Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore محمد الاحتباس الحراري 2

محمد الاحتباس الحراري 2

Published by dhalahharara, 2020-12-07 21:23:26

Description: محمد الاحتباس الحراري 2

Search

Read the Text Version

‫المملكة العربية السعودية‬ ‫وزارة التربية والتعليم‬ ‫محافظة جدة‬ ‫مدرسة ابن البيطار الثانوية‬ ‫ظاهرة الاحتباس الحراري وآثارها‬ ‫تكليف مادة ‪ :‬الكيمياء‬ ‫إعداد الطالب ‪ :‬محمد تحسين حرارة‬ ‫المستوى ‪ :‬الأول الثانوي‬ ‫الشعبة ‪2 :‬‬ ‫إشراف الأستاذ الفاضل ‪ :‬داوود خان‬ ‫الفصل الدراسي الأول ‪ 2441‬هـ‬ ‫‪1‬‬

‫المقدمة‬ ‫على مدار التاريخ الإنساني عرفت الأرض العديد من التغيرات المناخية التي استطاع العلماء تبرير‬ ‫معظمها بأسباب طبيعية ‪ ،‬مثل ‪ :‬بعض الثورات البركانية أو التقلبات الشمسية ‪ ،‬إلا أن الزيادة المثيرة‬ ‫في درجة حرارة سطح الأرض على مدار القرنين الماضيين (أي منذ بداية الثورة الصناعية)‬ ‫وخاصة الخمسين سنة الأخيرة ‪ ،‬لم يستطع العلماء إخضاعها للأسباب لطبيعية نفسها ؛ حيث كان‬ ‫للنشاط الإنساني خلال هذه الفترة أثر كبير لتفسير هذا الارتفاع المطرد في درجات حرارة الكون أو‬ ‫ما يسمى بظاهرة الاحتباس الحراري ‪ ،‬فلقد كان للثورة الصناعية التي حدثت في القرن التاسع عشر‬ ‫أثرا سيئا على الدول الفقيرة ‪ ،‬وكان أثرها على العالم كبيرا ‪ ،‬وكان واضحا حجم الضرر الذي لحق‬ ‫بالكرة الأرضية نتيجة التلوث الذي نجم عن الصناعات الشديدة التلوث للبيئة ‪ ،‬على شاكلة الفحم‬ ‫الحجري والوقود الأحفوري وإنتاج الكهرباء ‪ ،‬فأصبحنا نقف أمام ظاهرة الاحتباس الحراري وأخذت‬ ‫درجة حرارة الأرض ترتفع بفعل التصنيع الكثيف واتساع الرقعة الزراعية على حساب الغابات‬ ‫وانتشار مزارع المواشي وما إلى ذلك ‪ ،‬فكان واضحا أن معدل درجة حرارة الأرض قد ارتفع في‬ ‫القرن التاسع عشر نسبة إلى القرون التي سبقته وكان واضحا بالقياس التجريبي أيضا أن القرن‬ ‫العشرين كان أكثر سخونة بعدة مرات مما كان عليه في القرن التاسع عشر ويتوقع أن تستمر درجات‬ ‫الحرارة في الارتفاع في العقود القادمة ما لم يتم اتخاذ إجراءات حازمة بهذا الشأن ‪ ،‬ويهدف هذا‬ ‫البحث للتعريف بظاهرة الاحتباس الحراري ‪ ،‬ومعرفة أسبابها وبيان تأثيرها على البيئة والكرة‬ ‫الأرضية ‪ ،‬وسبل الحد من انتشارها ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫أهمية البحث وأهدافه ‪:‬‬ ‫تنبع أهمية البحث من خوضه في إشكال عالمي يهدد وجود الكرة الأرضية ‪ ،‬حيث أن ظاهرة‬ ‫الاحتباس الحراري مشكلة لا تهم الدول فحسب ؛ بل تتعداها لتقع من صميم اهتمام الجماعات‬ ‫والأفراد ‪ ،‬حيث أن كلا منا يساهم بطريقة أو أخرى ‪ ،‬بعلم أو بغير علم في حدوث هذه الظاهرة‬ ‫الخطيرة ‪ ،‬ولذلك عمدت هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على أسباب هذه الظاهرة وتداعياتها في‬ ‫المستقبل القريب ‪.‬‬ ‫ويهدف هذا البحث لمعرفة ما المقصود بظاهرة الاحتباس الحراري ؟ ومعرفة أسبابها‬ ‫ومخاطرها وآثارها في تهديد المنظومة البيئية والعالم بأكمله ‪.‬‬ ‫وموضوع الاحتباس الحراري يحقق عدة أهداف ‪:‬‬ ‫‪ -1‬تأكيد أهمية وجود رؤيا للعالم يتفاعل من خلالها المجتمع الإنساني ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تأكيد أهمية أن يكون الإنسان واعيا وموضوعيا في تقييم الرؤيا التي تبناها من خلال تقييمه‬ ‫للنتائج المترتبة على تطبيق هذه الرؤية ‪ ،‬وفي هذه الحالة ‪ ،‬الاحتباس الحراري هو مثال واقعي‬ ‫ومعاصر ناجم عن الرؤيا العالمية للعالم ‪.‬‬ ‫‪ -3‬استخدام الاحتباس الحراري كمثال لبيان أهمية الرؤيا هو مثال شامل‪ ،‬لأن أسباب الاحتباس‬ ‫متعددة وتشمل جوانب كثيرة من التفاعلات الإنسانية‪ ،‬لذلك هذا المثال يوضح للقارئ مدى تداخل‬ ‫جميع جوانب حياة الإنسان وتأثيرها على بعضها البعض ‪ ،‬فيتضح من دراسة الاحتباس الحراري‬ ‫أن هذا التأثير العالمي ليس فقط نتيجة خطأ في تعامل الإنسان مع الطبيعة ‪ ،‬وإنما نتيجة أخطاء‬ ‫متعددة في جميع مجالات حياته ‪ ،‬وهذا ناجم عن الرؤيا التي تبناها ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫مفهوم الاحتباس الحراري ‪:‬‬ ‫‪ ‬الاحتباس الحراري (‪ (Global Warming‬والتغيير المناخي)‪(Climate Change‬‬ ‫مصطلحان مترادفان في الاستعمال‪ ،‬مع أن \"الأكاديمية القومية للعلوم\" ( ‪National‬‬ ‫‪ )Academy of Sciences‬تفضل استخدام مصطلح التغيير المناخي لأنه أدق في التعبير‬ ‫عما يجري من تغيرات في المناخ وليس فقط ارتفاع في درجات الحرارة ‪.‬‬ ‫‪ ‬التغيير المناخي هو أي تغير ملحوظ في حالة المناخ (مثل الحرارة‪ ،‬هطول الأمطار‪)..،‬‬ ‫ويستمر على مدى عقود أو أكثر‪ .‬أما بالنسبة إلى الاحتباس الحراري فهو الارتفاع في درجات‬ ‫الحرارة في طبقات الجو القريبة من سطح الكرة الأرضية‪ ،‬والذي ممكن أن يساهم في إحداث‬ ‫تغييرات في الأنماط المناخية العالمية‪ .‬وسواء تكلمنا عن التغيير المناخي‪ ،‬أو الاحتباس الحراري‬ ‫فكلاهما ناتجان عن أسباب طبيعية و من تأثيرات حياة الإنسان ‪ ،‬لكن حصرا لنطاق البحث‪،‬‬ ‫سأستخدم مصطلح الاحتباس الحراري ‪.‬‬ ‫‪ ‬أيضا يمكن تعريف ظاهرة الاحتباس الحراري بأنها الزيادة التدريجية في درجة حرارة أدنى‬ ‫طبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض ؛ كنتيجة لزيادة انبعاث غازات الصوبة الخضراء منذ‬ ‫بداية الثورة الصناعية ‪ ،‬وغازات الصوبة الخضراء والتي يتكون معظمها من بخار الماء ‪ ،‬وثاني‬ ‫أكسيد الكربون ‪ ،‬والميثان ‪ ،‬وأكسيد النيتروجين ‪ ،‬وهي غازات طبيعية تلعب دورا مهما في تدفئة‬ ‫سطح الأرض حتى يمكن الحياة عليها ‪ ،‬فبدونها قد تصل درجة حرارة سطح الأرض إلى – ‪11‬‬ ‫‪4‬‬

‫درجة مئوية تحت صفر ‪ ( ،‬جميع هذه الغازات تمتص الأشعة تحت الحمراء المنعكسة من سطح‬ ‫الأرض لذلك تعمل على شكل مصيدة ) ‪.‬‬ ‫‪ ‬التفسير العلمي لظاهرة الاحتباس الحراري ‪:‬‬ ‫‪ ‬الأشعة الشمسية هي المصدر الوحيد الذي يمد الكرة الأرضية بالطاقة والحرارة‪ ،‬جزء من هذه‬ ‫الطاقة تمتصه الأرض وتحوله إلى حرارة وترفع به حرارة الأرض‪ .‬جزء من هذه الحرارة‬ ‫تشعه الأرض أو تعكسه إلى الجو على شكل أشعه تحت الحمراء‪ ،‬وهذا التوازن بين ما‬ ‫يمتص ويعكس هو الذي يحدد درجة حرارة الأرض فيبقيها على المستوى الذي يؤهلها‬ ‫لاستمرارية الحياة على سطحها وهي حوالي ‪ 11‬درجة مئوية‪.‬‬ ‫‪ ‬إضافة إلى هذا التوازن بين امتصاص وعكس الحرارة‪ ،‬هناك مجموعة من الغازات موجودة‬ ‫في طبقات الجو المحيطة بالكرة الأرضية واسمها الغازات الدفيئة‪ ،‬أو غازات الصوبة‬ ‫الخضراء (‪ )Green house gases‬تساعد في المحافظة على ثبات درجة حرارة الأرض‪.‬‬ ‫هذه الغازات موجودة طبيعيا في الجو المحيط بالأرض وأهمها وأكثرها تواجدا‪ :‬غاز ثاني‬ ‫أكسد الكربون )‪ (CO2‬وبخار الماء)‪ (H2O‬و غاز الميثان)‪ (CH4‬وأكاسيد النيتروجين‬ ‫)‪ ،(N2O‬والأوزون)‪. (O3‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ ‬الغازات الموجودة طبيعيا عادة تمتص بعض الأشعة التحت حمراء التي تعكسها الأرض‬ ‫وترفع بها درجة حرارة الجو المحيط‪ ،‬وبالتالي ترجع بعض هذه الحرارة التي عكستها الأرض‬ ‫مرة ثانية إلى سطح الأرض ‪ ،‬الذي يحدث هو نوع من العزل الحراري بحيث لا تفقد الأرض‬ ‫حرارتها بالإشعاع فتحافظ على ثبوت معدل درجة حرارة الأرض في نحو ‪ 11‬درجة مئوية‪،‬‬ ‫ولو لم توجد هذه الغازات لأصبحت حرارة الأرض ‪ 11‬درجة مئوية تحت الصفر‪.‬‬ ‫‪ ‬ذكرت للآن الحالة الطبيعية للاحتفاظ بحرارة الأرض على المعدل الذي يسمح باستمرارية‬ ‫الحياة ؛ أما الذي يحدث بالاحتباس الحراري فنتيجة لزيادة نسبة هذه الغازات الدفيئة الطبيعية‬ ‫في طبقة الجو المحيطة بالأرض‪ ،‬ووجود غازات أخرى ليس لها مصدر من الطبيعة وإنما‬ ‫وجدت نتيجة للممارسات البشرية مثل ‪:‬‬ ‫)‪(SF6) sulfur hexafluoride, hydrofluorocarbons (HFCs‬‬ ‫)‪perfluorocarbons (PFCs) and chlorofluorocarbons (CFCs‬‬ ‫أصبحت هذه الغازات تعكس قدرا أكبر من الحرارة التي تشعها الأرض مرة أخرى رجوعا‬ ‫إلى الأرض ‪ ،‬رافعة بذلك حرارة سطح الأرض أعلى من المعدل الطبيعي‪ ،‬فتصنع ظاهرة‬ ‫البيت الزجاجي ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ ‬وظاهرة الاحتباس الحراري هذه ظاهرة طبيعية موجودة على سطح الأرض منذ وجود‬ ‫الغلاف الجوي ‪ ،‬فبدونها قد يصل متوسط درجة الحرارة للكرة الأرضية إلى – ‪ 11‬درجة‬ ‫مئوية وتستحيل الحياة على سطحها وبفضل هذه الظاهرة التي أوجدها الله منذ تكوين الغلاف‬ ‫الجوي يصل معدل درجة الحرارة على سطح الأرض إلى ‪ 11 +‬درجة مئوية ‪ ،‬وعادة ما يتم‬ ‫تشبيه هذه الظاهرة بالبيوت البلاستيكية أو الزجاجية ؛ لأنها تقوم بنفس عمل البيوت البلاستيكية‬ ‫في حبس الحرارة داخل الحيز ‪ ،‬إلا أن هناك فرق بينهما ففي البيوت البلاستيكية يتم منع الهواء‬ ‫الحار من مغادرة البيت البلاستيكي ‪ ،‬أما في حالة الغلاف الجوي فيتم امتصاص أشعة تحت‬ ‫الحمراء وإعادتها من جديد إلى الأرض ‪.‬‬ ‫أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري ‪:‬‬ ‫أسباب انبعاث غازات الاحتباس الحراري تتك َّون غازات الاحتباس الحراري أو الغازات الدفيئة‬ ‫بسبب تج ّمع عدد معين من الغازات في الغلاف الجوي‪ ،‬وهي‪ :‬غاز ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬وأكسيد‬ ‫النيتروجين‪ ،‬والميثان‪ ،‬والغازات المفلورة المعروفة باسم مركبات كلوروفلوروكربون )‪، (CFCs‬‬ ‫وتنتج الغازات الدفيئة بشكل طبيع ّي في الغلاف الجوي‪ ،‬إ ّلا أ ّن الأنشطة البشريّة تُساهم في زيادة‬ ‫نسبتها م ّما يؤدي إلى التسبُّب بحدوث ظاهرة الاحتباس الحراري ‪ ،‬وفيما يأتي توضيح للأسباب ‪:‬‬ ‫أ) الأسباب البشرية ‪ :‬تساهم بعض الأنشطة البشرية في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري ‪،‬‬ ‫ومن تلك الأنشطة ما يأتي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬حرق الوقود الأحفوري ‪ :‬أدّت الثورة الصناعية التي بدأت في منتصف القرن الثامن عشر إلى‬ ‫زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بشكل كبير جدا من ‪ 212‬إلى ‪ 313‬جزءا‬ ‫من مليون )‪ (ppm‬؛ وذلك بسبب زيادة استخدام الوقود الأحفوري وزيادة احتراقه‪ ،‬ويزداد تركيز‬ ‫هذا الغاز في الغلاف الجوي بنسبة تتراوح بين ‪ 3-2‬جزء من مليون‪/‬عام‪ ،‬ومن المتوقَّع أن تزداد‬ ‫نسبته مع نهاية القرن الحادي والعشرين بشكل أكبر لتترواح بين ‪ 113-131‬جزءا من مليون‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫وبسبب زيادة تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي من المتوقع أن ترتفع درجة حرارة الكرة‬ ‫الأرضية بين ‪ °1.5-°1.1‬درجة مئوية بحلول عام ‪2122‬م ‪.‬‬ ‫‪ -2‬إزالة الغابات ‪ :‬تغيّرت طرق الاستفادة من الأراضي بشكل كبير خلال السنوات الماضية‪ ،‬إذ يت ّم‬ ‫حاليا إزالة الغابات خصوصا في المناطق المدارية والاستفادة منها في استثمارات أخرى‪ ،‬وتساهم‬ ‫هذه العملية في زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مقدار الثُلث‪ ،‬والذي‬ ‫بدوره يؤدي إلى حدوث الاحتباس الحراري‪.‬‬ ‫‪-3‬النفايات الصناعية ومكبّات النفايات ‪ :‬تُنتج المصانع والعمليات الصناعية عموما العديد من‬ ‫الغازات الضارة والتي يت ّم إطلاقها إلى الغلاف الجوي م ّما يؤدي إلى زيادة ظاهرة الاحتباس‬ ‫الحراري‪ ،‬كما تزيد مكبّات ومدافن النفايات من انبعاث غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون‬ ‫اللذَين يساهمان بشكل كبير في زيادة تأثير غازات الدفيئة‪.‬‬ ‫‪ -4‬الزيادة في عدد السكان ‪ :‬يزداد عدد سكان العالم من عام إلى آخر‪ ،‬فيزيد الطلب على الطعام‪،‬‬ ‫والمأوى‪ ،‬واللباس‪ ،‬والعديد من المنتجات الصناعية‪ ،‬وهذا بدوره يزيد من عدد المصانع‬ ‫والعمليات الصناعية المرافقة لها‪ ،‬مما يساهم في ارتفاع نسبة انبعاث الغازات الضارة في‬ ‫الغلاف الجوي‪ ،‬وبالتالي يزداد تأثير الغازات الدفيئة‪ ،‬ومن جهة أخرى تؤدي الزيادة في عدد‬ ‫السكان إلى زيادة استخدام الوقود الأحفوري الذي يساهم بشكل كبير في تفاقم ظاهرة الاحتباس‬ ‫الحراري‪.‬‬ ‫‪ -5‬تربية الحيوانات ‪ :‬تلعب تربية الحيوانات دورا مهما في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري‪،‬‬ ‫فهي مسئولة عن ‪ %11‬من انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم وفقا لتقرير الأمم المتحدة‪ ،‬حيث‬ ‫تحتاج تربية الحيوانات إلى إزالة الغابات من أجل استخدام تلك الأراضي كمراعٍ للماشية‪ ،‬وهذا‬ ‫حصل في غابات الأمازون‪ ،‬حيث إ ّن حوالي ‪ %32‬من عملية إزالة الغابات كان سببها تربية‬ ‫المواشي‪ ،‬كما يُساهم انبعاث غاز الميثان الذي ينتج بشكل طبيعي من الماشية في زيادة نسبة‬ ‫الغازات الدفيئة‪ ،‬والتي بدورها تُفاقم مشكلة الاحتباس الحراري‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ -6‬تصنيع الإسمنت ‪ :‬تساهم عملية تصنيع الإسمنت في زيادة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في‬ ‫الغلاف الجوي‪ ،‬وذلك أثناء مرحلة تسخين كربونات الكالسيوم‪ ،‬حيث ينتج من هذه العملية غاز‬ ‫ثاني أكسيد الكربون والجير‪ ،‬من جهة أخرى يساهم حرق الوقود الأحفوري ال ُمستخدَم لتوفير‬ ‫الحرارة اللازمة لإتمام عملية التصنيع في زيادة نسبته أيضا‪ ،‬وتُش ّكل مساهمة الإنسان بانبعاث‬ ‫غاز ثاني أكسيد الكربون في عملية تصنيع الإسمنت حوالي ‪ ،%1‬أ ّما باقي ما تبقى فينتج من‬ ‫عملية حرق الوقود الأحفوري والعمليات الكيميائية المصاحبة لعملية التصنيع‪ ،‬إذ ينتج حوالي‬ ‫‪ 122‬كغ من غاز ثاني أكسيد الكربون عند إنتاج ‪ 10222‬كغ من الإسمنت ‪.‬‬ ‫ب) الأسباب الطبيعية ‪ :‬يوجد عدد من العوامل الطبيعية التي تساهم في زيادة نسبة الغازات الدفيئة‬ ‫في الغلاف الجوي‪ ،‬حيث كانت نسبة الغازات الدفيئة الناتجة عن العمليات الطبيعية متوازنة‬ ‫نسبيا منذ آلاف السنين‪ ،‬ولكن مع تغيّر الزمن تغيرت‪ ،‬وفيما يأتي ِذكر لبعض هذه العوامل‪:‬‬ ‫‪ ‬يساهم النمل الأبيض من خلال عمليات الهضم التي يقوم بها في زيادة انبعاث غاز الميثان‪.‬‬ ‫‪ ‬تساهم الحيوانات المجترة البرية والحيوانات العاشبة الصغيرة في زيادة انبعاث غاز‬ ‫الميثان‪.‬‬ ‫‪ ‬تساهم حرائق الغابات في زيادة انبعاث العديد من الغازات الضارة‪ ،‬مثل‪ :‬أول أكسيد‬ ‫الكربون‪ ،‬والميثان‪ ،‬وثاني أكسيد الكربون‪ ،‬وأكسيد النيتروس‪ ،‬وأكاسيد النيتروجين بشكل عام‪.‬‬ ‫‪ ‬تساهم الأنظمة البيئية للأراضي الرطبة في زيادة انبعاث غاز الميثان‪.‬‬ ‫‪ ‬تساهم الأنظمة البيئية للأراضي كالمراعي‪ ،‬والغابات‪ ،‬والسافانا في زيادة انبعاث أكسيد‬ ‫النيتروس‪.‬‬ ‫‪ ‬تساهم المياه العذبة كالبحيرات‪ ،‬والجداول‪ ،‬والأنهار‪ ،‬والأراضي الرطبة‪ ،‬في انبعاث‬ ‫الغازات الدفيئة كغاز الميثان وأكسيد النيتروس ‪ ،‬وثاني أكسيد الكربون‪.‬‬ ‫‪ ‬النشاطات البركانية‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ ‬التحلل الطبيعي للحيوانات والنباتات ‪.‬‬ ‫‪ ‬انصهار قمم المناطق الجليدية ‪.‬‬ ‫آثار الاحتباس الحراري ‪:‬‬ ‫– ذوبان الجليد‪ ،‬ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي نتيجة تغيرات المناخ المستمرة‬ ‫وارتفاع درجات الحرارة‪.‬‬ ‫– ذوبان الأنهار الجليدية مما يرفع مستوى المياه في المحيطات مسببة في ذلك انغمار اليابس‬ ‫وزحف الماء عليها بنسبة كبيرة مما يجعل الكثير من المدن الساحلية معرض لخطر الغرق‪.‬‬ ‫– اضطراب الطقس‪ ،‬حدوث العواصف والأعاصير والسيول أحد أهم نتائج اضطراب الطقس‪.‬‬ ‫– وتنتج عن تبخر المياه من المحيطات بفعل درجات الحرارة رافعا بذلك نسبة الرطوبة في‬ ‫الهواء والتي تعد السبب الأساسي لحدوث اضطرابات الطقس‪.‬‬ ‫– الجفاف يزداد الجفاف والسخونة في كثير من المناطق على الكرة الأرضية‪ ،‬بسبب قلة هطول‬ ‫الأمطار وتبخر المياه من الأنهار والتربة محولة إياها لمناطق قاحلة‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫آثار الاحتباس الحراري في عملية البناء الضوئي ‪:‬‬ ‫‪ ‬هناك دراستان حول عملية البناء الضوئي في ظل الاحتباس الحراري الدراسة الأولى هي ‪/‬‬ ‫– أن الأشجار والنباتات تلعب دور كبير في ازدياد درجات الحرارة فعلي الرغم من كونها نهارا‬ ‫تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون خلال عملية البناء الضوئي‪.‬‬ ‫‪ -‬إلا أنها خلال الليل توقف عملية البناء الضوئي فتتنفس الأكسجين وتنتج غاز ثاني أكسيد‬ ‫الكربون وهو أحد الغازات الدفيئة التي تعتبر أحد الأسباب المباشرة في حدوث ظاهرة الاحتباس‬ ‫الحراري‪.‬‬ ‫– وتبلغ قيمة ما ينتجه الغطاء الأخضر من غاز ثاني أكسيد الكربون ‪ 52‬مليار طن سنويا وهي‬ ‫نسبة كبيرة تفوق بستة أضعاف ما ينتجه البشر سنويا من غاز ثاني أكسيد الكربون‪.‬‬ ‫– وبذلك توضح الدراسة أن ارتفاع درجة حرارة الهواء المحيط بالأشجار يؤدي إلى تنفس‬ ‫الأشجار بعمق أكبر وبالتالي زيادة انبعاث الكربون الذي ينتج عن عملية تنفّس الغطاء الأخضر‪.‬‬ ‫أما الدراسة الثانية فتوضح التالي‪:‬‬ ‫– أن الأشجار قادرة على التأقلم بطريقة تنفسها مع ارتفاع درجات الحرارة‪ ،‬رغم أن الدراسة‬ ‫الأولى قد أوضحت أن دورة الكربون في العالم شديدة التعقيد بشكل مبالغ فيه‪.‬‬ ‫– وأشارت أن انخفاض نسبة الكربون التي تنتج عن نظام إيكولوجي واحد ستبحث عن التوازن‬ ‫وهو شأنها بشكل مستمر‪ ،‬سبة الكربون في مكان آخر من العالم‪.‬‬ ‫– نظرا لارتباط البيئة ببعضها بعملية واحدة فإن أي زيادة ولو طفيفة تؤثر على المناخ ككل‬ ‫بشكل كبير‪.‬‬ ‫– النظام المناخي نظام معقد وهو يمثل تحدي بالنسبة إلى كوكب الأرض‪ ،‬حيث أنه مرتبط ككل‬ ‫فأي شيء يحدث في منطقة تظهر نتائجه مباشرة على مناخ الأرض‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫الحلول المقترحة لظاهرة الاحتباس الحراري‪:‬‬ ‫هيئة الأمم المتحدة بالتعاون مع مؤسسة الأرصاد العالمية ( ‪World Meteorological‬‬ ‫‪ )Organization‬قامت بإنشاء ‪Intergovernmental Panel on Climate Change‬‬ ‫)‪.(IPCC‬‬ ‫هيئة ‪ IPCC‬تجمع أفضل علماء العالم في كل الحقول المعنية وتعد التقارير على التغييرات‬ ‫المناخية ‪.‬‬ ‫التقارير التي تعدها هذه الهيئة مهمة في تقدير الحلول المقترحة‪ .‬وقد قدمت في تقريرها الرابع‬ ‫عام ‪ 2223‬في تقييمها للاحتباس الحراري أن الإنسان يلعب دور كبير في تسارع هذه الظاهرة‬ ‫وليس السبب فقط هو أحداث طبيعية ‪.‬‬ ‫الحلول المقترحة لاحتواء ظاهرة الاحتباس الحراري يجب أن تكون في عدة مجالات مثل‪:‬‬ ‫‪ -1‬تقليل إنتاج الغازات الدفيئة وهذا الحل يجب أن ينظر إلى الجانب السياسي والاقتصادي‬ ‫والصناعي والربحي‪.‬‬ ‫‪ -2‬إيجاد مصادر بديلة للطاقة لا تؤدي إلى زيادة إنتاج الغازات الدفيئة‪.‬‬ ‫‪ -3‬التفاعل الإيجابي مع البيئة من ناحية التأثير في تسارع عملية سحب الكربون من الجو‪.‬‬ ‫ويجب أيضا أن تطبق هذه الحلول على مستوى واسع‪ ،‬فعلى الهيئات الدولية أن تحث‬ ‫الحكومات إلى أن تسعى إلى إيجاد طرق نظيفة لتوليد الطاقة وتقليص انبعاثات الغازات‬ ‫الدفيئة إلى الجو‪ ،‬أيضا على مستوى المؤسسات والأعمال والأفراد في جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫ومن الاتفاقيات الدولية لتقليل انبعاث الغازات الدفيئة والمحافظة على البيئة‪ ،‬اتفاقية كيوتو‪،‬‬ ‫حيث اتفقت ‪ 31‬دولة صناعية على الالتزام بتخفيض انبعاث غاز ‪ ، CO2‬واقتراحات بإدخال‬ ‫بند آخر إلى هذه الاتفاقية وهو إيقاف إبادة الغابات والالتزام بإعادة زراعتها ‪.‬‬ ‫أيضا هناك ‪ REDD‬التي تعنى بإيقاف إبادة الغابات الاستوائية في الدول النامية‪ ،‬إبادة الغابات‬ ‫مسئولة عن إشعاع حوالي ‪ %22‬من ‪ CO2‬الذي في الجو‪ .‬الخطة تتضمن تعويض هذه الدول‬ ‫‪12‬‬

‫الفقيرة ماديا‪ .‬فبدل أن تسمح هذه الدول بإزالة الغابات الاستوائية بسبب استخدام الأرض لرعاية‬ ‫البقر أو للزراعة‪ ،‬يدفع لها العالم منحات مادية تكون أعلى مما كانت ستحصل لو أنها قطعت‬ ‫الأشجار‪ ،‬وهذا سيبقى أقل ثمنا على العالم من إيجاد وسائل أخرى لتخفيض نسبة الغازات في‬ ‫الجو ‪.‬‬ ‫الحلول الفردية يُمكن اتخاذ العديد من الممارسات الفردية للمساهمة في التقليل من انبعاثات‬ ‫الغازات الدفيئة‪ ،‬وبالتالي الحد من ظاهرة الاحتباس الحرار ّي‪ ،‬وفيما يأتي ِذكر لها‪:‬‬ ‫‪ -‬إعادة التدوير‪ :‬تساعد عملية إعادة التدوير على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة‪ ،‬إذ يُمكن‬ ‫توفير حوالي ‪ 1211‬كغ من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا في حال ت ّم إعادة تدوير نصف‬ ‫نفايات المنزل‪.‬‬ ‫‪ -‬التقليل من استخدام مكيّف الهواء‪ :‬يُمكن التقليل من استخدام المكيّفات من خلال إضافة مواد‬ ‫عازلة في جدران المباني‪ ،‬وعزل الأبواب والنوافذ‪ ،‬ما يساهم في الحفاظ على درجة الحرارة‬ ‫معتدلة داخل المبنى في جميع الأوقات‪ ،‬ويُقلل من كمية الطاقة اللازمة لتدفئة وتبريد المبنى‪،‬‬ ‫وبالتالي خفض تكاليف التدفئة إلى ‪ ،%21‬كما يُمكن استخدام من ِّظمات حرارة مبرمجة على‬ ‫المكيّفات توفّر حوالي ‪ 123‬كغ من ثاني أكسيد الكربون سنويا‪.‬‬ ‫‪ -‬استخدام المصابيح الموفرة للطاقة‪ :‬يساعد استبدال المصابيح المو ِفّرة للطاقة كمصابيح‬ ‫الفلورسنت بالمصابيح العادية المتوهجة على توفير الطاقة‪ ،‬إذ تستهلك مصابيح الفلورسنت مقدارا‬ ‫‪13‬‬

‫أقل من الطاقة ال ُمسته َلكة من المصابيح المتوهجة بمقدار الثلثين‪ ،‬كما أنّها تصدر حرارة أقل بنسبة‬ ‫‪ %32‬من المصابيح العادية المتوجهة‪ ،‬وتدوم لفترة تصل إلى ‪ 12‬أضعاف المصابيح العادية‬ ‫المتوجهة‪ ،‬وفي حال ت َّم استبدال مصابيح الفلورسنت بالمصابيح العادية في ك ّل منزل سيت ّم‬ ‫التخلّص من حوالي ‪ 12.1‬مليار كغ من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي‪ ،‬وهذا يُعادل التخلُّص‬ ‫من ‪ 3.1‬مليون سيارة من الشوارع‪.‬‬ ‫‪ -‬استخدام منتجات موفّرة للطاقة‪ :‬يساعد استخدام الأجهزة الكهربائية المنزلية الموفّرة للطاقة‬ ‫على التقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة‪ .‬استخدام كميات أقل من الماء الساخن‪ :‬يت ّم ذلك من‬ ‫خلال عدد من الإجراءات كضبط سخان المياه الكهربائي على درجة حرارة معينة وتثبيته على‬ ‫تلك الدرجة‪ ،‬واستخدام رؤوس الدوش ذات التدفّق القليل م ّما يساعد على توفير المياه الساخنة‪،‬‬ ‫وتساهم تلك الممارسات في توفير ما يقارب ‪ 111‬كغ من ثاني أكسيد الكربون سنويا‪ ،‬ومن جهة‬ ‫أخرى فإ ّن استخدام المياه الدافئة أو الباردة في الغسيل بدلا من المياه الساخنة يُقلل من الحاجة إلى‬ ‫تسخين المياه‪ ،‬وبالتالي توفير الطاقة اللازمة لتسخينها‪ ،‬وتساهم هذه الممارسة في الحد من انبعاث‬ ‫حوالي ‪ 223‬كغ من ثاني أكسيد الكربون سنويا في حال ت ّم تطبيقها في معظم المنازل‪.‬‬ ‫‪ -‬إطفاء الأجهزة غير ال ُمستخ َدمة‪ :‬يساهم إطفاء الأجهزة الكهربائية والإلكترونية غير ال ُمستخدَمة‬ ‫كالحاسوب‪ ،‬والتلفاز‪ ،‬والمكيّف‪ ،‬وإطفاء المصابيح في الغرف غير المستعملة‪ ،‬وإغلاق صنبور‬ ‫الماء أثناء تنظيف الأسنان‪ ،‬واستخدام الكمية المناسبة من الماء أثناء غسيل السيارة في توفير‬ ‫الطاقة الكهربائية‪ ،‬وبالتالي الحد من ظاهرة الاحتباس الحرار ّي‪.‬‬ ‫‪ -‬تشجيع الآخرين على الحفاظ على الطاقة‪ :‬ويت ّم ذلك من خلال تبادل المعلومات المتعلّقة بهذا‬ ‫المجال ‪-‬كعملية إعادة التدوير والطرق المناسبة في توفير الطاقة‪ -‬مع ك ّل من الجيران‪ ،‬والأقارب‪،‬‬ ‫والأصدقاء‪ ،‬كما يُمكن تبادل المعلومات مع الزملاء في العمل‪ ،‬وتشجيع الموظفين على إتباع‬ ‫الطرق المناسبة لتوفير الطاقة‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪ -‬التقليل من استخدام المركبات‪ :‬يؤدي التقليل من قيادة المركبات والاستعانة بركوب الدراجات‬ ‫الهوائية والمشي إلى تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة‪ ،‬وتوفير البنزين في نفس الوقت‪ ،‬ومن المهم‬ ‫التأكد من كفاءة المركبة وفعالية الإطارات قبل القيادة؛ لأ ّن ذلك يساعد على استهلاك كمية أقل‬ ‫من البنزين لقطع نفس المسافة‪ ،‬كما أ ّن توفير ‪ 3.31‬لتر من الوقود يساهم في تقليل حوالي ‪ 1‬كغ‬ ‫من ثاني أكسيد الكربون سنويا‪.‬‬ ‫‪ -‬تجنُّب استخدام المنتجات ذات الكثير من مواد التغليف والتعبئة‪ :‬يؤدي تقليل كمية النفايات‬ ‫بنسبة ‪ %12‬إلى توفير حوالي ‪ 111‬كغ من ثاني أكسيد الكربون‪.‬‬ ‫‪ -‬استخدام ُمن ّظمات الحرارة‪ :‬إ ّن تثبيت ُمن ّظمات الحرارة على المكيفات على درجة معينة معينة‬ ‫يُساعد على توفير ‪ 123‬كغ من ثاني أكسيد الكربون سنويا‪.‬‬ ‫‪ -‬التزام الشركات بالمصادر المستدامة‪ :‬تستطيع الشركات المساهمة في الحد من انبعاث الغازات‬ ‫الدفيئة عن طريق التزامها بالمصادر المستدامة‪ ،‬مثلاّ تُعدّ شركة إيكيا مصدر إلهام لكيفية‬ ‫الاستفادة من المصادر المستدامة في صنع منتجاتها الخشبية‪ ،‬وتُعدّ شركة أبل مثالا آخر على‬ ‫كيفية الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة‪.‬‬ ‫‪ -‬زراعة الأشجار‪ :‬تُعدّ عملية زراعة الأشجار من الإجراءات المهمة للحد من ظاهرة الاحتباس‬ ‫الحرار ّي‪ ،‬إذ إنّها تُطلق غاز الأكسجين إلى الغلاف الجوي وتمتص غاز ثاني أكسيد الكربون‪،‬‬ ‫وتستطيع شجرة واحدة امتصاص طن واحد تقريبا من ثاني أكسيد الكربون خلال فترة حياتها‪ ،‬لذا‬ ‫من المهم الحد من عملية إزالة الغابات والاهتمام بشكل كبير في عملية الزراعة وجعلها أكثر‬ ‫كفاءة‪.‬‬ ‫‪ -‬الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة‪ :‬يساهم استخدام الطاقة المتجددة كطاقة الرياح‪ ،‬والطاقة‬ ‫الشمسية‪ ،‬والطاقة الحرارية‪ ،‬وغيرها في التقليل من التلوث الجوي‪ ،‬بالإضافة إلى تكلفتها‬ ‫المناسبة‪ ،‬وقدرتها على تلبية احتياجات العالم من الطاقة مع الحفاظ على البيئة‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫إ ّن إتباع هذه الممارسات سيؤدي إلى الحد من استخدام الطاقة‪ ،‬وهذا بدوره يؤدي إلى التقليل من‬ ‫استهلاك الوقود الأحفوري الذي ينتج عن احتراقه انبعاثات الغازات الدفيئة‪ ،‬وبالتالي المساهمة‬ ‫في الحد من ظاهرة الاحتباس الحرار ّي ‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫الخاتــــــــــــــــمة‬ ‫لقد أوضحت في هذا البحث ما هو الاحتباس الحراري‪ ،‬أسبابه‪ ،‬آثاره‪ ،‬وبعض الحلول المقترحة‬ ‫للتخفيف من هذه الظاهرة البيئية ‪ ،‬حيث أن ظاهرة الاحتباس الحراري أصبحت تهدد وجود‬ ‫الإنسان على ظهر الكرة الأرضية ‪ ،‬ومن أسبابها الغلو في استخدام الوقود الأحفوري ‪ ،‬وعليه‬ ‫لابد للدول المتسببة في هذه الكارثة أن تتقيد بنص القوانين الدولية التي تساهم بشكل فعال في حل‬ ‫هذه الإشكالية ‪.‬‬ ‫وكان هدف دراسة هذه الظاهرة البيئية هو استخدامها كمثال للوصول إلى إدراك معين‪ ،‬هل‬ ‫ظواهر بهذا الحجم والتأثير ممكن أن يكون سببها الإنسان وممارساته ‪ ،‬وليس فقط نظرته وتعامله‬ ‫مع البيئة فحسب ‪ ،‬ولكن هل السبب هو أعم من ذلك ويرجع إلى معتقداته وأفكاره التي ترجمت‬ ‫بنظرته وتعامله مع كل ما حوله ؟ وما هي هذه الرؤيا التي تنتج مثل هذه الكوارث ‪ ،‬وبالرغم من‬ ‫هذه الظروف المناخية القصوى التي تحدث في مختلف مناطق العالم ‪ ،‬والتي يتضرر منها بشكل‬ ‫مباشر العالم النامي ‪ ،‬لازالت هناك أصوات تعلو مدعية أن تدهور الأنظمة البيئية وتغيرات‬ ‫المناخ مجرد افتراضات لا ترتكز على أسس علمية ‪ ،‬وأن مفهوم حماية البيئة من تأثيرات‬ ‫التغيرات المناخية مجرد ذريعة توظفها البلدان المتخلفة والنامية لابتزاز بلدان الشمال وضبط‬ ‫سياساتها الاقتصادية المتقدمة !‬ ‫وبعيدا عن هذه الآراء المتضاربة ‪ ،‬فالبشرية اليوم – كما يجمع أغلب المراقبين – مدعوة إلى‬ ‫تصحيحين عاجلين وشاملين ‪:‬‬ ‫أولهما ‪ :‬تصحيح مفهوم البيئة تصحيحا يجعل منه مفهوما شاملا لكل أنواع البيئة الطبيعية‬ ‫والبشرية ‪ ،‬وما يتعلق بهما من أنواع جزئية للبيئة ‪.‬‬ ‫ثانيهما ‪ :‬تصحيح المعالجات الجزئية للمشكلات البيئية إلى معالجة شمولية لا تقتصر على الأبعاد‬ ‫القانونية والأمنية ‪ ،‬بقدر ما تضيف إليها المعالجات الدينية والتربوية والفكرية التي يسهم فيها كل‬ ‫أبناء الأمة وقطاعاتها ومؤسساتها ‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫هذا ما توصلت إليه من خلال هذا العمل المتواضع فما كان منه من صواب فبتوفيق من الله‬ ‫وحده ‪ ،‬وما كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان ‪ ،‬وأرجو أن تكون نقائص بحثي محفزة‬ ‫لغيري لإتمام ما هو ناقص ‪ ،‬وأخيرا يجب علينا المحافظة على كوكبنا الجميل وقبل فوات‬ ‫الأوان ‪ ،‬هذا وبالله التوفيق والسداد ‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫الملاحـــــــــــــــــق‬ ‫‪19‬‬

‫قائمة المصادر والمراجــــــــع‬ ‫أولا ‪ /‬المراجع العربية ‪:‬‬ ‫‪ .1‬المجلة الدولية للتنمية ‪ ،‬المنهل ‪ ،‬المجلد الثاني ‪ ،‬العدد الأول ( ‪ ، ) 2213‬تأثير ظاهرة‬ ‫الاحتباس الحراري على الوطن العربي والحد من انتشارها ( مقالة مرجعية) ‪ ،‬مروة خليل‬ ‫إبراهيم ‪ ،‬كلية العلوم – الجامعة المستنصرية – العراق ‪.‬‬ ‫‪ .2‬هاشم محمد الأمين البدري ‪ ،‬ظاهرة الاحتباس الحراري وأثرها على مستقبل الكرة‬ ‫الأرضية ‪ ،‬مجلة دراسات حوض النيل – العدد الحادي عشر ‪.‬‬ ‫‪ .3‬جود شفيق ‪ ،‬الاحتباس الحراري بين الإسلام و رؤية الغرب للعالم ‪1121‬هـ ‪2221 -‬م ‪.‬‬ ‫‪ .1‬بريشي بلقاسم ‪ ،‬الحماية الدولية لمةاجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ‪ \" ،‬أطروحة مقدمة‬ ‫لنيل شهادة الدكتوراة في العلوم تخصص قانون العلاقات الدولية ‪ ،‬جامعة جيلالي ليابس –‬ ‫سيدي بلعباس ‪ ،‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪. 2211 / 2213 ،‬‬ ‫‪ .1‬سليمان إبراهيم عمر ( ‪ ، )2221‬الأشعة الكونية وأثرها على الغلاف الجوي ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬ ‫مطبعة دار الفكر ‪ ،‬ط ‪. 1‬‬ ‫ثانيا ‪ /‬الشبكة العنكبوتية ‪:‬‬ ‫‪- http://www.epa.gov/climatechange/fq/science.html#2‬‬ ‫‪- http://www.solcomhouse.com/globalwarming.htm‬‬ ‫‪- http://www.solcomhouse.com/greenhousegases.htm‬‬ ‫‪- https://mawdoo3.com‬‬ ‫‪- https://www.almrsal.com‬‬ ‫‪- http://www.epa.gov/climatechange/fq/science.html#2‬‬ ‫‪- http://www.abs-cbnnews.com/special-report/09/19/08/change-‬‬ ‫‪your-lifestyle%E2%80%94and-mitigate-global-warming‬‬ ‫‪21‬‬

‫الفهـــــــــــــرس‬ ‫المقدمة ‪2‬‬ ‫أهمية البحث وأهدافه ‪3‬‬ ‫مفهوم الاحتباس الحراري ‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫التفسير العلمي لظاهرة الاحتباس الحراري‬ ‫‪01 – 7‬‬ ‫أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري‬ ‫‪00 ، 01‬‬ ‫آثار الاحتباس الحراري‬ ‫‪06 – 02‬‬ ‫الحلول المقترحة لظاهرة الاحتباس الحراري‬ ‫‪01 ، 07‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪01‬‬ ‫الملاحق‬ ‫‪21‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬ ‫الفهرس ‪20‬‬ ‫‪21‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook