ‫البوروندى خلال المقابلة على عمق ومتانــة العلاقات بين البلدين‬ ‫وقد استهل الســفير القونى اللقاء بتسليم رسالة خطية من رئيس‬ ‫الشقيقين وعلى تطلعه للعمل لنقل مستوى علاقات الدولتين فى كافة‬ ‫مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى إلى الشــيخ صباح‪ ،‬كما‬ ‫المجالات إلى مصاف أفضل تعكس خصوصية وتميز هذه العلاقات‬ ‫تناول اللقاء بحث ُمجمل العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام‬ ‫التاريخية‪ ،‬مشــراً إلى الجهود المبذولة من جانب جمهورية مصر‬ ‫العربية لدعم جمهورية بوروندى الشقيقة فى عدد كبير من المجالات‪،‬‬ ‫المشترك بين البلدين الشقيقين‪.‬‬ ‫من بينها الكهرباء والطاقة‪ ،‬والصحة‪ ،‬والبيئة والمياه‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫كما ق ّدم الســفير ياسر العطوى شرحاً مفصلاً لآخر تطورات ملف‬ ‫ســد النهضة‪ ،‬مؤكداً على ثوابت الموقف المــرى فى كافة جوانبه‬ ‫وأبعاده‪ ،‬ومنوهاً إلى مســاندة مصر لحقوق التنمية والتقدم لكافة‬ ‫دول حوض النيل الشــقيقة مع عــدم الإضرار بالمصالح الحيوية‬ ‫لكافة الأطراف‪.‬‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪8‬‬

‫اليونسكو‬ ‫كوريا الجنوبية‬ ‫قدم السفير علاء يوســف أوراق اعتماده مندوباً دائماً لجمهورية‬ ‫استقبل الدكتور حازم فهمى‪ ،‬سفير جمهورية مصر العربية‬ ‫مصر العربية لدى اليونســكو إلى المديرة العامة للمنظمة «آودريه‬ ‫لدى كوريا الجنوبية‪ ،‬الدكتور «كوى تشــان بارك» رئيس‬ ‫المعهد الكورى للتنمية البشرية فى مجالى العلوم والتكنولوجيا‪،‬‬ ‫آزولاى»‪.‬‬ ‫وهو مؤسســة حكومية معنية بالتدريب والتأهيل والارتقاء‬ ‫وقد تلا مراســم تقديم أوراق الاعتماد اجتمــاع مع المديرة العامة‬ ‫بالقيادات والكوادر البشريــة فى مهارات التعامل مع أحدث‬ ‫لليونسكو‪ ،‬حيث تم خلاله بحث سبل توثيق العلاقات الثنائية بين‬ ‫مصر والمنظمة فى مختلف مجالات عملها‪ ،‬لاســيما فى ضوء عضوية‬ ‫التطورات العلمية والتكنولوجية لخدمة جهود التنمية‪.‬‬ ‫مصر الحالية بالمجلس التنفيــذى للمنظمة ولجنة التراث العالمى‪.‬‬ ‫صرح الســفير حازم فهمى فى هذا الســياق بأن اللقاء جاء‬ ‫كما تناول اللقاء ســبل تعزيز مكتب اليونسكو الإقليمى بالقاهرة‬ ‫فى إطــار متابعة نتائج زيارة الدكتورة رشــا راغب‪ ،‬المدير‬ ‫فى المنطقة العربية‪ ،‬والذى يٌعــد أول مكتب خارجى قامت المنظمة‬ ‫التنفيــذى للأكاديمية الوطنية لتدريب الشــباب‪ ،‬إلى كوريا‬ ‫بإنشــائه خارج مقرها فى باريس‪ .‬واستعرض السفير علاء يوسف‬ ‫الجنوبية فى أكتوبر ‪ ،2019‬والمباحثات التى أعقبتها على مدى‬ ‫خلال اللقاء الجهود الوطنية المبذولــة فى مجالات التعليم والعلوم‬ ‫عدة شــهور لعقد اتفاق تعاون بين المعهد الكورى للتنمية‬ ‫والثقافة‪ ،‬والبرنامج الذى أطلقته الحكومة المصرية لإصلاح منظومة‬ ‫البشرية فى مجــالى العلوم والتكنولوجيا والأكاديمية الوطنية‬ ‫التعليم الأساسى‪.‬‬ ‫لتدريب الشباب‪.‬‬ ‫الخرطوم‬ ‫بودابست‬ ‫التقى السفير حســام عيسى‪ ،‬ســفير جمهورية مصر العربية فى‬ ‫استقبل السفير أشرف الموافى ســفير جمهورية مصر العربية لدى‬ ‫المجر‪ ،‬بمقر الســفارة المصرية فى بودابست‪ ،‬وفد هيئة سكك حديد‬ ‫الخرطوم‪ ،‬بوزيرة التعليم العالى الســودانية «انتصار صغيرون»‪،‬‬ ‫مصر الذى زار مصنع «دونــاكاسى» وذلك فى إطار بدء إنتاج أولى‬ ‫وذلك فى إطار ُمتابعة علاقات التعاون الثُنائى بين البلدين‪ ،‬وبحث‬ ‫عربات ســكك الحديد بالمجر ضمن صفقة تصنيع وتوريد ‪١٣٠٠‬‬ ‫ُسبل ال ُمضى ُقدماً بها فى شتى المجالات‪.‬‬ ‫عربة جديدة بواسطة التحالف المجرى الروسى لصالح مصر‪.‬‬ ‫تم خلال اللقاء اســتعراض الخطوات ال ُمتخذة من الجانبين لتنفيذ‬ ‫وأكد السفير الموافى على الأهمية التى تمثلها هذه الصفقة ليس فقط‬ ‫ما تم التوا ُفق عليه خلال زيــارة الدكتور ُمصطفى مدبولى رئيس‬ ‫لكونها الأكبر فى تاريخ التعاون الاقتصادى بين مصر والمجر وأكبر‬ ‫مشروع فى المجر فى هذا القطاع من حيث عدد العربات وحجمه المالى‪،‬‬ ‫مجلس الوزراء إلى الســودان فى أغسطس الماضى فى مجال التعليم‬ ‫بل لأنها تمس الحياة اليومية للمواطنين المصريين ولما ستحدثه من‬ ‫العالى والبحث العلمى‪ ،‬بما فى ذلك إعادة افتتاح مقر جامعة القاهرة‬ ‫نقلة نوعية فى مرفق حيوى يرتاده ملايين المصريين يومياً‪.‬‬ ‫‪ -‬فرع الخرطــوم‪ .‬كما تم التط ُرق إلى آفاق التعاون ال ُمتاحة بقطاع‬ ‫كما أجرى الســفير الموافى زيارة إلى مصنع «دوناكاسى» فى حضور‬ ‫التعليــم العالى والبحث العلمى‪ ،‬وإمكانيــة بلورة شراكات فى هذا‬ ‫وفد هيئة سكك حديد مصر‪ ،‬حيث التقى بمدير المصنع والمسئولين‬ ‫الصدد‪ ،‬وبما يُسهم فى بناء الكوادر السودانية الشابة وتأهيلهم على‬ ‫المجريين والروس بالشركة‪.‬‬ ‫النحو المطلوب ب ُمختلف المجالات‪.‬‬ ‫‪9 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫حصاد الفرص والتحديات ‪2020 -‬‬ ‫عــام مضى‬ ‫أمطرتنا ســنة ‪ 2020‬بأحداث وتطورات كاد المرء أن يلهث لمتابعتها‪ ،‬وتطلبت الكثير من الجهد والعمل‬ ‫والحوارات والمناقشــات والاختيارات والقرارات‪ .‬وبفضل الله فإن مصر عبرت الســنة بكل إيجابياتها‬ ‫وتحدياتها بأفضل ما يمكن أن تقوم به دولة عريقة قديمة قدم التاريخ‪ .‬ويلاحظ أكثرنا أننا نسير على‬ ‫الدرب الســليم‪ ،‬وأن كل يوم يأتى‪ ،‬هو بإذن الله أفضل من ســابقه‪ .‬أخذاً فى الاعتبار أنه مازالت أمامنا‬ ‫أشواط طويلة لمراعاة الطبقات الأكثر احتيا ًجا وتحقيق العدالة الاجتماعية‪.‬‬ ‫أن عالمنــا المعــاصر صــار يشــهد‬ ‫سفير جمال الدين البيومي‬ ‫ولقــد توزعت أحداث الســنة بين‬ ‫حركــة تداخل متزايــدة بين المصالح‬ ‫المجالات العالمية والإقليمية‪ .‬كما أن الكثير‬ ‫فى العلاقــات السياســية والمســائل‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫منها ‪ -‬وكان محل اهتمامنا الأكبر ‪ -‬هو‬ ‫الأمنية‪ ،‬وفى أمــور الاقتصاد والتبادل‬ ‫ما جرى داخل حــدود الوطن بأحداثه‬ ‫التجارى ونفاذ الخدمــات‪ ،‬والحوار‬ ‫نحــو ‪ .%70‬وفقد الملايــن وظائفهم‪.‬‬ ‫بين الحضــارات‪ .‬وأدت هذه الحركة‬ ‫ويقدر صنــدوق النقد والبنك الدوليين‪،‬‬ ‫وتأثيراته‪.‬‬ ‫إلى الاتجاه نحو الاندماج على مستوى‬ ‫والكثير من مؤسسات التمويل والتقييم‬ ‫أكثر ما شغل العالم كله‪ ،‬هى جائحة‬ ‫الدول والمؤسسات والهيئات‪ ،‬والدخول‬ ‫الدولية‪ ،‬أن اقتصادات أغلب دول العالم‬ ‫الكورونــا التى اخترقت ســور الصين‬ ‫فى اقتصاديات الســوق الكبير وعالمية‬ ‫سوف تنكمش‪ ،‬باســتثناء عدد محدود‬ ‫العظيم ولم توقفها أعتى وسائل دفاعات‬ ‫الأسواق‪ .‬والتيقن من أن أح ًدا لا يملك‬ ‫من الدول‪ ،‬من بينهــا مصر التى تأتى‬ ‫وصواريخ القــوى العظمى‪ ،‬وكان فيها‬ ‫أن يفرض قيو ًدا على الآخرين دون أن‬ ‫كتجربة فريدة فى منطقتها‪ .‬فالمتوقع أن‬ ‫عبرة لمن ظن أن قــواه يمكن أن تحميه‬ ‫يصاب بنتائــج أفعاله وردود أفعالهم‬ ‫يبلغ معدل النمو فى مصر للسنة الجديدة‬ ‫من كل أنــواع المخاطر‪ .‬فــإذا بالعالم‬ ‫التى مارستها كل من الصين والاتحاد‬ ‫مــا بــن ‪ %3.5‬و‪ .%4.5‬وهى نســبة‬ ‫تنطبق عليــه الآية الكريمة التى حذرتنا‬ ‫الأوروبى بفرض قيــود على وارداتهم‬ ‫جيــدة‪ ،‬وإن كانــت لا تغطى تحديات‬ ‫ا َمملثَرن ٌلأح َفكماثنْرسالـمرـنتَ ِحمي‪ُ0‬عم‪0‬وا«‪َ 4‬ليَ ُ‪1‬هـ إِـا َّسنأَـايُّ َّلـَهِذنايةا‪َ ،‬لننَّباتَ ْدسُ ُـعسـو ُمَناِ ِضلمل َنبه‬ ‫من الولايــات المتحدة‪ .‬وقــد امتدت‬ ‫الزيادة الســكانية وطموحات التنمية‬ ‫َلُد ُهو َِونإِالن َّل ِيَه ْ َلسلُـبْـ ُهن ُم ايَل ْخّذُلُبَ ُاقوُابذَُبَشايْبًئًاا ََّول َل ِيَو ْاستَْجنتَِقَمذُ ُعووُاه‬ ‫سياســة التمييز الأمريكية لتصل إلى‬ ‫ورفع مستوى الطبقات الأكثر احتيا ًجا‪.‬‬ ‫ِمنْ ُه َض ُع َف ال َّطا ِلــ ُب َوا ْل َم ْطلُو ُب» (‪)73‬‬ ‫جــران حدودها المباشريــن‪ ،‬عندما‬ ‫ويرجــع الفضل الأكبر فى مواصلة مصر‬ ‫تنصلت مــن التزاماتها تجــاه كندا‬ ‫للنمــو الإيجابى إلى قرارهــا الجريء‬ ‫صدق الله العظيم‪.‬‬ ‫والمكسيك شريكيها فى منطقة التجارة‬ ‫بالبدء مبك ًرا فى عملية شــاقة للإصلاح‬ ‫لم يســفر وباء كوفيد ‪ -19‬عن عام‬ ‫الحــرة لأمريكا الشــمالية ‪NAFTA‬‬ ‫الاقتصادى‪ .‬جعلتنا نواجه آثار الجائحة‬ ‫مــن الاضطراب الاقتصادى فحســب‪،‬‬ ‫حتى أنها بنت ســوراً على الحدود مع‬ ‫بل ألحق تغيــرات جذرية بعيدة المدى‬ ‫المكســيك لمنع هجــرة مواطنيها إلى‬ ‫واقفين على أقدام ثابتة‪.‬‬ ‫بأسلوب معيشتنا وعملنا‪ .‬ولا أحد يعرف‬ ‫تابع العالم كله الحروب التجارية‬ ‫على وجه اليقين كيف انتشر الوباء‪ .‬وقد‬ ‫الولايات المتحدة‪.‬‬ ‫بين أكبر الاقتصادات‪ .‬وذلك بمبادرات‬ ‫أخذ الفيروس فى الانتشار بلا هوادة عن‬ ‫وبهذا وغيره برزت الخشــية من أن‬ ‫أمريكية ازدادت حدتهــا وقت إدارة‬ ‫طريــق أحد أعظم إنجــازات البشرية‪،‬‬ ‫الأنظمة التجارية والمالية العالمية لا تعمل‬ ‫الرئيــس «ترامــب»‪ ،‬بــدأت بفرض‬ ‫وهو الســفر العالمى السهل والرخيص‬ ‫لصالح الفقراء والأقل تقد ًما‪ ،‬ونشــأت‬ ‫عوائق ورسوم جمركية وغير جمركية‬ ‫أزمة ثقة فى النظام الاقتصادى العالمى‪،‬‬ ‫على واردات الولايــات المتحدة من أهم‬ ‫والمتكرر‪.‬‬ ‫الذى صار أكثر ســو ًءا‪ ،‬نتيجة اختلال‬ ‫حلفائهــا فى أوروبــا واليابان‪ ،‬وعلى‬ ‫تراوح التعامل الــدولى مع الكارثة‬ ‫عملية صنع القرار‪ .‬ممــا يدفع الدول‬ ‫الصين أكبر شركائها فى التجارة‪ .‬ولكن‬ ‫بين التعاون لاحتــواء التهديد وعلاجه‪،‬‬ ‫النامية نحو اتباع سياســات قد تكرس‬ ‫الذى لم تدركه تلــك الإدارة الأمريكية‬ ‫والتوصل للقــاح يقى منــه‪ ،‬ومصل‬ ‫عزلتها‪ .‬وتزداد الحاجة إلى تبنى مفهوم‬ ‫لعلاجه‪ ،‬وبين تبــادل الاتهامات حول‬ ‫«الصفقة العالمية» فى مجالات السياسة‬ ‫مســئولية انطلاق المرض وانتشــاره‪.‬‬ ‫والديمقراطية والاقتصاد والتنمية‪ .‬وذلك‬ ‫وشــغل العالــم بالآثــار الاقتصادية‬ ‫بتشجيع مراعاة الأبعاد الاجتماعية عند‬ ‫للمرض الناتجة عن إجراءات مكافحته‬ ‫صياغة السياسة العالمية الكلية‪ .‬فمطلوب‬ ‫بالإغلاق وتوقف كم كبير من الأنشــطة‬ ‫من الدول الصناعيــة والمجتمع النامى‬ ‫الاقتصادية‪ .‬وجاءت المواصلات والطيران‬ ‫المتقدم والمنظمات الدولية أن تعلن عن‬ ‫والســياحة والمؤتمــرات‪ ،‬فى طليعــة‬ ‫التزامها بأهداف الأجندة الألفية للتنمية‪،‬‬ ‫القطاعات المتضررة وبنسبة إغلاق بلغت‬ ‫بتعبئة الموارد الاقتصادية والسياســية‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪10‬‬

‫لحساب الأخرى‪ ،‬والحد من تنامى القوى‬ ‫افتتاح الرئيس لبعض المشروعات‬ ‫المركزية الحاكمة فى مؤسسات الاقتصاد‬ ‫العالمى‪ .‬وتخفيف آثار انفراد قوة عظمى‬ ‫لتســمح بنظام الشــيكات وبطاقات‬ ‫لإزالة الفقر المدقع‪.‬‬ ‫بالســيطرة العســكرية والاقتصادية‬ ‫الائتمــان وتحويل النقود بشــبكات‬ ‫النطاق الإقليمى‬ ‫بصــورة تغريهــا على تبنــى معايير‬ ‫شهدت ســنة ‪ 2020‬ازدياد تشكيل‬ ‫مزدوجة تعد من أسباب تفاقم الإرهاب‪.‬‬ ‫الاتصال‪.‬‬ ‫التحالفات واتســاع وتعميق العلاقات‬ ‫‪ .3‬إصلاح النظــام العالمى وإدماج‬ ‫غير أن نصيب العـالم الثالث والدول‬ ‫فيما بين أعضــاء التجمعات الإقليمية‪،‬‬ ‫النامية مازال مهم ًشا‪ ،‬ونسبة إسهامها فى‬ ‫وظهور أنمــاط وتطبيقــات مختلفة‬ ‫القوى المستبعدة‪.‬‬ ‫العمل الاقتصادى الدولى ضئيل للغاية‪،‬‬ ‫لمفاهيم الســيادة‪ .‬فقد تخلت أغلب دول‬ ‫إفريقيا وآسيا‬ ‫وفى هذا قال باســكال لامى «مدير عام‬ ‫الاتحاد الأوروبى عن سلطة إصدار النقود‬ ‫تطورت العلاقات الإقليمية فى نطاق‬ ‫منظمة التجارة العالمية الســابق» أنه‬ ‫وأســندتها إلى البنك المركزى الأوروبى‬ ‫القــارة الإفريقية خلال عــام ‪.2020‬‬ ‫يشــعر بالتعاطف مــع مصالح الدول‬ ‫فى فرانكفــورت‪ ،‬ليصدر العملة الموحدة‬ ‫واتفقــت دول الاتحــاد الإفريقى على‬ ‫الخمسين الأقل تقد ًما‪ ،‬التى مازالت تحتل‬ ‫«اليورو»‪ ،‬ويراقب السياســات المالية‬ ‫توحيد تجمعات التجارة الحرة المتعددة‬ ‫جميعها نســبة ‪ %1‬فقط مــن التجارة‬ ‫والنقدية للدول الأعضاء‪ .‬كما أوكلت دول‬ ‫فى «منطقة تجارة حرة إفريقية كبرى»‬ ‫العالمية‪ .‬أما العالم العربى (‪ 415‬مليون‬ ‫الاتحاد سلطة إصدار تأشيرات الدخول‬ ‫تضم نحــو ‪ 54‬دولــة إفريقية كانت‬ ‫نسمة) فقد زاد وزنه مجتم ًعا فى التجارة‬ ‫إلى آليات «معاهدة شــينجن»‪ .‬فإذا قاد‬ ‫تجمعها ثلاثة تكتلات هى «الكوميســا‪،‬‬ ‫العالمية بعد تحســن أســعار البترول‪،‬‬ ‫مسافر ســيارته من مدريد غربًا حتى‬ ‫والســادك‪ ،‬ودول شرق إفريقيا»‪ .‬ويبلغ‬ ‫ليصل لنســبة ‪ %4‬تصديــ ًرا‪ ،‬و‪%2.2‬‬ ‫بوخارست شر ًقا فإنه لن يصادف سلطة‬ ‫تعداد سكانها نحو ‪ 1200‬مليون نسمة‪.‬‬ ‫حدود واحدة تراقب مســرته‪ .‬وأوكلت‬ ‫وبالتوازى أعلنت ‪ 15‬دولة فى آســيا عن‬ ‫استيرا ًدا من إجمالى تجارة العالم‪.‬‬ ‫دول الاتحاد الأوروبى تحصيل الرسوم‬ ‫إنشاء تكتل تجارى جديد كبير‪.‬‬ ‫ويجب أن يتحول العالم من المواجهة‬ ‫الجمركية إلى آليــات الاتحاد الجمركى‪.‬‬ ‫المنطقة العربية‬ ‫إلى التوافق بين مختلف القوى للحفاظ‬ ‫كما أن السياســات التجارية للاتحاد لا‬ ‫واصلــت «منطقة التجــارة الحرة‬ ‫على المركب الذى يركبه الجميع‪ .‬فلو أن‬ ‫تتقرر فى عواصم الــدول‪ ،‬وصارت من‬ ‫العربية الكبرى» نشــاطها واستكملت‬ ‫جانبًا من السفينة أصيب بعطب فالكل‬ ‫اختصاص المفوضية الأوروبية‪.‬‬ ‫إلغاء الرســوم والعوائق الجمركية بين‬ ‫غارق لا محالة‪ .‬ويــدور الصراع الأكبر‬ ‫وبهذا اتســعت إمكانية الحوار بدلاً‬ ‫‪ 17‬دولة عربية (باستبعاد الدول الأقل‬ ‫حــول العدالة والحوار بــن الطبقات‪.‬‬ ‫من المجابهة‪ ،‬وصار مــن المتاح توثيق‬ ‫تقد ًما)‪ .‬غير أن التجارة العربية استنفذت‬ ‫وأصبــح تجاهل طبقــة أو دول غنية‬ ‫العلاقات السياســية والأمنية‪ ،‬وتنمية‬ ‫أغلب سبل توسعها‪ .‬وصار الأمر يتطلب‬ ‫لمصالح الآخرين رهانًا خطي ًرا‪ .‬ويحتاج‬ ‫التبادل التجارى والثقافى والإنســانى‬ ‫التركيز على جانب الاستثمارات العربية‬ ‫العالم النامى للتقدم فى ثلاثة مسارات‪:‬‬ ‫كبديل للانغلاق‪ .‬بل وصار الأمن تتولاه‬ ‫المتبادلة‪ .‬لأن نحو ‪ %70‬مما تســتورده‬ ‫‪ .1‬مواصلــة التنميــة الاقتصادية‬ ‫شركات خاصــة‪ ،‬وانتقلــت المواصلات‬ ‫الدول العربيــة لا تنتجه المنطقة‪ .‬وهنا‬ ‫والاجتماعية بمعــدلات أسرع‪ ،‬لتحقيق‬ ‫لنشــاط القطاع الخــاص‪ ،‬وبدأ جانب‬ ‫تــرز أهميــة الاســتثمار فى المجالات‬ ‫التوازن بين مصالح الطبقات‪ ،‬والتحول‬ ‫من القضاء يتحــول إلى نظم للتحكيم‪.‬‬ ‫التى تحتاجها الدول العربية كســبيل‬ ‫وتطورت سلطة الدولة فى إصدار النقود‬ ‫أســاسى لزيادة التجارة البينية‪ .‬وتتركز‬ ‫نحو مجتمع تسوده العدالة‪.‬‬ ‫القطاعات المرشــحة لمزيد من تدفقات‬ ‫‪ .2‬دفــع النظام العالمــى ليراعى‬ ‫مصالح كل القوى‪ ،‬دون أن تخسر إحداها‬ ‫الاستثمار حول‪:‬‬ ‫• صناعة الآلات‪.‬‬ ‫• صناعة وسائل النقل‪.‬‬ ‫• الزراعة وإنتاج الغذاء‪.‬‬ ‫واجهــت المنطقــة العربية وشرق‬ ‫المتوســط تهديدات نابعــة من الأحلام‬ ‫والأطماع الإمبراطوريــة لرئيس تركيا‬ ‫تجاه شمال العراق وســوريا‪ ،‬وليبيا‪،‬‬ ‫وســعيًا وراء اكتشافات البترول والغاز‬ ‫فى شرق البحر المتوســط‪ .‬وهنا جاءت‬ ‫أهمية اتفاقية ترســيم الحدود البحرية‬ ‫الاقتصادية بــن مصر وكل من قبرص‬ ‫واليونان لضمــان مصالح الأطراف فى‬ ‫منطقــة شرق البحر المتوســط والتى‬ ‫تخص كل بلد وف ًقــا للقانون البحرى‬ ‫الــدولى‪ .‬والتى توجت بإنشــاء منظمة‬ ‫إقليمية للدول المنتجــة للغاز فى شرق‬ ‫‪11 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫الصيادين‪ .‬وأسفرت تلك الاعتداءات عن‬ ‫اتجاهــن‪ :‬الأول عندما أقــدم الرئيس‬ ‫حصاد الفرص والتحديات ‪2020 -‬‬ ‫مقتل واعتقال عــرات المواطنين من‬ ‫الأمريكى الســابق «دونالد ترامب» على‬ ‫مبادرته بنقل سفارة بلاده من تل أبيب‬ ‫المتوسط مقرها القاهرة‪.‬‬ ‫القطاع‪.‬‬ ‫إلى القدس‪ ،‬والاعتراف باحتلال إسرائيل‬ ‫فى نفس الاتجــاه جاء التحذير الذى‬ ‫وقد تزامن مع إصــدار هذا العدد‬ ‫للجولان السورية‪ ،‬وبتوسعها فى أراضى‬ ‫أطلقه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى‬ ‫من «الدبلومــاسى» تصريحات «دونالد‬ ‫الضفة الغربية الفلسطينية‪ ،‬ونبذ اتفاقها‬ ‫بتحديد خطوط حمــراء لحدود مصر‬ ‫بلينكن» وزير خارجية الولايات المتحدة‬ ‫مع الفلسطينيين فى أوسلو‪ .‬والملفت للنظر‬ ‫الغربية ولمــن يتجاوزهــا‪ .‬وجاء ذلك‬ ‫الجديد فى إدارة الرئيس «بايدن»‪ ،‬والتى‬ ‫أن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت‬ ‫بنتيجة واضحة فى تأمين الحدود‪ .‬ومازال‬ ‫قال فيها أن أمريكا مازالت تفضل حل‬ ‫حول هــذا الموضوع بأغلبية ســاحقة‬ ‫الأمر يخضع للمتابعة والمراقبة والترقب‪.‬‬ ‫الدولتين‪ .‬فيما يمثــل نصف خطوة فى‬ ‫ترفض اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل‪.‬‬ ‫ثم تطورت الأمور إيجابيًا بإطلاق حلف‬ ‫الاتجاه الســليم‪ .‬كما عدل موقف بلاده‬ ‫الأطلنطى والاتحاد الأوروبى والولايات‬ ‫من احتلال إسرائيل للجولان الســورية‬ ‫مما يؤكد سلامة وعدالة القضية‪.‬‬ ‫المتحــدة تحذيرات لأردوجــان‪ /‬تركيا‬ ‫بالقــول إن الجولان لازمة لأمن إسرائيل‬ ‫وشــ ّجع الموقف الأمريكى إسرائيل‪،‬‬ ‫(بد ًل من القول أنها تدخل تحت السيادة‬ ‫على ارتكاب جرائم خلال الســنة كشف‬ ‫للتوقف عن مناوشاته‪.‬‬ ‫الإسرائيلية) ومازال موقف مصر يراهن‬ ‫عنها تقرير فلســطينى‪ .‬حيث أقدمت‬ ‫وتميز عام ‪ 2020‬فى المنطقة العربية‬ ‫عــى أن الكثيرين من أقــرب المؤيدين‬ ‫ســلطات الاحتلال على ارتكاب جرائم‬ ‫بحصيلة مــن التوترات عــى البعدين‬ ‫لإسرائيل من اليهود يرون أن حل الدولتين‬ ‫القتل وحجز الجثــث واعتقال الأطفال‬ ‫الســياسى والأمنى‪ .‬فقد اشتبك مواطنو‬ ‫هو ضمان مستقبل الدولة العبرية‪ .‬وغير‬ ‫والنســاء وهدم المنازل واقتحام المسجد‬ ‫بعض البلدان العربية فى نزاعات داخلية‪،‬‬ ‫ذلك سيســفر عن دولــة أغلبيتها من‬ ‫الأقــى‪ .‬ووفــق التقرير فــإن ‪43‬‬ ‫بلغت أحيانًا حد الحرب الأهلية (سوريا‬ ‫العرب‪ .‬كما أن التقدير السليم للموقف‪،‬‬ ‫فلسطينيًا استشــهدوا وأصيب ‪1650‬‬ ‫– لبنان – ليبيا – العــراق – اليمن –‬ ‫لا يرى «مســتقبلاً باه ًرا» لدولة تقوم‬ ‫آخرين على يد قوات الاحتلال فى الأراضى‬ ‫الســودان ‪ -‬الصومــال)‪ .‬والخطير فى‬ ‫وجميع حدودها محاطة بعداء كامل لها‪.‬‬ ‫الفلســطينية خلال الســنة‪ .‬بينهم ‪9‬‬ ‫هــذه الصراعات‪ ،‬هو لجــوء كل طرف‬ ‫أطفال و‪ 3‬ســيدات‪ .‬واعتقلت إسرائيل‬ ‫من أطرافهــا «الوطنية» للاســتقواء‬ ‫اختيارات مصر‬ ‫‪ 4634‬مواطنًا فلســطينيًا‪ ،‬بينهم ‪543‬‬ ‫بقوة أجنبيــة خارجية‪ .‬فتعذر التوصل‬ ‫انشــغلت الســاحة المصرية سنة‬ ‫قاص ًرا‪ ،‬و‪ 128‬سيدة‪ .‬وتوفى ‪ 4‬أسرى فى‬ ‫لتســوية‪ ،‬لأن الاتفاق أصبــح خاض ًعا‬ ‫‪ 2020‬بالكثير من المسائل على المستويين‬ ‫لأولويات القــوى الأجنبية التى تكاثرت‬ ‫الخارجى والداخــى‪ .‬ولخص الرئيس‬ ‫السجون‪.‬‬ ‫فى المنطقة (تركيا – إيران – فرنســا –‬ ‫عد ًدا مــن تلك الانشــغالات فى حديثه‬ ‫وأطلقت القوات الإسرائيلية النار على‬ ‫المدنيين العزل‪ ،‬عند الحواجز العسكرية‬ ‫روسيا – أمريكا)‪.‬‬ ‫للإعلامى عمرو أديب والذى قال فيه‪:‬‬ ‫للمدن الفلســطينية‪ ،‬وعلى المشاركين فى‬ ‫وفى اتجــاه آخر شــهدت المنطقة‬ ‫«تنســق مصر مواقفهــا دائ ًما مع‬ ‫المسيرات الســلمية المناهضة لممارسات‬ ‫العربيــة تطورين يتفــق البعض على‬ ‫أشقائنا العرب وفى الخليج‪ ،‬ومستعدون‬ ‫إسرائيل‪ .‬وحفل عام ‪ 2020‬بالمشروعات‬ ‫إيجابيتهما‪ .‬التطور الأول هو المصالحة‬ ‫لدور إيجابى لخفض حرارة المشكلات فى‬ ‫الاســتيطانية وبنــاء آلاف الوحدات فى‬ ‫الرباعية العربية مــع دولة قطر‪ ،‬التى‬ ‫الضفة الغربيــة والقــدس‪ .‬وهدمت‬ ‫نكن لشــعبها كل المودة‪ .‬لكننا نطالب‬ ‫المنطقة العربية»‪.‬‬ ‫جرافات الاحتلال ‪ 976‬بيتًا ومنشــأة‪.‬‬ ‫بالبحث عن دور إيجابى لقطر فى نطاق‬ ‫ومن الواضح دور مصر ومساندتها‬ ‫وشــهدت الســنة اقتحامات للمسجد‬ ‫الأسرة العربية ولأن تدرك قطر حجمها‬ ‫للمصالحــات العربية وللم الشــمل فى‬ ‫الأقصى بلغت أكثر مــن ‪ 27‬ألف مرة‪،‬‬ ‫فى ضوء حقيقة أن مصر تنجب ســنويًا‬ ‫الدول التى تعانى من النزاعات الداخلية‪.‬‬ ‫ارتكبها مســتوطنون وطــاب معاهد‬ ‫كما تابعت مــر ــ إيجابيًا وعن قرب‬ ‫ورجال شرطــة ومخابــرات وأعضاء‬ ‫خمس مرات تعداد قطر‪.‬‬ ‫ــ عمليــة إقامة عدد من الدول العربية‬ ‫بالكنيست‪ .‬واستولت سلطات الاحتلال‬ ‫أما التطور الثانى فقد تمثل فى قيام‬ ‫لعلاقات مع إسرائيــل كجزء من عملية‬ ‫على نحو تســعة آلاف دونم من أراضى‬ ‫علاقات رســمية بين عدد مــن الدول‬ ‫الفلســطينيين‪ ،‬ونحــو ‪ 11‬ألف دونم‬ ‫العربية وإسرائيــل‪ .‬تصدرتها الإمارات‬ ‫السلام وتخفيف معاناة الفلسطينيين‪.‬‬ ‫والبحرين وعمان والســودان والمغرب‪،‬‬ ‫وواصل الرئيــس بالقول‪ ،‬إن مصر‬ ‫لصالح محميات طبيعية فى الأغوار‪.‬‬ ‫بدعم ومساندة أمريكية مباشرة‪ .‬وتقبلت‬ ‫صارت فى حالة تفاوض مســتمر حول‬ ‫كشف التقرير الفلسطينى أي ًضا عن‬ ‫مصر ــ وعدد ممــن ينظرون لتحليل‬ ‫سد النهضة قد تطول‪ .‬وقمنا بإجراءات‬ ‫أكثر من ألف اعتداء ضد الفلســطينيين‬ ‫الفترة الطويلــة ــ هذا التطور بوصفه‬ ‫لتنويع مصادر المياه كالمعالجات وغيرها‪،‬‬ ‫وممتلكاتهــم تحت حمايــة الشرطة‬ ‫نو ًعا من الاســتثمار فى العلاقات يمكن‬ ‫وســنصل لنتيجة حول ســد النهضة‬ ‫الإسرائيلية‪ .‬وفى غزة‪ ،‬وأشــار إلى تنفيذ‬ ‫أن يجذب رأياً عا ًما فى إسرائيل يســعى‬ ‫القوات الإسرائيلية حــوالى ألفى اعتداء‬ ‫للاســتفادة مما يتيحه السلام‪ ،‬بد ًل من‬ ‫بالصبر وليس علينا القلق أب ًدا‪.‬‬ ‫على القطاع‪ ،‬وشــن ‪ 331‬غارة جوية‪،‬‬ ‫نشــعر من كلام الرئيس أن مصر‬ ‫وأكثــر من ألف عمليــة إطلاق نار على‬ ‫الرهان على العدوان‪.‬‬ ‫مدركة جي ًدا لأبعاد القضية‪ ،‬وأن النواحى‬ ‫الحدود الشرقية للقطاع‪ ،‬و‪ 107‬عمليات‬ ‫فلسطين‬ ‫الفنية للمشكلة غير مقلقة فمياه الهضبة‬ ‫قصف مدفعى‪ ،‬و‪ 78‬عملية توغل برى‪،‬‬ ‫حدثــت تطورات ســلبية فى قضية‬ ‫الإثيوبيــة تكفــى كل الأطــراف‪ .‬ولا‬ ‫و‪ 339‬عملية إطــاق نار تجاه مراكب‬ ‫العرب الأولى‪ ،‬القضية الفلســطينية‪ ،‬فى‬ ‫تستخدم إثيوبيا مياه النيل الأزرق لأنها‬ ‫تعتمد بالأســاس على الرى بالأمطار‪.‬‬ ‫ولهذا فليــس لديها نظام للرى‪ .‬وتكمن‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪12‬‬

‫المطلوب فى هــذا المجال‪ .‬وتتوزع جهود‬ ‫حصاد ‪ ..2020‬التعليم والثقافة بصدارة المشروعات القومية الكبرى‬ ‫مــر فى الداخل على البنــاء والتنمية‬ ‫المتواصلــة للبنية الأساســية وزيادة‬ ‫والتثقيف وتحسين مســتوى المعيشة‬ ‫المشــكلة فى الاتفاق على سرعة تخزين‬ ‫الإنتاج الصناعــى والزراعى والخدمى‬ ‫الذى يمثل أحد أهم أســباب الإقبال على‬ ‫الميــاه‪ ،‬وكيفية التصرف فى الســنوات‬ ‫وعدالة التوزيع وجذب الاستثمار وتوفير‬ ‫الإنجاب‪ .‬ويحتاج الرأى العام لمزيد من‬ ‫منخفضة الفيضان‪ ،‬وأخطار وزن كتلة‬ ‫الوظائف للشــباب‪ .‬وفى هذا يدور حوار‬ ‫التعريف بالمشــكلة‪ .‬وقد لخصها مرة‬ ‫مياه السد واحتمالات عدم صمود التربة‬ ‫مجتمعى واســع حول الطريق الأمثل‬ ‫ســفير للنرويج بالقاهــرة فى أن مصر‬ ‫لهذا الثقل من الماء‪ .‬وفى التقدير فالمشكلة‬ ‫لنهضة اقتصادية‪ ،‬يرى البعض أن تقوم‬ ‫والنرويج كانتا بنفس التعداد ‪ 5 -‬ملايين‬ ‫تاريخية وسياسية فى المقام الأول‪ .‬وعلينا‬ ‫بهــا الدولة‪ ،‬ويرى آخــرون أنها قد لا‬ ‫‪ -‬وقت حكم محمد على‪ ،‬وكان تعداد كل‬ ‫أن نثق فى سياســة مصر ودبلوماسيتها‬ ‫تكون أفضل ما تجيده الحكومات‪ .‬وهو‬ ‫من القاهرة وأوسلو مليونًا واحداً‪ .‬وبينما‬ ‫أمر لم تحسمه علوم السياسة والاقتصاد‬ ‫ظلت النرويج وعاصمتها بنفس التعداد‬ ‫المتفوقة‪.‬‬ ‫والإدارة‪ .‬وسوف يتوقف القرار فى النهاية‬ ‫للآن‪ ،‬شــهد جيلنا تعداد مصر يصل إلى‬ ‫وقــال الرئيس إن مــر تحتاج‬ ‫على الاختيار السياسى الذى تتوافق عليه‬ ‫‪ 18‬مليونًا فى بداية ثــورة ‪ 1952‬وإلى‬ ‫إلى ‪ 4000‬مليــار جنيه لحل مشــكلة‬ ‫غالبية المجتمــع‪ .‬والمفروض أن الحوار‬ ‫‪ 30‬مليوناً بنهايــة حكم الرئيس جمال‬ ‫العشوائيات فى ضوء أن ‪ %40‬إلى ‪ %50‬من‬ ‫حول مثل هــذه الأمور شيء حميد‪ .‬لولا‬ ‫عبدالناصر و‪ 41‬مليونــاً بنهاية حكم‬ ‫مصر عشوائيات‪ .‬ومحافظة الإسكندرية‬ ‫أن نســبة كبيرة من المتحاورين خرجت‬ ‫الرئيس أنور السادات‪ .‬وتضاعف العدد‬ ‫ــ مث ًل ــ تحتاج إلى ‪ 400‬مليار جنيه‬ ‫عن أصل الموضوع لتبــادل الاتهامات‬ ‫ليتخطى المائة مليون مع ثورة ‪.2011‬‬ ‫لحل أزمة المبانى المخالفة‪ .‬وســنبدأ فى‬ ‫العقائديــة بين الأطراف‪ .‬وقد أحســن‬ ‫ويقــارن البعض ذلك بتعــداد الصين‬ ‫تطوير ‪ 4500‬قرية على مدار ‪ 3‬سنوات‪.‬‬ ‫الرئيس مؤخ ًرا بتأكيــد ترحيب مصر‬ ‫والهنــد‪ ،‬ولا يريد المقارنــة بألمانيا أو‬ ‫ونعتزم إنشاء ‪ 500‬ألف وحدة سكنية فى‬ ‫بالاســتثمار المصرى والعربى والأجنبى‬ ‫هولندا‪ .‬ولا يدرك هؤلاء الأبعاد الســلبية‬ ‫لسد فجوة تمويل طموحات الاستثمار‪،‬‬ ‫للزيادة السكانية‪ ،‬وأبســطها أن بلدنا‬ ‫الأراضى الفضاء التابعة للدولة‪.‬‬ ‫والتــى لا تكفى لتغطيتهــا مدخراتنا‬ ‫صار ينتج الأطفــال بمعدلات أكبر من‬ ‫وليت إعلامنا يهتم بهذه القضية التى‬ ‫إنتاج غذائهم وكسائهم ومستلزماتهم‪.‬‬ ‫تثير الكثير من التساؤلات المشروعة حول‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫بل إن مصر منذ ثــورة ‪ 2011‬أنجبت‬ ‫تكاليف البناء‪ ،‬وجدوى إنشــاء عاصمة‬ ‫تدخل فى الحوار حول العام والخاص‬ ‫‪ 22‬مليون طفل يتخطون تعداد اليونان‬ ‫جديدة لتخفف الضغط عن القاهرة التى‬ ‫كثير من العقلاء فى محاولة للتوصل لحل‬ ‫مرتين‪ .‬ويتخطى عددهم زيادة المواليد فى‬ ‫صار تعدادها يتجاوز تعداد دول كثيرة‪.‬‬ ‫يحافظ على مصالــح المجموع‪ ،‬خاصة‬ ‫ولإيضاح أن كثيرًا من الدول ســبقتنا فى‬ ‫عندما اندلع الاعتراض على تصفية شركة‬ ‫سبع دول أوروبية مجتمعة‪.‬‬ ‫نقل عواصمها مثل البرازيل وأســراليا‬ ‫الحديد والصلب‪ .‬ولم يقل أحد أن مصر‬ ‫كذلك انشــغلت الحياة السياســية‬ ‫ســتتخلى عن تلك الصناعــة أو غيرها‪.‬‬ ‫والاقتصاديــة والاجتماعية والثقافية فى‬ ‫وكندا‪.‬‬ ‫فالقطاع العام المصرى قام بدور عظيم‬ ‫مصر طوال العام بالعديد من الأنشطة‪،‬‬ ‫وأضاف الرئيس ‪ -‬فى مداخلته ‪ -‬أن‬ ‫حتى حرب أكتوبر ‪ 1973‬وكان المصدر‬ ‫فى الداخل والخارج‪ .‬واســتعادت مصر‬ ‫تنظيم الأسرة على رأس أولويات الدولة‪.‬‬ ‫الكبير للكثير من احتياجات مصر‪ .‬لكننا‬ ‫حيويــة دبلوماســية الرئاســة التى‬ ‫ولن نفرض إجــراءات عنيفة لمواجهة‬ ‫حملنا هــذا القطاع بأعبــاء التوظيف‬ ‫افتقدناها لسنوات طويلة‪ ،‬وبخاصة فى‬ ‫والبطالة المقنعــة‪ ،‬ودفع أجور و»أرباح‬ ‫العلاقات الخارجية‪ .‬ومازال هناك الكثير‬ ‫الزيادة السكانية‪.‬‬ ‫افتراضية» لعمالة مكدسة فى مؤسسات‬ ‫وقد أحسن الرئيس بطرح المشكلة‪.‬‬ ‫خاسرة‪ .‬ولهذا فنحــن بحاجة إلى قرار‬ ‫فنحن لــن نعاقب الطفل الــذى يولد‬ ‫ســياسى يحســم الأمر‪ ،‬والتوجه للرأى‬ ‫بالزيادة‪ ،‬وإنما نعالج المشكلة بالتعليم‬ ‫العام لتوضيح الحقائق‪.‬‬ ‫والمهــم أننا نرجو أن تثــق أجيالنا‬ ‫الجديدة فى وطننا‪ ،‬وفى أن مصر ليســت‬ ‫فى عــداد الدول الفقــرة‪ .‬وإنما هى فى‬ ‫منتصف جدول الدول متوسطة الدخل‪.‬‬ ‫كما أنها ليســت من فئــة الدول الأكثر‬ ‫مديونية أو المثقلة بالديون‪ .‬وســتظل‬ ‫مصر أكبر الشعوب العربية وتمتلك أقوى‬ ‫جيوشها‪ ،‬ومن أكبر اقتصاداتها‪ ،‬ولديها‬ ‫أكبر اقتصاد متنوع وأكبر قاعدة صناعية‬ ‫وأكبر مصــدر للقوة العاملة فى المنطقة‪.‬‬ ‫كما أنها دولة شابة يمثل الشباب أغلبية‬ ‫سكانها‪ .‬وبهذا نأمل فى مستقبل مشرق‬ ‫بإذن الله‪.‬‬ ‫‪13 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫حول قمة تجمع بريكس (‪ )BRICS‬الثانية عشرة‬ ‫فى ‪ 17‬نوفمــر ‪ 2020‬عقدت القمة الـ‪ 12‬لمجموعة دول «بريكس» (روســيا‪ ،‬الصين‪ ،‬الهند‪،‬‬ ‫البرازيل وجنــوب إفريقيا)‪ ،‬عبر تقنية الفيديو كونفرانس‪ ،‬تحت شــعار‪« :‬شراكة بريكس‬ ‫لصالح الاستقرار العالمى والأمن المشترك والنمو المبتكر»‪ .‬وقد ُع ِقدت برئاسة الرئيس الروسى‬ ‫فلاديمير بوتين‪ ،‬ومشــاركة كل من‪ :‬رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى والرئيس الصينى‬ ‫تشى جين بينغ ورئيس جنوب إفريقيا كيريل رامافوزا ورئيس البرازيل جايير بولسونارو‪.‬‬ ‫على روسيا والصين)‪.‬‬ ‫سفير د‪ .‬عزت سعد‬ ‫وتبادل المجتمعــون وجهات النظر‬ ‫‪ - 3‬تأكيد الالتزام بالتعددية ومبادئ‬ ‫حول آفاق التعاون المشترك واستعرضوا‬ ‫الاحترام المتبادل والمســاواة فى السيادة‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫مل ّخــص نتائج الرئاســة الروســية‬ ‫والديمقراطيــة والشــمول والتعاون‬ ‫للمجموعة لهذا العام‪ ،‬وبحثوا فى القضايا‬ ‫المعزز‪ .‬وتعهد أعضاء التجمع بمواصلة‬ ‫الدولى وبمبــادئ ومقاصد الأمم المتحدة‬ ‫المل ّحة على الســاحة الدولية‪ ،‬وتط َّرقوا‬ ‫العمل من أجل تعزيز وإصلاح الحوكمة‬ ‫والدور المركزى الــذى تؤديه فى نظام‬ ‫لأوضاعهم عشيّة انعقاد قمة العشرين فى‬ ‫الدولية بحيث تكون أكثر شمولاً وتمثيلاً‬ ‫دولى تتعاون فيه الدول ذات الســيادة‬ ‫‪ 22 – 21‬نوفمبر‪ 2020‬برئاسة المملكة‬ ‫وديمقراطية‪ ،‬مع مشاركة هادفة وأكبر‬ ‫لصون السلام والأمن والنهوض بالتنمية‬ ‫للدول النامية فى صنــع القرار الدولى‪،‬‬ ‫العربية السعودية‪.‬‬ ‫المستدامة‪.‬‬ ‫وعلى مدار السنوات الخمس الماضية‪،‬‬ ‫وأكثر انسجاماً مع الحقائق المعاصرة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬دعوة المجتمع الدولى إلى الاحتفال‬ ‫نمــا الناتج المحــى الإجمــالى للدول‬ ‫‪ - 4‬اهتــم الإعــان بالدعــوة إلى‬ ‫بالذكرى الـــ‪ 75‬لإنشاء الأمم المتحدة‬ ‫الخمس بشــكل أسرع من الناتج المحلى‬ ‫إصلاح الأجهزة الرئيسية للأمم المتحدة‪،‬‬ ‫من خــال تعزيز الجهــود الرامية إلى‬ ‫الإجمــالى العالمى ومــن ناتج مجموعة‬ ‫والإصلاح الشامل للمنظمة‪ ،‬بما فى ذلك‬ ‫إقامة نظام دولى متعدد الأقطاب وأكثر‬ ‫الســبع بمتوسط ســنوى بلغ ‪٪ 5.31‬‬ ‫مجلس الأمن‪ ،‬بهدف جعل المنظمة أكثر‬ ‫إنصافاً وعدلاً وشــمولاً وتمثيلاً‪ ،‬يقوم‬ ‫وفقاً لصنــدوق النقد الدولى‪ ،‬كما قامت‬ ‫تمثيلاً وفعاليــة وكفاءة‪ ،‬وزيادة تمثيل‬ ‫على المســاواة فى الســيادة بين جميع‬ ‫دول البريكس بتوســيع نطاق التعاون‬ ‫الدول النامية‪ ،‬حتى تتمكن المنظمة من‬ ‫الدول‪ ،‬واحترام وحدة أراضيها والاحترام‬ ‫الشامل فيما بينها‪ ،‬لاسيما فى القطاعات‬ ‫الاســتجابة بشكل مناســب للتحديات‬ ‫المتبادل لمصالح وشواغل الجميع‪ .‬ويعيد‬ ‫الاقتصاديــة والتجارية‪ ،‬ما أدى إلى نمو‬ ‫الإعلان التأكيد على مبادئ عدم التدخل فى‬ ‫حركة الصادرات بــن بعضها البعض‬ ‫العالمية‪.‬‬ ‫الشئون الداخلية للدول وحل المنازعات‬ ‫بنســبة ‪ ،٪ 45‬ورفــع بــدوره حصة‬ ‫ومن المعــروف أن هناك ثلاث دول‬ ‫الدولية بالوسائل الســلمية وبما يتفق‬ ‫الصادرات البينية مــن إجمالى التجارة‬ ‫أعضاء فى التجمع تســعى إلى عضوية‬ ‫مع مبادئ العدل للقانون الدولى‪ ،‬وكذلك‬ ‫دائمة فى مجلس الأمن لدى توسيعه هى‬ ‫عدم جواز التهديد بالقوة أو استخدامها‬ ‫الدولية للبريكس من ‪ ٪ 7.7‬إلى ‪.٪ 10‬‬ ‫كل من البرازيل والهند وجنوب إفريقيا‪،‬‬ ‫ضد الوحــدة الإقليمية أو الاســتقلال‬ ‫أهم نتائج القمة‪:‬‬ ‫ومن ثم تستخدم التجمع كمنصة للدفع‬ ‫السياسى لأية دولة‪ ،‬أو بأية طريقة أخرى‬ ‫تتعارض مــع مقاصد الأمــم المتحدة‬ ‫تض َّمن البيان الختامى للقمة «إعلان‬ ‫بمطالبها فى هذا الشأن‪.‬‬ ‫ومبادئها‪ .‬ويؤكد الإعلان أهمية الامتناع‬ ‫موسكو» الذى شمل ‪ 97‬بنداً ُخ ّصصت‬ ‫‪ - 5‬تناول الإعــان فى الفقرات ‪16‬‬ ‫عن أية تدابــر قسرية لا تســتند إلى‬ ‫لمجمل التحديات والقضايا العالمية التى‬ ‫و‪ 17‬و‪ 18‬قضايا الاستقرار الإستراتيجى‬ ‫القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة (فى‬ ‫تواجهها دول بريكــس والعالم ورؤية‬ ‫وأنظمة الحد من التســلح ومنع انتشار‬ ‫إشارة إلى العقوبات الأمريكية المفروضة‬ ‫دول التجمع لموضوع الحوكمة السياسية‬ ‫أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة‬ ‫والاقتصاديــة العالميــة وللأمن الدولى‬ ‫البيولوجية‪ .‬وفى هذا السياق أكد الإعلان‬ ‫وللاقتصاد والتجــارة الدولية وكيفية‬ ‫الأهمية الأساســية للمعاهدة الروسية‪/‬‬ ‫التعامل مع تداعيات وباء كورونا وسبل‬ ‫الأمريكيــة لعام ‪ 2010‬بشــأن تدابير‬ ‫دعم البلدان النامية والأكثر فقراً لمواجهة‬ ‫خفض الأسلحة الهجومية الإستراتيجية‬ ‫هذه التداعيات‪ .‬ومن بين أهم ما أشــار‬ ‫والحد منها‪ ،‬ودعوة الأطــراف لتمديد‬ ‫إليه إعلان موسكو‪ ،‬ما يلى بصفة خاصة‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ضرورة الالتزام بعالم يســوده‬ ‫العمل بها‪.‬‬ ‫السلام والاستقرار والازدهار والاحترام‬ ‫‪ - 6‬شــدد البيان على أهمية ضمان‬ ‫المتبادل والمســاواة والتمسك بالقانون‬ ‫سلامة وأمن أنشــطة الفضاء الخارجى‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪14‬‬

‫المجموعة مجدداً تمسكها بالعالم متعدد‬ ‫‪ 37‬من إعلان موسكو)‪ .‬وفى هذا السياق‬ ‫واســتخدامه للأغراض السلمية ومنع‬ ‫الأقطاب القائم على احترام سيادة الدول‬ ‫رحب الإعــان بنتائــج مجموعة عمل‬ ‫سباق تســلح فى الفضاء الخارجى‪ .‬كما‬ ‫وعدم التدخل فى شــئونها‪ ،‬وذ ّكرت بأن‬ ‫شدد على الحاجة الملحة للتفاوض بشأن‬ ‫النصر على الفاشية إر ٌث مشترك ينبغى‬ ‫البريكس الخامسة لمكافحة الإرهاب‪.‬‬ ‫معاهدة دولية متعددة الأطراف وملزمة‬ ‫‪ - 9‬أكــد البيان الحاجــة إلى تبنى‬ ‫قانوناً لســد الفجوة فى النظام القانونى‬ ‫الحفاظ عليه بشكل جماعى‪.‬‬ ‫نهج شامل ومتوازن لتطوير تكنولوجيا‬ ‫الدولى المطبق على الفضــاء الخارجى‪،‬‬ ‫وأعاد البيــان التأكيد على جملة من‬ ‫المعلومات والاتصالات وأمنها بما يشمل‬ ‫بما يشمل منع نشر الأسلحة فى الفضاء‬ ‫المواقف فيمــا يخص الأزمات التى يعج‬ ‫التقدم التقنــى وتنمية الأعمال وحماية‬ ‫الخارجى والتهديد باستخدام القوة أو‬ ‫بها العالــم‪ ،‬إذ أ َّكد مجدداً ضرورة دفع‬ ‫أمن الدول والمصالــح العامة واحترام‬ ‫استخدامها ضد الأجســام الموجودة فى‬ ‫العملية السياسية فى سوريا على أساس‬ ‫حقوق خصوصية الأفراد‪ .‬ويؤكد الإعلان‬ ‫قرار مجلــس الأمن ‪ ،2254‬وتمســك‬ ‫على الدور القيادى للأمم المتحدة فى دعم‬ ‫الفضاء الخارجى‪.‬‬ ‫المجموعــة بقرارات الشرعيــة الدولية‬ ‫الحوار لدفع التفاهمات المشتركة بشأن‬ ‫‪ - 7‬دعا الإعلان إلى توفير الدعم الدولى‬ ‫المنوطة بالقضية الفلسطينية وضرورة‬ ‫أمن تكنولوجيــا المعلومات والاتصالات‬ ‫للمبــادرات الإقليميــة ودون الإقليمية‬ ‫تطبيقها‪ ،‬بوصفها الطريق الوحيد لحل‬ ‫وفى استخدامها‪ ،‬وتطوير أعراف وقواعد‬ ‫الساعية إلى تعزيز السلام والأمن بالقارة‬ ‫هذه القضية‪ .‬كمــا أ َّكد ضرورة خفض‬ ‫ومبادئ متفــق عليها عالمياً للســلوك‬ ‫الإفريقية‪ ،‬كما أكد دعم المجموعة لأجندة‬ ‫التوتــر فى منطقة الخليــج‪ ،‬عن طريق‬ ‫المســئول للدول فى مجــال تكنولوجيا‬ ‫الاتحــاد الإفريقــى ‪ 2063‬والجهود‬ ‫المفاوضات والوســائل الدبلوماســية‬ ‫الاتصــالات والمعلومات‪ ،‬دون الإجحاف‬ ‫الخاصــة بالدمج المكثــف والتنمية فى‬ ‫لوضع أجنــدة إيجابيــة وبنَّاءة يمكن‬ ‫بمحافل دولية أخرى (الفقرة ‪ .)39‬كذلك‬ ‫القارة‪ ،‬بما فيها تطبيق اتفاقية منطقة‬ ‫العمــل من خلالهــا‪ ،‬هــذا بالإضافة‬ ‫أكد الإعلان أهمية إنشــاء أطر قانونية‬ ‫إلى الترحيــب بالاتفــاق الثلاثى الأخير‬ ‫للتعاون بين دول بريكس بشأن ضمان‬ ‫التجارة الحرة القارية‪.‬‬ ‫الذى جرى التوقيع عليــه بين أرمينيا‬ ‫الأمن فى استخدام تكنولوجيا الاتصالات‬ ‫ومــن المعــروف أن دول التجمع‬ ‫وأذربيجان برعاية روسية لوضع نهاية‬ ‫الخمس ‪ -‬عدا جنوب إفريقيا – تجمعها‬ ‫للحرب بين البلدين وتسوية النزاع حول‬ ‫والمعلومات‪.‬‬ ‫شراكات بالقــارة الإفريقيــة‪ ،‬أبرزها‬ ‫‪ - 10‬تطــ َّرق البيــان إلى مجموعة‬ ‫الصين وأحدثها روســيا (قمة روسيا‪/‬‬ ‫إقليم «ناجورنوكاراباخ»‪.‬‬ ‫واسعة من القضايا التى تعكس توافق‬ ‫‪ - 11‬يُ َضاف إلى ما تقدم الكثير من‬ ‫دول المجموعــة حــول مجموعــة من‬ ‫إفريقيا ‪.)2019‬‬ ‫المواقف حول جملة من الملفات الساخنة‬ ‫المرتكزات‪ ،‬مــن بينها‪ :‬ضرورة الحفاظ‬ ‫‪ - 8‬أعلــن البيان تبنّــى المجموعة‬ ‫من اليمن إلى أفغانستان وليبيا والقارة‬ ‫على المؤسسات الدولية التى نشأت بعد‬ ‫إســراتيجية الشراكة الاقتصادية حتى‬ ‫الإفريقيــة‪ ،‬والتى أكــدت جميعها على‬ ‫الحرب العالمية الثانية‪ ،‬والعمل على إيجاد‬ ‫عام ‪ ،2025‬وإســراتيجيتها لمكافحة‬ ‫ضرورة البحث عن التســوية السلمية‬ ‫من ّصــات للحوار تجمــع الدول لإيجاد‬ ‫الإرهاب بكافة أشــكاله ومظاهره متى‬ ‫لحل هذه الخلافات واستبعاد الخيارات‬ ‫أرضية مشتركة لتقريب وجهات النظر‬ ‫وأينما وقع وأيــاً كان مرتكبوه ووجوب‬ ‫والتوفيق بين المصالح‪ ،‬فيما أ َّكدت دول‬ ‫عدم الربط بينه وبين أى دين أو جنسية‬ ‫العسكرية‪.‬‬ ‫أو حضــارة أو مجموعة عرقية (الفقرة‬ ‫وقد وقع ممثلــو دول التجمع ‪31‬‬ ‫اتفاقية رســمية على هامــش القمة‪،‬‬ ‫بالإضافة إلى عدد من الاتفاقيات لشركات‬ ‫وأفراد وكيانات تــدور فى فلك مجموعة‬ ‫البريكس‪ ،‬والتى تــرى فى انعقاد القمة‬ ‫مناسبة لتعميق شراكاتها‪.‬‬ ‫أولوية مكافحة وباء كوفيد ‪19-‬‬ ‫وتنسيق الجهود للسيطرة عليه‪:‬‬ ‫كان طبيعيــاً أن يهيمــن موضوع‬ ‫وباء كوفيد ‪ -19‬وكيفية السيطرة عليه‬ ‫واللقاحات اللازمة للقضــاء عليه على‬ ‫أعمال القمة ومداخلات الرؤســاء‪ .‬وعلى‬ ‫ســبيل المثال تحدث الرئيس الصينى‬ ‫شى جين بينغ فى كلمته بشــكل مفصل‬ ‫حول جملة مــن التحديات‪ ،‬كان أبرزها‬ ‫ما يعانيه العالــم ج َّراء فيروس كورونا‬ ‫‪15 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫حول قمة تجمع بريكس‬ ‫(‪ )BRICS‬الثانية عشرة‬ ‫بتوجهات وأجنــدة بريكس‪ :‬الأولى‪ :‬أنه‬ ‫آلية‪ + BRICS‬وفكرة توسيع‬ ‫المستجد‪ ،‬وأعلن أن‪« :‬الشركات الصينية‬ ‫بدون نظــام اقتصــادى عالمى عادل‬ ‫عضوية التجمع‪:‬‬ ‫تعمل مع الشركاء فى روســيا والبرازيل‬ ‫وشفاف‪ ،‬وتعزيز مشاركة الدول النامية‬ ‫فى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية‬ ‫فى أطر الحوكمــة الاقتصادية العالمية‪،‬‬ ‫يرجــع الفضــل فى ابتــداع آلية‬ ‫للقاحات»‪ ،‬وأكد استعداد بلاده للتعاون‬ ‫ودون نظام تجــارى متعدد الأطراف‬ ‫«بريكس‪ »+‬إلى الصين(‪ ) 1‬التى تبنتها فى‬ ‫مــع الهند وجنوب إفريقيا فى الســياق‬ ‫يقوم على احترام القواعد وتمكين الدول‬ ‫رئاستها للمجموعة قبل عامين (‪،)2018‬‬ ‫ذاتــه‪ ،‬وأضاف أن بــاده انض َّمت إلى‬ ‫الناميــة‪ ،‬فإنه لن يمكــن الوصول إلى‬ ‫والتى على أساسها قامت بدعوة الرئيس‬ ‫منصة «‪ ،»COVAX‬حيث ستشــارك ما‬ ‫معدلات ومــؤشرات الأداء الاقتصادى‬ ‫عبدالفتاح الســيسى للمشاركة فى القمة‬ ‫تو َّصلت إليه فى موضوع لقاح الفيروس‬ ‫للدول النامية‪ ،‬أمــا النقطة الثانية فهى‬ ‫التاسعة فى الفترة من ‪ 3‬إلى ‪ 5‬سبتمبر فى‬ ‫التاجى مع البلدان الأخــرى‪ ،‬وتحديداً‬ ‫أهمية توفير التمويل الكافى محلياً وعبر‬ ‫مدينة «شيامن»‪ ،‬فى سابقة هى الأولى من‬ ‫البلدان النامية‪ .‬وقال‪ :‬إن الصين ستعمل‬ ‫البنــوك متعددة الأطــراف لمشروعات‬ ‫نوعها فى الممارسة الدولية للدول الأعضاء‬ ‫بجدية لتوفــر اللقاحات لدول بريكس‬ ‫البنية الأساسية‪ ،‬التى تعد أفضل سبيل‬ ‫فى التجمــع حيث دعيت دولة من خارج‬ ‫عند الحاجة‪ ،‬بالإضافــة إلى العمل على‬ ‫لتحقيق طفرة حقيقية فى مستوى النمو‬ ‫الإقليــم الذى تنتمى إليه دولة رئاســة‬ ‫تطوير مركز أبحاث وتطوير مشــرك‬ ‫الاقتصــادى الحقيقى‪ ،‬مشــراً إلى أن‬ ‫التجمع‪ .‬وتقوم الآليــة على دعوة دول‬ ‫لدول المجموعة يمكن من خلاله النهوض‬ ‫مســألة تمويل التنمية مشكلة لا تخص‬ ‫أخرى للمشاركة فى حوار الاقتصاديات‬ ‫بالأبحاث الطبية وإجراء تجارب جماعية‬ ‫الدول النامية وحدها دون سائر المجتمع‬ ‫البازغة والدول الناميــة لتعزيز عملية‬ ‫على اللقاحات بالإضافة إلى إنشاء المصانع‬ ‫الاندماج العالمــى والعولمة الاقتصادية‪،‬‬ ‫الدولى‪.‬‬ ‫على أساس أن للمجموعة حضوراًفى كافة‬ ‫وتوسيع الإنتاج‪.‬‬ ‫وقد اقترح الرئيس السيسى النظر فى‬ ‫القارات أو مناطق العالم النامى‪ ،‬وهو ما‬ ‫وقــد و َّقــع الصنــدوق الروسى‬ ‫تكوين مجموعــة اتصال مصغرة تضم‬ ‫يمكن أن يكون أساساً لإطار عالمى جديد‬ ‫للاستثمار المباشر «‪ »RDIF‬اتفاقية مع‬ ‫الدول المشــاركة فى الحوار لتتولى وضع‬ ‫شــامل للتكامل‪ ،‬وتحويــل التجمع إلى‬ ‫شريكيه الهندى والبرازيلى لإجراء المزيد‬ ‫بدائل لتنفيذ كل الأهداف الســبعة عشر‬ ‫إطار أكثر تأثيراً بالنسبة للتعاون جنوب‬ ‫مــن الاختبارات السريريــة على اللقاح‬ ‫لأجنــدة التنمية المســتدامة ‪ 2030‬من‬ ‫«ســبوتنيك ‪ ،»Sputnik -V‬وأيضاً مع‬ ‫ناحية التمويل ومسائل التطبيق‪ ،‬حالياً‬ ‫جنوب على المستوى العالمى‪.‬‬ ‫مجموعة من الــركات الصيدلانية فى‬ ‫وهكذا فإنه بدلاً من توسيع عضوية‬ ‫الصــن والهند من أجــل افتتاح مركز‬ ‫ومستقبلاً‪.‬‬ ‫المجموعة‪ ،‬الأمر الــذى يتحفظ عليه كل‬ ‫لإنتــاج اللقاحات الروســية فى هاتين‬ ‫نعود إلى الرئاسة الروسية‪ ،‬وفى تقري ٍر‬ ‫الأعضاء‪ ،‬تســعى مبادرة «بريكس‪»+‬‬ ‫الدولتين‪ ،‬ليس لتغطيــة احتياجاتهما‬ ‫صادر عن مركز ‪ PIR‬الروسى للدراسات‬ ‫إلى إنشــاء إطار لبناء تحالفات إقليمية‬ ‫فحســب‪ ،‬بل للتصدير إلى الدول النامية‬ ‫الأمنية بعنوان «الرســالة السادســة‬ ‫وثنائية عبر القارات وتســتهدف جمع‬ ‫أيضاً‪ .‬وإجمالاً‪ ،‬تم الاتفاق من ِقبَل الدول‬ ‫لبريكس‪ :‬الأمن الدولى ومصالح روسيا»‬ ‫تكتلات التكامل الإقليمــى معاً‪ ،‬والتى‬ ‫الخمس على توصية تقضى بتع ّهد «بنك‬ ‫(‪ ،) 2‬تم تناول فرص توســعة عضوية‬ ‫تلعب فيهــا اقتصاديات البريكس دوراً‬ ‫بريكــس الجديد للتنميــة» (‪)BNDB‬‬ ‫تجمع ‪ ،BRICS‬أخذاً فى الاعتبار الأبعاد‬ ‫رائداً‪ .‬وفى قمة «شــيامن» أكد الرئيس‬ ‫برصد ‪ 10‬مليارات دولار لتغطية نفقات‬ ‫المنوطة بكيفيــة تعزيز الأمن الدولى بما‬ ‫السيسى نقطتين فى غاية الأهمية ارتباطاً‬ ‫الحرب ضد الوباء‪.‬‬ ‫وكان الرئيــس الروسى أكد ضرورة‬ ‫التعاون لمواجهة الوبــاء العالمى‪ ،‬داعياً‬ ‫إلى توحيد جهود دول «بريكس» لإنتاج‬ ‫كميات كبيرة من اللقاحات مشــراً إلى‬ ‫إمكانية إنتاج اللقاح الروسى على الأراضى‬ ‫الصينية والهندية‪ .‬من جان ٍب آخر‪ ،‬أعلن‬ ‫بوتين عن الاقتراب من عملية تشــكيل‬ ‫بنك مشترك لدول المجموعة للتعامل مع‬ ‫برامج الإقراض فى جميع أنحاء الفضاء‬ ‫الأوروبى ‪ -‬الآسيوى‪.‬‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪16‬‬

‫ولاعبه الرئيــى ‪ -‬المرتبة الأولى عالمياً فى‬ ‫المخدرات)‪.‬‬ ‫يراعى المصالح الروســية‪ ،‬حيث ت َّمت‬ ‫إجمالى الناتــج المحلى‪ ،‬فيما تحتل الهند‬ ‫• مــن جهــة أخرى‪ ،‬فــإن الآفاق‬ ‫الإشارة إلى أنه من الأهمية بمكان تعزيز‬ ‫المرتبة الثالثة وروسيا السادسة والبرازيل‬ ‫المرتبطة بالاســتخدام السلمى للفضاء‬ ‫الحوار مع الــركاء الخارجيين‪ ،‬خلال‬ ‫الســابعة وجنوب إفريقيا الـ‪ .13‬ومنذ‬ ‫الخارجى والطاقــة النووية لا تزال أقل‬ ‫الفترة الانتقالية التى يعيشــها العالم‬ ‫إنشــاء المجموعة فى عام ‪ ،2009‬عززت‬ ‫وضو ًحا‪ .‬وعلى الرغــم من أنه يُتوقع أن‬ ‫ج َّراء وباء ‪ ،Covid -19‬لا سيَّما فى إطار‬ ‫الدول الأعضاء مشــاركتها فى الاقتصاد‬ ‫تكتســب هذه المجــالات أهمية مؤكدة‬ ‫آلية ‪ .+BRICS‬وأشــار التقرير إلى أن‬ ‫العالمى‪ ،‬حتى أصبح إجمالى الناتج المحلى‬ ‫مستقبلاً‪ ،‬فمن الأفضل فى الوقت الحالى‬ ‫غياب دول الشرق الأوسط وجنوب شرق‬ ‫للتنظيم يشــكل نحو ‪ 25٪‬من الناتج‬ ‫مواصلــة التعاون حصراً مــع الدول‬ ‫آسيا عن التجمع فى الوقت الحالى يحد من‬ ‫المحلى الإجمالى العالمــى (‪ 21‬تريليون‬ ‫إمكانية تشكيل شبكة لشركاء بريكس‪.‬‬ ‫دولار أمريكــي) فى عــام ‪ ،2020‬فيما‬ ‫الأعضاء الحالية فى تلك المجالات‪.‬‬ ‫ففــى حين أن «النــادى» لديه عضوية‬ ‫بلغت حصتــه فى التجارة الدولية حوالى‬ ‫• عندمــا يقرر أعضــاء البريكس‬ ‫قوية بشكل عام‪ ،‬إلا أنه لم تنضم إليه أية‬ ‫مســتقبلاً إيلاء المزيد من الاهتمام لأطر‬ ‫دولة من دول العالم الإسلامى حتى الآن‪،‬‬ ‫‪ 6.7( 20٪‬تريليون دولار أمريكي)‪.‬‬ ‫التعاون المختلفة بشــأن تلك المجالات‪،‬‬ ‫وهو ما يشير إلى وجود خل ٍل ما‪ ،‬لاسيَّما‬ ‫وممــا لا شــك فيــه أن صيغــة‬ ‫فســيكون من المناسب حينها الانخراط‬ ‫وأن السكان المسلمين يشكلون حصة لا‬ ‫«بريكــس‪ »+‬يوفر إمكانــات لتكامل‬ ‫والتعاون مع بلــدان أخرى فى أطر مثل‬ ‫يستهان بها فى اثنتين من دول البريكس‬ ‫تجارى واستثمارى أكبر‪ ،‬كما يوفر إطاراً‬ ‫‪ ،+BRICS‬لأجل تحقيق أكبر قدر ممكن‬ ‫مؤسسياً داعماً للتنسيق فيما بين بنوك‬ ‫من الانسجام ودون الافتئات على الكيان‬ ‫الخمس (الهند وروسيا)‪.‬‬ ‫التنمية الإقليمية ونظــم مالية للتنمية‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬ونظــراً لاهتمامه بقضايا عدم‬ ‫والمبدأ المفتاح فى هذه العملية هو السماح‬ ‫الأساسى للتنظيم القائم‪.‬‬ ‫انتشار أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬واستخدام‬ ‫بمرونــة جوهريــة فى تعددية أطراف‬ ‫• من جهة أخرى‪ ،‬أشار التقرير إلى‬ ‫الطاقة الذريــة والفضــاء الخارجى‬ ‫التحالفات لتشــمل تجارة أو استثماراً‬ ‫أن إندونيســيا قد تبدو المرشح الأنسب‬ ‫للأغراض الســلمية‪ ،‬وأمــن المعلومات‬ ‫وأيضاً إمكانية قيــام تحالفات إقليمية‬ ‫على المدى المتوسط‪ ،‬فى حال تبنِّى اقتراح‬ ‫الدولى‪ ،‬والتقنيات الجديــدة‪ ،‬فقد ر َّكز‬ ‫وثنائية‪ .‬وفى هذا الســياق ووفقاً لبعض‬ ‫توســعة التنظيم من ِقبَل دوله الخمس؛‬ ‫تقرير المركز الروسى بشكل أساسى على‬ ‫خبراء بريكس‪ ،‬يمكن تقســيم الشركاء‬ ‫إذ إن إندونيســيا تبنَّــت نه ًجا متوازنًا‬ ‫دور مجموعة البريكس فى معالجة هذه‬ ‫ومدرو ًسا لقضايا الأمن الدولى الرئيسية‪،‬‬ ‫القضايا‪ ،‬إلى جانب فحص الآثار المحتملة‬ ‫وثيقى الصلة بالتجمع لمجموعتين‪:‬‬ ‫كما أنها تتمتع فى الوقت نفســه بثقل‬ ‫لتوســيع المجموعة عــى دورها فى هذا‬ ‫مراقبــن‪ ،‬وهــى الــدول التــى‬ ‫ونفوذ بين دول العالم الإسلامى وحركة‬ ‫الشأن‪ .‬وأخذاً فى الاعتبار النتائج العامة‬ ‫يمكنها المشــاركة فى قمم بريكس‪ ،‬وفى‬ ‫عدم الانحيــاز‪ .‬وإجمالاً‪ ،‬يعتقد التقرير‬ ‫للرئاســة الروســية للمجموعة‪ ،‬والتى‬ ‫الاجتماعات القطاعية‪ ،‬على أساس دائم‪،‬‬ ‫أن كل العوامل السياســية والاقتصادية‬ ‫انتهت بانعقاد قمة الرؤساء‪ ،‬فقد انتهت‬ ‫وشركاء حوار‪ .‬ويدخل فى عداد المجموعة‬ ‫ملاحظات التقرير إلى عدة نقاط‪ ،‬يمكن‬ ‫الأولى مصر (بجانب كل من المكســيك‬ ‫تع ِّضد الخيار الإندونيسى‪.‬‬ ‫والأرجنتين ونيجيريا وإندونيسيا) وهى‬ ‫• أشــار التقريــر فى نهاية المطاف‬ ‫تلخيصها فيما يلى‪:‬‬ ‫دول يعتقــد أن مشــاركتها فى صيغة‬ ‫إلى أن توســعة تنظيم بريكس لتشمل‬ ‫• من ناحية‪ ،‬يبدو أن موقف التنظيم‬ ‫إندونيســيا‪ ،‬وتحويل هذا التجمع من‬ ‫الراهن القائل بلســان حاله «دع النادى‬ ‫«بريكس‪ »+‬واعدة جداً‪.‬‬ ‫‪ BRICS‬إلى ‪ BRICSI‬ســيحافظ على‬ ‫يســتقر فى شــكله الحالى» أمر معقول‬ ‫الديناميكيات اللازمــة لتنمية التنظيم‬ ‫تما ًما‪ .‬لكن فى الواقع‪ ،‬من ناحية أخرى‪،‬‬ ‫‪ - 1‬اقترح هذا المفهوم وزير الخارجية‬ ‫دون تقويض آلياته التوافقية‪ ،‬وسيُظهر‬ ‫من شــأن الديناميكيات العالمية التأثير‬ ‫الصينــى \"وانج يي\" بمجــرد تولى الصين‬ ‫بشــكل أوضح تأثير هذه المنظمة على‬ ‫على جاذبية البريكس‪ ،‬بــل وتعريضه‬ ‫رئاســة المجموعة‪ ،‬وتــم التأكيد عليه خلال‬ ‫الشئون السياســية العالمية‪ ،‬بما فى ذلك‬ ‫للانحدار والفشــل إذا لم تتم توســعة‬ ‫اجتمــاع وزراء خارجية التجمــع فى يونيو‬ ‫القضايا الإســراتيجية الدولية المنوطة‬ ‫عضويته‪.‬‬ ‫‪.2017‬‬ ‫بمجتمعات المال والأعمال‪.‬‬ ‫• وفى هذا الســياق‪ ،‬تُظ ِهر مراجعة‬ ‫‪Brics Summit under Russia’s- 2‬‬ ‫والخلاصة أن الــدول الخمس التى‬ ‫أولويات البلدان المحتمل ترشــيحها فى‬ ‫‪Chairmanship، Nov 26،2020‬‬ ‫تشــكل تجمع ‪ BRICS‬تتمتع بقدرات‬ ‫مجال السياســة الأمنية أن أكبر الفوائد‬ ‫‪http://mail.google.com/mail/u/‬‬ ‫هائلة‪ ،‬وتمتلك من المقومات التى تجعلها‬ ‫التى تعود على دول البريكس كمجموعة‬ ‫‪o?ik=5935309d57&viwe=pt&searc‬‬ ‫قوة لا يُستهان بها على الساحة العالمية؛‬ ‫ستأتى من توســيع نطاق الشركاء فى‬ ‫‪3A168.%h=all&permthid=thread -f‬‬ ‫إذ يبلغ مجموع ســكان دول التنظيم‬ ‫مواجهــة التحديات الجديــدة العابرة‬ ‫‪4414680521979136&simpl=msg.f‬‬ ‫نحو ‪ %45‬من إجمالى عدد سكان العالم‪.‬‬ ‫للحدود (الإرهــاب‪ ،‬والجريمة المنظمة‪،‬‬ ‫ووفقاً لمقياس القــوة الشرائية‪ ،‬تحتل‬ ‫والتهديــدات الإلكترونيــة‪ ،‬وتهريب‬ ‫‪.3a16844146805%‬‬ ‫الصين – التى تعد القوة الدافعة للتجمع‬ ‫‪17 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫أزمة سد النهضة بين الانسداد والانفراج ‪2 / 1‬‬ ‫لاتزال أزمة ســد النهضة تراوح مكانها وعلى طريق شــبه مســدود‪ ،‬ويبدو أنه لا فكاك منه إلا‬ ‫بخيــارات بديلة وعاجلة تحدث اختراقاً لتغيير المســار نحو الهدف المنشــود‪ ،‬بعد أن تم تقريبًا‬ ‫اســتنفاذ آليات ووسائل فض المنازعات بالطرق السلمية‪ ،‬على مدى ما يقرب من أكثر من نصف‬ ‫عقد من الزمان‪ ،‬عبر مفاوضات ثلاثية ‪ -‬مصر والسودان وأثيوبيا ‪ -‬بحضور مراقبين من الولايات‬ ‫المتحدة والاتحاد الأوروبى والاتحاد الإفريقى ‪.‬‬ ‫بينها وبين الأطــراف المعنية بل وعدم‬ ‫سفير د‪ .‬صلاح حليمة‬ ‫وتحت رعاية أمريكية والبنك الدولى‬ ‫الاعتراف بها‪ ،‬بدعوى اتفاقات فى عهد‬ ‫فى مرحلة من المراحــل اضطلع فيها‬ ‫الاستعمار‪ ،‬رغم أن أثيوبيا كانت آنذاك‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫بدور الميسر‪ /‬الوســيط فى الإطارين‬ ‫وفى جميعها دولة ذات ســيادة سواء‬ ‫القانونــى والفنى (ينايــر‪ /‬فبراير‬ ‫فى فترة الاســتعمار‪ ،‬أو فى فترة كانت‬ ‫على النيل الأزرق‪ -‬ونهر الســوباط‪-‬‬ ‫‪ ،)2020‬وفى مرحلة أخــرى لم تزل‬ ‫الأطراف الأخرى ‪ -‬مصر والســودان‪-‬‬ ‫مصر والسودان وأثيوبيا (‪ 12‬اتفاقية‬ ‫قائمة‪ ،‬تحت رعاية إفريقية لرئاســة‬ ‫ذات ســيادة أيضاً‪( -‬اتفاقية ‪،1993‬‬ ‫أهمها ‪،1959 ،1929 ،1906 ،1902‬‬ ‫الاتحاد الإفريقى (جنــوب إفريقيا)‪،‬‬ ‫واتفاق إعلان المبادئ ‪ .)2015‬تجسد‬ ‫‪ ،)2015 ،1993‬والتــى تبلــورت فى‬ ‫لتتوقف المفاوضات أمام معادلة صعبة‬ ‫الموقف الأثيوبــى بمفاهيمه الخاطئة‬ ‫مجملهــا فى إعلان المبــادئ ‪- 2015‬‬ ‫مستعصية على الحل بين موقف مشترك‬ ‫وانتهاكاته الصارخــة فى التصرفات‬ ‫محور المفاوضات الجارية‪ ،-‬عدم إقامة‬ ‫مصرى سودانى‪ ،‬وآخر أثيوبى‪ .‬وبينما‬ ‫الأحادية فى عملية بناء الســد وملئه‪،‬‬ ‫مشروعات تعترض سريان مياه النيل‬ ‫يطالب الأول باتفاق قانونى فنى ملزم‬ ‫والسعى نحو فرض أمر واقع‪ ،‬وينطلق‬ ‫دون موافقة مسبقة‪ ،‬إقرار بحصة مصر‬ ‫استناداً إلى القانون الدولى والاتفاقات‬ ‫من الادعاء بــأن نهر النيل الأزرق نهر‬ ‫المكتســبة‪ ،‬وحق الفيتو على إنشاء أى‬ ‫الدوليــة ذات الصلة‪ ،‬والتى تبلورت فى‬ ‫داخلى رغم أنه نهر دولى بامتياز‪ ،‬وعلى‬ ‫مشروع‪ ،‬الامتناع عن أى نشاط يسبب‬ ‫مجملها فى إعــان المبادئ عام ‪،2015‬‬ ‫حق السيادة المطلق رغم أنه حق مقيد‬ ‫ضرراً من إحداها للأخــرى‪ ،‬التعاون‬ ‫يتمســك الثانى ‪ -‬الأثيوبــى‪ -‬بنهج‬ ‫بالعضوية فى المجتمع الدولى وبالمواثيق‬ ‫لزيادة حجــم التدفقات المائية وتقليل‬ ‫يرفض الالتزام باتفاق قانونى‪ ،‬وإنما‬ ‫الفواقد‪ ،‬قواعد لملء وتشغيل السد‪ ،‬آلية‬ ‫فقط بقواعد عامة استرشادية لعمليتى‬ ‫والاتفاقات الدولية ذات الصلة‪.‬‬ ‫تنسيقية لتشغيل الســد‪ ،‬آليات لحل‬ ‫الملء والتشغيل يمكن تغييرها مستقبلاً‬ ‫الموقف الأثيوبــى بمجمل ما تقدم‬ ‫النزاعات‪ ،‬تبادل المعلومات والبيانات‪.‬‬ ‫بمجرد الإخطار دون التقيد بأى شروط‬ ‫من مفاهيم وانتهاكات‪ ،‬وممارســات‪،‬‬ ‫ويؤكــد القانون الــدولى للأنهار على‬ ‫وبمثل هذا النهج‪ ،‬يضع أثيوبيا بجدارة‬ ‫مشروعية الحقوق التاريخية المكتسبة‬ ‫أو استحقاقات مصرية سودانية‪.‬‬ ‫واســتحقاق على قائمة الدول المارقة‪.‬‬ ‫مثلمــا اعترفت بها اتفاقــات دولية‪،‬‬ ‫يتأســس موقف مصر على عناصر‬ ‫ويتعزز هــذا التقدير ‪ -‬كدولة مارقة‪-‬‬ ‫وأحكام محكمة العدل الدولية فى بعض‬ ‫أربعة رئيســية‪ ،‬الوضعية القانونية‬ ‫بتواصل أثيوبيا لذات النهج فى نزاعها‬ ‫لنهــر النيل فى إطــار القانون الدولى‬ ‫الحدودى مع السودان بعدم الاعتراف‬ ‫النزاعات‪.‬‬ ‫كنهر دولى بامتياز‪ ،‬الأحكام الواردة فى‬ ‫بالاتفاقات الدولية التى تحكم وضعية‬ ‫يتأسس موقف أثيوبيا بصدد سد‬ ‫الاتفاقات المبرمة ذات الصلة‪ ،‬الحقوق‬ ‫النزاع (اتفاقية ‪)1995 ،1903 ،1902‬‬ ‫النهضة عــى مفاهيم خاطئة وانتهاك‬ ‫التاريخيــة المكتســبة‪ ،‬الاسترشــاد‬ ‫لتعكــس أطماعاً أثيوبيــة فى أراضى‬ ‫صــارخ للقانــون الــدولى ولإعلان‬ ‫بالتجارب الناجحة لدول متشــاطئة‬ ‫ســودانية‪ ،‬بل ويتعزز التقدير أيضاً‬ ‫المبادئ‪ ،‬ومن قبــل للاتفاقات المبرمة‬ ‫على نهر‪ .‬وفى هذا الصدد‪ ،‬يؤكد القانون‬ ‫بأن هذا النهــج يدفع إلى القول وبحق‬ ‫الدولى للأنهار لسنة ‪ 1977‬فى المواد ‪،5‬‬ ‫أن الهدف المعلن من سد النهضة‪ ،‬وإن‬ ‫‪ ،7 ،6‬على مبادئ‪ ،‬الاستخدام المنصف‬ ‫كان تنموياً‪ ،‬وهو ما رحبت به مصر إلا‬ ‫والعادل‪ ،‬عدم التسبب فى إحداث ضرر‬ ‫أنه يتجاوزه لآخر حقيقى‪ ،‬وهو سياسى‬ ‫ذى شــأن‪ ،‬الأخذ بمعايــر اجتماعية‬ ‫بالدرجة الأولى‪ ،‬يستهدف تحجيم قوة‬ ‫واقتصادية عند تطبيــق المبدأ الأول‪.‬‬ ‫مصر بالتحكم المنفرد فى تدفقات المياه‬ ‫بينما تؤكد الاتفاقــات المبرمة بصدد‬ ‫لدولتى المصب وإلحاق أضرار جسيمة‬ ‫نهــر النيل بين الأطراف المتشــاطئة‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪18‬‬

‫السيسى يدعو المجتمع الدولى للقيام بـ «دور بناء» لحل أزمة سد النهضة‬ ‫تعظم مــن تلك المخاطر الجســيمة‪،‬‬ ‫ومشروع اتفاق مسار واشنطن المتسم‬ ‫من حيث الطبيعة والحجم تمس الحياة‬ ‫والتى يمكن أن تعــد من قبيل أعمال‬ ‫بالتوازن والشمولية والعدالة ومراعاة‬ ‫والوجود‪ ،‬للثروات الطبيعية والبشرية‬ ‫الحرب أو العدوان‪ ،‬والتوصل لتسوية‬ ‫مصالح الأطراف الثلاثة فبراير ‪،2020‬‬ ‫والحيوانية‪ ،‬قــد تصل إلى حد الاقتراب‬ ‫للأزمة تتخذ من مشروع اتفاق مسار‬ ‫بل وأيضاً مــن جراء انخفاض معامل‬ ‫من مفهوم الإبــادة‪( .‬انخفاض حصة‬ ‫واشــنطن أساســاً ومنطلقاً‪ ،‬خاصة‬ ‫الأمان للسد المفتقر إلى المعايير الدولية‬ ‫مصر من ‪ 11‬ـ ‪ 19‬مليار متر مكعب‪،‬‬ ‫وأنه ســبق مشــاركة الدول الثلاث‬ ‫بما يهدد الوجود والحياة فى الســودان‬ ‫تأثر ‪ 2‬مليون فدان‪ 10 ،‬ملايين مزارع‪،‬‬ ‫فى إعداده‪ ،‬بوســاطة وتأييد أمريكى‬ ‫ومصر‪ ،‬وهو أمر يثير هواجس شديدة‬ ‫تقليل إمدادات الكهرباء بنسبة ‪- %25‬‬ ‫والبنك الدولى‪ ،‬مع الأخــذ فى الاعتبار‬ ‫ومخاوف حقيقية ربطاً بإعلان أثيوبيا‬ ‫‪ ،%40‬انخفاض منسوب المياه فى بحيرة‬ ‫أن موقف الاتحاد الأوروبى والولايات‬ ‫عن نيتها منفردة بدء الملء الثانى خلال‬ ‫ناصر‪ ،‬تأثر قدرة السد العالى على إنتاج‬ ‫المتحدة خاصــة (فرضتا عقوبات على‬ ‫الأشــهر القادمة‪ ،‬والتأكيد على لسان‬ ‫الكهرباء‪ ،‬فجوة غذائيــة‪ ،‬تأثر الثروة‬ ‫أثيوبيا)‪ ،‬والمجتمع الدولى عامة‪ ،‬يتسق‬ ‫كبار المســئولين الأثيوبيــن أن النيل‬ ‫السمكية(‪ ،‬هذا فضلاً عن الخطر الأكبر‬ ‫لحد كبير مع موقفى مصر والسودان‪،‬‬ ‫وخاصة بالنســبة للسودان مصر على‬ ‫وهو الأمر الذى يمكن تحقيقه بإعادة‬ ‫الأزرق سيصبح بحيرة أثيوبية‪.‬‬ ‫التوالى‪ ،‬وهو معامل أمان السد الذى لم‬ ‫فــرض وليس مجرد طــرح القضية‬ ‫وفى التقدير‪ ،‬يســتوجب مجمل ما‬ ‫أمــام مجلس الأمــن بوضعية تجعل‬ ‫تقدم بصدد الموقــف الأثيوبى‪ ،‬ومع‬ ‫تتم مراعاة المعايير الدولية بصدده‪.‬‬ ‫معالجتها فى إطار الفصل السابع من‬ ‫ضغوط عامل الوقــت فى ظل تواصل‬ ‫تتعاظم المخاطر العديدة على دولتى‬ ‫ميثاق الأمم المتحدة‪ ،‬سواء تم ذلك من‬ ‫عمليات بناء الســد وعمليــات الملء‬ ‫المصب‪ ،‬ليس فقط مع تواصل الموقف‬ ‫الناحية الإجرائية بتحرك ثنائى مباشر‬ ‫وصولاً للتشــغيل‪ ،‬تحــركاً مصرياً‬ ‫الأثيوبى المتعنت والمتســم بالمماطلة‬ ‫من جانب مصر والسودان أو من خلال‬ ‫(سودانياً)‪ ،‬لدرء تلك المخاطر المدمرة‪،‬‬ ‫والتســويف‪ ،‬والتصرفــات الأحادية‬ ‫الرئاسة الجديدة ‪ -‬الكونغو ‪ -‬للاتحاد‬ ‫بكافة الوسائل والسبل فى إطار القانون‬ ‫لفرض أمر واقع يتعذر تغييره والرجوع‬ ‫الدولى والاتفاقــات والمواثيق الدولية‪،‬‬ ‫عنــه‪ ،‬خاصة بعد إقــدام أثيوبيا على‬ ‫الإفريقى‪.‬‬ ‫ومن بينها مشروعية اللجوء لاستخدام‬ ‫الملء الأول دون اتفاق مسبق منتهكة‬ ‫القوة‪ ،‬لإجهاض أيــة خطوات أثيوبية‬ ‫بذلك إعلان المبادئ فى مادته الخامسة‪،‬‬ ‫‪19 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫سلسلة مقالات بعنوان «فى أروقة الأمم»‬ ‫فى الذكرى الستين لأول قمة فى بلجراد‪:‬‬ ‫مجموعات عمل الخبراء مقياس لقدرة عدم الانحياز على الحركة (‪) 1‬‬ ‫يشــهد هذا العام الجديد‪ ،٢٠٢١ ،‬الذكرى الستين لانعقاد أول قمة مكتملة لحركة عدم الانحياز فى بلجراد‪.‬‬ ‫ولا توجد مناسبة أفضل لإحياء تلك الذكرى من مراجعة التاريخ الحديث لحركة عدم الانحياز‪ ،‬لاستخراج‬ ‫الدروس المســتفادة واستنباط أفضل الممارسات‪ .‬ولعل تكون فائدة فى المشاركة بتجربتى الشخصية خلال‬ ‫فترة عملى كمستشــار ووزير مفوض ببعثة مصر لدى الأمم المتحدة فى نيويورك‪ .‬وكم تســعدنى أن تتاح‬ ‫لى هذه الفرصة‪ ،‬ليس فقط لأنها تعيد الحنين إلى التجربة الغنية للعمل كدبلوماسى فى معقل الدبلوماســية‬ ‫متعددة الأطراف‪ ،‬ومشــاركتها مع القراء المتخصصين لمجلة «الدبلوماسى» المرموقة‪ ،‬ولكن أي ًضا لأنها قد‬ ‫تلقى الضوء على هذا التجمع من زاوية مختلفة تســتكمل المقاربة التقليدية لدراســة إسهام حركة عدم‬ ‫الانحياز فى العلاقات الدولية‪.‬‬ ‫مركزها الأمم المتحدة‪ .‬وبينما تتقاســم‬ ‫سفير عمرو الجويلى‬ ‫إن صــورة حركة عــدم الانحياز‬ ‫الدول النامية‪ ،‬بشــكل عــام‪ ،‬العديد‬ ‫التى يــرد صداها تلقائيــاً إلى أذهاننا‬ ‫من المخاوف وتتشــارك فى العديد من‬ ‫نيويورك‪:‬‬ ‫هى صورة قادة العالم فى الســتينيات‬ ‫المصالح‪ ،‬فإنها قد تفتقر إلى القدرة على‬ ‫حركة عدم الانحياز «العاملة»‬ ‫فصاع ًدا يعملون م ًعا عن كثب من أجل‬ ‫الدفاع عن مصالحهــا وتعزيز وجهات‬ ‫بينما كنت دائ ًما مفتونًا بهذه الصورة‬ ‫نظام عالمى أكثر تشاركية وعدالة‪ .‬ومنذ‬ ‫نظرهم بشكل فردى‪ ،‬خصوصاً مع تزايد‬ ‫لقادة العالم والعلاقة الشخصية الوثيقة‬ ‫أن ســافرت اســتلمت عملى فى بلجراد‬ ‫تعقد العلاقات الدولية والكثافة المتزايدة‬ ‫بينهم مثلهم مثل الدبلوماســيين بالأمم‬ ‫كســفير لمصر لدى صربيا‪ ،‬بدت صور‬ ‫من الاجتماعات متعددة الأطراف‪ .‬وهنا‬ ‫المتحدة‪ ،‬يمثلون أعلى مستوى من التمثيل‬ ‫الرئيســن الراحلين «ناصر» و»تيتو»‬ ‫تظهر التكتلات مثل حركة عدم الانحياز‬ ‫الدبلوماسى لحركة عدم الانحياز‪ ،‬إلا أنه‬ ‫فى المبانــى الحكومية والمتاحف على حد‬ ‫ومجموعة الـ‪ ،77‬كمنصة عملية لتطوير‬ ‫لم يتح لى مشاهدته بنفسى بحكم الفترة‬ ‫سواء تذكيرًا دائ ًما بالدور القيادى الذى‬ ‫المطالب المشتركة وتقسيم المهام البينية‬ ‫الزمنية واختلاف الأجيال‪ .‬لكن مع التقدم‬ ‫لعبه كلا البلدين فى تأسيس ورعاية تلك‬ ‫ومضاعفــة التأثير الفــردى‪ .‬وبالتالى‬ ‫فى ال ُعمر‪ ،‬والتدرج فى الوظيفة‪ ،‬أتيحت لى‬ ‫المبادرة الدبلوماسية المبتكرة التى أثرت‬ ‫تستمر تلك المجموعات‪ ،‬لتضطلع بدور‬ ‫الفرصة لاكتشاف بُعد آخر لحركة عدم‬ ‫مســار العلاقات الدوليــة إلى الأبد‪ .‬ولا‬ ‫فاعــل فى التفاوض فى الأطــر متعددة‬ ‫الانحياز فى ســياق مختلف كثيرًا‪ ،‬أقرب‬ ‫تكاد توجد مهمة دبلوماسية أشرف فيها‬ ‫الأطراف‪ ،‬وبالتالى المســاهمة فى تشكيل‬ ‫إلى المســتوى التنفيذى‪ ،‬وبالتالى الأقل‬ ‫بتمثيل بلادى بدولة الاعتماد‪ ،‬إلا ويروى‬ ‫الخطاب حول القضايا العالمية وتحديد‬ ‫«شهرة» إذا جاز التعبير‪ ،‬باعتباره الأقل‬ ‫المحاورون مشــاركتهم الشخصية أو‬ ‫الموضوعات ذات الأولويــة على جدول‬ ‫اجتذاباً لاهتمام الإعــام‪ .‬والمعروف أن‬ ‫ذكريات طفولتهم عــن قادة البلدين فى‬ ‫المعايير والإرشادات والتعهدات الدولية‪،‬‬ ‫لقاءاتهم من خلال حركة عدم الانحياز‪.‬‬ ‫أعمال العلاقات الدولية‪.‬‬ ‫بل والالتزامات والقواعد القانونية‪ ،‬يتم‬ ‫بل‪ ،‬وحدث ذلك خــال زيارة مجاملة‬ ‫الشــكل المعتاد لمثل ذلك التنسيق فى‬ ‫التفاوض عليها فى أطر متعددة الأطراف‪،‬‬ ‫لبعثة صربيا إلى الأمــم المتحدة الطالة‬ ‫إطار حركة عــدم الانحياز فى نيويورك‬ ‫على «سنترال بارك» فى منتصف الطريق‬ ‫يكون من خــال «مجموعة (أو فريق)‬ ‫تقريبًــا بين نهرى الشرق وهدســون‬ ‫العمــل»‪ ،‬التــى تنفرد بتعيــن بعثة‬ ‫بجزيــرة مانهاتن‪ ،‬أو لقــاء التعارف‬ ‫دبلوماسية معينة من الأعضاء فى الحركة‬ ‫بالسفارة الصربية فى القاهرة التى تطل‬ ‫كرئيس لهــا‪ ،‬أى كمنســق دائم لذلك‬ ‫تقريبًا على ضفاف نهر النيل فى جزيرة‬ ‫الموضــوع الفنى‪ ،‬بما يتبعــه ذلك من‬ ‫الزمالك‪ ،‬وكلتاهما تشهد بالقاعات التى‬ ‫استضافة لاجتماعاتها‪ ،‬باستثناء تلك التى‬ ‫التقى فيها الزعيمان وجلســا وتحدثا‬ ‫تعقد فى مقر الأمم المتحدة ذاته‪ .‬ويمنح‬ ‫وشكلا معاً حقبة فريدة من حقب تاريخ‬ ‫هذا الترتيب‪ ،‬أن يتم تنسيق أنشطة حركة‬ ‫عدم الانحيــاز بالجودة التى قد يصعب‬ ‫العلاقات الدولية‪.‬‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪20‬‬

‫من منتدى إلى آخر‪ ،‬لا ســيما لو كانت‬ ‫مؤسسو حركة عدم الانحياز الثلاثة الكبار ناصر و تيتو و نهرو‬ ‫مقتبسة‪ ،‬أو حتى مستوحاة‪ ،‬من وثائق‬ ‫معتمدة على مستوى القمة‪« ،‬لإقراضها»‬ ‫الحركة‪ .‬وتستند هذه المناقشات المبدئية‬ ‫على البعثات الفردية القيام بها‪ .‬وأختص‬ ‫لمحافل أخــرى على المســتوى التقنى‬ ‫على الفور إلى وجهات النظر المشــركة‪،‬‬ ‫بالذكر هنا الذاكرة المؤسسية‪ ،‬باعتبار أن‬ ‫لفائدة المفاوضين على مســتوى الخبراء‬ ‫ثم تكشف تدريجيًا عن الملامح الرفيعة‬ ‫العديد من الأجهزة الدبلوماسية‪ ،‬إن لم‬ ‫بشكل أكثر يسراً‪ .‬أما عن «التكلفة» التى‬ ‫للآراء المتباينة‪ .‬وتتم عادة بروح جماعية‪،‬‬ ‫يكن أغلبيتها الساحقة‪ ،‬لا سيما فى الدول‬ ‫يتكبدها المفاوضون فى ذلك‪ ،‬والثمن الذى‬ ‫إن لم يكن فى ســياق ودى‪ ،‬تستفيق فيه‬ ‫الناميــة‪ ،‬لا تكرس مســارات وظيفية‬ ‫يتعين عليهم ســداده‪ ،‬فهو أن ذلك يحد‬ ‫روح التضامن‪ ،‬تُعضد دوافع الدفاع عن‬ ‫متخصصة‪ ،‬بما فى ذلك للمسائل الفنية‬ ‫بقدر ما‪ ،‬من مســاحة الإبداع فى اللغة‬ ‫وجهة نظر «المجموعة» عند التفاوض مع‬ ‫التى أصبحت تقريبًا هى السمة المميزة‬ ‫التفاوضية‪ ،‬وإثرائها بالأفكار الجديدة‪،‬‬ ‫الأطراف الأخرى‪ .‬وبالنظر إلى أن العديد‬ ‫للعلاقات متعددة الأطــراف‪ .‬فعادة ما‬ ‫وصعوبة تعديل المواقف الراســخة مع‬ ‫من هذه الاجتماعات يُعقد فى دار المكاتب‬ ‫يضحى الدبلوماسيون‪ ،‬الوافدون حديثاً‬ ‫بيئــات التفاوض المتغيرة‪ ،‬ولا ســيما‬ ‫لبعثة دولة المنسق‪ ،‬وليس فى مقر الأمم‬ ‫إلى نيويــورك‪ ،‬غارقــن فى المهام التى‬ ‫تلك التى نراها تبزغ بشــكل متزايد فى‬ ‫المتحدة‪ ،‬فإن ضيافة منظم الاجتماعات‬ ‫يتعين عليهم القيــام بها‪ ،‬والمعرفة التى‬ ‫المرحلة الحالية الصعبــة التى تمر بها‬ ‫تضيف ج ًوا ملائ ًما مه ًما لتطوير المواقف‬ ‫من المتوقــع أن تتراكم لديهــم‪ .‬وكلما‬ ‫التعددية نتيجة حالة الاســتقطاب التى‬ ‫المشتركة؛ فى علاقة عمل وثيقة‪ ،‬لا يجب‬ ‫كان اختصاصهــم فنياً بقدر أكبر‪ ،‬كلما‬ ‫تسود المنظومة الدولية‪ ،‬بما فى ذلك الأطر‬ ‫إغفال مــدى أهميتهــا‪ ،‬تنجح عادة فى‬ ‫أصبحت مرحلة بدء عملهم أكثر صعوبة‬ ‫تطوير رابطــة عابرة للبعثات الوطنية‪،‬‬ ‫الأممية‪.‬‬ ‫بل حتى عابرة للمجموعــات الإقليمية‬ ‫وتحدياً‪.‬‬ ‫وتعود السهولة النسبية التى تتسم‬ ‫الفرعية‪ ،‬لتبنى « ُهوية» أشمل لفرق عمل‬ ‫لذا تصبح المشــاركة فى مجموعات‬ ‫بها قدرة مجموعات العمل تلك فى تطوير‬ ‫عمل حركة عدم الانحيــاز هذه بمثابة‬ ‫مواقف مشتركة إلى أن كل مجموعة من‬ ‫حركة عدم الانحياز‪.‬‬ ‫ملجأ لهؤلاء الدبلوماسيين «المستجدين»‬ ‫هذا القبيل عادة ما تكون مكرسة لمسألة‬ ‫وبما أن العديد من مهام مجموعات‬ ‫على الصعيد متعدد الأطراف‪ .‬ولا شــك‬ ‫فنية معينة‪ ،‬فى الأرجح تكون أقل «تلوثًا»‬ ‫العمل تلك متكــررة بصفة دورية‪ ،‬فإن‬ ‫فى أن أوراق الخلفية القابعة فى أرشيف‬ ‫بالانقسامات السياســية‪ .‬وأود هنا أن‬ ‫ذلــك يجعلها أكثر ملاءمــة للمندوبين‬ ‫المنســق هى بالتأكيد مصدر غنى‪ ،‬بيد‬ ‫أذكر مشاركتى الشخصية فى نيويورك‬ ‫الجــدد بما يســهل عليهــم الاندماج‬ ‫أنها ليست المصدر الوحيد‪ ،‬إذ أن المنابع‬ ‫فى كل من الفريــق العامل المعنى بنزع‬ ‫فيهــا‪ .‬ومع ذلــك‪ ،‬لمن المســلم به أن‬ ‫الأخرى لتبادل المعرفة ولتدفق الخبرات‬ ‫السلاح الذى تنسقه إندونيسيا والفريق‬ ‫تصبح فى بعض الأحيــان رتيبة بعض‬ ‫المتراكمة‪ ،‬والتى لا تقل أهمية عن الوثائق‬ ‫العامل المعنى بحفظ السلام الذى ينسقه‬ ‫الشيء بالنســبة لممثلى البعثات الدائمة‬ ‫المكتوبة‪ ،‬تمتد لتشــمل المناقشات التى‬ ‫المغرب‪ .‬تلك هى مســائل تقنية‪ ،‬تحظى‬ ‫الأكثر خبرة‪ .‬وتُســهل مهام التفاوض‬ ‫عادة ما تكون تفاعلية نظ ًرا للعدد الأقل‬ ‫بدرجة عالية من «الانتماء» والفخر بين‬ ‫على الصياغة‪ ،‬المتكــررة فى العديد من‬ ‫من المندوبين الذيــن يحضرون خاصة‬ ‫الدبلوماســيين العاملــن فيها‪ .‬وحتى‬ ‫المواضع‪ ،‬بهدف التأكيــد على المواقف‬ ‫وأن التمثيل يكون على مستوى الخبراء؛‬ ‫أولئك الذين يتم تكليفهم لأول مرة بذلك‬ ‫المشــركة‪ ،‬بالاســتناد إلى «لغة متفق‬ ‫مقارنة بالاجتماعات العامة الأكبر لحركة‬ ‫الموضوع عند انضمامهم إلى بعثاتهم فى‬ ‫عليها ساب ًقا» ورثتها أجيال من الخبراء‪،‬‬ ‫عــدم الانحياز والتى تكــون عاد ًة على‬ ‫الأمم المتحدة‪ ،‬فإنهم سرعان ما يطورون‬ ‫وبما يُمكن من «اســتعارتها» بسهولة‬ ‫مستوى السفراء لنطاق أوسع من أعضاء‬ ‫«العلامــة التجاريــة» الخاصة بهم‪،‬‬ ‫وينضمون إلى «نــادى الخبراء» المعتز‬ ‫بعضويته‪ ،‬وذلك بمجرد أن يصبحوا على‬ ‫دراية بالمصطلحــات الفنية وفك رموز‬ ‫اللغة المشفرة المشتركة من الاختصارات‬ ‫والاختزالات التى عــادة ما تطغى على‬ ‫قرارات ومقــررات الأمم المتحدة فى هذه‬ ‫المجالات‪.‬‬ ‫إضفاء روح نيويورك على المسئولين‬ ‫الوافدين لحركة عدم الانحياز‬ ‫بالتأكيد تلك ميزة إضافية لمجموعات‬ ‫العمل‪ ،‬كونها تجمع الخبراء من البعثات‪،‬‬ ‫مما يؤدى تقريبًا إلى نشوء مجتمع معرفى‬ ‫‪ ،epistemic community‬يراكم العلم‬ ‫ويعــزز الخبرة ويعزز الانســجام بين‬ ‫‪21 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫شكرى يشارك فى أعمال قمة «حركة‬ ‫أو على الأقل قد لا يتمتعون بنفس النفاذ‬ ‫فى الذكرى الستين‬ ‫عدم الانحياز» المنعقدة فى باكو‬ ‫إلى صيــغ الاجتماعات الأكثــر تقيي ًدا‪،‬‬ ‫لأول قمة فى بلجراد‬ ‫والمخصصة بشــكل أساسى للمسئولين‬ ‫مجموعات عمل حركة عدم الانحياز من‬ ‫الجدد الذيــن انضموا مــن الوزارات‬ ‫المشاركين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يعد هذا أي ًضا أحد‬ ‫بداية المفاوضات وحتى اختتامها‬ ‫المختصة القادمــن من العاصمة‪ .‬ومن‬ ‫أوجه القصور فى هذا النمط من التفاعل‬ ‫هنا‪ ،‬تصبح الشبكات القائمة للمفاوضين‬ ‫بين الدول‪ ،‬حيث قد لا يمتد هذا القدر من‬ ‫إن الأفرقة العاملــة التابعة لحركة‬ ‫الدبلوماسيين المســتندة إلى مجموعات‬ ‫القواسم المشتركة بالضرورة إلى ما وراء‬ ‫عدم الانحياز هذه مفيدة للغاية فى حشد‬ ‫عمل حركة عدم الانحياز أو غيرها‪ ،‬أقل‬ ‫حدود هذا المجتمع المترابط بشكل وثيق‪.‬‬ ‫مواقف الحركة بشــأن القضايا التقنية‬ ‫مركزية فى توجيه عمليــات التفاوض‪،‬‬ ‫وربمــا يمكن‪ ،‬بل ينبغــى‪ ،‬أن يمتد إلى‬ ‫المدرجة فى جــدول أعمال الأمم المتحدة‪،‬‬ ‫وأقل قدرة على المشاركة أو جذب انتباه‬ ‫اجتماعات المندوبين الدائمين‪ ،‬حتى لو لم‬ ‫ولا ســيما الجمعية العامــة وأجهزتها‬ ‫« المندوبين الجدد»‪ ،‬القادمين من خارج‬ ‫يكن بنفس الدرجة من الانســجام الذى‬ ‫الفرعية‪ .‬وتعد مساهماتها الأكثر فاعلية‬ ‫يربط ما بين الخبراء‪ .‬وحتى عندما يرتقى‬ ‫فى صياغة المواقف الأوليــة‪ ،‬والتى يتم‬ ‫محيط مقر المنظمات الدولية‪.‬‬ ‫إلى مستوى الســفراء‪ ،‬ونقر هنا بأنه قد‬ ‫التعبــر عنها كخطابــات افتتاحية أو‬ ‫واللافت للنظــر أن كان هناك عدد‬ ‫يحدث بدرجات متفاوتــة‪ ،‬فإنه يبقى‬ ‫بيانات موضوعية‪ .‬وعادة ما تتم ترجمتها‬ ‫مــن المبــادرات من قبــل حركة عدم‬ ‫حبيســاً لدائرة الممثلين الدبلوماسيين‬ ‫أي ًضــا إلى أوراق عمل يتم تضمينها بعد‬ ‫الانحياز للتكيف بسرعة مع هذا التحدى‬ ‫بحركة عــدم الانحياز‪ ،‬ولا يمتد فى كثير‬ ‫ذلك كجزء من الوثائق الرسمية للعمليات‬ ‫الجديد‪ .‬وأتذكر واحدة ســاهم ُت فيها‬ ‫من الأحيان إلى الدوائــر الأخرى لممثلى‬ ‫التفاوضيــة‪ .‬ومع تقــدم المفاوضات‪،‬‬ ‫بنفــى عندما كرس الفريــق العامل‬ ‫الوزارات القطاعية أو التنفيذية‪ .‬وتجدر‬ ‫عندما تصبح الحلول الوســط مطلوبة‪،‬‬ ‫المعنى بحفظ الســام أحد اجتماعاته‬ ‫الإشارة إلى أنه نادراً ما تجمع منتديات‬ ‫تتغير ديناميكيات المجموعة بما فى ذلك‬ ‫لرؤســاء أركان القوات المسلحة لأعضاء‬ ‫حركة عــدم الانحياز‪ ،‬بشــكل منتظم‬ ‫حركة عدم الانحيــاز‪ ،‬عند وصولهم إلى‬ ‫ومؤســى‪ ،‬خبراء تقنيين «حقيقيين»‪،‬‬ ‫دور المنسق أو رئيس المجموعة‪.‬‬ ‫نيويورك للمشاركة فى اجتماعهم الأول‬ ‫وليس «الخبراء الدبلوماسيين» المنتسبين‬ ‫وهذا أمر معتاد فى المفاوضات‪ ،‬ولكنه‬ ‫على الإطلاق بشــأن حفظ السلام الذى‬ ‫إلى حقل القضايــا الفنية خلال عملهم‬ ‫أكثــر صعوبة لمواقف تكتــات الدول‬ ‫دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة‪ .‬ومما‬ ‫بالبعثات الدائمة لــدى مقار المنظمات‬ ‫التفاوضية‪ .‬وربما أن هذا من الأســباب‬ ‫أضاف إلى قــدر التعقيد لذلك النوع من‬ ‫الدولية‪ .‬وحتى المبــادرات التى تحاول‬ ‫التى من أجلهــا تقوم مجموعات العمل‬ ‫الاجتماعات‪ ،‬هو أنها لا تتبع عادة الشكل‬ ‫تجميع الخــراء الفنيــن والوزارات‬ ‫بتعيين ميسريــن للموضوعات الفرعية‪،‬‬ ‫التقليدى لإخضاع المســودة لمفاوضات‬ ‫القطاعية‪ ،‬فقد اقتــرت على الانعقاد‬ ‫والذين يقدمون تقاريرهم إلى المجموعة‬ ‫مكثفة على مســتوى الخــراء ثم كبار‬ ‫لمــرة واحــدة‪ ،‬أو فى أحســن الأحوال‪،‬‬ ‫بكامل عضويتهــا بهدف عرض كيفية‬ ‫المســئولين المفاوضين‪ .‬وبدلاً من ذلك‪،‬‬ ‫بوتــرة متقطعة غير كافية لتأســيس‬ ‫تطوير المواقف بشــكل أكبر لاستيعاب‬ ‫يمكن أن تكون النتيجة المتوقع صدورها‬ ‫الرابطة التى تنتج عن مجموعات العمل‬ ‫التقدم الذى يطرأ على المفاوضات‪ ،‬بعد‬ ‫هــى وثيقة أعدتهــا الجهــة الداعية‪،‬‬ ‫المؤسسية‪ ،‬والتى لا تســتفيد فقط من‬ ‫المرحلة الافتتاحية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وفى بعض‬ ‫ومطروحة فقــط لتبينها كما هى دون‬ ‫كثافة وانتظام الاتصال‪ ،‬ولكنها تزدهر‬ ‫المراحــل المتقدمة‪ ،‬قد تصبــح الوفود‬ ‫تعديل‪ ،‬بحيث تنضم إليها البلدان التى‬ ‫بالاعتماد على الثقافة المهنية الراســخة‬ ‫الفردية أكثر نشا ًطا للدفاع عن القضايا‬ ‫ترغب فى التوقيع عليها كما هى‪ ،‬ولا يترك‬ ‫ذات الأولويــة القصــوى لمصالحهــا‬ ‫هذا مجا ًل كبــ ًرا لإجراء تعديل حقيقى‬ ‫للدبلوماسية المحترفة‪.‬‬ ‫الوطنية‪ .‬ولا يعنى هــذا أنها تتصرف‬ ‫على مسودة الوثيقة‪ ،‬إذا ثبت أنها تختلف‬ ‫ويظهر هذا الخلل بشكل أكثر حدة‬ ‫بالضرورة بشــكل مخالــف للموقف‬ ‫اختلا ًفا جوهريًا عــن الموقف الوطنى‬ ‫كلما أضحت المفاوضات فنية بشــكل‬ ‫المشــرك للمجموعة‪ ،‬إذ أن عادة ما يتم‬ ‫أو موقــف المجموعــة‪ .‬ويصبح الأمل‬ ‫أكبر‪ ،‬مما يستدعى مشاركة من الوزارات‬ ‫الوحيــد إذن أن يكون الداعى قد أجرى‬ ‫الفنية‪ ،‬أو كلما أطلقت مبادرات تهدف‬ ‫مشاورات غير رسمية لضمان مشاركة‬ ‫لتجاوز هــذا «المجتمــع المعرفى» من‬ ‫المســودة مع اللاعبين الرئيسيين‪ ،‬أو أن‬ ‫الخبراء الدبلوماسيين الفنيين‪ ،‬بما فى ذلك‬ ‫الداعى إلى الاجتماع قد احتفظ بصياغة‬ ‫من خلال إشراك ممثلين عن «الثقافات‬ ‫النتيجة المقــرح صدورها عن الاجتماع‬ ‫المهنيــة» الأخــرى‪ .‬وبالتــالى‪ ،‬يفقد‬ ‫على مستوى من العمومية بما لا يجعلها‬ ‫«الدبلوماســيون المتخصصون»‪ ،‬ممن‬ ‫تتناقض مع أى مــن مواقفهم المحددة‪.‬‬ ‫كرسوا مشوارهم المهنى للتفاوض بشأن‬ ‫وفى كلتا الحالتين‪ ،‬لم تعد الديناميكيات‬ ‫القضايا الفنية فى مقرات الأمم المتحدة‪،‬‬ ‫«التقليدية» لمساهمة حركة عدم الانحياز‬ ‫جز ًءا من نفوذهم فى تسيير المفاوضات‪،‬‬ ‫والتفاوض عــى النتيجة قابلة للتطبيق‬ ‫كما هو الحال فى الأطر التقليدية الأخرى‪.‬‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪22‬‬

‫أخرى‪ ،‬دون التضخيم بالقول بأن هذه‬ ‫المفوض العام للأونروا بيير كرينبول‬ ‫إدراج مواقفهــا فى الأوراق الجماعية فى‬ ‫هى أهم إنجــازات حركة عدم الانحياز‪،‬‬ ‫المقام الأول‪ .‬كل ما فى الأمر أن الحماس فى‬ ‫ولا أنها كافيــة لتحقيق أهداف وغايات‬ ‫عبر الأجيال ســتكون متاحة ليس فقط‬ ‫الدفاع عنها‪ ،‬أو درجة المرونة فى تعديلها‪،‬‬ ‫للدوائر المتخصصــة‪ ،‬ولكن للجمهور‬ ‫يقع بطبيعة الحال على تلك الوفود التى‬ ‫الحركة‪.‬‬ ‫الأوســع‪ ،‬الذى من شأنه أن يساهم ح ًقا‬ ‫اقترحتها فى المقام الأول‪ ،‬وبالتنسيق مع‬ ‫الهدف من هذه الورقة الموجزة التى‬ ‫فى تشــكيل الخطاب العالمى‪ ،‬من خلال‬ ‫بقية المجموعة بالطبع‪ .‬وهذا هو زيادة‬ ‫تســلط الضوء على الدروس المستفادة‪،‬‬ ‫الوســائط التفاعلية‪ .‬كما سيسمح ذلك‬ ‫التنســيق عبر الإنترنــت والاجتماعات‬ ‫وتعزيز أفضل الممارســات‪ ،‬وتقديمها‬ ‫بمزيد من المشــاركة مــع الأكاديميين‬ ‫المرتجلــة التى تصبح أكثــر أهمية فى‬ ‫للمســتويات الأخرى مــن حركة عدم‬ ‫والبحثيين والمجتمع المدنى‪ .‬وسوف يعزز‬ ‫الانحيــاز‪ ،‬أو حتــى المنتديات الأخرى‬ ‫البعد الدبلوماسى لأصحــاب المصلحة‬ ‫المراحل المتقدمة من المفاوضات‪.‬‬ ‫خــارج الحركة‪ .‬وظل مفتــاح فعالية‬ ‫المتعددين ‪ ،multistakeholder‬وهى‬ ‫حركة عدم الانحياز فى العصر الرقمى‬ ‫العمل الجماعى‪ ،‬بما فى ذلك على المستوى‬ ‫ســمة تتوسع باســتمرار فى العلاقات‬ ‫ومقاربة أصحاب المصلحة المتعددين‬ ‫متعدد الأطراف‪ ،‬هو تطوير ديناميكيات‬ ‫المتعددة الأطراف اليوم‪ .‬وبطبيعة الحال‪،‬‬ ‫لقد طــورت مجموعات عمل حركة‬ ‫عمل واضحــة‪ ،‬وإدارة فعالة‪ ،‬وثقافة‬ ‫فإنه من شأنه أن يضفى طابعاًمؤسسياً‪،‬‬ ‫عدم الانحياز بالفعــل تقلي ًدا متواصلاً‬ ‫«مهنية» متماســكة معــززة بالتفاعل‬ ‫حتى وإن كان غــر مرئى إلى حد كبير‬ ‫للتنســيق بــن خــراء المجموعة عبر‬ ‫المكثف الموجه نحو الأهداف المشــركة‬ ‫لحركة عدم الانحيــاز بما يظل متوافقاً‬ ‫البريــد الإلكترونى‪ ،‬بمــا يعزز السرعة‬ ‫التى يتــم وضعها من خــال عملية‬ ‫مع مفهومها المســتقر عن دور الرئاسة‬ ‫فى التنســيق‪ ،‬وهو أمر ضرورى بشدة‬ ‫تشاركية قائمة على أسس فكرية صارمة‬ ‫للمفاوضات المتواصلــة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فلا‬ ‫تدير عملية تنغيــم المصالح مع ضمان‬ ‫كأمانة وأعضائها وأساليب عملها‪.‬‬ ‫تزال هناك مساحة أكبر لتطوير المنصات‬ ‫ملكية جماعيــة حقيقية‪ .‬وأزعم أن هذه‬ ‫أفكار للمتابعة‬ ‫عبر الإنترنت للتنســيق الجماعى‪ .‬فعلى‬ ‫المفاهيم‪ ،‬التى قد تبــدو معقدة عندما‬ ‫ســبيل المثال‪ ،‬يمكن التفكير فى تطبيق‬ ‫نصيغها بتلــك المفاهيم المعقدة‪ ،‬إلا أنها‬ ‫غالبًا ما يتم انتقاد المنتديات متعددة‬ ‫للهاتــف المحمول يســهل الوصول إلى‬ ‫سهلة التطبيق فى الواقع‪ .‬ويمكن القول‬ ‫الأطراف بســبب ما لا تقــوم به‪ ،‬أو فى‬ ‫وثائق حركة عدم الانحياز بشــكل عام‪،‬‬ ‫إنها تظهر بشــكل أفضــل من خلال‬ ‫بعض الأحيان يمكــن للمرء أن يجادل‬ ‫خاصة وثائق مجموعات العمل التابعة‬ ‫الزمالة من المندوبين الحاضرين كخبراء‬ ‫بأنه ما لا يمكنها القيام به؛ بينما لا يتم‪،‬‬ ‫لها التى تركز على القضايا المتخصصة‬ ‫فى الموضوع‪ .‬والمأمــول أنه يمكن أي ًضا‬ ‫فى كثير من الأحيــان‪ ،‬تقييمها لما تنجح‬ ‫متعددة الأطراف‪ .‬وســيكون لمثل هذا‬ ‫محاكاتها على مســتوى أعلى‪ ،‬إذا ما تم‬ ‫فى القيام بــه‪ ،‬فغالبًا ما يتم التقليل من‬ ‫الأرشــيف عبر الإنترنت للوثائق العامة‬ ‫اتباع نفس النهج فى الإدارة‪ .‬وفى مثل هذه‬ ‫شأن الآليات العاملة‪ ،‬وهو ما نحاول هنا‬ ‫للحركــة إضافة عظيمــة لقدرة حركة‬ ‫اللحظة‪ ،‬قد يؤدى «المستوى العامل» إلى‬ ‫التركيز عليه‪ ،‬المستوى العملى لحركة عدم‬ ‫عدم الانحيــاز على تطويــر مواقفها‬ ‫أن «تعمل» حركة عدم الانحياز بشــكل‬ ‫الانحياز‪ ،‬الذى يقوم بمهامه على أفضل‬ ‫المشتركة وتعزيز أســاليب عملها‪ .‬وقد‬ ‫أفضل لتحقيق ُمثُلها التى تشتد الحاجة‬ ‫وجه ممكن‪ ،‬مع الاعتراف بالمجالات التى‬ ‫يعكس ذلك احتياجــاً خاصاً للحركة‪،‬‬ ‫إليها فى عالم اليــوم وفى الوضع الحالى‬ ‫يمكن فيها إجراء تحسينات من ناحية‪،‬‬ ‫بالنظر إلى تقليدهــا المتمثل فى أن تتولى‬ ‫وتحديد أســاليب العمــل التى تؤدى‬ ‫الرئاســة المهام الرئيسية للأمانة‪ .‬ومع‬ ‫للعلاقات متعددة الأطراف‪.‬‬ ‫بالفعــل إلى نتائج محــددة من ناحية‬ ‫مثل هذه «المقرات» المتغيرة باســتمرار‬ ‫الآراء والانطباعــات الشــخصية‬ ‫للسكرتارية‪ ،‬يصبح من المهم أن يكون‬ ‫للمؤلف الناتجة عــن ما يقرب من ‪30‬‬ ‫للحركة أرشيف تراكمى موحد‪ ،‬خاصة‬ ‫عا ًما من الخــرة المهنية والأكاديمية فى‬ ‫إذا كان إليكترونيًــا‪ .‬وأذكــر أن إحدى‬ ‫المؤسسات البحثية حاولت القيام بذلك‬ ‫مجال العلاقات متعددة الأطراف‪.‬‬ ‫فيما يتعلق بوثائق حركة عدم الانحياز‬ ‫[‪ ]1‬تستند إلى نص محاضرة للكاتب‬ ‫المتعلقة بنزع السلاح[‪ . ]2‬ويمكن للمرء‬ ‫أمام مؤتمــر بعنوان «عــدم الانحياز‬ ‫بسهولة التفكير فى منصة مماثلة لجميع‬ ‫الحركة ‪ -‬من بلجــراد ‪ 1989‬إلى باكو‬ ‫«أدبيات» حركة عدم الانحياز‪ ،‬بالإضافة‬ ‫‪ 30 :2019‬ســنة من التحول» نظمته‬ ‫إلى منصة أكثر تفاعلية تســهل «البحث‬ ‫سفارة جمهورية أذربيجان لدى صربيا‬ ‫والإنقاذ» للمفاوضين الذين قد يكونون‬ ‫فى أكتوبر ‪ ٢٠١٩‬فى بلغراد بمناسبة تولى‬ ‫فى أمس الحاجة إلى مثل هذه المساعدة فى‬ ‫بلادها رئاسة الحركة‪.‬‬ ‫مفاوضات ضيقة الوقت‪.‬‬ ‫[‪http://cns.miis.edu/ ]2‬‬ ‫من خلال القيام بذلك‪ ،‬فإن المعرفة‬ ‫الثريــة المتبقية للدبلوماســيين الذين‬ ‫‪nam/#&panel1- 1‬‬ ‫يطورون مواقف حركــة عدم الانحياز‬ ‫‪23 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫شهادة مصداقية لمصر ودبلوماسيتها الإفريقية‬ ‫فى ذكرى اغتيال الزعيم لومومبا‬ ‫شهد الوطنيون الأفارقة يوم‏‪ 17‬يناير‏‪ 2021‬الذكرى الستين لاغتيال الزعيم الكونجولى‬ ‫الوطنى باتريس لومومبــ‏ا‪ .‬ويهمنا نحن كمصريين‏ بصفة خاصة‪ ،‬ظهور العديد من‬ ‫الحقائق التاريخية الموثقة التى أكدت نقــاء ونزاهة الدور الذى لعبته مصر‏ وقيادته‏ا‬ ‫وقواتها المسلحة التى شاركت فى عملية الأمم المتحدة لحفظ السلام فى الكونجو‏‪.‬‏‬ ‫والعبودية التى فرضها علينا المســتعمر‬ ‫سفير هشام الزميتي‬ ‫فبرغم العديد من الكتب والدراسات‏‬ ‫الذى أهاننا وصفعنا طويلاً لأننا زنوج فى‬ ‫التى سعت خلال الســتين سنة الماضية‬ ‫نظره‏‪ ،‬لقد استغلت أرضنا ونهبت ثرواتنا‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫للإجابة على الســؤال البسيط‪ :‬من الذى‬ ‫اســتناداً لنصوص ادعــوا أنها قانونية‬ ‫قتل لومومبا؟ فإن كتاب‏‪:‬‏ اغتيال لومومبا‪،‬‬ ‫رغم انحيازها الصــارخ للرجل الأبيض‬ ‫تشــومبى بتشــكيل حكومة برئاسته‬ ‫لعالم الاجتماع البلجيكى لودو دى ويت‬ ‫ضد الإنسان الأسود‏‪ .‬لقد تعرضنا طويلاً‬ ‫فى إقليم كاتانجا حيــث مناجم الألماس‬ ‫اكتسب مصداقية خاصة‪ ،‬إذ تمكن المؤلف‬ ‫للرصاص‏‪ ،‬وكان السجن من نصيب من‬ ‫والمعادن النفيســة وحيــث الاحتكارات‬ ‫من الحصول عــى تصريح خاص لنشر‬ ‫العالميــة والمصالــح التجاريــة للقوى‬ ‫وثائق من الأرشــيف الملكي‏‪ ،‬ومراسلات‬ ‫سعى للحفاظ على كرامته كإنسا ‏ن‪.‬‬ ‫الغربية‏‪ ،‬وذلك حتــى لا تكون للحكومة‬ ‫وزارة الخارجية البلجيكية‏‪ ،‬إلى جانب ما‬ ‫وعلى النقيض من كلمــات لومومبا‬ ‫الوطنية سلطة على هذا الإقليم الغني‏‪ .‬وفى‬ ‫أفرج عنه من وثائق وكالة الاستخبارات‬ ‫التاريخية‏‪ ،‬ومواقفه الشجاعة‏‪ ،‬كان العميل‬ ‫‏‪ 4‬‏‪ 2‬يونيو‏‪1960‬‏ حازت حكومة لومومبا‬ ‫المركزية الأمريكية‏ ومــا صدر من كتب‬ ‫تشــومبى يردد مفاخرا‏ً‪ ،‬مقولات فرضها‬ ‫على ثقة البرلمــان‏‪ ،‬وتقرر تعيين جوزيف‬ ‫تغطى تلك الفترة‪ ،‬وحتى بعض سجلات‬ ‫عليه أسياده بأن العنصر الأسود ليس له‬ ‫كاسافوبو أول رئيس للبلاد التى استقلت‬ ‫الأمم المتحــدة‏‪ .‬فقد فجــرت الأدلة على‬ ‫تاريخ لأنه شعب جاهل لايعرف الكتاب ‏ة‪،‬‬ ‫تورط قــوى غربية‏ كــرى ووكالاتها‬ ‫وليست له فلسفة‏‪ ،‬ولابد من استمراره فى‬ ‫رسمياً يوم‏‪30‬‏ يونيو‏‪.1960‬‏‬ ‫المخابراتيــة فى عملية اغتيــال لومومبا‬ ‫استرضاء هؤلاء الشجعان الذين قدموا من‬ ‫ويذكر الوطنيون الأفارقة بكل فخر‬ ‫دوياً هائلاً حتــى أن البرلمان البلجيكى‬ ‫أوروبا ليعاونوه على الخروج من مستنقع‬ ‫وقفــة لومومبا الشــامخة‏ خلال الحفل‬ ‫شــكل لجنة تحقيق فى تلك الأمور‪ .‬فلقد‬ ‫التخلــف‏‪ .‬وكان طبيعياًأن تنحاز القوى‬ ‫الرسمى للاســتقلال‏‪ ،‬حيث رد على كلمة‬ ‫أمضى المؤلف أكثر من ســت سنوات بين‬ ‫الغربية لتشــومبي‏‪ ،‬وأن تتكالب للقضاء‬ ‫الملك بودوان ملك بلجيكا التى اســتفزت‬ ‫الوثائق بحثاً عن الحقيقة‪ ،‬حيث أثبت أن‬ ‫على لومومبا المنتخب من الشعب‪ .‬فكانت‬ ‫مشــاعر الكونجوليين حين طالبهم الملك‬ ‫من شاركوا فى تنفيذ هذه المؤامرة نجحوا‬ ‫بعدم اتخاذ أية خطوة متسرعة‏‪ ،‬أو قرار‬ ‫فى إلصــاق التهمة بمعــارضى لومومبا‬ ‫المؤامرة‏‏‪.‬‬ ‫غير مدروس بمــا يغير ما خلفته بلجيكا‬ ‫من الكونجوليــ‏ن‪ ،‬إلا أن مرور الوق ‏ت‪،‬‬ ‫إذ أعلن تشــومبي‏‪ ،‬مدعوماً بالقوات‬ ‫لهم‏‪ ،‬وذلك رغم علمه أن عدد الخريجين‬ ‫وصدور مؤلفات عديدة وبعض المذكرات‬ ‫البلجيكية انفصال إقليــم كاتانجا يوم‬ ‫الجامعيين يعد على أصابع اليد الواحدة‏‪،‬‬ ‫السياسية‪ ،‬أكد مدى عمق المؤامرة الدولية‬ ‫‏‪11‬‏ يوليــو‏‪ ،1960‬أى بعد الاســتقلال‬ ‫وليس بالبلاد كــوادر فني ‏ة‪ ،‬بل إن جميع‬ ‫التى نفــذت بإحكام ضد أحد أهم رموز‬ ‫بأحد عشر يوماً فقــط‏‪ ،‬وفى اليوم التالى‬ ‫ضباط الجيش كانوا من البلجيكيين‪ .‬فقد‬ ‫طلب الرئيس كازافوبو‏‪ ،‬ورئيس وزرائه‬ ‫نهض لومومبا موجهاً حديثه للمواطنين‬ ‫التحرر الإفريقي‏‪.‬‏‬ ‫لومومبا من الأمم المتحدة التدخل للتعامل‬ ‫الحاضرين‏‪ ،‬رغــم أن برنامج الحفل لم‬ ‫وكان تصاعد حــدة الحركة الوطنية‬ ‫مع المؤامرة التى تعــرض لها الكونجو‏‪،‬‬ ‫يكن يتضمن كلمة لرئيــس الوزراء‏‪ ،‬إذ‬ ‫الكونجولية المنادية بالاســتقلال قد دفع‬ ‫فأصدر مجلس الأمن قرار إرســال قوات‬ ‫قال‏‪:‬‏ أيها المناضلون من أجل الاستقلال‏‪..‬‏‬ ‫بلجيكا للإعلان عن منح أكبر مستعمراتها‬ ‫لحفظ الســام‏‪ ،‬والتى واجهت معارضة‬ ‫واليوم منتصرون‏‪..‬‏ أتذكرون الســخرة‬ ‫الاستقلال اعتباراً من‏‪30‬‏ يونيو‏‪،1960‬‬ ‫من تشــومبى حالت دون انتشــارها فى‬ ‫ثم تلاحقت الأحداث متسارعة بعد ذلك‪ ،‬إذ‬ ‫إقليــم كاتانجا‪ .‬وبعــد مفاوضات بين‬ ‫فوجئت بلجيكا بالفوز الكاسح للمناضل‬ ‫سكرتير عام الأمم المتحدة داج همرشولد‬ ‫باتريس لومومبا وحزب الحركة الوطنية‬ ‫وتشومبى رضخ السكرتير العام لشروط‬ ‫الكونجولية الذى يرأســه فى الانتخابات‬ ‫زعيم الانفصال‪ ،‬ووافق على دخول القوات‬ ‫التى جرت فى آخر مايو‏‪ ،1960‬وبالتالى‬ ‫الدولية للإقليم بعد التعهد بعدم التعرض‬ ‫أحقيته فى تشــكيل أول حكومة وطنية‬ ‫للانفصــال‏‪ ،‬ومن هنا كانــت القطيعة‬ ‫برئاســته‏‪ ،‬فما كان من برلمان بلجيكا إلا‬ ‫السياسية بين همرشولد‏ ولومومب‏ا‪ ،‬خاصة‬ ‫أن أصــدر قانوناً يســمح للعميل مويز‬ ‫وأن القوى الكــرى بمجلس الأمن أيدت‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪24‬‬

‫زوجــة الثائــر لومومبــا تصافــح الرئيــس‬ ‫جمــال الــذى أمــر بــأن تعيــش فى القاهــرة‬ ‫بعــد إغتيــال زوجهــا‬ ‫والتزمت بالمباديء والقيم الراسخة التى‬ ‫أوفدت مصر أيضاً بعثة عسكرية بقيادة‬ ‫موقف السكرتير العام بما يعنى تكريس‬ ‫تتميز بها دبلوماســيتنا فكان موقفها‬ ‫العميد أحمد إســماعيل لتدريب الجيش‬ ‫انفصال كاتانجا عن باقى الكونجو بدلاً‬ ‫ناصعــ‏اً‪ ،‬بينما أيادى الآخرين ملوثة بدم‬ ‫الوطنى الكونجولى‪ ،‬وقامت بدور معروف‬ ‫المناضل لومومبــا‏‪ .‬وفى إطار المغالطات‬ ‫للحفاظ على اســتقرار كينشاسا خلال‬ ‫من الحفاظ على وحدة أراضيها‏‪.‬‏‬ ‫المتعمدة لتشــويه هذا التاريخ الناصع‬ ‫الفترة المضطربة‪ .‬وتشاء الأقدار أن يكون‬ ‫وإثر ذلــك كما هو معــروف‏‪ ،‬فقد‬ ‫والموقف الشــجاع‏‪ ،‬فإنه يحلو للبعض‬ ‫الرجلان من أبطال نصر أكتوبر العظيم‪.‬‬ ‫أرســل ألن دالاس مدير وكالة المخابرات‬ ‫من المغرضين القول بأن القوات المصرية‬ ‫وحين اتضحــت ملامــح المؤامرة‬ ‫المركزيــة الأمريكية تعليمــات لمندوب‬ ‫خرجت عــن مهام ولاية الأمــم المتحدة‬ ‫الغربية ضد القيادة الوطنية لهذه الدولة‬ ‫الوكالة بالكونجو جاء فيها أن اســتبعاد‬ ‫فى الكونجو بدلاً مــن أن يقولوا إن الأمم‬ ‫الإفريقية الشــقيقة الشــابة وزعيمها‬ ‫لومومبا يعد أهم أهداف واشنطن‏‪ ،‬ويجب‬ ‫المتحدة هى التى تســاهلت فى تكريس‬ ‫المناضل لومومبا‏‪ ،‬وحين اختار ســكرتير‬ ‫أن يحظى هذا الهدف بالأولوية المطلقة فى‬ ‫انقســام الكونجو لحســاب المصالح‬ ‫عام الأمم المتحــدة الانحيــاز للجانب‬ ‫عمل الوكالة السري‏‪ .‬كما وضعت بلجيكا‬ ‫الاحتكارية للدول الكبرى‪ ،‬ونذكر فى هذا‬ ‫الآخر بما يتناقض مــع الولاية القانونية‬ ‫مــن ناحيتها الخطة باراكــودا ونفذت‬ ‫المقام ما كتبه محمـــد حســنين هيكل‬ ‫والمهام المحددة التى مــن أجلها جاءت‬ ‫العمليــة ‪ 58316‬للتخلص من لومومب‏ا‪،‬‬ ‫بعد اغتيال لومومبا‏‪ ،‬إذ طالب باســتقالة‬ ‫القوات الدولية‏‪ ،‬فقد اتخذت مصر القرار‬ ‫وتمكنــت هذه القوى‪ ،‬والتى ســاندتها‬ ‫همرشولد من منصبه لأنه فقد ثقة جميع‬ ‫الصحيح بعدم المشاركة فى أية خطوة من‬ ‫وتسترت عليها الإدارة العليا للأمم المتحدة‪،‬‬ ‫شــأنها تكريس انفصال إقليم كاتانجا‏‪،‬‬ ‫من اختطاف لومومبــا ورفاقه بعد أن‬ ‫الدول الإفريقية‪.‬‬ ‫صدرت تعليمــات صريحة من نيويورك‬ ‫أما لومومبا ذاته‏‪ ،‬فقد ذكر فى رسالته‬ ‫للقوات الدولية بعــدم توفير أية حماية‬ ‫الأخيرة إلى زوجته بولين‪« :‬لقد جاهدنا من‬ ‫لرئيس الوزراء المغضوب عليه‏‪ ،‬وقد نقل‬ ‫أجل الكرامة والاســتقلال غير المشرو ‏ط‪،‬‬ ‫لومومبا ورفاقه إلى مدينة إليزابيث فيل أو‬ ‫ولكن الاســتعمار البلجيكى والإمبريالية‬ ‫لومومباشى حالياً حيث نفذ فيهم الحكم‬ ‫وحلفاءهم الغربيين وجدوا دعماً مباشراً‬ ‫بالإعدام بحضور مســئولين بلجيكيين‬ ‫وغير مباش ‏ر‪ ،‬متعمــداً وغير متعمد‏‪ ،‬من‬ ‫وبعض قادة الأمــم المتحدة الذين أداروا‬ ‫كبار المسئولين بالأمم المتحدة‏‪ ،‬تلك المنظمة‬ ‫وجوههم‏ حين وضعت جثته فى برميل من‬ ‫التى وضعنا فيها ثقتنــا حين طالبناها‬ ‫الحامض لإخفاء معالمها‪ .‬وكان ذلك يوم‬ ‫بالتدخــل للحفاظ على وحــدة أراضين‏ا‬ ‫فخذلتنا وتخ ّلت عنا‪ .‬وحين يكتب التاريخ‬ ‫‏‪17‬‏ يناير‏‪.1961‬‏‬ ‫الحقيقى لقارتنا فلن يكون ذلك التاريخ‬ ‫وكانت مصر فى طليعــة الدول التى‬ ‫الذى يدرســونه فى واشنطن أو بروكسل‬ ‫سارعت بإرسال قوات للإسهام فى حفظ‬ ‫أو باريس أو الأمم المتحد ‏ة‪ ،‬وإنما ستكتب‬ ‫السلام والحفاظ على استقلال الكونجو‏‪،‬‬ ‫إفريقيا تاريخها بنفسها وسيكون مليئاً‬ ‫فأوفدت كتيبة بقيادة العقيد سعد الشاذل ‏ي‪.‬‬ ‫ورغم كونها المرة الأولى التى تشارك فيها‬ ‫بالأمجاد والانتصارات والكرامة»‏‪.‬‏‬ ‫مصر فى إحدى عمليات الأمم المتحدة‏‪ ،‬إلا‬ ‫ولعــ ّل فى كلمات المناضــل لومومبا‬ ‫أن حسن تنظيم وانضباط قواتنا فى ظل‬ ‫شــهادة مهمة على نزاهــة ومصداقية‬ ‫الظروف السياســية المتوترة والعوامل‬ ‫المناخية الصعبة كان مثاراً للتقدي ‏ر‪ .‬كما‬ ‫الدبلوماسية المصرية‪.‬‬ ‫‪25 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫الحرب العالمية الثانية‬ ‫ويوم فارق ‪ ،‬متعدد الآثار !‬ ‫قبعت مذكرات ونستون تشرشــل ‪ -‬تعريب خيرى حماد‪ ،‬فى مكتبى قرابة نصف قرن‪،‬‬ ‫لم تمتد إليها يدى إلاّ لتعيدها‪ ،‬وأخيرًا َع َّن لى أن أعكف عليها لأرى حياة هذا الســياسى‬ ‫الإنجليزى العتيد‪ ،‬والحياة السياســية فى بلده‪ ،‬وتضاعيــف الحرب العالمية الثانية التى‬ ‫صرح فى مقدمته أن مجلــدات مذكراته هى تكملة لقصة الحــرب العالمية الأولى التى‬ ‫سطرها فى كتبه‪« :‬الأزمة العالمية» و«الجبهة الشرقية» و«الثمار»‪.‬‬ ‫الآثار‪ ،‬عــى بريطانيا‪ ،‬وعلى ألمانيا‪ ،‬وعلى‬ ‫رجائـى عطيــة‬ ‫مبديًا أنه حاول فى هذه السلســلة‬ ‫أوروبــا‪ ،‬وتداعيات هــذه الآثار كانت‬ ‫الجديدة‪ ،‬كما حاول فى ســابقاتها‪ ،‬أن‬ ‫مؤثرة فى اندلاع الحــرب العالمية الثانية‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫يتبع ‪ -‬قدر ما يستطيع‪ -‬أسلوب دانيال‬ ‫ديفو فى كتابــه «يوميات فارس» بحيث‬ ‫وما خالطها من مآ ٍس كابدها العالم‪.‬‬ ‫رغــم محاصرتها بالبحــر من جميع‬ ‫يربط بين تاريــخ الأحداث ذات الأهمية‬ ‫لقــد تتبع ونســتون تشرشــل فى‬ ‫النواحى‪ ،‬أن تصير قوية مســموعة فى‬ ‫العسكرية والسياســية القصوى وبين‬ ‫المذكرات‪ ،‬مقدمات الحرب العالمية الثانية‪،‬‬ ‫أوروبا‪ ،‬وقوية مسموعة فى العالم قبل أن‬ ‫خيــط تجاربه الشــخصية التى عبرها‬ ‫وما قاد إليها بعد الحرب العالمية الأولى‪،‬‬ ‫تسحب الولايات المتحدة البساط منها فى‬ ‫كفرد‪ ،‬ومبديًا أي ًضا ‪ -‬دون تفاخر‪ -‬أنه‬ ‫وتتبع فيما تتبعه صعود نجم «العريف‬ ‫وقت تآكلت فيه تبا ًعا أجزاء الإمبراطورية‬ ‫لعله الوحيد الذى م ّر بجائحتى الحربين‬ ‫الألمانــى» أدولف هتلــر‪ ،‬منذ أصيب فى‬ ‫العالميتين الأولى والثانية‪ ،‬وهو يتبوأ فى كل‬ ‫أكتوبر ‪ 1918‬بالعمى المؤقت‪ ،‬من جراء‬ ‫التى لم تكن تغرب عنها الشمس!‬ ‫منهما منصبًا كبي ًرا مسئولاً‪ ،‬ولكن بينما‬ ‫غاز الخردل‪ ،‬أثناء هجوم بريطانيا خلال‬ ‫ليــس فى نيتى‪ ،‬ولا هــو متاح‪ ،‬أن‬ ‫كان ما يشغله فى الحرب الأولى من مراكز‬ ‫الحرب الأولى التــى وضعت أوزارها فى‬ ‫أعرض هــذه المذكرات‪ ،‬فهــى بالغة‬ ‫مسئولة‪ ،‬كانت مناصب تابعة‪ ،‬لا يمتلك‬ ‫نوفمــر ‪ ،1918‬إلى أن صار العريف ‪-‬‬ ‫العراضة والدســامة‪ ،‬ولم أســتطع‬ ‫فيها القــرار الأول‪ ،‬فإنه صار فى الحرب‬ ‫الفوهرر‪ ،‬الحاكم الأوحد والمستبد الأوحد‬ ‫شخصيًّا أن أمضى فيها دون أن أرجع‬ ‫الثانيــة‪ ،‬ولمدة خمس ســنوات‪ ،‬رئيس‬ ‫بألمانيا‪ ،‬ومخططه المتنامى لتسليح ألمانيا‬ ‫من وقت لآخر إلى الموســوعات‪ ،‬وظنى‬ ‫حكومة بريطانيا التى يطلق عليها دو ًما‬ ‫وزيادة قوتها العسكرية رغم المعاهدات‬ ‫أن جوجل والإنترنت ســاعدانى كثيرًا‪،‬‬ ‫حكومة «صاحبة الجلالة»‪ .‬ثم يقول إن‬ ‫والالتزامات والقيود الواردة فيها‪ ،‬وتردد‬ ‫لمعرفة الشخصيات التى ترد أسماؤها‬ ‫ما يكتبه لا يزعم أنه تاريخ‪ ،‬فهذا شــأن‬ ‫وتراجع بريطانيا وفرنسا وغيرهما مما‬ ‫والوقائع أو الأماكن التى يشــر إليها‬ ‫الأجيــال القادمة‪ ،‬ولكنه يســتطيع أن‬ ‫أدى إلى قلب الموازين التى ظن الحلفاء أن‬ ‫دون شرح‪ ،‬لأنها معروفة ‪ -‬فى الغالب‪-‬‬ ‫يدعى ‪ -‬فى غير تواضــع ‪ -‬أن ما يكتبه‬ ‫معاهدات الحرب الأولى كفيلة بحفظها فى‬ ‫للقــارئ الغربــى أو الأوروبــى على‬ ‫إسهام فى التاريخ‪ ،‬قد يكون كبير النفع‬ ‫الإطار الذى أرادوه للسيطرة على جموح‬ ‫التخصيص‪ ،‬فكان استكمال المعلومات‬ ‫لاز ًمــا لأتمتع ‪ -‬وقــد تمتعت‪ -‬بهذه‬ ‫فى المستقبل‪.‬‬ ‫ألمانيا‪.‬‬ ‫وظنى أن ما كتبه ‪ -‬اتفقت أم اختلفت‬ ‫تضاعيف هــذه وتلــك عديدة فى‬ ‫المذكرات‪.‬‬ ‫معه ‪ -‬كبير النفع فعلاً‪ ،‬وظنى ‪ -‬بصدق‬ ‫المذكــرات‪ ،‬بيد أن اللقطــة التى أردت‬ ‫وأقتــر فقط ‪ -‬فى هذه الســطور‬ ‫‪ -‬أننى اســتفدت وانتفعــت كثيراً من‬ ‫الوقوف عندها وطرحهــا هنا‪ ،‬هى ما‬ ‫القليلــة‪ -‬على «يوم فــارق» وقعت فيه‬ ‫مذكرات هذا الســياسى الداهية‪ ،‬وعرفت‬ ‫أسماه تشرشل «مأســاة ميونخ» التى‬ ‫مأساة أسماها ونستون تشرشل «مأساة‬ ‫لماذا قد تبــوأ ما تبوأه‪ ،‬والملكات العديدة‬ ‫فيها تمت التضحية بتشيكوســلوفاكيا‪،‬‬ ‫ميونخ»‪ ،‬وهى فى الواقع مأساة متعددة‬ ‫التى تمتع بها‪ ،‬فضلاً عن الدهاء والصبر‬ ‫وانطــاق الديكتاتــور الألمانى‪ ،‬مقابل‬ ‫والمثابرة‪ ،‬والموضوعيــة أي ًضا‪ ،‬والفصل‬ ‫انخذال فــرد فى بريطانيا العظمى‪ ،‬أدى‬ ‫بقدر مستطاعه كإنسان‪ ،‬بين الموضوعى‬ ‫استقلاله بما فعل‪ ،‬إلى تخاذل عام أصاب‬ ‫والشخصى‪ ،‬وبين العام والخاص‪ ،‬وعرفت‬ ‫بريطانيا وفرنســا والمعسكر الأوروبى‬ ‫أي ًضا كيف تسير الحياة السياسية فى تلك‬ ‫الذى تقفان فيــه‪ ،‬وإلى تهيئة الظروف‪،‬‬ ‫البلاد‪ ،‬بلا فهلوة‪ ،‬ولا ادعاء‪ ،‬ولا تخوين‪،‬‬ ‫فى هذه اللحظــة الفارقــة ‪ -‬لانطلاق‬ ‫ولا إسفاف‪ ،‬ولماذا ‪ -‬من ثم‪ -‬استطاعت‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪26‬‬

‫تعهداته لتشيكوسلوفاكيا وترك التشيك‬ ‫حكومات أوروبــا اليوم يريدون الحرب‬ ‫ونستون تشرشل‬ ‫يواجهون مصيرهم!‬ ‫ح ًقا»‪.‬‬ ‫الديكتاتور النازى الذى تسبب فى الحرب‬ ‫وفى المقابل‪ ،‬ألقى هتلر فى نفس اليوم‬ ‫وبدا أن رئيس الــوزراء البريطانى‬ ‫العالمية الثانية‪.‬‬ ‫‪ 12‬ســبتمبر ‪ -‬خطابًا فى شبيبة الحزب‬ ‫المتبنى سياســة الملاينة طلبًا للســام‪،‬‬ ‫النازى فى نورمــرج‪ ،‬هاجم فيه بعنف‬ ‫لــم يقرأ مــا يجرى من حولــه قراءة‬ ‫إن اليوم الفارق ســبقته أيام‪ ،‬ولكن‬ ‫حكومة تشيكوســلوفاكيا‪ ،‬الأمر الذى‬ ‫جيدة‪ ،‬فقد أعلن فــون ريبنتروب وزير‬ ‫تركز المشــهد المأســاوى فى يوم ‪/30‬‬ ‫اضطرها لإعلان الأحكام العرفية فى بعض‬ ‫خارجية ألمانيا ما تلقاه من ســفيره فى‬ ‫‪ ..1938 /9‬بــدأت المقدمــات بغزو‬ ‫المناطــق‪ ،‬وانقطعت منذ ‪ 14‬ســبتمبر‬ ‫إيطاليا أن موســولينى يطلب إبلاغه فى‬ ‫واحتلال النمســا‪ ،‬وإفصــاح الفوهرر‬ ‫محادثاتها مــع «هنلاين» زعيم الحزب‬ ‫الوقت المناســب بالموعد المحتمل للعمل‬ ‫لقادته العســكريين عن نيته مهاجمة‬ ‫الســوديتى النازى فى تشيكوسلوفاكيا‬ ‫العسكرى ضد تشيكوسلوفاكيا‪ .‬وفى ‪2‬‬ ‫تشيكوســلوفاكيا‪ ،‬بيد أن القادة نقلوا‬ ‫والذى ف ّر فى اليوم التالى إلى ألمانيا‪ ،‬منحا ًزا‬ ‫ســبتمبر ‪ 1938‬نقل مايسكى السفير‬ ‫إليه مخاوفهم من أن الجيش التشــيكى‬ ‫لها فى تربصها وفى مطلبها ضم «منطقة‬ ‫الســوفيتى فى لندن أن موســكو ردت‬ ‫من أحدث الجيوش ســا ًحا ومعدات‪،‬‬ ‫الســوديت» إليها‪ ،‬وهى شريط ضيق فى‬ ‫على استفســار فرنسى «بــأن الاتحاد‬ ‫وأكثرها كفــاءة‪ ،‬وتخوفهــم من مثل‬ ‫الســوفيتى عازم على الوفاء بالتزاماته‬ ‫هذه المجازفات‪ .‬فى الوقت الذى أسفرت‬ ‫غرب التشيك على الحدود مع ألمانيا‪.‬‬ ‫قبل تشيكوسلوفاكيا‪ ،‬وأنه لا محل للقلق‬ ‫تحركات بنيش الرئيس التشــيكى‪ ،‬عن‬ ‫وبدأت الفصول الساخنة للمأساة!‬ ‫من موقــف بولندا ورومانيــا إذا كان‬ ‫إفصاح ستالين زعيم روسيا السوفيتية‬ ‫بجلسة ‪ 21‬ســبتمبر بعصبة الأمم‪،‬‬ ‫لعصبة الأمــم موقف واضح‪ ،‬ولهذا فإن‬ ‫عن وقوفه إلى جانب تشيكوســلوفاكيا‪،‬‬ ‫ألقى لتفينوف الثورى الروسى المخضرم‪،‬‬ ‫موسكو تنصح بدعوة العصبة للانعقاد‬ ‫وتجديد ديلادييه رئيس وزراء فرنســا‬ ‫والدبلوماسى الســوفيتى ذائع الصيت‪،‬‬ ‫بموجب المادة ‪ 11‬مــن الميثاق‪ ،‬لوجود‬ ‫الجديد‪ ،‬عهد سلفه‪ ،‬وإعلانه أن التزامات‬ ‫خطاب روسيا السوفيتية‪ ،‬وأعلن فيه أن‬ ‫خطر بنشــوب حرب‪ ،‬ووجوب أن تعقد‬ ‫فرنسا نحو تشيكوسلوفاكيا «مقدسة ولا‬ ‫تشيكوسلوفاكيا تعانى من تدخل دولة‬ ‫فو ًرا اجتماعات بين رؤساء أركان الحرب‬ ‫مجاورة فى شئونها الداخلية‪ ،‬وتتعرض‬ ‫الروس والفرنسيين والتشيكوسلوفاكيين‬ ‫يمكن تجاهلها أو التنكر لها»‪.‬‬ ‫لتهديد علنى وصريــح بالهجوم عليها‪،‬‬ ‫لدراسة طرق العون ووسائله‪ ،‬مع إجراء‬ ‫بيد أنه‪ ،‬وبرغم أن هتلر كان قد أفصح‬ ‫وشعبها من أقدم الشــعوب الأوروبية‬ ‫مشاورات تستهدف إصدار بلاغ مشترك‬ ‫فى ‪ 18‬يونيو ‪ ،1938‬عن توجهه النهائى‬ ‫وأكثرها حضارة‪ ،‬وحصل على استقلاله‬ ‫من فرنسا وروسيا وبريطانيا العظمى‪،‬‬ ‫بالهجوم على تشيكوســلوفاكيا مطمئنًا‬ ‫بعد قرون من العبودية والإذلال‪ ،‬ولكنه‬ ‫وعلى اعتقاد أن الولايات المتحدة ستؤيد‬ ‫قادته العسكريين بأنه لن يبدأ العمل إلاّ‬ ‫يجبر اليوم على حمل السلاح للدفاع عن‬ ‫بعد التأكد بصــورة جازمة‪ ،‬فإن اللورد‬ ‫معنويًّا هذا البيان»‪.‬‬ ‫هاليفاكس وزيــر الخارجية البريطانى‬ ‫استقلاله‪.‬‬ ‫وفى ‪ 10‬ســبتمبر‪ ،‬أعلن بونيه وزير‬ ‫بوزارة تشــمبرلين (بعد استقالة إيدن‬ ‫وأضاف مندوب السوفييت فى عصبة‬ ‫الخارجية الفرنسية‪ ،‬أنه قدم إلى السفير‬ ‫مــن وزارة الخارجية)‪ ،‬أعلن فى مجلس‬ ‫الأمــم‪ ،‬أن حكومتــه ردت من أيام على‬ ‫البريطانى فى باريس حينئذ السير إيريك‬ ‫العمــوم فى ‪ 1938 /7 /26‬بأنــه «لا‬ ‫سؤال للحكومة الفرنســية عن موقف‬ ‫فيبس الســؤال التالى‪« :‬من المتوقع أن‬ ‫يعتقد أن المســئولين فى أية حكومة من‬ ‫روسيا فى حالة تعرض تشيكوسلوفاكيا‬ ‫يهاجم هتلر تشيكوسلوفاكيا غ ًدا‪ .‬وإذا‬ ‫للعدوان «بأننا نعتزم الوفاء بالتزاماتنا‬ ‫هاجمها فإن فرنســا ســتعلن التعبئة‬ ‫طب ًقا لميثــاق العصبة‪ ،‬ونعتزم أن نقدم‬ ‫العسكرية فو ًرا» ‪ ..‬فما هو رد بريطانيا‬ ‫لتشيكوســلوفاكيا بالتعاون مع فرنسا‬ ‫كل مساعدة بالسبل المتيسرة لنا‪ ،‬ووزارة‬ ‫العظمى؟‬ ‫حربيتنا على استعداد للاشتراك فو ًرا فى‬ ‫وفى هــذا الرد‪ ،‬بدأ مسلســل اليوم‬ ‫مؤتمر يضم ممثلين عن وزارتى الحرب‬ ‫الفارق الذى اكتملت فيه فصول مأساة‬ ‫فى فرنســا وتشيكوســلوفاكيا لدراسة‬ ‫الوســائل المناســبة لمواجهة الظروف‬ ‫ميونخ فى ‪ 30‬سبتمبر ‪!1938‬‬ ‫بيد أن الــرد البريطانى جاء مائ ًعا‬ ‫الراهنة»‪.‬‬ ‫فى ســبتمبر ‪ ،1938‬يتحــدث عن عون‬ ‫على أن الغريب‪ ،‬فيما يبدى ونستون‬ ‫محدد ومتواضع يقدم «فى غضون الستة‬ ‫تشرشل‪ ،‬أنه لم يكن لهذا البيان الروسى‬ ‫أشــهر الأولى للحرب» ‪ -‬من ثم بدا فيما‬ ‫الرســمى والعلنى والصريح ‪ -‬الصادر‬ ‫يعقب ونستون تشرشل‪ -‬وكأنه يعطى‬ ‫عن دولة عظمى‪ -‬أى تأثير على المســر‬ ‫الفرصــة ليحقق المســيو بونيه وزير‬ ‫تشــمبرلين رئيس الــوزراء البريطانى‬ ‫خارجية فرنسا «أمنيته» فى التنصل من‬ ‫‪27 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫فيهــا ديلادييه رئيس وزراء فرنســا‪،‬‬ ‫حدود ألمانيا الشرقية‪ ،‬وبدء قوات الجيش‬ ‫الحرب العالمية الثانية‬ ‫وموســولينى‪ .‬بينما لم توجه دعوة إلى‬ ‫الفرنــى المتفوقة على قواتهم بنســبة‬ ‫ويوم فارق ‪ ،‬متعدد الآثار !‬ ‫روسيا كما لم يسمح للتشيكيين أنفسهم‬ ‫ثمانية إلى واحــد بتوزيع وحداتها على‬ ‫بحضور الاجتماعات‪ .‬ولم تبلغ الحكومة‬ ‫الجدار الغربى‪ ،‬بينما فى وســع روسيا‬ ‫ولا على موقف الحكومة الفرنســية من‬ ‫التشيكية فى ‪ 9 /28‬وبعبارات جافة‪ ،‬إلاَّ‬ ‫المعادية لهــم أن تعمل مــن مطارات‬ ‫الأزمة‪ .‬فقد تجاهلــت الدولتان الأزمة‬ ‫بأن مؤتم ًرا سيعقد فى اليوم التالى ‪/29‬‬ ‫تشيكوســلوفاكيا‪ ،‬كما فى اســتطاعة‬ ‫والعرض الســوفيتى‪ ،‬ودون أى حساب‬ ‫‪ 9‬يضم ممثلى الــدول الأوروبية الأربع‪:‬‬ ‫الجيوش الســوفيتية أن تشق طريقها‬ ‫لموازنة الأوضاع ضد هتلر!‬ ‫بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا!‬ ‫للأمام عبر بولندا ورومانيا!‬ ‫وإزاء هــذا التخــاذل البريطانى‬ ‫وفى سرعــة هائلــة ‪ -‬فيما يعرض‬ ‫ومع أن بعــض الجنرالات الألمان قد‬ ‫الفرنسى‪ ،‬ألقى هتلر مســاء ‪ 26‬سبتمبر‬ ‫تشرشــل‪ -‬اتفق الكبار الأربعة ووقعوا‬ ‫دبروا ‪ -‬فيما ُعرف لاح ًقا‪ -‬مؤامرة لاعتقال‬ ‫خطابًا فى برلين‪ ،‬أشــار فيه إلى إنجلترا‬ ‫مذكرة‪ ،‬بقبول المطالب الألمانية‪ ،‬بأن يتم‬ ‫هتلر «وإنقــاذ ألمانيا من هذا المجنون»‪.‬‬ ‫وفرنسا بعبارات مهدئة مناسبة‪ ،‬بينما‬ ‫الجلاء عن مناطق الســوديت فى خمس‬ ‫بينما أعلن آخرون أن معنويات الشعب‬ ‫حمل حملة عنيفة على التشيك ورئيسهم‬ ‫مراحل تبــدأ اليوم الأول مــن أكتوبر‬ ‫الألمانى هابطة‪ ،‬وغير قادرة على الصمود‬ ‫بنيش‪ ،‬وهدد بصــورة جازمة بأنه على‬ ‫وتنتهى فى العــاشر منه‪ ،‬ووضعت هذه‬ ‫فى حرب أوروبيــة‪ ،‬وأن القوات الألمانية‬ ‫تشيكوســلوفاكيا أن تجلو فو ًرا عن ما‬ ‫الوثيقة أمام المندوبين التشيك الذين لم‬ ‫أسماه «بلاد السوديت»‪ ،‬مع أنها منطقة‬ ‫يحضروا الاجتماعات‪ ،‬فأحنوا رؤوسهم‬ ‫غير مستعدة لخوض المعركة!‬ ‫تشيكية‪ ،‬مدعيا أنه بهذا «الجلاء» تكون‬ ‫خضو ًعا وقالــوا‪« :‬إنهــم يريدون أن‬ ‫ومع أن الأدميرال ريدر‪ ،‬القائد الأعلى‬ ‫القضية قد ســويت‪ ،‬وأنــه لا يوجد له‬ ‫يسجلوا احتجاجهم أمام العالم على قرار‬ ‫للبحرية الألمانية‪ ،‬وجه نــداء عني ًفا إلى‬ ‫‪ -‬للديكتاتور‪ -‬مطلــب إقليمى آخر فى‬ ‫الفوهرر‪ ،‬سرعان مــا أكدته أنباء تعبئة‬ ‫لم يشتركوا فى وضعه!»‪.‬‬ ‫أوروبا!‬ ‫واســتقال الرئيس التشيكى بنيش‪،‬‬ ‫الأسطول البريطانى!‬ ‫ومع أن هاليفاكس وزير الخارجية‬ ‫ومع أن هتلر إزاء هــذا كله قد أخذ‬ ‫البريطانى بوزارة تشمبرلين‪ ،‬قد وقع على‬ ‫وغادر بلده ليجد الملجأ فى إنجلترا!‬ ‫يتردد‪ ،‬وفى الساعة الثانية صبا ًحا‪ ،‬أذاعت‬ ‫بيان بذات اليوم تضمن أنه إذا وقع على‬ ‫وبــدأت عجلــة تقطيــع أوصال‬ ‫محطة الإذاعة الألمانية فى ‪ 29‬ســبتمبر‬ ‫الرغم مــن المحاولات التى يبذلها رئيس‬ ‫بيانًا رســميًّا ينفى عــزم ألمانيا إعلان‬ ‫الوزارة البريطانيــة‪ ،‬هجوم ألمانى على‬ ‫تشيكوسلوفاكيا!‬ ‫تشيكوســلوفاكيا‪ ،‬فإن النتيجة الفورية‬ ‫فلم تكن ألمانيا وحدها المتكالبة على‬ ‫التعبئة العامة!‬ ‫ستكون إسراع فرنسا إلى مساعدتها‪ ،‬ولا‬ ‫ومع أن وكالة الأنباء الرسمية الألمانية‬ ‫ريــب فى أن بريطانيا العظمى والاتحاد‬ ‫الفريسة!‬ ‫أذاعت فى الساعة الحادية عشرة والدقيقة‬ ‫وبعثت بولندا بإنذار لمدة ‪ 24‬ساعة‪،‬‬ ‫الخامسة والأربعين من صباح ذات اليوم‬ ‫السوفييتى سيقفان إلى جانب فرنسا‪.‬‬ ‫لتســتلم فو ًرا «منطقة تيشين» الواقعة‬ ‫‪ - 9 /29‬بيانًــا مماثلاً! وســلمته إلى‬ ‫ومع أن التشيك عبأوا مليونًا ونصف‬ ‫مليون من الجنود وراء أقوى خط دفاعى‬ ‫على الحدود بين البلدين!‬ ‫الصحافة البريطانية!‬ ‫فى أوروبا‪ ،‬تســندهم قوات آلية‪ ،‬رائعة‬ ‫وإذ لم يكن هناك سبيل لمقاومة طلب‬ ‫إلاَّ أن تشــمبرلين ‪ -‬فيمــا يبــدى‬ ‫بولندا‪ ،‬فقد وصــل المجريون يحملون‬ ‫ونستون تشرشل‪ -‬لم يقرأ كل هذا‪ ،‬وبدا‬ ‫التنظيم والعتاد!‬ ‫أنه «الرجل الوحيد» الذى يوجه سياسة‬ ‫ومع أن الجيش الفرنسى تمت تعبئته‬ ‫ادعاءاتهم لاقتطاع جزء من الفريسة!‬ ‫بريطانيا ويقود شــئونها‪ ..‬وأبرق إلى‬ ‫عــى أن ذلك‪ ،‬لم يكــن كل فصول‬ ‫هتلر ‪ -‬دون أن يستشــر أح ًدا‪ -‬يقترح‬ ‫جزئيًّا!‬ ‫عليه أن يقوم بزيارتــه! وبالفعل طار‬ ‫ومع أن الأدميرالية البريطانية أعلنت‬ ‫وتوابع المأساة!‬ ‫رئيس الــوزارة البريطانية ثلاث مرات‬ ‫فى الســاعة الحادية عــرة والدقيقة‬ ‫هيــئ لرئيس الــوزراء البريطانى‪،‬‬ ‫إلى ألمانيــا‪ ،‬وقد اقتنع هو ومستشــاره‬ ‫العشرين مــن صباح ‪ 28‬ســبتمبر ‪-‬‬ ‫المستر تشــمبرلين‪ ،‬أن يستسلم لفكرة‬ ‫اللورد راســيمان ‪ -‬بأن «فصل منطقة‬ ‫قفزت له‪ ،‬كســابقتها‪ ،‬فسارع دون أن‬ ‫الســوديت» عن تشيكوســلوفاكيا هو‬ ‫أوامرها بتعبئة الأسطول البريطانى!‬ ‫يستشير أح ًدا‪ ،‬يسأل الفوهرر الديكتاتور‬ ‫الســبيل الوحيد لاقتنــاع هتلر الذى‬ ‫ومع أنه قد بدأ فى غضون ذلك صراع‬ ‫الألمانى عمــا إذا كان يرغب فى الحديث‬ ‫كان يعانى مما أســلفناه‪ ،‬بالعدول عن‬ ‫قوى ومستمر بين الفوهرر ومستشاريه‬ ‫إليه حديثًا خا ًّصــا‪ .‬كان من الطبيعى‬ ‫العسكريين الذين أفصحوا عن الخشية‬ ‫أن يهتبل هتلر هــذه الفرصة‪ ،‬فكان أن‬ ‫مهاجمة تشيكوسلوفاكيا!!!‬ ‫من وجود نحو من ثلاثــن إلى أربعين‬ ‫اجتمع «الزعيمان» فى شقة هتلر الخاصة‬ ‫وكانت المــرة الأخيرة التى طار فيها‬ ‫فرقة تشيكوســلوفاكية محتشدة على‬ ‫بمدينــة ميونخ‪ ،‬صبــاح الثلاثين من‬ ‫رئيــس الوزراء البريطانى تشــمبرلين‬ ‫سبتمبر ‪ 1938‬ولم يرافق أيًّا منهما أحد‪،‬‬ ‫إلى ميونخ للقــاء هتلــر‪ ،‬وانضم إليه‬ ‫ولم يحضر معهما أحد إلاَّ مترجم واحد‪.‬‬ ‫وفى هــذا الاجتماع (الخــاص!) أخرج‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪28‬‬

‫الأحــداث التى قدرهــا الزعيم الأوحد‬ ‫هتلر‬ ‫– هتلــر‪ -‬تقدي ًرا فاتهــم ولم يدركوا‬ ‫مراميه‪ .‬ثــم كانت الطامــة الكبرى‪،‬‬ ‫العموم حول اتفاق ميونخ!‬ ‫تشــمبرلين الذى انفرد بقراره وفعله‪،‬‬ ‫أن تحول اعتراض هــؤلاء القادة‪ ،‬أو‬ ‫• بعثرة الموقف الذى كان يمكن أن‬ ‫قصاصة بها مسودة بيان كان قد أعده‪،‬‬ ‫معارضتهــم ‪ -‬إلى نــوع من الإعجاب‬ ‫تتوافق عليه الدول الأوروبية المتحفظة‬ ‫يعلن أن «موضوع العلاقات الإنجليزية‬ ‫بالمواهــب الخارقة والحــظ الخرافى‬ ‫على أطمــاع ألمانيا النازيــة الهتلرية‪،‬‬ ‫الألمانية هو أهم شىء بالنســبة للبلدين‬ ‫للزعيم الأوحد الذى صار أخي ًرا الحاكم‬ ‫وضياع وقت بالــغ الأهمية كان ينبغى‬ ‫ولأوروبا كلها‪ ،‬وأن الفريقين يعتبران أن‬ ‫المطلق والوحيــد لألمانيا‪ ،‬ومن ثم صار‬ ‫لفرنسا وانجلترا تكريســه للاستعداد‬ ‫الاتفاق الذى تم توقيعه بالأمس‪ ،‬والاتفاق‬ ‫الطريق مفتو ًحا على مصراعيه للنهاية‬ ‫لمقاومــة وصد وحصار أطمــاع هتلر‬ ‫البحرى الإنجليزى الألمانى‪ ،‬هما رمز على‬ ‫الدامية التى قاد العالم إليها بإشعاله‬ ‫التى قادت فى النهاية إلى الحرب العالمية‬ ‫رغبة شــعبيهما (كما يجرى عليه اليوم‬ ‫نيران الحــرب العالميــة الثانية التى‬ ‫حكام العالــم الثالث) فى أن لا يلجأ قط‬ ‫عصفت رحاها بــأرواح مئات ملايين‬ ‫الثانية!‬ ‫(على نظام آخر الحــروب) إلى محاربة‬ ‫البشر‪ ،‬فضلاً عن الخراب والدمار الذى‬ ‫• أحبطــت الحكومــة والشــعب‬ ‫التشــيكى‪ ،‬وحولت تشيكوسلوفاكيا إلى‬ ‫أحدهما الآخر!»‪.‬‬ ‫لم ينج منه حتى المنتصرون !!!‬ ‫ووقع هتلر الوثيقــة فور أن قرأها‪،‬‬ ‫كان لافتًــا أن يتصرف رئيس وزراء‬ ‫حطام!‬ ‫دون ضجة ولا مناقشة ولا تردد! فماذا‬ ‫بريطانى‪ ،‬بأسلوب منفرد لم تجر عليه‬ ‫على أن أهم هــذه الآثار‪ ،‬فى نظرى‬ ‫العادة فى الديمقراطيات الغربية‪ ،‬وأدى‬ ‫وعلى ما أوضح ونستون تشرشل‪ ،‬أنها‬ ‫كان حصاد هذه الوثيقة؟‬ ‫انفراده بقراره وفعلــه إلى نتائج وبيلة‬ ‫مكنت لهتلــر تمكينًا تجــاوز به كل‬ ‫أدت‪ ،‬بغــض النظــر عــن قدرة‬ ‫لم تعان منهــا دولته فقط‪ ،‬وإنما عانى‬ ‫النذر التى كانت قد بدأت تناقشــه فى‬ ‫تشــمبرلين الذى لا يتهمه تشرشــل فى‬ ‫منها العالم بأسره بعــد إطلاق العنان‬ ‫دولته‪ ،‬وأعطته شهادة انتصار لمنطقه‬ ‫نواياه‪ ،‬على تســويق ما استقل بقراره‬ ‫‪ -‬نعم بغير قصد كما شــهد له تشرشل‬ ‫وصواب تقديــره أمام الألمان والقيادة‬ ‫رغم نقده الشديد له‪ -‬للديكتاتور الألمانى‬ ‫العسكرية الألمانية العليا التى أصيبت‬ ‫وفعله‪ ،‬فإن حصادها المؤكد كان‪:‬‬ ‫ليمارس جنونه المجنون‪ ،‬ويردى العالم‬ ‫بالخزى والخجل‪ ،‬حين أظهرت الوثيقة‬ ‫• تمزق فى الرأى العام الإنجليزى‪،‬‬ ‫أن الفوهرر كان على حق‪ ،‬وأن عبقريته‬ ‫بل وبين أعضاء حزب المحافظين الذى‬ ‫فى هاوية مأساة وبيلة!!!‬ ‫وإلهامه قــد بَ َّزا وحدهمــا ‪ -‬تقدير‬ ‫ينتمى إليه تشــمبرلين رئيس الوزراء‬ ‫ثم كان لافتًا‪ ،‬أنه رغــم علو موجة‬ ‫القادة العســكريين وجميع الظروف‬ ‫رغم إجادته تبرير ما تبناه‪ ،‬واستقالة‬ ‫تشمبرلين وكثافة ما استطاع أن يكرسه‬ ‫العســكرية والسياسية المعاكسة‪ .‬كان‬ ‫وزير البحرية البريطانى دافيد كوبر‪،‬‬ ‫لتأييد منحاه‪ ،‬إلاّ أن آليات الديمقراطية‪،‬‬ ‫جميع الجنــرالات الذين عارضوه من‬ ‫الذى حافظ على كرامته واتســق مع‬ ‫وفطانة الناس‪ ،‬انحازت إلى الصواب فى‬ ‫الوطنيين الصادقين‪ ،‬وكانوا يكرسون‬ ‫القرار الذى كان قد أصــدره بتعبئة‬ ‫النهايــة‪ ،‬وإن كان الثمن المدفوع لحين‬ ‫أنفســهم وعملهم لقوة وصعود ألمانيا‪.‬‬ ‫الأســطول البريطانى‪ ،‬فاســتقال فى‬ ‫الاستفاقة غاليًا ج ًّدا‪ ،‬ثم بقى درس آخر‪،‬‬ ‫ولكن ها هم قد أصيبوا بغصة شديدة‬ ‫شــجاعة لم تبال بأنه يعارض موقف‬ ‫لا أحب أن أتركه بغير تعليق‪ ،‬أن ونستون‬ ‫أحســوا بها فى قرارة قلوبهم‪ ،‬من أنهم‬ ‫زعيمه ورئيســه‪ ،‬وألقــى ‪ -‬بطلاقة‬ ‫تشرشــل‪ ،‬على مرارة النقد الذى وجهه‬ ‫ظهروا بمظهر غير اللائقين بمســتوى‬ ‫وارتجال ‪ -‬خطاب اســتقالته فى أيام‬ ‫إلى رئيس الوزراء البريطانى تشمبرلين‪،‬‬ ‫المناقشــة الثلاثة التى دارت فى مجلس‬ ‫فإنه لم يتهمــه فى مقاصده‪ ،‬ولم يدمغه‬ ‫كما يفعل السفهاء بالخيانة‪ ،‬بل أطرى‬ ‫شجاعته فى الخطاب الذى ألقاه بمناسبة‬ ‫وفاته بعد عامين مــن تداعيات فصول‬ ‫هذه المأساة‪.‬‬ ‫تتكرر المآسى بحكم أشــياء كثيرة‪،‬‬ ‫ولكــن تبقى القدرة عــى تجاوزها أو‬ ‫تجاوز آثارها وتوابعهــا‪ ،‬إذا انتصرت‬ ‫الفطنة والمصلحة العامة‪ ،‬واســتقامت‬ ‫النوايا والمقاصد‪ ،‬وصحت العزائم وقادت‬ ‫الأمور فى الاتجاه الصحيح!‬ ‫‪29 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫لمحات من تجربة شنغهاى فى جذب الاستثمارات‬ ‫إن التنمية القوية والسريعة التى تتم فى مصر الآن تذكرنى بالتغير المستمر فى مدينة شنغهاى‬ ‫فى أوائــل القرن الحالى‪ ،‬ولذا أعتقد أنه لاتزال هناك طرق وسياســات لجذب الاســتثمارات‬ ‫الأجنبيــة‪ ،‬اتبعتها تجارب دولية مختلفة‪ ،‬ويمكن أن نســتفيد منهــا مثل التجربة المذهلة‬ ‫لمدينة شنغهاى فى الصين‪ ،‬التى تعتبر مع المحافظات الثلاث المجاورة «رأس التنين» والقاطرة‬ ‫الرئيسية للاقتصاد الصينى‪.‬‬ ‫المســتثمر حق انتفاع لمدة محددة طويلة‬ ‫سفير عبدالفتاح عزالدين‬ ‫وضع معهد التخطيط القومى المصرى‬ ‫نسبياً تتراوح بين‪ 49‬و‪ 99‬عاماً‪.‬‬ ‫«رؤية مصر ‪ »2030‬بناء على ما أسفر عنه‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى الذى‬ ‫‪ -‬فتح البــاب أمام مختلف محافظات‬ ‫عقد فى شرم الشيخ فى مارس ‪ ،2015‬وبناء‬ ‫الصــن ومدنهــا للتنافــس فى جــذب‬ ‫قانون الاستثمار‬ ‫على دراسة تجارب التنمية فى الهند والإمارات‬ ‫الاستثمارات‪ ،‬وذلك بتحديد ضرائب تحصل‬ ‫أهم ملامح قانون الاستثمار الصينى‪:‬‬ ‫وزامبيا والكويت وسنغافورة وماليزيا ودول‬ ‫بموجب القانون لصالح الحكومة المركزية‪،‬‬ ‫‪ -‬وضع القانون حداً أدنى لرأس المال‬ ‫أخرى‪ ،‬وتهدف هذه الرؤيــة إلى تخطيط‬ ‫بينما تعطى الحرية للمحافظات والمدن فى‬ ‫المســتثمر ‪ 10‬ملايين دولار أمريكى وذلك‬ ‫وتحقيق تنميــة مســتدامة بالتركيز على‬ ‫تحديد نسبة الضرائب المحلية لتمويل إعداد‬ ‫عشرة محاور للتنمية‪ ،‬وهى المحاور الجارى‬ ‫وإدارة المناطق الاقتصادية والمناطق الحرة‪.‬‬ ‫لضمان جدية الاستثمار الأجنبى‪.‬‬ ‫العمل على تنفيذها الآن‪ .‬وأهم المشاكل التى‬ ‫‪ -‬إعفاء الشركات من الضرائب فى حالة‬ ‫‪ -‬اســتخدام جاذبية السوق الضخم‬ ‫يواجههــا تنفيذ هذه التنميــة هو احتياج‬ ‫اتخاذها مدينة صينية كمقر رئيسى لها‪ ،‬أما‬ ‫«‪ 4.1‬بليون نسمة» لغرض نقل التكنولوجيا‬ ‫الاقتصاد المصرى إلى اســتثمارات ضخمة‬ ‫فروع الشركات التى مقارها الرئيســية فى‬ ‫لتمويل كثــر من المشروعات الضخمة التى‬ ‫الخارج فلا تعفى من الضرائب‪ ،‬مما يشجع‬ ‫وتدريب العمالة وتوطين الصناعات‪.‬‬ ‫الشركات الأجنبية على نقل مقارها الرئيسية‬ ‫‪ -‬فتــح مجــالات محــددة تدريجياً‬ ‫انطلقت خلال السنوات القليلة الماضية‪.‬‬ ‫إلى الصين‪ ،‬وما يســتتبعه مــن فوائد جمة‬ ‫للاستثمار الأجنبى‪ ،‬وتحتكر الدولة المجالات‬ ‫ومن أبــرز الإجراءات التــى تقوم بها‬ ‫التى ترى أنها ذات أهمية إســراتيجية أو‬ ‫الحكومة المصرية لمواجهة مشكلة التمويل‬ ‫للاقتصاد فى المدينة الصينية‪.‬‬ ‫‪ -‬التركيــز على القطاعــات الإنتاجية‬ ‫تتعلق بالأمن القومى‪.‬‬ ‫هى‪:‬‬ ‫خاصــة الموجهــة للتصدير‪ ،‬وتشــجيع‬ ‫‪ -‬تشــجيع العمل بصيغة الشراكة بين‬ ‫‪ -‬قيام القوات المســلحة بالتعاون مع‬ ‫الاستثمارات المشتركة مع الشركات والهيئات‬ ‫القطاع العام والقطــاع الخاص (‪.)ppp‬‬ ‫شركات القطاع العام والخاص بإقامة بنية‬ ‫وهنــا لابد أن أشــر إلى أنــه عندما زرت‬ ‫المحلية‪.‬‬ ‫شنغهاى عام ‪ 1990‬لم يكن بها أى أبراج‪،‬‬ ‫تحتية جديدة وتحسين البنية الموجودة‪.‬‬ ‫وجديــر بالذكــر أن التنافــس بين‬ ‫بينما حين وصلتها للعمل عام ‪ 1999‬كان‬ ‫‪ -‬تشــجيع مشروعــات الاســتثمار‬ ‫المحافظات والمدن على جذب الاســتثمارات‬ ‫عدد الأبراج (سكنية أو لشركات أو فنادق)‬ ‫يجعل المســتثمر يفكر فى المفاضلة بين ما‬ ‫فيها التى تزيد عن أربعين طابقاً حوالى‪30‬‬ ‫المتوسطة والصغيرة‪.‬‬ ‫تعرضه عليــه المحافظات‪ ،‬ولا ينصرف إلى‬ ‫ألف بــرج!!! وعلمت وشــاهدت أيضاً أن‬ ‫‪ -‬محاولــة زيــادة الدخــل من قناة‬ ‫الفترة منذ إخلاء الأرض إلى بدء تشغيل برج‬ ‫الســويس والســياحة وعوائد الصادرات‪،‬‬ ‫التفكير فى الاستثمار فى دولة أخرى‪.‬‬ ‫من الأبراج لا تســتغرق سوى عامين فقط‬ ‫وإيجاد مجالات استثمار داخلى للمصريين‬ ‫الاستعداد الإدارى‬ ‫(سرعة الإنجــاز)‪ ،‬وكثيراً ما كانت المحليات‬ ‫تشارك بنســبة معينة مع المستثمر فى رأس‬ ‫الذين يعيشون فى الخارج‪.‬‬ ‫‪ -‬هنــاك إدارات للاســتثمار فى كل‬ ‫المال لتشــجيعه وبعد الانتهــاء من إقامة‬ ‫‪ -‬اســتخدام الضرائــب فى الحد من‬ ‫محافظة ومدينــة صينية‪ ،‬بهــا موظفو‬ ‫البرج وتشــغيله تقرر إما الاستمرار أو بيع‬ ‫الاســتيراد والاستهلاك وتشــجيع الإنتاج‬ ‫حصتها للمستثمر إن أراد أو بيعها لمستثمر‬ ‫مــن جانــب‪ ،‬ومحاولة جــذب المزيد من‬ ‫استثمار متخصصون ومدربون‪.‬‬ ‫آخر (الأرض فى الصين ملكية عامة ويعطى‬ ‫الاســتثمارات الأجنبية‪ ،‬ولذا صدر قانون‬ ‫‪ -‬يتوافر مترجمون بين الصينية وجميع‬ ‫لغات العالم تقريباً تم تعليمهم وتدريبهم فى‬ ‫جديد للاستثمار فى عام ‪.2015‬‬ ‫معاهد وجامعات متخصصة على مر أجيال‬ ‫وفيمــا يلى أهم ملامح سياســة جذب‬ ‫منذ إعلان قيام جمهورية الصين الشعبية فى‬ ‫الاســتثمارات الأجنبية فى شنغهاى والتى‬ ‫لاحظتهــا أثناء خدمتى هنــاك «‪ 1999‬ـ‬ ‫عام ‪.1949‬‬ ‫‪ »2003‬ولاحظتهــا فى زيــارة سريعة إلى‬ ‫‪ -‬جهزت مناطق اســتثمارية ومناطق‬ ‫المدينة منذ حوالى ثلاثة أعوام‪ ،‬والتى حصلت‬ ‫تكنولوجية ومناطق حرة يســهل الوصول‬ ‫بها هذه المدينة من الاســتثمارات الأجنبية‬ ‫إليها بالطــرق والمواصلات ومــزودة بما‬ ‫على ما بين سبعة وعشرة مليارات دولار كل‬ ‫يســمونه «التوصيلات العشر» أى‪ :‬المياه ‪-‬‬ ‫الكهرباء ‪ -‬الصرف الصحى – التليفونات‬ ‫عام على مدار الثلاثين عاماً الأخيرة‪.‬‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪30‬‬

‫منطقة بودونج الجديدة فى شنغهاى‬ ‫‪ -‬الإنترنت ‪ -‬كابلات التليفزيون ‪ -‬تكييفات‬ ‫الهواء ‪ -‬مياه الإطفاء ‪ -‬الطرق الأسفلتية ‪-‬‬ ‫الصينى على الاقتصاد الأمريكى‪.‬‬ ‫‪ - 4‬حســنت حكومة شنغهاى من أداء‬ ‫‪ - 6‬قامت هيئة الاستثمار فى شنغهاى‬ ‫الســوق المحلى والذى بالطبع يتعامل مع‬ ‫المواصلات العامة)‪.‬‬ ‫بإرسال وفود لزيارة بعض الشركات العالمية‬ ‫شركات الاســتثمار أيضاً‪ ،‬فقامت بإنشاء‬ ‫‪ -‬تعد «دراسات جدوى تفصيلية» عن‬ ‫الكبرى أو المتوسطة التى تهتم بنوع معين‬ ‫شركات حكوميــة تقــدم الاستشــارات‬ ‫كل مشروع فى كل مدينــة يتضمن بيانات‬ ‫من المشروعات مثل إقامة مجمع سيارات أو‬ ‫للشركات الخــاسرة أو تغير إدارتها بتعيين‬ ‫شــاملة عــن رأس المال المطلوب‪ ،‬واســم‬ ‫بناء ناطحة سحاب أو كوبرى على نهر مثلاً‬ ‫مديريــن أكفاء ذوى خــرة فى مجالها أو‬ ‫الشريك المحلى إن وجد‪ ،‬ونســبة المشاركة‪،‬‬ ‫وعادة ما تسفر هذه الزيارات عن النجاح فى‬ ‫دمجها مع شركات أخرى أو بيعها أو إعلان‬ ‫والنســبة المتوقعة للأرباح وفقاً لســنوات‬ ‫إقناع الشركات الأجنبية بدخول المناقصات‬ ‫إفلاســها وتصفيتها‪ ،‬وذلك لتسهيل توفير‬ ‫إقامة المــروع والانتهاء منه‪ ،‬ومدى توافر‬ ‫أو الموافقة على تمويل المشروع أو جزء منه‬ ‫سلاسل تغذية أو تصريف وتوزيع للتعامل‬ ‫العمال ومتوسط أجورهم‪ ،‬ونسبة الضرائب‬ ‫والمهم هو «مخاطبة أو الذهاب» إلى المستثمر‬ ‫مع شركات الاســتثمار الأجنبية والمختلطة‬ ‫المركزية والمحلية‪ ..‬إلخ‪ ،‬وكل هذه البيانات‬ ‫المحتمل و»عدم انتظار أن يكتشف بنفسه»‬ ‫تطبــع فى دليل ضخم أو على إســطوانات‬ ‫وجود مشروعــات مهمــة أو مفيدة له فى‬ ‫بكفاءة‪.‬‬ ‫‪ - 5‬قامت حكومة شــنغهاى بتحديث‬ ‫تتضمن كافة مشروعات المدينة‪.‬‬ ‫الصين‪.‬‬ ‫قوانين بورصة شنغهاى وشروط التسجيل‬ ‫نماذج من إجراءات جذب الاستثمار‬ ‫‪ - 7‬أنشــأ عمدة شــنغهاى مجلســاً‬ ‫فيها‪ ،‬وربطها ببورصات عالمية أخرى حتى‬ ‫قامــت حكومــة شــنغهاى بنوعين‬ ‫استشارياً من كبار المستثمرين الأجانب فى‬ ‫أصبحت بورصة شنغهاى على كفاءة عالية‬ ‫رئيســيين من الإجراءات الأساســية لكى‬ ‫المدينة ويعقد اجتماعاً سنوياً لهذا المجلس‬ ‫فى اجتذاب التعامل فى الأســهم والسندات‬ ‫تجــذب الاســتثمارات الأجنبيــة‪ ،‬وهى‬ ‫لمدة ثلاثة أيام‪ ،‬توجه فيه الدعوة إلى رئيس‬ ‫والأوراق المالية لحشد الاستثمارات المحلية‬ ‫إجراءات فى المدينة والمحافظة لإعلاء صورة‬ ‫الشركــة أو مديرهــا العام فقــط لزيارة‬ ‫المدينة‪ ،‬وإجــراءات لجذب التواجد الأجنبى‬ ‫شــنغهاى وحضور الاجتماعات‪ ،‬وتتحمل‬ ‫والأجنبية‪.‬‬ ‫حكومة شــنغهاى كافة تكاليف الســفر‬ ‫ومن ناحية أخرى شــجعت الشركات‬ ‫والاستثمارات إلى المدينة‪.‬‬ ‫والإقامة فى أفخم الفنادق‪ ،‬ويعرض العمدة‬ ‫الصينية على التسجيل فى البورصات العالمية‬ ‫وفيما يلى بعض نماذج‬ ‫عــى الحاضرين ما تم إنجــازه فى المدينة‬ ‫الأخرى مثــل هونج كونــج والبورصات‬ ‫الإجراءات التى قامت بها‪:‬‬ ‫خلال العام المنصرم مســتعيناً بالخرائط‬ ‫الأمريكيــة والإنجليزية‪ ،‬وهكــذا تداخل‬ ‫‪ - 1‬منعــت حكومة شــنغهاى عادة‬ ‫والأفــام والزيارات الميدانيــة لمن يرغب‪،‬‬ ‫الاقتصاد الصينى «باعتبار شــنغهاى أكبر‬ ‫التفل الســيئة فى الشوارع والأماكن العامة‪،‬‬ ‫ويناقش هو وفريقه من المتخصصين رأى‬ ‫المدن الصينية المنتجة» فى الاقتصاد العالمى‬ ‫وفى غضون أســبوع اختفت هــذه العادة‬ ‫المستثمرين فى نمو المدينة واقتصادها‪ ،‬وما‬ ‫وقد ســاعد على ذلك حينئذ انضمام الصين‬ ‫تماماً فتحســنت الصورة العامة للمدينة‬ ‫لديهم من أفكار كما يذلــل العقبات التى‬ ‫وســكانها(إيماناً بأهمية ســلوك المواطن‬ ‫يشتكى منها المستثمرون‪ ،‬وفى أحيان كثيرة‬ ‫إلى منظمة التجارة العالمية‪.‬‬ ‫يتطوع المستثمرون باقتراح حلول للمشاكل‬ ‫ويلاحظ أنــه فى العام الماضى حاولت‬ ‫وصورته فى جذب الاستثمار)‪.‬‬ ‫بل والمشاركة باستثمارات جديدة سواء فى‬ ‫إدارة الرئيــس دونالــد ترامب شــطب‬ ‫‪ - 2‬تم تحديث ســيارات الأجرة التى‬ ‫مشاريع المدينة أو يعربون عن استعدادهم‬ ‫شركات صينيــة من البورصات الأمريكية‬ ‫كانت قديمــة ومتهالكة وتم اســتبدالها‬ ‫للقيام بمشروعــات جديدة غير موجودة فى‬ ‫بســبب ما اعتبرته خرقاً من جانب الصين‬ ‫بسيارات جديدة بيضاء وتدريب السائقين‬ ‫خطط المدينة لإنجاح أو اســتكمال المناخ‬ ‫للممارسات الســليمة‪ ،‬وقد اعتبر البعض‬ ‫على أعلى مســتوى فى التعامل مع الركاب‬ ‫هذه المحاولــة اتجاهاً أمريكيــاً لفصل‬ ‫المحليــن والزائرين (وقــد نقلت التجربة‬ ‫والبنية اللازمين للمشروعات الموجودة‪.‬‬ ‫تداخل الاقتصاد الصينــى مع الاقتصاد‬ ‫بالكامل إلى الوزارة للاستفادة بها فى مصر‬ ‫الأمريكــى وللحــد من تأثــر الاقتصاد‬ ‫«ربما مشروع التاكسى الأبيض»)‪.‬‬ ‫‪ - 3‬فى ميدان الشــعب بشنغهاى يوجد‬ ‫مبنــى الحكومــة المحليــة «البلدية» وبه‬ ‫معــرض يضم فى الــدور الأرضى نموذجاً‬ ‫ضخماً مجســماً يمثل مدينة شــنغهاى‬ ‫وتطورها وصورتها فى عام ‪« 2020‬أى قبل‬ ‫‪ 20‬ســنة من الوصول إلى عام ‪ »2020‬وفى‬ ‫هذا النموذج المجسم تظهر الطرق والكبارى‬ ‫والجامعــات والمــدارس والمستشــفيات‬ ‫ومجموعات الأبراج الســكنية وغيرها من‬ ‫المشروعات التــى يرون أن المدينة تحتاجها‬ ‫ومفتوحة للاســتثمار‪ ،‬وهكذا يمكن للزائر‬ ‫والمستثمر أن يرى صورة مبهرة ومجسمة‬ ‫وملونة للمدينة فى المستقبل بناء على المخطط‬ ‫التنموى لها‪.‬‬ ‫‪31 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫لبنك التنمية الجديد الذى أنشأته مجموعة‬ ‫أفضل» وشــارك فى المعرض الذى يقام كل‬ ‫لمحات من تجربة شنغهاى‬ ‫بريكس‪ ،‬كما وصل عدد القنصليات الأجنبية‬ ‫خمس سنوات فى إحدى المدن العالمية ‪192‬‬ ‫فى جذب الاستثمارات‬ ‫فى شنغهاى إلى واحد وسبعين قنصلية عامة‬ ‫دولــة‪ ،‬وهذا أكبر رقم للدول المشــاركة فى‬ ‫وخمس قنصليــات حتى عام ‪ 2020‬وكلها‬ ‫أى معرض عالمى حتى الآن‪ ،‬وكذلك ســجل‬ ‫وقد نقلنا هــذه التجربــة المفيدة إلى‬ ‫مصادر دخل كبير وتنشيط لاقتصاد المدينة‪.‬‬ ‫المعرض أكبر عدد من الزوار إذ بلغ عددهم‬ ‫مصر وطرقها الســيد محافظ الإسكندرية‬ ‫تقــوم هذه الهيئات بدعم تعــاون بلدانها‬ ‫فى ذلك الوقت‪ ،‬ولكن اكتفى بإنشاء مجلس‬ ‫مع محافظة شــنغهاى وبعض المحافظات‬ ‫أكثر من ‪ 73‬مليون زائر‪.‬‬ ‫استشــارى من رجال الأعمــال المصريين‬ ‫وقد شــاركت مصر بجنــاح صممته‬ ‫فى الإســكندرية‪ .‬والأمــل أن تطبق الفكرة‬ ‫الأخرى‪.‬‬ ‫المعمارية الشــهيرة زها حديــد‪ ،‬وتضمن‬ ‫مع المســتثمرين الأجانــب فى العديد من‬ ‫وتثبت التجربة أن القنصليات المصرية‬ ‫قســمين عن التاريخ المصرى وعن مدينة‬ ‫المدن المصرية لــإسراع بنهضتها وجذب‬ ‫فى الخــارج خاصــة فى المــدن التجارية‬ ‫والصناعيــة الكــرى تنشــط العلاقات‬ ‫القاهرة المتجددة‪.‬‬ ‫الاستثمارات الأجنبية‪.‬‬ ‫الاقتصادية‪ ،‬وتحصل دخلاً كبيراً لمصر ولذا‬ ‫اســتمر المعرض لأطول فترة مسموح‬ ‫‪ - 8‬بدأت شنغهاى فى عام ‪ 1999‬بإقامة‬ ‫فإن الاســتثمار مســتقبلاً فى قنصليات فى‬ ‫بها وهى ستة شهور‪ ،‬وتحولت بعده بعض‬ ‫عدد من المهرجانات العالميــة المنتظمة فى‬ ‫مدن مثل تورنتو أو ســاو باولو أو سانت‬ ‫الأجنحة إلى معارض دائمة للدول المشاركة‬ ‫مجالات عديدة «الفنون‪ ،‬السياحة‪ ،‬السينما‪،‬‬ ‫بطرسبرج أو جوانجو أو مدراس أو مراكز‬ ‫«للأسف لم تواتنى فرصة زيارته» وغطى‬ ‫الرياضة‪ ..‬إلخ» ولحســن الحظ استطاعت‬ ‫الاســتثمار مثل بروناى أو غيرها من المدن‬ ‫الإعلام العالمــى حفل الافتتــاح والختام‬ ‫مصر أن تشــارك فيها منذ بدايتها‪ ،‬كذلك‬ ‫أو الــدول يمكن أن تفيــد مصر فى جذب‬ ‫المبهرين‪ ،‬فيما أثنى المشاركون على تخطيط‬ ‫عقدت حكومة الصين مؤتمرات سياســية‬ ‫المعرض وعلى تقدم مدينة شنغهاى ووسائل‬ ‫واقتصاديــة فى المدينــة «اجتماعات أبك‪،‬‬ ‫الاستثمارات منها‪.‬‬ ‫مجموعة شنغهاى‪ ،‬مجموعة بريكس‪ ،‬قمة‬ ‫ومستوى المعيشة فيها‪.‬‬ ‫شرق آسيا‪ ..‬إلخ» مما أعطى العالم صورة‬ ‫خاتمة‬ ‫‪ - 11‬تعقد كثير من المدن حول العالم‬ ‫إيجابيــة عن مدينة متطــورة لها جاذبية‬ ‫يمكن أن نلخص الفكرة الأساســية فى‬ ‫ومنها شنغهاى اتفاقات تآخى أو توأمة مع‬ ‫تجمع بين التقاليد الصينية ومظاهر الحداثة‬ ‫الاســتفادة من تجربة جذب الاستثمارات‬ ‫مدن أخرى حول العالم‪ .‬واتفاقات التآخى‬ ‫حتى أن البعــض يقارنها بنيويورك ولندن‬ ‫إلى شنغهاى فى أنه تجب المبادرة بالاتصال‬ ‫هى اتفاقات بســيطة تقوم عــى التفاهم‬ ‫وباريس رغم قصر فــرة النهضة الحديثة‬ ‫بالشركات الكــرى والمتوســطة الدولية‬ ‫والتبادل وعلى أســاس وجود تشــابه بين‬ ‫(ولهــذا أيضاً يصطحب رجــال الدولة فى‬ ‫مدينتين أو محافظتــن «أو حتى قريتين‬ ‫السريعة مقارنة بتلك المدن العتيقة‪.‬‬ ‫زياراتهم الأجنبية رجال الأعمال المحليين)‪،‬‬ ‫أحياناً» مثل وجود نهر أو الإطلال على بحر‬ ‫‪ - 9‬اســتضافت شــنغهاى المؤتمــر‬ ‫وعرض المشروعات عليهــا والإجابة على ما‬ ‫أو الاشــراك فى حدث تاريخى أو الاشتهار‬ ‫السنوى لمجلة فورتشن (من أشهر مجلات‬ ‫تطرحه من استفســارات تتعلق بالمشروع‪،‬‬ ‫الاقتصاد العالمية) فى عام ‪ 2002‬لأكبر ‪500‬‬ ‫«وعدم انتظار» أن يعرف المستثمر الأجنبى‬ ‫بصناعة أو حرفة معينة‪ ..‬إلخ‪.‬‬ ‫شركة فى العالم‪ ،‬وكان التنظيم مبهراً‪ ،‬وبعد‬ ‫بفرص الاستثمار فى مصر‪ ،‬وتوفير مناخ من‬ ‫هــذه الاتفاقات تســهل وتنظم تبادل‬ ‫أن كان هنــاك ‪ 70‬شركــة عالمية تعمل فى‬ ‫الأنشطة الدولية المتنوعة والمبتكرة التى تبرز‬ ‫الوفود الرســمية ورجال الأعمال والوفود‬ ‫مدينة شنغهاى ارتفع العدد إلى ‪ 145‬شركة‬ ‫قدرة مصر على التنظيم الدقيق‪ ،‬وهو ما تم‬ ‫الشعبية‪ ،‬وتقيم قنوات اتصال بين مسئولى‬ ‫فى العام التــالى للمؤتمر من بين أكبر ‪500‬‬ ‫منه الكثير خلال الأعوام القليلة الماضية‪ ،‬كما‬ ‫المدينتــن أو المحافظتين ممــا يتيح لهما‬ ‫شركــة فى العالم‪ ،‬ولابد أن هذا العدد قد زاد‬ ‫أن نجاح بعض المشروعات المبكرة ســوف‬ ‫عند تبــادل الزيارات الاطــاع على التقدم‬ ‫بالمدينــة والأفكار الجديــدة التى تطبقها‬ ‫كثيراً منذ عام ‪.2004‬‬ ‫يجذب المزيد من المستثمرين‪.‬‬ ‫وأحدث المشروعــات وتحــاول المدينتان‬ ‫‪ - 10‬فى عام ‪ 2000‬عقد مكتب خارجية‬ ‫ورغم اتجاه معدلات الاستثمار العالمى‬ ‫تدعيم علاقتهمــا عن طريق التبادل الثقافى‬ ‫شــنغهاى (من فــروع وزارة الخارجية‬ ‫إلى التراجع منــذ الأزمة الاقتصادية العالمية‬ ‫والسياحى والاســتثمار‪ .‬وهكذا أصبحت‬ ‫الصينيــة فى المحافظــات) اجتماعاً لممثلى‬ ‫فى عام ‪ 2008‬فإنه مــن المتوقع أن تتزايد‬ ‫هــذه الاتفاقات أحد أهــم أدوات التطوير‬ ‫القنصليات فى شــنغهاى لطلب تأييد إقامة‬ ‫مــرة أخرى فى أعقاب النجــاح فى مواجهة‬ ‫والتجارة والاســتثمار فى العالم‪ .‬ولحسن‬ ‫معرض اكســبو ‪ 2010‬فى المدينة وبمجرد‬ ‫الحظ فإن للمدن المصريــة عدداً كبيراً من‬ ‫الفوز فى عام ‪ 2002‬بتنظيم المعرض العالمى‬ ‫الكورونا‪.‬‬ ‫اتفاقات التآخى والتوأمة التى تحتاج أحياناً‬ ‫بدأت مناقشة الاســتعدادات والتسهيلات‪،‬‬ ‫وبجانــب مــا ســبق يلــزم لجذب‬ ‫إلى تنشيطها للاستفادة من تأثيراتها خاصة‬ ‫وفى اجتماعات عديدة تم تخصيص الأماكن‬ ‫الاســتثمارات تحقيق الأمن والاســتقرار‪،‬‬ ‫والمســاحات عــى الخرائــط وغيرها من‬ ‫وتحسين المعيشــة فى المدن الهادفة لجذب‬ ‫جذب السياحة والاستثمارات‪.‬‬ ‫التفاصيل أى أن المدينة بدأت استعداداتها‬ ‫الاســتثمارات وصورتها العامة‪ .‬وهذا ما‬ ‫عقدت شــنغهاى اتفاقــات مع حوالى‬ ‫لإقامة المعرض قبل عشر سنوات من إقامته‬ ‫يحــدث حالياً فى ربوع مــر حيت تصل‬ ‫‪ 66‬مدينة حول العالــم‪ .‬ويجدر هنا ذكر‬ ‫عمليــة التحســن والتنميــة والتحديث‬ ‫أنه توجد اتفاقية تآخى بين الإســكندرية‬ ‫بالفعل‪.‬‬ ‫والابتكار إلى قطاعــات عديدة‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫وشــنغهاى منذ عــام ‪ 1992‬ومن خلالها‬ ‫كان موضوع المعرض التنمية المستدامة‬ ‫حل أو حلحلة العديد من المشكلات المزمنة‪،‬‬ ‫عقدت اتفاقية تآخى بين مكتبة الإسكندرية‬ ‫فى الحضر تحت عنوان «مدينة أفضل‪ ،‬حياة‬ ‫وإلى وضع أسس انطلاق الاقتصاد المصرى‪.‬‬ ‫ومكتبة شنغهاى فى عام ‪.1999‬‬ ‫‪ - 12‬اجتذبت شــنغهاى تمثيلاً أجنبياً‬ ‫كثيفاً وبعض المنظمات فقد أصبحت مقراً‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪32‬‬

‫نه ٌر مبارك الغَ َد َوات ميمو ُن الرَّ ْو َحات‬ ‫إذا كان المــؤرخ هيرودوت قال « إن مصر هبة النيل «‪ ،‬فإن النيل لم‏يجد‬ ‫مدبولى عتمان‬ ‫شــعباً يعشقه إلى حد التقديس مثل الشــعب المصرى اعترافاً‏بأهميته‬ ‫كشريان للحياة‪ .‬وتشهد على ذلك الوثائق التاريخية قديماً‏وحديثاً‪ .‬فقد‬ ‫مدير مركز الوعى العربى للدراسات الاستراتيجية‬ ‫عثر على ورقــة بردى عند مقبرة أحد موتــى قدماء‏المصريين مكتوب‬ ‫عليها‪« :‬إنك أيها الراحل فى لحد الخلود‪ ،‬سيفيض‏عليك النيل فى مضجعك‬ ‫الأخير أث ًرا مــن بركاته»‪ .‬مما يؤكد أنهم كانوا‏يقدســون النيل لكونه‬ ‫السبب الفعال فى صيانة أرواحهم من مهالك‏القحط والجدب‪ ،‬وانتشار‬ ‫الفاقة واستحكام الضيق‪.‬‏‬ ‫المصرية رســالة إلى‏ابنه قــال فيها‪« :‬لقد‬ ‫فى كتابــه (النيل‪ :‬حياة نهر) نص رســالة‬ ‫‏ وجــاء فى كتاب (النيل فى عهد الفراعنة‬ ‫علمنا النيل وألهمنا‪ ،‬أن المجرى رغم مشاق‬ ‫عمرو بــن العاص إلى أمير المؤمنين عمر بن‬ ‫والعرب) لمؤلفه أنطــوان‏زكرى‪« :‬ذُكر فى‬ ‫‏السير وطول الرحلة‪ ،‬يبقى نبع رقراق أبدى‬ ‫الخطاب‏جاء فيهــا‪« :‬اعل ْم يا أمير المؤمنين‬ ‫كتاب الموتى‪ :‬إن النيــل مولود من رع أى‬ ‫أن مص َر تربــة غبرا ُء‪ ،‬وشــجر ٌة‏خضراء‪،‬‬ ‫الشمس‏التى هى أكبر الآلهة عند المصريين‬ ‫دافق»‪.‬‏‬ ‫طولُها شــه ٌر وعرضها عش ٌر‪ ،‬يكتنفها جب ٌل‬ ‫القدماء‪ ،‬وكانــوا يقدمــون للنيل ‏بعض‬ ‫وانطلاقاً من قدســية النيل وأهميته فى‬ ‫أغبر‪ ،‬ورم ٌل‏أعفر‪ ،‬يَ ُخ ُّط َو َس َطها نه ٌر مبارك‬ ‫اعتبارات كالعبادة ويســمونه «حعبى» أى‬ ‫حياة المصريين حرصوا عــى‏تتبعه جنوباً‬ ‫ال َغ َد َوات ميمو ُن ال َّر ْو َحات‪ ،‬يَج ِرى‏بالزيادة‬ ‫الإله المقــدس»‪.‬‏وأضاف زكرى فى كتابه أن‬ ‫لاكتشاف منابعه والعمل على تأمينها سواء‬ ‫والنقصان ك َج ْرى الشمس والقمر له أوا ٌن»‪.‬‏‬ ‫قدماء المصريين كانوا يعتقدون أن‪« :‬‏النيل‬ ‫من خلال‏الســيطرة عليها أو بناء صلات‬ ‫وفى العــر الحديــث ارتبطت حياة‬ ‫فيض من الــركات الإلهيــة‪ ،‬يتنزل من‬ ‫المصريين بالنيل فى أوجه كثيرة‏وأنشدوا فيه‬ ‫السموات العلا إلى عالم‏الأرض‪ ،‬فيكون منها‬ ‫قوية مع المحيطين بتلك المناب ‪‎‬ع‪.‎‬‬ ‫أفصح الأشعار وأجملها حتى حافظ إبراهيم‬ ‫الرغد والسخاء وصلاحية الأرض لكل نبات‬ ‫وتشــر الوثائق إلى قيــام المصريين‬ ‫أحد عمالقة‏الشــعر فى مصر لقب بشاعر‬ ‫القدماء برحلات كشــفية وحملات‏متوالية‬ ‫النيل‪ ،‬وتغنى به كبــار المطربين‏المصريين‬ ‫‏يحتاجه الإنسان فى أدواره المعاشية»‏‪.‬‬ ‫لكشــف القارة الإفريقية منذ عهد الأسرات‬ ‫من عبدالوهــاب وأم كلثوم ونجاة الصغيرة‬ ‫‪‎ ‎‬وتؤكد الوثائــق أن المصريين القدماء‬ ‫القديمة‪ ،‬ولكنها‏تزايدت ونشــطت كشوف‬ ‫وغيره ‏م‪ ،‬وصــوروا فى مياهه وعلى ضفافه‬ ‫كانوا يعتبرون تلويث النيل أو‏تعويق جريانه‬ ‫منابع النيل فى عصــور الأسرات الفرعونية‬ ‫أشهر الأفلام والمسلســات منها فيلم‏‏»ابن‬ ‫يعد ذنباً يمنع رحمات الآلهة وسجلت على‬ ‫‏الأخيرة عام ‪ 2500‬قبل الميلاد‪ .‬ومن أشــهر‬ ‫النيل» و»صراع فى النيل» وغيرها مما يضيق‬ ‫حوائط‏بعض المعابــد الاعترافات الإنكارية‬ ‫رحلاتهم رحلة القائد العسكرى ‏حرخوف‬ ‫للمصرى القديم تقول‪« :‬أنــا لم‏ألوث ماء‬ ‫فى عــر الأسرة السادســة فى ظل حكم‬ ‫المجال هنا‏لذكرها‪.‬‏‬ ‫النهر‪ ...‬لم أمنع الفيضان فى موســمه‪ ...‬لم‬ ‫مــرن رع‪ .‬والرحلة‏التــى نظمت فى عصر‬ ‫وارتبطت أحلى الأوقات فى حياة المصريين‬ ‫الملكة حتشبسوت‪ ،‬وقد ســجلت تفاصيل‬ ‫بالنيل‪ .‬فأفضل مــكان ‏للنزهة يكون على‬ ‫أقم سداً للماء‏الجارى» ‪.‎‬‏ ‪‎‬‬ ‫تلك‏الرحلة على جدران معبد حتشبســوت‬ ‫كورنيش النيل أو ركوب المراكب والتجول فى‬ ‫‪‎ ‎‬ويجمع المؤرخــون أن النيل هو الذى‬ ‫بالأقصر‪ .‬أمــا أول محاولة‏بشرية معروفة‬ ‫‏مياهه‪ ،‬وكانت ضفافه أماكن التقاء المحبين‬ ‫ألهم المصريين القدماء بالتقويم‏الســنوى‬ ‫فى التاريخ للالتفاف حول القارة الإفريقية‬ ‫وأطلقوا عليه اســم «تقويم النيل»‪ .‬ويقول‬ ‫فقد أرســلها‏الملك نخاو الثانــى فى أوائل‬ ‫والعشاق‏‪.‬‬ ‫العالم الفرنسى‏نيقولا غريمال فى دراســة‬ ‫القرن السادس قبل الميلاد‪ .‬وسارت القافلة‬ ‫ولخص الدكتــور مصطفى الضبع أثر‬ ‫بعنــوان «تاريخ مصر القديــم»‪« :‬كانت‬ ‫‏بمحاذاة شاطئ القارة الإفريقية حتى أقصى‬ ‫النيل فى حياة المصريين فى‏دراســة بعنوان‬ ‫نقطة‏الانطلاق لتحديد بداية العام الجديد‬ ‫جنوبها‪ ،‬ثم صعدت السفن‏شمالاً بمحاذاة‬ ‫(النيل فى الشــعر العربى الحديث ‪ -‬قراءة‬ ‫هــى قياس ارتفاع منســوب مياه‏فيضان‬ ‫الشاطئ الغربى للقارة لتعود إلى الشواطئ‬ ‫تأسيسية)‏قائلاً‪« :‬ساهم الوجود التاريخى‬ ‫النيل ويتفق تماماً مع ظهور نجم الشعرى‬ ‫المصرية‏على البحر المتوسط ومنها إلى الني ‪‎‬ل‪.‎‬‬ ‫للنيــل فى تشــكيل وجدان الشــخصية‬ ‫اليمانية‪ ،‬وأحصى ‏الفلكيون المصريون عدد‬ ‫وقداستمرتالحملاتالمصريةلاستكشاف‬ ‫‏المصريــة‪ ،‬متداخلاً فى كثير من ســياقات‬ ‫الأيام بين كل ظهور للنجم فوجدوها ‪365‬‬ ‫وحماية منابع النيل فى‏العصر الحديث‪ .‬وذكر‬ ‫حياته الاجتماعية والسياســية ‏والنفسية‪،‬‬ ‫رفاعة الطهطــاوى فى كتابه (مناهج الألباب‬ ‫لنجد صداه فى فنون النظم المختلفة‪ :‬شــعر‬ ‫‏يوماً‪ ،‬وقسموها إلى ‪ 12‬شهراً»‪‎ ‎.‬‬ ‫‏العملىصأَرريةسفلىفىمباظهر ِجِفا‏لأآرداب ِعب السنعواصتريثةل)ا أَثنحمملحامدت‬ ‫الفصحى – شــعر‏العاميــة – الأغانى»‪.‬‬ ‫‪‎ ‎‬وأضاف نيقــولا أن المصريين القدماء‬ ‫متوالية‪ ،‬كانت الحملــة الأولى فى عام‏‏‪.1839‬‬ ‫وأضــاف الدكتور الضبــع‪« :‬فى رحلة بين‬ ‫قســموا الســنة إلى ثلاثة فصول‏تحددت‬ ‫وأكمل تلك الحملات حفيده الخديو إسماعيل‬ ‫دواوين‏الشــعر العربى فى العصر الحديث‬ ‫بناء على أحوال النيــل‪« :‬آخت» وهو فصل‬ ‫وكانت آخــر‏حملاته عــام ‪ 1876‬بقيادة‬ ‫أســفرت عن قرابة ‪ 400‬قصيــدة‏وقرابة‬ ‫الفيضان وبذر‏البذور‪ ،‬و»برت» وهو فصل‬ ‫النمو‪ ،‬ويوازى فصل الشتاء‪ ،‬و»شمو»‏فصل‬ ‫البكباشى أحمد عرابى‏‪.‬‬ ‫عشرين ديواناً عن النيل»‏‪.‬‬ ‫واهم من يتخيــل أن المصريين يمكنهم‬ ‫فالنيل لم يلهم الشــعراء والعشــاق‬ ‫الحصاد‏‪.‬‬ ‫التنازل عن قطرة مياه من‏شريان حياتهم‪.‬‏‬ ‫والفنانين فقط بل إنــه ألهم كل‏الطوائف‬ ‫ووصف القائد المسلم عمرو بن العاص‬ ‫المصرية‪ .‬وكتــب أحد كبار الدبلوماســية‬ ‫فاتح مصر النيل بأنه مبارك‏‪.‬‬ ‫فنشر الكاتــب الألمانى إميــل لودفيغ‬ ‫‪33 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫من هنا نبدأ‬ ‫مـصــر والصــين نـمـوذجـا‬ ‫فى إطار محاولتى اقتراح بعض الأفكار والخبرات‪ ،‬من واقع خدمتى الدبلوماســية فى أديس أبابا ولندن‬ ‫وبروكسل وموسكو وغيرها‪ ،‬للمســاهمة فى مشروع عملية التحديث وبناء مصر الحديثة وبناء الدول‬ ‫العربية والإفريقية والإســامية وغيرها فى كافة المجالات‪ ،‬وما قدمته فى إطار رؤيتى الشخصية بشأن‬ ‫أســس عملية البناء وأهدافها وآلياتها فى مصر فى مقالات متعددة‪ ،‬وقمت بعرض كيفية الاستفادة من‬ ‫تجارب العديد من الدول ومن ذلك التجربة الهندية وتجربة سنغافورة‪ ،‬وتجربة ماليزيا ودول مجموعة‬ ‫البريكس وغيرها أخذاً فى الاعتبار أن لكل دولة خصوصيتها وأن عملية التقدم ليست روشتة تصلح لكل‬ ‫دولة‪.‬‬ ‫فى رأيى أن ذلك يتم فى إطار‪:‬‬ ‫يوازى حجم الناتج المحلى للصين فى الســنة‬ ‫سفير د‪ .‬يوسف الشرقاوى‬ ‫‪ -‬أهميــة وضع إطار فكــرى مرجعى‬ ‫قبل ثلاثة عقود وتحقيــق فائض مالى كبير‬ ‫يحظى بالرضا والتوافق والمنطلقات الفكرية‬ ‫ويشترون قطاعاً كبيراً من السندات فى الخزانة‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫أهمية التجربة الصينية‬ ‫اللازمة فى هذا الصدد‪.‬‬ ‫الأمريكية‪.‬‬ ‫تتضح فى الآتى ‪:‬‬ ‫‪ -‬وضع الأســس اللازمة لحكم القانون‬ ‫كما تشــهد الصين حالياً نهضة صناعية‬ ‫وزراعيــة وطبيــة وعســكرية فضلاً عن‬ ‫أولاً ‪ -‬قــدرة هــذه الدولــة العظيمة‬ ‫والعدالة والتطبيق اللازم‪.‬‬ ‫تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الأمر الذى‬ ‫على امتــاك كافة مقاييــس القوة العظمى‬ ‫‪ -‬منظومة إنسانية الإدارة‪.‬‬ ‫قد يجعلها القوة الاقتصادية عالمياًقريباًخلال‬ ‫ومعاييرها خاصة القيادة والســيطرة وبما‬ ‫‪ -‬دور أساسى لمؤسسات الدولة الرسمية‬ ‫حوالى خمس سنوات والقوة العظمى عسكرياً‬ ‫فى ذلك القوة الناعمــة والتلاحم بين القيادة‬ ‫على صعيد توازن القوى الثنائى على مستوى‬ ‫والشــعب فى الداخــل الصينى والانتشــار‬ ‫وغير الرسمية‪.‬‬ ‫العالم فى حوالى عام ‪ ٢٠٢٥‬على ضوء متابعتنا‬ ‫‪ -‬إيلاء دور للمؤسسات العامة‪.‬‬ ‫لعملية الاتفاق العسكرى الصينى والأمريكى‬ ‫التدريجى إقليمياً ودولياً‪.‬‬ ‫‪ -‬تشجيع قيام قطاع خاص وطنى قوى‪.‬‬ ‫ثانياً‪ -‬اتباع نهج الإدارة الرشيدة بكافة‬ ‫‪ -‬أهمية العمــل لقيام قطاع أهلى يتكون‬ ‫فى الفترة الحالية وبضع سنوات ماضية‪.‬‬ ‫أبعادها خاصة وفقــاً للتعريف الذى وضعه‬ ‫من العديد مــن المنظمات غــر الحكومية‬ ‫إن هناك عوامل متوفرة لدى مصر والصين‬ ‫برنامج الأمم المتحدة للتنمية ومكافحة الفساد‬ ‫التطوعية التــى لاتهدف للربح والأخرى التى‬ ‫تســاعد على دعم التعــاون فى كافة المجالات‬ ‫والحفاظ على قوة الدولة وإعلاء قيم المواطنة‪.‬‬ ‫تحمل صفة النفع العام وفقاً لقوانين الحكم‬ ‫ثالثاً‪ -‬القدرة على الانفتاح السياسى وعلى‬ ‫خاصة الاقتصادية والثقافية ومن ذلك‪:‬‬ ‫الاقتصــاد العالمى خاصة منذ الســبعينيات‬ ‫المحلى‪.‬‬ ‫‪ -‬أن الدولتين تتمتعان بحضارة عظيمة‬ ‫وإحداث عملية نمو اقتصادى حوالى تســعة‬ ‫‪ -‬الاهتمام بعمليات بناء الإنسان والشباب‬ ‫تضرب جذورها وأعماقها عبر التاريخ وتمتد‬ ‫فى المائة ســنوياً فى العقــود الثلاثة الماضية‬ ‫وكبار الســن والطفولة وآليات التواصل فيما‬ ‫حتى الآن وتمثــل قوة ناعمــة لنهضتيهما‬ ‫وأصبحت الصين ثانى أكبر قوة اقتصادية فى‬ ‫بينها ورقيها‪.‬‬ ‫وتوثيق عرى الصداقة بينهما‪.‬‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يتــم الأخذ فى الاعتبــار أن عملية‬ ‫‪ -‬أن من عوامل التشــابه المفيدة للبلدين‬ ‫رابعاً‪ -‬الإطار المرجعى الفكرى المتجدد‬ ‫البناء الداخلى تتم فى إطار بناء القوة الشاملة‬ ‫وجود سوق كبير ويتميز السوق المصرى بأنه‬ ‫فى الصين والوعى بدقة على كافة المســتويات‬ ‫والعملية الديمقراطية والدولة المدنية ووسط‬ ‫الطريق إلى إفريقيا والدول العربية والآسيوية‬ ‫الدبلوماسية والتعليمية والإعلامية والثقافية‬ ‫سياســة خارجية متوازنة فى دوائر متنوعة‬ ‫وتوفر العمالة الرخيصــة الماهرة والخبرات‬ ‫ومهمــة‪ :‬العربيــة والإفريقيــة والأمريكية‬ ‫والأمنية والعسكرية‪.‬‬ ‫المتنوعه فى البلدين‪.‬‬ ‫خامســاً‪ -‬إيلاء أولوية للبحث العلمى‬ ‫والآسيوية والأوروبية‪.‬‬ ‫‪ -‬كما أن مصر توفر تسهيلات للاستثمار‬ ‫والطبى والرقمنــة والتكنولوجيا والاتصالات‬ ‫‪ -‬أنه فى هــذا الإطار يلاحظ الاهتمام على‬ ‫وتعتبر سوقاً جاذبة للاســتثمارات فى البنية‬ ‫مســتويات مختلفة بدعم العلاقات بين مصر‬ ‫التحتية خاصة فى العاصمة الإدارية الجديدة‬ ‫والطاقة الذرية والفضاء‪.‬‬ ‫والصين فى كافة المجالات ومن مؤشرات ذلك‪:‬‬ ‫وتكنولوجيا الاتصالات والسياحة واستخراج‬ ‫ومن المثــر للدهشــة أن الناتج المحلى‬ ‫‪ -‬مقابلات الســيد الرئيــس عبدالفتاح‬ ‫وتكرير البترول والغاز وتشــييد الســكك‬ ‫الإجمالى الصينى فى يوم واحد من عام ‪٢٠٠٨‬‬ ‫الســيسى مع الرئيس الصينــى عدة مرات‬ ‫وهذا التحرك المصرى نحو الصين يكتســب‬ ‫الحديدية ومترو الأنفاق وغير ذلك‪.‬‬ ‫أهمية كبيرة سياســياً واقتصادياً وعسكرياً‬ ‫يمكن الاستفادة من التجربة الصينية فى‬ ‫إطار توثيق عرى الصداقة بين البلدين مصر‬ ‫وتكنولوجياً‪.‬‬ ‫والصين وتدعيم العلاقات فى كافة المجالات من‬ ‫‪ -‬كما أنــه يلاحظ أن الانفتاح على العالم‬ ‫يأتى فى ضوء نجاحــات التحرك الدبلوماسى‬ ‫خلال الآتى‪:‬‬ ‫المــرى عربياً وإفريقيًا حيث تولى الســيد‬ ‫‪ - 1‬أهمية عقد دورات تدريبية للتعريف‬ ‫الرئيس عبدالفتاح السيسى الرئاسة الدورية‬ ‫للاتحاد الإفريقــى عام ‪ ،٢٠١٩‬وآســيوياً‬ ‫بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬ ‫وأوروبيــاً فضلاً عــن التحــرك المتواصل‬ ‫‪ - 2‬أهمية زيادة الناتج القومى الإجمالى‬ ‫صوب واشــنطن بهدف توثيق عرى المصالح‬ ‫والدخل للفرد والأسرة والأدوات التكنولوجية‬ ‫الإســراتيجية الوطيدة مع الولايات المتحدة‬ ‫الحديثة لتســييرها‪ .‬وإلزام الشركات الكبرى‬ ‫بتوفير الدعم المناســب للمشروعات الصغيرة‬ ‫الأمريكية‪.‬‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪34‬‬

‫للأغراض السلمية مثل توليد الكهرباء وتحلية‬ ‫‪ - 4‬اشــراك الجانبــن فى مصلحــة‬ ‫خاصــة من خــال تخصيص نســبة من‬ ‫المياه‪.‬‬ ‫مشــركة لإقامة نظام تجارى عادل وإحداث‬ ‫أعمالها للشركات الصغيرة والمتوسطة وإقامة‬ ‫ديمقراطية عادلة فى العلاقات الدولية سياسية‬ ‫نظام المشــاركة معها خاصة فى قطاع أعمال‬ ‫‪ - 9‬كذلك الســعى من أجل إقامة وادى‬ ‫البناء والإنشــاءات والتشييد‪ .‬وفى هذا الشأن‬ ‫تكنولوجــى صينى مشــرك للاســتفادة‬ ‫واقتصادية‪.‬‬ ‫فيسعدنى أن أشــيد بما ذكره السيد الوزير‬ ‫مــن التكنولوجيا الصينيــة المتقدمة وليس‬ ‫‪ - 5‬إن تدعيــم العلاقات فى هذا الشــأن‬ ‫الأسبق ثم رئيس أســبق للوزراء المهندس‪/‬‬ ‫التقليدية وعملية نقل التكنولوجيا والتدريب‬ ‫والاستفادة من التجربة الصينية يمكن أن يتم‬ ‫إبراهيــم محلــب وزير الإســكان والمرافق‬ ‫والأيدى العاملة المصريــة الماهرة فى مجالات‬ ‫من خلال توســيع الجامعة الصينية الحالية‬ ‫والمجتمعــات العمرانية الأســبق أن تنفيذ‬ ‫تصنيع مشــرك فى مجالات مختلفة عسكرية‬ ‫فى مصر وفتــح جامعة صينية كبيرة فى مصر‬ ‫العديد من المشروعات فى هذا الإطار ســوف‬ ‫وتكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الزراعية‬ ‫وفقاً للقواعد القانونية المنظمة لذلك فى وزارة‬ ‫يتم إســناده للشركات المتوسطة والصغرى‬ ‫وتكنولوجيا الرى وعلاج الأمراض وغير ذلك‪.‬‬ ‫التعليم العــالى وأن تكون المواد الدراســية‬ ‫ولــن تكون مقصورة على شركــة المقاولون‬ ‫وسوف تســتفيد الصين من موقع مصر‬ ‫معترفاً بها مــن وزارتــى التعليم فى مصر‬ ‫العرب العملاقة والتــى تقوم بدور متميز فى‬ ‫الإستراتيجى للاستثمار والتسويق فى إفريقيا‬ ‫والصين ويكون سوق العمل المصرى فى حاجة‬ ‫عمليات التشــييد والبناء فى الدول الإفريقية‬ ‫لتخصصات محددة بهــا ويمكن أن ترتبط‬ ‫والعربية وليس داخل مصر فقط فى العاصمة‬ ‫والدول العربية والإفريقية وغير ذلك‪.‬‬ ‫تلك الجامعة بالــركات المصرية ‪ -‬الصينية‬ ‫الإدارية الجديدة وربوع مصر وينبغى أن يتم‬ ‫‪ - 10‬أهمية توســيع نشاط الاستثمارات‬ ‫العاملة فى مصر وتكون مجالاً خصباً للتدريب‬ ‫الاســتفادة والاقتداء بهذا النموذج فى مجالات‬ ‫المتميزة والمشروعات الصينية الناجحة حالياً‬ ‫التنمية الاقتصاديــة والاجتماعية الأخرى فى‬ ‫فى مصر التى تحظى بهــا العاصمة الإدارية‬ ‫ولتشغيل الدارسين فيها‪.‬‬ ‫الجديدة والمنطقــة الاقتصادية التابعة لقناة‬ ‫‪ - 6‬تشــجيع التبــادل الطلابى وبين‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫الأساتذة والمختصين فى شئون البحث العلمى‬ ‫‪ - 3‬أنه يجــب أيضاً البناء واســتثمار‬ ‫السويس‪.‬‬ ‫والتكنولوجيــا والطبيــة والثقافية والأمنية‬ ‫العلاقات التاريخية بــن الحضارة المصرية‬ ‫‪ - 11‬أهمية دراسة الاستفادة من تجربة‬ ‫والمجالات العسكرية والدبلوماسيين بين مصر‬ ‫القديمة والحضارة العربية الإســامية من‬ ‫زيادة الإنتاج الزراعى والصناعى وتكنولوجيا‬ ‫جانب والحضارة الصينية وأن ما يعزز ذلك‬ ‫المعلومات فى الصين ورفع الحد الأمثل للإنتاج‬ ‫والصين‪.‬‬ ‫هو ما ذكره رســولنا الكريم محمد صلى الله‬ ‫لهذه الدولة الكبيرة التى يزيد عدد ســكانها‬ ‫‪ - 7‬أهميــة فتح فرع لجامعة القاهرة فى‬ ‫عليه وســلم حول الاعــراف بأهمية العلوم‬ ‫حالياً عــن ‪ ١.٣‬مليار نســمة أى أكثر من‬ ‫الصين لدراسة اللغة العربية وآدابها والعلوم‬ ‫الصينيــة حيث قال‪« :‬اطلبــوا العلم ولو فى‬ ‫أربعــة أضعاف العالــم العربى ونجحت فى‬ ‫المختلفة فى هذا الشــأن والتجارة والسياحة‬ ‫الصين» هــذا إلى جانب الصــات والروابط‬ ‫تحقيق نهضة كبيرة فى التكنولوجيا الزراعية‬ ‫لمصر وفنون العمارة وبناء علاقة مع المسلمين‬ ‫بين الحضارة المصريــة القديمة والحضارة‬ ‫التى تمثل ركيزة قوية فى تقدم الصين ورفع‬ ‫فى الصين على أســاس أنهم جزء من النسيج‬ ‫الصينية والروابط التجاريــة بين الجانبين‬ ‫الوطنى الصينى والنهضــة الصينية وأنهم‬ ‫من خلال طرق التجــارة والعبور عبر مصر‬ ‫مستوى معيشة سكانها‪.‬‬ ‫يدركون أنهم يتمتعون بهويتهم الحقيقية أى‬ ‫إلى إفريقيــا وأوروبا وغير ذلك خاصة طريق‬ ‫‪ - 12‬أهمية التوسع فى فتح أقسام لتعليم‬ ‫اللغة الصينية فى بعــض الجامعات المصرية‬ ‫أنهم مسلمون صينيون‪.‬‬ ‫الحزام والحرير‪.‬‬ ‫ومساعدة الخريجين من هذه الجامعات على‬ ‫‪ 8-‬أهميــة تدعيم التعــاون بين مصر‬ ‫والصين فى مجالات التعاون النووى المختلفة‬ ‫توفير فرص عمل لهم‪.‬‬ ‫‪ 13-‬أهمية فتح قنوات التواصل وتقنين‬ ‫التعاون الإســراتيجى الراسخ والمزمن من‬ ‫خلال عقد مذكرات تفاهم قانونية وعملية بين‬ ‫ما يلى‪:‬‬ ‫‪ -‬المعهد الدبلوماسى بوزارة الخارجية‪.‬‬ ‫‪ -‬المجلس المصرى للشئون الخارجية‪.‬‬ ‫‪ -‬المركز المــرى للفكر والدراســات‬ ‫الإستراتيجية‪.‬‬ ‫‪ -‬مركز الأهرام للدراســات السياســية‬ ‫والإستراتيجية‪.‬‬ ‫وغيرها مع نظرائها فى الصين‪.‬‬ ‫‪ - 14‬أهمية التعاون بين القنوات الإعلامية‬ ‫والصحف بين الجانبين‪.‬‬ ‫‪ - 15‬إنشاء وكالة أنباء مشتركة بين مصر‬ ‫والصين‪.‬‬ ‫‪ - 16‬هذا ونأمل أيضاً أن تواصل الصين‬ ‫دعمها لتطلعات الشعب الفلسطينى وإقامة‬ ‫دولة فلســطينية مستقلة وعاصمتها القدس‬ ‫الشرقية فى ضوء علاقاتها المتنامية مع إسرائيل‬ ‫ومع تطلعات الشعوب العربية والإفريقية فى‬ ‫إطار‪ win win relation‬فى كافة المجالات فى‬ ‫ضوء الانتشار الواســع للصين على المستوى‬ ‫الاقتصادى وقوتهــا المتنامية فى الأمم المتحدة‬ ‫والمنظمات الدولية‪.‬‬ ‫‪35 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫«الحديد والصلب» ‪ ..‬حكاية لها تاريخ‬ ‫فى خــر تناقلته العديد من وســائل الإعلام‪ ،‬تمت الإشــارة إلى أن دورة غير عادية للجمعية‬ ‫العمومية لشركة الحديد والصلب المصرية قررت تقسيم الشركة إلى قسمين‪ :‬مصنع الحديد‬ ‫والصلب فى حلوان‪ ،‬وقســم المناجم والمحاجر‪ ،‬وأنها قررت تصفية الأول بســبب خســائره‬ ‫المســتمرة‪ ،‬بل والمتزايدة‪ ،‬من جهة‪ ،‬والتراجع المتواصل فى عائدات مبيعات منتجاته من جهة‬ ‫أخرى‪ ،‬بينما قررت فتح باب الثانى لمساهمات من القطاع الخاص فى رأس المال‪.‬‬ ‫يستطيع إنكار أن تلك التجربة تعرضت‬ ‫سفير د‪ .‬وليد محمود عبد الناصر‬ ‫يبدو الخبر موجــزاً‪ ،‬إلا أن للقصة‬ ‫لتحديات كبرى وأنها وصلت إلى نهايتها‬ ‫تاريخاً طويلاً وجذوراً متشــعبة‪ ،‬قد لا‬ ‫تقريباً فى عقــد الأربعينيات من القرن‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫يعرفهــا الكثيرون فى مــر أو الوطن‬ ‫العشرين ودخلت الرأسماليات الأجنبية‬ ‫العربى‪ ،‬خاصة من الشــباب والنشء‪،‬‬ ‫على الخط لتلتهــم العديد من إنجازات‬ ‫الوطن وأحد المشاريع الوطنية المهمة فى‬ ‫فى أيامنا هذه‪ ،‬وأزعم هنــا أنها حكاية‬ ‫تلــك التجربة أو مما تبقــى منها‪ ،‬كما‬ ‫التاريخ المعاصر لمــر‪ ،‬كما أنه حديث‬ ‫تســتحق العودة إليهــا وإلى تطوراتها‬ ‫أن تلك التجربة لــم تنجح فى الوصول‬ ‫فى الاقتصاد‪ ،‬ولكــن من منظور تنموى‬ ‫التاريخية على مدار ما يقرب من سبعة‬ ‫إلى مرحلــة الصناعــات الثقيلة‪ ،‬ليس‬ ‫شامل‪ ،‬وليس من منظور تجار التجزئة‪،‬‬ ‫بســبب تقصير من أصحابها الأصليين‬ ‫أى منظور الربح والخســارة بمعناهما‬ ‫عقود‪.‬‬ ‫المصريين‪ ،‬بل لأن التصنيع الثقيل يتطلب‬ ‫المباشر والآنى‪ ،‬فنحن لا نقول هنا أنه لم‬ ‫ففى عــام ‪ ،1954‬قــرر الرئيس‬ ‫اســتثمارات ضخمة ويحقق عائداً على‬ ‫تكن هناك صناعات فى مصر قبل يوليو‬ ‫المصرى الراحــل جمــال عبدالناصر‬ ‫المدى الطويل فقــط‪ ،‬وهو ما يمكن أن‬ ‫‪ ،1952‬ولا نلغى جز ًءا من تاريخ الوطن‬ ‫تأسيس الشركة المصرية للحديد والصلب‬ ‫تقوم به الحكومات ومــن الصعب أن‬ ‫لصالح تعظيم جزء آخر‪ ،‬فهذه جريمة‬ ‫فى أول خطوة لثــوار يوليو فى التحرك‬ ‫فى حق عقل وذاكرة ووعى أى شعب أو‬ ‫نحو إدخال مصر واقتصادها إلى عصر‬ ‫يقوم به القطاع الخاص‪.‬‬ ‫أمة‪ ،‬وهــى جريمة‪ ،‬من وجهة نظرنا‪ ،‬لا‬ ‫الصناعــات الثقيلة‪ ،‬وهــو عصر كانت‬ ‫وإذا عدنا إلى تجربة الحديد والصلب‬ ‫تســقط بالتقادم‪ .‬فلا أحد يستطيع أن‬ ‫البلدان النامية فى قــارات العالم الثالث‬ ‫فى الحقبة الناصرية‪ ،‬نجــد أن اختيار‬ ‫ينكــر التجربة المهمــة فى التحول نحو‬ ‫فى إفريقيا وآســيا وأمريــكا اللاتينية‪،‬‬ ‫مكان إقامة المصنع كان‪ ،‬ولا يزال‪ ،‬مثار‬ ‫التصنيع والســعى لبناء صناعة وطنية‬ ‫والتى كانت تحصل تباعاً على استقلالها‬ ‫خلاف كبير‪ ،‬أصبح الآن تاريخياً‪ ،‬داخل‬ ‫تدخل مصر إلى عــر جديد اقتصادياً‬ ‫السياسى فى تلك الفترة‪ ،‬تسعى له بشكل‬ ‫مصر‪ ،‬خاصة بين صفوف النخبة‪ ،‬حيث‬ ‫واجتماعياً وثقافياً‪ ،‬ومن ث ّم سياســياً‪،‬‬ ‫حثيث باعتباره المدخل لإحداث تحولات‬ ‫هناك من انتقد اختيــار منطقة حلوان‬ ‫لقطاع وطنى مــن البرجوازية المصرية‬ ‫اقتصادية نوعية تساعد تلك البلدان على‬ ‫لإقامة المصنع‪ ،‬وذلك لأســباب متنوعة‪:‬‬ ‫فى أعقاب ثورة ‪ ،1919‬وبشكل متزامن‬ ‫الانتقال إلى مراحل أكثر تقدماً فى مسيرة‬ ‫فهناك مــن رأى فى ذلك الاختيار تدميراً‬ ‫مع خطوات الاســتقلال الرسمى لمصر‪،‬‬ ‫التنمية الاقتصادية‪ ،‬ومن ثم التحرك بتلك‬ ‫لمميزات موقع مشــفى محلى وإقليمى‬ ‫وبناء تجربة ديمقراطية تعددية ليبرالية‬ ‫البلدان نحو تحقيق هدف كان مستهدفاً‬ ‫وعالمى للعلاج بالميــاه الكبريتية‪ ،‬حيث‬ ‫فى نفس التوقيــت‪ ،‬خاصة جهود قادها‬ ‫لدى أغلبها فى ذلك الوقت وهو الاستقلال‬ ‫كان يقصده الكثير من المصريين والعرب‬ ‫طلعت باشــا حرب‪ ،‬ولكــن كان معه‬ ‫والأجانب للســياحة العلاجية‪ ،‬كما كان‬ ‫مصريــون آخرون عديدون لا يتســع‬ ‫الاقتصادى والاعتماد على الذات‪.‬‬ ‫يقصده حتى أفراد عاديون من المواطنين‬ ‫وفى مصر‪ ،‬وخلال الحقبة الناصرية‬ ‫المصريــن للاســتمتاع بحدائق حلوان‬ ‫المجال لذكرهم هنا‪.‬‬ ‫على وجه التحديــد‪ ،‬كانت إقامة مصنع‬ ‫الجميلــة‪ ،‬ولكن كان هنــاك أيضاً من‬ ‫إلا أنــه بنفــس المنطــق‪ ،‬فلا أحد‬ ‫الحديد والصلب فى منطقة حلوان تعتبر‬ ‫وجه الانتقاد لاختيار المكان من منظور‬ ‫أحد الــروح الرئيســية والعلامات‬ ‫اقتصادى لبعده عن مواقع اســتخراج‬ ‫البارزة لدخول مصر إلى عصر الصناعات‬ ‫المادة الخــام فى جنوب مــر‪ .‬إلا أن‬ ‫الثقيلة‪ ،‬مثلــه مثل مصنع الألومنيوم فى‬ ‫القرار اتخذ وقتها على مستوى القيادة‬ ‫السياســية وتم بناء المصنع بالفعل فى‬ ‫نجع حمادى فيما بعد‪.‬‬ ‫وحتى تكون الأمور واضحة‪ ،‬ولكى‬ ‫حلوان‪.‬‬ ‫لا يتهمنا أحد بالتحيز المســبق لمرحلة‬ ‫وإذا كان القــارئ اليوم يطلع على‬ ‫دون أخرى‪ ،‬أو أيديولوجية دون أخرى‪،‬‬ ‫بينما محط اهتمامنا هنا هو حديث عن‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪36‬‬

‫فى سوء إدارة الكثير من مصانع وشركات‬ ‫ليســت بالأمر الســهل‪ ،‬فهناك أسباب‬ ‫خبر قرار تصفية مصنع الحديد والصلب‬ ‫القطاع العام المصرى‪ ،‬ومن ث ّم فى تراجع‬ ‫متنوعــة‪ ،‬وتنتمى إلى أزمنــة مختلفة‬ ‫بحلوان‪ ،‬فالحق والإنصاف يقضيان بأن‬ ‫عوائد مبيعــات منتجاتها وتزايد تراكم‬ ‫يتعرف على مســرة هذا المصنع المهم‪.‬‬ ‫خســائرها‪ ،‬وما ترتب على ذلك من بدء‬ ‫ومتتالية‪.‬‬ ‫فبدايــة بناء المصنع كانــت من خلال‬ ‫استدانة تلك المؤسسات ووصول ديونها‬ ‫فبداي ًة جاءت هزيمة ‪ 5‬يونيو ‪1967‬‬ ‫الاعتماد على عملية اكتتاب وطنى وعرض‬ ‫إلى مستويات غير قابلة للاستدامة بسبب‬ ‫العســكرية لتفرض على الدولة المصرية‬ ‫أسهم المصنع للبيع للمواطنين المصريين‪.‬‬ ‫عدم قدرة تلك المنشــآت على سدادها‪،‬‬ ‫إعادة تخصيــص مواردها الاقتصادية‬ ‫وبعد ســنوات قليلة من إنشاء الشركة‪،‬‬ ‫والســعى إلى إعادة جدولتها‪ ،‬وتحولها‬ ‫للتركيز على إعادة بناء القوات المســلحة‬ ‫وتحديــداً فى أعقاب اندحــار العدوان‬ ‫بشــكل متصاعد إلى عــبء على كاهل‬ ‫بغــرض تحريــر الأراضى التى احتلت‬ ‫الثلاثى فى ديســمبر ‪ ،1956‬انطلقت فى‬ ‫عــام ‪ ،1967‬وبالتالى جــاء ذلك على‬ ‫بدايات عــام ‪ 1957‬أول محاولة لبناء‬ ‫ميزانية الدولة‪.‬‬ ‫حســاب الموارد المخصصــة للإحلال‬ ‫تنمية اقتصادية يكون من أسسها التحول‬ ‫وبالإضافة إلى ما سبق‪ ،‬فقد فوجئ‬ ‫والتجديــد بالنســبة للمصانع وغيرها‬ ‫إلى الصناعات الثقيلــة‪ ،‬إلا أن التحول‬ ‫الجميع فى منتصف عقد الستينيات من‬ ‫من المنشــآت‪ ،‬بما فى ذلك مصنع حلوان‬ ‫الأكبر جاء فى مطلع عقد الستينيات من‬ ‫القرن الماضى بتكليف المشــر الراحل‬ ‫للحديد والصلب‪ ،‬وهى ممارسة استمرت‬ ‫القــرن العشرين مع تبنــى أول خطة‬ ‫عبدالحكيم عامــر‪ ،‬النائب الأول لرئيس‬ ‫لســنوات تالية‪ ،‬حتى أنها استمرت بعد‬ ‫خمسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية‬ ‫الجمهورية ونائب القائد الأعلى للقوات‬ ‫فى تاريخ مصر‪ ،‬ثم اندرج الأمر بعد عام‬ ‫المســلحة فى ذلك الوقت‪ ،‬مسئولية تولى‬ ‫حرب ‪ 6‬أكتوبر ‪.1973‬‬ ‫واحد فى إطار إعلان القيادة السياســية‬ ‫رئاسة الهيئة المشرفة على القطاع العام‪،‬‬ ‫ولكن كان هناك سبب آخر يعود إلى‬ ‫تبنى التحول الاشتراكى وإصدار قوانين‬ ‫وهو الأمر الذى أكــد عدد من المؤرخين‬ ‫بدء تشغيل المصنع‪ ،‬واستمر فى المراحل‬ ‫يوليو الاشتراكية فى يوليو ‪ ،1961‬والتى‬ ‫الاقتصاديــن لتلك المرحلــة أنه أحدث‬ ‫التالية‪ ،‬وهو اختيار القيادات والكوادر‬ ‫كان مــن أهدافها الإســراتيجية أيضاً‬ ‫ارتبــاكاً فى إدارة القطاع العام المصرى‪،‬‬ ‫التى تتولى مســئولية المصانع والمنشآت‬ ‫الرهان عــى التحول السريع نحو المزيد‬ ‫وأضاف لعوامل أخــرى‪ ،‬داخل القطاع‬ ‫الإنتاجية الجديــدة‪ ،‬فهناك ما هو بات‬ ‫العام وخارجــه‪ ،‬كانت بــدأت تظهر‬ ‫معروفاً فيما بعد من تفضيل ما يسمى‬ ‫من الصناعات الثقيلة‪.‬‬ ‫وتعرقل إدارة هذا القطاع المهم بشــكل‬ ‫بـ»أهل الثقــة»‪ ،‬أى الموالين‪ ،‬من زاوية‬ ‫ولكن الســؤال الذى من المؤكد أن‬ ‫إدارى وتقنى احترافى ومتميز يســاعد‬ ‫نظرة ضيقة‪ ،‬على «أهل الكفاءة والخبرة»‬ ‫القارئ يطرحه بإلحاح هو‪ :‬لماذا ينتهى‬ ‫عــى تلبية الدور المــزدوج الاقتصادى‬ ‫فى تلك الاختيارات‪ ،‬وبالتأكيد هذه المقولة‬ ‫الأمر بهذا المشروع الوطنى العملاق إلى‬ ‫والاجتماعى المنوط بهذا القطاع الحيوى‬ ‫ليســت عامة أو صحيحة على إطلاقها‪،‬‬ ‫التصفية بسبب تراكم الخسائر والديون‬ ‫ولكنها ثبتــت فى العديد من الحالات فى‬ ‫وتراجــع المبيعات والأربــاح على مدار‬ ‫فى المجتمع المصرى آنذاك‪.‬‬ ‫تلك الفترة وفيما بعدها‪ ،‬وللأســف لم‬ ‫ومن المهم أن نتذكر هنا أنه فى أعقاب‬ ‫يتوقف تطبيق هذا المعيار‪ .‬ولاشك أن هذا‬ ‫السنين؟‬ ‫هزيمة يونيو ‪ ،1967‬وعلى مدار العديد‬ ‫السبب كان له دور كبير على مدار السنين‬ ‫والواقع أن الإجابة على هذا الســؤال‬ ‫من المظاهرات التــى لعب فيها الطلاب‬ ‫والعمال دوراً طليعياً بد ًءا من مظاهرات‬ ‫فبراير ومارس من عام ‪ 1968‬المناهضة‬ ‫للأحــكام المخففــة الصــادرة بحق‬ ‫قادة ســاح الطيران المصرى‪ ،‬ومروراً‬ ‫بالمظاهرات الطلابية والعمالية الشهيرة‬ ‫عــام ‪ 1972‬ووصولاً إلى انتفاضة يناير‬ ‫فى عام ‪ ،1977‬أى خلال حكم الرئيسين‬ ‫الراحلين جمــال عبدالنــاصر وأنور‬ ‫الســادات على التوالى‪ ،‬فقد لعب عمال‬ ‫مجمع الحديد والصلــب بحلوان دوراً‬ ‫رئيســياً ومؤثراً فى سياق تلك الأحداث‪،‬‬ ‫إلى الحد الذى جعل الشاعر الراحل أحمد‬ ‫فــؤاد نجم ألف قصيــدة غناها الفنان‬ ‫الراحل الشــيخ إمام عيــى جاء فيها‬ ‫مقطع يشــر إلى عمال حلوان على وجه‬ ‫التحديد ودورهم الحيوى فى المظاهرات‬ ‫‪37 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫العاجلة آنذاك لتلك المصانع والشركات‪،‬‬ ‫والسياسية المواتية لانطلاقه فى مجالات‬ ‫«الحديد والصلب»‬ ‫ســواء فى مجال التدريب وإعادة تأهيل‬ ‫وأنشــطة تضيف للاقتصــاد الوطنى‬ ‫‪..‬حكاية لها تاريخ‬ ‫الكوادر البشرية‪ ،‬أو فى مجال متطلبات‬ ‫من جهة‪ ،‬وبين الحفاظ على مؤسســات‬ ‫الإحلال والتجديد للمعدات الرأسمالية‪،‬‬ ‫القطاع العام والتى حمت مصر‪ ،‬بشهادة‬ ‫الطلابية العمالية عام ‪.1972‬‬ ‫أو فى مجــال متطلبــات التحديــث‬ ‫الرئيس المصرى الراحل أنور الســادات‬ ‫كذلــك علينا أن نســتحضر هنا أن‬ ‫شخصياً‪ ،‬من السقوط الاقتصادى التام‬ ‫العديد من الشخصيات المنتمية للتيارات‬ ‫التكنولوجى‪.‬‬ ‫خلال ســنوات ما بعد النكسة‪ ،‬والسعى‬ ‫اليســارية والناصرية المصرية‪ ،‬والتى‬ ‫إلا أنه فى الســنوات التالية لذلك‪ ،‬لم‬ ‫لتصحيح الأخطاء فى سياســات إدارته‪،‬‬ ‫عملت عن قرب مع الرئيس الراحل أنور‬ ‫يتم الالتــزام بتوصيات ذلك المؤتمر على‬ ‫عبر الاعتماد على أهل الكفاءة وأصحاب‬ ‫السادات فى الســنوات الأولى من حكمه‪،‬‬ ‫النحو الأوفى‪ ،‬وتم تطبيق سياسات وتبنى‬ ‫الخبرة‪ ،‬وتحديث آليــات عمله وإدخاله‬ ‫قد روت فيما صــدر عنها من مذكرات‬ ‫إستراتيجيات متعددة فى فترات متتالية‬ ‫عصر التكنولوجيات المتقدمة‪ ،‬وتعويضه‬ ‫أن الرئيس الســادات استاء بشدة لأنه‬ ‫بهــدف إصلاح القطاع العــام‪ ،‬أو على‬ ‫عن سنوات الإهمال فى الإحلال والتجديد‬ ‫فى السنوات الأولى من حكمه كان يتوجه‬ ‫الأقل كان ذلك هو الشعار المعلن‪ ،‬ومنها‬ ‫خلال الســنوات التالية لهزيمة يونيو‬ ‫إلى مراكــز صناعية ضخمة مثل مجمع‬ ‫ما سمى بتجربة إنشاء «قطاع الأعمال»‬ ‫‪ 1967‬من جهة أخرى‪ .‬إلا أن الواقع أن‬ ‫الحديــد والصلب فى حلــوان ومصانع‬ ‫فى عقد التسعينيات من القرن العشرين‬ ‫الســنوات التالية لتبنى سياسة الانفتاح‬ ‫الغزل والنســيج فى المحلة الكبرى لكى‬ ‫ليضم ما تبقى مــن القطاع العام‪ ،‬كما‬ ‫الاقتصادى شــهدت اســتمراراً أيضاً‬ ‫يلقى خطاباته الجماهيرية‪ ،‬خاصة تلك‬ ‫بدأ بروز مصانع للقطاع الخاص تنافس‬ ‫لعــدم تولية أصحاب الكفــاءات لتلك‬ ‫التى كان يلقيها بمناسبة عيد العمال‪ ،‬إلا‬ ‫القطاع العــام فى مختلــف المجالات‪،‬‬ ‫المصانع والشركات‪ ،‬وهــو ما زاد الأمر‬ ‫أنه واجه فى تلك الحالات هتافات غاضبة‬ ‫بمــا فيها الحديد والصلــب‪ ،‬ولكن مع‬ ‫سو ًءا بالنسبة لأوضاع مصانع وشركات‬ ‫رآها معادية له ولما تبناه من مواقف من‬ ‫اســتمرار تكبيل القطاع العام بالقيود‬ ‫قبل عمال تلك المواقع‪ ،‬وأنه بالتالى انقلب‬ ‫الإدارية والمالية لحركته‪ ،‬جاءت المنافسة‬ ‫القطاع العام‪.‬‬ ‫على تلك التجمعات الصناعية ولم يتوجه‬ ‫لصالح مصانع القطاع الخاص‪ ،‬كما أن‬ ‫وجاء المؤتمر الوطنــى الاقتصادى‬ ‫لها بعد ذلك حتى وفاته‪ ،‬بل اتهمه بعض‬ ‫محاولات «إصلاح القطاع العام»‪ ،‬خاصة‬ ‫الذى عقد فى مطلع الولاية الأولى للرئيس‬ ‫هؤلاء فى مذكراتهم بأنه سعى إلى تفكيك‬ ‫فى ضوء اتسامها بالتخبط فيما بينها‪ ،‬لم‬ ‫الراحل حســنى مبــارك‪ ،‬وتحديداً فى‬ ‫تلك التجمعات الصناعيــة لأنه رآها فى‬ ‫تسهم ســوى فى المزيد من إضعاف هذا‬ ‫عــام ‪ ،1982‬بغرض تصحيح مســار‬ ‫الجوهر معادية له ولسياساته‪ .‬وبالطبع‬ ‫القطاع واستنزاف ما تبقى به من موارد‬ ‫الاقتصــاد المصرى وتحقيــق انطلاقة‬ ‫لا يمكن لنا الحكــم على مدى صحة أو‬ ‫والغوص به فى مشــكلات أكثر هيكلية‬ ‫اقتصادية مصرية جديــدة‪ ،‬لكى يؤكد‬ ‫دقة مــا أورده هؤلاء‪ ،‬إلا أنه كانت تجب‬ ‫والسير به فى طريق اســتحالة العودة‬ ‫عــى أن القطاع العام هو «تحويشــة‬ ‫إلى أى إصلاح حقيقى وفعلى من جديد‪.‬‬ ‫عمر الشعب المصرى» وطالب بضرورة‬ ‫الإشارة لتلك الرواية هنا‪.‬‬ ‫وتزامن ذلك مع استمرار إبعاد أصحاب‬ ‫الحفاظ عليــه وتدعيمه باعتباره ركيزة‬ ‫ويتعين علينا هنــا أن ندرك أيضاً‬ ‫الكفاءة والخــرة فى العديد من الأحوال‬ ‫أساســية للاقتصاد الوطنــى وقاطرة‬ ‫أن الدولــة‪ ،‬وفى أعقاب حــرب أكتوبر‬ ‫عن تولى مسئولية مؤسسات ذلك القطاع‬ ‫للتنمية الشــاملة والمشغل الأول للعمالة‬ ‫‪ 1973‬بأشــهر قليلــة‪ ،‬بــدأت تتبنى‬ ‫فى النشــاط الاقتصادى ومحفز لمجمل‬ ‫توجهات جديدة تحت شــعار تشجيع‬ ‫جوانب الحياة الاقتصادية المصرية‪ ،‬كما‬ ‫القطــاع الخاص وإعلان ما ســمى بـ‬ ‫أنه القادر على الاســتثمار فى مشروعات‬ ‫«سياســة الانفتاح الاقتصادى»‪ ،‬وبدأت‬ ‫وطنية ضخمة وعملاقة ولا تدر أرباحاً‪،‬‬ ‫خطوات مهمة فى الانصراف عن محاولة‬ ‫ســوى فى بعــض الأحيان عــى المدى‬ ‫تعويــض القطاع العام ومؤسســاته‬ ‫الطويل‪ ،‬كما أنه يســتثمر فى قطاعات‬ ‫عن غيــاب الإنفاق المتعلــق بالإحلال‬ ‫ذات أهمية إستراتيجية وأولوية وطنية‬ ‫والتجديد وتجميد أسعار المنتجات منذ‬ ‫واجتماعيــة للدولة‪ ،‬وحــرص المؤتمر‬ ‫هزيمة ‪ ،1967‬فى مقابل تقديم الحوافز‬ ‫المذكور على التوصية بإدخال إصلاحات‬ ‫للمشروع الخاص والمبــادرة الفردية‪،‬‬ ‫شاملة على إدارة القطاع العام بما يمكنه‬ ‫وهــو أمر محمود ومطلــوب من حيث‬ ‫من أداء دوره بكفاءة وفاعلية‪ ،‬كما طرح‬ ‫المبدأ‪ ،‬ولكن كان من المهم أن يتم فى سياق‬ ‫ذلك المؤتمر فى توصياته النهائية ضرورة‬ ‫خطة متكاملة تراعى التوازن بين الدفع‬ ‫إدخال صيغة تحقق التوازن بين الكفاءة‬ ‫بالقطاع الخاص وتوفير البيئة التشريعية‬ ‫الاقتصادية والــدور الاجتماعى للقطاع‬ ‫العام‪ ،‬وكذلك إيلاء الاهتمام بالاحتياجات‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪38‬‬

‫وبين دورها الاجتماعى مع تحمل الدولة‬ ‫تلك العملية‪ ،‬مثل تعويض العمالة التى‬ ‫لصالح أهل الثقة‪ ،‬ومن ثم كان ذلك هو‬ ‫المســئولية عن ذلك الــدور الأخير‪ ،‬كما‬ ‫يتم تسريحها وتفعيل آلية المعاش المبكر‪،‬‬ ‫المبرر فى بدء ما يمكن تســميته بتصفية‬ ‫توقفت لفترة سياســة «الخصخصة»‬ ‫وإن كانت تلك «الخصخصة» قد واجهت‬ ‫القطاع العــام المصرى‪ ،‬وإن كان قد بدأ‬ ‫بدون وضوح مــا إذا كان ذلك التوقف‬ ‫معارضة من جانب بعــض الأطراف‪،‬‬ ‫بحالات محدودة من محاولة طرح تلك‬ ‫نهائياً أو مؤقتاً‪ ،‬ولا شــك أن تلك الفترة‬ ‫سواء لأســباب أيديولوجية أو سياسية‬ ‫المنشآت للخصخصة‪ ،‬كما كانت حالات‬ ‫التالية مباشرة لتغير القيادة السياسية فى‬ ‫أو اجتماعيــة‪ ،‬بما فى ذلك بعض أحزاب‬ ‫من الواضح للمشاهد العادى أنها تعانى‬ ‫مصر فى ‪ 2011‬شهدت بعض الضبابية‬ ‫وقوى المعارضة المصرية آنذاك‪ ،‬وكذلك‬ ‫فشلاً كبيراً وتولد عجزاً تتحمله الموازنة‬ ‫فى الرؤيــة‪ ،‬وربما أيضــاً التضارب فى‬ ‫من جانب قطاعات من المثقفين والكتّاب‬ ‫العامة للدولة‪ ،‬إلا أن أحــداً بالطبع لم‬ ‫الآراء والمواقف‪ ،‬فيما بين المســئولين فى‬ ‫وغيرهم من صفوف النخبة‪ ،‬وكذلك من‬ ‫يشرح لماذا وصلت هــذه الحالات إلى ما‬ ‫الحكومات التى تعاقبت فى فترات زمنية‬ ‫قبل قطاعات فاعلة من الطبقة العاملة‬ ‫وصلت إليه وأين كانــت الدولة خلال‬ ‫قصيرة‪ ،‬تجاه القطاع العام المصرى‪ ،‬أو‬ ‫المصرية أدركت أنها سوف تتأثر‪ ،‬سواء‬ ‫ذلك؟ وجاءت هذه التطورات متزامنة مع‬ ‫بمعنى أدق ما تبقــى منه‪ ،‬وأتذكر هنا‬ ‫بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬وسواء على‬ ‫حقيقة تردى فى نوعية منتجات القطاع‬ ‫أن صديقاً من رجال الصناعة العاملين‬ ‫المدى القصير أو المتوسط أو الطويل‪ ،‬من‬ ‫العــام الصناعى والزراعــى من جهة‪،‬‬ ‫فى مجال الغزل والنسيج قد ذكر لى منذ‬ ‫جراء تلك الإجراءات‪ ،‬خاصة بعد نشــأة‬ ‫وســوء نوعية الخدمات المقدمة من قبل‬ ‫عدة ســنوات واقعة حدثــت له ولكنها‬ ‫عدد من الحركات الفاعلة على الســاحة‬ ‫المنشآت التابعة للقطاع العام التجارى‬ ‫تعكس مجمل حالــة عانى من ويلاتها‬ ‫المجتمعيــة المصرية‪ ،‬التى لم تكتســب‬ ‫من جهة أخــرى‪ ،‬وهو تــردى أعاده‬ ‫القطاع العــام المصرى على مدار عقود‪،‬‬ ‫صفة الأحزاب ولكن أصبح لها حضور‬ ‫المســئولون عن القطاع العام آنذاك إلى‬ ‫ولكن مع حالة انهيار الأمن فى الشــهور‬ ‫لافت فى المشــهد المصرى‪ ،‬وكان منها ما‬ ‫تضاؤل المرتبات المقدمة للعاملين وأيضاً‬ ‫الأولى بعد ثورة ‪ 25‬يناير ‪ ،2011‬أخذت‬ ‫له علاقة مبــاشرة بقضايا الخصخصة‬ ‫إلى تدنــى‪ ،‬وأحياناً انعدام‪ ،‬اســتثمار‬ ‫منحنيــات خطيرة‪ ،‬حيــث أوضح أنه‬ ‫مثل ما سمى بنقابات العمال المستقلة‪،‬‬ ‫الدولة فى هذا القطاع‪ ،‬بالإضافة إلى غياب‬ ‫كان يحتاج معدات لتشغيل مصنعه فى‬ ‫وكذلك منها ما كان مهتماً بالشأن العام‪،‬‬ ‫ضوء صعوبة إصــاح معدات أصابها‬ ‫بما يتضمن موضــوع «الخصخصة»‪،‬‬ ‫المحاسبة عن ذلك القطاع‪.‬‬ ‫العطب فى ظروف تلــك الفترة‪ ،‬وجاءه‬ ‫مثل حركة «كفاية» على ســبيل المثال‪،‬‬ ‫ث ّم‪ ،‬وفى العقد الأول من القرن الأول‬ ‫من يعرض عليه المعدات المطلوبة‪ ،‬وإن‬ ‫إلا أنه بالمقابل نظرت الحكومة المصرية‬ ‫من الألفية الثالثة‪ ،‬تم اســتئناف تبنى‬ ‫كانت مســتعملة استعمالاً جيداً‪ ،‬بسعر‬ ‫إلى عمليــة «الخصخصة» فى ذلك الوقت‬ ‫سياسة «الخصخصة» من قبل الحكومة‬ ‫رآه مغرياً‪ ،‬وذهب صديقى هذا مع هذا‬ ‫على أنهــا مصدر للدخــل القومى من‬ ‫المصريــة لمصانــع وشركات من ضمن‬ ‫السمســار إلى موقع مهجور فى إحدى‬ ‫جهة وسعياً للتخلص من أعباء متزايدة‬ ‫مكونات القطاع العام المصرى فى مختلف‬ ‫المــدن «الجديدة» وقتــذاك‪ ،‬التى كان‬ ‫من عــى كاهل الدولة مــن جهة ثانية‬ ‫المجالات المصرفية والصناعية والتجارية‬ ‫قد بدأ العمل فيهــا منذ عقود ولكنه لم‬ ‫ووســيلة لإدخال الكفاءة والفاعلية على‬ ‫وغيرها‪ ،‬ولكن على نحو ممنهج ومخطط‬ ‫يكتمل‪ ،‬وفوجئ صديقى بالفعل بوجود‬ ‫إدارة وتحديث تلك المنشــآت وترشيد‬ ‫ومستمر ومتواصل هذه المرة‪ ،‬سواء لرأس‬ ‫المعدات المطلوبــة وهى مخزنة فى موقع‬ ‫سياساتها‪ ،‬بما فى ذلك فى مجال العمالة‪،‬‬ ‫مال مصرى خاص أو عربى أو أجنبى‪،‬‬ ‫مهجور فى تلك المدينة‪ ،‬كما وجدها بحالة‬ ‫مع محاولة إدخال بعض الضوابط على‬ ‫جيدة‪ ،‬وعندما ألح فى ســؤال السمسار‬ ‫طبقاً لآليات السوق من جهة ثالثة‪.‬‬ ‫لمعرفة مصدر تلك المعدات‪ ،‬وبعد إصراره‬ ‫وفى الفترة التاليــة مباشرة لتنحى‬ ‫على ذلك‪ ،‬أبلغه السمسار أنها «مسروقة»‬ ‫الرئيــس الراحل مبــارك فى ‪ 8‬فبراير‬ ‫من أحد مصانع القطــاع العام فى تلك‬ ‫‪ ،2011‬لم تكن البوصلة واضحة بشأن‬ ‫الأيام! ربما تثير هذه القصة الدهشــة‬ ‫إلى أين تتجه سياسات الدولة إزاء ما تبقى‬ ‫لــدى البعض‪ ،‬كما قد تثير الســخرية‬ ‫من القطاع العام‪ ،‬وإن ســمعنا‪ ،‬خاصة‬ ‫والضحك لدى البعض الآخر‪ ،‬مما يؤكد‬ ‫فى الشــهور الأولى بعد ذلك‪ ،‬تصريحات‬ ‫المثل العربى الشهير القائل «إن شر البلية‬ ‫من بعض المسئولين الكبار بشأن أهمية‬ ‫ما يضحك»‪ ،‬كما يتفق مع مقولة كارل‬ ‫مراجعة ما يجرى من سياســات تجاه‬ ‫ماركس منــذ حوالى قرن من الزمان أنه‬ ‫القطاع العام المصرى‪ ،‬ودعا مســئولون‬ ‫«عندما تصل المأساة إلى قمتها تتحول إلى‬ ‫آخرون إلى ضرورة تمكين مؤسســات‬ ‫القطاع الخاص من تفكيك القيود التى‬ ‫ملهاة!!!»‪.‬‬ ‫تحول دون قدرتها على المنافســة‪ ،‬ودعا‬ ‫قطاع ثالث منهــم إلى الفصل بين إدارة‬ ‫القطــاع العام كمؤسســات اقتصادية‬ ‫‪39 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫طابا‪...‬مصرية الهوى والهوية‬ ‫« لقد ارتفع علم مصر على أرض طابا ولن يُنتكس أبداً‪ ...‬سيظل شامخاً خفاقاً على بركة الله»‬ ‫هكذا سجل الرئيس حســنى مبارك فى التاسع عشر من مارس من عام ‪ 1989‬مشهداً لكل من يحاول المساس‬ ‫بتراب وطننا الغالى عندما أمســك بالعلم المصرى رافعاً إياه على رمال طابا‪ ،‬آخر شــر من سيناء‪ ،‬بعد أن أدت‬ ‫القوات المسلحة دورها العسكرى بنجاح فى حرب أكتوبر من عام ‪ ،1973‬وأرست أيضاً قواعد استئناف الصراع‬ ‫بين العرب وإسرائيل من خلال استخدام القنوات السياسية‪ ،‬واستطاعت أن تجهض أكاذيب إسرائيل وخداعها‬ ‫فى تزييف الحقائق وتزوير التاريخ وتغيير الملامح الجغرافية للعلامات الحدودية المصرية لتكسر أنف الغطرسة‬ ‫الإسرائيلية‪.‬‬ ‫العلامات الحدودية باســتثناء العلامة (‪)91‬‬ ‫د‪.‬هشام عبدالملك‬ ‫فبعد ســنوات من حــرب أكتوبر المجيدة‬ ‫الخاصة بمدينــة طابا‪ ،‬حيــث رفض الوفد‬ ‫من عام ‪ 1973‬التى جعلت العالم ينبهر بخير‬ ‫الإسرائيلى تنفيذ الانســحاب بشكل كامل‪ ،‬بل‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫أجناد الأرض‪ ،‬ومع دخول النزاع العسكرى بين‬ ‫وتوسع الخلاف حتى شمل ثلاث عشرة علامة‬ ‫مصر وإسرائيــل إلى مرحلة المفاوضات تمهيداً‬ ‫حدودية أخرى‪ ،‬فقد اكتشــفت اللجنة المصرية‬ ‫بالإضافة إلى أنها المدخل الأساسى لشرم الشيخ‪،‬‬ ‫لإقرار الســام بين البلدين‪ ،‬عــادت طابا من‬ ‫بعض المخالفات الإسرائيلية حول هذه العلامات‬ ‫وبالتالى مضيق تــران‪ ،‬كما تمثل نقطة تحكم‬ ‫جديد لتكون محل نزاع بــن «الحق المصرى‬ ‫الحدودية عنــد تدقيق أعمدة الحدود الشرقية‪،‬‬ ‫لإسرائيــل تقوم من خلالهــا بالاطلاع على ما‬ ‫والباطل الإسرائيــى»‪ ،‬عندما بدأت إسرائيل فى‬ ‫فى محاولة إسرائيلية لإدخالها ضمن أراضيها‪،‬‬ ‫يجرى فى المنطقة‪ ،‬ووسيلة ضغط مستمرة على‬ ‫المراوغة فى تسليم آخر مناطق سيناء‪« ،‬طابا»‪،‬‬ ‫ولكن مصر أعلنتها واضحــة وجلية بأنها لن‬ ‫مصر تقوم من خلالها بعزل شمال سيناء عن‬ ‫إلى مصر‪ ،‬ومن هنا بدأ خــاف حول الحدود‪،‬‬ ‫تتنازل أو تفرط فى سنتيمتر واحد من أراضيها‪،‬‬ ‫جنوبها‪ ،‬فضلاً عــن ذلك تقع طابا فى مواجهة‬ ‫خاصة عند علامة الحدود (‪ )91‬بمنطقة طابا‪،‬‬ ‫وأن الحفاظ على وحدة التراب الوطنى المصرى‬ ‫الحدود الســعودية فى اتجــاه مباشر لقاعدة‬ ‫لتخوض مصر معركة أخرى اســتخدمت فيها‬ ‫تبوك‪ ،‬لذلك فمن يسيطر على طابا يسيطر على‬ ‫كل الوسائل الدبلوماسية لإثبات حقها من أجل‬ ‫هدف أساسى وركيزة لكل تحرك‪.‬‬ ‫رأس خليج العقبة ويستطيع رصد ما يجرى فى‬ ‫وفى مارس من عام ‪ ،1982‬وقبل شهر من‬ ‫كل من خليج الســويس وشرم الشيخ ونويبع‪،‬‬ ‫عودة طابا‪.‬‬ ‫الانســحاب الإسرائيلى من شبه جزيرة سيناء‪،‬‬ ‫ولهذه الأسباب حاولت إسرائيل تحريك بعض‬ ‫ويمكن تفســر هذه المراوغة الإسرائيلية‬ ‫أعلن اللواء بحرى محســن حمــدى‪ ،‬رئيس‬ ‫هذه العلامات داخل الأرض المصرية للاستيلاء‬ ‫نتيجــة لأهمية طابــا الإســراتيجية الكبيرة‬ ‫الجانب العسكرى المصرى فى اللجنة العسكرية‬ ‫بالنسبة لها‪ ،‬فقد كانت تدرك أهميتها العسكرية‬ ‫المشتركة المشكلة لإتمام الانسحاب الإسرائيلى‪،‬‬ ‫على طابا‪.‬‬ ‫والجغرافية عــى الرغم من أن طابا لا تتجاوز‬ ‫أن هناك خلافاًبين الجانبين حول بعض النقاط‬ ‫لقد بدأت معركة اســرداد طابا فى أكتوبر‬ ‫كيلو متراً مربعاً‪ ،‬وهو ما يعبر عن مدى الصفعة‬ ‫الحدودية وخاصة العلامة (‪ ،)91‬وأثير النزاع‬ ‫من عام ‪1981‬عند تفعيل انســحاب الجيش‬ ‫التى تلقتها إسرائيل باسترداد طابا رغم أنفها‪،‬‬ ‫مرة أخرى يوم إتمام الانسحاب الإسرائيلى من‬ ‫الإسرائيلى من ســيناء‪ ،‬واتفق الطرفان على كل‬ ‫فهى تقع على بعد ســبعة كيلومترات من ميناء‬ ‫سيناء فى الخامس والعشرين من أبريل من عام‬ ‫إيلات الإسرائيلى شرقاً‪ ،‬الأمر الذى يجعلها بمثابة‬ ‫‪ ،1982‬وأكدت مصر تمسكها بموقفها المدعوم‬ ‫الباب على ســيناء‪ ،‬وتعتبر إيلات أضيق جبهة‬ ‫بالوثائق الدوليــة والخرائط التى تثبت تبعية‬ ‫إسرائيلية فى المنطقــة‪ ،‬تطل على العقبة‪ ،‬حيث‬ ‫تلك المناطق للأراضى المصرية‪ ،‬وهو ما أدى إلى‬ ‫تمتد خمسة أميال محصورة بين ميناء العقبة‬ ‫إبرام البلدين اتفاقاً فى الخامس والعشرين من‬ ‫الأردنــى ووادى طابا‪ ،‬ولذلــك كانت إسرائيل‬ ‫أبريل من عام ‪ 1982‬والمتعلق بالإجراء المؤقت‬ ‫تســعى إلى الاستيلاء على طابا من أجل توسيع‬ ‫لحل مســائل الحدود‪ ،‬خاصة فى منطقة طابا‬ ‫إيلات التى تعتبر المنفذ البحرى الوحيد لها على‬ ‫والعلامات الحدوديــة‪ ،‬ونص الاتفاق على عدم‬ ‫البحر الأحمر‪ ،‬الأمر الذى يؤهلها للإشراف على‬ ‫إقامة إسرائيل لأى إنشــاءات وحظر ممارسة‬ ‫طريق البحر الأحمر من سيناء إلى باب المندب‪،‬‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪40‬‬

‫الذى سيســود المناطق المتنــازع عليها‪ ،‬حيث‬ ‫فوق هضبة شرق وادى طابا‪ ،‬وتطل على خليج‬ ‫مظاهر السيادة على منطقة طابا‪ ،‬وأن الفصل‬ ‫رأت مصر أنها تفضــل اللجوء إلى التحكيم فى‬ ‫العقبة‪ ،‬وبدأ ترقيم علامات الحدود عام ‪1906‬‬ ‫النهائى فى مسائل وضع علامات الحدود المختلف‬ ‫المقــام الأول‪ ،‬ونصت مشــارطة التحكيم على‬ ‫من رفح فى الشمال انتهاء برأس طابا فى الجنوب‬ ‫عليها يجب أن يتم وفقاً لأحكام المادة السابعة‬ ‫أن المطلوب من هيئــة التحكيم تقرير مواضع‬ ‫على خليــج العقبة»‪ ،‬ويتحــدث الدكتور نبيل‬ ‫من معاهدة السلام المبرمة بين البلدين‪ ،‬ويقول‬ ‫علامات الحدود الدولية المعترف بها بين مصر‬ ‫العربى فى كتابه عن محاولات إسرائيل تضليل‬ ‫الدكتور مفيد شــهاب‪ ،‬عضو اللجنة المصرية‬ ‫وفلسطين تحت الانتداب فى الفترة ما بين عامى‬ ‫الرأى العام المــرى والعالمى عندما ادعت أن‬ ‫فى مفاوضات التحكيم الدولى حول طابا‪« ،‬إنه‬ ‫‪ 1922‬و‪ ،1948‬وقد اســتعانت لجنة الدفاع‬ ‫العلامات التى تم الاتفاق عليها فى عام ‪1906‬‬ ‫وفق المادة السابعة من هذه الاتفاقية‪ ،‬فإن أى‬ ‫المصرية بالدكتور دريك باوت فى مقابل استعانة‬ ‫تــم تعديلها فى عام ‪ 1915‬بواســطة توماس‬ ‫خلاف بشأن تطبيق المعاهدة‪ ،‬يجب أن يتم حله‬ ‫إسرائيل بالدكتور لوتر باخت‪ ،‬وكلاهما أستاذ‬ ‫إدوارد لورانس الضابط البريطانى الذى كان له‬ ‫عبر المفاوضــات وقواعد القانون الدولى‪ ،‬حيث‬ ‫فى القانون الدولى وذو خبرة دولية فى هذا النوع‬ ‫دور فى الثورات العربية على الدولة العثمانية‪،‬‬ ‫أقرت المادة السابعة أنه «فى حال عدم إمكانية‬ ‫كما يشــر كذلك إلى ما قامت به إسرائيل من‬ ‫حل هذه الخلافات عن طريق المفاوضات تحل‬ ‫من المنازعات‪.‬‬ ‫إزالة لمعالم العلامــة (‪ )90‬بعد أن تركتها فى‬ ‫بالتوفيق أو تحال إلى التحكيم»‪ ،‬إلا أن إسرائيل‬ ‫ولم تكتف مصر بذلك‪ ،‬بل فتحت الباب أمام‬ ‫موقعها لإيهــام مصر بأنهــا العلامة (‪،)91‬‬ ‫لم تلتزم بهذا الاتفاق‪ ،‬وافتتحت فندق «سونستا‬ ‫المواطنين «كل واحد عنده حاجة خاصة بطابا‬ ‫ويقول إن إسرائيل أخفت عــن عمد ما قامت‬ ‫طابا»‪ ،‬وأعلنت عن بناء قرية سياحية‪ ،‬وأدخلت‬ ‫يقدمها»‪ ،‬فقد كانت حريصة أن تقول لإسرائيل‬ ‫به من إزالة جــزء من هضبة شرق وادى طابا‬ ‫قوات حــرس الحدود‪ ،‬وهو ما مثــل انتهاكاً‬ ‫إنها قضية رأى عام‪ ،‬ولا يمكن التراجع خطوة‬ ‫سراً لتشق طريقاً يربط طابا بميناء إيلات على‬ ‫للاتفاق ومحاولة من الجانب الإسرائيلى لفرض‬ ‫الجانب الإسرائيلى من الحدود مع مصر‪ ،‬ورغم‬ ‫سياسة الأمر الواقع فى القضية‪ ،‬ولم لا فالمماطلة‬ ‫واحدة عن استعادة طابا‪.‬‬ ‫علم مصر بقيام إسرائيل بشــق هذا الطريق‪،‬‬ ‫ديدنهم‪ ،‬والمراوغة أســلوبهم‪ ،‬والتهام الحقوق‬ ‫لقد كان الرئيس حســنى مبارك حريصاً‬ ‫على التأكد بنســبة مائة فى المائة من استرداد‬ ‫فهى لم تكن تعلم بمسألة إزالة العلامة‪.‬‬ ‫منهجهم‪.‬‬ ‫الأرض بعد التأكد مــن أن أرض طابا مصرية‬ ‫لقد تعقــدت الأمــور بســبب التعنت‬ ‫ولم يكن النزاع حــول طابا مع إسرائيل‬ ‫قبل اللجوء إلى التحكيم الــدولى‪ ،‬وقال لأفراد‬ ‫الإسرائيلى‪ ،‬وهكذا تبين للرئيس حسنى مبارك‬ ‫هو الأول من نوعه بالنســبة لمصر‪ ،‬حيث يقول‬ ‫اللجنة صراحة «أريدكم أن تدرسوا بعناية إذا‬ ‫أن إسرائيل لن تنســحب من طابا بالتفاوض‪،‬‬ ‫الدكتور يونان لبيــب رزق فى كتابه (الأصول‬ ‫كانــت طابا مصرية أم لا‪ ،‬وســأعطيكم مهلة‬ ‫ولذلك أعلن رئيس مجلــس الوزراء فى الثالث‬ ‫التاريخية لمســألة طابا – دراســة وثائقية)‬ ‫لتقرأوا وتبحثــوا‪ ،‬ك ٌل فى تخصصه»‪ ،‬وهو ما‬ ‫عشر من مايــو من عــام ‪ 1985‬القرار رقم‬ ‫«إن مشــكلة طابا الأولى بدأت فى مطلع القرن‬ ‫حدث بالفعل‪ ،‬حيث بدأت اللجنة عملها على قدم‬ ‫(‪ )641‬بتشكيل «هيئة الدفاع المصرية فى قضية‬ ‫الماضى بين مصر وســلطة الاحتلال البريطانى‬ ‫وساق‪ ،‬متبعين الأسلوب العلمى السليم‪ ،‬وعمل‬ ‫طابا» برئاسة الدكتور عصمت عبدالمجيد وزير‬ ‫كطرف أول مع الدولــة العثمانية كطرف ثا ٍن‬ ‫أعضاء الفريــق بمنطق (لا حس ولا خبر)‪ ،‬أى‬ ‫الخارجية‪ ،‬الذى كان صاحب فكرة تشكيل هذه‬ ‫فى يناير من عام ‪ 1906‬بعد أن أرســلت تركيا‬ ‫الحفاظ على سرية أعمالهم‪ ،‬متعقبين كل وثيقة‬ ‫الهيئة‪ ،‬كما يؤكد المــؤرخ الدكتور يونان لبيب‬ ‫قوة لاحتلالها مخالفة بذلــك ما جاء بفرمان‬ ‫رزق‪ ،‬وقــد ضمت الهيئة أربعة وعشرين خبيراً‬ ‫عامــى ‪ 1841‬و‪ 1892‬الخاصين بولاية مصر‬ ‫تتصل بالقضية‪.‬‬ ‫متنوعى الانتماءات والاهتمامات والتخصصات‪،‬‬ ‫والحــدود الدولية الشرقية لهــا‪ ،‬والممتدة من‬ ‫ولم تكن إسرائيل ترفض فقط الانسحاب‬ ‫منهم تســعة من خبراء القانــون‪ ،‬واثنان من‬ ‫رفح شــمالاً على ســاحل البحر المتوسط إلى‬ ‫من طابا‪ ،‬بل كانت أيضاًترفض اللجوء للتحكيم‬ ‫علماء الجغرافيا والتاريخ‪ ،‬وخمســة من كبار‬ ‫رأس خليج العقبة جنوباً شــاملة قلاع العقبة‬ ‫الدولى‪ ،‬كما ســعت لأن يكون حســم مصير‬ ‫الدبلوماســيين بوزارة الخارجية‪ ،‬وثمانية من‬ ‫وطابــا‪ ،‬وعلى أثر ذلك‪ ،‬ومــع تدخل بريطانيا‬ ‫الخلاف حول طابا من خلال التفاوض الهادف‬ ‫العسكريين وخبراء المساحة العسكرية‪ ،‬فى حين‬ ‫لمنع تكريس الأمــر الواقع على الحدود‪ ،‬حفاظاً‬ ‫للتوفيق‪ ،‬ومن أحــد المقترحات التى طرحت فى‬ ‫عهدت وزارة الخارجية بمهمة إعداد المذكرات‬ ‫على مصالحها‪ ،‬ازدادت المشكلة تعقيداً وتعدت‬ ‫هذا الشــأن فى إطار البحث عــن التوفيق قبل‬ ‫إلى لجنة مشــارطة التحكيم والتى تشــكلت‬ ‫أزمة طابا‪ ،‬وامتــدت إلى منطقة رفح فى أقصى‬ ‫صدور حكم هيئة التحكيم كان قبول إسرائيل‬ ‫برئاســة الدكتور نبيل العربــى الوكيل عن‬ ‫الشمال‪ ،‬حيث قامت الدولة العثمانية بإرسال‬ ‫بالموقف المصرى كاملاً حول طابا على أن تقوم‬ ‫جمهورية مصر العربية أمام هيئة التحكيم فى‬ ‫قوة من جنودها لاحتــال مدينة رفح‪ ،‬وإزالة‬ ‫مصر بالموافقة عــى تأجير طابا والفندق الذى‬ ‫جنيف‪ ،‬وبعضوية كل من الســفراء من وزارة‬ ‫أعمدة الحدود الدولية بها‪ ،‬وبعد تهديد متبادل‬ ‫كانت إسرائيل قد بنته فيها للحكومة الإسرائيلية‬ ‫الخارجية (بدر همام‪ ،‬حسن عيسى‪ ،‬أحمد أبو‬ ‫باســتخدام القوة العســكرية بين بريطانيا‬ ‫لمدة تسعة وتســعين عاماً‪ ،‬وهو الاقتراح الذى‬ ‫الخير‪ ،‬محمود عثمان‪ ،‬عــز الدين عبدالمنعم‪،‬‬ ‫والباب العالى فى تركيا‪ ،‬عادت القوات العثمانية‬ ‫رفضته مصر لأن مبــدأ التأجير يتعارض مع‬ ‫وجيه حنفى‪ ،‬أحمد فتح اللــه‪ ،‬محمد جمعة‪،‬‬ ‫إلى ديارها‪ ،‬وتم تعيين لجنة مشتركة مع الجانب‬ ‫ســيادة مصر من جهة‪ ،‬وتخوفــاًمن الانزلاق‬ ‫حسين مبارك‪ ،‬محمود سامى‪ ،‬فايزة أبو النجا‪،‬‬ ‫المصرى والبريطانى لإعادة ترسيم الحدود إلى‬ ‫إلى هاوية المســاومة حول مدة التأجير بالرغم‬ ‫أحمد ماهر‪ ،‬مهاب مقبــل‪ ،‬ماجد عبدالفتاح‪،‬‬ ‫ما كانت عليه مع تدقيقها طبقاً لمقتضى القواعد‬ ‫من الإغــراء الظاهرى بأن العرض ينطوى على‬ ‫إبراهيم يسري)‪ ،‬ومن وزارة الدفاع (عبدالحميد‬ ‫الطبوغرافيــة لتحديد نقاط الحدود الطبيعية‪،‬‬ ‫محسن حمدى‪ ،‬فاروق لبيب‪ ،‬خيرى الشماع)‪،‬‬ ‫حيث بلغت عــدد العلامات الحدودية من رفح‬ ‫الاعتراف بموقع العلامة المصرية‪.‬‬ ‫ومن وزارة العدل (أمين المهدى‪ ،‬فتحى نجيب)‪،‬‬ ‫شــمالاً إلى طابا جنوباً إحدى وتسعين علامة‪،‬‬ ‫ونلتقط هذه الصورة الوطنية الشــامخة‪،‬‬ ‫ومن وزارة البــرول (أحمد عبدالحليم‪ ،‬صلاح‬ ‫فبوقفة عســكرية ونبرة حاسمة‪ ،‬وجه الرئيس‬ ‫حافظ)‪ ،‬ومن أســاتذة القانون (مفيد شهاب‪،‬‬ ‫كان آخرها على رأس طابا»‪.‬‬ ‫حسنى مبارك سؤالاً صادماً إلى مذيعة أجنبية‬ ‫يونان لبيــب رزق‪ ،‬أحمد صادق القشــرى‪،‬‬ ‫وللعلامــة (‪ )91‬قصة يرويهــا الدكتور‬ ‫«هل يمكن ِك التخلى عن أحــد أطفالك؟!»‪ ،‬رداً‬ ‫يوســف أبوالحجاج‪ ،‬ســميح صادق‪ ،‬صلاح‬ ‫نبيل العربى فى كتابــه (طابا‪ ..‬كامب ديفيد‪..‬‬ ‫على ســؤالها عما يمكن أن تقبل به مصر من‬ ‫عامر‪ ،‬وحيد رأفت‪ ،‬محمد الشــناوى‪ ،‬جورج‬ ‫والجــدار العازل ــ صراع الدبلوماســية من‬ ‫أبوصعب‪ ،‬طلعت الغنيمى‪ ،‬محمد بســيونى‪،‬‬ ‫مجلس الأمن إلى المحكمة الدولية)‪ ،‬حيث يقول‬ ‫تسهيلات إسرائيلية مقابل التنازل عن طابا‪.‬‬ ‫حسين حســونة‪ ،‬محمد عبدالفتاح محسن)‪،‬‬ ‫«إن العلامة (‪ )91‬هى آخر علامة لخط الحدود‬ ‫لقد اســتمرت المفاوضات لأكثر من أربع‬ ‫وكان هدف هذه اللجنة هو الاتفاق على النظام‬ ‫بين مصر وفلسطين تحت الانتداب البريطانى‬ ‫ســنوات‪ ،‬ولصعوبة الوصول إلى حل للنزاع‪،‬‬ ‫طبقاً لاتفاقيــة عام ‪ ،1906‬وهذه العلامة تقع‬ ‫وبتدخل من الولايات المتحــدة‪ ،‬وافق مجلس‬ ‫الوزراء الإسرائيلى عــى التحكيم‪ ،‬ليتم بعدها‬ ‫التوقيع على اتفاقية المشارطة فى الحادى عشر‬ ‫‪41 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫رفع علم مصر على طابا‬ ‫والردود من الطرفين فى أكتوبر من عام ‪،1987‬‬ ‫طابا‪...‬مصرية الهوى والهوية‬ ‫بتاريخ ‪ 19‬مارس ‪1989‬‬ ‫واتفق الطرفان المصرى والإسرائيلى على تقديم‬ ‫مذكرة ختامية فى ينايــر من عام ‪ ،1988‬وفى‬ ‫من سبتمبر من عام ‪ ،1986‬بمشاركة شمعون‬ ‫الحدود يمر عــى هضبة طابا‪ ،‬وليس فى وادى‬ ‫الوقت الذى قدمت فيه مصر مذكرات شــملت‬ ‫بيرس رئيس الوزراء الإسرائيلى‪ ،‬واللجوء لهيئة‬ ‫طابا كما تدعى إسرائيل‪.‬‬ ‫ألفاً ومائة وخمســن صفحة‪ ،‬قدمت إسرائيل‬ ‫تحكيــم دولية تعقد فى جنيف بســويسرا بما‬ ‫أربعمائة وخمســن فقط‪ ،‬هــذا بالإضافة إلى‬ ‫يحقق هدفين أساســيين أصر عليهما الجانب‬ ‫ويؤكد الدكتور يونان لبيب رزق فى كتابه‬ ‫جولتين مــن المرافعات الشــفهية فى مارس‬ ‫المصرى ضمن مشــارطة التحكيم‪ ،‬أن تلتزم‬ ‫(طابا قضية العــر) أن مصر اعتمدت على‬ ‫وإبريل من العام نفسه‪ ،‬وقد كثفت الدبلوماسية‬ ‫إسرائيل بالتحكيم وفق جــدول زمنى محدد‬ ‫خمســة جوانب لإثبات تبعيــة طابا للأراضى‬ ‫المصرية خلال هذه الفترة من تحركاتها الدولية‬ ‫بدقة‪ ،‬وأن تحدد مهمــة المحكمة بدقة بحيث‬ ‫المصريــة‪ ،‬باســتخراج كل ما هــو متاح من‬ ‫لإظهار الحقيقة‪ ،‬وتفنيــد الرواية الإسرائيلية‬ ‫تكون مهمتها الوحيدة والمسندة إليها هى تثبيت‬ ‫أرشــيف مصلحة المســاحة المصرية وإدارة‬ ‫لسرقة جزء من أراضى ســيناء‪ ،‬وقدمت مصر‬ ‫الموقع الذى تراه صحيحاً‪ ،‬وترفض الموقع الذى‬ ‫المساحة العســكرية‪ ،‬والحصول على الخرائط‬ ‫الوثائــق والخرائط التى تثبــت تبعية طابا‬ ‫اقترحه الطرف الآخر مع اعتبار الحكم نهائياً‪،‬‬ ‫الإسرائيلية‪ ،‬والحصــول على الخرائط التركية‪،‬‬ ‫للأراضى المصرية‪ ،‬مشيرة إلى انسحاب إسرائيل‬ ‫أو بالأحرى الخريطة الأصليــة لخط الحدود‬ ‫من ســيناء‪ ،‬بما فيها طابا‪ ،‬إلى الحدود الدولية‬ ‫يلزم تنفيذه دون تراجع‪.‬‬ ‫‪ ،1906‬والخريطــة التــى كان قــد أرفقها‬ ‫عقب عــدوان عــام ‪ ،1956‬وردت الحكومة‬ ‫ولم تصل الأمور إلى بر الاستقرار‪ ،‬فقد كان‬ ‫رشدى باشا قائد العقبة فى أثناء تعليم الخط‪،‬‬ ‫الإسرائيلية بأن موقفها قائم على وجود خطأ فى‬ ‫تشــكيل هيئة التحكيم مثار مناقشات طويلة‬ ‫والحصول على الخرائط البريطانية التى عنيت‬ ‫تعليم الحدود وفق اتفاقية عام ‪ 1906‬الخاصة‬ ‫وخلافات عميقة بين مصر وإسرائيل استغرقت‬ ‫عناية خاصة بمسح ســيناء وجنوب فلسطين‬ ‫بتعيين الحدود بين مــر والدولة العثمانية‪،‬‬ ‫عدة أشــهر‪ ،‬فالقواعد المتعارف عليها لتشكيل‬ ‫خلال الحرب العالمية الأولى‪ ،‬ومنها خريطة عام‬ ‫وأن موقفهــا بعد حرب أكتوبر من عام ‪1973‬‬ ‫هيئــات التحكيم تتمثــل فى اختيار كل طرف‬ ‫‪ ،1915‬وجاء الجانب الأخير من أرشيف الهيئة‬ ‫محكماً عنــه‪ ،‬ثم يتفق الطرفان على أســماء‬ ‫المعنية بامتيــازات البترول‪ ،‬حيث تم الاحتفاظ‬ ‫يسعى لتصحيح هذا الخطأ‪.‬‬ ‫المحكمين المحايدين الثلاثــة‪ ،‬وهو الأمر الذى‬ ‫بعقود الامتياز‪ ،‬وقد عثر ضمن هذه العقود على‬ ‫ولعبت الدبلوماســية المصرية دوراً بارزاً‬ ‫كان مثــار خلاف كبير‪ ،‬حيــث دأبت إسرائيل‬ ‫خريطة لامتيــاز بالتنقيب عن البترول لشركة‬ ‫فى تجميــع الأدلــة والأســانيد والوثائق من‬ ‫على رفض كل الأسماء التى كان الوفد المصرى‬ ‫«شــل» فى المنطقة محل النــزاع‪ ،‬لتقدم مصر‬ ‫الأرشــيف المصرى والبريطانى والتركى التى‬ ‫يتقدم بها‪ ،‬وبالمثل اســتمرت مصر فى رفض‬ ‫ملفاً محكم الصياغة وقــوى الحجة ومدعماً‬ ‫تدحض الروايــة الإسرائيلية‪ ،‬وتؤكد حق مصر‬ ‫قبول الأســماء التى اقترحتهــا إسرائيل حتى‬ ‫بالأدلة الكاملة التى تمكنت من دحض الحجج‬ ‫التاريخــى فى منطقة طابا‪ ،‬وشــملت أدوات‬ ‫وصل أعداد الأسماء المرفوضة من الطرفين إلى‬ ‫الإسرائيلية والمحاولات الأمريكية لاختراق عمل‬ ‫الانتصار المصرى وثائق تاريخية‪ ،‬ومجسمات‬ ‫أربعة وأربعين اسماً على مدى ستة أشهر‪ ،‬ولم‬ ‫طبيعية‪ ،‬وإحداثيات شبكية‪ ،‬وزيارات ميدانية‪،‬‬ ‫يكن لمصر أى انحيازات‪ ،‬وكانت تنظر للكفاءة‬ ‫هيئة التحكيم الدولية‪.‬‬ ‫وشهادات شهود‪ ،‬وامتد الأمر إلى تقديم وزارة‬ ‫بعنايــة‪ ،‬وتمت المراجعة مــع مكاتب محاماة‬ ‫ومع اســتمرار المرافعات رسخ لدى هيئة‬ ‫الخارجية تســعاً وعشريــن خريطة بأحجام‬ ‫عالمية أوروبية لمعرفة القاضى الذى ســيحكم‬ ‫التحكيم الدولية‪ ،‬وقبل صدور الحكم‪ ،‬انطباع‬ ‫مختلفة تثبت الملكية المصرية لطابا‪ ،‬كما قدمت‬ ‫وخلفيته‪ ،‬وبعد شــد وجذب بين الطرفين‪ ،‬قام‬ ‫حقيقى عن أوضاع نقاط الحدود بقوة الدفاع‬ ‫عشر خرائط من الأرشــيف الإسرائيلى نفسه‬ ‫المحكمان المتفق عليهما بتسليم الجانبين ورقة‬ ‫ووجهة النظر المصريــة‪ ،‬وضعف حجة وجهة‬ ‫تثبت تبعية طابا للأراضى المصرية‪ ،‬فيما قدمت‬ ‫عليها أسماء ســبعة محكمين ليقرر كل طرف‬ ‫النظر الإسرائيليــة‪ ،‬وقد قــام الدكتور نبيل‬ ‫إسرائيل ست خرائط فقط‪ ،‬وقد وصف الدكتور‬ ‫على حدة الأسماء التى يقبلها ليتم الاتفاق على‬ ‫العربى بحركــة ذكية قبل صــدور الحكم‪،‬‬ ‫يونان لبيب رزق ذلــك فى كتابه (طابا قضية‬ ‫هيئة التحكيم والتى تكونت من خمسة أعضاء‪،‬‬ ‫خوفاً من أن تطعن إسرائيل على الحكم‪ ،‬حيث‬ ‫القــاضى الدكتور حامد ســلطان عن الجانب‬ ‫اتخذ إجراء مع الحكومة السويسرية‪ ،‬وأحضر‬ ‫العصر)‪ ،‬بأنها حرب الخرائط‪.‬‬ ‫المــرى‪ ،‬والقاضية روث لابيدوث عن الجانب‬ ‫مخاطبة بأنها تستضيف المحكمة‪ ،‬وكأن الأمر‬ ‫ويقول الدكتور نبيل العربى إن من ضمن‬ ‫الإسرائيلى‪ ،‬إلى جانب القاضى السويدى جونار‬ ‫أشــبه بالمؤتمر‪ ،‬وأن المحكمة ليست تابعة لها‬ ‫الصعوبات التى واجهــت الفريق المصرى هو‬ ‫لاجرجريــن رئيس هيئــة التحكيم‪ ،‬والقاضى‬ ‫كى لا يُطعن عليها‪ ،‬كما أن المحاكم السويسرية‬ ‫أن هــذا الجزء من الأراضى المصرية كان موقعاً‬ ‫الفرنسى بيــر بيليه‪ ،‬والقاضى الســويسرى‬ ‫ليس لها علاقة بما يحدث‪ ،‬وبالفعل حصل على‬ ‫للقوات الدوليــة فى مرحلة ما بعــد العدوان‬ ‫الثلاثى عــى مصر فى عــام ‪ ،1956‬فالقوات‬ ‫ديتريش شندلر‪.‬‬ ‫المصرية لــم تطأ أقدامهــا الشريط الحدودى‬ ‫وبعد أن يلجأ الطرفان إلى التحكيم الدولى‬ ‫على الجانب المصرى منــذ عام ‪ ،1956‬وكانت‬ ‫بعد مراوغات ومماطــات إسرائيلية‪ ،‬يجتمع‬ ‫المعلومات المتوفــرة لديها ضئيلــة‪ ،‬ولم يتم‬ ‫الوفــد المصرى على حب بلــده‪ ،‬وفى هذا يقول‬ ‫تحديثها‪ ،‬وهو ما تطلــب البحث عن الضباط‬ ‫الدكتور عصمت عبدالمجيد‪ ،‬نائب رئيس الوزراء‬ ‫الذين عملــوا فى ذلك الوقــت فى إطار القوات‬ ‫ووزير الخارجية فى أثناء أزمة طابا «لقد كان‬ ‫الدوليــة‪ ،‬وكان من بينهم ضباط من الدنمارك‬ ‫العمل يتــم بروح الفريق وبذل أقصى الجهود‪،‬‬ ‫التى لم تتعاون مع مصر كثيراً فى سعيها لإثبات‬ ‫والحرص على عدم التخلى عن ذرة تراب واحدة‬ ‫حقها‪ ،‬ومن يوجوسلافيا التى أبدت تعاوناً مع‬ ‫من الأراضى المصرية‪ ،‬وهو ما كان وراء استعادة‬ ‫مصر من خلال شهادة ثلاثة ضباط أكدوا موقع‬ ‫العلامات المرســمة للحدود الدولية بين مصر‬ ‫طابا للسيادة المصرية»‪.‬‬ ‫وفلسطين تحت الانتداب‪ ،‬وكان لشهادتهم تأثير‬ ‫لقد بدأت الجلســات مع هيئــة التحكيم‬ ‫واضح على هيئة التحكيم‪ ،‬حيث أكدوا أمامها فى‬ ‫بتقديــم مذكــرة افتتاحية فى مايــو من عام‬ ‫شهادة مشتركة أن مهمة الكتيبة اليوجوسلافية‬ ‫‪ ،1987‬وكانت أولى الجلســات فى ديسمبر من‬ ‫لمدة عشر ســنوات كانت القيام بدوريات غرب‬ ‫عام ‪ ،1986‬ثم تلقت المحكمة المذكرات المضادة‬ ‫الهضبة‪ ،‬وأن خرائطهم الرسمية تؤكد أن خط‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪42‬‬

‫فى معرفة المشــكلة وأبعادها وأسلوب التعامل‬ ‫وبــدأت إسرائيل فى المماطلة رفضــاً لتنفيذه‪،‬‬ ‫هذه المخاطبة‪ ،‬وقــد فوجئ الإسرائيليون بهذه‬ ‫معها‪.‬‬ ‫واختلقت أزمــة جديدة فى التنفيــذ‪ ،‬ويقول‬ ‫الخطوة بالطبع‪.‬‬ ‫الدكتور نبيل العربــى فى كتابه (طابا‪ ..‬كامب‬ ‫ويمكــن التأكيــد أن اســتعادة طابا لم‬ ‫ديفيد‪ ..‬الجدار العازل) «إنه بعد النطق بالحكم‬ ‫وها هو يوم التاسع والعشرين من سبتمبر‬ ‫تكــن مرتبطة فقط فى الذهنية الدبلوماســية‬ ‫غضب عندما سأله أحد الصحفيين «وماذا الآن؟‬ ‫من عــام ‪ ،1988‬وفى تمام الســاعة الثانية‬ ‫والسياسية القانونية المصرية برفض التفريط‬ ‫لقد حكمت المحكمة لصالح مصر‪ ،‬ولكن تنفيذ‬ ‫والنصف من ظهر هــذا اليوم بتوقيت جنيف‪،‬‬ ‫فى تراب الوطن‪ ،‬ولكــن بالتأكيد على ضرورة‬ ‫الحكم يقتضى موافقة إسرائيل‪ ،‬فماذا ســوف‬ ‫وداخــل قاعة المجلس الكبير بالمقر الرســمى‬ ‫انســحاب إسرائيل الكامل من الأراضى المحتلة‬ ‫تفعل مصر؟»‪ ،‬ورد الدكتور نبيل العربى بأن‬ ‫لحكومة مقاطعة جنيــف‪ ،‬وفى حضور وكيلى‬ ‫كافة حســب القرار الدولى رقم (‪ )242‬الذى‬ ‫إسرائيل إذا ما حاولت عدم تنفيذ الحكم ستكون‬ ‫الحكومتين‪ ،‬وأعضاء هيئة الدفاع لكلا الجانبين‬ ‫دار خلاف حول تفســره بين مــن يرى أن‬ ‫دولة خارجة عن الشرعية ومنبوذة»‪ ،‬ورفضت‬ ‫تعلن هيئة التحكيم حكمها النهائى الملزم بأن‬ ‫الانسحاب يجب أن يتم من كافة الأراضى التى‬ ‫مصر‪ ،‬حكومة وشــعباً وجيشــاً‪ ،‬اســتمرار‬ ‫أرض طابا مصرية‪ ،‬فى حين أسقطت الادعاءات‬ ‫احتلتها إسرائيــل فى عام ‪ ،1967‬أو من أراض‬ ‫المماطلات والمناورات الإسرائيلية‪ ،‬وأدلى الرئيس‬ ‫الإسرائيلية بهذا الشــأن‪ ،‬وجاء الحكم بأغلبية‬ ‫ليست بالضرورة كاملة حسب النص الإنجليزى‬ ‫حســنى مبارك بتصريح شديد اللهجة يطالب‬ ‫أربعة أصوات‪ ،‬بينما كان الاعتراض الوحيد من‬ ‫فيه إسرائيل بالانسحاب الفورى‪ ،‬ويعلن فيه أن‬ ‫المراوغ للقرار ذاته‪.‬‬ ‫مصر لن تقبل باستمرار المماطلات والمناورات‬ ‫الجانب الإسرائيلى‪.‬‬ ‫وهذه نقطة مضيئة لابد من الإشارة إليها‪،‬‬ ‫الإسرائيليــة‪ ،‬وأنها قد تلجــأ إلى التخلص من‬ ‫لقد بلغ عــدد صفحات الحكــم مائتين‬ ‫فإذا كنا نقع عادة تحت تأثير أن الشــهيد هو‬ ‫وثلاثين صفحة‪ ،‬أولها يضــم الحيثيات التى‬ ‫من يموت فى ســاحة القتال‪ ،‬فإننا فى الحقيقة‬ ‫جميع المنشآت فى طابا‪.‬‬ ‫قام عليها قرار المحكمــة‪ ،‬والثانى يضم الرأى‬ ‫نجد أن ميادين الشــهادة واسعة‪ ،‬فهناك من‬ ‫وسارت مصر مع إسرائيل إلى آخر الطريق‬ ‫المخالــف‪ ،‬وفيــه رأى القاضيــة الإسرائيلية‬ ‫يموت من أجل بلــده دون نقطة دماء واحدة‪،‬‬ ‫فى محاولة منها لتبديــد المناورات والمراوغات‬ ‫الوحيدة التــى اعترضت على الحكم‪ ،‬أما الجزء‬ ‫ولعل أحد أبــرز هؤلاء الأبطال هو الشــهيد‬ ‫الإسرائيلية‪ ،‬وتم حسم الموقف عن طريق اتفاق‬ ‫الثالث فشــمل أربعة ملاحق تضمنت نصوص‬ ‫الرائد محمد كامل الحويــج ضابط الاتصال‬ ‫روما التنفيذى فى التاسع والعشرين من نوفمبر‬ ‫مشارطة التحكيم واتفاقية ‪ 1906‬وخريطتين‪،‬‬ ‫المسئول فى مفاوضات اســرداد طابا بسبب‬ ‫من عام ‪ ،1988‬بحضور الولايات المتحدة‪ ،‬حيث‬ ‫وقام رئيس المحكمة بتسليم أربع نسخ للنص‬ ‫خبرته بالحدود المصرية لعمله فى شرم الشيخ‪،‬‬ ‫انتهى بحل المسائل المعلقة والاتفاق على حلها‬ ‫الكامل لحيثيات الحكم متمثلة فى نسختين لكل‬ ‫والدورات التدريبية التــى أثقل بها خبرته فى‬ ‫نهائياً من خلال ثلاث اتفاقيات‪ ،‬أولاها تختص‬ ‫الطبوغرافيا‪ ،‬فعندما أشــارت عقارب الساعة‬ ‫بالنشاط السياحى من خلال تعويض إسرائيل‬ ‫طرف‪.‬‬ ‫إلى الواحدة صباحاً من يــوم الرابع عشر من‬ ‫بمبلغ ســبعة وثلاثين مليون دولار‪ ،‬وبأسعار‬ ‫وهكذا حكمت المحكمة بأن العلامة (‪)91‬‬ ‫أغســطس من عام ‪ 1986‬صعدت روحه إلى‬ ‫ذلك الوقــت‪ ،‬تدفعه مصر مقابل تســليمها‬ ‫التى حددتها مصر هى الصحيحة‪ ،‬أما إسرائيل‬ ‫بارئها خلال جلوســه على طاولة المفاوضات‬ ‫المنشآت الســياحية فى فندق «سونستا طابا»‬ ‫فقد خــرت موقع العلامــة الخاصة برأس‬ ‫نتيجة أزمة قلبية حادة بسبب الإجهاد الشديد‪،‬‬ ‫والقرى السياحية على غرار ما حدث فى كل من‬ ‫النقب وباقى المواقع المهمــة‪ ،‬وطغت الفرحة‬ ‫ليدون التاريخ قصة شهادة بطولية دون طلقة‬ ‫دهب ونويبع وشرم الشــيخ من قبل‪ ،‬وثانيها‬ ‫على الجانب المصرى الذى ظل يهتف «الله أكبر‬ ‫رصاص واحدة‪ ،‬حباً فى الوطن وتمسكاً برمال‬ ‫تختص بتحديد موعد الانســحاب الإسرائيلى‬ ‫وتحيا مصر وطابا مصرية»‪ ،‬ولم لا؟ فهذا اليوم‬ ‫أراضيه‪ ،‬وليسجل اسمه فى السجلات العسكرية‬ ‫النهائى من طابا‪ ،‬وتوصيــل خط الحدود إلى‬ ‫عيــد للمصريين‪ ،‬وعلى الجانــب الآخر ظهرت‬ ‫شــاطئ الخليج (العلامــة ‪ ،)91‬وتحدد ذلك‬ ‫علامات الوجوم والخيبة والحسرة والانكســار‬ ‫بحروف من نور‪.‬‬ ‫فى تاريــخ الخامس عشر مــن مارس من عام‬ ‫عقب صدور الحكم فى شعور مماثل لشعورهم‬ ‫وإذا كانــت كل شــعوب العالــم تمر‬ ‫‪ ،1989‬أما ثالثهــا فكانت تتعلق بنظام مرور‬ ‫بالهزيمة فى حرب أكتوبــر المجيدة‪ ،‬وظهرت‬ ‫بانتصارات وهزائم‪ ،‬فمن حق المصريين عندما‬ ‫الإسرائيليين‪ ،‬إلى ومن طابا إلى جنوب ســيناء‪،‬‬ ‫القاضية ممثلــة إسرائيل مخاطبة رئيس هيئة‬ ‫تأتى هذه الذكرى الخالدة أن يحتفلوا ويعتزوا‬ ‫فقد تم الاتفاق على السماح للسياح الإسرائيليين‬ ‫التحكيم‪ ،‬وقالت «هذا حكم ظالم وغير قانونى»‪،‬‬ ‫بها‪ ،‬ليس للتباهــى والتفاخر‪ ،‬ولكن لتعطيهم‬ ‫بالدخول إلى طابا‪ ،‬وفى حال دخول الســيارات‬ ‫فرد عليها بصوت العاقــل الحكيم «أعلم أنك‬ ‫قوة للمســتقبل‪ ،‬وهو ما يســتدعى أن نشرح‬ ‫يتعين أن يلصق عليهــا بطاقة خاصة‪ ،‬كذلك‬ ‫ترفضين الحكم‪ ،‬ولذلك أعلنت أنه صدر بأغلبية‬ ‫للأجيال الجديدة القضية الخاصة باســرداد‬ ‫يســمح بالدخول والخروج من طابا إلى إيلات‬ ‫أربعــة أصوات مقابل صــوت واحد‪ ،‬هو أن ِت‬ ‫ســيناء وخلفياتهــا والانتصار العســكرى‬ ‫فى زيــارات متعددة خلال أربعــة عشر يوماً‪،‬‬ ‫كممثلة لإسرائيل‪ ،‬وليس من حقك أن تعترضى‬ ‫والســياسى والقانونــى‪ ،‬فضلاً عــن طريقة‬ ‫وأن يحمل كل سائح جواز السفر الخاص به‪،‬‬ ‫ونحن ننطق الحكم‪ ،‬ولكن ل ِك أن تُرفقى وجهة‬ ‫التحكيم والأســانيد التى اعتمدت عليها مصر‬ ‫وأن يقوم بملء بطاقــة بيانات تختم بمعرفة‬ ‫نظرك فى شــكل تقرير يُر َفق بالحكم يع ّب عن‬ ‫فى اســرداد أراضيها حتى تبقى حية فى ذهن‬ ‫السلطات المصرية فى طابا‪ ،‬وتكون صالحة لمدة‬ ‫وجهة نظرك‪ ،‬ولكنه لا يغير من الأمر شــيئا»‪،‬‬ ‫فكان كلامه قوياً وحكيماً وهادئاً‪ ،‬وشــعرت‬ ‫الأجيال المقبلة‪.‬‬ ‫أربعة عشر يوماً‪.‬‬ ‫ممثلة إسرائيل بالحرج فاضطرت إلى أن تلزم‬ ‫إن ذكرى عودة طابا تجدد العهد بالحفاظ‬ ‫وهكــذا اكتملت الفرحــة‪ ،‬وانتهت قضية‬ ‫عــى كل حبة رمل من تراب مصر‪ ،‬والشــعب‬ ‫طابا برفع الرئيس حســنى مبارك العلم فوق‬ ‫الصمت‪.‬‬ ‫المصرى بأكمله يضم صوته إلى صوت الرئيس‬ ‫أراضيها الطاهرة فى التاسع عشر من مارس من‬ ‫لقد سئل رئيس الوزراء الإسرائيلى إسحاق‬ ‫عبدالفتاح الســيسى عندما يقــول «‏فى ذكرى‬ ‫عام ‪ 1989‬بعد معركة سياســية ودبلوماسية‬ ‫شامير بعد الحكم عن كيفية حضوره التحكيم‬ ‫تحرير طابا نستلهم قوة الإرادة المصرية الصلبة‬ ‫اســتمرت لأكثر من سبع سنوات‪ ،‬بما يؤكد أنه‬ ‫الــدولى فى قضية موقف بــاده فيها ضعيف‬ ‫التى قدمت التضحيات من أجل استرداد الأرض‬ ‫ما ضاع حق وراءه ُمطالب‪ ،‬وأن صاحب الحق‬ ‫وموقف مصر قوى جداً‪ ،‬فرد قائلاً «كنت أظن‬ ‫يجب ألا يكتفى بأنه صاحب حق‪ ،‬ولكنه لابد أن‬ ‫أن المصريين ســيخطئون قانونياً‪ ،‬أو يهملون‬ ‫وإقامة السلام»‪ ،‬ودائماً تحيا مصر‪.‬‬ ‫يعمل بإيمان وعزيمة للحصول على حقه بكافة‬ ‫القضية كالعادة‪ ،‬ولكن لم يحدث هذا»‪ ،‬ويؤكد‬ ‫الوســائل المتاحة والمشروعة متبعاً الأســلوب‬ ‫هذا الرد أن إسرائيل تكســب بعض المواقف لا‬ ‫العلمى بــأن يعتمد على الخــراء والمختصين‬ ‫عن شطارة‪ ،‬ولكنها تستفيد من أخطاء العرب‪.‬‬ ‫ولكن لم يكن النطــق بالحكم هو نهاية‬ ‫المطاف‪ ،‬فقد بدأت الصعوبات فور النطق به‪،‬‬ ‫‪43 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫اضمحلال وسقوط الإمبراطورية الديمقراطية الأمريكية‬ ‫أولاً‪ :‬سقوط الكابيتول الأمريكى يوم الأربعاء ‪ ٦‬يناير ‪:٢٠٢١‬‬ ‫الملامح غير واضحة‪ ،‬والتحديات هائلة وغير مســبوقة‪ .‬فقد كان خطاب ترامب الأخير قبل اختفائه عن‬ ‫السلطة والساحة السياســية الأمريكية والدولية هو الأدق والأخطر والأكثر تعبيراً عن حالة الاحتقان‬ ‫المجتمعى خلال السنوات الأربع الأخيرة‪ ،‬فقد كانت لحظة كاشفة حث فيها أنصاره على التوجه إلى مبنى‬ ‫الكابيتول ‪ Capitol‬أى الســناتور مبنى الكونجرس الرومانى الشامخ الذى بدأ تاريخه الديمقراطى أيام‬ ‫أفلاطون وأرسطو دعائم وأساطين الفكر السياسى اليونانى فى أثينا القديمة‪.‬‬ ‫الانتخابــى ‪ Electoral College‬بحضور‬ ‫سفير د ‪.‬عادل السالوسي‬ ‫والذى أتــاح للبشرية بناء فلســفات‬ ‫ورئاسة نائب الرئيس بنس ‪ pence‬القرار‬ ‫سياسية ألهمت ولاتزال كل النظم السياسية‬ ‫حصول المرشــح الفائز بايدن ‪ Biden‬على‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫فى العالم القديم والوسيط والحديث جذور‬ ‫‪ ٣٠٦‬أصوات من إجمــالى أصوات المجمع‬ ‫نظــام الديمقراطية الإثنيــة ونظام دولة‬ ‫الانتخابى البالغة ‪ ٥٣٨‬صوتاً تمثل الناخب‬ ‫أثينا أى فينوس طبقاً للمعتقدات الرومانية‪،‬‬ ‫المدينــة ‪ city -state‬أو الـ ‪polis‬وكيف‬ ‫الأمريكى الكبير‪ ،‬الأمر الذى يعنى حصول‬ ‫ما أدى إلى انقلاب السناتور عليه‪ ،‬وهو ذاته‬ ‫أن الإنســان بدأ يســتلهم أفكار الفلاسفة‬ ‫المرشــح الديمقراطى بايــدن على ما يزيد‬ ‫يوليوس قيصر القائد العظيم الذى انتصر‬ ‫فى ممارســة الحقوق السياسية والحريات‬ ‫عن الرقم الذهبــى الذى يؤهله لتولى مقعد‬ ‫على شعوب مملكة الهيللسبونت ‪Kingdom‬‬ ‫بسلاسة ودون غوغائية وضوابط تحكمها‬ ‫ولاية حكم الولايات المتحدة الأمريكية وهو‬ ‫‪ of pantus‬ومقرهــا الآن مدخل مضيق‬ ‫قواعد الممارسة السياسية القانونية انطلاقاً‬ ‫‪ ٢٧٠‬صوتاً أى بنســبة ‪ ١+٥٠‬من أصوات‬ ‫الدردنيل بتركيا الحالية حيث كان يسكنها‬ ‫من عصر شعراء الملاحم وأشعار هوميروس‬ ‫المجمع الانتخابى‪ ،‬تواكبــت تلك اللحظات‬ ‫أحد شــعوب الشرق القديم‪ ،‬وأرســل إلى‬ ‫العظيم فى الإلياذة والأوديســا عام ‪١٢٠٠‬‬ ‫مع عملية هجوم واقتحام ‪ Assault‬لأنصار‬ ‫مجلس الشــيوخ رســالة من ثلاث كلمات‬ ‫قبل الميلاد أيام حرب طروادة‪ ، Troy‬وكذلك‬ ‫ترامب من عدد كبير من الولايات الأمريكية‬ ‫فرجيل الشاعر الرومانى العظيم فى الإنياذة‬ ‫قدره البعــض بحوالى ‪ ٨٠٠‬رجل وامرأة فى‬ ‫لاتينية هى‪:‬‬ ‫عن نشأة روما فى عصرها الملكى عام ‪٧٥٣‬‬ ‫أول حادث عنــف منظم واعتداء على مبنى‬ ‫‪ ..Veni.. vedi.. vici‬وتعنى ‪l came، -‬‬ ‫قبل الميــاد‪ .‬وكيف أن أول إمبراطور لروما‬ ‫الكونجرس منــذ الثــورة الأمريكية عام‬ ‫أوغســطس قيــر ‪Augustus Caesar‬‬ ‫‪ ١٧٨٣ -١٧٧٦‬وإقرار الدستور الأمريكى‬ ‫‪l saw، l conquered‬‬ ‫العظيم من ‪ ٢٧‬قبل الميلاد حتى ‪ ١٤‬ميلادية‬ ‫وإنشاء مبنى الكابيتول كرمز للديمقراطية‬ ‫ثم تحولــت مصر بعد هزيمة كليوباترا‬ ‫قد أرسى دعائم الحكــم والإدارة الرومانية‬ ‫ومارك أنطونى أمام أوغسطس أوكتافيانوس‬ ‫استناداً إلى قوانين روما والمواطنة الرومانية‬ ‫إلى ولاية رومانيــة ‪Provincia Romana‬‬ ‫‪ Civitas Romana‬لإمبراطورية شــملت‬ ‫ضمن إرث الإمبراطوريــة الرومانية التى‬ ‫كل ولايات وممالــك وحضارات عالم شرق‬ ‫امتدت منــذ ذلك التاريــخ وحتى دخول‬ ‫البحر المتوســط ‪ Levant‬حتــى الجزائر‬ ‫الإســام مصر عام ‪ ٦٤١‬ميلادية أى قرابة‬ ‫موطن ومسقط رأس أعظم فلاسفة وقديسى‬ ‫ألف عام‪ ،‬وحتى ســقوط القســطنطينية‬ ‫العصور الوســطى الأوروبية وهو القديس‬ ‫عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية عام‬ ‫أوغســطين صاحب كتاب مدينة الله ‪The‬‬ ‫‪ City of God‬والــذى تــوفى عام ‪٤٣٠‬‬ ‫‪ ١٤٥٣‬على أيدى الأتراك السلاجقة‪.‬‬ ‫ميلادية‪ ،‬وكل أوروبا حتى الجزر البريطانية‬ ‫‪ -‬وقد تواكب مــع اجتماع الكونجرس‬ ‫التى افتتحها القائد الرومانى عضو مجلس‬ ‫الأمريكى بمجلسيه الشــيوخ والنواب يوم‬ ‫الشيوخ يوليوس قيصر الذى قتل على مذبح‬ ‫الأربعــاء ‪ ٦‬ينايــر ‪ ٢٠٢١‬للتصديق على‬ ‫الكابيتول عام ‪ ٤٤‬قبل الميلاد بسبب وقوعه‬ ‫نتائــج الانتخابات الأمريكيــة التى جرت‬ ‫فى غــرام ملكة مصر البطلميــة كليوباترا‬ ‫يوم ‪ ٣‬نوفمــر ‪ ،٢٠٢٠‬وذلك عبر الناخب‬ ‫الســابعة آخر ملوك دولة مصر البطلمية‬ ‫الأمريكى الكبير أى الأصوات الكلية للمجمع‬ ‫من ‪ ٣٢٣‬قبل الميلاد حتــى ‪ ٣٠‬قبل الميلاد‬ ‫وذلك بسبب طلبها من يوليوس قيصر بناء‬ ‫تمثال لها داخل معبد الربة فينوس فى روما‬ ‫‪statue for her in the Temple to the‬‬ ‫‪ Godess Venus‬الأمــر الذى يعنى عبادة‬ ‫شــعب روما للملكة المصرية بجانب الربة‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪44‬‬

‫الإمبراطورية حيث استســلمت المدينة أمام‬ ‫المجلد جاء متأثراً بالفلاســفة الفرنسيين‬ ‫وسيادة الشعب والقانون والحريات وحقوق‬ ‫اقتحام الجماعات الهمجية‪ ،‬مثلما استسلم‬ ‫فولتير ومونتســكيو وجان جاك روســو‬ ‫الإنســان الأمريكى‪ ،‬حيث قامت جماعات‬ ‫حراس الكابيتــول الأمريكى أمام الجحافل‬ ‫والفيلســوفين البريطانيــن جــون لوك‬ ‫عنصرية يمينية منظمة مثل ‪proud Boys‬‬ ‫الغاضبة‪ ..‬ووصــف جيبون بأن اللصوص‬ ‫وتومــاس هوبز؛ كما جاء إصــدار المجلد‬ ‫و ‪Q Anon‬و ‪Kuklux Klan‬وغيرهــا‬ ‫من القوط جردوا قصور نبلاء روما فى قسوة‬ ‫الثانى والثالــث فى إبريل ‪ .١٧٨١‬وقد توفى‬ ‫باحتلال مبنى الكابيتول والعبث بحجرات‬ ‫وشراسة من الأثاث الفخم والثمين ‪ ..‬كما أن‬ ‫جيبون عام ‪١٧٩٤‬وهــو نفس العام الذى‬ ‫النواب والشــيوخ ومنها رئيســة مجلس‬ ‫روائع الفن وتماثيل العظماء لم تســلم من‬ ‫توفت فيــه القيصرة الروســية من أصل‬ ‫النــواب نانسى بيلوسى‪ ،‬الأمــر الذى أوقع‬ ‫العبــث وعوملت بصورة خشــنة تدل على‬ ‫ألمانى من مقاطعــة ‪ prussia‬الألمانية التى‬ ‫الديمقراطية والحياة السياســية الأمريكية‬ ‫كانت قلــب توحيد ألمانيا عــى أيدى أوتو‬ ‫فى معضلة‪ Dilemma‬كبرى أمام الشــعب‬ ‫بربرية المقتحمين‪.‬‬ ‫فون بسمارك عام ‪ ،١٨٧٠‬وقد حققت هذه‬ ‫الأمريكى ودول العالم التى رأت كيف صعد‬ ‫ثم يعرج جيبون إلى الســقوط الثانى‬ ‫القيصرة لروســيا امتدادات ونفوذاً عظيماً‬ ‫الرئيس ترامب لمدة أربع ســنوات إلى سدة‬ ‫والنهائى لروما عــام ‪ ٤٧٦‬ميلادية والذى‬ ‫فى كل مدن ولايات البحر الأسود من أملاك‬ ‫حكم الدولة الأعظــم فى العالم منذ الحرب‬ ‫ارتبط بآخــر أباطرتها الذى فر هارباً وهو‬ ‫الدولــة العثمانية‪ .‬وعــاصر جيبون بالمثل‬ ‫العالمية الثانية عــى أكتاف اليمين القومى‬ ‫رومولوس أوغسطولوس‪ ،‬فيما قهر البرابرة‬ ‫مثل كاترين الثانية أحداث ومخاض الثورة‬ ‫الشعبوى ذى النزعة العنصرية والاستعلاء‬ ‫إحساس الرومان الشامخ بالحرية والمجد‪.‬‬ ‫الفرنسية ابتداء من ‪ ١٤‬يوليو ‪ ١٧٨٩‬وحتى‬ ‫وأصبحت رومــا والولايات التابعة لها ملكاً‬ ‫ظهور عــر الإدارة ‪Administration‬‬ ‫العرقى الأبيض ‪White Supremacy .‬‬ ‫ذليلاً لطاغية تعوذه الحكمة والذكاء‪ .‬وظل‬ ‫وزعماء عصر الإرهاب روبســبير وماران‬ ‫ثانياً‪ :‬مقاربة اضمحلال وسقوط‬ ‫مصير روما يعتمد فترة طويلة على سيوف‬ ‫ودانتون ومقتل الملك لويس السادس عشر‬ ‫الإمبراطورية الرومانية بتداعى‬ ‫أولئك الغرباء‪ .‬فروما وحواضرها كان يبدو‬ ‫وزوجته مــارى أنطوانيــت ذات الأصول‬ ‫عليها مظهر الشــقاء والخراب والإنهاك‪،‬‬ ‫الإنجليزيــة؛ وبدايــات ظهــور نابليون‬ ‫الديمقراطية الأمريكية‪:‬‬ ‫وفى عــر انقســمت فيــه الإمبراطورية‬ ‫بونابــرت ذى الأصول الإيطالية المولود على‬ ‫يقول المؤرخ البريطانى إدوارد جيبون‬ ‫منذ عصر الإمبراطور ثيودوســيوس عام‬ ‫جزيرة كورســيكا عام ‪ ١٧٦٩‬نفس العام‬ ‫‪ ١٧٩٤ -١٧٣٧‬فى كتابه من ثلاثة مجلدات‪:‬‬ ‫‪ ٣٩٥‬ميلاديــة إلى إمبراطوريــة فى الشرق‬ ‫اضمحلال وسقوط الإمبراطورية الرومانية‬ ‫عاصمتها القسطنطينية وأخرى فى الغرب‬ ‫الذى انضمت فيه لفرنسا ‪.‬‬ ‫‪Decline and Fall of the Roman‬‬ ‫عاصمتهــا روما‪ ،‬وكانــت ولاية مصر من‬ ‫لقد أبرز جيبــون فى مجلداته الثلاث‬ ‫‪ ، Empire‬ترجمــة ومراجعة أحمد نجيب‬ ‫نصيــب الإمبراطور الجالــس على عرش‬ ‫اعتراف الإمبراطور دقلديانوس ‪٣٠٥ -٢٨٤‬‬ ‫هاشــم عام ‪ ١٩٦٩‬عن دار الكتاب العربى‬ ‫القسطنطينية؛ وكانت تلك اللحظات تشهد‬ ‫ميلادية والذى اعتزل الحكم وقضى أعوامه‬ ‫للطباعة والنشر بالتنسيق مع وزارة الثقافة‬ ‫امتناع ورود محاصيــل وقمح مصر التى‬ ‫التسعة الأخيرة فى الاشتغال بالزراعة وفلاحة‬ ‫«المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر»‪،‬‬ ‫كانت تدفع كجزية للإمبراطورية الرومانية‪.‬‬ ‫الأرض‪ ،‬وهــو ذاته الإمبراطــور الذى قام‬ ‫حيث جاء إخراج المجلد الأول مصادفة عام‬ ‫فالرفاهيــة التى كانت رومــا تعيش فيها‬ ‫باضطهاد معتنقى الديانة المسيحية الجديدة‬ ‫‪ ١٧٧٦‬تاريخ الثورة الأمريكية والمستعمرات‬ ‫أنضجت مباديء الاضمحلال والســقوط‪،‬‬ ‫فى كل مدن وولايات الإمبراطورية الرومانية‪،‬‬ ‫الثلاث عشرة التى كانت تنشــد الانفصال‬ ‫وامتداد الغــزو والانهيار من الهون ‪Huns‬‬ ‫حتى إن الكنيســة المصرية الأرثوذكســية‬ ‫والاستقلال عن بريطانيا العظمى‪ ،‬كما أن‬ ‫من وسط آســيا والقوط‪ Ghots‬والماغيار‬ ‫تؤرخ تاريخها الكنــى القبطى بداية من‬ ‫والجرمان والوندال‪ Vandals‬من شــمال‬ ‫تاريخ اعتلاء هــذا الإمبراطور العرش عام‬ ‫أوروبا وإســكندنافيا هربــاً من صقيع‬ ‫‪ ٢٨٤‬ميلادية وتســمية فترة حكمه «عصر‬ ‫عروض الدائرة القطبية الشــمالية‪ ،‬ما أدى‬ ‫الشهداء»‪ .‬اعترف دقلديانوس فى مناقشاته‬ ‫إلى خراب ودمــار وهلاك روما‪ ،‬وإنهاء هذا‬ ‫مع أصدقائه بعد ترك الحكم طواعية‪« :‬بأن‬ ‫الكيان الضخم تحت وطأة الغزاة البرابرة‪،‬‬ ‫حيث طغــت فى أول الأمر على حرية الدولة‪،‬‬ ‫أشق فن فى الحياة هو فن الحكم» ‪.‬‬ ‫ثم حطمت بعد ذلــك جلال وعظمة وهيبة‬ ‫وتلك كانت خلاصة تجربته الطويلة فى‬ ‫الملك‪ ،‬وبــدأ تراخى قوة الإدارة أمام طغيان‬ ‫حكم الإمبراطوريــة الرومانية التى امتدت‬ ‫من ‪ ٢٨٤‬حتى ‪ ٣٠٥‬من ميلاد السيد المسيح‬ ‫طوفان البرابرة ‪.Barbari‬‬ ‫لقد كان يوم الأربعــاء ‪ ٦‬يناير ‪٢٠٢١‬‬ ‫عليه السلام‪.‬‬ ‫يوم الصدمة للولايــات المتحدة الأمريكية‪.‬‬ ‫وفى التقديــر والواقع أن حصار أنصار‬ ‫ولكل العالــم الحر‪ .‬بريطانيــا والاتحاد‬ ‫ترامب لمبنى الكابيتول من الخارج والداخل‬ ‫الأوروبى وأســراليا ونيوزيلندا‪ .‬وروسيا‬ ‫يشبه ما جســده جيبون قبل ما يزيد عن‬ ‫الاتحادية والصين‪ .‬وشعوب آسيا وإفريقيا‬ ‫‪ ١٦٠٠‬عام مــن الحصار الأول لمدينة روما‬ ‫وأمريكا اللاتينية‪ ،‬تلك الدول والشعوب التى‬ ‫‪ Rome‬ونهبها عــام ‪ ٤١٠‬ميلادية حيث‬ ‫شهدت لأول مرة فى التاريخ المعاصر محاولة‬ ‫اســتيقظ أهالى العاصمة على صوت هائل‬ ‫إرهــاب داخــى ‪Domestic Terrorism‬‬ ‫صادر من أبواق جماعات القوط الجرمانية‬ ‫البربرية والتى هاجمــت مدينة روما مجد‬ ‫‪45 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫فى الاعتبــار أن الحدثين جــاءا من الداخل‬ ‫هوفر ‪ Edgar Hoover‬باعتباره المؤسس‬ ‫اضمحلال وسقوط الإمبراطورية‬ ‫الأمريكى‪ .‬حيث يرغب الديمقراطيون وعدد‬ ‫لوكالة التحقيقات الفيدرالية الأمريكية‪ ،‬هذا‬ ‫الديمقراطية الأمريكية‬ ‫كبير من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى‬ ‫مع اســتمرار تربص أركان الدولة العميقة‬ ‫التى تكره الرئيس السابق ترامب‪ ،‬تصوير‬ ‫بجميع مكوناتهــا البحثية والسياســية‬ ‫لمقرات دســتورية للدولة الأعظم فى العالم‬ ‫مثــرى العنف والشــغب يــوم ‪ ٦‬يناير‬ ‫والأمنية والعسكرية والإعلامية وغيرها فضلاً‬ ‫كما وصفها الرئيس بايدن‪ Biden‬فى خطابه‬ ‫مــن جماعات اليمين المتطــرف على أنهم‪:‬‬ ‫عن منصات التواصــل الاجتماعى ‪Social‬‬ ‫يوم التنصيــب فى ‪ ٢٠‬يناير ‪ ،٢٠٢١‬حيث‬ ‫«إرهابيون محليون»‪ ،‬قاموا بتمرد فاشل من‬ ‫‪ Media‬فى صراعها الأخير مع ترامب وتقليم‬ ‫اعتبر ذلــك تمرداً وانقلاباً على الدســتور‬ ‫أجل منع بايدن من تولى السلطة‪ .‬فى الوقت‬ ‫أظافر سلطة ومكانة وهيبة البيت الأبيض‪.‬‬ ‫وبيت الشــعب الأمريكــى‪ ،‬وأن ذلك عمل‬ ‫الذى تخشى فيه قيادات الحزب الجمهورى‬ ‫مدبر مــن الرئيس ترامــب وأتباعه‪ ،‬فيما‬ ‫من فكرة أن تكــون أحداث ‪ ٦‬يناير ‪٢٠٢١‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬العقبات السياسية والقانونية‬ ‫قال الجنــرال ماتيس وزيــر الدفاع الذى‬ ‫بمثابة أحداث ‪ ١١‬ســبتمبر‪ ٢٠٠١‬جديدة‪.‬‬ ‫التى تواجه جهود مكافحة التطرف‬ ‫أقاله ترامب سلفاً‪« :‬إن الهجوم الذى حدث‬ ‫وأن التاريخ يعيد نفسه‪ ،‬فيما تؤدى الأحداث‬ ‫أشارت جريدة الواشــنطن بوست أن‬ ‫اليوم على مقــر الكابيتول ليس إلا محاولة‬ ‫إلى شــيطنة الحزب وتقســيمه بالفعل‪،‬‬ ‫اقتحام مبنى الكابيتول فى الســادس من‬ ‫لإخضــاع الديمقراطيــة الأمريكية لحكم‬ ‫وبالرغم من محــاولات بايدن توحيد الأمة‬ ‫يناير ‪ ٢٠٢١‬أوضح لمســئول الأمن القومى‬ ‫الغوغاء‪ ،‬الذى أرسى قواعده الرئيس ترامب‪،‬‬ ‫الأمريكية‪ ،‬وهى أمة من المهاجرين‪Nation‬‬ ‫الأمريكــى أن التطــرف العنيــف تهديد‬ ‫والذى اســتخدم إدارتــه لتحطيم الثقة فى‬ ‫‪ ، of Pilgrims‬إلا أن بعــض قيــادات‬ ‫لايأتى فقــط من الخــارج‪ ،‬ولكنه يصنع‬ ‫العملية الانتخابية‪ ،‬واســتطاع بذلك إحداث‬ ‫الديمقراطيين ســنحت لديهــم الفرصة‬ ‫فى أمريكا‪ ،‬ويضعهــم فى مواجهة عقبات‬ ‫انقســام وشرخ وتصــدع‪ Rift‬فى العلاقة‬ ‫لانتزاع مكاسب سياسية لم تكن متوقعة من‬ ‫قانونية وثقافية وسياســية‪ .‬كما أوضحت‬ ‫بين الأمريكيين‪ .‬وأضاف بأن ترامب نفسه‬ ‫الجمهوريين بهذه السهولة وفى وقت قصير‬ ‫الصحيفة أن هذه التهديــدات من اليمين‬ ‫واســتغلال الاقتحام المخزى للكونجرس‬ ‫المتطرف وأصحاب نظريــة المؤامرة تأتى‬ ‫لايستحق أكثر من أن ينبذ ويترك وحيداً‪.‬‬ ‫بنفس الأســلوب والتوجه ‪ Attitude‬الذى‬ ‫من جماعــات داخل المجتمــع الأمريكى‬ ‫لقد كان هذا وصفاً قاســياً لأحد أركان‬ ‫مارســه الجمهوريون فى أعقــاب أحداث‬ ‫ومسئولين من جميع أنحاء البلاد شجعهم‬ ‫نظــام ترامب ســابقاً وهو وزيــر دفاع‬ ‫الحادى عشر مــن ســبتمبر ‪٢٠٠١‬عهد‬ ‫تأييد الرئيس ترامب وبعضهم تبنى وجهة‬ ‫وشــخصية مرموقة ومحترمــة جاءت فى‬ ‫الرئيس بــوش الابن ونائبه ديك تشــينى‬ ‫نظر عنصرية علناً وارتــكاب أعمال عنف‬ ‫بدايات عهد ترامب فى ‪ ٢٠‬يناير ‪ .٢٠١٧‬إلا‬ ‫ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد وكونداليزا‬ ‫ضد المؤسســات الأمريكية‪ .‬وأضافت بأن‬ ‫أنه فى أقل من عامين ترك منصبه احتجاجاً‬ ‫رايس وجميعهــم من صقور الجمهوريين‪،‬‬ ‫الرئيس بايدن وإدارته ستواجه تحدياً لردع‬ ‫على سياسات ترامب غير المسئولة فى بعض‬ ‫وأن رئيســة مجلس النواب نانسى بيلوسى‬ ‫المتطرفين داخل أمريــكا وإجراء التحقيق‬ ‫قضايا السياســة الخارجيــة والدفاعية‬ ‫وعدد غير قليل مــن القيادات الديمقراطية‬ ‫معهم وملاحقتهم عندما تصل الأمور إلى حد‬ ‫المفصلية للولايات المتحدة الأمريكية لرئيس‬ ‫تســر فى طريق الانتقام إلى نهايته لتقليم‬ ‫العنف‪ .‬كما أن مسئولى الأمن وإنفاذ القانون‬ ‫جاء من خارج السياق ‪، Establishment‬‬ ‫أظافــر ترامــب والمعارضــن فى الحزب‬ ‫ســيواجهون عقبات قانونية وسياســية‬ ‫أدار الأمور بصيغة رجال الأعمال والمكسب‬ ‫الجمهــورى عن طريق الاســتمرار فى بث‬ ‫وثقافية لمحاربة مرض يبدو أنه اســتشرى‬ ‫والخســارة‪ ،‬فأدى إلى تراجع دور الولايات‬ ‫فى الجهاز العصبى للبلاد خلال ســنوات‬ ‫المتحــدة القوة الأعظــم فى العالم حتى مع‬ ‫ترامب وما قبله‪ .‬فيما أشارت المتحدثة باسم‬ ‫شركائها فى كندا والاتحاد الأوروبى واليابان‬ ‫البيت الأبيض بــأن الرئيس ‪ Biden‬فوض‬ ‫وكوريــا الجنوبية والهنــد وغيرها قبل أن‬ ‫المديــرة الجديدة للاســتخبارات الوطنية‬ ‫يكون مع الخصوم من روســيا الاتحادية‬ ‫‪ Hainse‬بالتنســيق مع مكتب التحقيقات‬ ‫والصين وكوريا الشــمالية وإيران وغيرها‪.‬‬ ‫الفيدرالى ووزارة الأمن الداخلى لإجراء تقييم‬ ‫الأمــر الذى ســمح لجماعــات عنصرية‬ ‫شامل حول التطرف والعنف الداخلى‪ .‬كما‬ ‫يمينية مثــل ‪ Anon Q‬وغيرها العبث بعلم‬ ‫ســيجرى البيت الأبيض بــدوره مراجعة‬ ‫الكنفدرالية الأمريكية خلال عملية اقتحام‬ ‫من قبل مجلس الأمــن القومى لتحديد ما‬ ‫الكابيتــول‪ ،‬فضلاً عن الدهــس بالأقدام‬ ‫إذا كان بإمكان الإدارة أن تتشــارك بشكل‬ ‫والعبث بمحتويات غرف النواب والشــيوخ‬ ‫أفضل للمعلومات أو تقوم بخطوات أخرى‬ ‫ومنهم مكتــب نانسى بيلوسى خصم ترامب‬ ‫للتخفيف مــن هذا التهديد الــذى يواجه‬ ‫اللدود والتى تسعى جاهدة إلى القضاء على‬ ‫المجتمع الأمريكى بقــوة مع مطلع الألفية‬ ‫حياته السياســية عبر محاكمات متكررة‪.‬‬ ‫إن هذه الجماعــات العنصرية كانت تعنى‬ ‫الثالثة‪.‬‬ ‫الكثير لمؤيدى ترامب منذ المعارك الدائرة من‬ ‫كمــا تطــرح الآن بعــض الأســئلة‬ ‫خلال تحقيقات مولر والذى كان يشغل من‬ ‫والاستفســارات داخل المجتمع الأمريكى‬ ‫قبل مديراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي‪FBI‬‬ ‫بشــأن أفكار الربط بين أحداث وتداعيات‬ ‫المعــروف فى الأدبيات الأمنية بمكتب ادجار‬ ‫‪ ١١‬ســبتمبر ‪ ،٢٠٠١‬وحادث اقتحام مبنى‬ ‫الكابيتول الأربعاء ‪ ٦‬ينايــر ‪ .٢٠٢١‬أخذاً‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪46‬‬

‫عليه عصر النهضة‪ Renaissance‬وعصر‬ ‫الأســطورى التاريخى الباقــى حتى الآن‬ ‫مقاطع من فيديو الاقتحام الشهير لأنصار‬ ‫التنوير ‪ Enlightenment‬فى أوروبا خلال‬ ‫منذ ما يقرب من ‪ ٢٠٠٠‬عام من الزمان؟!‬ ‫ومؤيدى ترامب داخــل مبنى الكونجرس‪،‬‬ ‫القرون ‪ ١٨ ،١٧ ،١٦‬لإحياء التراث اليونانى‬ ‫تقوم دعائم الـــ ‪ Pantheon‬والذى يعنى‬ ‫مع التذكير بأن هذا العمل المخزى والهمجى‬ ‫والرومانــى فى الأدب والفكــر والفنــون‬ ‫باليونانية الكلاســيكية ‪honor of Gods‬‬ ‫جاء بأوامر وتحريض مباشر من ترامب عبر‬ ‫والعمارة وهو ما تستند إليه أوروبا وأمريكا‪.‬‬ ‫أى أنه بناء جاء تمجيداً لكل الآلهة‪ ،‬وليكون‬ ‫خطابه وتغريداته على التمرد على الكيانات‬ ‫لقد أمدت مصر حضــارات العالم عبر‬ ‫حائلاً أمام زحف البرابرة على روما العظيمة‬ ‫الدستورية ومؤسسات الديمقراطية‪ ،‬فضلاً‬ ‫العصور بالعلوم والفنون والدين والإيمان‬ ‫وريثة التراث والفكر الســياسى والفلسفة‬ ‫عن تحميل ترامب حالة الانقسام المجتمعى‬ ‫والتوحيد‪ ،‬وكانت مهداً لكل مدنيات الشرق‬ ‫والعمارة والحضارة اليونانية الكلاسيكية‬ ‫وتعميق الكراهية والعنصرية داخل مكونات‬ ‫الأدنى القديم وعالم شرق البحر المتوسط فى‬ ‫أمام بدايات زحف البرابرة من الشرق وحتى‬ ‫العلوم والفنــون والقانون والإدارة‪ ،‬وكانت‬ ‫الشــمال الأوروبى وهو البناء الذى تحول‬ ‫الأمة الأمريكية‪.‬‬ ‫الباعث للفكر الســياسى والقانونى لمفهوم‬ ‫إلى كنيسة كاثوليكية اعتباراً من عام ‪٦٠٩‬‬ ‫رابعاً‪ :‬تقدير الموقف السياسى‬ ‫الدولة المدنيــة المركزية بشــكلها الراهن‬ ‫ميلادية‪ .‬وتقوم دعائم المبنى على ‪ ١٦‬عموداً‬ ‫والحضارى والجيوإستراتيجي‬ ‫(شعب‪ -‬إقليم‪ -‬نظام ســياسي‪ -‬سيادة‪-‬‬ ‫على الطراز المعمــارى الكورنثى اليونانى‬ ‫ماذا تعنى أهمية سقوط مبنى الكابيتول‬ ‫اعتراف دولي)‪ ،‬قبل أن تعرف أوروبا فكرة‬ ‫تم اســتحضارها من جنــوب مصر خلال‬ ‫‪ Capitol‬أو الـ ‪Pantheon‬الأمريكى ولو‬ ‫الدولــة الحديثــة‪ Nation- State‬بعد‬ ‫العصر البطلمى عن طريق زحافات تســر‬ ‫حتى لساعات للعالم الحر والديمقراطيات‬ ‫مرحلة مخــاض وحــروب وهجمات من‬ ‫على مجرى نهــر النيل الخالد حتى موانيء‬ ‫الغربيــة القائمة على أمجــاد الفكر ونظم‬ ‫برابرة الشــمال والشرق من الهون والقوط‬ ‫البحر المتوسط‪ ،‬ثم نقلها عبر سفن رومانية‬ ‫الحكم والتراث اليونانــى الروماني؟! إنه‬ ‫والجرمان والماغيار والونــدال إلى حروب‬ ‫إلى موانيء روما كان أهمها أوستيا ‪port of‬‬ ‫مبنى البرلمان الأمريكى الذى استقى فكرة‬ ‫الثلاثين عامــاً ‪ ١٦٤٨ -١٦١٨‬حتى صلح‬ ‫‪ ostia‬ثم أعيد نقلها إلى نهر التيبر الذى تقع‬ ‫بنائه وعمارته على طــراز المعبد الرومانى‬ ‫وستفاليا ‪ ١٦٤٨‬الذى أقر الوضع السياسى‬ ‫عليه روما‪ ،‬ويقــال إن ذلك تم خلال عصر‬ ‫‪ Pantheon‬الرئيــس الأمريكــى توماس‬ ‫والقانونى للدولة الأوروبية المدنية الحديثة‪.‬‬ ‫القنصل الرومانــى ‪Marcus Agrippa‬‬ ‫جيفرســون ‪ ١٨٢٦ -١٧٤٣‬وهــو الأب‬ ‫لقد أجمع مــؤرخ الحضارات القديمة‬ ‫خلال فترة حكم القناصل لروما وذلك تخليداً‬ ‫الروحى للديمقراطية والحريات الأمريكية‪،‬‬ ‫والمســتشرقون على أن حضــارات الشرق‬ ‫لرومولوس المؤسس الأسطورى لمدينة روما‬ ‫وهو الذى أعلن اســتقلال الولايات الثلاث‬ ‫الأدنــى القديــم ‪ Levant‬وفى القلب منه‬ ‫عام ‪ ٧٥٣‬قبل الميلاد‪ .‬إلا أن مؤرخ العصور‬ ‫عشرة بعد حرب الاســتقلال عن بريطانيا‬ ‫الحضارة المصرية القديمة التى اســتمرت‬ ‫اليونانية الرومانية الكلاسيكية وأؤيدهم فى‬ ‫العظمى من خلال أحداث الثورة الأمريكية‬ ‫شــامخة لمدة تزيد على ثلاثة آلاف عام‪ ،‬ثم‬ ‫ذلك التقدير باعتبــارى من دارسى اللغات‬ ‫‪ ،١٧٨٣ -١٧٧٦‬واستلهام فكرته من المعبد‬ ‫استمرت فى شــكل الحضارة الهيللينستية‬ ‫اليونانية القديمة الكلاســيكية واللاتينية‬ ‫الرومانى الكلاســيكى ‪Roman Temple‬‬ ‫‪ Hellenistic Civilisation‬مــن خلال‬ ‫ومن مؤرخى وعلمــاء الحضارات القديمة‬ ‫بقبته المشهورة لكى يكون فى ولاية فرجينيا‬ ‫الإســكندرية عاصمة العالم المتحضر لمدة‬ ‫المقارنة ودرســتها منذ خمسين عاماً بأن‬ ‫‪Virginia State Capitol Building.‬‬ ‫تقترب مــن ألف عام منذ عــر البطالمة‬ ‫معبــد البانثيون تم تشــييده فى عهد أول‬ ‫ومــاذا يعنى البانثيــون ‪Pantheon‬‬ ‫والعصر البيزنطى وحتى دخول الإســام‬ ‫إمبراطور وهو أغسطس قيصر‪Augustus‬‬ ‫بالنســبة لروما القديمة؟ وكيف ومن أين‬ ‫عام ‪ ٦٤١‬ميلادية‪ .‬ثم فى عصورها الإسلامية‬ ‫‪ Caesar‬مــن ‪ ٢٧‬قبل الميــاد حتى ‪١٤‬‬ ‫جاءت الأعمدة التى يستند إليها ذلك البناء‬ ‫الأخرى مهد ومنارة للفكر والتنوير حتى أن‬ ‫ميلاديــة وهو الــذى جــاء إلى مصر بعد‬ ‫ابن خلدون المؤرخ الاجتماعى والذى زارها‬ ‫هزيمته لكليوباترا السابعة ومارك أنطونى‬ ‫فى منتصف القرن الرابع عشر الميلادى ذكر‬ ‫فى موقعــة أكتيوم عــام ‪ ٣١‬قبل الميلاد ثم‬ ‫أن ســبب ازدهار حضارة مصر فى الفترة‬ ‫زحف على مصر وبقى بهــا فترة زار فيها‬ ‫المملوكية يرجــع إلى تعودها على الحضارة‬ ‫الوادى من الشمال إلى الجنوب‪ ،‬ثم تحولت‬ ‫من فنون وعلوم وآداب منذ آلاف الســنين‪،‬‬ ‫مــر فى عهده بعد مــرع كليوباترا إلى‬ ‫فوصفها بقوله‪ « :‬ولا أوفر اليوم فى الحضارة‬ ‫ولاية رومانية ‪ Provincia Romana‬وعلى‬ ‫من مصر‪ ،‬فهى أم العالم‪ ،‬وإيوان الإســام‪،‬‬ ‫ألا يزورها أحد من نبلاء أو شيوخ روما إلا‬ ‫بإذن منه‪ .‬وهكــذا تحولت مصر لأن تحكم‬ ‫وينبوع العلم والصنائع» ‪.‬‬ ‫لأول مرة فى تاريخها منذ ما يزيد عن ‪٣٠٠٠‬‬ ‫وحســبنا أن نشــر هنا ونستشــهد‬ ‫عام من خــارج حدودها أى منذ عهد الملك‬ ‫بالدكتورة المستشرقة الألمانية زيجريد هونكة‬ ‫العظيم مينا ‪Menes‬كما أســماه العلامة‬ ‫فى كتابهــا الصادر عام ‪« :١٩٦٢‬شــمس‬ ‫الأمريكى جيمس هنرى بريســتد والألمانى‬ ‫العرب تسطع على الغرب» حيث تقول‪ :‬لقد‬ ‫أدولف إيرمان والفرنسى ماسبيرو‪ ،‬كما وأن‬ ‫حول العرب الأندلس خلال مائتى عام من‬ ‫هذا المعبد بالنسبة لأول إمبراطور رومانى‬ ‫بلد جدب فقير يعانى من ظلمات العصور‬ ‫كان يمثل أحــد دعائم الحضــارة والفن‬ ‫الوسطى إلى بلد عظيم مثقف مهذب يقدس‬ ‫والعمارة الرومانية‪ ،‬وهى الأساس الذى قام‬ ‫العلم والفن والأدب والفلسفة‪ .‬قدم لأوروبا‬ ‫‪47 JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬

‫اضمحلال وسقوط الإمبراطورية‬ ‫الديمقراطية الأمريكية‬ ‫وفرنسا وهولندا والولايات المتحدة‪ ،‬وتسعى‬ ‫والقانون ومؤسســات الدولة‪ ...‬إلخ‪ .‬وقد‬ ‫ســبل الحضارة وقادهــا فى طريق النور‪.‬‬ ‫الحركة إلى بناء روابط عالمية واســتغلال‬ ‫ظهرت بدايات اليمــن المتطرف فى أوروبا‬ ‫ولم يبدأ الغرب نهضتــه وازدهاره إلا بعد‬ ‫جائحة كورونا لاستمالة مناهضى اللقاحات‪.‬‬ ‫والولايات المتحدة منذ حقبــة الثمانينيات‬ ‫احتكاكه بالعرب سياســياً وعلمياً وفكرياً‬ ‫وقد حذر وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس‬ ‫من القرن العشرين مع سقوط حائط برلين‬ ‫وأدبياً وفنيــاً وتجارياً‪ ،‬الأمــر الذى أنقذ‬ ‫من أن التطرف اليمينى هو أكبر خطر يهدد‬ ‫عام ‪ ،١٩٨٩‬ثم انهيار الاتحاد السوفيتى فى‬ ‫الكنيســة فى الغرب من الانحدار‪ .‬فحضارة‬ ‫أوروبا‪ .‬فيما شوهدت أعداد من المتظاهرين‬ ‫‪ ٢٥‬ديسمبر ‪ ،١٩٩١‬وعملية التفتت فى شكل‬ ‫العرب المســلمين هى التــى قلبت ظلمات‬ ‫فى ألمانيا تؤدى التحيــة النازية على مرأى‬ ‫كومنولث الدول المســتقلة ومحاولات دول‬ ‫أوروبا العصور الوســطى وأرست دعائم‬ ‫ومســمع من عنــاصر الشرطــة مع رفع‬ ‫شرق أوروبا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى‬ ‫شــعارات معادية للسامية ضد كل الأعراق‬ ‫خاصة بعــد إقرار معاهدة ماســريخت‬ ‫وقواعد الحضارة الأوروبية الحديثة‪.‬‬ ‫‪ Mastrecht‬عــام ‪ ١٩٩٢‬والتــى أتاحت‬ ‫إن الأزمــة الحضاريــة الحديثة التى‬ ‫غير الأوروبية الأصل‪.‬‬ ‫للبناء الســياسى والاقتصــادى الأوروبى‬ ‫تنامت بسبب سقوط الأيديولوجيات‪ ،‬وانتهاء‬ ‫أهم المراجع‬ ‫فرص التكامل والاندمــاج ‪Integration‬‬ ‫الحرب الباردة ‪ Cold War Era‬فى ديسمبر‬ ‫‪ -1‬إدوارد جيبون‪ :‬اضمحلال وسقوط‬ ‫وفتح مجــالات لحريات التنقــل والعمل‬ ‫‪ ١٩٩١‬وسقوط نظام الثنائية القطبية ‪Bi-‬‬ ‫الإمبراطورية الرومانية‪ ٣ ،‬مجلدات‪ ،‬تعريب‬ ‫والإقامة لكافة شــعوب المنظومة الأوروبية‬ ‫‪ polar System‬الــذى امتــد بعد الحرب‬ ‫ومراجعة أحمد نجيب هاشــم ‪ ،١٩٦٩‬دار‬ ‫ما أشــعل عدم الرضا لدى جماعات اليمين‬ ‫العالميــة الثانية بين الــرق والغرب عبر‬ ‫الكتاب العربى للطباعة والنشر‪.‬‬ ‫القومى المتطرف فى ألمانيا والنمسا وفرنسا‬ ‫الأحلاف العســكرية (حلف شمال الأطلسى‬ ‫‪ -2‬د‪ .‬عبد المنعم عبد الوهاب‪ :‬جغرافية‬ ‫وهولندا وإيطاليا‪ ،‬كما أدت أزمات الاقتصاد‬ ‫وحلف وارسو)‪ ،‬ومحاولات الاحتواء المزدوج‬ ‫العلاقات السياسية‪ ،‬الكويت ‪.١٩٧٧‬‬ ‫والكســاد العالمى فى ‪ ٢٠٠٨‬إلى حالة ركود‬ ‫‪Containment Policy‬عبر الاســتقطاب‬ ‫‪-3‬د‪ .‬عبــد الرحمن بدوى‪ :‬دور العرب‬ ‫وبطالة واحتقان غذت مشاعر الكراهية لدى‬ ‫الدولى‪ ،‬ما أدى بالعالم إلى البحث عن نظام‬ ‫فى تكوين الفكر الأوروبى‪ ،‬الأنجلو المصرية‬ ‫الأجانب واللاجئين حتى لو كانت من أصول‬ ‫عالمى جديد من خــال العولمة فى مجالات‬ ‫التجارة (منظمة التجارة العالمية)‪ ،‬والإعلام‬ ‫‪.١٩٦٧‬‬ ‫أوروبية شرقية‪.‬‬ ‫وصــورة الفضائيات ووســائل التواصل‬ ‫‪-4‬د‪ .‬سعيد عبد الفتاح عاشور‪ :‬أوروبا‬ ‫ولقد أظهرت دراسة حديثة فى ديسمبر‬ ‫الاجتماعــى ومحاولات الحــوار والتعاون‬ ‫العصور الوســطى «النظــم والحضارة»‬ ‫‪ ٢٠٢٠‬أجرتهــا الخارجيــة الألمانية حول‬ ‫والتفاهم والبناء المشترك‪ ،‬إلى بداية ظهور‬ ‫اســتغلال اليمين المتطــرف وباء فيروس‬ ‫وبزوغ صدامات أخــرى مع مطلع الألفية‬ ‫القاهرة ‪.١٩٥٩‬‬ ‫كورونا ‪ CoronaVirus Pandemic‬للتمدد‬ ‫الثالثة وأحداث ســبتمبر ‪ ،٢٠٠١‬ثم إعادة‬ ‫‪ -5‬الســفير الدكتور عادل السالوسى‪:‬‬ ‫فى أوروبــا والولايات المتحــدة الأمريكية‪،‬‬ ‫التوازن الإســراتيجى وصعود قوى أخرى‬ ‫العلاقات بين الــرق والغرب فى العصور‬ ‫وأشــارت الدراســة بظهور حركة فى عام‬ ‫عالمية الاتجاه مثل الاتحاد الروسى والصين‪،‬‬ ‫الوسطى‪ ،‬مجلة «الدبلوماسى»‪ ،‬العدد ‪،٢٨٧‬‬ ‫‪ ٢٠١٤‬تســمى «بلا قيادة» عابرة للحدود‬ ‫وقــوى أخــرى إقليمية تبحــث عن دور‬ ‫تنبيء بنهاية العالم وتتجــه نحو العنف‬ ‫ومفهوم جديد للأمــن الجماعى الإقليمي‬ ‫يناير ‪.٢٠٢٠‬‬ ‫بدأت بالصعود فى عــدة دول أبرزها ألمانيا‬ ‫‪ Regional Collective Security‬خارج‬ ‫‪-6‬الســفير الدكتور عادل السالوسى‪:‬‬ ‫والنمسا والمجر وهولندا وبلجيكا وبريطانيا‬ ‫إطار النظام العالمى الأشــمل بعد الحرب‬ ‫الدولة عبر التاريخ فى السياسة والجغرافيا‬ ‫العالمية الثانية من خــال الأمم المتحدة أو‬ ‫والقانــون والجيوإســراتيجى‪ ،‬مجلــة‬ ‫حتى المنظمــات الإقليمية ذات الاختصاص‬ ‫السياسى والاقتصادى مثل الاتحاد الأوروبى‬ ‫«الدبلوماسى» العدد ‪ ،٢٩١‬مايو ‪.٢٠٢٠‬‬ ‫والاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربية‪.‬‬ ‫هذا وتتقاطع أفــكار وتطلعات اليمين‬ ‫المتطرف مع نظم الحكم والإدارة فى مختلف‬ ‫دول العالم‪ ،‬وتشــكل لها هواجس أمنية فى‬ ‫الاستقرار الســياسى والاقتصادى والسلم‬ ‫الاجتماعى وغــره‪ .‬ففى عالم السياســة‬ ‫تمثل أفــكار اليمين المتطــرف توليفة من‬ ‫عــدة مفاهيم تبدأ من الإقصــاء فى أبعاده‬ ‫العنصريــة وإرهاب الأجانب والاســتعلاء‬ ‫العرقى‪ ،‬مع عبادة الشــخصية والشعبوية‬ ‫ومعاداة التعددية العرقية‪ ،‬وتحدى النظام‬ ‫‪JAN-FEB | DIPLOMAT 2021‬‬ ‫‪48‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook