المملكة العربية السعودية وزارة التربية والتعليم محافظة جدة مدرسة ابن البيطار الثانوية ظاهرة الاحتباس الحراري وآثارها تكليف مادة :الكيمياء إعداد الطالب :محمد تحسين حرارة المستوى :الأول الثانوي الشعبة 2 : إشراف الأستاذ الفاضل :داوود خان الفصل الدراسي الأول 2441هـ 1
المقدمة على مدار التاريخ الإنساني عرفت الأرض العديد من التغيرات المناخية التي استطاع العلماء تبرير معظمها بأسباب طبيعية ،مثل :بعض الثورات البركانية أو التقلبات الشمسية ،إلا أن الزيادة المثيرة في درجة حرارة سطح الأرض على مدار القرنين الماضيين (أي منذ بداية الثورة الصناعية) وخاصة الخمسين سنة الأخيرة ،لم يستطع العلماء إخضاعها للأسباب لطبيعية نفسها ؛ حيث كان للنشاط الإنساني خلال هذه الفترة أثر كبير لتفسير هذا الارتفاع المطرد في درجات حرارة الكون أو ما يسمى بظاهرة الاحتباس الحراري ،فلقد كان للثورة الصناعية التي حدثت في القرن التاسع عشر أثرا سيئا على الدول الفقيرة ،وكان أثرها على العالم كبيرا ،وكان واضحا حجم الضرر الذي لحق بالكرة الأرضية نتيجة التلوث الذي نجم عن الصناعات الشديدة التلوث للبيئة ،على شاكلة الفحم الحجري والوقود الأحفوري وإنتاج الكهرباء ،فأصبحنا نقف أمام ظاهرة الاحتباس الحراري وأخذت درجة حرارة الأرض ترتفع بفعل التصنيع الكثيف واتساع الرقعة الزراعية على حساب الغابات وانتشار مزارع المواشي وما إلى ذلك ،فكان واضحا أن معدل درجة حرارة الأرض قد ارتفع في القرن التاسع عشر نسبة إلى القرون التي سبقته وكان واضحا بالقياس التجريبي أيضا أن القرن العشرين كان أكثر سخونة بعدة مرات مما كان عليه في القرن التاسع عشر ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع في العقود القادمة ما لم يتم اتخاذ إجراءات حازمة بهذا الشأن ،ويهدف هذا البحث للتعريف بظاهرة الاحتباس الحراري ،ومعرفة أسبابها وبيان تأثيرها على البيئة والكرة الأرضية ،وسبل الحد من انتشارها . 2
أهمية البحث وأهدافه : تنبع أهمية البحث من خوضه في إشكال عالمي يهدد وجود الكرة الأرضية ،حيث أن ظاهرة الاحتباس الحراري مشكلة لا تهم الدول فحسب ؛ بل تتعداها لتقع من صميم اهتمام الجماعات والأفراد ،حيث أن كلا منا يساهم بطريقة أو أخرى ،بعلم أو بغير علم في حدوث هذه الظاهرة الخطيرة ،ولذلك عمدت هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على أسباب هذه الظاهرة وتداعياتها في المستقبل القريب . ويهدف هذا البحث لمعرفة ما المقصود بظاهرة الاحتباس الحراري ؟ ومعرفة أسبابها ومخاطرها وآثارها في تهديد المنظومة البيئية والعالم بأكمله . وموضوع الاحتباس الحراري يحقق عدة أهداف : -1تأكيد أهمية وجود رؤيا للعالم يتفاعل من خلالها المجتمع الإنساني . -2تأكيد أهمية أن يكون الإنسان واعيا وموضوعيا في تقييم الرؤيا التي تبناها من خلال تقييمه للنتائج المترتبة على تطبيق هذه الرؤية ،وفي هذه الحالة ،الاحتباس الحراري هو مثال واقعي ومعاصر ناجم عن الرؤيا العالمية للعالم . -3استخدام الاحتباس الحراري كمثال لبيان أهمية الرؤيا هو مثال شامل ،لأن أسباب الاحتباس متعددة وتشمل جوانب كثيرة من التفاعلات الإنسانية ،لذلك هذا المثال يوضح للقارئ مدى تداخل جميع جوانب حياة الإنسان وتأثيرها على بعضها البعض ،فيتضح من دراسة الاحتباس الحراري أن هذا التأثير العالمي ليس فقط نتيجة خطأ في تعامل الإنسان مع الطبيعة ،وإنما نتيجة أخطاء متعددة في جميع مجالات حياته ،وهذا ناجم عن الرؤيا التي تبناها . 3
مفهوم الاحتباس الحراري : الاحتباس الحراري ( (Global Warmingوالتغيير المناخي)(Climate Change مصطلحان مترادفان في الاستعمال ،مع أن \"الأكاديمية القومية للعلوم\" ( National )Academy of Sciencesتفضل استخدام مصطلح التغيير المناخي لأنه أدق في التعبير عما يجري من تغيرات في المناخ وليس فقط ارتفاع في درجات الحرارة . التغيير المناخي هو أي تغير ملحوظ في حالة المناخ (مثل الحرارة ،هطول الأمطار)..، ويستمر على مدى عقود أو أكثر .أما بالنسبة إلى الاحتباس الحراري فهو الارتفاع في درجات الحرارة في طبقات الجو القريبة من سطح الكرة الأرضية ،والذي ممكن أن يساهم في إحداث تغييرات في الأنماط المناخية العالمية .وسواء تكلمنا عن التغيير المناخي ،أو الاحتباس الحراري فكلاهما ناتجان عن أسباب طبيعية و من تأثيرات حياة الإنسان ،لكن حصرا لنطاق البحث، سأستخدم مصطلح الاحتباس الحراري . أيضا يمكن تعريف ظاهرة الاحتباس الحراري بأنها الزيادة التدريجية في درجة حرارة أدنى طبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض ؛ كنتيجة لزيادة انبعاث غازات الصوبة الخضراء منذ بداية الثورة الصناعية ،وغازات الصوبة الخضراء والتي يتكون معظمها من بخار الماء ،وثاني أكسيد الكربون ،والميثان ،وأكسيد النيتروجين ،وهي غازات طبيعية تلعب دورا مهما في تدفئة سطح الأرض حتى يمكن الحياة عليها ،فبدونها قد تصل درجة حرارة سطح الأرض إلى – 11 4
درجة مئوية تحت صفر ( ،جميع هذه الغازات تمتص الأشعة تحت الحمراء المنعكسة من سطح الأرض لذلك تعمل على شكل مصيدة ) . التفسير العلمي لظاهرة الاحتباس الحراري : الأشعة الشمسية هي المصدر الوحيد الذي يمد الكرة الأرضية بالطاقة والحرارة ،جزء من هذه الطاقة تمتصه الأرض وتحوله إلى حرارة وترفع به حرارة الأرض .جزء من هذه الحرارة تشعه الأرض أو تعكسه إلى الجو على شكل أشعه تحت الحمراء ،وهذا التوازن بين ما يمتص ويعكس هو الذي يحدد درجة حرارة الأرض فيبقيها على المستوى الذي يؤهلها لاستمرارية الحياة على سطحها وهي حوالي 11درجة مئوية. إضافة إلى هذا التوازن بين امتصاص وعكس الحرارة ،هناك مجموعة من الغازات موجودة في طبقات الجو المحيطة بالكرة الأرضية واسمها الغازات الدفيئة ،أو غازات الصوبة الخضراء ( )Green house gasesتساعد في المحافظة على ثبات درجة حرارة الأرض. هذه الغازات موجودة طبيعيا في الجو المحيط بالأرض وأهمها وأكثرها تواجدا :غاز ثاني أكسد الكربون ) (CO2وبخار الماء) (H2Oو غاز الميثان) (CH4وأكاسيد النيتروجين ) ،(N2Oوالأوزون). (O3 5
الغازات الموجودة طبيعيا عادة تمتص بعض الأشعة التحت حمراء التي تعكسها الأرض وترفع بها درجة حرارة الجو المحيط ،وبالتالي ترجع بعض هذه الحرارة التي عكستها الأرض مرة ثانية إلى سطح الأرض ،الذي يحدث هو نوع من العزل الحراري بحيث لا تفقد الأرض حرارتها بالإشعاع فتحافظ على ثبوت معدل درجة حرارة الأرض في نحو 11درجة مئوية، ولو لم توجد هذه الغازات لأصبحت حرارة الأرض 11درجة مئوية تحت الصفر. ذكرت للآن الحالة الطبيعية للاحتفاظ بحرارة الأرض على المعدل الذي يسمح باستمرارية الحياة ؛ أما الذي يحدث بالاحتباس الحراري فنتيجة لزيادة نسبة هذه الغازات الدفيئة الطبيعية في طبقة الجو المحيطة بالأرض ،ووجود غازات أخرى ليس لها مصدر من الطبيعة وإنما وجدت نتيجة للممارسات البشرية مثل : )(SF6) sulfur hexafluoride, hydrofluorocarbons (HFCs )perfluorocarbons (PFCs) and chlorofluorocarbons (CFCs أصبحت هذه الغازات تعكس قدرا أكبر من الحرارة التي تشعها الأرض مرة أخرى رجوعا إلى الأرض ،رافعة بذلك حرارة سطح الأرض أعلى من المعدل الطبيعي ،فتصنع ظاهرة البيت الزجاجي . 6
وظاهرة الاحتباس الحراري هذه ظاهرة طبيعية موجودة على سطح الأرض منذ وجود الغلاف الجوي ،فبدونها قد يصل متوسط درجة الحرارة للكرة الأرضية إلى – 11درجة مئوية وتستحيل الحياة على سطحها وبفضل هذه الظاهرة التي أوجدها الله منذ تكوين الغلاف الجوي يصل معدل درجة الحرارة على سطح الأرض إلى 11 +درجة مئوية ،وعادة ما يتم تشبيه هذه الظاهرة بالبيوت البلاستيكية أو الزجاجية ؛ لأنها تقوم بنفس عمل البيوت البلاستيكية في حبس الحرارة داخل الحيز ،إلا أن هناك فرق بينهما ففي البيوت البلاستيكية يتم منع الهواء الحار من مغادرة البيت البلاستيكي ،أما في حالة الغلاف الجوي فيتم امتصاص أشعة تحت الحمراء وإعادتها من جديد إلى الأرض . أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري : أسباب انبعاث غازات الاحتباس الحراري تتك َّون غازات الاحتباس الحراري أو الغازات الدفيئة بسبب تج ّمع عدد معين من الغازات في الغلاف الجوي ،وهي :غاز ثاني أكسيد الكربون ،وأكسيد النيتروجين ،والميثان ،والغازات المفلورة المعروفة باسم مركبات كلوروفلوروكربون )، (CFCs وتنتج الغازات الدفيئة بشكل طبيع ّي في الغلاف الجوي ،إ ّلا أ ّن الأنشطة البشريّة تُساهم في زيادة نسبتها م ّما يؤدي إلى التسبُّب بحدوث ظاهرة الاحتباس الحراري ،وفيما يأتي توضيح للأسباب : أ) الأسباب البشرية :تساهم بعض الأنشطة البشرية في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري ، ومن تلك الأنشطة ما يأتي : -1حرق الوقود الأحفوري :أدّت الثورة الصناعية التي بدأت في منتصف القرن الثامن عشر إلى زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بشكل كبير جدا من 212إلى 313جزءا من مليون ) (ppm؛ وذلك بسبب زيادة استخدام الوقود الأحفوري وزيادة احتراقه ،ويزداد تركيز هذا الغاز في الغلاف الجوي بنسبة تتراوح بين 3-2جزء من مليون/عام ،ومن المتوقَّع أن تزداد نسبته مع نهاية القرن الحادي والعشرين بشكل أكبر لتترواح بين 113-131جزءا من مليون، 7
وبسبب زيادة تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي من المتوقع أن ترتفع درجة حرارة الكرة الأرضية بين °1.5-°1.1درجة مئوية بحلول عام 2122م . -2إزالة الغابات :تغيّرت طرق الاستفادة من الأراضي بشكل كبير خلال السنوات الماضية ،إذ يت ّم حاليا إزالة الغابات خصوصا في المناطق المدارية والاستفادة منها في استثمارات أخرى ،وتساهم هذه العملية في زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مقدار الثُلث ،والذي بدوره يؤدي إلى حدوث الاحتباس الحراري. -3النفايات الصناعية ومكبّات النفايات :تُنتج المصانع والعمليات الصناعية عموما العديد من الغازات الضارة والتي يت ّم إطلاقها إلى الغلاف الجوي م ّما يؤدي إلى زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري ،كما تزيد مكبّات ومدافن النفايات من انبعاث غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون اللذَين يساهمان بشكل كبير في زيادة تأثير غازات الدفيئة. -4الزيادة في عدد السكان :يزداد عدد سكان العالم من عام إلى آخر ،فيزيد الطلب على الطعام، والمأوى ،واللباس ،والعديد من المنتجات الصناعية ،وهذا بدوره يزيد من عدد المصانع والعمليات الصناعية المرافقة لها ،مما يساهم في ارتفاع نسبة انبعاث الغازات الضارة في الغلاف الجوي ،وبالتالي يزداد تأثير الغازات الدفيئة ،ومن جهة أخرى تؤدي الزيادة في عدد السكان إلى زيادة استخدام الوقود الأحفوري الذي يساهم بشكل كبير في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري. -5تربية الحيوانات :تلعب تربية الحيوانات دورا مهما في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري، فهي مسئولة عن %11من انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم وفقا لتقرير الأمم المتحدة ،حيث تحتاج تربية الحيوانات إلى إزالة الغابات من أجل استخدام تلك الأراضي كمراعٍ للماشية ،وهذا حصل في غابات الأمازون ،حيث إ ّن حوالي %32من عملية إزالة الغابات كان سببها تربية المواشي ،كما يُساهم انبعاث غاز الميثان الذي ينتج بشكل طبيعي من الماشية في زيادة نسبة الغازات الدفيئة ،والتي بدورها تُفاقم مشكلة الاحتباس الحراري. 8
-6تصنيع الإسمنت :تساهم عملية تصنيع الإسمنت في زيادة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ،وذلك أثناء مرحلة تسخين كربونات الكالسيوم ،حيث ينتج من هذه العملية غاز ثاني أكسيد الكربون والجير ،من جهة أخرى يساهم حرق الوقود الأحفوري ال ُمستخدَم لتوفير الحرارة اللازمة لإتمام عملية التصنيع في زيادة نسبته أيضا ،وتُش ّكل مساهمة الإنسان بانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في عملية تصنيع الإسمنت حوالي ،%1أ ّما باقي ما تبقى فينتج من عملية حرق الوقود الأحفوري والعمليات الكيميائية المصاحبة لعملية التصنيع ،إذ ينتج حوالي 122كغ من غاز ثاني أكسيد الكربون عند إنتاج 10222كغ من الإسمنت . ب) الأسباب الطبيعية :يوجد عدد من العوامل الطبيعية التي تساهم في زيادة نسبة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي ،حيث كانت نسبة الغازات الدفيئة الناتجة عن العمليات الطبيعية متوازنة نسبيا منذ آلاف السنين ،ولكن مع تغيّر الزمن تغيرت ،وفيما يأتي ِذكر لبعض هذه العوامل: يساهم النمل الأبيض من خلال عمليات الهضم التي يقوم بها في زيادة انبعاث غاز الميثان. تساهم الحيوانات المجترة البرية والحيوانات العاشبة الصغيرة في زيادة انبعاث غاز الميثان. تساهم حرائق الغابات في زيادة انبعاث العديد من الغازات الضارة ،مثل :أول أكسيد الكربون ،والميثان ،وثاني أكسيد الكربون ،وأكسيد النيتروس ،وأكاسيد النيتروجين بشكل عام. تساهم الأنظمة البيئية للأراضي الرطبة في زيادة انبعاث غاز الميثان. تساهم الأنظمة البيئية للأراضي كالمراعي ،والغابات ،والسافانا في زيادة انبعاث أكسيد النيتروس. تساهم المياه العذبة كالبحيرات ،والجداول ،والأنهار ،والأراضي الرطبة ،في انبعاث الغازات الدفيئة كغاز الميثان وأكسيد النيتروس ،وثاني أكسيد الكربون. النشاطات البركانية. 9
التحلل الطبيعي للحيوانات والنباتات . انصهار قمم المناطق الجليدية . آثار الاحتباس الحراري : – ذوبان الجليد ،ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي نتيجة تغيرات المناخ المستمرة وارتفاع درجات الحرارة. – ذوبان الأنهار الجليدية مما يرفع مستوى المياه في المحيطات مسببة في ذلك انغمار اليابس وزحف الماء عليها بنسبة كبيرة مما يجعل الكثير من المدن الساحلية معرض لخطر الغرق. – اضطراب الطقس ،حدوث العواصف والأعاصير والسيول أحد أهم نتائج اضطراب الطقس. – وتنتج عن تبخر المياه من المحيطات بفعل درجات الحرارة رافعا بذلك نسبة الرطوبة في الهواء والتي تعد السبب الأساسي لحدوث اضطرابات الطقس. – الجفاف يزداد الجفاف والسخونة في كثير من المناطق على الكرة الأرضية ،بسبب قلة هطول الأمطار وتبخر المياه من الأنهار والتربة محولة إياها لمناطق قاحلة. 11
آثار الاحتباس الحراري في عملية البناء الضوئي : هناك دراستان حول عملية البناء الضوئي في ظل الاحتباس الحراري الدراسة الأولى هي / – أن الأشجار والنباتات تلعب دور كبير في ازدياد درجات الحرارة فعلي الرغم من كونها نهارا تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون خلال عملية البناء الضوئي. -إلا أنها خلال الليل توقف عملية البناء الضوئي فتتنفس الأكسجين وتنتج غاز ثاني أكسيد الكربون وهو أحد الغازات الدفيئة التي تعتبر أحد الأسباب المباشرة في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري. – وتبلغ قيمة ما ينتجه الغطاء الأخضر من غاز ثاني أكسيد الكربون 52مليار طن سنويا وهي نسبة كبيرة تفوق بستة أضعاف ما ينتجه البشر سنويا من غاز ثاني أكسيد الكربون. – وبذلك توضح الدراسة أن ارتفاع درجة حرارة الهواء المحيط بالأشجار يؤدي إلى تنفس الأشجار بعمق أكبر وبالتالي زيادة انبعاث الكربون الذي ينتج عن عملية تنفّس الغطاء الأخضر. أما الدراسة الثانية فتوضح التالي: – أن الأشجار قادرة على التأقلم بطريقة تنفسها مع ارتفاع درجات الحرارة ،رغم أن الدراسة الأولى قد أوضحت أن دورة الكربون في العالم شديدة التعقيد بشكل مبالغ فيه. – وأشارت أن انخفاض نسبة الكربون التي تنتج عن نظام إيكولوجي واحد ستبحث عن التوازن وهو شأنها بشكل مستمر ،سبة الكربون في مكان آخر من العالم. – نظرا لارتباط البيئة ببعضها بعملية واحدة فإن أي زيادة ولو طفيفة تؤثر على المناخ ككل بشكل كبير. – النظام المناخي نظام معقد وهو يمثل تحدي بالنسبة إلى كوكب الأرض ،حيث أنه مرتبط ككل فأي شيء يحدث في منطقة تظهر نتائجه مباشرة على مناخ الأرض. 11
الحلول المقترحة لظاهرة الاحتباس الحراري: هيئة الأمم المتحدة بالتعاون مع مؤسسة الأرصاد العالمية ( World Meteorological )Organizationقامت بإنشاء Intergovernmental Panel on Climate Change ).(IPCC هيئة IPCCتجمع أفضل علماء العالم في كل الحقول المعنية وتعد التقارير على التغييرات المناخية . التقارير التي تعدها هذه الهيئة مهمة في تقدير الحلول المقترحة .وقد قدمت في تقريرها الرابع عام 2223في تقييمها للاحتباس الحراري أن الإنسان يلعب دور كبير في تسارع هذه الظاهرة وليس السبب فقط هو أحداث طبيعية . الحلول المقترحة لاحتواء ظاهرة الاحتباس الحراري يجب أن تكون في عدة مجالات مثل: -1تقليل إنتاج الغازات الدفيئة وهذا الحل يجب أن ينظر إلى الجانب السياسي والاقتصادي والصناعي والربحي. -2إيجاد مصادر بديلة للطاقة لا تؤدي إلى زيادة إنتاج الغازات الدفيئة. -3التفاعل الإيجابي مع البيئة من ناحية التأثير في تسارع عملية سحب الكربون من الجو. ويجب أيضا أن تطبق هذه الحلول على مستوى واسع ،فعلى الهيئات الدولية أن تحث الحكومات إلى أن تسعى إلى إيجاد طرق نظيفة لتوليد الطاقة وتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة إلى الجو ،أيضا على مستوى المؤسسات والأعمال والأفراد في جميع أنحاء العالم. ومن الاتفاقيات الدولية لتقليل انبعاث الغازات الدفيئة والمحافظة على البيئة ،اتفاقية كيوتو، حيث اتفقت 31دولة صناعية على الالتزام بتخفيض انبعاث غاز ، CO2واقتراحات بإدخال بند آخر إلى هذه الاتفاقية وهو إيقاف إبادة الغابات والالتزام بإعادة زراعتها . أيضا هناك REDDالتي تعنى بإيقاف إبادة الغابات الاستوائية في الدول النامية ،إبادة الغابات مسئولة عن إشعاع حوالي %22من CO2الذي في الجو .الخطة تتضمن تعويض هذه الدول 12
الفقيرة ماديا .فبدل أن تسمح هذه الدول بإزالة الغابات الاستوائية بسبب استخدام الأرض لرعاية البقر أو للزراعة ،يدفع لها العالم منحات مادية تكون أعلى مما كانت ستحصل لو أنها قطعت الأشجار ،وهذا سيبقى أقل ثمنا على العالم من إيجاد وسائل أخرى لتخفيض نسبة الغازات في الجو . الحلول الفردية يُمكن اتخاذ العديد من الممارسات الفردية للمساهمة في التقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة ،وبالتالي الحد من ظاهرة الاحتباس الحرار ّي ،وفيما يأتي ِذكر لها: -إعادة التدوير :تساعد عملية إعادة التدوير على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة ،إذ يُمكن توفير حوالي 1211كغ من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا في حال ت ّم إعادة تدوير نصف نفايات المنزل. -التقليل من استخدام مكيّف الهواء :يُمكن التقليل من استخدام المكيّفات من خلال إضافة مواد عازلة في جدران المباني ،وعزل الأبواب والنوافذ ،ما يساهم في الحفاظ على درجة الحرارة معتدلة داخل المبنى في جميع الأوقات ،ويُقلل من كمية الطاقة اللازمة لتدفئة وتبريد المبنى، وبالتالي خفض تكاليف التدفئة إلى ،%21كما يُمكن استخدام من ِّظمات حرارة مبرمجة على المكيّفات توفّر حوالي 123كغ من ثاني أكسيد الكربون سنويا. -استخدام المصابيح الموفرة للطاقة :يساعد استبدال المصابيح المو ِفّرة للطاقة كمصابيح الفلورسنت بالمصابيح العادية المتوهجة على توفير الطاقة ،إذ تستهلك مصابيح الفلورسنت مقدارا 13
أقل من الطاقة ال ُمسته َلكة من المصابيح المتوهجة بمقدار الثلثين ،كما أنّها تصدر حرارة أقل بنسبة %32من المصابيح العادية المتوجهة ،وتدوم لفترة تصل إلى 12أضعاف المصابيح العادية المتوجهة ،وفي حال ت َّم استبدال مصابيح الفلورسنت بالمصابيح العادية في ك ّل منزل سيت ّم التخلّص من حوالي 12.1مليار كغ من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي ،وهذا يُعادل التخلُّص من 3.1مليون سيارة من الشوارع. -استخدام منتجات موفّرة للطاقة :يساعد استخدام الأجهزة الكهربائية المنزلية الموفّرة للطاقة على التقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة .استخدام كميات أقل من الماء الساخن :يت ّم ذلك من خلال عدد من الإجراءات كضبط سخان المياه الكهربائي على درجة حرارة معينة وتثبيته على تلك الدرجة ،واستخدام رؤوس الدوش ذات التدفّق القليل م ّما يساعد على توفير المياه الساخنة، وتساهم تلك الممارسات في توفير ما يقارب 111كغ من ثاني أكسيد الكربون سنويا ،ومن جهة أخرى فإ ّن استخدام المياه الدافئة أو الباردة في الغسيل بدلا من المياه الساخنة يُقلل من الحاجة إلى تسخين المياه ،وبالتالي توفير الطاقة اللازمة لتسخينها ،وتساهم هذه الممارسة في الحد من انبعاث حوالي 223كغ من ثاني أكسيد الكربون سنويا في حال ت ّم تطبيقها في معظم المنازل. -إطفاء الأجهزة غير ال ُمستخ َدمة :يساهم إطفاء الأجهزة الكهربائية والإلكترونية غير ال ُمستخدَمة كالحاسوب ،والتلفاز ،والمكيّف ،وإطفاء المصابيح في الغرف غير المستعملة ،وإغلاق صنبور الماء أثناء تنظيف الأسنان ،واستخدام الكمية المناسبة من الماء أثناء غسيل السيارة في توفير الطاقة الكهربائية ،وبالتالي الحد من ظاهرة الاحتباس الحرار ّي. -تشجيع الآخرين على الحفاظ على الطاقة :ويت ّم ذلك من خلال تبادل المعلومات المتعلّقة بهذا المجال -كعملية إعادة التدوير والطرق المناسبة في توفير الطاقة -مع ك ّل من الجيران ،والأقارب، والأصدقاء ،كما يُمكن تبادل المعلومات مع الزملاء في العمل ،وتشجيع الموظفين على إتباع الطرق المناسبة لتوفير الطاقة. 14
-التقليل من استخدام المركبات :يؤدي التقليل من قيادة المركبات والاستعانة بركوب الدراجات الهوائية والمشي إلى تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة ،وتوفير البنزين في نفس الوقت ،ومن المهم التأكد من كفاءة المركبة وفعالية الإطارات قبل القيادة؛ لأ ّن ذلك يساعد على استهلاك كمية أقل من البنزين لقطع نفس المسافة ،كما أ ّن توفير 3.31لتر من الوقود يساهم في تقليل حوالي 1كغ من ثاني أكسيد الكربون سنويا. -تجنُّب استخدام المنتجات ذات الكثير من مواد التغليف والتعبئة :يؤدي تقليل كمية النفايات بنسبة %12إلى توفير حوالي 111كغ من ثاني أكسيد الكربون. -استخدام ُمن ّظمات الحرارة :إ ّن تثبيت ُمن ّظمات الحرارة على المكيفات على درجة معينة معينة يُساعد على توفير 123كغ من ثاني أكسيد الكربون سنويا. -التزام الشركات بالمصادر المستدامة :تستطيع الشركات المساهمة في الحد من انبعاث الغازات الدفيئة عن طريق التزامها بالمصادر المستدامة ،مثلاّ تُعدّ شركة إيكيا مصدر إلهام لكيفية الاستفادة من المصادر المستدامة في صنع منتجاتها الخشبية ،وتُعدّ شركة أبل مثالا آخر على كيفية الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة. -زراعة الأشجار :تُعدّ عملية زراعة الأشجار من الإجراءات المهمة للحد من ظاهرة الاحتباس الحرار ّي ،إذ إنّها تُطلق غاز الأكسجين إلى الغلاف الجوي وتمتص غاز ثاني أكسيد الكربون، وتستطيع شجرة واحدة امتصاص طن واحد تقريبا من ثاني أكسيد الكربون خلال فترة حياتها ،لذا من المهم الحد من عملية إزالة الغابات والاهتمام بشكل كبير في عملية الزراعة وجعلها أكثر كفاءة. -الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة :يساهم استخدام الطاقة المتجددة كطاقة الرياح ،والطاقة الشمسية ،والطاقة الحرارية ،وغيرها في التقليل من التلوث الجوي ،بالإضافة إلى تكلفتها المناسبة ،وقدرتها على تلبية احتياجات العالم من الطاقة مع الحفاظ على البيئة. 15
إ ّن إتباع هذه الممارسات سيؤدي إلى الحد من استخدام الطاقة ،وهذا بدوره يؤدي إلى التقليل من استهلاك الوقود الأحفوري الذي ينتج عن احتراقه انبعاثات الغازات الدفيئة ،وبالتالي المساهمة في الحد من ظاهرة الاحتباس الحرار ّي . 16
الخاتــــــــــــــــمة لقد أوضحت في هذا البحث ما هو الاحتباس الحراري ،أسبابه ،آثاره ،وبعض الحلول المقترحة للتخفيف من هذه الظاهرة البيئية ،حيث أن ظاهرة الاحتباس الحراري أصبحت تهدد وجود الإنسان على ظهر الكرة الأرضية ،ومن أسبابها الغلو في استخدام الوقود الأحفوري ،وعليه لابد للدول المتسببة في هذه الكارثة أن تتقيد بنص القوانين الدولية التي تساهم بشكل فعال في حل هذه الإشكالية . وكان هدف دراسة هذه الظاهرة البيئية هو استخدامها كمثال للوصول إلى إدراك معين ،هل ظواهر بهذا الحجم والتأثير ممكن أن يكون سببها الإنسان وممارساته ،وليس فقط نظرته وتعامله مع البيئة فحسب ،ولكن هل السبب هو أعم من ذلك ويرجع إلى معتقداته وأفكاره التي ترجمت بنظرته وتعامله مع كل ما حوله ؟ وما هي هذه الرؤيا التي تنتج مثل هذه الكوارث ،وبالرغم من هذه الظروف المناخية القصوى التي تحدث في مختلف مناطق العالم ،والتي يتضرر منها بشكل مباشر العالم النامي ،لازالت هناك أصوات تعلو مدعية أن تدهور الأنظمة البيئية وتغيرات المناخ مجرد افتراضات لا ترتكز على أسس علمية ،وأن مفهوم حماية البيئة من تأثيرات التغيرات المناخية مجرد ذريعة توظفها البلدان المتخلفة والنامية لابتزاز بلدان الشمال وضبط سياساتها الاقتصادية المتقدمة ! وبعيدا عن هذه الآراء المتضاربة ،فالبشرية اليوم – كما يجمع أغلب المراقبين – مدعوة إلى تصحيحين عاجلين وشاملين : أولهما :تصحيح مفهوم البيئة تصحيحا يجعل منه مفهوما شاملا لكل أنواع البيئة الطبيعية والبشرية ،وما يتعلق بهما من أنواع جزئية للبيئة . ثانيهما :تصحيح المعالجات الجزئية للمشكلات البيئية إلى معالجة شمولية لا تقتصر على الأبعاد القانونية والأمنية ،بقدر ما تضيف إليها المعالجات الدينية والتربوية والفكرية التي يسهم فيها كل أبناء الأمة وقطاعاتها ومؤسساتها . 17
هذا ما توصلت إليه من خلال هذا العمل المتواضع فما كان منه من صواب فبتوفيق من الله وحده ،وما كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان ،وأرجو أن تكون نقائص بحثي محفزة لغيري لإتمام ما هو ناقص ،وأخيرا يجب علينا المحافظة على كوكبنا الجميل وقبل فوات الأوان ،هذا وبالله التوفيق والسداد . 18
الملاحـــــــــــــــــق 19
قائمة المصادر والمراجــــــــع أولا /المراجع العربية : .1المجلة الدولية للتنمية ،المنهل ،المجلد الثاني ،العدد الأول ( ، ) 2213تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على الوطن العربي والحد من انتشارها ( مقالة مرجعية) ،مروة خليل إبراهيم ،كلية العلوم – الجامعة المستنصرية – العراق . .2هاشم محمد الأمين البدري ،ظاهرة الاحتباس الحراري وأثرها على مستقبل الكرة الأرضية ،مجلة دراسات حوض النيل – العدد الحادي عشر . .3جود شفيق ،الاحتباس الحراري بين الإسلام و رؤية الغرب للعالم 1121هـ 2221 -م . .1بريشي بلقاسم ،الحماية الدولية لمةاجهة ظاهرة الاحتباس الحراري \" ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراة في العلوم تخصص قانون العلاقات الدولية ،جامعة جيلالي ليابس – سيدي بلعباس ،الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية . 2211 / 2213 ، .1سليمان إبراهيم عمر ( ، )2221الأشعة الكونية وأثرها على الغلاف الجوي ،بيروت ، مطبعة دار الفكر ،ط . 1 ثانيا /الشبكة العنكبوتية : - http://www.epa.gov/climatechange/fq/science.html#2 - http://www.solcomhouse.com/globalwarming.htm - http://www.solcomhouse.com/greenhousegases.htm - https://mawdoo3.com - https://www.almrsal.com - http://www.epa.gov/climatechange/fq/science.html#2 - http://www.abs-cbnnews.com/special-report/09/19/08/change- your-lifestyle%E2%80%94and-mitigate-global-warming 21
الفهـــــــــــــرس المقدمة 2 أهمية البحث وأهدافه 3 مفهوم الاحتباس الحراري 4 5 التفسير العلمي لظاهرة الاحتباس الحراري 01 – 7 أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري 00 ، 01 آثار الاحتباس الحراري 06 – 02 الحلول المقترحة لظاهرة الاحتباس الحراري 01 ، 07 الخاتمة 01 الملاحق 21 قائمة المصادر والمراجع الفهرس 20 21
Search
Read the Text Version
- 1 - 21
Pages: