Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore Dakhaeir_1

Dakhaeir_1

Published by mafadcenter, 2019-03-25 09:59:08

Description: Dakhaeir_1

Search

Read the Text Version

‫ذخائر‬ ‫وتناول الباحثان في هذه الدراسة أداتان من‬ ‫من مرحلة فكرة تطوير منتج جديد مرورًا بكافة‬ ‫هذه الأدوات وهما التكلفة المستهدفة وسلسة‬ ‫المراحل كالتصميم والإنتاج والتسويق حتى‬ ‫تقديم المنتج إلى العميل بالجودة والمواصفات‬ ‫القيمة لأنهما تناسب الشركة عينة الدراسة لأنها‬ ‫والسعر المناسب‪ ،‬ويلاحظ أن هذا الأسلوب يركز‬ ‫ذات طاقة إنتاجية صغيرة‪ ،‬وتؤدي إلى تحسين‬ ‫على حاجات العملاء والتحسين المستمر‪.‬‬ ‫و ي ب د أ ت ط ب ي ق ن ظ ا م ا ل ت ك ل ف ة ا ل م س ت ه د ف ة م ن خ لا ل ت ح‬ ‫جودة المنتج وتخفيض تكلفَة المنتجات بشكل‬ ‫ديدالسعرالذييقودالسوق باعتبارهالسعرالمس‬ ‫ت ه دف‪،‬وب ن اءع ل ي ه ي ت م ت ح دي دال ت ك ل ف ةال م س ت ه دف ة‬ ‫ملحوظ كهدف واضح إلى جانب الأخذ في الاعتبار‬ ‫من خلال طرح الربحالمستهدفمنالسعرالمست‬ ‫ه دف‪،‬وب م ق ارن ةال ت ك ل ف ةال م س ت ه دف ةب ال ت ك ل ف ةالأول‬ ‫جودة المنتج‪ ،‬كما تعملان على ترابط الأقسام‬ ‫ية يتبين أن هناك فجوة التكلفة‪ ،‬وتتضمنفجوة‬ ‫ال ت ك ل ف ةج زءي م ك ن ت خ ف ي ض ه‪،‬وآخ رلاي م ك ن ت خ ف ي ض ه‪،‬‬ ‫الداخلية للشركة كفريق واحد يأخذ على عاتقه‬ ‫وبناء على ذلك يتم تحديد التكلفة المسموح‬ ‫بها‪ ،‬وتتمثلعلاقةالارتباطبيننظام التكلفةالمس‬ ‫مسئولية تسويق وتخطيط و َتطوير وتصنيع وبيع‬ ‫ت ه د ف ة و م ح ا س ب ة ا ل ت رش ي د ف ي أ ن م ح ا س ب ة ا ل ت رش ي د‬ ‫تستخدمنظامالتكلفةالمستهدفةلأ نهيتضمن‬ ‫وتَوزيع وتركيب المنتج‪ ،‬وكذلك مشاركة العملاء‬ ‫مجموعةمنالأدواتمثلسلاسلالقيمة‪ ،‬وهندسة‬ ‫القيمة‪ ،‬وإعادة التصميم‪ ،‬والهندسة المتزامنة‬ ‫والموردين لتَصميم المنتَجِ الصحي ِح ومعرفة ما‬ ‫والتيتعملعلىسد فجوةالتكلفةوالوصولإلىالتكلف‬ ‫يتوقعه العملاء والمستهلكون من المنتج الخاص‬ ‫ةالمسموحبها‪( .‬المشهراوي‪)58 :2015 ،‬‬ ‫‪ 2-‬أداة سلسة القيمة‪:‬‬ ‫بالشركة أو من المنتجات المنافسة والبديلة‪،‬‬ ‫عرفت سلسة القيمة بأنها‪\" :‬أداة التحليل‬ ‫ويمكن التعرف على هاتن الاداتان كما يلي‪-:‬‬ ‫الاستراتيجي المهمة التي تستخدمها إدارة من‬ ‫تشخيص مجالات المنفعة‪ ،‬أو القيمة بالنسبة‬ ‫‪ 1-‬أداة التكلفةالمستهدفة‪:‬‬ ‫للعملاء وعملها على تخفيض كلف المنتجات‬ ‫طوال دورة حياتها من أجل الحصول علا فهم‬ ‫ويمكن تعريف التكلفة المستهدفة بأنها‪:‬‬ ‫ ‬ ‫أفضل للميزة التنافسية للشركة وروابطها مع‬ ‫مجهزيها وعملائه\"‪)Blocher , 2010: 27(.‬‬ ‫\"ويمكن تعريف أسلوب التكاليف المستهدفة‬ ‫وت ت ض م ن س ل س ل ةال ق ي م ةال ت ح ل ي ل ل ك ل وظ ي ف ةأس اس ي ة‬ ‫من وظائفأيشركةإلاالأنشطةالمكونةلها‪،‬وكلنشا‬ ‫بأنها نظام لتخطيط الأرباح وإدارة التكلفة يعتمد‬ ‫طإلاالعملياتالتشغيليةالفرعيةالخاصةبه بهدفت‬ ‫ح دي دال م ن ف ع ةأوال ق ي م ةال م ض اف ةل ل ع م ي ل م ن ال م ن ت ج‪.‬‬ ‫على سعر البيع والتركيز على العميل وتصميم‬ ‫(شجاع‪)24-25 :2015 ،‬‬ ‫المنتج ووجود فريق عمل متكامل ملتزم بتطبيق‬ ‫كما تعد سلسلة القيمة من الأساليب الحديثة‬ ‫النظام‪ ،‬ويتيح تطبيق نظام التكاليف المستهدفة‬ ‫ممارسة إدارة التكلفة في المراحل المبكرة لتطوير‬ ‫المنتج‪ ،‬وتستمر تلك الممارسات خلال دورة حياة‬ ‫المنتج وذلك من خلال التعامل النشط مع سلسلة‬ ‫القيمة الكلية\"‪(.‬عيسى‪)156 :2010 ،‬‬ ‫تهدفالتكلفةالمستهدفةإلىتقديممنتجأوخد‬ ‫مةبا لتكلفة وا لجودة وا لسعرا لذييرضيا لعملاء‬ ‫ب الإض اف ةإل ى ت ح ق ي ق رب ح م ن اس ب ل ل ش رك ة‪.‬‬ ‫ويعتبر أسلوب التكلفة المستهدفة الأداة اللازمة‬ ‫لتلبية احتياجات العملاء وزيادة القيمة المقدمة‬ ‫إليهم‪ ،‬وتستخدم التكلفة المستهدفة لفهم‬ ‫متطلبات العملاء وتحديد التغيُّرات الواجب إجراؤها‬ ‫من أجل زيادة القيمة المقدمة للعميل‪ ،‬وتتضمن‬ ‫التكلفة المستهدفة مجموعة من الخطوات تبدأ‬ ‫‪51‬‬

‫كل المهارات المحاسبية الصحيحة لغرض فهم‬ ‫لتخفيض التكاليف يتم من خلالها احتساب‬ ‫العمل والقدرة على كسب المعرفة التامة للعمليات‬ ‫التكاليف على أساس الأنشطة الرئيسة منها‬ ‫الأولية ومتابعة كل الإصدارات التجارية وهذه‬ ‫والفرعية من خلال اعادة هيكلة الأنشطة بهدف‬ ‫النظرة هي أوسع من نظرة المحاسبة التقليدية‪.‬‬ ‫تعظيم قيمة تلك الأنشطة بدءاً من عملية شراء‬ ‫‪ 2-‬الافتقار للتقريببينالأقسامالمختلفة؛فالعدي‬ ‫المواد الأولية ولغاية تسليم المنتج للمستهلك‪،‬‬ ‫دم ن ال ش رك ات ت ح ددم واق ع وظ ائ ف ال م ح اس ب ةال م ال ي ة‬ ‫وأن عملية تحليل تكلفة الأنشطة يساعد الإدارة‬ ‫على مساحةبعيدةعنمواقعالإنتاج‪،‬وأنتياراتالقي‬ ‫في التعرف على مقدار ما تمثله تكلفة كل نشاط‬ ‫م ةت س ت ب ع دالأق س ام ال وظ ي ف ي ةال ت ق ل ي دي ةب لإ ن م ع ظ م‬ ‫قياسًا بالكلفة الإجمالية وبالتالي يتم التركيز على‬ ‫الشركاتلا تجعلالمحاسبينيتفاعلونمعالعاملين‬ ‫الأنشطة ذات التكلفة المرتفعة قياسا بالأنشطة‬ ‫الاخرى‪ ،‬وبالتالي يتم البحث عن كل السبل التي‬ ‫ب أق س ام الإن ت اج‪.‬‬ ‫تؤدي الى تخفيض تلك التكاليف وبالشكل‬ ‫‪ 3-‬يتطلبمنالمحاسبالإداريربطكلالأرقامالتييح‬ ‫الذي يؤدي الى الحفاظ على نوعية المنتجات أو‬ ‫صلعليهابالكشوفاتالماليةوتركعمليةالتكلفة الت‬ ‫الخدمات الم قدمة‪ ،‬وبما يكفل لها تحقيق سلسلة‬ ‫اري خ ي ةف ي إع دادق وائ م ه اال م ال ي ةال خ اص ةب ال م ن ظ م ة‪.‬‬ ‫القيمة ومنافسة المنشآت الأخرى ‪ ،‬وكل ذلك‬ ‫‪ 4-‬الشعور بالتفوق المهني اذ تقوم بعض‬ ‫يتطلب خبرة وفهما واسعًا عن الانشطة المراد‬ ‫المؤسسات المهنية الخاصة بالمحاسبة الإدارية‬ ‫تخفيض كلفها فضلاً عن ذلك فالأمر يتطلب‬ ‫بحجب المعلومات والتقارير الضرورية لنشر‬ ‫المزيد من المعلومات للنظر في وضع المنشأة‬ ‫وماهي علاقاتها الداخلية والخارجية وكذلك الأمر‬ ‫ثقافة المحاسبة الرشيقة‪.‬‬ ‫يتطلب قيام المنشأة بمقارنة تكاليف أنشطتها‬ ‫‪ 5-‬غالب ًا ما يكون وظائف المحاسبة والمالية في‬ ‫مع تكاليف أنشطة المنشآت المماثلة لغرض‬ ‫النظم التقليدية لا ترتبط بالمنافع المتوقعة في‬ ‫صافي الدخل وهذا لا يحفز طرق تشغيلية جديدة‪.‬‬ ‫تحقيق الميزة التنافسية‪.‬‬ ‫ويمكن القول أن أسلوب تحليل سلسلة القيمة‬ ‫( (‪Carnes & Hedin,2005: 31-32‬‬ ‫من أساليب إدارة التكلفة الاستراتيجية الفعالة‬ ‫‪ 6-‬هناكافتقارللدعموالإسنادالبحثيوالتعليميلم‬ ‫التي تساعد إدارة الشركة على تحقيق ميزة‬ ‫ن ه ج ي ات ال م ح اس ب ةال ج دي دة؛ل ذل ك ف إن إدارةالإن ت اج ت‬ ‫تنافسية من خلال التركيز على النواحي الخارجية‬ ‫ستجيب لتطورالتقنياتالجديدةفيالإنتاج‪،‬ويكون‬ ‫والداخلية‪ ،‬وتحقيق التفاعل بينهما مما يمكن‬ ‫أق ل داف ع ي ةل ل م ح اس ب ي ن؛ل وض ع خ ط وات الإس ن ادوال د‬ ‫الشركة من مقارنة وضعها التنافسي مع مثيلاتها‬ ‫ع م ل ه ذه ال ت ق ن ي ات‪.‬‬ ‫من الشركات‪(.‬يوسف‪)6 :2009 ،‬‬ ‫‪ 7-‬هناك مبدأ أساسي في التصنيع الرشيق أي‬ ‫تاسعاً‪ :‬معوقات استخدام المحاسبة الرشيقة‪:‬‬ ‫شيء لا يضيف قيمة ويحسنها ينبغي استبعاده‪،‬‬ ‫يوجد عدة معوقات تحول دون استخدام‬ ‫وهذا يتضمن العديد من البيانات والمعاملات‬ ‫المحاسبة الرشيقة من بينها ما يلي (كاظم‪،‬‬ ‫والتقارير المتولدة من قبل المحاسبين‪.‬‬ ‫‪:)229 :2014‬‬ ‫عاشر َا‪ :‬الاختلاف بين المحاسبة التقليدية‬ ‫‪ 1-‬الافتقارلعملية التدريب وعد فهم عمليات‬ ‫والمحاسبة الرشيقة‪(:‬كاظم‪.،)231 :2014،‬‬ ‫الإنتاج‪ ،‬أن الوضع الحالي للعمليات التشغيلية‬ ‫‪Qingmin, y, Wang L., 2009: 3))،‬‬ ‫سريعة التغير تتطلب من المحاسبين أن يجمعوا‬ ‫‪)(Cable, 2009: 27‬‬ ‫‪52‬‬

‫ذخائر‬ ‫‪53‬‬

‫ومن غايات الشركة‪)www.wikimapia.org( :‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬الإطار العملي للدراسة‪:‬‬ ‫‪ 1 -‬العمل في مجال المقاولات والتعهدات‬ ‫‪ -‬منهجية الدراسة‪:‬‬ ‫والإنشاءات‪ ،‬وتنفيذ المشاريع العامة والخاصة‬ ‫ومقاولات الأبنية والإسكان والإعمار‪ ،‬والدخول في‬ ‫لتحقيق أهداف الدراسة واختبار فرضية الدراسة‬ ‫تم استخدام المنهج الاستقرائي التطبيقي وذلك‬ ‫المناقصات بما يحقق هذه الغاية‪.‬‬ ‫‪ 2-‬امتلاك واستئجار العقارات والمباني‬ ‫باتباع ما يلى‪:‬‬ ‫والمعدات والآلات والأجهزة ووسائل النقل والآليات‬ ‫‪ 1-‬المنهج الاستقرائي‪ :‬لتوضيح الإطار النظري‬ ‫للمحاسبة الرشيقة وعلاقتها بتخفيض التكاليف‬ ‫اللازمة لتحقيق أغراض الشركة وأهدافها‪.‬‬ ‫بهدف ترشيد اتخاذ القرارات‪ ،‬وتحديد متغيرات‬ ‫‪ 3 -‬العمل في مجال التجارة العامة من بيع‬ ‫الدراسة بالاستعانة بالمراجع والدراسات السابقة‬ ‫وشراء واستيراد وتصدير البضائع بوجه عام‪.‬‬ ‫المتعلقة بالموضوع‪.‬‬ ‫‪ 4-‬العمل في مجال الصناعة والإنتاج بما يحقق‬ ‫‪ 2-‬المنهج التطبيقي‪:‬من خلال دراسة حالة‬ ‫تطبيقية على شركة الحلقاويإحدى شركات‬ ‫مصلحة الشركة ومنفعتها‪.‬‬ ‫المقاولات العاملةبقطاع غزة بفلسطين مع المشاركة‬ ‫وقد قام الباحثان بعدة زيارات ميدانية إلى مقر‬ ‫الفعالة في مناقشة المسؤولين في تلك الشركة‪.‬‬ ‫الشركة كما قاما بإجراء مقابلات شخصية مع بعض‬ ‫المسؤولين وهم‪ :‬المسؤول التنفيذي‪ ،‬ومسؤول‬ ‫‪ -‬مجتمع وعينة الدراسة‪:‬‬ ‫الإنتاج‪ ،‬والمسؤول المالي بغرض التعرف على‬ ‫باعتبار أن الدراسة هي دراسة حالة فإن مجتمع‬ ‫طبيعة عمل الشركة على المستوى المحاسبي‬ ‫الدراسة يتكون من جميع شركات المقاولات‬ ‫والإنتاجي ومدى توافق العمل مع نظام المحاسبة‬ ‫بفلسطين‪ ،‬أما عينة الدراسة فقد تم اختيار شركة‬ ‫الحلقاويإحدى شركات المقاولات العاملة في قطاع‬ ‫ال رش ي ق ة‪.‬‬ ‫غزة التي تعمل في مجال الصناعة والتجارة والبناء‬ ‫وقد لاحظ الباحثان ما يلي‪:‬‬ ‫ويمكن تطبيق أدوات المحاسبة الرشيقة عليها‪.‬‬ ‫‪ 1-‬إن أنشطة الشركة تصنف في ثلاثة مجالات‬ ‫دراسة الحالة التطبيقية‪:‬‬ ‫ك ال ت ال ي‪:‬‬ ‫قام الباحثان بإجراء دراسة حالة تطبيقية على‬ ‫أ‪ -‬مجال المقاولات‪ :‬يتم الدخول في مناقصات لعمل‬ ‫شركة الحلقاويإحدى شركات المقاولات العاملة‬ ‫في قطاع غزة للتعرف على دور المحاسبة الرشيقة‬ ‫مباني ووحدات سكنية وإنشاءات‪.‬‬ ‫في تخفيض التكاليف بهدف ترشيد اتخاذ القرارات‬ ‫ب‪ -‬مجال الإنتاج‪ :‬يوجد بالشركة مصنع للبلوك‬ ‫في الشركة وذلك باستخدام الأدوات التالية‪:‬‬ ‫الإس م ن ت ي‪.‬‬ ‫‪ 1-‬الملاحظة والمقابلات الشخصية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬مجال المتاجرة‪ :‬بمواد البناء المختلفة‪.‬‬ ‫‪ 2-‬يوجد عدة معوقات تعمل على تعطيل سير‬ ‫‪ 2-‬بيانات وحسابات الشركة عينة الدراسة‪.‬‬ ‫العمل بالشركة معظمها مرتبطة بالظروف السياسية‬ ‫‪ 3-‬أداةسلسة القيمة‪.‬‬ ‫كالحصار وأغلاق المعابر التي تفرضه قوات الاحتلال‬ ‫على قطاع غزة منذ ‪ 2006‬وانقطاع التيار الكهربائي‬ ‫‪ 4-‬أداةالتكلفة المستهدفة‪.‬‬ ‫أول ًا‪ :‬الملاحظة والمقابلات الشخصية‪:‬‬ ‫المستمر على قطاع غزة‪.‬‬ ‫‪ 3-‬تقتصر الدراسة على خط الإنتاج البلوك‬ ‫التعريف بالشركة وطبيعة عملها‪:‬‬ ‫الإسمنتي المفرغ أو العاديّ بأحجامه المختلف‬ ‫شركة الحلقاوي هي إحدى شركات المقاولات‬ ‫تقع في محافظة رفح بقطاع غزة بفلسطين‪ ،‬وقد‬ ‫كبير‪ ،‬وسط ‪ ،‬صغير‪.‬‬ ‫تأسست الشركة سنة ‪ 1985‬بمقتضي قانون‬ ‫انخفاض تكلفة الإنتاج‪:‬‬ ‫الشركات لسنة ‪ 1929‬وتعديلاته‪ ،‬وهي عضو في‬ ‫تتميز الشركة بكونها وحدة إنتاج متكاملة مما‬ ‫اتحاد المقاولين الفلسطينيين‪ ،‬وتعمل في مجال‬ ‫يوفر لها تكلفة منخفضة ويعطيها مرونة تنويع‬ ‫تصنيع البلوك والباطون‪ ،‬ويتألف رأسمال الشركة‬ ‫منتجاتها‪ ،‬وتقصر الدراسة على خط الإنتاج بلوك‬ ‫من (‪ )$ 400000‬أربعمائة ألف دولار أمريكي‬ ‫كبير ووسط وصغير وكما هو مبين تكاليف صنعها‬ ‫مقسوما على (‪ 400000‬سهم) أربعمائة ألف‬ ‫في الجداول أدناه‪ ،‬علماً أن جميع المبالغ بعملة‬ ‫سهم‪ ،‬وقد قامت الشركة المذكورة بتنفيذ العديد‬ ‫الشيكل (الإسرائيلية) وهي العملة المتداولة محلي ًا‬ ‫من المشاريع خلال الفترة السابقة بقيمة تزيد عن‬ ‫في قطاع غزة بفلسطين )الدولار = ‪ 3.7‬شيكل )‪.‬‬ ‫وفيما يلي بيانات التكاليف والأسعار كالتالي‪:‬‬ ‫‪ )10000000$(54‬عشرة ملايين دولار أمريكي‪،‬‬

‫ذخائر‬ ‫ويوضح الجدول ‪ 4 ، 3 ، 2‬معدل صرف المواد وأسعار المواد والسعر الكلى كالتالي‪:‬‬ ‫‪55‬‬

56

‫مصاريف التشغيل لخطوط الإنتاج‪:‬‬ ‫مجمل تكاليف إنتاج البلوك لعام ‪ 2016‬حسب القوائم المالية للشركة بلغت ‪ 1233500‬شيكل وهي ذخائر‬ ‫موزعة حسب الجدول رقم (‪ )5‬حيث تقوم بإنتاج التفاصيل المذكورة في الجدول وبجميع المصاريف الخاصة‬ ‫بالتشغيل مباشرة على الإنتاج‪.‬‬ ‫أما الإيرادات التي تحققت من بيع البلوك لعام ‪ 2016‬فإن الجدول رقم (‪ )5‬عدد الوحدات المباعة ويتم‬ ‫احتساب الإيرادات المتحققة من عملية البيع‪.‬‬ ‫والجدول أدناه يبين الخطة السنوية لإنتاج البلوك بأحجامه المختلفة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪57‬‬

‫نتيجة أعمال إنتاج البلوك أحجام كبير‪ ،‬متوسط‪ ،‬صغير لعام ‪2015‬‬ ‫يبين الجدول التالي التكلفة الإجمالية وسعر البيع والأرباح المتحققة لعام ‪ 2015‬كالتالي‪:‬‬ ‫المصنع كالتالي‪:‬‬ ‫هذه الأرباح يمكن زيادتها حسب رأى الباحثان‬ ‫ ‪ -‬بلوك كبير ‪ 3.3 = 20/20‬بلوك في‬ ‫باستخدام أدوات المحاسبة الرشيقة التي يتم‬ ‫الدقيقة‬ ‫تطبيقها كالتالي‪:‬‬ ‫ ‪ -‬بلوك وسط ‪ 5 = 15/20‬بلوك في‬ ‫‪ -‬الإيرادات المتحققة من إنتاج البلوك بأحجامه‬ ‫ال دق ي ق ة‪.‬‬ ‫المختلفة لعام ‪: 2016‬‬ ‫ ‪ -‬بلوك صغير ‪ 6.7 = 10/20‬بلوك في‬ ‫يوضح الجدول رقم(‪ )6‬عدد الوحدات المباعة‬ ‫وأسعار البيع والإيرادات المتحققة من عملية‬ ‫ال دق ي ق ة‪.‬‬ ‫البيع وأن الإيرادات المتحققة من إنتاج البلوك‬ ‫حيث يتم اعادة برمجة الآلات لتتوافق مع‬ ‫بأحجامه المختلفة استنادا إلى حسابات‬ ‫الشركة لعام ‪ 2016‬بلغت ‪ 124250‬شيكل‬ ‫المنتج حسب خط الإنتاج المراد إنتاجه‪.‬‬ ‫ويتم تطبيق أدوات المحاسبة الرشيقة (سلسلة‬ ‫ويتطلب صنع الطوب الإسمنتي الجودة‪،‬‬ ‫والمتانة‪ ،‬ولضمان ذلك يم ّر بع ّدة مراحل‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ال ق ي م ة)‪.‬‬ ‫‪ 1 -‬اختيار المكوّنات‪ :‬ينتج الطوب الإسمنتيّ‬ ‫‪ -‬مراحل صناعة الطوب الإسمنتيّ‪:‬‬ ‫من خلط ع ّدة مواد وأهمّها‪ :‬الإسمنت‪ ،‬والماء‪،‬‬ ‫فيما يلي مراحل تصنيع البلوك أحجام كبير‪،‬‬ ‫متوسط‪ ،‬صغير وتم احتساب وقت العمليات‬ ‫والرمل‪ ،‬والحصمة السمسمية‪.‬‬ ‫بشكل إجمالي لمرحلة الإنتاج وبإشراف‬ ‫‪ 2 -‬خلط مك ّونات الخرسانة‪ :‬قبل وضع‬ ‫المسؤولين واستنادا إلى المشاهدات اليومية‬ ‫المكوّنات في الخلاط يجب التأكد من أن تكون‬ ‫لسير العمليات الإنتاجية حيث بلغ إنتاج‬ ‫المقادير مطابقةً لمواصفات الطوب الإسمنتي‬ ‫المستخدم في البناء‪ ،‬والمقادير التالية تكفي‬ ‫‪58‬‬

‫ذخائر‬ ‫ثلاث‬ ‫ب ال م اء‬ ‫تفجي ال ّفي‪،‬ووبمعمدّدةأينوتميجنففقتطس‪،‬قث ُ ّمى‬ ‫ح تّ ى‬ ‫لصنع ‪ 50‬بلوك متوسط‪ ،‬وزن ك ّل واحد ٍة ‪12‬‬ ‫طوب‬ ‫ينقل ال‬ ‫مرات‬ ‫كيلوغرام ًا‪.‬‬ ‫على قواعد خشبية (طبالي خشب) ليتم ربطه‬ ‫ال م ق ادي ر‪:‬‬ ‫وشحنه إلى مكان البناء‪.‬‬ ‫‪ 220 -‬كيلو من رمل سافية‪.‬‬ ‫*معلومات عامة‪:‬‬ ‫‪ 50 -‬كيلو من الإسمنت‪ 1(.‬كيس)‪.‬‬ ‫‪ -‬عند إنتاج ال ّطوب الإسمنتي لا يستخدم في‬ ‫‪ 330 -‬كيلو من الحصمة السمسمية‪.‬‬ ‫‪ -‬ماء بمقدار ‪ 500‬لتر في الصيف ‪ 300‬لتر البناء إ ّل بعد سبعة أيام من إنتاجه وجفافه‪.‬‬ ‫‪ -‬يت ّم عمل صيانة لماكنة تشكيل الطوب‬ ‫في الشتاء‪.‬‬ ‫‪ 3-‬الطريقة‪ :‬توضع هذه المقادير في وكبسه كلّ ستة شهور‬ ‫الخلاط الكهربائيّ وهو عبار ٌة عن حوضٍ يشبه ‪ -‬من أنواع الطوب التي يتم صناعتها من‬ ‫السلة بقطر‪1.5‬مت ٍر‪ ،‬ويحتوي على أذر ِع خل ٍط الخرسانة‪ ،‬وهي الأكثر انتشاراً‪:‬‬ ‫بداخله حتّى تخلط جميع المواد جيد ًا لتصبح ‪ -‬الطوب البلد ّي‪.‬‬ ‫‪ -‬الطوب المفرغ أو العاديّ‪.‬‬ ‫م ت م اس ك ة‪.‬‬ ‫‪ -‬طوب الأسقف‪.‬‬ ‫االليخد ّلويطة‪،‬ة‬ ‫بعد تشكل‬ ‫تشكيل الطوب‪:‬‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫‪4 -‬‬ ‫‪ -‬طوب الديكور‪.‬‬ ‫طة العربات‬ ‫تية يت ّم نقلها بواس‬ ‫الإس‬ ‫ثمّ توضع الخلطة في ماكنة والتي بدورها تطبيق أدوات المحاسبة الرشيقة في الشركة‬ ‫تصبها في قوالب معدني ٍة‪ ،‬وبعد سكب المادة عينة الدراسة‪:‬‬ ‫يت ّم كبس القالب جيداً ح ّتى يخرج متماسك ًا أولا‪ -‬سلسلة تيار القيمة‪:‬‬ ‫لرسم خارطة تيار القيمة تم جمع البيانات حول‬ ‫حسب المواصفات المطلوبة‪.‬‬ ‫‪ 5 -‬تجفيف الطوب‪ :‬تحتاج الطوبة الواحدة المجالات التالية‪:‬‬ ‫بعد إخراجها من القالب إلى مدّة ثلاث ساعات‬ ‫‪59‬‬

‫في العملية واستناداً إلى أدوات المحاسبة‬ ‫من خلال المشاهدات اليومية لسير العملية‬ ‫الرشيقة التي تم تطبيقها في شركة الحلقاوي‬ ‫للمقاولات‪ -‬عينة الدراسة ‪-‬تم تحديد الطاقات‬ ‫الإنتاجية وبالتعاون مع المسؤولين في الأقسام‬ ‫المتاحة للعمل ونسبة الاستغلال المتاحة وعدد‬ ‫العاملين المطلوبين لكل خط إنتاجي وبيان‬ ‫تم اختيار أحد منتجات الشركة وهو البلوك‬ ‫الطاقات الفائضة إن وجدت‪ ،‬أن عدد الماكينات‬ ‫المستخدمة في خط الإنتاج ‪ 2‬ماكنة على النحو‬ ‫الإسمنتي الذي يعتبر منتجا رئيسيا فيها وتم‬ ‫ال ت ال ي‪:‬‬ ‫متابعة الإنتاج وتبين أن عملية الإنتاج البلوك‬ ‫‪ -‬ماكنة الخلط‪.‬‬ ‫‪ -‬ماكنة الكبس‪.‬‬ ‫الإسمنتي تمر بعدة مراحل كالتالي‪:‬‬ ‫‪ -‬التجفيف‪.‬‬ ‫‪ 1-‬اختيار خط الإنتاج‪:‬‬ ‫‪ -‬النقل ‪.‬‬ ‫تم اختيار أحد منتجات الشركة وهو البلوك‬ ‫* الطاقة المتاحة للمصنع = الطاقة الإنتاجية‬ ‫‪ /‬الوقت الكلي المتاح للإنتاج‪.‬‬ ‫الإسمنتي الذي يعتبر منتجا رئيسيا فيها لوجود‬ ‫* الطاقة الإنتاجية = ‪ 2071‬بلوك كبير وسط‬ ‫طلب شبة دائم علي هذا المنتج من العملاء‬ ‫وصغير يوميا حسب الإنتاج الفعلي سنة ‪.2016‬‬ ‫* الوقت الكلى المتاح للإنتاج = ‪ 8‬عمال * ‪7‬‬ ‫والذى يتم إنتاجه كاملا في الشركة‪ ،‬حيث قام‬ ‫ساعة * ‪ 60‬دقيقة = ‪ 3360‬دقيقة‪.‬‬ ‫الباحثان بجمع البيانات المرتبطة بالمصروفات‬ ‫=‪ 3360 / 2071‬دقيقة = ‪ 0.62‬بلوك‬ ‫إنتاجية كل عامل في الدقيقة بواقع ‪ 37‬بلوك‬ ‫والإيرادات وسير عملية الإنتاج‪.‬‬ ‫في الساعة‬ ‫‪ 2-‬تدفق المعلومات‪:‬‬ ‫وبعد المداولة مع الفنيين والمشرفين على‬ ‫العمل قامت الشركة بتطبيق مقترح تخفيض‬ ‫تبدأ عملية الإنتاج من خلال طلب العملاء‬ ‫عدد العمال عن طريق التجربة والمشاهدة‬ ‫وقياس كمية الإنتاج وبيان أثر التخفيض إذا‬ ‫والشركة لهذ المنتج أو من خلال التنبؤ بحدوث‬ ‫كانت سلبياأو بدون أثر سلبي ومع الاختبار‬ ‫والمشاهدة الدقيقة وبإشراف الفنيين بشكل‬ ‫طلب على المنتج أو من قبل قسم التسويق أو‬ ‫دقيق تم التوصل إلى العدد الأمثل للعمال بحيث‬ ‫لا يؤدى إلى عرقلة العمل أو التأثير على كمية‬ ‫وجود جدولة على الإنتاج‪.‬‬ ‫الإنتاج وعلى النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ 3-‬المواد الأولية‪:‬‬ ‫استناداً إلى جدولة الإنتاج يتم استلام المواد‬ ‫الخام من المخزن ليتم خلط مكوّنات الخرسانة‬ ‫وفق مقادير محددة توضع هذه المقادير في‬ ‫نقلها بواسطة العربات‬ ‫ت ّم‬ ‫ّي ثم ي‬ ‫االل يخد ّلوايطةا‪،‬ل لكت وه رضب ائع‬ ‫ي ماكنة والتي بدورها‬ ‫ةف‬ ‫الخلط‬ ‫تصبها في قوالب معدنيةٍ‪ ،‬وبعد سكب المادة‬ ‫يت ّم كبس القالب جيد ًا ح ّتى يخرج متماسكاً‬ ‫حسب المواصفات المطلوبة‪.‬‬ ‫سلسة قيمة البلوك‪:‬‬ ‫من خلال رسم خارطة تيار القيمة والبيانات‬ ‫والمعلومات الناتج عنها ومواقع الضياع‬ ‫‪60‬‬

‫ذخائر‬ ‫والجدول التالي يبين ملخص لتكاليف البلوك‪ ،‬وتخفيض عدد العمال في كل ماكينةلسنة ‪ 2016‬كالتالي‪:‬‬ ‫العمال الذين تم استبعادهم على خط الإنتاج‬ ‫من خلال النتائج المبينة في الجدول أعلاه يتبين‬ ‫لا يضيفون قيمة للإنتاج وأن عدد العمال الذين‬ ‫أنه لكل مرحلة من مراحل الإنتاج تحتاج إلى عمال‬ ‫تم استبعادهم (‪ )2‬وأن معدل رواتبهم ‪1250‬‬ ‫عدد ‪ 2‬أو ‪ 3‬حسب المشاهدات اليومية للباحثين‬ ‫شيكل بالشهر وبذلك يتم استبعادهم من خط‬ ‫وكذلك من أجل تكليفهم بأعمال أخرى داخل‬ ‫الإنتاج مدار البحث وتكليفهم بمهام أخرى تخدم‬ ‫الشركة أو لسد العجز بخط إنتاج اخر‪.‬‬ ‫ال ش رك ة‪.‬‬ ‫والهدف الأساسي من رسم خارطة تيار القيمة‬ ‫ولاختبار تخفيض عدد العمال ومدى تأثيره على‬ ‫البلوك وذلك من أجل تمكين الشركة من توثيق‬ ‫سير العمل تم تطبيقها على الربع الثاني من سنة‬ ‫الوقت الرئيس الحاليومستوي المخزون وأوقات‬ ‫‪ 2016‬للتجربة وتم مقارنته بالربع الأول من سنة‬ ‫دورة الإنتاج ووقت انتظار الإنتاج الكلي للمنتج‬ ‫‪ 2015‬لبيان مدى فاعلية المقترح من عدمه كما‬ ‫عينة الدراسة‪ .‬وبذلك فإن الشركة تكون قد وفرت‬ ‫مبلغ ‪ 2500‬شيكل من كلفة الإنتاج الكلي‪ ،‬كون‬ ‫ي ل ي‪:‬‬ ‫‪61‬‬

‫والجدول التالي يبين تكلفة الطن الواحد‪:‬‬ ‫‪62‬‬

‫ذخائر‬ ‫في الجدول أعلاه نلاحظ كمية الإنتاج بنفس عدد العمال دون تغيير للربع الأول من‬ ‫سنة ‪ 2016‬وفي الجدول أدناه تم تخفيض عدد العمال بالعدد الذي تم اقتراحه على‬ ‫الشركة لاختبار مدى تأثير التخفيض على كمية الإنتاج‪.‬‬ ‫في الجدول أعلاه نلاحظ كمية الإنتاج بنفس عدد العمال الذي تستخدمه الشركة دون تغيير‬ ‫للربع الثاني من سنة ‪ 2015‬وفى الجدول أدناه تم تخفيض عدد العمال بالعدد الذي تم اقتراحه‬ ‫على الشركة لاختبار مذي تأثير التخفيض على كمية الإنتاج‪.‬‬ ‫من الجدول أعلاه يتبين لدينا انخفاض التكلفة بعد تطبيق المقترح بتخفيض عدد العمال‪ ،‬ولبيان‬ ‫الوفورات المتحققة بتكلفة الإنتاج تم مقارنة التكاليف كما مبين بالجدول أدناه‪:‬‬ ‫‪63‬‬

‫من الجدول أعلاه نلاحظ تم تخفض عدد العمال إلى ‪ 6‬عمال ولم يتأثر الإنتاج وتم إنتاج الطلبيات في وقتها‬ ‫المحدد دون تأخير‪ ،‬واستنادا إلى ذلك تكون مجمل الوفورات المتحققة للشركة قد زادت‪.‬‬ ‫وبعد تتبع الباحثان مراحل الإنتاج بتفاصيلها الدقيقة للوقوق على أماكن الهدر بالوقت ومحاولة اختصار‬ ‫مراحله أو استبعاد المراحل التي يمكن اختصارها من عمليات سير الإنتاج‪ ،‬اتضح أن كل المراحل أساسية‬ ‫ولا يمكن اختصار مرحلة من المراحل حيث يؤثر سلبا على سرعة الإنتاج وجودته‪ ،‬لذلك اكتفى الباحثان‬ ‫بمقترح تقليل عدد العمال كما تم شرحه أعلاه‪.‬‬ ‫اختبار الفرض الأول‪ :‬تم قبول الفرض الأول \"يوجد دور لأداة سلسلة القيمة في تخفيض التكاليف بهدف‬ ‫ترشيد اتخاذ القرارات\" ولكن الشركة لا تقوم بتطبيق أداة سلسة القيمة‪ ،‬ويمكن لشركة الحلقاويللمقاولات‪-‬‬ ‫عينة الدراسة القيام بتطبيقها نظر ًا لإمكانية تقسيم الشركة إلى تيارات قيمة محددة بحسب المنتجات‬ ‫التي تنتجها والتي تشمل كافة الخطوات والعمليات اللازمة لتوصيل المنتج النهائي ليد المستهلك‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التكلفة المستهدفة‪:‬‬ ‫تعتبر التكلفة المستهدفة هي اقصى تكلفة مسموح بها لكي تحقق نموا في المبيعات وتحقق ربحا‬ ‫وأنها موجهة نحو العميل بصورة خاصة‪ .‬ومن خلال المشاهدات واللقاءات مع أصحاب شركات بيع البلوك‬ ‫للاطلاع على المكونات والنوعية والسعر وإجراء مقارنة بين ما تنتجه الشركة عينة الدراسة وما هو موجود‬ ‫في الأسواق المحلية بهدف تحديد السعر المستهدف تبين أن هناك اختلاف في أسعار بيع المنتجات كما‬ ‫في جدول رقم ( ‪ ) 12‬وأن سبب الاختلاف نوعية المواد الأولية من قبل الشركة كونها ذات مواصفات أعلى‪.‬‬ ‫‪64‬‬

‫ذخائر‬ ‫ويمكن للشركة عينة الدراسة تتبع الإجراءات الآتية لتقليل تكلفة المواد الأولية التي تستخدمها وتكاليف‬ ‫النقل أو زيادة الإنتاجية بنفس الوقت المتاح للعمل على خفض التكاليف الثابتة ومن ثم تخفيض القيمة‬ ‫الإجمالية للبلوك وتوفير مبالغ وتكون منافسة في الأسواق كما يلي‪:‬‬ ‫‪ 1-‬إنأهم ما يميز الشركة عينة الدراسة هو جودة المنتج ولهذا لا يمكن تخفيض التكاليف على حساب الجودة‪.‬‬ ‫‪ 2-‬يمكن توفير التكاليف باستخدام إسمنت بورتلاندى بسعر ‪ 780‬شيكل للطن بدلا من إسمنت نيشرأو‬ ‫تركى بسعر ‪ 800‬شيكل للطن وبنفس الجودة حسب رأي الفنيين في الشركة وبذلك يمكن توفير ‪20‬‬ ‫شيكل للطن الواحد بواقع ‪ 600‬طن الطاقة الإنتاجية * ‪ 12000 = 20‬شيكل‪.‬‬ ‫‪ 3-‬يمكن للشركة استخدام ضاغط هواء (كمبريسور) يعمل بالوقود أو الكهرباء لتلافي التوقفات الناتجة‬ ‫عن انقطاع التيار الكهربائي وبذلك تزيد الطاقة الإنتاجية وزيادة المبيعات‪.‬‬ ‫الوفورات المتحققة من تطبيق أدوات المحاسبة الرشيقة‪.‬‬ ‫من خلال الجدول التي تم استعراضها في الدراسة تبين ان لأدوات المحاسبة الرشيقة أثر مباشر وغير مباشر‬ ‫في تخفيض التكاليف كما هو مبين في الجدول التالي‪:‬‬ ‫‪65‬‬

‫‪ 1-‬جبار زينب يوسف‪ ،)2009( ،‬أدارة وتخفيض‬ ‫من هذا الجدول نستنتج أن تطبيق أدوات المحاسبة‬ ‫الكلفة باستخدام سلسلة القيمة‪ -‬دراسة حالة في‬ ‫الرشيقة تؤدي إلى تخفيض التكاليف بهدف ترشيد‬ ‫الشركة العامة للصناعات الإنشائية‪ ،‬مجلة التقني‪،‬‬ ‫ال ق رارات‪.‬‬ ‫المجلد (‪ ،)22‬العدد(‪ ،)5‬العراق‪.‬‬ ‫اختبار الفرض الثاني‪ :‬تم قبول الفرض الثاني \"يوجد‬ ‫‪ 2-‬رائد مجيد عبد محمد‪ ،‬وسعد سلمان عواد المعيني‪،‬‬ ‫دور لأداة التكلفة المستهدفة في تخفيض التكاليف‬ ‫(‪ ،)2013‬استعمال أدوات المحاسبة الرشيقة في‬ ‫بهدف ترشيد اتخاذ القرارات\"‪،‬ولكن الشركة لا تدرك‬ ‫تخفيض التكاليف‪ -‬بحث تطبيقي في الشركة العامة‬ ‫أهمية أداة المحاسبة الرشيقة (التكلفة المستهدفة)‬ ‫للصناعات الكهربائية‪ ،‬مجلة دراسات محاسبية و‬ ‫والدور المباشر التي تقوم به في تخفيض التكاليف في‬ ‫شركات المقاولات بهدف ترشيد القرارات وتقليل الهدر‬ ‫مالية‪ ،‬المجلد (‪ ،)8‬العدد (‪ ،)25‬بغداد‪ ،‬العراق‪.‬‬ ‫والضياع في الوقت والموارد‪ ،‬ويمكن للشركة عينة‬ ‫‪ 3-‬سيروان كريم عيسى‪ ،‬و محمد عبد العزيز محسن‪،‬‬ ‫الدراسة أن تقوم بتطبيقها نظر ًا لسهولتها وبساطتها‬ ‫(‪ ،)2015‬المحاسبة الرشيقة تطبيق نموذج مقترح‬ ‫إلى جانب توفيرها معلومات فعلية عن تكاليف كل‬ ‫لتيار القيمة في شركة فاملي لإنتاج المواد الغذائية‪،‬‬ ‫مجلة جامعة كركوك للعلوم الإدارية والاقتصادية‪،‬‬ ‫تيار للقيمة‪.‬‬ ‫النتائج والتوصيات‪ :‬توصل الباحثان إلى النتائج التالية‪:‬‬ ‫المجلد (‪ ،)5‬العدد (‪ ،)1‬كركوك‪ ،‬العراق‪.‬‬ ‫‪ 1-‬الشركة عينة الدراسة تقوم باستخدام نظام‬ ‫‪ 4-‬شجاع مخلد فؤاد‪ ،)2015( ،‬دور المحاسبة‬ ‫التكلفة المعيارية التقليدي ولا تقوم بتطبيق المحاسبة‬ ‫الرشيقة في تخفيض التكاليف دراسة تطبيقية على‬ ‫الرشيقة‪ ،‬وذلك لعدم إدراكها بأهمية المحاسبة‬ ‫شركة فاين للورق الصحي‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬ ‫الرشيقة لما لها دور مباشر في تخفيض التكاليف‬ ‫منشورة‪ ،‬كلية الأعمال‪ ،‬جامعة الشرق الأوسط‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫في شركات المقاولات بهدف ترشيد القرارات وتقليل‬ ‫الأردن‪.‬‬ ‫الهدر والضياع في الوقت والموارد‪.‬‬ ‫‪ 5-‬شلاش فارس جعباز‪ ،‬و جميل شعبة ذيبان‬ ‫‪ 2-‬يمكن تطبيق أدوات المحاسبة الرشيقة (سلسة‬ ‫الحسناوي‪ ،)2014( ،‬أثر نظام الإنتاج الرشيق في‬ ‫القيمة – والتكلفة المستهدفة) بالشركة عينة الدراسة‬ ‫اداء العمليات‪ -‬دراسة استطلاعية في الشركة العامة‬ ‫نظر ًا لإمكانية تقسيم الشركة إلى تيارات قيمة محددة‬ ‫للسمنت الجنوبية )معمل سمنت الكوفة‪ ،‬مجلة‬ ‫بحسب المنتجات التي تنتجها والتي تشمل كافة‬ ‫القادسية للعلوم الإدارية والاقتصادية‪ ،‬المجلد (‪،)16‬‬ ‫الخطوات والعمليات اللازمة لتوصيل المنتج النهائي‬ ‫العدد (‪ ،)4‬الكوفة‪ ،‬العراق‪.‬‬ ‫ليد المستهلك‪.‬‬ ‫‪ 6-‬كاظم حاتم كريم‪ ،)2014( ،‬أنموذج مقترح لتطبيق‬ ‫ال ت وص ي ات‪:‬‬ ‫المحاسبة الرشيقة في الشركة العامة للصناعات‬ ‫الكهربائية‪ -‬بغداد‪ ،‬مجلةمركزدراساتالكوفة‪ ،‬العدد‬ ‫من خلال ما توصلت إليه الدراسة من نتائج يوصى‬ ‫الباحثان القائمين على إدارة الشركة عينة الدراسة‬ ‫(‪ ،)35‬الكوفة‪ ،‬العراق‪.‬‬ ‫‪ 7-‬المشهراوي زاهر حسني قاسم‪،)2015( ،‬‬ ‫بالتوصيات الآتية‪:‬‬ ‫استخدام نموذج قياس تكاليف تيار القيمة لأغراض‬ ‫‪ 1-‬على الشركة عينة الدراسة أن تقوم تطبيق‬ ‫تدعيم استراتيجية الاستدامة في ظل بيئة التصنيع‬ ‫أدوات المحاسبة الرشيقة (سلسة القيمة – والتكلفة‬ ‫المرشَّد‪ -‬دراسة تطبيقية‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪،‬‬ ‫المستهدفة) بدل ًا من استخدام نظام التكلفة المعيارية‬ ‫نظراً لسهولته وبساطته إلى جانب توفيرها معلومات‬ ‫كلية التجارة‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫فعلية عن تكاليف كل تيار للقيمة‪،‬وتحديد أماكن‬ ‫‪ 8-‬مقداد أحمد‪ ،‬والبكري رياض حمزة‪،)2013( ،‬‬ ‫المحاسبة الرشيقة ودورها في احتساب التكاليف على‬ ‫الهدر والضياع والقضاء عليه‪.‬‬ ‫أساس تدفق القيمة‪ ،‬مجلة دراسات محاسبية ومالية‪،‬‬ ‫‪ 2-‬ضرورة العمل على استخدام أدوات المحاسبة‬ ‫الرشيقة وخاصة سلسلة القيمة والتكلفة المستهدفة‬ ‫العدد (‪ ،)25‬بغداد‪ ،‬العراق‪.‬‬ ‫لما لها دور مباشر في تخفيض التكاليفوترشيد اتخاذ‬ ‫‪ 9-‬الموسوي عباس نوار كحيط ‪ ،‬وسجاد مهدي‬ ‫القراراتوإعداد التقارير بوضوح وسهولة في الوقت‬ ‫عباس الغرباوي‪ ،)2015( ،‬استعمال أدوات المحاسبة‬ ‫المناسب‪ ،‬كما تساعدها في عملية التقويم وتحقيق‬ ‫الرشيقة في دعم نظم الإنتاج الرشيق وتقييم أداء‬ ‫الوحدات الاقتصادية‪ ،‬مجلة الكوت للعلوم الاقتصادية‬ ‫أهدافها الاستراتيجية‪.‬‬ ‫والادارية‪ ،‬كلية الادارة والاقتصاد‪ ،‬جامعة واسط‪ ،‬العدد‬ ‫قائمة المراجع‪:‬‬ ‫(‪ ،)17‬بغداد‪ ،‬العراق‪.‬‬ ‫أولاً‪ :‬المراجع العربية‪:‬‬ ‫‪66‬‬

:‫ المراجع الأجنبية‬:‫ثاني ًا‬ 1-Brian Maskell. H., Bruce Baggaley. L. (2006). Lean Accounting:What's It All About?, appeared in the Association for ManufacturingExcellence’s Tar- ‫ ذخائر‬.get Magazine, No.1 2-Brian Maskell. (2010). Lean Accounting, President, BMA Inc 3-Carnes. K. and Hedin. S. (2005). Accounting for Lean Manufacturingano- therMissedOpportunity, Management Accounting Journal, Vol. 7, No.1 4-Edward Blocher. (2010). CostManagement: A StrategicEmphasis 5th Revised Edition 5-ErkanÇelikİsmail. (2016). Mathematics and Excel BasedStatistical Lean AccountingImplementation on a Construction I ndustryFirm, BUJSS Journal, Vol. 9, No. 1 6-Huntzinger James. R. (2007). Lean cost management-Accounting for Lean by EstablishingFlow ,rosspublishing , 1st edition, USA 7-JoshCable. (2009). Lean AccountingQuest For Acceptance, Industry� Week, Vol. 258, No.9 8-Maskell. B. and Baggaley. B. (2004). PracticalleanAccounting, 1stedition, Congress Publication Data, USA 9-MishraPradhan. (2009). Lean accounting: A relent Development in man- agement Science, sashay o AmusandhanUniversity Orissa. Indra pin 10-OfileanuDimi. (2016). Implementation of Lean Accounting in the Foot- wearIndustry, PhD, Accounting Doctoral School, University of Alba Iulia, Romanian 11-Ofileanu. D. cand Topor3 D. I. (2014). Lean Accounting - An Ingenious Solution for CostOptimization, International Journal of AcademicResearch in Business and Social Sciences, Vol. 4, No.4 12-Patricia Timm. H. (2015). Perceptions of Value-Stream Costing and the Effect on Lean-AccountingImplementation, Ph.D, College of Management and Technology, Walden University 13-Patxi Lopez. R., Jordi Santos. F. and, LluísArbós C. (2013). Lean man- ufacturing:Costing the value stream, Industrial Management & Data Sys- tems, Vol. 113, No.5 14-SomayehAghdaei. H. (2012). Whatis Lean Accounting?, American Aca- demic&ScholarlyResearch Journal Vol. 4, No. 5 15-William Wempe F.(2011). Financial ConsequencesfromImplement- ing Lean Manufacturingwith the Support of Non-Financial Management Accounting Practices, Management Accounting Section (MAS) of American Accounting Association (AAA) conference 16-Woehrle Stephen. L. and Louay Abou Shady. (2010). UsingDynamic Val- ue Stream Mapping and Lean Accounting Box Scores to Support LeanImple- mentation, Mankato, USA 17-yuan Qingmin and Lin Wang. (2009). Lean AccountingBased On Lean Production, Management School, Tianjin University of Technology, China 67

68

‫ذخائر‬ ‫مدينة مـازونة‬ ‫بين نهاية التاريخ‬ ‫القديم وبداية‬ ‫العصر الوسيط‬ ‫أنموذج لإشكالية التواصل الطبونومي في المغرب‬ ‫الأوسط‬ ‫ذة‪ .‬غنية عباسي‬ ‫‪69‬‬

‫لهذه المدينة‪ ،‬فقد اعتمد هؤلاء‬ ‫الإسلامية الوسيطة ومرحلة‬ ‫لا شك أ ّن البحث في دلالات‬ ‫لتبرير آرائهم مقاربات مختلفة‬ ‫ما بعد الفتح خاصة لم تعالج‬ ‫بشكل يوضّح لنا كل الإشكاليات‬ ‫أسماء وتعبيرات المواقع‬ ‫أسطورية‪ ،‬تاريخية وأثرية‪.‬‬ ‫المونوغرافية الخاصة بالمجال‬ ‫وفي الحقيقة لن أستطيع أن‬ ‫والتضاريس الخاصة بمجال‬ ‫أقدّم جوابا جازما حول هذه‬ ‫الحضري‪. 2‬‬ ‫الفكرة بالذات‪ ،‬خاصة وأنّها لم‬ ‫فهناك مدن مغربية اختفت‬ ‫جغرافي مح ّدد يساعد على فهم‬ ‫تجد إجماعا من قبل الباحثين‪،‬‬ ‫لعدة قرون بعد الوجود العربي‬ ‫لذلك لا بد من تقديم ما تو ّفر‬ ‫في المنطقة لتعود بعد ذلك في‬ ‫الوقائع التاريخية والاجتماعية‬ ‫لدينا من الفرضيات المطروحة‪،‬‬ ‫ظروف غامضة لتلعب دورا ثانويا‬ ‫ومحاولة الإجابة على إشكال‬ ‫في الحياة السياسية والاقتصادية‪،‬‬ ‫في سياق تفاعلها مع الفضاء‬ ‫الاستمرارية الحضرية لمازونة‬ ‫لتصل إلى مرحلة الحاضرة‬ ‫بين الفترة القديمة والفترة‬ ‫المركزية في مراحل تاريخية‬ ‫الذي كان مسرحا لها‪ ،‬ومن هنا‬ ‫لاحقة‪ ، 3‬وأخرى تراجعت بعد أن‬ ‫الإسلامية الوسيطة‪.‬‬ ‫م ّيزت ملامح الحياة الحضرية‬ ‫يمكن القول بأهمية علم الأعلام‬ ‫‪ 1-‬الأسطورة‪:‬‬ ‫الأولى في بلاد المغرب الوسيط‪.‬‬ ‫إلاّ أنّ تغييب النصوص العربية‬ ‫الجغرافية أو المكانية (‪la‬‬ ‫ارتبط تأسيس العديد من المدن‬ ‫المتق ّدمة لمازونة يجعلنا أمام‬ ‫في بلاد المغرب الوسيط بأساطير‬ ‫إشكالية تصنيف هذا النوع من‬ ‫‪ ،)toponymie‬باعتباره من‬ ‫أو روايات شفوية مجموعة من أجل‬ ‫المراكز العمرانية‪ ،‬فهل يمكن‬ ‫رسم هالة أو قدسية معينة حول‬ ‫بعث الصورة الحضرية لمازونة‬ ‫العلوم المساعدة في الدراسات‬ ‫هذه المدينة أو تلك‪ ،‬لكن ذلك قد‬ ‫في ظل هذا التغييب؟ أم أ ّنه لا‬ ‫لا يؤيده الواقع‪ ،‬خاصة وأنّ هذه‬ ‫يمكننا الحديث إل ّا عن مازونة‬ ‫ال ت اري خ ي ة‪.‬‬ ‫الأساطير تحاول أن ترسم نوعا‬ ‫ما بعد القرن السادس الهجري‪/‬‬ ‫من الإعجازية اللاواقعية‪ ،‬إلاّ أنّ‬ ‫ويأتي تناول إشكالية‬ ‫ ‬ ‫الأسطورة تبقى موروثا شعبيا‬ ‫الثاني عشر الميلادي‪.‬‬ ‫يحاول تفسير قضايا معينة‬ ‫تطرح مدينة مازونة إشكالية‬ ‫التواصل الطبونومي في المغرب‬ ‫ضمن سياق غير واقعي في أغلب‬ ‫التواصل الطبونومي‪ ،‬أو ما تسمى‬ ‫بالفترة الانتقالية‪ ،‬خاصة مع‬ ‫الأوسط في أنموذج مدينة مازونة‬ ‫الأحيان‪. 4‬‬ ‫التضارب الكبير في وجهات نظر‬ ‫وحول هذه القضية بالذات لم نعثر‬ ‫الذين كتبوا عنها‪ ،‬والتي لا تقدّم‬ ‫بين نهاية التاريخ القديم وبداية‬ ‫إل ّا على ن ّصين للوكيل وبلحميسي‬ ‫لنا سندا تاريخيا موحدا قد يساعد‬ ‫في كتاباتهما حول تاريخ مازونة‬ ‫على تحديد الإطار التأسيسي‬ ‫العصر الوسيط كمحاولة لخوض‬ ‫المدينة التي ينتميان إليها‪،‬‬ ‫حيث كانا الوحيدين اللذين أثارا‬ ‫هذه التجربة العلمية في منطقة‬ ‫مازالت مه ّمشة في الدراسات‬ ‫التاريخية الوسيطية خاصة وهي‬ ‫المنطقة الشلفية‪.‬‬ ‫ ‪ -‬إشكاليات مفاهيمية‪:‬‬ ‫يح ّدد الانتماء الطبونومي لمدينة‬ ‫مازونة العديد من الإشكاليات‬ ‫المفاهيمية‪ ،‬فعلى الرغم من‬ ‫توفّر دراسات هامة وجادة عن‬ ‫بعض مدن هذا النطاق‪ ، 1‬والتي‬ ‫اهتمت بالفترات الزمنية المتأخرة‬ ‫خاصة‪ ،‬إلاّ أنّ مجال البحث في‬ ‫فترة انتقال المدينة من مرحلتها‬ ‫التاريخية المتقدمة إلى المرحلة‬ ‫‪70‬‬

‫ذخائر‬ ‫وفي الحقيقة‪ ،‬فإ ّن الأساطير‬ ‫هذه الفكرة بإثباتهم روايات‬ ‫الشخص الأوّل؟ هل هو نفسه‬ ‫التي ارتبطت بتأسيس المدينة لا‬ ‫لسكان مازونة الحديثة‪ ،‬والتي‬ ‫ماسوناس؟ أم أ ّنهما لا يعدوا‬ ‫تستند إلى دليل تاريخي مح ّدد‪،‬‬ ‫مازالت تتداول إلى يومنا هذا‬ ‫أن يكونا إلاّ شخصين مختلفين‬ ‫فهي مجرد روايات حاولت في‬ ‫في تفسيرهم لسبب تأسيس‬ ‫جمعهما التقارب اللغوي؟‬ ‫أغلبها أن تربط بين الدلالات‬ ‫تعرض يوسف عيبش لهذه الآراء‬ ‫اللفظية وتسمية المدينة‪ ،‬حيث‬ ‫وتسمية المدينة‪.‬‬ ‫بالتفصيل في عملين جادين‬ ‫أنّنا عندما نتناول المقاربات‬ ‫حيث أثار يوسف لوكيل روايتين‬ ‫الأول بعنوان‪ :‬المور والبيزنطيون‬ ‫التاريخية والأثرية لا نجد ما‬ ‫لأسطورتين لم يعقّب عليهما‪،‬‬ ‫خلال القرن ‪ 06‬م ‪ ،12‬والثاني‬ ‫ي ّدعم هذه الأساطير‪ ،‬عدا أسطورة‬ ‫وقدّمهما على أ ّنهما من بين‬ ‫الموسوم بـ‪ :‬الأوضاع الاجتماعية‬ ‫بلحميسي التي تناولت شخصية‬ ‫الأطروحات التي تناولت أصل‬ ‫والاقتصادية في بلاد المغرب أثناء‬ ‫مازون جد القبيلة التي تسمت‬ ‫الاحتلال البيزنطي‪ ، 13‬حيث ذكر‬ ‫المدينة‪. 5‬‬ ‫عددا منها‪ ،‬وحاول تقديم وجهة‬ ‫ب اس م ه‪.‬‬ ‫الأسطورتان مرتبطتان بالقطع‬ ‫نظر كل رأي على حدى‪.‬‬ ‫‪ 2-‬مقاربات تاريخية‪-‬أثرية حول‬ ‫النقدية موزونة‪ ، 6‬والتي نجدها‬ ‫حيث تبنى كل من كاركوبينو‪14‬‬ ‫متداولة في العهد العثماني‪،‬‬ ‫( ‪ ، )C ar c opino‬د ولا‬ ‫أصل المدينة‪:‬‬ ‫ولا ندري إن كان لهذه التسمية‬ ‫بلنشار‪)De la Blanchère(15‬‬ ‫‪2-1-‬المقاربة التاريخية‪:‬‬ ‫أصول قديمة نظرا لغياب شواهد‬ ‫‪ ،‬المؤرخ الألماني مومسن‪16‬‬ ‫لقد ارتبطت هذه الإشكالية‬ ‫(‪ )Mommsen‬و موريزوا‪17‬‬ ‫بشخصية الملك مازونا( (�‪Masu‬‬ ‫تؤكد ذلك‪.‬‬ ‫(‪ )Morizot‬الفرضية الأولى‪،‬‬ ‫‪ ،)na‬الذي ورد ذكره في نص‬ ‫ولا شكّ بأنّ التقارب اللغوي الذي‬ ‫واقترح هذا الأخير إمكانية‬ ‫نقيشة ألتافا (‪ )Altava‬أولاد‬ ‫فرضته هذه التسمية هو الذي‬ ‫امتداد مملكة مازونا (ماسوناس)‬ ‫ميمون الحالية‪ ، 9‬حيث ق ّدمت‬ ‫دفع بسكان المدينة إلى تداول‬ ‫من نواحي تلمسان بما فيها‬ ‫العديد من الفرضيات في دراسات‬ ‫مثل هذه الأساطير‪ ،‬والتي لا نرى‬ ‫المرتفعات المحيطة بمدينة‬ ‫اعتمدت في توجهاتها هذه‬ ‫مازونة الحالية التي يرى فيها‬ ‫المقاربة لتبرير أصل المدينة‪.‬‬ ‫فيها تطابقا لفظيا كليا‪.‬‬ ‫امتدادا لنفس الاسم‪. 18‬‬ ‫لقد أثارت نقيشة ألتافاا‪Alta�( 10‬‬ ‫وعلى الرغم من النقد الذي قدّمه‬ ‫وقام كل من كورتواا‪Cour�( 19‬‬ ‫‪ ، )va‬وما كتبه المؤرخ القديم‬ ‫بلحميسي في كتابه ليوسف‬ ‫‪ )tois‬وكامبس‪)Camps( 20‬‬ ‫بروكوب‪ ، )Procope ( 10‬إشكالا‬ ‫لوكيل عندما قدّم روايتيه دون‬ ‫برفض هذه الأطروحة مقدّمين‬ ‫بين المؤرخين الغربيين الذين‬ ‫تعقيب‪ ، 7‬نجده يقع في ذلك‬ ‫تبريراتهم‪ ،‬فالأ ّول اعتبر البعد‬ ‫تبنوا والذين رفضوا الربط بين‬ ‫أيضا عند حديثه عن آراء سكان‬ ‫الجغرافي والفارق الزمني بين‬ ‫شخصية مازونا ألتافا( (�‪Masu‬‬ ‫مازونة حول تأسيس مدينتهم‪،‬‬ ‫ما أورده بروكوب ونص النقيشة‬ ‫‪ ) naa‬وماسوناس (�‪Masso‬‬ ‫والتي اختلفت عن سابقاتها‬ ‫‪ )nas‬بركوب‪ ، 11‬من يكون‬ ‫عندما أخذت في محاولة ربط‬ ‫التأسيس بشخصيتي ماتع‬ ‫ومازون ونسبة المدينة إليهما‪. 8‬‬ ‫‪71‬‬

‫احتضنت منطقة الجدارر�‪32Djed‬‬ ‫يجعلان المقاربة اللغوية دون بالرغم من عدم اندماجه كليا‬ ‫‪. ))dars‬‬ ‫معنى‪ ،‬واقترح أن يكون ماسوناس في الحياة الرومانية‪ ،‬أ ّما كامبس‬ ‫وجاءت ملاحظات ديهل( (�‪Die‬‬ ‫‪ )hl‬مطابقة لنفس تصور دو لا‬ ‫هو أميرا محاذيا غير‬ ‫بلنشار (‪،)De la Blanchère‬‬ ‫الذي اعتبر أ ّن الأمير ماسوناس‬ ‫ماسونا( (�‪Masu‬‬ ‫هو نفسه مازونا ألتافا أحد أمراء‬ ‫مملكة الجدار‪ ، 33‬رغم تحفظه‬ ‫‪ ،)na‬أمّا كامبس المدينة تحوي على‬ ‫في ضبط مناطق النفوذ في هذه‬ ‫فشخصية بروكوب أنقاض عدة مدن خّربت‬ ‫المملكة‪. 34‬‬ ‫عنده لم تقم إل ّا‬ ‫أ ّما كورتوا والذي استبعد المطابقة‬ ‫منذ عهد الرومان‬ ‫بدور ثانوي وظرفي‬ ‫المقترحة بين ماسوناس‪/‬مازونا‬ ‫(‪،)Masuna /Massonas‬‬ ‫فقط‪. 21‬‬ ‫اعتبر أ ّن مملكة هذا الأخير لا‬ ‫تتعد المنطقة الوهرانية‪ ،‬وأ ّن‬ ‫وخلص عيبش إلى نفس رأي فأعتبر مازونا ملكا لشعبي المور‬ ‫مملكة الجدار خلال القرن ‪06‬‬ ‫م كانت تابعة للأمير ماستيناس‪/‬‬ ‫كورتوا‪ ،‬فالحجج التي قدّمها هذا والرومان‪. 25‬‬ ‫ماستيقاس‪Mastinas/ ( 35‬‬ ‫‪ ، )Mastigas‬مستبعدا شخصية‬ ‫الأخير ‪-‬حسبه‪ -‬موضوعية إلى حد لم تتوقف هذه الشخصية عند‬ ‫مازونا عنها‪. 36‬‬ ‫ما‪ ،‬فماسوناس (‪ )Massonas‬هذا الحد‪ ،‬بل فرضت نفسها‬ ‫وبعد التعرض لهذه القضايا الهامة‬ ‫بداية من شهادة بروكوب ونقيشة‬ ‫لم يتعد الحديث عنه النطاق خاصة عند اكتشاف أضرحة‬ ‫ألتافا ونهاية بأضرحة الجدار‪ ،‬نجد‬ ‫أ ّن شخص مازونا لم يخرج نطاق‬ ‫الجدار الثلاثة عشر بمنطقة‬ ‫الأوراسي ‪.22‬‬ ‫حكمه على الرغم من الاختلافات‬ ‫الواردة من موريطانيا القيصرية‪،‬‬ ‫لم تطرح شخصية ألتافا هذا فرندة بتيارت الحالية‪ ،‬وهي عبارة‬ ‫أو النطاق الغربي من المغرب‬ ‫الإشكال‪ ،‬بل حتى هويتها أخذت عن أضرحة جنائزية (مورية)‪، 26‬‬ ‫الأوسط‪. 37‬‬ ‫ولعل هذا ما جعلني أميل نوعا‬ ‫نصيبها من الفرضيات المختلفة ترجع إلى نهاية الفترة القديمة‪27‬‬ ‫ما لطرح موريزوا (‪)Morizot‬‬ ‫باعتبار فعالية شخصية مازونا‬ ‫فمن يكون مازونا (‪. Masuna‬‬ ‫)؟ هل هو ملك المور الرومان؟ وقد اعتبرت قادرة أنّ مملكة‬ ‫أم أ ّنه مجرد أمير قبيلة أو قبائل الجدار‪ )Djeddars(28‬قد‬ ‫امتد نفوذها في اتجاه الغرب‬ ‫مورية فقط؟‬ ‫فهناك من اعتبره أميرا مثل حتى المنطقة التلمسانية‪، 29‬‬ ‫ديهل ‪ ، )Diehl(23‬وهناك من واقترحت إطارا زمنيا لبعض أمراء‬ ‫جعله مجرد أمير على المنطقة هذه المملكة‪ ،‬ومن بينهم مازونا‪30‬‬ ‫الوهرانية ككورتوا (‪. )Masuna( ،)Courtois‬‬ ‫أ ّما فيفري‪ )Février( 24‬فقد وهو الطرح الذي من شأنه‬ ‫اعتبره أحد أحفاد رؤساء القبائل أن تدّعمه نقيشة ألتافا‪ ،‬لكن‬ ‫المتحالفة سابقا مع روما خارج بافتراض أنّ مملكة مازونا‬ ‫الليمس الموريطاني‪ ،‬والذي (‪ ،) Masuna‬ومن بعده‬ ‫انضّم إلى الإدارة الإمبراطورية ماستيناس‪ )Mastinas( 31‬قد‬ ‫‪72‬‬

‫ذخائر‬ ‫هذه التسميات المتقاربة لفظيا‪،‬‬ ‫في المنطقة‪ ،‬وهو ما يجعل‬ ‫التفاصيل‪ ،‬فهو يرى بأ ّن المدينة‬ ‫ولذلك فالفرضيات التي قد تطرح‬ ‫نسبة تسمية المدينة لهذا القائد‬ ‫تحوي على أنقاض عدة مدن‬ ‫ستكون حبيسة التخمين لا غير‪.‬‬ ‫خ ّربت منذ عهد الرومان‪ ،‬والتي‬ ‫لذلك أرى بأ ّن إشكالية دراستنا لا‬ ‫الموري واردة‪.‬‬ ‫مازالت إلى وقته أي القرن العاشر‬ ‫يجب أن تق ّدم فقط على أساس‬ ‫أمّا الطرح الآخر‪ ،‬فهو يرتبط‬ ‫الهجري‪/‬السادس عشر الميلادي‬ ‫هذه المقاربات‪ ،‬بل يجب أن‬ ‫بمقاربة تحول تسمية قبيلة‬ ‫تحوي على لوحات كبيرة من‬ ‫يكون هناك مجال لدراسة القبيلة‬ ‫إلى طبونوميا مدينة‪ ،‬خاصة وأنّ‬ ‫المرمر وتماثيل من الحجر‪،‬‬ ‫بكل أبعادها في المغرب الأوسط‪،‬‬ ‫عدد المواقع المشتقة من أسماء‬ ‫وعليها كتابات لاتينية منقوشة‪،‬‬ ‫وربط ذلك بما يسمى بالدراسات‬ ‫القبائل عديدة ببلاد المغرب‬ ‫بالإضافة إلى المعبد الذي ينسبه‬ ‫الوسيط‪ ،‬أو العكس‪ ، 38‬فهل‬ ‫للرومان‪. 42‬‬ ‫الموقعية (الطبونومية)‪.‬‬ ‫تكون مازونة إحدى هذه المواقع؟‬ ‫وهو التبرير الذي تبنّاه العديد من‬ ‫‪ 2-2-‬المقاربة الأثرية‪.‬‬ ‫لقد أثار انتباهي إشارة بلين‬ ‫الباحثين‪ ،‬الذين وجدوا في الآثار‬ ‫لم يقدّم لنا البحث الأثري الذي‬ ‫(‪ )Pline l’Ancien‬عن قوم‬ ‫والنقوشات دليلا على‬ ‫تمّ في المنطقة أي إجابة صريحة‬ ‫(‪ ) Les Musines‬و‪Les‬‬ ‫رومانية مازونة‪ ، 43‬حتى أ ّن هناك‬ ‫على الإشكال الذي ما زال يتضارب‬ ‫‪ )()Mousounes‬هذه الأخيرة‬ ‫من قال بأنّ المدينة جاء اسمها‬ ‫حول أصل مازونة‪ ،‬وتبقى مجرد‬ ‫التي تتواجد حول التافنة والحضنة‬ ‫من مازونا \"‪ ،\"Masuna‬وهي‬ ‫فرضيات مبنية على بقايا أثرية‬ ‫وهضبة السرسو‪ ، 39‬وعلى الرغم‬ ‫المدينة الرومانية التي اكتشفت‬ ‫بعضها روماني أو بربري‪ ،‬وأخرى‬ ‫من أنّها لم تحاول أن تربط ذلك‬ ‫في سيدي محمد بن علي‪44‬‬ ‫ترجع إلى فترة ما قبل التاريخ‪.‬‬ ‫بموضوع المدينة‪ ،‬إل ّا أنّ العلاقة‬ ‫‪ ،‬وهو الرأي الذي عارضه أحد‬ ‫وقبل طرح هذه الآراء أريد أن‬ ‫التي قد تربط هذه القبائل بمازونة‬ ‫الباحثين مؤكدا عدم وجود أي‬ ‫أنطلق من ملاحظات كل من ليون‬ ‫واردة‪ ،‬خاصة وأ ّننا نجد إشارات‬ ‫مدينة رومانية‪ ، 45‬بما أ ّن المنطقة‬ ‫الإفريقي ومارمول كاربخال حول‬ ‫أخرى لنصوص عربية حول قبيلة‬ ‫كانت محتلة عسكريا فقط‪، 46‬‬ ‫المدينة التي زاراها وق ّدما فرضيات‬ ‫مازونة وبنو مسون المنتمية‬ ‫حتى أنّ رابح لحسن عند حديثه‬ ‫لمجال المغرب الأوسط‪، 40‬‬ ‫عن القلعة يؤكد استخدام هذه‬ ‫حول أصلها‪.‬‬ ‫فهل التح ّول في التسميات بين‬ ‫الأخيرة لحماية مراكز المواقع‬ ‫مازونة قديمة في نظر كل من‬ ‫القبائل والمدن المغربية يمكن‬ ‫الرومانية الهامة في المنطقة في‬ ‫ليون الإفريقي ومارمول كاربخال‪،‬‬ ‫كل من سيدي محمد بن عودة‬ ‫إلاّ أنّ الأول يرى بأنّ المدينة هي‬ ‫اعتماده هنا؟‬ ‫ومازونة ومديونة وسيدي بوشايب‬ ‫من بناء الرومان بدليل الأماكن‬ ‫قد يكون ذلك صحيحا‪ ،‬إل ّا أ ّنه‬ ‫وغيرها‪ ، 47‬ولعل ما يؤيد هذا الرأي‬ ‫الخربة ‪-‬بتعبيره‪ -‬والعدد الوافر‬ ‫ومع محدودية الدراسات حول‬ ‫ما ذكره مارمول كاربخال عن‬ ‫من الكتابات المنقوشة على‬ ‫قبائل المغرب الأوسط سواء‬ ‫تسمية مازونة من قبل بطليموس‬ ‫قطع الرخام‪ ، 41‬أ ّما نظرة مارمول‬ ‫في التاريخ القديم أو الوسيط‪،‬‬ ‫كاربخال فمختلفة نوعا ما في‬ ‫لا يمكن أن نجد حل ّا لإشكال‬ ‫‪73‬‬

‫المنطقة زمنيا للوقوف على أنّ‬ ‫نقيشة ألتافا إل ّا دليلا واضحا على‬ ‫بمستعمرة الحصن الجديد ‪،‬وهي‬ ‫الأمير ماستيناس أو غرمول أو‬ ‫ذلك‪. 52‬‬ ‫إشارة لدورها العسكري‪. 48‬‬ ‫حتى صولات بن وزمار‪...‬لم يكونوا‬ ‫في الواقع إل ّا ورثة لمملكة واحدة‪،‬‬ ‫وهو الطرح الذي أثبته الرحالة‬ ‫إل ّا أنّ المؤرخ اللاتيني بلين (‬ ‫والتي وإن كان يصعب علينا معرفة‬ ‫الإنجليزي الدكتور شو عند‬ ‫‪ )Pline‬يؤكد على أهمية منطقة‬ ‫كل حلقات ومراحل تطورها‪ ،‬فإ ّنا‬ ‫زيارته للمنطقة‪ ، 53‬وكذا غيره من‬ ‫الظهرة من حيث إنتاجها للقمح‬ ‫نعتبر هذه الشخصيات قد عايشت‬ ‫الباحثين والأثريين‪ ، 54‬فالموقع‬ ‫والزيت‪ ، 49‬وهو ما يناقض الرأي‬ ‫أهم فترات وجود هذه المملكة بل‬ ‫الذي تتواجد فيه المدينة لديه‬ ‫السابق‪ ،‬ويقدّم بعدا حضاريا‬ ‫من مقوّمات الاستقرار البشري‬ ‫للمنطقة‪ ،‬أمّا البعض الآخر أثبت‬ ‫قد يكونوا أهم زعمائها‪. 58‬‬ ‫ومؤهلات البناء المديني‪ ، 55‬ما‬ ‫فرضية مختلفة‪ ،‬واعتبر الآثار‬ ‫‪3-‬الحضور النصي للمدينة في‬ ‫يدعو أن تكون للسكان المحليين‬ ‫المحلية التي تم العثور عليها‬ ‫نصوص الأدب الجغرافي الوسيطة‪:‬‬ ‫سابقية التفكير فيه‪ ، 56‬لذلك‬ ‫في هذه الأقاليم دليلا على بعدها‬ ‫لو فرضنا وجود مازونة في هذه‬ ‫فليس من المستبعد مع هذه‬ ‫البربري المحلي‪ ، 50‬ولعل ما‬ ‫الفترة الحرجة ولو بصيغة حضرية‬ ‫المقاربات الأثرية المتبانية أن‬ ‫ذكره شنيتي عن أصل المنطقة‬ ‫بسيطة أي في صورة قرية مثلا‪،‬‬ ‫يكون لمازونة أصول قديمة سواء‬ ‫الموريطاني السابق للوجود‬ ‫إلاّ أ ّننا نعجز عن بناء تصور‬ ‫العسكري الروماني يؤيد هذا‬ ‫طبونومي واضح ومعاصر لها‪،‬‬ ‫محلية بربرية أو رومانية‪. 57‬‬ ‫الطرح‪ ،‬حيث عرفت منطقة ألتافا‬ ‫خاصة وأ ّن النصوص المتقدمة‬ ‫وللإجابة على إشكال الاستمرارية‬ ‫مثلا تواصل عمرانها وتجدّد بنائها‬ ‫لليعقوبي (تـ‪284.‬هـ‪897/‬م)‪59‬‬ ‫الحضرية بين الفترة القديمة‬ ‫على أيدي الموريين أنفسهم بعد‬ ‫‪ ،‬وابن حوقل (توفي بعد‬ ‫والفترة الإسلامية الوسيطة‬ ‫سقوط الخطوط الدفاعية الرومانية‬ ‫‪367‬هـ‪977/‬م)‪ ، 60‬والبكري‬ ‫للمدينة نق ّدم اقتراحا ليوسف‬ ‫عنها ‪ ،‬منذ نهاية القرن ‪04‬م‬ ‫(تـ‪487.‬هـ‪1094/‬م)‪ ، 61‬ممن‬ ‫عيبش‪ ،‬الذي يعتبر اقتراحا عمليا‬ ‫والنصف الأوّل من القرن ‪05‬م‪،‬‬ ‫وصفوا جغرافية المنطقة المغربية‬ ‫قد يساعد على توضيح الصورة‬ ‫ويحتمل أنّها ظلت خاضعة لنفوذ‬ ‫في القرون الأولى من الفترة‬ ‫أكثر‪ ،‬وذلك عندما يتحدث عن‬ ‫المور طوال العهدين الوندالي‬ ‫الوسيطة‪ ،‬أو بتعبير آخر ممن قدّموا‬ ‫نقيشة ألتافا وضرورة توظيف‬ ‫والبيزنطي‪ ، 51‬بحيث اكتسبت‬ ‫وصفا مسالكيا لأغراض تجارية‪،‬‬ ‫مثل هذه الشهادات إلى جانب‬ ‫شهرتها التاريخية من عهد‬ ‫مذهبية وسياسية وغيرها يغيب‬ ‫الخريطة الأثرية التي تتميز بها‬ ‫الملوك المور المتأخرين كمازونا‬ ‫أو يغيّب فيها أي ذكر للمدينة‪،‬‬ ‫هذه المقاطعة‪ ،‬في اقتراح وجود‬ ‫مثلا‪ ،‬ولعل الآثار المتبقية في‬ ‫التي قد لا تكون بتلك الأهمية‬ ‫أصالة جغرافية وعراقة سياسية‬ ‫موقعها يعود معظمها إلى عهد‬ ‫حتى تفرض منطقها الحضري‬ ‫يمكن تتبعها إلى غاية فترة‬ ‫الملوك المحليين الذين توارثوا‬ ‫والمسالكي على رحالة وجغرافي‬ ‫السيادة على هذه الأقاليم‪ ،‬وما‬ ‫الفتوحات الإسلامية‪.‬‬ ‫أعمال البناء والترميم الواردة في‬ ‫ما قبل الفترة المرابطية‪. 62‬‬ ‫ويكفى ‪-‬حسبه‪ -‬أن نقوم بترتيب‬ ‫الأحداث التاريخية التي عرفتها‬ ‫‪74‬‬

‫ذخائر‬ ‫بين مستغانم وتنس في داخل‬ ‫فهل يمكن اللجوء إلى نصوص‬ ‫خلال كتابات الفترة الاستعمارية‬ ‫البلاد‪ ،‬جعلها بطليموس عند ست‬ ‫وسيطة متأخرة أو حديثة بديلة‬ ‫عشرة درجة من خطوط الطول‬ ‫لبعث الصورة الطبونومية للمدينة؟‬ ‫عن منطقة التل الوهراني‪ ،‬وما ت ّم‬ ‫وثلاث وعشرين درجة وأربعين‬ ‫يعتبر الإدريسي والمتأخر عن‬ ‫دقيقة من خطوط العرض‪. 66».‬‬ ‫هذه المرحلة بقرنين تقريبا أول‬ ‫نشره من كتب لرحالة أوربيين‬ ‫وإن كان الو ّزان لا يقدّم أي إضافة‬ ‫من ق ّدم تصورا طبونوميا لمازونة‬ ‫من هذه الناحية‪ ،‬فالتصور الفلكي‬ ‫المدينة الوسيطة حيث يذكر‪:‬‬ ‫زاروا المنطقة ود ّونوا ملاحظاتهم‬ ‫القديم لبطليموس والذي ذكره‬ ‫«ويلي حوض فروج وهو مرسى‬ ‫مارمول كاربخال وإن كان يختلف‬ ‫حسن وعليه قرية عامرة في البر‬ ‫وشهاداتهم حولها‪ ، 68‬وبعض‬ ‫عن الموقع الفلكي الحالي‪ ،‬يطرح‬ ‫ومع الشرق مدينة مازونة على‬ ‫تساؤلات عن غياب نصوص‬ ‫ستة أميال من البحر‪ ،‬وهي مدينة‬ ‫الأبحاث المحلية القليلة‪، 69‬‬ ‫جغرافية عربية متق ّدمة حول‬ ‫بين أجبل في أسفل خندق‪. ».63‬‬ ‫وهو نفس نص الحميري‬ ‫خاصة وأنّ مازونة أخذت في فرض‬ ‫م ازون ة؟‬ ‫( ‪08‬هـ‪14 /‬م) ‪ ، 64‬وا لذي‬ ‫وما يمكن توضيحه هنا أنّنا لا‬ ‫لا نشك في نقله التام عن‬ ‫أهميتها المدينية أواخر العصر‬ ‫نستطيع أن نبني جغرافية المدينة‬ ‫الإدريسي‪ ،‬وبالتالي فطبونومية‬ ‫في هذه المرحلة ‪-‬الغامضة‪ -‬إلاّ من‬ ‫المدينة الوسيطة بقيت حبيسة‬ ‫الوسيط وفي الفترة العثمانية‬ ‫خلال التص ّور العام الذي تقدّمه‬ ‫نص الإدريسي وإشارة العبدري‬ ‫النصوص الوسيطة المتقدمة‬ ‫(‪07‬هـ‪13/‬م) الذي قلّل من‬ ‫خ اص ة‪.‬‬ ‫والمتأخرة للمنطقة الغربية من‬ ‫أهميتها بوصفها‪« :‬بليدة مجموعة‬ ‫المغرب الأوسط‪ ،‬الذي وإن كان‬ ‫مقطوعة من بعض جهاتها بحرف‬ ‫وما يمكن تأكيده في‬ ‫ ‬ ‫مفهومه الجغرافي عرف تطورا‬ ‫مجاليا شرقا وجنوبا بعد القرن‬ ‫واد منقطع شبه قلعة‪. »...‬‬ ‫نهاية هذه الدراسة أنّنا لا نستطيع‬ ‫الخامس الهجري‪/‬الحادي عشر‬ ‫كما لم يقدّما نصّا الو ّزان ومارمول‬ ‫الميلادي‪ ،‬إلاّ أ ّن ذلك لم يمس‬ ‫كاربخال المتأخرين عن الفترة‬ ‫تتبع طرق التح ّول التي أ ّدت إلى‬ ‫مجال مازونة بما أ ّنها مرتكزة في‬ ‫الوسيطة والمعاصرين لبداية‬ ‫المنطقة الغربية والتي ق ّدمها ابن‬ ‫الفترة الحديثة أي نظرة مختلفة‬ ‫نشوء مازونة المدينة الزناتية‬ ‫خلدون على أ ّنها \"وطن زناتة\"‪، 67‬‬ ‫عن المجالية الطبونومية لمازونة‪،‬‬ ‫القبيلة التي شكّلت حقيقة الهوية‬ ‫فالأول يذكر أ ّن‪« :‬المدينة على بعد‬ ‫المحلية الوسيطة‪ ،‬إلاّ إذا لجأنا‬ ‫الديمغرافية للمدينة وللمنطقة‬ ‫نحو أربعين ميلا من البحر تمتد‬ ‫على مساحة شاسعة‪ ، 65»...‬أ ّما‬ ‫إلى تاريخية الحضور الموري أو‬ ‫التي تنتمي إليها‪.‬‬ ‫الثاني فالمدينة –حسبه‪«:-‬تقع‬ ‫وهو التص ّور الذي تح ّدد أكثر من‬ ‫الروماني والبيزنطي المتداخل من‬ ‫خلال معطيات تاريخية وأثرية‬ ‫دقيقة حتى نتبنى صدق إحدى‬ ‫الفرضيات التي ق ّدمناها أو تكون‬ ‫هناك فرضيات أخرى قد نستطيع‬ ‫الكشف عنها لاحقا‪ ،‬والهدف من‬ ‫ذلك كله هو البحث عن مرحلة من‬ ‫مراحل ظهور المدينة سبقت الفترة‬ ‫الإسلامية الوسيطة بالمنطقة‬ ‫الغربية من المغرب الأوسط‪،‬‬ ‫والمساهمة في إثراء الدراسات‬ ‫المهتمة بإشكاليات التواصل‬ ‫الطبونومي في المغرب الأوسط‪.‬‬ ‫‪75‬‬

‫ تبقى هذه الدراسات شحيحة مقارنة بما توفر من أبحاث حول مدن إفريقية والمغرب الأقصى وحتى بعض مدن‬- 1 :‫ ينظر‬،‫التلمساني الصعبة لنقص النصوص‬-‫ وعن إشكالية دراسة المجال الوهراني‬،‫الشرق الجزائري‬ M.Mahdad, « Le pays Orano-Tlemcenien du VIe siécle.», Majallat-Et-Tarikh, centre national d’étudeshistoriques, Alger, 8(1980), p.71-72 ‫ والوقوف على مدى‬،‫ من بين الدراسات التي تعرضت لإشكاليات تتبع تاريخ بعض المدن منذ نهاية التاريخ القديم‬- 2 :‫ أو ما تسمى بالفترة الانتقالية ينظر‬،‫استمراريتها أو انقطاعها خلال العصر الوسيط‬ Paul–Louis Cambuzat, l’évolution des cités du tell en Ifrikya du VIIe au XIe siècles,– .2.T., Alger, office despublications Universitaires, 1986 Roger Le Tourneau, Les villes musulmanes de l’Afrique du Nord, Alger, Bibliothéque- .de l’institutd’études supérieures islamiques, la maison des livres, 1957, p.9-11 ‫ معهد العلوم‬،‫ جامعة منتوري‬:‫قسنطينة‬،‫ سيرتا‬،\"‫ \"حول مدن المغرب في نهاية التاريخ القديم‬:‫ يوسف عيبش‬- .27-37 .‫ص‬-‫ ص‬،‫م‬1999 /‫هـ‬1420 ،12 .‫ ع‬،08 ‫ السنة‬،‫الاجتماعية‬ Allaoua Amara, «L’animation de la façade maritime du Maghreb central(VIIIe-XIIe- .siécles)», Revue dulettres et sciences humaines, 6 (2005), p.9-10 ‫) ) في‬C.Courtois ‫\" وكورتوا‬L'Afrique byzantine\" ‫ إفريقيا البيزنطية‬:‫ ) في كتابه‬C.Diehl ( ‫ويعتبر ديهل‬ ‫\"من بين المبادرين لسدّ فراغ هذه الفترة الإنتقالية الغامضة أو ما‬les Vandales et l'Afrique\" ‫ الوندال وإفريقيا‬:‫كتابه‬ :‫ يراجع‬،‫ وذلك لنقص النصوص القديمة ومؤرخي هذه الفترة‬،)Afrique oubliée(‫اصطلح عليها بإفريقيا المنسية‬ Saïd Dahmani, «Pouvoirs tribaux autochtones dans le Maghreb central au VIe et VIIe siècles», VIe colloque international sur l’Afrique antique et médiévale, monuments .funéraires et institutions autochtones, Paris, CTHS, (1993), p.317-318 ‫ مجلة الآداب والعلوم‬،\"‫ \"الهجرة الهلالية وأثرها في تغيير البنية الاجتماعية لبلاد الزاب‬:‫علاوة عمارة‬- 3 ،‫؛ علاوة عمارة‬12-20.‫ص‬-‫ ص‬،‫م‬2009/‫هـ‬1430 ،10.‫ع‬،‫ جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية‬:‫قسنطينة‬،‫الإنسانية‬ ‫ حيث يشير في هامش هذه الصفحة إلى إحدى الدراسات التي‬،64.‫ ص‬،\"‫ \"مدينة الجزائر في العصر الوسيط‬:‫زينب موساوي‬ :‫اهتمت بهذه الاشكالية‬ Yvon Thebert,«Permanences et mutations des espaces urbains dans Les villes de l'Af- rique du Nord orientale, de la cité antique à la cité médiéval», cahiers de Tunisie, XXXXIV .(1986), p. 31-46 .64.‫ ص‬،\"‫ \"مدينة الجزائر في العصر الوسيط‬:‫علاوة عمارة‬- ‫)بالفعل إلى أي مدى هو مهم للمدينة‬Gustave Evon Grunedaum( ‫يشير مثلا غوستاف ايفن غرودوم‬- 4 ‫إلخ‬...‫ دمشق‬،‫ حلب‬:‫ ومن هذه المدن نجد‬،‫الإسلامية تواجد أصول أسطورية لها علاقة بالصورة الدينية مثلا‬ Christine Mazzoli-Guintard, «de ville à madina, de madina à ville, paralogismes ou sophismes de la terminologie, ville d’al-Andalus, l’Espagne et le Portugal à l’époque musulmane )VIIIe – XVe siècles)», Rennes, Presses universitaires de Rennes, 1996, .p.19-48 :‫ النص الأصلي للأسطورتين‬- 5 :‫الأسطورة الأولى‬ Deux légendes courent sur Mazouna, et laissent suppose qu'elle à été construite )a .sur les restes d'on ne sait qu'elle cité mystérieuse au nom effacé dans la suite des âges D'après une première légende, Mazouna tirerait son nom de ce qu'il à été gou�… … verné, dans les temps passés, par une princesse qu'avait tout son trésor en pièces dites .\"Mouzouna\", équivalent au billon de dix centimes usité de nos jours :‫الأسطورة الثانية‬ Suivant la seconde, un berger du nom de matâ faisait paître son troupeau sur )b l'emplacement de la ville qui rongée à l'est au sud et à l'ouest par les eaux de l'oued-Tam- .da et de l'oued-Boumatâ, avait la forme d'une pièce de deux sous Le soir de retour dans son douar, il parla si avantageusement de cet emplacement, .que les gens l'écoutèrent, et décidèrent d'y transporter leur demeures Leur nombre s'accrut de jour en jour, c'est bien qu'ils formèrent une cité qui garda … à jamais le nom de Mazouna :‫محتـوى الأسطورتيـن‬ ‫ والتي أخذت المدينة تسميتها‬،\"‫تتحدث الأسطورة الأولى عن أميرة تملك كنزا عبارة عن قطع نقدية تدعى \"موزونة‬ 76

‫م ن ه ا‪.‬‬ ‫أمّا الثانية فهي تتحدث عن الراعي ماتع‪ ،‬الذي عثر على قطع نقدية تدعى \"موزونة\" في موقع مدينة \"مازونة\" الحالية‪،‬‬ ‫ذخائر‬ ‫وقد تسمت المدينة باسمها بعد انتقاله وقومه إليها واستقرارهم بها‪ ،‬ينظر‪:‬‬ ‫‪Y. Loukil, Mazouna ancienne capitale du dahara, Interprète auxiliaires,(l’Algérie‬‬ ‫‪racontée et décrite par les indigènes), Alger, Imprimerie Algérienne, 1912, p. 13;Moulay‬‬ ‫‪Belhamissi, Mazouna, une petite ville, une longue histoire, Alger, Société nationale d’édi-‬‬ ‫‪.tion et de diffusion, 1981, p. 21‬‬ ‫‪- 6‬يورد فانتير دي باغادي ( ‪ )Venture du paradis‬كلمة موزون \"‪ \"Mezounes‬كعملة متداولة في العهد‬ ‫التركي‪ ،‬ينظر‪:‬‬ ‫‪Venture de Paradis, Tunis et Alger au XVIIIe siècle, Mémoires et observations, Paris,‬‬ ‫‪…,Edition Sindbad, 1983, p. 124,128‬‬ ‫وعن العملة \"موزونة\" أو عن هذه التسمية ينظر أيضا عباس بن إبراهيم المراكشي‪ :‬الإعلام بمن حل مراكش وأغمات‬ ‫من الأعلام‪،‬ج‪ ،2.‬فاس‪ :‬المطبعة الجديدة‪1355 ،‬هـ‪1936/‬م‪ ،‬ص‪...،191.‬؛كما ترد كلمة موزونة في النصوص النوازلية‬ ‫الوسيطة كالمعيار مثلا‪.‬‬ ‫‪Moulay Belhamissi, Mazouna, op.cit. p.21.- 1‬‬ ‫‪- 7‬النص الأصلي للأسطورة‪:‬‬ ‫‪Les anciens habitants en attribuaient la fondation au bérbères Mata et cela bien avant‬‬ ‫‪l'arrivée de Arabes.Une autre version en laisse plutôt le mérite à un certain Mazouna‬‬ ‫‪.frère de Médiouna, l'ancêtre de la tribu de ce nom‬‬ ‫محتوى الأسطورة‪:‬‬ ‫يرجع سكان المدينة تأسيس مازونة إلى شخصيتي ماتع أومازون أخ مديون والذي تسمت القبيلة باسمه (كان هناك‬ ‫صراع كبير بين مازون ومديون أدّى إلى تأسيس مدينتي مازونة ومديونة)‪ ،‬ينظر‪Moulay Belhamissi, Mazouna, :‬‬ ‫‪.op.cit. p. 25‬‬ ‫وهناك أسطورة أخرى ترتبط بشخصية \"ماتع\"(‪ ،)Mata‬لكن في ظروف مختلفة حيث تقدّمه كملك لديه بنت اسمها‬ ‫زونا‪ ،‬والتي نسب إليها منبع الماء‪ ،‬فأصبحت ماء زونا‪ ،‬حيث تقول هذه الأسطورة المرتبطة بالماء‪« :‬وحكي لنا أنّ ملكا حط‬ ‫رحاله أثناء مروره بمازونة بجبالها وكانت ترافقه ابنته(اسمها زونة)فطلب من رجاله أن يحضروا لها ماء‪ ،‬فوجدوا المنبع‬ ‫وحرموه على الغير وقالوا هذا ماء زونة‪ ،».‬وهناك من قال أنّ معنى كلمة مازونة هو‪ :‬أرض الرجال الأقوياء‪.‬‬ ‫(‪La terre des hommmes forts), Ibid,p.21; Moulay Belhamissi, Histoire de Mazouna,‬‬ ‫‪.p.21‬‬ ‫‪ - 8‬توجد هذه النقيشة بمتحف وهران تحت رقم‪ ،)C.I.L.VIII 98355(:‬وهي عبارة عن حجر تذكاري لحصن تم‬ ‫انشاؤه بأمر من الملك ماسونا (مازونا)‪ ،‬حيث تشيد بهذا الملك‪ ،‬وتقدّم أسماء الموظفين الذين أشرفوا على انجازه في‬ ‫مستهل القرن ‪06‬م‪ ،‬ولقد اكتسبت هذه الوثيقة أهميتها كونها اعتمدت طريقة التأريخ المحلي لموريطانيا القيصرية ‪469‬‬ ‫الموافق لـ ‪508‬م‪ ،‬يراجع الفهرس المتواجد على مستوى متحف وهران‪:‬‬ ‫‪Catalogue Raisonné des objets Archéologique du musée de la ville d’Oran (Musée‬‬ ‫‪Demaeght),2émeEdition, Revue par M. F. Dommergue conservateur ,1894 (Extrait du‬‬ ‫‪BSGAO, T. 53, Fascicule 191, Oran, Société Anonyme des Papeteries et Imprimeries,‬‬ ‫‪.L.Fouque, (1932), p.65-66‬‬ ‫وينظـر محمد البشير شنيتي‪ :‬الجزائر في ظل الاحتلال الروماني‪،‬بحث في منظومة التحكم العسكري (الليمس‬ ‫الموريطاني ومقاومة المور)‪،‬ج‪ ،1.‬الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،1999 ،‬ص‪-‬ص‪234-235.‬؛ وعن منطقة ألتافا‬ ‫(أولاد ميمون الحالية)‪ ،‬والتي تقع على مسافة ثلاثين كيلومترا شرق تلمسان‪ ،‬ينظر جورج مارسي‪ :‬تلمسان‪،‬ترجمة‪ :‬سعيد‬ ‫دحماني‪ ،‬البليدة‪ :‬دار النشر التل‪ ،2004 ،‬ص‪10.‬؛ أو على بعد ‪25‬كم شرق مدينة تلمسان أو ‪32‬كم عن تلمسان حسب‬ ‫الجمعية الجغرافية والأثرية لوهران ‪ ،.T. IV, (1884), p .11‬ويتحدث محمد البشير شنيتي على هذه النقيشة التي‬ ‫تم اكتشافها سنة ‪1877‬م بموقع غير محدّد بالقرب من أولاد ميمون (ألتافا)‪ ،‬ونشرت وتمت مراجعتها عدة مرات ينظر‬ ‫هامشمحمد البشير شنيتي‪ :‬المرجع السابق‪،‬ج‪ ،2.‬ص‪.462.‬‬ ‫وعن منطقة ألتافا أو ألطاوة والتي تعرف أيضا \"بحجر الروم\"‪ ،‬وصافار التي تقع جنوب وهران‪ ،‬والتي كانت تابعة لقيادة‬ ‫الإغليد مازونا حول هذه المعلومة يراجع الدراجي بوزياني‪ :‬القبائل الأمازيغية (أدوارها‪ ،‬مواطنها‪ ،‬أعيانها)‪،‬ج‪ ،1.‬الجزائر‪ :‬دار‬ ‫الكتاب العربي‪ ،2007 ،‬ص‪.67.‬‬ ‫ومن بين المراجع التي تحدثت عن هذه النقيشة‪:‬‬ ‫‪Said Dahmani, «Pouvoirs tribaux autochtones dans le Maghreb central aux VIeet‬‬ ‫‪VIIe siècles», VIe colloque international sur l’Afrique antique et médiévale, monuments‬‬ ‫‪.funéraires et institutions autochtones, Paris, CTHS, (1993),p. 323‬‬ ‫‪Cf .J .Marcellet Jaubert, «Les inscriptions d’Altava», Publication des Annales de la-‬‬ ‫‪77‬‬

.faculté des lettres, Aix en Provence, 1968, p.126-127 ،‫رسالة دكتوراه‬،‫ الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في بلاد المغرب أثناء الاحتلال البيزنطي‬:‫نقلا عنيوسف عيبش‬ .235.‫ ص‬،‫ هامش‬،2007-2008 ،‫ جامعة منتوري‬:‫قسنطينة‬ .S.Gsell, BSGAO, (1882), p.10-14- .Demaeght, Catalogue de musée d’Oran, p. 114- .)P.Courtot,«Essai historique sur Altava», in RA, (1936- .)P.Courtot,«Une nécropole romaine d’Altava», in BSGAO, (1934-1936- P.Courtot,«Une dédicace en l’honneur des empereurs Constances VI et Constant à- .)Altava», in BSGAO, (1935 L.Demaeght,«Nouvelles découvertes épigraphiques à Hjar Roum (Altava)», in- .)BSGAO, (1888 .)P.Pouthier, «Evolution municipale d’Altava», in MEFR, (1956- :‫ مثل‬،)BSGAO( :‫وبعض الأعداد الأخرى في المجلة الجغرافية والأثرية الوهرانية‬ BSGAO\", T.II, (1881-1882); L.Demaeght,«Altava (Lamoricière)», BSGAO, T.III,\" .(1833), p. 68… ets :‫ نص النقيشـة الأصلي‬1- Pro sal (ute) et mol (umitate), Reg (is) Masunae gent (uim) Maur (orum) et Roman�- or (um). Castrum edific (atum) a Masgivimi (pref) (ecto) de Safar, Iider, proc (urator) a (stra) severiana, (quem) Masuna Altava posuit et Maximus proc (urator) Alt (avae) pref .(ecti) (amno) p (rovinciarum) C C C C L V III :‫الترجمـة العربيـة‬ ‫ عندما كان‬،‫ شيّدت هذه القلعة على يد مسيغيبا حاكم سفار‬،‫من أجل صحة ودوام مازونا ملك شعب المور والرومان‬ ‫ وقد أ ّتم البناء مكسيموس حاكم ألتافا في تاريخ‬،‫ وهما اللذان أمر مازونا بإلزامهما إلى ألتافا‬،‫ايدير وكيلا على قلعة سفريانا‬ . 462-463.‫ص‬-‫ ص‬،2.‫ج‬،‫ المرجع السابق‬:‫ بالنسبة للترجمة ينظر محمد البشير شنيتي‬.‫ بتاريخ المقاطعة‬496 .) Procope, La guerre contre les Vandales (Bellum vondalorum :‫ من كتـاب‬- 9 .‫م‬535 ‫ ارتبط الحديث عنها سنوات‬،‫شخصية حاكمة بالنطاق الأوراسي‬:)Massonas( ‫ماسوناس‬- 10 .‫م‬1995-1996 ،‫ جامعة قسنطينة‬،‫رسالة ماجستير‬،‫م‬06 ‫ المور والبيزنطيون خلال القرن‬:‫يوسف عيبش‬- 11 .‫ الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في بلاد المغرب أثناء الاحتلال البيزنطي‬:‫يوسف عيبش‬- 12 J.Carcopino, Un Empereur Maure inconnu :‫عن كتـاب‬- 13 R.De La Blanchère, Voyage d'étude dans une partie de la Maurétanie :‫عن كتـاب‬- 14 Césariénne Th. Mommsen, Histoire romaine :‫عن كتاب المؤرخ الألماني‬- 15 P.Morizot, Pour une nouvelle lecture de l'éloguim de Masties :‫عن كتـاب‬- 16 ،2.‫ج‬،‫ المرجع السابق‬:‫؛ محمد البشير شنيتي‬234.‫ص‬،‫ الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية‬:‫يوسف عيبش‬- 17 .464-465.‫ص‬-‫ص‬ C.Courtois, Les Vendales et l'Afrique :‫عن كتاب‬- 18 G.Camps,«Rex Gentium Maurorum et Romanorum, Recherches sur les royaumes- 19 .»deMaurétanie desVIe et VIIe .465.‫ ص‬،2.‫ج‬،‫ المرجع السابق‬:‫؛ محمد البشير شنيتي‬243.‫ص‬،‫ المور والبيزنطيون‬:‫يوسف عيبش‬- 20 ‫ بل يجب تتبع حدود‬،‫يرى يوسفعيبش أ ّنه لا يمكن حصر نفوذ مازونا في الجهة الغربية لموريطانيا القيصرية‬- 21 ‫ على الرغم من أ ّن الموضوع كان محل جدال بين أنصار مطابقة اسم مازونا وماسوناس وبين‬،‫مملكته في نطاق أوسع‬ ‫ قد‬،‫ماسوناس هي مملكة واسعة الأطراف‬/‫ ) أنّ مملكة مازونا‬De La Blanchère( ‫ حيث اعتبر دو لا بلنشار‬،‫معارضيها‬ :‫تصل إلى غرب الأوراس في كتابه‬ Voyage d'étude dans une partie de Maurétanie Césariénne, dans Archives des Mis- .)sions Scientifiques et Littéraires, Paris, IIIeserie, TX, (1888 .244.‫ص‬،‫ المور والبيزنطيون‬:‫ينظر يوسف عيبش‬ C.Diehl, L'Afrique Byzantine, Histoire de la domination Byzantine en Afrique du Nord- .)(533-709 Stéphane Gsell, L'Algérie dans l'antiquité, Alger, Typographie, Adolphe Jourdan, :‫وأيضـا‬ .1903. p. 139 :‫)كذلك‬Péchot( ‫وبالنسبة لبيشوا‬ L. Péchot, Histoire de l'Afrique du Nord avant 1830 (précédée de la Géographie phy�- sique etpolitique de la Tunisie, de l'Algérie et de Maroc, Alger, Gojosso Imprimeur Edi- .teur, 1914, p. 309 78

‫‪- 22‬وكتابه هو‪.\"P.A. Février, \"Masuna et Masties :‬‬ ‫‪- 23‬يوسف عيبش‪ :‬المور والبيزنطيون‪،‬ص‪234.‬؛ يوسف عيبش‪ :‬الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية‪،‬ص‪236.‬؛ محمد‬ ‫البشير شنيتي‪ :‬المرجع السابق‪،‬ج‪ ،2.‬ص‪-‬ص‪.465-466.‬‬ ‫ذخائر‬ ‫وحول هذه الشخصية ينظر أيضا‪:‬‬ ‫‪24-E.Albertini, G.Marçais, G.Yver, E .Prigent, l'Afrique du Nord française dans l'his-‬‬ ‫‪.toire, Lyon-Paris, Editions Archat, 1955, p. 121-126‬‬ ‫لكن بصفة ملك لا أمير‪ ،‬وعن الصفة \"إمبراطور\" لمازونا‪ ،‬ينظر يوسف عيبش‪ :‬المور والبيزنطيون‪،‬ص‪253.‬؛ أمّا غابريال‬ ‫كامبس فأعتبره ملكا لقبائل المور والرومان بألتافا‪ ،‬يراجع‪:‬‬ ‫‪Gabriel Camps,«Comment la berbérie est devenue le Maghreb arabe», ROMM, V.‬‬ ‫‪.35ème, 1 (1983), p. 9‬‬ ‫أما سعيد دحماني فقد أطلق على المنطقة تسمية المملكة الوهرانية (‪ )Le Royaume d’Oranie‬والتي بدأت‬ ‫تعرف منذ ‪508‬م أي القرن السادس الميلادي مع نقيشة ألتافا‪ ،‬حيث غطى الملك مازونا (‪،)Masuna‬كما أسماه المنطقة‬ ‫الممتدة من تلمسان إلى غاية البحر‪.Said Dahmani, op. cit., p. 323،‬؛أو كما أسماها عبد الله العروي بإمارة وهران‬ ‫حول مدينة ألتافا‪ ،‬عبد الله العروي‪ :‬مجمل تاريخ المغرب ‪،‬ج‪،.1.‬الدار البيضاء‪-‬بيروت‪ :‬المركز الثقافي العربي‪2007 ،‬م ‪،‬‬ ‫ص‪-‬ص‪112-113.‬؛ ويراجع أيضا‪:‬‬ ‫‪Catalogue Raisonné des objets Archéologique du musée de la ville d’Oran (Musée‬‬ ‫‪.Demaeght), p. 66‬‬ ‫‪- 24‬تسمية \"الجدار\" هي تسمية عربية ينظر‪.RA, 1(1856), p. 50-52:‬‬ ‫‪Fernand Benoit, l'Afrique Méditerranéenne, Algérie, Tunisie, Maroc, Paris: Les Beaux-‬‬ ‫‪.Arts, Editionsd'études et de documents, 1921, p. 47 ; L.Péchot, op. cit., p. 275, 308-309‬‬ ‫يوسف عيبش‪ :‬الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية‪،‬ص‪.239.‬‬ ‫‪- 25‬يرى عبد الله العروي أنّها شيّدت على الطريقة المسيحية وتحمل اسم ال ماسونا الذي يجده قريبا من ماسينسن‬ ‫الذي يحتمل أن يكون قد أصبح لقبا بعد أن كان اسم شخص‪ ،‬عبد الله العروي‪ :‬المرجع السابق‪،‬ج‪ ،1.‬ص‪-‬ص‪112-113.‬؛‬ ‫وغابريال كامبس(‪) Gabriel Camps‬يحدد وجود هذه الأضرحة الجنائزية بالقرب من سعيدة‪ ،‬والتي ضمّها للمناطق‬ ‫الح ّرة في تلك الفترة (‪، )» Régions « libérées‬‬ ‫‪.Gabriel Camps, op.cit.,p. 9‬‬ ‫‪R .de la Blanchére, «Voyage d’étude en Maurétanie césarienne»,Archives des Mis-‬‬ ‫‪.sions, IIIe série, T. X, (1883), p. 1-131‬‬ ‫‪Stéphane Gsell, Les monuments antiques de l’Algérie, T.II, Paris, A. Fontemoing,‬‬ ‫‪.1901, p.418-427‬‬ ‫‪.E.Albertini, G.Marçais,…, op. cit., p. 126;Fernand Benoit, op. cit., p. 47- 26‬‬ ‫وللاطلاع أكثر على مملكة الجدار أو \"أضرحة الجدار\"‪ ،‬يراجع‪:‬‬ ‫‪E .Albertini, G .Marçais,…, op.cit., p.126;Maurice Reygasse, Monuments Funéraires-‬‬ ‫‪Préislamiques del'Afrique du Nord, Paris, Arts et Métiers Graphiques, 1950, p.31;Said‬‬ ‫‪.Dahmani, op .cit., p.323‬‬ ‫وعن مملكة الجدار دائما قدمت العديد من الدراسات في الجمعية الجغرافية والأثرية لوهران‪:‬‬ ‫‪.BSGAO, T.III, (1883), p.264-269;E.Guénard, dans BSGAO, T.IX, (1889), p. 270-271-‬‬ ‫ويوسف عيبش‪ :‬الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية‪،‬ص‪239.‬؛‬ ‫‪.L.Péchot, op. cit., p. 275, 308, 309; Stéphane Gsell, op. cit., p. 138‬‬ ‫‪- 27‬حيث كانت هذه الأضرحة سبب اقتراح كورتوا تسمية إمارة ماستيناس بمملكة الونشريس أو الجدار لتحاذي‬ ‫مملكة‬ ‫مازونا التي حصرها في النطاق الوهراني‪ ،‬ينظر يوسفعيبش‪ :‬الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية‪،‬ص‪.239.‬‬ ‫‪.Said Dahmani, op.cit., p.322-323‬؛ويتحدّث شارل إيمانويل ديفورك عن مملكة ج ّدار وتسمى أحيانا مملكة‬ ‫تيارت أو مملكة الونشريس‪ ،‬والتي تمتد من الهضاب العليا إلى البحر ينظر شارل إيمانويل ديفورك‪\" :‬مكانة الونشريس‬ ‫والجهات المجاورةله في تاريخ المغرب الأوسط عبر الألفية الأولى من التاريخ الهجري\"‪ ،‬الفكر الإسلامي(صور من الملتقى‬ ‫الرابع عشر)‪ ،‬الجزائر‪ :‬منشورات وزارة الشؤون الدينية‪ ،‬قسنطينة‪ :‬دار البعث‪1400 ،‬هـ‪-1401‬هـ‪1980/‬م‪-1981‬م‪،‬‬ ‫ص‪-‬ص‪96-97.‬؛‬ ‫‪Catalogue Raisonné des objets Archéologique du musée de la ville d’Oran (Musée‬‬ ‫‪.Demaeght), p.66‬‬ ‫‪F.Kadaria Kadra, Les Djedars, Monuments Funéraires Berbères de la région de- 28‬‬ ‫‪.Frenda, Alger, officedes publications universitaires, 1983, p. 360‬‬ ‫‪- 29‬حيث زامنته بالجبل الأخضر‪ ،‬والذي رمزت له بـ (‪.C) Ibid,p. 359‬‬ ‫‪- 30‬ماستيناس‪/‬ماستيقاس)‪(Mastinas / Mastigas‬يعتبر بركوب هو المصدر الوحيد في هذا الموضوع فهناك‬ ‫من يعتبرهما نفس الشخص‪ ،‬وهناك من يجعلها شخصيتين مختلفتين إل ّا أ ّن الشخصيتين البربريتين تزعمتا موريطانيا‬ ‫‪79‬‬

‫القديمة (المملكة‬ ‫الموريطانية)‪ ،‬يوسفعيبش‪ :‬المور والبيزنطيون‪،‬ص‪258.‬وما يليها؛ محمد البشير شنيتي‪ :‬المرجع‬ ‫السابق‪،‬ج‪،2.‬ص‪487.‬؛خديجة منصوري‪\" :‬تيارت في العصور القديمة\"‪ ،‬الحوار الفكري‪،‬السنة ‪، 04‬ع‪ ،06.‬قسنطينة‪-‬عين‬ ‫مليلة‪ :‬مطبوعات جامعة منتوري‪-‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪1425 ،‬هـ‪2004/‬م‪ ،‬ص‪.125.‬‬ ‫‪- 31‬يوسف عيبش‪ :‬المور والبيزنطيون‪،‬ص‪268.‬؛ ‪E.Albertini, G.Marçais,…, op. cit., p.126‬‬ ‫‪.Maurice Reygasse, op. cit., p. 31- 32‬‬ ‫‪- 33‬يوسف عيبش‪ :‬المور والبيزنطيون‪،‬ص‪268.‬؛‪L. Péchot, op. cit., p. 309-310‬‬ ‫‪- 34‬يوسف عيبش‪ :‬الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية‪،‬ص‪.238.‬‬ ‫‪- 35‬نفسه‪:‬ص‪.238.‬‬ ‫‪- 36‬يوسف عيبش‪ :‬المور والبيزنطيون‪،‬ص‪.252.‬‬ ‫‪- 37‬محمد حسن‪ :‬الجغرافيا التاريخية لإفريقية ‪-‬من القرن الأ ّول إلى القرن التاسع هـ ‪VII-XV‬م‪،‬بيروت‪ :‬دار الكتاب‬ ‫الجديد المتحدة‪2004 ،‬م ص‪ 10.‬وما يليها‪.‬‬ ‫‪.RA, 37-38 (1863), p. 28,32- 38‬‬ ‫وي ن ظ ر‪:‬‬ ‫‪L.Demaeght,«La tribu masunienne»,BSGAO, T. IV. (1884), p .12; H.Tauxi�-‬‬ ‫‪er,«Etude sur les migrations des tribus bérbéres avant l’islamisme», dans RA, Alger,T.7,‬‬ ‫‪.37-38,(1863), p.24-25‬‬ ‫و عن احتمال تسمية المدينة باسم الملك مازونا‪ ،‬ينظر‪.Ibid,p. 12 :‬‬ ‫‪- 39‬الزياني‪ :‬دليل الحيران وأنيس السهران في أخبار مدينة وهران‪ ،‬تقديم وتعليق‪ :‬المهدي البوعبدلي‪ ،‬الجزائر‪:‬‬ ‫الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،1978 ،‬ص‪ ،55.‬حيث يذكر أنّها إحدى القبائل الزناتية التي تسمت بذلك نسبة لاسم‬ ‫أبيهم مازون‪ ،‬فمازونة حسبه هي اسم لرئيس قبيلة زناتية تدعى \"ماسون\" المعروف بـ \"رجيس ماسينغ جانيس\"‪ ،‬كما أنّ‬ ‫تنس اسم رجل من زناتة؛ وينظر أيضا الراشدي‪ :‬القول الأوسط في أخبار بعض من حلّ بالمغرب الأوسط‪ ،‬تحقيق وتقديم‪:‬‬ ‫ناصر الدين سعيدوني‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الغرب الإسلامي‪ ،1991 ،‬ص‪51.‬؛ ‪2007‬م‪ ،‬يراجعابن خلدون‪ :‬العبر وديوان المبتدأ‬ ‫والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر‪ ،‬مج‪ ،7.‬بيروت‪ :‬مؤسسة جمال للطباعة‬ ‫والنشر‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪-‬ص‪54-55.‬؛ في حين يرى دو سلان (‪ )De Slane‬أ ّن اسمها الحقيقي موزية‪ ،‬يراجع هامشأمبروسيو‬ ‫هويثي ميراندا‪ :‬التاريخ السياسي للإمبراطورية الموحدية‪ ،‬تعريب‪ :‬عبد الواحد أكمير‪ ،‬الدار البيضاء‪ :‬منشورات الزمن‪،‬‬ ‫‪ ،2004‬ص‪.315.‬‬ ‫‪- 40‬الوزّان‪ :‬وصف إفريقيا‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد حجي‪ ،‬محمد الأخضر‪ ،‬ج‪ ،2 .‬ط‪ ،2.‬بيروت‪-‬الرباط‪ :‬دار الغرب الإسلامي‪-‬‬ ‫الشركة المغربية للناشرين المتحدين‪ ،1983 ،‬ص‪ ،36.‬إل ّا أنّ الو ّزان يقر بأنّ ما ذهب إليه لم يذكره قط المؤرخون الأفارقة‪،‬‬ ‫نفسه‪:‬ص ‪.36‬‬ ‫‪- 41‬مارمول كاربخال‪ :‬إفريقيا‪،‬ترجمة‪ :‬محمد حجي ومحمد زنيبر وآخرون‪ ،‬الرباط‪ :‬دار المعرفة للنشر‪ ،‬ج‪،2.‬ص‪.359.‬‬ ‫‪- 42‬عن الوجود الروماني بالمنطقة ينظر‪:‬‬ ‫‪R.Gautier,«Contribution à l'étude du tracé de la route frontière de Maurétanie-‬‬ ‫‪.cesariélles», dans RA, (1933), p. 149‬‬ ‫ومن بين الآثار البارزة في المنطقة (الرومانية) قصركاوى (‪،)Palais de Caoua‬وهو عبارة عن نقطة مراقبة‪ ،‬بالإضافة‬ ‫إلى بنايات محصنة بنيت من طرف أورليوس فازيفا (‪ ) Aurelius Vasefane‬وذلك حوالي سنة ‪339‬م‪ ،‬وكذلك آثار تل‬ ‫بيدا (‪ )TellaBida‬تقع بقمة مرتفع وتبعد بحوالي ‪ 02‬كلم جنوب شرق دائرة عمي موسى حاليا على الضفة اليمنى لوادي‬ ‫رهيو‪ ،‬بالإضافة إلى مجموعة من القصور‪ :‬بوران تامزيدة‪ ،‬قبابة‪ ،‬سجاجة وبوعراوة‪ ،‬إضافة إلى المدينة الرومانية القديمة‬ ‫(حي برمادية حاليا بالقرب من مدينة غليزان تتربع على مساحة قدرها ‪ 10‬هكتار كلها مدفونة تحت سطح الأرض تنتظر‬ ‫التنقيب)‪ ،‬ينظر‪:‬‬ ‫‪Stéphane Gsell, Altas Archéologique de l'Algérie, Alger, Agence Nationale d'Archéolo�-‬‬ ‫‪.gie et deprotection des sites et monuments historiques, T.1,Feuille 22,1997, p.3‬‬ ‫والآثار التي عثرت حول مازونة وجدت بحي بوعلوفة وعين تينسري‪ ،‬وعين ذهب‪.Ibid,p. 7.‬‬ ‫‪Mohamed Kably, Société, Pouvoir et Religion au Maroc à la fin du «moyen-age»,‬‬ ‫‪.(XIVe-XVesiécle), Paris, éditions maisonneuve et Larose, 1986, p. 9-12‬‬ ‫‪- 43‬وعن الآثار الرومانية ينظر أيضا لـ‪:‬‬ ‫‪Georges Robert, Voyage à travers l'Algérie (Notes et croquis), Paris, imprimerie de-‬‬ ‫‪.G.Rougier, p.287; Moulay Belhamissi, mazouna, p.27-28‬‬ ‫وعن الوجود الروماني بالمنطقة ينظر‪:‬‬ ‫‪.Robert Tinthion,«La plaine de Relizane avant l'irrigation», dans BSGAO, 1950, p. 91-‬‬ ‫ويعتقد شاربونو ( ‪ )M.Cherbonneau‬أ ّن المدينة البربرية ‪Mazouna‬لها علاقة بالمدينة الرومانية �‪Masuna‬‬ ‫‪،‬والتي لا توجد أي إشارة حولها عند الكتاب القدماء‪ ،‬ينظر إلى ما كتبه دوماغت (‪)L. Demaeght‬في‪:‬‬ ‫‪BSGAO, T.IV, (1884), p. 06-07;L.Demaeght, «Ruines Romaines (Quiza Xenitana)»,‬‬ ‫‪dans BSGAO, T.III, (1883), p. 261-263; L.Demaeght, «Le Dahara Occidental (période‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪,Romaine)»,dans BSGAO‬‬ ‫‪.T.III, (1883), p. 304-309‬‬ ‫‪DjilaliSari, Les villes précoloniales de l'Algérie accidentale. (Nedroma, Mazouna,-‬‬ ‫ذخائر‬ ‫‪kalâa), Alger, société nationale d'édition et de diffusions, T. II, p. 32; Robert Tinthion, Les‬‬ ‫‪aspects physiques du tell Oranais, essai de morphologie de pays, Oran, L.Fouque, 1948,‬‬ ‫‪p.558;Replin,«Considération sur la géologie desenvirons de Relizane »,BSGAO, 1894, p.‬‬ ‫‪10;R.Gautier,op. cit., p. 49; Lacretelle L., Etudes sur la Province d’Oran,Marseille, Typog-‬‬ ‫‪.raphie Ve Marius olive, 1865, p. 16‬‬ ‫ويتحدث غابريال كامبس عن هذه الآثار بمنطقة الظهرة(‪ )Le Dahra‬جنوب شرشال‪:‬‬ ‫‪. Gabriel Camps,«Espaces berbéres», ROMM, V. 48, 1(1988), p .42‬‬ ‫ويتحدث لوكيل عن آثار قديمةرومانية لبقايا سور سد أين كان يحفظ مياه (‪ )l’Oued-Bou- Matà‬وادي بوماتع‪Y.‬‬ ‫‪..Loukil, mazouna‬‬ ‫كما أ ّن شارل إيمانويل ديفورك يذكر أ ّن هناك معلومات عن أسقفيات كانت مزدهرة في القرنين الخامس‬ ‫والسادس الميلاديين‪ ،‬وخاصة في مينا غليزان في الشمال الغربي للونشريس يراجع شارل إيمانويل ديفورك‪ :‬المرجع‬ ‫ال س اب ق‪،‬ص‪-‬ص‪.96-97.‬‬ ‫‪- 44‬عارض هذه الفكرة دوماغت (‪)Demaght‬في كتابه‪\"Notes sur le Dahra occidental\" :‬‬ ‫يراجع‪.Moulay Belhamissi, Mazonna , p. 21 :‬‬ ‫‪- 45‬يتعرض الكاتب الكولينالي الفرنسي فلوغانشي(‪ )Florenchie‬إلى هذه الفكرة في كتابه‪Algérie ma\" :‬‬ ‫‪ ،\"province‬وعن الوجود العسكري الروماني ينظر‪.Moulay Belhamissi, Histoire de mazouna, p. 25 :‬‬ ‫‪- 46‬رابح لحسن‪ :‬المدن والمراكز العمرانية في التل الوهراني في العصر الروماني‪،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة سيدي‬ ‫بلعباس‪ ،2004-2005 ،‬ص‪.113.‬‬ ‫‪- 47‬مارمولكاربخال‪ :‬إفريقيا‪،‬ترجمة‪ :‬محمد ح ّجي وآخرون‪ ،،‬الرباط‪ :‬الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر‪-‬دار‬ ‫نشر المعرفة‪1409 ،‬هـ‪1989/‬م المصدر السابق‪،‬ج‪ ،2.‬ص‪.359.‬‬ ‫‪( Pline- 48‬بلين) كاتب لاتيني من القرن الأوّل الميلادي‪ ،‬ينظـر‪.Moulay Belhamissi, Mazouna, p. 28 :‬‬ ‫‪- 49‬من الآثار المحلية تلك التي ترجع إلى العصور الحجرية القديمة‪ ،‬والتي تمثلت في بقايا قرية قديمة (‪Village‬‬ ‫‪ )Troglodyton‬بكاف العبادية (لحلاف حاليا)‪ ،‬وهي بلدية تبعد عن مدينة عمي موسى بـ‪13.‬كلم‪ ،‬ومقابر دوليميت‬ ‫(‪،)Dolimite‬والتي اكتشفت مؤخرا‪ ،‬بالإضافة إلى الرسوم الصخرية في كل من جبل بومنجل‪ ،‬ومغارة مسراتة بالقلعة‪ ،‬جبل‬ ‫سيدي السعيد بسيدي أمحمد بن علي ومغارة الرتايمية بوادي رهيو‪ ،‬وكذا وجدت عدة معاذن صناعية تشير إلى فترات مهمة‬ ‫من العصر الحجري منها الباليولتيك‪ ،‬الباليوسان القفصية‪ ،‬الأشولية‪ ،‬الموستيرية ‪...،‬وذلك على طول مجرى وادي مينا‬ ‫ومجموعة روافده‪ ،‬وكذا وادي رهيو ينظر‪.Replin, op.cit., p.10-11 :‬‬ ‫وعن آثار ما قبل التاريخ ينظر‪.Djilali sari: op. cit, p. 32 :‬‬ ‫ومن بين ما كتب عن الآثار المورية نجد‪Les stations préhistoriques, des plateaux d’El Bordj et :‬‬ ‫‪de Mostaganem; Moulay Belhamissi, Mazouna,p.30-31.Robert Tinthion, Les aspects phy-‬‬ ‫‪.siques…, p. 558‬‬ ‫وأيضارابح لحسن‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪،‬ص‪.106،112،113.‬‬ ‫وعن حكم النموديين للمنطقة ينظر‪.R.Gautier, op.cit., p. 149 :‬؛‬ ‫ويرى بلحميسي أنّ المدينة كانت معمورة منذ العهد النوميدي بدليل وجود القبائل البربرية وبالخصوص قبيلة مغراوة‬ ‫ي ن ظ ر‪:‬‬ ‫مولاي بلحميسي‪ :‬مازونة مقصد الدارسين وقلعة الخليليين‪،‬الجزائر‪ :‬منشورات المجلس العلمي‪ ،2005 ،‬ص‪.03.‬‬ ‫‪,Auguste Charbonneau, «Sur deux inscriptions bérbères du Dahra», dans BSGAO-‬‬ ‫‪T.IV, (1884), p.8-9; Derrien, «Notes sur les ruines Romaines et Bérbères du bassin‬‬ ‫‪de l'oued Rhiou(Recueillies pendant la campagne géodésique de 1883)», dans BSGAO,‬‬ ‫‪.T.XV., (1895), p281-291‬‬ ‫‪- 50‬محمد البشير شنيتي‪ :‬المرجع السابق‪،‬ج‪ ،1.‬ص‪.240.‬‬ ‫‪- 51‬رابح لحسن‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪ ،113.‬وعن احتواء الكيانات المورية للتركة الرومانية‪ ،‬ينظر أيضايوسف عيبش‪:‬‬ ‫المور والبيزنطيون‪،‬ص‪ ،230.‬وعن الطابع الموري للمنطقة ينظر نفسه‪:‬ص‪.250.‬‬ ‫‪- 52‬عن اليقظة البربرية بقيام إمارات مورية مستقلة‪ ،‬ينظر يوسف عيبش‪ :‬المور والبيزنطيون‪،‬ص‪-‬ص‪38-39.‬؛ محمد‬ ‫البشير شنيتي‪ :‬المرجع السابق‪،‬ج‪ ،1.‬ص‪.240.‬‬ ‫‪Mons’rD. Shaw,M .D., Voyages de Mons’r Shaw, M .D. (dans plusieurs provinces de la-‬‬ ‫‪Barbarie et du levant),traduits de l’Anglois, T.1 ,A. La Hate chez Jean Neaulme, MDCCX-‬‬ ‫‪.LIIL, p.70‬‬ ‫حيث رفض ما ذهب إليه دابي(‪ )Dappy‬ومارمول عن رومانية مازونة نافيا بقايا المعابد والبنايات الرومانية التي تحدث‬ ‫عنها دابي (‪ )Dappy‬ومارمول‪.‬‬ ‫‪- 53‬ينظر لهامش الذين تكلموا عن الآثار المحلية(المورية القديمة للمدينة)‪.‬‬ ‫‪81‬‬

‫‪.Djilali Sari, op.cit., p.32- 54‬‬ ‫‪.Ibid- 55‬‬ ‫‪.Moulay Belhamissi,Mazouna, p.08 - 56‬‬ ‫‪- 57‬يوسف عيبش‪ :‬المور والبيزنطيون‪،‬ص‪.257.‬‬ ‫‪- 58‬اليعقوبي‪ :‬البلدان‪،‬وضع حواشيه‪ :‬محمد أمين ضنّاوي‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪( ،‬منشورات محمد علي بيضون‬ ‫لنشر كتب الس ّنة والجماعة)‪1422 ،‬هـ‪2002/‬م‪.‬‬ ‫‪- 59‬ابن حوقل‪ :‬صورة الأرض‪،‬بيروت‪ :‬منشورات دار مكتبة الحياة‪1992 ،‬م‪.‬‬ ‫‪- 60‬البكري‪ :‬المغرب في ذكر بلاد إفريقية وبلاد المغرب (وهو جزء من كتاب المسالك والممالك)‪ ،‬بغداد‪ :‬مكتبة‬ ‫المثنى‪( ،‬د‪.‬ت‪).‬‬ ‫‪- 61‬فمثلا المقدسي في القرن (الرابع الهجري) يظهر تقسيما معينا لإقليم المغرب‪ ،‬حيث يظهر أو يحدد مجموعة‬ ‫من الكور‪ ،‬فمثلا كورة إفريقية من مدنها‪« :‬جزيرة بني زغّناية‪ ،‬متيجة‪ ،‬تنس‪ ،‬دار سوق إبراهيم‪ ،‬الغزّة‪ ،‬قلعة برجمه باغر‪،‬‬ ‫يلل‪ ،‬جبل زلاغ‪ ،»...‬وهي المدن الأقرب مجاليا لجغرافية المدينة‪ ،‬ثم يعود ليتحدث عن كورة تاهرت ويجعل من المدن التي‬ ‫ضراء واريفن تنس‬ ‫تمما يعود الخ‬ ‫باية البطحة الزيتونة‬ ‫تقنتصمرياللفلهاو‪:‬س« بجبح ّلريتةجاسنو وقهكرارنى مشنلجفصطية أروالزكغزّيةتبسرويقنإبسراوهيق امبرهن‬ ‫تاويلت أخرى لغوا‬ ‫مغول تامزيت‬ ‫مبلول رباتاويلت أبي‬ ‫وفك ّان‪ ،»...‬ويظهر أ ّن هناك إشكالا كبيرا في صحة هذه التسميات‪ ،‬إلاّ أنّه قد يع ّبر عن المجال العمراني بالمنطقة الغربية‬ ‫ينظر المقدسي‪ :‬أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم‪،‬علّق عليه ووضع حواشيه‪ :‬محمد أمين ال ّضناوي‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب‬ ‫العلمية‪( ،‬منشورات محمد علي بيضون)‪1424 ،‬هـ‪2003/‬م‪ ،‬ص‪.180.‬‬ ‫‪- 62‬الإدريسي‪ :‬المصدر السابق‪،‬ص‪128.‬؛ أ ّما الزهري المزامن لهذه الفترة أي القرن السادس الهجري‪/‬الثاني عشر‬ ‫الميلادي يقدّم وصفا خاصا به للمنطقة التي يضعها ضمن الصقع الأول أي إفريقية‪ ،‬حيث جبال وانشريس ومن مدائنه وفي‬ ‫غربي هذا الصقع في ال ّبر مدينة مليانة ومدينة برشك‪ ،‬أمّا الصقع الثاني وهو المغرب الأقصى والذي ح ّده على ساحل البحر‬ ‫في المشرق من جبل وانشريس‪ ،‬وفي أول هذا الصقع مدينة تنس؛ الزُهري‪ :‬كتاب الجعرافية (وما ذكرته الحكماء فيها من‬ ‫العمارة وما في كل جزء من الغرائب والعجائب تحتوي على الأقاليم السبعة وما في الأرض من الأميال والفراسخ)‪،‬اعتنى‬ ‫بتحقيقه‪ :‬محمد حاج صادق‪ ،‬بور سعيد الظاهر‪ :‬الناشر مكتبة الثقافة الدينية‪( ،‬د‪.‬ت‪ ،).‬ص‪،‬ص‪.107،113.‬‬ ‫‪- 63‬الحميري‪ :‬الروض المعطار في خبر الأقطار‪،‬تحقيق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة ناصر للثقافة‪،1980 ،‬‬ ‫ص‪-‬ص‪.521-522.‬‬ ‫‪- 64‬العبدري‪ :‬ما سما إليه الناظر المطرق في خير الرحلة إلى بلاد المشرق‪( ،‬طبع بعنوان‪:‬الرحلة المغربية)‪،‬تحقيق‪:‬‬ ‫أحمد بن جدو‪ ،‬الجزائر‪ :‬نشر كلية الآداب الجزائرية‪( ،‬د‪.‬ت‪ ،).‬ص‪.131.‬‬ ‫‪- 65‬الو ّزان‪ :‬المصدر السابق‪،‬ج‪ ،2.‬ص‪.36.‬‬ ‫‪- 66‬مارمول كاربخال‪ :‬المصدر السابق‪،‬ج‪ ،2.‬ص‪359.‬؛ إل ّا أ ّن الذي لاحظته بين نصي الإدريسي والو ّزان حول بعد‬ ‫المدينة عن البحر بين ستة أميال وأربعين ميلا‪ ،‬يظهرأنّ هناك فرقا واضحا‪ ،‬وأرى أ ّن نص الوزان أقرب إلى الواقع الحالي من‬ ‫نص الإدريسي‪.‬‬ ‫‪- 67‬ابن خلدون‪ :‬العبر‪،‬مج‪ ،7.‬ص‪2.‬؛ لقد م ّثل وطن زناتة الممتد من ملوية غربا إلى وادي الشلف والزاب شرقا‪ ،‬ومن‬ ‫ساحل شرشال ووهران شمالا إلى إقليم تيهرت جنوبا قبل القرن الخامس الهجري مفهوما جغرافيا لمصطلح المغرب‬ ‫الأوسط قبل أن تق ّدم القلعة الحمادية مفهوما آخر له يمتد إلى ما وراء تلمسان غربا وورجلان جنوبا وبونة شرقا‪ ،‬وهو‬ ‫المفهوم الذي أصبح سائدا بعد ذلك عند الجغرافيين كالإدريسي‪.‬‬ ‫‪- 68‬عن دوافع الرحالة الفرنسيين ينظرسعيد بنسعيد العلوي‪\" :‬صورة المغرب في الإستشراق الفرنسي المعاصر\"‪،‬‬ ‫المغرب في الدراسات الإستشراقية‪،‬مراكش‪ :‬مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية‪1413 ،‬هـ‪1993/‬م؛ ومن هذه الأبحاث‬ ‫والرحلات المختلفة التي اهتمت بتاريخ المدينة والمنطقة الوهرانية‪:‬‬ ‫‪Aramburu Den Joseph De, Oran et l’ouest Algérien au 18e siécle,présentation et-‬‬ ‫‪.traduction de, Elkorsoet Epalza, Alger, bibliothéque nationale, 1978‬‬ ‫‪Dr. Shaw Thomas, voyage dans la régenced’Alger, trad, J .Mac.-‬‬ ‫‪.Carthy,Paris,Marlin,1830‬‬ ‫‪Grasser N. J. Sénateur, Claude Petit M. M., Rouse Frée, Sdimemg Députés, Le livre-‬‬ ‫‪.d’or de l’Oranie,Ed Afrique du Nord, 1925‬‬ ‫‪Pallary P., Notices géographiques sur le Dahra Oranie, Association Française pour-‬‬ ‫‪.l’avancement des sciences, congrés de Carthage,Paris, Secrétariat de l’association,1896‬‬ ‫‪.Robert Tinthoin, Les Aspects phisique -‬‬ ‫ ‪Robert Tinthoin, L’Oranie sa géographie, son histoire, ses centres vitaux, Oran, Fou� -‬‬ ‫‪.qué, 1952‬‬ ‫‪.Xavier Yacono, La colonisation des plaines du Chelif,2T. Alger, Imbert, 1955 -‬‬ ‫‪Robert Tinthoin, «Les paysages géographiques de l’Oranie», in BSGAO, T.58, Tasc -‬‬ ‫‪.208, 1937, p.203-234‬‬ ‫‪82‬‬

‫ذخائر‬ ‫‪83‬‬

‫في فقه‬ ‫العقيدة‬ ‫القرآنية‬ ‫الإيمان بالله وتوحيده” “‬ ‫الدكتور محمد الصادقي العماري‬ ‫‪84‬‬

‫مقدمة‬ ‫الإيمان بالله “هو التصديق بالله تعالى”‪“ 1‬وهو العلم”‪ ، 2‬أي العلم بأنه الواحد المدبر لهذا العالم (توحيد الربوبية)‪،‬‬ ‫وأنه المستحق للعبادة وحده (توحيد الألوهية)‪“ ،‬والتصديق يوجد بالقلب”‪ ، 3‬يقول القاسمي‪“ :‬سر علم التوحيد وروحهذخائر‬ ‫هو تحقيق الإيمان بالله تعالى‪ ،‬أي جزم القلب بوجوده سبحانه‪ ،‬وما يتبعه من صفاته الجليلة‪ ،‬ونعوته الجميلة”‪، 4‬‬ ‫والعلم به سبحانه ومعرفته ضرورية‪ .‬يقول القاسمي‪“ :‬فإن الله تعالى وتقدس معروف عند العقل بالاضطرار لا ريب‬ ‫عنده في وجوده‪ ،‬ومستدل عليه عند الحس”‪. 5‬‬ ‫ونقل الجويني بعد مناقشة تعاريف بعض العلماء لمعنى الواحد‪ ،‬عن القاضي والأستاذ أبي بكر ثلاث معاني‬ ‫تتحقق في صفة الإله وهي محط الاتفاق بينهما‪ :‬الشيء الذي‬ ‫لا ينقسم وجوده‪ ،‬نفي النظائر والأشكال‪ ،‬أنه الذي لا ملجأ ولا‬ ‫ملاذ بسواه‪. 6‬‬ ‫فتوحيد الله تعالى يعني تنزيهه عن الانقسام والتجزيء‪،‬‬ ‫وتنزيههعنالشبيهوالمثيل‪،‬وأنهسبحانهالواحدالجالبللنفع ْع لَ ُم وا أَ� نَّ� َم ا أُ�نْ� ِز� َل‬ ‫والدافع للضر‪ ،‬يقول الغزالي‪“ :‬الوحدانية‪ :‬صفة أزلية قائمة فَ� ا‬ ‫بذات الله غير منفصلة عنه”‪ ، 7‬وهي‪“ :‬سلب الكثرة في الذات‬ ‫والصفات والأفعال”‪. 8‬‬ ‫ومقصودنا في هذه الدراسة هو الوقوف على معالم هذا � ِع لْ م ال لَّ ِه َو أَ� نْ� َل ا‬ ‫المعتقد‪ ،‬وهو توحيد الله وحده‪ ،‬وعدم الإشراك به في كل ما ِب‬ ‫أوجب إفراده به‪ ،‬وهو أصل الأصول في الخطاب القرآني‪ ،‬والمقصد ِ‬ ‫الكلي لكل مقاصده‪ ، 9‬وهي لا إله إلا الله لقوله تعالى‪َ ﴿ :‬فاعْ َلمْ‬ ‫أَنَّهُ لَ إِلَهَ ِإلَّ اللَّهُ﴾(محمد‪﴿ ،)19:‬فَاعْ َل ُموا أَ َّن َما ُأ ْنزِلَ بِعِلْ ِم ال َّل ِه َ َ إ� َّل ا ُه َو‬ ‫وَ َأنْ لَ إِلَ َه إِ َّل هُ َو﴾(هود‪“ )14:‬وهذا يقتضي الأمر بها‪ِ . ”10‬إ� ل ه ِ‬ ‫هود‪14:‬‬ ‫وهذه الحقيقة هي أول ما يجب على الخلق كافة سواء أهل‬ ‫كتاب أو غيرهم‪ ،‬قال صلى الله عليه وسلم لمعاد بن جبل لما‬ ‫بعثه إلى اليمن وكان فيها يهود ونصارى ‪ِ « ..‬إنَّ َك تَ ْقدَ ُم عَلَى‬ ‫قَوْمٍ أَ ْه ِل كِ َتا ٍب َفلْيَ ُكنْ َأ َوّ ُل َما َت ْدعُوهُ ْم إِلَ ْيهِ ِعبَا َدةَ اللَّ ِه ‪. 11»..‬‬ ‫فإن الخطاب القرآني أكد على الإيمان بالله وتوحيده‪ ،‬مفهوما عقديا مركزيا في تصوره لوحدة المجتمع الإنساني‬ ‫وتدبيره لاختلافاتهم‪ ،‬فرسالة القرآن بهذه العقيدة هي‪“ :‬دين الوحدة الإنسانية الجامعة”‪ ، 12‬لأن هذا التوحيد‬ ‫والخضوع الإرادي لله تعالى كفيل بحماية تكامل البشرية وتعاونها في مختلف الأبعاد والمجالات‪ ،‬من بناء الإنسان‬ ‫إلى بناء العمران‪.‬‬ ‫ولدراسة هذا الأصل العقدي‪ ،‬والمقصد القرآني‪ ،‬والوقوف على مضامينه‪ ،‬وفقه فلسفته في الرؤية القرآنية‪ ،‬وقوته‬ ‫في تدبير الاختلاف‪ ،‬وتنظيم العلاقات في المجتمع الإنساني‪ ،‬نتتبع معالمه في الخطاب القرآني على الشكل التالي‪:‬‬ ‫أولا‪ :‬إثبات الإيمان بالله وتوحيده‬ ‫ثانيا‪ :‬الإيمان بالله وتوحيده مثمر للأعمال الصالحة‬ ‫ثالثا‪ :‬وحدانية الإله وتعدد المخلوقات‬ ‫رابعا‪ :‬الإيمان بالله وتوحيده عهد وميثاق‬ ‫خامسا‪ :‬التوحيد أصل والاختلاف عليه طارئ‬ ‫سادسا‪ :‬توحيد الرسل على الإيمان بالله وتوحيده‪.‬‬ ‫‪85‬‬

‫ُ ي َح ِرّفُونَ الْ َك ِلمَ عَنْ َموَا ِض ِعهِ َونَسُوا حَظًّا ِم َّما ذُ ِّك ُروا‬ ‫أولا‪ :‬إثبات الإيمان بالله وتوحيده‪:‬‬ ‫بِهِ﴾ (المائدة‪.)13:‬‬ ‫القرآن الكريم يؤكد حقيقة اتفاق أهل الكتاب‪:‬‬ ‫أما شبهات النصارى فتقوم على‪:‬‬ ‫اليهود والنصارى وغيرهم من الشرائع السماوية‬ ‫‪ 1-‬ادعائهم أن الله هو المسيح ابن مريم‪ :‬قال تعالى‬ ‫على توحيد الله تعالى وعبادته‪ ،‬إلا أن اليهود‬ ‫ا ُليوارإِده ّنَ السلَّب َهحهُان َوهالْع َمل ِسىيهحُذاا ْب النُادمَ َع ْرايءمَ‪َ(﴿﴾:‬لالقَم ْدائ َكدفَة َر‪:‬ا َلّ‪2‬ذِي‪)7‬نَ‪.‬‬ ‫ف‬ ‫والنصارى حرفوا شرائعهم وحرفوا كلام الله‪.‬‬ ‫َق‬ ‫والخطاب القرآني يذكر الكثير من شبهات اليهود‬ ‫‪ 2-‬ادعائهم أن المسيح ابن الله‪ :‬قال تعالى‪﴿ :‬‬ ‫ويرد عليها ومنها‪:‬‬ ‫ا َولهَ َق ًّدا َّسالُ َموَأاا ْنَوااتَّ َد َتَُخ َعي َذْو َتااَفلِلل َّطَرّرَّ ْحْرحْمَنَمَ ِم ُن ْننِ َوهُلَ َولَوَ ًدتَا ًدنْالَقَشََومَدْ ُّقَا ا ِجي ْئلَْْن ُتْربَغِْم ُضي َشوَلِتَْيلئًخِاَّر ُّرِإْح ادًّمَْلا َتِجِنبَ َك َأاا ْنُدُل‬ ‫‪ 1-‬عبادتهم بعلا بعد سيدنا موسى‪ :‬قال تعالى‪:‬‬ ‫يتَّ ِخذَ وَ َل ًدا إِ ْن ُك ّلُ َمنْ ِفي السَّ َماوَاتِ َوا ْلَرْ ِض إِ َّل آ ِتي‬ ‫﴿ َأ َتدْ ُعو َن بَ ْعلً وَتَذَ ُرو َن أَحْ َس َن ا ْل َخا ِلقِينَ اللَّهَ َر َبّ ُكمْ‬ ‫َ‬ ‫وَرَ َّب آ َبا ِئكُ ُم ا َْلوَّ ِلينَ﴾(الصافات‪)125-126:‬‬ ‫‪ 2-‬ادعاؤهم والنصارى النسب الإلهي‪ :‬قال‬ ‫آتِ ي هِ‬ ‫وَ ُك ُّلهُمْ‬ ‫ال َّرحْ َمنِ َع ْبدًا َل َقدْ َأحْ َصا ُه ْم َوعَ َدّ ُهمْ عَدًّا‬ ‫َ‬ ‫تعالى‪﴿ :‬وَ َقا َلتِ الْ َي ُهو ُد َوالنَّصَا َرى نَ ْحنُ َأ ْبنَا ُء ال ّلَهِ‬ ‫‪.‬‬ ‫يوْمَ ا ْلقِ َيا َمةِ فَ ْردًا﴾ (مريم‪15)88-95:‬‬ ‫َوأَحِبَّاؤُ ُه﴾(المائدة‪ ،)18:‬يقول الغزالي بخصوص‬ ‫‪ 3-‬ادعائهم أن الله ثالث ثلاثة‪ :‬قال تعالى‪﴿ :‬لَ َق ْد‬ ‫منهج القرآن في إسقاط هذه الدعوى‪\" :‬فع َلّمه الله‬ ‫كَفَرَ ا ّلَذِي َن قَالُوا ِإ َّن ال ّلَهَ ثَالِ ُث ثَلَثَةٍ﴾(المائدة‪16)73:‬‬ ‫تعالى (يعني النبي صلى الله عليه وسلم) كيفية‬ ‫‪ .‬لكن حاصل كلامهم تخبط وفساد‪ ،‬فقد رد مفكرو‬ ‫إظهار خطئهم بالقسطاس المستقيم فقال‪﴿ :‬قل‬ ‫الاسلام عن هذه الشبه‪ ،‬استنادا إلى ما ورد في‬ ‫فلما يعذبكم بذنوبكم﴾‪ ،‬وكمال صورة هذا الميزان‪،‬‬ ‫الوحي والعقل‪.‬‬ ‫أن البنين لا يعذبون وأنتم معذبون‪ ،‬فإذا لستم‬ ‫أما غير أهل الكتاب من الأديان الوضعية الذين‬ ‫أبناء‪ ،‬فهما أصلان‪ :‬إما أن البنين لا يعذبون‪ ،‬يعرف‬ ‫أثبتوا الشريك لله تعالى كالمجوس والثنوية ‪17..‬‬ ‫بالتجربة‪ ،‬وإما أنتم معذبون‪ ،‬يعرف بالمشاهدة‪،‬‬ ‫‪ ،‬فيحكي الرازي دعواهم‪\" :‬قالوا‪ :‬رأينا في العالم‬ ‫ويلزم منهما ضرورة نفي البنوة\"‪. 13‬‬ ‫خيرا وشرا‪ ،‬ولذة وألما‪ ،‬وحياة وموتا‪ ،‬وصحة وسقما‪،‬‬ ‫أن يد‬ ‫اب ْلق َيوهُلوه ُدَمي‬ ‫وافتراؤهم على الله‬ ‫ادع اؤه م‬ ‫‪3-‬‬ ‫دُ ال َلّهِ‬ ‫قال تعالى‪َ ﴿ :‬و َقا َل ِت‬ ‫م غ ل ول ة‪:‬‬ ‫الله‬ ‫وغنى وفقرا‪ ،‬وفاعل الخير خير‪ ،‬وفاعل الشر شرير‪،‬‬ ‫ويستحيل أن يكون الفاعل الواحد خيِّرا وشريرا‬ ‫مَغْلُو َلةٌ﴾(المائدة‪ ،)64:‬وقال تعالى‪﴿ :‬وقولهم َل َقدْ‬ ‫معا‪ ،‬فلا بد من فاعلين ليكون أحدهما فاعلا للخير‪،‬‬ ‫سَمِ َع اللَّهُ َقوْلَ ا َلّ ِذي َن َقا ُلوا ِإ َّن ال ّلَهَ َفقِي ٌر َو َن ْح ُن أَ ْغنِ َياءُ‬ ‫والآخر فاعلا للشر\"‪. 18‬‬ ‫َسنَكْتُبُ َما َقا ُلوا وَ َق ْتلَ ُه ُم الَْنْ ِبيَا َء بِ َغ ْي ِر َحقٍّ وَنَقُولُ‬ ‫وقد رد الخطاب القرآني على الجميع‪ ،‬وأقام الأدلة‬ ‫ذُو ُقوا عَذَا َب الْحَرِي ِق﴾(آل عمران‪.)181:‬‬ ‫على وجود الله تعالى‪ ، 19‬يقول تعالى في الاستدلال‬ ‫﴿ َو َقا َلتِ‬ ‫عزير ابن الله‪ :‬قال تعالى‪:‬‬ ‫اوددُعاعُ ْؤ َزهيرٌم‬ ‫‪4-‬‬ ‫ا ْب ُن ال َّل ِه﴾(التوبة‪.)30:‬‬ ‫الْ يَ هُ‬ ‫على وجود الله ب\"قانون العلية أو السببية\"‪﴿ :‬‬ ‫بَشَلْ ْيُ َلءٍيأَومْقِ ُن ُهومُنَا﴾ْل(اخَلالِط ُقوور‪:‬نَ‪6‬أَ‪ْ3‬م‪-‬خَ‪5‬لَ ُق‪)3‬وا‪،‬‬ ‫أَمْ ُخلِ ُقوا مِ ْن َغيْ ِر‬ ‫وذكر القرآن الكريم من خصائصهم‪ :‬نقض العهود‪،‬‬ ‫ال ّسَ َما َواتِ وَا َْلرْ َض‬ ‫وتحريف الكلم‪ ،‬وقتل الأنبياء‪ 14‬يقول تعالى‪﴿ :‬فَبِمَا‬ ‫في الآية تنبيه للمخالف على هذا القانون البديهي‪،‬‬ ‫نَ ْقضِهِ ْم ِمي َثاقَهُ ْم لَ َعنَّاهُمْ وَجَعَلْ َنا ُق ُلو َبهُمْ َقا ِس َيةً‬ ‫‪86‬‬

‫َض َر َب اللَّ ُه مَثَلً كَ ِلمَ ًة َط ّيِ َب ًة َكشَجَرَةٍ طَيِّ َبةٍ أَ ْص ُل َها ذخائر‬ ‫الذي يدل على أن الإنسان لا يمكنه خلق نفسه‪،‬‬ ‫ثَابِتٌ وَفَ ْرعُهَا فِي ال ّسَمَا ِء ُتؤْتِي أُ ُك َل َها كُ َّل ِحي ٍن ِب ِإذْ ِن‬ ‫رَ ِّبهَا﴾(إبراهيم‪ )24-25:‬يقول الإمام ابن القيم‬ ‫فكل مسبب لا بد له من سبب‪ ،‬وكل مصنوع لا بد‬ ‫حكاية عن جمهور المفسرين‪\" :‬الكلمة الطيبة هي‬ ‫شهادة أن لا إله إلا الله‪ ،‬فإنها تثمر جميع الأعمال‬ ‫له من صانع ‪ ،..‬وينبههم إلى أمر محسوس‪ ،‬بعيدا‬ ‫الصالحة الظاهرة والباطنية\"‪ ، 23‬لذلك عبر العلماء‬ ‫بقولهم‪\" :‬لا إله إلا الله منهاج حياة\"‪. 24‬‬ ‫عن خلق أنفسهم‪ ،‬وهو خلق السماوات والأرض‪ ،‬فإذا‬ ‫وهذه الكلمة الطيبة‪ ،‬أو الكلمة السواء‪ ، 25‬الـ ُمصلِحة‬ ‫للفرد‪ ،‬والموحدة والمؤلفة للجماعات والطوائف‬ ‫أيقنوا أنهم لم يخلقوا أنفسهم‪ ،‬اقتنعوا‪ ،‬وتيقنوا بأن‬ ‫والدول والأفكار‪ ،..‬يشع نورها على الكون كله‪،‬‬ ‫فيرتقي بها الإنسان‪ ،‬من مرتبة البهيمية إلى مرتبة‬ ‫خالقهم هو خالق السماوات والأرض‪.‬‬ ‫الإنسانية‪ ،‬فيقوم بوظيفته الاستخلافية‪.‬‬ ‫يقول الشيخ النورسي‪\" :‬إن الإيمان يجعل الإنسان‬ ‫وأقام القرآن الكريم الأدلة على وحدانية الله تعالى‪،‬‬ ‫إنسانا حقا‪ ،‬بل يجعله سلطانا‪ ،‬لذا كانت وظيفته‬ ‫الأساس‪ :‬الإيمان بالله تعالى والدعاء إليه‪ ،‬بينما‬ ‫أي معرفة أنه لا إله إلا الله قال تعالى‪﴿ :‬فَاعْلَ ْم أَ َّنهُ‬ ‫الكفر يجعل الإنسان حيوانا مفترسا في غاية‬ ‫العجز\"‪ 26‬فرغم حيوانيته المفترسة ‪-‬الانسان‪-‬‬ ‫لَ ِإ َلهَ إِ َّل اللَّهُ﴾(محمد‪ ،)19:‬واحد أحد‪ ،‬لا شريك‬ ‫فهو عاجز عن العمل الصالح المفيد‪ ،‬لأنه يفتقد‬ ‫مكونا أساسيا من مكونات الإنسانية‪ ،‬التي تسموا‬ ‫له‪ ،‬وآيات هذا البرهان القرآني كثيرة نذكر منها‪:‬‬ ‫بالروح‪ ،‬وتهذب السلوك‪.‬‬ ‫والإيمان بالله‪ ،‬يزكي النفس‪ ،‬ويحمي الفطرة‪،‬‬ ‫الاستدلال الأول‪ :‬قوله تعالى‪﴿ :‬لَوْ َكانَ فِيهِمَا آ ِل َهةٌ‬ ‫ويعصم العقل من الخطأ والزلل‪ ،‬واتباع الهوى‬ ‫‪ ،..‬مما يفسح المجال أمام الفكر في اكتشاف‬ ‫إِلَّ ال َلّ ُه َلفَ َسدَ َتا﴾(الانبياء‪ ،)22:‬وقد اعتمد معظم‬ ‫الحقائق‪ ،‬لأن الإيمان بالله تعالى يفسح المجال‬ ‫واسعا أمام العقل للاكتشاف والإبداع‪ ،‬فتكون بذلك‬ ‫متكلمي الإسلام‪ 20‬في الاستدلال على وحدانية الله‬ ‫المعرفة الإنسانية المكتشفة‪ ،‬غير مقطوعة عن‬ ‫السماء‪ ،‬يقول الطيب برغوث‪\" :‬فالتوحيد بالنسبة‬ ‫بهذه الآية‪ ،‬يقول ابن الحنبلي‪\" :‬وهذا الدليل معتمد‬ ‫للوجود الإنساني –كما هو بالنسبة للوجود الكوني‬ ‫كله‪ -‬هو الضابط الأساس في ضمان آداء الوظيفة‬ ‫أرباب الكلام من أهل الإسلام‪ ،‬وقد نقل عن بعض‬ ‫الاستخلافية التي تعتبر المدار الطبيعي لحركة‬ ‫الوجود الإنساني\"‪. 27‬‬ ‫علماء السلف أنه قال نظرت في سبعين كتاب من‬ ‫ثالثا‪ :‬وحدانية الإله وتعدد المخلوقات‪:‬‬ ‫كتب التوحيد فوجدت مدارها على قوله تعالى‪َ ﴿ :‬ل ْو‬ ‫كَا َن فِيهِمَا آلِهَ ٌة ِإ َّل ال َّل ُه لَفَسَ َد َتا﴾(الأنبياء‪. \"21)22:‬‬ ‫الاستدلال الثاني‪ :‬قوله تعالى‪َ ﴿ :‬ما اتَّخَ َذ اللَّهُ مِ ْن‬ ‫َّلكُ ِه ُلّ َع ِإلََّم َاٍهيِبمَ ِصافُوخَ َلنَ َق﴾‬ ‫ِإذًا لَذَ َهبَ‬ ‫ْن إِلَ ٍه‬ ‫َكا َن مَ َعهُ مِ‬ ‫وَ َلدٍ َو َما‬ ‫ُس ْبحَانَ ال‬ ‫َب ْعضٍ‬ ‫ُض ُه ْم عَلَى‬ ‫َو َل َع َل بَعْ‬ ‫(ال م ؤم ن ون‪.)91:‬‬ ‫لَ ْو كَا َن‬ ‫تعالى‪ُ ﴿ :‬قلْ‬ ‫وله‬ ‫امَلاَثايلقُوث ُل‪:‬و قنَ‬ ‫ا لاس ت دلا ل‬ ‫ا ْلعَ ْرشِ‬ ‫َل ْب َت َغوْا إِلَى ِذي‬ ‫ِإ ًذا‬ ‫مَ َعهُ آ ِل َهةٌ كَ‬ ‫َس بِ ي لً﴾(الإس راء‪.)42:‬‬ ‫يقول ابن رشد بعد ذكر هذه الأدلة الثلاث والتعليق‬ ‫عليها‪\" :‬فهذا هو الدليل الذي بالطبع والشرع في‬ ‫معرفة الوحدانية\"‪. 22‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الإيمان بالله وتوحيده مثمر للأعمال الصالحة‪:‬‬ ‫فتوحيد الله تعالى يشكل نقطة البداية في توجيه‬ ‫السلوك الإنساني‪ ،‬لأن الإيمان بالله تعالى مثمر‬ ‫لكل الأعمال الصالحة يقول تعالى‪َ ﴿ :‬أ َلمْ َت َر كَيْ َف‬ ‫‪87‬‬

‫َ يفََوااآَُّّلمِأَ ِذنُييوهَااَن اخَلِميَّْناًرنْا لََق ُسْب ُك ِلقَ ْمكُدْ﴾مْ(اَجَللانعَ َء ّلَكُسكُاُمءْمال‪َ :‬ترَّتَّ‪ُ 0‬قُس‪7‬وو‪1‬نَلُ)‪﴾،‬بِاَ( ْلا﴿ليب َحا ُّقأَقِّرية ِمَه‪:‬ا ْن‪1‬ال‪2‬رََّن ِّبا)‪ُ ،‬ك ْم﴿سُ‬ ‫تفرد الله سبحانه وتعالى بالوحدانية دون سائر‬ ‫ا َقُمل ِبلَّدْيهِ ًن ِإاَلَج ْي﴾ا(َءكُا ُكلنمْمْجَس ُبامِءرْي‪:‬هًَعاا‪ٌ ﴾4‬ن‪(7‬ا‪1‬لمِا)ع‪،‬نْ َرا﴿رَيبِّفا ُّ‪ُ:‬ك َأي‪8‬مْهَ‪5‬ا َوأَ‪1‬انْل) َنّ‪،‬زَلْاَ َن﴿اياُسُّ ِإ َألَِإي ّنِيْهَكُاي ا ْملرَنَّنُاُسوو ًرالُُس‬ ‫َقدْ جَا َءتْكُمْ مَ ْوعِ َظ ٌة مِ ْن رَ ِّب ُك ْم وَشِ َفا ٌء ِلمَا ِفي الصُّ ُدو ِر‬ ‫المخلوقات‪ ،‬يقول ابن حزم‪\" :‬فانفرد الله تعالى‬ ‫َوهُ ًدى َو َر ْحمَةٌ ِل ْل ُم ْؤ ِمنِينَ﴾(يونس‪.)57:‬‬ ‫بالوحدانية وحده‪ ،‬وجعل الأشياء كلها زوجين‬ ‫فالحق سبحانه لم يترك الاختلاف‪ ،‬والتعدد الفكري‬ ‫والثقافي‪ ،‬بدون جامع‪ ،‬يوحد البشرية‪ ،‬بل جعل‬ ‫بعده\"‪ ، 28‬فوحدانيته‪ ،‬والتوجه بالعبادة له وحده‪،‬‬ ‫توحيد الله تعالى وإفراده بالعبودية‪ ،‬أرضية مشتركة‬ ‫للإنسانية‪ ،‬وخاطب فيهم الفطرة قال تعالى‪َ ﴿ :‬فأَقِ ْم‬ ‫يوحد البشرية ويجمعها على واحد‪ ،‬فإن التوجه‬ ‫وَجْ َه َك ِللدِّي ِن حَنِي ًفا ِفطْرَتَ ال ّلَ ِه ا َّل ِتي فَطَرَ ال ّنَا َس‬ ‫َأ َع ْكلَثَيْ َر َهاال ّنَالَ تَبِْسدَِ َلي يلَ ْع ِلَل ُم َخلْونَقِ﴾ال(الَّل ِهرو َذلِم‪َ :‬ك‪0‬ال‪ّ 3‬دِ)يوالُنما ْلراَق ِّيد ب ُمال َوفَلطكِر َّنة‬ ‫إلى الحق سبحانه‪ ،‬الخالق والمدبر للكون كله‪،‬‬ ‫هنا مجموع شريعة الإسلام‪ ، 32‬وقال ابن عشور‪:‬‬ ‫\"﴿ َفأَ ِق ْم َوجْهَ َك ِللدِّي ِن﴾ هو دين الإسلام بمجموعه‬ ‫اختيارا أو اضطرارا يعصم الخلق من الاختلاف بدون‬ ‫في اعتقاده وتشريعاته وأن هذا الدين هو الفطرة‬ ‫جامع‪ ،‬ويحكم اختلافاتهم ويضبطها من أجل الألفة‬ ‫‪. 33\"..‬‬ ‫رابعا‪ :‬توحيد الله والإيمان به عهد وميثاق‪:‬‬ ‫ودرء الفرقة‪.‬‬ ‫وقد خاطب الله عز وجل ذرية بني آدم بعد‬ ‫أن استخرجهم من ظهورهم‪ ،‬وأشهدهم على‬ ‫الإيمان بوحدانية الله توحد المجتمع البشري‪،‬‬ ‫أنفسهم‪ ،‬وأقروا بوحدانية الله وآمنوا به‪، 34‬‬ ‫فأقرت ذرية آدم بوحدانية الله تعالى‪ ،‬وشهدت‬ ‫وتؤلف بين عناصره وأطيافه‪ ،‬وتزيل العداوة والشنآن‬ ‫بذلك لما أشهدهم على أنفسهم ﴿ َوأَشْهَدَ ُهمْ‬ ‫عَلَى َأنْفُ ِسهِ ْم﴾(الأعراف‪ ،)172:‬وسألهم الحق‬ ‫والصراعات والنزاعات‪ ،‬فيصبحوا بالإيمان بالله‬ ‫سبحانه ﴿ َأ َل ْس ُت ِبرَ ِبّكُمْ﴾(الأعراف‪ ،)172:‬يقول‬ ‫الزمخشري‪\" :‬وقال لهم‪ :‬ألست بربكم؟ وكأنهم‬ ‫وإسلام النفس له إخوانا متآلفين‪ ، 29‬لأن وجهتهم‬ ‫قالوا‪ :‬بلى أنت ربنا‪ ،‬شهدنا على أنفسنا وأقررنا‬ ‫بوحدانيتك\" ‪ ،35‬يقول الغزالي‪ \":‬فالمراد به إقرار‬ ‫واحدة وولاءهم واحد قال تعالى‪َ ﴿ :‬وأَ ّلَفَ بَ ْينَ ُقلُوبِ ِهمْ‬ ‫أنفسهم لا إقرار الألسنة\"‪ ، 36‬والحق سبحانه يذكر‬ ‫الخلق بهذا الميثاق في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وا ْذ ُك ُروا ِن ْعمَةَ‬ ‫لَوْ أَ ْنفَ ْق َت مَا فِي الَْ ْر ِض جَمِي ًعا َما أَ ّلَ ْف َت َبيْ َن قُلُو ِب ِهمْ‬ ‫وَلَ ِك َنّ ال ّلَ َه َأ ّلَ َف َبيْنَ ُه ْم ِإ ّنَهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾(الأنفال‪.)63:‬‬ ‫فقد بعث صلى الله عليه وسلم إلى قوم يقول الإمام‬ ‫الرازي‪\" :‬الخصومة كانت بينهم شديدة والمحاربة‬ ‫دائمة‪ ،‬ثم زالت الضغائن‪ ،‬وحصلت الألفة والمحبة‪،‬‬ ‫فإزالة تلك العداوة الشديدة‪ ،‬وتبديلها بالمحبة‬ ‫القوية والخالصة التامة‪ ،‬مما لا يقدر عليها إلا الله‬ ‫تعال ى\"‪. 30‬‬ ‫فلما توجهوا إلى واحد‪ ،‬توحدت قلوبهم‪ ،‬رغم اختلاف‬ ‫أفكارهم ومشاعرهم ونزعاتهم ‪ ،..‬فالإيمان بالله‬ ‫وتوحيده قادر على تدبير الاختلاف الإنساني‪ ،‬لو‬ ‫اختار المجتمع الإنساني طريق التوحيد‪ .‬يقول‬ ‫العقاد‪\" :‬إن العالم الإنساني كلمة غير مفهومة‬ ‫عند من يدين برب غير رب العالمين ‪. 31\"..‬‬ ‫دعا القرآن الكريم المجتمع الإنساني المتعدد في‬ ‫أديانه‪ ،‬ومعتقداته الفكرية‪ ،‬وأجناسه‪ ،‬ولغاته ‪،..‬‬ ‫َل﴿لياُّخأَيض َهاو الع ّنَلاله ُسالا ْعوابُحدُودا‪،‬رَبَّوعكُبمُا ادلَّتذِهيسخَبلَ َقحاكُنهْم‬ ‫دعوة عامة‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫‪88‬‬

‫فكانت البشرية على توحيد الله متفقة‪ ،‬إلى أن ذخائر‬ ‫اللَّ ِه عَ َليْ ُك ْم َو ِمي َثا َق ُه الَّ ِذي وَاثَقَكُمْ ِبهِ ِإذْ ُقلْتُ ْم َس ِم ْعنَا‬ ‫طرأ الاختلاف عليهم‪ ،‬فكان بذلك الاتفاق والائتلاف‬ ‫َو َأ َطعْنَا﴾(المائدة‪.)7:‬‬ ‫أصلا‪ ،‬والاختلاف طارئ على البشرية‪ ،‬بعد قتل قابيل‬ ‫فهذا إقرار وميثاق قطعه الله تعالى على الإنسان‬ ‫لهابيل‪ ،‬أو بعد طوفان نوح على اختلاف المفسرين‬ ‫في الأزل‪ ،‬وشهد بذلك الإنسان على نفسه‪ ،‬فهو‬ ‫في ذلك‪ ، 40‬لذلك على البشرية ترك الاختلاف‬ ‫مشترك إنساني‪ ،‬أقره الإنسان وألزم به نفسه‪ ،‬فإن‬ ‫الطارئ‪ ،‬والرجوع إلى الاتفاق الذي كان عليه آباؤهم‬ ‫أنكر وجحد‪ ،‬فلا حجة له عند الله‪ ،‬يقول محمد‬ ‫وأجدادهم‪ ،‬وأشهدوا عليه أنفسهم في الأزل‪.‬‬ ‫الغزالي‪\" :‬الآيات تقول للمشركين عن رب العزة‪:‬‬ ‫فالاختلاف في الدين دخيل وحادث في الخلق‪،‬‬ ‫لا وجاهة لكم عندي‪ ،‬ليس لكم عذر قائم ولا حجة‬ ‫بعدما كانوا على دين الإسلام‪ ،‬من آدم إلى سيدنا‬ ‫ناهضة‪ ،‬إنني منحتكم عقلا يفكر‪ ،‬وفطرة تبعث‬ ‫نوح‪ ،‬يروي ابن كثير عن سيدنا ابن عباس رضي‬ ‫على التوحيد والاستقامة‪ ،‬وأنزلت ما يمنعكم من‬ ‫الله عنه‪\" :‬كان بين آدم ونوح عشرة قرون‪ ،‬كلهم‬ ‫تقليد الآباء الجهلة‪ ،‬فلماذا تجاهلتم هذه المعالم‬ ‫على الإسلام‪ ،‬ثم وقع الاختلاف بين الناس‪ ،‬وعبدت‬ ‫كلها‪ ،‬وهمتم على وجوهكم في طرق الشر والغواية‬ ‫الأصنام والأنداد والأوثان‪ ،‬فبعث الله الرسل بآياته‬ ‫‪ ..‬أفبعد هذا التفصيل والتوضيح تبعدون عنى ولا‬ ‫﴿ ِل َي ْهلِكَ‬ ‫ب ٍةالَ َوغية ْحو َيبارا َمهيننْه َحال َيّدام َعغةنْ‬ ‫ه ال‬ ‫جج‬ ‫اته وح‬ ‫وب ي ن‬ ‫ترجعون إلي؟؟\"‪. 37‬‬ ‫َب ِيّنَةٍ﴾‪41‬‬ ‫بَيِّ َن‬ ‫عَ ْن‬ ‫َه َل َك‬ ‫َم نْ‬ ‫خامسا‪ :‬التوحيد أصل والاختلاف فيه طارئ‪:‬‬ ‫(الأنفال‪. 42\")42 :‬‬ ‫كان آدم وبنوه على دين واحد‪ ،‬وهو الاستسلام‬ ‫فجاء الرسل يدعون الناس إلى وحدة الإيمان بالله‬ ‫والخضوع والتوحيد لله عز وجل‪ ،‬ثم اختلفوا في‬ ‫وتوحيده‪ ،‬والرجوع إلى الأصل الذي كانوا عليه من‬ ‫دينهم‪ ،‬يقول تعالى مشيرا إلى هذه الحقيقة‪﴿ :‬وَ َما‬ ‫الاتفاق‪ ،‬على الكلمة الطيبة‪ ،‬على الكلمة السواء‪،‬‬ ‫َكا َن ال َّنا ُس إِ َّل أُمَّةً وَا ِحدَ ًة فَاخْ َتلَفُوا﴾( يونس‪)19:‬‬ ‫الداعية إلى الخضوع والاستسلام لله‪ ،‬ودرء الاختلاف‬ ‫يقول الطبري‪\" :‬وما كان الناس إلا أهل دين واحد‪،‬‬ ‫وإقامة الدين الموحد‪.‬‬ ‫وملة واحدة فاختلفوا في دينهم‪ ،‬فافترقت بهم‬ ‫وهذه الحقيقة التاريخية التي أثبتها القرآن مذ أربعة‬ ‫السبل في ذلك\"‪. 38‬‬ ‫عشر قرنا‪ ،‬دل عليها تاريخ البشرية وواقعها‪ ،‬كان‬ ‫ويقول تعالى‪﴿ :‬كَا َن النَّا ُس أُ َمّةً وَا ِح َد ًة فَبَعَثَ اللَّ ُه‬ ‫الناس على دين واحد‪ ،‬فدخل عليهم الشرك‪ ،‬وعبادة‬ ‫ال ّنَبِ ّيِي َن ُم َبشِّ ِرينَ وَ ُم ْن ِذ ِرينَ َو َأ ْنزَ َل َم َع ُه ُم ا ْلكِتَابَ‬ ‫الأوثان بفعل فاعل يقول الباحث الألماني ميلر‪:‬‬ ‫ِبالْ َح ّقِ ِل َيحْ ُكمَ َبيْنَ ال َّناسِ فِيمَا ا ْختَ َلفُوا ِفي ِه وَ َما‬ ‫\"أن الناس كانوا في أقدم عهودهم على التوحيد‬ ‫اخْتَ َل َف فِيهِ ِإ َلّ ا ّلَ ِذي َن أُو ُتو ُه ِمنْ بَعْدِ َما جَا َءتْ ُه ُم الْبَيِّ َنا ُت‬ ‫الخالص‪ ،‬وأن الوثنية عرضت عليهم بفعل رؤسائهم‬ ‫ِلمَا اخْ َتلَ ُفوا فِي ِه‬ ‫َآَممَنُ َنْواي‬ ‫إَِفذْ ِنَه ِهدَ وَىالالَّل َّل َهُ ُهيا َّل ْه ِذدِييَن‬ ‫بَ ْغيًا بَ ْينَهُ ْم‬ ‫َشاءُ إِلَى صِرَا ٍط‬ ‫مِ َن الْحَ ّقِ بِ‬ ‫الدينيين\"‪. 43‬‬ ‫سادسا‪ :‬اتفاق الرسل على الإيمان بالله وتوحيده‪.‬‬ ‫مُ ْس َتقِي ٍم﴾( البقرة‪ )213:‬يقول ابن عاشور‪\" :‬وكلتا‬ ‫الخضوع والاستسلام لله‪ ،‬وتوحيده وعبادته‪ ،‬هو‬ ‫الآيتين تشيران إلى أن الاتحاد هو المبدأ الأول‪،‬‬ ‫الدين الذي أرسل الله به كل الرسل‪ ،‬من آدم‬ ‫وأن الاختلاف عارض‪ ،‬أنجز إلى الناس من الكثرة‬ ‫إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ليخرج‬ ‫والتفرق ‪. 39\"..‬‬ ‫‪89‬‬

‫التوراة نصوصا تدعوا وتحث على التوحيد‪ ،‬وتحكي‬ ‫الناس من حالة الاختلاف إلى واقع الائتلاف‪ ،‬يقول‬ ‫قصصا لخصومة أهل الأصنام‪ ،‬وخصوصا بعد وفاة‬ ‫موسى وقيام أنبياء بني إسرائيل‪ ،‬وكانوا يوجبون‬ ‫تعالى تأكيدا وتقريرا وتصريحا‪﴿ :‬وَمَا َأرْسَ ْل َنا مِ ْن‬ ‫عليهم مقاتلة عبدة الأصنام‪ ،‬ويحكي نفس الأمر‬ ‫عن الزبور بعد بعثة سيدنا المسيح عليه السلام‪،‬‬ ‫َق ْب ِل َك مِنْ رَ ُسولٍ ِإلَّ ُنو ِحي إِلَ ْي ِه َأنَّهُ َل إِلَ َه ِإلَّ َأ َنا‬ ‫وكذلك الإنجيل \"وبالجملة فكتب الله عز وجل‬ ‫بأسرها‪ ،‬ورسله جميعا‪ ،‬متفقون على التوحيد والدعاء‬ ‫فَا ْع ُبدُو ِن﴾ (الأنبياء‪ )25:‬وقال تعالى‪َ ﴿ :‬ولَ َق ْد‬ ‫إليه‪ ،‬ونفي الشرك بجميع أقسامه\"‪. 55‬‬ ‫بَ َعثْنَا ِفي كُ ِلّ ُأمَّ ٍة رَ ُسولا أَ ِن ُاعْبُ ُدوا ال ّلَ َه َوا ْجتَنِبُوا‬ ‫بل يذهب أ‪.‬س‪ .‬ميغوليفسكي بعد مناقشة تصور‬ ‫كل من الديانات الغربية والشرقية للإله إلى نتيجة‬ ‫الطَّا ُغوتَ﴾(النحل‪ ،)36:‬يقول ابن كثير‪\" :‬جميع‬ ‫مفادها أن‪\" :‬كلا من التصورين الشرقي والغربي‬ ‫يقر بوجود إله واحد أحد للكون كله‪ ،‬أما تفاصيل‬ ‫الرسل يدعون إلى عبادة الله وحده لا شريك له\"‪. 44‬‬ ‫نشاطاته وتنظيمها‪ ،‬فهي أمر ليس له أهمية‪ ،‬وليس‬ ‫الإنسان مؤهل للحكم فيها\"‪ ، 56‬فإن الله تعالى‬ ‫وأول الأنبياء بعد آدم‪ ،‬يدعوا قومه إلى هذا المعلم‬ ‫في الديانات السماوية‪\" :‬اليهودية والمسيحية‬ ‫العقدي‪ ،‬والمنهج القويم سيدنا نوح‪ ، 45‬وتلاه إخوانه‬ ‫والإسلام‪ ،‬العلة الأولى لكل شيء\"‪. 57‬‬ ‫فكان توحيد الله عز وجل‪ ،‬وعبادته‪ ،‬وعدم الإشراك‬ ‫الأنبياء والرسل‪ ،‬هود‪ 46‬وصالح‪ 47‬وإبراهيم‪ 48‬ووصى‬ ‫به‪ ،‬هو الدين الذي شرع لأول الرسل بعد آدم‪ ،‬وهو‬ ‫نوح عليه السلام‪ ،‬وآخرهم وهو محمد صلى الله‬ ‫بها إبراهيم بنيه‪ ، 49‬وحافظ نبي الله يعقوب على‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬وما بينهما وهم أولي العزم‪ :‬إبراهيم‬ ‫وموسى وعيسى‪ 58‬في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬ش َرعَ َل ُك ْم ِم َن‬ ‫وصية جده إبراهيم إذ وصى ذريته بدعوة التوحيد‪،‬‬ ‫ال ِّدي ِن َما َو ّصَى ِب ِه ُنوحًا وَا َلّ ِذي أَ ْو َحيْنَا ِإ َليْ َك وَمَا وَصَّ ْي َنا‬ ‫بِ ِه إِ ْب َرا ِهيمَ َو ُموسَى َو ِعيسَى أَ ْن أَ ِقيمُوا ال ِّدي َن َولَ‬ ‫وأقر بها بنوه من بعده ﴿ َقا ُلوا َن ْع ُبدُ ِإلَ َه َك ‪ 50﴾..‬الإله‬ ‫تَ َتفَ َّر ُقوا ِفي ِه﴾(الشورى‪ ،)13:‬فكان الرسل جميعهم‬ ‫\"المتفق على وجوده وألوهيته ووجوب عبادته\"‪، 51‬‬ ‫متفقون‪ ،‬ومتحدون على إقامة دين التوحيد‪.‬‬ ‫فإن الإيمان بالله‪ ،‬وتوحيده‪ ،‬وعبادته‪ ،‬وعدم الإشراك‬ ‫ودعا نبي الله شعيب مدين‪. 52‬‬ ‫به‪ ،‬مشترك إيماني بين الأنبياء‪ ،‬من لدن آدم إلى‬ ‫سيدنا محمد صلى الله علبيه وسلم‪ ،‬وخصوصا أرباب‬ ‫وحفاظا على الوصية الإبراهيمية جاء على‬ ‫الشرائع‪ :‬نوح‪ ،‬وإبراهيم‪ ،‬وموسى‪ ،‬وعيسى‪ ،‬ومحمد‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪ ، 59‬وبذلك كان مشتركا عقديا‬ ‫لسان سيدنا يوسف‪َ ﴿ :‬توَ َّف ِني ُم ْسلِ ًما َوأَلْ ِحقْنِي‬ ‫بين أهل القرآن وأهل الكتاب‪.‬‬ ‫ِبال َّصالِ ِحي َن﴾ (يوسف‪ )101:‬ودعا سيدنا موسى‬ ‫قومه إلى وصية إبراهيم التوحيدية‪ ، 53‬وقال الله‬ ‫تعالى في حوار سيدنا عيسى للحواريين‪﴿ :‬فَلَ ّمَا‬ ‫َقا َل َمنْ أَ ْنصَا ِري ِإ َلى اللَّهِ‬ ‫كُفْ َر‬ ‫ُه ُم الْ‬ ‫عِحَي َواُّ َسِريىو ِم َننْ‬ ‫أَحَ َسّ‬ ‫ا ُر ال َّلهِ آَمَنَّا بِال َلّهِ وَا ْشهَ ْد‬ ‫أَنْ َص‬ ‫َن ْح ُن‬ ‫َقا َل ا ْل‬ ‫بِأَ َّنا مُسْلِ ُمونَ ﴾ (آل عمران‪ ،)52:‬وهذا إخبار من‬ ‫القرآن الكريم أن نبي الله عيسى وهو آخر أنبياء‬ ‫بني إسرائيل‪ ،‬بقي على عهد الأنبياء من قبله في‬ ‫تبليغ دعوة التوحيد‪.‬‬ ‫فإذا كان هذا هو إخبار القرآن الكريم في دعوته إلى‬ ‫التوحيد على ألسنة أنبيائه‪ ،‬وإن الإمام الشوكاني‬ ‫يذكر لنا‪\" :‬أن الشرائع كلها اتفقت على إثبات‬ ‫التوحيد على كثرة عدد الرسل والمرسلين‪ ،‬وكثرة‬ ‫كتب الله عز وجل المنزلة على أنبيائه\"‪ ، 54‬وأن في‬ ‫‪90‬‬

‫ذخائر‬ ‫وبالجملة يظهر للقارئ مما سبق‪ ،‬سياقات عقيدة الإيمان بالله وتوحيده في الخطاب القرآني‪ ،‬حيث‬ ‫تنوعت أساليب القرآن الكريم‪ ،‬في إبراز هذا المعتقد‪ ،‬والتأكيد عليه‪ ،‬والتنبيه على أهميته‪ ،‬وضرورته‬ ‫خ�ا ت�م ة�‬ ‫للإنسان فردا وجماعة‪ ،‬فهو ضمانة الوحدة والائتلاف‪.‬‬ ‫خاطب القرآن العقل والفطرة لإثبات هذه العقيدة‪ ،‬وأنزل‬ ‫الآيات التشريعية‪ ،‬وبث الآيات الكونية والحسية المشاهدة‪،‬‬ ‫لإقامة الحجة والبرهان على وجود الله تعالى‪ ،‬وعلى وحدانيته‪،‬‬ ‫لأن في الإذعان لهذه الحقيقة‪ ،‬والإيمان بها‪ ،‬استقامة الإنسان‬ ‫في تفكيره وسلوكه‪.‬‬ ‫القرآن الكريم ‪-‬من خلال هذا المعتقد‪ -‬يربط الإنسانية‬ ‫بخالقها الجليل‪ ،‬لتكون وجهتها واحدة‪ ،‬فيسهل جمعها‬ ‫واتفاقها‪ ،‬لأن بتوحيد الله والإيمان به‪ ،‬تكتسب قيمة وجودية‪،‬‬ ‫وتنقذ من العدم والعبث في الدنيا‪ ،‬والخسران في الآخرة‪ ،‬لذلك‬ ‫فإن تفويض أمر الخلق لصانع واحد‪ ،‬يسهل أمر اجتماعها‬ ‫ووحدتها‪ ،‬يقول النورسي‪“ :‬عندما يسند إيجاد الموجودات‬ ‫جميعها إلى الصانع الواحد‪ ،‬يسهل الأمر كسهولة إيجاد مخلوق‬ ‫واحد‪ ،‬بينما إذا اسند للكثرة يصعب ‪-‬على هذه الكثرة‪ -‬أمر‬ ‫إيجاد مخلوق واحد بقدر صعوبة إيجاد جميع الموجودات ‪. 60”..‬‬ ‫فإن جل الاختلافات والنزاعات الإنسانية‪ ،‬إن لم نقل كلها‪،‬‬ ‫راجعة إلى عدم إسلام النفس والقلب والعقل ‪ ..‬لواحد‪ ،‬فإذا‬ ‫كان الكون بما فيه خاضع لجلال الله وعظمته يسبح بحمده‬ ‫‪ ،61‬فعلى البشرية أن لا تخالف سنن الله في خلقه‪ ،‬وأن توحد‬ ‫الله في ألوهيته وربوبيته‪ ،‬لأن ذلك يحد من النزاعات ويقلل من‬ ‫إالطَاسوْلخعًاتالماوَافلكَا ْركهًتو‪،‬انفوَ ِإإولَ ْينخ ُهِالضيمو ْرعطجَلهعُولومب َنولما﴾هن(ياآلقلموعلجتمتمرعااعلنا‪:‬لىب‪﴿3:‬ش‪8‬أَفَ)ر‪َ.‬غيْيرَأندِييتنِفال َّلق َِهم يع ْب ُغو َن وَ َلهُ أَ ْس َل َم َمنْ فِي ال َّسمَا َوا ِت وَالَْ ْر ِض‬ ‫أما الكفر والشرك فهو ظلم ﴿إن ال ِشر َك لظُل ٌم عظي ٌم﴾ ظلم للنفس وظلم للمخلوقات‪“ ،‬يفسد قوى‬ ‫الإنسان واستعداداته إلى درجة يسلب منه القدرة على تقبل الخير والصلاح”‪ ، 62‬بل “إن الكفر المطلق‬ ‫يبيد الحياة الأبدية ويحول الحياة الدنيوية إلى ّسم زعاف ويمحي لذتها ومتعها ‪. 63”..‬‬ ‫‪91‬‬

‫‪ - 1‬كتاب اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع‪ ،‬أبي الحسن الأشعري(‪330‬ه)‪ ،‬صححه وقدم له وعلق عليه‪:‬‬ ‫حمودة غرابة‪ ،‬مطبعة مصر‪1955( ،‬م)‪ ،‬ص‪ .123:‬كتاب التمهيد‪ ،‬القاضي أبو بكر محمد بن الطيب بن الباقلاني‪،‬‬ ‫عني بتصحيحه ونشره‪ :‬رتشرد يوسف مكارثي الياسوعي‪ ،‬المكتبة الشرقية‪ ،‬بيروت‪1957( ،‬م)‪ ،‬ص‪.346:‬‬ ‫‪ - 2‬كتاب التمهيد‪ ،‬الباقلاني‪ ،‬ص‪.346:‬‬ ‫‪ - 3‬نفسه‪.‬‬ ‫‪ - 4‬دلائل التوحيد‪ ،‬محمد جمال الدين القاسمي‪ ،‬صححه وضبطه مجموعة من العلماء بإشراف الناشر‪ ،‬دار الكتب‬ ‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1405( ،1/‬ه‪1984/‬م)‪ ،‬ص‪12:‬‬ ‫‪ - 5‬نفسه‪ ،‬ص‪.21:‬‬ ‫‪ - 6‬الشامل في أصول الدين‪ ،‬إمام الحرمين الجويني(‪478‬ه)‪ ،‬حققه وقدم له‪ :‬علي سامي النشار‪ ،‬فيصل بدير‬ ‫عون‪ ،‬سهير محمد مختار‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬الإسكندرية‪1969( ،‬م)‪ ،‬ص‪ .346-347:‬الاقتصاد في الاعتقاد‪ ،‬حجة‬ ‫الإسلام الغزالي‪ ،‬شرح وتحقيق وتعليق‪ :‬إنصاف رمضان‪ ،‬دار قتيبة‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط‪1423( ،1/‬ه‪2003/‬م)‪ ،‬ص‪.60:‬‬ ‫‪ - 7‬الاقتصاد في الاعتقاد‪ ،‬الغزالي‪ ،‬ص‪.60:‬‬ ‫‪ - 8‬نفسه‪ ،‬ص‪.64:‬‬ ‫‪ - 9‬جواهر القرآن‪ ،‬أبو حامد الغزالي الطوسي(ت‪505:‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد رشيد رضا القباني‪ ،‬دار إحياء العلوم‪،‬‬ ‫بيروت‪ ،‬ط‪1411( ،3/‬ه‪1990/‬م) ص‪.23:‬‬ ‫‪ - 10‬المعتمد في أصول الدين‪ ،‬القاضي أبي يعلى الحنبلي‪ ،‬تحقيق‪ :‬وديع زيدان حداد‪ ،‬دار المشرق‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫ط‪1986( ،1/‬ه)‪ ،‬ص‪.29:‬‬ ‫‪ - 11‬صحيح البخاري‪ ،‬محمد بن اسماعيل البخاري الجعفي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد زهير بن ناصر الناصر‪ ،‬دار طوق‬ ‫النجاة‪ ،‬ط‪1422( ،1/‬ه)‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة‪ ،‬رقم‪ .1458 :‬صحيح مسلم‪،‬‬ ‫مسلم بن الحجاج النيسابوري(ت‪261:‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون‬ ‫ضبعة‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬كتاب الايمان‪ ،‬باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام‪ ،‬رقم‪.19:‬‬ ‫‪ - 12‬المجتمع الإنساني في ظل الإسلام‪ ،‬أبو زهرة‪ ،‬الدار السعودية‪ ،‬ط‪1401( ،2/‬ه‪1981/‬م)‪ ،‬ص‪.45:‬‬ ‫‪ - 13‬القسطاس المستقيم‪ ،‬الغزالي‪ ،‬قدم له وذيله وأعاد تحقيقه‪ :‬فيكتور شلحت‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‬ ‫ط‪ ،)1983( ،2/‬ص‪.57 :‬‬ ‫‪( - 14‬البقرة‪()61:‬البقرة‪()91:‬آل عمران‪()21:‬آل عمران‪()112:‬آل عمران‪()181-183 :‬النساء‪)155:‬‬ ‫‪( - 15‬البقرة‪()116 :‬مريم‪()88:‬يونس‪()68:‬الانبياء‪()26:‬التوبة‪.)30:‬‬ ‫‪( - 16‬النساء‪)171:‬‬ ‫‪ - 17‬وقد عرفت البشرية في جزيرة العرب قبل الإسلام ديانات منها‪ :‬المجوسية والصابئة واليهودية والنصرانية‪،‬‬ ‫والمجوسية عبادة النار‪ ،‬أما الصابئة وهم عبدة الكواكب‪ ،..‬وكان التوحيد قد خالطه الاشراك عند الجاهليين‪ ،‬فجعلوا‬ ‫لله الشريك‪ ،‬وتقربوا بالأصنام إلى الله‪ ،‬وجعلوا لله بنين وبنات‪ ،‬حتى جاء الإسلام الدين الخاتم‪ ،‬فطهر الدين‪ ،‬وخلص‬ ‫التوحيد مما علق به من الخرافات والزوائد‪.‬‬ ‫‪ - 18‬مفاتيح الغيب(التفسير الكبير)‪ ،‬محمد الرازي فخر الدين(ت‪604 :‬ه)‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬ ‫ط‪1401(،1/‬ه‪1981/‬م)‪ .22/155،‬الفصل في الملل والأهواء والنحل‪ ،‬أبو محمد بن حزم الظاهري(ت‪456:‬هـ)‪،‬‬ ‫تحقيق‪ :‬محمد إبراهيم نصر‪ ،‬عبد الرحمان عميرة‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪.1/86،‬‬ ‫‪ - 19‬وأقام القرآن الكريم الأدلة على الوجود الإلهي‪ ،‬وقسمها ابن رشد إلى دليلين‪\" :‬دليل العناية\" و\"دليل‬ ‫الاختراع\"‪ .‬راجع‪ :‬الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة‪ ،‬ابن رشد‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪،‬لبنان‪،‬‬ ‫ط‪1998( ،1/‬م)‪ ،‬ص‪ .118:‬ينظر كذلك في الاستدلال على وجود الله‪ :‬شرح الأصول الخمسة‪ ،‬القاضي عبد‬ ‫الجبار بن أحمد‪ ،‬تعليق‪ :‬أحمد بن الحسين بن أبي هاشم‪ ،‬حققه وقدم له‪ :‬عبد الكريم عثمان‪ ،‬مكتبة وهبة‪ ،‬ط‪،3/‬‬ ‫(‪1416‬ه‪1996/‬م)‪ ،‬ص‪ .175:‬الاقتصاد في الاعتقاد‪ ،‬حجة الإسلام الغزالي‪ ،‬شرح وتحقيق وتعليق‪ :‬إنصاف رمضان‪،‬‬ ‫دار قتيبة‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط‪1423( ،1/‬ه‪2003/‬م)‪ ،‬ص‪ .32:‬البرهان القاطع في إثبات الصانع وجميع ما جاءت‬ ‫‪92‬‬

‫ذخائر‬ ‫به الشرائع‪ ،‬محمد بن إبراهيم الوزير(‪840‬ه)‪ ،‬المطبعة السلفية‪ ،‬القاهرة‪1349( ،‬ه)‪ ،‬ص‪ .67:‬دلائل التوحيد‪ ،‬جمال‬ ‫الدين القاسمي‪ ،‬ص‪ .22:‬كتاب المواقف‪ ،‬عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الرحمن عميرة‪،‬‬ ‫دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1997( ،1/‬م)‪.3/7 ،‬‬ ‫‪ - 20‬كتاب اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع‪ ،‬أبو الحسن الأشعري(‪330‬ه)‪ ،‬صححه وقدم له وعلق عليه‪:‬‬ ‫حمودة غرابة‪ ،‬مطبعة مصر‪1955( ،‬م)‪ ،‬ص‪ .20-21:‬كتاب التمهيد‪ ،‬الباقلاني‪ ،‬ص‪ .25:‬الاقتصاد في الاعتقاد‪،‬‬ ‫الغزالي‪ ،‬ص‪.62:‬‬ ‫‪ - 21‬كتاب استخراج الجدل من القرآن الكريم‪ ،‬ابن الحنبلي(‪634‬ه)‪ ،‬ضبط نصه وعلق عليه وخرج أحاديثه‪:‬‬ ‫محمد صبحي حسن حلاق‪ ،‬مؤسسة الريان‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1413( ،1/‬ه‪1992/‬م)‪ ،‬ص‪.48:‬‬ ‫‪ - 22‬الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة‪ ،‬ابن رشد‪ ،‬ص‪.124:‬‬ ‫‪ - 23‬الأمثال في القرآن‪ ،‬ابن القيم الجوزية‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬ناصر بن سعد الرشيد‪ ،‬مطابع الصفا‪ ،‬مكة‬ ‫المكرمة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪1402( ،2/‬ه‪1982/‬م)‪ ،‬ص‪ .34:‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،‬أبو جعفر‬ ‫الطبري(ت‪310:‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد محمد شاكر‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪1420( ،1/‬هـ‪2000/‬م)‪.16/567-583 ،‬‬ ‫‪ - 24‬معالم في الطريق‪ ،‬سيد قطب‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬وزارة المعارف‪ ،‬المكتبات المدرسية‪،‬‬ ‫ص‪.83 :‬‬ ‫ط‪9-92( 5،6/‬ق ا‪3‬ل‪ 1‬ته‪/‬ع ا‪9‬ل‪7‬ى‪﴿19:‬قُم) َْل‪،‬‬ ‫وَ َل‬ ‫َشيْ ًئا‬ ‫ِب ِه‬ ‫ُنشْ ِر َك‬ ‫وَلَ‬ ‫اللَّ َه‬ ‫إِ َلّ‬ ‫َنعْبُ َد‬ ‫َأ ّلَ‬ ‫وَ َبيْ َنكُ ْم‬ ‫َبيْنَ َنا‬ ‫سَ وَاءٍ‬ ‫تَعَالَ ْوا إِلَى كَلِ َم ٍة‬ ‫يا أَهْلَ الْ ِك َتا ِب‬ ‫َ‬ ‫ع م ران‪.)64:‬‬ ‫ي ّتَخِ َذ بَعْ ُضنَا َبعْ ًضا َأ ْر َبا ًبا مِنْ دُونِ ال ّلَ ِه﴾(آل‬ ‫‪ - 26‬كليات رسائل النور(‪ ،)2‬المكتوبات‪ ،‬بديع الزمان سعيد النورسي‪ ،‬ترجمة‪ :‬إحسان قاسم صالحي‪ ،‬شركة‬ ‫سوزلر للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪2004(،4/‬م)‪ ،‬ص‪.354:‬‬ ‫‪ - 27‬منهج النبي صلى الله عليه وسلم في حماية الدعوة والمحافظة على منجزاتها خلال الفترة المكية‪ ،‬الطيب‬ ‫برغوث‪ ،‬المعهد العالمي للفكر الإسلامي‪ ،‬ط‪1416( ،1/‬ه‪1996/‬م)‪ ،‬ص‪.130:‬‬ ‫‪ - 28‬رسائل ابن حزم الأندلسي‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫ط‪1983( ،1/‬م)‪.4/397 ،‬‬ ‫‪ - 29‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬واعْتَصِ ُموا ِب َحبْ ِل ال ّلَ ِه َجمِي ًعا وَ َل تَفَرَّقُوا َوا ْذ ُكرُوا ِن ْع َمتَ اللَّ ِه عَلَ ْي ُك ْم إِذْ كُ ْن ُتمْ أَعْ َدا ًء فَ َأ َّل َف َب ْي َن‬ ‫قُ ُلوبِكُمْ فَأَ ْصبَ ْحتُمْ ِبنِ ْع َمتِهِ إِخْ َوانًا﴾(آل عمران‪)103:‬‬ ‫‪ - 30‬مفاتيح الغيب(التفسير الكبير)‪ ،‬محمد الرازي فخر الدين(ت‪604:‬ه)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪1401( ،1/‬ه‪1981/‬م)‪،‬‬ ‫‪.15/195‬‬ ‫‪ - 31‬الإنسان في القرآن‪ ،‬عباس محمود العقاد‪ ،‬نهضة مصر‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ص‪.49 :‬‬ ‫‪ - 32‬أصول النظام الاجتماعي في الإسلام‪ ،‬محمد الطاهر ابن عاشور‪ ،‬الشركة التونسية‪ ،‬تونس‪ ،‬المؤسسة الوطنية‬ ‫للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪1985( ،2/‬م)‪ ،‬ص‪.16 :‬‬ ‫وا َب‪34‬لَ‪33‬ى‪ --‬نَشففهِي ْدسنَقها‪،‬وأَلهنْ تَتص‪:‬قُعاولُل‪7‬و َىا‪.:1‬يوْي﴿ن َومَ ِإاظ ْذْلرِقَأ َيكَخالمَذَا ِةمرَ ِإُّبانَّلامكَكُؤ َّنلمِا ْنف َع َبف ِننْيهَيتآذَاوَدغَمَضايمِفِ ِلحينْم َنعُظنَأهُوْوىتَرِاُقلهِوفلُ ْموطا ُذَّرِإرِّنَّةي َمَتفا ُه َأيمْن ْشف َوَر َأكَْشسآهََبالادَ ُؤم َنُهاومْ ِمضعَنْعلَ‪َ .‬قىْب َأ ُلْن ُفوَ ُك ِسَّنا ِهذَُّ ْمرِّيَأ َلةًسِْم ْنُت‬ ‫بِ رَبِّ كُ مْ‬ ‫الُ‬ ‫َق‬ ‫َب عْ دِهِ مْ‬ ‫َأفَتُ ْهلِكُ َنا بِمَا فَعَ َل الْمُبْ ِطلُو َن﴾(الأعراف‪.)172-173:‬‬ ‫‪ - 35‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬جار الله الزمخشري (ت‪538:‬هـ)‪،‬‬ ‫اعتنى به وخرج أحاديثه وعلق عليه‪ :‬خليل مأمون شيحا‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1430( ،3/‬ه‪2009/‬م)‪،‬‬ ‫‪ .9/395‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬ابن كثير القرشي الدمشقي(ت‪774 :‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬سامي بن محمد سلامة‪ ،‬دار طيبة‪،‬‬ ‫ط‪1420( ،2/‬ه‪1999/‬م)‪ . 3/500 ،‬أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن‪ ،‬محمد الأمين الجكني الشنقيطي(ت‪:‬‬ ‫‪1393‬هـ)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1415( ،‬هـ‪1995/‬م)‪.2/42 :‬‬ ‫‪ - 36‬إحياء علوم الدين‪ ،‬ومعه المغني عن حمل الأسفار في الأسفار‪ ،‬أبو حامد الغزالي(ت‪505:‬ه)‪ ،‬دار ابن حزم‪،‬‬ ‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1426( ،1/‬ه‪2005/‬م)‪ ،‬ص‪.102:‬‬ ‫‪93‬‬

‫‪ - 37‬المحاور الخمسة للقرآن الكريم‪ ،‬محمد الغزالي‪ ،‬دار نهضة مصر‪ ،‬ط‪.1/28 ،1/‬‬ ‫‪ - 38‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،‬أبو جعفر الطبري (ت‪310:‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد محمد شاكر‪ ،‬مؤسسة‬ ‫الرسالة‪،‬ط‪ 1420( ،1/‬هـ‪2000/‬م)‪ .15/47 ،‬روح المعاني‪.2/100 ،‬‬ ‫‪ - 39‬أصول النظام الاجتماعي في الإسلام‪ ،‬ابن عاشور‪ ،‬ص‪.109 :‬‬ ‫‪ - 40‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬الزمخشري(ت‪538:‬هـ)‪،‬‬ ‫‪.11/459-460‬‬ ‫‪ - 41‬فقد بادر الحق سبحانه إلى وضع حل للاختلافات الإنسانية‪ ،‬التي أرادها سبحانه بإرادته التكوينية والتشريعية‪،‬‬ ‫وذلك عن طريق بعث الأنبياء والرسل‪ ،‬بتشريعات وقوانين‪ ،‬اشتملت على ضوابط‪ ،‬ومحتكمات تضبط الاختلاف الإنساني‬ ‫‪ ،..‬ولإيجاد الحلول للنزاعات والاختلافات‪ ،‬من أجل الائتلاف‪ ،‬وإحكام الاختلاف‪.‬‬ ‫‪ - 42‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬ابن كثير القرشي الدمشقي(ت‪774:‬هـ)‪.4/257 ،‬‬ ‫‪ - 43‬تفصيل آيات القرآن الحكيم‪ ،‬وضعه باللغة الفرنسية‪ :‬جول لابوم‪ ،‬ونقله إلى اللغة العربية‪ :‬محمد فؤاد عبد‬ ‫الباقي‪ ،‬مطبعة عيسى البابي الحلبي‪ ،‬ط‪ ،1/‬ص‪.6:‬‬ ‫‪ - 44‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬ابن كثير‪ .3/440 ،‬التحرير والتنوير‪ ،‬الشيخ محمد الطاهر بن عاشور‪ ،‬دار سحنون‪،‬‬ ‫تونس‪1997( ،‬م)‪.17/49 ،‬‬ ‫مٍ﴾‬ ‫ي‬ ‫عَ ِظ‬ ‫وْمٍ‬ ‫ي‬ ‫َذا َبَ‬ ‫عَ‬ ‫مْ‬ ‫َع َليْكُ‬ ‫افُ‬ ‫َأ َخ‬ ‫ي‬ ‫ِإنِّ‬ ‫رُ ُه‬ ‫ْي‬ ‫َغ‬ ‫ٍه‬ ‫ِإلَ‬ ‫ِم ْن‬ ‫ُك مْ‬ ‫َل‬ ‫ا‬ ‫مَ‬ ‫ال َّلهَ‬ ‫بُ ُدوا‬ ‫اعْ‬ ‫ْومِ‬ ‫َق‬ ‫يا‬ ‫ا َلَ‬ ‫َف قَ‬ ‫هِ‬ ‫َق ْو ِم‬ ‫‪﴿ - 45‬لَقَ ْد َأ ْرسَ ْل َنا نُوحًا إِ َلى‬ ‫(الأع راف‪)59:‬‬ ‫َتتَّ ُقو َن﴾ (الأعراف‪)65:‬‬ ‫أَفَ لَ‬ ‫غَ ْي ُرهُ‬ ‫ال َّل َه َما َلكُ ْم مِ ْن ِإلَهٍ‬ ‫ثَعَمُادٍودَأَ َأَخاَخاهُ ُهمْمْ ُهو َصدًاا ِل قَحًاا َلَ َقياا َلَ َقي ْوا ِمقَا ْو ْع ِمُب ا ُدعْواُب‬ ‫‪َ ﴿ - 46‬وإِلَى‬ ‫(الأع راف‪)73:‬‬ ‫ْي ُر ُه﴾‬ ‫ِإ َلهٍ غَ‬ ‫ُدوا ال ّلَ َه مَا لَ ُك ْم مِنْ‬ ‫‪﴿ - 47‬وَإِلَى‬ ‫هْ ِدي ِن وَ َج َع َل َها َك ِل َم ًة َباقِ َي ًة ِفي‬ ‫َّما َتعْ ُب ُدونَ إِلَّ الَّذِي َفطَرَ ِني َف ِإنَّهُ سَيَ‬ ‫كَُع ْنقِتُبِ ْمهِ‪َ 98‬ل ُش‪َ4‬ع‪4‬لَّهَ‪ُ--‬ه َدا﴿َْم﴿ءَ َوإِيِإوَذْْذرَْوجِقَحَصَّاعُ َلَضوى َإِرَ ِبَنبْي﴾رََها ْعا ِه( ُقاإِيلبْوزمُرَاخبَ ِهلَِارِبيلْي َمفُمهِ‪:‬وْبَوَِن‪َ 8‬قُتي‪ِ2‬إوْهِ‪-‬مِذْ َوَِه‪7‬قَياِإ‪2‬نَّعْ َل‪-‬نِقُلِو‪َ6‬بينِ‪2‬بَ َُبي)َراهِيءٌامَامِبَ‬ ‫َت ُموتُ َّن ِإلَّ َو َأنْ ُتمْ ُمسْ ِلمُونَ أَ ْم‬ ‫نِ ّيَ ِإ َّن ال َّلهَ ا ْص َط َفى َلكُمُ الدِّينَ فَلَ‬ ‫وَ ِإ َل َه آَ َبائِ َك ِإبْرَا ِهيمَ َو ِإسْمَا ِعي َل‬ ‫تَ ْعبُدُو َن ِم ْن بَعْدِي قَا ُلوا َنعْ ُب ُد ِإ َل َه َك‬ ‫وَ ِإ ْسحَا َق ِإلَهًا َواحِدًا وَنَحْ ُن َل ُه مُ ْسلِمُو َن﴾ (البقرة‪)132-133 :‬‬ ‫‪ - 50‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،‬أبو جعفر الطبري‪.3/98-99،‬‬ ‫ت﴿﴿ف َوإِوَ َلقَسايىرلَمَاَُمل ْدبويي َسنَض َأَاىوَخيااىهُ‪،‬قَمْ ْودا ِمر ُش ِإا َعل ْينْف ًبكُكانْرَق‪،‬تُابمْ َيلَآَري َموا ْن ُت َقت‪،‬وْمْ ِبِم‪7‬اال ّلَ‪0‬عْ ُبهِ‪4‬دَُف‪/‬و َعا‪1‬لَا‪ْ .‬يل ّلَهِ َه َت‬ ‫‪-‬‬ ‫‪51‬‬ ‫َغيْ ُرهُ﴾ (هود‪)84:‬‬ ‫نْ إِلَهٍ‬ ‫َما لَكُ ْم مِ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪52‬‬ ‫ُمسْلِ ِمي َن﴾ (يونس‪)84:‬‬ ‫كُنْ ُت ْم‬ ‫وَ َكّلُوا ِإ ْن‬ ‫‪-‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪ - 54‬إرشاد الثقات إلى اتفاق الشرائع على التوحيد والمعاد والنبوات‪ ،‬محمد بن علي الشوكاني(‪1250‬ه)‪ ،‬صححه‬ ‫وضبطه مجموعة من العلماء بإشراف الناشر‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1404( ،1/‬ه‪1984/‬م)‪ ،‬ص‪.5:‬‬ ‫‪ - 55‬نفسه‪ ،‬ص‪.6-7-8:‬‬ ‫‪ - 56‬أسرار الآلهة والديانات‪ ،‬أ‪.‬س‪ .‬ميغوليفسكي‪ ،‬ترجمة‪ :‬حسان مخائيل إسحاق‪ ،‬دار علاء الدين‪ ،‬سورية‪،‬‬ ‫دمشق‪ ،‬ط‪2009( ،4/‬م)‪ ،‬ص‪.254:‬‬ ‫‪ - 57‬نفسه‪ ،‬ص‪.253:‬‬ ‫‪ - 58‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬ابن كثير‪.7/194-195 ،‬‬ ‫لَ‬ ‫َأ ْكثَرُهُمْ‬ ‫َب لْ‬ ‫قَ ْبلِي‬ ‫َم ْن‬ ‫وَذِكْ ُر‬ ‫َم ِع َي‬ ‫َم نْ‬ ‫ذِ ْك ُر‬ ‫هَ َذا‬ ‫ُبرْها َنكُمْ‬ ‫ه اتُ وا‬ ‫ُق لْ‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪َ ﴿:‬أ ِم ا ّتَخَذُوا مِنْ ُدونِ ِه آلِ َه ًة‬ ‫‪59‬‬ ‫الْ َح َّق َفهُمْ مُعْ ِر ُضونَ﴾(الأنبياء‪.)24:‬‬ ‫ي ْعلَ ُمو َن‬ ‫َ‬ ‫ٌم‬ ‫ي‬ ‫عَ ِل‬ ‫هُ‬ ‫َلّ‬ ‫وَال‬ ‫حَ ُه‬ ‫َو َت ْسبِي‬ ‫هُ‬ ‫لَ َت‬ ‫َص‬ ‫عيد النورسي‪ ،‬ص‪.32:‬‬ ‫الشعاعات‪ ،‬بديع الزمان س‬ ‫﴿ك َأل َليامْ تَت َررأَسنَّائال َّلل ُهَالينوسَربِّ(حُ‪َ 4‬ل)‪ُ ،‬ه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪60‬‬ ‫َم َا‬ ‫بِ‬ ‫وَال َّط ْي ُر صَا َفّاتٍ كُ ٌلّ قَدْ َعلِ َم‬ ‫َم ْن ِفي ال َّس َما َواتِ َوا َْل ْرضِ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪61‬‬ ‫يفْ َعلُونَ َو ِللَّ ِه مُلْكُ السَّ َماوَاتِ وَا َْلرْضِ َو ِإلَى اللَّ ِه ا ْلمَ ِصيرُ ﴾‪.‬‬ ‫‪ - 62‬كليات رسائل النور(‪ ،)1‬الكلمات‪ ،‬بديع الزمان سعيد النورسي‪ ،‬ص‪.88:‬‬ ‫‪ - 63‬نفسه‪ ،‬ص‪.413:‬‬ ‫‪94‬‬

‫قائمة المراجع‬ ‫‪ -‬القرآن الكريم‪.‬‬ ‫ط‪/‬ذ‪1‬خ‪،‬ائر‬ ‫ل ب ن ان‪،‬‬ ‫ب ي روت‪،‬‬ ‫ح زم‪،‬‬ ‫ابن‬ ‫دار‬ ‫(ت‪505:‬ه)‪،‬‬ ‫ال غ زال ي‬ ‫حامد‬ ‫أب و‬ ‫الأس ف ار‪،‬‬ ‫في‬ ‫الأس ف ار‬ ‫حمل‬ ‫عن‬ ‫ال م غ ن ي‬ ‫ومعه‬ ‫‪ -‬إحياء علوم الدين‪،‬‬ ‫(‪1426‬ه‪2005/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬إرشاد الثقات إلى اتفاق الشرائع على التوحيد والمعاد والنبوات‪ ،‬محمد بن علي الشوكاني (‪1250‬ه)‪ ،‬صححه وضبطه مجموعة من‬ ‫العلماء بإشراف الناشر‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1404( ،1/‬ه‪1984/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬أسرار الآلهة والديانات‪ ،‬أ‪.‬س‪ .‬ميغوليفسكي‪ ،‬ترجمة‪ :‬حسان مخائيل إسحاق‪ ،‬دار علاء الدين‪ ،‬سورية‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪2009( ،4/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬أصول النظام الاجتماعي في الإسلام‪ ،‬محمد الطاهر ابن عاشور‪ ،‬الشركة التونسية‪ ،‬تونس‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪،2/‬‬ ‫(‪1985‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن‪ ،‬محمد الأمين الجكني الشنقيطي(ت‪1393 :‬هـ)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1415( ،‬هـ‪1995/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬الاقتصاد في الاعتقاد‪ ،‬حجة الإسلام أبو حامد الغزالي‪ ،‬شرح وتحقيق وتعليق‪ :‬إنصاف رمضان‪ ،‬دار قتيبة‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط‪،1/‬‬ ‫(‪1423‬ه‪2003/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬الأمثال في القرآن‪ ،‬ابن القيم الجوزية‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬ناصر بن سعد الرشيد‪ ،‬مطابع الصفا‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫ط‪1402( ،2/‬ه‪1982/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬الإنسان في القرآن‪ ،‬عباس محمود العقاد‪ ،‬نهضة مصر‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬ ‫‪ -‬البرهان القاطع في إثبات الصانع وجميع ما جاءت به الشرائع‪ ،‬محمد بن إبراهيم الوزير (‪840‬ه)‪ ،‬المطبعة السلفية‪ ،‬القاهرة‪1349( ،‬ه)‪.‬‬ ‫‪ -‬التحرير والتنوير‪ ،‬الطاهر بن عاشور‪ ،‬دار سحنون‪ ،‬تونس‪1997( ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬الشامل في أصول الدين‪ ،‬إمام الحرمين الجويني(‪478‬ه)‪ ،‬حققه وقدم له‪ :‬علي سامي النشار‪ ،‬فيصل بدير عون‪ ،‬سهير محمد مختار‪،‬‬ ‫منشأة المعارف‪ ،‬الإسكندرية‪1969( ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬الفصل في الملل والأهواء والنحل‪ ،‬أبو محمد بن حزم الظاهري (ت‪456:‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد ابراهيم نصر‪ ،‬عبد الرحمان عميرة‪ ،‬دار‬ ‫الجيل‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫‪ -‬القسطاس المستقيم‪ ،‬الغزالي‪ ،‬قدم له وذيله وأعاد تحقيقه‪ :‬فيكتور شلحت‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ط‪.)1983( ،2/‬‬ ‫‪ -‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬جار الله الزمخشري (ت‪538:‬هـ)‪ ،‬اعتنى به وخرج أحاديثه‬ ‫وعلق عليه‪ :‬خليل مأمون شيحا‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1430( ،3/‬ه‪2009/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة‪ ،‬ابن رشد‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1998( ،1/‬م‪(.‬‬ ‫‪ -‬المجتمع الإنساني في ظل الإسلام‪ ،‬أبو زهرة‪ ،‬الدار السعودية‪ ،‬ط‪1401( ،2/‬ه‪1981/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬المحاور الخمسة للقرآن الكريم‪ ،‬محمد الغزالي‪ ،‬دار نهضة مصر‪ ،‬ط‪.1/28 ،1/‬‬ ‫‪ -‬المعتمد في أصول الدين‪ ،‬القاضي أبي يعلى الحنبلي‪ ،‬تحقيق‪ :‬وديع زيدا ن حداد‪ ،‬دار المشرق‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1986( ،1/‬ه)‪.‬‬ ‫‪ -‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬ابن كثير القرشي الدمشقي (ت‪774 :‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬سامي بن محمد سلامة‪ ،‬دار طيبة‪ ،‬ط‪1420( ،2/‬ه‪1999/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬تفصيل آيات القرآن الحكيم‪ ،‬وضعه باللغة الفرنسية‪ :‬جول لابوم‪ ،‬ونقله إلى اللغة العربية‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬مطبعة عيسى البابي‬ ‫الحلبي‪ ،‬ط‪.1/‬‬ ‫‪ -‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،‬أبو جعفر الطبري(ت‪310:‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد محمد شاكر‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪ 1420( ،1/‬هـ‪2000/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬جواهر القرآن‪ ،‬أبو حامد الغزالي(‪505‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد رشيد رضا القباني‪ ،‬دار إحياء العلوم‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1411( ،3/‬ه‪1990/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬دلائل التوحيد‪ ،‬محمد جمال الدين القاسمي‪ ،‬صححه وضبطه مجموعة من العلماء بإشراف الناشر‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫ط‪1405( ،1/‬ه‪1984/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬رسائل ابن حزم الأندلسي‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1983( ،1/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني‪ ،‬الالوسي(‪1270‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي عبد الباري عطية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫ط‪1415( ،1/‬ه)‪.‬‬ ‫‪ -‬شرح الأصول الخمسة‪ ،‬القاضي عبد الجبار بن أحمد‪ ،‬تعليق‪ :‬أحمد بن الحسين بن أبي هاشم‪ ،‬حققه وقدم له‪ :‬عبد الكريم عثمان‪،‬‬ ‫مكتبة وهبة‪ ،‬ط‪1416( ،3/‬ه‪1996/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬صحيح البخاري‪ ،‬محمد بن اسماعيل البخاري الجعفي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد زهير بن ناصر الناصر‪ ،‬دار طوق النجاة‪ ،‬ط‪1422( ،1/‬ه)‪.‬‬ ‫‪ -‬صحيح مسلم‪ ،‬مسلم بن الحجاج النيسابوري(ت‪261:‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون‬ ‫ضبعة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬ ‫‪ -‬كتاب استخراج الجدل من القرآن الكريم‪ ،‬ابن الحنبلي(‪634‬ه)‪ ،‬ضبط نصه وعلق عليه وخرج أحاديثه‪ :‬محمد صبحي حسن حلاق‪،‬‬ ‫مؤسسة الريان‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1413( ،1/‬ه‪1992/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬كتاب التمهيد‪ ،‬القاضي أبي بكر محمد بن الطيب بن الباقلاني‪ ،‬عني بتصحيحه ونشره‪ :‬رتشرد يوسف مكارثي الياسوعي‪ ،‬المكتبة‬ ‫الشرقية‪ ،‬بيروت‪1957( ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬كتاب اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع‪ ،‬أبي الحسن الأشعري(‪330‬ه)‪ ،‬صححه وقدم له وعلق عليه‪ :‬حمودة غرابة‪ ،‬مطبعة مصر‪،‬‬ ‫(‪1955‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬كتاب المواقف‪ ،‬عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الرحمن عميرة‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1997( ،1/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬كليات رسائل النور‪ ،‬بديع الزمان سعيد النورسي‪ ،‬ترجمة‪ :‬إحسان قاسم صالحي‪ ،‬شركة سوزلر للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪2004( ،4/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬معالم في الطريق‪ ،‬سيد قطب‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬وزارة المعارف‪ ،‬المكتبات المدرسية‪ ،‬ط‪1399( ،6/‬ه‪1979/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬مفاتيح الغيب (التفسير الكبير)‪ ،‬محمد الرازي فخر الدين (ت‪604:‬ه)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪1401( ،1/‬ه‪1981/‬م)‪.‬‬ ‫‪ -‬منهج النبي صلى الله عليه وسلم في حماية الدعوة والمحافظة على منجزاتها خلال الفترة المكية‪ ،‬الطيب برغوث‪ ،‬المعهد العالمي‬ ‫للفكر الإسلامي‪ ،‬ط‪1416( ،1/‬ه‪1996/‬م)‪.‬‬ ‫‪95‬‬

96

‫ذخائر‬ ‫وصف‬ ‫منهج ابن‬ ‫حزم في‬ ‫نقد‬ ‫النصوص المقدسة عند اليهود‬ ‫ذة‪ .‬فاطمة أنهيشم‬ ‫‪97‬‬

‫ملخص‬ ‫يعتبر ابن حزم من علماء الإسلام الذين ساهموا في بناء الحضارة الإسلامية والنهوض بها‪ ،‬خاصة‬ ‫في مجال دراسة الأديان ونقدها نقدا ممنهجا صحيحا‪ ،‬ومن الذين اهتموا بدراسات الأديان الأخرى غير‬ ‫الإسلام‪ ،‬ومن السباقين إلى نقد النصوص الدينية‪ ،‬على نفس طريقة نقد المسلمين لنصوصهم الدينية‪،‬‬ ‫غير أن ابن حزم كان له الفضل في تمحيص وفحص ودراسة ومقارنة النصوص المقدسة اليهودية‪ ،‬تمحيصا‬ ‫دقيقا وفق منهج علمي رصين‪ ،‬لإثبات مدى صحتها من عدمها‪ ،‬وإثبات التحريفات والدسائس الواردة‬ ‫فيها‪ ،‬حيث اعتمد على منهج النقد الداخلي والخارجي للنص‪ .‬وقد قرر ابن حزم قاعدة مهمة إذ يقول‪:‬‬ ‫\"وبالجملة فكل كتاب وشريعة كانا مقصورين على رجال من أهلها وكانا محظورين على من سواهما‪،‬‬ ‫فالتبديل والتحريف مضمون فيهما\" ‪.‬‬ ‫كما تميز منهج ابن حزم بالوضوح والبساطة‪ ،‬والرجوع إلى البرهان القائم على المقدمات الحسية أو‬ ‫الراجعة إلى الحس‪ ،‬وأوليات العقل وبديهياته‪ ،‬وهي التي أطلق عليها اسم \"البراهين الجامعة الموصلة‬ ‫إلى معرفة الحق‪ \".‬من حيث كون هل للنص المنتقد من وثيقة أصلية يعتمد عليها‪ ،‬وما تاريخ كتابتها‪،‬‬ ‫ومن كتبها وفي أي زمن تمت كتابتها‪ ،‬ويمكن القول بأن ابن حزم هو المؤسس الحقيقي لعلم نقد‬ ‫الكتاب المقدس‪.‬‬ ‫كما كان صاحب جهد عظيم في بناء منهج الدراسة النقدية الموضوعية لأسفار الكتاب المقدس‪ ،‬يجعله‬ ‫الدارس الأكبر في هذا الحقل العلمي‪ .‬حتى ذاع صيته في الأفق مما خول له حظوة اهتمام الباحثين شرقا‬ ‫وغربا بكتاباته‪ ،‬وتعد دراساته النقدية لأسفار العهدين القديم والجديد‪ ،‬على راسها‪ ،‬فهو قد كان رائد‬ ‫هذا النوع من البحوث في الفكر الإنساني كله‪.‬‬ ‫‪98‬‬

‫ ذخائر‬Abstract: Ibn Hazem is considered to be one of the prominent scholars in Islamic civilization who pioneered the standardization of comparative religion and the foundation of its rules. Many Western scholars acknowledge that they have benefitted greatly from the approach he adopted in his study. Ibn Hazem is also considered to be among the first scholars to apply textual criticism to Jewish and Christian sacred texts by studying them thoroughly and authentically, and by comparing them to one another. His purpose was, after comparing and contrasting the texts, to identify the contradictions and explicit distortions infiltrated in these texts, and to make them known to the public. It should be noted that Ibn Hazem followed the same approach used by Muslim scholars in applying textual criticism to historical texts, particularly to religious ones. He used internal criticism, addressing the text’s content, and the extent to which it correlated with both accurate transmission and pure intellect. He also showed how contradictory these texts are with logical reasoning. This scholar used external textual criticism as well, following the chain of narrators and transmitters (…) and this is what Muslim scholars call Sanad (Arabic for chain of narrators) which is a unique feature of the religion of Islam, and an essential one in the transmission narratives. What Ibn Hazem did is similar to the criticism applied to the narrated prophetic sayings and actions; a criticism based on a knowledge of the narrators’ status, their uprightness, and their honesty in taking on reports from the prophet (PBUH) and transmitting them. The verification of reports and their narrators has yielded what is now known as the study of Hadith Terminology and the Invalidation and Validation of Narrators. This tradition eventually resulted in a classification of prophetic sayings into sound or authentic hadiths, good hadiths, weak hadiths, and fabricated hadiths which are rejected. Muslims are in fact right to be proud of this efficient approach; it requires much precision and scrutiny in verifying, accepting, and transmitting reports, and has allowed us, Muslims, to preserve our Islamic heritage from loss, distortion, and infiltration. 99

‫من أسند إليك فقد أحال لك‪ ،‬غير أن الأمر لم يقف‬ ‫م ق�دم ة�‬ ‫عند تمحيص النصوص الشرعية الإسلامية فقط‪ ،‬بل‬ ‫انتقل هذا المنهج للتطبيق على النصوص المقدسة‬ ‫للكتب السماوية السابقة‪( ،‬التوراة والانجيل)‪.‬‬ ‫ويعد ابن حزم ‪ ،2‬أحد أعلام حضارة علماء الأندلس‬ ‫المسلمين‪ ،‬الذي درس النص المقدس ومحصه‬ ‫تمحيصا دقيقا‪ ،‬تماشيا مع منهج علماء الإسلام‬ ‫لقد كان السبق للمسلمين في تمحيص في دراسة ونقد النصوص الشرعية‪ ،‬كما يعد أول‬ ‫وتدقيق النصوص الشرعية‪ ،‬والتحقق من مدى ُمؤ ِلّف إسلامي استعمل المنهج النقدي العلمي‪،‬‬ ‫صحتها‪ ،‬وخاصة ما يتعلق بالنص القرآني عامة‪ ،‬في دراسة نصوص الكتاب المقدس‪ ،‬ولعل هذه‬ ‫لأن الله تعالى تكفل بحفظه حيث قال تعالى‪ ”:‬الفطنة والنباغة‪ ،‬راجعة في كونه من كبار المفكرين‬ ‫ِإ َّنا َنحْنُ نَ َزّلْنَا الذِّكْ َر َو ِإ ّنَا لَ ُه لَحَافِظُونَ”‪ ، 1‬وما يتعلق الموسوعيين‪ ،‬حيث قال عنه آنجل بلانثيا‪“ :‬كان‬ ‫بنصوص السنة النبوية خاصة‪ .‬لأنه كما هو معلوم ابن حزم من أكثر خلق الله كتابة وتأليفا‪ ،‬ويبدو‬ ‫أن السنة أقسام‪( :‬الصحيح والحسن والضعيف)‪ ،‬أنه درس وألف في كل صنف من أصناف العلوم‪،‬‬ ‫وقد كثر الوضع والكذب على رسول الله صلى الله عدا الرياضة‪ ،‬وللأسف أن معظم مؤلفاته قد ضاعت‬ ‫عليه وسلم بعد وفاته‪ ،‬والسنة لم تدون بعد في وتعرضت للتلف”‪ ، 3‬وهذا لا شك فيه حيث‬ ‫مصنفات خاصة تحفظها‪ ،‬مما حدا بالمسلمين درس الفقه والأصول والمنطق والتاريخ والأنساب‬ ‫بسن منهج علمي رصين في نقل الأخبار‪ ،‬والتثبت واللغة والأدب والأخلاق‪ ،‬وكان أيضا خبيرا بالأديان‪،‬‬ ‫من صحتها ونسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه والمذاهب الأخرى‪ .‬وقال عنه القاضي أبو القاسم‬ ‫وسلم‪ ،‬وهو ما يسمى بعلم الرواية وعلم الدراية‪ ،‬صاعد بن أحمد‪ ”:‬كان أبو محمد بن حزم أجمع أهل‬ ‫وصنفت فيها مصنفات كثيرة‪ ،‬منها ما يتعلق بكتب الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام‪ ،‬وأوسعهم معرفة‬ ‫السنن الصحيحة‪ ،‬ككتاب صحيح البخاري‪ ،‬وكتاب مع توسعه في علم اللسان‪ ،‬ووفور حظه من البلاغة‬ ‫صحيح مسلم‪ .‬وما يتعلق بكتب السنن الغير والشعر والمعرفة بالسير والأخبار”‪ . 4‬كما قاله عنه‬ ‫الصحيحة‪ ،‬أو ما يسمى بكتب الموضوعات التي أبو عبد الله الحميدي‪ ”:‬كان حافظا عالما بعلوم‬ ‫جمعت أحاديث موضوعة ومكذوبة على النبي صلى الحديث وفقهه‪ ،‬مستنبطا للأحكام من الكتاب‬ ‫الله عليه وسلم‪ ،‬مثل كتاب الموضوعات لأبي الفرج والسنة‪ ،‬متفننا في علوم جمة‪ ،‬عاملا بعلمه‪ ،‬زاهدا‬ ‫ابن جزي‪ ،‬وأصبح المسلمون مرجعا أساسيا في هذا في الدنيا بعد الرياسة التي كانت له ولأبيه قبله‬ ‫الباب‪ ،‬لأن الإسناد عندهم من الدين‪ ،‬ويقال أيضا‪ :‬في الوزارة‪ ،‬متواضعا‪ ،‬ذا فضائل جمة وتواليف كثيرة‬ ‫‪100‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook