Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore Dakhaeir_1

Dakhaeir_1

Published by mafadcenter, 2019-03-25 09:59:08

Description: Dakhaeir_1

Search

Read the Text Version

‫ذخائر‬ ‫في كل ما تحقق به من العلوم‪ ،‬وجمع من الكتب كتبهم فيكشف ما فيها من تحريف‪ ،‬ويظهر ما‬ ‫في علم الحديث والمصنفات والمسندات كثيرا”‪ 5‬فيها من تبديل‪ ،‬ويدلل على التناقض فيها‪ ،‬ويقول‬ ‫‪ .‬إلى أن قال‪“ :‬وما رأينا مثله في ما اجتمع له‪ ،‬مع في هذا ياقوت الحموي‪ ”:‬ولهذا الشيخ أبي محمد‬ ‫الذكاء وسرعة الحفظ وكرم النفس والندين‪ .‬وكان مع اليهود ومع غيرهم من أولي المذاهب المرفوضة‬ ‫له في الآداب والشعر نفس واسع‪ ،‬وباع طويل‪ .‬وما من أهل الاسلام‪ ،‬مجالس محفوظة وأخبار مكتوبة‪،‬‬ ‫رأيت من يقول الشعر على البديهة أسرع منه‪ ،‬وبه مصنفات في ذلك معروفة”‪ . 10‬ويمكن القول‬ ‫بأن ابن حزم يعد من كبار علماء مقارنة الأديان‬ ‫وشعره كثير”‪. 6‬‬ ‫إضافة إلى كونه قضى جزءا من حياته يشتغل في تاريخ الإنسانية كلها‪.‬‬ ‫بالسياسة وأمور الحكم‪ ،‬لكن ظروف الأندلس كما اتسم عمل ابن حزم بالشمولية في‬ ‫في عصره كانت مضطربة‪ ،‬وهذا ما جعله يهجر الموضوع والمنهج‪ ،‬ويتضح ذلك جليا من خلال‬ ‫السياسة تماما‪ ،‬ويتفرغ للبحث العلمي والتأليف‪ . 7‬العملية النقدية التي قام بها للعهدين القديم‬ ‫وفقهه بهذه العلوم كلها هي التي كونت له والجديد‪ ،‬حيث قام بنقد متن النص والتثبت من‬ ‫القدرة والتمكن من المواجهة والمناظرة‪ ،‬والرد صحته‪ ،‬ومن نقد سند النص للتأكد من مصدر‬ ‫على المخالفين‪ ،‬وخاصة اليهود‪ .‬وكان هذا بارزا صدوره الأصلي‪.‬‬ ‫من خلال موسوعته الموسومة “بالفَصْل في الملل يمكن القول من خلال ما سبق بأن ابن حزم‬ ‫والأهواء والنحل”‪ . 8‬التي قال عنها “بلانثيا”‪ ،‬إن اعتمد نظرتين في نقد النصوص‪ :‬النظرة الى‬ ‫كتاب الفصل هو‪ “ :‬أشهر ما ألف ابن حزم في النصوص ذاتها‪ ،‬والنظرة إلى عوامل تاريخية‪.‬‬ ‫مادة التاريخ وأعظمه قيمة‪ ،‬وأنه تاريخ نقدي ما يسمى بالنقد الداخلي للتوراة‪ ،‬كما نظر إلى‬ ‫للأديان والفرق والمذاهب حافل بما فيه من مادة النصوص في ضوء الحقائق التاريخية ليبين ما‬ ‫وأفكار يعرض لشتى مذاهب الذهن البشري في التوراة من تعارض وتناقض للواقع التاريخي‪.‬‬ ‫في موضوع الدين بد ًء من الإلحاد المطلق الذي مما جعل المستشرقون وعلماء العهد القديم في‬ ‫عليه السوفسطائيون‪ ...‬إلى إيمان العوام الذين الغرب‪ ،‬يعتمدون عليه في نشأة علم نقد الكتاب‬ ‫يصدقون كل شيء‪ ،‬ويؤمنون بالخرافات في جهل المقدس وتطوره‪.‬‬ ‫إذن قبل أن ننظر في منهج ابن حزم‪ ،‬لابد وأن‬ ‫ولا يشكون في شيء”‪. 9‬‬ ‫ويمكن القول بأن ابن حزم هو المؤسس نلقي لمحة بسيطة حول منهج المسلمين في تقبل‬ ‫الحقيقي‪ ،‬والدارس الأكبر لعلم نقد الكتاب الأخبار والروايات‪ ،‬وبيان المنهج الذي اعتمدوه‪،‬‬ ‫المقدس‪ ،‬من خلال مناقشته لليهود‪ ،‬فقد كان وهل هو نفس المنهج الذي سار عليه ابن حزم‬ ‫يجلس إلى خصومه ويجادلهم‪ ،‬ثم يرجع إلى رحمه الله‪.‬‬ ‫‪101‬‬

‫نصوص الحديث النبوي الشريف‪ ،‬وثائق تاريخية‬ ‫أهمية البحث‪:‬‬ ‫على المؤرخ أن يحللها تحليلا منهجيا‪ ،‬ويطلق‬ ‫ترجع أهمية البحث إلى الكشف عن منهج أحد أعلام‬ ‫اسم النقد على تحليل هذه الوثائق‪ ،‬وهو ما يسمى‬ ‫الحضارة الإسلامية‪ ،‬الذي كان له السبق في دراسة‬ ‫بالمنهج النقدي للنص‪ ،‬الذي يعتمد على فحص‬ ‫الأديان الأخرى غير الإسلام‪ ،‬وبيان كيفية تعامله‬ ‫النص‪ ،‬ودراسته ومقابلته مع غيره من النصوص‪،‬‬ ‫مع النصوص المقدسة‪ ،‬والكشف عن مغالطاتها‬ ‫للتأكد من صحة ما جاء فيه من كذبه‪ ،‬وبيان سلامته‬ ‫وتناقضاتها وأخطائها بمنهج علمي قويم‪ .‬ومن‬ ‫الأعلام الذين كان لهم السبق في دراسة الكتاب‬ ‫من الفساد‪.‬‬ ‫المقدس ونقده‪ ،‬وتمحيص أسفاره‪ ،‬والكشف عن‬ ‫وكما سبق الذكر بأن المسلمين هم أول من وضعوا‬ ‫التحريفات التي طالته بمقابلة سفر بسفر‪ ،‬أو مقابلة‬ ‫منهجا علميا دقيقا لتمحيص الأخبار وتحليلها‪،‬‬ ‫فكرة بفكرة أخرى في نفس السفر‪ ،‬لتجلي الحقيقة‬ ‫وهو منهج تفردوا وتميزوا به‪ ،‬وصرح بذلك الدكتور‬ ‫فؤاد سزكين بقوله‪\" :‬فهذا جانب تنفرد به الحضارة‬ ‫وكشفها‪ ،‬وهو الإمام ابن حزم رحمة الله عليه‪.‬‬ ‫الإسلامية‪ ،‬ولا نعرف له في الحضارات الأخرى‬ ‫أهداف البحث‪:‬‬ ‫شبها\"‪ . 11‬ويعضد هذا القول ما قاله حامد طاهر‬ ‫من خلال دراسته‪\" :‬منهج النقد التاريخي عند ابن‬ ‫تحقيق كيف ساهم ابن حزم رحمه الله بوضع بصمة‬ ‫حزم‪ ،‬نموذج من نقد توراة اليهود\"‪ ،‬في بيان منهج‬ ‫تاريخية على معالم الحضارة الاسلامية لا يمكن أن‬ ‫المسلمين في نقل النصوص الشرعية ( القران‬ ‫تزول‪ ،‬وإغناء الفكر الاسلامي‪ ،‬بنقده للكتاب المقدس‬ ‫والسنة) وسأذكرها هنا بإيجاز‪ :‬ومن المعلوم أن‬ ‫والرد على المخالفين‪ ،‬بكشف وبيان زيغ أفكارهم‬ ‫مرجعية الإسلام الأولى هي القران الكريم‪ ،‬الذي‬ ‫التي يدعون صدقيتها وقدسيتها‪ ،‬وهي كلها عبارة‬ ‫زود المسلمين بمنهج للمعرفة‪ ،‬يعتمد أساسا على‬ ‫عن خرافات ملئت كتابهم المقدس الذي يعتمدون‬ ‫مشاهدة الحس‪ ،‬وبداهة العقل‪ ،‬ويتميز بالبساطة‬ ‫والوضوح‪ ،‬ويتجه إلى منفعة الإنسان‪ ،‬في دينه ودنياه‪.‬‬ ‫عليه في تشريعاتهم‪.‬‬ ‫وتفصيلات المنهج القرآني فإنها تتنوع بتنوع‬ ‫إشكالية البحث‪:‬‬ ‫المجالات التي يتعرض لها الإنسان‪: 12‬‬ ‫الكشف عن منهج ابن حزم في نقد الكتاب المقدس‪،‬‬ ‫• ففي الأمور الغيبية‪ :‬التي تتجاوز نطاق العقل‬ ‫من خلال بيان منهج المسلمين في تقبل ونقل‬ ‫البشري‪ ،‬هناك منهج الاتباع‪ ،‬ولا ينبغي أن يتصور‬ ‫الاخبار‪ .‬وبيان كيف تعامل مع دراسة ونقد النصوص‬ ‫أحد أن الاتباع في أمور الغيب لا يستند إلى أساس‬ ‫عقلي‪ ،‬فإن الاتباع لا يتم إلا بعد أن يثبت الإنسان‬ ‫ال م ق دس ة‪.‬‬ ‫من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم‪ ،‬الذي يقود‬ ‫خطة البحث‪:‬‬ ‫سأحاول تقسيم خطة هذا البحث إلى ثلاث محاور‪:‬‬ ‫خطاه وفي ذلك الميدان الشاسع‪.‬‬ ‫المحور الأول‪ :‬منهج علماء المسلمين في تقبل‬ ‫• في مجال العقيدة‪ :‬يوجد منهج الاستقراء‬ ‫الروايات والأخبار‪ ،‬والمحور الثاني‪ :‬منهج ابن حزم‬ ‫الحسي‪ ،‬القائم على الملاحظة والمواجهة المباشرة‬ ‫في نقد النصوص المقدسة عند اليهود‪ ،‬والذي يعتمد‬ ‫مع الظواهر‪ ،‬والاستدلال العقلي القادر على إقناع‬ ‫على منهج النقد الداخلي للنص المقدس‪ ،‬ومنهج‬ ‫الكافة‪ ،‬لإثبات وجود الله تعالى ووحدانيته‪ ،‬وكذلك‬ ‫النقد الخارجي للنص المقدس‪ ،‬ثم خاتمة‪.‬‬ ‫أولا‪ :‬المنهج المعتمد عند المسلمين لتقبل الروايات‬ ‫إثبات البعث والنشور‪ ،‬والثواب والعقاب‪...‬‬ ‫والأخ ب ار‬ ‫تعتبر النصوص الدينية (الكتاب المقدس)‪ ،‬مثل‬ ‫‪102‬‬

‫معينة‪ .‬ونقد هذه النصوص يدخل في إطار المنهج‬ ‫• وفي مجال التشريع‪ :‬هناك منهج الاستنباط‬ ‫التاريخي الذي يقوم على ركيزتين اساسيتين‪ : 14‬ذخائر‬ ‫القائم على استخراج الأحكام الفرعية‪ ،‬لكل ما‬ ‫يتعرض له الإنسان في حياته اليومية‪ ،‬من أصول‬ ‫‪ 1 -‬النقد الخارجي للنصوص‪ ،‬أو ما يسمى بنقد‬ ‫السند‪ .‬يدور هذا النقد للوثيقة حول معرفة الظروف‬ ‫الشريعة الأساسية‪.‬‬ ‫التي كتب فيها النص‪ ،‬ومصدر سلسلة رواته‪ ،‬وحالهم‬ ‫• وفي مجال المعاملات‪ :‬هناك منهج الاثبات‬ ‫بين الجرح والتعديل‪ ،‬وهذا يسمى‪ :‬قوانين ضبط‬ ‫والاشهاد‪ ،‬وتسجيل العقود عن طريق الكتابة‪.‬‬ ‫صحة الرواية والإسناد‪.‬‬ ‫ • وفي مجال الاخبار المنقولة‪ :‬هناك منهج‬ ‫‪ 2-‬النقد الداخلي للنصوص‪ ،‬أو ما يسمى‬ ‫التثبت والتحري والتمحيص والبحث عن حال‬ ‫بنقد المتن‪ .‬فإنه يتعلق بامتحان مضمون النص‪،‬‬ ‫ومنطقيته‪ ،‬وخلوه من التناقض الذاتي‪ ،‬ومن مناقضة‬ ‫الناقلين للأخبار‪. 13‬‬ ‫الحقائق العلمية المقررة المبرهنة والوقائع التاريخية‬ ‫وهكذا نلاحظ تنوع المناهج القرآنية بتنوع المجالات‪،‬‬ ‫والظاهر أن المسلمين الأوائل‪ ،‬قد استوعبوا هذه‬ ‫ال ث اب ت ة‪.‬‬ ‫المناهج جيدا وتشربوها‪ ،‬وقاموا بتطبيقها على نحو‬ ‫والنقد الخارجي هو ما يتعلق بالناحية الشكلية‪،‬‬ ‫يدعو للإعجاب‪ ،‬في مختلف المجالات‪ .‬وخير مثال‬ ‫فلا يكفي أن تكون لدينا الوثائق صحيحة‪ ،‬كما‬ ‫على هذا‪ ،‬الجهد الذي قام به أبو بكر وعمر وعثمان‬ ‫كتبها واضعها‪ .‬وإنما يجب أن يضاف إليها معرفة‪:‬‬ ‫رضي الله عنهم أجمعين‪ ،‬في مسألة جمع القران‬ ‫ما مصدر الوثيقة؟ من مؤلفها؟ ما تاريخها؟ لأن‬ ‫الكريم في مصحف واحد وإجماع الأمة عليه‪ ،‬والحفاظ‬ ‫الوثائق أو النصوص الشرعية لابد فيها من التحري‬ ‫على القراءات القرآنية‪ ،‬بغرض الحفاظ على الأداء‬ ‫والاستقصاء‪ ،‬لمعرفة لمن يرجع هذا النص‪ ،‬ومن‬ ‫القرآني الصحيح المتصل بنطق رسول الله صلى الله‬ ‫راويه‪ ،‬وهذا ما عبر عنه في مقدمة ابن الصلاح‪ ،‬في‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬وصحابته الكرام‪ .‬كما لم تكن عملية‬ ‫تعريف الحديث الصحيح بأنه‪\" :‬الحديث المسند‬ ‫توثيق النص القرآني عشوائية لدى المسلمين وإنما‬ ‫الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل‬ ‫كانت بحثا علميا متكاملا باستخدام منهج علمي‬ ‫الضابط إلى منتهاه‪ ،‬ولا يكون شاذا ولا معللا\"‪. 15‬‬ ‫أصيل‪ ،‬حدد لهم القران مبادئه‪ ،‬وبين لهم الرسول‬ ‫فالحديث الذي تتوفر فيه هذه الشروط هو حديث‬ ‫صلى الله عليه وسلم أهم معامله‪ ،‬فلم يكونوا يقبلون‬ ‫نصا بدون شهود‪ ،‬ولا شهودا بدون أن تتوافر فيهم‬ ‫صحيح يعمل به ولا يجب رده‪.‬‬ ‫وفي هذه الأوصاف احتراز عن المرسل والمنقطع‬ ‫العدالة والأمانة والثقة‪.‬‬ ‫والمعضل والشاذ‪ ،‬وما فيه علة قادحة‪ ،‬وما في راويه‬ ‫وقد استفاد ابن حزم من هذا المنهج في نقد التوراة‬ ‫نوع جرح‪ ،‬وهذا ما يعرف بعلم مصطلح الحديث‪،‬‬ ‫وتحليلها‪ ،‬فكانت دراسته تطبيقا عمليا لما عرف بعد‬ ‫حيث لا يقبل أي حديث ويحكم له بالصحة‪ ،‬إلا إذا‬ ‫ذلك بمنهج نقد النص بقسميه‪ :‬الخارجي والداخلي‪.‬‬ ‫توفرت فيه هذه الشروط الأربعة التي ذكرها ابن‬ ‫الصلاح في مقدمته وهي‪ :‬اتصال السند‪ ،‬بنقل عدل‬ ‫إذن ما هو منهج ابن حزم في نقد توراة اليهود؟‬ ‫ضابط عن عدل ضابط إلى أن يصل إلى رسول الله‬ ‫ثانيا‪ :‬منهج ابن حزم في نقد التوراة‪:‬‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬دون شذوذ أو علة تقدح في‬ ‫صحة الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬ ‫يعتبر منهج ابن حزم في نقد التوراة نموذجا واضحا‪،‬‬ ‫إذن النقد الخارجي للنص أو الوثيقة يتضمن مصدر‬ ‫في تقدم المسلمين في مجال نقد النصوص الدينية‪،‬‬ ‫ومحاولة التثبت منها‪ ،‬عن طريق استخدام مجموعة‬ ‫من الخطوات العلمية المنظمة‪ .‬للوصول إلى نتيجة‬ ‫‪103‬‬

‫ونحن نصف إن شاء الله تعالى حال كون التوراة عند‬ ‫الوثيقة‪ ،‬وتاريخ انتقالها عبر العصور‪ ،‬وطريقة وصولها‬ ‫بني إسرائيل‪ ،‬من أول دولتهم إثر موت موسى عليه‬ ‫إلينا‪ ،‬وحالتها التي وصلت بها‪....‬‬ ‫السلام‪ ،‬الى انقراض دولتهم‪ ،‬إلى رجوعهم إلى بيت‬ ‫المقدس‪ ،‬إلى أن كتبها لهم \"عزير\" الوراق بإجماع‬ ‫أما النقد الداخلي‪ ،‬أو ما يسمى بالنقد الباطني‪ ،‬فهو‬ ‫من كتبهم‪ ،‬واتفاق من علمائهم دون خلاف يوجد من‬ ‫الذي يهتم أساسا بتحليل مضمون النص‪ ،‬أو الوثيقة‬ ‫أحد منهم في ذلك‪ ،‬وما اختلفوا فيه من ذلك‪ ،‬نبهنا‬ ‫تحليلا يبدأ من الخط واللغة الذي كتبت به‪ ،‬وينتهي‬ ‫عليه ليتيقن كل ذي فهم أنها محرفة مبدلة\"‪. 19‬‬ ‫بقياس ما تحتويه من معلومات‪ ،‬قياسا على ما هو‬ ‫وهذا دليل على اطلاع ابن حزم ا بنسختين مختلفتين‬ ‫نقلي‪ - ،‬هل يتعارض مع النص الشرعي المقطوع‬ ‫للتوراة وأخذه النصوص الطويلة منها‪ .‬وقد سجل‬ ‫بصحته وثبوته ثبوتا تاما‪ ،-‬وما هو عقلي‪ - ،‬أي هل‬ ‫لنا في هذا الصدد‪ ،‬وصفا تفصيليا لإحدى هاته‬ ‫يقبله العقل ويستوعبه‪ ،‬إن استحال في العقل تقبله‬ ‫النسختين‪ ،‬حيث يقول‪ \":‬وإنما هي التوراة مقدار‬ ‫فلا يعمل به‪،-‬وعلى ما هو تاريخي‪\" ،‬وهو ما يتعلق‬ ‫مائة ورقة وعشرة أوراق‪ ،‬في كل صفحة منها ثلاثة‬ ‫بامتحان النص من داخله ببيان عدم التناقض‪ ،‬وعدم‬ ‫وعشرون سطرا إلى نحو‪ ،‬ذلك بخط هو إلى الانفساخ‬ ‫مناقضته للحقائق العلمية‪ ،‬والوقائع التاريخية\"‪16‬‬ ‫‪ .‬فهذا يعتبر نقدا يثبت صحة الوثيقة وقبولها‪ ،‬أو‬ ‫أقرب‪ ،‬يكون في السطر بضع عشرة كلمة\"‪. 20‬‬ ‫عدم صحتها وردها إن لم تتوفر فيها شروط قبولها‪.‬‬ ‫وأهم ما ذكره ابن حزم في هذه النقطة‪:‬‬ ‫أما فيما يخص ابن حزم فقد طبق هذا المنهج‪ ،‬على‬ ‫نصوص التوراة‪ ،‬التي كانت موجودة آنذاك‪ ،‬بيد يهود‬ ‫ • أولا‪ :‬حال الملوك والحكام والقضاة من‬ ‫الأندلس في عصره‪ ،‬فقد اتبع الخطوات التالية‪: 17‬‬ ‫بعد موسى إلى طالوت‪ ،‬وتبدل أحوالهم بين الكفر‬ ‫• قام بجمع ما أمكنه جمعه من نسخ التوراة‪،‬‬ ‫والايمان‪ .‬حيث قال رحمه الله‪\" :‬دخل بنو إسرائيل‬ ‫التي كانت مترجمة إلى العربية في عهده‪ ،‬وكذلك‬ ‫الأردن وفلسطين والغور مع \"يشوع بن نون\"‪ ،‬مدبر‬ ‫كتب الأنبياء الأخرى‪ ،‬والشروح‪ ،‬والتعليقات عليها‪.‬‬ ‫أمرهم إثر موت موسى عليه السلام‪ ،‬ومع \"يشوع‬ ‫ • الاطلاع الواسع والمتعمق‪ ،‬في تاريخ اليهود‬ ‫العازار بن هارون\" صاحب السرداق بما فيه‪ ،‬وعنده‬ ‫السياسي والديني‪ ،‬مع الإلمام التام بجغرافية‬ ‫التوراة لا عند أحد غيره بإقرارهم‪ ،‬فدبر \"يشوع\"‬ ‫أمرهم في استقامة وألزمهم للدين إحدى وثلاثين‬ ‫ب لاده م‪.‬‬ ‫سنة‪ ،‬مذ مات موسى عليه السلام‪ ،‬إلى أن مات‬ ‫• سعيه إلى علماء اليهود قصد استفسارهم عن‬ ‫يشوع‪ ،‬ثم دبرهم \"فنحاس بن العزار بن هارون\"‪ ،‬وهو‬ ‫المعاني الغامضة‪ ،‬أو الموهمة‪ ،‬والدخول مع بعضهم‬ ‫صاحب السرادق والكاهن الأكبر‪ ،‬والتوراة عنده لا عند‬ ‫أحد غيره خمسا وعشرين سنة‪ ،‬في استقامة والتزام‬ ‫أحيانا في جدال ومناقشات شفوية‪. 18‬‬ ‫للدين‪ ،‬ثم مات\"‪ ، 21‬حيث جاء في التوراة أن فينحاس‬ ‫اعتمد ابن حزم في نقد نصوص التوراة كما سبق‬ ‫هو ابن العازار‪ \":‬والعازار بن هارون أخذ لنفسه من‬ ‫ذكره نقدين رئيسيين أحدهما‪ :‬النقد الخارجي‪،‬‬ ‫بنات فوطيئيل زوجة‪ ،‬فولدت له فينحاس\"‪. 22‬‬ ‫والثاني‪ :‬النقد الداخلي لنصوص التوراة‪.‬‬ ‫واسترسل ابن حزم رحمه الله قائلا في هذه النقطة‪:‬‬ ‫‪ :1‬النقد الخارجي لنصوص التوراة‬ ‫\"‪...‬ثم كفروا وعبدوا الأوثان جهارا‪ ،‬فملكهم‬ ‫الفلسطينيون وهم الكنعانيون وغيرهم أربعين سنة‬ ‫في النقد الخارجي لنصوص التوراة‪ ،‬شرع ابن حزم‬ ‫على الكفر‪ ،‬ثم دبرهم شمشون بن مانوح من سبط‬ ‫في نقد سلسلة الرواة الذين نقلوا التوراة مع بيان‬ ‫حالهم‪ ،‬والظروف الداخلية التي مروا بها‪ ،‬وبيان ما‬ ‫كانوا عليه من كفر وردة‪ ،‬فيبدأ هذه الدراسة بقوله‪\":‬‬ ‫‪104‬‬

‫مصر جميعا‪ ،‬ما عدا بني إسرائيل‪ .‬وبعد فقرات بسيطة‬ ‫داني‪ ،‬وكان مذكورا عندهم بالفسق واتباع الزواني‪،‬‬ ‫تذكر التوراة أن الله تعالى أنذر فرعون بأنه سوف ذخائر‬ ‫فدبرهم عشرين سنة‪ ،‬وينسبون إليه المعجزات‪،‬‬ ‫ثم أسر ومات‪ ،‬فدبر بنو إسرائيل بعضهم بعضا‬ ‫يهلك أنعامه بالبرد‪ .‬ويعقب ابن حزم رحمه الله‬ ‫في سلامة وإيمان أربعين سنة بلا رئيس يجمعهم‪،‬‬ ‫على ذلك بقوله‪ :‬فليت شعري أي دابة بقيت لفرعون‬ ‫ثم دبرهم الكاهن الهاروني على الإيمان عشرين‬ ‫وأهل مصر‪ ،‬وقد ذكر أن الوباء أهلك جميعها‪ ، 25‬ولم‬ ‫سنة إلى أن مات‪ ،‬ثم دبرهم شمويل بن فتان النبي‬ ‫يكن بين الآية والآية بإقرارهم‪ ،‬وقت يمكن فيه جلب‬ ‫من سبط أفرايم‪ ،‬قيل عشرين سنة‪ ،‬وقيل أربعين‬ ‫سنة كل ذلك في كتبهم على الإيمان‪ .‬ورغبوا إلى‬ ‫أنعام إليهم من بلد آخر‪.‬‬ ‫شموائيل أن يجعل لهم ملكا فولى عليهم شاؤول‬ ‫كما تذكر التوراة اضطراب في أعمار أبناء نوح‪ ،‬حيث‬ ‫الدباغ وهو طالوت‪ ،‬أول ملك كان لهم‪ .‬ويصفونه‬ ‫جاء في سفر التكوين‪ \":‬وكان نوح ابن خمس مئة‬ ‫سنة‪ ،‬وولد نوح‪ :‬ساما وحاما ويافث\"‪ ، 26‬ثم ذكرت‬ ‫بالنبوة والفسق والظلم والمعاصي معا\"‪. 23‬‬ ‫أن نوحا إذ بلغ ستمائة سنة كان الطوفان‪ ،‬ولسام‬ ‫ • ثانيا‪ :‬حال ملوك بني سليمان عليه السلام‪،‬‬ ‫يومئذ مائة سنة‪ .‬وذكرت بعد ذلك‪\" :‬لما كان سام‬ ‫وأديانهم بعد طالوت إلى أن استولى عليهم نبوخذ‬ ‫ابن مئة سنة ولد أرفكشاد بعد الطوفان بسنتين\"‪27‬‬ ‫‪ ،‬وهذا كذب وجهل فاحش‪ ،‬وتلون سمج‪ ،‬لأنه إذا كان‬ ‫ن ص ر‪.‬‬ ‫نوح إذ ولد له \" سام\" ابن خمسمائة سنة وبعد مائة‬ ‫ • ثالثا‪ :‬حال ملوك الأسباط العشرة‪ ،‬حيث يقول‬ ‫سنة كان الطوفان‪ ،‬فسام حينئذ ابن مائة وسنتين‬ ‫ابن حزم‪ ،‬بكل ثقة ومعرفة بتاريخ اليهود‪ ،‬معرفة‬ ‫سنة‪ ،‬وفي نص توراتهم أنه كان ابن مائة سنة‪ ،‬وهذا‬ ‫تامة وتفصيلية لسير مملكة الأسباط العشرة‪ ،‬في‬ ‫إسرائيل أنهم لم يكونوا أهل إيمان بل على العكس‬ ‫كذب لا خفاء به‪.‬‬ ‫من ذلك‪ ،‬كفروا وارتدوا وعبدوا الاوثان‪ ،‬ثم بين حالهم‬ ‫وتذكر التوراة أن إسحاق قال لابنه \" عيسو\"‪ :‬يا بني‬ ‫وكفرهم‪ .‬وهذا هو حال بني إسرائيل‪ ،‬وحال ملوكهم‬ ‫قد شخت ولا أعلم يوم موتي‪ ،‬فاخرج وصد لي صيدا‬ ‫بين الكفر والايمان‪ .‬وسأذكر بعضا مما ذكره ابن‬ ‫واصنع لي منه طعاما كما أحب‪ ،‬وائتني به لآكله كي‬ ‫حزم في هذا الصدد‪ُ \":‬ولي إثر موت \"سليمان بن‬ ‫تباركك نفسي قبل أن اموت‪ ... ،‬وقال في بركته‪ :‬هو‬ ‫داود\" ابنه \"رحبعام بن سليمان\" وله ست عشرة سنة‬ ‫ذا‪ ،‬بلا دسم الأرض يكون مسكنك‪ ،‬وبلا ندى السماء‬ ‫وكانت ولايته سبعة عشر عاما‪ ،‬فأعلن الكفر طوال‬ ‫من فوق‪ ،‬وبسيفك تعيش‪ ،‬ولأخيك تستعبد‪ ،‬ولكن‬ ‫ولايته‪ ،‬وعبد الأوثان جهارا هو وجميع رعيته وجنده‬ ‫يكون حينها تجمع أنك تكسر غيرة عن عنقك\"‪28‬‬ ‫بلا خلاف منهم‪ ... ،‬ثم مات \" رحبعام\" على الكفر‪،‬‬ ‫‪ ،‬قال ابن حزم‪\" :‬وفي هذا الفصل فضائح وأكذوبات‬ ‫فولى مكانه ابنه \"أبيا\" وله ثمان عشرة سنة‪ ،‬فبقي‬ ‫على الكفر هو وجنده ورعيته وعلى عبادة الأوثان‬ ‫وأشياء تشبه الخرافات\"‪29‬‬ ‫علانية‪ ،‬وكانت ولايته ست سنين‪ ،‬ويقولون‪ :‬قتل‬ ‫كذلك تذكر التوراة عن يعقوب أنه قال لرؤوبين في‬ ‫من الأسباط العشرة في حروبه معهم خمسمائة‬ ‫ذلك الوقت‪\" :‬أنت بكري قوتي‪ ،‬وأول قدرتي‪ ،‬فضل‬ ‫الرفعة وفضل العزة‪ ،‬فائرا كالماء لا تتفضل‪ ،‬لأنك‬ ‫ألف إنسان\"‪. 24‬‬ ‫كما يبين ابن حزم تناقض النص في السفر الواحد‪،‬‬ ‫صعدت على مضجع أبيك‪ ،‬حينئذ دنسته\"‪. 30‬‬ ‫من ذلك ما ورد بشأن فرعون‪ ،‬الذي ذكرت التوراة‬ ‫ويقول ابن حزم‪ \":‬وهذا كلام يكذب آخره أوله حيث‬ ‫هلاك جميع دوابه في وباء عام‪ ،‬شمل دوابه وأهل‬ ‫يقول أولا رؤوبين‪ ،‬أنت بكري وأول قدرتي فضل‬ ‫الرفعة وفضل العزة‪ ،‬ومن تم ينقض صفات المدح‬ ‫‪105‬‬

‫بنو إسرائيل لم يكونوا أهل إيمان بل على‬ ‫العكس من ذلك‪ ،‬كفروا وارتدوا وعبدوا الاوثان‪.‬‬ ‫ابن حزم‬ ‫لقد فصل ابن حزم في هذه الجزئية بغية الوصول‬ ‫واصفا إياه فائرا كالماء لا تتفضل‪ ،‬لأنك صعدت‬ ‫إلى أن التوراة‪ ،‬قد مضى عليها كل هذا التاريخ‬ ‫على مضجع أبيك ودنسته‪ ،‬أي أنه ضاجع إحدى‬ ‫المضطرب‪ ،‬المليء بسنوات الكفر‪ ،‬والاضطهاد‬ ‫زوجات أبيه‪ ،‬ونفي بعض علماء اليهود‪ ،‬أن يكون‬ ‫الديني للأنبياء‪ ،‬قد تعرضت للتبديل والتحريف‪،‬‬ ‫رؤوبين قد ضاجع زوجة أبيه وفسروا النص بأنه‬ ‫والتغيير‪ ،‬والزيادة‪ ،‬والنقصان‪.‬‬ ‫وسخ فراش أبيه\"‪. 31‬‬ ‫ويضيف بأن اليهود يقرون بأن \"يهوى بن يوشيا‪،‬‬ ‫كما هناك أيضا توضيح آخر يمكن أن نبرزه وهو‪:‬‬ ‫الملك الداوودي المالك لجميع بني اسرائيل‪ ،‬بعد‬ ‫\"منذ وفاة موسى عليه السلام‪ ،‬إلى ولاية أول ملك‬ ‫انقطاع ملوك سائر الأسباط بثر من التوراة أسماء‬ ‫لهم‪ ،‬وقع لبني إسرائيل سبع ردات‪ ،‬ابتعدوا بها على‬ ‫الله الحسنى‪ ،‬وألحق فيها أسماء الأوثان‪ ،‬وهم‬ ‫الإيمان‪ ،‬وأعلنوا عبادة الأصنام‪ ،‬حيث دامت الردة‬ ‫مقرون أيضا أن أخاه الوالي بعده‪ ،‬وهو اليافيم بن‬ ‫الأولى سبع سنوات‪ ،‬والردة الثانية ثمانية عشر سنة‪،‬‬ ‫والردة الثالثة دامت عشرين سنة‪ ،‬والردة الرابعة‬ ‫يوشيا‪ ،‬أحرق التوراة بالجملة‪ ،‬وقطع أثرها\"‪. 33‬‬ ‫دامت سبع سنوات‪ ،‬والردة الخامسة دامت ثلاث‬ ‫وفي الأخير تم خراب بيت المقدس‪ ،‬الذي كانت‬ ‫سنوات‪ ،‬والردة السادسة دامت ثمانية عشر سنة‪،‬‬ ‫تصان وتحفظ فيه التوراة‪\" ،‬وكانت كتابة عزرا‪،‬‬ ‫الوراق الهاروني‪ ،‬للتوراة بعد أزيد من سبعين‬ ‫والردة السابعة أربعون سنة\"‪. 32‬‬ ‫سنة‪ ،‬من خراب بيت المقدس‪ ،‬أملاها عليهم من‬ ‫يمكن أن نستنتج أن مدة الردات السالفة الذكر‪،‬‬ ‫حفظه‪ ،‬وهم مقرون أنه وجدها عندهم‪ ،‬وفيها خلل‬ ‫تتراوح بين أدنى مدة‪ ،‬والتي هي ثلاث سنوات وهي‬ ‫كثير‪ ،‬فأصلحه‪ ،‬ومن ذلك الوقت‪ ،‬انتشرت التوراة‪،‬‬ ‫الردة الخامسة‪ ،‬وبين أقصى مدة والتي هي أربعون‬ ‫ونسخت‪ ،‬وظهرت ظهورا ضعيفا أيضا‪ ،‬ولم تزل‬ ‫سنة والتي هي الردة السابعة والأخيرة‪.‬‬ ‫‪106‬‬

‫إسرائيل ثلاثين يوما‪ ،‬وأكملوا نعيه‪ ،...‬ثم إن يشوع‬ ‫تتداولها الأيادي رغم ذلك‪ ،‬ثم تولى أمرهم قوم من‬ ‫بن نون امتلأ من روح الله ( يقصد تنبأ وأولى إليه) ذخائر‬ ‫بني هارون بعد مائتين من السنين‪ ،‬فحينئذ انتشرت‬ ‫وسمع له بنو إسرائيل ( بعد أن دعاهم بالطبع)‪...‬‬ ‫نسخ التوراة التي بأيديهم اليوم\"‪. 34‬‬ ‫ولم يخلف موسى في بني إسرائيل نبي مثله\"‪. 38‬‬ ‫إذن عن طريق استعراض التاريخ الديني والسياسي‬ ‫يعلق ابن حزم على نص التثنية هذا بقوله‪ \" :‬هذا‬ ‫لليهود‪ ،‬يصل ابن حزم إلى أن نص التوراة الأصلي‪،‬‬ ‫آخر توراتهم‪ ،‬وتمامها‪ ،‬وهذا شاهد عدل‪ ،‬وبرهان تام‪،‬‬ ‫الذي أنزله الله تعالى على موسى عليه السلام‪،‬‬ ‫ودليل قاطع‪ ،‬وحجة صادقة في أن توراتهم مبدلة‪،‬‬ ‫قد تعرض من الناحيتين الزمانية والمكانية إلى‬ ‫وأنها تاريخ مؤلف‪ ،‬كتبه لهم من تخرص بجهله‪ ،‬أو‬ ‫ملابسات تجعلنا لا نثق به‪ ،‬ومن بين القواعد التي‬ ‫تعمد بكفره‪ ،‬وأنها غير منزلة من عند الله تعالى‪،‬‬ ‫إذ لا يمكن أن يكون هذا الفصل منزلا على موسى‬ ‫اعتمدها ابن حزم في النقد الخارجي للتوراة‪: 35‬‬ ‫في حياته‪ ... .‬وقوله‪ \" :‬لم يعرف قبره آدمي إلى‬ ‫ ‪ -‬عمق تحليله للنتائج التي توصل إليها بعد‬ ‫اليوم\" بيان كاف لما ذكرناه‪ ،‬وأنه تاريخ ألف بعد‬ ‫دراسة النصوص ومقارنتها ببعضها البعض‪ ،‬أنه على‬ ‫مر تاريخ اليهود‪ ،‬تزامنت عليهم أحداث جسام‪ ،‬وتولى‬ ‫دهر طويل ولابد\"‪39‬‬ ‫أمرهم ملوك‪ ،‬بعضهم مؤمنين‪ ،‬وأكثرهم كافرين‪،‬‬ ‫مما يدل على أن هذه التوراة قد تعرضت أحيانا‬ ‫أعلنوا الكفر‪ ،‬وعبادة الاوثان‪ ،‬وقتل الانبياء وفي مثل‬ ‫للتحريف المعتمد‪ ،‬وفي أحيان أخرى لمحاولة إعدام‬ ‫هذا الجو المضطرب‪ ،‬لم يكن يمكن لنبي أن يدعو‬ ‫ك ام ل‪.‬‬ ‫الناس إلى التمسك بمبادئ التوراة الصحيحة‪.‬‬ ‫‪ :2‬النقد الداخلي لنصوص التوراة‪:‬‬ ‫خلاصة تقريره في كون هذه الأسفار الخمسة‬ ‫لقد حرص ابن حزم أن يكون منصفا في نقده للتوراة‪،‬‬ ‫المسماة بالتوراة والرائجة بين اليهود والنصارى‪،‬‬ ‫ولذلك استبعد من نصوصها ما كان محتملا أو‬ ‫ليست هي التي أوحاها الله إلى موسى عليه السلام‪.‬‬ ‫غامضا‪ ،‬حتى لا يدع مجالا لمعترض ما‪.‬‬ ‫وأنه لم يكتبها لبني إسرائيل‪ ،‬وأنها لا تثبت إليه‬ ‫حيث يقول‪ \":‬وليعلم كل من قرأ كتابنا هذا ( ال َف ْصل)‬ ‫بالسند المتصل الذي ترويه الكافة التي يستحيل‬ ‫أننا لم نخرج من الكتب المذكورة أي كتب اليهود‪،‬‬ ‫اتفاقها على الكذب‪ ،‬عن الكافة مثلها إلى موسى‬ ‫شيئا يمكن أن يخرج على وجه ما‪ ،‬وإن دق وبعد‪،‬‬ ‫عليه السلام‪ .‬ويرى أن اليهود والنصارى ينسبون هذه‬ ‫فالاعتراض بمثل هذا لا معنى له‪ ،‬وكذلك أيضا‪،‬‬ ‫الأسفار إلى موسى كذبا وباطلا‪\" . 36‬وأن الذي كتب‬ ‫لم نخرج منه كلاما لا يفهم معناه‪ ،‬وإن كان ذلك‬ ‫لهم هذه الأسفار الحالية هو عزرا الوراق\"‪ . 37‬وقد‬ ‫موجودا فيها‪ ،‬لأن للقائل أن يقول‪ :‬قد أصاب الله به‬ ‫ارتكز في تقريره على مقدمات ضرورية استخلصها‬ ‫ما أراد‪ ،‬وإنما أخرجنا ما لا حيلة فيه‪ ،‬ولا وجه أصلا إلا‬ ‫من دراسة الأسفار نفسها‪ ،‬تخلص لعدم صحة نسبة‬ ‫الدعاوى الكاذبة‪ ،‬التي لا دليل عليها أصلا‪ ،‬لا متحملا‬ ‫التوراة الحالية إلى موسى ومن ذلك ما ورد فيها‬ ‫من نصوص تقطع بأن موسى عليه السلام لا يصح‬ ‫ولا خفيا\"‪. 40‬‬ ‫البثة أن يكون هو كاتبها‪ ،‬مثل‪ \" :‬فتوفي موسى عبد‬ ‫وقد التزم ابن حزم عند التطبيق‪ ،‬عهده الذي وعد‬ ‫الله بذلك الموضع من أرض مؤاب‪ ...‬مقابل بيت‬ ‫به‪ ،‬حيث عندما كان يكتشف الخلط أو الكذب في‬ ‫فغور‪ ،...‬ولم يعرف آدمي موضع قبره إلى اليوم‪،...‬‬ ‫أحد النصوص المشار إليها هنا‪ ،‬كان يمسك عند‬ ‫وكان موسى يوم توفي ابن مائة وعشرين سنة‪،...‬‬ ‫مناقشته‪ ،‬بناء على احتماله \" للتأويل البعيد\"‪ ،‬أو لأنه‬ ‫لم ينقص بصره‪ ،‬ولا تحركت أسنانه‪ ،...‬فنعاه بنو‬ ‫يمكن أن يخرج على وجه ما\"‪ ،‬بل كان يسعى بنفسه‬ ‫‪107‬‬

‫\"استباحتهم الكذب بغير العبرية‪ ،‬وتصويرهم‬ ‫في أكثر من موضع‪ ،‬إلى علماء اليهود مستفسرا عن‬ ‫الله في صورة الخائف من يعقوب‪ ،‬ونسبتهم الزنا‬ ‫لأنبيائهم‪ ،‬وزعمهم أن كل نكاح على غير حكم‬ ‫معنى كلمة‪ ،‬أو مستوضحا حقيقة مسألة ما\"‪. 41‬‬ ‫التوراة هو زنا‪ ،‬ودعواهم أن السحرة يقدرون على‬ ‫إحالة الطبائع‪ ،‬كإحالة الانسان حمارا‪ ،‬أو العكس‪،‬‬ ‫وهذا يدل على قوة الانصاف لدى ابن حزم رحمه‬ ‫وزعمهم أن الله حضهم على سرقة أموال المصريين‬ ‫عند خروجهم من مصر‪ ،‬وأن هارون هو الذي صنع‬ ‫الله‪ ،‬لأن لها أهمية خاصة في موضوعية المنهج‬ ‫لهم العجل ليعبدوه\"‪. 47‬‬ ‫الذي اعتمد عليه‪ ،‬ولأنها في الوقت نفسه‪ ،‬تعد‬ ‫إلا أني سأقتصر على الفصل المتعلق بالأنبياء فقط‬ ‫ردا حاسما على ما تردد من أن ابن حزم كان يبدأ‬ ‫على سبيل المثال‪.‬‬ ‫ • فيما يتعلق الانبياء عليهم السلام‪:‬‬ ‫في جدال خصومه‪ ،‬من مسلمات يعتقد تماما في‬ ‫التوراة الموجودة بيد اليهود مملوءة بعدد كبير جدا‬ ‫من النصوص‪ ،‬لا تكتفي بتصوير الانبياء تصويرا‬ ‫صحتها‪ ،‬أو أنه يصدر عن عداوة متأصلة فيه‪، 42‬‬ ‫يتنافى وعصمتهم‪ ،‬بل تذهب إلى أبعد من ذلك‪،‬‬ ‫فتنسب إليهم العديد من الأفعال المشينة من‬ ‫وهذا ما سيسفر عنه التحليل التالي‪:‬‬ ‫الكبائر‪ ،‬والمعاصي التي تنافي مقامهم النبوي‬ ‫لقد ذكرت الكتب التي تناولت الدراسات عن منهج‬ ‫ال ص ف ي‪.‬‬ ‫ ‪ -‬ويظهر ذلك من خلال مراجعات الرسل في‬ ‫ابن حزم في نقد نصوص التوراة الموجودة في أيدي‬ ‫مخاطبته إياهم‪ ،‬مثل‪ \":‬أن الله تعالى قال لإبراهيم‪،‬‬ ‫أنا الله الذي أخرجتك من أتون الكردانيين‪ ،‬لأعطيك‬ ‫اليهود على عصره أربعة فصول‪ : 43‬الفصل الأول‬ ‫هذا البلد حورا‪ ،‬فقال له إبراهيم‪ :‬يا رب‪ ،‬بماذا أعرف‬ ‫أني أرث هذا البلد\"‪ .‬ويعقب ابن حزم قائلا‪ :‬حاشا‬ ‫ما يتعلق بالذات الإلهية‪ ،‬ووصفه بصفات يتنزه‬ ‫لله أن يقول إبراهيم صلى الله عليه وسلم‪ ،‬لربه هذا‬ ‫الكلام‪ ،‬فهو كلام من لم يثق بخبر الله عز وجل‪،‬‬ ‫عنها رب العباد‪ ،‬الفصل الثاني‪ :‬ما يتعلق بالأنبياء‬ ‫حتى طلب على ذلك برهانا\"‪ . 48‬وهنا يشرع ابن‬ ‫حزم ليؤكد \"أن مثل هذا الاعتراض على الله‪ ،‬ليس‬ ‫والملائكة‪ ،‬حيث تصفهم التوراة بصفات مستحيلة‬ ‫من قبيل طلب إبراهيم رؤية إحياء الموتى‪ ،‬المذكور‬ ‫في القرآن‪ .‬بل إن الفرق بين الاثنين هو\" فرق كما‬ ‫شرعا وعقلا وعادة‪ ،‬والفصل الثالث‪ :‬مخالفة ما ورد‬ ‫بين المشرق والمغرب\"‪ .‬ومع أنه يفسر كلا من‬ ‫طلب القران‪ ،‬واعتراض التوراة‪ ،‬فإنه يورد معارضة‬ ‫في التوراة للحقائق العلمية المقررة‪ ،‬وتكذيبها‬ ‫أخرى‪ ،‬لا يتطرق الشك في ظهور شناعتها‪ :‬عندما‬ ‫علمت سارة بأنه سيكون لها ابن‪ ،‬وهي في حال‬ ‫للواقع المشهور‪ ،‬والفصل الرابع‪ :‬حديث التوراة‬ ‫لا تلد أمثالها من النساء‪ ،‬ضحكت في نفسها‪\" :‬‬ ‫قال الله تعالى إن سارة ضحكت‪ :‬وقالت سارة‪ :‬لم‬ ‫عن تناقض بين نصوص التوراة‪ ،‬مثل حديث التوراة‬ ‫عن وفاة موسى عليه السلام‪ ،‬وأنه مات في أرض‬ ‫مؤاب‪. 44‬‬ ‫كما نجد ابن حزم رد على افتراءات بعض كتاب‬ ‫اليهود على الإسلام‪ ،‬فقد لخص في صدر رسالته‪45‬‬ ‫‪ ،‬في الرد على ابن النغريلة شبهات اليهود على‬ ‫الإسلام‪ :‬مثل زعمهم أن القرآن جعل الانسان مرة‬ ‫مسؤولا عن سيئاته‪ ،‬ومرة جعل محمدا عليه السلام‬ ‫هو المسؤول عن سيئاتهم‪ ،‬وزعمهم أن القران ذكر‬ ‫بأن المجرمين يوم القيامة لا ينطقون‪ ،‬ثم ذكر‬ ‫أنهم يجادلون عن أنفسهم‪ ،‬وزعمهم أن النبي‬ ‫عليه الصلاة والسلام شك في دعوته‪ ،‬بناء على‬ ‫إِلَ يْ كَ‬ ‫ِم َّما أَ ْن َز ْلنَا‬ ‫َفإِنْ كُنْتَ فِي شَ ّكٍ‬ ‫َفقاو ْسلأَاللِقالَّراذِين‪ََ :‬ن\"‬ ‫جَ اءَكَ‬ ‫َق ْبلِكَ َل َق ْد‬ ‫يقْرَ ُءو َن الْ ِك َتابَ ِم ْن‬ ‫ا ْلحَ ُّق ِم ْن َر ِّبكَ َفلَ تَكُونَنَّ مِ َن الْمُ ْم َت ِرينَ\"‪. 46‬‬ ‫ومن قبائحهم ما ذكره ابن حزم‪ ،‬حيث قال‪:‬‬ ‫‪108‬‬

‫التكوين‪ ،‬ويهوذا بن يعقوب زنى بزوجة ابنه‪ ،‬وهو‬ ‫أضحك‪ ،‬فقال الله‪ :‬بل قد ضحكت\"‪. 49‬‬ ‫لا يعرفها‪ ،‬فحبلت وولدت من الزنا ولدا‪ ،‬انتسل منه ذخائر‬ ‫فهذه مراجعة الخصوم‪ ،‬وتعارض الأكفاء‪ ،‬وحاشا‬ ‫لسارة‪ ،‬الفاضلة المنبأة من الله عز وجل بالبشارة‪،‬‬ ‫داود وسليمان\"‪ . 54‬وأيضا داود عليه السلام زنى‬ ‫من أن تكذب الله عز وجل فيما يقول‪ ،‬وتكذب هي‬ ‫بامرأة أوريا الحتي رجل من جنده‪ .‬وفي هذا يقول‬ ‫في ذلك‪ ،‬فتجحد ما فعلت‪ ،‬فتجمع بين سيئتين‪،‬‬ ‫ابن حزم‪\" :‬وتالله ما رأيت أمة تقر بالنبوة‪ ،‬وتنسب‬ ‫إحداهما كبيرة من الكبائر‪ ،‬قد نزه الله عز وجل‬ ‫الصالحين عنها‪ ،‬فكيف بالأنبياء والأخرى أدهى‬ ‫إلى الأنبياء ما يشبه هؤلاء الكفرة\"‪. 55‬‬ ‫وأمر‪ ،‬وهي التي لا يفعلها مؤمن‪ ،‬ولو أنه أفسق أهل‬ ‫ثم يعقب قائلا أيضا‪\" :‬وفي هذا الفصل فضائح‬ ‫وأكذوبات‪ ،‬وأشياء تشبه الخرافات\"‪ ،‬كما ينتهز ابن‬ ‫الأرض‪ ،‬لأنها كفر‪.‬‬ ‫حزم هذه الفرصة ليقول‪\" :‬وما أشبه هذه القضية‬ ‫‪ -‬أما المساس بعصمة الأنبياء‪ ،‬كما ورد‬ ‫إلا بحمق الغالية من الرافضة‪ ،‬القائلين إن الله‬ ‫في التوراة‪ ،‬أكثر من مرة‪ ،‬خاصا بسجود الأنبياء‬ ‫تعالى بعث جبريل عليه السلام‪ ،‬إلى علي رضي‬ ‫للملائكة‪ ،‬وتعبدهم لها‪ ،‬وقع ذلك من إبراهيم عليه‬ ‫الله عنه‪ ،‬فأخطأ جبريل وأتى إلى محمد صلى الله‬ ‫السلام‪ ،‬وكذلك من لوط‪ ،‬يقول ابن حزم‪ \":‬فإن‬ ‫الأنبياء لا يسجدون لغير الله تعالى‪ ،‬ولا يتعبدون‬ ‫عليه وسلم\"‪. 56‬‬ ‫ ‪ -‬فكتابهم مليء بالقبائح المنسوبة للأنبياء‪،‬‬ ‫لسواه\"‪. 50‬‬ ‫وكلما طالعنا قصة نبي من الأنبياء‪ ،‬نجد أنه يرتكب‬ ‫ ‪ -‬وما هو أفحش من ذلك‪ ،‬يتمثل في ما ذكرته‬ ‫الكبائر‪ ،‬ويقترف الفواحش‪ ،‬ويوصف برذائل الأخلاق‪،‬‬ ‫التوراة عن هارون‪ ،‬الذي جمع من بني إسرائيل‪،‬‬ ‫من زنى وكذب وغش وخمر وغير ذلك‪ ،‬مما يتنزه‬ ‫أثناء فترة غياب موسى‪ ،‬أقراط الذهب‪ \" ،‬وأفرغها‬ ‫عنه كرام الخلق‪ ،‬ولا يخطر ببال القارئ وهو يقرأ هذا‬ ‫وعمل منها عجلا‪ ،‬وقال‪ :‬هذا إلهكم‪ ،‬يا بني إسرائيل‬ ‫الكلام‪ ،‬إنه يقرأ سيرة نبي‪ ،‬وفي الكتاب المقدس‪،‬‬ ‫الذي أخرجكم من مصر\"‪ . 51‬وهنا يبدي ابن حزم‬ ‫بل يخيل إليه أنه يقرأ في التراث الشعبي‪ ،‬سيرة‬ ‫دهشته‪ ،‬فيقول‪ \":‬إن هذا الفصل عفا على ما قبله‪،‬‬ ‫رجل ماجن يعاقر الخمر‪ ،‬ويفعل الفواحش كما هو‬ ‫وطم عليه‪ ..‬نبي مرسل كافر مشرك يعمل لقومه‬ ‫شأن أهل الفسق والمجون‪ ،‬بل الأعجب من ذلك‪،‬‬ ‫إلها من دون الله\"‪ . 52‬بل إن شيئا من عصمة الأنبياء‬ ‫أن هناك من يدافع عن تلك القبائح‪ ،‬ويحسنها‬ ‫لا يمكن أن يبقى‪ ،‬حينما تذكر التوراة أن ابنتي‬ ‫لاعتبارات عقلية أو تاريخية‪ ،‬وهو نوع من المكابرة‪،‬‬ ‫لوط‪ ،‬مارستا الزنا مع أبيهما‪ ،‬بعد أن سقتاه الخمر‪،‬‬ ‫لذلك يشتد ابن حزم في نقده‪ ،‬وتظهر حدته في‬ ‫وحملتا منه‪ ،‬ووضعتا ولدين\"‪ .‬وهذا ما أشار إليه ابن‬ ‫حزم‪ ،‬مما جاء في سفر التكوين‪\" :‬فقالت الكبرى‬ ‫وصف مؤلف التوراة‪ ،‬بأشد الأوصاف‪.‬‬ ‫للصغرى‪\" :‬شاخ أبونا وما في الأرض رجل يتزوجنا‪،‬‬ ‫ومع ذلك لا يبلغ في وصفه‪ ،‬وصفهم للأنبياء‬ ‫على عادة أهل الأرض‪ ،‬تعالي نسقي آبانا خمرا‪،‬‬ ‫والأصفياء فيقول‪ \":‬صانع ذلك الكتاب الملعون‪،‬‬ ‫ونضاجعه ونقيم من أبينا نسلا\"‪ ،‬فسقتا أباهما‬ ‫المكذوب الذي يسمونه الحماش‪ ،‬ويدعون أنه‬ ‫خمرا تلك الليلة‪ ،‬وجاءت الكبرى‪ ،‬وضاجعت أباها‪،‬‬ ‫توراة موسى عليه السلام‪ ،‬إنما كان زنديقا مستخفا‬ ‫وهو لا يعلم بنيامها ولا قيامها\"‪ . 53‬وأن راؤوبين بن‬ ‫بالبارئ تعالى‪ ،‬ورسله وكتبه وحاشا لموسى عليه‬ ‫يعقوب زنى بربيبة أبيه‪ ،‬وهي زوج النبي أبيه وأم‬ ‫أخويه‪ ،‬وأشار ابن حزم بهذا‪ ،‬إلى ما جاء في سفر‬ ‫السلام \"‪. 57‬‬ ‫‪ -‬أما فيما يتعلق بهدم معجزات الأنبياء‪،‬‬ ‫فتأتي عن طريق إمكانية مشاركة السحرة لهم‪،‬‬ ‫‪109‬‬

‫خ ـ ـ ـ ـ ات ـ ـ ـ ـ ـ ـ م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة‪:‬‬ ‫في القدرة على الأعمال الخارقة‪ ،‬وبذلك تنتفي‬ ‫عن الرسل صفة التفرد بالمعجزات‪ ،‬وفي هذا يقول‬ ‫يعتبر ابن حزم من الاعلام البارزين في الحضارة‬ ‫ابن حزم‪ \":‬ومن عجائبهم أنهم يقرون في كتابهم‬ ‫الاسلامية‪ ،‬الذين كان لهم سبق التقعيد لمقارنة‬ ‫المسمى بالتوراة أن السحرة فعلوا بالرقي المصري‬ ‫الأديان‪ ،‬وتأسيس قواعده‪ ،‬حيث استفاد الغربيون‬ ‫مثلما فعل موسى بن عمران من قلب العصا حية‪،‬‬ ‫من منهجه الذي اعتمده في الدراسة‪ ،‬وذلك من خلال‬ ‫ومن قلب ماء النيل‪ ،‬ومن استجلاب الضفادع‪ ،‬ما عدا‬ ‫اعترافهم له بذلك‪ ،‬كما يعتبر من الأوائل الذين قاموا‬ ‫البعوض فلم يقدروا عليه\"‪ ، 58‬ويضيف قائلا‪ \":‬لو صح‬ ‫بنقد النصوص المقدسة اليهودية‪ ،‬من خلال دراسة‬ ‫هذا لما كان بين موسى عليه السلام والسحرة فرق‪،‬‬ ‫النصوص دراسة معمقة وأصيلة‪ ،‬ومقارنة بعضها ببعض‪،‬‬ ‫ليخلص بعد المقارنة والمقابلة بين النصوص‪ ،‬إلى‬ ‫إلا قوة العلم والتمهر في الصناعة فقط\"‪. 59‬‬ ‫التناقضات الواردة‪ ،‬والتحريفات المعلنة المدسوسة‬ ‫‪ -‬وأخيرا نصل إلى تسجيل التوراة لكثير من‬ ‫في هذه النصوص وإعلانها للعيان‪ ،‬دون أن ننسى أنه‬ ‫نبوات الأنبياء‪ ،‬التي لم تتحقق ومن الواضح أن هذه‬ ‫سار على نهج المسلمين في نقد النصوص التاريخية‬ ‫إحدى البصمات التي تشوه مقام النبوة‪ ،‬بل إنها تهدم‬ ‫وخاصة الدينية منها‪ ،‬والذي عالج فيه النقد الداخلي‬ ‫من خلال نقد مضمون النص‪ ،‬ومدى موافقته للنقل‬ ‫بنيانه الذي يقوم أساسا على الصدق‪.‬‬ ‫الصحيح والعقل الصريح معا‪ ،‬وبيان مدى تناقض تلك‬ ‫ ‪ -‬تذكر التوراة أن نوحا حين بلغه فعل ابنه حام‪،‬‬ ‫النصوص مع ترجيحات العقل المنطقية‪ ،‬كما اعتمد‬ ‫أبي كنعان‪ ،‬قال‪ \":‬ملعون أبو كنعان‪ ،‬عبد العبيد‪،‬‬ ‫منهج النقد الخارجي للنصوص‪ ،‬من خلال تتبع الرواة‬ ‫يكون لإخوته مستعبدا\"‪ ، 60‬ويلاحظ ابن حزم \"أن‬ ‫وناقلي النصوص والأخبار‪ ،‬دون أن يهتدى إلى هذه‬ ‫حفيد حام هذا‪ ،‬الذي تنبأ له نوح بالاستعباد‪ ،‬كان‬ ‫الخاصية في نقل أخبار نصوص العهدين معا‪ ،‬وهو ما‬ ‫هو النمرود‪ ،‬الذي ملك جميع الأرض‪ ،‬ونوح لم يزل‬ ‫يطلق عليه عندنا بالسند‪ ،‬الذي اختص به المسلمون‬ ‫على قيد الحياة\"‪ . 61‬ويضيف قائلا‪\" :‬فحصل من هذا‬ ‫دون سواهم‪ ،‬في نقل الأخبار وهذا يشبه نقد الأحاديث‬ ‫الخبر تكذيب نوح في خبره‪ ،‬وهو بإقرارهم نبي معظم‬ ‫والآثار المروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم‪ ،‬من‬ ‫خلال تتبع حال الرواة‪ ،‬والبحث في عدالتهم وضبطهم‬ ‫جدا\"‪. 62‬‬ ‫وصدقهم‪ ،‬في تحمل ونقل خبر رسول الله صلى الله‬ ‫ ‪ -‬وينتهي ابن حزم إلى أن إنذار النبوة ليس \"‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬وهذا ما أفرز لنا ما يسمى بمصطلح‬ ‫مما يكذب في قصة ويصدق في أخرى‪ ،‬هذه صفات‬ ‫الحديث وجرح الرواة وتعديلهم‪ ،‬والذي أفضى إلى‬ ‫إنذارات الحساب القاعدين على الطرق للنساء‪ ،‬ولمن‬ ‫تصنيف الأحاديث إلى‪ :‬أحاديث صحيحة‪ ،‬وأحاديث‬ ‫حسنة‪ ،‬وأحاديث ضعيفة‪ ،‬وأحاديث موضوعة مردودة‬ ‫لا عقل له\"‪. 63‬‬ ‫غير مقبولة‪ .‬وحق للمسلمين أن يفتخروا بهذا المنهج‬ ‫هذا فيض من غيض‪ ،‬مما يمكن قوله عن نقد ابن‬ ‫الرصين‪ ،‬الذي يعتمد على الدقة والجدية في تحري‬ ‫حزم لنصوص التوراة التي تصف الانبياء عليهم السلام‬ ‫وتقبل ونقل الاخبار‪ ،‬الذي على أساسه تم حفظ التراث‬ ‫بأبشع الأوصاف والقرائح القبيحة‪ ،‬وكيف هذا‪ ،‬وهم‬ ‫الاسلامي من الضياع والتحريف والدس الذي نعتز به‬ ‫من عصمهم الله من الوقوع في الكبائر‪ ،‬واصطفاهم‬ ‫من خيرة خلقه‪ ،‬واختارهم ليكونوا خليفته على هذه‬ ‫الآن‪ ،‬لا يدخله دخيل‪ ،‬ولا يخرج منه نقيص‪.‬‬ ‫الأرض وصلة وصل بينه تعالى وبين عباده‬ ‫‪110‬‬

‫‪ - 1‬سورة الحجر‪ ،‬آية ‪.9‬‬ ‫‪ - 2‬ابن حزم (‪384‬هــ ‪456 -‬هـ )‪ ،‬اسمه هو‪ :‬علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان‬ ‫بن سفيان بن يزيد مولى يزيد بن أبي سفيان بن أمية‪ ،‬جده يزيد أول من أسلم من أجداده وجده خلف أول من دخل الأندلس‬ ‫ذخائر‬ ‫مع موسى بن نصير وقيل مع صقر قريش‪ ،‬وكنيته ابن حزم وقد صرح بها في كتبه‪( .‬ياقوت الحموي الرومي‪ :‬معجم الأدباء‪،‬‬ ‫إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،‬السنة‪1993 :‬م‪ ،‬دار الغرب الإسلامي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ج‪،12‬‬ ‫ص‪ .)236 235- :‬لقبه‪ :‬ابن حزم الظاهري القرطبي الأندلسي اليزيدي الفارسي الأموي‪( .‬الأنساب للسمعاني ج‪ ،5‬ص‪:‬‬ ‫‪ .)691‬نسبه‪ :‬فارسي الأصل وأن جده الأقصى في الإسلام يزيد مولى أبي سفيان وجده خلف أول من دخل الأندلس‪( ،‬ياقوت‬ ‫الحموي‪ :‬معجم الأدباء‪ ،‬ج‪)236 235- /12‬‬ ‫قرشي بالولاء ومما يؤيد هذا قول ابن حزم في إحدى قصائده‪:‬‬ ‫سما بي سلسان دارا وبعدهم قريش العلي أعياصها والعنابس‪.‬‬ ‫فما أخرت حرب مراتب سؤددي ولا قعدت بي عن ذوي المجد فارس‪( .‬ابن بسام‪ :‬الذخيرة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.)170 :‬‬ ‫ولد بقرطبة آخر ليلة الأربعاء آخر يوم من شهر رمضان المعظم‪ ،‬وهو السابع من نونبر سنة أربع وثمانين وثلاث مائة بطالع‬ ‫العقرب‪ .‬وتوفي رحمه الله يوم الأحد في ليلتين بقيتا من شعبان سنة ‪456‬هـ‪ ،‬وكان عمره إحدى وسبعين سنة وعشرة أشهر‬ ‫وتسعة وعشرين يوما‪( .‬معجم الأدباء لياقوت الحموي‪ ،‬ج‪)236 235- /12‬‬ ‫‪ - 3‬آنجل جنثالث بالنثيا‪ ،‬تاريخ الفكر الأندلسي‪ ،‬ترجمة حسين مؤنس‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،‬السنة‪1928 :‬م‪ ،‬مكتبة الثقافية‬ ‫الدينية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.217 :‬‬ ‫‪ - 4‬ابن بشكوال أبو القاسم ( ‪494‬هـ‪578 -‬هـ)‪ :‬كتاب الصلة في تاريخ أئمة الأندلس وعلمائهم ومحدثيهم وفقهائهم‬ ‫وأدبائهم‪ ،‬تحقيق وتعليق‪ :‬بشار عواد معروف‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،‬السنة ( ‪2010‬م) دار الغرب الإسلامي‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬رقم‬ ‫الترجمة‪ ،891 :‬ص‪.31 :‬‬ ‫‪ - 5‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.32 :‬‬ ‫‪ - 6‬نفس المرجع ونفس الصفحة‪.‬‬ ‫‪ - 7‬نفس المرجع ص‪ .31 :‬بتصرف‬ ‫‪ - 8‬اختلف الباحثون حول هذا المؤلف وضبطه هل هو‪ :‬الفَصْل (بفتح الفاء وسكون الصاد) أم‪ :‬الفِصَل (بكسر الفاء وفتح‬ ‫الصاد) والمعنى المراد من كل منهما‪ ،‬رغم أنه أشيع نطقه بال ِف َصل‪ ،‬وسأسوق هنا رأي محمود علي حماية الذي ذكره في كتابه‬ ‫( ابن حزم ومنهجه في دراسة الأديان‪ ،‬ص‪ 97 :‬وما بعدها) حيث فصل القول في هل اسمه ال َف ْصل أو ال ِف َصل‪ .‬الرأي الأول‪:‬‬ ‫عنوان الكتاب هو ال ِفصَل بكسر ففتح‪ ،‬جمع فَ ْص َلة بفتح فسكون ك ِق ْص َعة و ِقصَع‪ ،‬وهي النخلة المنقولة من محلها إلى محل‬ ‫آخر لتثمر‪( .‬وقد اتجه في هذا الاتجاه‪ ،‬الشيخ محمد أبوة زهرة إذ يقول عن كتاب الفصل‪ \" :‬هو عدة رسائل كتبها‪ ،‬وكل رسالة‬ ‫في جملتها بحث قائم بذاته‪ ،‬وقد بدا له أن يجمع هذه الرسائل في كتاب فجمعها وأعطاها ذلك الاسم الذي يدل على أصله‪،‬‬ ‫وهو ال ِف َصل‪ ،‬فإنه جمع لفصلة‪ ،‬وهي في معناها قطعة منقولة إلى موضع غير الموضع الذي كانت فيه‪ ،‬فهي رسائل مفردة نقلت‬ ‫إلى ذلك المجموع فكان منها ذلك الكتاب الذي يسمى بذلك الاسم مشيرا الى أصله\"‪ ( .‬محمد أبو زهرة‪ :‬ابن حزم‪ ،‬حياته‬ ‫وعصره‪ -‬آراؤه وفقهه‪ ،‬دار الفكر العربي القاهرة‪ ،‬هامش‪ ،‬ص‪ .) 135 :‬غير أن محمود حماية يرى أن عنوان الكتاب هو (‬ ‫ال َفصْل) وليس ( الفِصَل) وأدلته على هذا‪:‬‬ ‫أولا‪ :‬القول بأن ( الفِ َصل) جمع لفَ ْصلَة قول ترده اللغة‪ ،‬لان \"فَ ْض َلة\" لا تجمع على \"فِصَل\"‪ ،‬وإنما تجمع على \" فِصَال\"‬ ‫و\"فَصَلات\" كما تذكر كتب اللغة والمعاجم‪،‬‬ ‫ثانيا‪ :‬جاء في معاجم اللغة‪ :‬أن \"الفَ ْصل\" هو الحق من القول‪ ،‬وبه فسر قوله تعالى‪ِ \" :‬إ ّنَهُ لَقَوْ ٌل فَ ْص ٌل\"‪ (،‬سورة الطارق‪ ،‬آية‪:‬‬ ‫‪ .)12‬أي حق‪ ،‬وقيل فاصل قاطع‪.‬ويأتي \" الفَصْل\" أيضا بمعنى‪ :‬القضاء بين الحق والباطل‪ ،‬كالفَ ْي َصل ونحن نقول ( محمود‬ ‫حماية)‪ :‬إن المعنيين يتفقان مع موضوعات الكتاب ومنهج صاحبه‪ ،‬إذ أن كتاب \" الفَصْل\" لا يكتفي مؤلفه بالعرض والتقرير‪،‬‬ ‫وإنما يحاول تفنيد العقائد التي يرى تهافتها ويدحض ما فيها من كذب وبهتان مبينا الحق من الباطل‪ ،‬والخطأ من الصواب‪،‬‬ ‫قاصدا بذلك كشف القناع عن الدين الحق والملة الصادقة حتى يهتدى إليها البشر ويلتزمون بها تاركين عقائد الشرك‬ ‫والضلال‪ (...‬للتوسع ينظر كتاب‪ :‬ابن حزم ومنهجه في دراسة الأديان‪ ،‬لمحمود علي حماية‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،‬السنة‪1983 ،‬م‪،‬‬ ‫دار المعارف القاهرة‪ ،‬ص‪.)103 96- :‬‬ ‫كما وافق هذا الرأي سمير قدوري في كتابه‪ :‬تاريخ نص ال َفصْل في الملل والنحل لابن حزم‪ ،‬وسبب اختلاف نسخه وبسط‬ ‫خطة تحقيقه‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،‬السنة‪2015 :‬م‪ ،‬مكتبة عبد العزيز بن خالد بن حمد آل ثاني‪ ،‬ص‪ ،42 :‬حيث قال‪ \" :‬في الفصل‬ ‫الأول دافع حماية عن الرأي القائل بأن العنوان الصحيح للكتاب هو \" ال َف ْصل\" وليس \" ال ِف َصل\"‪ ،‬وهنا يحق لنا أن نقول بأن‬ ‫حماية كان موفقا في رأيه هذا المدعم بحجج لغوية قوية وأخرى مستقاة من أن غرض ابن حزم من الكتاب هو أن يبين القول‬ ‫الفَصْل في مسألة الأديان والنحل‪.‬‬ ‫‪ - 9‬آنجل جنثالث بالنثيا‪ ،‬تاريخ الفكر الأندلسي‪ ،‬ترجمة حسين مؤنس‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،‬السنة‪1928 :‬م‪ ،‬مكتبة الثقافية‬ ‫الدينية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.221 :‬‬ ‫‪ - 10‬ياقوت الحموي‪ ،‬معجم الادباء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26 :‬‬ ‫‪ - 11‬إبراهيم احمد الديبو‪ ،‬ابن حزم الاندلسي رائد الدراسات النقدية للتوراة‪ ،‬ص‪ ،457 :‬مجلة جامعة دمشق للعلوم‬ ‫الاقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،23‬العدد الثاني‪2007 :‬م ‪.‬‬ ‫‪ - 12‬حامد طاهر‪ ،‬منهج النقد التاريخي عن ابن حزم نموذج من نقد التوراة‪ ،‬دون طبعة ودون سنة‪ ،‬ص‪.607 :‬‬ ‫‪ - 13‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.608 :‬‬ ‫‪111‬‬

‫‪ - 14‬محمد عبد الله الشرقاوي‪ ،‬منهج نقد النص‪ ،‬بين ابن حزم واسبينوزا‪ ،‬كلية دار العلوم‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬ص‪.13 :‬‬ ‫‪ - 15‬عائشة عبد الرحمن‪ ،‬مقدمة ابن الصلاح ومحاسن الاصطلاح‪ ،‬طبعة جديدة ومنقحة‪ ،‬ذخائر العرب ‪ ،64‬دار المعارف‪،‬‬ ‫كورنيش النيل‪ ،‬ص‪.151 :‬‬ ‫‪ - 16‬محمد عبد الله الشرقاوي‪ ،‬منهج نقد النص‪ ،‬بين ابن حزم واسبينوزا‪ ،‬ص‪.13 :‬‬ ‫‪ - 17‬ابن حزم أبو محمد الظاهري‪ ،‬ال َفصْل في الملل والاهواء والنحل‪ ،‬وثقه وضبطه‪ ،‬سامي أنور جاهين‪ ،‬السنة‪2010 ،‬م‪،‬‬ ‫دار الحديث القاهرة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪132 :‬‬ ‫‪ - 18‬ابن حزم‪،‬الفصل في الملل والاهواء والنحل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 355 :‬بتصرف‪.‬‬ ‫‪ - 19‬ابن حزم‪ ،‬الفصل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪286 :‬‬ ‫‪ - 20‬ابن حزم‪ ،‬الفصل مرجع سابق ‪ ،‬ص‪290 :‬‬ ‫‪ - 21‬ابن حزم‪ ،‬الفصل في الملل والأهواء والنحل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.355 :‬‬ ‫‪ - 22‬سفر الخروج‪ ،‬إصحاح‪ ،6 :‬عدد‪.25 :‬‬ ‫‪ - 23‬ابن حزم‪ ،‬الفصل في الملل والأهواء والنحل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪358 356- :‬‬ ‫‪ - 24‬ابن حزم‪ :‬الفصل في الملل والأهواء والنحل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.359 :‬‬ ‫‪ - 25‬نفس المرجع‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.364 :‬‬ ‫‪ - 26‬سفر التكوين‪ ،‬إصحاح‪ ،5 :‬عدد ‪.5‬‬ ‫‪ - 27‬سفر التكوين‪ ،‬إصحاح‪ ،11 :‬عدد‪10 :‬‬ ‫‪ - 28‬سفر التكوين‪ ،‬إصحاح ‪ ،27‬عدد ‪.40 1-‬‬ ‫‪ - 29‬ابن حزم‪ :‬الفصل في الملل والأهواء والنحل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.288 :‬‬ ‫‪ - 30‬سفر التكوين‪ :‬اصحاح ‪ ،49‬عدد‪.3-5 :‬‬ ‫‪- 31‬ابن حزم‪ :‬الفصل في الملل والأهواء والنحل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.294 :‬‬ ‫‪ - 32‬ابن حزم‪ ،‬الفصل‪ ،‬ص‪ .146 :‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪ - 33‬ابن حزم‪ ،‬رسالة في الرد على ابن النغريلة‪ ،‬ص‪.77 :‬‬ ‫‪ - 34‬ابن حزم الفصل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪..288 :‬‬ ‫‪ - 35‬نفس المرجع‪ :‬ص‪ .342 :‬بتصرف‬ ‫‪ - 36‬الشرقاوي محمد عبد الله‪ ،‬بحوث ودراسات في مقارنة الأديان‪ ،‬ص‪.90 :‬‬ ‫‪ - 37‬ابن حزم‪ ،‬الفصل‪ ،‬ج‪.288 ،1‬‬ ‫‪ - 38‬سفر التثنية‪ ،‬إصحاح‪ ،43 :‬عدد‪ 5 :‬الى اخره‪.‬‬ ‫‪ - 39‬ابن حزم‪ ،‬الفصل في الملل والأهواء والنحل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.384 :‬‬ ‫‪ - 40‬نفس المرجع‪ .‬بتصرف‬ ‫‪ - 41‬نفس المرجع‪ .‬بتصرف‬ ‫‪ - 42‬الطاهر أحمد مكي‪ ،‬دراسات عن ابن حزم ورسالة طوق الحمامة‪ .‬الطبعة الثانية‪1977 ،‬م‪ ،‬ص‪.36:‬‬ ‫‪ - 43‬حامد طاهر‪ :‬منهج النقد التاريخي عند ابن حزم‪ ،‬نموذج من نقد توراة اليهود‪ ،‬دون طبعة ودون سنة‪ ،‬ص‪620 :‬‬ ‫‪ - 44‬حماية محمود علي‪ ،‬ابن حزم ومنهجه في دراسة الأديان‪ ،‬الطبعة الأولى ‪1983‬م‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪259 258- :‬‬ ‫‪ - 45‬ابن حزم‪ ،‬رسالة في الرد على ابن النغريلة‪ ،‬ص‪.78 :‬‬ ‫‪ - 46‬سورة يونس ‪ ،‬آية‪.94 :‬‬ ‫‪ - 47‬عبد الحليم عويس‪ ،‬ابن حزم الاندلسي وجهوده في البحث التاريخي والحضاري‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1988‬م‪ ،‬الزهراء‬ ‫للإعلام العربي‪ .‬ص‪.329 :‬‬ ‫‪ - 48‬ابن حزم‪ ،‬الفصل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.274 :‬‬ ‫‪ - 49‬ابن حزم‪ ،‬الفصل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪265 :‬‬ ‫‪ - 50‬ابن حزم‪ ،‬الفصل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.325 :‬‬ ‫‪- 51‬سفر الخروج‪ ،‬اصحاح‪ ،8 ،‬عدد‪12‬‬ ‫‪ - 52‬ابن حزم‪ ،‬الفصل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪341 :‬‬ ‫‪ - 53‬سفر التكوين‪ ،‬إصحاح ‪ ،29‬عدد‪.23 21- :‬‬ ‫‪ - 54‬سفر التكوين‪ ،‬إصحاح ‪ ،35‬عدد‪.22 :‬‬ ‫‪ - 55‬ابن حزم‪ ،‬الفصل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.386 :‬‬ ‫‪ - 56‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪ ،134 :‬ج‪.1‬‬ ‫‪ - 57‬ابن حزم‪ ،‬الفصل‪ ،‬ص‪.238 :‬‬ ‫‪ - 58‬ابن حزم‪ ،‬الفصل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪308 :‬‬ ‫‪ - 59‬نفس المرجع‪.‬‬ ‫‪ - 60‬سفر التكوين‪ ،‬إصحاح‪ ،9 ،‬عدد ‪.10‬‬ ‫‪ - 61‬ابن حزم‪ ،‬الفصل‪ ،‬ج‪.268 ،1‬‬ ‫‪ - 62‬نفس المرجع‪.‬‬ ‫‪ - 63‬نفس المرجع‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.296 :‬‬ ‫‪112‬‬

‫ذخائر‬ ‫قائمة المراجع‬ ‫لائحة المراجع المعتمدة‪:‬‬ ‫ابن بشكوال أبو القاسم ( ‪494‬هـ‪578 -‬هـ)‪ :‬الصلة في تاريخ أئمة الأندلس‬ ‫• ‬ ‫وعلمائهم ومحدثيهم وفقهائهم وأدبائهم‪ ،‬تحقيق وتعليق‪ :‬بشار عواد معروف‪ ،‬الطبعة‬ ‫الأولى‪ ،‬السنة ( ‪2010‬م) دار الغرب الإسلامي‪.‬‬ ‫ابن حزم أبو محمد الظاهري‪ ،‬ال َف ْصل في الملل والاهواء والنحل‪ ،‬وثقه وضبطه‪،‬‬ ‫• ‬ ‫سامي أنور جاهين‪ ،‬السنة‪2010 ،‬م‪ ،‬دار الحديث القاهرة‪.‬‬ ‫أبو زهرة محمد‪ :‬ابن حزم‪ ،‬حياته وعصره‪ -‬أراؤه وفقهه‪ ،‬دار الفكر العربي القاهرة‪،‬‬ ‫• ‬ ‫هامش‪ ،‬ص‪.) 135 :‬‬ ‫بالنثيا آنجل جنثالث‪ ،‬تاريخ الفكر الأندلسي‪ ،‬ترجمة حسين مؤنس‪ ،‬الطبعة الأولى‪،‬‬ ‫ •‬ ‫السنة‪1928 :‬م‪ ،‬مكتبة الثقافية الدينية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫الحاردلو إبراهيم‪ ،‬التوراة واليهود في فكر ابن حزم‪ .‬ملخص لرسالة دكتوراة في‬ ‫ •‬ ‫جامعة كمبردج تحت عنوان‪ :‬موقف ابن حزم من التوراة‪ ،‬الحق بآخرها تحقيقا لنص نقد‬ ‫ابن حزم للعهد القديم بالانجليزية وهي غير مطبوعة‪.‬‬ ‫حامد طاهر‪ :‬منهج النقد التاريخي عند ابن حزم‪ ،‬نموذج من نقد توراة اليهود‪ ،‬دون‬ ‫ •‬ ‫طبعة ودون سنة‪.‬‬ ‫حماية محمود علي‪ ،‬ابن حزم ومنهجه في دراسة الأديان‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،‬السنة‪،‬‬ ‫ •‬ ‫‪1983‬م‪ ،‬دار المعارف القاهرة‪.‬‬ ‫الديبو إبراهيم احمد‪ ،‬ابن حزم الاندلسي رائد الدراسات النقدية للتوراة‪ ، ،‬مجلة‬ ‫ •‬ ‫جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،23‬العدد الثاني‪ ،‬السنة ‪2007‬م‪.‬‬ ‫الطاهر أحمد مكي‪ ،‬دراسات عن ابن حزم ورسالة طوق الحمامة‪ .‬الطبعة الثانية‪،‬‬ ‫• ‬ ‫‪1977‬م‬ ‫عائشة عبد الرحمن‪ ،‬مقدمة ابن الصلاح ومحاسن الاصطلاح‪ ،‬طبعة جديدة ومنقحة‪،‬‬ ‫• ‬ ‫ذخائر العرب ‪ ،64‬دار المعارف‪ ،‬كورنيش النيل‪.‬‬ ‫عويس عبد الحليم‪ ،‬ابن حزم الاندلسي وجهوده في االبحث التاريخي والحضاري‪،‬‬ ‫• ‬ ‫الطبعة الثانية ‪1988‬م‪ ،‬الزهراء للاعلام العربي‪.‬‬ ‫قدوري سمير‪ ،‬تاريخ نص ال َفصْل في الملل والنحل لابن حزم‪ ،‬وسبب اختلاف‬ ‫ •‬ ‫نسخه‪ ،‬وبسط خطة تحقيقه‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،‬السنة‪2015 :‬م‪ ،‬مكتبة عبد العزيز بن خالد‬ ‫بن حمد آل ثاني‪.‬‬ ‫مكي أحمد الطاهر ‪ ،‬دراسات عن ابن حزم ورسالة طوق الحمامة‪ .‬الطبعة الثانية‪،‬‬ ‫• ‬ ‫‪1977‬م‪.‬‬ ‫ياقوت الحموي‪ ،‬معجم الادباء‪ ،‬ارشاد الاريب الى معرفة الاديب‪ ،‬تحقيق احسان‬ ‫• ‬ ‫عباس‪ ،‬الطبعة الاولى‪ ،‬السنة ‪1993‬م‪ ،‬دار الغرب الاسلامي‪ ،‬لبنان‪.‬‬ ‫‪113‬‬

114

‫ذخائر‬ ‫الموروث الثقافي‬ ‫ودوره في خدمة‬ ‫المجتمع‪،‬‬ ‫مسرحية‪(:‬عام الحبل)” أنموذجا لمصطفى نطور”‬ ‫ذ‪ .‬الطاهر بوفنش‬ ‫‪115‬‬

‫الملخص‬ ‫يسلط هذا المقال الضوء على الموروث الثقافي ودوره في تنمية الفرد والمجتمع‬ ‫فهو يعطيه هويته وأصالته وخصوصياته ويحميه من الترغيب والذوبان في‬ ‫ كما يعطيه عمقا تاريخيا ضد التقليد والاستيراد فيجعله بذلك أكثر‬،‫الآخرين‬ ‫ وقد وقفنا على حقيقته وماهيته من خلال التعريف بالثقافة‬،‫ازدهارا وتطورا‬ ‫والتراث والعلاقة التي تربطهما ثم انتقلنا للحديث عن عناصر الموروث الثقافي‬ ‫ كما قدمنا‬،‫ المادي) فضلا عن أهميته وفعاليته في المجتمع‬،‫ الاجتماعي‬،‫(الفكري‬ ‫مثالا على بعض الفنون الشعبية من خلال مسرحية “عام الحبل” التي تحمل‬ .‫في طياتها العديد من الموروثات الشعبية التي لا تزال راسخة إلى يومنا هذا‬ Abstract This article highlights the cultural heritage and its role in the individual and community development it gives him his identity and authenticity and privacy and protect it from blend into the others, and gives historical depth against tradition and import thus makes it more prosper- ous and sophisticated, has stood for what it is and what it is through the definition of culture and heritage and the relationship that share a Within moved to talk about the elements of cultural heritage (intellectual, social, physi- cal) as well as its relevance and effectiveness in the com- munity, as we have an example of some of the folk arts through play “ame alhable,” which carries many popular traditions that are still entrenched to this day . 116

‫وإذا انتقلنا إلى تعريف الثقافة فإنّنا نقول إ ّن أيّ كلمة‬ ‫يعتبر التراث من أهم الموروثات الثقافية التي تم ّيز‬ ‫لم تشهد انتشارا وازدهارا ككلمة الثقافة‪ ،‬وليس هناك ذخائر‬ ‫أيّ مجتمع ما عن الآخر؛ والتراث من الناحية اللغوية‬ ‫مفهوم أكثر تداولا واستخداما كمفهوم الثقافة‪ ،‬ومع‬ ‫مأخوذ من الفعل \"وَ َرثَ\" وأصل التاء في \"التراث\" واوا‬ ‫ذلك لا يزال الغموض والالتباس حولها قائما؛ إذ‬ ‫أي \" ِوراث\" و \" ال ِو ْرثُ والوَرَثُ والإرثُ والترا ُث واحد\"‬ ‫أنها شكلّت ه ّما معرفيا طغى طيلة القرن الماضي‬ ‫ي رث ه‬ ‫أباه‬ ‫اراوم ُثيروااثلامقيارال تثُعاملاى ُو‪ِ :‬ر\" َثف‪.‬إنْوَ َلرَ َْمثَي‪:‬كُفلنْا لنهُ‬ ‫والت‬ ‫َو َورَثَه‬ ‫َولَ دٌ‬ ‫وراث‬ ‫وما قبله‪ ،‬وبدأ يتسع أكثر فأكثر في عصر العولمة‬ ‫والمعلومات فنجدها لا تقوم حول تعريف واحد‬ ‫أ َبواه\"(النساء ‪)11‬‬ ‫وإ ّنما تعاريف متعددة ولعلّ هذا الاختلاف راجع إلى‬ ‫التراث‪ :‬الديمومة‪ ،‬قال الرسول ص ّلى الله عليه وسلّم‬ ‫تنّوع الثقافات والإيديولوجيات الفكرية والاجتماعية‬ ‫\"اللّهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث منّي\"‬ ‫والثقافية والفكرية لكل مجتمع‪.‬‬ ‫أي أبقهما صحيحين حتى أموت‪.‬‬ ‫والثقافة من الناحية اللغوية من الفعل‪َ ( :‬ثقِفَ) ثَقفا‪،‬‬ ‫الوارث‪ :‬من صفات الله عزّ وج ّل \"ول ّله ميرا ُث السموات‬ ‫صار حا ِذقا فهو َثقِ ٌف‪ .‬ثَقِفَ الشيء‪ :‬ظفر به‪ .‬قال‬ ‫والأرض\" (آل عمران‪ . 1)180‬التراث‪ :‬الميراث قال‬ ‫تعالى‪\" :‬واقتلوهم حيثُ ث ِق ْف ُت ُمو ُهمْ\"‪.‬‬ ‫تعالى‪\" :‬وتأكلو َن التراثَ أَكْلاً ل ّمَا\"‪. 2‬‬ ‫ثَقَّفَ الشيء‪ :‬أقام المعوج منه وسوّاه‪ .‬ال ِثّقاف‪ :‬أداة‬ ‫أ ّما من الناحية الاصطلاحية‪ ،‬فإنّنا نجد تعاريف متعددة‬ ‫اخفةش‪ :‬البعألووحمديوالدمتثعاقرففبوهالافالن ّرومان احل لتت ُيسيتطوليبوتالعت َحد ْذل‪.‬قُ‬ ‫من‬ ‫ومتنوعة وهذا التنوع والتعدد راجع إلى اختلاف المواقف‬ ‫الثق‬ ‫والثقافات‪ ،‬ومن بين هذه التعاريف ما جاء عند جوجن‬ ‫فيها‪. 5‬‬ ‫‪ Goggin‬إذ يراه‪ \" :‬أسلوب متم ّيز من أساليب الحياة‬ ‫أمّا من الاصطلاحية فنجد \" وليام أوجبرن\" \"يفرق‬ ‫كما ينعكس في مختلف جوانب الثقافة‪ ،‬وربما يمتد‬ ‫في الثقافة بين مجالين يطلق على أحدهما الثقافة‬ ‫خلال فترة زمنية معينة وتظهر عليه التغيرات الثقافية‬ ‫المادية وعلى الآخر الثقافة المتكيفة؛ فالمجال الأوّل‬ ‫الداخلية العادية ولك ّنه يتميز طول تلك الفترة بوحدة‬ ‫يضم في رأيه الجانب المادي من الثقافة‪ ،‬أي مجموع‬ ‫أساسية مستمرة\"‪ ، 3‬فهو إذن يعرفنا عن ثقافة كل‬ ‫الأشياء وأدوات العمل والثمرات التي تخلقها‪ ،‬ويضم‬ ‫مجتمع وعاداتها وتقاليدها على الرغم من بعض‬ ‫المجال الثاني المجال الجانب الاجتماعي كالعقائد‬ ‫التغيرات التي يمكن أن تطرأ عليها‪ ،‬ولكن الشيء‬ ‫والتقاليد والعادات والأفكار واللغة والتعليم‪ ،‬وهذا‬ ‫الجوهري يبقى ثابتا بفعل الاستمرارية‪ .‬وهناك من‬ ‫الجانب الاجتماعي هو الذي ينعكس في سلوك‬ ‫يراه ذاك الإرث الذي ورثه الخلف عن السلف طيلة‬ ‫الأفراد\"‪. 6‬‬ ‫فترة حياتهم فهو‪\" :‬حصيلة للإنتاج الفكري والأدبي‬ ‫لقد رك ّز في تعريفه على الجانبين‪ :‬المادي والاجتماعي‬ ‫لأمة ما في فترات زمنية محددة أي أ ّنها كلمة تشير‬ ‫وأهمل الجانب الديني‪ ،‬بخلاف \"مالك بن نبي\" الذي‬ ‫إلى ال ّنتاج الحضاري للأمة الإسلامية خلال عمرها‬ ‫أوضح في دراسته لمشكلة الثقافة وأهميتها وأسبقية‬ ‫الممتد عبر القرون‪ ،‬وبعبارة أخرى فالتراث يعني في‬ ‫حاجة المجتمعات المختلفة إليها‪ ،‬كما تطرق إلى‬ ‫مختلف الأبحاث التي تناولت كل ما خ ّلفه لنا العرب‬ ‫أهمية الفكرة الدينية في الثقافة‪ ،‬فهي المحيط أو‬ ‫والمسلمون من جهة‪ ،‬ويتحد زمانيا بكل ما خلفوه‬ ‫الرحم الذي فيه خلايا النهضة والتحرك في أعمال‬ ‫لنا قبيل عصر النهضة من جهة ثانية\"‪ . 4‬وعليه فإنّ‬ ‫الحضارة وتكوين خصائص المجتمع المتحضر على‬ ‫أهم خاصية تم ّيز التراث هي الامتداد والاستمرارية‬ ‫ضوء فاعلية قيمها ومبادئها‪ \" ،‬تقوم على علاقة تحدد‬ ‫والتداول بين أبناء المجتمع الواحد‪.‬‬ ‫‪117‬‬

‫الفكري المتمثل في تلك الآثار المكتوبة لا يعني أ ّنه‬ ‫السلوك الاجتماعي لدى الفرد بأسلوب الحياة في‬ ‫وليد الماضي فقط بل يتعدى إلى كل عمل إنتاجي‪،‬‬ ‫المجتمع‪ ،‬كما تحدد أسلوك الحياة بسلوك الفرد\"‪. 7‬‬ ‫ويعمل أصحاب هذا الاتجاه على دراسة الإنسان \"‬ ‫ككائن ثقافي حيثما يعيش‪ ،‬بغض ال ّنظر عن شكل‬ ‫ماهية الموروث الثقافي‪:‬‬ ‫الحياة الاقتصادية التي يحياها أو نوع الثقافة التي‬ ‫إ ّن مفهوم التراث والثقافة يقودنا إلى معرفة العلاقة‬ ‫يرعاها وترعاه لا في الحاضر فحسب وإ ّنما في‬ ‫التي تربط بينهما‪ ،‬والمتعمق في هذا المجال يكتشف‬ ‫الماضي كذلك\"‪ ، 12‬كما يهتم أتباع المدرسة الفكرية‬ ‫أنّ أغلبية الباحثين يربط بين هذين المصطلحين‪ ،‬إذ‬ ‫بكل موروث ينتقل اجتماعيا من الأب إلى الابن ومن‬ ‫إ ّن كلاهما مكمل للآخر‪ ،‬وذهب البعض الآخر إلى اعتبار‬ ‫الجار إلى جاره \"مستبعدين المعرفة المكتسبة‬ ‫التراث هو \" الثقافة أو العناصر الثقافية التي تل ّقاها‬ ‫عقليا‪ ،‬سواء كانت متحصلة بالمجهود الفردي‪ ،‬أو‬ ‫جيل عن جيل أو التي انتقلت من جيل إلى جيل آخر\"‪8‬‬ ‫من خلال المعرفة المنظمة والموثقة التي تكتسب‬ ‫‪ .‬فيكون التراث بذلك شكلا ثقافيا يحمل في ط ّياته‬ ‫داخل المؤسسات الرسمية‪ :‬كالمدارس والمعاهد‬ ‫العديد من الموارد الفكرية والمادية والشعبية والتي من‬ ‫والجامعات\"‪ . 13‬ومنه فالكم الهائل من التراث موجود‬ ‫أهمها الأشعار والحكايات والقصص والأمثال والألغاز‬ ‫في هذه المظاهر الثقافية (المكتبات‪ ،‬المساجد‪ ،‬الدور‬ ‫والعادات والتقاليد‪ .‬وعليه فإ ّن هذين المصطلحين‬ ‫الخاصة) ولكنّ العائق الأكبر يكمن في نقص الإقبال‬ ‫شكلا لنا مصطلح آخر وهو الموروث الثقافي الذي‬ ‫عليه؛ إ ّنه تراث لا يزال بحاجة إلى باحثين ومهتمين‬ ‫يشمل \" مجموع البقايا السلوكية والقولية التي بقيت‬ ‫يعملون على إحيائه وبعثه من جديد حتى لا يبقى‬ ‫عبر التاريخ والانتقال من بيئة إلى بيئة ومن مكان إلى‬ ‫مكان لدى الفرد‪ ،‬ومن هنا فهو مصطلح يضم البقايا‬ ‫حبيس الرفوف تكسوه الغبار‪.‬‬ ‫الأسطورية أو الموروث الميثولوجي العربي القديم\"‪9‬‬ ‫ب‪ -‬الموروث الاجتماعي‪:‬‬ ‫إ ّنه حصيلة أسلافنا الفكرية والاجتماعية والمادية‬ ‫ويقصد به الموروث الحضاري والسلوكيات والأقوال‬ ‫التي توارثناها منهم‪.‬‬ ‫التي بقيت عبر التاريخ وانتقلت من جيل إلى جيل‬ ‫عناصر الموروث الثقافي‪:‬‬ ‫ومن مكان إلى مكان ويمكن حصرها في ثلاث نقاط‪:‬‬ ‫يقوم الموروث الثقافي على عناصر غنية بضروبه‬ ‫المعتقدات والمعارف الشعبية‪ ،‬العادات والتقاليد‬ ‫وعناصره \" يحتوي على جانبين‪ ،‬أ ّولهما الملموس‬ ‫المادي‪ ،‬ما أنتجه السابقون من مبانٍ وأدوات وملابس‬ ‫الشعبية‪ ،‬الفنون الشعبية‪.‬‬ ‫وغيرها وثانيهما التراث الغير ملموس من معتقدات‬ ‫‌أ ‪ -‬المعتقدات والمعارف الشعبية‪ :‬يشمل مصطلح‬ ‫وعادات وتقاليد وطقوس ولغات وغيرها\"‪ . 10‬ومن‬ ‫المعتقدات \" مختلف جوانب الحياة ونظرة الإنسان‬ ‫خلال هذا التعريف يمكن تحديد عناصر الموروث‬ ‫إلى الوجود وكل ما يحيط به ويؤثر عليه خيرا أو شرا\"‬ ‫الثقافي في ثلاث مورثات‪ :‬الموروث الفكري‪ ،‬الموروث‬ ‫‪14‬؛ أي كل ما يؤمن به الإنسان وما يحيط به في هذا‬ ‫الاجتماعي‪ ،‬الموروث المادي‪.‬‬ ‫الكون وما وراء الطبيعة‪ ،‬وما المعتقدات إذن إلّ محاولة‬ ‫لتفسير رؤية الإنسان للأمور الخفية والغامضة وتتميز‬ ‫أ‪ -‬الموروث الفكري‪:‬‬ ‫المعتقدات الشعبية \" ببعض الخصائص التي تميزها‬ ‫يمتد الموروث الفكري بالنتاج الأدبي والفكري‬ ‫عن سائر الأنواع الشعبية الأخرى‪ ،‬فاللغة الشعبية‬ ‫والعلمي الذي تركه العلماء والمفكرون القدامى‬ ‫تنطق وتكتب وتتطلب وجود شريك يتم معه حديث‬ ‫ويتجسد هذا الموروث \"في تلك الأعداد الهائلة من‬ ‫ومجتمع يتفق على رموز هذه اللغة\"‪، 15‬كذلك ال ّزي‬ ‫الأبحاث والرسائل والكتب التي ألّفوها\"‪ . 11‬والتراث‬ ‫‪118‬‬

‫ج‪ -‬الموروث المادي والفنون الشعبية‪:‬‬ ‫الشعبي والتقليدي فضلا على الحلي وكل ما يتعلق‬ ‫يقصد بالموروث الثقافي المادي \" كل الأشياء التي ذخائر‬ ‫بالزينة كلّها تستمد قيمتها من إظهارها وإعلانها‬ ‫للناس‪\" ،‬لأ ّن العادات الشعبية لا بدّ أن تمارس لتظهر‬ ‫صنعها الإنسان أو يستخدمها للتوافق مع البيئة‬ ‫بالضرورة على الملأ\"‪ 16‬وهذه المعتقدات تعمل على‬ ‫وقد تندرج عنه عدة أشياء من الأواني الفخارية‬ ‫تلبية حاجيات المجتمع ممّا جعل لها الواقع الكبير‬ ‫التي استخدمها الإنسان البدائي إلى مركبة الفضاء‬ ‫عليهم وهذا بتكوينهم ونقلها من جيل إلى جيل حتى‬ ‫في البلاد الأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية\"‪، 19‬‬ ‫ولكن على الرغم من حلول عناصر أكثر عصرنة إ ّل‬ ‫تحفظ وتستمر عبر مختلف العصور‪.‬‬ ‫أ ّن الأشياء التقليدية التي صنعها الإنسان لا تزال‬ ‫أمّا المعارف الشعبية \" فهي مجموع الخبرات‬ ‫تلقى اهتماما بالغا من قبل أفراد المجتمع‪ ،‬والموروث‬ ‫والمعارف التي توصل إليها الشعب عبر تاريخه‬ ‫الثقافي المادي يشمل كذلك \" تلك المورثات ذات‬ ‫الطويل‪ ،‬وتوارثتها الأجيال وطورت فيها لتناسب‬ ‫المضامين الثقافية الملموسة والمحفوظة ماديا‬ ‫ظروفها وبيئاتها‬ ‫المتنوعة وأساليب‬ ‫في صيغة كتابة أو رسوم أو أشياء أو مبانٍ كالكتب‬ ‫عيشها من بيئة‬ ‫إلى بيئة\" ‪ 17‬؛‬ ‫والمحفوظات والوثائق واللوحات والرسوم الجدارية‬ ‫فا لإ نسان ا بن‬ ‫بيئته؛ فهناك‬ ‫تي توفر‬ ‫ال‬ ‫يةةال\"ت‪2ُ 0‬ي‬ ‫الشعب‬ ‫والأزياء والصناعات‬ ‫والآ ث ار‬ ‫من يعيش في‬ ‫ِبل عليها‬ ‫يق‬ ‫الجميل‬ ‫ن التحف والمنتجات‬ ‫كثيرا م‬ ‫بيئة جبلية وآخر‬ ‫في بيئة سهلية‬ ‫السياح المحليون والأجانب‪ ،‬كما تحافظ الحرف على‬ ‫أو صحراوية‪...‬‬ ‫وحتى في البيئة‬ ‫تحديد الخبرات والمعارف \"وتنقلها عبر الأجيال م ّما‬ ‫الواحدة نجد تنوعا‬ ‫واختلافا فنرى من يحترف الرعي ومن يحترف الصيد‬ ‫يحفظها من الاندثار وهذا يفرض رعايتها بمزيد من‬ ‫ومن يحترف الفلاحة وغير ذلك‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬العادات والتقاليد الشعبية‪:‬‬ ‫الاهتمام\"‪ 21‬كي تساهم في تحسين الوضع المعيشي‬ ‫العادات الشعبية‪\" :‬سلوك جمعي عام متكرر‬ ‫يمارسه مجتمع ما في منطقة ما أو أكثر‪ ،‬جماعات‬ ‫للإنسان وما يضمن له الراحة والسكينة والاستقرار‪.‬‬ ‫وأفراد لحاجة أمنية ما أو صحية أو تربوية أو ترفيهية‬ ‫في بيئة ما بتأثير أفكار معرفية أو اعتقادية غالبا‪،‬‬ ‫أمّا الفنون الشعبية فقد حظيت باهتمام كبير من‬ ‫وربّما بتأثير الأفكار المعرفية والاعتقادية معا في‬ ‫كثير من العادات\"‪ 18‬وهذه الأخيرة مرتبطة بسلوك‬ ‫قبل العلماء والباحثين فحاولوا تحديد \" ما ينضوي‬ ‫الإنسان مع نفسه وعلاقته مع الآخر يخضع لها كل‬ ‫أفراد المجتمع دون قيدٍ وإنّما بطريقة عفوية خالية‬ ‫من حقيقة الأسباب التاريخية التي دفعت إليها‪.‬‬ ‫‪119‬‬

‫الإبداع الأدبي والفني والاستشهاد بالقيم السامية‬ ‫في الفولكلور من جهة وما يدخل منها ضمن الثقافة‬ ‫والنبيلة\"‪ 23‬ليستطيع فيما بعد التعبير عن هموم‬ ‫المادية ومدى صلة هذا وذاك بالأدب الشعبي والعادات‬ ‫أمته وآمالها وحمل شعلة الأجيال السابقة لإحيائها‬ ‫والتقاليد والمعتقدات من جهة أخرى \"‪ 22‬وهذا ما‬ ‫وتطويرها‪ ،‬وكل ذلك يسهم في تعزيز الحوار وتبادل‬ ‫انعكس على تصنيفات بعض الباحثين من آلات‬ ‫الثقافات بين مختلف الأمم وعكس ذلك يقود الأمة‬ ‫موسيقية وألعاب وفنون شعبية وأدوات منزلية‪،‬‬ ‫إلى الضياع والتشتت وفقدان المستقبل وهذه خسارة‬ ‫فضلا على الحرف‬ ‫كبيرة لا تعوض‪.‬‬ ‫و ا لصنا عا ت‬ ‫ملخص عن مسرحية عام الحبل‪:‬‬ ‫ال ش ع ب ي ة‪.‬‬ ‫مسرحية عام الحبل مسرحية مقتبسة من رواية \"عام‬ ‫أهمية الموروث‬ ‫الحبل \" لمصطفى نطور‪ ،‬اقتبسها سليم سوهالي‬ ‫ضمنها في خمسة‬ ‫ال ث ق اف ي‪:‬‬ ‫فصول‪ ،‬وقد تم‬ ‫يعتبر الموروث‬ ‫عرضها في المسرح‬ ‫الثقافي هوية‬ ‫الجهوي بسكيكدة‬ ‫أيّ أمة من الأمم‬ ‫بواسطته تفرض‬ ‫عام ‪.2011‬‬ ‫وجودها وذاتها‬ ‫تبدأ المسرحية‬ ‫وبالتالي تتقدم‬ ‫بمشهد يصور ظلاما‬ ‫وتحقق غاياتها وهذا بفعل أهميته الإنسانية‬ ‫حالكا تتوسطه بقعة‬ ‫والاجتماعية‪ ،‬وعليه \" فإنّ من المهم إطّلاع الناس‬ ‫ضوء‪ ،‬في قالب‬ ‫لاسيما الجيل الجديد على موروثات بلدهم‪ ،‬فكل‬ ‫يحيلنا إلى سماء‬ ‫شعب ينبغي له أن يطلع على حضارته ومورثاته‬ ‫أثناء الليل‪ ،‬مع وجود‬ ‫لكي تتعزز روحه الوطنية والإنسانية وتتحفز قدرته‬ ‫بعض الأصوات تناجي‬ ‫الولي الصالح \"سيدي عاشور\" تشكوه ظلم الحكام‬ ‫الإبداعية من خلال معرفته بما خ ّلفه له من سبقوه‬ ‫والاستفادة من خبراتهم ومهارتهم لاسيما في مجال‬ ‫‪120‬‬

‫\"الدمنو\" فأخبرهم بتحريم لعب الدمنو ومشاهدة‬ ‫والفقر المدقع الذي يعاني منه أهل البلدة‪ ،‬لتسلط‬ ‫التلفزيون‪ ،‬تدمر الحاضرون من هذا القرار‪ ،‬قبل أن ذخائر‬ ‫الإضاءة على الركح بعد ذلك‪ ،‬فيظهر مجموعة من‬ ‫الممثلين يحمل كل واحد منهم بنديرا ويرقصون‬ ‫يأتي عيسى صاحب المقهى فيدور حوار بينه وبين‬ ‫رقصة العيساوة الشعبية‪ ،‬ليظهر بعد ذلك بوقرة‬ ‫الإمام حول ابنة بوقرة‪ ،‬أي تبادلا الاتهامات حول‬ ‫بطل المسرحية وسط الجموع يطلب منهم السكوت‬ ‫والخروج من رأسه‪ ،‬فهو بصدد قص حكاية لا عن‬ ‫مسؤولية كل طرف في هذه البنت‪.‬‬ ‫الغول وسيدنا علي \"حكاية اليوم واقفة كي لجبل‬ ‫ثم تنطفأ الأضواء‪ ،‬لتنبعث أصوات تتدرع إلى الولي‬ ‫الصالح سيدي عاشور‪ ،‬موحية بذلك لفصل ومشهد‬ ‫اسمها عام الحبل\"‪.‬‬ ‫جديد‪ .‬يظهر حاكم البلدة مع الشافعي والمزهودي‬ ‫تح ّلق حوله مجموعة من الأشخاص‪ ،‬وهم متلهفون‬ ‫والإمام فيخبرهم بما آلت إليه القرية‪ ،‬والخطر‬ ‫لسماع الحكاية الجديدة أشار لشخص الأول وسط‬ ‫الجديد(خطر بوقرة)الذي أصبح يتحدث في أمور‬ ‫المتفرجين وطلب منه أن يلعب دور الباي‪ ،‬والشخص‬ ‫السياسة مع الناس‪ ،‬فضلا عن تشبيهه لنظام الحكم‬ ‫الثاني دور الخزندار‪ ،‬والشخص الثالث دور مولى البلاد‪،‬‬ ‫السائد بنظام العثماني‪ ،‬فهو في نظره يدعو الناس‬ ‫إلى الثورة والتمرد‪ ،‬وفي الأخير يطلب منهم موافقته‬ ‫والشخص الرابع دور ياكوف اليهودي‪.‬‬ ‫يبدأ بوقرة في قص حكايته التي تروي أحداث أسلافه‬ ‫بما سيفعله ببوقرة‪.‬‬ ‫وأسلاف قريته حول نزوح السكان في فترة من فترات‬ ‫يسلط الضوء بعد ذلك على صديق بوقرة علاوة‬ ‫القحط والجفاف إلى المدينة المجاورة قصد الاستقرار‬ ‫القصاب ليخبر من حوله بأنه وبعدما كان بوقرة يهم‬ ‫والعيش فيها‪ ،‬ليتوالى ظهور الشخصيات كاشفة عن‬ ‫بإكمال حكايته ظهرت زوجته ربيحة فقاما يتناجيان‬ ‫نفسها عن طريق الحوار‪ ،‬فنجد الباي يقوم باستدعاء‬ ‫ويتحسران على المصير الذي آل كل واحد منهما‬ ‫أعوانه(مولى البلاد والخزندار) كي يتناقش معهم‬ ‫إليه‪-،‬يضيف علاوة‪ -‬وقبل أن يكمل حديثه مع زوجته‬ ‫حول كيفية التصرف مع هؤلاء النازحين‪ ،‬فطلب منهم‬ ‫أتاه حاكم البلدة وأعوانه الثلاثة مع بعض الحراس‪،‬‬ ‫أن يجدوا لهم حلا في أسرع وقت‪ ،‬أخد مولى البلاد‬ ‫فأخد كل حارس يربط يد ورجل بوقرة في حصان‪،‬‬ ‫يفكر بالمهمة التي أوكلت إليه‪ ،‬فكر في ياكوف‬ ‫اليهودي فاقترح عليه هذا الأخير أن يحاصر السكان‬ ‫لينطلقوا في النهاية في اتجاهين متعاكسين ‪.‬‬ ‫في الكهوف الصخرية ويربطهم بالحبال ليعيق‬ ‫عناصر الموروث الثقافي في مسرحية \"عام الحبل\"‪:‬‬ ‫تقدمهم نحو البلدة‪ ،‬وافق مولى البلاد بالخطة التي‬ ‫حاولنا الكشف على العناصر الفنية الشعبية التي‬ ‫وظفت في المسرحية‪ ،‬من سينوغرافيا وملابس وإضاءة‬ ‫طرحت عليه‪.‬‬ ‫وتمثيل‪...‬وغيرها من العناصر الفنية الأخرى التي‬ ‫بينما بوقرة يزاول حكايته وسط الحلقة‪ ،‬خرج شخص‬ ‫من المتحلقين حوله فأخبره بأن الإمام ساخط عليه؛‬ ‫تعبر عن الموروث الثقافي‪.‬‬ ‫لأنه ألهى الناس عن أشغالهم وعباداتهم بحكاياته‪.‬‬ ‫وفي العرض تشكل الخشبة إطارا أشبه بالمكان‬ ‫استأذن بوقرة من الأشخاص ووعدهم بأن يكمل‬ ‫الذي تحدث فيه القصة أو الحكاية‪ ،‬ويتجلى المكان‬ ‫حكايته في المرة القادمة‪ ،‬وفي الحلقة نفسها خرج‬ ‫والأحداث من العناصر الآتية‪ :‬نبذؤها بالسينوغرافيا‪،‬‬ ‫الشافعي وحدثه عن ابنته مربوحة‪ ،‬غير أنه لم يعره‬ ‫فقد استعان المخرج بالمسرح التقليدي كإطار‬ ‫أي اهتمام‪ ،‬ثم يأتي الإمام إلى المقهى –كل ثلاثة‬ ‫للعرض‪ ،‬وبالاعتماد على عناصر الفرجة المسرحية‬ ‫أشخاص جالسين مع بعضهم‪ -‬فوجدهم يلعبون‬ ‫التي تظهر في الديكور‪ ،‬وهذا الأخير بدوره يحيلنا إلى‬ ‫التراث الشعبي‪ ،‬فمن خلاله تتحدد لنا صورة المكان‬ ‫‪121‬‬

‫انتباههم وتدعوهم لتخيل الحوادث والشخصيات‪،‬‬ ‫بدقة من ستائر‪ ،‬وسجن‪ ،‬فضلا على الشيء الأساسي‬ ‫وهذا ما نجده حينما نقر على البندير إيقاعات خفيفة‪،‬‬ ‫في الخشبة وهي الحلقة نظرا للشكل السينوغرافي‬ ‫ثم توقف أمام متفرج وطلب منه أن يدخل ليلعب دور‬ ‫للعرض الدي فيه يتحلق المتفرجون على الخشبة‪.‬‬ ‫الباي‪ ،‬وسار على هذا النحو حتى اختار جميع شخوص‬ ‫و تعتبر الحلقة من أقدم أشكال الفنون الأدبية ارتبط‬ ‫الحكاية‪ ،‬وكان عدد المتحلقين حوله‪ ،‬ثلاثة عشر رجلا‬ ‫وجودها بالعرض الشعبي‪ ،‬فهي غالبا ما تكون في‬ ‫بالإضافة إلى امرأة كانت تظهر على الخشبة بين الفينة‬ ‫الساحات الشعبية المنتشرة في القرى والأرياف‪،‬‬ ‫والأخرى وهي زوجته ربيحة‪ ،‬أ ّما ابنته مربوحة فلم تظهر‬ ‫والحلقة \"هي كل جلسة تكون على شكل دائري أو‬ ‫في العرض وورد ذكرها على لسان الممثلين فحسب‬ ‫هلالي‪ 24\" ،‬وهو ما توضحه الصورة الآتية‪:‬‬ ‫دون أن تجس ّد على الخشبة‪.‬‬ ‫وارتبط هذا الشكل بنشاط رواة الأقوال والقص الشعبي‬ ‫والملاحظ أيضا على الممثل بوقرة (القوال) أ ّنه يقوم‬ ‫\"وهذا لأهميتها وديع صيتها وسط الجماهير الشعبية‬ ‫بالحكي والتمثيل في الوقت نفسه فهو راوي شعبي‬ ‫على الطبقة الفقيرة والمتوسطة بشكل عام وخاص\"‪25‬‬ ‫وممثل ومغني‪ ،‬يمسرح الكلمة ويضفي جمالا للعرض‬ ‫‪،‬مثل بوقرة باعتباره قوالا يقص حكايات شعبية في‬ ‫من قول‪ ،‬وتلميح‪ ،‬وإشارة‪ ،‬كل ذلك بهدف إثارة التصور‬ ‫أماكن عامة‪ ،‬سواء في الأسواق الأسبوعية كحارة‬ ‫المبدع للجمهور مستخدما في ذلك عناصر الفن‬ ‫الحواتين‪ ،‬أو لإقامة الطقوس الدينية بالقرب من‬ ‫ضريح الولي الصالح سيدي عاشور‪ ،‬ونرى أنّ الممثلين‬ ‫المسرحي من تمثيل وتشخيص وفعل‪.‬‬ ‫قاموا بدور المتفرجين والمتحلقين على الأرض في‬ ‫كما نجد من يرافقه في تمثيله وق ّصه لحكايته‪-‬كما‬ ‫شكل دائري‪ ،‬وداخل تلك الحلقة نجد الضوء مسلط‬ ‫أشرنا سابقا‪ -‬المتفرجين المتحلقين حوله‪ ،‬فيتبادلون‬ ‫على القوال‪ ،‬وهي شخصية شعبية يطلق عليها عدة‬ ‫فيما بينهم الحكي والعزف‪ ،‬مستخدمين البندير‬ ‫تسميات مثل الحكواتي‪ ،‬يقتصر عمله على حكاية‬ ‫ويصاحب هذا العزف تضرعات وابتهالات للولي سيدي‬ ‫الماضي‪ ،‬يظهر دائما في صورة رجل حكيم يستعرض‬ ‫عاشور مع الحمد والثناء على خير الأنام محمد صلى‬ ‫الأحداث في هدوء وتدبير ويهدف بأسلوبه إلى تهدئة‬ ‫الله عليه وس ّلم‪ ،‬دون أن ننسى كذلك أن توظيف‬ ‫السامعين حتى ينصتوا إليه عن طيب خاطر‪ ،‬كما‬ ‫الأغنية الشعبية هي‪\":‬خطاب مو ّجه إلى عامة الناس‬ ‫يوزع الاهتمام عليهم بالتساوي يتقدم للأمام أو‬ ‫شارحا لحياتهم ومحاكيا أذواهم وصادرا من أعماق‬ ‫يتراجع للخلف حسب ما يشاء ويتابعه المستمعون‬ ‫المجتمع\"‪ ، 26‬وهو ما نجده عند علاوة القصاب \"يا‬ ‫أينما ذهب‪ .‬والقوال هنا يروي قصة عام الحبل ويمثل‬ ‫لجنّة يا لخضرا فلبحور تبان‪ ،‬يا سيدي فرحني وهذاك‬ ‫حوار شخوصها مستخدما الكلمة والفعل‪ ،‬على اعتبار‬ ‫لي كان\" وهي أغنية لها مرجعية تاريخية وثقافية في‬ ‫أ ّنها رابطتين أساسيتين في التواصل بينه وبين بقية‬ ‫المجتمع الجزائري ترجع إلى مرحلة زمنية معينة‪ ،‬كان‬ ‫الممثلين‪ ،‬الذين يشاركون معه في تجسيد الحكاية‪،‬‬ ‫السكان فيها يمجدون الأولياء الصالحين ويستغيثون‬ ‫فيأخذ كل واحد منهم دورا من الأدوار الذي يعيّنه بوقرة‬ ‫ب ه م‪.‬‬ ‫ل ه م‪.‬‬ ‫ولذلك نجد شكل الحلقة المترتبة عن نشاط القوال‬ ‫كما استخدم بوقرة كذلك البندير‪-‬الذي حدد مهنته‪-‬‬ ‫جاء يتماشى مع مصطلح مسرح اللعبة؛ حيث نجد‬ ‫وحركات اليدين والرجلين‪ ،‬ونقرات الدف واللحن‬ ‫الجمهور ممثلا في تلك الحلقة من المتفرجين‪،‬‬ ‫الموسيقي وغيرها من المهمات المسرحية التي تجلب‬ ‫والمشاركين في صناعة العرض وتحقيق الفرجة‬ ‫‪122‬‬

‫ومن بين العناصر المسرحية كذلك نجد اللباس الذي ذخائر‬ ‫ال م رج وة‪.‬‬ ‫يعد جسرا يصل بين عناصر العرض الحية والممثلين‬ ‫كما شكلت سينوغرافيا مسرحية \"عام الحبل\" فضاءا‬ ‫وعناصر الجماد \" فملابس المسرحية لا تعدوا أن تكون‬ ‫يهيمن عليه اللون الأسود والبني عاكسا بذلك دلالات‬ ‫جمادا لا روح له‪ ،‬لكنّها ما أن تعتلي جسد الممثل حتى‬ ‫المكان أو خشبة العرض‪ .‬وتذكر بعض \"الدراسات\"‪27‬‬ ‫تصبح جزءا حيا من شخصيته\"‪ ، 29‬وهذا ما يظهر في‬ ‫أ ّن اللون الأسود يشير إلى حالة البؤس والشقاء الذي‬ ‫العرض حيث أطل الممثلون على الركح وهم يلبسون‬ ‫تعاني منه البلدة بسبب الحاكم؛ أ ّما اللون الب ّني فيحيل‬ ‫اللباس التقليدي (العيساوة) الذي يحيل إلى فترة من‬ ‫فترات الجزائر القديمة‪ ،‬فتحكمت في حركة الممثلين‬ ‫للتراث والموروث الشعبي‪.‬‬ ‫وفي تعبيراتهم وسلوكهم‪ ،‬وع ّبرت عن زمن المسرحية‬ ‫وبما أنّ الضوء يحيا في اللون فإ ّن أهمية الضوء تتحدد‬ ‫والمكانة الاجتماعية للشخصيات‪ ،‬أضف إلى ذلك أنها‬ ‫في كثير من الأحيان من خلال الألوان‪ ،‬فتتضح لنا‬ ‫قدّمت وظيفة جمالية ساهمت في تشكيل الصورة‬ ‫بذلك العلاقة بين اللون والضوء‪ ،‬ففي بداية المشهد‬ ‫العامة للعرض‪ ،‬كما كمّلت بقية العناصر المسرحية‬ ‫الأول للمسرحية نجد امتزاج اللون الأسود ببقعة ضوء‬ ‫الأخرى من ديكور‪ ،‬وإضاءة‪ ،‬وألوان وغيرها‪ ،‬والعيساوة ‪:‬‬ ‫فرقة صوفية مغربية أسسها محمد بن عيسى‪ ،‬وتشتهر‬ ‫كما يظهر في الشكل الآتي‪:‬‬ ‫الطريقة العيساوية بإسقاطها للأمداح بصوت عال‬ ‫فتؤثر في المتفرج بصريا ونفسيا‪ ،‬وتدخله في حالة‬ ‫واستخدام الموسيقى في مسارات التنوير الروحاني‪.‬‬ ‫الموقف الدرامي وتشد انتباهه نحو نقطة وحركة محددة‬ ‫وتجدر الإشارة في الأخير أ ّن العرض المسرحي دام‬ ‫تقريبا ساعة وأربعة دقائق وهي مدة تتلاءم ورغبات‬ ‫أو مشهد مع ّين ويظهر كذلك في الصورة الآتية‪:‬‬ ‫الجمهور‪ ،‬كانت كافية لوصول هذا العرض إلى أعماقه‬ ‫فمن خلالها نلاحظ أ ّن الضوء م ّسلط على ثلاثة ممثلين‬ ‫من خلال طبيعة الموضوع المتناول‪ ،‬فكانت مسرحية‬ ‫أ ّما الممثل الجالس على الركح فهو علاوة القصاب‬ ‫تخيلية جسدت فترة م ّرت بها منطقة من مناطق‬ ‫الذي لعب دور القاص‪ ،‬والممثل الثاني الموجود داخل‬ ‫الجزائر العميقة والتي تعود إلى العهد العثماني‪ ،‬حيث‬ ‫السجن فهو بوقرة‪ ،‬والممثلة الثالثة ربيحة زوجته‪،‬‬ ‫تمركز الأتراك في مدينة القل وضواحيها‪.‬‬ ‫فهما يتبادلان أطراف الحديث ويتحسران على ما آلت‬ ‫خ ات م ة‪:‬‬ ‫إليه أوضاعهما‪ ،‬والمصير المحتم الذي ينتظر بوقرة‪.‬‬ ‫‪ -‬تحمل لفظتي التراث والثقافة في طياتهما العديد‬ ‫كما يتناسب الضوء والحالة النفسية للممثلين‪،‬‬ ‫من المعاني والدلالات‪ ،‬م ّما جعلهما موضع اهتمام‬ ‫فضلا على الحالة التاريخية لزمن الحكاية المتخيلة‬ ‫الكثير من الباحثين والدارسين‪.‬‬ ‫«فالإضاءة هي التي تحقق صفتي الزمان والمكان‬ ‫‪ -‬الموروث الثقافي يعني تلك الأشكال والعناصر‬ ‫للنص المسرحي»‪ ، 28‬كما صور لنا الضوء كذلك نهاية‬ ‫الثقافية المادية والفكرية والاجتماعية التي كانت‬ ‫كلّ فصل من فصول المسرحية –الواقعة على خمسة‬ ‫سائدة في المجتمع في وقت ما‪.‬‬ ‫أجزاء‪ -‬وعكس العرض أيضا بعض المؤثرات الصوتية‬ ‫‪ -‬تحمل مسرحية \"عام الحبل\" العديد من الموروثات‬ ‫الغير موسيقية التي لجأ إليها المخرج ليحدث‬ ‫التي أسهمت ولو بشكل بسيط في التعرف على بعض‬ ‫انسجاما بين مكونات العرض والأحداث‪ ،‬ونذكر منها‬ ‫تراث الجمهور وثقافته‪.‬‬ ‫صوت الديمنو الذي يحيل إلى مكان معين وهو المقهى‪،‬‬ ‫وصوت قرع البندير ‪...‬إلخ إلى جانب تلك الموسيقى‬ ‫التي كانت ملازمة للرقصات والأغنيات الشعبية التي‬ ‫كان الممثلون يقومون بها‪.‬‬ ‫‪123‬‬

‫اااببأفولللثعبممسقياايا‪---‬عحدوفااتيثتضلنقتطسيةمحهحتهي‪.‬توونمامرملرافوماوولفلاالل‪.‬تثيملكدثدلفراااسليرلظثراةتسقحيوايتايف‪،‬لةناال‪.‬ميجت“تيمّعراامعاانمثجعاييلعولاتةلحلاثهبلقتماكلا”فايالمةلأكوعافنشدضيكيتاعدطلامسيهاواائتتنل ادمهعلاااةنولمملاتفماوولعااصريللورراجثعلكااثلمفدمبيثيهتقجرداشواتلعفملمتكميننيعةىرلخ� ا ت� م ة�‬ ‫‪ - 1‬ينظر محمد مفلح البكر‪ :‬البحث الميداني في التراث الشعبي‪،‬د‪/‬ط‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة‪ ،‬دمشق‪،2009 ،‬ص‪.68-69‬‬ ‫‪ - 2‬سورة الفجر‪.19/‬‬ ‫‪ - 3‬محمد الجوهري‪ :‬مقدمة في دراسة التراث الشعبي المصري‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1‬ص‪.156‬‬ ‫‪ - 4‬عبد السلام مرسلي‪ :‬جدلية التراث والحداثة في الخطاب النقدي الجزائري‪ ،‬قراءة في الموقف النقدي لعبد الملك‬ ‫مرتاض‪ ،‬العدد ‪ ،01‬تصدر عن كلية الآداب واللغات‪ ،‬جامعة ‪ 20‬أوت ‪ ،1955‬سكيكدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان‪.2015 ،‬‬ ‫‪ - 5‬المعجم الوسيط‪ :‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،2004 ،4‬ص‪.98‬‬ ‫‪ - 6‬مالك بن نبي‪ :‬مشكلة الثقافة‪ ،‬ط‪ ،4‬دار الفكر المعاصر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1984 ،‬ص‪.43‬‬ ‫‪ - 7‬مالك بن نبي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31‬‬ ‫‪ - 8‬فوزي عنتيل‪ :‬الفولكلور ما هو؟ دراسات في التراث الشعبي‪ ،‬د‪/‬ط‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،1965 ،‬ص‪.77‬‬ ‫‪ - 9‬عبد العزيز الصعب‪ :‬العلاقة بين التراث الثقافي والموروث الشعبي‪ ،‬العدد ‪.11/05/2011 ،15661‬‬ ‫‪ - 10‬مجموعة من المؤلفين‪ :‬الموروث الشعبي وقضايا الوطن‪ ،‬د‪/‬ط‪ ،‬مطبعة مزدار للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الوادي‪،2006 ،‬‬ ‫ص‪.3‬‬ ‫‪ - 11‬أحمد فؤاد باشا‪ :‬التراث العلمي للحضارة الإسلامية ومكانته في تاريخ العلم والحضارة‪ ،‬ط‪ ،2‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪ ،1982‬ص‪.36‬‬ ‫‪ - 12‬محمد الجوهري وآخرون‪ :‬مقدمة في دراسة التراث الشعبي المصري‪ ،‬ط‪ ،1‬جامعة القاهرة‪ ،2006 ،‬ص‪.28‬‬ ‫‪ - 13‬محمد الجوهري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.28-29‬‬ ‫‪ - 14‬محمد مفلح البكر‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.76‬‬ ‫‪ - 15‬محمد الجوهري‪ :‬مقدمة في دراسة التراث الشعبي‪ ،‬ص‪.31‬‬ ‫‪ - 16‬محمد الجوهري‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.34‬‬ ‫‪ - 17‬ينظر محمد مفلح‪ :‬البحث الميداني في التراث الشعبي‪ ،‬ص‪.76‬‬ ‫‪ - 18‬محمد مفلح البكر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.98‬‬ ‫‪ - 19‬مصطفى عمر حمادة‪ ،‬علم اللسان‪ ،‬مدخل لدراسة المجتمع والثقافة‪ ،‬د‪/‬ط‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬الاسكندرية‪،2007 ،‬‬ ‫ص‪.205‬‬ ‫‪ - 20‬أسماء محمد مصطفى‪ :‬الموروث الثقافي المادي وغير المادي للعراق‪ ،‬وأهمية تعزيزه وحمايته من الضياع‪ ،‬العدد‬ ‫‪ ،71‬كانون الثاني‪.2014 ،‬‬ ‫‪ - 21‬محمد مفلح‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.95‬‬ ‫‪ - 22‬محمد مفلح‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.89‬‬ ‫‪ - 23‬أسماء محمد مصطفى‪ :‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪ - 24‬مجموعة من المؤلفين‪ :‬كراسات المركز‪ ،‬تراث الأغاني الشعبية‪ ،‬د‪/‬ط‪ ،‬منشورات ‪ ،crasco، 2009‬ص‪.11‬‬ ‫‪ - 25‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.5‬‬ ‫‪ - 26‬ينظر سعيد الريحاني‪ :‬نحو أغنية عربية تعددية‪ ،‬كراسات المركز‪ ،‬ص‪.31‬‬ ‫‪ - 27‬ينظر محمد تحريش‪ :‬قراءة أنثرو بولوجية سيميائية لطبوع موسيقية من بشار‪ ،‬كراسات المركز‪ ،‬ص‪.88‬‬ ‫‪ - 28‬محمد حامد علي‪ :‬الإضاءة المسرحية‪ ،‬د‪/‬ط‪ ،‬مطبعة الشعب‪ ،‬بغداد‪ ،1975 ،‬ص‪.8‬‬ ‫‪ - 29‬جوليان هيلتون‪ :‬نظرية العرض المسرحي‪ ،‬ترجمة‪ :‬نهاد صليحة‪ ،‬ط‪ ،1‬هلا للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‪.168‬‬ ‫‪124‬‬

‫قائمة المراجع‬ ‫ذخائر‬ ‫‪ -1‬محمد مفلح البكر‪ :‬البحث الميداني في التراث الشعبي‪ ،‬د‪/‬ط‪ ،‬منشورات وزارة‬ ‫الثقافة‪،‬دمشق‪.2009 ،‬‬ ‫‪ - 2‬محمد الجوهري‪ :‬مقدمة في دراسة التراث الشعبي المصري‪ ،‬ط‪.2006 ،1‬‬ ‫‪ -3‬عبد السلام مرسلي‪ :‬جدلية التراث والحداثة في الخطاب النقدي الجزائري‪،‬قراءة في‬ ‫الموقف النقدي لعبد الملك مرتاض‪ ،‬العدد‪ ،1‬تصدر عن كلية الآداب واللغات‪ ،‬جامعة ‪20‬أوت‬ ‫‪ ،1955‬سكيكدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان‪.2015 ،‬‬ ‫‪ -4‬المعجم الوسيط‪ :‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.2004 ،4‬‬ ‫‪ -5‬مالك بن نبي‪ :‬مشكلة الثقافة‪ ،‬دار الفكر المعاصر‪ ،‬ط‪ ،4‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1984 ،‬‬ ‫‪ -6‬فوزي العنتيل‪ :‬الفلكلور ما هو؟ دراسات في التراث الشعبي‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬د‪/‬ط‪،‬‬ ‫م ص ر‪.1965،‬‬ ‫‪ -7‬عبد العزيز الصعب‪ :‬العلاقة بين التراث الثقافي والموروث الشعبي‪،‬العدد‪،15661 :‬‬ ‫‪.11-05-2011‬‬ ‫‪ - 8‬مجموعة من المؤلفين‪:‬الموروث الشعبي وقضايا الوطن‪ ،‬مطبعة مزدار للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫د‪/‬ط‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الوادي‪.2006 ،‬‬ ‫‪ - 9‬أحمد فؤاد باشا‪ :‬التراث العلمي للحضارة الإسلامية ومكانته في تاريخ العلم والحضارة‪،‬‬ ‫دار المعارف‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪.1982 ،‬‬ ‫‪ -10‬محمد الجوهري وآخرون‪ :‬مقدمة في دراسة التراث الشعبي المصري‪ ،‬جامعة القاهرة‪،‬‬ ‫ط‪.2006 ،1‬‬ ‫‪ -11‬مصطفى عمر حمادة‪ ،‬علم اللسان‪ ،‬مدخل لدراسة المجتمع والثقافة‪ ،‬دار المعرفة‬ ‫الجامعية‪ ،‬الاسكندرية‪ ،2007 ،‬ص‪.205‬‬ ‫‪ -12‬أسماء محمد مصطفى‪ :‬الموروث الثقافي المادي وغير المادي للعراق وأهمية تعزيزه‬ ‫وحمايته من الضياع‪ ،‬العدد ‪ ،71‬كانون الثاني‪.2014 ،‬‬ ‫‪ - 13‬مجموعة من المؤلفين‪ :‬كراسات المركز‪ ،‬تراث أغاني شعبية‪ ،‬منشورات‪crasco17،‬‬ ‫‪ ،2009‬ص‪.11‬‬ ‫‪ - 14‬محمد حامد علي‪ :‬الإضاءة المسرحية‪ ،‬د‪/‬ط‪ ،‬مطبعة الشعب‪ ،‬بغداد‪ ،1975 ،‬ص‪.8‬‬ ‫‪ -15‬جوليتان هيلتون‪ :‬نظرية العرض المسرحي‪ ،‬ترجمة‪ :‬نهاد صليحة‪ ،‬ط‪ ،1‬هلا للنشر‬ ‫والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‪.168‬‬ ‫‪125‬‬

‫أ�طرروسوحائا� تل�‬ ‫‪126‬‬

‫تقرير حول أطروحة في موضوع‬ ‫ذخائر‬ ‫عقيدة أهل الإيمان‬ ‫موضوعة لتعليم‬ ‫النساء والصبيان‬ ‫للشيخ عبد القادر‬ ‫الفاسي‬ ‫ت(‪1091‬هـ‪1680/‬م)_ دراسة وتحقيق _‬ ‫د‪ .‬بنعيسى النية‬ ‫‪127‬‬

‫شخصيته في الجانب العقدي ‪.‬‬ ‫أ_ إشكالية البحث‪:‬‬ ‫‪ _5‬بغية الوقوف على منهجه مفصلا في أبواب‬ ‫تنطلق إشكالية البحث من خلال الفرضية التالية‪:‬‬ ‫إذا كان الشيخ عبد القادر الفاسي قد اشتهر بوصفه‬ ‫العقيدة بالدراسة والتحقيق ‪.‬‬ ‫فقيها مالكيا وصوفيا سنيا‪ ،‬فإن هذا لم يمنعه قط‪،‬‬ ‫ج _ أهداف البحث‪:‬‬ ‫من ابداء آرائه العقدية في كثير من المواضيع‪ ،‬والذي‬ ‫سيتضح لنا ذلك من خلال التحقيق للمخطوطة‬ ‫‪ )1‬الكشف عن منهج الشيخ عبد القادر الفاسي في‬ ‫تقرير العقيدة‪.‬‬ ‫(عقيدة أهل الإيمان) ودراستها‪.‬‬ ‫والمطلع على هذه المخطوطة وشروحها‪ ،‬يجد أن له‬ ‫‪ )2‬بيان أرائه العقدية ومدى مطابقتها للمذهب‬ ‫أقوالا متينة في باب العقائد الأمر الذي يستدعي تتبع‬ ‫الأش ع ري‪.‬‬ ‫أقواله من خلال أجوبته المتنوعة سواء تعلق الأمر‬ ‫بالمخطوطة العقدية أو بغيرها مما هي مظنة لأقواله‪،‬‬ ‫‪ )3‬إبراز مكانته وعطاءاته العلمية في المباحث‬ ‫ومن تم استقر رأيي على اختيار موضوع‪ \" :‬عقيدة أهل‬ ‫العقدية ودور ذلك في خدمة الفكر الإسلامي‪.‬‬ ‫الإيمان موضوعة لتعليم النساء والصبيان للشيخ عبد‬ ‫د _ منهج البحث ‪ :‬‬ ‫القادر الفاسي _ دراسة وتحقيق _\" عنوانا لبحثي‬ ‫إن بحث أي موضوع من موضوعات العلوم المختلفة‪،‬‬ ‫لنيل شهادة الدكتوراه‪.‬‬ ‫لا بد له أن يقوم على منهج علمي بين واضح‪،‬‬ ‫ب_ أسباب اختيار موضوع البحث‪:‬‬ ‫يجمع جزئياته وينظمها في نسق شامل متكامل‪،‬‬ ‫والذي دعاني إلى اختياره أمور عدة أهمها ‪:‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فسأسلك في دراستي لهذا الموضوع المنهج‬ ‫‪ _1‬إن الباحث مطالب بالبحث في تاريخه العقدي‬ ‫التحليلي و الاستقرائي‪ ،‬وذلك بتتبع أقوال الشيخ‬ ‫والديني‪ ،‬وتتبع مساره التطوري‪ ،‬لهذا كان واجبا عينيا‬ ‫عبد القادر الفاسي من خلال المخطوطة المتوفرة‬ ‫عليه أن يقوم بالنبش في تاريخ مثل هؤلاء الأعلام‪،‬‬ ‫وشروحها حسب الاستطاعة وتحقيقها ودراستها إلى‬ ‫ونفض الغبار عن أعمالهم التي طواها الزمان وأرخى‬ ‫الكشف عن منهجه في توضيح العقيدة وبيان أرائه‬ ‫عليها سدول النسيان‪ ،‬كما تحته رغبة وطيدة في‬ ‫العقدية‪ ،‬بحيث يعود الباحث إلى متن الشرح ويقتطف‬ ‫إعادة بناء الذاكرة وترسيخها‪ ،‬وتصحيح المسارات‬ ‫منه القضايا التي سار الباحث في سبيل مقاربتها مع‬ ‫والإختيارات الفكرية‪ ،‬أملا في تجديد المناهج‪،‬‬ ‫الخطة المنهجية التي سطرها في مشروع الأطروحة‪،‬‬ ‫وتصويب المواقف‪ ،‬وإعادة بناء الهوية الإسلامية‪ .‬‬ ‫وفق منهج واضح المعالم سليم النتائج‪ ،‬وذلك بعد‬ ‫‪ _2‬إن دراسة الآراء العقدية للأعلام من أعظم الوسائل‬ ‫قراءات واعية بصيرة في الشرح‪ ،‬كما عرض الباحث‬ ‫لإثراء الباحث علميا‪ ،‬حيث سيتيح لي هذا البحث‬ ‫القضايا كما يريدها مؤلفها مع خدمة هذا المتن‪،‬‬ ‫دراسة أكثر القضايا والمسائل العقدية‪ ،‬ومعرفة عقيدة‬ ‫وذلك بشرح غامضه والتعريف به‪ ،‬وترجمة بعض‬ ‫السلف فيها وأدلتهم‪ ،‬وبالنسبة للشيخ عبد القادر‬ ‫الأعلام والتعريف ببعض المصادر المعتمدة في المتن‪،‬‬ ‫الفاسي ستشمله هذه الأطروحة بالدراسة والتحقيق‬ ‫وتوثيق آي القران الكريم برواية ورش عن نافع‪،‬‬ ‫من خلال الجانب الإعتقادي من خلال مخطوطته‪.‬‬ ‫وتخريج الأحاديث النبوية والآثار‪ ،‬بالإضافة إلى ذلك‬ ‫‪ _3‬إن الشيخ عبد القادر الفاسي من أحد أعلام‬ ‫وضع عناوين للقضايا العقدية‪ ،‬مع احتفاظ الباحث‬ ‫على اختلاف النسخ لتساعده على القراءة الصحيحة‬ ‫ال م غ ارب ة‪.‬‬ ‫والترميم‪ ،‬وهذه المسألة المنهجية هي أخطر مرحلة‬ ‫‪ _4‬مكانته العلمية المنوه بها‪ ،‬فيحسن إبراز‬ ‫مر منها الباحث وذلك حسب ثقافته وملاحظته ومدى‬ ‫تعمقه بمادة الاختصاص‪ ،‬لأنه هنا سيعطى قرارا يقرب‬ ‫‪128‬‬

‫ز _ خطة البحث‪:‬‬ ‫من قرار الأخير في الرسم النهائي لكل كلمة في‬ ‫وقد جاءت دراسة الأطروحة في مقدمة وثلاثة أبواب‪ ،‬ذخائر‬ ‫المخطوط ‪ ،‬وكل هذا يشير إليه الباحث في الهامش‪.‬‬ ‫وفصلين في كل باب‪ ،‬و خاتمة‪ ،‬حيث تضمنت المقدمة‬ ‫و _ صعوبات البحث‪ :‬‬ ‫لمحة موجزة عن الموضوع وأهميته وأهداف دراسته‪،‬‬ ‫مع العلم بأن الباحث إعترضته في القيام بهذا البحث‬ ‫ومنهج البحث فيه‪ ،‬ومحتويات الدراسة‪ .‬فبالنسبة‬ ‫جملة صعوبات‪ ،‬يرجع بعضها إلى طبيعة المصادر‬ ‫للباب الأول عنونته ب‪ :‬نشأة وتطور المدرسة الأشعرية‬ ‫والمراجع‪ ،‬ويرجع بعضها الآخر إلى الموضوع في حد‬ ‫بالمغرب‪ ،‬وقسمته إلى فصلين‪ :‬الفصل الأول‪ :‬نشأة‬ ‫ذاته‪ ،‬ففيما يخص الجانب الأول‪ ،‬سيلاحظ بأن الباحث‬ ‫المدرسة الأشعرية بالمغرب‪ ،‬وفرض علي هذا الفصل‬ ‫اعتمد لدراسة آراء عبد القادر الفاسي العقدية اعتمادا‬ ‫الوقوف على ثلاث مراحل حسب أهمية الموضوع‪،‬‬ ‫كليا على المخطوطات الخاصة لا سيما مخطوطات‬ ‫وسنتناول ذلك في ثلاث مباحث‪ :‬المبحث الأول‪:‬‬ ‫الشروح على عقيدة أهل الإيمان‪ ،‬ولا يخفى أن‬ ‫مرحلة نشأة المدرسة بالمغرب‪ ،‬و المبحث الثاني‪:‬‬ ‫الحصول على مثل هذه المخطوطات في المكاتب‬ ‫مرحلة التأصيل للمدرسة بالمغرب و المبحث الثالث‪:‬‬ ‫الخاصة أو العامة‪ ،‬عمل شاق ومتعب وعسير‪ ،‬ويكفي‬ ‫مرحلة التقعيد للمدرسة بالمغرب‪ .‬بينما الفصل الثاني‬ ‫أن حصولي على نسخة عقيدة أهل الإيمان بالمكتبة‬ ‫عنونته ب‪ :‬الأشعرية في عهدي الدولة المرابطية‬ ‫الوطنية بتونس كلفتني سنة ونصف‪ ،‬وأنا أنتظر بعض‬ ‫والموحدية‪ ،‬وذلك لطبيعة القضايا العقدية المطروحة‬ ‫الأساتذة بتونس أن يمدني بها لكن فاجأني بها‬ ‫في تلك المرحلة الزمنية‪ ،‬وقسمته إلى مبحثين‪،‬‬ ‫الأستاذ نزار حمادي المدرس بالزيتونة فقد أرسلها‬ ‫المبحث الأول‪ :‬الأشعرية في عهد الدولة المرابطية و‬ ‫لي عبر العنوان الإلكتروني شكرا له جزيل الشكر‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الأشعرية في عهد الدولة الموحدية‪.‬‬ ‫وأحسب ذلك التقصير مني‪ ،‬ناهيك عن بعض النسخ‬ ‫وخصص الباحث بالدراسة الباب الثاني‪ :‬بالوقوف عن‬ ‫الموجودة بالمكتبة الوطنية التي كانت لم تنسخ بعد‪،‬‬ ‫جوانب من عصر الشيخ عبد القادر الفاسي وحياته‬ ‫كنت أتردد على السيدة المكلفة بالمكتبة عدة مرات‬ ‫الشخصية والعلمية‪ ،‬و قسمه إلى فصلين‪ ،‬الفصل‬ ‫بأن ينسخوا ذلك النسخ التي كانت لم تنسخ على‬ ‫الأول‪ :‬جوانب من عصر عبد القادر الفاسي‪ :‬مبرزا‬ ‫شريط الماكرو فيلم تطلب ذلك أكثر من ستة أشهر‪.‬‬ ‫ذلك في أربعة مباحث‪ ،‬المبحث الأول‪ :‬جوانب من‬ ‫أما من حيث الصعوبات المرتبطة بالمادة وموضوع‬ ‫عصره الثقافي‪ ،‬و الثاني‪ :‬جوانب من عصره السياسي‪،‬‬ ‫البحث‪ ،‬فهي تتمثل في قلة المعلومات التي تتعلق‬ ‫و الثالث‪ :‬جوانب من عصره الاجتماعي‪ ،‬إن الباحث في‬ ‫بدراسة الجانب العقدي عند عبد القادر الفاسي‪،‬‬ ‫هذا المبحث يتبع الكتب والمستندات التي تحدثت‬ ‫هذه إذن هي أهم المشاكل التي اعترضت سبيل‬ ‫عن المرحلة من إشارات وتلميحات ذات دلالات عميقة‬ ‫الباحث وهو يحضر هذا العمل‪ ،‬ومع ذلك فيما بذله‬ ‫وموحية للغرض‪ ،‬والمبحث الرابع‪ :‬جوانب من عصره‬ ‫من مجهود في هذا البحث بالوقوف على تطور‬ ‫المدرسة الأشعرية بالمغرب والتعريف بعبد القادر‬ ‫الاق ت ص ادي‪.‬‬ ‫الفاسي‪ ،‬وبدوره في العناية بالطفل والمرأة المغربية‬ ‫وتناول الباحث في الفصل الثاني الحديث عن‪ :‬جوانب‬ ‫وتخصيصهما بالدرس العقدي‪ ،‬أوصلني إلى نتائج‬ ‫من حياة عبد القادر الفاسي الشخصية و العلمية‪:‬‬ ‫تظل في حاجة إلى تحليل عميق ومناقشة وتطوير من‬ ‫وذلك في مبحثين مبتدأ ذلك بتمهيد‪ ،‬ففي المبحث‬ ‫طرف المهتمين والمتخصصين‪ ،‬لترسيخ قيم الهوية‬ ‫الأول تناول فيه‪ :‬جوانب من حياة عبد القادر الفاسي‬ ‫الشخصية‪ ،‬مبينا ذلك بالدراسة في تسعة مطالب‪،‬‬ ‫الإسلامية في الأجيال القادمة بإذن الله تعالى‪.‬‬ ‫‪129‬‬

‫عبد القادر الفاسي( ت ‪1164‬هـ)‪ :‬وذلك في ثمانية‬ ‫المطلب الأول‪ :‬ولادته‪ ،‬و الثاني‪ :‬كنيته‪ ،‬و الثالث‪:‬‬ ‫مطالب‪ ،‬المطلب الأول‪ :‬اسمه ونسبه‪ ،‬و المطلب‬ ‫اشتهاره بالفاسي والقصري‪ ،‬و الرابع‪ :‬نسب عبد القادر‬ ‫الثاني‪ :‬ولادته‪ ،‬و المطلب الثالث‪ :‬شيوخه‪ ،‬و المطلب‬ ‫الفاسي‪ ،‬والمطلب الخامس‪ :‬أخلاقه‪ ،‬و السادس‪:‬‬ ‫الرابع‪ :‬خلقه‪ ،‬والمطلب الخامس‪ :‬آثاره العلمية‪ ،‬و‬ ‫سلوكه السني‪ ،‬و السابع‪ :‬من أدعيته السنية‪ ،‬و الثامن‪:‬‬ ‫المطلب السادس‪ :‬ما قيل في حقه‪ ،‬و المطلب السابع‪:‬‬ ‫أقوال العلماء في الشيخ عبد القادر الفاسي‪ ،‬والمطلب‬ ‫وفاته‪ ،‬و المطلب الثامن‪ :‬الوقوف على بعض الأدباء‬ ‫التاسع‪ :‬وفاته‪ .‬وخصص المبحث الثاني الحديث عن‪:‬‬ ‫مخاطبا له ومادحا لرهطه من السادة الفاسيين‪ ،‬أما‬ ‫جوانب من حياة عبد القادر الفاسي العلمية‪ :‬وذلك‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬جوانب عن دراسة شرح عقيدة أهل‬ ‫في ستتة مطالب‪ ،‬المطلب الأول‪ :‬سيرته العلمية‪ ،‬و‬ ‫الإيمان المسماة بتحفة والوارد والصادر‪ :‬موضحا ذلك‬ ‫الثاني‪ :‬رحلاته‪ ،‬و الثالث‪ :‬شيوخه‪ ،‬و المطلب الرابع‪:‬‬ ‫في ستة مطالب‪ ،‬المطلب الأول‪ :‬نسبة كتاب تحفة‬ ‫تلاميذه‪ ،‬الخامس‪ :‬أسانيد عبد القادر الفاسي لبعض‬ ‫الوارد والصادر إلى أحمد بن محمد بن عبد القادر‬ ‫الفاسي( ت ‪1164‬هـ)‪ ،‬و المطلب الثاني‪ :‬دواعي‬ ‫تلاميذه‪ ،‬و المطلب السادس‪ :‬مؤلفاته‪.‬‬ ‫شرح عقيدة أهل الإيمان و تسميها بتحفة الوارد و‬ ‫أما بالنسبة للباب الثالث فقد عنونه الباحث ب‪:‬‬ ‫الصادر‪ ،‬و المطلب الثالث‪ :‬وصف نسخ مخطوطة تحفة‬ ‫عقيدة أهل الإيمان _ دراسة وتحقيق _‪ :‬متناولا ذلك‬ ‫الوارد والصادر‪ ،‬و المطلب الرابع‪ :‬الرموز المستعان بها‬ ‫في فصلين حسب طبيعة الدراسة المفروضة في هذا‬ ‫في مقابلة النسخ‪ ،‬والمطلب الخامس‪ :‬منهج البحث‬ ‫الباب‪ ،‬وخصص الفصل الأول‪ :‬لتحقيق متن‪:‬عقيدة أهل‬ ‫في استخراج الآراء العقدية من خلال شرح عقيدة أهل‬ ‫الإيمان‪ ،‬متبعا ذلك بتمهيد توضيحي‪ ،‬مع مبحثين‪،‬‬ ‫الإيمان المسماة بتحفة والوارد والصادر‪ ،‬أما المبحث‬ ‫المبحث الأول‪ :‬فقد درس فيه وصف مخطوطة عقيدة‬ ‫الثالث جاء بعنوان‪ :‬آراء عبد القادر الفاسي العقدية من‬ ‫أهل الإيمان‪ ،‬مبينا ذلك في خمسة مطالب‪ ،‬المطلب‬ ‫خلال شرح عقيدة أهل الإيمان المسماة بتحفة الوارد‬ ‫الأول‪ :‬دوافع تأليف عقيدة أهل الإيمان‪ ،‬و المطلب‬ ‫والصادر وذلك من خلال تتبع آراءه العقدية من خلال‬ ‫الثاني‪ :‬دراسة تحليلية لعقيدة أهل الإيمان‪ ،‬والمطلب‬ ‫الشرح‪ ،‬كاشفا ذلك في ستة مطالب‪ ،‬المطلب الأول‪:‬‬ ‫الثالث‪ :‬طريقتي في التحقيق‪ ،‬و المطلب الرابع‪:‬‬ ‫في التوحيد‪ ،‬و الثاني‪ :‬في النبوة‪ ،‬و الثالث‪ :‬في المعاد‪،‬‬ ‫وصف نسخ مخطوطة‪ :‬عقيدة أهل الإيمان الموضوعة‬ ‫والمطلب الرابع‪ :‬في القضاء والقدر‪ ،‬والخامس‪ :‬في‬ ‫لتعليم النساء والصبيان‪ ،‬و المطلب الخامس‪ :‬الرموز‬ ‫الحكمة والتعليل‪ ،‬و المطلب السادس‪ :‬في الصحابة‬ ‫المستعان بها في مقابلة نسخ مخطوطة ( عقيدة أهل‬ ‫الإيمان)‪ .‬أما المبحث الثاني وقف فيه على‪ :‬تحقيق‬ ‫وال خ لاف ة‪.‬‬ ‫متن عقيدة أهل الإيمان الموضوعة لتعليم النساء‬ ‫ح _ خلاصات البحث‪:‬‬ ‫والصبيان‪ ،‬لكن الفصل الثاني جاء موضحا للمنهج‬ ‫قد حاولت هذه الدراسة جمع شتات الآراء الاعتقادية‬ ‫العقدي عند عبد القادر الفاسي‪ ،‬فاختار الباحث‬ ‫لعبد القادر الفاسي من خلال شرح _ عقيدة أهل‬ ‫لهذا الفصل بالدراسة تحت عنوان‪ :‬آراء عبد القادر‬ ‫الإيمان المسماة بتحفة الوارد والصادر لأبي القاسم‬ ‫الفاسي العقدية من خلال شرح عقيدة أهل الإيمان‬ ‫بن أحمد بن محمد بن عبد القادر الفاسي_ حسب ما‬ ‫المسماة بتحفة الوارد والصادر لأبي القاسم بن أحمد‬ ‫سطر في خطة البحث‪ ،‬و مبينا قدر استطاعتي وجهدي‬ ‫بن محمد بن عبد القادر الفاسي( ت ‪1164‬هـ)‪:‬‬ ‫الصورة الواضحة المفصلة‪ ،‬بآراء الشيخ عبد القادر‬ ‫وسيبرز ذلك في ثلاث مباحث‪ ،‬المبحث الأول‪ :‬جوانب‬ ‫الفاسي وجهوده في مسائل علم الكلام‪ ،‬وخرجت هذه‬ ‫من شخصية أبي القاسم بن أحمد بن محمد بن‬ ‫‪130‬‬

‫للمولى إسماعيل‪ ،‬وشارك فيها أبناؤه كما يظهر من‬ ‫الدراسة بعدة خلاصات‪ ،‬أسجلها فيما يلي‪:‬‬ ‫خلال قراءة لائحة المبايعين‪ :‬ذخائر‬ ‫‪ ) 1‬تضارب وجهات نظر الباحثين حول أصول‬ ‫الفكر الأشعري المغربي‪ ،‬ورواد نقلته الأوائل إلى البلاد‪،‬‬ ‫_ الشيخ عبد القادر بن علي الفاسي ت ‪1091‬ه‪/‬‬ ‫وكيفية انتقال المذهب وأسباب ذلك الانتقال‪ ،‬وطريقة‬ ‫‪1680‬م‪ ،‬و الشيخ عبد الرحمان بن عبد القادر الفاسي‬ ‫دخوله إلى بلادنا‪ ،‬رغم المحاولات التي قام بها بعض‬ ‫ت ‪1096‬ه‪1685 /‬م‪ ،‬و الشيخ محمد بن عبد القادر‬ ‫المؤرخين والباحثين‪ ،‬فلا زال الموضوع في نظر الباحث‬ ‫الفاسي ت ‪1116‬ه‪1704 /‬م‪ ،‬الحسن بن مسعود‬ ‫في حاجة إلى بذل مجهودات مضنية‪ ،‬كاشفة بالتنقيب‬ ‫اليوسي ت ‪1102‬ه ‪1681 /‬م‪ ،‬و أبو عبد الله محمد‬ ‫عن تفاصيل انتقال المذهب الأشعري إلى المغرب‪،‬‬ ‫بن علي الفلالي ت ‪1089‬ه‪1679 /‬م‪ ،‬و أبو العباس‬ ‫ودراسة الظروف العامة والخاصة التي أسهمت في‬ ‫أحمد بن سعيد المجيلدي ت ‪1094‬ه‪1682 /‬م‪،‬‬ ‫و القاضي أبو مدين محمد السوسي المكناسي ت‬ ‫تحقيق ذلك‪.‬‬ ‫‪1120‬ه‪1708 /‬م‪ ،‬و القاضي أبو عبد الله محمد بن‬ ‫‪ ) 2‬إن الدارس للقرن الحادي عشر هجري يجد‬ ‫الحسن المجاصي المكناسي ت ‪1103‬ه‪1691 /‬م‪. 3‬‬ ‫الحضور القوي للعلماء من خلال اسهاماتهم في‬ ‫‪ )3‬سرعة استجابة المغاربة لكل التحركات‬ ‫المشاريع الإصلاحية‪ ،‬وإثبات الهوية المغربية وعلى‬ ‫التي تحقق الأمن والوحدة والاستقرار‪ ،‬ويمثل هذا‬ ‫رأسهم الشيخ عبد القادر الفاسي‪ (.‬إخماد نار الفتنة‬ ‫الموقف السياسي الشيخ عبد القادر الفاسي‪ \" ،‬وفي‬ ‫تاسع ذي القعدة ‪ 1087‬هـ خرج الناس لتهنئة‬ ‫أي ثورة القبائل‪ ،‬وبيعة المولى إسماعيل)‪.‬‬ ‫السلطان ( المولى اسماعيل) بالقدوم مع سيدي‬ ‫ومما يستنتج من الأحداث المشار إليها في مضامين‬ ‫عبد القادر الفاسي من زاويتهم التي بالقلقليين من‬ ‫البحث‪ ،‬هو ظهور الوزن الاجتماعي الذي كان للأعيان‬ ‫عدوة فاس القرويين\"‪. 4‬وهكذا قد ساهم إلى حد‬ ‫والعلماء‪ ،‬فهم أهل الرأي والمشورة‪ ،‬ومن جملتهم‬ ‫كبير في تثبيت الحكم العلوي بمدينة فاس‪ ،‬كما‬ ‫الشيخ عبد القادر الفاسي _أنموذج_ دراستنا لمشروع‬ ‫تميزت علاقته بالمخزن بنهج أسلوب الاعتدال‪،‬‬ ‫الأطروحة الذي كان حاضرا في قلب الأحداث‪ ،‬مؤثرا في‬ ‫والميل إلى المناصرة ومرونة الخطاب‪ . 5‬كما ساهم‬ ‫مجرياتها عن طريق الممارسة الفعلية‪ ،‬والمشاركة‬ ‫في حل إشكالية السياسة الشرعية‪ ،‬فكتب رسالة في‬ ‫الصريحة‪ ،‬بواسطة تأثير آرائه واختياراته‪ ،‬والشاهد‬ ‫الإمامة العظمى‪ ،‬وسماها (بحقيقة الإمامة وشروط من‬ ‫على ذلك ابنه عبد الرحمان حين قال‪( :‬يسر الله‬ ‫على يده حقن دماء المسلمين بعد معاينة الهلاك‬ ‫ي ت ق ل ده ا)‪.‬‬ ‫منها عند دخول السلطان مولانا الرشيد ‪ ..‬وكان يتوقع‬ ‫‪ )4‬حضور الشيخ عبد القادر الفاسي وتأثيره‬ ‫من ذلك أمر عظيم)‪ ، 1‬ومن الأساليب التي اتخذها‬ ‫الاجتماعي‪ ،‬فقد ساهم في بناء المجتمع تربويا‬ ‫الشيخ عبد القادر الفاسي أمام هذه الأحداث‪ ،‬أسلوب‬ ‫وعلميا‪ ،‬وشارك في حل القضايا المستعصية‪ ،‬وفي‬ ‫المرونة والاعتدال‪ :‬ويتمثل ذلك السلوك عندما أراد‬ ‫إسداء النصح وتحرير الفتاوى‪ ،‬كما أنه خلق شبكة من‬ ‫المولى الرشيد أن يمد الشيخ عبد القادر الفاسي‬ ‫الإخوان والأصحاب‪ ،‬وجمعته علاقات اجتماعية واسعة‬ ‫بشيء‪ ،‬لكنه امتنع وعندما بلغه الخبر قال‪( :‬قولوا‬ ‫بأهل فاس وبغيرهم‪ ،‬ويمكن تسجيل ما يفيد جانبا‬ ‫له يشغل نفسه بغيري فالذي رزقني من المهد إلى‬ ‫من خلقه وكيفية تقديره للأمور من نقطتين أولاهما‬ ‫هي الصفح والصبر على الأذى فقد عاش تجربة عنيفة‬ ‫أن ابيضت لحيتي هو يرزقني)‪. 2‬‬ ‫وهو في بداية حياته عندما تعرض له بعض الناس‬ ‫كما كانت إسهاماته التوفيقية لجمع الكلمة‪ ،‬وكان‬ ‫على رأس وفد المبايعين بل هو الذي عقد البيعة‬ ‫‪131‬‬

‫طريقة صوفية علمية معتمدة على الإفادة‪ ،‬ورعاية‬ ‫وبلغ بهم الأمر إلى \" أن يكثروا الضجيج وقت صلاته‬ ‫المصالح الإنسانية والفكرية‪ ،‬وبذلك أدرك ما لم‬ ‫‪ ...‬ويضربون الأبواب وقت إقرائه تشويشا ‪ ...‬إلى أن‬ ‫آل الأمر إلى قطع التدريس وضرر السامعين وتعطيل‬ ‫يدركه غيره من معاصريه‪.‬‬ ‫المسجد \"‪ ، 6‬لكنه أخر من هذا المأزق بفضل حلمه‬ ‫‪ ) 7‬إسهام عبد القادر الفاسي بإصلاح منظومة‬ ‫وسلوكه المرن‪ .‬وثانيهما استجابته لكل من إسثغات‬ ‫التربية والتعليم‪ ،‬وأحوال المرأة المغربية في زمن‬ ‫به \" فلا يستدعيه أحدا إلا خرج إليه‪ ،‬ووقف معه وأوسع‬ ‫اضطربت فيه الأوضاع العامة‪ ،‬نبه المسلمين بنصيحته‬ ‫له فيما يريد \"‪ ، 7‬ودليل ذلك هو مشاركته للناس في‬ ‫للعناية بالدرس العقدي للصبيان والنساء‪ ،‬وذلك‬ ‫عويص مسائلهم سواء على مستوى الإفتاء و التدريس‬ ‫لتحصين أجيال الأمة من الأفكار والفلسفات الوافدة‬ ‫والنصح أو عندما يتعلق الأمر باجتياز بعض الأزمات‪،‬‬ ‫فعندما وقعت سيول قوية عام ‪1075‬ه ‪1664 /‬م‬ ‫من هنا وهناك‪.‬‬ ‫تسببت في تهديم قنطرة الباب الجديد‪ ،‬ورحبة التبن‬ ‫‪ ) 8‬إن عبد القادر الفاسي سار في تقرير مسائل‬ ‫وعدد من المباني وبلغ الماء الأزقة والمساجد‪ ،‬خرج‬ ‫العقيدة من خلال شرح _ عقيدة أهل الإيمان المسماة‬ ‫الشيخ إلى جانب الناس‪ ،‬ففرج الله تعالى عنهم ذلك‬ ‫بتحفة الوارد والصادر لأبي القاسم بن أحمد بن محمد‬ ‫بن عبد القادر الفاسي_ على المنهج الأشعري مقررا‬ ‫الأزم ة‪.‬‬ ‫ومؤيدا‪ ،‬وإذا خالف المنهج كان ذلك تمشيا مع طبيعة‬ ‫‪ ) 5‬حضور المعطيات الواقعية الاقتصادية التي‬ ‫وخصوصية التفكير الديني المغربي‪ ،‬وذلك على سبيل‬ ‫عاشتها المرأة المغربية في القرن الحادي عشر‬ ‫المثال المسائل التي خالف فيها المنهج الأشعري‬ ‫هجري‪ ،‬في الفكر الإصلاحي من جانب العلماء‪ ،‬جعلت‬ ‫تقريره للمعرفة كما جاء في شرح عقيدة أهل الإيمان‬ ‫من ابن عرضون أن يفتي بأن تمنح المرأة النصف في‬ ‫لأبي القاسم بن أحمد بن محمد بن عبد القادر الفاسي‬ ‫العمل‪ ،‬لكن الشيخ عبد القادر الفاسي كان له موقف‬ ‫( ف ‪ ،‬ص‪\" :)38 :‬هو الذي أوجب أي فرض‪ ،‬ولا‬ ‫من ذلك الفتوى‪ ،‬كما جاء في الأجوبة الصغرى‪\" :‬‬ ‫فرق بين الفرض والواجب هنا على كل مكلف\"‪ ،‬وذكر‬ ‫أفتى ابن عرضون الغماري‪ ،‬بأن تمنح المرأة النصف‬ ‫الشارح أيضا قوله‪ \":‬وذكر المصنف رحمه الله هنا‪:‬‬ ‫في العمل‪ ،‬تسوية لها بالرجل‪ ،‬لأنها تشتغل بالحرث‬ ‫حكم البالغ وهو على الوجوب\"‪ .‬وجاء عن الأشعري‬ ‫والدرس وجمع الحطب‪ ،‬إلى غير ذلك‪ .‬غير أن الشيخ‬ ‫في تقريره لمعرفة الله‪ \":‬لو كانت المعرفة بالله‬ ‫عبد القادر‪ ،‬كان أشد تحاملا على هذه الفتوى‪ ،‬حيث‬ ‫تعالى ضرورة لكان الناس جميعا مضطرين إليها‪،‬‬ ‫استهجنها ورآها غير متمشية مع القواعد الشرعية‪،‬‬ ‫لأن ضرورات المعرفة إذا لم تتعلق بأسباب الحواس‬ ‫مدعيا أنه لا يعرف لها أصلا من الشرع‪ ،‬ولا مستندا‬ ‫والأخبار فهي مشتركة بين العقلاء‪ ،‬ولو جاز لمدع أن‬ ‫إلا مجرد مواقف مألوف الناس‪ ،‬ومجرى عوائدهم‪،‬‬ ‫يدعي ذلك لجاز لمدع أن يدعي أنهم مضطرون إلى‬ ‫وأنها فتوى شاذة‪ ،‬والفتوى في دين الله لا تحل إلا‬ ‫العلم بالنبي صلى الله عليه وسلم\"‪ \" ، 9‬وكان يستدل‬ ‫بالمشهور‪ ،‬وما يخال بأنه حق‪ ،‬لا مجرد الاستناد في‬ ‫على أن معرفة الله اكتساب أنها مأمور بها‪ ،‬والأمر‬ ‫الحكم والفتوى إلى أغراض الناس‪ ،‬وإتباع أهوائهم‪،‬‬ ‫لا يتعلق بنوع الضرورة\"‪ . 10‬كما نسجل ما سار‬ ‫عليه على طريقة أبي الحسن الأشعري في المباحث‬ ‫دون دليل شرعي‪. 8‬‬ ‫‪ ) 6‬كما خلصت الدراسة بأن الشيخ عبد القادر‬ ‫العقدية وهي كالآتي‪:‬‬ ‫الفاسي الذي حظي بنعوت عالية في الوصف مثل(‬ ‫_ في التوحيد‪ :‬نجده يقرر صفة الوجود بأنها ليست‬ ‫شيخ المشايخ‪ ،‬وشيخ الإسلام و شيخ الجماعة)‪ ،‬نهج‬ ‫صفة زائدة على الذات‪ :‬كالقدرة‪ ،‬بل هي صفة من‬ ‫‪132‬‬

‫ليس فيهن نبية‪ ،‬وإنما فيهن صديقات‪ ،‬وهذا يعارض‬ ‫حيث أن الذات يوصف بها‪ ،‬و هذا هو مذهب الشيخ‬ ‫ما نقله الإمام ابن حجر وصاحب الشرح لعقيدة أهل ذخائر‬ ‫أبي الحسن الأشعري‪ .‬وفي النطق بالشهادتين سار‬ ‫على ما اختاره الأشعري حسب ما جاء في الشرح‬ ‫الإيمان التي هي موضوع الدراسة‪ ،‬في هذا الموطن‬ ‫( ط الورقة‪ :‬ب‪ \": 16 /‬إن إسلامه بالقلب إسلام‬ ‫عن أبي الحسن الأشعري‪ ،‬ونقل عنه أيضا في الفتح‬ ‫حقيقي‪ ،‬ولو مات قبل نطقه لمات مؤمن الأثر\"‪ .‬وأثبت‬ ‫( ‪ :)447 /2‬أن من النساء من نبئ وهن ست حواء‬ ‫معنى الإرادة والمشيئة والحكم والقضاء‪ ،‬بأنها ألفاظ‬ ‫وسارة وأم موسى وهاجر وآسية ومريم‪ ،‬والصواب أن‬ ‫مترادفة كما هي عند الأشاعرة‪ ( ،‬ف‪ ،‬ص ‪ .)53‬ووافق‬ ‫أبا الحسن الأشعري يقول‪ :‬بأن في النساء نبيات‪،‬‬ ‫الأشعري‪ ،‬بأن الله مريد لكل شيء‪ ،‬إلى صحة إطلاقه‬ ‫وليس فيهن رسول‪ ،‬كما هو مشهور عنه‪ ،‬وقد نقل‬ ‫جملة وتفصيلا لورود القرآن بذلك‪ ( .‬ط‪ ،‬الورقة ب‪/‬‬ ‫ذلك ابن فورك في مجرد مقالات الشيخ أبي الحسن‬ ‫الأشعري‪ ،‬من إملاء أبي بكر محمد بن الحسن بن‬ ‫‪.).18‬‬ ‫فورك‪ ،‬تحقيق‪ :‬دانيال جيماريه‪ ،‬طبعة دار المشرق‪،‬‬ ‫_ وسار على نهج الأشاعرة في تفضيل الأنبياء على‬ ‫بيروت‪ ( ،‬ص‪ .)176 _174 :‬وكذا ما نقله العيني عن‬ ‫الملائكة‪ ،‬كما جاء في الشرح‪\" :‬وقول المصنف‪ :‬من‬ ‫أبي الحسن الأشعري في عمدة القاري شرح البخاري‪،‬‬ ‫عباده يقتضي تفضيل الأنبياء على الملائكة‪ ،‬فهو‬ ‫للإمام بدر الدين أبي محمد محمود بن أحمد العيني‪،‬‬ ‫المختار عند أهل الحق‪ ،‬وعكسه للمعتزلة‪ ،‬واختاره‬ ‫دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ .)309 /15 ( ،‬وفي‬ ‫بعض أهل السنة‪ ،‬كالباقلاني وغيره‪( .‬ف ‪ ،‬ص‪.)66 :‬‬ ‫تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي‪ ،‬لمحمد عب‬ ‫أما بالنسبة لنبوة النساء سار تقريره على نهج‬ ‫الرحمان بن عبد الرحيم المباركفوري أبو العلا‪ ،‬طبعة‬ ‫الأشعري كما جاء في تحفة الوارد والصادر‪\" :‬فقال‬ ‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ .)459 /5 ( ،‬ولوامع الأنوار‬ ‫الأشعري‪ :‬بنبوة ست من النساء‪ .‬واستدل على ذلك‬ ‫البهية وسواطع الأسرار الأثرية‪ ،‬شرح الدرة المضية‬ ‫بقول الحاتمي‪ :‬في إلحاق النساء بدرجة الكمال‪،‬‬ ‫في عقيدة الفرقة المرضية‪ ،‬للعلامة محمد بن أحمد‬ ‫كمريم بنت عمران‪ ،‬خلاف وهي أم عيسى عليه الصلاة‬ ‫السفاريني‪ ،‬طبعة مؤسسة الخافقين‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط ‪،2‬‬ ‫والسلام الصديقة بنص القرءان‪ ،‬وهي من ذرية نبي‬ ‫الله سليمان بينها وبينه أربعة وعشرون أبا‪ ،‬ورفع‬ ‫سنة ‪1402‬هـ( ‪.)266 /2‬‬ ‫عيسى وسنها ثلاثة وخمسون سنة‪ ،‬وبقيت بعده‬ ‫_ وفي المعاد وافق الأشعري بأن الجنة فوق السماوات‬ ‫خمس سنين‪ .‬واختلف أيضا في ءاسية امرأة فرعون‪.‬‬ ‫السبع( ف‪ ،‬ص‪ .)73 :‬وبأن الملائكة يرون ربهم يوم‬ ‫ونسجل هنا الخلاف الوارد عن أبي الحسن الأشعري‪،‬‬ ‫وقد ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني خلاف أرباب هذا‬ ‫القيامة( ف‪ ،‬ص‪.)73 :‬‬ ‫القول في تحديد النبيات فقال‪\" :‬نقل عن الأشعري‬ ‫_ وفي الصحابة‪ :‬وافق الأشعري في التفضيل‪ ،‬بقوله‪:‬‬ ‫أن في النساء عدة نبيات\"‪( ،‬فتح الباري لأبي الفضل‬ ‫وأفضل العشرة الخلفاء الأربعة‪ ،‬وهم في الفضل على‬ ‫شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني‪،‬‬ ‫ترتيبهم في الخلافة‪ ،‬وهو قطعي ومال إليه الأشعري‪.‬‬ ‫تحقيق صحب الدين الخطيب‪ ،‬دار المعرفة بيروت‪.‬‬ ‫نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى‪ ،‬إلى إعادة قراءة‬ ‫‪ .)471 /6‬وذكر الإمام ابن كثير في تفسير القران‬ ‫هذه الأصول‪ ،‬وإعادة قراءة التاريخ المغربي من جديد‪،‬‬ ‫العظيم‪ ،‬لعماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر ابن‬ ‫بكل جرأة ودون تحامل على أحد‪ ،‬بعين مغربية غيورة‬ ‫كثير‪ ،‬طبعة دار المعرف‪ ،‬ط ‪ ، 2‬سنة ‪1407‬هـ‪/2 (.‬‬ ‫على العلم والعلماء‪ .‬كما نحتاج إلى إعادة النظر في‬ ‫‪ \": )514‬أن أبا الحسن الأشعري يرى بأن النساء‬ ‫الإطار المرجعي المعتمد في منظومة التربية والتكوين‬ ‫لإصلاح ما يمكن إصلاحه‪ ،‬إذ لا يختلف اثنان على أنه‬ ‫‪133‬‬

‫السياسية وفكره الموسوعي‪ ،‬استطاع أن يقدم تصورا‬ ‫إذا كان هذا المذهب الأشعري الذي اختاره المغاربة‬ ‫شاملا للخصوصية الدينية المغربية‪ ،‬وبدا ذلك جليا‬ ‫على حسب خصوصيتهم قادرا على تحقيق نوع من‬ ‫من خلال معالم مشروعه الإصلاحي المرتكز على‬ ‫الاستقرار طيلة هذه القرون‪ ،‬وحفظ عقيدة المغاربة‬ ‫التربية والتعليم‪ ،‬وإصلاح أحوال المرأة (من خلال‬ ‫من الانحراف كما أشار إلى ذلك صاحبنا في هذه‬ ‫كتابه‪ :‬عقيدة أهل الإيمان الموضوعة لتعليم النساء‬ ‫الأطروحة الشيخ عبد القادر الفاسي في آخر الكتاب‬ ‫والصبيان _أنموذجا_)‪ ،‬وإصلاح أحوال الراعي‬ ‫بقوله‪ \":‬فهذا سرد عقيدة أهل الإيمان‪ ،‬موضوعة لمن‬ ‫والرعية ( من خلال كتابه ‪ :‬الإمامة العظمى وشروط‬ ‫أراد تعليمها للنساء والصبيان‪ .‬مصونة عن شبه أهل‬ ‫من يتقلدها_ أنموذجا_)‪ .‬ونختم بقول السيد وزير‬ ‫الزيغ والخدلان\"‪ .‬فإنه يلزم من ذلك أن يعاد النظر‬ ‫الأوقاف والشؤون الإسلامية‪ ،‬الدكتور أحمد التوفيق‪(:‬‬ ‫في التربية والتعليم‪ ،‬وفق تصورات المذهب العقدي‬ ‫‪..‬وكل كتبه ( أي عبد القادر الفاسي) ما زالت‬ ‫الأشعري‪ ،‬وفقه مالك والسلوك السني‪ ،‬عوض استيراد‬ ‫مخطوطة‪ ،‬فإن هذه الشخصية ظلت مع ذلك في‬ ‫تجارب الأمم الغربية‪ ،‬بدعوى الانفتاح على الآخر‪ ،‬وإذا‬ ‫حاجة إلى دراسة فاحصة مستوعبة وشاملة‪ ،‬تكشف‬ ‫كان لابد من الإصلاح الاستعجالي في هذا الصدد‪ ،‬فإنه‬ ‫عن ملامحها وتلقي مزيدا من الأضواء على حياة هذا‬ ‫يلزم طرح قضية المذهب والعقيدة والسلوك بنوع‬ ‫العالم الجليل‪ ،‬الفقيه الأصولي الصوفي‪ ،‬وآثاره العلمية‬ ‫من المرونة والتسامح الفكري‪ ،‬كي يضمن استقرار‬ ‫القيمة‪ ،‬وإفاداته المتنوعة والدقيقة‪ ،‬خاصة في مجال‬ ‫هذا البلد الطيب‪ ،‬وهكذا كانت إسهامات الشخصية‬ ‫المدروسة في مشروع هذه الدراسة‪ ،‬فبفضل حنكته‬ ‫الفقه والنوازل) ‪11.‬‬ ‫‪ _ 1‬عبد الرحمان بن عبد القادر الفاسي‪ ،‬تحفة الأكابر ‪ ،‬ص‪.155 :‬‬ ‫‪ _ 2‬القادري‪ ،‬نشر ‪.275 /2 ،‬‬ ‫‪ _ 3‬وردت أسماء المبايعين في المصادر التالية‪:‬المشرفي‪ ،‬الحلل البهية‪ ،‬ص‪ /419 ،418 :‬الناصري‪،‬‬ ‫الاستقصا‪.45 /7 ،‬‬ ‫‪ _ 4‬تاريخ الضعيف‪،‬ص‪.62:‬‬ ‫‪ _ 5‬حفيظة الدازي‪ :‬مقدمة تحقيق ابتهاج القلوب بخبر الشيخ ابي المحاسن وشيخه المجذوب‪ ،‬رسالة‬ ‫لنيل الدكتوراه في التاريخ‪ ،‬كلية الآداب والعلوم الانساتية‪ ،‬الرباط‪ ،1991 ،‬مرقونة‪،‬ج ‪ ، 1‬ص‪.19 :‬‬ ‫‪ _ 6‬عبد الرحمان بن عبد القادر الفاسي‪ ،‬تحفة الأكابر‪ ،‬ص‪.129 _128 :‬‬ ‫‪ _ 7‬محمد القادري‪ ،‬نشر المثاني‪.276 /2 ،‬‬ ‫‪ _ 8‬علي بن أحمد الإبراهيمي‪ ،‬دراسة وتحقيق لكتاب الأجوبة الصغرى لأبي السعود عبد القادر بن علي‬ ‫بن يوسف الفاسي‪،‬ط ‪2007 :1‬م‪ ،‬دار أبي رقراق للطباعة والنشر‪ ،‬منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية‪،‬‬ ‫ص‪ .128 _127 :‬وقد نقل هذه الفتوى كل من‪ :‬العلمي في نوازله ‪ 238 /1‬طبعة فاس‪ ،‬والرهوني في حاشيته‬ ‫على الزرقاني ‪ ،36 /4‬والمهدي الوزاني في المعيار الجديد ‪ 380 /7‬طبعة فاس‪ ،‬وفي تحفة أكياس الناس ‪/1‬‬ ‫‪ 192‬الطبعة الفاسية‪.‬‬ ‫‪ _ 9‬ابن فورك‪ ،‬مجرد المقالات‪ ،‬ص‪ . 248 :‬نقلا من كتاب الإمام أبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة‬ ‫والجماعة‪ ،‬أعمال الملتقى العالمي الخامس لرابطة خريجي الأزهر الشريف‪2010 ،‬م‪ ،‬باعتناء وتصدير فضيلة‬ ‫الإمام الأكبر أحمد الطيب ‪.256 /3 ،‬‬ ‫‪ _ 10‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.249 :‬‬ ‫‪ _ 11‬أحمد التوفيق‪ ،‬تقديم لكتاب الأجوبة الصغرى لأبي السعود عبد القادر الفاسي‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬الأستاذ‬ ‫علي بن أحمد الإبراهيمي‪ .‬منشورات وزارة الأوقاف‪ ،‬الطبعة الأولى‪2007 :‬م‪.‬‬ ‫‪134‬‬

‫ذخائر‬ ‫ت� ق�ا ير�ر حول‬ ‫أ�ن� ش�ط ة� علمي� ة�‬ ‫‪135‬‬

‫تقرير حول تظاهرة علمية‬ ‫قراءة في كتاب‪:‬‬ ‫“المرأة في الغرب‬ ‫الإسلامي‬ ‫”الصفحات المشرقة والتحديات المحدقة والأسئلة العالقة‬ ‫ذة‪ .‬رجاء الرحيوي‬ ‫‪136‬‬

‫نظم مركز فاطمة الفهرية للأبحاث الرحيوي على بسط مجمل لأبرز طبقا لأعراف اجتماعية تكرسذخائر‬ ‫والدراسات يوم الأحد ‪ 13‬جمادى قضايا الكتاب‪ ،‬متتبعة محاوره دونية المرأة‪ ،‬بعيدا عن النص‬ ‫الشرعي الذي يحفظ كرامتها‪ .‬كما‬ ‫الثانية ‪1438‬ه‪ /‬الموافق ‪ 12‬الخمسة على الشكل التالي‪:‬‬ ‫أكد صاحب الموضوع أن القوامة‬ ‫مارس ‪2017‬م‪ ،‬بالخزانة البلدية ‪ -‬المحور الشرعي‪:‬‬ ‫لسان الدين بن الخطيب بفاس‪ ،‬تطرق البحث الأول منه إلى موضوع‪ :‬مسؤولية تستدعي الرعاية والخدمة‪،‬‬ ‫ندوة علمية موضوعها‪ :‬قراءة في \"المرأة بين شبهات الخصوم لا التجبر والاستكبار‪ ،‬ليخلص إلى‬ ‫كتاب‪\" :‬المرأة في الغرب الإسلامي‪ :‬وأخطاء بعض علماء المسلمين\" أن الانحراف في استعمال حق‬ ‫الصفحات المشرقة والتحديات للدكتور رشيد عموري‪ .‬وتطرق فيه القوامة يرجع إلى عوامل عديدة‪،‬‬ ‫المحدقة والأسئلة العالقة\"‪ ،‬من إلى عدد من الشبهات التي تنقص إما تربوية‪ ،‬أو ثقافية‪ ،‬أو اجتماعية‪،‬‬ ‫إصدارات المركز في صيف ‪ ،2016‬من شأن المرأة‪ ،‬بسبب سوء الفهم أو نفسية‪ ،‬أو مادية‪.‬‬ ‫وتناول الموضوع الأخير ضمن هذا‬ ‫المحور \"عمل المرأة وذمتها المالية‬ ‫في الفقه الاسلامي\" للدكتور أحمد‬ ‫الإدريسي‪ ،‬الضوابط الشرعية‬ ‫المؤطرة لخروج المرأة إلى العمل‪.‬‬ ‫كما ركز على مسألة استقلالية الذمة‬ ‫المالية المرأة‪ ،‬وأهليتها الكاملة‬ ‫للتصرف في أموالها‪ ،‬بما يوافق‬ ‫عن دار إفريقيا الشرق بالدار والجهل بالنصوص الشرعية‪ ،‬إضافة شرع الله تعالى‪ ،‬وأبرز الكاتب آراء‬ ‫البيضاء‪ .‬وهو عبارة عن تأليف إلى الانتكاسة الحضارية التي الفقهاء في ذلك‪ ،‬وعرضها للنقاش‪،‬‬ ‫جماعي يقع في حوالي ‪ 430‬عرفها التاريخ الإسلامي‪ ،‬مما دفعه حيث أكد على جواز تصرف المرأة‬ ‫صفحة‪ ،‬بمساهمة ثمانية عشر إلى الدعوة إلى ضرورة نفض الغبار المطلق في مالها‪ ،‬من غير وصاية‬ ‫عن الإرث الاجتهادي القديم‪ ،‬وإعمال أحد عليها‪ ،‬مبرزا الأدلة الشرعية‬ ‫باحثا من خمس جنسيات‪.‬‬ ‫وقد أطر هذا النشاط العلمي كل النظر التجديدي‪ ،‬بما يتوافق مع التي استند إليها في ذلك‪.‬‬ ‫من الدكتورة صوفيا علوي مدغري فقه الواقع‪ ،‬ولا يتعارض مع الشرع _المحور الاجتماعي والعلمي‪:‬‬ ‫عرض البحث الأول من هذا‬ ‫مسيرة‪ ،‬والأستاذة رجاء الرحيوي الحنيف‪.‬‬ ‫بمداخلة قدمت فيها دراسة وصفية واستعرض البحث الثاني ضمن المحور موضوع‪\" :‬وضعية المرأة‬ ‫تحليلية لمضامين الكتاب‪ ،‬ثم نفس المحور إلى موضوع‪\" :‬تعسف التونسية في الريف والحضر قبل‬ ‫الدكتور محمد الصادقي العماري الرجل في استعمال حق القوامة‪ :‬الاستقلال واليوم\" للدكتورة فتيحة‬ ‫بمداخلة انصبت على قراءة نقدية نظرة واقعية شرعية\" للدكتور محمد مقديش التي أبرزت أصناف الازدراء‬ ‫بوشركة‪ ،‬بعض مظاهر تعسف والتهميش‪ ،‬والتبعية الاقتصادية‬ ‫ل ل ك ت اب‪.‬‬ ‫وبذلك عرجت الأستاذة رجاء الرجل في استعمال حق القوامة‪ ،‬التي عانت منها المرأة التونسية‪،‬‬ ‫‪137‬‬

‫رغم أنها كانت شكلت مصدرا الطريقة الشاذلية\" للدكتور توفيق محمد مصطفى؛ حيث برز نجم هذا‬ ‫مهما لليد العاملة‪ ،‬بما يفيد دورها بن عامر‪ ،‬بدوره‪ ،‬مكانة السيدة الفقيه الذي كانت له فطنة ودراية‬ ‫الاقتصادي في الأرياف والحواضر؛ المنوبية‪ ،‬وسيرتها الشخصية‪ ،‬وأهم بواقع عصره‪ ،‬ولقي ترحابا عند ابن‬ ‫لكن ما لبثت أن فرضت مشاركتها العوامل التي بوأتها تلك المكانة‪ ،‬تاشفين‪ ،‬ونصبه قاضيا في قرطبة‪،‬‬ ‫في الحياة الاجتماعية والاقتصادية‪ ،‬خصوصا التزامها بالعمل الاجتماعي‪ ،‬وانتشرت فتاويه‪ .‬ومن ضمنها ما‬ ‫يتعلق بنوازل كثيرة خاصة النساء؛‬ ‫والثقافية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬في العقود والجانب الإحساني‪.‬‬ ‫الأخيرة مما ساهم في تحسين وأكد البحث الرابع في نفس المحور‪ :‬حيث تحرت هذه الفتاوى الحفاظ‬ ‫نسبي وضعيتها‪ ،‬وتغيير مجموعة \"المرأة في رحاب التصوف‪ :‬التصوف على حقوق المرأة كاملة‪ ،‬سواء ما‬ ‫النسوي المغاربي نموذجا\" للدكتورة يخص ‪-‬الشورة‪ -‬ما تأخذه العروس‬ ‫من القوانين لمصلحتها‪.‬‬ ‫أما البحث الثاني؛ فكان‪\" :‬في نادية درقام‪ ،‬على اختيار المرأة معها الى بيت الزوجية‪ ،‬أو ما يتعلق‬ ‫أسباب الاعتقاد في السيدة المنوبية لمفهوم السعادة عبر التجرد لله‪ ،‬بالنكاح‪ ،‬والطلاق‪ ،‬والخلع‪ ،‬والقضايا‬ ‫وعلاقته بواقع المرأة التونسية‪ :‬واختيار المرأة في كتابات الصوفية‪ ،‬الأسرية‪ ،‬كالحضانة‪ ،‬والارث‪...‬‬ ‫دراسة سوسيو‪-‬انثروبولوجية\" كرمز من رموزهم‪ ،‬وتقلدها المشيخة وتطرق الموضوع الثاني إلى‪:‬‬ ‫للدكتور الحبيب النهدي‪ .‬وتطرق في العديد من الطرق الصوفية \"حضور المرأة في الفتاوى المغربية‬ ‫لمظهر آخر من مظاهر الحضور بالمغرب الاسلامي‪ ،‬ومشاركتها في في العصر السعدي نموذج‪ :‬فتاوي‬ ‫النسوي في تاريخ وحاضر تونس‪ ،‬الكفاح المسلح‪ ،‬وحضورها البارز في القاضي ابن عرضون الشفشاوني\"‬ ‫للدكتور خالد صقلي‪ ،‬ذلك العالم‬ ‫وهو الحضور القوي لبعض الأعلام الحركة الاجتماعية‪.‬‬ ‫النسوية في التصوف من خلال أبرز كما كان للمرأة أثر في التصوف الذي أولى القضايا الأسرية عناية‬ ‫مثال يتجلى في السيدة المنوبية‪ .‬بالسنغال‪ ،‬وهو موضوع البحث الذي خاصة‪ ،‬وشذ في فتاواه عن المذهب‬ ‫وحاول تفسير أسباب اعتقاد الناس اختتم به هذا المحور‪\" :‬بصمات المالكي السائد‪ ،‬من باب اقتضاء‬ ‫بولاية هذه المرأة‪ ،‬التي شكلت نسوية في تكوين الاعلام الصوفية المصلحة‪.‬‬ ‫المسكن الروحي‪ ،‬والعلاج النفسي‪ ،‬السنغالية خلال القرنين ‪19‬و‪20‬م\" وفي الجانب التاريخي أيضا تناولت‬ ‫الذي ساعدهم على تجاوز رمرارة للأستاذ محمد بمب درامي‪ ،‬حيث دراسة أخرى‪\" :‬مكانة المرأة في‬ ‫القهر‪ ،‬التي عانت منها النساء‪ .‬أبرز دور المرأة السنغالية في تربية التراث السياسي بالغرب الاسلامي‬ ‫كما حاولت هذه الدراسة لشخصية الأجيال‪ ،‬وتحفيظ القرآن‪ ،‬والرعاية وبعض مظاهر الابداع النسائي خلال‬ ‫المنوبية كوجه صوفي‪ ،‬أن تعكس في ظل الطرق الصوفية في صفوف الحقبتين المرابطية والموحدية\"‬ ‫للدكتور عماد المرزوق‪ ،‬الذي أبرز‬ ‫الخلفيات الاجتماعية‪ ،‬والدوافع المجتمع السنغالي المسلم‪.‬‬ ‫دور المرأة في التراث السياسي‬ ‫السياسية التي منعت مرة وسمحت _المحور التاريخي‪:‬‬ ‫أخرى‪ ،‬بانتشار الفكر الصوفي أظهرت الدراسة الأولى‪\" :‬جوانب بالمغرب الإسلامي‪ ،‬خصوصا في‬ ‫من حياة المرأة الفقهية والحضارية الحقبتين المرابطية والموحدية‪.‬‬ ‫ب ت ون س‪.‬‬ ‫وأبرز البحث الموالي‪\" :‬منزلة بالغرب الإسلامي من خلال فتاوى ويتضح ذلك من بعض النماذج‬ ‫السيدة عائشة المنوبية في ابن رشد الجد\" للدكتورة نهلة أنيس النسائية خلال الحقبتين‪ ،‬واللائي‬ ‫‪138‬‬

‫كان لهن تأثير سياسي مهم‪ ،‬أمثال \"قوانين الأسرة المغاربية وسؤال وأخيرا‪ ،‬نقلتنا دراسة باللغة الفرنسيةذخائر‬ ‫زينب النفزاوية زوجة يوسف بن المرجعية أية حماية للمرأة؟\" تحت عنوان‪Le théâtre\" :‬‬ ‫تاشفين‪ ،‬وزينب أخت المهدي بن للدكتور عبد الصمد عبو‪ ،‬وناقش ‪marocain au féminin‬‬ ‫تومرت‪ ،‬التي تكتمت عن موته حتى فيه دور المرجعيات في حماية ‪entre jeu scénique et‬‬ ‫المرأة المغاربية‪ ،‬من حيث القوانين ‪ \"enjeux de société‬للدكتورة‬ ‫لا يقع ضعف بين أتباعه‪.‬‬ ‫وقد أشار الدكتور البشير أبرزاق من المنظمة للأسرة‪ ،‬والعلاقات الزوجية‪ ،‬بشرى شاكير‪ ،‬إلى مشاركة المرأة‬ ‫خلال موضوعه‪\" :‬المرأة وممارسة والحقوق والواجبات المتبادلة‪ ،‬وفق المغربية في المسرح‪ ،‬والمعيقات‬ ‫السلطة بشمال المغرب‪ :‬السيدة نظرة مقارنة بين الدول المغاربية التي واجهتها بسبب الأعراف‬ ‫الحرة حاكمة تطوان نموذجا في صياغتها للقوانين الضامنة والتقاليد‪ ،‬وكيف استطاعت المرأة‬ ‫تجاوز تلك العقبات‪.‬‬ ‫(‪1511-1542‬م‪917-949 /‬ه)\"‪ ،‬لحقوق المرأة‪.‬‬ ‫وخلصت صاحبة المداخلة إلى‬ ‫والأستاذة فاطمة بوشمال من خلال _ المحور الأدبي والفني ‪:‬‬ ‫موضوعها‪\" :‬المرأة والسلطة بشمال أشارت المساهمة الأولى منه تسجيل الأدوار الطلائعية التي‬ ‫المغرب خلال القرنين الخامس إلى‪\" :‬أغراض الشعر النسوي في قامت بها المرأة المغاربية عبر‬ ‫عشر والسادس عشر الميلاديين الأندلس من عصر ملوك الطوائف التاريخ‪ ،‬وتأثيرها في جميع‬ ‫من خلال بعض النماذج\" إلى نماذج إلى عصر الموحدين\" للدكتور عمر المجالات الاجتماعية والسياسية‬ ‫نسائية تاريخية في شمال المغرب‪ ،‬قلعي‪ ،‬على مستوى الإبداع الشعري والثقافية‪ ،‬رغم التحديات التي‬ ‫ضربت أمثلة رائعة في مساهمة النسوي بالأندلس‪ ،‬والذي تناول واجهت مسيرتها‪ ،‬وبغض النظر عن‬ ‫المرأة في الشأن السياسي‪ ،‬أغراضا متعددة‪ ،‬كالغزل‪ ،‬والهجاء‪ ،‬تباين رؤى أصحاب البحوث‪ ،‬وتعدد‬ ‫والإداري‪ ،...‬تمثلت في السيدة والوصف‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬وبرزت فيه زوايا النظر التي انطلقوا منها‪.‬‬ ‫الحرة حاكمة تطوان‪ ،‬والعريفة عدة شاعرات أندلسيات من طبقات أما الدكتور محمد الصادقي العماري‪،‬‬ ‫آمنة بنت خجو‪ ،‬وعائشة بنت أحمد اجتماعية مختلفة‪ ،‬ذاع صيتهن‪ .‬فقد شارك بقراءة نقدية للكتاب‪،‬‬ ‫كما تطرق البحث الثاني إلى‪ :‬عرض فيها مراجعات نقدية لبعض‬ ‫الإدريسية‪ ،‬وغيرهن‪.‬‬ ‫وتناول الدكتور محمد بن ساعو‪\" :‬ملامح أنثوية في الشعر النسائي مضامين الكتاب‪ ،‬حول فقه المرأة في‬ ‫\"المرأة التاجرة في المغرب الجزائري المعاصر قراءة في‪ :‬أسماء السياق الفكري‪ ،‬ويمكن تلخيص‬ ‫الاسلامي بين القرنين (‪ 05-‬الحب المستعار لمنيرة سعدة مضامين هذه القراءة النقدية في‬ ‫‪09/11-15‬م)\"‪ ،‬وانتهى إلى إبراز خلخال\" للدكتورة حنان بومالي القضايا التالية‪:‬‬ ‫جانبا من الأدوار الاقتصادية للمرأة‪ ،‬التي أبرزت حركة الشعر الحر ‪ -‬المراجعة النقدية لقضايا المرأة‬ ‫وامتهانها للعديد من الحرف‪ ،‬في الجزائر‪ ،‬ومساهمة الشاعرات ينبغي أن تهتدي بمقاصد وروح‬ ‫خصوصا في الفترة المرابطية‪ ،‬التي الجزائريات من خلال بهذا النوع النصوص الشرعية‪ ،‬لكي لا يتيه‬ ‫الشعري على مواجيعهن‪ .‬كما الباحث في الجزئيات الفقهية‪.‬‬ ‫عرفت مجالا أوسع للحرية‪.‬‬ ‫_المحور القانوني والتشريعي ‪ :‬عبرن عبره عن الأوضاع السياسية ‪ -‬لا ينبغي تقديس الرؤية التراثية‬ ‫لفقه المرأة‪ ،‬مع مناقشتها بأدب‪،‬‬ ‫عرض هذا المحور لموضوع‪ :‬التي مر بها البلد‪.‬‬ ‫‪139‬‬

‫والمرأة‪ ،‬ينبغي أن يكون على أساس قراءة النصوص الشرعية في بعد عن‬ ‫ومراعاة سياقات إنتاجها‪.‬‬ ‫الواقع في الغالب‪ ،‬بمعنى أن الفقيه‬ ‫‪ -‬لا فائدة من مناقشة الجزئيات حقائق الفطرة‪.‬‬ ‫الفقهية المتعلقة بالمرأة‪ ،‬قبل ‪ -‬عدم تحميل المرأة كل مشاكل غائب عن الواقع وعن قضاياه‪ .‬ثم‬ ‫تحقيق الكليات المرتبطة بقضايا‪ :‬الأمة وهزائمها‪ ،‬والشرور التي المقاربة الجديدة‪ :‬وتختلف بحسب‬ ‫الحرية والعدل والكرامة الإنسانية‪ .‬أصابتها‪ ،‬مشاكلنا وأزماتنا لها المرجعية‪ ،‬إلى المرجعية الدينية‬ ‫الإصلاحية‪ ،‬والمرجعية العلمانية‬ ‫‪ -‬من الخلل المنهجي أن نحاكم مداخل أخرى‪.‬‬ ‫فقه الأمس بعقلية اليوم‪ ،‬لأن ‪ -‬تجاوز الرؤية التي تحصر بعض الحداثية‪ ،‬فالمرجعية الأولى‪ :‬تحاول‬ ‫للتاريخ سياقه السياسي والمعرفي القيم الأخلاقية على المرأة دون التجديد في فقه المرأة معتمدة‬ ‫والاجتماعي‪ ،‬يخالف سياق الحاضر‪ .‬الرجل‪ ،‬مثل‪ :‬الشرف‪ ،‬والحياء على روح النصوص ومقاصدها‪ .‬أما‬ ‫‪ -‬يجب التمييز بين الرؤية ‪ ..‬وغيرها من القيم الأخلاقية‪ ،‬المرجعية الثانية؛ فهي المرجعية‬ ‫الشرعية لفقه المرأة‪ ،‬وبين الأعراف فهي قيم إنسانية لا تختلف فيها التي قفزت على قيم المجتمع‬ ‫المسلم‪ ،‬وهي في نخبة معزولة‬ ‫الاجتماعية‪ ،‬والتقاليد السائدة مسؤولية الرجل عن المرأة‪.‬‬ ‫والموروثة‪ ،‬فلا شك أن الثقافة ‪ -‬لا يمكن مقاربة قضايا المرأة بدورها عن الواقع‪ ،‬ومنفصمة عن‬ ‫السائدة بخصوص فقه المرأة‪ ،‬بالترسانة القانونية‪ ،‬والمعالجة هوية الشعوب العربية والإسلامية‪.‬‬ ‫تخالف الرؤية الشرعية في الكثير الحقوقية‪ ،‬بل إن الحلول التربوية ‪ -‬ينبغي النظر إلى قضية المرأة‬ ‫والفكرية والثقافية والأخلاقية بشكل متكامل وعدم الانغلاق‬ ‫من جوانبها‪.‬‬ ‫‪ -‬ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أن هي أنجع الحلول‪ ،‬وأقدرها على على الذات‪ ،‬وذلك باستحضار‬ ‫وظيفة المرأة الأولى‪ ،‬ومهمتها مقاربة قضايا المرأة؛ فإن \"صباغة\" المنجز الإنساني القانوني‪ ،‬من‬ ‫الأساسية هي‪\" :‬صناعة\"‪ /‬تربية المجتمع بلون فقهي ما‪ ،‬وإلزامه خلال المواثيق الدولية‪ ،‬والاتفاقيات‬ ‫بأحكام فقهية معينة‪ ،‬لا يكسبه المرتبطة بالمرأة‪ ،‬والطفل‪ ،‬والأسرة‪،‬‬ ‫الإن س ان‪.‬‬ ‫‪ -‬ادعاءات الآخر بخصوص فقه الصفة الدينية‪ ،‬أو الصفة الإسلامية؛ بما لا يتنافى مع الأحكام الشرعية‬ ‫المرأة في التراث الإسلامي‪ ،‬غالبا ما إذ كثير من المجتمعات الإسلامية الثابتة‪.‬‬ ‫تكون راجعة لسوء الفهم‪ ،‬سوء فهم تتمسك بالظاهر الفقهي‪ ،‬لكنها ‪ -‬ينبغي تعدم التقيد بالممارسات‬ ‫فلسفة الإسلام العامة‪ ،‬مثل الدعاوى بعيدة عن الإسلام‪ ،‬ومقاصده‪ ،‬التاريخية المنحرفة المرتبطة‬ ‫المتعلقة ب \"المساواة\" و\"الحرية\" ورسالته الأخلاقية‪ ،‬بما فيها مسألة بفقه المرأة‪ ،‬والانطلاق من الكليات‬ ‫الكبرى لشريعة الإسلام‪ ،‬بالاعتماد‬ ‫‪ ..‬وغيرها من القضايا التي يكثر فقه المرأة‪.‬‬ ‫حولها اللغط في زماننا؛ بينما هناك ‪ -‬يمكن رصد المقاربات الفكرية على التطبيق العملي لرسول الله‬ ‫دعاوى ارتبطت بفتاوى واجتهادات لقضية المرأة في مقاربتين‪ :‬المقاربة صلى الله عليه وسلم في الفترة‬ ‫مظروفة بالزمان والمكان‪ ،‬تستدعي الفقهية التقليدية‪ :‬المتمثلة في النبوية‪ ،‬والتطبيق العملي في الفترة‬ ‫الضرورة عرضها على اجتهادات الاجتهادات الفقهية التي تنطلق الراشدة‪.‬‬ ‫من البنية الداخلية لعلم الفقه‬ ‫م ع اص رة‪.‬‬ ‫‪ -‬بناء العلاقة بين الجنسين‪ ،‬الرجل والأصول‪ ،‬وهذه المقاربة تحاول‬ ‫‪140‬‬

‫تقرير عن أشغال المؤتمر الدولي ذخائر‬ ‫اللغة العربية“‬ ‫والنص الأدبي على‬ ‫”الشبكة العالمية‬ ‫د‪ .‬رشيد عموري‬ ‫‪141‬‬

‫محمد بن حسون والسيد عميد كلية العلوم الانسانية‬ ‫نظمت جامعة الملك خالد بمدينة أبها بالمملكة‬ ‫يحي الشريف والسيد رئيس قسم اللغة العربية عبد‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬ممثلة في قسم اللغة العربية‬ ‫الحمن المحسني وقد ركزوا كلهم على المجهودات‬ ‫وآدابها بكلية العلوم الإنسانية المؤتمر الدولي \"اللغة‬ ‫التي تقوم بها الجامعة للرفع من مستوى اللغة‬ ‫العربية والنص الأدبي على الشبكة العالمية\"‪ ،‬وذلك‬ ‫في الفترة الممتدة من ‪ 14‬فبراير ‪2017‬م إلى ‪16‬‬ ‫ال ع رب ي ة‪.‬‬ ‫ا لجلسة ا لا فتتاحية‪:‬‬ ‫فبراير ‪2017‬م‪.‬‬ ‫سيرها الدكتور يحي‬ ‫وقد توخى هذا‬ ‫فضل الله وضمت خمس‬ ‫المؤتمر استجلاء واقع‬ ‫مداخلات‪ ،‬أربعة من‬ ‫اللغة العربية على‬ ‫الجزائر وواحدة من‬ ‫شبكة المعلومات‬ ‫ا لعا لمية ‪ ،‬ووضع‬ ‫ال م غ رب‪.‬‬ ‫الحلول العلمية النظرية‬ ‫الجلسة الأولى‪ :‬سيرها‬ ‫والتقنية لمعالجة‬ ‫الدكتور عبد الحميد‬ ‫مواطن الضعف اللغوي‬ ‫الحسامي‪ ،‬وضمت خمس‬ ‫على الشبكة العالمية‪،‬‬ ‫ومعرفة الإمكانات التي تتيحها الشبكة لخدمة اللغة‬ ‫مداخلات أيضا‪.‬‬ ‫العربية وآفاقها المستقبلية‪ ،‬والإلمام بالأبعاد الفنية‬ ‫الجلسة الاولى المسائية‪ :‬سيرها الدكتور مفلح‬ ‫التي أضافها المحتوى التقني على النص الأدبي‪،‬‬ ‫القحطاني‪ ،‬وضمت أربع مداخلات فقط نتيجة غياب‬ ‫وتشجيع البحوث التقنية الخاصة بخدمة اللغة‬ ‫العربية على الشبكة العالمية‪ ،‬ورصد تحولات النص‪،‬‬ ‫الدكتور مجدي بن صوف من تونس‪.‬‬ ‫والفوارق الأدبية التي تحيط به في حوامله المختلفة‬ ‫الجلسة الثانية المسائية‪ :‬سيرها الدكتور خالد أبو‬ ‫(تويتر‪ ،‬وفيس بوك‪ ،‬وواتس أب…‪ ، ).‬واستهدف أيضا‬ ‫حكمة وضمت أربع مداخلات فقط نتيجة غياب الدكتور‬ ‫حثّ المؤسسات التقنية‬ ‫على توجيه أدواتها‬ ‫محمد الحناش من المغرب‬ ‫باتجاه حفظ متطور‬ ‫الجلسة الأولى من يوم الاربعاء ‪ 15‬فبراير‪2017‬م‪:‬‬ ‫للنص الأدبي الرقمي‬ ‫سيرها الدكتور أيمن‬ ‫(الشعر والنثر)‪ ،‬كما هو‬ ‫موسى ضمت خمس‬ ‫على الشبكة العالمية‪،‬‬ ‫وأخيرا استنهاض‬ ‫م داخ لات‬ ‫همم النقاد والباحثين‬ ‫الجلسة الثانية من‬ ‫وغيرهم لمواجهة النص الأدبي على الشبكة بوصفه‬ ‫يو م ا لار بعا ء ‪15‬‬ ‫جزء ًا من حركة النص المعاصر‪.‬‬ ‫فبراير‪2017‬م‪ :‬سيرها‬ ‫وتوزعت أشغال المؤتمر على الشكل الآتي‪:‬‬ ‫الدكتور محمد أبو ملحة‬ ‫اليوم الأول‪ :‬بعد الافتتاح تناول الكلمة كل من مدير‬ ‫الجلسة الثالثة من يوم‬ ‫الجامعة السيد فالح السلمي ثم السيد وكيل الجامعة‬ ‫الاربعاء ‪ 15‬فبراير‪2017‬م‪ :‬سيرها الدكتور ناصر‬ ‫قميشان وضمت ست مداخلات‬ ‫الجلسة الرابعة من يوم الاربعاء ‪ 15‬فبراير‪2017‬م‪:‬‬ ‫سيرها الدكتور قاسم عسيري وضمت أربع مداخلات‬ ‫الجلسة الخامسة من يوم الاربعاء ‪ 15‬فبراير‪2017‬م‪:‬‬ ‫‪142‬‬

‫التواصل باللغة العربية الفصحى‪.‬‬ ‫سيرها الدكتور ابراهيم ابو طالب وضمت أربع مداخلات‬ ‫اختتمت فعاليات المؤتمر الدولي الأول ‪:‬اللغ ذةخائر‬ ‫الجلسة السادسة من يوم الاربعاء ‪ 15‬فبراير‪2017‬م‬ ‫‪ :‬سيرها الدكتور احمد مريع وضمت اربع مداخلات‬ ‫العربية والنص الأدبي على الشبكة العالمية بـأحد‬ ‫عشرة توصية علمية‪ .‬أولاها التأكيد على أهمية‬ ‫وقد خصصت هذه الجلسة لتبادل التجارب‬ ‫موضوع المؤتمر‪ ،‬والدعوة إلى إقامة فعاليات علمية‬ ‫الجلسة الختامية‪ :‬خصصت لقراءة التوصيات‪.‬‬ ‫تُواصل ما طُرح في المؤتمر من دراسات وأبحاث‬ ‫أما عن محاور المؤتمر العامة فكانت كالتالي‪:‬‬ ‫علمية جادة‪ ،‬واعتماد اللغة العربية الفصحى في كتابة‬ ‫المحور الأول ‪:‬حال اللغة العربية على الشبكة العالمية‬ ‫المدونات الإبداعية والنقدية‪ ،‬وصياغة المصطلحات‬ ‫في ضوء الدرس اللغوي الحديث‪ ،‬وناقش‪ :‬مستويات‬ ‫والمفاهيم‪ ،‬وإضفاء جوانب تجديدية تتواءم مع هذه‬ ‫اللغة العربية على الشبكة العالمية وصلتها بالفصحى‪،‬‬ ‫الرؤية‪ ،‬والتأكيد على أهمية الاستمرار في رقمنة‬ ‫والسمات الصوتية والصرفية والتركيبية (النحوية)‬ ‫التراث المخطوط وإتاحته للباحثين‪ ،‬والدعوة إلى‬ ‫والدلالية ل ّلغة العربية على الشبكة العالمية‪ ،‬ومشكلات‬ ‫تطوير أدوات نقدية تقنية لتجسير الفجوة بين‬ ‫النص الرقمي وآليات قراءته المناسبة بحثا ومناقشة‪،‬‬ ‫اللغة العربية على الشبكة العالمية‪.‬‬ ‫وحث المؤسسات الأكاديمية على الاهتمام بدراسة‬ ‫أما المحور الثاني فكان بعنوان‪ :‬اللغة العربية‬ ‫المدونات اللغوية والأدبية الرقمية واعتبارها مصدراً‬ ‫والإتاحات التقنية‪ ،‬ويتضمن دور وسائل التقنية‬ ‫أساسي ًا من مصادر المعرفة‪ ،‬وأيض ًا تنسيق الجهود بين‬ ‫الحديثة في تشكيل اللغة المعاصرة‪ ،‬والفهرسة‬ ‫المؤسسات العلمية لتوحيد ضوابط التوثيق والأرشفة‬ ‫الإلكترونية‪ ،‬والكتابة العربية (الإملاء) والحرف العربي‬ ‫على الشبكة العالمية‪ ،‬وتب ّني كليات وأقسام اللغة‬ ‫على الشبكة العالمية‪ ،‬والانفتاح اللغوي‪ ،‬وهجنة اللغة‪،‬‬ ‫العربية إنشاء وحدات ومراكز بحثية متخصصة في‬ ‫ووسائل التقنية الحديثة وإسهاماتها في حف ٍظ أمثل‬ ‫الخطاب الرقمي‪ ،‬والحرص على عقد شراكات بين‬ ‫للنص الأدبي الرقمي (شعر ًا ونثر ًا) كما هو على‬ ‫المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص‪ ،‬وأيضاً إيلاء‬ ‫مواقع التواصل الاجتماعي ما تستحقه من اهتمام؛‬ ‫ال ش ب ك ة‪.‬‬ ‫برصد وتقويم حركة تطور استعمال اللغة العربية‬ ‫والمحور الثالث حول النص الأدبي وتشكلاته في‬ ‫فيها‪ ،‬وبالتفاعل الإيجابي مع ما يطرح فيها‪ ،‬بما‬ ‫الشبكة العالمية (دراسات نقدية)‪ ،‬ويتضمن‪:‬‬ ‫يسهم في صياغة وعي المستعملين للغة وتوجيه‬ ‫تش ّكلات النص الأدبي في المدونات والمواقع الشبكية‬ ‫سلوكهم اللغوي‪ ،‬والدعوة إلى توجيه جزء من الإنفاق‬ ‫المتنوعة‪ ،‬وتشكلات النص الأدبي في مواقع التواصل‬ ‫التنموي في العالم العربي لدعم البحوث والدراسات‬ ‫الاجتماعي‪ ،‬وأثر الحاضن التقني على النص الأدبي‪.‬‬ ‫والبرمجيات والتطبيقات التقنية لخدمة اللغة العربية‬ ‫كما ق ّدم الدكتور رشيد عموري‪ ،‬من مركز فاطمة‬ ‫على الشبكة العالمية‪ ،‬وكذلك تعميق العلاقة بين‬ ‫الفهري للدراسات والأبحاث بمدينة فاس المغربية‪،‬‬ ‫المختصين في الدراسات اللغوية والمختصين في‬ ‫دراسة بعنوان‪ :‬مخاطر لغة شبكات التواصل الاجتماعي‬ ‫البرمجيات‪ ،‬لتحقيق أهداف علمية وتعليمية‪ ،‬وربط‬ ‫على لغة القرآن الكريم‪ ،‬ويهدف البحث إلى بيان‬ ‫المؤسسات التي تُعنى بالمدونات الرقمية بالجامعات‬ ‫الاختلاف ال َبين بين لغة التواصل الاجتماعي نطقا‬ ‫والمراكز البحثية‪ ،‬والتعاون المثمر لإنجاز أعمال‬ ‫وإملاء وتركيبا واللغة العربية‪ ،‬وأثر هذا الاختلاف في‬ ‫فهم اللغة العربية الفصحى وفي فهم القرآن الكريم‪،‬‬ ‫علمية رصينة‪.‬‬ ‫ويسعى إلى بيان آثار استخدام هذه اللغة على العقيدة‬ ‫الإسلامية‪ ،‬وخطر الذوبان الثقافي‪ ،‬ويحاول البحث‬ ‫أيضا تقديم حلول عملية لتشجيع الشباب على‬ ‫‪143‬‬

‫�ركقا ت�ء� فا يب�ت��‬ ‫‪144‬‬

‫تقديم لكتاب ذخائر‬ ‫البعثات التعليمية“‬ ‫في عهد مولاي‬ ‫الحسن” للدكتور‬ ‫جمال حيمر‬ ‫أحمد سوالم‬ ‫‪145‬‬

146

‫من خلال الانطلاق من تشابه المقدمات واختلاف‬ ‫يعتبر التعليم نقطة الاتصال بين حضارتين ومجتمعين‬ ‫النتائج ولماذا حققت بعثات اليابان التعليمية النمو ذخائر‬ ‫مختلفين ومتفاوتين‪ ،‬غالبا ما يكون هدف القوي هو‬ ‫إدماج المجتمع الآخر في دائرته‪ .‬ومن تم تكتسي‬ ‫وساهمت في بروز هاته الدولة كقوة صاعدة خلال‬ ‫دراسة هاته المؤسسة الاجتماعية المحددة الأهداف‬ ‫القرن التاسع عشر بينما فشلت نظيرتها المغربية‪.‬‬ ‫والوظائف دراسة تاريخية أهمية قصوى‪ ،‬باعتبار‬ ‫وتعد دراسة يحيي بولحية التي حصل من خلالها على‬ ‫السياسة التعليمية المتبعة في فترة زمنية ما‪ ،‬إنما هي‬ ‫شهادة الدكتوراه في التاريخ‪ ،‬من أهم هاته الدراسات‬ ‫انعكاس لحالة التقدم أو التقهقر التي تعرفها البلاد‪،‬‬ ‫خلص فيها أنّه يصعب تقويم مآل البعثات التعليمية‬ ‫ما جعل من التعليم سلاحا ذا حدين‪ :‬فهو السبيل‬ ‫المغربية واليابانية‪ ،‬في النصف الثاني من القرن‬ ‫لبناء المجتمعات من جهة‪ ،‬ووسيلة للاستغلال من‬ ‫التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين‪،‬‬ ‫بمعز ٍل عن الأوضاع العامة التي أحاطت بالبلدين‪،‬‬ ‫جهة ثانية‪.‬‬ ‫وأفرزت نتائج متباينة على مستوى مآل التحديث‬ ‫وقد أثارت قضايا التعليم الدراسات التاريخية‬ ‫في المغرب واليابان‪ .‬فالمغرب حسبه فقَدَ مقدمات‬ ‫المغربية‪ ،‬حيث انصب اهتمام المرخيين على دراسته‬ ‫التغيير وقابلية الإصلاح‪ ،‬فقد كان متعلقًا بفكرٍ سلفي‬ ‫خلال الحماية بصفة عامة أو في مدينة معينة‪ ،‬ومن‬ ‫غير قادر على مواكبة تحولات التحديث الأوروبي؛ في‬ ‫حين اعتمد اليابان سلفيته الخاصة‪ ،‬مرتكزا على قيمه‬ ‫أهم هاته الدراسات الجامعية نذكر‪:‬‬ ‫الأخلاقية والأسطورية في عملية الإصلاح والتنمية‪،‬‬ ‫ ‪ -‬أوري لحسن‪ ،‬التعليم بمدينة صفرو على‬ ‫ونجح في التوفيق بين التقليدية والتحديث‪ ،‬ما جعل‬ ‫عهد الحماية‪ ،‬رسالة دكتوراه في التاريخ (مرقونة)‬ ‫تحت إشراف حسن الشافعي علوي‪ ،‬كلية الآداب‬ ‫منه مادةً للمقارنة والتمثّل والاقتداء‪.‬‬ ‫والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس‪ ،‬الموسم‬ ‫فإن الكتاب الذي بين أيدينا قد منح دراسة هذا‬ ‫الموضوع بعدا آخر من خلال جرأة طرق أرشيف بعض‬ ‫ال ج ام ع ي‪.2004-2003‬‬ ‫طلبة البعثات والوثائق التاريخية المتناثرة عبر البلدان‬ ‫‪ -‬برادة رشيدة‪ ،‬التعليم في ضوء التدخلات‬ ‫التي قصدتها هاته البعثات في محاولة لبناء صورة‬ ‫الأجنبية وردود الفعل الوطنية‪ ،‬رسالة دكتواره في‬ ‫واضحة عن هاته التجربة التاريخية التي لو حققت‬ ‫التاريخ (مرقونة) تحت إشراف عبد الكريم البزاوي‪،‬‬ ‫النجاح لغيرت المسار التاريخي للمغرب المعاصر‪.‬‬ ‫كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬ ‫اختار المؤلف لكتابه عنوان‪\" :‬البعثات التعليمية في‬ ‫عهد السلطان مولاي الحسن\"‪ .‬وهو من منشورات‬ ‫‪. 2005‬‬ ‫\"الزمن\" سلسلة شرفات‪ ،62:‬مطبعة بني يزناسن‬ ‫‪ -‬اليزيدي محمد‪ ،‬التعليم بالمغرب على عهد‬ ‫سلا‪ ،‬نونبر ‪ ،2015‬عدد صفحاته مائة وثلاثة وثمانون‬ ‫الحماية الفرنسية مدينة فاس نموذجا‪،1956-1912‬‬ ‫رسالة دكتوراه في التاريخ (مرقونة)‪ ،‬كلية الآداب‬ ‫صفحة من الحجم المتوسط‪.‬‬ ‫والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس‪ ،‬الموسم‬ ‫أغني صاحب الكتاب‪ ،‬المؤرخ جمال حيمر‪ ،‬الخزانة‬ ‫المغربية بعديد من المؤلفات التاريخية خصوصا‬ ‫الجامعي ‪. 2003-2002‬‬ ‫حول العاصمة الإسماعيلية مكناس وتاريخها منها‪:‬‬ ‫وبقي اهتمام مؤرخي التاريخ المعاصر المغربي‬ ‫\"مكناس من التأسيس إلى العصر الحديث دراسة في‬ ‫بمسألة البعثات التعليمية خلال القرن التاسع‬ ‫التاريخ السياسي والعمراني \"‪ ،‬ويعمل جمال حيمر‬ ‫عشر محدودا‪ ،‬لما تطرحه من مشاكل وإكراهات‬ ‫حاليا أستاذا للتعليم العالي‪ ،‬بشعبة التاريخ بكلية‬ ‫على مستوى البحث الوثائقي والأرشيف‪ .‬ورغم ذلك‬ ‫يبقى لهم الفضل في فتح ثغرة الكشف عن واقع‬ ‫هاته البعثات ومقارنتها بالبعثات التعليمية اليابانية‬ ‫‪147‬‬

‫وقسمه إلى فصلين‪ .‬تحدث الأول عن المصادر‬ ‫الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس‪.‬‬ ‫الداخلية‪ ،‬والثاني عن المصادر الخارجية‪.‬‬ ‫جاء كتاب‪\" :‬البعثات التعليمية في عهد السلطان‬ ‫مولاي الحسن\" موزعا على مقدمة وثلاث أبواب كل‬ ‫لقد شكلت البعثات التعليمية في عهد مولاي‬ ‫واحد بفصلين‪ ،‬وفي نهايته خاتمة وملحق وبيبليوغرافيا‬ ‫الحسن الأول‪ ،‬لحظة تاريخية مهمة في الاتصال‬ ‫بالتعليم العصري‪ ،‬وفي الاحتكاك بين المدنية الأوربية‬ ‫وف ه رس‪.‬‬ ‫التي أفرزتها عوامل شتى كالنهضة الأوربية وعصر‬ ‫أهمية الكتاب‪:‬‬ ‫الأنوار والثورة الصناعية‪ ،‬والحالة الحضارية التقليدية‬ ‫نوهت مقدمة الكتاب التي كتبها المؤرخ إبراهيم‬ ‫المتوارثة بالمغرب‪ ،‬في قرن كانت فيه البلاد مغلقة في‬ ‫القادري بوتشيش‪ ،‬بجهود الكاتب ومساهمته في‬ ‫وجه التيارات الفكرية والحضارية الخارجية‪ ،‬ويعيش‬ ‫البحث التاريخي المغربي‪ ،‬وتنويه بأهمية الموضوع‪،‬‬ ‫في عزلة تامة فرضها على نفسه‪ ،‬تحت ضغط عدة‬ ‫لقلة الدراسات التاريخية التي تناولته‪ ،‬ما يجعل‬ ‫عوامل في مقدمتها حرصه على المحافظة على‬ ‫الكتاب إضافة نوعية‪ .‬وفي ذلك يقول‪\" :‬لم تكن‬ ‫معرفة المهتمين بتاريخ المغرب في القرن التاسع‬ ‫اس ت ق لال ه‪.‬‬ ‫عشر‪ ،‬تتجاوز سقف الإشارات والتلميحات الباهتة إلى‬ ‫وكان الهدف والمقصد من إرسال البعثات‪ ،‬هو‬ ‫هذه المبادرة على غرار كل التجارب الإصلاحية بكثير‬ ‫توفير الكفاءات الوطنية اللازمة لتنفيذ المشاريع التي‬ ‫من العمومية والتأسف عن نكوص وكبوة هاته المبادرة‪،‬‬ ‫تبناها السلطان أو فكر في إنجازها‪ ، 2‬ما يعكس‬ ‫على غرار التجارب التحديثية التي شهدتها معظم‬ ‫أن استعانته بالخبراء الأجانب في إصلاحاته‪ ،‬كانت‬ ‫البلدان الإسلامية‪ ،‬في سياق الاحتكاكات الأولى التي‬ ‫فكرة ظرفية ‪,‬فقد كان يعول على هاته البعثات‬ ‫وقعت بينها وبين أوربا خلال القرن التاسع عشر\"‪. 1‬‬ ‫بعد عودتها للنهوض بالمرافق الحيوية من أشغال‬ ‫وتزداد أهمية الكتاب‪ ،‬من خلال المادة المصدرية‬ ‫عمومية ودفاع وغيرها‪ ،‬وذلك تبرزه الرغبة في تنويع‬ ‫التي أعتمد عليها جمال حيمر‪ ،‬والتي توزعت بين‬ ‫المصادر الثقافية والحضارية المأخوذ عنها‪ ،‬وهو ما‬ ‫الدراسات المعاصرة التي تناولت الموضوع‪ ،‬والعديد‬ ‫يفسر جغرافية توزيع الطلبة الذين أوفدوا إلى أوربا‪،‬‬ ‫من الوثائق والمخطوطات‪ ،‬كمخطوط ابن عزوز‬ ‫حيث تم توزيعهم بين دول عديدة منها ما هو في‬ ‫المراكشي المعنون ب\"رسالة العبد الضعيف إلى‬ ‫جنوب أوربا كإيطاليا ومنها ما ينتمي إلى وسطها‬ ‫السلطان الشريف الغالي اللجائي\"‪ ،‬كما استعان في‬ ‫كألمانيا ‪,‬ومنها ما هو في صميم الغرب الأوربي إما‬ ‫تناوله بالرحلات السفارية كرحلة العمراوي‪ ،‬ورحلة‬ ‫الصفار‪ ،‬وعلى الوثائق الأجنبية كوثائق وزارة الخارجية‬ ‫جنوبا كإسبانيا أو شمالا كإنجلترا‪.‬‬ ‫الفرنسية بباريس‪ ،‬وعلى مراسلات وأعمال بعض طلبة‬ ‫تحكمت مجموعة من العوامل في بلورة فكرة‬ ‫هاته البعثات كمراسلات محمد بن الكعاب لعائلته‪،‬‬ ‫البعثات التعليمية‪ ،‬منها ما هو داخلي ومنها ما هو‬ ‫وأعمال أحمد شهبون والطاهر الأودي‪ .‬فتنوع المادة‬ ‫خارجي‪ .‬بالنسبة للعوامل الداخلية‪ ،‬مثلثها الجهات‬ ‫المصدرية وغناها‪ ،‬فتح الطريق لبحث الموضوع من‬ ‫الرسمية‪ ،‬ورغبتها في تجاوز الإخفاقات العسكرية‬ ‫منطلقات مختلفة‪.‬‬ ‫(هزيمتي ايسلي وتطوان)‪ ،‬وهاته الرغبة تمت على‬ ‫مصادر ومقاصد البعثات التعليمية‪:‬‬ ‫يد الدولة إن لم تكن على يد السلطان بصفته فردا‪3‬‬ ‫عنون حيمر الباب الأول‪ ،‬بمصادر فكرة البعثات‪،‬‬ ‫‪ .‬في حين العوامل الخارجية‪ ،‬جسدها ممثلو القوى‬ ‫الأجنبية بالمغرب خدمة لمصالحها وامتيازاتها‪ ،‬من‬ ‫‪ 1‬ـ حيمر جمال‪ ،‬البعثات التعليمية في عهد السلطان مولاي الحسن‪ ،‬منشورات الزمن‪ ،‬مطبعة بني ازناسن‪ ،‬سلا‪ ،2015 ،‬ص ‪.7‬‬ ‫‪ 2‬ـ م‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.83‬‬ ‫‪148‬‬

‫‪ -‬اتسمت هاته الخطوة بنظرة ضيقة وتقنية بالأسا ذسخائر‬ ‫خلال إيعازهم ومطالبتهم للبلاد بإدخال إصلاحات‬ ‫في تفسير أسباب الهزائم العسكرية التي مني بها‬ ‫ومشاريع تحديثية‪ ،‬وأحيانا فرضها رغم ما كان يعنيه‬ ‫المغرب (إيسلي وتطوان)‪ ،‬وتجلى ذلك في الفرق‬ ‫ذلك من تطاول على سيادة البلادـ وتجاوز لصلاحيات‬ ‫الكبير بين نوايا السلطة العليا من وراء إرسال البعثات‬ ‫التعليمية وطرق تنفيذها من طرف المسؤولين‬ ‫ال س ل ط ان‪.‬‬ ‫المخزنيين‪. 5‬‬ ‫كما أن إصلاحات محمد علي بمصر ووصول أصداءها‪ ،‬لا‬ ‫‪ -‬لضمان نجاح هاته التجربة‪ ،‬كان من المفروض تهيئ‬ ‫تقل أهمية عن الأوضاع التي اقتضت ضرورة الإصلاح‪،‬‬ ‫شروط الأرضية المناسبة‪ ،‬التي يمكن الاستناد إليها‪،‬‬ ‫وذلك يتجلى في كونها شكلت مصدرا فاعلا ساهم‬ ‫وهذا بالضبط ما كان يفتقر إليه المجتمع المغربي‬ ‫وقت إرسال البعثات التعليمية وعودة أفرادها‪ ،‬حيث‬ ‫في بروز فكرة البعثات التعليمية‪. 4‬‬ ‫لم يجدوا بنية تعليمية‪ ،‬تتيح لهم توظيف ما حصلوا‬ ‫البعثات التعليمية وأسباب فشلها‪:‬‬ ‫عليه من معارف جديدة‪ ،‬إذ لم تكن آنذاك مدارس‬ ‫خصص الباب الثاني‪ ،‬للبعثات التعليمية إلى‬ ‫كان بالإمكان‪ ،‬أن يتولوا فيها مهام التدريس لتعليم‬ ‫الخارج‪ ،‬مركزا في فصله الأول على الإجراءات الإعدادية‬ ‫اللغات الأجنبية‪ ،‬التي لا شك أن بعض الخريجين‬ ‫والأصول الاجتماعية لإفرادها والنفقات المالية؛ في‬ ‫كانوا يتقنونها‪ . 6‬كما تم تشغيلهم في مهام بعيدة‬ ‫حين خصص الفصل الثاني‪ ،‬لمقاصد هاته البعثات‬ ‫عن تخصصهم‪ ، 7‬وتعرضوا للإهمال‪ ،‬خصوصا بعد‬ ‫والتي تعددت ما بين مصر وجبل طرق وانجلترا وألمانيا‬ ‫وفاة الحسن الأول‪.‬‬ ‫‪ -‬ساهم الضغط الأجنبي كذلك في إفشال التجربة‬ ‫وفرنسا وايطاليا‪.‬‬ ‫وتحريفها عن مسارها‪ ،‬وتوجيهها لخدمة مصالحه‬ ‫وتطرق جمال حيمر في الباب الثالث‪ ،‬لحصيلة هاته‬ ‫الساعية إلى السيطرة على البلاد‪. 8‬‬ ‫التجربة الإصلاحية‪ ،‬حيث ركز في الفصل الأول على‬ ‫على سبيل الختم‪:‬‬ ‫النتائج العملية والعلمية لهاته البعثات‪ ،‬ليخلص في‬ ‫ختاما‪ ،‬لقد شكلت البعثات التعليمية في عهد‬ ‫الفصل الثاني‪ ،‬أسباب فشل تجربة البعثات التعليمية‪.‬‬ ‫الحسن الأول‪ ،‬لحظة تاريخية مهمة وحلقة اتصال‬ ‫فرغم ما رافق تجربة البعثات التعليمية من استعدادات‬ ‫العقل المغربي بتيارات العلم والفكر في أوربا خلال‬ ‫واهتمام من طرف الدولة‪ ،‬ومتابعة أحوال الطلبة في‬ ‫القرن التاسع عشر‪ ،‬ما أعطى للعلاقة المغربية‬ ‫البلدان التي أرسلوا إليها‪ .‬وتبقى فكرة الاستفادة من‬ ‫الأوربية دلالات فكرية وحضارية‪ ،‬كما عبرت تجربة‬ ‫العلوم والخبرات الأوربية عن طريق البعثات التعليمية‬ ‫هاته البعثات عن مأزق الإصلاح‪ ،‬واعتبار أوربا العدو‬ ‫فكرة جادة وخطوة متقدمة مقارنة بوضعية وسمات‬ ‫والنموذج في نفس الآن‪ ،‬العدو لسياستها وأطماعها‬ ‫مغرب القرن التاسع عشر‪ ،‬وتنم عن وعي السلطان‬ ‫التوسعية‪ ،‬والنموذج بعلومها وسلاحها وصناعتها‬ ‫بمخاطر المخطط الاستعماري‪ ،‬وبالتالي سعيه‬ ‫حسب جمال حيمر‪.‬‬ ‫لتقوية وسائل الدفاع (تحديث المؤسسات)‪ ،‬إلا أن‬ ‫هاته الخطوة لم تحقق الأهداف المرجوة منها لتكون‬ ‫استفادة المغرب من خريجي المعاهد الأوربية‪ ،‬ومن‬ ‫هاته البعثات جد محدودة وذلك لعدة أسباب منها‬ ‫‪ 3‬ـ م‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫‪ 4‬ـ م‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.65‬‬ ‫‪ 5‬ـ م‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.82‬‬ ‫‪ 6‬ـ م‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.132‬‬ ‫‪ 7‬ـ م‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.116‬‬ ‫‪ 8‬ـ م‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.130‬‬ ‫‪149‬‬

150


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook