Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore Dakhaeir4

Dakhaeir4

Published by mafadcenter, 2019-03-25 09:43:05

Description: Dakhaeir4

Search

Read the Text Version

‫بعـض الأحاييـن تكـون الكتابـة علـى الألـواح عـن ظهـرقلـب‬ ‫‪(2 2-‬تـرداد دون الحفـظ) وكمـا يقـال فـي اصطلاحهـم‬ ‫كعبادة مستمرة لاالتدريب شعورا بذلك أن ما كتب ق ّر‬ ‫(‪ )biye wanke‬وفـي هـذا يراجـع الطالـب مـا كتبـه حسـب‬ ‫ومـا حفـظ فـ ّر؛ فمـن ذلـك يسـتمرون بهـذه الكتابـة طـول‬ ‫قـوة ذاكرتـه دون أن يكلـف نفسـه حفـظ قـدرالمكتـوب‬ ‫حياتهـم صيانـة لهدفهـم فـي حفـظ القـرآن إذ لا يفرقـون‬ ‫وغالبـا مـا يكتـب الطالـب ربعـا‪ ،‬وتقـل كتابـة النصـف‪.‬‬ ‫بيـن الكتابـة والقـراءة يتمشـيان قدمـا وسـاقا‪ .‬فمعنـى‬ ‫وبالنسـبة للأيـام التـي يقـوم الطالـب بمراجعـة مـا كتـب؛‬ ‫حفظ القرآن عندهم حفظ الصوت والرسم عن طريقة‬ ‫فحـس قـوة ذاكرتـه أوكمـا سـبق عنـد الحفـظ‪.‬‬ ‫تكامليـة بينهمـا‪.‬‬ ‫‪(3 3-‬تمريـر) وهـوكمـا يقـال فـي اصطلاحهـم (‪،)zuqu‬‬ ‫وفـي هـذا يكتـب الطالـب كثيـرا النصـف وأحيانـا حتـى‬ ‫ثانيا‪ :‬التدارس (درسوا)‪:‬‬ ‫الحـزب‪ ،‬ويراجعـه مـرات عديـدة فـي اليـوم ويقـوم‬ ‫بكتابـة هـذا القـدرطيلـة الأيـام فـي الأسـبوع غيـرالخميـس‬ ‫لا شـك أن التـدارس مـن أهـم مـا يسـهم فـي صيانـة‬ ‫والجمعـة‪ ،‬ويعتبـر هـذا المنهـج أضعـف المناهـج لحفـظ‬ ‫الرسـم العثمانـي بالخـط السـوداني‪ ،‬وهـذا التـدارس‬ ‫اَهلعـ َقذـذااًربـآاالن(من‪0‬وهكـ‪3‬ت)جاب﴾بتـاقلهنولبــعأن‪:‬هـدت‪ ٠‬اع‪٣‬لالـقـأى‪:‬رايءا﴿لـوَفذ ُطذلياو ُبيـقـتهبـواعح َفتـَهـلـى ْذنايـاَلذنم ِمنزي َهـمدـ ُجكـنيـْميذت ِإوبـَّعلق‬ ‫منقسـم إلـى قسـمين قسـم يميـل إلـى التدريـس أكثـرمـن‬ ‫التـدارس حيـث يقـدم الطالـب لوحـه المكتـوب إلـى معلمـه‬ ‫العـذاب‪.‬‬ ‫فيقرئـه مـع تصحيـح أخطائـه الكتابيـة والقرائيـة‪ ،‬وأمـا‬ ‫وممـا يلاحـظ مـن هـذه المناهـج أن المنهـج الأول هـو‬ ‫القسـم الثانـي فعبـارة عـن جمـع مجموعـة مـن الحفـاظ‬ ‫الأصعـب إذ يكلـف الطالـب نفسـه حفـظ قـدرالمكتـوب‬ ‫الذيـن كتبـوا عـن ظهـرقلـب ليتدارسـوا بينهـم ويصحـح‬ ‫مـع المشـقة التـي يقاسـيها فـي ذلـك فمـن ذلـك يأخـذ قسـطا‬ ‫بعضهم بعضها في الكتابة أكثر‪ ،‬والمعلم هنا يكون بمثابة‬ ‫قليـا مـن الآي وهـوالثمـن ليحفظـه بـكل سـهولة‪ ،‬ويتبعـه‬ ‫فـي ذلـك المنهـج الثانـي وهـو الأكثـرفـي التكـرارمـن المنهـج‬ ‫القائـد أومـن يرجـع إليـه الأمـرإذا اختلفـوا‪.‬‬ ‫الأخيـر‪ .‬بيـد أن هـذه المناهـج الثلاثـة لاتعتبـرحفظـا دقيقـا‬ ‫بـل يراجـع بختمـات كثيـرة ليحصـل علـى الحفـظ الدقيـق‬ ‫ثالثـا‪ :‬مسـابقة تدريبيـة لكتابـة كلـم‬ ‫قـراءة وكتابـة حسـب قـوة ذاكرتـه حتـى يتمكـن إلـى المرحلـة‬ ‫القـرآن‪:)Kantugu( .‬‬ ‫الآتيـة‪:‬‬ ‫ج‪ -‬مرحلـة كتابـة القـرآن بـدون اسـتخدام‬ ‫وممـا يسـاعد فـي حفـظ الرسـم العثمانـي عقـد‬ ‫مسـابقة غيـر رسـمية لبعـض الطلبـة حيـث يتسـابقون‬ ‫ا لمصحـف ( ‪: )S a t u‬‬ ‫بينهـم فـي كتابـة المقطـوع والموصـول ومـا شـابه ذلـك مـن‬ ‫وبعـد أن حفـظ الطالـب القـرآن وعـرف كيفيـة‬ ‫الأماكـن الصعبـة كتابـة فـي الرسـم العثمانـي‪ .‬وهـذا يدربهم‬ ‫كتابتـه بالرسـم العثمانـي يحـاول الطالـب كتابـة النصـف‬ ‫تدريبـا حقيقيـا فـي الكتابـة القرآنيـة‪ ،‬وتكـون المسـابقة‬ ‫مـن الحـزب حسـب قـدرة التلميـذ مـع التشـكيل أوعدمـه‬ ‫عـن طريـق طـرح الأسـئلة لكتابـة كلمـة أوجملـة أوعـدد‬ ‫–حسـب عـادة المدرسـة ‪-‬أمـام مجموعـة مـن الحفـاظ‬ ‫ليصححـوا أخطائـه‪ ،‬ويفعـل ذلـك عـدة مـرات إلـى أن‬ ‫ورودهمـا فـي القـرآن‪.‬‬ ‫يتمـرن ويتمكـن مـن خطـه علـى الأوراق بـدون شـك وهـذا‬ ‫مـا يسـمى فـي اصطـاح القـراء (سـاتو) (‪ )SATU‬وأخيـرا‬ ‫يفـيطاقلـولـبهمـتنعاالـلىو‪:‬اح﴿ـ َوَدلبـ َأتن ِيحيـك َتـن َمب َنـكالم ٍصة‬ ‫ومـن ذلـك‪ :‬كأن‬ ‫يكتـب الطالـب القـرآن علـى الأوراق مسـتقلا بنفسـه‪.‬‬ ‫«ولات حيـن منـاص»‬ ‫وترجـع محاولـة الكتابـة إلـى ذكاء الطالـب أحيانـا إذ‬ ‫(‪ ﴾)3‬ص‪ ٣ :‬احتمـالا أن الواحـد يتوهـم فـي وصـل التـاء‬ ‫البعض يخط القرآن عن ظهرقلب مرة واحدة والبعض‬ ‫بكملـة «حيـن» علـى أنهـا فعـل مضـارع لهـا و«لا» للنفـي‪،‬‬ ‫يقـوم بذلـك أكثـرمـن مـرة حتـى يتقـن خطـه ويقنـع أسـتاذه‬ ‫ولذلك يتسابقون في كتابة هذه الكلمة خوفا من الوقوع‬ ‫فيأمـره بكتابـة المصحـف عـن ظهـرقلـب علـى الأوراق‪ .‬وفـي‬ ‫فـي الخطـأ‪.‬‬ ‫وكذلـك يتسـابقون فـي المتشـابهات الأصـوات كمثـل»‬ ‫نصـرا» التـي وردت ثـاث مـرات‪ ،‬بصـاد العيـن‪ ،‬والتـي‬ ‫وردت بسـين العيـن وردت مـرة «نسـرا» فيتسـابقون فـي‬ ‫‪51‬‬

‫َاازللِمكناًّيـئـاسـدا(ةء‪--﴾١٢٠)٧1:9:‬م﴿﴿َرقيَــقـاامَ‪َ:‬للِإَِّ‪٩‬إنَّنَ‪١‬مَـ‪.‬مـااَأ ََينـَتا َ َقرَّبـُسُـلوا ُللَّلـ َ ُرِّهبـ ِِمـك َِن َلاَ ْهـلُ َّت َ ِبقيَـلـ َنِك( ُ‪7‬غَ‪2‬ل)ًمـ﴾ا‬ ‫َت( َوكع‪2‬تلاالـ‪َ9‬بـنى‪:1‬ة)ْصـا﴿ً﴾لَراأوَخَاليوـلََيمأـر ْةعْـسـن َاتراَليِتطـ ْفيظيِ‪:‬لُـع ْموخ َا‪ِ ٢‬نلم َ‪ْ٩‬لنفـُُه‪١‬ـكـ ْتمْم َناُ﴿نلَ ِفأْذصَـمكْـًقثـرـاا ُهرَ َو‪َ،‬ت َلعََْوأسْـذنمَاتًُثبفــِااطَسيـلَُُكهع ِابْيملوـأًََينراْونل( ُصـ‪َ9‬قُصر‪ْ1‬ورو)لًـفـَا﴾هن‬ ‫وال�شـيء نفسـه فـي التفريـق بيـن الكلمـات المكتوبـة‬ ‫اآِلل َتهـ َتي ُكيـتْم َسـوَابل َتـق َذ ُحر َّونل َهـو ًّاداهـَ َويلفـ ُيسـقَواولـًعها‬ ‫َات َولعلفا َليـر ُىقغــ‪:‬او َ﴿ن َ‪:‬ثو ََقوَاي ُ‪٩‬لـُعـ‪١‬واو ََوقال َل َوتأَـن َخْذيـُسـر ًرَّرةنا‬ ‫بتـاء مربوطـة ومفتوحـة خوفـا مـن الخلـط بيـن المفتوحـة‬ ‫(‪ ﴾)23‬نـوح‪ ٢٣ :‬خوفـا مـن كتابـة‬ ‫والمربوطـة فـي أمثـال‪ :‬كلمـة «رحمـة» بتـاء مربوطـة‪،‬‬ ‫هـذه الكلمـة بصـاد العيـن‪.‬‬ ‫َفاـَرْوعِاَُيلللحْْيأيحـُككخٌِــمتسْـرامِ(نبيىَهأ‪8‬ـ َْبانه‪:1‬ـتـا(َ‪2‬لء‪ُ﴾﴿6‬اأْمل‪5‬اَو)بَلفلْيِبتـئـ﴾قِوـَاتلكرحـِأةإ َّ‪َ:‬ةنعيــ‪ُْ.‬ره‪٨‬راوُجـ‪١‬مـَحفو‪:ِ ٢‬نَم‪-‬نايـلمٌ﴿َِد‪٦‬رإف ََّْتح‪٥‬من َ‪-‬وِمَـرجحْـَي﴿ـحَتٌَةرمدـْاحال(لََ َّملـتتــ‪ِ 3‬ياُه‪7‬لتتَّ)لـَاِوولها﴾َّللـجـََّلِقـههـدُِرهَيـوومَبدٌََ‪:‬غبرشَـُكفِـاك‪٣‬مُـتـلوٌَ‪ُ٧‬ه‪.‬ةنر‬ ‫َِإ(َرْع﴿ـْذ‪َ8‬حِفـ)ََِنإمهـ﴾ِْاَ ْةدنلْآويَاََقتـمـكللََّْنلَّــوذِانُِعبـمه َامولـاُومَْهـهَُـرلارْكبْمْجنَبوِف‪ِ:‬فرَُِليمقطـَـَهي‪٨‬نـــْةاالَ‪-‬نَِقَرُّمـبخ(﴿ َواُِْلكو‪7‬ـلَـنـأ ََُّْه‪4‬لممـد ُات‪ُ1‬ودذْ)اَنعـَّلنوا ِل﴾ََـ(ذركاىيْـ‪7:‬حلَ َرَأنم‪ْ0‬ـنح﴿ٍاَ‪ْ1‬ةَعبـرَّم)بـََايًَنوـةا﴾ما‪َِِّ:‬إَآضـَّسنــل‪ْ٧‬لَُعَتتـٍ‪٤‬كةُِعزَو‪١‬أَْْغ‪.‬مُنَوــج ُلقرَاُوُليتُـهَنوُاَر‪:‬هبْـُّلَدنـَْ َموا‪٧‬ب َّْأََهبـف‪ُ ٠‬اِْعفســ‪١‬ـ َُُهبيد‪-‬‬ ‫أمثـال‪:‬وككلذلـمـاكتي‪:‬تأسـناب«لقاو»نالمفـقيطـكتوابعـةوا«لأمل َّقا»طـالومعوواصلـموول‪،‬صـووذللـفـكي‬ ‫ََِِفابليي‪-‬ــََََ‪ُ٨‬لبيْخحقيُِّْأيويتـٍِ‪١‬قٌَ﴿نعوـمُـرَليوقـُـٍ‪١‬بوَِـرةألاٌِوَّو‪َ-‬لللظقاوـ ُّاِينِــذمهفٍـََِ﴿يع‪:‬عـإَموََْتلالأـََّنـنن(َْعىىأ‪٥‬نَاَي‪ْ6‬اَالرََِّّـأ‪٠‬بتنلل ََّّ‪ُُْ2‬لىللــَقك‪١‬ـ)‪:‬نـََِتههلَْ‪-‬وْ﴾مِعفَـإَلَُُّبمناـْهَ﴿ـأَلهََُللـفأأََُأدََأقلَواــفجْْوـوـوَرَْلاأدومِاَل‪ِ:‬الَحإُسـَّـيَِّلَتتمـْ(ـَّْل‪َّ٦‬ؤاْقلَعَلوعَامناََِ‪٢‬خـقلل‪.‬وـََُّقلُلَْاـمـدذىبِلَََّهولعرطـــاََاُِِعَإلنَيلهِّسَّلوـنلْــَّيِِ(عرَِإهوـبَِّهيِا‪9‬حْ)نَِـلمأَإيَّـم‪ِ6‬ـيفإَـُِاَملخلمـ‪ِ1‬يْيإاي)ِاـَفْثـ(ِْليماُهـسَـ﴾ِ‪8‬فثـحَُُهـثـقار‪1‬اَََِّللَّعئاوقَمأْ‪1‬لاليْل)يـَعَِقـتَقـكـَُّلَكادوْتـرـالادـ﴾اَُْ(مربهِِاف‪5‬ابجلَ‪ْ:‬تعَْـَئتع‪0‬ألََُعلتِ‪ْ٩‬ذْوا‪1‬يُِخنباـلـكهـ)ــ‪َ ََ٦‬رىةُْْبممل‪::﴾١‬ة‬ ‫ولـم تقـف مسـابقتهم فـي الكتابـة فقـط بـل حتـى فـي‬ ‫َََََألتَََُّموَععُْأحََّـككللْرََُُْقتيتـُِْـدنسُهمـَابـَََْيوِوقأمـَُُتاوندمْاُِتـهْنِولمااََِفَفتللِلِلْإَّإيألثَِـََّْْصفـمِاُمشـنـهخِنـيغَاَهُُيـسَذاكـيافًَـَِاِْترـوادإفس(ـاٌََِِاتْبةـأَلِكنَْيممبَودَِّوَِبأِمولَََْْاعخكمدَتْلاَِبآنفْـْصِلـَيعيبتَُّـــتلْــًُِيُىوِكرهـُرْاتهَمأوُِلَُّ(إممََ)لأـٍلَّ﴾‪9‬اوفَْـىفتلُلا‪َ2‬هِْيَألُأقرَيتََّْ‪2‬بأتَِـناوق)جُِابقمــلَيـتَثُـِ﴾َرلوشمهاْـاْةاَياس‪:‬أـًََّلئلذ﴾ِِبالرلُ‪٦‬يِاُحقُإقــتٌَّكلـ‪َُ٤‬حوبقرْدللـِمةَا‪٢‬بأقِ‪ِ:‬وـتَ‪-‬إهَأُْلدـْرنْتق‪٩‬ةحَا﴿وي‪َ:‬عاَل‪َََّ٢‬واسَلــسَلخــ‪٢‬ق‪ِ٢‬لااهاى‪:٨ٍََُُ-‬تلفطـ َنافْـ‪َ﴿٢‬وَِ‪َ.‬سأ﴿اـعََََّوقْاـأانَـُلالولَمَُيَدُمَـَّيلجطِوـاََاقاِنـَلَيَحلَّهاأــالـََنمـَُُِّْْللقنهااح‬ ‫اُ(مذل‪7‬توك‪َ4‬رشسـ‪ْ1‬حكوَ﴾يمرـا ٍلةلةأانفَلوعنمـااثِولمسـ‪:‬ان َيعفـٍت‪٧‬ةي‪٤‬سَقاَو‪١‬ب‪،‬وللـق ُإيهـو َذترنُّيدعفتا َليـب ْوأتى‪:‬هُسشـم﴿ُهكاَفـليِإ َوعْلـانِك َنحلك َّدماذُْلببـةَأقـو« ْتنَوِكيمسَففتاُتْقـ ُلعحْْلججا َلِلرُّربِنموُيـكـون َْمن»ن‬ ‫علـى أنهـا علامـة الإعـراب للرفـع‪.‬‬ ‫وممـا تجـدرالإشـارة إليـه هنـا أن أصحـاب المـدارس‬ ‫القرآنيـة يعتمـدون كليـا علـى الحفـظ ويسـاعدهم‬ ‫الاسـتقصاء والاسـتقراء دون الاعتبـاربالقواعـد النحويـة‬ ‫أو المعنـى‪.‬‬ ‫رابعــا‪ :‬تكــرار كتابــة القــرآن عــدة‬ ‫ومثـال آخـرفـي تركيـب «إن مـا» المقطوعـة‪ ،‬و»إنمـا»‬ ‫اتلمعاولـىص‪:‬ولـ﴿ِإة َّنللَمـفـا ُرتقو َبعـيـُدنو َانل َتلر ٍكتيبي﴾ـ انلأ‪،‬نوعـذالـم‪:‬ك‪٤‬فـ‪٣‬ي‪١‬أ‪،‬ماثلـماقلطقووعلــةه‬ ‫مــرات‪:‬‬ ‫ِإا(َّمـ‪٤‬لنع‪َ1‬تـممر‪١‬ــة‪-1‬يار)‪،‬اَيوْأ﴾﴿ونرُِإ‪:‬كاَّذنُدلللــَبم‪٥‬ـوتاقَك‪٥‬نامرـف‪ِ١‬ـةْف‪:-‬ـريسـةيَت‪َ١،‬م﴿ُِبَّزإلث‪١‬ـوَُّها‪ُ-‬طنلُلمبواِ﴿َِّنِلقإقاهَّـِنليـذوَْليمَّـمـةاشـََهنَْـننيماتًَْيوَحرْطاعأاُاُكَلنُصـُلوـنُىوَم‪ِ:‬لـوبسـَََْبيةنس َ﴿ْت‪ِ،‬عَْـإأهَّْنْصِومََـزُلئمِرـَْواضوودا َََنََننلمـتْ(احـاَأْلس‪َُ4‬ـَيككن َِث‪1‬ـعت َُي)امرسًَـرمُاـ﴾بمـ ْصاىِو(لانلب‪ُ ُ0‬ح﴾ظمـْق‪1‬لا)آًئوـرمـَة‪﴾:‬ةانل‬ ‫يكـرر الحافـظ كتابـة القـرآن بغيـة ترسـيخ الخـط‬ ‫‪52‬‬ ‫فـي قلبـه ويـده ويكـون التكـرارحسـب المدرسـة والطالـب‬ ‫ففـي بعـض المـدارس يكـرر الطالـب ختمـة القـرآن خمـس‬ ‫مـرات أو فـوق ذلـك‪ ،‬وأحيانـا الطالـب نفسـه يرغـب فـي‬ ‫حفظـه‪،‬‬ ‫تولـكـمراتراقـلخفتاملـاكتتابـحةتـبىحـعتشـ‪ ،‬بـرمـل ُرياْلـزتمعاللـىطااللـلـوبحقـبراعـءدة‬ ‫مـا كتـب‬ ‫عددا محددا حسب رغبته‪ .‬وإن دل هذا على �شيء فإنما‬

‫َُ َووَيخ ُاجِْعلَـل‪-‬ـوُ َ‪3‬دُهمُوهـ َُمْنم ْ‪(3‬سَـقَ﴿َتت‪َ6‬ـ ٌَوقَر‪2‬مَّـراََ﴾ َوهاِمليـ َ ِْووذُننَّـملـ ٌَْدةساـسََّبُ‪:‬تـأ ٍْةووَلَ ِدِ‪٦‬ئفــ َع‪٢‬يََ‪.‬هكااْ َأَُلْكر ٌّْلص َِِفضحــاِيإَّ ُِلبك َتـاَْاع َللٍـَجبىَّنـ ُِامةلِبَّليــٍُِههـن ْ ِمر(ْز ِ‪6‬فُقي)ََههــا﴾ا‬ ‫يـدل ثبـوت ورسـوخ الكتابـة عـن طريقـة إلفيـة‪.‬‬ ‫ِِإإََّهلـ ْليوُا َّك‪-‬ـدل‪ِْ4:‬ذميـ َ‪.َ ٦‬وِإنَل‪ُ 4‬هَظَ﴿نَـَلاَوُمـ َلوُِوتإاَل َُِهجم ْانُُِكهــد ُْْلـمم َوَاووُاَقأ ِْوُهحــلـ ٌَدلوا َا ْآولََن ِمكَّْنـَحتــااُِبنِا َّبلَـلـِِإَُّذهل ُيِمبُأاَّْْنـلسِـِِتـزل َُيلم ِ ِإ َوهـل ََْيينَنَأا( َْح‪6‬وُأ َْن‪4‬سـِ)ز َُل﴾ن‬ ‫خامسا‪ :‬الطريقة الرمزية‪:‬‬ ‫تسـتخدم المـدارس القرآنيـة طرقـا كثيـرة فـي تيسـير‬ ‫حفـظ القـرآن قـراءة وكتابـة وعـدد ورود كلـم القـرآن‬ ‫أو حفـظ المتشـابهات فـي القـرآن‪ ،‬ومـن هـذه الطـرق‬ ‫اسـتخدامهم المصطلحـات التاليـة‪:‬‬ ‫ُايِمَـلن ْاعِندن‪َ-‬أيِ‪ْ5‬كهـكبـَْمموا َِأ‪5‬مْيَتـهـ‪َِ﴿:‬اإنََل‪ْ٦‬ويَـمُـ‪.ِ٤‬شهاـ ََُيتـرَ َكْراحُِّئدِمـيُِع ْللـَقُِمـامُلـْانلوُاأ َّْنسَـآثـاَذىََّنعـَ ِاَوة َلَكوَتَمـ َامَـضَـات ُعْ ِخِـمإََُّّنـر ُلاجِب ِِِممعــْل ْْ ِننمـ َِثه ََمَـشـوََِيـرهاْيوٍٍَتمد‬ ‫أ‪َ .‬ح ْر ِجـي(‪ )HARJI‬وهـذا المصطلـح عبـارة عـن الرمـوز التـي‬ ‫اتولعرجدرمـفخلبمـ‪،‬هافسعمثـدمـدرااآإذتي‪:‬اال«قايقـلرآكلتـ»ناَبـأ ٍّبوجك»»لايلممعةقنـأيطوـابوهلـعا‪:‬حرخومفسـعةل‪،‬ىومحثـسلامـاب‬ ‫‪12‬قسولـورهةتفعااتلـىح‪:‬ة﴿الِلـكُكتِ ّال َأب َ‪.9‬جـ ٍل ِك َتـا ٌب (‪ ﴾)38‬الرعـد‪:‬‬ ‫‪1-‬‬ ‫(‪﴾)55‬‬ ‫ُم ْق َتـ ِد ٍر‬ ‫َمِليـ ٍك‬ ‫ِع ْنـ َد‬ ‫ِصـ ْد ٍق‬ ‫ف‪﴿6‬صِفلــيتَ‪:‬م ْق‪َ٧‬عـ ِ‪.٤‬د‬ ‫(‪﴾)47‬‬ ‫‪2-‬‬ ‫‪6-‬‬ ‫َ ِك‪٨‬لَتـ‪ُ٣‬ا‪.‬م‪َ --‬بٌـ‪34‬بِّد ََمل ْ‪43‬عُِللـقَكﭧِووللٌـَممﭨها ِت(﴿ـتِ‪4‬هَع)وااَْلـتوَـ﴾لـىُ‪ْ:‬لانل ََم﴿تـحاِ َجـجوـَُأَمـدروا‪َِ ِ:‬حـأمـ َْي‪ْ٤‬ه‪َ.‬نلِإَْكلُ َْدنيــواِنَـ ِكِهمـ ُِْمـنم ْلْ ََنتق َْرَِحيـكـ ًٍَتـدةاا ِإَِّ(بل‪ََ 7‬رِّو‪2‬بَـل)َهَـكا﴾‬ ‫القمـر‪.٥٥12 :‬‬ ‫لولرحودفـ «وظُكمـ‪ِ ،‬مرـاو»البحطيـريصـتقـلاةلأعووليـلضـهععاللـالبىماواحـسـبضـثيعلففيـالميـماثـااليأبعلـيـيداوقـتنوتلم‪:‬سـوهيضـلاع‬ ‫ألا إنهم الذي وقالوولا وثم إن الذيـن‬ ‫يفعلـون مرتـا‪ ،‬والبيـت الأخيـر‪:‬‬ ‫ا ْل ُق ْرآ ِن‬ ‫ِت ْل َك‬ ‫‪.٢٧‬‬ ‫الكهـف‪:‬‬ ‫وفي العاديات في الصدور أيا أخي وحاميـة فـوق‬ ‫(‪﴾1‬‬ ‫ُم ِبي ٍن‬ ‫َو ِك َتا ٍب‬ ‫آ َيا ُت‬ ‫طس‬ ‫‪5‬ﭧ ﭨ﴿‬ ‫‪5-‬‬ ‫التكاثـرتكمـا‪13‬‬ ‫النمل‪.١ :‬‬ ‫ولهـذه المـدارس طـرق فـي عـد الآي كمـا مـرإذ يضعـون‬ ‫ََِيلب َُنـْكـاشـًْء‪--‬مُع َ‪َُ21‬وفَاـرأَ ْلنوـباََ َيزتن‪َ21‬لاأْجلتلِ(مَاـعاذُل‪2‬لَـإنأي‪1‬ون‪:‬واا)هـلِلل﴿َّ‪﴾:‬لَّمـا‪َِّ:‬سـله َِاَ﴿مذأَلْأانَـِبءيَلدقَـامَِـ ًإجارَّدنًةَُاعءه‪:‬ـ َ ََْوَلفأمَْأَ‪4‬نل ُ‪1‬تْـُُخكـهْـ‪َ٢‬مُ ُرمََم‪١‬ت‪.‬جاْْعَِباَـللُُِْْلرهمـْف ِ َومـِ َضسَنـنُِف(دَارلا‪2‬وَّثًَ‪َ2‬نشم)ـا ََرَ﴾اوَولاِاِللكتـبَّ ِْسرنقْـَزم ًَراقـةَء‪:‬ال‬ ‫ثيـوعرلاضادمـعثـتةنوتقـنهـسـذعطلمهامىامثـ(لل ُةثكعــتلِةرا)آمســاوخلـمهـىترمكفخ ُلفطمـآ َريييـسـقةـةع‪،‬ـة ّوفدـآوفـياخـيلعآـرآ ّديعخـيعـرشـككدرتدآبلـيـالاومخنوتماـيعـضـسدضعآديعاــلاآوتـينتي‬ ‫السـورة فـي افتتـاح كل سـورة فيحفظونهـا تـاوة وكتابـة‪:‬‬ ‫آميعــثـادلتم‪10‬وقا‪.‬ولوضـكهـاعنـم‪:‬واظهـيسـعوـرودروخةنمفماسـتواةح‪،‬ـضـةمـاعالرظمـكهـتزـاومـربنخالممأكحـسيــزةاة وبُوكـاهِـلريت‪،‬ـيوأمستــثـبتلع‬ ‫‪.٢٢15‬‬ ‫بعـد الخمسـة وهـو‪« :‬الله ِلـ ومـا ولا إليـه مقتـدر» وتوضيـح‬ ‫الرمـزكمـا يلـي‪:‬‬ ‫‪34‬ا ْلقواَلعِللا‪:‬يواُ‪:‬م﴿ َا َْو﴿ل َلقَحَاتُِْللكِبويا ُُمس ُ(سو ْاب‪2‬اَْح‪3‬لا)ََنح﴾ََّقكا ِلَببالْلقَبِعاْرلةِ‪َ:‬طم ِ‪َ6‬لل‪َ1‬نَا‪٢‬وَتِإ‪.َّْ٣‬ك ُلت َُمماوا َعاَّلْلْمَ َحت َنَّقا‬ ‫ِإ َّن َك‪َ -‬أ‪ْ 3‬ن َت‬ ‫ا ْل ِق َيا َمـ ِة‬ ‫َلا َيل َّلـْ ِجهَم ََعح َّنِدُكيـ ًثْـما ِإَ(لـى‪َ 7‬يـ‪)ْ 8‬وِم﴾‬ ‫ُِمـهـ ََون‬ ‫ِفيـ‪ِ 1‬ه﴿اَول ََّلـمـ ُ ْهنَ َأل ِإ َْلـصـَهَدِإَُّقل‬ ‫‪1-‬‬ ‫َل‬ ‫‪4-‬‬ ‫النسـاء‪:‬‬ ‫َرْيـ َب‬ ‫‪.٨٧11‬‬ ‫‪ -12‬معنـى هـذا‪ ،‬يأتـي حـزب «الرحمـن» بعـد ختـام السـورة والآيـة الأخيـرة‬ ‫‪ِ﴿2‬ل َّل ِذيـ َن َأ ْح َسـ ُنوا ا ْل ُح ْسـ َنى َو ِز َيـا َد ٌة َوَل َي ْر َهـ ُق‬ ‫هـي الخامسـة والخمسـين‪.‬‬ ‫‪2-‬‬ ‫‪ -13‬مناقشـة تفاهميـة بيـن الباحـث وبعـض مـن الحفـاظ‪ :‬مالـم غمبـو‪،‬‬ ‫‪ - 9‬وهم يعدون ما في القرآن بغض النظرأهونص القرآن أم لا لعلاقته‬ ‫فناء‬ ‫الأحـد ‪12/07/2015‬م في‬ ‫مومدالرـمسـنـةورطـأْنح َهمـ ْرُبدـوعل(ـي‪rb،o‬وم‪a‬ا‪h‬لـ‪n‬م‪a‬م‪D‬خ)تـاهرو‪ ،‬يـسـاووما‬ ‫بالقرآن‪.‬‬ ‫مسـجد مرت�ضـى‪ ،‬كنـو‪.‬‬ ‫‪ -14‬يعنـى الآيـة التـي تلـي العاشـرة والآيـة هـي الواحـدة بعـد العشـرة فـي عـد‬ ‫‪ - 10‬يعدون عدم كتابة عدد آي السورة أوقراءتها خطئا فاحشا صيانة‬ ‫مصحـف روايـة ورش‪.‬‬ ‫لخط القرآن وتلاوته‪.‬‬ ‫‪ -15‬كالسابق‬ ‫‪ -16‬كالسابق‬ ‫‪ - 11‬لأن في رواية ورش يبدأ الحزب من هذه الآية‪ ،‬وال�شيء نفسه هناك‬ ‫اختـاف عـد الآي بيـن الروايتيـن فـي هـذه الروايـة تعـد هـذه الآيـة سادسـة‬ ‫وثمانيـن خلافـا للحفص‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫َخ ْلـ ِق ال َّسـ َما َوا ِت‬ ‫َلوااْمَلْر« ِخضلـ (ق»‪ 4‬فـ‪6‬ي‪)1‬مث﴾ـلالقبقوـلـرهة‪:‬تع‪٤‬الـ‪٦‬ى‪ِ﴿،١:‬إت َّكـن ِفوـين‬ ‫َوَأ ْن ُتـ ْم َت ْع َل ُمـو َن (‪ ﴾)42‬البقـرة‪.٤٢17 :‬‬ ‫كلمـة «الأرض»‬ ‫ا َمملخنَتلـجـن َصقرويـواوبَلرـنة َّة‪2‬سأـ‪َ 2‬و‪،‬موانـذَلوـوواإ َ ِنكنتا َلومافْثـتسَـلْالرحـك َنقضتةولـ﴾اهالحــلأترانعمعفاـلـاتمىـم‪:‬ك‪:‬ـن‪3‬و‪﴿2‬نا ْحـل‪َ.١‬ركحولْومـمهـُفدةكـاِللَّذلـإ«ا ِاهظإلهاذـارَّاالـرتِذ‪،‬بـض‪24‬عي»‬ ‫َََُاتتيْوِثاَْْليصلـحشََّـاَُنِنر‪ُ---‬زُلنكـ‪ً756‬اَُِْحـصرـوجَالاَْوْئَـنر َرَفنََ‪675‬ل(ىَإثيتُـهضـ(َ‪ِ 2‬فوبَنْما‪62‬ما‪َ:‬وعْل)َللا‪5‬أـللَ)ََّ﴿﴾حْتـوصجذُِاْ﴾ُّثاِيـنـبرقسل‪:‬ـَُِّئهاِمبـيـَنقلف‪ْ:‬قَبـم﴿ََينعذََققَرـبـاَِفْةع﴿ماـِل‪ُْْ:‬إرنـحْوَََةَّنلحنَ‪:‬ـ‪9‬ـندوا‪ِْ1‬آَإرََهَّ‪8‬ـنامِّرـ‪٢‬ـَََّ‪1‬ابعلُِثَْههـِن‪َ٢٦‬ن‪.‬ذُُْوَمِيكَيمبــ‪٥‬مُـ‪.‬اَََْقاـلمسَونـَّلَّـلوَلِِكَآمهُـامَل َُمٌَْدخُةوِـننـإاََّْْولَناوبََوهليــاٌَْعْايـِفوََِِْفشبدوـماَََََّيععلقاََُـْلَلذـِِْةَيلذِرـلٌهِيوـةِـفََخـَْيَنَمكِهنـرلََال(ََو َوَََعه‪1‬ذـقلََُّلعلااـ‪ُُُُِ7‬لـكمهدـ)ــو ٌَْْوومللم﴾اا‬ ‫يستوى التنوين في حال النصب والجر‪ ،‬أوتوضع إحدى‬ ‫البقـرة‪.٧١20 :‬‬ ‫الضمتيـن فـوق أخـرى فـي حـال الرفـع‪ .‬ويظهـر السـكون‬ ‫علـى النـون السـاكنة‪ .‬ويختلـف التنويـن ويختفـي سـكون‬ ‫نـون السـاكنة عنـد غيـرحـروف الإظهـار‪ ،‬ولهـذه القواعـد‬ ‫اسـتثناءات فهـو تحفـظ ولا تقـاس عليهـا ويسـمونها‬ ‫بتو﴿مِع»باَلمـمصى‪َ:‬صصطاا ِلبـب﴿ َييــحوِإَََلحـح(»ىَ‪a‬وَثِ‪ُ g‬ححم‪o‬ـْفر‪L‬وفـ ًدظ‪i‬ـيا‪﴾k‬ا‪﴾a‬لا‪T‬لجف)أـعأـرصر(لايـإلـالفتى‪::‬شوـا‪٣٢‬بذ‪)٧١‬تووبومذلعــلثــملتكتقفكـجلـويلمـرتـمبهااثـلت«لعكثالمــقسـى‪:‬وورَلـدة‪،‬ه»‬ ‫﴾‬ ‫(‪)10‬‬ ‫ال ُّصـ ُدو ِر‬ ‫ِفـي‬ ‫َمـا‬ ‫﴿ َو ُح ِ ّصـ َل‬ ‫والبيت الأخير‪:‬‬ ‫‪1 1-‬الصـدور‪:‬‬ ‫العاديـات‪.١٠ :‬‬ ‫‪ِ 2 2-‬غحيا َغمـيِرة‪:‬ي‬ ‫وهـوفـي مصطلـح النحـاة الممنـوع مـن الصـرف‪ ،‬وهكـذا‪...‬‬ ‫﴿ َنا ٌر َحا ِم َي ٌة (‪ ﴾)11‬القارعة‪- .١١21 :‬أ‬ ‫(‪ )Gigari‬وهـو عبـارة عـن أخـذ أوائـل‬ ‫كلم أوآي متاشـبهة في القرآن الكريم‪ ،‬أوإجمال عدد من‬ ‫سادســا‪ :‬كتابــة القــرآن للــراب أو‬ ‫اََقكهلِ﴿لَاآبُـميتــًثـْيلوااالَُلُهمبــ«ْاوْراَمََبتهَربََاقدذَـَنقَّْةَُكـوتـكـفٌُمُرْيقَموي ِا»َإْلعن ِْلقند( ُلحـُرآ‪2‬كفـْون‪َ6‬نُت)ـناَظْتل(مأَعك‪0‬اوَلاَـر‪6‬صي)ىاخِـَمابدـ‪،‬لرَِّقْلـآيتلـيُـَهَأانْسكَ َعهث(تَُّيمـر‪4‬لُاهـاس‪ُ6‬ـيْل)موْلَرشـ﴾حلِةرَُفيكاالْلعوَننلَظ ُنممـمــو(الولل‪َ:3‬انكل‪6‬ت‪٠‬آ()اتب‪ُ1٦‬يـقـة‪6‬ةْل)‪:–،‬‬ ‫ُتَف‪َََ٤‬كصفُْ‪ِّ٦‬ليَ‪.‬ذهَـبـََاصوـموِا َثنٍـهذلنـفـل(اَكيا‪ْ3‬لفكحــَ‪1‬فآي)ر ََُّخخــم﴾فا«فرِـا‪:‬رلايل(ألأ َو‪4‬كوراَهل‪1‬ـئـح َ)وقملـ﴾ُوآملنـا‪:‬فـيلهبيرت‪٣‬عـحعُ‪١‬حا َدملـل‪،‬ـ ُآىمـينـ‪::‬وا َهتـ﴿‪.٤‬تيَ»‪١:‬خ َل‪﴿،‬ـ َََفخوِقبلـََأرياَْمِّقُـِييلـْنَآَو َسلسـَِااءكلَََيرِّنقبـَ ُاِسـكمـرََيمُْيانئ‬ ‫التــداوي‪:‬‬ ‫علـى ذلـج‪-‬ك(‪ُ.‬لو َغـا) (‪ )Loga‬وهـومصطلـح يسـتخدم لتعليـم‬ ‫تهتـم المـدارس القرآنيـة بتدريـب الطـاب فـي الكتابـة‬ ‫القرآنيـة‪ ،‬فبعـد الكتابـة الوظيفيـة للحفـظ التـي يقـوم بهـا‬ ‫كل طالـب كثيـرا مـا فـي يـوم الأربعـاء والأحـد‪ ،‬يقـوم الطالـب‬ ‫بكتابـة إضافيـة غالبـا يـوم الخميـس والجمعـة‪ ،‬للشـراب‬ ‫أي التـداوي حيـث يطالـب الطالـب بكتابـة القـرآن بأكملـه‬ ‫أوجـزء منـه لا لغـرض الحفـظ بـل للشـرب والهـدف منـه‬ ‫تعويـد الطالـب الكتابـة بسـرعة وتقييـم يـده‪ .‬وأحيانـا‬ ‫اواصحـطدلاأحمـهرمه«بَد ْكرِنتايبـ»‪.‬ة‬ ‫الطالـب لأجـرة يأخذهـا مـن‬ ‫يكتـب‬ ‫بأكمله أوجزء منه ويسمى في‬ ‫القرآن‬ ‫النحـو والتجويـد تطبيقيـا لطـاب هـذه المـدارس عـن‬ ‫طريقـة غيـر مباشـرة فمثـا‪ :‬يقولـون‪ :‬إذا تبعـت الكلمـة‬ ‫سـابعا‪َ :‬أ َج ِمـي (كتـاب اللغـة المحليـة‬ ‫مـ﴿ ِبن ْسـحـِمروال َّلـف ِهالالجـَّررْح‪َ ،‬تمـ ِجـنرااللَّركِلحيمــةمب﴾الالكفاسـترةحـمة‪:‬ثـل‪.١‬قوولفــيه‬ ‫حـرف‬ ‫بالحــرف القرآني)‪:‬‬ ‫تعالـى‪:‬‬ ‫تمييزالمفعول به والمضاف إليه يقولون مثلا‪ :‬إذا سـكنت‬ ‫تسـللت الكتابـة القرآنيـة إلـى عـادات وتقاليـد القـراء‬ ‫‪ -17‬كالسابق‬ ‫‪ -22‬على أنها معطوفة لمضاف إليه «السموات»‪.‬‬ ‫‪ -18‬كالسابق‬ ‫‪ - 23‬علـى معطوفـة لمفعـول بـه «السـموات» منصـوب بالكسـرة لأنـه جمـع‬ ‫‪ -19‬كالسابق‬ ‫‪ -20‬لأنهم لا يعدون في رواية ورش «ألم» آية‪.‬‬ ‫مؤنث السـالم‪.‬‬ ‫‪ -21‬لأنهـم فـي روايـة حفـص سـورة القارعـة إحـدى عشـرة آيـة وعنـد‬ ‫‪ -24‬وحـروف الإظهـارهـي مجموعـة فـي أوائـل الكلـم الآتيـة‪ :‬أخـي هـاك علمـا‬ ‫الـورش عشـر آيـات‪.‬‬ ‫‪ #‬حـازه غيـرخاسـر‪ :‬أي الهمـزة والهـاء والعيـن والحـاء والغيـن والخـاء‪.‬‬ ‫‪54‬‬

‫فـي صيانـة الرسـم العثمانـي بالخـط المغربـي متعالجـة‬ ‫حتـى ظلـوا يكتبـون لغتهـم المحليـة بالحـروف القرآنيـة‬ ‫مفهـوم هـذه المدرسـة فـي ولايـات هوسـا والرسـم العثمانـي‬ ‫وذلـك علـى نمـط كتابـة القـرآن أي الرسـم العثمانـي‬ ‫والخـط المغربـي ب�شـيء مـن الاختصـاروأخيـرا اسـتعرضت‬ ‫بالخـط السـوداني‪ ،‬ويكـون ذلـك ترسـيخا لمـا عرفـوه مـن‬ ‫أهـم إسـهامات هـذه المدرسـة فـي صيانـة الرسـم العثمانـي‬ ‫الكتابـة القرآنيـة العثمانيـة عـن طريقـة غيـر مباشـرة‪.‬‬ ‫بهـذا الخـط‪ .‬وقـد أنتجـت هـذه الورقـة نتائـج هامـة‪:‬‬ ‫‪1 1-‬إن تعليـم القـرآن مرتبـط بنضـوج الإسـام فـي‬ ‫ ‪-‬ثامأ ُتن ْاكـ‪ِ :‬ريط(‪I‬ر‪R‬ق‪KU‬مر‪U‬ا‪)T‬جهعـوةعابلـاقرةراعـءةن‪:‬جلسـة يقـوم‬ ‫هـذه البـاد إذ لا يفـرق بيـن الإسـام وعلمـه‪.‬‬ ‫‪2 2-‬أكبـر مـا يسـهم فـي صيانـة الرسـم العثمانـي‬ ‫بهـا الحفـاظ كثيـرا مـا بيـن المغـرب والعشـاء بغيـة المراجعـة‬ ‫بالخـط المغربـي هـومنهـج هـذه المدرسـة بدايـة مـن تعليـم‬ ‫والمطارحـة ويتلـو كل حافـظ ثمنـا أو ربعـا أو نصفـا مـن‬ ‫الحـروف إلـى كتابـة القـرآن عـن ظهـر القلـب‪.‬‬ ‫الحـزب حسـب نظـام الحفـاظ إذا أتـى دور كل واحـد‪،‬‬ ‫‪3 3-‬رزقـت ولايـات هوسـا بحـظ وافـر مـن صيانـة‬ ‫وكثيـرابمـا‪-‬ل ُامتَتسـ َّفجـاا(و‪A‬ز‪F‬ال‪F‬قـ‪A‬ر‪S‬اء‪U‬ة‪M‬ف)يـهوهـعيشـعربةـاأرةحـزاعـبن‪ .‬جلسـة‬ ‫القرآن قراءة ورسـما بحكمها الفذة حيث اسـتطاعت بها‬ ‫يعقدهـا الحفـاظ كثيـرا مـا بعـد العشـاء إلـى الصبـاح‬ ‫حفـظ كل مـا فـي القـرآن قـراءة وكتابـة‪.‬‬ ‫وأحيانـا تكـون يومـا وليلـة‪ ،‬وهـي تجـري عـادة لمناسـبة‬ ‫‪4 4-‬الممارسـة والمزامنـة لهمـا دور فعـال فـي ترسـيخ‬ ‫الـزواج أوالتسـمية أوالاحتفـال باختتـام القـرآن للتهنئـة‬ ‫الخـط العثمانـي فـي أذهـان طـاب هـذه المـدارس‪.‬‬ ‫‪5 5-‬يلاحـظ ممـا م�ضـى أن هـذه المـدارس اضطـرت‬ ‫والتبـرك بـآي الذكـر الحكيـم‪.‬‬ ‫لحفـظ القـرآن ورسـمه إلـى اختـراع رمـوز و ِحكـم مسـاعدة‬ ‫للحفـظ‪.‬‬ ‫تاســعا‪ :‬كــرة كتابــة نســخ القــرآن‬ ‫‪6 6-‬الإخلاص الكامل في حفظ القرآن وبسبب ذلك‬ ‫عــن ظهــر قلــب‪:‬‬ ‫يق�ضي طالب هذه المدارس حياته طلبا لحفظ القرآن‪.‬‬ ‫همــعذهرالسـومرهقـوةُي أصن َّحـطـُحالمـبنهأـذخهطـاألمـفـدياركلاس‬ ‫‪7 7-‬أنتجـت‬ ‫تتنوع كتابة القرآن عن ظهرقلب على حسب نظام‬ ‫يحفظـون القـرآن‬ ‫المدرسة والبيئة فبعض المدارس إذا كتب الطالب القرآن‬ ‫الأمريـن علـى وجـه السـواء‪.‬‬ ‫على الأوراق ولومرة‪ ،‬فكأنه أنهى الدراسة‪ ،‬إن شاء يبقى‬ ‫‪8 8-‬التـدارس بيـن المعلـم وطلابـه أو بيـن الطلبـة‬ ‫فـي المدرسـة كمـدرس أو يتخلـى بمدرسـته الخاصـة مـع‬ ‫يسـهم كثيـرا فـي صيانـة الرسـم العثمانـي‪.‬‬ ‫طلابـه وبعـض المـدراس لا يخصـص الطالـب مدرسـته إلا‬ ‫‪9 9-‬يفهـم أن ملازمـة الطالـب معلمـه ملازمـة تامـة‬ ‫بعد أن كتب القرآن عدة مرات‪ ،‬ويكتب الحافظ القرآن‬ ‫تتقـن حفـظ القـرآن وكتابتـه‪.‬‬ ‫أكثـرمـن عشـرين مـرة وحتـى سـتين مـرة وكثيـرا مـا يبـاع‬ ‫النسـخ للمحتـاج تبـركا‪ .‬وإن دل هـذا علـى �شـيء فإنمـا يـدل‬ ‫المصادروالمراجع‪:‬‬ ‫علـى محاولـة إثبـات الرسـم فـي أذهـان الحفـاظ عـن طريـق‬ ‫تعويـد أديهـم بكتابـة نسـخ القـرآن‪ .‬ومـن العجـب العجـاب‬ ‫‪55‬‬ ‫يكتـب الحافـظ القـرآن وهـويخاطـب زميلـه أويسـتمع إلـى‬ ‫مذياع أونغم من الأنغام الممتعة‪ ،‬وهذا يدل على اعتياد‬ ‫أديهـم بكتابـة القـرآن عـن ظهـرقلـب‪.‬‬ ‫وأخيـرا أن أكبـرمـا أسـهم فـي صيانـة الرسـم العثمانـي‬ ‫بالخـط المغربـي فـي هـذه البـاد هـو محاولـة تقريـب‬ ‫مصطلحـات القـراءة بترجمتهـا إلـى اللغـة المحليـة حتـى‬ ‫صـارت كلغتهـم ممـا لا يشـعرأحـد بملـل فـي تعليـم القـرآن‬ ‫وكتابتـه إذ قـرب إلـى لغتـه‪.‬‬ ‫خاتمة‪:‬‬ ‫تقدم أن تحدثت الورقة عن دور المدارس القرآنية‬

‫ ‪-‬الإلـوري‪ ،‬آدم عبـد الله‪ ،‬الإسـام فـي نيجيريـا‬ ‫والشـيخ عثمـان بـن فـودي‪ ،‬الطبعـة الأولـى‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫مكتبـة وهبـة ‪1433‬هـ‪2012 /‬م‪.‬‬ ‫ ‪-‬جاسـر خليـل أبـو صفيـة‪ ،‬البفيصـل‪ ،‬الخـط‬ ‫السـوداني‪ :‬بسـاطة وقسـاوة وغمـوض‪ ،‬العـددان‬ ‫‪ /461-462‬ذو القعـدة ‪ -‬ذو الحجـة ‪1435‬هـ‪.‬‬ ‫ ‪-‬الحصـري‪ ،‬محمـود خليـل‪ ،‬روايـة ورش عـن‬ ‫الإمـام نافـع المدنـي‪ ،‬ط ‪1‬؛ القاهـرة‪ :‬مكتبـة السـنة‪،‬‬ ‫‪ 1423‬هـ ‪ 2003 -‬م‪.‬‬ ‫ ‪-‬علـي‪ ،‬أبوبكـر‪ ،‬الثقافـة العربيـة فـي نيجيريـا‪.‬‬ ‫الطبعـة الثانيـة‪ ،‬كنـو‪ ،‬دارالأمـة لوكالـة المطبوعـات‪،‬‬ ‫‪2014‬م‪.‬‬ ‫المناقشات الشفوية‪:‬‬ ‫مناقشـة تفاهميـة بيـن الباحـث وبعـض الحفاظ‪:‬‬ ‫يَـمها ْولرُـبـمموال(غأ‪o‬محـب‪b‬ـد‪r‬و‪h5،a‬و‪n1‬م‪0‬ا‪a‬لـ‪/D2‬م)‪7‬نـه‪0‬و‪/‬ور‪2‬أسـ‪1‬احومامـ‪،‬مدفـيعسـلـفجينـ‪،‬داءمومرمتالـد�رمضـسىمـ‪،‬ةخكتـناطــر ْو‪،.‬ن‬ ‫المواقع الإلكترونية‪:‬‬ ‫‪- https://ar.wikipedia.org/wiki/,‬‬ ‫‪4/07/2015‬‬ ‫‪- t t p : / / a r . w i k i p e d i a . o r g /‬‬ ‫‪wiki/:Maghribi_script.jpg,‬‬ ‫‪15/06/2015‬‬ ‫‪- https://ar.wikipedia.org/wiki,‬‬ ‫‪11/09/2018‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪On the other hand The colonial french‬‬ ‫الهوية الشنقيطية في مواجهة‬ ‫الاستعمار الفرنسي (دراسة في التراث‬ ‫‪administration forced, under pressure, many of‬‬ ‫الاستشراقي)‬ ‫‪the elders, the country and the general public‬‬ ‫د‪ .‬بوها محمد عبد الله سيدي*‪1‬‬ ‫‪to catch up with French schools. However, the‬‬ ‫ملخص‪:‬‬ ‫‪number of registered students was limited.‬‬ ‫أدرك المستكشـفون أن إخضـاع بـاد شـنقيط‬ ‫(موريتانيـا) لـن يتـم إلاباختـراق هويتهـا والتأثيـرفـي ثقافتها‪،‬‬ ‫‪This led to the imposition of French teaching in‬‬ ‫فأظهـروا اهتمامـا بالغـا بالهويـة الثقافيـة والدينيـة للبـد‪،‬‬ ‫وقـد تجلـى هـذا الاهتمـام بالتركيـزعلـى جمـع وتصنيـف‬ ‫‪MAHDRA under tents.‬‬ ‫مؤلفـات أهـل البلـد‪ ،‬والكتابـة عـن مختلـف جوانـب حيـاة‬ ‫المجتمـع‪ .‬وفـي المرحلـة الثانـي مـن اكتشـاف هـذا المجتمـع‬ ‫‪Which has not been successful because‬‬ ‫سعت الإدارة الاستعمارية الفرنسية إلى ترسيم الثقافة‬ ‫الفرنسـية وإحلالهـا محـل الثقافيـة السـائدة‪ ،‬مـن خـال‬ ‫‪of the country’s clinging to their cultural and‬‬ ‫فـرض مناهـج تربويـة خاصـة تـدرس فـي المـدارس والمحاظـر‬ ‫‪religious identity.‬‬ ‫الأهليـة (الكتاتيـب)‪.‬‬ ‫وقـد أجبـرت الإدارة الاسـتعمارية ‪ -‬تحـت الضغـط ‪-‬‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫العديـد مـن أبنـاء الشـيوخ ووجهـا البلـد وعامـة النـاس‬ ‫علـى اللحـاق بالمـدارس الفرنسـية‪ ،‬ومـع ذلـك ظلـت أعـداد‬ ‫كان الدافـع وراء البعثـات الاستكشـافية‬ ‫المسـجلين بهـا محـدودة‪ ،‬مـا جعلهـا تلجـئ إلـى فـرض تدريـس‬ ‫اسـتعماري فـي الأسـاس‪ ،‬بعـد أن كان التعايـش قائمـا بيـن‬ ‫الفرنسـية فـي المحاظـرتحـت الخيـام‪ ،‬وهـو مـا لـم يكتـب‬ ‫أوروبـا المسـيحية والشـرق الإسـامي قرونـا طويلـة‪ ،‬وكان‬ ‫لـه النجـاح بسـبب تشـبث أهـل البـاد بهويتهـم الثقافيـة‬ ‫التبـادل التجـاري قائمـا‪ ،‬دون أن تكـون هنـاك حاجـة‬ ‫إلـى فـرض ثقافـة أحـد الطرفيـن‪ ،‬لكـن ومـع بـدأ التوسـع‬ ‫والدينيـة‪.‬‬ ‫الأوروبـي كانـت الكنيسـة حاضـرة لتبـارك هـذا التوسـع‪،‬‬ ‫ولتؤسـس لفكـرة الاسـتعمارالثقافـي أوالفكـري‪ ،‬معتمـدة‬ ‫‪Abstract:‬‬ ‫في ذلك على مستشرقين ومبشرين يتقاطعون مع الإدارة‬ ‫‪The French explorers realized that the‬‬ ‫الاسـتعمارية في الأهداف ويوفرون عليها الوسـائل‪.‬‬ ‫‪subjugation of the country of Chinguetti would‬‬ ‫‪only be by breaking its identity and influencing‬‬ ‫وقد تم تقسيم هذه الورقة إلى المحاور الآتية‪:‬‬ ‫‪its culture, showing great interest in the cultural‬‬ ‫أولا‪ :‬ترجمة التراث الإسلامي‬ ‫‪and religious identity of this country.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الاهتمام بالثقافة الشنقيطية‬ ‫‪The focus of this interest was on the‬‬ ‫ثالثا‪ :‬محاولات ترسيم الثقافة الفرنسية‬ ‫‪collection and compilation of Their intellectual‬‬ ‫‪and religious works.‬‬ ‫رابعا‪ :‬فرض المناهج التربوية الفرنسية‬ ‫وتهـدف إلـى إماطـة اللثـام عـن بعـض مراحـل وأطـوار‬ ‫‪As such the explorers wrote about the‬‬ ‫فـرض الثقافـة الفرنسـية فـي البلـدان العربيـة والموريتانية‬ ‫‪various aspects of social life.‬‬ ‫بشـكل خـاص‪ ،‬ومحـاولات التأثيـر علـى الهويـة الدينيـة‬ ‫والثقافية فيها‪ ،‬والذي بدأ بترجمة كتب التراث الإسلامي‬ ‫‪In the second stage of the discovery of this‬‬ ‫والكتابـة عـن هـذه المجتمعـات‪ ،‬فتأسـيس المـدارس‬ ‫‪society, the French colonial administration‬‬ ‫‪sought to demarcate the French culture and‬‬ ‫الفرنسـية‪ ،‬ثـم التدخـل العسـكري‪.‬‬ ‫‪replace it with the prevailing culture by imposing‬‬ ‫‪special educational curricula taught in schools‬‬ ‫أولا‪ :‬ترجمة التراث الإسلامي‬ ‫‪and MAHDARS(traditional school).‬‬ ‫اكتشـف المستشـرقون التـراث الإسـامي علـى‬ ‫*‪ 1‬أستاذ بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية ‪ -‬موريتانيا‪.‬‬ ‫مرحلتين‪ ،‬فكانت المرحلة الأولى في فترة القرون الوسطى‪،‬‬ ‫حيـن كانـت أوربـا تريـد اكتشـافه وترجمتـه مـن أجـل إثـراء‬ ‫ثقافتهـا‪ ،‬وقـد تمكنـت مـن ذلـك‪ ،‬واسـتفادت منـه فـي حركة‬ ‫نهضتهـا أواخـرالقـرن الخامـس عشـر‪ .‬والمرحلـة الثانيـة فـي‬ ‫‪57‬‬

‫‪ 4)Llull‬بنشـاط مماثـل لمـا قـام بـه سـكوت‪.‬‬ ‫فترة الاسـتعمارحين أعادوا استكشـاف التراث الإسـامي‬ ‫وتزايـد الاهتمـام باللغـة العربيـة بعـد سـقوط‬ ‫لا مـن أجـل تعديـل ثقافـي فـي حضارتـه بـل مـن أجـل وضـع‬ ‫القسـطنطينية عاصمـة الإمبراطوريـة البيزنطيـة وتهديـد‬ ‫خططـه السياسـية مطابقـة لمـا تقتضيـه الأوضـاع فـي هـذه‬ ‫المسـلمين لأوربـا المسـحية أواخـرالقـرن الخامـس عشـر‬ ‫البـاد الإسـامية‪.‬‬ ‫والنصـف الأول مـن القـرن السـادس عشـر للميـاد‪.‬‬ ‫وقـد نشـطت حركـة الترجمـة فـي مجـال التـراث‬ ‫كمـا افتتـح الملـك (فرانسـوا) الأول سـنة ‪1530‬م‬ ‫الإسـامي‪ ،‬ونظرا لكون اللغة العربية هي الوسـيلة الأمثل‬ ‫مؤسسـة سـماها «القـراء الملكييـن» وبعـد أن كانـت‬ ‫لاكتشـاف هـذا التـراث‪ ،‬فقـد أولاهـا المستشـرقون عنايـة‬ ‫القراءات تتم في المعارف العبرية واليونانية أضيفت إليها‬ ‫بالغـة‪ ،‬وعلـى ذلـك الأسـاس صـدرت العديـد مـن القـرارات‬ ‫اللغـات الشـرقية الأخـرى فـي فتـرة (‪1538‬ـ‪ )1543‬علـى يـد‬ ‫خـال القـرن الثالـث عشـروالتـي لـم يكـن آخرهـا مرسـوم‬ ‫(غيـوم بوسـتل) وهـومستشـرق فرن�سـي أصبـح فيمـا بعـد‬ ‫فيينـا سـنة ‪1312‬م‪ .‬وعلـى ذلـك الأسـاس تـم تأليـف أول‬ ‫سـفيرفرنسـا لـدى السـلطان العثمانـي بتركيـا‪ ،‬ولتتحـول‬ ‫معجـم عربـي لاتينـي فـي القـرن الثانـي عشـر‪ ،‬والـذي يرجـع‬ ‫مؤسسـة «القـراء الملكييـن» إلـى معهـد فرنسـا للدراسـات‬ ‫الفضل في تأليفه إلى الأوساط التي كانت تعقد المناظرات‬ ‫الشـرقية‪ ،‬كمـا ظهـرت مؤسسـات أخـرى تهتـم بدراسـة‬ ‫اللغـات الشـرقية‪ ،‬كمدرسـة فتيـان اللغـات والمدرسـة‬ ‫مـع المسـلمين‪.2‬‬ ‫وكان للمدرسـة الفرنسـية السـبق والريـادة فـي هـذا‬ ‫الوطنيـة للغـات الشـرقية الحديثـة (‪.5)1790‬‬ ‫المجـال حيـث « كان مـن نصيـب العلمـاء الفرنسـيين‪،‬‬ ‫ويعتبـرفيكتـور شـوفان (‪ )V. Chauvin‬مـن أبـرز مـن‬ ‫خـال مرحلـة الترجمـة مـن العربيـة إلـى اللاتينيـة كبيـرا فـي‬ ‫قـام بفهرسـة المراجـع العربيـة‪ ،‬مـن خـال مؤلـف سـماه بـ‪:‬‬ ‫ميـدان تعلـم العربيـة وتعليمهـا فـي القرنييـن الثانـي عشـر‬ ‫«مرجعيـة المؤلفـات العربيـة أوالمتعلقـة بالعـرب المنشـورة‬ ‫والثالـث عشـر (وكان) المحـرض الأول علـى الترجمـة هـو‬ ‫فـي أوربـا المسـيحية مـن سـنة ‪ 1810‬إلـى سـنة ‪La« :1885‬‬ ‫الفرن�سـى ريمـون مطـران طليطلـة‪ ،‬الـذي أنشـأ معهـدا‬ ‫‪bibliographie des Ouvrages arabes ou relatives‬‬ ‫للترجمـة فيهـا لنقـل علـوم العـرب إلـى لغـة العلـم والثقافـة‬ ‫‪aux arabes publies dans L’Europe chrétienne‬‬ ‫‪ .»de1810 à 1885‬وقـد جـاء فـي اثنـي عشـرمجلـدا نشـر‬ ‫والآداب آنذلـك‪ :‬اللاتينيـة»‪.3‬‬ ‫بيـن سـنتي ( ‪ 1810‬و‪ ،)1885‬ويبـرز «شـوفان» الدافـع‬ ‫وفـي ألمانيـا بـدأ المستشـرقون بالاتصـال بالحضـارة‬ ‫المحفـزلـه علـى إنجـازهـذا العمـل الـذي أم�ضـى فيـه أزيـد‬ ‫العربيـة والإسـامية منـذ فتـرة الحـروب الصليبيـة‬ ‫مـن عشـرين سـنة قائـا‪« :‬إن كثيـرا مـن العلمـاء يكـررون‬ ‫الثانيـة ‪1147‬م‪ ،‬وتمـت أول ترجمـة للقـرآن الكريـم سـنة‬ ‫أعمـالا سـبقوا إليهـا فينشـرون كتبـا منشـورة مـن قبـل‬ ‫(‪1147‬م)‪ ،‬وتـم أيضـا تبـادل السـفراء بيـن الإمبراطوريـة‬ ‫لعـدم توفـرمعلومـات مرجعية(ببليوغرافيـة) كافيـة»‪.6‬‬ ‫الألمانيـة والدولـة الإسـامية فـي الأندلـس‪ ،‬لكـن تدريـس‬ ‫ومـع ذلـك فـا تخلـوا هـذه الترجمـات مـن نواقـص‬ ‫اللغـة العربيـة لـم يبـدأ إلا مـع العالـم الألمانـي (يعقـوب‬ ‫وضعـف فـي الترجمـة وذلـك بشـهادة بعـض المستشـرقين‬ ‫كريسـمان) بيـن القرنيـن الخامـس عشـروالسـادس عشـر‪.‬‬ ‫أنفسـهم‪ ،‬فهـا هـو جـاك بيـرك صاحـب ترجمـة معانـي‬ ‫أمـا فـي إسـبانيا فقـد بـدأ الاستشـراق خـال القـرن‬ ‫القرآن الكريم يرى أن بعض المستشرقين الذين مارسوا‬ ‫‪7‬هـ ‪13‬م‪ ،‬مـع اشـتداد حملـة الصليبييـن الأسـبان علـى‬ ‫الترجمـة لا يحسـنون العربيـة‪ 7‬بالقـدرالـذي يسـمح لهـم‬ ‫المسـلمين‪ ،‬فانتـدب ألفونـس ملـك قشـتالة المترجـم‬ ‫بالترجمـة خاصـة إذا تعلـق الأمـربمعانـي القـرآن‪ .‬ينضـاف‬ ‫(ميشـيل سـكوت ‪ )Miguel Escoto‬ليقـوم بجمـع وترجمـة‬ ‫إلى ذلك تعمد تشـويه صورة الإسـام والمسـلمين‪ ،‬خاصة‬ ‫المعـارف الإسـامية‪ ،‬فجمـع سـكوت طائفـة مـن الرهبـان‬ ‫أن الهدف الأول من الاستشراق هوهدف ديني بالأساس‪.‬‬ ‫بديـرقـرب طليطلـة وشـرعوا فـي تنفيـذ طلـب الملـك‪ ،‬وبعـد‬ ‫ومن جهة أخرى يعتبرالدين من عناصرالهوية وقد أولاه‬ ‫الانتهـاء مـن ترجمـة مجموعـة كبيـرة مـن المؤلفـات العربيـة‬ ‫قـدم سـكوت نسـجا منهـا لملـك صقليـة الـذي أمـربـدوره‬ ‫المستشـرقون عنايـة بالغـة‪.‬‬ ‫باستنسـاخها وتقديـم نسـخ منهـا كهديـة لجامعـة باريـس‪،‬‬ ‫وقـام أيضـا رئيـس أسـاقفة طليطلـة (رامـون لـول ‪Ramon‬‬ ‫‪ :4‬عاش بين‪1232-1315 :‬م‪.‬‬ ‫‪ :5‬نفسه‪ .‬ص‪.92:‬‬ ‫‪ : 2‬تاريـخ حركـة الاستشـراق‪ ،‬يوهـان فـوك‪ ،‬ترجمـة عمـرلطفـي العالـم‪،‬‬ ‫ص‪16:‬‬ ‫‪ :6‬تاريـخ الدراسـات العربيـة فـي فرنسـا محمـود المقـداد‪ ،‬ص‪ ،177:‬عالـم‬ ‫المعرفـة‪ ،‬ع‪ ،167:‬الكويـت ‪.1992‬‬ ‫‪ : 3‬تاريـخ الدراسـات العربيـة فـي فرنسـا‪ ،‬محمـود المقـداد‪ ،‬ص‪ ،75:‬ع‪:‬‬ ‫‪ ،167‬عالـم المعرفـة‪ ،‬الكويـت سـنة ‪.1990‬‬ ‫‪ :7‬إشكالية ترجمة معاني القرآن الكريم‪ ،‬سعيد اللاوندي ص‪.71:‬‬ ‫‪58‬‬

‫«ذلـك أنهـم طلبـوا مـن رجـال العلـم الموريتانييـن‬ ‫وفـي الفضـاء المغاربـي الـذي موريتانيـا جـزء منـه‬ ‫الكتابـة عـن مواضيـع تاريخيـة واجتماعيـة وهـومـا لقـي‬ ‫عمـل المستشـرقون علـى ترجمـة اغلـب الكتـب المعتمـدة‬ ‫صـدى طيبـا عنـد هـؤلاء العلمـاء‪ ،‬ومنهـم‪ :‬بـاب ابـن الشـيخ‬ ‫فـي المذهـب المالكـي‪ ،‬ترجمـة عامـة أوجزئيـة‪ ،‬لكنهـم ركـزوا‬ ‫سـيديا وابـن حبـت الغـاوي الـذي ألـف كتابـا عـن أنسـاب‬ ‫بشـكل لافـت علـى فقـه المعامـات‪ ،‬فترجمـوا فصولـه مـن‬ ‫القبائـل الموريتانييـن وولـد أحمـد يـوره‪ ،‬ومحمـد فـال بـن‬ ‫هـذه الكتـب‪ ،‬وعقـدوا مقارنـات بيـه وبيـن القوانيـن‪ .‬وكانـت‬ ‫لهـم دراسـات ومؤلفـات حـول مصـادرالمذهـب مسـتعينين‬ ‫بابـا الـذي أكمـل كتـاب ولـد الشـيخ سـيديا »‪11‬‬ ‫بالترجمـات السـابقة‪ .‬كمـا اكتشـفوا مصـدرا جديـدا مـن‬ ‫ومـن ذلـك أيضـا رسـالة كومانـدوحاكـم اتـرارزة إلـى‬ ‫مصـادرالتاريـخ الدينـي والثقافـي والسيا�سـي والاقتصـادي‬ ‫الشـيخ سـيدي محمـد بـن الشـيخ أحمـد بـن سـليمان‪،12‬‬ ‫يطلـب منـه نسـخة مـن كتـاب الأنسـاب لـ‪ :‬محمـد اليدالـي‬ ‫لهـذه البلـدان هـوفقـه النـوازل‪.‬‬ ‫أو لغيـره ممـن ألـف فـي الأنسـاب‪13 :‬فـرد عليـه أنـه لـم‬ ‫يؤلـف فـي أنسـاب قبائـل المنطقـة‪ ،‬بـل ألـف كتابـه المسـمى‬ ‫ثانيا‪ :‬الاهتمام بالثقافة الشنقيطية‪:‬‬ ‫بالحلـة السـيراء فـي أنسـاب العـرب‪ .‬وذكـره بأنـه سـبق وأن‬ ‫أرسـل إليـه نسـخة منـه‪14 ،‬مـع نسـخة مـن كتـاب والـده‬ ‫أعتنـى المستشـرقون بتـراث المجتمـع الشـنقيطي‪،‬‬ ‫الشـيخ أحمـد بـن سـليمان الـذي ألـف كتابـا فـي أنسـاب‬ ‫خدمـة للمشـروع الفكـري الـذي تسـعى الإدارة الفرنسـية‬ ‫بعـض قبائـل البـاد‪ ،‬ومـن هـذه القبائـل‪ :‬ادابلحسـن‬ ‫أن تؤسـس لـه فـي موريتانيـا وفـي مسـتعمراتها بشـكل عـام‪،‬‬ ‫والسماسـيد‪ ...‬الـخ‪ .‬وأخبـره كذلـك أنـه سيرسـل إليـه كتابـا‬ ‫تمثـل ذلـك فـي اهتمامهـم بالمصـادرالثقافيـة للبلـد‪ ،‬دينيـة‬ ‫عـن علمـاء تشمشـة‪ 15‬ودورهـم فـي المجتمـع وهـوبعنـوان‬ ‫كانـت أم اجتماعيـة وسياسـية‪...‬الخ‪ ،‬وفـي هـذا المسـعى‬ ‫«كرامـات أوليـاء تشمشـة» لـ‪ :‬محمـد اليدالـي المؤلـف الذي‬ ‫عملـوا علـى ترجمـة مؤلفـات شـنقيطية كثيـرة‪ ،‬حصلـوا‬ ‫عليهـا أوألفـت بطلـب منهـم‪ ،‬مسـتغلين فـي ذلـك علاقاتهـم‪،‬‬ ‫سـأل عنـه الكومـادو‪16.‬‬ ‫إمارتـيويقـ(إود ْلواعليـشـيش)خ وسـ(يمد ْشـي بظابـوا فـف)ي‪،‬مق«‪.‬د‪..‬مـةوبمعـؤلدفـ اه‪،‬حتتـارياـلخ‬ ‫ببعـض مشـايخ وشـعراء وكتـاب البلـد‪.‬‬ ‫الدولـة الفرنسـاوية فـي أواخـر العشـر الثانـي وأوائـل‬ ‫حيـث» قـام قـادة الاسـتعماربترغيـب بعـض المؤلفيـن‬ ‫العشـرالثالـث مـن القـرن الرابـع عشـر‪ ،‬طلـب منـي بعـض‬ ‫فـي العمـل علـى بعـض المواضيـع الخاصـة والتـي تخـدم‬ ‫أكابرهـم )الفرنسـيين( الكتابـة فـي ذلـك‪ ،‬لمالهـم بالمعـارف‪،‬‬ ‫فـي ظاهرهـا حركـة البـاد ثقافيـا فيمـا تخفـي الهـدف‬ ‫واسـتخراج الفوائـد مـن أحـوال السـالف والخالـف‪،‬‬ ‫الرئي�سـي منهـا وهـو التعـرف علـى تاريـخ وأحـوال البـاد‬ ‫مـن لـدن المسـتعمر»‪ .8‬كمـا دفعـت الإدارة الاسـتعمارية‬ ‫فاعتـذرت‪.17»...‬‬ ‫بشـخصيات مهمـة بغيـة تعلـم الثقافـة الشـنقيطية عـن‬ ‫والواقع أن الحالة السائدة رفض أي نوع من أنواع‬ ‫كقايرـيب‪،‬إلـىحيبـثادأ الصبيرالظـبَاارنولتنعرلـومجاىل‪9‬ععربليـىة وضالرتوقراةلإيـردساالملحلرييـنةي‬ ‫التعـاون مـع المسـتعمرسـواء كان هـذا التعـاون ثقافـي أو‬ ‫معتبـرا ذلـك شـرطا لا غنـى عنـه للقيـام بالرحلـة المتوقعـة‬ ‫سيا�سـي عسـكري أواسـتخباراتي‪ .‬ومن أمثلة ذلك موقف‬ ‫إلـى تنبكتـو»‪.10‬‬ ‫العلامـة البشـيربـن امباريكـي‪:‬‬ ‫ورغـم مقاطعـة المجتمـع الشـديدة للوافـد الأجنبـي‬ ‫«‪ ...‬فالشـاعروالعلامـة البشـيربـن امباريكـي‪ ،‬الـذي‬ ‫(النصـارى) فقـد وجـدوا مـن يتجـاوب معهـم فـي طلباتهـم‬ ‫هادن المستعمرتلبية لرغبة‪ ،‬شيخه الشيخ سعد بوه بن‬ ‫المتعلقة بالتأليف عن الهوية والتراث الشنقيطي‪ ،‬مقابل‬ ‫الشـيخ محمـد فاضـل رفـض تولـي أي منصـب تحـت الرايـة‬ ‫بعـض الهبـات التـي تقدمهـا لهـم الإدارة الاسـتعمارية‪ ،‬أو‬ ‫تحت ضغط الخوف من مضايقتهم‪ ،‬في تحركاتهم‪ ،‬يقول‬ ‫‪ :11‬التأليف الموريتاني في ظل الاستعمار‪ ،‬ورقة بحثية‪.‬‬ ‫‪ :12‬الشيخ سيدي محمد بن الشيخ أحمد بن سليمان الديماني‪.‬‬ ‫أحـد الباحثيـن‪:‬‬ ‫‪13 : Ismael HAMAT, Chronique de la Mauritanie sénégalaise,‬‬ ‫‪Nacer Eddine, texte arabe traduction et Notice, Ernest Leroux‬‬ ‫‪ :8‬التأليـف الموريتانـي فـي ظـل الاسـتعمار‪ ،‬د‪ .‬الشـيخ سـيدي عبـد الله‪،‬‬ ‫‪Editeur, Paris, 1911, P :1.‬‬ ‫ورقـة بحثيـة‪ ،‬مجلـة الأديـب‪ ،‬اتحـاد الأدبـاء الموريتانييـن‪ ،‬العـدد ‪،10‬‬ ‫‪14 : Ismael HAMAT. P :1.‬‬ ‫‪.2010‬‬ ‫‪ :15‬مجموعة قبلية‪.‬‬ ‫‪ :9‬الوالي الفرن�سي على السنغال في تلك الفترة‪.‬‬ ‫‪16 : Ismael HAMAT. P :2‬‬ ‫‪ :10‬الطريـق إلـى تنبكتـو عبـر موريتانيـا‪ ،‬محمـدو ولـد محمـدن أميـن‪،‬‬ ‫‪ :17‬إمـارة ادوعيـش ومشـظوف‪ ،‬الشـيخ سـيديا بابـا‪ ،‬تـح‪ :‬إزيـد بيـه بـن‬ ‫ص‪.193 :‬‬ ‫محمـد محمـود ط‪ ،2‬نواكشـوط‪ ،1994 ،‬ص‪.95:‬‬ ‫‪59‬‬

‫اللغات والآداب الخاصة بهذا المجتمع‪ ،‬ومن ذلك تأليف‬ ‫الفرنسية‪ ،‬ولذلك يقول ردا على أصدقائه الذين حاولوا‬ ‫الحاكـم الفرن�سـي فـدرب‪ ،‬يقـول الأسـتاذ محمـد سـعيد‬ ‫إقناعـه بتولـي القضـاء آنـذاك»‪.18‬‬ ‫َثقلـن أحوتـزىارقهـال‪ :‬يـارب مـن أراد لـي إمـارة ‪ ...‬عنـد النصـارى‬ ‫ولـد همـدي‪:‬‬ ‫وأجعلـه فـي الدنيـا فقيـرا فاسـقا ‪ ...‬لا يلقـي بعـد‬ ‫«ففـي مجـال اللغـات سـبق لفيـدرب أن أصـدر‬ ‫المـوت شـيئا لائقـا‬ ‫فاـليسأـنواغاسـلطواملنهـقـارلنغـاةلتاالبسـيعظـ َاعنش‪،‬ـ برعكنـتاوبـاانحـ«مونلهـالجلاغـلاعرتبيفــةي‬ ‫مـن جهـة أخـرى توالـت التقاريـروالكتـب والترجمـات‬ ‫المنطوقـة فـي السـينغال» سـنة ‪ ،1893‬لمؤلـف مـاري ـ بيرنـا‬ ‫عـن هـذا المجتمـع ونذكـرعلـى سـبيل المثـال ترجمـة (بـول‬ ‫‪ie،BReerynnairedr‬د‪r‬را‪a‬سـ‪.M‬ةولفليه‪9‬جـ‪0‬ة‪9‬ا‪1‬لأبيضظاـ َافن ل»‪.‬ه‪22‬آلبيررينيي ‪Albert‬‬ ‫مارتـي ‪ )Paul Marty‬لكتـاب أخبـارالأحبـاربأخبـارالآبـار‪،‬‬ ‫وكذلـك العمـل الـذي أعـده الإداري الفرن�سـي‬ ‫فضـاعـن كتبـه عـن الإسـام فـي موريتانيـا وفـي دول غـرب‬ ‫(فرانسـيس نيكـولاس ‪ )Francis Nicolas‬لمنطقـة مـا وراء‬ ‫إفريقيـا‪19.‬‬ ‫البحـار‪ ،‬تحـت عنـوان اللهجـة البربريـة الموريتانيـة‪23.‬‬ ‫هـذا فضـا عـن كـون الإدارة الفرنسـية عملـت علـى‬ ‫هذه الجهود بذلت للتعرف على هوية هذا المجتمع‬ ‫قطـع الصـات بيـن هـذا البلـد ومحيطـه العربـي والإسـامي‬ ‫قصد التأثيرعلى ثقافته وقيمه والتميزبين أعراقه‪ ،‬لكن‬ ‫فعملـت علـى فـرض القيـود علـى قوافـل الحـج وحظـرت‬ ‫محاولات طمس الهوية هذه سـتبوء بالفشـل‪ ،‬في بداياتها‬ ‫اسـتيراد المصحـف ‪20....‬‬ ‫الأولـى (علـى الأقـل)‪ ،‬وذلـك بشـهادة بعـض مـن شـارك‬ ‫حتـى صـارالحـاج الشـنقيطي يسـتأذن مـن الإدارة‬ ‫فـي هـذه الحمـات‪ ،‬يقـول الوالـي العـام لغـرب إفريقيـا فـي‬ ‫الاسـتعمارية الفرنسـية‪ ،‬ليحصـل علـى ترخيـص للخـروج‬ ‫رسـالة بعـث بهـا إلـى وزيـرالمسـتعمرات سـنة ‪ « ،1902‬لقـد‬ ‫إلـى الديـار المقدسـة‪ ،‬فهـا هـو العلامـة محمـد الأميـن‬ ‫وجدنا أمامنا شـعبا يملك ماضيا مليئا بالأمجاد والفتوح‬ ‫الشـنقيطي يتوجـه إلـى سـينلوي بالسـنغال ليحصـل علـى‬ ‫مـا تـزال عالقـة بأذهانـه كمـا وجدنـا مؤسسـات اجتماعيـة‬ ‫إذن بمغـادرة البـاد للحـج‪ ،‬حيـث لقـي هنـاك المستشـرق‬ ‫لا نسـتطيع تجاهلهـا نظـرا لعلاقـات التضامـن الوثيـق‬ ‫)لريـش ‪ (Leriche‬الـذي أولاه عنايـة كبيـرة‪ ،‬وحـاول‬ ‫التـي تسـود بينهـا (‪ )....‬ومـن الخطـأ أن نقارنهـم بالشـعوب‬ ‫اكتسـابه لصالـح الإدارة الفرنسـية مـن خـال هديـة‬ ‫السـوداء ذات التقاليـد الأضعـف والشـعور الوطنـي‬ ‫قدمهـا لـه‪ ،‬تمثلـت فـي عشـرة آلاف فرنـك فرن�سـي إفريقـي‪،‬‬ ‫كمـا أرسـل إلـى الحاكـم الفرن�سـي فـي ولايـة لعصابـة (بيـرو‬ ‫الخافـت‪24.»...‬‬ ‫‪ )Bereau‬يسـتأذنه فـي إمكانيـة تحمـل الدولـة الفرنسـية‬ ‫وسـيظل التعليـم باللغـة الفرنسـية أو مـزدوج‬ ‫الـرد جـاء بالرفـض‪ ،‬نظـرا لمـا أفـاد‬ ‫تبـكهال ُيـع َرفـفاءحالجـاهس‪،‬ـتلعكمـانر‬ ‫(فرن�سـي وعربـي) فـي أحيـان أخـرى‪ ،‬حتـى الثمانينيـات‬ ‫فـي المنطقـة‪ ،‬عـن مواقـف الرجـل‬ ‫مـن القـرن الما�ضـي‪ ،‬واسـتغناء البـاد عـن المدرسـيين‬ ‫المعاديـة للفرنسـيين‪.21‬‬ ‫الفرنسـيين وتعريـب مناهجهـا الدراسـية وهـومـا سـيدفع‬ ‫كل هـذا يؤكـد أن الإدارة الاسـتعمارية‪ ،‬اسـتعانت‬ ‫الجهـات الراعيـة لمشـروع التنصيـرإلـى البحـث عـن بديـل‬ ‫ببعـض الكتـاب‪ ،‬فـي تدخـل خطيـرعلـى الهويـة الثقافيـة‬ ‫كغطـاء لنشـردعوتهـا‪ ،‬وسـيكون هـذا البديـل هـوبعـض‬ ‫للمجتمـع‪ ،‬حتـى ألفـت بعـض الكتـب تحـت طلـب مـن‬ ‫المنظمـات غيـرالحكوميـة التـي ستسـتغل العمـل الإنسـاني‬ ‫الإدارة الاسـتعمارية‪ ،‬وهـو مـا يـدل علـى بالـغ الاهتمـام‬ ‫الـذي أعطـاه هـؤلاء المستشـرقون للبـاد الموريتانيـة‪ .‬ولـن‬ ‫لتبريـر تحركاتهـا داخـل البـاد‪25.‬‬ ‫يتوقف الأمرعند هذا الحد بل إننا سنجدهم يؤلفون في‬ ‫‪ :22‬موريتانيا وأوربا عبرالتاريخ‪ ،‬ص‪.62،61:‬‬ ‫‪ :18‬التأليـف فـي موريتانيـا فـي ظـل الاسـتعمار‪ .‬ورقـة بحثيـة‪ ،‬الشـيخ‬ ‫‪23 :FRANCIS, Nicolas, La langue berbère de la Mauritanie,‬‬ ‫سـيدي عبـد الله‪ ،‬مجلـة اتحـاد الأدبـاء الموريتانييـن‪ ،‬ع ‪.2010 ،10‬‬ ‫ـ‪Mémoire de l’institut français d’Afrique noire n° : 33 , IFAN‬‬ ‫‪ :19‬إخبـارالأحبـاربأخبـارالآبـار‪ ،‬أمحمـد بـن أحمـد يـورة‪ ،‬ترجمـة (بـول‬ ‫‪DAKAR, 1953.‬‬ ‫مارتـي ‪ ،)Paul Marty‬دراسـة أحمـد ولـد الحسـن‪ ،‬معهـد الدراسـات‬ ‫‪24 :A .N.M ; Série E, dossier N°8 Mr. Le ministre des colonies‬‬ ‫‪en date du 1decembre 1902.‬‬ ‫الإفريقيـة الربـاط‪ .1992 ،‬تقـع فـي ‪ 124‬صفحـة‪.‬‬ ‫نقـا عـن المنظمـات الإنسـانية واجهـة الاسـتعمارالجديـد فـي موريتانيـا‪،‬‬ ‫‪ :20‬شنقيط المنارة والرباط‪ ،‬ص‪.53،56:‬‬ ‫محمـد المختـارسـيدي محمـد‪ ،‬مجلـة الحكمـة‪ ،‬ع‪ ،1999 ،12:‬بغـداد‪،‬‬ ‫‪ :21‬مجالـس مـع فضيلـة العلامـة محمـد الأميـن الجكنـي الشـنقيطي‪،‬‬ ‫ص‪.68:‬‬ ‫أحمـد بـن محمـد الأميـن بـن أحمـد الجكنـي الشـنقيطي‪ ،‬ص‪،30-31 :‬‬ ‫‪ :25‬محمد المختارسيدي محمد‪ ،‬المنظمات الإنسانية واجهة الاستعمار‬ ‫وزارة الأوقـاف والشـؤون الإسـامية دولـة الكويـت‪ .2007 ،‬ط‪.1‬‬ ‫الجديد في موريتانيا‪ ،‬مجلة الحكمة‪ ،‬ع‪ ،1999 ،12:‬بغداد‪ ،‬ص‪.71:‬‬ ‫‪60‬‬

‫وسـنقف علـى الأهـداف الاستشـراقية فـي هـذا البلـد‬ ‫ثالثــا‪ :‬محــاولات ترســيم الثقافــة‬ ‫مـن محـاولات طمـس الهويـة ودعـم القـوة العسـكرية فـي‬ ‫إخضـاع البـاد‪ ،‬ونتائـج الحمـات التنصيريـة فـي هـذه‬ ‫الفرنســية‪:‬‬ ‫الميـدان‪.‬‬ ‫شـرعت السـلطات الاسـتعمارية ـ و بشـكل كبيـر ـ‬ ‫فـي إرسـال بعثـات استكشـافية مكونـة علـى لغـات وآداب‬ ‫وصلـت الهيئـات التنصيريـة إلـى بلـدان المغـرب‬ ‫هـذه الشـعوب‪ ،‬ومجهـزة بجميـع المسـتلزمات الضروريـة‬ ‫العربـي وغـرب إفريقيـا فـي فتـرات متفاوتـة زمنيـا‪ ،‬وكانـت‬ ‫للحالـة الموريتانيـة‪ ،‬خصوصيتهـا‪ ،‬حيـث عملـت الهيئـات‬ ‫وعملـوا علـى تزويدهـا فـي حالـة الضـرورة بأشـخاص لهـم‬ ‫معرفـة بهـذه المجتمعـات‪ ،‬كالمترجميـن وبعـض الدارسـين‬ ‫التنصيريـة بشـكل خفـي علـى إيقـاف تسـرب الإشـعاع‬ ‫لهـذه المجتمعـات‪ ،‬ففـي موريتانيـا تمـت الاسـتعانة‬ ‫العلمـي للشـناقطة فـي غـرب إفريقيـا ووسـطها‪ ،‬وقطـع‬ ‫الطريـق أمـام القوافـل الدعويـة ومنعهـا مـن التحـرك‬ ‫أكـردوضدوالبسـيظكـ َا‪ ،‬انلم‪،‬ترواجـلمتمرالجـسمـناغلالعيساـلـكذريي‬ ‫بمترجميـن أمثـال‪:‬‬ ‫بحريـة إلـى هـذه المناطـق‪ .‬فانزعجـوا مـن سـرعة انتشـار‬ ‫عـاش ودرس فـي‬ ‫الإسـام‪ ،‬حيـث يقـول الرحالـة مولييـن ‪ ،Mollien‬لـن‬ ‫الجزائـري إسـماعيل أحمـد الـذي كان علـى معرفـة‬ ‫يصـل المبشـرون المسـيحيون وهـم يعبـرون رأس الرجـاء‬ ‫باللغتين الفرنسية والعربية وغيرهما من المترجمين‪ ،‬كما‬ ‫الصالح إلى وسـط إفريقيا قبل أن يكون الإسـام قد عم‬ ‫اسـتعانوا بخبـراء فـي شـؤون مسـلمي غـرب إفريقيـا أمثـال‬ ‫بـول ماتـي الـذي تربـى فـي الجزائـر‪ ،‬وكوبولانـي الـذي عمـل‬ ‫تلـك البـاد‪28 .‬‬ ‫هـوالآخـرفـي الجزائـروتخصـص فـي الطـرق الصوفيـة‪26.‬‬ ‫كمـا تابعـوا عبـور المحاظـر الشـنقيطية للضفـة‬ ‫السـنغالية‪ ٬‬ورأوا فيهـا خطـرا علـى وجودهـم فـي المنطقـة‬ ‫وقـد وصلـت هـذه البعثـات الاستشـراقية إلـى بـاد‬ ‫شـنقيط فـي بدايـات القـرن الثامـن عشـرولكنهـا لـم تتمكـن‬ ‫ومزاحمـة لبعثاتهـم التنصريـة فـي اسـتقطاب السـكان‬ ‫مـن التوغـل داخـل البـاد إلا مـع منتصـف القـرن التاسـع‬ ‫ووتهـحويصقـينهـفمعلـضـى ادلـالدأوعرمـاالـذل ايلتتنقـوصيمربـيـهةا‪،‬لمف ْهحـاظـهـرةوابـلموولريمتاانرتيــةي‬ ‫عشـر‪ .‬وقـد ظهـرت الأهـداف الاستشـراقية جليـة خاصـة‬ ‫فـي الضفـة السـنغالية خـال القـرن ‪19‬م‪ ،‬ومـا لقيتـه مـن‬ ‫الثقافيـة والدينيـة منهـا فواصـل المبشـرون محاولاتهـم‬ ‫لتنصيـرالبـاد وكبـح الرحـات الدعويـة الشـنقيطية إلـى‬ ‫إقبـال كبيـرعكـرصفـو المبشـرين فـي الوقـت الـذي كانـوا‬ ‫الغـرب الإفريقـي‪.‬‬ ‫متمركزيـن فـي المنطقـة‪29.‬‬ ‫ونظـرا للتحـدي الكبيـرالـذي كان يواجـه المبشـرين‬ ‫ومن الناحية العسـكرية جندت القوة الاسـتعمارية‬ ‫عسـكريين و إدارييـن لاختـراق المجـال بالقـوة بعـد أن‬ ‫كان لابـد مـن تجنيـد موجـة ثانيـة مـن المستكشـفين‪،‬‬ ‫توفـرت علـى كل المعلومـات اللازمـة مـن خـال البعثـات‬ ‫التـي سـينصب اهتمامهـا علـى ثقافـة المجتمـع وهويتـه‬ ‫الإسلامية‪ ،‬حيث ظهرفي كتاباتهم مدى اعتنائهم بتاريخ‬ ‫الاسـتطلاعية وأوكلـت مهمـة التوغـل للقائـد (كوبولانـي‬ ‫‪ )Xavier coppolanie‬الـذي يمتلـك خبـرة فـي اختـراق‬ ‫تلعبـه‬ ‫الدينـي‪ ،‬والسيا�سـي‪ ،‬وعـن الـدور الـذي‬ ‫االلممن ْحطظـقـرةة‬ ‫البلـدان الإسـامية‪27 .‬‬ ‫للبـاد‬ ‫القرآنيـة فـي حفـظ الهويـة الإسـامية‬ ‫فـي بـادهكـشـذناقريكـزطا‪،‬لعجيلــىلمالعأورفـلةمـإمـناارلابعتثـاالبيت اظـلَاانس‪،‬تكووشـاصـفيفة‬ ‫ف)ياهـلما ْحسظــبرة(ب‬ ‫وراو‬ ‫الشـنقيطية‪ ،‬التـي أثـارت انزعاجهـم‪،‬‬ ‫وأنهـا‬ ‫تشـاؤم الأفارقـة مـن الوافـد الأوربـي‪،‬‬ ‫سـكانها ونظـام الحكـم فيهـم وطـرق الانتجـاع لديهـم‪،‬‬ ‫مصـدركل عذابـات إفريقيـا علـى حـد تعبيـرمـاج ‪،Mage30‬‬ ‫وهـومـا جعـل الأعيـن الخفيـة للتنصيـر فـي القـرن ‪19‬م‪،‬‬ ‫وجيولوجيـة البـاد‪ :‬فوصفـوا الجبـال‪ ،‬وتنـوع الغشـاء‬ ‫ترى المناعة الكبيرة‪ ،‬لهذا المجتمع ضد التنصيروالأفكار‬ ‫النباتـي‪ ،‬والثـروة الحيوانيـة والطـرق والآبار‪...‬الـخ‪.‬‬ ‫المنحرفـة ‪ ،‬وكذلـك الموقـف الصـارم مـن النصـارى‬ ‫‪ :26 ‬الاستشـراق والخلفيـة الفكريـة للصـراع الحضـاري‪ ،‬محمـود حمـدي‬ ‫اعلـبنيظ َ‪e‬ا‪u‬ن‪q‬ف‪ri‬ي‪f‬ال‪’A‬ق‪l‬ر‪e‬ن‪d‬الت‪r‬ا‪u‬س‪e‬ـ‪i‬ع‪ér‬ع‪nt‬شـ‪l’i‬رق‪s‬را‪n‬ء‪a‬ة‪d‬في‪e‬ال‪ag‬ر‪y‬حل‪o‬ا‪V‬ت‪,‬ا‪n‬لا‪lie‬س‪l‬ت‪o‬ك‪M‬شـا‪:‬ف‪8‬ي‪2‬ة‬ ‫(نقـا‬ ‫زقـزق‪ ،‬دارالمعـارف‪ ،‬ص‪.78 :‬‬ ‫الفرنسـية‪ ،‬سـابق‪ ،‬ص‪.)300:‬‬ ‫مجتمع‬ ‫‪ :27‬بعـد الرحـات الاسـتطلاعية فـي الداخـل الموريتانـي التـي قـام بهـا مـاج‬ ‫‪29 : Paul MARTY, L’émirat des Trarza, p 286271:.‬‬ ‫ودودوسـك (ولـد ابـن المقـداد)‪ ،‬وبلا�شـي وغيرهـم‪ ،‬أوكلـت مرحلـة التوغـل‬ ‫‪30 : Voyage dans Le Soudan Occidental, Sénégambie –Niger,‬‬ ‫إلـى ‪ ،Xavier coppolanie‬الـذي كان ملحقـا إداريـا فرنسـيا فـي الجزائـر‬ ‫‪1863 -1866. Librarie de L. Hachette, 1868, Paris.‬‬ ‫وبهـا درس العربيـة والعلـوم الشـرعية فألـف كتـاب الطـرق الصوفيـة‬ ‫الإسـامية‪ :‬شـنقيط المنـارة والربـاط‪ ،‬الخليـل النحـوي‪ ،‬ص‪.327-328:‬‬ ‫‪61‬‬

‫رابعــا‪ :‬فــرض المناهــج التربويــة‬ ‫باعتبارهـم أعـداء الديـن‪ ،‬وعلـى هـذا الأسـاس خلـص‬ ‫المبشرون بأن العمل التبشيري في هذا البلد يبدأ بمعرفة‬ ‫الفرنســية‪:‬‬ ‫ثقافـة وخصوصيـة هـذا البلـد الدينية‪...‬الـخ‪ ،‬والتكيـف‬ ‫مـع هـذه الخصوصيـات‪ .‬مـع الإبقـاء علـى أنشـطتهم فـي‬ ‫اسـتحدثت الإدارة الفرنسـية مدرسـة أبناء الشـيوخ‬ ‫الضفـة الأخـرى‪ 31.‬وهـومـا يفسـرتنكـربعـض المستشـرقين‬ ‫بـ»سـينلوي» ‪ ،1892‬بغيـة تكويـن أبنـاء الشـيوخ فـي ضفـة‬ ‫النهـر وفـي موريتانيـا‪ ،‬فكانـوا يتوسـطون لـدى الأمـراء‬ ‫وادعاءهم الإسلام خلال رحلاتهم في شنقيط‪.‬‬ ‫الموريتانييـن والوجهـاء‪ ،‬ويطلبـون منهـم السـماح لأبنائهـم‬ ‫هـذه الأسـباب وغيرهـا‪ ،32‬سـتجعل النشـاط‬ ‫بالذهـاب إلـى مدرسـة سـينلوي وتوفـر الإدارة لهـؤلاء‬ ‫التبشـيري يأخـذ أشـكالا متعـددة ويتسـتر تحـت عـدة‬ ‫الطـاب ظـروف سـكنية‪ ،‬ومنـح دراسـية مصروفـة مـن‬ ‫مسـميات‪ :‬الخدمـات التعليميـة و الإنسـانية وغيرهـا‬ ‫الحاكـم العـام فـي سـينلوي‪ ،‬كمـا تعطـي منـح للمتفوقيـن‬ ‫حتـى السـيطرة الكاملـة مـن طـرف الإدارة الاسـتعمارية‬ ‫لإكمـال دراسـتهم فـي فرنسـا‪ 34.‬لتفتتـح بعـد ذلـك مـدارس‬ ‫حيـث سـتفتح فـي وقـت لاحـق المـدارس الفرنسـية تحـت‬ ‫علـى الأرا�ضـي الموريتانيـة‪ .‬ومـن أجـل تكيـف هـذه المدارس‬ ‫الخيام والأعرشة وفي بيوت الطين‪ ...‬وستشيد كنائس في‬ ‫مـع الخصوصيـة الموريتانيـة طلبـت الإدارة الفرنسـية‬ ‫العاصمـة وفـي مـدن الداخـل الموريتانـي )كازويـرات روصـو‬ ‫مـن وكلائهـا‪ ،‬إعـداد تقاريـربهـذا الخصـوص‪ ،‬وقـد جـاءت‬ ‫غيرهمـا(‪ ،‬وسـيتم تصديـر مجلـة باسـم ‪« :‬مريـم» التـي‬ ‫متباينـة‪ ،‬بيـن مـن يـرى ضـرورة فـرض الـدرس الفرن�سـي‬ ‫كانت تنشـرأفكارا تبشـيرية كل هذا سـيظهربعد سـنوات‬ ‫وبين من يرى المزاوجة بين اللغة الفرنسية والعربية حتى‬ ‫مـن العمـل فـي ظـل القبضـة الاسـتعمارية‪ ،‬أي فـي وقـت‬ ‫يكسـبوا ودي الأهالـي ويظهـروا لهـم احتـرام لغتهـم وتعاليـم‬ ‫متأخـرعلـى دخـول المسـتعمرالبـاد‪ .‬مسـتغلين الجانـب‬ ‫دينهـم‪ .‬بينمـا رأى آخـرون أن فـرض الثقافـة والتعليـم‬ ‫الإنساني كتشييد المصحات وتقديم المساعدات الطبية‬ ‫الفرنسـيين لـن يحسـم إلا بالقـوة العسـكرية‪ .‬وعلـى كل‬ ‫والغذائيـة‪ ...‬الـخ‪ ،‬وهـومدخـل إنسـاني عرفـت بـه الحركـة‬ ‫فقـد أجمعـوا علـى أن موريتانيـا اسـتثناء مـن دول غـرب‬ ‫التنصيريـة عبـر العالـم‪ .‬لكـن هـذا المجهـود لـن يعطـي‬ ‫إفريقيـا‪ ،‬مـن حيـث الآليـات التـي يجـب أن يتخذونهـا‬ ‫النتيجـة التـي كان المنصـرون ينتظرونهـا‪ ،‬وسيفشـل‪،‬‬ ‫فـي وجـه المقاومـة الدينيـة والثقافيـة‪ ،‬رغـم أن المحـاولات‬ ‫لتحقـق أهدافهـا‪.‬‬ ‫وقـد جـاء فـي تقريـر رئيـس مصلحـة التعليـم‬ ‫التنصيريـة سـتبقى متواصلـة‪.‬‬ ‫الاسـتعماري بـ»أنـدر» ‪ ،1934‬أن مـن فوائـد إنشـاء هـذه‬ ‫وعـدم التصريـح بالدعـوة التنصيريـة فـي القـرن‬ ‫المـدارس‪ ،‬أن الوجهـاء لـن يسـتطيعوا الخـروج فـي صـف‬ ‫التاسـع عشـر‪ ،‬مـن قبـل هـؤلاء المستكشـفين‪ ،‬مـرده كمـا‬ ‫المقاومـة بسـبب الإحـراج الـذي يسـببه لهـم تواجـد أبنائهـم‬ ‫يـرى الباحثـون‪ ،‬إلـى عـدم ملائمـة دعوتهـم التنصيريـة‪،‬‬ ‫مـع ثقافـة المجتمـع الشـنقيطي المسـلم‪ ،‬يقـول الدكتـور‬ ‫فـي مدارسـنا‪.35...‬‬ ‫محمدوولد محمدن‪ « :‬ولعل عدم إرسال الفرنسيين لأي‬ ‫هـذه الإجـراءات التحضيريـة‪ ،‬ستشـمل بالإضافـة‬ ‫مستكشـف «مبشـر» أثنـاء القـرن التاسع‪ ‬عشـرإلـى البـاد‬ ‫إلـى فتـح مـدارس‪ ،‬ترجمـة مؤلفـات وكتـب التـراث والتاريـخ‬ ‫الموريتانية كان شكلامن أشكال التكيف مع خصوصيات‬ ‫التركيـز علـى‬ ‫فضـا عـن‬ ‫االلمدؤينسـيسـواالتسياال�دسـيينيـلهةـ‪:‬ذهالامل ْبحـاظـدر‪،‬ة‬ ‫والقضـاء‪،‬‬ ‫والمسـجد‬ ‫السكان‪ ‬وتشـبثهم بهويتهـم»‪.33‬‬ ‫وإعـداد تقاريـر اسـتخباراتية حـول المشـايخ )مواقفهـم(‬ ‫فـكان مـن الطبيعـي أن تنتهـج الهيئـات التبشـيرية‪،‬‬ ‫وهوما يعكس اهتمام المراقب الفرن�سي للثقافة الدينية‬ ‫مسـتوى مـن التـدرج لتبـدأ الأولـى بالعمـل علـى إدخـال‬ ‫والانتشار الواسع للإسلام والمحاضن التي تنشردعوته‪،‬‬ ‫الثقافـة الفرنسـية بالتعـاون مـع الإدارة الاسـتعمارية‪،‬‬ ‫ويعـرب «روسـو» ‪ ،J .Rosso‬عـن بعـض العراقيـل التـي‬ ‫التـي توفـرلهـا الغطـاء الأمنـي بالدرجـة الأولـى‪ ،‬كمـا يرجـع‬ ‫وجدهـا أثنـاء عمليـة جـرد وتصنيـف المحاضـر‪ ،‬قائـا‪:‬‬ ‫للهيئـات انتـداب أسـاتذة للمـدارس الفرنسـية التـي تنـوي‬ ‫بـأن أحداثـا وصراعـات داخليـة منعتـه مـن مواصلـة‬ ‫عملـه يقـول‪ « :‬كمـا أن أحـداث ‪ ،1906‬لـم تسـمح لنـا‬ ‫الإدارة الفرنسـية فتحهـا هنـاك‪.‬‬ ‫‪ :34‬مدرسـة أبناء الشـيوخ وبدايات التعليم النظامي الموريتاني‪ ،‬سـيدي‬ ‫‪t‬ال‪a‬ب‪ir‬يظ‪m‬ـ َا‪’é‬ن‪ :،L‬مـ‪31‬ن‬ ‫‪des Trarza p :286.‬‬ ‫تواجـه‬ ‫المخاطـرالتـي‬ ‫‪:32‬‬ ‫أحمـد ولـد الأميـر‪ ،‬مقـال‪ ،‬علـى الموقـع‪ ،http://tawary.com :‬بتاريـخ‪:‬‬ ‫المنصريـن عنـد دخولهـم أرض‬ ‫قتل وأسر‪ ،‬فضلاعن الطبيعة القاسية التي لم يألفها الإنسان الأوربي‪.‬‬ ‫‪.2013-08-03‬‬ ‫‪ :33‬المعرفـة الاسـتعمارية‪ :‬الأدوات والعراقيـل‪ ،‬موريتانيـا نموذجـا‪،‬‬ ‫‪:35‬شنقيط المنارة والرباط‪ ،‬ص‪.351:‬‬ ‫محمـدو لـد محمـدن أميـن‪ ،‬مقـال‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫هـذا البلـد سـوى الإعيـاء والإجهـاد والفشـل الذريـع‪،‬‬ ‫بوضع إحصائية كاملة عن المحاضرالقرآنية» ‪ .36‬فعم ُل‬ ‫وهـومـا دفـع منظـري المشـروع الثقافـي والفكـري لـإدارة‬ ‫«روسو» مثال من أمثلة أخرى على عمل المستشرقين في‬ ‫الاسـتعمارية فـي غـرب إفريقيـا فتـح مراجعـات حـول أنجـع‬ ‫السـبل لترسـيخ الثقافـة الفرنسـية‪ ،‬فـي البـاد الموريتانيـة‬ ‫البـاد خدمـة للقـوة الاسـتعمارية‪.‬‬ ‫مسـتحضرين النمـوذج الفرن�سـي فـي الجزائـر‪ ،‬وغيـره مـن‬ ‫لقد كان مبرر فتح المدارس «التابعة للاستعمار» في‬ ‫النمـاذج الاسـتعمارية فـي البلـدان الإسـامية‪ .‬خاصـة‬ ‫البـاد الإسـامية نشـرالعلـم والثقافـة والحضـارة العالمـة‬ ‫بعـد أن وصلـت عـدة رسـائل مـن الداخـل الموريتانـي‪ ،‬إلـى‬ ‫«على حد زعم المستعمر»‪ .‬وهوما يدفع الطالب للشعور‬ ‫الحاكـم العـام لغـرب إفريقيـا الفرنسـية‪ ،‬فـي هـذا الشـأن‪،‬‬ ‫بعقـدة الإحسـاس بقصـور لغتـه لأم عـن تدريـس العلـوم‬ ‫ومـن بينهـا رسـالة كزافـي كوبولانـي‪ ،‬التـي كانـت سـنة ‪1905‬‬ ‫الحديثـة‪ .‬فـ «التعليـم مثـل أي كائـن حـي مسـتقل بذاتـه لـه‬ ‫السـلبية‬ ‫مـصونتالالعم ْواحقـظربة‬ ‫يحـذر فيهـا‬ ‫قبيـل وفاتـه‪ ،‬التـي‬ ‫جرم وجوهروله شبح وروح‪ .‬وما روح التعليم وجوهره إلا‬ ‫والقضاء‬ ‫في تسكيت‬ ‫للسياسة الفرنسية‬ ‫ظـل لعقائـد واضعيـه وأخلاقهـم فلابـد أن ينتـج الأهـداف‬ ‫عليهـا‪ ،‬لأن ذلـك مـن شـأنه ـ كمـا يقـول ـ «زيـادة تعلـق‬ ‫والغايات التي تعكس آثارهذا التعليم بكلية على العقائد‬ ‫الأهالـي بهـذا الصـرح‪ ،‬تحريضهـم علينـا»‪41.‬‬ ‫ولـم يخـف المستشـرقون اسـتغرابهم مـن المسـتوى‬ ‫والأخـاق والثقافـة والسياسـة والاجتمـاع» ‪37‬‬ ‫الثقافـي لـدى هـؤلاء البـداة‪ ،‬ومـدى تشـبثهم بهويتهـم‬ ‫ويقـول ابـن تيميـة‪« :‬واعلـم أن اعتبـار اللغـة يؤثـر‬ ‫اللاإحسـظامتيأنة‪.‬هيلقـايوول اجلدإدأارييمالجتفمرنع�بسـديوبيييـيربليغ‪s‬م‪ie‬بل‪y‬غ‪ r‬ا‪e‬ل‪B‬ب‪:‬ي«لظ َاقـند‬ ‫فـي العقـل واللغـة والديـن تأثيـرا قويـا بينـا‪ .‬ويؤثـر أيضـا‬ ‫فـي العلـم والعقيـدة والتاريـخ والآداب والفقـه وعلـوم‬ ‫فـي مشـابهة صـدر هـذه الأمـة مـن الصحابـة والتابعيـن‬ ‫العربيـة ‪...‬إنهـم يتحدثـون العربيـة الفصحـى بطلاقـة‬ ‫ومشـابهتهم تزيـد العقـل واللغـة والديـن والخلـق‪.38»...‬‬ ‫أحسن من بعض الدولة العربية»‪ ،42‬ويضيف رينى با�سي‬ ‫وقـد اعتـرض الوجـود الفرن�سـي عوائـق كثيـرة‬ ‫‪ Rene basset‬مقارنـة بيـن شـعراء البيضـاء والشـعراء‬ ‫ليسـت أقلهـا صعوبـة‪ ،‬مسـألة اللغـة والثقافـة العربيـة‬ ‫الجاهلييـن حيـث يقـول «إننـي أشـك فـي أن للشـنفري‬ ‫والإسـامية‪ ،‬التـي تأقلمـوا معهـا ولـو نسـبيا مـن خـال‪:‬‬ ‫حضـورا أكثـرتميـزا مـن بيضاننـا التروزيـن»‪ ،43‬هـذا الـكلام‬ ‫معاهـد اللغـات والحضـارات الشـرقية فـي باريـس وغيرهـا‬ ‫وإن كان فيـه �شـيء مـن المبالغـة‪ ،‬فهـوينضـاف إلـى مـا قيـل‬ ‫مـن العواصـم الأوروبيـة‪ ،‬والرحـات التـي كانـوا ينظمونهـا‬ ‫مـن قبـل ويـدل علـى أن أصحابـه كانـوا فـي مهمـة تتعلـق‬ ‫نحوالدول العربية حيث إن بعضهم حصل على دورات‬ ‫بتقييـم المعـارف الثقافيـة للبـاد كمـا ونوعـا فـي مختلـف‬ ‫فـي اللغـة والثقافـة العربيـة والإسـامية فـي بلـدان عربيـة‬ ‫أصنـاف العلـوم تجسـيدا للأهـداف الاستشـراقية فـي أبهى‬ ‫كـ‪ :‬فـي الجزائـروالمغـرب )كوبولانـي‪ ،‬كامـل (كامـل دولـز(‪(C.‬‬ ‫تجلياتها‪ .‬وهي أيضا استنتاجات سيترتب عليها الكثيرمن‬ ‫‪ ، Douls‬كما عوضوا ضعف معرفتهم باللهجات المحلية‪،‬‬ ‫الإجراءات‪ ،‬حيث يقول لغريه (‪« :)C.Laigret‬لقد عالجنا‬ ‫بمالعمتارونيجـمنيـ منـنمـ انلبايلظجـ َازائنـ‪.‬ر‪9‬ف‪3‬لـوماليتسرـكـينواغاملسـ‪0‬ل‪،4‬كاباملـإنضامفـسـةالإلـىك‬ ‫مشـكلة التعليـم فـور دخولنـا موريتانيـا ولكنهـا مسـألة‬ ‫الصحراء الوعرة إلاوعبروه‪ ،‬مبشرين بالمشروع الفكري‬ ‫شـاقة‪ ،‬لقـد وجدنـا أنفسـنا فـي مسـتعمرات أخـرى‪ ،‬فـي‬ ‫الجديـد‪ ،‬لإقنـاع النـاس بـأن الثقافـة المحضريـة انتهـى‬ ‫سـاحات فارغـة‪ ،‬أمـا فـي موريتانيـا) ونظـرا لإدراك المقاومـة‬ ‫عصرها‪ ،‬أن عليهم الالتحاق بالتعليم‪ ،‬الفرن�سي الجديد‬ ‫الإسـامية( لنمـو نفوذنـا عـن طريـق التعليـم الفرن�سـي‬ ‫وانتشـارالثقافـة الفرنسـية بـدأت مقاومـة صلبـة»‪ .44‬كمـا‬ ‫الـذي سـيخرجهم إلـى أنـوارالحضـارة‪.‬‬ ‫يصرح وزيرفرنسـا لما وراء البحاروهويطمئن مستشـاريه‬ ‫ومـع ذلـك لـم يحصـدوا مـن محـاولات طمـس هويـة‬ ‫ورجالـه فـي إفريقيـا أن عليهـم العمـل رغـم الصعـاب‪،‬‬ ‫ويذكـره بالأهـداف المتوخـاة مـن إدخـال ثقافتهـم لهـذه‬ ‫‪36: J. Roos, Territoire civil de la Mauritanie, P:54.‬‬ ‫‪ :37 ‬المـدارس العالميـة لأجنبيـة الاسـتعمارية‪ ،‬بكـرابـن عبـد الله أبـوزيـد‪.‬‬ ‫‪ :41‬بلاد شنقيط المنارة والرباط‪ ،‬ص‪ .345:‬سابق‪.‬‬ ‫‪ :42‬تقريـرمحفـوظ فـي الأرشـيف السـنغالي‪ ،G9 ،78 ،‬نقـا عـن الخليـل‬ ‫دارابـن حـزم‪ ،‬القاهـرة‪ ،‬ط‪ .2006 .1‬ص‪.32 :‬‬ ‫‪ :38‬اقتضاء الصراط المستقيم‪ ،‬ص‪206 :‬ـ‪.207‬‬ ‫ال‪3‬ن‪:4‬حـموجيت‪،‬مع اص‪:‬لب‪5‬ي‪5‬ظ َ‪3‬ا‪.‬ن خلال القرن التاسع عشر‪ ،‬السابق‪ ،‬ص‪.314:‬‬ ‫‪ :39‬من أمثلة مترجمي الجيش الفرن�سي للثقافة الشنقيطية‪ ،‬إسماعيل‬ ‫‪ :44‬بلاد شنقيط المنارة والرباط‪ ،‬ص‪.354:‬‬ ‫أحمـد الـذي ترجـم فـي كتابـه ‪(chronique de la Mauritanie sénégal,‬‬ ‫) ‪ ،Naser Eddin‬والـذي ترجـم خلالـه وثائـق مهـم عـن التاريـخ الدينـي‬ ‫والسيا�سـي وأيضـا تاريـخ الأنسـاب بالمنطقـة‪.‬‬ ‫‪ :40‬اسـتعانت الإدارة الاسـتعمارية بمترجميـن سـينغاليين‪ ،‬منهـم ولـد‬ ‫االبـمنشـاهلموقدـةدابدثقا(فيـ‪d‬ة‪da‬ال‪g‬ب‪u‬ي‪o‬ظـ َا‪M‬ن‪ )Bou E.l‬الأب والابـن‪ ،‬لمعرفتهـم بالثقافيـة‬ ‫‪63‬‬

‫علـى الأرا�ضـي الموريتانيـة فـي كيهيـدي‪ ،‬وقـد عملـت هـذه‬ ‫البـاد فيقـول‪ :‬إن تعليـم السـكان الثقافـة الفرنسـية‪،‬‬ ‫المدرسـة علـى تعليـم وتأهيـل تلامذتهـا‪ ،‬وخـال هـذا العـام‬ ‫يخدم الإدارة الاسـتعمارية في شـتى المجالات الاقتصادية‬ ‫لـم يتجـاوز عـدد المسـجلين ‪ ،7‬تلاميـذ‪ ،‬لكـن إقبـال أبنـاء‬ ‫الزنـوج فـي الضفـة اليمنـى مـن النهـرتزايـد حتـى صـار ‪24‬‬ ‫والاجتماعيـة‪.45‬‬ ‫تلميـذا فـي العـام الموالـي‪ .‬وكانـت تصـرف منحهـم الدراسـية‬ ‫وقـد بعـث وكلاء الاسـتعمارإلـى الحاكـم العـام لغـرب‬ ‫مـن طـرف الحاكـم الفرن�سـي فـي السـنغال‪ ،‬وفـي هـذا العـام‬ ‫إفريقيـا‪ ،‬بدراسـات ميدانيـة‪ ،‬أبـرزوا مـن خلالهـا ضـرورة‬ ‫أصبحـت أكثـرانتظامـا ممـا كانـت عليـه»‪ .48‬وافتتحـت بعـد‬ ‫التنـازل وتخفيـف القيـود التـي يفرضونهـا علـى السـكان‬ ‫املبديرظ َساـةنبوتوكـوىجي‪2‬هه‪1‬ا‪9‬إل‪1‬ى‪،‬مكدمـرا تسـةمأابننتاقءـاالء مشوجيمخوفعـيةسمـانن‬ ‫ذلـك‬ ‫سـبيلا لقبـول المـدارس الفرنسـية وذلـك مـن أجـل كسـب‬ ‫أبناء‬ ‫ود الأهالـي أو حتـى يخففـوا مـن لهجتهـم تجـاه المدرسـة‬ ‫ـ لويـس‪ ،‬أمـا أطفـال الحـوض وأزواد فتـم إرسـالهم إلـى‬ ‫الفرنسـية‪ .‬وبالفعـل أخـذ الحاكـم العـام قـرارا يق�ضـي‬ ‫مدرسـة تنبكتـوحيـث فتحـت أبوابهـا ‪ ،1910‬وكانـت أول‬ ‫مدرسـة مزدوجـة تأسسـت فـي أبيتلميـت ‪ ،1914‬ثـم تلتهـا‬ ‫بإدمـاج اللغـة العربيـة إلـى جانـب اللغـة الفرنسـية‪.‬‬ ‫مدرسـة أطـار ‪ ،1930‬وكيفـة وتنبدغـة سـنة ‪1939‬م‪.49‬‬ ‫هـذا القـرارجـاء مـن اجـل تفـادي إفشـال مشـروع‬ ‫والحقيقـة أنـه ومنـذ مطلـع القـرن ‪ 20‬وحتـى فتـرة‬ ‫المدرسة الفرنسية التي أريد لها أن تكون دعامة المشروع‬ ‫الاسـتقلال‪ ،‬ظلـت المدرسـة الفرنسـية تشـهد اضطرابـا‬ ‫الفكـري فـي هـذه البـاد‪ ،‬فالـدور الـذي اضطلعـت بـه‬ ‫فـي برامجهـا التربويـة‪ ،‬فتـارة يقصـون العربيـة وتـارة أخـرى‬ ‫المدرسـة ومـا أسـند إليهـا مـن أدوارلـم يكـن ليقتصـرعلـى‬ ‫يدخلونها بتسـاوي في عدد الحصص مع اللغة الفرنسـية‬ ‫تكويـن إدارييـن واكتتـاب قضـاة وغيرهـم مـن مسـاعدي‬ ‫إلا أنهـم مـا يلبثـوا أن يبـدؤوا تدريجيـا فـي نقصـان عـدد‬ ‫الإدارة الفرنسـية‪ ،‬بـل إلـى جانـب ذلـك كلـه‪ ،‬كانـت النـواة‬ ‫حصصها(العربيـة) حتـى تـكاد تكـون معدومـة‪.‬‬ ‫الأولى لتأسـيس مشـروع اسـتعماري تحت رعاية المشـروع‬ ‫فمـع افتتـاح مدرسـة أبيتلميـت كانـت سـاعات المـواد‬ ‫الفكري لإفريقيا الفرنسـية والذي يرمي إلى تنصيب هذه‬ ‫العربيـة )اللغـة والفقـه والتفسـير(‪ ،‬تصـل إلـى ‪ 12‬سـاعة‪،‬‬ ‫مقابـل ‪ 13‬سـاعة للفرنسـية‪ .‬لكـن هـذا لـن يطـول فبعـد‬ ‫البلـدان وجعلهـا تابعـة لهـوى المسـتعمرين ‪46.‬‬ ‫عشـرسـنوات قـررت الإدارة تخفيـض حصـص العربيـة‬ ‫كمـا يتوخـى مـن هـذه المـدارس تخريـج دفعـات‬ ‫فـي محاولـة للعـودة إلـى الدائـرة الأولـى وحظـرالعربيـة أو‬ ‫متلاحقـة مـن الطـاب بثقافـة غربيـة ولا تحمـل العـداء‬ ‫السـعي إلـى فـي ذلـك‪ ،‬ليأتـي عـام ‪ 1922‬ويخفضـوا سـاعات‬ ‫لفرنسـا‪ ،‬ويدركـون مزايـا هـذا التعليـم وعنـد ذلـك سـيبدأ‬ ‫اللغة العربية إلى ‪ 9‬سـاعات مقابل ‪ 19‬سـاعة للفرنسـية‪،‬‬ ‫التفكيـرحـول آليـة للقضـاء علـى الإسـام أوخلـق قطيعـة‬ ‫وليعوضـوا عـن هـذا النقـص فـي سـوائع العربيـة‪ ،‬تـم‬ ‫معه من خلال سحب الثقة من مشايخه وتشويه الصرح‬ ‫تنويـع مـواد العربيـة فأدمـج فـي البرنامـج الدرا�سـي‪ :‬ديـوان‬ ‫المحضـري وتعويـض هـذا الأخيـربالمـدارس الفرنسـية‪ .‬وقـد‬ ‫السـتة الجاهلييـن ودروس فـي السـيرة النبويـة الشـريفة‪،‬‬ ‫أو�صى بول مارتي في رسالة محفوظة بالأرشيف السنغالي‬ ‫والعـروض‪ ،‬لينخفـض السـاعات بعـد ذلـك إلـى ‪ 7‬سـاعات‬ ‫مفادهـا أن علـى الإدارة الفرنسـية إيقـاف الدعـوة‬ ‫مقابـل ‪ 16‬سـاعة بعـد سـبع سـنوات‪ .‬وخوفـا مـن تكـرار‬ ‫الإسـامية وإفراغهـا مـن محتواهـا وهـو الهـدف الـذي‬ ‫نفـس المسـألة وتفاديـا لاضطـراب المناهـج التربويـة‬ ‫اشتغلوا عليه إليه‪ ،‬بشكل غيرمباشر‪ ،‬من خلال إدخال‬ ‫للمدرسـة الفرنسـية فـي السـنوات السـابقة‪ ،‬فقـد أعلـن‬ ‫التعليم الفرن�سي للمنطقة‪ ،‬يقول‪... »:‬لا يمكن في الوقت‬ ‫حاكـم إقليـم موريتانيـا اعتمـاد اللغـة العربيـة لغـة وحيـدة‬ ‫الحاضرإنجازعمل فكري‪ ،‬ويجب الاكتفاء بترك الإسلام‬ ‫في مدرسـة أطارسـنة ‪ ،1936‬حتى لايفشـل المشـروع على‬ ‫حـد وصفـه‪ ،‬لكـن الحاكـم العـام لغـرب إفريقيـا‪ ،‬اعتـرض‬ ‫يسـيرعلـى شـكله البسـيط‪ ،‬الخفيـف الخطـوة‪47»...‬‬ ‫علـى هـذا الحكـم‪ .‬ليقبـل بعـد ذلـك بصيغـة تختلـف وهـي‬ ‫ويقـدم لنـا الضابـط الفرن�سـي «روسـو « ‪،J.Rosso‬‬ ‫أن تكـون للغـة الفرنسـية لغـة اختياريـة لمـدة لا تتعـدى‬ ‫معلومـات عـن مسـتوى إقبـال السـكان علـى هـذه المـدارس‬ ‫بقولـه‪ »:‬ففـي ‪ ،1905‬تـم فتـح أولـى مدرسـة فرنسـية‬ ‫‪48: J. Roos, l’adjoint au commissaire, livre :Territoire civil de la‬‬ ‫‪Mauritanie (Rapport d’ensemble), Saint-Luis, Imprimerie du‬‬ ‫‪45 :Albert SARRAUT, La mise en valeur des colonies francaises‬‬ ‫‪gouvernement, 1908, P :54. ‬‬ ‫‪annales de géographie, V : 32, N : 177, Payot, Paris, 1923, PP‬‬ ‫‪).‬ـ‪(265271‬‬ ‫‪ :49‬موريتانيا وأوربا عبرالتاريخ‪ ،‬ص‪.64:‬‬ ‫‪ :46‬موريتانيـا وأوربـا عبـرالتاريـخ‪ ،‬محمـد سـعيد ولـد همـدي‪ ،‬ص‪،64:‬‬ ‫‪ .2002‬بـدون دارالنشـر‪.‬‬ ‫)‪(92.‬نقـاعـن موريتانيـا وأوربـا‪47 :Paul Marty, Archives de dakar ‬‬ ‫عبـرالتاريـخ‪ ،‬ص‪.65:‬‬ ‫‪64‬‬

‫ ‪-‬إمارة ادوعيش ومشـظوف‪ ،‬الشـيخ سـيديا بابا‪،‬‬ ‫الأربـع سـنوات‪ ،‬وهـوإعـان ضمنـي لفشـل كل المحـاولات‬ ‫تـح‪ :‬إزيـد بيـه بـن محمـد محمـود ط‪ ،2‬نواكشـوط‪،‬‬ ‫في ترسيم اللغة الفرنسية‪ .‬ولن يطول صمتهم وسيعودن‬ ‫لفرضهـا مـن جديـد بعـد عاميـن مـن إعـان القـرارالأخيـر‪.‬‬ ‫‪.1994‬‬ ‫وبعـد سـنتين كذلـك سينسـخون هـذا القـرار الأخيـر‬ ‫ ‪-‬بلاد شنقيط المنارة والرباط‪ ،‬الخليل النحوي‪.‬‬ ‫ويعلنـون أن الفرنسـية لغـة اختياريـة‪ ،‬سـنة ‪،1940‬‬ ‫ ‪-‬تاريـخ حركـة الاستشـراق‪ ،‬يوهـان فـوك‪ ،‬ترجمـة‬ ‫باسـتثناء مدرسـة بوتلميـت‪.50‬‬ ‫عمرلطفي العالم‪.‬‬ ‫لـم تنكسـر إرادة الأهالـي فـي مقاطعـة الـدروس‬ ‫ ‪-‬تاريـخ الدراسـات العربيـة فـي فرنسـا‪ ،‬محمـود‬ ‫الفرنسـية وسـتتواصل المحـاولات‪ ،‬ففـي عـام ‪،1947‬‬ ‫المقـداد‪ ،‬ع‪ ،167:‬عالـم المعرفـة‪ ،‬الكويـت‪ ،‬سـنة‬ ‫وبعـد سـتة سـنوات‪ ،‬سـتتوهم الإدارة الفرنسـية أن‬ ‫الفرصـة حانـت لفـرض الفرنسـية فـي إفريقيـا الغربيـة بمـا‬ ‫‪.1990‬‬ ‫فيها موريتانيا‪ ،‬لتتراجع ساعات اللغة العربية في مدارس‬ ‫ ‪-‬التأليـف الموريتانـي فـي ظـل الاسـتعمار‪ ،‬الشـيخ‬ ‫هـذه الأخيـرة إلـى ‪ 6‬سـاعات‪ ،‬يدخـل فيهـا الأنشـطة الحـرة‬ ‫سـيدي عبـد الله‪ ،‬ورقـة بحثيـة‪ ،‬مجلـة الأديـب‪،‬‬ ‫والأعمـال اليدويـة‪ .‬لكـن وأمـام هـذه المصاعـب وتحفـظ‬ ‫املعسهــكداأبنـيمـتنل امليـإقتبـااللإسعـلـاىميهـذكهب ادليمـدلرمسـحةلـتـيمعاـلإنعـالما ْحنظـعـرةن‬ ‫اتحـاد الأدبـاء الموريتانييـن‪ ،‬العـدد ‪.2010 ،10‬‬ ‫فـي صيغـة مدرسـة حـرة يديرهـا الشـيخ عبـد االله بـن‬ ‫ ‪-‬الطريـق إلـى تنبكتـوعبـرموريتانيـا‪ ،‬محمـدوولـد‬ ‫الشـيخ سـيديا‪ ،‬سـنة ‪ ،1953‬لكـن ومـن جهـة أخـرى فـإن‬ ‫هـذا المؤسسـة لـن تكـون كغيرهـا مـن المؤسسـات التربويـة‬ ‫محمـدن أميـن‪.‬‬ ‫التقليديـة لكـون طلابهـا سـيندمجون فـي نظـام تربـوي‬ ‫ ‪-‬مجالـس مـع فضيلـة العلامـة محمـد الأميـن‬ ‫عليـه رقابـة تامـة مـن الإدارة الاسـتعمارية وهـي الجهـة‬ ‫الجكنـي الشـنقيطي‪ ،‬أحمـد بـن محمـد الأميـن بـن‬ ‫المشـرفة والداعمـة‪ .51‬كمـا يذكـرفـي هـذا المقـام أن إدمـاج‬ ‫أحمد الجكني الشنقيطي‪ ،‬وزارة الأوقاف والشؤون‬ ‫اللغـة العربيـة فـي المناهـج التربويـة للمـدارس الفرنسـية‬ ‫فـي موريتانيـا شـكل اسـتثناء مـن المـدارس الفرنسـية فـي‬ ‫الإسـامية دولـة الكويـت‪ .2007 ،‬ط‪.1‬‬ ‫ ‪-‬المنظمات الإنسـانية واجهة الاسـتعمارالجديد‬ ‫إفريقيـا الفرنسـية‪.‬‬ ‫فـي موريتانيـا‪ ،‬محمـد المختـارسـيدي محمـد‪ ،‬مجلـة‬ ‫خاتمة‪:‬‬ ‫الحكمـة‪ ،‬ع‪ ،1999 ،12:‬بغـداد‪.‬‬ ‫ ‪-‬موريتانيا وأوربا عبرالتاريخ‪ ،‬محمد سعيد ولد‬ ‫لقـد توخـى هـذا البحـث دراسـة المسـارالـذي سـلكته‬ ‫سـلطات الاسـتعمارالفرن�سـي فـي ترسـيخ ثقافتهـا بالأرا�ضـي‬ ‫همدي‪.2002 ،‬بدون دارالنشر‪.‬‬ ‫الموريتانيـة‪ ،‬مدعومـة بتفوقهـا العسـكري والتقنـي‪،‬‬ ‫ومسـاندة الأقـام التـي جندتهـا مـن بنـي جنسـها‪ ،‬أوممـن‬ ‫ ‪-‬‬ ‫انجـروراءهـا مـن النخبـة المحليـة‪ ،‬وذلـك بالكشـف عـن‬ ‫أبـرز المراحـل التـي مـرت منهـا‪ ،‬والإجـراءات التـي اتخذتهـا‬ ‫المراجع الأجنبية‪:‬‬ ‫إزاء الثقافـة المحليـة‪ ،‬والوسـائل التشـريعية والتعليميـة‬ ‫التـي اعتمدتهـا لتحقيـق أهدافهـا‪ ،‬ودور الاستشـراق فـي‬ ‫‪- A. N. M, Série E, dossier N°8, Mr. Le ministre‬‬ ‫كل ذلـك‪ ،‬ونصيـب التـراث الشـنقيطي مـن اهتمامـات‬ ‫‪des colonies en date du 01 décembre 1902.‬‬ ‫‪- FRANCIS, Nicolas, La langue berbère de‬‬ ‫الاستشـراق الفرن�سـي خاصـة‪.‬‬ ‫‪la Mauritanie, Mémoire de l’institut français‬‬ ‫المصادروالمراجع‪:‬‬ ‫‪DAKAR, 1953.‬ـ‪d’Afrique noire n°: 33, IFAN‬‬ ‫‪- HAMAT, Ismael, Chronique de la Mauritanie‬‬ ‫ ‪-‬إخبـارالأحبـاربأخبـارالآبـار‪ ،‬أمحمـد بـن أحمـد‬ ‫‪sénégalaise, Nacer Eddine, texte arabe tra-‬‬ ‫يـورة‪ ،‬ترجمـة (بـول مارتـي ‪ ،)Paul Marty‬دراسـة‬ ‫‪duction et Notice, Ernest Leroux Editeur, Paris,‬‬ ‫أحمـد ولـد الحسـن‪ ،‬معهـد الدراسـات الإفريقيـة‬ ‫‪1911.‬‬ ‫‪- MARTY, Paul, L’émirat des Trarza.‬‬ ‫الربـاط‪.1992 ،‬‬ ‫‪- MOLLIEN, Voyage dans l’intérieur de l’Afrique.‬‬ ‫ ‪-‬الاستشـراق والخلفيـة الفكريـة للصـراع‬ ‫‪- ROOS. J, L’adjoint au commissaire, livre:‬‬ ‫الحضـاري محمـود حمـدي زقـزق دار المعـارف‪.‬‬ ‫‪Territoire civil de la Mauritanie (Rapport d’en-‬‬ ‫ ‪-‬إشـكالية ترجمـة معانـي القـرآن الكريـم‪ ،‬سـعيد‬ ‫‪semble), Saint-Luis, Imprimerie du gouverne-‬‬ ‫‪ment, 1908.‬‬ ‫اللاونـدي‪.‬‬ ‫‪- SARRAUT, Albert, la mise en valeur des colo-‬‬ ‫‪nies françaises, annales de géographie, V : 32,‬‬ ‫‪ :50‬بلاد شنقيط المنارة والرباط‪ ،‬ص‪.356:‬‬ ‫‪N : 177, Payot, Paris, 1923.‬‬ ‫‪ :51‬بلاد شنقيط المنارة والرباط‪ ،‬ص‪.356:‬‬ ‫‪- Voyage dans Le Soudan Occidental, Séné-‬‬ ‫‪gambie –Niger, 1863 -1866, Librairie de L. Ha-‬‬ ‫‪chette, Paris, 1868.‬‬ ‫‪65‬‬

‫‪Abstract:‬‬ ‫المجاهد البطل أحمد بن محمد‬ ‫‪The Moroccan armed resistance movement‬‬ ‫الحزمري ودوره في مقاومة الاستعمار‬ ‫بشمال المغرب (‪1926 – 1912‬م)‬ ‫‪emerged in several parts of Morocco during‬‬ ‫‪the first half of the twentieth century due to the‬‬ ‫ذ‪ .‬مو�سى المودن*‪1‬‬ ‫‪colonial campaigns launched by the Spaniards‬‬ ‫ملخص‪:‬‬ ‫‪in the north and the south and the Franciscan‬‬ ‫‪in the middle. Because of this unprecedented‬‬ ‫عرفـت مرحلـة النصـف الأول مـن القـرن العشـرين‬ ‫‪campaign, Moroccans were front of two‬‬ ‫قيـام حركـة المقاومـة المسـلحة المغربيـة‪ ،‬فـي كل أرجـاءه‬ ‫‪controversial things; either to surrender to the‬‬ ‫نتيجـة الحمـات الاسـتعمارية المسـعورة مـن طـرف كل‬ ‫‪forces of the enemy or to resist using simple‬‬ ‫مـن الإسـبان فـي الشـمال والجنـوب‪ ،‬والفرنسـيس فـي‬ ‫‪primitive equipment.‬‬ ‫الوسـط‪ ،‬وأمـا هـذه الحملـة الغيـرمسـبوقة‪ ،‬كان المغاربـة‬ ‫أمـام أمريـن‪ ،‬إمـا الاستسـام لقـوات الأعـداء‪ ،‬أوالمقاومـة‬ ‫‪A large number of Moroccans chose to‬‬ ‫بالإمكانيـات البدائيـة البسـيطة‪ ،‬وقـد اختـار الكثيـر‬ ‫‪defend with strength and determination these‬‬ ‫مـن المغاربـة الوقـوف بشـرف وقـوة وعزيمـة أمـام هـذه‬ ‫‪invasive armies while some others chose to‬‬ ‫الجيـوش الغازيـة‪ ،‬واختـارالبعـض الاستسـام والتقهقـر‬ ‫‪surrender, retreat and even betray the country.‬‬ ‫وحتـى العمالـة والخنـوع‪.‬‬ ‫‪Faced with this continued colonisation,‬‬ ‫وأمـام هـذا الزحـف المتواصـل‪ ،‬كانـت المنطقـة‬ ‫‪people in the northern region, however,‬‬ ‫الشـمالية أمـام وقائـع مهيبـة‪ ،‬صمـدت فيهـا صمـود‬ ‫‪resisted and defended colonials to protect their‬‬ ‫الأبطـال‪ ،‬ودافعـت دفـاع الشـجعان‪ ،‬مـن أجـل الـدود‬ ‫‪dignity, children, women and the inviolability of‬‬ ‫عـن كرامـة أبنائهـا‪ ،‬وعـزة نسـائها‪ ،‬وحرمـة أراضيهـا‪ ،‬فـكان‬ ‫‪its territory. In the western countryside, several‬‬ ‫فـي الريـف الغربـي نمـاذج عـدة بذلـت الغالـي والنفيـس فـي‬ ‫‪models such as Moulay Sharif Raissouni and‬‬ ‫سـبيل تحقيـق الوحـدة والتصـدي للأعـداء‪ ،‬كالبطـل‬ ‫‪Ahmidou Essoukan who made valuable and‬‬ ‫الشـريف مـولاي أحمـد الريسـوني والقائـد احميـدوا‬ ‫‪precious efforts to achieve unity and face the‬‬ ‫السـكان‪ ،‬أمـا فـي الريـف الشـرقي والأوسـط‪ ،‬فـكان هنالـك‬ ‫‪enemies. While in the eastern and central‬‬ ‫أبطـال أخـرون لا يقلـون قـوة وشـكيمة عـن سـابقيهم‪،‬‬ ‫‪countryside, there had been other heroes who‬‬ ‫كالبطـل المغربـي محمـد أمزيـان والصنديـد محمـد بن عبد‬ ‫‪were not less powerful than their predecessors‬‬ ‫‪like Mohamed Amaziane and Abdelkrim‬‬ ‫الكريـم الخطابـي وغيرهـم كثيـر‪.‬‬ ‫‪Elkhatabi in addition to many others.‬‬ ‫ونحـن فـي هـذا المقـال‪ ،‬نـود تسـليط الضـوء علـى‬ ‫شـخصية تاريخيـة مهمـة‪ ،‬كان لهـا دور كبيـرفـي تحقيـق‬ ‫‪We would like, in this article, to highlight‬‬ ‫الانتصـارات المبهـرة علـى العـدوان الإسـباني‪ ،‬وفـي نفـس‬ ‫‪on an important historical figure who had a‬‬ ‫الوقـت سـاهمت فـي توحيـد الشـمال الغربـي بمعيـة‬ ‫‪tremendous role in achieving dazzling victories‬‬ ‫القائديـن الشـريف الريسـوني ومـن بعـده الزعيـم‬ ‫‪against Spanish aggression. Meanwhile, he‬‬ ‫الخطابـي‪ ،‬واسـتمرت بطـولات هـذه الشـخصية إلـى أن‬ ‫‪contributed to the unification of the northwest‬‬ ‫سـقطت فـي سـاحة الوغـى‪ ،‬مخضبـة بدمـاء الكرامـة وحـب‬ ‫‪in the company of Sharif Raissouni and‬‬ ‫‪Elkhattabi after that. This leader’s heroics‬‬ ‫الوطـن‪.‬‬ ‫‪continued until he fell dead in the war square,‬‬ ‫وانطلاقا مما سبق ذكره‪ ،‬فمن هي شخصية القائد‬ ‫‪bloodily coloured with dignity and patriotism.‬‬ ‫الحزمـري محمـد أسـبوا الملقـب باخريـرو؟ وماهـي مراحـل‬ ‫نشـأته؟ ومـا هـي جهـوده فـي سـبيل التصـدي للاسـتعمار‬ ‫الإسـباني؟ وكيـف كانـت نهايتـه؟‬ ‫*‪ 1‬طالـب باحـث ‪ -‬جامعـة عبـد الملـك السـعدي ‪ -‬كليـة الآداب والعلـوم‬ ‫الإنسـانية ‪ -‬تطـوان ‪ -‬المغـرب‪.‬‬ ‫‪66‬‬

‫المبحـث الأول‪ :‬الوضعيـة السياسـية‬ ‫‪Accordingly, this article answers several‬‬ ‫‪interesting questions about Mohamed‬‬ ‫والاقتصاديــة في المنطقــة الشــالية‬ ‫‪Hazmari’s personality, growth, efforts he did‬‬ ‫‪against Spanish colonialism and finally his‬‬ ‫خــال البدايــات الأولى للقــرن‬ ‫‪death.‬‬ ‫العشريــن‪:‬‬ ‫‪Keywords: colonialism – French – Spanish‬‬ ‫‪– Morocco – Hazmari – victory - unity‬‬ ‫عرفـت منطقـة الشـمال المغربـي أوضاعـا اقتصاديـة‬ ‫واجتماعيـة وسياسـية متدهـورة خـال البدايـات الأولـى‬ ‫تقديم‪:‬‬ ‫للقـرن العشـري‪ ،‬إذا تصادفـت هـذه المرحلـة مـع انتشـار‬ ‫مـا يطلـق عليهـا بسـم «السـيبة»‪ ،‬وهـي خـروج المنطقـة‬ ‫حظيـت هـذه الأمـة –المغربيـة‪ -‬بمجموعـة كبيـرة مـن‬ ‫الشـمالية عـن سـلطة المخـزن بشـكل شـبه كلـي‪ ،‬إذ لـم‬ ‫الأبطـال المدافعيـن عـن حقـوق أهلهـا وتربـة مـن أسسـوا‬ ‫تكـن للدولـة سـوى سـلطة رمزيـة علـى القبائـل‪ ،‬فكانـت‬ ‫كيانهـا‪ ،‬كتـب للبعـض منهـم الذكـروالتسـطيروالشـهرة‪،‬‬ ‫لهـذه الوضعيـة نتائـج وخيمـة جـدا علـى موقـع المغـرب فـي‬ ‫ولم يكتب للبعض الأخرسوى البعض من الذكربالرغم‬ ‫مواجهـة الـدول الكبـرى التـي أرادت احتـال بـاد المغـرب‬ ‫مـن أثـرالفعـل وصـدى البطولـة‪ ،‬ونحـن فـي هـذا الصـدد‬ ‫بالقـوة العسـكرية‪ .‬فكانـت الأوضـاع فـي هـذه المرحلـة كمـا‬ ‫نحـاول أن ننقـل للقـارئ الكريـم بعضـا مـن أثـار هـؤلاء‬ ‫الأبطـال‪ .‬ونخـص بالذكـرفتـرة مهمـة مـن تاريـخ المغـرب‪،‬‬ ‫يلـي‪:‬‬ ‫والتـي تتمثـل فـي النصـف الأول مـن القـرن العشـرين‪،‬‬ ‫والتـي شـهدت فيـه ربـوع بـاد المغـرب حركـة مقاومـة قويـة‬ ‫‪ - 1‬الوضعيــة السياســية مــن ســنة‬ ‫للتصـدي للمسـتعمرين الإسـباني والفرن�سـي‪.‬‬ ‫‪1912‬م إلى ســنة ‪1927‬م‪:‬‬ ‫صحيـح أن التاريـخ خلـد بطـولات رجـال عظـام‪،‬‬ ‫أمثـال محمـد بـن عبـد الكريـم الخطابـي –أسـطورة‬ ‫عرفـت الوضعيـة السياسـية فـي الشـمال المغربـي‬ ‫الريـف‪ -‬وقبلـه الشـريف محمـد أمزيـان‪ ،‬قائـد مقاومـة‬ ‫تغيـرات سياسـية قويـة‪ ،‬حيـث انتقلـت فيهـا مـن فتـرة‬ ‫الريف في تلك الفترة –سنة ‪1912‬م‪ ،‬وكذا كل من القائد‬ ‫الاسـتقرارإلـى فتـرة الصراعـات ومواجهـة الاحتـال طيلـة‬ ‫موحـى أوحمـوالزيانـي‪ ،‬وعسـوأبسـام‪ ،‬والصنديـد القائـد‬ ‫أربعـة عشـر عامـا‪ .‬وبعـد اسـتباب الأمـن بيـن ربوعهـا‪،‬‬ ‫الهيبـة‪ ،‬والزعيـم الشـريف مـولاي أحمـد الريسـوني‪،‬‬ ‫سـتنتقل المنطقـة إلـى وضعيـة الاسـتقرارالطويـل الأمـد‪.‬‬ ‫والبطـل الشـهيد احميـدوالسـكان‪ ،‬وغيرهـم كثيـر‪ .‬إلا أنـه‬ ‫فقـد كانـت هـذه الفتـرة مـن أكثـرالفتـرات التاريخيـة غنـا‬ ‫ولسـوء الحـظ لـم يعـط التقديـر الكافـي للبعـض منهـم‪،‬‬ ‫بالنسـبة للمنطقـة‪ ،‬لأنهـا عاشـت فيهـا الكثيـرمـن الأحـداث‬ ‫ممـن حرصـوا علـى التصـدي للاسـتعماربالغالـي والنف�سـي‬ ‫التـي رافقـت الدخـول الاسـتعماري الأول ثـم الثانـي‪ ،‬وبيـن‬ ‫حتـى أخـرقطـرة مـن دمهـم‪ ،‬وخاصـة مـن كان لهـم الفضـل‬ ‫هذيـن الهجوميـن جـرت الكثيـر مـن الوقائـع والحـروب‬ ‫والنكسـات وكذلـك الانتصـارات‪ .‬وخـال هـذه المرحلـة‪،‬‬ ‫الكبيـرفـي القيـادة والتأثيـر‪.‬‬ ‫كانـت المنطقـة الشـمالية موزعـة سياسـيا بيـن نفـوذ كل‬ ‫نخصـص الحديـث فـي هـذا المقـال عـن شـخصية‬ ‫عظيمـة مـن شـخصيات أبطـال هـذه الأمـة‪ ،‬ويتعلـق الأمـر‬ ‫مـن‪:‬‬ ‫ببطل اجبالة وغمارة ما بين ‪1912‬م‪ ،‬إلى سنة استشهاده‬ ‫أ‪ :‬الدولة المغربية‪:‬‬ ‫–رحمـه الله‪ -‬سـنة ‪1926‬م بقبيلـة بنـي يـدرالجبليـة فـي‬ ‫كانـت جـل المناطـق المغربيـة قبـل سـنة ‪1913‬م‬ ‫معركة من أشرس وأشد المعارك التي واجهها الإسبان في‬ ‫تخضـع للنفـوذ الرمـزي للدولـة المغربيـة‪ ،‬ماعـدا مدينـة‬ ‫مليلـة وسـبتة وبعـض مـن المناطـق المجـاورة لهـا‪ ،‬إذ كانـت‬ ‫زحفهـم علـى تربـة الشـمال المغربـي‪.‬‬ ‫يـد الاسـتعماربـدأت تتطـاول عليهـا‪ ،‬ومباشـرة بعـد توقيـع‬ ‫فمن هي شخصية القائد الحزمري اخريرو؟ وما هي‬ ‫معاهـدة الحمايـة‪ ،‬سـتعرف المنطقـة غليانـا شـديدا‪ ،‬إذ‬ ‫ظـروف نشـأته وتربيتـه؟ وكيـف انتقـل فـي مراتـب المقاومـة‬ ‫سـتبرز المقاومـة العسـكرية كخيـار لمواجهـة الاحتلاليـن‬ ‫حتى وصل إلى رتبة القيادة؟ وما هي أبرز وأعظم ما أنجز‬ ‫الاسـباني والفرن�سـي‪ ،‬ومعهمـا سـتفقد الدولـة مزيـدا مـن‬ ‫النفـوذ الرمـزي‪ ،‬إذ سـرعان مـا سـتجتاح المنطقـة حـركات‬ ‫في مسـيرته الجهادية والنضالية؟‬ ‫مقاومـة سـتكبد الاحتـال خسـائرجـد فادحـة‪.‬‬ ‫‪67‬‬

‫د‪ :‬مناطق نفوذ القوات الإسبانية‪:‬‬ ‫ب‪ :‬مناطق نفوذ الثائرمولاي أحمد الريسوني‪:‬‬ ‫كان الشـريف مـولاي أحمـد الريسـوني مـن الموظفيـن‬ ‫كانـت القـوات الإسـبانية تسـيطر علـى الجيـوب‬ ‫مـع سـلطات المخـزن فـي هـذه المرحلـة‪ ،‬إلا أن حـدوث‬ ‫المختلفـة المعروفـة‪ ،‬وهـي سـبتة ومليليـة وبعـض الجـزر‬ ‫حـزازت لـه مـع بعـض قـادة الاحتـال بسـبب قسـوته علـى‬ ‫الواقعـة علـى مقربـة مـن الأرا�ضـي المغربيـة‪ ،‬وبعـد خطـة‬ ‫الأهالـي جعلتـه يصـدم مـع سـلطات الاحتـال فـي عـدة‬ ‫تقسـيم المغـرب وفـرض الحمايـة سـنة ‪1912‬م‪ ،‬بـدأت‬ ‫معـارك مصيريـة‪ ،‬كان معركـة تـازروت وجبـل بوهاشـم‬ ‫القـوات الإسـبانية بالاكتسـاح التدريجـي لمناطـق الشـمال‬ ‫أخطرهـا‪ ،‬إذ فقـد فيهـا أحـد أكبـرقياداتـه الميدانيـة‪ ،‬وهـو‬ ‫المغربـي‪ .‬وخـال هـذا الزحـف تكبـدت خسـائر كبيـرة‬ ‫الشـهيد الشـريف أحمـد السـكان دفيـن جبـل العلـم‪ .‬وكان‬ ‫وفادحـة‪ ،‬وبقيـت سـيطرة الإسـبان مـن سـنة ‪1913‬م إلـى‬ ‫الريسـوني يسـيطرعلـى أغلـب جبـال اجبالـة‪ ،‬وكثيـرمـن‬ ‫سـنة ‪ 1927‬متقلبـة‪ ،‬ولـم تسـتب إلا بعـد هزيمـة المقاومـة‬ ‫مناطـق غمـارة‪ ،‬إلا أنـه وبعـد قيـام ثـورة ابـن عبـد الكريـم‬ ‫المغربية‪ ،‬وجمع آخرقطعة سـاح في المنطقة‪ .‬وعلى إثرها‬ ‫وسيطرة القوات الاسبانية على كثيرمن القبائل وتقديم‬ ‫سـتنق�ضي مرحلـة حاسـمة مـن تاريـخ المقاومـة الريفيـة‬ ‫البعـض الآخـر لفـروض الطاعـة للمخـزن‪ ،‬سـتتضاءل‬ ‫الجبليـة‪ ،‬والتـي بصـم فيهـا المغاربـة بصمـة خاصـة كتبـت‬ ‫مساحة سيطرت الريسوني على المنطقة الى درجة كبيرة‪.‬‬ ‫بمـداد الفخـروالعـز‪ .‬وسـيكون للإسـبان بعدهـا السـيطرة‬ ‫ج‪ :‬مناطـق نفـوذ المقـاوم محمـد بـن عبـد الكريـم‬ ‫الكاملـة علـى المنطقـة الشـمالية التـي عرفـت بالمنطقـة‬ ‫الخطابي‪:‬‬ ‫الخليفيـة‪.‬‬ ‫بعد قيام ثورة محمد بن عبد الكريم سنة ‪1921‬م‪،‬‬ ‫وهزمـه للإسـبان فـي عـدة معـارك حاسـمة ومصيريـة‪ ،‬كان‬ ‫‪ - 2‬الوضعيــة الاقتصاديــة في منطقــة‬ ‫أكبرهـا معركـة أنـوال المجيـدة‪ ،‬سـيزحف ابـن عبـد الكريـم‬ ‫الشـال المغـربي مـن ‪ 1913‬إلى ‪1927‬م‪:‬‬ ‫على باقي تراب الريف‪ ،‬ومنه سيتوجه إلى أطراف القبائل‬ ‫الغمارية بعد تقديم عدد من قبائلها للطاعة‪ ،‬واندماجها‬ ‫عرفت منطقة الشمال المغربي تغيرات متلاحقة مع‬ ‫في ركاب المقاومة الريفية‪ ،‬وسيستمرفي مواجهة الإسبان‬ ‫مطلـع القـرن العشـرين؛ حيـث أدت الحملـة الاسـتعمارية‬ ‫إلـى أن أجلاهـم عـن مدينـة شفشـاون‪ ،‬وحاصـر بعدهـا‬ ‫إلـى تدهـور فـي الاقتصـاد المعي�شـي للمنطقـة‪ ،‬فتضـرر‬ ‫قلعـة الريسـوني‪ ،‬وألقـى عليـه القبـض فـي قريتـه بتـزروت‪،‬‬ ‫بذلـك الاقتصـاد المحلـي‪ ،‬ونتـج عنـه تراجـع كبيـرفـي الإنتـاج‬ ‫ونقـل بعدهـا إلـى الريـف‪ ،‬ثـم اسـتمرت حركـة الزحـف إلـى‬ ‫والتصديـر‪ .‬ولا شـك أن الوضعيـة الاقتصاديـة للقبيلـة‬ ‫الغماريـة كانـت كارثيـة فـي فتـرة الاسـتعمار‪ .‬فبحكـم‬ ‫أن حاصـرتطـوان وبواديهـا‪.‬‬ ‫الهجمـات المسـعورة مـن طـرف الاحتـال مـن جهـة‪،‬‬ ‫بعـد أن اجتمعـت القـوات الاسـتعمارية فـي تحالـف‬ ‫والقبائـل الثائـرة مـن جهـة أخـرى‪ ،‬صـارواقـع الاقتصـاد‬ ‫ثنائـي قوامـه أكثـر مـن ‪ 500‬ألـف مقاتـل‪ ،‬ومئـات مـن‬ ‫فـي الشـمال المغربـي مترديـا وضعيفـا‪ .‬ولقلـة الدراسـات‬ ‫الآليـات الحديثـة‪ ،‬والقنابـل الكيماويـة‪ ،‬والأسـلحة‬ ‫التـي عنـت بالاقتصـاد المغربـي قبـل سـنة ‪1927‬م‪ ،‬سـوف‬ ‫الفتاكـة‪ .‬وقـد اسـتطاعت هـذه القـوات إلحـاق الهزيمـة‬ ‫نسـتقي مـا وصلنـا مـن معلومـات حولـه قبـل ثلاثيـن سـنة‬ ‫بالمقاومـة الريفيـة الجبليـة‪ ،‬وعلـى إثرهـا استسـلم المقـاوم‬ ‫من تاريخ استسلام المنطقة الشمالية؛ حيث قام أساسا‬ ‫المغربي ابن عبد الكريم سنة ‪1926‬م للقوات الفرنسية‪،‬‬ ‫علـى الفلاحـة التقليديـة‪ ،‬والصيـد البحـري‪ ،‬ثـم الصناعـة‬ ‫ونقـل بعـد ذلـك إلـى جزيـرة تقـع فـي قلـب المحيـط الهنـدي‪،‬‬ ‫الخشـبية والمعدنيـة‪ .‬وهـذه أبـرز المجـالات الاقتصاديـة‬ ‫وبقـي هنالـك إلـى أن فـرمـن قيـود المسـتعمرفـي الأربعينيـات‬ ‫التـي اعتمـد عليهـا الاقتصـاد الغمـاري فـي تلـك المرحلـة‪:‬‬ ‫مـن القـرن المنصـرم‪.‬‬ ‫‪ -‬الفلاحة‪:‬‬ ‫كانـت الفلاحـة فـي تلـك الفتـرة فلاحـة تقليديـة‬ ‫‪68‬‬ ‫بامتيـاز‪ ،‬تعتمـد فـي كل جزئياتهـا علـى أدوات بدائيـة‪ ،‬مـن‬ ‫قبيـل المحـراث الخشـبي‪ ،‬والفـؤوس فـي فلاحـة الأرض‪،‬‬ ‫والمناجل والمدراة والحيوانات في الحرث والحصاد ودرس‬

‫‪ -‬الصناعة المعدنية‪:‬‬ ‫المحصـول‪ .‬كمـا كانـت المنتوجـات الفلاحيـة المزروعـة فـي‬ ‫ظلـت الصناعـة المعدنيـة تقليديـة إلـى فتـرات‬ ‫المنطقة تعد على رؤوس الأصابع‪ ،‬فقد أشارموليراس إلى‬ ‫متأخـرة‪ ،‬ويـدل علـى ذلـك الوصـف المقـدم مـن طـرف‬ ‫أن حظ المنطقة من المزروعات ضعيف جدا‪ ،‬وأن أغلب‬ ‫مولييـراس‪ ،‬حيـث يقـول فـي معـرض حديثـه عـن الصناعـة‬ ‫السـاكنة يعتمـدون علـى القنـص وتربيـة الماشـية أكثـرمـن‬ ‫المعدنيـة فـي المنطقـة‪« :‬إن هـذه المنطقـة المليئـة بالتـال‪،‬‬ ‫اعتمادهـم علـى الفلاحـة‪ .‬وتعمـل النسـاء فـي الحقـول أكثـر‬ ‫تصبـح قبلـة للباحثيـن عـن الذهـب‪ ،‬فهـذا المعـدن المقدس‬ ‫مـن الرجـال‪ ،‬فهـن يجهـدن أنفسـهن فـي زرع الحقـول‪،‬‬ ‫يوجـد فـي كل مـكان؛ فـي الوديـان والتـال وحتـى فـي أزقـة‬ ‫لأنهـن ملزمـات بقلـب الأرض بواسـطة الفـؤوس‪ .2‬أمـا‬ ‫القـرى المبنيـة فـوق مناجـم قديمـة لـم تسـتغل إلا بشـكل‬ ‫الرجـال‪ ،‬فيقضـون أغلـب وقتهـم ممدديـن علـى الحصائـر‬ ‫سطحي‪ .‬ومعلوم أن الوسائل الحديثة لاستغلال المعادن‬ ‫بالمسـاجد‪ ،‬أو مسـتمتعين بالقنـص ببنادقهـم وبحيـوان‬ ‫الذهبيـة والفضيـة‪ ،‬غيـرمعروفـة بالمغـرب؛ ولـم تحقـق‬ ‫ابـن مقـرض «النمـس»‪ .‬وهـم يمتنعـون عـن الرعـي‪،‬‬ ‫الصناعـة المعدنيـة بهـذا البلـد أي تقـدم‪ ،‬منـذ مئـات‬ ‫ويتركـون المهنـة للطفـات الصغيـرات‪ .‬بالإضافـة إلـى تعليـم‬ ‫السـنين»‪.5‬‬ ‫الأطفـال مبـادئ القـراءة والكتابـة‪.3‬‬ ‫وكانـت تجـري فـي هـذه المنطقـة (بنـي بـوزرة الغماريـة)‬ ‫وهـذه أبـرز المنتوجـات الفلاحيـة التـي يزرعونهـا‪:‬‬ ‫حسـب مولييـراس‪ ،‬تجـارب عديـدة لفصـل الذهـب عـن‬ ‫الفـول‪ ،‬القمـح‪ ،‬اللـوز‪ ،‬الجـوز‪ ،‬الزبيـب‪ ،‬التيـن‪ ،‬العـدس‪،‬‬ ‫باقـي المعـادن‪ ،‬إلاأن هـذه التجـارب البدائيـة لـم تكـن تكلـل‬ ‫الشـعير‪ ،‬طابـة‪ ،‬الكيـف‪ ،‬الـذرة‪ ،‬القمـح‪ ،‬الخـل‪،‬‬ ‫حسـب قولـه سـوى بالفشـل‪ ،‬بـل وفـي بعـض الأحيـان إلـى‬ ‫البطاطـس‪ ،‬الكـرز‪ ،‬الزيتـون‪ ،‬الصامـت‪ ،‬الليمـون‪...‬‬ ‫نهايـة مؤلمـة‪ .‬وكانـت هـذه العمليـة تتـم عبـراعتمـاد قـدور‬ ‫إن أغلـب هـذه المنتوجـات الفلاحيـة كانـت توجـه‬ ‫وقوالـب غريبـة وأدوات أخـرى لا تقـل غرابـة‪ ،‬ممـا قـد‬ ‫إمـا نحـو الاسـتهلاك المحلـي‪ ،‬أو التصديـرللقـرى والمـدن‬ ‫يثيـرالسـخرية والشـفقة علـى أهالـي هـذه الأوطـان حسـب‬ ‫وصـف الكاتـب‪ .6‬كمـا كانـت هنالـك صناعـة معدنيـة‬ ‫المجـاورة‪.‬‬ ‫أخرى‪ ،‬يختص بها أهل بني زجل‪ ،‬حيث يقومون بصناعة‬ ‫أمـا علـى مسـتوى الثـروة الحيوانيـة؛ فـإن المنطقـة‬ ‫كانـت تزخـربرصيـد مهـم منهـا‪ .‬وكان أغلبهـا موجهـا نحـو‬ ‫البـارود والرصـاص الـذي يسـتعمل فـي القنـص‪.7‬‬ ‫الاسـتهلاك أوالتصديـر‪ .‬وكانـت المنطقـة تزخـربأصنـاف‬ ‫ونجـد فـي المقابـل‪« ،‬انتشـارا لصناعـة النقـود لـدى‬ ‫محـددة مـن الحيوانـات الأليفـة التـي تسـتهلك لحومهـا‬ ‫قبيلـة بنـي بـوزرة الغماريـة‪ ،‬وهـي صناعـة النقـود الذهبيـة‬ ‫(الماعـز‪ ،‬العجـول والأبقـار‪ ،‬الخـراف)‪ .‬وفـي نفـس‬ ‫الفضيـة‪ ،‬بواسـطة قوالـب مخصوصـة لهـذا الغـرض؟‬ ‫الوقـت كان سـكان المنطقـة يسـتغلون الثـروة الحيوانيـة‬ ‫فالمـادة الأوليـة موجـودة فـي القبيلـة؛ والقوالـب المعدنيـة‬ ‫المتوحشـة فـي الاسـتهلاك المحلـي‪ ،‬إذ كانـوا ماهريـن فـي‬ ‫تصنـع مـن طـرف عمـال مهـرة؛ لذلـك‪ ،‬فـإن النقـود تكـون‬ ‫القنـص‪ ،‬بـل وكان العديـد منهـم يعتمـد علـى القنـص‬ ‫شـبيهة بالنقـود السـلطانية؛ ويجـب أن يكـون المـرء خبيـرا‬ ‫كمصـدرلعيشـه اليومـي‪ .‬وكان القنـص يكثـرفـي المناطـق‬ ‫للتمييـزبيـن هاتـه وتلـك»‪.8‬‬ ‫ذات الكثافـة الغابويـة‪.4‬‬ ‫وهـذا الـكلام الـذي ضمنـه المؤلـف يؤكـد تناقضـا‬ ‫‪ -‬الصناعة‪:‬‬ ‫صريحـا فـي أقوالـه‪ ،‬لأنـه يقـول بـأن تجـارب الغمارييـن فـي‬ ‫اسـتخلاص الذهب بدائية وتبوء كلها بالفشـل‪ ،‬ثم يقول‬ ‫كانـت الصناعـة فـي المنطقـة الشـمالية الغربيـة‬ ‫فـي ناحيـة أخـرى أن صناعـة النقـود مزدهـرة بالمنطقـة‬ ‫صناعـة بدائيـة‪ ،‬تقـوم علـى تسـخيرالمـوارد المتوفـرة‪ .‬وقـد‬ ‫وتنافـس النقـود الشـريفة‪ ،‬وأنـه لا يمكـن اعتبارهـا نقـودا‬ ‫تركـزت الصناعـة المعدنيـة فـي بعـض المناطـق الغماريـة‪،‬‬ ‫رديئـة مادامـت تنافـس النقـود الشـريفة‪ .9‬فهـل كان‬ ‫وخاصـة قبائلهـا السـاحلية‪ ،‬وهـذه أبـرز الصناعـات التـي‬ ‫الغماريـون حقـا ماهريـن فـي اسـتخلاص المعـادن وسـك‬ ‫كانـت منتشـرة فـي تلـك الفتـرة‪:‬‬ ‫النقـود؟‬ ‫‪ :2‬أوغيسـت مولييـراس‪ ،‬المغـرب المجهـول (اكتشـاف اجبالـة)‪ ،‬ترجمـة‪:‬‬ ‫‪ :5‬نفسه (ص‪.)258/‬‬ ‫عزالدين الخطابي‪ ،‬منشورات تفرازناء الريف‪( ،‬ج‪/‬ط‪( ،)2013/‬ج‪.)2/‬‬ ‫‪ :6‬نفسه‪.‬‬ ‫(ص‪.)277/‬‬ ‫‪ :7‬نفسه (ص‪.)277/‬‬ ‫‪ :3‬نفسه‪.‬‬ ‫‪ :8‬نفسه‪.‬‬ ‫‪ :9‬نفسه‪.‬‬ ‫‪ :4‬نفسه (ص‪.)249/‬‬ ‫‪69‬‬

‫ومصـدرا مهمـا لدخـل خزينـة الدولـة المغربيـة‪ .‬كمـا أن‬ ‫انطلاقـا مـن الإشـارات التـي ذكرهـا المؤلـف‪ ،‬يمكننـا‬ ‫المبـادلات الداخليـة كانـت تشـهد نشـاطا مهمـا بيـن الباديـة‬ ‫القول بأن الصناعة المعدنية في المنطقة الشمالية كانت‬ ‫المغربيـة‪ ،‬وحواضرهـا المختلفـة‪ ،‬كباديـة تطـوان ومركزهـا‬ ‫ضعيفـة وبدائيـة‪ ،‬وأن أهالـي المنطقـة كانـوا شـغوفين‬ ‫الحضـري‪ ،‬وباديـة طنجـة ومركزهـا الحضـري‪ ،‬وباديـة‬ ‫بالبحـث فـي مجـال صناعـة المعـادن‪ ،‬بالرغـم مـن قلـة‬ ‫الشـاون ومركزهـا الحضـري‪.‬‬ ‫الوسـائل وسـلبية النتائـج‪.‬‬ ‫‪ -‬موانئ الصيد البحري‪:‬‬ ‫الصناعة الخشبية‪:‬‬ ‫لقـد ميـز الله المنطقـة الشـمالية الغربيـة بطبيعـة‬ ‫تمتلـك منطقـة الشـمال الغربـي المغربـي ثـروة غابويـة‬ ‫خلابـة‪ ،‬وبموقـع اسـتراتيجي يطـل جـزء منـه علـى البحـر‬ ‫هائلـة‪ ،‬سـاهمت فـي ازدهـار صناعـة الخشـب وتعـدد‬ ‫الأبيـض المتوسـط‪ ،‬وهـذا الجـزء يضـم عـدة مرا�سـي‪،‬‬ ‫اسـتعمالاته‪ ،‬بـل وتصديـره إلـى أماكـن أخـرى‪.10‬‬ ‫ونذكـر مـن أهمهـا‪:‬‬ ‫ومـن أهـم الأشـجار المتواجـدة بغابـات القبيلـة‬ ‫‪ -‬مر�سى مرتيل ومر�سى الفنيدق‪.‬‬ ‫الغماريـة‪ ،‬نذكـر‪ :‬شـجر الأرز والصنوبـر والسـنديان‬ ‫‪ -‬مر�سـى أمسـا‪ ،‬ومرسـا أزلا‪ ،‬وهـي مـن المرا�سـي القريبـة مـن‬ ‫والسـرو‪ .11‬وكانـت الغابـات الجبليـة الكثيفـة «تسـتغل‬ ‫بشـكل فظيـع‪ ،‬حيـث تقطـع أجمـل الأشـجاربـدون نظـام‪،‬‬ ‫مدينـة تطوان‪.‬‬ ‫مـن أجـل ربـح المـال فقـط وترسـل الروافـد الضخمـة إلـى‬ ‫‪ -‬مر�سـى واد لاو‪ ،‬وهـي مـن المرا�سـي المشـتركة بيـن القبيلـة‬ ‫مدينـة تطـوان بواسـطة المراكـب»‪.12‬‬ ‫الغماريـة وقبيلـة بنـي سـعيد‪.‬‬ ‫ويشـتغل الأهالـي الذيـن يقطنـون بالقـرب مـن الغابـات‬ ‫‪ -‬مر�سى قاع أسرس‪ ،‬من جهة الغرب‪.‬‬ ‫الكثيفـة فـي مهنـة النجـارة‪« ،‬حيـث يصنعـون الألـواح‬ ‫‪ -‬مر�سـى اتريغـة (ترغـة)‪ ،‬ثانـي أهـم مر�سـى جهـة الغـرب‬ ‫والأبـواب والصناديـق والمغـازل‪ .‬ويسـتخدم واد أورنغـا‬ ‫أيضـا؛ ويوجـد علـى بعـد عشـرين كيلومتـر‪.‬‬ ‫‪-‬الذي يمكن عبوره بالمراكب من أعلى تازروت إلى مصبه‪،‬‬ ‫‪ -‬مر�سـى «تيجسـاس»‪ ،‬ويقـع علـى بعـد حوالـي عشـرون‬ ‫لنقـل الخشـب المصنـوع‪ .‬وفـي الأماكـن غيـرالعميقـة مـن‬ ‫النهـر‪ ،‬ينقـل الرجـال خشـبهم بأيديهـم فـي ظـروف صعبـة‬ ‫كيلومتـر مـن اتريغـة‪.‬‬ ‫جـدا‪ ،‬ثـم يعبـرون مسـالك جـد ملتويـة إلـى أن يصلـوا إلـى‬ ‫‪ -‬مر�سى أمتار‪ ،‬ويأتي مر�سى تيجساس‪.‬‬ ‫خليـج الجبهـة‪ ،‬حيـث تنقـل المراكـب القطـع الخشـبية إلـى‬ ‫تطـوان وقلعيـة»‪ ،13‬قصـد اسـتعمالها فـي البنـاء والنجـارة‪.‬‬ ‫‪ -‬مر�سى أورنكا‪ ،‬ويلي مر�سى أمتار‪.‬‬ ‫إن صناعـة الخشـب فـي المنطقـة الشـمالية الغربيـة‬ ‫ويمـارس سـكان هـذه الناحيـة مهنـة الصيـد بسـكينة‬ ‫كانـت فـي عمومهـا صناعـة تقليديـة‪ ،‬يسـد بهـا الأهالـي‬ ‫فـي ميـاه الخلجـان الصغيـرة المليئـة بالأسـماك‪ .14‬كمـا أنهـم‬ ‫حاجياتهـم الضروريـة‪ ،‬إلا أنـه فـي نفـس الوقـت كان جـزء‬ ‫يسـتغلون مهارتهم في الإبحارقصد نقل السـلع والبضائع‬ ‫مـن الثـروة الغابويـة يوجـه للتصديـرإلـى المـدن والمناطـق‬ ‫التـي تقـل بهـا الغابـات وخاصـة القريبـة مـن المناطـق‬ ‫مـن وإلـى الموانـئ الأخـرى‪.‬‬ ‫الغماريـة‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬التعريف بشخصية‬ ‫‪ -‬التجارة‪:‬‬ ‫المقاوم محمد بن أحمد الحزمري‪،‬‬ ‫كانـت الحركـة التجاريـة فـي المنطقـة الشـمالية‬ ‫وأبرز المراحل في حياته‬ ‫الغربيـة تتـم عبـر المنافـذ البحريـة والبريـة‪ ،‬حيـث كانـت‬ ‫الموانـئ البحريـة نقاطـا تجاريـة مهمـة‪ ،‬إذ كانـت تربـط بيـن‬ ‫عـرف الشـمال المغربـي خـال المرحلـة الأولـى مـن‬ ‫المرا�سـي الشـمالية مـن جهـة‪ ،‬وبيـن مرا�سـي الـدول الأوربيـة‬ ‫الحمايـة وإلـى غايـة سـقوط آخـرمركـزفيـه‪ ،‬ظهـور كثيـر‬ ‫مـن جهـة أخـرى‪ ،‬فكانـت بذلـك قبلـة للمبـادلات التجارية‪،‬‬ ‫مـن الأبطـال الذيـن تجنـدوا للدفـاع عـن وحـدة الوطـن‬ ‫وحوزتـه‪ ،‬سـواء مـن العلمـاء والصلحـاء والقـادة الأفـذاذ‪،‬‬ ‫‪ :10‬نفسه (ص‪)249/‬‬ ‫أومـن عامـة الشـعب‪ .‬ونخصـص الحديـث هنـا لواحـد مـن‬ ‫‪ :11‬نفسه (ص‪)272/‬‬ ‫هـؤلاء‪ ،‬وهـو‪ :‬القائـد الحزمـري محمـد بـن أحمـد أسـبو‪،‬‬ ‫‪ :12‬نفسه (ص‪)249/‬‬ ‫‪ :13‬نفسه (ص‪)272/‬‬ ‫الملقـب باخريـرو‪.‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪ :14‬نفسه (ص‪)228/‬‬

‫لـم يكـن يتجـاوز سـن الرابعـة عشـر حينمـا احتـل‬ ‫‪ :1‬نســب القائــد اخريــرو ونشــأته‬ ‫الجنـرال «ألفـوا» مدينـة تطـاون سـلما‪ .‬ثـم بعـد هـدوء‬ ‫والتحاقــه بالمقاومــة‪:‬‬ ‫القبائل الجبلية التي هدأت قبيلته في جملة القبائل التي‬ ‫انقـادت للتهدئـة‪ .‬بعـد وفـاة المقيـم العـام الإسـباني كوميـز‬ ‫‪ -‬اسمه ونسبه‪:‬‬ ‫جوردانة ‪-‬سنة ‪1918‬م‪ ،-‬خلفه الجنرال برينغور‪ ،‬والذي‬ ‫هـو أحمـد بـن محمـد أسـبو الحزومـري‪ ،‬الملقـب‬ ‫قطـع العلاقـات الوديـة مـع الزعيـم الريسـوني وقـرر غـزو‬ ‫بخريـرو‪ ،‬قائـد وبطـل مـن قبيلـة بنـي حزمـار الجبليـة‪،‬‬ ‫مقـرالريسـوني والجبـال المحيطـة بـه‪ ،‬والتـي كان غرضهـا‬ ‫كان مـن كبـار الأبطـال الذيـن قـادوا المقاومـة المغربيـة‪،‬‬ ‫إضعـاف سـلطة الزعيـم الريسـوني‪ ،‬وإلحـاق القبائـل‬ ‫الجبليـة بسـلطة المخـزن‪ ،‬فكانـت هـذه الحـرب بدايـة‬ ‫وانتصـروا فـي عـدة معـارك فاصلـة‪.15‬‬ ‫سـطوع نجـم القائـد الحزمـري علـى السـاحة العسـكرية‪.17‬‬ ‫‪ -‬مولده ونشأته‪:‬‬ ‫فـي هـذه الأجـواء‪ ،‬تمكنـت الجيـوش الإسـبانية مـن‬ ‫بسـط سـيطرتها العسـكرية علـى عـدة مناطـق متاخمـة‬ ‫ولـد المجاهـد الصنديـد أحمـد بـن محمـد أسـبوا‬ ‫لمدينـة تطـوان بسـلطة العسـكر التـي كان يجابههـا‬ ‫الحزمـري بمدشـردارغـازي جماعـة الوادييـن‪ ،‬بقبيلـة بنـي‬ ‫المقاومـون الضعفـاء بقـوة الإيمـان ويقيـن النصـروإرادة‬ ‫حزمـرحوالـي ‪1868‬م‪ ،‬وكان ينتمـي إلـى عائلـة فقيـرة‪ .‬كان‬ ‫الصبـر‪ .‬فاحتلـت هـذه الجمـوع الضخمـة فـي سـنة ‪1919‬م‬ ‫منـذ طفولتـه راعيـا لـدى أسـرة «الحرطيطـي» حيـث نشـأ‪،‬‬ ‫قريـة بـن قريـش الاسـتراتيجية‪ ،‬والرمزيـة بالنسـبة لأتبـاع‬ ‫وقـد عاصـر «اخريـرو» منـذ نعومـة أظافـره اضطـراب‬ ‫الريسـوني‪ ،‬الذيـن اتخـذوا منهـا رباطـا متقدمـا للجهـاد ضـد‬ ‫المغـرب وانحلالـه‪ ،‬كظهـور «الروكـي» بوحمـارة وانعـكاس‬ ‫القـوى الغزيـة‪ ،‬فـي هـذه الأثنـاء تراجـع الريسـوني وجـل‬ ‫ذلك على تطوان بهجوم القبائل الجبلية عليها‪ ،‬وسقوط‬ ‫المقاومين إلى عمق الأرا�ضي المتاخمة‪ ،‬مسـتغلين الأدغال‬ ‫الموحشـة‪ ،‬والمسـالك الوعـرة فـي تضييـق الخنـاق علـى‬ ‫المولـى عبـد العزيـزسـنة ‪1908‬م‪.16‬‬ ‫بعـد ذلـك عاصـراعتـاء المولـى عبـد الحفيـظ سـدة‬ ‫القـوات الغازيـة‪.‬‬ ‫الحكـم‪ ،‬وتوغـل الجيـوش الفرنسـية والإسـبانية تدريجيـا‬ ‫بعـد هـذه الهجمـة الخاطفـة مـن طـرف الإسـبان‪،‬‬ ‫فـي التـراب المغربـي‪ ،‬ثـم مقاومـة هـذه التوسـع مـن طـرف‬ ‫التـف رجـال القبائـل المحيطـة بالحـرم العلمـي علـى‬ ‫قـادة المقاومـة فـي تلـك الناحيـة‪ ،‬وقبـل هـذا كلـه ظهـور‬ ‫الشـريف الريسـوني‪ ،‬فـكان مـن بينهـم الطالـب محمـد‬ ‫شـخصية الزعيـم الجبلـي «أحمـد الريسـوني»‪ ،‬واتسـاع‬ ‫الحرطيطي‪- ،‬الموالي المخلص للريسوني‪ ،‬ومع الحرطيطي‬ ‫شـهرته فـي كل مـن قبائـل اجبالـة وغمـارة‪ ،‬ومـرورا بتوقيـع‬ ‫ذهـب راعيـه «اخريـرو» الـذي كان عمـره آنـذاك لايتجـاوز‬ ‫معاهدة الحماية وتنازل المولى عبد الحفيظ على العرش‬ ‫العشـرين سـنة أوفـوق ذلـك‪ .‬كمـا اجتمـع حـول «صقـر‬ ‫الجبـل» ‪-‬كمـا كان يقلـب‪ ،‬ثـواربـارزون مثـل‪ :‬الطويلـب‪،‬‬ ‫واعتـاء المولـى يوسـف بعـده سـدة الحكـم مباشـرة‪.‬‬ ‫كورطيطـو‪ ،‬الشـاوني‪... ،‬إلـخ‪ ،‬يصحـب كل منهـم المتطوعـة‬ ‫كانـت هـذه الأجـواء المشـحونة بالأحـداث المتلاحقـة‬ ‫مـن قبائلهـم‪ .‬أمـا قيـادة الأركان‪ ،‬فقـد عهـدت إلـى البطـل‬ ‫مـن أهـم الأسـباب التـي سـاهمت فـي بنـاء شـخصية القائـد‬ ‫الشـرس ذا الصيـت الواسـع‪ :‬سـيدي احميـدوا السـكان‪.18‬‬ ‫الصنديـد المحنـاك الشـاب أحمـد بـن محمـد اخريـرو‬ ‫فـي هـذه الأثنـاء‪ ،‬كان الشـيخ الطالـب الحرطيطـي والقائـد‬ ‫الحزمـري‪ ،‬وجعلتـه فـي فتـرة قيـادة الريسـوني مـن كبـار‬ ‫الراعـي –اخريـرو‪ -‬يعيشـان فـي مدشـر السـكان «بنـي‬ ‫القـادة الذيـن سـلطت عليهـم الأضـواء‪ ،‬ثـم بعـد ظهـور‬ ‫ثـورة الريـف زاد سـطوع نجـم هـذا الأخيـربعـد توليـه قيـادة‬ ‫عـروس»‪ ،‬وهـو مدشـررئيسـه المباشـر‪.19‬‬ ‫القبائـل الجبليـة‪.‬‬ ‫‪ :17‬نفسه‪.283- 282/2 ،‬‬ ‫‪ :18‬سـيدي احميـدوا السـكان‪ ،‬مـن كبـارالمجاهديـن فـي إقليـم اجبالـة‪.‬‬ ‫‪ :15‬وردت ترجمتـه فـي‪ :‬مذكـرة التهامـي الوزانـي‪ ،‬المقاومـة المسـلحة‬ ‫تزعـم الجهـاد ضـد القـوى الاسـتعمارية بمعيـة الزعيـم الريسـوني‪ ،‬وبقـي‬ ‫والحركـة الوطنيـة فـي الشـمال‪ ،‬تحقيـق محمـد بـن عـزوزحكيـم‪ ،‬الربـاط‬ ‫معـه فـي رباطـه ضـد المسـتعمرإلـى أن استشـهد رحمـه فـي معركـة تـازروت‬ ‫‪ ،1980‬ص‪ -232‬عبـد العزيـز خلـوق التمسـماني‪ ،‬أسـماء مغمـرورة‬ ‫الشهيرة‪ ،‬وهويجاهد بشجاعة ضد الفرق التي كانت في طريقها لاحتلال‬ ‫لقـادة الجهـاد فـي المغـرب القائـد احمـد اخريـرو الحزمـري (‪1898-‬‬ ‫مقـرالريسـوني بتـزروت‪ ،‬وذلـك سـنة ‪1922‬م‪ .‬وردت ترجمتـه فـي كتـاب‪:‬‬ ‫‪ ،)1926‬مجلـة دار النيابـة‪ ،‬العـدد التاسـع‪ -‬عبـد الرحيـم الورديغـي‪،‬‬ ‫نهايـة حـرب الريـف ‪1925-1926‬م‪ ،‬الربـاط ‪1997‬م‪ ،‬ص‪ -39‬مصطفـى‬ ‫التهامـي الوزانـي حسـن‪ ،‬مذكـرات حيـاة وجهـاد‪.283/2 ،‬‬ ‫العلـوي‪ ،‬الحـرب المغربيـة الفرنسـية الاسـبانية‪ ،1906-1936 ،‬ج‪،1‬‬ ‫‪ :19‬نفسه‪.‬‬ ‫ط‪1994 ،1‬م‪ ،‬ص ‪ -376‬تومـاس غريسـا فيغيـراس‪(Tomás García‬‬ ‫)‪ ،Figueras‬أحـد أبطـال جبالـة‪ ،‬أحمـد بـن محمـد الخزمـاري‪،‬‬ ‫‪71‬‬ ‫أ‪.‬الجريـرو‪ ،‬فـي نـدوة المشـاركين‪ ،1951-1952 ،‬ص‪ -.75-118 .‬مقـال‬ ‫منقـول مـن مدونـة تاريـخ وتاريـخ‪ ،‬بقلـم صاحـب المدونـة صهيـب فـروج‪،‬‬ ‫يونيـو‪.2010‬‬ ‫‪ :16‬التهامي الوزاني حسن‪ ،‬مذكرات حياة وجهاد‪.281/2 ،‬‬

‫بحفيـد السـاوي‪ ،‬المسـتدعى لأحـد الأعـراس‪ ،‬وحيـث أن‬ ‫‪ :2‬خـاف القائـد اخريـرو مـع المقـاوم‬ ‫ضعـف حالتـه الصحيـة حالـت دون توجهـه للحفـل‪ ،‬أناب‬ ‫الريسوني‪:‬‬ ‫عنـه حفيـده‪ .‬فـي هـذه الأثنـاء اقتحمـت جماعـة (اخريـرو)‬ ‫العرصـة محجبـة بظـام الليـل‪ ،‬وانقـض المقاومـون علـى‬ ‫بـدأ نجـم اخريـرو يسـطع كمـا قلنـا مـع الهجمـة‬ ‫الطريـس الـذي كان طريـح الفـراش‪ ،‬وعلـى زوجـة حفيـده‬ ‫الاستعمارية على قرية تازروت وتصدي المقاومة المغربية‬ ‫لهـا‪ .‬فـي هـذه الأثنـاء نظمـت الجماعـة التـي ينتسـب إليهـا‬ ‫بعـد شـل حركـة الخـدم الـذي كان بالعرصـة‪.22‬‬ ‫اخريـرو سـنة ‪1920‬م خطـة محكمـة لخطـف ضابـط‬ ‫بعـد هـذه الضربـة القاصمـة‪ ،‬نقـل المقاومـون هـؤلاء‬ ‫مـن القناصـة‪ ،‬ينتمـي إلـى حاميـة «إيـزردوي»‪ ،‬وقـد كللـت‬ ‫الأسـرى بتدبيـرمـن الشـريف الريسـوني إلـى الحصـن‪ ،‬ومـن‬ ‫هـذه الخطـة الشـجاعة بالنجـاح المبهـر‪ ،‬اسـتقبلتها قلـوب‬ ‫هنـاك وقـع افتداؤهـم فـي أواخـريونيـو ‪1922‬م‪ .‬فـي هـذه‬ ‫الجبلييـن بالفـرح والسـرور‪ ،‬ممـا أكسـب هـذه الجماعـة‬ ‫الأثنـاء‪ ،‬كانـت سـمعة البطـل اخريـرو فـي تزايـد مسـتمربيـن‬ ‫سـمعة عاليـة وطيبـة بيـن الأهالـي‪ ،‬وزاد مـن عزيمـة هـؤلاء‪،‬‬ ‫الأهالـي فـي الجبـال المحيطـة بتطـوان‪ ،‬علـى حسـاب سـمعة‬ ‫وحثهـم علـى وضـع خطـط أكثـرتأثيـرا مـن سـابقتها‪ ،‬فهيئـوا‬ ‫وبـأس الشـريف الريسـوني‪ ،‬الـذي جـرد مـن أغلـب قوتـه‬ ‫لهذه الخطة استراتيجية خطيرة‪ ،‬تجلت في ضرب العمق‬ ‫بعد الهجمة الشرسة على مواقعه المهمة في أغلب قبائل‬ ‫الاسـتعماري للإسـبان‪ ،‬وهـو عاصمـة الشـمال المغربـي‪،‬‬ ‫عـن طريـق خطـف أحـد أفـراد عائلـة الطريـس «ابنتـه»‪،‬‬ ‫الجبـل‪.23‬‬ ‫وشـخصية وزيـرالأحبـاس‪« ،‬علـي السـاوي‪ ،‬وذلـك سـنة‬ ‫وبعدمـا ظهـرت حركـة محمـد بـن عبـد الكريـم فـي‬ ‫الريـف‪ ،‬كانـت بـوادرالخـاف تتجـذربيـن القائـد الشـاب‬ ‫‪1921‬م‪.20‬‬ ‫والزعيـم المسـن‪- ،‬وحيـث رأيـت شـبح المشـيب يطـل علـى‬ ‫صاحبـه‪ ،‬فبـوادرالتقهقـرفـي مواقفـه ومكانتـه تضعـف‪-‬‬ ‫صورة ‪ :-1-‬الشريف الريسوني مع نجله خالد الريسوني‬ ‫لأن هـذا الأخيـرلـم يكـن مسـرورا مـن الحصـة التـي أعطيـت‬ ‫بتازروت‬ ‫لـه مـن مبلـغ الفديـة‪ ،‬وأخـذ يشـعربعـدم الارتيـاح بقربـه‬ ‫مـن الشـريف الـذي فقـد هيبتـه المعهـودة‪ ،‬ولـم يعـد ذاك‬ ‫دخـل هـؤلاء الأبطـال إحـدى عرصـات الضاحيـة‬ ‫الذئـب الماكـرالـذي ترتعـد مـن هيبتـه قلـوب أهـل الجبـال‪.‬‬ ‫المعروفـة بزيانـة‪ ،21‬قـرب بـاب السـعيدة مـن تطـوان؛‬ ‫وبالتالـي وجـد القائـد اخريـرو نفسـه مهانـا مـن طـرف‬ ‫حيث كان يقطن الوجيه السـيد علي السـاوي الذي كان‬ ‫الزعيـم الـذي منحـه القليـل مقابـل هـذه العمليـة الصعبة‬ ‫مديرا عاما للأحباس‪ .‬أخذ هذا الأخيربصحبة بنات باشا‬ ‫والخطيرة‪ ،‬وما كان ليم�ضي كبيروقت ليظهراستياءه من‬ ‫تطوان المرحوم الحاج أحمد الطريس التي كانت متزوجة‬ ‫تصرفـات الذئـب العجـوز‪.24‬‬ ‫‪ :20‬نفسه‪.285- 284/2 ،‬‬ ‫‪ :21‬حـي يقـع فـي الشـمال الغربـي مـن مدينـة تطـوان‪ ،‬كان فـي تلـك الفتـرة‬ ‫‪ :3‬ســقوط عاصمــة الريســوني‪-‬‬ ‫تــازروت‪ -‬والتحــاق اخريــرو بالمقاومــة‬ ‫عبـرة عـن أجنـان –حدائـق وأغـراس‪ -‬لكبـارالعائـات التطوانيـة‪.‬‬ ‫الريفيــة‪:‬‬ ‫‪72‬‬ ‫فـي شـهر مـاي مـن سـنة ‪1922‬م‪ ،‬اسـتولى المقيـم‬ ‫العـام القائـد الأعلـى للقـوات الإسـبانية علـى مركـزقيـادة‬ ‫الريسـوني «تـازروت»‪ ،‬وأرغـم الشـريف الريسـوني علـى‬ ‫الاعتصـام بأدغـال جبـل بوهاشـم‪ ،‬وخـال هـذه الهجمـة‬ ‫الشرسـة‪ ،‬فقـد الريسـوني أقـوى قـادة معاركـه‪ ،‬المعـروف‬ ‫ب‪-‬احميـدو السـكان‪ -‬وعلـى إثـرهـذه الهجمـة المسـعورة‬ ‫خضعـت أغلـب القبائـل المسـيطرعليهـا للقـوات الغازيـة‪،‬‬ ‫‪ :22‬التهامي الوزاني حسن‪ ،‬مذكرات حياة وجهاد‪.285/2،‬‬ ‫‪ :23‬نفسه‪.285/2 ،‬‬ ‫‪ :24‬نفسه‪.286- 285/2 ،‬‬

‫تيقنـت القـوات الإسـبانية مـن تأثيـر القائـد‬ ‫وظهـربذلـك عجـزقـوات الريسـوني علـى مجابهـة تعزيـزات‬ ‫الحزمـري‪ ،‬وبـدأت تفكـرفـي فتـح بـاب الحـوارمعـه بعـد أن‬ ‫القـوات الغازيـة المؤلفـة مـن طوابيـرعـدة مدججـة بأعثـى‬ ‫نجحـت هجماتـه المدويـة علـى واد لاو‪ ،‬وتحريـره إياهـا مـن‬ ‫قبضـة الإسـبان‪ .‬كانـت المحادثـات الإسـبانية فـي عمومهـا‬ ‫أنـواع الأسـلحة المتطـورة‪.25‬‬ ‫مماطلة من أجل كسب مزيد من الوقت لتهدئة الأوضاع‬ ‫كانـت هزيمـة أنـوال السـاحقة‪ ،‬قـد ألقـت بظلالهـا‬ ‫وامتصـاص قـوة الضربـة الموجهـة للقـوات الغازيـة‪ .‬وأثنـاء‬ ‫علـى القـوات الإسـبانية التـي تقهقـرت مـن جميـع مراكزهـا‬ ‫هـذه المفاوضـات‪ ،‬كان القائـد اخريـرو يـرى أن الريسـوني‬ ‫بعـد أن تلمسـت القبائـل إمكانيـة الثـورة والانتصـارعليهـا‬ ‫انتقصمنه‪،‬ونكثبوعودهبتوليته لصديقهالحرطيطي‬ ‫مـن جديـد‪ ،‬فظهـرت حـركات تمـرد قويـة ضـد الاحتـال‬ ‫قائـدا علـى القبيلـة بعـد أن اسـتفاد مـن جهـوده فـي تحقيـق‬ ‫الأجنبـي‪ ،‬زاد مـن زخمهـا الزحـف الريفـي بمعيـة القبائـل‬ ‫مكاسب قوية على الأرض في إطارمفاوضات الشريف مع‬ ‫الغماريـة الملتحقـة بالجيـش الريفـي علـى المجـال الغمـاري‬ ‫المخزن والإسـبان‪ ،‬والتي اسـتفاد منها الريسـوني امتيازات‬ ‫والزروالـي‪ .‬لكـن الأحـداث فـي الجهـة الغربيـة كانـت تسـير‬ ‫كبيرة وجديدة‪ .‬لكن جل هذه المفاوضات باءت بالفشل‪،‬‬ ‫فـي عكـس تيـار الشـرق‪ ،‬فقـد بـدأ الريسـوني اتصالاتـه‬ ‫مـع القـادة الإسـبان للوصـول إلـى التهدئـة‪ ،‬وبالفعـل تـم‬ ‫بعـد أن توطـدت علاقـة الأخيـرمـع بـن عبـد الكريـم‪.28‬‬ ‫التوصـل إلـى قـرار للتهدئـة بيـن الزعيـم العليـل والقـادة‬ ‫لـم يستسـغ القائـد اخريـرو توليـة الشـريف للقائـد‬ ‫المنهزميـن‪ ،‬وعليـه عـاد الزعيـم إلـى قريـة الزينـات‪ ،‬والـذي‬ ‫الحرطيطـي‪ ،‬فقـام بجمـع المتطوعـة مـن كافـة قبيلتـه‬ ‫كان محاطـا بجـوملـيء بالدسـائس والمؤامـرات والضغـوط‬ ‫والقبائـل المجـاورة‪ ،‬وجهزهـم بجهـازأرسـل لـه مـن طـرف‬ ‫مـن أجـل توزيـع المناصـب‪ .‬وفـي هـذه الأثنـاء بـرز اخريـرو‪،‬‬ ‫عبـد الكريـم‪ .‬ومـع هـذا المسـتجد كانـت القـوات الإسـبانية‬ ‫بعد أن انتظركثيرا للانتصاف من فدية السلاوي‪ ،‬وصار‬ ‫بيـن ناريـن‪ ،‬فـي الشـرق عبـد الكريـم والقبائـل الريفيـة‬ ‫يعـرف أنـه بإمكانـه أن يأخـذ حقـه‪ ،‬وذلـك بمنحـه قيـادة‬ ‫والغماريـة المتحالفـة معـه‪ ،‬وفـي الغـرب صديـق الريسـوني‬ ‫قبيلـة بنـي حزمـار الجبليـة‪ ،‬ولكـن فـي سـياق ذلـك‪ ،‬كان‬ ‫القديـم‪ ،‬وقائـد محلتـه الجديـدة‪ ،‬الـذي اكتسـب مزيـدا‬ ‫خصمـه الحرطيطـي –الـذي لا ين�سـى الريسـوني وفـاءه لـه‬ ‫مـن التعاطـف حتـى فـي قبيلـة غمـارة‪ ،‬وصـارت لـه كتيبـة فـي‬ ‫قبيلة غمارة والحصن وبني يدروبني ليث والحوز وغيرها‪،‬‬ ‫فـي شـدته‪ ،‬بـدأ بالتربـع علـى عـرش قيـادة القبيلـة‪.26‬‬ ‫فـي انتظـار أن يتضاعـف العـدد عندمـا يقتنـع الجميـع‬ ‫أحـس اخريـرو بضعـف الزعيـم الريسـوني‪ ،‬ومـع هـذا‬ ‫الضعـف ظهـرأمـام القائـد الشـاب الطمـوح بديـل لا يقـل‬ ‫بضعـف الذئـب الهـرم‪.29‬‬ ‫جـرأة ووطنيـة ووفـاء مـن سـابقه‪ ،‬بعـد أن مـأت سلسـلة‬ ‫وعلى إثرذلك‪ ،‬صاراخريرو يرى في مجهوداته قنطرة‬ ‫انتصاراتـه أرجـاء المغـرب مـن جنوبـه إلـى شـماله‪ .‬فتبـادرت‬ ‫تصلـه بالعظمـة‪ ،‬وتزيـل عنـه قيـود القائـد الحرطيطـي‪،‬‬ ‫إلـى ذهنـه إمكانيـة ربـط الاتصـال بالقائـد الريفـي الشـاب‪،‬‬ ‫والـذي لـن يتركـه يتصـرف بحريـة فـي قبيلـة بني حزمر‪ .‬هذه‬ ‫مـن أجـل توحيـد الجهـود فـي سـبيل طـرد القـوات الغازيـة‬ ‫المعنويـات زادت مـن زخـم عملـه‪ ،‬وأدت بالقبيلـة وأهلهـا‬ ‫مـن جهـة‪ ،‬وتمتيعـه بالمكانـة الخاصـة التـي لـم يجدهـا عنـد‬ ‫إلى مزيد من التعاطف والتكتل في صفه‪ ،‬بعد أن ثارعلى‬ ‫سـلفه مـن جهـة أخـرى‪ .‬وفـي نفـس الوقـت‪ ،‬تـرك تعييـن‬ ‫سـلطة الريسـوني‪ ،‬وصـارت بذلـك أغلـب قبيلـة بنـي حزمـر‬ ‫الريسـوني للحرطيطـي قائـدا علـى بنـي حزمـرأثـرا سـيئا فـي‬ ‫نفـس اخريـرو‪ ،‬ممـا جعلـه يقـف فـي وجـه الشـريف‪ ،‬وهـو‬ ‫فـي صفـه‪ ،‬رافضـة بذلـك سـلطة الحرطيطـي‪.30‬‬ ‫فـي نفـس الوقـت علـى اتصـال بابـن عبـد الكريـم الـذي يـرى‬ ‫انتهـت المحادثـات بيـن اخريـرو والإسـبان‪ ،‬فـكان رأي‬ ‫بوضـوح الخدمـات المهمـة التـي يمكـن أن يقدمهـا لـه فـي‬ ‫القبطـان (‪ )Ccno‬علـى حـق حينمـا قـال‪ « :‬إنـه ليـس مـن‬ ‫مشـروعه للزحـف علـى الشـمال الغربـي للناحيـة الجبليـة‬ ‫السـهولة إدراك مـدى الأحـداث إذا مـا قطعـت المحادثـات‬ ‫والغماريـة‪ ،‬بـل وعلـى اسـتعداد لتقديـم كامـل التسـهيلات‬ ‫مـع اخريـرو»‪ .‬فمباشـرة بعـد انتهـاء هـذه المحادثـات‪ ،‬توجـه‬ ‫اخريـرو إلـى قبائـل غمـارة‪ ،‬ومنهـا إلـى الريـف‪ ،‬فأخلـص‬ ‫بقصـد الزحـف علـى مـا تبقـى مـن الجبـال المحتلـة‪.27‬‬ ‫الوعـد وعـاد بالجيـوش لمحاربـة الإسـبان‪ ،‬وإسـقاط عـش‬ ‫‪ :25‬نفسه‪.288-287/2 ،‬‬ ‫الزعيـم المسـن‪.31‬‬ ‫‪ :26‬نفسه‪.289-288 /2،‬‬ ‫‪ :28‬نفسه‪.310-309-308-285/2،‬‬ ‫‪ :27‬نفسه‪.289/2،‬‬ ‫‪ :29‬نفسه‪ .310-309-3 08-285/2 ،‬‬ ‫‪ :30‬نفسه‪.311-312 -310-/2 ،‬‬ ‫‪ :31‬نفسه‪.312 ،‬‬ ‫‪73‬‬

‫في هذه الحملة‪« ،‬كان عدد القواد من قبائل اجبالة‬ ‫اجتمع اخريرو بالزعيم الخطابي‪ ،‬وذكرله مسـتوى‬ ‫وغمـارة لا يسـتهان بـه‪ ،‬وكان علـى رأس هـذه الكتائـب التـي‬ ‫الإحباط الذي بلغ بالأهالي في ناحية اجبالة من تصرفات‬ ‫حـررت أغلـب المناطـق المحتلـة‪ ،‬كل مـن القـواد‪ :‬أحمـد‬ ‫الريسـوني‪ ،‬فعـرض عليـه خدمتـه‪ .‬ونتيجـة لذلـك رجـع‬ ‫اخريـرو الحزمـري‪ ،‬قاسـم بـن مو�سـى‪ ،‬أحمـد قريـط‪.‬‬ ‫بعـد مـدة وجيـزة مـن الريـف فـي حركـة –كتيبـة‪ -‬مؤلفـة‬ ‫والقـواد الشـبان‪ :‬أحمـد المصلوحـي اليحمـدي‪ ،‬اليزيـد‬ ‫مـن عناصـرريفيـة وأخـرى غماريـة‪ ،‬كانـت أول مـا قامـت‬ ‫بـن صالـح الرزينـي‪ ،‬الرمبـوق الحسـاني‪ ،‬البوتغرا�صـي‬ ‫بـه حصـار «أمتـار»‪ ،‬وأثنـاء هـذا الحصـار‪ ،‬قـام عمـاء لـه‬ ‫الخالـدي‪ ،‬أحمـد بـن سـعيد الحسـاني‪ .‬وكانـت خطـة قـادة‬ ‫بحشـد النـاس‪ ،‬وتهييـج الأنفـس‪ ،‬وتهـيء الميـدان‪ ،‬لتقـوم‬ ‫الجيـش تق�ضـي بانسـحاب الإسـبان مـن المدينـة بقصـد‬ ‫بـؤر الثـورة التـي أخـذت تتفجـرفـي مختلـف النقـاط بمنـع‬ ‫أي إمدادات تتجه نحومركزواد لاو‪ ،‬مما اضطرالجنرال‬ ‫الالتفـاف عليـه ومـن ثـم القضـاء عليـه»‪.36‬‬ ‫بريمودي إلى اتخاذ خطوات دفاعية‪ .‬فأضحى بهذا العمل‬ ‫فـي سـنة ‪1924‬م‪« :‬سينسـحب خيرونـا وكتيبـة مـن‬ ‫اخريـرو زعيـم الثـورة فـي كل مـن قبائـل اجبالـة وغمـارة‪.32‬‬ ‫اللفيـف الأجنبـي بقيـادة افرنكـوليـا لينجـوبجنـوده مـن‬ ‫وأمـا تفاصيلهـا الدقيقـة‪ ،‬فقـد جـرت سـنة ‪1924‬م؛‬ ‫جيـوش المقاومـة المتحصنـة مـن وراء الجبـال‪ ،‬فـكان‬ ‫حيـث قامـت القـوات الغماريـة والجبليـة بمعيـة قبائـل‬ ‫المصيـر ليلـة ممطـرة وأوحـال‪ ،‬انتهـت بعشـرات القتلـى‬ ‫بنـي سـعيد‪ ،‬وقـوات بـن عبـد الكريـم‪ ،‬بمحاصـرة القـوات‬ ‫والجرحـى والمعطوبيـن‪ .‬فقتـل علـى إثرهـا الجنـرال سـرانو‪،‬‬ ‫الإسـبانية فـي معسـكرها فـي واد لاو‪ ،‬فأرسـلت النجـدة‬ ‫وجـرح الجنـرال بيرنغـر‪ ،‬وعـدد غيـرقليـل مـن الضبـاط»‪.37‬‬ ‫الأولـى إلـى كـوب دسـته التـي كانـت محاصـرة مـن جميـع‬ ‫بعـد «انتصـاراخريـرو والقائـد الغمـاري بـن صالـح‬ ‫جهاتهـا‪ ،‬فأفنيـت بأجمعهـا‪ ،‬فتلتهـا الثانيـة والثالثـة فـي‬ ‫علـى قبيلـة الأخمـاس‪ ،‬وتحريـره لمدينـة شفشـاون‪ ،‬زحفـوا‬ ‫الهزيمـة والفنـاء‪ .‬كان الكومنـدان افرنكـوا يومئـذ بـواد‬ ‫علـى قلعـة الشـريف الريسـوني «تـازروت»‪ ،‬مقـرصديـق‬ ‫لاو‪ ،‬فهـرول إلـى تطـوان‪ ،‬يعـرض نفسـه وجنـوده لإنقـاذ‬ ‫الأخمـاس‪ ،‬وعونهـم العنيـد‪ ،‬فالتقـت هنالـك بنـادق بـن‬ ‫كـوب دسـته‪ .‬فم�شـى إلـى قصـده‪ ،‬ومـا أدركـه‪ ،‬لأن الثـورة‬ ‫صالـح –تسـعمئة منهـا‪ -‬بخمسـمئة مـن بنـادق الريسـوني‪،‬‬ ‫كانـت امتـدت إلـى ضواحـي شفشـاون وتطـوان‪ ،‬فقطعـت‬ ‫فدامت المعركة يومين‪ ،‬قتل فيها خمسون من رجال عبد‬ ‫المواصـات بيـن البلديـن وطنجـة»‪.33‬‬ ‫بعد هذا الانتصارالسـاحق‪ ،‬أرسـل «الخطابي أخاه‬ ‫الكريـم‪ ،‬ونحـومئـة مـن حمـاة الشـريف»‪.38‬‬ ‫ليسـمح لوفـد بالذهـاب إلـى الريسـوني يدعـوه للتعاضـد‬ ‫فـي سـنة ‪1924‬م‪« :‬وبعـد انسـحاب فيالـق الجنـود‬ ‫والتعـاون‪ ،‬فعـاد الوفـد خائـب الأمـل‪ ،‬ثـم بعـث خمسـة‬ ‫الإسـبان من مدينة الشـاون‪ ،‬سـتلحقهم جيوش المقاومة‬ ‫وعشـرين مـن رجالـه يطوفـون فـي قـرى الأخمـاس‪ ،‬لبـث‬ ‫الغماريـة والجبليـة والريفيـة إلـى قبيلـة بنـي حسـان‪ ،‬عنـد‬ ‫دعـوة عبـد الكريـم‪ ،‬والحـث علـى مناصرتـه‪ ،‬فكانـت‬ ‫سـهل يسـمى بالريفيـن‪ ،‬فقـام المقاومـون بتطويقهـم‬ ‫خزانـة أولـى تلـك القـرى وآخرهـا‪ .‬فقـد رحـب الأهالـي بهـم‬ ‫هنـاك‪ ،‬وأنزلـوا بهـم خسـائر فادحـة جـدا‪ ،‬فـي معركـة‬ ‫واسـتضافوهم‪ ،‬ثـم هجمـوا عليهـم بالسـاح فـي الليـل‪،‬‬ ‫حاميـة الوطيـس أطلـق الإسـبان عليهـا «معركـة خنـدق‬ ‫فقتلـوا خمسـة منهـم وقبضـوا علـى زعيمهـم‪ ،‬ففـرالباقـون‬ ‫المـوت»‪ ،‬وأطلـق عليهـا المقاومـون «معركـة عيـن الحمـراء»‪،‬‬ ‫هاربيـن»‪.34‬‬ ‫وذلـك لهولهـا الشـديد‪ .‬وقـد تزعـم هـذه المعركـة مـن قبائـل‬ ‫صالـح‬ ‫بـن‬ ‫اليزيـد‬ ‫ُأ ْر ِسـ َل‬ ‫المفجعـة‪،‬‬ ‫بعـد «الحادثـة‬ ‫غمـارة واجبالـة كل مـن‪ :‬أحمـد الدنفيـل‪ ،‬محمـد ولـد‬ ‫الغمـاري قائـد بنـي ارزيـن يومئـذ‪ ،‬وكبيـرقـواد عبد الكريم‪،‬‬ ‫الطحـان‪ ،‬عبـد الرحمـن الشـيارالبوحلـي‪ ،‬زري الدركولـي‪،‬‬ ‫فـي حملـة تأديبيـة إلـى الأخمـاس‪ ،‬فـدارت رحـى القتـال بينهـم‬ ‫محمـد ولـد التنـوك‪ ،‬أحمـد حفـوظ ولـد الشـهبا‪ ،‬أحمـد‬ ‫وبيـن تلـك القبيلـة‪ ،‬وكانـوا منتصريـن‪ .‬قتلـوا مـن رجالهـا‬ ‫اخريـرو الحزومـري‪ ،‬ولـد اسـليمان‪ ،‬أحمـد قريـط‪ ،‬محمـد‬ ‫وشـردوا‪ ،‬ثـم حرقـوا القريـة التـي غـدرأهلهـا برسـل السـلم‬ ‫القي�سـي‪ ،‬محمـد الدوبهـري‪ ،‬عبـد الكريـم التنـاج‪ .‬وكانـت‬ ‫إليهـم»‪.35‬‬ ‫هـذه المعركـة تعـد الثانيـة فـي أهميتهـا بعـد معركـة أنـوال‬ ‫‪ :32‬نفسه‪.313- 312/2 ،‬‬ ‫المجيـدة»‪.39‬‬ ‫‪ :33‬الريحانـي أميـن‪ ،‬المغـرب الأق�صـى رحلـة فـي منطقـة الحمايـة‬ ‫‪ :36‬الريسـوني علـي‪ ،‬أبطـال صنعـوا التاريـخ‪ ،‬مرجـع سـابق‪،‬‬ ‫الإسـبانية‪( ،‬ج‪( ،)1/‬ص‪)393/‬‬ ‫(ط‪1975/‬م)‪( ،‬ج‪( ،)1/‬ص‪.)220/‬‬ ‫‪ :34‬نفسه‪.‬‬ ‫‪ :35‬نفسه‪.‬‬ ‫‪ :37‬الريحانـي أميـن‪ ،‬المغـرب الأق�صـى رحلـة فـي منطقـة الحمايـة‬ ‫الإسـبانية‪( ،‬ج‪( ،)1/‬ص‪.)394/‬‬ ‫‪ :38‬نفسه‪( ،‬ج‪( ،)1/‬ص‪.)395/‬‬ ‫‪:39‬الريسوني علي‪ ،‬أبطال صنعوا التاريخ‪ ،‬مرجع سابق‪( ،‬ط‪1975/‬م)‪،‬‬ ‫(ج‪(،)1/‬ص‪.)224/‬‬ ‫‪74‬‬

‫الكريهـة‪ ،‬ولـم يصـل الفـارون مـن الجنـد إلـى تطـوان إلا فـي‬ ‫بعـد تحقيـق الانتصـارات السـاحقة ضـد الجيـوش‬ ‫‪ 13‬ديسـمبر‪ ،‬وكانـت الخسـائرمـن القتلـى‪ :‬جنـرال واحـد‪،‬‬ ‫الاسـتعمارية وقوات الريسـوني‪ ،‬ألحق عبد الكريم قيادة‬ ‫والكولونيـات ‪ ،6‬والكمنـدرات ‪ ،8‬والضبـاط الآخـرون‬ ‫قبائـل بنـي حسـان وبنـي حزمـار وبنـي ليـث وبنـي سـعيد‬ ‫‪ ،175‬والجرحـى ‪ 600‬ضابـط‪ ،‬والقتلـى ‪ .17000‬ونشـرت‬ ‫لاخريرو‪ ،‬إلاأن الارتياب من شخصية اخريرو كان يطغى‬ ‫«النشرة الرسمية لوزارة الحربية الإسبانية» إحصائيات‬ ‫علـى القيـادة السياسـية الريفيـة‪ ،‬بسـبب فشـل اخريـرو‬ ‫فـي حصـاره لكديـة الطاهـرسـنة ‪1925‬م‪ ،‬تلـك العمليـة‬ ‫غيـركاملـة‪ ،‬وهـي‪:‬‬ ‫التـي كان لهـا بعـد اسـتراتيجي بالنسـبة لابـن عبـد الكريـم‬ ‫‪ :1‬الضبـاط العامـون‪ -‬السـامون وغيرهـم‪ -‬الذيـن‬ ‫الخطابـي‪ ،‬إلا أن هـذه العمليـة كان لهـا أثـرمحـدود‪ ،‬فـي‬ ‫قتلـوا مـن يونيـوإلـى ديسـمبر ‪1924‬م بلـغ عددهـم ‪،190‬‬ ‫مقابـل الهجمـات الإسـبانية التـي بـدأت تتقـوى بفعـل‬ ‫يضـاف إليهـم المفقـودون المقـدرون ب ‪ ،60‬والجرحـى ‪.70‬‬ ‫المسـاندة الفرنسـية والمخزنيـة للإسـبان‪ .‬إلا أنـه فـي بعـض‬ ‫الأحيان كان يتجاوز هذا الضعف بسبب التعزيزات التي‬ ‫‪ :2‬الجنود القتلى ‪3800‬‬ ‫‪ :3‬الجنود الجرحى ‪14000‬‬ ‫كانـت يتوصـل بهـا مـن قبيلـة غمـارة‪.‬‬ ‫‪ :4‬الجنود المساجين والمفقودين‪.2500 :‬‬ ‫مجموع الخسائر ‪.21250‬‬ ‫المبحــث الثالــث‪ :‬مظاهــر مقاومــة‬ ‫وهكذا كانت كارثة انسحاب الإسبان من شفشاون‬ ‫القائــد اخريــرو للاحتــال الإســباني‬ ‫شـبيهة بكارثتهـم فـي أنـوال‪ ،‬واعتـرف «بريمـودي» قائـا‪:‬‬ ‫«لقـد هزمنـا ابـن عبـد الكـرم‪ ،‬إنـه يملـك تفوقـا هائـا مـن‬ ‫ونتائجهــا‬ ‫حيـث الأرض والأنصـار المتعصبـون‪ ،‬أمـا جنودنـا فقـد‬ ‫سـئموا الحـرب وهـم يخوضونهـا منـذ سـنوات‪ ،‬وهـم لا‬ ‫‪ :1‬أهــم المعــارك التــي خاضهــا ضــد‬ ‫يـرون سـببا يدعوهـم إلـى القتـال والمـوت مـن أجـل هـذا‬ ‫القــوات الإســبانية وبعــض نتائجهــا‪:‬‬ ‫الشـريط مـن الـرض العديمـة القيمـة»‪.40‬‬ ‫نكتفـي بذكـر بعـض مـا غنمـه القائـد اخريـرو فـي‬ ‫‪ :2‬هزيمـة الزعيـم الخطـابي واستشـهاد‬ ‫معاركـه ضـد القـوات الإسـبانية‪ ،‬ويتعلـق الأمـربالمعركـة‬ ‫المقـاوم البطـل اخريـرو‪:‬‬ ‫التـي تلـت تقهقـر الإسـبان وانسـحابهم مـن مدينـة‬ ‫شفشـاون‪ ،‬فبعـد انسـحاب الجيـوش الإسـبانية مـن‬ ‫صورة ‪ :-2-‬استسلام محمد بن عبد الكريم للفرنسيين‬ ‫المدينـة خطـط كل مـن أخ عبـد الكريـم والقائـد اخريـرو فـي‬ ‫سنة ‪1926‬م‬ ‫عرقلـة هـذا الانسـحاب‪ ،‬فأوفـدوا القائـد بحـوت فتفقـد‬ ‫الجبهـة وأشـاربقطـع الطريـق علـى المنسـحبين الذيـن كانـوا‬ ‫‪ :40‬التهامي الوزاني حسن‪ ،‬مذكرات حياة وجهاد‪.318/2 ،‬‬ ‫حوالـي أربعيـن ألـف رجـل بقيـادة الجنـرال «إيزبـورو»‪ ،‬فلـم‬ ‫يهجـم المقاومـون علـى المدينـة لقدسـيتها‪ ،‬فتركـوا القـوات‬ ‫‪75‬‬ ‫المعاديـة تنسـحب‪.‬‬ ‫حينمـا توقفـت القـوات المعاديـة نـزل المجاهـدون‬ ‫مـن الجبـال المحيطـة وزحفـوا عليهـم وتحـول الانسـحاب‬ ‫إلـى هزيمـة منكـرة‪ ،‬وقتـل علـى إثرهـا الجنـرال «سـيرانو» مـع‬ ‫ألـف مـن الجنـود‪ ،‬كمـا جـرح الجنـرال « بيرانجيـر»‪ ،‬وقتـل‬ ‫الضابط الذي خلف «سيرانو»‪ ،‬وكانت طريق الانسحاب‬ ‫مليئـة بالجثـث حتـى أن صحفيـا حـد ‪ 600‬جثـة فـي سـاحة‬ ‫لا تزيـد عـن مسـاحة مقـروزارة الحربيـة بمدريـد‪ ،‬وكانـت‬ ‫الطيـور والـكلاب تأكلهـا‪ ،‬وكان الفضـاء ملـيء بالروائـح‬

‫إن الـذي خـرج مـن مهـد فقيـر‪ ،‬يرقـد الآن بجـوار‬ ‫بعـد انهـزام الخطابـي فـي سـنة ‪1926‬م‪ ،‬واستسـامه‬ ‫«احميـدو د السـكان» أحـد رؤسـاء الريسـوني الأذكيـاء‬ ‫للقـوات الفرنسـية‪ ،‬سـيكون أثـر هـذا الاستسـام علـى‬ ‫الـذي قتلـه جنـود تطـوان النظاميـة أثنـاء معركـة تازروت‪،‬‬ ‫القبائـل الغماريـة واضحـا‪ ،‬فقـد انهـارت أغلـب المراكـز‬ ‫وبجـوار أكـرم الشـرفاء العلمييـن‪ .44‬بعـد مـوت القائـد‬ ‫العسـكرية‪ ،‬ولحـق بالإسـبان كثيـرمـن قـادة هـذه المراكـز‪،‬‬ ‫أحمد اسـبوا اخريرو الحزومري في سـاحة الشـرف توقت‬ ‫وبالتالي صاراخريرو ومن معه من الثوارفي جملة الهاربين‬ ‫الحمـات الجهاديـة وكان موتـه حدثـا هامـا تناقلتـه جميـع‬ ‫مـن القـوات الإسـبانية الذيـن لا يسـتطيعون الاستسـام‬ ‫الصحـف الاسـبانية‪ ،‬فقـد مـات خليفـة الخطابـي‪ .‬وفـي‬ ‫بسـبب بطولاتهـم السـابقة ضـد القـوات الاسـبانية‬ ‫العاشرمن يوليوز من العام ‪1927‬م‪ ،‬أعلن المقيم العام‬ ‫والمخزنيـة‪ ،‬لذلـك صـاروا يضغطـون علـى القبائـل الأخـرى‬ ‫سان خورخوبباب تازة عن نهاية المقاومة المسلحة والتي‬ ‫لرفـض الاستسـام للقـوات الإسـبانية والمخزنيـة‪ ،‬إلا أن‬ ‫الأوضـاع كانـت تنـذربالأسـواء‪ ،‬فقـد سـقطت شفشـاون‬ ‫دامـت ثمانيـة عشـرعامـا‪.‬‬ ‫فـي يـد الإسـبان‪ ،‬واستسـلمت بعـض القبائـل السـاحلية‪،‬‬ ‫ومـع هـذه المسـتجدات أيقـن اخريـرو ومـن معـه بضـرورة‬ ‫خاتمة‪:‬‬ ‫المقاومـة إلـى أخـررمـق‪.41‬‬ ‫شـكلت مرحلـة النصـف الأول مـن القـرن العشـرين‬ ‫خلال هذه المرحلة العسـيرة من صراع اخريرو ضد‬ ‫مرحلـة مهمـة مـن تاريـخ الشـمال المغربـي‪ ،‬إذ تجنـد فيهـا‬ ‫الإسـبان والمخـزن‪ ،‬لـم تتوقـف مسـاعي الإسـبان والمخـزن‬ ‫المغاربـة علـى قلـب رجـل واحـد قصـد الدفـاع عـن وحـدة‬ ‫مـن أجـل ترغيـب اخريـرو فـي الاستسـام‪ ،‬إلا أنـه كان يـرى‬ ‫أراضيهـم‪ ،‬انطلاقـا مـن عـدة مراكـزللمقاومـة كان الغالـب‬ ‫أن الاستسـام لـن يكـون ملائمـا إلا بعـد يوليـوز ‪1926‬م‪،‬‬ ‫عليها التطوع‪ ،‬وفيما بعد تنظمت هذه الحركات مع مجيء‬ ‫أما بعد استسلام عبد الكريم‪ ،‬فلامجال لذلك‪ ،‬فرجاله‬ ‫الثـورة الريفيـة فـي إطـارجيـش منظـم‪ .‬وكان لهـذه المرحلـة‬ ‫الأشـاوس يقفـون أمـام ذلـك‪ ،‬فليـس مـن السـهل إقنـاع‬ ‫الكثيـرمـن رجالاتهـا‪ ،‬قـدرللبعـض أن يسـطرويـدون جـزء‬ ‫الغماريين والجبليين ممن ضحوا في سبيل حماية الوطن‬ ‫مـن تاريخـه‪ ،‬ولـم يكتـب للبعـض الآخـر‪ ،‬ونحـن فـي هـذا‬ ‫لقرون عدة بالاستسلام‪ ،‬لهذا كانت المقاومة هي الحل‪.42‬‬ ‫المقال حاولنا أن ننقل بعض من الأثرالذي تركه المقاوم‬ ‫بقـي المجاهـد أحمـد اخريـرو يقـاوم فـي صفـوف‬ ‫الشـهير‪ ،‬والصنديـد العظيـم‪ ،‬فـي انتظـارأن تكـون هنـاك‬ ‫المقاومـة الغماريـة والجبليـة مـدة ‪ 6‬أشـهركمـا أسـلفنا‪،‬‬ ‫محـاولات أخـرى مـن طـرف الباحثيـن والخبـراء‪ ،‬قصـد رفـع‬ ‫وكانـت حـرب عصابـات‪ ،‬وفـي أواخـرسـنة ‪1926‬م‪ ،‬واصـل‬ ‫القائـد اخريـروا القتـال فـدارت بينـه وبيـن إسـبانية‬ ‫الإهمـال الـذي لحـق بتاريـخ المنطقـة وأعلامهـا‪.‬‬ ‫معـارك عديـد‪ ،‬ويـوم ‪ 3‬نونبـر ‪1926‬م‪ ،‬وقعـت معركـة فـي‬ ‫مركـزيسـمى «كديـة السـبيط»‪ ،‬يقودهـا الإسـباني سـان‬ ‫‪ :44‬التهامي الوزاني حسن‪ ،‬مذكرات حياة وجهاد‪.318/2 ،‬‬ ‫خورخـو‪ ،‬والتـي قادهـا بنفسـه معيـة مجموعـة مـن ثـوار‬ ‫الجبـال الغماريـة والجبليـة‪ ،‬وثـوارقبيلـة بنـي يـدر‪ ،‬حاولـوا‬ ‫علـى إثرهـا صـد تقـدم هـذه الفرقـة التـي كانـت تتجـه إلـى‬ ‫قلب مركزالمقاومين‪ ،‬إلاأنه بعد مناوشات قوية‪ ،‬توقف‬ ‫القتـال فجـأة‪ ،‬ولـم يفهـم السـبب‪ ،‬واتضـح فيمـا بعـد أن‬ ‫البطـل اخريـروا قـد لقـي مصرعـه فـي تلـك المعركـة‪ .43‬حيث‬ ‫استشـهد فـي سـاحة الشـرف أثنـاء اشـتباكات مـع الأعـداء‪،‬‬ ‫فحمل أنصاره جثته إلى جبل بني عروص‪ ،‬حيث دفنوها‬ ‫علـى مقربـة مـن ضريـح مـولاي عبـد السـام بـن مشـيش‪.‬‬ ‫‪ :41‬نفسه‪.315/2 ،‬‬ ‫‪ :42‬نفسه‪.318- 317/2 ،‬‬ ‫‪ :43‬العلـوي مصطفـى‪ ،‬الحـرب المغربيـة الفرنسـية الاسـبانية‪1906- ،‬‬ ‫‪ ،1936‬ج‪ ،1‬ط‪1994 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.377‬‬ ‫‪76‬‬

‫‪6)6‬العلـوي مصطفـى‪ ،‬الحـرب المغربيـة الفرنسـية‬ ‫المصادروالمراجع‪:‬‬ ‫الاسـبانية‪ ،1906-1936 ،‬ج‪ ،1‬ط‪1994 ،1‬م‪.‬‬ ‫‪1)1‬أوغيسـت مولييـراس‪ ،‬المغـرب المجهـول‬ ‫‪7)7‬الورديغـي عبـد الرحيـم‪ ،‬نهايـة حـرب الريـف‬ ‫(اكتشـاف اجبالـة)‪ ،‬ترجمـة‪ :‬عـز الديـن الخطابـي‪،‬‬ ‫‪1925-1926‬م‪ ،‬الربـاط‪1997 ،‬م‪.‬‬ ‫منشـورات تفرازنـاء الريـف‪( ،‬ج‪ - 2/‬ط‪.)2013/‬‬ ‫‪2)2‬التهامـي الوزانـي حسـن‪ ،‬مذكـرات حيـاة وجهـاد‪،‬‬ ‫‪8)8‬غريسـا فيغيـراس تومـاس ‪(Tomás García‬‬ ‫التاريـخ السيا�سـي للحركـة الوطنيـة التحريريـة‬ ‫)‪ ،Figueras‬أحـد أبطـال جبالـة‪ ،‬أحمـد بـن محمـد‬ ‫المغربيـة‪ ،‬حـرب الريـف‪ ،‬منشـورات مؤسسـة حسـن‬ ‫الخزمـاري‪ ،‬أ‪ .‬الجريـرو‪ ،‬فـي نـدوة المشـاركين‪1951- ،‬‬ ‫الوزانـي‪.‬‬ ‫‪1952.‬‬ ‫‪3)3‬التمسماني خلوق عبد العزيز‪ ،‬أسماء مغمورة‬ ‫‪9)9‬مذكـرة التهامـي الوزانـي‪ ،‬المقاومـة المسـلحة‬ ‫لقـادة الجهـاد فـي المغـرب القائـد أحمـد اخريـرو‬ ‫والحركـة الوطنيـة فـي الشـمال‪ ،‬تحقيـق بـن عـزوز‬ ‫الحزمـري (‪ ،)1898-1926‬مجلـة دارالنيابـة‪ ،‬العـدد‬ ‫حكيـم محمـد‪ ،‬الربـاط ‪1980‬م‪.‬‬ ‫التاسـع‪.‬‬ ‫‪1010‬مقـال بمدونـة تاريـخ وتاريـخ‪ ،‬بقلـم صاحـب‬ ‫‪4)4‬الريحانـي أميـن‪ ،‬المغـرب الأق�صـى رحلـة فـي‬ ‫منطقـة الحمايـة الإسـبانية‪ ،‬مصـر‪ ،‬منشـورات دار‬ ‫المدونـة‪ :‬فـروج صهيـب‪ ،‬يونيـو ‪.2010‬‬ ‫المعـارف بمصـر‪( ،‬ج‪.)1/‬‬ ‫‪5)5‬الريسـوني علـي‪ ،‬أبطـال صنعـوا التاريـخ‪،‬‬ ‫تطوان‪ ،‬منشـورات المطبعة المهدية‪( ،‬ط‪1975/‬م)‪،‬‬ ‫(ج‪.)1 /‬‬ ‫‪77‬‬

‫‪used Mikhail Bakhtin’s conversational‬‬ ‫حوارية السرد في الرواية النسوية الجزائرية‬ ‫‪mechanisms. This opening dialogue has aided‬‬ ‫‪her to express the rupture and dispersion of the‬‬ ‫رواية (عرش معشق) لربيعة جلطي‬ ‫‪reality putting the novel out of the traditional‬‬ ‫نموذجا‬ ‫‪writing rules that has always characterized the‬‬ ‫‪feminist Algerian novel. This style also allowed‬‬ ‫ذة‪ .‬إيمان مليكي*‪1‬‬ ‫‪her to get into taboos that are banned by social‬‬ ‫ملخـص‪:‬‬ ‫‪custom; thus, the rules of masculinity writing‬‬ ‫‪have also been broken down.‬‬ ‫يهـدف هـذا البحـث إلـى الكشـف عـن تجليـات آليـات‬ ‫الحواريـة فـي روايـة (عـرش معشـق) للكاتبـة الجزائريـة‬ ‫‪Keywords: conversational mechanisms -‬‬ ‫«ربيعـة جلطـي»‪ ،‬ومنـه انطلقـت الدراسـة مـن أن‬ ‫‪novel - modernistic text – Feminism – Algeria‬‬ ‫التعدديـة اللغويـة هـي السـمة البـارزة فـي هـذه الروايـة‪،‬‬ ‫والدالة على انتمائها للنموذج الن�صي الحداثي‪ ،‬ومن هنا‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫تم وضع خطة مرتسـمة جاء مسـتهلها لتبيان‪ :‬خصوصية‬ ‫اولأموسنـلوللـوبومهج‪،‬ييـعـوةُيدانلات ّلضـقكلاديتـديـصبةوي‪،‬تـفـهحريـفـوثضقكاهيجنمُيمنيـتعـلـعهيالكمـأمـناصـوفوـايجهـتالةدنراواظـخـيـرهةل‬ ‫الكتابـة فـي المتـن الروائـي وعلامـات النسـوية فيـه‪ ،‬ثـم‬ ‫المجتمـع الروائـي‪ ،‬ويغيـب دور الشـخصيات ويهمشـها‪،‬‬ ‫تـاه البحـث فـي صـورة لغـة الخطـاب الروائـي مـن خـال‪:‬‬ ‫وقـد تسـنى لـه ذلـك مـن خـال ترسـيمة سـردية يجعـل‬ ‫التهجيـن ‪ /‬الأسـلبة ‪ /‬الحـوارالحـواري‪ .‬وخلـص البحـث‬ ‫فيهـا نفسـه إلـه سـرديا عارفـا بـكل �شـيء‪ ،‬مـن خـال خلـق‬ ‫إلـى مجموعـة مـن النتائـج مـن أهمهـا أن الكاتبـة وظفـت‬ ‫شخصيات محدودة المعرفة والثقافة أوضاربة في تلابيب‬ ‫آليـات الحواريـة كمـا جـاء بهـا «ميخائيـل باختيـن»‪ ،‬وقـد‬ ‫الجهـل والأميـة‪ ،‬وبهـذا يعطـي لذاتـه أحقيـة تسـييرالعالـم‬ ‫أعانهـا هـذا الانفتـاح الحـواري فـي التعبيـرعـن تمـزق الواقع‬ ‫الروائـي كونـه القـدوة الواعيـة التـي لا بـد أن تحكمـه‪.‬‬ ‫وتشـتته‪ ،‬وبـه خرجـت عـن قواعـد الكتابـة التقليديـة التـي‬ ‫أتـت الروايـة الحواريـة التـي أسسـها «ميخائيـل‬ ‫طالمـا ميـزت الروايـة النسـوية الجزائريـة‪ ،‬وكـذا سـمح لهـا‬ ‫باختيـن» كنظريـة غربيـة‪ ،‬فأضعفـت دور الكاتـب وسـلبته‬ ‫بولـوج عوالـم روائيـة ـ الطابوهـات ـ كانـت محظـورة عليهـا‬ ‫سلطويته من خلال التعددية الصوتية‪ ،‬فلم يعد صوته‬ ‫مـن قبـل العـرف الاجتماعـي‪ ،‬و بهـذا تكـون قـد كسـرت‬ ‫إلاواحدا من بين جميع الأصوات في الرواية‪ ،‬واستطاعت‬ ‫«ربيعـة جلطـي» أن تؤسـس فـي روايتهـا (عـرش معشـق)‬ ‫قواعـد الكتابـة الذكوريـة أيضـا‪.‬‬ ‫للحواريـة بالآليـات نفسـها كمـا تحـدث عنهـا «باختيـن»‪،‬‬ ‫من خلال اللغة العربية الفصيحة المنسجمة والمتداخلة‬ ‫‪Abstract:‬‬ ‫فـي الوقـت نفسـه مـع لغـات ولهجـات وأصـوات متعـددة‪.‬‬ ‫‪This research aims at detecting the‬‬ ‫إذ تأتـي جميـع الأصـوات السـردية فـي الروايـة بوقـع قـوي‬ ‫يضفـي عليهـا طابعـا حواريـا بامتيـاز‪ ،‬أعطـت فيـه الكاتبـة‬ ‫‪manifestations of the conversational‬‬ ‫املّيـذز ايلأرهولاهيـاةلأالننتسخـرويجةمانلاجلأزائسلريـوةب‪،‬‬ ‫قيمة للتعدد اللغوي‪،‬‬ ‫)‪mechanisms in the novel (Arch Moachak‬‬ ‫الواقعـي الـذي طالمـا‬ ‫‪written by Rabia Djelti; an Algerian author. The‬‬ ‫والتـي نتوخـى فـي هـذه‬ ‫انلحـدرواكسـتاةبـاةلتسـطربدييقةيـرةواالئميـقةد َمـجةديـعدلـةى‪،‬‬ ‫‪study begins with the fact that multilingualism‬‬ ‫كشـف تجلياتهـا مـن‬ ‫‪is significantly an outstanding sign in the novel‬‬ ‫خـال التعـدد اللغـوي الن�صـي‪ ،‬وسـننطلق مـن فرضيـة‬ ‫‪that makes it a modernistic text. With this‬‬ ‫أن هنـاك علاقـة متداخلـة بيـن النـص الروائـي ‪( /‬اللغـة)‪،‬‬ ‫‪regard, a plan is drawn up; its inception comes‬‬ ‫وخارج النص ‪(/‬الواقع الموضوعي) في ( عرش معشق)‪ ،‬و‬ ‫‪to indicate the specificity of writing in the‬‬ ‫لأن قـراءة النـص الروائـي فـي إطـارنظريـة مـا تبقـى معممـة‬ ‫‪narrative board and feminist signs in the text.‬‬ ‫مـا لـم تتحصـن بأسـئلة منهجيـة يعـي مـن خلالهـا الخطـاب‬ ‫‪Followed, then, by scrutinizing the narrative‬‬ ‫الروائـي سـيرورته‪ ،‬فإننـا نسـعى فـي هـذا التحليـل النقـدي‬ ‫‪speech form in language through hybridization,‬‬ ‫إلـى الإجابـة عـن التسـاؤلات الآتيـة‪:‬‬ ‫‪synthesis and interactive dialogue.‬‬ ‫‪The research concludes that the writer‬‬ ‫*‪ : 1‬أستاذة متعاقدة ‪ -‬جامعة عباس لغرور ‪ -‬كلية اللغة العربية و‬ ‫آدابها ‪ -‬خنشلة ‪ -‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪78‬‬

‫هـذا مـا جعـل الكاتبـة تتيقـن أن الرجـل مهمـا كتـب‬ ‫كيـف تشـكلت بنيـة روايـة (عـرش معشـق) فـي ضـوء‬ ‫عـن هـذا الموضـوع فإنـه لا يوفيـه حقـه‪ ،‬لأنـه مـن بيـن‬ ‫صـورة اللغـة (التهجيـن ‪ /‬الأسـلبة‪ /‬الحـوار)؟ وكيـف‬ ‫المواضيـع التـي تكتـب عـن تجربـة وعـن إحسـاس‪ ،‬وهـذا مـا‬ ‫تفاعلـت الخطابـات وتعـددت الأصـوات داخـل المتـن‬ ‫جعـل الخالـة حدهـم تقـول‪« :‬نجـود تؤنـس وحدتـي‪ .‬ربمـا‬ ‫الروائـي؟ ومـا هـدف الكاتبـة «ربيعـة جلطـي» مـن مسـايرة‬ ‫هـي لا تـدري مـا تقدمـه لـي مـن تـوازن فـي حياتـي»‪.4‬‬ ‫أسـاليب الروايـة الجديـدة‪ ،‬ومـا قيمـة ذلـك؟‬ ‫يشـتغل المتـن الروائـي طـوال المسـارالسـردي علـى‬ ‫نسـتهل البحـث فـي إبـرازخصوصيـة الكتابـة فـي روايـة‬ ‫إثارة الخصوصية النسوية عبرموضوعات تمثل شواغل‬ ‫(عـرش معشـق) لتبيـان أسـئلة الاختـاف بغيـة إدراك‬ ‫المـرأة ومـدارات اهتماماتهـا التـي تميزهـا عـن الآخـر ‪ /‬الرجل‬ ‫طبيعـة التفكيـرفـي الروايـة النسـوية الجزائريـة‪ ،‬والكشـف‬ ‫دون أن تقصيـه بـل تجعلـه عنصـرا فاعـا فـي النـص‪،‬‬ ‫التاريخـي الذكـوري‪،‬‬ ‫عـن ه ِّمهـا الأنثـوي الـذي أ ّرقـه الجـرح‬ ‫فتتحـدث عـن حـب الرجـل للمولـود الذكـرونفـوره مـن‬ ‫مـ ّر أحقـاب زمنيـة‬ ‫والـذي مـارس عليهـا سـلطويته علـى‬ ‫المولود الأنثى‪ ،‬وتح ّمل المرأة تبعات ولادتها للبنات‪ ،‬تقول‬ ‫طويلـة‪ .‬وهـذا مـا جعـل الكاتبـة الجزائريـة تبحـث عـن‬ ‫اتكـسـومنألحـ ّصداقـلـهولاجـددة ايلبعنـلاـىت تجببيـعـانلابعـناتـدةه‬ ‫نجـود‪« « :‬حدهـم»‬ ‫هويتهـا المغيبـة مـن خـال جنـس الروايـة لتؤكـد كيانهـا‬ ‫الخامسـة‪ ،‬أمـا أن‬ ‫المختلـف ومركزيـة دورهـا فـي الحيـاة وقدرتهـا علـى امتـاك‬ ‫القديمـة فـي التبـرك بالأسـماء‪ .‬تيمنـا وأمـا مـن جـدي أن‬ ‫سـلطة النـص‪.‬‬ ‫تكـون «حدهـم» الحـد الفاصـل بيـن الإنـاث اللواتـي ولـدن‬ ‫لـه‪ ،‬والذكـور الكثـر القادميـن‪ .‬لعـل وع�سـى يأتـي بعدهـا‬ ‫مباشـرة ولـد ذكـر‪ ،‬مرفـوع بالتنويـن الظاهـرفـي وسـطه»‪،5‬‬ ‫أولا ـ خصوصيــة الكتابــة في المــن‬ ‫طرحـت الكاتبـة هـذه القضيـة مـن أبعادهـا الحسـية‬ ‫الــروائي وعلامــات النســوية‪:‬‬ ‫القـارئ لروايـة (عـرش معشـق) يلاحـظ أن الكاتبـة‬ ‫والاجتماعيـة‪ ،‬واجتهـدت فـي إبـرازمعانـاة المـرأة مـن هـذا‬ ‫تصوغ حكيها بشكل مخالف لكتابة الرجل‪ ،‬حيث تنطلق‬ ‫المنظـور‪ ،‬حيـث المـرأة تضطـرإلـى الإكثـارمـن الإنجـاب إلـى‬ ‫أن تـرزق بولـد‪ ،‬وهـذا مـا مثلتـه شـخصية والـدة «حدهـم»‬ ‫«ربيعـة جلطـي» فـي روايتهـا مـن قضيـة تتلعـق بخاصيـة‬ ‫تقـول‪« :‬أمـي المسـكينة التـي مـع تحـرك كل مخـاض لهـا‪،‬‬ ‫عملية المخاض‪ ،‬تقول‪ « :‬ـ الراس‬ ‫االلـأنراوثسة‪..،‬وآيّيـتامآ ّثيـال‪..‬ذلهاكهـفيو‬ ‫لـم تكـن تفكـرفـي الأوجـاع الطاحنـة التـي تمـزق أحشـاءها‪،‬‬ ‫‪ ..‬هاهـوالـراس بيـن يـدي ‪ ..‬زيـدي‬ ‫زيـدي ادفعـي شـوية‪ .‬يصيـح صـوت القابلـة المتهـدج‪ ،‬بينمـا‬ ‫بـل تنتظـرفقـط وبلهفـة أن يتسـلل مـن رحمهـا جسـد لا‬ ‫أصابعهـا الخشـنة تطبـق علـى مؤخـرة رأ�سـي‪ ،‬تحـاول أن‬ ‫يشـبه جسـدها‪ ،‬جسـد مـزود ببشـارة الذكـورة فتزغـرد‬ ‫اإلننجاسـباهـءا»ل‪6‬ل‪.‬ذفكـوارقُـتعطاللـمـقرأأةوفـتيرال�مضـجىت بمـعضـالرةروباإئـميكاإنهنـاأأخنفتقـنجتـفـبي‬ ‫تجذبنـي إليهـا وأنـا أقـاوم بـكل مـا أوتيـت مـن جهـد‪ .‬يشـتد‬ ‫ضجيج مهول في الخارج‪ ،‬يهزطبلة أذني البكريين‪ ،‬صراخ‬ ‫وجـع أمـي وهـي تجمـع قواهـا ـكي تلفظنـي بعيـدا عـن سـكني‬ ‫للـزوج ذكـورا‪ ،‬وبهـذا فقـد مثلـت قضيـة تعـدد الزوجـات‬ ‫فيهـا»‪ ،2‬وضمـن هـذه الخصوصيـة تنبثـق موضوعـات‬ ‫موضوعا يرعب فكرالمرأة لأنه يهدد استقرارها العاطفي‬ ‫واسـتمرارية حياتهـا الزوجيـة بصفـة طبيعيـة‪.‬‬ ‫أخـرى تعبـرعـن الهويـة النسـوية ونهـوض المـرأة إلـى الكتابـة‬ ‫انطلاقـا مـن النزعـة الذاتيـة التـي تميزهـا‪ ،‬ومنهـا «عاطفـة‬ ‫تنوعـت أسـباب «تعـدد الزوجـات» فـي الروايـة‪،‬‬ ‫الأمومـة»‪ ،‬التـي تتجلـى «ضمـن هـذا العالـم الشـعوري‬ ‫ومنهـا نجـد عقـم الزوجـة ورغبـة الـزوج فـي الخلـف وبحثـه‬ ‫عـن أنثـى ولـود‪ ،‬ويعـد هـذا الموضـوع مـن أكثـرمـا يرعـب‬ ‫الأنثـوي‪ ،‬وهـي الصفـة المتمكنـة مـن المـرأة باعتبارهـا‬ ‫الصلة التي تشدها أكثرإلى الحياة‪ ،‬وتمنح كينونتها المعنى‬ ‫الخمـّلـرأةف آوثـقاـرادنمفثـسـليةسـؤسـاللبايةجلولهخرايـلـاةفـ«يحهـدذهاـ امل»نـالعصا‪،‬قـرحايلـتـيث‬ ‫وتسـهم فـي بلـورة رؤيتهـا للـذات والعالـم»‪.3‬‬ ‫تتفاجـأ بوجـود ضرتهـا قاسـمتها زوجهـا فـي السـابق وأتـت‬ ‫لتقاسـمها الميـراث فـي الحاضـر‪ ،‬تقـول نجـود‪« :‬لـم ينتـه‬ ‫كابـوس خالتـي حدهـم‪ ،‬بـل ازداد حلكـة حيـن قدمـت إلينـا‬ ‫‪ :4‬الرواية‪ ،‬ص‪.60‬‬ ‫‪ :2‬ربيعـة جلطـي‪ ،‬عـرش معشـق‪ ،‬منشـورات الاختـاف‪ ،‬منشـورات‬ ‫‪ :5‬الرواية‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫ضفـاف‪ ،‬الجزائـر‪ ،‬بيـروت‪ ،‬ط‪ ،2013 ،1‬ص ‪.10‬‬ ‫‪ :6‬الرواية‪ ،‬ص ‪.59‬‬ ‫‪ :3‬بوشوشـة بـن جمعـة‪ ،‬التجريـب وارتحـالات السـرد الروائـي المغاربـي‪،‬‬ ‫‪79‬‬ ‫المغاربيـة للنشـر‪ ،‬تونـس‪ ،‬ط‪ ،2003 ،1‬ص ‪.179‬‬

‫تعـددت مواضيـع المتـن الحكائـي التـي تعبـربالأسـاس‬ ‫سـيدة برفقـة رجـل قالـت إنـه محاميهـا الخـاص‪ .‬قدمـت‬ ‫عـن خصوصيـة الكتابـة النسـوية فـي الروايـة‪ ،‬و منهـا‬ ‫نفسـها علـى أنهـا الزوجـة الثانيـة لبوعـام ولهـا معـه أربعـة‬ ‫أيضـا حديـث الكاتبـة عـن العـادة الشـهرية‪ ،12‬وعـن‬ ‫أبنـاء‪ 7».‬ومـن هنـا فالكاتبـة أثـارت قضيـة خيانـة الـزوج‪/‬‬ ‫كيـد النسـاء‪ ،13‬وعـن المطبـخ‪ ،14‬العذريـة‪ ،15‬الجمـال‪،16‬‬ ‫للزوجة‪/‬حدهـم‪ ،‬عندمـا تـزوج عليهـا دون علمهـا‪،‬‬ ‫بفوخ ّعـلـامف‬ ‫الغنج‪،17‬الغنـاء والرقـص‪ ،18‬زيـارة الأوليـاء الصالحيـن‬ ‫لهـا هـذا الفعـل مأسـاة نفسـية وحسـية‪ ،‬فـ «الأمـر‬ ‫تبـركا بهـم‪ ،19‬إضـاءة جانـب مسـاهمة المـرأة المناضلـة فـي‬ ‫الذي لاحظت أنه أفزعها ودوخ رأسها وجرح كبريائها هو‬ ‫ُتوعـمدشـدارمـكتنهامفـوياالضثـيـوعرةالماتلـتنحارليحريـكاةئ‪0‬ـ‪2‬ي‪...،‬و‬ ‫تحريـرأرض الوطـن‬ ‫قـدرة بوعـام وجرأتـه علـى الخيانـة والكـذب منـذ سـنوات‬ ‫إلـخ‪ .‬فالكاتبـة حيـن‬ ‫وعلى حبكه هذه المفاجأة غيرالسارة التي تركها لها هدية‬ ‫تعطيه لمسة أنثوية‪ ،‬فهي تجعل هذا وسيلة لإبرازالتعدد‬ ‫بعـد ِعشـرة طويلـة (‪ )...‬الراجـل مـا فيـه الثقـة ‪ ..‬الراجـل‬ ‫اللغوي كأسلوب روائي مضاف جنبا إلى جنب مع الكتابة‬ ‫مـا فيـه الثقـة‪،8»!!..‬ويأتـي حديـث خيانـة الرجـل مـن أهـم‬ ‫الرجالية‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن هذه التعددية تأتي داخل‬ ‫المواضيـع التـي تشـغل بـال المـرأة‪ ،‬وتجسـد ذلـك مـن خـال‬ ‫الروايـة لتعـرض الفئـات والشـرائح الاجتماعيـة المتنوعـة‬ ‫شخصية والد «عبدقا « الذي يتظاهربالعفة والرزانة و‬ ‫بمختلف مستوياتها المتعددة والمتفاوتة‪ ،‬ويتجلى هذا في‬ ‫الإخـاص لزوجتـه‪ ،‬لكـن ابنـه «عبدقـا» لـم يتوقـع وجـوده‬ ‫مجمـوع أصـوات الشـخصيات المتكلمـة (نجـود ـ حدهـم ـ‬ ‫فـي الملهـى الليلـي يواعـد المومسـات‪ ،‬يقـول «عبدقـا»‪»:‬‬ ‫مهديـة ـ عبدقـاـ بوعـام ـ نجـود الشـبح ‪...‬إلـخ)‪.‬‬ ‫جمـد الـدم الجـاري بغـزارة فـي عروقـي وانكمـش جسـدي‬ ‫سـمحت تعدديـة مواضيـع المتـن الحكائـي فـي روايـة (‬ ‫مثل قنفذ شـعربخطر ‪ ..‬انحنيت بطريقة لا إرادية ‪ .‬كأن‬ ‫عرش معشق ) لبروزأصوات عديدة متكلمة ‪ ،‬وكذا بروز‬ ‫السـقف سيسـقط فوق رأ�سـي حين لمحته من بعيد ‪ ..‬إنه‬ ‫فضاءات‪ ،‬أزمنة‪ ،‬أيديولوجيات متعددة أيضا‪ ،‬وهذا ما‬ ‫أبي (‪ )...‬أنتيا ليا وأنا ليك ‪ ..‬والله إلى نشبعك ني‪ ...‬يا إلهي‬ ‫أكسـب الروايـة تعدديـة علـى مسـتوى لغتهـا‪ ،‬ويسـمى هـذا‬ ‫‪ ..‬لا أسـتطيع أن أكمـل جملـة أبـي «الشـعرية «‪ ،‬إنهـا فـي‬ ‫النمـط الكتابـي بالأسـلوب الحـواري الـذي ينهـض بإعـاء‬ ‫غايـة البـذاءة ‪ ..‬ثـم إنـه أبـي»‪.9‬‬ ‫التعدديـة علـى كافـة المشـكلات السـردية فـي الخطـاب‬ ‫تعـد المجالـس النسـوية فضـاء لسـرد الحكايـات‬ ‫الروائي الذي يحوي تنوعا كبيرا في أصناف الشخصيات‪،‬‬ ‫الحميميـة بيـن النسـوة وهـذا مـا حاولـت الكاتبـة نقلـه‬ ‫ممـا يف�ضـي بالضـرورة إلـى تعدديـة الأصـوات واللغـات‪ ،‬و‬ ‫عبـرمتنهـا الحكائـي‪ ،‬حيـث تحكـي خالـة «نجـود» لجاراتهـا‬ ‫فـي هـذا التصنيـف تجمـع الروايـة الحواريـة « الخطابـات‬ ‫فـي بيتهـا عـن مـاذ ليلـة عرسـها‪« ،‬إنهـا تلـك الذكـرى‬ ‫المختلفـة‪ ،‬وتضعهـا فـي علاقـة مواجهـة‪ ،‬وتجعلهـا تتعايـش‬ ‫التـي سـمعت خالتـي يومـا تقصهـا علـى جارتهـا بكثيـرمـن‬ ‫وتتحـاور‪ ،‬وتتعامـل مـع بعضهـا البعـض»‪.21‬‬ ‫التفصيـل والتذييـل والحوا�شـي‪ .‬كان صوتهـا سـاعتئذ‬ ‫ارتكـزت روايـة (عـرش معشـق) علـى فكـرة التعـدد‬ ‫مختلفـا وعميقـا وهـي تسـرد قصتهـا الدفينـة الحـارة عـن‬ ‫اللغـوي الحـواري الـذي أتـى كنتيجـة حتميـة للحـوارالـذي‬ ‫ذلـك اليـوم السـعيد المتفـرد فـي وحدانيتـه بيـن أيـام عمرهـا‬ ‫نشـأ بيـن الأصـوات المختلفـة فـي الروايـة‪ ،‬و المعبـرة عـن‬ ‫كلهـا‪ ،‬المحفـور فـي وجدانهـا و ذاكرتهـا و إحساسـها»‪. 10‬‬ ‫وجهـة نظرهـا‪ ،‬فكرتهـا‪ ،‬موقفهـا مـن الحيـاة‪ ،‬بلسـانها و‬ ‫وتحكـي «مهديـة « لصديقتهـا «نجـود» عـن مغامراتهـا‬ ‫لغتهـا الخاصـة‪ ،‬نافيـة بذلـك سـلطوية الكاتبـة «ربيعـة‬ ‫الغراميـة مـع عشـيقها‪ « ،‬أغربهـن حـالا مهديـة صديقـة‬ ‫طفولتـي ‪ ..‬يـا لمهديـة أقـرب الصديقـات إلـي‪ ،‬وأقدمهـن و‬ ‫‪ :12‬ينظرالرواية‪ ،‬ص ‪.129‬‬ ‫أعزهن ‪ ..‬كم من الوقت سال وانسكب وأنا أنصت بصبر‬ ‫‪ :13‬ينظرالرواية‪ ،‬ص ‪.94‬‬ ‫أيـوب إلـى مـا تسـرده مـن التفاصيـل الدقيقـة المجهريـة عن‬ ‫‪ :14‬ينظرالرواية‪ ،‬ص ‪.100‬‬ ‫غرامها المجنون بمعشوقها الأول المدعوقاسم‪ .‬فلا تترك‬ ‫‪ :15‬ينظرالرواية‪ ،‬ص ‪40‬ـ‪.45‬‬ ‫شـاردة ولا واردة إلا وتقصها علي بكل حرارة بحذافيرها و‬ ‫‪ :16‬ينظرالرواية‪ ،‬ص ‪ 40‬ـ‪ 63‬ـ‪.66‬‬ ‫أكثـر»‪.11‬‬ ‫‪ :17‬ينظرالرواية‪ ،‬ص ‪.89‬‬ ‫‪ :18‬ينظرالرواية‪ ،‬ص ‪ 118‬ـ‪.153‬‬ ‫‪ :7‬الرواية‪،‬ص ‪.137‬‬ ‫‪ :19‬ينظرالرواية‪ ،‬ص ‪.67‬‬ ‫‪ :8‬الرواية‪ ،‬ص ‪.138‬‬ ‫‪ :20‬ينظرالرواية‪ ،‬ص ن‪.‬‬ ‫‪ :9‬الرواية‪ ،‬ص ‪.126 ،125‬‬ ‫‪ :21‬شـرفي عبـد الكريـم‪ ،‬مفهـوم التنـاص‪ ،‬مـن حواريـة ميخائيـل باختيـن‬ ‫‪ :10‬الرواية‪ ،‬ص ‪.28‬‬ ‫إلـى أطـراس جيـرارجنيـت‪ ،‬دوريـة دراسـات أدبيـة‪ ،‬الجزائـر‪ ،‬ع‪ ،2.‬جانفـي‬ ‫‪ :11‬الرواية‪ ،‬ص ‪.84‬‬ ‫‪ ،2008‬ص ‪.70‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪1‬ـ‪ 1‬التهجين ‪ /‬لغة أجنبية‪:‬‬ ‫جلطـي « وأحاديـة رؤيتهـا فـي بسـط الحكايـة‪ ،‬وسـيتضح‬ ‫ذلك أكثرفي ما يلي عند معاينة تجليات حوارية السرد في‬ ‫‪24‬ـ‪La belle et la bête‬‬ ‫روايـة (عـرش معشـق)‪.‬‬ ‫‪1‬ـ‪ 2‬التهجين ‪ /‬لغة أجنبية بحروف عربية‪:‬‬ ‫شامبانزي‪ ،25‬سانتاكروز‪،26‬نورمال‪،27‬جوستومون‪،28‬س‬ ‫ثانيا ـ التعدد اللغوي الحواري‪:‬‬ ‫‪1‬ـ التهجين‪:‬‬ ‫يناريوهات ‪،29‬مايسترو‪ ،30‬الدبلوماسية‪.31‬‬ ‫‪1‬ـ‪ 3‬التهجين ‪ /‬عامية جزائرية ولهجات عربية‪:‬‬ ‫تتولـد اللغـة الهجينـة عبـر آليـة الانفتـاح علـى‬ ‫أرواحويا الخاوة نخبركم بالمفيد‪ / 32‬يا الله شوحلو‪ ..‬من‬ ‫الآخـر‪ ،‬أثنـاء تفاعـل وامتـزاج لغـة معينـة بلغـة أخـرى لهـا‬ ‫ويـن جبتيـه لهـذا يـا نـورة خانـم؟‪/ 33‬الله وكيلـك يـا سـتي ‪..‬‬ ‫وعيهـا المخالـف‪ ،‬وبهـذا الشـكل تتخلـق لغـة ثالثـة حاملـة‬ ‫البركـي كلـوحلـووعالأصـول‪/ 34‬مـا تخليهـاش تخـرج بـزاف‬ ‫لعـدة أيديولوجيـات وثقافـات‪ ،‬وتسـمى باللغـة الهجينـة‪،‬‬ ‫التـي يعرفهـا «ميخائيـل باختيـن» علـى أنهـا‪« :‬مـزج لغتيـن‬ ‫والله العظيـم تهبـل الغا�شـي‪.35‬‬ ‫اجتماعيتين داخل ملفوظ واحد‪ ،‬وِالتقاء وعيين لغويين‬ ‫‪1‬ـ‪ 4‬التهجين ‪/‬لغة بذيئة‪:‬‬ ‫مفصوليـن داخـل سـاحة ذلـك الملفـوظ‪ ،‬ويلـزم أن يكـون‬ ‫ـ لسـت أدري مـا الـذي يجعـل خالتـي حدهـم تطيـق‬ ‫وجـود هـذا البوعـام الصامـط المـر الحامـض الـاذع‬ ‫التهجيـن قصديـا»‪.22‬‬ ‫هـذا يعنـي أن الكاتـب هـو يعبـر عـن إدراك العالـم‬ ‫ا لثقي ـل ‪.36‬‬ ‫بإدراجـه للتهجيـن‪ ،‬يكـون واعيـا وقاصـدا ذلـك‪ ،‬وهـذا مـا‬ ‫ـ واش راكـي ديـري يـا الحمقـا ‪ ..‬صايـي خـاص‬ ‫حاولـت الكاتبـة «ربيعـة جلطـي» إدراكـه فـي روايتهـا (عـرش‬ ‫معشـق)‪ ،‬التـي غـدت «السـاحة المفضلـة للالتقـاء بيـن‬ ‫هبلتـي ؟ ؟ ‪37‬‬ ‫أصـوات ولغـات ومنظـورات متباينـة مـن شـأنها أن تخلـع‬ ‫ـ وعـاش المرجاجـو وسـانتاكروز نتـاع أمـك؟ قلـت‬ ‫علـى النـص (الملفـوظ) الروائـي صفـة التهجيـن كإحـدى‬ ‫لـه‪38.‬‬ ‫أبـرز معالـم الخطـاب الروائـي الجديـد»‪.23‬‬ ‫ـ شـوفي روحـك فـي المرايـا يـا الغولـة يـا واحـد السـلوم‬ ‫انفتحـت روايـة (عـرش معشـق) علـى خطابـات‬ ‫وأسـاليب متعـددة‪ ،‬فأتـت لغتهـا فـي كثيـر مـن المواضـع‬ ‫الرا�شـي‪.39‬‬ ‫مهجنـة قصديـة‪ ،‬مسـتوعبة للواقـع الشاسـع بـكل‬ ‫ـ عملوها الكلاب‪.40‬‬ ‫تفاصيلـه وتناقضاتـه ولغاتـه ولهجاتـه‪ ،‬وهـذا التعـدد‬ ‫مسـح علـى الروايـة صفـة التجديـد‪ ،‬لمـا حملتـه لغتهـا مـن‬ ‫‪ :24‬الرواية‪ ،‬ص ‪.80‬‬ ‫مـزج وتركيـب للخطابـات واللهجـات الاجتماعيـة‪ ،‬كمـا‬ ‫‪ :25‬الرواية‪ ،‬ص ‪.62‬‬ ‫‪ :26‬الرواية‪ ،‬ص ‪.77‬‬ ‫توضحـه الأمثلـة الآتيـة‪:‬‬ ‫‪ :27‬الرواية‪ ،‬ص ‪.78‬‬ ‫‪ :28‬الرواية‪ ،‬ص ‪.135‬‬ ‫‪ :22‬ميخائيـل باختيـن‪ ،‬الخطـاب الروائـي‪ ،‬تـرمحمـد بـرادة‪ ،‬دارالفكـر‬ ‫‪ :29‬الرواية‪ ،‬ص ‪.143‬‬ ‫للدراسـات والنشـر والتوزيـع‪ ،‬القاهـرة‪ ،‬ط‪ ،1‬دت‪ ،‬ص ‪.18‬‬ ‫‪ :30‬الرواية‪ ،‬ص‪.151‬‬ ‫‪ :31‬الرواية‪ ،‬ص ‪.161‬‬ ‫‪ :23‬سعيد بن هاني‪ ،‬شعرية التعدد اللغوي في رواية سرايا بنت الغول‪،‬‬ ‫‪ :32‬الرواية‪ ،‬ص‪.31‬‬ ‫مجلـة علامـات فـي النقـد‪ ،‬المملكـة العربيـة السـعودية‪ ،‬م‪ ،14.‬ديسـمبر‬ ‫‪ :33‬الرواية‪ ،‬ص ‪.38‬‬ ‫‪ :34‬الرواية‪ ،‬ص ن‪.‬‬ ‫‪ ،2004‬ص ‪.589‬‬ ‫‪ :35‬الرواية‪ ،‬ص ‪.71‬‬ ‫‪ :36‬الرواية‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫‪ :37‬الرواية‪ ،‬ص ‪.50‬‬ ‫‪ :38‬الرواية‪ ،‬ص ‪.79‬‬ ‫‪ :39‬الرواية‪ ،‬ص ‪.80‬‬ ‫‪ :40‬الرواية‪ ،‬ص ‪.158‬‬ ‫‪81‬‬

‫بهـذا الشـكل تكـون «ربيعـة جلطـي» قـد تجـاوزت‬ ‫مـن خـال هـذه الأمثلـة نفهـم أن «ربيعـة جلطـي»‬ ‫حـدود الكتابـة التقليديـة المتحفظـة‪ ،‬و انفتحـت علـى‬ ‫شـخصت لغـات ولهجـات اجتماعيـة مختلفـة‪ ،‬وتسـنى لهـا‬ ‫الجانـب الهـش مـن الواقـع فنقلتـه بتفاصيلـه المقرفـة‪،‬‬ ‫ذلـك عـن طريـق التنويـع فـي توظيـف التهجيـن‪ ،‬فوظفـت‬ ‫«واإنلهحايـثاقءا»ف‪42‬ة‪،‬المو ُيواعـجده اةسوـاتلحسفضوارر‪،‬الفيكاتمبـقاةب لللتثهقاجيفـةنا اللحبـذشميةء‬ ‫تهجينـا علـى مسـتوى الجملـة ـ علـى قلتـه ـ ويظهـرذلـك مـن‬ ‫داخـل المتـن الروائـي كسـرا للطابوهـات‪ ،‬وقـد تذرعـت‬ ‫خـال اسـتحضارها للجملـة المكتوبـة باللغـة الفرنسـية‬ ‫بمبرراتـه الفنيـة‪ ،‬حيـث أصبـح مثـل هـذا التوظيـف دالا‬ ‫وربطهـا بالجملـة المكتوبـة باللغـة العربيـة داخـل الروايـة‪.‬‬ ‫علـى سـمة التجديـد علـى مسـتوى البنيـة النصيـة‪ ،‬مـن‬ ‫كمـا يحضـرفـي النـص نوعـا آخـرا مـن التهجيـن علـى‬ ‫خـال تجاوزهـا للغـة التقريريـة الإخباريـة المحتشـمة‪ ،‬و‬ ‫مسـتوى الكلمـة‪ ،‬وتمثلـه الملفوظـات المكتوبـة بحـروف‬ ‫كسـرقواعـد الكتابـة التقليديـة‪ ،‬والخـروج عـن لغتهـا فـي‬ ‫عربيـة والحاملـة لدلالـة فرنسـية‪ ،‬وهكـذا يكـون القـارئ‬ ‫أمـام كلمـات مهجنـة تحمـل وعيـا لسـانيا عربيـا مـع وعـي‬ ‫التعبيـروالاسـتبيان عـن حقيقـة الواقـع ‪.‬‬ ‫مـن منظورنـا أن علـى الكاتبـة العـزف عـن الاهتمـام‬ ‫لسـاني أجنبـي‪.‬‬ ‫بنقـل الجانـب المقـرف والهـش مـن الحيـاة إلـى النـص‬ ‫الروائـي‪ ،‬كونهـا صاحبـة رسـالة وصانعـة أجيـال‪ ،‬فضـا‬ ‫اختـارت الكاتبـة «ربيعـة جلطـي» اللهجـة الشـامية‬ ‫علـى أن هـذا السـلوك يتعـارض مـع ديانتنـا الاسـامية‬ ‫كلغـة ثانيـة ت�ضـيء بهـا اللغـة الفصيحـة فـي الروايـة‪،‬‬ ‫للأغلبيـة المغاربيـة‪ ،‬ويتنافـى مـع عـادات وتقاليـد المـرأة فـي‬ ‫فـأرادت مـن هـذا التلفـت‪ ،‬خلـق عمـل أدبـي هجيـن حامـل‬ ‫لوعييـن ثقافييـن‪« ،‬فليـس مـا يظهـر مـن الحقـل الـذي‬ ‫المجتمـع المسـلم‪.‬‬ ‫يضيئـه اللسـان الأجنبـي هـوالنظـام الصوتـي للغـة المحليـة‬ ‫سـاهم التهجيـن فـي روايـة (عـرش معشـق) فـي إبـراز‬ ‫أوخصائصهـا المورفولوجيـة أوحتـى معجمهـا المجـرد بـل‪،‬‬ ‫العنصرالسوسيولساني‪ ،‬عن طريق تحيين اللغة الثانية‬ ‫وبدقـة‪ ،‬ذلـك الـذي يجعـل مـن اللغـة إدراكا محسوسـا‬ ‫وربطهـا بكيـان الروايـة‪ ،‬وبهـذا تكـون الروايـة قـد حظيـت‬ ‫للعالم لايمكن ترجمته إطلاقا وبالتحديد أسلوب اللغة‬ ‫بالتثاقف اللغوي‪ ،‬وهوما أهلها لأن تتكلم بلسان مزدوج‪،‬‬ ‫وتكتسـب ثنائيـة صوتيـة ونبريـة‪ ،‬فهـي «لا تشـتمل فقـط‬ ‫كوحـدة كاملـة»‪.41‬‬ ‫علـى وعييـن فردييـن‪ ،‬علـى صوتيـن‪ ،‬علـى نبرتيـن‪ ،‬بـل علـى‬ ‫وعييـن اجتماعييـن –لسـانيين‪ -‬وعلـى حقبتيـن ليسـتا‪ ،‬فـي‬ ‫نقلـت الكاتبـة بشـكل كثيـر وملحـوظ اللهجـات‬ ‫الحقيقـة مختلطتيـن هنـا بكيفيـة لا واعيـة‪ ،‬بـل همـا قـد‬ ‫العاميـة الجزائريـة‪ ،‬وبهـذا الأسـلوب تكـون قـد تشـكلت‬ ‫الأسـلبة مـن خـال إضـاءة الوعـي اللسـاني للغـة الفصحـى‬ ‫ِالتقيـا بوعـي‪ ،‬وتتصارعـان فـوق أرض الملفـوظ»‪.43‬‬ ‫فـي الروايـة بالوعـي اللسـاني للهجـة العاميـة الجزائريـة‪.‬‬ ‫اسـتمدت الهجنـة الفرديـة والقصديـة الواعيـة‬ ‫ليـس مـن الغريـب أن يجـد القـارئ اليـوم فـي الروايـة‬ ‫وجودهـا فـي الروايـة مـن خـال تحـاور اللغـات‪ ،‬واسـتدعاء‬ ‫الحواريـة ملفوظـات لا يستسـيغها‪ ،‬لـذا عمـدت الكاتبـة‬ ‫اللهجـات ودمجهـا داخـل النسـق الروائـي‪ ،‬وهـذا مـا يفسـر‬ ‫علـى ألا تغفـل عـن اسـتحضاراللغـة البذيئـة داخـل المتـن‬ ‫سـماع صوتيـن داخـل الملفـوظ الواحـد‪ ،‬قـد يتشـابك‬ ‫الحكائـي‪ ،‬بـل أسـهبت فـي توظيفهـا بمنطوقهـا الأكثـرحـدة‬ ‫صـوت مـع صـوت لإبـراز الوعـي المقصـود‪ ،‬وقـد يطغـى‬ ‫لـم نمثـل بهـا‪ ،‬بـل تركناهـا قابعـة فـي نصهـا‪.‬‬ ‫أيضـا‪ُ،‬وفوالقـتـيت‬ ‫الواحـد علـى الآخـرفيضيئـه‪ ،‬وعلـى هـذا النحـوالحـواري‬ ‫الكاتبـة فـي اختيـارالشـخصية المتكلمـة بهـذه‬ ‫اللغـة السـوقية‪ ،‬حيـث انتقـت شـخوص روائيـة مهمشـة‬ ‫اشـتغلت جميـع الهجـن داخـل المتـن الروائـي‪.‬‬ ‫لوتذكاـوتنمناسـطتقـوةىبهثـاقاوفُـميمـمررحـة لدمودشـادهادخـجلنالسمـيجةتمـمتععـالدردوةا‪.‬ئـي‪،‬‬ ‫‪ :42‬وداد بـن عافيـة‪ ،‬الشـعرالنسـوي الجزائـري‪ ،‬سـياق التكـون البنيـة‬ ‫‪ :41‬تيزفيتـان تـودوروف‪ ،‬ميخائيـل باختيـن المبـدأ الحـواري‪ ،‬تـرفخـري‬ ‫وابدالاتهـا‪ ،‬دارنوميديـا‪ ،‬الجزائـر‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪ ،‬ص ‪.63‬‬ ‫صالح‪ ،‬المؤسسـة العربية للدراسـات والنشـر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1996 ،2‬ص‬ ‫‪ :43‬ميخائيل باختين‪ ،‬الخطاب الروائي‪ ،‬ترمحمد برادة‪ ،‬ص ‪.121‬‬ ‫‪.123‬‬ ‫‪82‬‬

‫اُهلـلْمغـَيةْحاَلزُمُنـؤو َنسـل(ب‪2‬ة‪َ ﴿)6:‬أ﴾َ‪7‬ل‪.ِ 4‬إ َّن َأ ْوِل َيـا َء ال َّلـ ِه َل َخـ ْو ٌف َع َل ْيِهـ ْم َ َول‬ ‫‪2‬ـ الأسـلبة ‪ /‬العلاقـات المتداخلـة ذات‬ ‫ـ ب ـ اللغـة ال ُمحينـة (الآنيـة)‪ « :‬جئـن إلـى الضريـح مـن كل‬ ‫الطابـع الحـواري بـن اللغات‪:‬‬ ‫َأاونل َلع َحـلـغـاٰىءة ُاكالِلُّمبللـؤدَض‪،‬سـالِمـمبـ ٍةرن‪َ :‬يكْأ ِت﴿لَيـوَأَفـِّنذجِمنـ ِعفـنمي ُيـكاِ ّلقلَّنـ» َا‪8‬فـ‪ِ.ٍّ4‬جس َِبعاِْمليـَ ٍحـ ِقّج( َي‪ْ7‬أ ُت‪2‬ـ(و﴾َ‪9‬ك‪ِ.4‬ر َجـاًل‬ ‫يسـمى تشـخيص الكاتـب لأسـلوب لسـاني غيـري بـ‪:‬‬ ‫ج اللغـة ال ُمحينـة (الآنيـة) «الإشـفاق عليهـا مـن‬ ‫«الأسـلبة»‪ ،‬ويعرفهـا «ميخائيـل باختيـن» علـى أنهـا «لغـة‬ ‫تجربـة أخـرى أخ�شـى ألا تكـون بـردا وسـاما علـى‬ ‫واحـدة محينـة وملفوظـة إلاأنهـا مقدمـة علـى ضـوء اللغـة‬ ‫ِإاقْبلل َلبراهـغـِاهةيـاَلممُ(الؤ‪9‬طس‪6‬ـيـل(ب﴾بة‪ُ .﴿5.05»:1‬ق ْل َنـا َيـا َنـا ُر ُكوِنـي َبـ ْر ًدا َو َسـ َا ًما َع َلـ ٰى‬ ‫الأخـرى‪ ،‬وهـذه اللغـة الثانيـة تظـل خـارج الملفـوظ و لا‬ ‫د‪ .‬اللغـة ال ُمحينـة (الآنيـة)‪ « :‬كنـت أدرك أنهـا مـن فعـل‬ ‫تتحيـن أبـدا»‪44.‬‬ ‫َانولاآ َلبجـ َّلاظـ ُوؤَّغـُدنكـةَاولمَامـتـل َّامُميـاؤت ََتأمْسهـنـلـلََوؤزبنـَلىةي‪:‬ااْبل ََّللـ﴿نِإُُسـهفـْنِحبَ ُهـرِساهۖـمـََيِاومَـلِأإََّنـقـنلْزدَأُلسـَْ ْاجلسـلا ََلَمءطهاُا ٌهـبٍـءنهمَۚ ِِّسممـــإ َّمنننْي ََُّتيِّر َُّبِتسـمهِـبل ُوُمعَـطهاااْول ََُأهنـننَ»ُِدتإـ‪ْ5ٰ َّ2‬م‪.‬لى‬ ‫هـذا يعنـي أن الكاتـب يأتـي علـى أسـلبة ونقـل لغـات‬ ‫(‪.53﴾(23‬‬ ‫أخـرى ( قـد تكـون لغـة القدمـاء) فـي حلـة جديـدة‪ ،‬وبهـذا‬ ‫في الأمثلة أعلاه من‬ ‫خلالتالظلهغراةلاألمُـسلحبيةنةم انلاحلاقملرآةنلاللقكريرينةم‬ ‫يعيـد خلـق الأسـلوب المؤسـلب‪ ،‬بحيـث نلمـس وراء لغـة‬ ‫الدالة على أن هذا‬ ‫هـذه المقاطـع لغـات أخـرى متخفيـة‪ ،‬مقدمـة فـي شـكل‬ ‫الملفـوظ حامـل لصوتيـن و وعييـن‪ ،‬الأول تمثلـه العبـارة‬ ‫جديـد آنـي‪ ،‬يمثلـه الملفـوظ الـذي أتـى بـه داخـل المقطـع‬ ‫المتجليـة أمـام القـارئ فـي لغـة تحيينيـة‪ ،‬أمـا الصـوت‪/‬‬ ‫السـردي‪ ،‬و بالتالـي تصبـح اللغـة المحينـة‪ ،‬و هـي فـي هـذا‬ ‫الوعـي الثانـي هـو النـص الغائـب ‪ /‬نـص القـرآن الكريـم‬ ‫الملفـوظ حاملـة فـي أحشـائها لغـة متواريـة لكـن علامـات‬ ‫المسـتحضر ضمنيـا داخـل ملفـوظ اللغـة التحيينيـة‪،‬‬ ‫وجودهـا ظاهـرة فـي صـورة اللغـة‪ ،‬فهـي بمثابـة «إضـاءة‬ ‫«فالوعـي اللسـاني الثانـي للمؤسـلب ولمعاصريـه يباشـر‬ ‫متبادلـة بيـن اللغـات‪،‬وهـي إضـاءة لايشـترط فيهـا ـ كمـا هـو‬ ‫عملـه اعتمـادا علـى المـادة الأوليـة للغـة المؤسـلبة‪ ،‬ولا‬ ‫الشأن في التهجين ـ حضور لغتين في ملفوظ واحد‪ ،‬وإنما‬ ‫يتحـدث المؤسـلب عـن موضوعـه إلامـن خـال تلـك اللغـة‬ ‫تظهـرفـي ملفـوظ لغـة واحـدة‪ ،‬غيـرأنهـا مقدمـة فـي صـورة‬ ‫التـي س ُيؤسـلبها والتـي هـي أجنبيـة بالنسـبة إليـه‪ ،‬لكـن‬ ‫آنيـة‪ ،‬ولا يمكنهـا بالطبـع أن تحصـل علـى هـذه الصـورة‬ ‫هـذه اللغـة الأخيـرة هـي نفسـها مقدمـة علـى ضـوء الوعـي‬ ‫الآنيـة إلا إذا قدمـت بواسـطة وعـي لغـة آنيـة خفيـة تعمـل‬ ‫اللساني المعاصرللمؤسلب‪ ،‬فاللغة المعاصرة تلقي ضو ًء‬ ‫بشـك تل غصيّـنـرمفباالأشـسـرل»ب‪5‬ة‪.4‬ضمـن اللغـات الجميلـة فـي العـرف‬ ‫الأدبـي كونهـا سـلوك بلاغـي متأنـق‪ ،‬تبـرز وظيفتـه اللسـانية‬ ‫فـي تجسـيم الأصـوات المتباينـة وإظهـار وجهـات النظـر‬ ‫وتمييزهـا بيـن أسـلوب كل صـوت فـي الحكـي والقـص‪ ،‬ومـا‬ ‫تحملـه مـن مسـرحة للأحـداث أثنـاء تفاعلهـا الحـواري‪.‬‬ ‫وظفـت ربيعـة جلطـي الأسـلبة فـي روايـة (عـرش‬ ‫معشـق)‪ ،‬فاسـتقت مـن لغـات عـدة‪ ،‬وأعـادت خلـق لغـة‬ ‫ماضيـة وإحيائهـا داخـل رحـم أسـلوبها الكتابـي‪ ،‬ويمكـن‬ ‫الاسـتدلال علـى ذلـك مـن خـال الأمثلـة المواليـة‪:‬‬ ‫خاصـا علـى اللغـة موضـوع الأسـلبة‪ :‬إنهـا تسـتخلص منهـا‬ ‫‪2‬ـ‪ 1‬ـ الأسلبة من القرآن الكريم‪:‬‬ ‫نستشـف مـن خـال الأمثلـة المواليـة أسـلبة القـرآن‬ ‫بعـض العناصـر‪ ،‬وتتـرك البعـض الآخـرفـي الظـل‪ ،‬وتوجـد‬ ‫الكريـم‪ ،‬مـن خـال مـزج النـص الأصلـي بالنـص المؤسـلب‬ ‫نبـرات خصوصيـة‪ ،‬ومقامـات تناغميـة بيـن اللغـة موضـوع‬ ‫داخـل الروايـة‪:‬‬ ‫‪ :47‬سورة يونس‪ ،‬الآية ‪.62‬‬ ‫يكـن‬ ‫لـم‬ ‫الحقيقـة‬ ‫فـي‬ ‫«‬ ‫(الآنيـة)‪:‬‬ ‫ال ُمحينـة‬ ‫ـ أ ـ اللغـة‬ ‫‪ :48‬الرواية‪ ،‬ص ‪.67‬‬ ‫حظـي كبيـرولا هـم يحزنـون»‪.46‬‬ ‫‪ :49‬سورة الحج‪ ،‬الآية ‪.27‬‬ ‫‪ :44‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.122‬‬ ‫‪ :50‬الرواية‪ ،‬ص ‪.86‬‬ ‫‪ :45‬حميـد لحميدانـي‪ ،‬أسـلوبية الروايـة‪ ،‬مدخـل نظـري‪ ،‬منشـورات‬ ‫‪ :51‬سورة الأنبياء‪ ،‬الآية ‪.69‬‬ ‫دراسـات سـال‪ ،‬الـدار البيضـاء‪ ،‬ط‪ ،1989 ،1‬ص ‪.87‬‬ ‫‪ :52‬الرواية‪ ،‬ص ‪.94‬‬ ‫‪ :46‬الرواية‪ ،‬ص‪.17‬‬ ‫‪ :53‬سورة النجم‪ ،‬الآية ‪.23‬‬ ‫‪83‬‬

‫بعضهمـا البعـض تتناغمـان فـي صـوت واحـد‪ ،‬وتخلقـان‬ ‫الأسـلبة وبيـن النـوع اللسـاني المعاصـر‪ ،‬وباختصـار‪،‬‬ ‫االمُلشـضيعفـر»ة‬ ‫«لغـة‬ ‫فـي نسـق واحـد‪ ،‬فتغـادر اللغـة الأولـى‬ ‫فإنهـا تخلـق صـورة حـرة للغـة الآخريـن لا تترجـم إرادة مـا‬ ‫اللغـة‬ ‫منزاحـة إلـى قوانيـن الانتظـام فـي بنـاء‬ ‫سيؤسـلب فحسـب‪ ،‬بـل أيضـا الإرادة اللسـانية والأدبيـة‬ ‫«لغـة الروايـة»‪ ،‬وتنفتـح هـذه الأخيـرة انفتاحـا حـرا علـى‬ ‫بلاغـة الأولـى‪ ،‬فتحدثـان معـا وقعـا حدسـيا لـدى المتلقـي‬ ‫المؤسـلبة»‪.54‬‬ ‫لا يحتـاج إلـى إعمـال العقـل لمعرفتـه‪ ،‬فمـا تحملـه مـن‬ ‫تمثلـت الأسـلبة هنـا مـن خـال اسـتحضار «ربيعـة‬ ‫تمـازج فنـي تجعلـه يكشـف عـن حضورهـا بمـا تتركـه اللغـة‬ ‫جلطـي» لقـول الله تعالـى فـي القـرآن الكريـم‪ ،‬فلـم تسـتعر‬ ‫المتواريـة فـي الحاضـرة مـن قرينـة تـدل عليهـا‪ .‬فالكاتبـة وهـي‬ ‫القـول القرآنـي ككل‪ ،‬بـل اختـارت القرينـة الأكثـرإشـارة‬ ‫تسـتعيرأسـلوب الآخـرتأخـذ بالجـزء وتتـرك الآخـرفـي الظـل‬ ‫إلـى نصهـا الأصلـي وأدمجتهـا الكاتبـة فـي أسـلوبها الخـاص‬ ‫وبهـذه الطريقـة تتـم عمليـة الأسـلبة‪ ،‬بحيـث يبقـى الجـزء‬ ‫لتقـوي صوتهـا‪ ،‬ومـن هنـا نلمـس صوتـان لغويـان يعمـان‬ ‫اللمغـوسـتيعامرخداالـلافعلـواىلـنذيصـ يهماثلـألصللـغـيةراغـلكماتـحبضـالمُورسـهتفـيضيحفقـة‪.‬ل‬ ‫سـويا فـي إثـراء وتكثيـف وتشـخيص الفكـرة الموضـوع‪،‬و‬ ‫وفق هذا الأسـلوب تمت المزاوجة اللغوية للوعي اللسـاني‬ ‫‪2‬ـ‪3‬ـ الأسلبة من المثل‪:‬‬ ‫نستشـف مـن خـال الأمثلـة المواليـة الأسـلبة مـن‬ ‫فـي روايـة (عـرش معشـق)‪.‬‬ ‫المثـل‪ ،‬مـن خـال مـزج النـص الأصلـي بالنـص المؤسـلب‬ ‫‪2‬ـ‪ 2‬ـ الأسلبة من الشعر‪:‬‬ ‫ـالالرلواغـيـةة‪:‬ال ُمحينـة‬ ‫داخـل‬ ‫نستشـف مـن خـال الأمثلـة المواليـة أسـلبة الشـعر‬ ‫ضربـات‬ ‫توالـت‬ ‫وحيـن‬ ‫(الآنيـة)‪»:‬‬ ‫أ‬ ‫العربـي الفصيـح‪ ،‬مـن خـال مـزج النـص الأصلـي بالنـص‬ ‫كفهـا علـى أسـفل ظهـري عـدة مـرات‪ ،‬بلـغ منـى‬ ‫الغضـب أقصـاه وبلـغ السـيل الزبـى‪ ،‬فصرخـت فيهـا‬ ‫المؤسـلب داخـل الروايـة‪:‬‬ ‫بحاـلدلةغ‪،‬ةفاتلمُوؤقفـسلبتة‪:‬عـبلنغ اضلـرسيبلماؤلخزبرتـى‪.‬ي»‪.57‬‬ ‫أ‪ .‬اللغة ال ُمحينة (الآنية)‪ »:‬إلاأن السفن لم تجررياحها‬ ‫نلاحـظ فـي هـذا المثـال أن اللغـة الآنيـة اكتسـبت‬ ‫َتبا ْملشاـل َيتغَمـهةشايتاُلكاُمهلُّيلؤَّ َسـمجـسَالفد َبُينَتةي َ‪:‬ام َّيلنـقىحاوا ْلَلجـ ْاأرلبُءتوُيقا ْلديرطُ«كـ‪5‬ي‪ُ5‬ه‪.‬ب*الَتمتْجنـبري‪:‬ي ال ّرَيـا ٌح ب َمـا َل‬ ‫أهميتهـا مـن خـال تشـخيصها للأسـلوب اللسـاني للغـة‬ ‫المتواريـة مـن المثـل‪ ،‬ومـن هـذا الاسـتحضارللمثـل العربـي‬ ‫ب ‪ .‬اللغـة ال ُمحينـة (الآنيـة)‪ »:‬إذن فحـذارأن يجهـل‬ ‫الفصيـح تصبـح لغـة الكاتبـة حاملـة لصوتيـن الأول هـو‬ ‫أااللحـلَجداغ ِةَعأهِلللا َْليايـُمَنـهلؤاَاف َسييل ْبجج َهةهـَ‪:‬لـليَّنقفـَأووَلحـق ٌدعجم َهعـَرل ْويل َنبـاالنجكالهثلَفويَننمـ ْافج َ»هي‪.‬ـ‪َ 6‬م‪5‬لع َلفـ ْقوت َقه‪َ :‬ج ْبهـ‪ِ .‬ل‬ ‫أسـلوبها الخـاص والثانـي هـو تضميـن «المثـل» فيـه‪.‬‬ ‫تجـاوزت الأسـلبة فـي هـذه المقاطـع السـردية اللغـة‬ ‫لـم تحضـر الأسـلبة مـن «المثـل» بقـوة فـي روايـة‬ ‫المؤسلبة ذات الاستعمال الخبري التقريري‪ ،‬واستسيغت‬ ‫(عـرش معشـق)‪ ،‬كمـا حضـرت بقـوة مـن القـرآن والشـعر‬ ‫العنايـة الإبداعيـة فـي التصنيـف والزخرفـة الأسـلوبية‪،‬‬ ‫العربـي الفصيـح‪ ،‬كمـا تغيـب الأسـلبة مـن اللغـات‬ ‫ففـي مباشـرة الإجـراء إنمـا تمـزج شـعرية اللغـة المتواريـة‬ ‫الأخـرى والتـي نجدهـا حاضـرة بقـوة مثـا فـي روايتهـا (نـادي‬ ‫(النـص الأصلـي‪ :‬الشـعر العربـي الفصيـح) بشـعرية‬ ‫الصنوبـر) كالأسـلبة مـن الحديـث النبـوي الشـريف‪،‬‬ ‫اللغـة الحاضـرة (النـص المؤسـلب‪ :‬أسـلوب الكاتبـة فـي‬ ‫والحديـث القد�سـي‪ ،‬ولغـة المتصوفـة‪.‬‬ ‫الروايـة)‪ ،‬فتنتـج ضربـا مـن التركيـزالح�سـي‪ ،‬لمـا تحملـه مـن‬ ‫نصـل إلـى أن الكاتبـة «ربيعـة جلطـي» اسـتطاعت‬ ‫مهـارة الإجـراء‪ ،‬عندمـا تجعـل مـن لغتيـن متباعدتيـن عـن‬ ‫أن تمـرر صوتهـا مـن خـال هـذا التفاعـل الن�صـي الـذي‬ ‫يرمـي بالدرجـة الأولـى إلـى هـدم الحـدود بيـن الخطابـات‬ ‫‪ :54‬ميخائيل باختين‪ ،‬الخطاب الروائي‪ ،‬ترمحمد برادة‪ ،‬ص ‪.122‬‬ ‫والانفتـاح علـى الآخـر‪ ،‬وتعـد الاسـتعارة مـن أسـلوب الآخـر‬ ‫‪ :55‬الرواية‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫قـوة تضيفهـا الكاتبـة إلـى قـوة صوتهـا لتسـخرمـن الواقـع‬ ‫‪ :56‬الرواية‪ ،‬ص ‪.36‬‬ ‫وترفضه بشدة‪« ،‬عبرتفاعل ن�صي قصدي إما «تحويلا»‬ ‫أو «تحقيقا»‪ ،‬أوخرقا لنماذج أولية بهدف تجاوز أحادية‬ ‫‪84‬‬ ‫‪ :57‬الرواية‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫وبالرجـوع إلـى روايـة (عـرش معشـق) نجـد أن الكاتبـة‬ ‫اللغة الروائية والخطية التقليدية للرواية الكلاسيكية‪،‬‬ ‫«فضيلـة الفـاروق» جعلـت مـن الحـوار الداخلـي نقطـة‬ ‫ومـن هـذا المنظـور‪ ،‬تبـرز قصديـة الصنعـة فـي اسـتقطاب‬ ‫ارتكازللمسارالسردي ككل‪ ،‬ويظهرذلك من خلال عتبة‬ ‫النـص ‪ /‬عنـوان الروايـة (عـرش معشـق)‪ ،‬الـذي أضـاء‬ ‫أشـكال سـردية تراثيـة‬ ‫الموضـوع الأسا�سـي المطـروح داخـل المتـن الروائـي‪.‬‬ ‫تسـتهدف بلـورة طريقـة جديـدة فـي السـرد تعتمـد‬ ‫العـرش المعشـق كمـا جـاء فـي الروايـة يعبـرعـن تحفـة‬ ‫عنايـة مورفولوجيـة عبـر كتابـة إسـنادية مقوليـة»‪،58‬‬ ‫الزجـاج المعشـق‪ ،‬الـذي ورثـه «بوعـام»‬ ‫هويـز ّيـكلن‬ ‫أثريـة مـن‬ ‫انتسبت في هذا النص الروائي إلى القرآن الكريم والشعر‬ ‫بـه عتبـة بـاب شـقته‪ ،‬وكثيـرا مـا كانـت‬ ‫عـن أمـه‪،‬‬ ‫الفصيـح والمثـل العربـي‪.‬‬ ‫«نجـود» التـي ربتهـا خالتهـا «حدهـم» زوجـة «بوعـام»‬ ‫‪ 3‬ـ الحوار الحواري‪:‬‬ ‫تجلـس إليـه محدثـة ذاتهـا و باكيـة عـن مـدى بشـاعتها‬ ‫التـي تحرجهـا كثيـرا‪ ،‬إلـى أن تجلـى منـه فـي يـوم مـن الأيـام‬ ‫ينظـرللحـوارعمومـا علـى أنـه الأداة اللغويـة الفنيـة‬ ‫التـي يتوسـلها الكاتـب لـإدلاء بفكـرالشـخصية وعـرض‬ ‫شـبح أختهـا الشـقراء الجميلـة‪ ،‬التـي قيـل لهـا أنهـا توفيـت‬ ‫آرائهـا وتنظيـم مقولاتهـا‪ ،‬ويعتبـره «باختيـن» ـ بصفـة‬ ‫رضيعـة وأنهـا حاملـة لاسـمها و لتاريـخ ميلادهـا أيضـا‪،‬‬ ‫خاصـة ـ هدفـا بذاتـه وليـس مجـرد وسـيلة‪ ،‬كونـه مقدمـة‬ ‫ومـن هنـا أصبـح هيـكل الزجـاج المعشـق هـوعـرش وعالـم‬ ‫نجـود البشـعة أخـت نجـود الجميلـة‪ ،‬ومـن خلالـه تـرى‬ ‫تقـود إلـى الحـدث‪ ،‬وفيـه يتكشـف للشـخصية حقيقتهـا‬ ‫ـدث‬ ‫الح‬ ‫فـي أحيـان كثيـرة بـؤرة‬ ‫الولتـليآتخريســ ّينر‪،‬المويأسـتـاير‬ ‫لنفسـها‬ ‫الأولـى ذاتهـا الثانيـة الجميلـة المنشـطرة عنهـا التـي تفهمهـا‬ ‫السـردي حواريـا‪59.‬‬ ‫نفسـه‪،‬‬ ‫وتجادلهـا وتحاورهـا وتعـي مـا يجـول فـي فكرهـا‪.‬‬ ‫يسـيرالحـدث الحـواري فـي الروايـة بأسـلوب عجائبـي‬ ‫اسـتند «باختيـن» فـي حديثـه عـن الحـوارلمـدى فهـم‬ ‫ووعـي الشـخصية لنفسـها‪ ،‬وجعـل العمليـة الحواريـة‬ ‫حيـث تندمـج ذات «نجـود» الجميلـة الخارجـة مـن الهيـكل‬ ‫تتـم داخـل العمـل الأدبـي مـن خـال ِالتفـات الشـخصية‬ ‫المعشـق بذات «نجود» البشـعة‪ ،‬تقول‪« :‬ثم عند المدخل‬ ‫لمحـت ظليـن ينعكسـان فـي المـرآة‪ .‬ظلـي وظـل نجـود التـي‬ ‫إلـى عالمهـا داخلـي ـ الإنسـان الداخلـي فيهـاـ ليكتمـل فهمهـا‬ ‫لذاتهـا‪ ،‬يقـول أنـه «يسـتحيل التمكـن مـن الإنسـان‬ ‫خرجـت مـن هيـكل الزجـاج المعشـق للتـو تسـل أثوابهـا‬ ‫الداخلـي‪ ،‬ورؤيتـه و فهمـه‪ ،‬بـأن نجعـل منـه موضوعـا‬ ‫الشفافة الطويلة‪ .‬ظلها يتماهى ثم يتداخل بظلي ‪ ..‬صرنا‬ ‫واحـدة ‪..‬إنهـا أنـا وإننـي هـي ‪ ..‬شـعرت كأن جسـدي يمتلـئ‬ ‫للتحليـل الحيـادي والخامـل‪ ،‬كمـا يسـتحيل التمكـن منـه‬ ‫عـن طريـق الاندمـاج معـه وتحسسـه‪ .‬كلا‪ ،‬إن مـن الممكـن‬ ‫فجـأة بمـاء الـورد‪ .‬يكتنـزبـه حتـى ليـكاد ينـزل العسـل مـن‬ ‫الاقتـراب منـه والكشـف عنـه‪ ،‬أوبكلمـة أدق‪ ،‬إجبـاره علـى‬ ‫مسـاماته‪ .‬يصعـد حتـى وجنتـي‪ .‬كنـت أشـعر أننـي لسـت‬ ‫قبيحـة تمامـا‪ ..‬ربمـا أنـا جميلـة‪ .‬أوربمـا جميلـة جـدا‪،62».‬‬ ‫التكشـف وذلـك فقـط عـن طريـق الاختـاط بـه‪ ،‬وبطريقـة‬ ‫حواريـة»‪60.‬‬ ‫«كأننـي أسـيركمـا يـراد لـي أن أكـون‪ .‬كمـا يقسـم لـي ‪ ..‬أطـول‬ ‫العلاقـة‬ ‫ُيمـدد‬ ‫«باختيـن»‬ ‫أن‬ ‫هـذا‪،‬‬ ‫مـن‬ ‫نفهـم‬ ‫كقامتـي امرأتيـن اثنتيـن أوأكثـر‪ .‬كجسـدين معـا فـي جسـد‬ ‫واحد‪ .‬أحمل «نجود» أختي الراحلة وأنا‪ .‬ممتلئة بحياتين‬ ‫الحواريـة إلـى الحـوار الداخلـي‪ ،‬أي أنـه «يوسـع مفهـوم‬ ‫الحوارية إلى درجة يصيرفيها المونولوج (الحديث الذاتي)‬ ‫معـا ومخلوقيـن معـا»‪.63‬‬ ‫نفسـه حواريـا»‪.61‬‬ ‫توظـف «ربيعـة جلطـي» اندمـاج الذاتيـن بالطريقـة‬ ‫التـي أخبـر بهـا «ميخائيـل باختيـن» حيـث يصيـر حديـث‬ ‫«نجـود» البشـعة إلـى «نجـود» الجميلـة بمثابـة مونولـوج‪،‬‬ ‫وتعـد الشـخصية الثانيـة هـي مـزدوج الشـخصية الأولـى‬ ‫التـي تقويهـا وتغطـي بشـاعتها بجمالهـا‪ ،‬ففـي لقـاء دبـراه‬ ‫‪ :58‬سـعيد بـن الهانـي‪ ،‬شـعرية التعـدد اللغـوي فـي روايـة سـرايا بنـت‬ ‫معـا لفتنـة الشـاب «عبدقـا» سـاعد المـزدوج‪/‬ذات نجـود‬ ‫الغـول‪ ،‬مجلـة علامـات فـي النقـد‪ ،‬م ‪ ،14.‬ص‪.582‬‬ ‫الجميلة‪ ،‬على طمس بشاعة نجود وذلك بإضاءة الوجه‬ ‫البشـع جمـالا‪ ،‬وفـي حديـث مونولوجـي بيـن الذاتيـن نسـمع‪:‬‬ ‫‪ :59‬ينظـرميخائيـل باختيـن‪ ،‬شـعرية دوستويفسـكي‪ ،‬تـرجميـل نصيـف‬ ‫التكريتي‪ ،‬مرحياة شـرارة‪ ،‬دارتوبقال للنشـر‪ ،‬المغرب‪ ،‬ط‪ ،1986 ،1‬ص‬ ‫‪ :62‬الرواية‪ ،‬ص ‪.63‬‬ ‫‪ :63‬الرواية‪ ،‬ص ‪.23‬‬ ‫‪.365‬‬ ‫‪ :60‬المرجع السابق‪ ،‬ص ن‪.‬‬ ‫‪ :61‬نهلـة فيصـل أحمـد‪ ،‬التفاعـل الن�صـي‪ ،‬التناصيـة النظريـة والمنهـج‪،‬‬ ‫الهيئـة العامـة لقصـور الثقافـة‪ ،‬القاهـرة‪ ،‬ط‪ ،2010 ،1‬ص ‪.105‬‬ ‫‪85‬‬

‫خاتمة‪:‬‬ ‫«أنـا التـي رآنـي فيـك ‪ ..‬لـولاي لمـا رآك لقـد شـغف بنـا معـا أنـا‬ ‫وأنـت‪ .‬فهـل تنكريـن ذلـك»‪.64‬‬ ‫نخلـص فـي نهايـة هـذا البحـث إلـى أن التعدديـة فـي‬ ‫يـرى «باختيـن» أن المـزدوج هـو «أول اعتـراف مشـبع‬ ‫روايـة (عـرش معشـق) خلقـت تفاعـا بيـن أنمـاط الوعـي‬ ‫بالـروح الدراميـة فـي أعمـال دوستويفسـكي الإبداعيـة‬ ‫والأيديولوجيـات‪ ،‬وسـمحت للنظـرة الشـمولية للعالـم‬ ‫بالبـروز‪ ،‬فتكشـفت مجمـوع الـرؤى المعبـرة عنهـا بالكلمـة‬ ‫«‪ .65‬وجـاء المـزدوج فـي روايـة ( عـرش معشـق ) ليمثـل بـؤرة‬ ‫انجبمنيىلةع‪،‬لىوامنّثلش فطياهرا‬ ‫الحدث الدرامي‪ ،‬حيث أن القص فيها‬ ‫الحوارية الحاملة لصوتين على الأقل في الكلمة الواحدة‪،‬‬ ‫ذات الشخصية البشعة إلى ذات ثانية‬ ‫التـي جسـدت الموقـف الاجتماعـي‪ ،‬وهـذا مـا حقـق مفهـوم‬ ‫المـزدوج الصـوت المسـتحضرداخـل المنظـور الشـخ�صي‬ ‫الحواريـة فـي هـذه الروايـة التـي ينظـرإليهـا «باختيـن» أنهـا‬ ‫تعبـرعـن الواقـع بالدرجـة الأولـى‪ ،‬ومـا يحقـق شـموليتها هـو‬ ‫لنجـود البشـعة‪ ،‬أي هـوالحـوارالداخلـي الـذي تجريـه مـع‬ ‫احتواؤها على التهجين والعلاقات المتداخلة بين اللغات‬ ‫نفسـها وكأنهـا شـخص ماثـل أمامهـا‪ ،‬حيـث تعيـش نجـود‬ ‫البشـعة حيـاة مضطربـة‪ ،‬فاقـدة لتوازنهـا‪ ،‬وحدتهـا‪ ،‬و‬ ‫والحـوارات الخالصـة‪.‬‬ ‫تماسكها‪ ،‬بسبب افتقارها للجمال وعدم اعتراف العالم‬ ‫اتجهـت الكاتبـة للتهجيـن اللغـوي لخلـق وعـي فـردي‬ ‫الخارجي بها كأنثى‪ ،‬فتلجأ إلى المزدوج ليساندها من خلال‬ ‫انلامطكـتـق بظلبغـالةتنمـكوثعفـواةلبتإنامقكانـضـهاالتت‪،‬عافيـ ُطبـشقمـفـعيالرواواقـيـعةال(رعـوارئـيش‬ ‫اندماجـه الروحـي فيهـا وبهـذه الطريقـة يلهمهـا جمالـه كـي‬ ‫تغطـي بـه بشـاعتها‪ ،‬فحضـوره فيهـا يقويهـا ويعطيهـا تـوازن‬ ‫امتعخشذـقت)البلطغرةياقلـ ُمةضويائسةـ (عالةمُـمـحيننة)خـاطابلعاعـمدةو لضغـواعيتا‪،‬عوبكهـذسا‬ ‫نف�سـي‪ ،‬تقـول‪« :‬حضـور نجـود يجعلنـي قويـة‪ ،‬و غيابهـا‬ ‫صـورة اللغـة فـي هـذا الخطـاب الروائـي‪.‬‬ ‫يربكنـي ‪ ..‬فـاأسـتقرعلـى حـال‪ .‬يحضـرال�شـيء فـ ّي ويحضـر‬ ‫سـاهمت الأسـلبة فـي روايـة (عـرش معشـق) علـى‬ ‫ضـده»‪.66‬‬ ‫تقويـة الصـوت السـردي بطابـع حـواري متميـزكسـرت مـن‬ ‫ومـن هنـا فالمـزدوج‪ /‬نجـود الجميلـة تعـول عليـه‬ ‫الشـخصية «نجـود البشـعة» فـي فـك طلاسـم نفسـها‬ ‫خلالـه رتابـة اللغـة الروائيـة التقليديـة التـي ميـزت مـدة‬ ‫الضائعـة‪ ،‬فتعتبـره مرشـدها الروحـي الـذي يظـل فـي حـوار‬ ‫طويلـة الروايـة النسـوية الجزائريـة‪ ،‬وعملـت علـى كشـف‬ ‫داخلـي معهـا‪ ،‬بحيـث تـرى فيـه مخرجهـا مـن أزماتها‪ ،‬فتلجأ‬ ‫التبايـن الفكـري والمسـتوى الثقافـي إزاء الحـدث الواحـد‪،‬‬ ‫إليـه لأنهـا تعتبـره مقويهـا مـن نكسـاتها الروحيـة‪ ،‬ومـن هنـا‬ ‫وعبـرت بمصداقيـة عـن طبيعـة الأصـوات وإمكاناتهـا‬ ‫تشـحن الكلمـة الحواريـة بصوتيـن (صـوت الشـخصية‪:‬‬ ‫وملكاتهـا‪.‬‬ ‫الصـوت‬ ‫معشـق)‬ ‫(عـرش‬ ‫روايـة‬ ‫فـي‬ ‫المـزدوج‬ ‫مثـّـل‬ ‫ ‬ ‫نجـود البشـعة ‪ /‬صـوت المـزدوج‪ :‬نجـود الجميلـة)‪،‬‬ ‫فتداخـل صـوت الشـخصية بصـوت المـزدوج واندماجهمـا‬ ‫الثانـي المتخفـي داخـل المنظـور الشـخ�صي‪ ،‬الـذي عمـل‬ ‫معـا فـي وعـي وكينونـة واحـدة هـومـا يخلـق تعدديـة صوتيـة‬ ‫علـى إبـرازكلمتـه الداخليـة‪ ،‬وهـوالصـوت الحـواري الـذي‬ ‫فـي القـول الواحـد‪.‬‬ ‫عولت عليه «ربيعة جلطي» لإضفاء التعددية اللغوية في‬ ‫جسـدت الكاتبـة صـورة العالـم المتشـظي باعتمادهـا‬ ‫الخطـاب الروائـي‪ ،‬وقـد وظفتـه الكاتبـة بأسـلوب عجائبـي‬ ‫للاسـتدلال علـى غمـوض العالـم الواقعـي و تشـظيه‪،‬‬ ‫علـى المـزدوج‪ ،‬حيـث وظفتـه كرمـز‪ ،‬للتـدلال علـى الواقـع‬ ‫الموضوعـي‪ ،‬فتـرى أن الـذات تنطـوي علـى ذاتيـن‪ ،‬وهـذا‬ ‫وبالتالـي فقـد رسـمت الكاتبـة الشـخصية التخييليـة وفـق‬ ‫التعدد يف�ضي إلى تنوع مواقف الشخصية حد التعارض‬ ‫أسـلوب الروايـة الجديـدة‪ ،‬مـن حيـث أنهـا واعيـة بواقعهـا‪،‬‬ ‫والتضـاد‪ ،‬وهـومـا ينطبـق علـى معظـم شـخوص الروايـة‬ ‫لكـن غيـرقـادرة علـى التغييـرفيـه‪ ،‬ولهـذا تدخـل فـي حـوار‬ ‫داخلـي معمـق مـع ذاتهـا الثانيـة المنشـطرة عنهـا ‪ /‬المـزدوج‬ ‫الجديـدة مـن حيـث هـي شـخوص تعيـش ازدواجيـة‬ ‫نفسـية‪ ،‬مريضـة‪ ،‬تشـعربانفصـال عـن العالـم الخارجـي‪،‬‬ ‫ـ باحثـة عـن توازنهـا النف�سـي ـ التـي تف�ضـي بهـا إلـى حالـة‬ ‫وغيـرقـادرة علـى الاندمـاج مـع الموقـف الواحـد‪ ،‬ولا علـى‬ ‫شـبيهة بالجنـون والهذيـان ‪.‬‬ ‫جمـع شـتات أفكارهـا‪.‬‬ ‫بهـذا الشـكل تكـون روايـة (عـرش معشـق) قـد نفـت‬ ‫االلوخاطحــادبوااللمتوعـسـيلالمطفـالردخاالـضذـعيلطساـللمـاطمةّيـازلاكلاتـروابيـةذ اولاتلأقلسـيلدويـبة‬ ‫النسـوية الجزائريـة‪ ،‬وتـم ذلـك مـن خـال إعطـاء الكاتبـة‬ ‫‪ :64‬الرواية‪ ،‬ص ‪.65‬‬ ‫أهميـة واضحـة لآليـات التواصـل الحـواري داخـل تداولية‬ ‫‪ :65‬ينظـرميخائيـل باختيـن‪ ،‬شـعرية دوستويفسـكي‪ ،‬تـرجميـل نصيـف‬ ‫التكريتـي‪ ،‬مـرحيـاة شـرارة‪ ،‬ص ‪.314‬‬ ‫‪ :66‬الرواية‪ ،‬ص ‪.96‬‬ ‫‪86‬‬

‫دوريـةدراسـاتأدبيـة‪،‬الجزائـر‪،‬ع‪،2.‬جانفـي‪.2008‬‬ ‫التعـدد‬ ‫تحـددت قدرتـه علـى خلـق‬ ‫اهلـلذغاوالي‪،‬خ وطـهاوبم‪،‬االمـ ّكذني‬ ‫ ‪-‬ـ ع ـ‬ ‫في خانة‬ ‫هذه الرواية في أن تصنف‬ ‫النصـوص الحداثيـة مـن حيـث هيمنـة تقنيـات الكتابـة‬ ‫ ‪-‬بـن عافيـة وداد‪ ،‬الشـعر النسـوي الجزائـري‪،‬‬ ‫ُايلعـرّدوائيســةم اةلللجردويـايـدةة‪،‬الباجعدتيـبـادرة‪.‬أن التعـدد اللغـوي الحـواري‬ ‫سـياق التكـون البنيـة وإبدالاتهـا‪ ،‬دار نوميديـا‪،‬‬ ‫يعتبـر الانفتـاح الحـواري الركيـزة الجوهريـة التـي‬ ‫شـيدت عليهـا الروايـة الجديـدة مرتكزاتهـا‪ ،‬وسـمح لهـا‬ ‫الجزائـر‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪.‬‬ ‫بولـوج عوالـم روائيـة كانـت مـن قبـل محظـورة‪ ،‬وعلـى‬ ‫ ‪-‬ـ ف ـ‬ ‫هـذا الأسـاس انطلقـت «ربيعـة جلطـي» فـي تشـييد عوالـم‬ ‫(عـرش معشـق)‪ ،‬التـي انفتحـت علـى عالـم الطابوهـات ـ‬ ‫ ‪-‬فيصـل أحمـد نهلـة‪ ،‬التفاعـل الن�صـي‪،‬‬ ‫الجنـس بخاصـة ـ‪ ،‬وولجـت عوالـم أنثويـة بامتيـازكسـرت‬ ‫التناصيـة النظريـة والمنهـج‪ ،‬الهيئـة العامـة لقصـور‬ ‫مـن خلالهـا قوانيـن الكتابـة الذكوريـة‪ ،‬وتجـاوزت بجـرأة‬ ‫القيـود التـي سـنها العـرف الاجتماعـي‪ ،‬راسـمة بذلـك‬ ‫الثقافـة‪ ،‬القاهـرة‪ ،‬ط‪.2010 ،1‬‬ ‫خصوصيـة كتابيـة نسـوية شـكلت عبرهـا ذاتهـا وهويتهـا‬ ‫ ‪-‬ـ ل ـ‬ ‫وكينونتهـا‪.‬‬ ‫ ‪-‬لحميدانـي حميـد‪ ،‬أسـلوبية الروايـة‪ ،‬مدخـل‬ ‫قائمة المصادروالمراجع‪:‬‬ ‫نظـري‪ ،‬منشـورات دراسـات سـال‪ ،‬الـدارالبيضـاء‪،‬‬ ‫‪ /1‬القرآن الكريم‬ ‫ط‪.1989 ،1‬‬ ‫‪ /2‬المصادر‪:‬‬ ‫ ‪-‬ـ هـ ـ‬ ‫جلطـي ربيعـة‪ ،‬عـرش معشـق‪ ،‬منشـورات الاختـاف‪،‬‬ ‫ ‪-‬بـن هانـي سـعيد‪ ،‬شـعرية التعـدد اللغـوي فـي‬ ‫منشـورات ضفـاف‪ ،‬الجزائـر‪ ،‬بيـروت‪ ،‬ط‪.2013 ،1‬‬ ‫روايـة سـرايا بنـت الغـول‪ ،‬مجلـة علامـات فـي النقـد‪،‬‬ ‫‪ /3‬المراجع‪:‬‬ ‫المملكـة العربيـة السـعودية‪ ،‬م‪ ،14.‬ديسـمبر ‪.2004‬‬ ‫ـبـ‬ ‫‪87‬‬ ‫ ‪-‬باختيـن ميخائيـل‪ ،‬الخطـاب الروائـي‪ ،‬تـر‪:‬‬ ‫محمد برادة‪ ،‬دارالفكرللدراسات والنشروالتوزيع‪،‬‬ ‫القاهـرة‪ ،‬ط‪ ،1‬دت‪.‬‬ ‫ ‪-‬باختيـن ميخائيـل‪ ،‬شـعرية دوستويفسـكي‪،‬‬ ‫تـر‪ :‬جميـل نصيـف التكريتـي‪ ،‬مـر‪ :‬حيـاة شـرارة‪ ،‬دار‬ ‫توبقـال للنشـر‪ ،‬المغـرب‪ ،‬ط‪.1986 ،1‬‬ ‫ ‪-‬ـ ت ـ‬ ‫ ‪-‬تـودوروف تيزفيتـان‪ ،‬ميخائيـل باختيـن المبـدأ‬ ‫الحـواري‪ ،‬تـر فخـري صالـح‪ ،‬المؤسسـة العربيـة‬ ‫للدراسـات والنشـر‪ ،‬بيـروت‪ ،‬ط‪.1996 ،2‬‬ ‫ ‪-‬ـ ج ـ‬ ‫ ‪-‬بـن جمعـة بوشوشـة‪ ،‬التجريـب وارتحـالات‬ ‫السـرد الروائـي المغاربـي‪ ،‬المغاربيـة للنشـر‪ ،‬تونـس‪،‬‬ ‫ط‪.2003 ،1‬‬ ‫ ‪-‬ـ ش ـ‬ ‫ ‪-‬شـرفي عبـد الكريـم‪ ،‬مفهـوم التنـاص‪ ،‬مـن‬ ‫حواريـة ميخائيـل باختيـن إلـى أطـراس جيـرارجنيـت‪،‬‬

‫‪This is paper addresses beauty in‬‬ ‫القيد والحرية في جماليات الجاحظ‬ ‫‪philosophy and literature at Al-Jahiz in aesthetic‬‬ ‫«المرأة أنموذجا»‬ ‫‪studies. In addition, it sheds light on Al-Jahiz›s‬‬ ‫‪writings about women in dialectic of restriction‬‬ ‫دة‪ .‬فريدة أولموالزيتوني*‪1‬‬ ‫‪and freedom (artistic literary photography‬‬ ‫ملخص‪:‬‬ ‫‪of woman›s body and beauty). Moreover, it‬‬ ‫‪tackles the aesthetic controls to enjoy the‬‬ ‫جدليـة كبيـرة ومتشـعبة تلـك التـي تتداولهـا‬ ‫‪beauty of women and beyond the limits of‬‬ ‫الدراسـات الإنسـانية حـول مفهـوم القيـد بمعنـاه‬ ‫‪sharia and law in the imagination of Al-Jahiz.‬‬ ‫السـيكولوجي أوالاجتماعـي أوالدينـي الإيديولوجـي أو‪.....‬‬ ‫‪Finally, it shows the impact of the Abbasid‬‬ ‫أو‪ ....‬صراع للأضداد يتحول إلى منظومة جمالية خاصة‬ ‫‪system in the general movement and beyond‬‬ ‫عنـد الجاحـظ المعتزلـي‪ ،‬الأديـب الفيلسـوف‪ ،‬الباحـث‬ ‫‪(conclusions on creativity and transcendence‬‬ ‫عـن التناسـق والانسـجام الأرسـطيين فـي وصفـه لجسـد‬ ‫‪in the writings of Al-Jahiz).‬‬ ‫المـرأة بيـن النظـرة الفلسـفية المقيـدة بتعاليـم الشـريعة‬ ‫الإسلامية‪ ،‬والتحرر الأدبي الفني الذي يجعل من كلمات‬ ‫‪Keywords: dialectic – philosophy – women‬‬ ‫الجاحـظ صـورا فنيـة جماليـة ومتعـة بصريـة خاصـة‪.‬‬ ‫‪– aesthetic – beauty – Al-jahiz.‬‬ ‫وسأتطرق في هذه الورقة للنقاط الآتية‪:‬‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫* الجمـال بيـن الفلسـفة والأدب عنـد الجاحـظ فـي‬ ‫الجاحـظ صاحـب مذهـب فنـي أصيـل‪ ،‬فالجمـال‬ ‫الدراسـات الجماليـة‪.‬‬ ‫والفـن عنـده توأمـان لاينفصـان‪ ،‬فحيـث يتجلـى الجمـال‬ ‫* كتابـات الجاحـظ حـول المـرأة فـي جدليـة القيـد‬ ‫يكمـن الفـن‪ ،‬ومـا الفـن سـوى أداة الجمـال ومـا الجمـال‬ ‫والحريـة (التصويـرالفنـي الأدبـي لجسـد المـرأة وجمالهـا)‪.‬‬ ‫سـوى حصيلـة الفـن ومظهـره‪ ،‬فـا جمـال ولا فـن حيـث‬ ‫* الضوابـط الجماليـة للتمتـع بجمـال المـرأة وتجـاوز‬ ‫لا يتـراءى الجمـال‪ ،‬وقـد ورد فـي بعـض مؤلفاتـه نظريـة‬ ‫للجمال والفن نجدها في «الحيوان»‪« ،‬البيان والتبيين»‪،‬‬ ‫حـدود الشـرع والقانـون فـي خيـال الجاحـظ‪.‬‬ ‫«التربيـع والتدويـر»‪« ،‬رسـالة القيـان» وغيرهـا‪ ،‬كمـا تعـد‬ ‫* أثـرالنظـام العبا�سـي العـام فـي الحركـة الجاحظيـة‬ ‫الفكاهة والضحك طريقة من طرق التربية عنده‪ ،‬إذ عن‬ ‫وما بعدها (اسـتنتاجات عن الإبداع والتجاوز في كتابات‬ ‫طريقتها يدخل الهزلي السـروروالراحة على قلب المتعلم‪،‬‬ ‫ومـن ثمـة يطالـب المربـي بـأن يكـون بالنسـبة إلـى متعلميـه‬ ‫الجاحظ)‪.‬‬ ‫بشوشـا‪ ،‬فيدخـل عليهـم السـرور‪ ،‬اسـتجلابا لنشـاطهم‪،‬‬ ‫الكلمـات المفتاحيـة ‪ :‬الجمـال‪ ،‬الأخـاق ‪،‬القيـد‬ ‫حتـى لا يكدهـم الملـل‪ ،‬فبعدهـم عـن الـدرس فيسـتثقلوه‬ ‫‪،‬الخيـال ‪،‬الحريـة ‪، ،‬الالتـزام‪.‬‬ ‫وهـذا مـا نستشـفه مـن كتابـات الجاحـظ‪.‬‬ ‫فالجاحظ تعلم كيف يضحك رغم الحياة القاسية‬ ‫‪Abstract:‬‬ ‫والظـروف الصعبـة التـي مـربهـا وعايشـها‪ ،‬مـن حرمـان مـن‬ ‫‪A great multifaceted dialectic is discussed‬‬ ‫الوالـد‪ ،‬واعتمـاده علـى نفسـه فـي رعايـة نفسـه وأمـه‪ ،‬ولقد‬ ‫‪in human studies on the concept of limitation‬‬ ‫كان متفائـا‪ ،‬لـم يعجـزه يـأس ولـم يتطـرق إليه كسـل‪.‬‬ ‫‪in the sense of psychological, social, religious‬‬ ‫والضحـك عنـد الجاحـظ لـون مـن التسـرية عـن‬ ‫‪ideology, etc. A conflict of the antibodies‬‬ ‫النفـس‪ ،‬كمـا كان يـراه أيضـا نوعـا مـن الجمـال تتزيـن بـه‬ ‫‪turns into a special aesthetic, especially‬‬ ‫النفـس المتفائلـة‪ ،‬بـل إن الجاحـظ يتعـدى ذلـك‪ ،‬فيعـده‬ ‫‪when Al-Muhtazili, the philosopher and writer‬‬ ‫نوعا من الحياة‪ ،‬إذ أنه يجلب لصاحبه السروروالبهجة‪.‬‬ ‫‪seeking Aristotelian consistency and harmony‬‬ ‫فمـن هـو الجاحـظ؟ وكيـف تفاعـل مـع ضغـط‬ ‫‪in describing women’s body taking into‬‬ ‫الظـروف القاسـية ومـرح الحيـاة وتمتـع بجمالهـا ورونقهـا؟‬ ‫‪consideration the philosophical view restricted‬‬ ‫‪to the teachings of Islamic law and literary‬‬ ‫وكيـف تغنـى بهـا؟‬ ‫‪artistic freedom, which makes the words of‬‬ ‫‪Al-Jahz artistic images aesthetic and special‬‬ ‫‪visual pleasure.‬‬ ‫* ‪ : 1:‬قسـم الفلسـفة ‪ -‬جامعـة الجزائـر‪( 2‬أبـو القاسـم سـعد الله ) –‬ ‫بوزريعـة – الجزائـر‪.‬‬ ‫‪88‬‬

‫ولعـل طريـق التهكـم والضحـك الـذي اتخـذه‬ ‫* ترجمة وسيرة الجاحظ‪:‬‬ ‫الجاحظ كان نوعا من الحيل الدفاعية اتخذها ليتقرب‬ ‫الجاحـظ ينحـدرالجاحـظ مـن جـد يقـال لـه‪ :‬فـزازة‬ ‫مـن النـاس ويتـودد إليهـم‪ ،‬وسـواء كان تفسـير السـلوك‬ ‫واسـم جـده الأول «محبـوب» كان حمـالا لأبـي القلمـس‪،‬‬ ‫الجاحظـي التهكمـي علـى أنـه فطـري وفـي طبيعتـه أو أنـه‬ ‫عمربن قلع الكناني ثم الفقيمي‪ ،‬ويقال أنه من العناصر‬ ‫ناجـم عـن شـخصية ذكيـة فطنـة فـإن التهكـم الجاحظـي‬ ‫كان لأسـباب كثيـرة لـم تكـن فـي معظمهـا للسـخرية‬ ‫الإفريقيـة المسـتقرة‪.2‬‬ ‫الاحتقاريـة‪ ،‬بـل بمثابـة سـاح يسـتعمله إمـا دفاعـا عـن‬ ‫هـوأبـوعثمـان بـن عمـربـن بحـربن محبوب الكناني‪،‬‬ ‫نفسـه أو كنـوع مـن الاسـتنكارلموقـف مـا كان يجـب أن‬ ‫لقـب بالجاحـظ لجحـوظ عينيـه‪ ،‬وكان ذميـم الوجـه‪،‬‬ ‫قصيرالقامة‪ ،‬حتى أن المتوكل لما رآه عندما دعاه لتأديب‬ ‫يكـون صحيحـا‪.‬‬ ‫ولمـا كان الجاحـظ قـد عـاش فـي عصـرقـد كثـرت فيـه‬ ‫ولـده‪ ،‬أجـازه ورده لذمامتـه‪3.‬‬ ‫الزندقـة وعاشـت فيـه طائفـة مـن الخرافـات فـي طبقـات‬ ‫ولأنـه كان ذميـم الخلقـة‪ ،‬قبيـح المنظـر‪ ،‬مربـوع‬ ‫العامـة‪ ،‬وبعـض العلمـاء والمؤلفيـن فـإن الجاحـظ لـم يجـد‬ ‫بدا له من التنبيه إلى هذه الخرافات والوقوف على تبيان‬ ‫القامـة هجـاه أحـد الشـعراء‪:‬‬ ‫هـذا الضـال‪ ،‬وهـوالرجـل الـذي وقـف نفسـه علـى نصـرة‬ ‫لولا يمسـخ الخنزيـرمسخا ثانيـ ا‬ ‫الحـق كلـه‪ ،‬فلـم يبـق للجاحـظ إلاإظهـارمـا عنـده والقيـام‬ ‫ما كان إلا دون قبـح الجاحـظ‬ ‫بمـا يلزمـه مـن نصـره للحـق وهجمـة علـى الباطـل‪ ،‬خاصـة‬ ‫رجل ينوع (ينوب) عن الجحيم بنفسه ‬ ‫أنه قد كثرت خصومه وكثرحسـاده ومتعقبوه‪ ،‬فلم يجد‬ ‫وهوالقذى في كل طرف لاحظ‬ ‫لـه أمـض سـاحا مـن التهكـم‪ ،‬هـذا التهكـم الـذي قـال فيـه‬ ‫لـم يثبـت تاريـخ ولادتـه بالضبـط لكـن الـرأي المعتـدل‬ ‫يذهـب إلـى أنـه ولـد سـنة (‪ 159‬هـ‪775/‬م)‪.4‬‬ ‫فولتيـر‪« :‬إذا أردت أن تقتـل خصمـك فاجعلـه هـزأة»‪7.‬‬ ‫كنيتـه أبـوعثمـان وقـد قـال فـي ذلـك‪ :‬نسـيت كنيتـي‬ ‫لقـد صقلتـه ظـروف قاسـية‪ ،‬كمـا صقلتـه فطرتـه‬ ‫ثلاثـة أيـام‪ ،‬حتـى أتيـت أهلـي فقلـت لهـم‪ :‬بما أكنى؟ فقالوا‪:‬‬ ‫واسـتعداده الشـخ�صي حتـى قيـل عنـه‪« :‬كان مطبوعـا‬ ‫علـى التطـرف والفكاهـة لا ينظـرإلـى الأمـرنظـرا اكتراثيـا‪،‬‬ ‫بأبـي عثمـان‪5.‬‬ ‫ليـس هـونظـرالسـوداوي‪ ،‬ولا نظـرالعصبـي‪ ،‬وكان أميـل‬ ‫* تعلمه‪ :‬كان طموحا متعطشا لألوان المعرفة وكان‬ ‫إلـى التفـاؤل منـه إلـى التشـاؤم‪ ،‬يبـدوعليـه السـروروحـب‬ ‫كلمـا عـرف شـيئا إلاوزاد حبـه للعلـوم والفنـون ومطالعـة‬ ‫الدعابـة‪ ،‬وخفـة الـروح ينظـر إلـى الأمـور فـي واقعيتهـا‪،‬‬ ‫الكتـب وقـد اتفـق النقـاد وأنـه‪« :‬لـم يقـع بيـده كتـاب إلا‬ ‫كمـا ينظـرإلـى النـاس‪ ،‬نظـرالخبيـربأطباعهـم وأخلاقهـم‪،‬‬ ‫فيحاسـن الكبـراء دون إسـفاف‪ ،‬ويتجنـب مخاشـنتهم‬ ‫واسـتوفى قراءتـه كائنـا مـا كان‪.»...‬‬ ‫لقد كان عصاميا‪ ،‬يعمل ويتعلم في آن واحد‪.‬‬ ‫تفاديـا مـن شـرهم‪.8»...‬‬ ‫وقـد تشـرب الجاحـظ مـن مثقفيـه الفكاهـة وروح‬ ‫المبحــث الأول‪ :‬الأبعــاد النفســية‬ ‫الجـد والمـرح فكانـا عنـده متزاوجـان وهـذا مـا انعكس عليه‬ ‫والاجتماعيــة لســخرية الجاحــظ‬ ‫«ولعـل روح الأصمعـي الفكاهـة المضحكـة‪ ،‬شـعت علـى‬ ‫تلميـذه الجاحـظ فكاهـة ودعابـة‪ ،‬وقـد توسـع فيهـا بمـا‬ ‫إن مـن يقتـرب مـن الجاحـظ يـرى أن مـن خصائصـه‪:‬‬ ‫مدتـه بـه طبيعتـه وطبيعـة عصـره وأخـذ عـن أبـي عبيـدة‬ ‫«نزعـة فطريـة إلـى التهكـم والضحـك‪ ،‬فقـد سـاعدته هـذه‬ ‫النزعـة علـى التغلـب علـى مصاعـب كثيـرة‪ ،‬اعترضتـه فـي‬ ‫فكـره ودهـاءه مـع سـعة علمـه‪9.»...‬‬ ‫الحياة فهوما كان ينظرإلى هذه الحياة من زاوية سوداء‪،‬‬ ‫كان الجاحظ على درجة عالية من الذكاء الاجتماعي‬ ‫بـل العكـس‪ ،‬كان ينظـرإليهـا مـن زاويـة وضـاءة‪6.‬‬ ‫اللبنانـي للطباعـة والنشـر‪ ،)1968 ،‬ص‪.152‬‬ ‫‪ :7‬شـفيق(جبري)‪ :‬الجاحـظ معلـم العقـل والأدب‪( ،‬دارالمعـارف بمصـر‪،‬‬ ‫‪: 2‬طه (الحاجري)‪ :‬الجاحظ‪ ،‬حياته وآثاره‪ ،‬ط‪( 2‬القاهرة‪ ،‬دارالمعارف‪،‬‬ ‫‪ ،)1969‬ص‪.79‬‬ ‫‪ )1948‬ص‪.204‬‬ ‫‪ :8‬حنـا (الفاخـوري)‪ :‬الجاحـظ‪ :‬سلسـلة نوابـغ الفكـرالعربـي‪ ،‬العـدد رقـم‬ ‫‪ :3‬العكري الدمشقي (عبد الحي بن أحمد)‪ :‬شذرات الذهب في أخبارمن‬ ‫ذهب‪ ،‬ج‪( 1‬بيروت‪ ،‬دارالكتب العلمية‪ ،‬بلاتاريخ)‪ ،‬ص‪.122‬‬ ‫‪( ،2‬مصـر‪ ،‬دارالمعـارف‪ ،)1956 ،‬ص‪.20‬‬ ‫‪ :4‬طه الحاجري‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.88‬‬ ‫‪ :9‬أميـن (أحمـد)‪ :‬فيـض الخاطـر‪ ،‬ج‪( ،4‬القاهـرة لجنـة التأليـف والترجمـة‬ ‫‪ :5‬ياقـوت الرومـي (يعقـوب)‪ :‬معجـم الأدبـاء (القاهـرة‪ ،‬مطبوعـات دار‬ ‫والنشر‪ ،)1943 ،‬ص‪.291‬‬ ‫المأمـون) الطبعـة الأخيـرة بـدون تاريـخ‪ ،‬الجـزء ‪ ،16‬ص‪.75‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪ :6‬جميل(جبـر)‪ :‬الجاحـظ فـي حياتـه وأدبـه وفكـره‪( ،‬بيـروت‪ ،‬دارالكتـاب‬

‫هل يقبل الجاحظ بوضع قيود وضوابط للجمال؟‬ ‫يصـل إلـى أعمـاق النـاس عـن طريـق كتاباتـه الممزوجـة‬ ‫نعم‪ :‬حدد الجاحظ الجمال بأنه التمام والاعتدال‪،‬‬ ‫بالجد والفكاهة وقد أشاد أحمد أمين بالعقلية المعتزلية‬ ‫وهـويعنـي بالتمـام كمـال الأقسـام فـي ال�شـيء دون زيـادة أو‬ ‫للجاحـظ فيقـول‪« :‬قـل أن يقبـل خرافـة‪ ،‬بـل يهـزأ بمـن‬ ‫نقصان قال‪ « :‬أما تجاوز المقداركالزيادة في طول القامة‬ ‫يقبلهـا‪ ،‬بـل هـوفـي كثيـرمـن الأحيـان يقـف علـى الاعتقـاد‬ ‫أو كدقـة الجسـم أو عظـم الجارحـة‪ ،‬أو سـعة العيـن أو‬ ‫حتـى يجـرب ويشـك‪ ،‬ويدعـوإلـى الشـك‪ ،‬حتـى تثبـت صحـة‬ ‫الفـم ممـا يتجـاوز مثلـه مـن النـاس المعتدليـن فـي الخلـق‪،‬‬ ‫فـإن هـذه الزيـادة متـى كانـت‪ ،‬فهـي نقصـان فـي الحسـن‪،‬‬ ‫النظريـة ويسـتغرب القـارئ مـن منطقـه» ‪10‬‬ ‫وإن عـدت زيـادة فـي الجسـم‪ ،‬والحـدود حاصـرة لأمـور‬ ‫لذلـك يعتبـر الجاحـظ خيـر مـن وظـف «القصـة‬ ‫العالـم ومحيطـه بمقاديرهـا الموقوفـة لهـا فـكل �شـيء خـرج‬ ‫توظيفـا تربويـا‪ ،‬فقـد ملـك خاصيـة البيـان والتشـويق‬ ‫عن الحد في خلق أوخلق حتى في الدين أوالحكمة الذين‬ ‫فعبـرعـن شـخصيات قصصـه‪ ،‬بأحسـن مـا يكـون التعبيـر‬ ‫إذا كان يسـتخدم أسـلوب التصويـر النف�سـي الداخلـي‬ ‫همـا أفضـل الأمـور فهـوقبيـح ومذمـوم‪15»...‬‬ ‫والحركـي الخارجـي قصـد نوعيـة الأفـراد عـن طريـق‬ ‫ومـا هـذه الفقـرة إلادليـل علـى أن معيـارالجمـال هـو‬ ‫الضحـك علـى نحـو مـا نـرى فـي» البخـاء»‪ »،‬الحيـوان»‪،‬‬ ‫ال�شـيء المتوسـط المعتـدل التكويـن فهـو النمـوذج الـذي‬ ‫نقـارن بـه سـائرالأشـياء فمـا اقتـرب منـه عـد جميـا ومـا‬ ‫«المحاسـن والأضـداد»‪.‬‬ ‫كان بارعـا فـي تصويـر الشـخصية والنفـوس‪ ،‬ولـو‬ ‫ابتعـد عنـه اعتبـرقبيحـا‪.‬‬ ‫أنـه عـرف الأدب التمثيلـي لأسـعفته ملكتـه فـي المناظـرة‬ ‫إذن الجاحظ يقيد الجمال؟ هل هذا صحيح؟‬ ‫والحـوار‪ ،‬بقصـص تمثيليـة كثيـرة وهـوبحـق لا يبـارى فـي‬ ‫هـذا التعريـف ينبهنـا إلـى تعريـف أرسـطوطاليـس‬ ‫وصـف الحـركات الجسـدية‪ ،‬والمشـاعر النفسـية‪11.»...‬‬ ‫للجمال‪ .‬وقد ذكرنا سالفا أن الجاحظ كان متأثرا بأفكار‬ ‫أرسـطو لذلـك فإننـا نلاحـظ التشـابه بيـن التعريفيـن‪،‬‬ ‫المبحـث الثـاني‪ :‬الخطـاب الجـالي في‬ ‫فأرسـطويـرى أنـه « لا يمكـن لكائـن أو�شـيء مؤلـف مـن‬ ‫كتابـات الجاحـظ مـا مفهـوم الجـال‬ ‫أجـزاء عـدة‪ ،‬أن يكـون جميـا إلا بمقـدارمـا تكـون أجـزاؤه‬ ‫منسـقة وفقـا لنظـام مـا‪ ،‬ومتمتعـة بحجـم تعريـف لا‬ ‫لـدى الجاحـظ؟‬ ‫اعتباطـي «‪ ،‬لأن الجمـال‪ ،‬مـن مؤلفـه‪« :‬الميتافيزيقـا الـذي‬ ‫لـم يصلنـا منـه غيـرجـزء بسـيط عـرف بـ «فـن الشـعر»‬ ‫ممـا لا يخفـى علينـا أن الجاحـظ وجـد صعوبـة فـي‬ ‫ونـص تقنـي علاقاتـه محـدودة بعلـم الجمـال هـو «علـم‬ ‫تحديـد مفهـوم الجمـال حيـث يقـول‪« :‬فـإن أمـرالحسـن‬ ‫البيـان»‪ ،‬حسـب تسـمية الجاحـظ لهـذه الكتـب‪.‬‬ ‫أدق وأرق مـن أن يدركـه كل مـن أبصـره»‪12.‬‬ ‫وعليه فقد تم الاتفاق على أن الجمال هوتناسب‬ ‫فليـس فـي اسـتطاعة جميـع النـاس الوقـوف علـى‬ ‫كامـل‪ ،‬هـادئ ومتحـرك دون إفـراط ولا تفريـط فالجمـال‬ ‫الجمـال والقبـح وذلـك لمـا لاحظـه مـن اختـاف النـاس فـي‬ ‫فـي نظرهمـا هـوالتنسـيق البنائـي لعالـم مواجـه فـي مظهـره‬ ‫أمـره‪ ،‬قيـل لأعرابـي مـا الجمـال؟ قـال طـول القامـة وضخم‬ ‫الأكمـل‪ ،‬وليـس المقصـود مـن هـذا فيمـا يتعلـق بالبشـر‬ ‫الهامـة‪ ،‬ورحـب الشـدق‪ ،‬وبعـد الصـوت»‪13.‬‬ ‫رؤيتهـم كمـا هـم بـل رؤيتهـم كمـا ينبغـي أن يكونـوا‪.‬‬ ‫أمـا خالـد بـن صفـوان فقـد جعـل الجمـال صفـة‬ ‫وباختصـار‪ ،‬إن الجاحـظ ينظـرإلـى الجمـال نظـرة‬ ‫الإنسـان الطويـل القامـة‪ ،‬الأبيـض اللـون‪ ،‬الأسـود‬ ‫موضوعيـة فيعتبـره قائمـا فـي الأشـياء وليـس ذاتيـا‪،‬‬ ‫الشـعر‪ ،‬وعندمـا سـئل عـن عمـود الجمـال قـال‪« :‬الطـول‬ ‫فالجمـال يشـمل جميـع الأجسـام الموجـودة فـي الطبيعـة‬ ‫ولسـت بطويل ورداؤه البياض ولسـت بأبيض‪ ،‬وبرنوسـه‬ ‫كالأبنيـة والفـرس واللبـاس‪ ،‬والـزرع والبنفسـج‪16.»...‬‬ ‫والاعتـدال الـذي يـراه الجاحـظ فـي كل �شـيء فـي‬ ‫سـود الشـعر‪ ،‬وأنـا أشـمط‪.14»:...‬‬ ‫الحياة ويعتبره نوع من الحسن يقول عنه‪« :‬وأنا مبين لك‬ ‫الحسـن‪ ،‬وهـو التمـام والاعتـدال‪ ،‬ولسـت أعنـي بالتمـام‬ ‫‪ :10‬أمين (أحمد)‪ :‬ضحى الإسلام‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪( 9‬مصر‪ ،‬مكتبة النهضة‬ ‫المصرية‪ ،‬القاهرة ‪ ،)1977‬ص‪.398‬‬ ‫تجـاوز مقـدار الاعتـدال‪17.»...‬‬ ‫‪ :11‬شـوقي (ضيـف)‪ ،‬العصـر العبا�سـي الثانـي (سلسـلة تواريـخ الأدب‬ ‫‪ :15‬المصدرنفسه‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫العربـي) العـدد رقـم ‪ ،04‬ط‪( ،2‬مصـر‪ ،‬دارالمعـارف‪ ،)1995 ،‬ص‪.146‬‬ ‫‪ :16‬الجاحظ‪ ،‬آثارالجاحظ‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص‪.82‬‬ ‫‪ :12‬الجاحـظ (أبـوعثمـان)‪ :‬آثـارالجاحـظ‪ ،‬رسـالة القيـان‪ ،‬مصـدرسـابق‬ ‫‪ :17‬الجاحـظ (أبـوعثمـان)‪ :‬ثـاث رسـائل‪ ،‬ط‪ ،2‬المطبعـة السـلفية‪ ،‬نشـر‬ ‫ص‪.81‬‬ ‫يوشـع فنـكل‪.1382 ،‬‬ ‫‪ :13‬الجاحـظ‪ ،‬البيـان والتبييـن‪ ،‬ج‪( 1‬بيـروت‪ ،‬دار الفكـر للجميـع‪،‬‬ ‫‪ ،)1968‬ص‪.75‬‬ ‫‪ :14‬الجاحظ‪ ،‬آثارالجاحظ القيان‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص‪.81-82‬‬ ‫‪90‬‬

‫مـن التشـويه (الضحـك جماليـا)‪ ،‬بقـدرمـا يبعدهـا عـن‬ ‫وقد حدد له عدة خصائص‪ ،‬منها أن الجمال يدرك‬ ‫الطبيعـة الموجـودة فـي النمـوذج البشـري السـوي بعـدا‬ ‫بالنظـروالعقـل معـا يقـول‪« :‬وقـد عـرف الشـاعروعـرف‬ ‫الواصف أن الجارية الفائقة الحسن أحسن من الظبية‬ ‫يفقدهـا التـوازن مـن حيـث ينبغـي أن يكـون النظـام‪.‬‬ ‫وأحسن من البقرة وكل �شيء تشبه به‪ ،‬ولكنهم إذا أرادوا‬ ‫ولأن الجاحظ لم يميزبين لفظتي الجمال والحسن‪،‬‬ ‫وقد وردتا في كتاباته مترادفتين يقول مثلا‪ « :‬والحرة إنما‬ ‫القـول شـبهوها بأحسـن مـا يجـدون‪.»...‬‬ ‫يستشـارفـي جمالهـا النسـاء‪ ،‬والنسـاء لا يبصـرن فـي جمـال‬ ‫أي لا بـد مـن تحكيـم العقـل والوعـي فـي وصـف‬ ‫النسـاء وحاجـات الرجـال وموافقتهـن قليـا ولا كثيـرا‬ ‫والرجـال بالنسـاء أبصـر‪ ،‬وإنمـا تعـرف المـرأة بالمـرأة ظاهـر‬ ‫ا لجم ـا ل ‪.‬‬ ‫إن للجمـال مقاييـس دقيقـة نلجـأ إليهـا عندمـا‬ ‫الصفـة‪.21»...‬‬ ‫نحكم على جمال الأشـياء متمثلة في الاعتدال والتوسـط‬ ‫مـن هـذا الوصـف التشـخي�صي للمـرأة الجميلـة‬ ‫يقـول الجاحـظ فـي هـذا «‪...‬لا يفـوت منهـا �شـيء كالعيـن‬ ‫الحسـنة الصفـات يتبيـن أن مفهـوم الاعتـدال الجاحظـي‬ ‫الواسـعة لصاحـب الأنـف الصغيـر الأفطـس والأنـف‬ ‫بعيـدا عـن عالـم المثـل الأفلاطونـي‪ ،‬وأن نماذجـه مأخـوذة‬ ‫العظيـم لصاحـب العينيـن الضيقتيـن‪ ،‬والذقـن الناقـص‬ ‫والـرأس الضخـم والوجـه الفخـم لصاحـب البـدن المجـذع‬ ‫مـن واقـع بيئتـه‪.‬‬ ‫النضـو (النحيـف)‪ ،‬والظهـرالطويـل لصاحـب الفخذيـن‬ ‫كمـا يعتقـد الجاحـظ أنـه مـن الضـروري التسـاؤل‬ ‫القصيرين‪ ،‬والظهرالقصيرلصاحب الفخذين الطويلتين‬ ‫هـل الجمـال مبـاح؟ وهـل يحـل للمـرء الاسـتفادة منـه؟‬ ‫لذلـك قـدم لنـا جوابـه كمـا يلـي‪ « :‬إن الجمـال مبـاح‬ ‫وكسـعة الجبيـن بأكثـرمـن مقـدارأسـفل الوجـه»‪18‬‬ ‫يحل للمرء الاستمتاع به‪ ،‬وذلك بالنظرإليه فقط سواء‬ ‫تمثـل فـي زهـرة أوشـجرة أوبنايـة أوامـرأة‪ ،‬أمـا مـا هـوأبعـد‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬جمال المرأة بين القيد‬ ‫والحرية‬ ‫مـن النظـرفليـس محلـاكمـد اليـد أوالتملـك‪.22»...‬‬ ‫فحـق التمتـع بالجمـال يكمـن فـي عـدم تدخـل ذواتنـا‬ ‫يعطينا الجاحظ نموذجا عن جمال المرأة فيصفها‬ ‫فيـه كمـا أعتقـد‪ ،‬هـذا وقـد اسـتمد فكـرة الضحـك مـن‬ ‫بمـا يلـي‪« :‬التامـة المعتدلـة الأعضـاء التـي لـم تـزد أعضاؤهـا‬ ‫غيـاب الاعتـدال والانسـجام‪ ،‬وبهـذا سـبق الجاحـظ‬ ‫عن الحد في الضخامة‪ ،‬وتتناسب فيما بينها بحيث يخلو‬ ‫بسـخريته وفلسـفته الفنيـة وبنظرياتـه فـي الضحـك‬ ‫جسـمها مـن الفضـول والزوائـد وتكـون بيـن الجسـيمة‬ ‫وسـمات الضاحـك نظريـات الجمـال المعاصـرة‪ ،‬وسـن‬ ‫والممشـوقة ويعتـدل فيهـا المنكبـان‪ ،‬ويسـتوي الظهـر‬ ‫لهـذا الفـن قانونـا خاصـا بالجاحظيـة امتزجـت فيـه الـروح‬ ‫ويحسـن القـد‪ ،‬وهـذا التركيـب يسـمح لهـا بـأن تنثنـي فـي‬ ‫الفلسـفية بالنبـرة الأدبيـة‪ ،‬يقـول الجاحـظ‪...« :‬إن معرفـة‬ ‫وجـوه الجمـال والقبـح لا تتأتـى إلا للثاقـب النظـرالماهـر‬ ‫مشـيتها فتسـتولي علـى القلـوب وتجلـب الأبصـار‪19.»...‬‬ ‫كمـا قـال الجاحـظ فـي رسـالته «التربيـع والتدويـر»‪« :‬‬ ‫البصـر الطـب(*) فـي الصناعـة‪23.»...‬‬ ‫كان أحمـد بـن عبـد الوهـاب مفـرط القصـر‪ ،‬ويدعـى أنـه‬ ‫وهـذا يـدل أن إدراك الجمـال يحتـاج إلـى تأمـل‬ ‫طويـل‪ ،‬وكان مربعـا وتحسـبه لسـعة جفرتـه‪ ،‬واسـتفاضة‬ ‫وذكاء ودرايـة وقـد أطلـق عليـه فلاسـفة وعلمـاء الجمـال‬ ‫خاصرتـه‪ ،‬مـدورا‪ ،‬وكان جعـد الأطـراف‪ ،‬قصيـرالأصابـع‪،‬‬ ‫المعاصـرون مفهـوم «الـذوق الجمالـي» «فـكل �شـيء خـرج‬ ‫عـن الحـد فـي خلـق أو خلـق أو حتـى فـي الديـن والحكمـة‬ ‫وهـوفـي ذلـك يدعـي البسـاطة والرشـاقة‪20.»...‬‬ ‫اللذيـن همـا أفضـل الأمـور‪ ،‬فهـو قبيـح ومذمـوم‪.24»...‬‬ ‫وارتكـزت فنـون الجاحـظ فـي ضبـط هـذا المفهـوم‬ ‫ومعنـى هـذا أن فـن السـخرية القائـم علـى التصويـر‬ ‫الكاريكاتـوري الـذي يقـوم علـى إدراك الحركـة التـي لا‬ ‫علـى‪:‬‬ ‫تـدرك لأول وهلـة فيضخمهـا ويجعلهـا مرئيـة لـدى كل‬ ‫البلاغـة‪ ،:‬وممـا جـاء علـى لسـانه‪ :‬فـإن» اقتـران‬ ‫النـاس بحيـث تبـدو لنـا متنافـرة الأجـزاء تنافـرا يدنسـها‬ ‫الحروف‪ ،‬فإن الجيم لاتقارن الطاء ولاالقاف ولاالغين‬ ‫‪ :18‬الجاحظ‪ ،‬النساء (آثارالجاحظ)‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص‪.82‬‬ ‫‪ :21‬الجاحـظ (أبـو عثمـان)‪ :‬النسـاء‪ ،‬آثـار الجاحـظ‪ ،‬مصـدر سـابق‪،‬‬ ‫‪ :19‬الجاحـظ‪ ،‬آثـارالجاحـظ‪ ،‬تحقيـق عمـرأبـوالنصـر‪( ،‬بيـروت‪ ،‬مطبعـة‬ ‫ص ‪.110‬‬ ‫النجـوى‪ ،)1969 ،‬ص‪.111-112‬‬ ‫‪ :22‬الجاحظ‪ ،‬النساء (آثارالجاحظ)‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص‪.82‬‬ ‫‪ :20‬الجاحظ‪ ،‬رسالة التربيع والتدوير‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص‪.20‬‬ ‫‪ :23‬الجاحظ‪ ،‬آثارالجاحظ (القيان)‪ ،‬ص‪.80.‬‬ ‫‪ :24‬المصدرنفسه‪ ،‬ص‪.89-82‬‬ ‫‪91‬‬

‫الحبـرة‪ 28،‬والحلـي والقصـرالمبنـي‪ ،‬كأنـه يضحـك ضحـكا‪،‬‬ ‫بتقديـم أو بتأخيـر‪ ،‬والـزاي لا تقـارن الطـاء ولا السـين‬ ‫وقـال الله جـل ذكـره‪« :‬وأنـه هـوأضحـك وأبكـى وأنـه هـو‬ ‫الضـاد ولا الـدال بتقديـم أو تأخيـر‪25.»...‬‬ ‫أمـات وأحيـى»‪ ،‬فوضـع الضحـك بحـذاء الحيـاة ووضـع‬ ‫البكاء بحذاء الموت‪ ،‬وأنه لايضيف الله إلى نفسه القبح‪،‬‬ ‫وقـد نجـد فـي الأدب العربـي هـذا التنافـرفـي حـروف‬ ‫ولايمـن علـى خلقـه بالنقـص‪ ،‬وكيـف لايكـون موقعـه مـن‬ ‫الألفاظ مجتمعة في جملة أوبيت شـعري تثيرالإضحاك‬ ‫سـرورالنفـس عظيمـا ومـن مصلحـة الطبـاع كبيـرا‪.29»...‬‬ ‫ويضيـف أيضـا‪...« :‬وهـو�شـيء فـي أصـل الطبـاع وفـي‬ ‫والسـخرية لمـا فيهـا مـن غيـاب التناغـم والانسـجام‪.‬‬ ‫أسـاس التركيـب لأن الضحـك أول خيـريظهـرمـن اليميـن‬ ‫الخطابـة‪ :‬وهـي فـن القـول بغيـة الإقنـاع والتأثيـر‬ ‫وبـه تطبيـب نفسـه وعليـه ينبـت شـحمه ويكثـردمـه الـذي‬ ‫وبنظـر الجاحـظ فـإن أبـرز آيـات الخطابـة هـو البيـان‬ ‫وفصاحـة اللسـان وهـذا النـوع مـن الفـن أيضـا اسـتخدم‬ ‫هـوعلـة سـروره ومـادة قوتـه‪»...‬‬ ‫فيـه الجاحـظ هزلـه وسـخريته العقليـة ليبيـن معايـب‬ ‫نستنتج من هذين النصين أن الضحك نزعة فطرية‬ ‫يولـد بهـا الإنسـان وقـد كان الجاحـظ مـن أوائـل الذيـن‬ ‫القـوم وحقائـق الأمـور‪.‬‬ ‫اسـتخدموا كلمـة «طبـع» مشـيرا إلـى الفطـرة فـي شـخصية‬ ‫الشـعر‪ :‬اعتـرض الجاحـظ أن يكـون الشـعركلامـا‬ ‫الفرد‪ ،‬وإلى الضحك باعتباره غريزة أولى في الفرد كما أن‬ ‫موزونـا فقـط‪ ،‬فهـوصناعـة وضـرب مـن النسـيج وجنـس‬ ‫الجاحـظ أكـد أن الضحـك يكسـب الجسـم قـوة تجديـد‬ ‫مـن التصويـر»‪ 26.‬أي أنـه إبـداع وخيـال وقـد اسـتخدم‬ ‫النشـاط والحركـة لأنـه يسـتخدم الأعصـاب والعضـات‪،‬‬ ‫موهبتـه هـذه فـي معالجـة القضايـا العلميـة الفلسـفية‬ ‫فتتسـرب عـن ذلـك تفاعـات نفسـية ودمويـة وإفـرازات‬ ‫تعقبهـا فوائـد حيويـة هامـة‪ ،‬منهـا تجديـد النشـاط وتوليـد‬ ‫والأدبيـة‪.‬‬ ‫الشـعور بالصحـة وتبعـد الانقبـاض عـن النفـس وتغيـر‬ ‫وعلـى هـذا فبقـدرمـا كان الجاحـظ يتـذوق الجمـال‬ ‫مجرى التفكيروتعد الإنسان لمواجهة المواقف المختلفة‪،‬‬ ‫كان يمـج القبـح وإلـى هـذا يسـتند حسـه الفنـي ومنـه تنبـع‬ ‫فالضحـك يحقـق التـوازن بيـن الأفـراح والأحـزان‪.‬‬ ‫نزعتـه النقديـة السـاخرة‪.‬‬ ‫وبهـذا‪ ،‬فإننـا نضحـك لـدى إدراك تعـارض بيـن‬ ‫وقد رأينا أصول الجمال التي اعتمدها تلك الأصول‬ ‫مظاهـرالحيـاة التـي أصبحـت كريهـة وقبيحـة مـوازاة بالمثل‬ ‫التـي إذا مـا توافـرت علـى ال�شـيء أوالعمـل عـد جميـا‪ .‬وإذا‬ ‫والجاحظ أدرك سلفا أن الضحك بصورة عامة يختلف‬ ‫انتفـت عنـه عـده قبيحـا‪ ،‬إذ القبـح نقيـض الجمـال أو‬ ‫عن الإضحاك في الهزلية (السـخرية)‪ ،‬ذلك لأن الضحك‬ ‫بحـد ذاتـه ظاهـرة فيزيولوجيـة نفسـية فـي حيـن أن الهزلـي‬ ‫انعدامـه عنـد الجاحـظ‪.‬‬ ‫(السـاخر) ظاهـرة جماليـة تتحقـق فـي الفـن (فـي النكتـة‬ ‫وهـو يقـر بوجـود الجمـال فـي الكائنـات الطبيعيـة‬ ‫ويحـاول أن يطبـق عليهـا أصولـه التـي أرجعهـا إلـى التمـام‬ ‫الذكيـة مثـا)‪.‬‬ ‫والاعتـدال يقـول‪« :‬الاعتـدال أوالـوزن أوالتناسـب بيـن‬ ‫ويعبـر الجاحـظ عـن كل هـذه الحـالات قائـا‪« :‬أن‬ ‫أعضـاء الجسـم أوأجـزاء ال�شـيء هـوسـرالجمـال الـذي‬ ‫الجـد نصـب‪ ،‬والمـزاح جمـام‪ ،‬والجـد مبغضـة والمـزح‬ ‫نـراه فـي الأبنيـة وأنـواع الفـرش واللبـاس‪ ،‬والقنـوات التـي‬ ‫محبة‪ ،‬وصاحب الجد في بلاء ما كان فيه‪ ،‬وصاحب المزح‬ ‫فـي رخـاء إلـى أن يخـرج منـه‪ ،‬والجـد مؤلـم‪ ،‬وربمـا عرضـك‬ ‫تجـري فيهـا الميـاه‪ ،‬والـزرع والبنفسـج‪.27»...‬‬ ‫لأشـد منـه‪ ،‬والمـزح ملـذة وربمـا عرضـك لألـذ منـه‪ ...،‬وإنمـا‬ ‫كمـا أن الجاحـظ يمـزج بيـن النظـرة الجماليـة‬ ‫وبيـن الفكاهـة والضحـك لأنـه يحـاول ربـط جمـال المـرأة‬ ‫تشـاغل النـاس ليفرغـوا وجـدوا ليهزلـوا‪30.»:...‬‬ ‫بالأضداد(الممشـوقة‪ ،‬الجسـيمة) مـن التعابيـرالمختلفـة‬ ‫لكـن رغـم هـذا الاهتمـام الجاحظـي بالفكاهـة‬ ‫وخيـر دليـل قدمـه لنـا الجاحـظ‪ ،‬قـال‪...« :‬فمـا ظنـك‬ ‫والضحـك إلا أنـه اسـتبعد الضحـك الماجـن والهـزل‬ ‫بالضحـك الـذي لا يـزال صاحبـه فـي غايـة السـرور إلـى‬ ‫فقـد سـعى مـن خـال سـخريته وضحكـه إلـى بعـث القيـم‬ ‫أن ينقطـع عنـه سـببه‪ ،‬ولـو كان الضحـك قبيحـا مـن‬ ‫الضاحـك‪ ،‬وقبيحـا مـن المضحـك‪ ،‬لمـا قيـل للزهـرة و‬ ‫‪ :28‬الحبرة‪ :‬جمع حبرات وحبر‪ ،‬وهي ضرب من برود اليمين‪.‬‬ ‫‪ :29‬لجاحظ‪ ،‬البخلاء‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص‪.06‬‬ ‫‪ :25‬الجاحظ (أبوعثمان)‪ :‬البيان والتبيين‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.51‬‬ ‫‪ :26‬الجاحـظ‪ ،‬الحيـوان‪ ،‬تحقيـق عبـد السـام هـارون‪ ،‬ج ‪( 3‬مصـر‪،‬‬ ‫‪ :30‬الجاحـظ‪ :‬رسـالة التربيـع والتدويـر‪ :‬تحقيـق فـوزي عطـوي (مصـادر‬ ‫سـابق)‪ ،‬ص‪.66‬‬ ‫مكتبـة الخانجـي‪ ،)1965 ،‬ص ‪.132‬‬ ‫‪ : 27‬الجاحظ‪ ،‬رسائل الأحزان‪ ،‬القيان‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.128‬‬ ‫‪92‬‬

‫والتهكـم علـى أنـه يحصـن نفسـه بنطـاق الـذوق السـليم فـي‬ ‫التربوية والأخلاقية وإلى النشرالفضائل في طبائع الناس‬ ‫إخـراج تهكمـه الموجـع‪34.»...‬‬ ‫باتخـاذه الفضيلـة وسـطا بيـن رذيلتيـن علـى حـد موقـف‬ ‫أستاذه أرسطوالذي انتهل من علومه وكتبه ومن مشايخ‬ ‫ومعنـى هـذا أن الجاحـظ كان يصـرح بعيـوب وقبـح‬ ‫المعتزلـة (الوسـطية بيـن النقـل والعقـل)‪ ،‬فجعـل حديثـه‬ ‫نماذجـه السـاخرة فـي قالـب مهـذب حتـى لايقـع فـي الحـرج‪،‬‬ ‫علـى لسـان الطيـروالحيـوان هازئـا سـاخرا كأداة تعليميـة‬ ‫بـل يسـوق كلامـه فـي قالـب صريـح لا يفهمـه إلا كل مـدرك‬ ‫واع ومـن خـال هذيـن السـبيلين تتضـح معالـم سـخرية‬ ‫يوقـظ بهـا ضمائـرالبشـر‪.‬‬ ‫كمـا خاطـب المـرأة وسـن لهـا طريقـا واضحـا لتعـرف‬ ‫الجاحـظ وخصائـص فنـه المتمثلـة فـي‪:‬‬ ‫قيمتهـا ومكانتهـا فـي المجتمـع مـن خـال الكثيـرمـن رسـائله‬ ‫‪-‬التصويـر‪ :‬أوتـي الجاحـظ ملكـة التصويـر فـكان‬ ‫«النسـاء»‪« ،‬القيـان»‪« ،‬التـاج فـي أخـاق الملـوك» وفـي‬ ‫فنـان لامعـا ومصـورا مبدعـا‪ ،‬يعبـرعـن المعانـي بالصـور‬ ‫كل هـذا سـعى إلـى قيمـة أخلاقيـة تربويـة للضحـك يقـول‪:‬‬ ‫المحسوسـة‪ ،‬لا يفوتـه لـون ولا يغفـل عـن حركـة‪ ،‬كان‬ ‫دقيـق الملاحظـة‪ ،‬شـديد الانكفـاء علـى نواحـي الحسـن‬ ‫«الكثيـريمنـع الشـهوة‪ ،‬ويـورث الصـدوف»‪.31.‬‬ ‫والقبـح وقـد انقسـم التصويـرفـي فـن الجاحـظ وكتاباتـه‬ ‫ويقصـد مـن هـذا ضـرورة الاعتـدال فـي الفكاهـة‬ ‫والضحكـة وأن تكـون السـخرية هادفـة لا لمجـرد الهـزء‬ ‫السـاخرة إلـى‪:‬‬ ‫والسـخرية فقـط وأشـارإلـى هـذه الفلسـفة التربويـة مـن‬ ‫‪-1‬التصويـر الكاريكاتـوري‪ :35‬اسـتخدم الجاحـظ‬ ‫خـال رسـالة «التربيـع والتدويـر»‪ ،‬كتـاب «البخـاء»‪ ،‬وفـي‬ ‫هـذا اللـون الفنـي فـي كتاباتـه مبـرزا السـمات الشـاذة‬ ‫معظم كتبه التي عالج فيها مواضيع متداخلة ومترابطة»‪.‬‬ ‫والعيـوب المختلفـة بغيـة إحـداث أثـرضاحـك مـن خـال‬ ‫منظـريصفـه أو شـخص يعايبـه كمـا جـاء علـى لسـانه‪:‬‬ ‫المبحــث الرابــع‪ :‬خصائــص الفــن‬ ‫«‪...‬ومـن غريـب مـا أتيـت‪ ،‬وبديـع مـا أعطيـت أن لـم‬ ‫والجــال في فكــر الجاحــظ‬ ‫نـرمقـدودا واسـع الجفـرة‪ 36.‬غيـرك‪ ،‬ولارشـيقا مسـتفيض‬ ‫الخاصـرة سـواك‪ ،‬فأنـت المديـد وأنـت الطويـل‪ ،‬وأنـت‬ ‫ظهـرت فـي العصـر العبا�سـي سـخرية خاصـة بأبـي‬ ‫البسـيط وأنـت المتقـارب‪ ،‬فيـا شـعرا جمـع الأعاريـض ويـا‬ ‫عثمان الجاحظ وبفكره وأدبه لاسيما في مجال الفكاهة‬ ‫والنقـد والتصويـروقـد ظهـرتميـزه عـن غيـره ممـن سـبقوه‬ ‫شـخصا جمـع الاسـتدارة والطـول‪37»...‬‬ ‫إن مـا نلاحظـه فـي هـذا النمـوذج التصويـري أن‬ ‫وعايشـوه مـن خـال سـبيلين همـا‪:‬‬ ‫الجاحـظ خـرج مـن المألـوف العـادي إلـى الغرابـة في الخلقة‬ ‫أ‪-‬التلميـح‪ :‬فقـد كان الجاحـظ يلمـح إلـى الرذائـل‬ ‫معتمـدا فـي ذلـك علـى المبالغـة المفرطـة والتضخيـم‬ ‫والآفـات الاجتماعيـة وأنمـاط السـلك الشـاذة وغيـر‬ ‫التمثيلي والتلاعب بالألفاظ التي استغلها في إثبات صور‬ ‫الأخلاقيـة مـن خـال كتاباتـه المضحكـة وقـد قيـل‪:‬‬ ‫«يدسـها‪ 32‬دسـا بارعـا‪ ،‬لا تـكاد تراهـا إلا إذا كنـت مطبوعـا‬ ‫بديعيـة (الجنـاس‪ ،‬الطباق‪...‬إلـخ)‪.‬‬ ‫على فعلها جديرا بإدراك خفاياها‪ ،‬فإن أدركتها على هذه‬ ‫كمـا بيـن شـكل الجسـم الـذي جمـع بيـن المتناقضـات‬ ‫الصـورة ألفيتهـا قارصـة لاذعـة‪ ،‬فياضـة بمعانـي التهكـم‬ ‫فهومقدود رشـيق من جهة‪ ،‬وواسـع مسـتفيض من جهة‬ ‫أخـرى‪ ،‬وهـذا مـا يبعـده عـن وحـدة النغـم والـوزن كالبيـت‬ ‫الخفـي‪.33»...‬‬ ‫الشـعري الـذي تجتمـع فيـه تفاعيـل البحـور وهـذا مـا‬ ‫وإن كان هـذا القـول لأحـد النقـاد فهـو يؤكـد أنـه‬ ‫يفقـده الجمـال الطبيعـي انسـجاما ليتحـول الخصـم مـن‬ ‫يسـتخدم التلميـح السـاخرويخاطـب بـه العقـول النيـرة‬ ‫هيئـة الاعتـدال فـي بنيـة الأجسـام إلـى وجـود تضـاد وتنافـر‬ ‫التـي تسـتوعب خفايـاه مثلمـا فعـل فـي رسـالة «التربيـع‬ ‫دلالـة علـى افتقـاد الجمـال‪.‬‬ ‫والتدويـر»‪.‬‬ ‫ب‪-‬التصريـح والتجريـح‪ :‬ويكـون قصـد الإصلاح بعد‬ ‫‪ :34‬فتحـي معـوض (أبـوعي�سـى)‪ :‬الفكاهـة فـي الأدب العربـي‪ ،‬مرجـع سـابق‪،‬‬ ‫تبيـان العيـوب وإظهارهـا وقـد قيـل عنـه فـي هـذا أيضـا ‪:‬‬ ‫ص‪.259-261‬‬ ‫«فـايكتفـي فيهـا بالتعريـض‪ ،‬بـل يميـل إلى إظهارالاسـتهزاء‬ ‫‪ :35‬الكاريكاتـور‪ :‬يعنـي فـي اللاتينيـة الرسـم الـذي يغالـي فـي إبـرازالعيـوب‪،‬‬ ‫‪ :31‬يدسـها‪ :‬تعـود علـى حيـل ومقاصـد الجاحـظ التـي يخفيهـا فـي قوالـب‬ ‫وذلـك بالتهويـل فـي إبـرازالسـمات الواضحـة أوالشـاذة‪ .‬راجـع عـادل ثابـت‪،‬‬ ‫هزليـة‪.‬‬ ‫فـن الفكاهـة والسـخرية‪ ،‬مجلـة الهـال‪ ،‬العـدد (‪ ،)01/07/1984‬ص‪.82‬‬ ‫‪ :32‬فتحي معوض (أبوعي�سى)‪ :‬الفكاهة في الأدب العربي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪ :36‬الجفرة‪ :‬جمع جفر‪ ،‬وجفاروهي من ال�شيء وبسطه‪.‬‬ ‫ص‪.259-261‬‬ ‫‪ :37‬رسالة التربيع والتدوير‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص‪.18‬‬ ‫‪ :33‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.260-261‬‬ ‫‪93‬‬

‫‪258‬م ‪ Tioverst‬فـي كتابـه «صـور أخلاقيـة»‪ 39‬ومتأثـرا‬ ‫في هاتين الفقرتين نقف للجاحظ على صورتين‪:‬‬ ‫بأرسطوفي كتابيه» أخلاق نيقوماكوس» و»أخلاق بودي‬ ‫‪-‬الأولى حسية تنحصرفي هيئة الخصم‪.‬‬ ‫مـوس»‪ .‬هـذا التصويـريتجـه إلـى وصـف الأمـور الباطنيـة‬ ‫وأثرهـا فـي المجتمـع فـي خـال تصويـر صاحبهـا فيبعـده‬ ‫‪-‬الثانيـة معنويـة نسـتمدها مـن ادعاءاتـه المتعلقـة‬ ‫الجسـمي وحركاتـه وأقوالـه علـى أن تكـون كل التفاصيـل‬ ‫بالقامـة‪:‬‬ ‫الدقيقـة الخارجيـة معبـرة عـن داخليـة النفـس وبواعـث‬ ‫أفعالهـا‪« ،‬ويتطلـب هـذا التصويـر مقـدرة فنيـة نـادرة‬ ‫ومعنـى هـذا أن فـن السـخرية القائـم علـى التصويـر‬ ‫لانطـواء النفـس‪ ،‬وحتـى تتضـح المعلومـات المسـتعصية‬ ‫الكاريكاتـوري الـذي يقـوم علـى إدراك الحركـة التـي لا‬ ‫دون أن يفطـن أكثـرالنـاس لدلالتهـا وتتألـف مـن مجمـوع‬ ‫تـدرك لأول وهلـة فيضخمهـا ويجعلهـا مرئيـة لـدى كل‬ ‫الخصائـص والسـمات التـي تبيـن نمطـا حيـا مـن النـاس‪،‬‬ ‫النـاس بحيـث تبـدو لنـا متنافـرة الأجـزاء تنافـرا يدنسـها‬ ‫مـن التشـويه (الضحـك جماليـا)‪ ،‬بقـدرمـا يبعدهـا عـن‬ ‫محـددا كل التحديـد لا يشـتبه بغيـره‪.40»...‬‬ ‫الطبيعـة الموجـودة فـي النمـوذج البشـري السـوي بعـدا‬ ‫ولقـد كان الجاحـظ خبيـرا فـي معرفـة طبائـع النـاس‪،‬‬ ‫وأحاسـيس النفـس علـى اختـاف أصحابهـا مـن متملقيـن‬ ‫يفقدهـا التـوازن مـن حيـث ينبغـي أن يكـون النظـام‪.‬‬ ‫ومجامليـن ووصوليـون ومنافقيـن طلبـا لإعجـاب غيرهـم‬ ‫وإضافـة إلـى الوصـف الجسـدي قـدم لنـا صـورة‬ ‫بهم ونذكرعلى سبيل التوضيح والتمثيل قوله هذا واصفا‬ ‫نفسـية معنويـة نلتمسـها فـي ادعاءاتهـا التـي أسـندها إليـه‬ ‫البخـاء فـي روح فكهـة انتقاديـة‪...« :‬وقـد عرفـوا بمذهـب‬ ‫علـى سـبيل الهـزل والسـخرية ودلالـة علـى اتسـاع أفـق‬ ‫اجتماعي اقتصادي‪ ،‬يدعي مذهب «الجمع والمنع» وكانوا‬ ‫لايتبرمـون بالانتسـاب إليـه‪ ،‬بـل إنـه كان عندهـم كالنسـب‬ ‫المخيلـة فـي هـذا الفـن التصويـري الجاحظـي‪.‬‬ ‫يجمـع علـى التحـاب وكالحلـف الـذي يجمـع علـى التناصـر‪،‬‬ ‫‪-1-2‬التصويـر القص�صـي‪ :‬كان الجاحـظ خصـب‬ ‫وكانـوا إذا التقـوا فـي حلقهـم تذاكـروا هـذا الباب وتطاردوه‬ ‫الخيال‪ ،‬يجيد القص ونقل المشاهد بكل تفاصيلها‪ ،‬وقد‬ ‫أدهـش قارئيـه فـي وصـف الحـركات الجسـدية والمشـاعر‬ ‫وتدارسـوه التماسـا للفائـدة واسـتمتاعا بذكـره‪.41»...‬‬ ‫النفسـية ومـن أبـرع تصويـره الح�سـي مـا حـكاه علـى لسـان‬ ‫وفي موضع آخريحلل مظاهروأحوال أهل البصرة وما‬ ‫الحارثـي (أحمـد) فـي كتابـه «البخـاء» مصـورا هيئـة «علـي‬ ‫انطـوت عليـه أحاديثهـم وأحوالهـم وحركاتهـم فيصـور لنـا‬ ‫الأسـواري» وهـويـأكل إذ قـال‪« :‬ومـا ظنكـم برجـل نهـش‬ ‫قصـة دجاجـة أبـوالهذيـل العـاف قائـا‪« :‬كان أبـوالهذيـل‬ ‫بضعـة لحـم تعرقـا‪ ،‬فبلـغ ضرسـه وهـولا يعلـم‪ ،‬وكان إذا‬ ‫أهـدى إلـى موريـس‪ 42‬دجاجـة وكانـت دجاجتـه التي أهداها‬ ‫أكل ذهـب عقلـه‪ ،‬وجحظـت عينـه وسـكروسـدر‪ ،‬وانبهـر‪،‬‬ ‫دون مـا كان يتخـذ لموريـس‪ ،‬ولكنـه بكرمـه وبحسـن خلقـه‬ ‫وتربـد وجهـه‪ ،‬وعصـب ولـم يسـمع ولـم يبصـر‪ ،‬فلمـا رأيـت‬ ‫أظهـر التعجـب مـن سـمنها‪ ،‬وطيـب لحمهـا وكان يعرفـه‬ ‫مـا يعتريـه ومـا يعتـري الطعـام منـه‪ ،‬صـرت لا آذان لـه إلا‬ ‫بالإمسـاك الشـديد‪ ،‬فقـال‪« :‬وكيـف رأيـت يـا أبـا عمـران‬ ‫ونحـن نـأكل التمـروالجـوز والباقلـي (الفـول)‪ ،‬ولـم يفاجنـي‬ ‫تلـك الدجاجـة‪ ،‬قـال‪ :‬كانـت عجبـا مـن العجـب»‪ ،‬فيقـول‬ ‫(يفاجئنـي) قـط وأنـا آكل تمـرا إلا سـتفه سـفا‪ ،‬وحسـاه‬ ‫«وتـدري مـا جنسـها» و «تـدري مـا سـمنها؟» فـإن الدجاجـة‬ ‫حسـوا‪ ،‬وزاد بـه زدوا‪ ،‬ولا وجـده كنيـزا إلا تنـاول القطعـة‬ ‫إنما تطيب بالجنس والسـن وتدري بأي �شـيء كنا نسـميها‬ ‫وفـي أي مـكان كنـا نعلقهـا فـايـزال فـي هـذا‪ ،‬والآخريضحك‬ ‫كجمجمـة الثـور»‪38.‬‬ ‫لقد حاول الجاحظ تقديم سخرية علاجية لبعض‬ ‫ضحـكا نعرفـه نحـن ولا يعرفـه أبـوالهذيـل‪43..»...‬‬ ‫الآفات والسـلوكات غيرالطبيعية فهوحين جاء بسلسـلة‬ ‫مـن الأفعـال الماضيـة فيمـا سـلف وصفـه حيـن قـال‪« :‬كان‬ ‫‪ :39‬تيوفراست‪ :‬كاتب يوناني توفي حوالي ‪238‬م‪ ،‬في كتابه صور أخلاقية‬ ‫إذا أكل ذهـب عقلـه‪ ،‬وجحظـت عينـاه وسـكر وسـدر‪...‬‬ ‫الـذي ألفـه فـي سـن التاسـعة والتسـعين‪ ،‬ومضمـون الكاتـب ينطـوي علـى‬ ‫إلـخ»‪ ،‬أراد تنبيـه القـارئ والموصـوف إلـى مـا يسـلكه مـن‬ ‫موضوعـات عديـدة مـع العلـم أن الكتـاب وصلنـا محرفـا ناقصـا‪.‬‬ ‫سـلوك جانـح قصـد تصحيحـه وتجـاوزه‪.‬‬ ‫‪ :40‬محمد غنيمي هلال‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.49‬‬ ‫‪-1-3‬فـن التصويـر النف�سـي‪ :‬اشـتهر الجاحـظ بهـذا‬ ‫التصويـر فـي أدبـه السـاخر وشـبهته الدراسـات النقديـة‬ ‫‪ :41‬الجاحظ عمربن محبوب‪ :‬البخلاء‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص‪.29‬‬ ‫إلـى التصويـرالكاتـب اليونانـي تيوفراسـت‪ ،‬توفـي حوالـي‬ ‫‪ :42‬الجاحظ‪ :‬الحيوان‪ ،‬مصدرسبق ذكره‪ ،‬ج‪( ،5‬طبعة لجنة التأليف‬ ‫‪ :38‬رابـح ( العوبـي)‪ :‬فـن السـخرية فـي أدب الجاحـظ‪« ،‬ط‪ (،1‬ديـوان‬ ‫والترجمة والنشر‪ ،)1925 ،‬ص‪.39-127‬‬ ‫المطبوعـات الجامعيـة‪،)1990 ،‬ص‪.109‬‬ ‫‪ :43‬الجاحظ‪ :‬الحيوان‪ ،‬ص‪.39-127‬‬ ‫‪94‬‬

‫‪ -‬الجاحـظ‪ ،‬الحيـوان‪ ،‬تحقيـق عبـد السـام هـارون‪،‬‬ ‫خاتمة‪:‬‬ ‫ج‪( 3‬مصـر‪ ،‬مكتبـة الخانجـي‪.)1965 ،‬‬ ‫لايمكننا إيجازعبقرية الجاحظ في بضع صفحات‪،‬‬ ‫‪-‬الجاحـظ‪ :‬رسـالة التربيـع والتدويـر‪ :‬تحقيـق فـوزي‬ ‫ولافي مقال بسـيط كهذا ولكننا نجزم ومن كل ما ذكرناه‬ ‫عطـوي‪ ،‬بيـروت الشـركة اللبنانيـة للكتـاب‪.1969 ،‬‬ ‫سـابقا‪ ،‬أن الجاحـظ خيـر جامـع بيـن القيـد والحريـة‬ ‫‪ -2‬المراجع‪:‬‬ ‫فـي فكـره المعتزلـي المتشـبع بالديـن الإسـامي‪ ،‬إذ يعتبـر‬ ‫الجاحـظ عالمـا مـن علمـاء الـكلام‪ ،‬وبذلـك كان لازمـا عليـه‬ ‫‪-‬أميـن (أحمـد)‪ :‬ضحـى الإسـام‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪( 9‬مصـر‪،‬‬ ‫أن يأخـذ بالقـرآن الكريـم الـذي يصفـه بالعبـارات التاليـة‪:‬‬ ‫مكتبـة النهضـة المصريـة‪ ،‬القاهـرة‪.)1977 ،‬‬ ‫«حجة على الملحد وتبيان للموحد‪ ،‬قائم بالحلال المنزل‪،‬‬ ‫والحـرام المفصـل وفاصـل بيـن الحـق والباطـل‪ ،‬وحاكـم‬ ‫‪ -‬أميـن (أحمـد)‪ :‬فيـض الخاطـر‪ ،‬ج‪( ،4‬القاهـرة لجنـة‬ ‫يرجـع إليـه العالـم والجاهـل‪ ،»...‬والسـنة النبويـة إذ اعتبـر‬ ‫التأليـف والترجمـة والنشـر‪.)1943 ،‬‬ ‫ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم دلائل على صدق‬ ‫القـرآن‪ ،‬وقـد خصـص لهـا كتـاب «حجـج النبـوة» الـذي‬ ‫‪ -‬ابـن أبـي يعلـى (أبـو الحسـن محمـد)‪ :‬طبقـات‬ ‫يقـول فيـه‪« :‬فـإذا نزلـت الأخبـارمنازلهـا وقسـماتها ذكـرت‬ ‫الحنابلـة‪ ،‬تحقيـق محمـد حامـد الفقـي‪ ،‬ج‪( 1‬بيـروت دار‬ ‫حجـج الرسـول صلـى الله عليـه وسـلم ودلائلـه وشـرائعه‬ ‫وسـننه»‪ .‬ولشـدة تأثـره بعلـم الـكلام وبفلسـفة المعتزلـة‪،‬‬ ‫المعرفـة‪ ،‬بـا تاريـخ)‪.‬‬ ‫حـاول التوفيـق بيـن العقـل والأصـل المنقـول‪ ،‬وقـد قـال فـي‬ ‫‪ -‬العكـري الدمشـقي (عبـد الحـي بـن أحمـد)‪ :‬شـذرات‬ ‫هذا‪« :‬لولامكان المتكلمين لهلكت العوام من جميع الأمم‬ ‫الذهـب فـي أخبـار مـن ذهـب‪ ،‬ج‪( 1‬بيـروت‪ ،‬دار الكتـب‬ ‫ولـولا المعتزلـة لهلكـت العـوام فـي جميـع النحـل‪.»...‬‬ ‫العلميـة‪ ،‬بـا تاريـخ)‪.‬‬ ‫ويعد الجاحظ فعلاخيرأديب‪ ،‬وخيرمؤسس لعلم‬ ‫‪ -‬جميـل (جبـر)‪ :‬الجاحـظ فـي حياتـه وأدبـه وفكـره‪،‬‬ ‫الجمـال الإسـامي وإن لـم يعتـرف الغـرب بذلـك‪ .‬ولـم يتـرك‬ ‫(بيـروت‪ ،‬دارالكتـاب اللبنانـي للطباعـة والنشـر‪1968 ،‬‬ ‫القلـم وهـوفـي مـرض موتـه‪ ،‬بـل كان لـه عونـا علـى علتـه‬ ‫‪ -‬حنـا (الفاخـوري)‪ :‬الجاحـظ‪ :‬سلسـلة نوابـغ الفكـر‬ ‫بعدمـا أصيـب فـي أواخـرحياتـه بالفالـج الـذي شـل نصفـه‬ ‫الأيسـر‪ ،‬والنقـرس الـذي أصـاب نصفـه الأيمـن‪ ،‬وقـد‬ ‫العربـي‪ ،‬العـدد رقـم ‪( ،2‬مصـر‪ ،‬دارالمعـارف‪.)1965،‬‬ ‫وصـف علتـه للطبيـب فقـال‪« :‬اصطلحـت الأضـداد علـى‬ ‫‪ -‬رابـح (العوبـي)‪ :‬فـن السـخرية فـي أدب الجاحـظ‪،‬‬ ‫جسـدي إن أكلـت بـاردا أخـذ برجلـي‪ ،‬وإن أكلـت حـارا أخـذ‬ ‫ط‪( ،1‬ديـوان المطبوعـات الجامعيـة‪.)1990 ،‬‬ ‫برأ�سـي»‪.44‬‬ ‫‪ -‬شـفيق (جبـري)‪ :‬الجاحـظ معلـم العقـل والأدب‪،‬‬ ‫قائمة المصادروالمراجع‪:‬‬ ‫(دار المعـارف بمصـر‪.)1948 ،‬‬ ‫‪ -‬شـوقي (ضيـف)‪ ،‬العصـرالعبا�سـي الثانـي (سلسـلة‬ ‫‪ -1‬المصادر‪:‬‬ ‫تواريـخ الأدب العربـي) العـدد رقـم ‪ ،04‬ط‪( ،2‬مصـر‪ ،‬دار‬ ‫‪-‬الجاحـظ (أبـو عثمـان)‪ :‬آثـار الجاحـظ‪ ،‬رسـالة‬ ‫القيـان‪ ،‬تحقيـق عمـر أبـو النصـر‪( ،‬بيـروت‪ ،‬مطبعـة‬ ‫المعـارف‪.)1995 ،‬‬ ‫‪ -‬طـه (الحاجـري)‪ :‬الجاحـظ‪ ،‬حياتـه وآثـاره‪ ،‬ط‪2‬‬ ‫النجـوى‪.)1969 ،‬‬ ‫‪-‬الجاحـظ‪ ،‬البيـان والتبييـن‪ ،‬تحقيـق عبـد السـام‬ ‫(القاهـرة‪ ،‬دار المعـارف‪.)1969 ،‬‬ ‫محمد هارون‪ ،‬ج‪( ،1‬بيروت‪ ،‬دارالفكرللجميع‪.)1968 ،‬‬ ‫‪ -‬فتحـي معـوض (أبـو عي�سـى)‪ :‬الفكاهـة فـي الأدب‬ ‫‪ -‬الجاحـظ (أبـوعثمـان)‪ :‬ثـاث رسـائل‪ ،‬ط‪ ،2‬المطبعـة‬ ‫العربي إلى نهاية القرن الثالث الهجري‪ ،‬دراسات ووثائق‪،‬‬ ‫(الشـركة الوطنيـة للنشـر والتوزيـع‪ ،‬الجزائـر‪.)1970،‬‬ ‫السلفية‪ ،‬نشريوشع فنكل‪1382،‬ه‪.‬‬ ‫‪ -‬ياقـوت الرومـي (يعقـوب)‪ :‬معجـم الأدبـاء (القاهـرة‪،‬‬ ‫‪-‬الجاحـظ‪ ،‬آثـارالجاحـظ‪ ،‬تحقيـق عمـرأبـوالنصـر‪،‬‬ ‫مطبوعـات دار المأمـون) الطبعـة الأخيـرة بـدون تاريـخ‪،‬‬ ‫(بيـروت‪ ،‬مطبعـة النجـوى‪.)1969،‬‬ ‫الجـزء ‪.16‬‬ ‫المجلات والدوريات‪:‬‬ ‫‪ :44‬ابن أبي يعلى (أبوالحسـن محمد)‪ :‬طبقات الحنابلة‪ ،‬تحقيق محمد‬ ‫‪ -‬عـادل ثابـت‪ ،‬فـن الفكاهـة والسـخرية‪ ،‬مجلـة الهـال‪،‬‬ ‫حامد الفقي (بيروت دارالمعرفة‪ ،‬بلا تاريخ)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.122‬‬ ‫العـدد (‪.)01/07/1984‬‬ ‫‪95‬‬

‫أطروحات ورسائل‬ ‫‪96‬‬

‫بهـذه اولإمذثاابـكاةنـأيتضدـ ًلاا‪،‬لـفةـإالنألالفـمارَّكـظ ببهـمذنهه امـلماثابـ–ةو‪،‬هـواولتتععــااررضض‬ ‫تقرير حول أطروحة في موضوع‪:‬‬ ‫دلالات الألفـاظ – تتولـد منـه أهميـة علميـة عظيمـة‪.‬‬ ‫تعارض مقتضى دلالات الألفاظ عند‬ ‫الأصوليين‪ ،‬نماذج مختارة‬ ‫الجديد في هذا البحث‪:‬‬ ‫إعداد الباحث‪ :‬محمد ركراكي‬ ‫تبـرز أهـم الأعمـال التـي أنجزتهـا فـي هـذا البحـث علـى‬ ‫تمت مناقشة هذه الأطروحة في رحاب كلية الآداب‬ ‫الشـكل الآتـي‪:‬‬ ‫والعلـوم الإنسـانية سـايس‪ ،‬جامعـة سـيدي محمـد بـن‬ ‫عبـد الله – فـاس‪ ،‬بتـارخ ‪ 28‬فبرايـر ‪ ،2018‬ونـال صاحبهـا‬ ‫أولا– جمـع الصـور التـي يوجـد فيهـا تعـارض فـي‬ ‫تقديـرا بميـزة مشـرف جـدا‪ .‬وقـد تكونـت لجنـة المناقشـة‬ ‫دلالات الألفـاظ عنـد الأصولييـن وغيرهـم وحصرهـا‪.‬‬ ‫مـن السـادة الأسـاتذة‪ :‬د‪ .‬عبـد الله غازيـوي‪ ،‬ود‪ .‬عمـر‬ ‫ومبا ثحـانثيـاتق–سـتيقم ًاسـيعلمميـهًـاذيتهناالسـصـبورو إطلـبىي أعـبـةواهـبذهوافلصـصـوورل‬ ‫جديـة‪ ،‬ود‪ .‬عبـد الله معصـر‪ ،‬ود‪ .‬عبـد العزيـزاليعكوبـي‪،‬‬ ‫العلميـة مـن حيـث لـم شـتاتها ووحـدة موضوعهـا‪.‬‬ ‫ود‪ .‬ابـا سـيدي أمرانـي علـوي‪.‬‬ ‫ثالثـا ‪ -‬دراسـة كل صـورة منهـا بإيضـاح صـورة‬ ‫التعـارض والخـاف فيهـا عنـد أهـل العلـم مـع الاسـتدلال‬ ‫مدخل‪:‬‬ ‫والترجيـح‪.‬‬ ‫مـن أعظـم مـا يقـع فيـه تعـارض الأدلـة الشـرعية؛‬ ‫رابعا – ذكربعض الأمثلة التطبيقية لكل صورة‪.‬‬ ‫دلالـة ألفاظهـا‪ ،‬فهـي منـاط الاسـتنباط الدقيـق للحكـم‬ ‫وقـد اعتمـدت فـي دراسـة المسـألة الواحـدة منهجـا‬ ‫يقـوم علـى الخطـوات الآتيـة‪:‬‬ ‫‪ – 1‬اختيارعنوان للمسألة‪.‬‬ ‫‪ – 2‬تصويـر المسـألة وإيضاحهـا وبيـان المـراد منهـا‬ ‫الشـرعي‪ ،‬والتعـارض فـي دلالاتهـا موجـود لسـعة اللغـة‬ ‫وذكـرمثـال لهـا دون دفـع التعـارض فيـه‪.‬‬ ‫وشـمولها‪ .‬وذلـك مـا أعطـى للموضـوع قيمتـه‪ .‬يحتاجـه‬ ‫الأصولـي للترجيـح عنـد التعـارض بيـن الحقيقـة والمجـاز‪،‬‬ ‫‪ – 3‬تحريـرمحـل النـزاع فيـه إن وجـد ببيـان المتفـق‬ ‫وبيـن الخـاص والعـام‪ ،‬وبيـن الإفـراد والاشـتراك‪ ،‬وبيـن‬ ‫عليـه مـن صـوره وتوثيقـه‪ ،‬ومـن ثـ َّم تحديـد المتنـازع فيـه‪.‬‬ ‫التقييـد والإطـاق‪ ،‬وبيـن التأخيـروالتقديـم‪ ،‬والتأسـيس‬ ‫‪ – 4‬ذكـر الخـاف فـي المختلـف فيـه باسـتقصاء‬ ‫والتأكيـد وبيـن منطـوق الـكلام ومفهومـه وغيرهـا لقصـور‬ ‫الأقـوال‪ ،‬ونسـبة كل قـول وأدلتـه حسـب المنهـج الآتـي‪:‬‬ ‫العقـل البشـري وقلـة علمـه واطلاعـه ﴿ومـا أوتيتـم مـن‬ ‫أ ‪ -‬أبـدأ غالبـا بالقـول الراجـح عنـدي الـذي ثبـت‬ ‫العلـم إلا قليـا﴾‪.‬‬ ‫رجحانـه مـن خـال دراسـة المسـألة‪ ،‬أوأشـيرإلـى الأصـوب‬ ‫تتجلى الأهمية الكبرى لهذا البحث – في نظري – في‬ ‫افذللِـففْقكقـهأههنمـواأدلجطاِّللرهياــاقت‪،‬‬ ‫كونـه يبحـث فـي تعـارض دلالات الألفـاظ‪،‬‬ ‫فـي نظـري‬ ‫الألفـاظ مـن أهـم مباحـث علـم أصـول‬ ‫ب ‪ -‬أعقبه بالأقوال الأخرى‪.‬‬ ‫لأنهـا اللغـة التـي جـاء بهـا القـرآن والسـنة؛‬ ‫جـ ‪ -‬إذا كانـت المسـألة مشـهورة قـد كثـر إيرادهـا‬ ‫فهمهمـا‪ ،‬كمـا أن هـذه الألفـاظ هـي منـاط الاسـتنباط‬ ‫أوردهـا بنسـبتها إلـى المذاهـب‪ ،‬أمـا إن كانـت مسـألة‬ ‫الدقيق للحكم الشرعي‪ ،‬بل إن إدراك الأحكام من الأدلة‬ ‫مغمـورة لـم يذكرهـا إلا القليـل مـن الأصولييـن – وهـوفـي‬ ‫البحـث كثيـر – فأنسـبها إلـى الذاكريـن لهـا‪.‬‬ ‫د – أقرن بكل قول أدلته التي استدل بها قائلوه‪.‬‬ ‫– وهـو المقصـود الأعظـم منهـا – يكـون بمعرفـة ألفـاظ‬ ‫الأدلـة ودلالاتهـا كمـا يقـول الشـاطبي‪« :‬الاعتنـاء بالمعانـي‬ ‫إذا‬ ‫دليـل‬ ‫كل‬ ‫مـن‬ ‫الدلالـة‬ ‫أحـرص علـى ذكـروجـه‬ ‫نهـصـ ً‪-‬ا‬ ‫المبثوثـة فـي الخطـاب هـوالمقصـود الأعظـم»‪.‬‬ ‫مـن الكتـاب أوالسـنة‪.‬‬ ‫كان‬ ‫وكثيرمن أسباب اختلاف العلماء في الأحكام‬ ‫‪ – 5‬أذكرالراجح في المسألة‪.‬‬ ‫مر ُّدها‬ ‫‪ – 6‬أورد المناقشة لأدلة القول المرجوح‪.‬‬ ‫تيميـة‬ ‫إرلـحىماـهختالللاهفبهـقموفلــيه‪:‬د«لاولهـاذتاابـلاألبفـاواظسـالعتـيجـود ًاصلافيهـاحايـبـنط‬ ‫المثـال‪7‬الـ‪ -‬أذديفـعصـا َّلدترعـاتربـهضالممـسـنألخـة‪.‬ال دراسـة المسـألة عـن‬ ‫بـه إلا‬ ‫الله»‪.‬‬ ‫‪97‬‬

‫أشـاروا فـي ثنايـا كتبهـم إلـى قضيـة الترجيـح بيـن دلالات‬ ‫‪ –8‬أذكـرأمثلـة أخـرى لأدلـة متعارضـة فـي صـورة‬ ‫مقتضيـات الألفـاظ‪ ،‬أو أبانـوا فـي طيـات مؤلفاتهـم عـن‬ ‫المسـألة – بقـدرالاسـتطاعة – مـع النقـل عـن المفسـرين‬ ‫نباهتهـم وقدراتهـم العاليـة فـي فهـم الأدلـة‪ ،‬واقتبـاس‬ ‫فـي الآيـات والمحدثيـن فـي الأحاديـث فـي كيفيـة دفعهـم‬ ‫الأحـكام مـن منطـوق الألفـاظ ومفهومهـا‪ ،‬وتخصيـص مـا‬ ‫لتعارضهـا‪ ،‬وتطبيـق مـا درس فـي المسـألة الأصوليـة علـى‬ ‫ينبغـي تخصيصـه‪ ،‬وتعميـم مـا ينبغـي تعميمـه‪ ،‬وإطـاق مـا‬ ‫يقت�ضي المقام إطلاقه‪ ،‬وتقييد ما يتعين تقييده‪ ،‬وبرعوا‬ ‫أقـوال الفقهـاء فـي المسـألة الممثـل بهـا‪.‬‬ ‫فـي الترجيـح عنـد التعـارض‪ .‬فقدمـوا بذلـك خدمـة للديـن‬ ‫خطة البحث‪:‬‬ ‫قـل نظيرهـا‪ .‬فجازاهـم الله عنـا خيـرالجـزاء‪.‬‬ ‫يتض ّمـن البحـث مقدمـة تناولـت توضيحـا لعنـوان‬ ‫الصعوبات التي واجهتني في إنجازالبحث‪:‬‬ ‫الأطروحـة وخمسـة أبـواب وخاتمـة‪:‬‬ ‫‪ _1‬صعوبة العثور على بعض المراجع‪.‬‬ ‫البـاب الأول‪ :‬تعـارض مقت�ضـى دلالات الألفـاظ‬ ‫‪ _2‬كثـرة مـن ألـف فـي الموضـوع ممـا جعـل عمليـة‬ ‫باعتبـار القيـد وعدمـه‪ ،‬تطرقـت فيـه لتعريـف للمطلـق‬ ‫الانتقـاء والتمحيـص أمـرا فـي غايـة الصعوبـة‬ ‫والمقيـد‪ ،‬وأوجـه التعـارض بينهـا‬ ‫‪ _3‬غنـاء الموضـوع تطلـب منـي بحثـا وتصنيفـا‬ ‫الفصـل الأول‪ :‬أحـوال الألفـاظ باعتبـار حصـول‬ ‫وتمحيصـا للأقـوال والمضاميـن‪.‬‬ ‫الخلـل فـي فهمهـا وحصـر صـور التعـارض بينهـا ووجـه‬ ‫الحصــر‪ .‬أثـرت فيـه التعريـف بأحـوال الألفـاظ وأوجـه‬ ‫‪ _4‬ضبـط الأحاديـث باجتنـاب الضعيـف وتق�صـي‬ ‫الصحيـح‬ ‫التعـارض بينهـا‬ ‫البـاب الثالـث‪ :‬تعـارض مقت�ضـى دلالـة الألفـاظ‬ ‫‪ _5‬عـزو الأقـوال لأصحابهـا وذلـك لكثـرت المراجـع‬ ‫باعتبـار طـرق دلالتهـا علـى الأحـكام‪ ،‬شـمل وجهـة نظـر‬ ‫والمصـادرالتـي تضمنهـا البحـث‬ ‫الجمهـور والأحنـاف‪ ،‬ونظرتهـم لطـرق دلالـة الألفـاظ عـل‬ ‫مـع كل هـذه الصعوبـات يجـد الباحـث لـذة فـي‬ ‫الأحـكام‪ ،‬وأوجـه التعـارض بينهـا‪.‬‬ ‫التنقيـب والبحـث وسـعادة عندمـا يتوصـل للمـراد‪.‬‬ ‫الباب الرابع‪ :‬التعارض بين الألفاظ باعتباروضوح‬ ‫الدلالـة وعدمـه‪ ،‬مثـل سـابقه رأي الجمهـور والحنفيـة‬ ‫أهــم خلاصــات ونتائــج البحــث‬ ‫لوضـوح الدلالـة وعدمـه‪ ،‬وأوجـه التعـارض بينهـا‬ ‫وآفاقــه‪:‬‬ ‫البـاب الخامـس‪ :‬التعـارض بيـن الألفـاظ باعتبـار‬ ‫أولا‪ :‬نتائج البحث وثمراته‬ ‫الاسـتعمال تناولـت فيـه تعريـف الحقيقـة والمجـازوأوجـه‬ ‫التعـارض بينهـا وهـذا لا يلغـي حـدة الاختـاف فـي غيرهـا‪،‬‬ ‫بعـد أن جلـت فـي ريـاض تعـارض دلالات الألفـاظ‪،‬‬ ‫كتعـارض مقت�ضـى دلالـة الألفـاظ علـى المعانـي كتعـارض‬ ‫انـوالسولجـعستسمـأنب‪،‬يطفشلاـ ًايا‪.‬قبـكبتهنـتعـزتدربرتيـهـجمـعيذاأنحـ ًزياكالهـ‪،‬ـقاهروغأهتـق‪،‬ـهصـفدفرتجرمًهـافتـ‪،‬أديمـونبتًهالـأحـلأرنتهخـأمـرنالتجنيـبخـهمـمعذبيوهنـمامـلهحننيتعائكذطــبـ ًالهج‬ ‫دلالة الألفاظ باعتباردلالة اللفظ على المسـمى‪ .‬وتعارض‬ ‫والثمـرات‪.‬‬ ‫دلالـة الألفـاظ باعتبـارتعـدد المعنـى وعدمــــه‪ .‬وتعـارض‬ ‫‪ – 1‬أن علم تعارض دلالات الألفاظ علم له أهمية‬ ‫دلالـة الألفـاظ باعتبـارأثـراللفـظ علـى المعنـى‪ .‬والتعـارض‬ ‫عظيمة للمجتهد الناظرفي الأدلة الشرعية‪.‬‬ ‫بيـن الألفـاظ باعتبـارالاسـتغراق والحصـركالتعـارض بيـن‬ ‫االلَـت َلعَـكـارة الضفقواهليـتةرجوايـل ُّحد ْرَبمــةنعألـعى اظـلنمظـمـرا‬ ‫‪ – 2‬أن علـم‬ ‫العامــين وتعـارض بيـن الخاصيـن والتعـارض بيـن العـام‬ ‫فـي طالـب العلـم‬ ‫يربـي‬ ‫والاسـتدلال وممارسـة الاسـتنباط مـن الأدلـة ليخـرج‬ ‫والخـاص‪ .‬وقـد جمعتهـا فـي بحـث سأنشـره لاحقـا بـإذن الله تعالـى‪.‬‬ ‫بذلـك مـن الجمـود والتقليـد إلـى النظـر والاجتهـاد‪.‬‬ ‫ذلـك أن صـور التعـارض تـكاد تشـمل كل أبـواب الفقـه‪ ،‬فحصرهـا‬ ‫‪ – 3‬أن أهل المذاهب الأصولية المعتبرة – الحنفية‪،‬‬ ‫والمالكيـة‪ ،‬والشـافعية‪ ،‬والحنابلـة – يتباينـون كثيـرا فـي‬ ‫ضـرب مـن الوهـم‪.‬‬ ‫عـرض أحـكام التعـارض والترجيـح‪ ،‬وذكـرصـور التعـارض‬ ‫لهذه الأسـباب وتفاديا للإطالة وتوخيا لمزيد الإفادة‬ ‫اقتصرت على الأبواب الخمسة في هذا البحث‪.‬‬ ‫وإنـي لا أزعـم أنـي كتبـت أوأكتـب فـي هـذا الموضـوع‬ ‫وحـدي‪ ،‬فقـد سـبقني إليـه جلـة مـن العلمـاء الأفـذاذ فـي‬ ‫مختلـف المذاهـب ممـن تناولـوا الموضـوع وكتبـوا فيـه‪ ،‬أو‬ ‫‪98‬‬

‫‪ – 13‬أن طـرق دلالـة اللفـظ علـى الأحـكام الشـرعية‬ ‫وطـرق دفعهـا‪ .‬وهـذا التبايـن إنمـا هـوباعتبـارالاختصـاص‬ ‫تتنـوع إلـى أنـواع كثيرة‪.‬‬ ‫والإسـهاب‪.‬‬ ‫مـن‬ ‫أيضـ ًا‬ ‫يتباينـون‬ ‫المذاهـب‬ ‫فـي‬ ‫المؤلفيـن‬ ‫‪ – 4‬أن‬ ‫‪ – 14‬أن الترجيح بين الدليلين تقوية لأحدهما على‬ ‫حيـث اهتمامهـم بعـرض مسـائل التعـارض والترجيـح‪.‬‬ ‫الآخـرباعتبـارمـا يقتـرن بـه مـن المرجحـات سـوا ًء فـي نفسـه‬ ‫فبعضهـم يعـرض للبـاب بذكـرقواعـد الترجيـح‪ ،‬ثـم‬ ‫يذكـربعـض صـور التعـارض‪ ،‬كالغزالـي فـي «المسـتصفى»‪،‬‬ ‫أومـن خارجـه‪.‬‬ ‫وابـن قدامـة فـي «روضـة الناظـر»‪.‬‬ ‫‪ – 15‬أن عمـل المجتهـد الناظـرفـي الأدلـة المتعارضـة‬ ‫حتى أوبضعحضتهمم يساجئدلفايلاتلعااسرتيضفاوءالتوارلتجيقح�تصأي بخقذدحريإ ًزماككانبيه ًرا‪،‬‬ ‫هوإظهارقوة في أحد المتعارضين ليعمل به ويطرح الآخر‪.‬‬ ‫مـن كتابـه‪ ،‬كالآمـدي فـي «الإحـكام فـي أصـول الأحـكام»‬ ‫عـن إم‪67‬ك‪11‬انيـ––ةأأ اننلاالجلمتتمـرععِّيـجبييننحأهوومـلااا‪،‬جعلنـأبندبيتفعنيــااهلرإأدعلضمـةا‪.‬اللدلليهليـمـان اجلبميحـعـ ًا‪.‬ث‬ ‫والصفـي الهنـدي فـي «نهايـة الوصـول»‪ ،‬والمـرداوي فـي‬ ‫«مختصـرالتحريـر»‪ ،‬وشـرحه «التحبيـر»‪ ،‬وابـن النجـارفـي‬ ‫فـإن لـم يمكـن ذلـك‪ ،‬فالترجيـح بينهمـا‪.‬‬ ‫ثانيــا‪ :‬النتائــج والثمــرات العامــة‬ ‫«شـرح الكوكـب المنيـر»‪.‬‬ ‫ترجـع ف‪5‬ـي–أ أصنواللمهـارإلـجىحـاَغ َل َتبـةمتالعـظدـدنة‪،‬غفيـكرلممـاحغلـصـوبرةع‪،‬لـىغيـالرأظـنهـان‬ ‫للبحــث‬ ‫فوايـلهف أوا‪1‬ئـند–كاثليـظأ ًهرـاصرملــوليينـمـةك‪،‬نتـوخـبخاالصلعلوـالمبصـ ًااحلـتفشثـاارلسمعـينيرهـامجللياقـلئــرآةذنبياالالتقكوخاريـذعـتـم‪،‬ده‬ ‫قـوة دلويَـغ َل َلبـةعلـالى آظـخـنرهـقـذدهمتـعدليرـهك‪.‬بمعرفـة أحـكام كل الأدلـة‬ ‫وشـروح السـنة النبويـة المطهـرة‪.‬‬ ‫لاملعرضفـعـة وف اجـلوتـهيابلهـقـا توةؤ َّفخـيهـرا‪،‬ووالذلتــيكبهفــايتقـسـنددم‪،‬هاومومعترنهفــا‪.‬ة وجـوه‬ ‫‪ – 6‬أن مرجحات الدلالات اللفظية كثيرة ومتعددة‬ ‫والأصوليـون بحاجـة إلـى هـذه القواعـد والفوائـد‬ ‫بحسـب تعـدد أنـواع هـذه الـدلالات‪ ،‬غيـر أنـه يمكـن‬ ‫الأصوليـة‪ ،‬لأنهـا صـادرة مـن علمـاء السـلف الذيـن‪ ،‬وإن‬ ‫حصرهـا بقواعـد عامـة للترجيـح تنتظـم تحـت لوائهـا‪.‬‬ ‫كان لـكل واحـد منهـا عنايـة خاصـة بفـن معيـن‪ ،‬غيـرأن‬ ‫الشـمولية ديدنهـم والإحاطـة منهجهـم‪.‬‬ ‫مـع مـا فـي هـذه المواضـع مـن فوائـد جمـة مـن ربطهـا‬ ‫‪ – 7‬أن كتـب أصـول الفقـه وبشـكل عـام تعانـي مـن‬ ‫شـح المثـال لتعـارض الـدلالات اللفظيـة‪ ،‬بـل إن القليـل‬ ‫ابأسـصتودللهاـال ًامـوتنماثليـكتًـا‪.‬اب الكريـم والسـنة النبويـة المطهـرة‬ ‫منهـا مـن يصحبـه مثالـه‪.‬‬ ‫‪ – 8‬أن التعـارض تقابـل الدليليـن الوارديـن فـي‬ ‫وكتـب التفسـيروشـروح السـنة‪ ،‬وإن كانـت متفاوتـة‬ ‫مسألة واحدة ينتج عنه منع كل واحد منهما لنفوذ الآخر‬ ‫إلا أن‬ ‫ودراسـتها‪،‬‬ ‫فـكيثيـا ًرلاامهنتهـامـافميـهبالغـتأزارصةيـعللمويـذةكـأرصمولسـيـائةللها‬ ‫وإمضائـه‪ ،‬سـوا ًء سـمي التعـارض أم التعـادل‪.‬‬ ‫تـدرس‬ ‫يحسـن أن‬ ‫‪ – 9‬أن الأدلـة الشـرعية لا يمكـن أن تتعـارض فـي‬ ‫القواعد‬ ‫اولاملفساوئائـلدا ِللَـأاصتمو ِّلث ُيلـةهبمـمعن ثزـلورعةماعلفيميـهةذاهلاالهتكتمـابممبهـان‬ ‫قليـل‪.‬‬ ‫حقيقتهـا‪ ،‬وإنمـا يقـع الاجتهـاد فـي نظـرالمجتهديـن لأسـباب‬ ‫تعـرض لهـم‪ ،‬كقصـور فهـم المجتهـد‪ ،‬ولخفـاء المرجـح‪ ،‬أو‬ ‫والـذي أراه بهـذا الخصـوص أن تقـوم الأقسـام‬ ‫لعـدم مقـدرة المجتهـد فـي الجمـع بيـن الدليليـن‪.‬‬ ‫العلميـة الأصوليـة بجـرد هـذه الكتـب واسـتخراج دررهـا‬ ‫ودراستها‪ ،‬سوا ًء عن طريق البحوث الأكاديمية والرسائل‬ ‫‪ – 10‬أن الدليـل القطعـي يعـارض الدليـل القطعـي‬ ‫والظنـي‪ ،‬ولا يعـارض الظنـي القطعـي‪.‬‬ ‫العلمية‪ ،‬أوالبحوث الطلابية‪ ،‬أوغيرها مما تراه الأقسام‬ ‫‪ – 11‬أن الدليليـن لا يتعارضـان إلا أن يـؤدي‬ ‫العلميـة وفـق خطـة توضـع لهـذا الغـرض‪.‬‬ ‫الاحتجـاج بواحـد منهـا إلـى نقيـض مقت�ضـى الآخـرأويكونـا‬ ‫متساويين من حيث قوة الثبوت وقوة الدلالة والعدد‪ ،‬أو‬ ‫‪ – 2‬مـع كثـرة السـاعات الدراسـية لعلـم أصـول‬ ‫يكـون تقابلهمـا فـي محـل واحـد ووقـت واحـد‪.‬‬ ‫الفقه في كليات الشـريعة بالجامعات‪ ،‬إلاأن الذي يظهر‬ ‫‪ – 12‬أن الدلالـة الوضعيـة اللفظيـة هـي الدلالـة‬ ‫أن هـذه السـعات لـم تـؤد الـدور العلمـي الـذي مـن أجلـه‬ ‫المقصـودة عنـد الأصولييـن‪ ،‬إذ هـي وسـيلة فهـم المـراد مـن‬ ‫الخطـاب‪.‬‬ ‫وضعـت‪ ،‬وهـو التربيـة العلميـة الأصوليـة للطالـب‪.‬‬ ‫‪99‬‬

‫‪ – 4‬ممـا أراه أيضـ ًا أن تجـد أقسـام أصـول الفقـه‬ ‫إنـه ومـن خـال النظـرة المتأنيـة أدرك أننـا بحاجـة‬ ‫ابلاملكسـلايئالتالالنظشرريعةيبة فحثي ًاالوبدحراوسـثةالوتتبطقبىي اقليفةا‪،‬ئفدلةقمدنهأا بشإبنعزالت‬ ‫شـديدة لدراسـة المنهـج‪ ،‬وطريقـة التدريـس ليكـون ذا أثـر‬ ‫هـذه القواعـد الأصوليـة إلـى واقـع وميـدان فهـم الكتـاب‬ ‫والسـنة ببحـوث تطبيقيـة علـى القـرآن الكريـم وكتـب‬ ‫فاعـل علـى طـاب العلـم‪.‬‬ ‫السـنة النبويـة المطهـرة‪.‬‬ ‫فالانطـاق بالطالـب إلـى أمثلـة حيـة مثمـرة‪،‬‬ ‫‪ – 5‬ويتأكـد يومـ ًا بعـد يـوم ضـرورة تسـهيل علـم‬ ‫اولـإَـ َلشَـكـغةالاهلفباقلمهفيـيـةد‪،‬‬ ‫واسـتبعاد مـا لا ثمـرة لـه مـن المسـائل‪،‬‬ ‫أصـول الفقـه بأسـلوب علمـي مناسـب للعصـر‪ ،‬يقـرب بين‬ ‫منهـا‪ ،‬وتربيتـه علـى الدراسـة‪ ،‬وتنميـة‬ ‫يـدي طلبـة العلـم‪ ،‬ينطلـق منـه المتخصصـون‪ ،‬ويكتفـي‬ ‫واقتطـاع جـزء مـن سـاعات مـادة أصـول الفقـه التـي‬ ‫بـه غيرهـم‪ ،‬يعتمـد فيـه علـى الوحييـن بأمثلتهمـا‪ ،‬وتـدرس‬ ‫تعـرض منهـا مسـائله إلـى اسـتغلال بعـض هـذه السـاعات‬ ‫نـوازل العصـر مـن خلالـه‪ ،‬والعمـل الجماعـي فـي هـذا‬ ‫بالنواحـي التطبيقيـة فـي تخريـج الفـروع علـى الأصـول‪،‬‬ ‫بـووولاإلأحمذنسـنسـاطتبوالـفليـذلتيأقهّنينمـاا–يللنأأكـنحاخارياـلورضلمجـ‪،‬اجُأمتو ُفعـجعوــاكّـذدسـ ًرًتراداعبإيوأأفنثقشيـمكـااسكـلراانرمعاجيهتلماـهُاجاًلالهدـأ‪،ُ ،‬عدسلـوفُتأممإايِـذسخـنـةرًّياو ّعِفسمْــقاقيلبنمـُكتُوموشلـِفًاقـن‪ِ.‬رمّل–ف‪،‬ن‬ ‫والفـروق‪ ،‬والضوابـط الفقهيـة‪ ،‬وتاريـخ التشـريع‪ ،‬وأدب‬ ‫اولاللهل‪،‬ه أوإسنـأكالنـأتنايلأخضــرعىلهـفذذالـ الكبمـحـن نثفال� َقسـبـيووملـ‪،‬نوايلجشـعيلـطهافـني‪.‬‬ ‫الخـاف‪ ،‬وعلـم المقاصـد كل هـذا أصبـح – فـي نظـري –‬ ‫أمـرا مهمـا لابـد مـن دراسـته والعمـل بـه‪.‬‬ ‫ميـزان حسـناتي‪ ،‬فهـو حسـبي ونعـم الوكيـل‪.‬‬ ‫‪ – 3‬أن علـم البلاغـة مـن أهـم علـوم الآلـة لطالـب‬ ‫والحمد لله رب العالمين‪.‬‬ ‫علم الشريعة لفهم نصوص الكتاب والسنة‪ .‬ومع ذلك لا‬ ‫يوجـد لـه سـاعات مقـررة فـي الخطـط الدراسـية فـي كليـات‬ ‫الشـريعة فـي الجامعـة‪.‬‬ ‫وفـي نظـري إن مـن الأهميـة الاغتنـاء بهـذا العلـم‬ ‫ووضعـه بيـن طـاب العلـم لحاجتهـم إليـه‪ ،‬وأن توضـع‬ ‫مناهجـه للاسـتفادة مـن الكتـاب والسـنة وحدهمـا‪.‬‬ ‫‪100‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook