دورية إلكترونية ،أكاديمية، الترقيم الدولي: مح ّكمة ،نصف سنوية .ذخائر ISSN : 2458_7168 العدد الثاني: ربيع النبوي 1439هـ /دجنبر 2017م. 1
العدد الثاني دجنبر 2017 الناشر: مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات(مفاد) ()[email protected] الداعم: ذخائر للعلوم الإنسانية: شبكة ضياء للمؤتمرات والدراسات ()www.diae.net دورية إلكترونية ،أكاديمية ،مح ّكمة ،تصدر مرتين في السنة .وتهتم بقضايا العلوم تتوفرأعدادالمجلةحصريا علىwww.nashiri.net : الإنسانية والاجتماعية. تفتح المجلة أبوابها في وجه الباحثين والأساتذة الجامعيين لنشر دراساتهم العلمية الأصيلة ذات الصلة بقضاياالأدب ،واللغات ،والإعلام ،والعلوم الشرعية ،والتاريخ، والأنثروبولوجيا ،والآثار ،والتراث ،والاقتصاد ،والجغرافيا ،والتربية ،والفنون... العنوان البريدي الإلكتروني: باسم مدير المجلة :ص ب 6256ـ الأدارسة ( )30040ـ فاس ـ المغرب [email protected] 2
العدد الثاني ذخائر دجنبر 2017 حسين أسود -جامعة بينغول (تركيا) مدير المجلة حيضر عبود القروي -جامعة القادسية (العراق) خالد صقلي -جامعة سيدي محمد بن عبد الله -فاس (المغرب) عبد الباسط المستعين خولة خليل حسين شخاترة -جامعة جدارا (الأردن) هيأة التحرير رضوان بلخيري -جامعة تبسة (الجزائر) السر عمي سعد محمد -الكلية الاماراتية الكندية الجامعية ـ-أم القيوين مولاي المصطفى صوصي رشيد عموري (الإمارات العربية المتحدة) سعيد أحمد صالح فرج -جامعة الملك خالد -أبها (السعودية) صوفية علوي مدغري عادل بن عبد الشكور الزرقي -جامعة الملك سعود (السعودية) رجاء الرحيوي عبد الرحمان بودراع -جامعة عبد المالك السعدي -تطوان (المغرب) عبد الرزاق قاسم الشحادة -جامعة الزيتونة الأردنية (الأردن) المراجعة اللغوية عبد المنعم العزوزي -جامعة سيدي محمد بن عبد الله -فاس (المغرب) فليح مضحي احمد السامرائي -جامعة المدينة العالمية (ماليزيا) زكرياء السرتي محاسن محمد علي حسين الوقاد -جامعة عين شمس (مصر) هشام ياسين محمد إبراهيم الشربيني أحمد صقر -الكلية الجامعية الإسلامية ببهانج الهيأة العلمية لهذا العدد السلطان أحمد شاه (ماليزيا) محمد الفاضل بن علي اللافي -جامعة طيبة -المدينة المنورة (السعودية) أحمد بوعود -جامعة عبد المالك السعدي -تطوان (المغرب) آمال كامل محمد عبد الله -جامعة السلطان قابوس (سلطنة عمان) محمد عوده مرعي الشرفات -جامعة اليرموك -إربد(الأردن) مهدى محمد القصاص -جامعة المنصورة(مصر) أمين عويسي -جامعة فرحات عباس -سطيف ( 1الجزائر) موفق سالم نوري -جامعة الموصل (العراق) حسن ضايض -جامعة سيدي محمد بن عبد الله -فاس (المغرب) نوف بنت خلف الحضرمي -جامعة تبوك(السعودية) حسيب إلياس حديد -جامعة الموصل (العراق) 3
قواعد النشر ـ يشترط في البحوث المقدمة للنشر في المجلة أن تكون أصيلة ولم يسبق نشرها ،وألا تكون مستلة من عمل أكاديمي (أطروحة أو رسالة)، وألا تكون موضوع مساهمة في نشاط علمي سابق. ـ تعنى المجلة أيضا بنشر الترجمات ،والقراءات ،ومراجعات الكتب ،وعروض الأطروحات ،والمتابعات العلمية حول المؤتمرات ،والندوات، والنشاطات الأكاديمية الحديثة ،ذات الصلة بالحقول المعرفية التي تدخل في نطاق اختصاصها. ـ يرفق كل بحث بملخصين ،أحدهما بلغة الدراسة ،والثاني باللغة الإنجليزية ،يتراوح بين 100و 300كلمة ،وبالسيرة الذاتية للباحث. ـ ترسل البحوث مطبوعة ،ومضبوطة ،ومراجعة بدقة إلى البريد الإلكتروني للمجلة. ـ لا ينبغي أن تقل عدد كلمات البحوث والدراسات عن خمسة آلاف كلمة ولا تتجاوز ثمانية آلاف كلمة ،بما في ذلك الملاحق والأشكال المرفقة. أما قراءات الكتب ،وعرض الأطروحات ،والتقارير ،فبين ألف وخمسة آلاف كلمة... ترسل الجداول ،والصور ،والخرائط ،والأشكال المرفقة في ملفات مستقلة، ـ تخضع جميع البحوث ،بعد إجازتها ويشار فـي أسفل الوثيقة إلى عنوانها ،ومصدرها؛ مع تحديد موضعها في المتن. ـ من هيأة التحرير ،للتحكيم العلمي تتقيد البحوث على مستوى الحواشي بترقيم آلي تسلسلي متجدد ،خاص بكل صفحة ،ومثبت في أسفلها ،ولا يقبل نظام الإحالات داخل المتن. على نحو سري تعتمد الأصول العلمية المتعارفة في التوثيق على الشكل الآتي :اسم المؤلف، ـ وعنوان الكتاب ،واسم المحقق ،أو المترجم؛ إن توفرا ،ثم اسم الناشر ،أو دار النشر ،ومكانها ،ورقم الطبعة ،وتاريخها ،ثم رقم الصفحة .وإذا تعلق الأمر بمساهمة ضمن كتاب (تأليف مشترك أو أعمال مؤتمرات وندوات)؛ فيذكر اسم الكاتب ،وعنوان المساهمة ،وموضوع التأليف المشترك ،أو المؤتمر ،والجهة الناشرة ،أو منسق فريق التأليف ،ثم دار النشر ،ومكانها، ورقم الطبعة ،وتاريخها ،ثم رقم الصفحة .أما بالنسبة للمجلات؛ فيذكر اسم الكاتب ،وعنوان المقال ،ثم اسم المجلة ،والجهة التي تصدرها ،وعددها، وتاريخه ،فرقم الصفحة .وفي لائحة المراجع تحدد أرقام الصفحتين الأولى والأخيرة بالنسبة لمقالات المجلات ،ومساهمات الأعمال المشتركة. ـ تختم كل دراسة بقائمة المصادر والمراجع مرتبة ترتيبا هجائيا حسب أسماء الشهرة ،أوألقاب المؤلفين. ـ تختص هيأة تحرير المجلة بإجازة ،أو رفض قراءات الكتب ،وعرض الأطروحات ،وتقارير الأنشطة العلمية .كما تختص بالفحص الأولي للبحوث والدراسات ،وتقرر مدى أهليتها للتحكيم. ـ تخضع جميع البحوث ،بعد إجازتها من هيأة التحرير ،للتحكيم العلمي على نحو سري .وللمجلة؛ بناء على رأي المحكمين ،أن تطلب إجراء تعديلات شكلية ،أو شاملة على البحوث قبل الحسم في قبولها النهائي. ـ تبلغ المجلة قرارات الرفض إلى المعنيين بها ،وهي غير ملزمة بإبداء أسباب الرفض. ـ تعبر المواد المنشورة عن آراء أصحابها ،ويتحملون كامل المسؤولية في صحة البيانات ،ودقة المعلومات ،والاستنتاجات. ـتطبعالبحوثبخطمن نوع ،TraditionalArabic:مقاسه16:في المتن،و14فيالهامش،بمسافة عاديةبينالأسطر،و العنوانالرئيسيTra�: ،ditional Arabic 16 Grasوالعناوين الفرعية .Traditional Arabic 14 Gras :أما البحوث باللغتين الفرنسية ،أوالإنجليزية ،فتكتب بخط من نوع: Times New Romanمقاسه14 :في المتن ،و 12في الهامش .أما مقاييس حواشي الصفحات؛ فتضبط كما يلي :أعلى ،02 :أسفل ،02 :يمين،02,50 : يسار ،02 :رأس الورقة ،01,50 :أسفل الورقة.01,25 : 4
المحتويات ذخائر 64 5 توظيف التقنيات السينمائية في القصة القصيرة المحتويات جدا(:مجموعة (فتافيت الصورة) لـ \"جمال الجزيري\" نموذجا) 7 إيمان مليكي (الجزائر) افتتاحية 84 دراسات التناص في رواية “دروس في الحب والسعادة” 9 لمحمد حجو التواصل الاجتماعي ...اتصال أم انفصال فاتحة تمزارتي (المغرب) ذ .أبكر عبد البنات آدم إبراهيم (السودان) 100 27 فقه التنزيل :تعريفا وتأصيلا وتقعيداعند اليهود التقاء القصائد ال َه ْو َس ِو َّية بالشعر العربي في د .محماد بن محمد رفيع (المغرب) المستوى الإيقاعي (شعر (إمفراجي) لعلي َن َم ْن ِغ أنموذجا) 119 د .محمد منصور جبريل (نيجيريا) من الفلسفة إلى السياسة عند ح ّنه آرندت 41 ذ .منصف الداودي (المغرب) النص بين النقد الثقافي وسيميائيات الثقافة المفهوم وآليات المقاربة 5 علوي أحمد الملجمي (اليمن)
المحتويات ورهانات التنمية المحلية دراسةسوسيولوجيةلحالة 131 الشبكة الجمعوية للتنمية التشاركية بمكناس القانون الواجب التطبيق على إفلاس الأجنبي المستثمر (في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي في إطار إدريس الدريسي القانون النموذجي للإعسار عبر الحدود) تقارير حول أنشطة علمية 190 د .زبيدة عبد الهادي (السعودية) تقريرعنالمؤتمر الدولي للمالية الريادية 154 ( )CIFEMA'2017الدورةالخامسة معالم التجديد الأصولي عند الدكتور حسن الترابي د .أحمد الإدريسي د .المصطفى السماحي (المغرب) قراءات في كتب 195 173 تقديملكتاب“ :الاجتهاد بين حقائق التاريخ Education Hindrances in Remote Areas ومتطلبات الواقع”للدكتور:أحمدبوعود in Morocco د .عبد الصمد المساتي (المغرب) ()Case of Imam Ghazali High School in Tafrant (DAHMANI Hicham (morocco أطروحات ورسائل 182 تقريرحولأطروحةفيموضوع:حكامة المجتمع المدني 6
افتتاحية ذخائر ما زالت أشرعة سفينة مجلة ذخائر للعلوم الإنسانية مشرعة ،وهي تخوض عباب يم البحث العلمي ،الزاخر باللآلئ :لكن دونها ارتجاج الأمواج ،و هدير الأعاصير قبل أن ترسو في بر الأمان ،و بمرفئه تحط الرحال ،لتتفيأ من وارف الظلال، و ترتوي من المعين الزلال ،و تقطف طيب الثمار ،فتتزود بعدة الإبحار ،ثم تجدد العزم لخوض المسار. ويبقى شعار طاقمها الخالد هو التفاني في الارتقاء بالبحث العلمي في بلادنا، ومد جسور التواصل بين أهله ،وتوفير فضاء مناسب للتفاعل المثمر والبناء، ومنبر للإشعاع والعطاء ،وتحدي كل المثبطات التي توشك أن تفث عضد الطاقات العلمية سواء بالقطر المغربي خاصة ،أو بالأمة العربية والإسلامية عامة. نروم معالجة القضايا بمنظور إبداعي ،مسلح بأدوات البحث العلمي ومناهجه، ومنفتح على المستجدات العلمية ،قضايا تنكب بالدراسة والتحليل ،موضوعا ومنهجا على شتى الاهتمامات المعرفية في ميدان العلوم الإنسانية والاجتماعية. نشكر كل الذين تواصلوا معنا وما يزالون من شتى ربوع العالمين العربي والإسلامي ،ونمد أيدينا إلى كل الباحثين ،الشباب منهم والمخضرمين ،حافزنا في ذلك ،وحاذينا خدمة العلم وأهله ،مع دعوتنا جميع المساهمين إلى التقيد بالتوجيهات المنهجية ،وقواعد النشر المحددة من قبل المجلة ،ربحا للوقت في إحالة المساهمات على التحكيم ،و ضمانا للجودة و التميز(( ،و في ذلك فل ينافس المتنافسون))( .سورة المطففين.)62/ و من الله نرجو التوفيق و التيسير ،إنه نعم المولى و نعم النصير. فاس في :ربيع النبوي 1439ه /دجنبر 2017م مدير المجلة: عبد الباسط المستعين 7
دراسا ت� 8
ذخائر التواصل الاجتماعي ...اتصال أم انفصال د .أبكر عبد البنات آدم إبراهيم1 9
ملخص تهدف الدراسة إلى معرفة دور التواصل الاجتماعي في تنمية الحاجات الفسيولوجية والبيولوجية التي تنم عن التوافق وبما أن التواصل هو العمود الفقري في تحقيق الحد الأدنى من المعرفة بأحوال الآخرين.والتفاعل بين الأفراد والجماعات فالإسلام في جوهره ليس نقيض ًا لفكر التواصل الاجتماعي بجوانبه المادية،من خلال استخدام عناصر الاتصال المختلفة من خلال الثورة المعلوماتية والطفرة العلمية التي نعيشها،والمعنوية للوصول بالإنسانية إلى مصاف التربية الرشيدة وقدأكدتالدراسةدورالتواصلالبشريفيبناءالعلاقاتالمتشابكةوالمعقدة.بفضلالشبكةالعنكبوتيةالتيغزتالفضاء استخدم الباحث المنهج الوصف ي والتحليلي للكشف عن دور الرسائل التواصلية.الت ي يفرزها الواقع المعيش بكل تحولاته .والاتصالية في تبادل الآراء والأفكار والقناعات لبناء مجتمع خالي من معوقات التواصل الاجتماعي . معلومات- الاتصال- التواصل:الكلمات المفتاحية Abstract: The study aims at finding out the role of social communication in developing physiological and biological needs that reflect the harmo- ny and interaction of individuals and groups of people. In relation to religion, Islam in its essence is not against the idea of social commu- nication that accomplishes the minimum amount of knowledge about the surrounding groups through the use of different means of com- munication so that humanity could reach the level of good education. The current study emphasizes on the role of human interaction in the construction of interlocking relationships produced by the living real- ity. The researcher mixes both methods; descriptive and analytical to analyse the data gathered for finding the role of communication and communicative messages in exchanging views, ideas and convictions to form up a typical society with respect to social interaction. Keywords: interaction - social communication - information. 10
ذخائر مقدمة أحدثت التكنولوجيا الحديثة تتطور ًا مذهل ًا في كافة مجالات الحياة المختلفة ،مما جعل الإنسان يرنو لها حتى يستطيع أن يصنع لنفسه تفاعل ًا اجتماعياً في محيطه الذاتي والاجتماعي والجماعي .لذلك لم يعد التواصل بين الذات والأشخاص مقتصر ًا على الرؤية الشخصية ،أو تبادل المعلومات والآراء والأفكار، بقدرما كان المقصود أن يصبح لكل شخص علاقة تواصل اجتماعي في كافة مناحي الحياة المختلفة. يرجع استخدام هذا النمط من التواصل الاجتماعي إلى تطور درجة الوعي المعرفي بأهمية التكنولوجيا في وصف جميع أنواع الظواهر الثقافية والاجتماعية التي تنطوي على التواصل المستمر بين البشر، وتختلف شبكات التواصل الاجتماعي من بيئة لأخري حسب الأسبقية المعرفية والعلمية ،فهي في واقع الأمر شبكات بينية تضم في طياتها عدداً من الأطراف ،ولكل طرف مهامه في الأداء ،وفي الغرض من إنتاج الرسائل الاتصالية ،وهذا ما يسمى بالشبكات الاجتماعية ،ServiceSocial Networkوبموجب هذا التواصل يستطيع كل فرد في المجتمع أن يتصل بالآخرين سلباً أو إيجاباً حسب البيئة الافتراضية .Virtual Environment مشكلة الدراسة إن طلاب قسم مقارنة الأديان كغيرهم من كلية العلوم الإنسانية جامعة بحري يتأثرون بالوسائط التكنولوجيا الحديثة ،ويحاولون معرفة أسراره ،ولعل أبرز التغيرات التي حدثت في مجال الإنترنت، ظهور ما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي ،التي يعتقد أنها وراء كثير من التغيرات التي تحدث في المحيط الدولي والإقليمي والمحلي ،وهناك تباين في استخدامها؛ فالبعض يستخدمها من أجل تكوين صداقات يبثون من خلالها أفكارهم ومشاريعهم،ويعبرون عن مشاعرهم تجاه القضايا التي تهمهم ،وآخرون يستخدمها بهدف التسلية والمتعة ،وقليل منهم يستغلها كمصدر للتعلم ،ونظر ًا لاختلاف الآراء حول استخدامها من قبل الطلاب ،أتت هذه الدراسة للتعرف على مدى استخدام هذه الوسائط بين طلبة قسم مقارنة الأديان. أهمية الدراسة :تسعى الدراسة في معرفة كيف يستخدم طلبة كلية العلوم الإنسانية وسائط التواصل الاجتماعي ،على اعتبار أن لهذه الوسائل تأثير كبير في الأفكار والاتجاهات والمشاعر ،لهذا كان لا بد من التعرف على تلك الفئة التي تستخدم مثل هذه الوسائط لوضع الخطط الملائمة لجعلهم فعالين في استخدامها بالشكل السليم .ومن الأهمية كذلك فتح المجال أمام الباحثين الآخرين لدراسة مدى تأثير استخدام هذه الوسائط بين الطلاب الجامعيين. 11
أهداف الدراسة تهدف الدراسة إلى تنمية مهارات التواصل بين طلاب قسم مقارنة الأديان -كلية العلوم الإنسانية- جامعة بحري ،والكشف عن مدى تفاعل الطلاب في استخدام الوسائط الاتصالية سلباً أو ايجاب ًا. وهذا بالإضافة إلى الإلمام بأهمية الاتصال والتواصل في تنمية الجوانب السيكولوجية ،وفي تحقيق أدنى فرص التعاون بين بني الإنسان ،وإعمال العقل في التفسير والتأويل ،والكشف عن دور العملية الاتصالية في بناء التفاعل الإيجابي بين مرسل الرسالة والمستقبل. فروض الدراسة تكمن فروض الدراسة في الإجابة عن التساؤلات التالية: .1ما مدى استخدام وسائط التواصل الاجتماعي بين طلبة مقارنة الأديان؟ وللإجابة عن هذا السؤال تم تقسيم الأسئلة إلى أسئلة فرعية على النحو التالي: أ .ما نسبة الطلبة الذين يستخدمون وسائط التواصل الاجتماعي في قسم مقارنة الأديان بشكل ع ام؟ ب .ما نسبة الطلبة الذين يستخدمون وسائط التواصل الاجتماعي في قسم مقارنة الأديان حسب المتغيرات( :الجنس ،والمستوى الدراسي ،ومكان السكن)؟ ج .ما نسبة الطلبة الذين يستخدمون كل نوع من أنواع وسائط التواصل الاجتماعي من طلبة قسم مقارنة الأديان؟ منهج الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي والتحليلي والمقارن أحيان ًا للإلمام بأهمية التواصل الاجتماعي. صعوبات ومحددات الدراسة اقتصرت الدراسة الحالية على: .1عينة من طلبة كلية قسم مقارنة الأديان ،الذين يدرسون في قسم مقارنة الأديان كلية العلوم الإنسانية جامعة بحري. .2الأدوات المستخدمة في الدراسة اعتمدت على تقسيمات للمتغيرات بصدد جمع المعلومات عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. 12
ذخائر مفهوم التواصل لغة واصلاحًا: لغة :التواصل ( :)Contactionهو الاقتران والاتصال والترابط والالتئام والإبلاغ والإعلام والاجتماع وغيرها. 2 أما اصطلاحًا :فهو نقل معلومة ما من شخص إلى آخر ،وإخباره بها واطلاعه عليها . 3وعرّفه البعض بأنه نقل معلومات( )Informationمن مرسل إلى متلق بواسطة قناة محددة ،بحيث يستطيع المتلقي فهم الرسالة وفك رموزها والاستفادة منها ،مع ضرورة وضع الاعتبار للتفاعلات التي تحدث أثناء عملية التواصل . 4ويرى بعض علماء الاتصال بأنه هو التفاعل الإيجابي الناتج عن استعمال حواس التواصل في إرسال الخطاب واستقباله رغبة في بناء علاقة صادقة مع الآخرين ،عن طريق التفاعل الوجداني في الفهم والإفهام والمنطق للوصول إلى المعرفة الحقة . 5كما عُرّف بأنه عبارة عن علاقة ترابط بين شخصين أو أكثر بوسائل مختلفة(كاللغة أو الرموز أو الكتابة أو الأصوات).وقد ذهب آخرون بأنه هو التبليغ والتوعية والتوجيه عن طريق الاتصال بالجماهير . 6فالتواصل هو الآلية التي بواسطتها ُتبنى العلاقات الإنسانية ،من خلال الاستخدام الأمثل لوسائل الاتصال المختلفة ،الغرض منها تحقيق أهداف التواصل الاجتماعي الآنية والمستقبلية ،إما بالتأثير أو الإقناع أو الإغراء ،وذلك باستخدام وظائف وجدانية مثل التبادل ( )Exchangeوالتبليغ ()Transferوالتأثير . )Impact(7ويرى الباحث أن التواصل هو فن التعامل مع الآخرين من خلال الاتصال لبناء علاقات التعايش ،واحترام الآخرين وتقديرهم ،فالتواصل هو ربط شيء بشيء ،ويتمثل في وصول فكرة أو كلمة أو معنى أو إحساس من شخص إلى آخر بهدف إحداث تأثير في السلوك والقيم والأخلاق إيجاباً أو سلباً .وبمعنى آخر هو عبارة عن نقل المعلومات والمعاني والأحاسيس والآراء من مرسل الرسالة إلى المستقبل بغرض التأثير والتوجيه والإقناع بما يحقق الأهداف العامة التي من أجلها صيغت الرسالة. فالتواصل بأنواعه المختلفة هو جزء من العملية الاتصالية التي تهتم بالذات الإنسانية منذ قديم الزمان ،وقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم التواصل كمحور من محاور الاتصال اليومي مع أصحابه في شتى ضروب الحياة امتثالاً ،لقوله تعالى{:ا ْدعُ ِإ ِلى سَ ِبي ِل رَبِّ َك ِبالْ ِح ْك َمةِ وَالْ َم ْوعِظَةِ الْ َحسَ َنةِ َو َجا ِد ْل ُهم بِالَّ ِتي ِه َي َأحْ َسنُ إِ َنّ َربَّكَ ُه َو َأعْلَ ُم بِمَن ضَ َّل عَن سَبِي ِلهِ َوهُ َو َأ ْع َلمُ ِبالْمُ ْه َتدِينَ } . 8فالحوار والمجادلة بالتي هي أحسن هو أحد المقومات الأساسية التي قامت عليها عملية نشر الدعوة الإسلامية ،لذلك يختلف أسلوب القرآن الكريم في مخاطبة العقل والحوار عن أساليب السحرة والكهنة الذين يخاطبون الوجدان والعواطف استناد ًا على أفعال آلهتهم وأصنامهم .وقد استمر بناء العلاقات الإنسانية على المحورين الشخصي والجماهيري بفضل تأثير التواصل الذي يقوم على مبدأ الأمانة والتحلي بالقيم الأخلاقية الفاضلة التي تعكس نفسية الداعي والمدعو في أمر الدعوة لقوله تعالى{:لَ ُه ُمعَقِّ َبا ٌت ِمّن َب ْي َنِ ي ْ َديهِ وَ ِمنْ َخلْفِ ِه َ يحْ َف ُظونَهُ ِمنْ َأ ْم ِر ال ّلهِ ِإ ّنَ اللّهَ ل َُا يغَيِّ ُر مَا ِب َقوْ ٍم حَ َّت ُى يغَ ِّيرُو ْا مَا بِأَ ْنفُسِ ِهمْ َوإِذَا َأرَا َد اللّ ُه بِ َقوْ ٍم سُوءاً فَلاَ َمرَ َّد لَهُ 13
َومَا َلهُم مِّن دُونِ ِه ِمن وَالٍ} . 9فالإنسان كغيره من الكائنات الحية له مطالب وحاجات أساسية لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق التفاعل مع الآخرين بواسطة بث رسائل واقعية أو خيالية موحدة . 10فالاتصال الذي يحقق أهداف الدعوة الإسلامية هو عبارة عن تبادل الأفكار والمعلومات والآراء لتحقيق غرض ما أو إثارة فهم جديد لم يكن معروف ًا من قبل ،أو هو عملية نقل الأخبار والأفكار والمشاعر والمهارات والخبرات بين شخص أو أكثر باستخدام رموز(كلمات +صور+حركات) . 11فالقائم بالاتصال يسعى من خلال رسائله إلى تعديل سلوك المستمعين عند نقل الأفكار وتسليمها للآخرين ،فهو محور كل التفاعلات الاجتماعية التي تؤدي إلى استقرار المجتمع في كافة جوانبه الاجتماعية والسياسية والدينية والاقتصادية وغيرها .وقد تناولت الدراسة التواصل كأحد المحاور الأساسية التي يستطيع الإنسان على ضوئها تغيير نمط حياته وإصلاح حاله والتعامل مع الآخرين بالحكمة والموعظة الحسنة .ولكي تكون عملية التواصل الاجتماعي شاملة شمول متطلبات الحياة يجب أن تقوم قنوات الاتصال بدورها في تنمية الوعي العقلي والفكري للأمة المسلمة. 12 فالناظر لمصادر الإسلام ،يرى بكل وضوح وجلاء أن كثير ًا من وصايا الإسلام وواجباته وأحكامه تدعو إلى إزالة معوقات التواصل بين الأفراد والجماعات،لأن الإسلام لم يأتِ لهدمِ الإنسانية ،وإنما جاء بهدف هدم الحواجز التي يمكن أن تفصل الإنسان عن أخيه الإنسان ،ونبذ العصبيات والكبر والغرور والحقد والحسد وسوء الظن ...وغيرها من الصفات السيئة التي جاء الإسلام للقضاء عليها واجتثاثها من جذورها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ”:إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” .فالمجتمع الذي لا أخلاق له ،والذي يفصل بين أبنائه بالتمييز والتفاضل ،ولا يثق المرء بأخيه ،ولا يقوم على قاعدة الحب والإخلاص والصفاء، لا يمكن أن يرتقي إلى مصاف الحضارة الإنسانية .فالذين يستخدمون قنوات التواصل الاجتماعي عليهم أن يدركوا أ َّن من أهم قواعد الإسلام المحبة والتواصل والتعاون والإخاء والتكافل ،ونفى في تعاليمه كل الحواجز النفسية والاجتماعية التي لا فائدة لها ،قال تعالى{:وَاعْ َتصِمُو ْا بِحَبْ ِل ال ّلهِ َج ِميع ًا وَلاَ تَ َف َرّقُواْ َواذْ ُكرُو ْا نِ ْع َمتَ ال ّل ِه عَلَ ْي ُكمْ إِذْ ُكن ُت ْم َأعْدَاء فَ َألَّفَ بَيْنَ قُ ُلوبِ ُكمْ فَ َأ ْصبَحْ ُتم ِب ِنعْ َم ِتهِ ِإخْوَان ًا وَ ُكن ُت ْم عَ َل َى َشفَا حُ ْف َر ٍة ِّمنَ ال ّنَا ِر فَ َأنقَذَكُم ِّم ْنهَا كَذَ ِل ُكَ ي َبيِّ ُن ال ّل ُه لَكُ ْم َ آياتِ ِه لَ َع ّلَكُ ْم َت ْهتَ ُدو َن} ، 13ويقول رسول الله عليه وسلم”:مثل المؤمنين في توا ّدهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعت سائر الأعضاء بالسهر والحمى” .لذلك من الضرورة بمكان أن يتم التواصل بالشكل الذي يحقق معاني التواصل الاجتماعي والتعايش السلمي .فالإنسان في استطاعته أن يحقق أهداف التواصل أثناء ممارسته للشعائر العبادية والتعبدية ،فكل العبادات تحقق معاني التواصل عند الاتصال برب العالمين .وهذا يشير إلى أهميّة التحرك والنشاط الاجتماعي من خلال الترافق بالإشارات التواصلية للقيم الآنية والمستقبلية .فالتواصل هو جوهر العلاقات الإنسانية ومحقق تطورها ،ومنظومة اجتماعية تحقق المعاني السامية ،ويضمن استمرار الترابط والتفاعل بين أفراد المجتمع انطلاق ًا من الأبعاد المعرفية والسيكولوجية والحركية. 14
يرى خاصية التواصل بالفطرة الطبيعية بين أبسط ذخائر عناصر التواصل الاجتماعي: الكائنات التي خلقها الله تعالى ،فترى ال ّنحل على سبيل المثال يتواصل فط ًّري ًا مع بعضه بعض ًا من تعتمد عمليات التواصل الاجتماعي على عدة أجل إنشاء الخليّة ،وكذا الإنسان الذي أكرمه الله عناصر ،منها: تعالى بنعمة العقل وال ّتفكير وفضله على سائر مخلوقاته .فالتواصل الاجتماعي هو نو ٌع من أنواع 1-رسائل اتصالية (Communication الاتصال يتم بين ال ّناس من أجل إشباع رغباتٍ :)Massagesوتعني مجموعة المعاني التي فطرية ونفسية .فالإنسان حين يجتمع مع أخيه يرسلها المرسل للمستقبل لإبلاغ معلومة ما لفظ ًا الإنسان فإ ّنه يق ّوي من شخصيّته وين ّمي لديه مهارات ال ّتكلم والحديث ،كما أ ّنها فرصة لتبادل أو كتابة أو رمز ًا. المعلومات والمعارف المختلفة بما يعود بال ّنفع على 2 -وسيلة( :)Mediaوهي الجهة التي تحمل الجميع .ومع أن الإنسان بطبعه يح ّب الاجتماع مع الآخرين لتحقيق المتعة والمؤانسة ،وتذليل الهموم الرسالة لإيصالها للمستقبل. والمشاكل ،إلا أن هنالك من يستغلونه كفرصة 3 -قنوات( :)Channelsوهي بمثابة الربط للتن ّفس غير المبرر .فمواقع التواصل الاجتماعي هو عبارة عن منظومة من الشبكات الإلكترون ّية التي الذي ينقل الرسالة إلى المستقبل. تسمح للمشترك فيها بإنشاء موقع خاص به ،ومن 4 -مصدر الرسالة(:)Massage source ثم ربطه من خلال نظام اجتماعي إلكتروني مع أعضاء آخرين لديهم نفس الاهتمامات والهوايات وهو مرسل الرسالة. أو جمعه مع أصدقاء آخرين .وبما أ َنّ لكل مجتمع 5-الهدف( :)Destinationخلق علاقات درجته العالية في التماسك الاجتماعي ،إلا أننا اليوم فقدنا هذه الميزة العظيمة ،بسبب التحولات إنسانية اجتماعية ترابطية. الاقتصادية والثقافية والفكرية التي طرأت على وعلى ما سبق فإن للتواصل الاجتماعي عدة أساليب ووسائل الاستخدام التكنولوجي المعاصر، مكونات تساعد الفرد القائم بالاتصال في تحديد ومن هنا بدأنا نعاني من ويلات الغزو الفكري نوعية تفاعلاته وتواصله الاجتماعي المحدد نفسي ًا الغربي التي تدعو إلى التفكك الأسري ،وجلب الأمراض النفسية ،وتفشي ظاهرة الإجرام ،وحوادث مع الآخرين ،منها: الانتحار وغيرها .فما يجري اليوم في مجتمعنا * معيار بناء علاقات التواصل. يثير الكثير من القلق ،حيث نجد بعض الشباب لا * معدل تكرار التفاعل مع الشخص الآخر. يولون الاهتمام بالالتزامات الدينية ،بل يعتقدون * معرفة أهداف الشخص الآخر. بأن لهم الحرية المطلقة في ممارسة متطلبات * القرب من الشخص الآخر. * محاولة معرفة ذاتية الشخص الآخر ،وطريقة 15 تفكيره ،وميوله. وفي ذات السياق لا يستطيع الإنسان أن يعيش حياته دون أن يتواصل مع نفسه أو مع الآخرين لتحقيق أهداف وغايات ،فال ّتواصل هو س ّنة الحياة ،ومقصد من مقاصدها ،لقوله تعالى َ{:يا ُّ أَي َها ال ّنَاسُ إِنَّا خَلَقْنَا ُكمْ مِ ْن َذكَرٍ وَأُنْ َثى وَ َج َعلْ َنا ُك ْم شُعُو ًبا وَقَ َبا ِئلَ ِلتَعَارَ ُفوا} ، 14فالنّاظر في الكون
ومصطلحات جديدة في أوساط الشباب الأمر الذي حياتهم المختلفة .فإذا أردنا الخروج من مأزق هذه يضعف من قيمة لغتنا العربية ،مما يؤدي إلى خلق القنوات الفادح َة يجب على الشباب الذين يريدون أضرار معنوية ونفسية ومادية.هذا بالإضافة إلى الدخول إلى تلك المواقع أ َن يستح ِضروا في نيتهم تفشي النقاشات الحادة ،والمشاحنات بين الشباب، أنهم يدخلون للتعا ُرف مع إخوانهم فقط ،وليس والتح ُّدث في أمور ليس لها قيمة ولا فائدة ،هذه لتضييع الوقت أو التحدُّث إلى الفتيات مثلما يقع الجوانب كلها مضيَعة للوقت تأتي بالسلب على في كثير من الأحيان .كما يجب علينا أن ندافع المجتمع كله ،وعلى تق ُّدمه .وعلى المستوى الفردي عن ديننا الحنيف ،والوقوف أمام الهجمات الشرسة يسعى القائم بالاتصال لبناء علاقات تواصل يربط التي يقوم بها غير المسلمين لتشويه صورة الإسلام الفرد بالآخرين في الدائرة الاجتماعية الواحدة والمسلمين.وفي حقيقة الأمر ،فإن إرسال الصور تشمل العائلة والأصدقاء والمعارف . 16وبعي ًدا عن والتعليقات الإباحية أو المضايقات الإلكترونية مفاهيم المستوى الفردي هذه ،فإنه يتضمن علاقات تمثل الخطر المحتوم ،وقد أفادت بعض الأبحاث تتخطى الدوائر الاجتماعية المحلية حيث يشمل بأن لمواقع التواصل الاجتماعي تأثير على حياة المستخدمين وعلى الأدمغة وأن هناك صلة بين عدد المجتمع الإقليمي والدولي. 17 أصدقاء شخص على فيسبوك وحجم بعض أجزاء المخ ،وللأسف فإ َّن الكم الهائل من المستخدمين تأثير وسائل التواصل الاجتماعي: هم من الشباب .فكل شيء في الحياة له إيجابيات وسلبيات ،ولكي نستفيد من قنوات التواصل في عام ،1954بدأت (جي ايه بارنز) المختلفة علينا تحصيل الإيجابيات مثل :خلق باستخدام مصطلح منهجي للدلالة على أنماط التقارب النفسي الروحي ،والتعاون في تيسير شؤون التواصل الاجتماعي شمل المفاهيم التقليدية ابتدا ًء الحياة ،وخدمه الأهداف المشتركة ،والتواصل من من القبيلة والأسر فالمجتمع ،ثم انتقل تحليل أجل تبادل الآراء والأفكار ،ومعرفة ثقافات الشعوب الشبكات الاجتماعية من كونه منهج تحليلي لنماذج وتقريب المسافات ،وممارسة الأنشطة التي تساعد مختلفة ،مصحوباً بالبيانات الخاصة بالشخص على التواصل مع الآخرين ،وابتكار مشاريع إبداعية المرسل للرسالة ،إلى الأساليب والبرامج التي تساعد في تحقيق نمو المجتمع . 15هذا بالإضافة تساعد على تحليل البيانات ،والكشف عن علاقة إلى تلافي السلبيات والتي تتمثل في :عدم شعور الفرد بالآخرين.وتعتبر وسائل التواصل الاجتماعي المستخدمين بالمسؤولية الاجتماعية ،وعدم ( )Social Mediaمن أحدث التطورات التي طرأت توفر الرقابة الكافية ،وكثرة الإشاعات ،والمبالغة على حياة البشرية اليوم خاصة عندما استخدم في نقل الأحداث والأخبار ،وفقدان الاحترام أثناء الإنسان تكنولوجيا الاتصالات(الشبكة العنكبوتية تبادل المناقشات ،وعدم تقبل الرأي الآخر ،ونقل )networkبشكل تفاعلي أكبر ،وذلك بإدخال الأفكار الكاذبة والسالبة ،وعزل الشباب المراهقين بيانات ومعلومات من المستخدم إلى المستقبل، عن واقعهم الأسري والاجتماعي ،وظهور لغات لتبادل المعلومات بين المشتركين مع إمكانية التفاعل المباشر والحر على المواقع دون تكلفة، 16
وبتطور وسائل التواصل الاجتماعي حوّل الناس ذخائر كما أنه أتاح الفرصة للمتلقين بأن يصنعوا برامجهم من المحتوى الإعلامي المسموع إلى المحتوى دون قيد أو شرط .وفي السياق يمكن لكل فرد أن الإعلامي المرئي ،وبدأ الكل يشعر بفضل التقدم يستخدم قنوات التواصل الاجتماعي لغزو العالم، التكنولوجي والمعرفي من خلال محتوى الرسائل خاصة عندما يتفاعل مع الأحداث بصورة واقعية المرسلة والمستقبلة .وهذا ما أشار إليه مركز (بيو أو غير واقعية ،وهذا ما نلحظه اليوم خاصة عندما للأبحاث )Pew Researchفي عام 2011م اجتاحت الثورات العربية منطقة الشرق الأوسط، أنَّ ما يقارب 80%من البالغين في الولايات والاحتجاجات التي عمت العديد من الدول الأوروبية المتحدة يستخدمون الانترنت ،وما يقارب 60% والأمريكية والقارة الأفريقية .فالشخص الذي يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى يعيش الأحداث يستطيع أن يصورها أو يكتب عنها، للحصول على الأخبار من خلال تحديث البيانات بل في مقدوره أن يكيف نفسه بها ،وهذا ما يسمى الإلكترونية ،وقد ذكرت(سي إن إن) في بعض استطلاعاتها إلى أن الفيس بوك وتويتر هما أكثر بالتواصل الاجتماعي. الوسائل التواصلية انتشار ًا في نقل الأخبار ،وأكثر ومن خلال تلك المعطيات فإن مصطلح قابلية على مشاركة مجموعات كبيرة. التواصل الاجتماعي يشير إلى مقدرة مدخل البيانات وبناءً على تلك التقارير يرى بعض الإعلاميين في استخدام تكنولوجيا الإنترنت والمحمول لتحويل أ َنّ هنالك نوعان من التواصل بين الناس :تواصل الاتصال إلى حوار تفاعلي بين الأفراد والجماعات. إنساني مباشر ،وتواصل آلي عبر شبكات الهاتف وقد يرى أندرياس كابلان ومايكل هانلين أ ّنَ والإنترنت .وهما يتشابهان في عدة جوانب منها: وسائل التواصل الاجتماعي هي بمثابة”:مجموعة * كلا النوعين من التواصل بحاجة إلى مرسِل من تطبيقات الإنترنت التي تبني على أسس ومستقبِل ،فلا تكتمل دائرة التواصل إذا فقد أحد أيديولوجية والتكنولوجية تسمح بإنشاء وتبادل ط رف ي ه. المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة المدخل”. 18 * تفعيل علاقات التواصل يتطلب تقنية عالية؛ وقد تأخذ تكنولوجيا وسائط التواصل الاجتماعي فكلما كان الإدراك عالياً ،كلما صار التواصل أبعد أعمق ،وأكثر تأثير ًا. عدة أنماط أو أشكال منها: * يمثل الاتصالان مركز الحضارة الإنسانية، * الوسائط النقالة :تشير وسائل التواصل فلولاهما لما تطورت علاقات التعاون بين البشر، النقالة إلى مجموعة من الأجهزة المحمولة التي ولما نشأت العلاقات الأسرية والدولية. تسمح بإنشاء وتبادل المعلومات أو المحتوى من * يقاس الرقي الإنساني والدولي ،بتقدم المقدم إلى المستخدم سواء أفراد أو مجموعات. مستويات ومعدلات التواصل الاجتماعي. * مواقع للتواصل :وهي عبارة عن تبادل ومن خلال تلك الملاحظات فإن عمليات الرسائل من المرسلين إلى المستقبلين ،بحيث التواصل الإنساني تنطوي على تناقضات داخلية تتناسب الرسالة مع الموقف المعين ،مثل نشر رسائل فيس بوك ،Face bookتويتر،Twitters 17 أو أية تحديثات أخرى. 19
إنشاء مخازن للمعلومات تحكي عن قضايا مخالفة قد يستحيل التخلص منها .فكلما زاد الاتصال للنظام الاجتماعي المحافظ ،وهنا تظهر الازدواجية الإلكتروني ،انخفض التواصل الإنساني الإيجابي. في التعامل بين الوسائط الإعلامية التي تساعد في فالمفارقة الحقيقية هي التناقض الصارخ بين عزل البيانات الواردة عن المستخدمين الآخرين. التكاليف الاقتصادية والمالية من جانب ،وبين * تفشي ظاهرة القرصنة عبر وسائل التواصل التكاليف النفسية والاجتماعية والإنتاجية من جانب الاجتماعي ،والتعامل مع الظواهر الجنسية بصورة مخالفة لمقاصد وأحكام التشريع الإلهي ،وهنا آخ ر. يظهر النقصان في التفاعل الاجتماعي بشقيه فإذا استخدم الفرد وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مقبول ،يمكن أن تف َّعل المهارات الإدراكية الفردي والجماعي. بكل سهولة ،وهذا يساعد في إعطاء مساحة * تعرض الأطفال لحالة من التدهور القيمي واسعة في تدفق المعلومات ،وإشاعة الموضوعية في توثيق المعلومات .وهنا يسمح للأفراد الإعلان والأخلاقي والسلوكي. عن أنفسهم وتكوين الصداقات فيما بينهم .لذلك * خلط المستخدمون بين فاعلية وسائل تشير بعض الدراسات إلى أن المشاركين الذين الاتصال الجماهيري ،والتواصل الاجتماعي ،وهنا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي ما هو إلا يميل كل فرد إلى التصرف بشكل مختلف ،الأمر لتلبية احتياجاتهم الاجتماعية والثقافية والفكرية. الذي يسبب بعض أنواع التوتر والقلق والكبت فأكثر النّاس يفضلون الرسائل النصية المباشرة النفسي ،مما يدفع البعض إلى الخوف من التعرض التي تسهم في خلق مشاعر الوحدة والألفة والمودة. فالاتصال من خلال قنوات التواصل الاجتماعي للاختراق والقرصنة. أكثر خصوصية ،فالجميع لديهم القدرة على صنع * يلجأ الكثير من مستخدمي قنوات التواصل المحتوى ،الذي يوفر للأفراد فرصاً الوصول إلى الاجتماعي إلى تكريس مفهوم العزلة الاجتماعية: الجمهور بشكل أـكثر فاعلية .وعلى ذلك ،يمكن تشكل العزلة الاجتماعية أكبر شكل من أشكال أن يؤثر بشكل إيجابي على مكانتهم الاجتماعية، الانفصال بين البشر ،خاصة عندما يريد المسوِّقون والحصول على الدعم السياسي ،وتحقيق الرفاهية، للحد من رؤية المستخدمين .حيث يمكن كما أنها ت َتيح للمواطنين القدرة الكافية للتعبير للمس ّوقين متابعة أنشطة المستخدمين من عن ذاتهم وقضاياهم بطريقة غير مسبوقة .وفي خلال شبكة الإنترنت ،وهذا يمثل أكبر التحديات هذا يمكن أن يكون التواصل الاجتماعي انفصال ًا والتهديدات للمنتجين. إذا ما تم استخدامه بالصور التالية: * بعض المشاركين يستخدمون وسائل التواصل * مخاطبة وسائل التواصل الاجتماعي المزاج الاجتماعي إما للغرور أو الرغبة في التغيير(ثورات الفردي فقط :رغم أن بعض الوسائط الاجتماعية توفر للمستخدمين فرصة المشاركة للفرد ،إلا أن الربيع العربي). هنالك ضعف بين التوافق والمشاركة ،مما يؤدى إلى * الاستخدام الأناني لبعض وسائل التواصل 18 الاج ت م اع ي. * تفشي الرذيلة عن طريق استخدام وسائل
ذخائر التواصل الاجتماعي. * غياب الموضوعية في الأفكار والآراء. التصميم والتحليل الإحصائي: وبالإشارة إلى بعض قنوات التواصل الاجتماعي ف إن ال ت واص ل ه ن ا ق د ت خ ط ي ح ي زه الاج ت م اع ي ال م ع روف، تعتبر هذه الدراسة من الدراسات المسحية عندما ظهر في الأفق نزاع بين المستخدمين التي تحاول حصر أعداد ونسب الطلاب الذين أنفسهم ،فمنهم من يرى أنه شأن خاص ،ومنهم يستخدمون وسائط التواصل الاجتماعي بقسم من يرى أن هنالك عدم مسؤولية في نقل وتبادل مقارنة الأديان -كلية العلوم الإنسانية -جامعة الأخبار والمعلومات ،وهذا إن دلّ إنما يدل على شكل بحري -السودان ،وذلك وفقاً للمتغيرات المعرفية الانحراف الذي ظهر في القيم والسلوك عند بعض والعلمية التي تختص باستخدام التكنولوجيا الشباب الذين يستخدمون هذا الموقع ،وما يؤكد الحديثة ،وللإجابة عن أسئلة الدراسة ، ،تم استخراج ذلك العدد غير المألوف التي ظهرت بها الموقع، نسبة من يستخدم وسائط التواصل الاجتماعي من وما يدور حولها من الأخبار غافلين قول رسول الله عينة الدراسة بشكل عام ،ومن ثم استخراج نسبة صلى الله عليه وسلم“ :من لقي أخاه بما يسره سرّه من يستخدم وسائط التواصل الاجتماعي حسب الله يوم القيامة” ،وعنه صلى الله عليه وسلم”:من متغيرات الدراسة ،ونسب الطلبة حسب طبيعة أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على المسلم ،أو أن تفرج عنه غم ًا أو تقضي عنه دين ًا أو تطعمه من الوسائط المستخدمة. جوع” .فالذي يدخل السرور في نفس المؤمن ييسر الله سبحانه وتعالى أمره يوم القيامة ،أ ّما الذين مجتمع العينة :يتكون مجتمع العينة من يلهون ويلعبون بقصد الترفيه والمؤانسة فهم يريدون التحيز وعدم المبالاة وذاك أخطر.وعلى طلاب قسم مقارنة الأديان -كلية العلوم الانسانية، ما سبق فالتواصل الاجتماعي وجهان لعملة واحدة، والبالغ عددهم ( )180طالب ًا وطالبة ،موزعين على فكما تقدم النفع للبشر ،أيض ًا تقدم المساوئ، مستويين (أولى +ثانية) ،وقد الاختيار بالطريقة ومنها الاستخدام السلبي للأدوات ،والتي تتمثل العشوائية الطبقية ،توزعت على متغيرات الدراسة في نشر الرذيلة والأفكار الهدامة المخالفة للشرع والقانون ،وإدمان الإباحية ،وانتهاك الخصوصية على النحو التالي: الفردية ،ونشر الشائعات ،والتطرف بشتى أنواعه، . 1الجنس :ذكور ( ،)75إناث (.)105 وخلق الصراعات الفكرية ،الأمر الذي يخلق نوع ًا .2المستوى الدراسي :أولى ( ،)40ثانية من التفكك الاجتماعي والانفصال ،بدل ًا من التواصل ()140 ب ال م ع روف. .3مكان السكن :مدينة ( ،)60قرية (.)120 أدوات جمع البيانات :من أجل تحقيق أهداف الدراسة ،تم إعداد مجموعة من الأسئلة التي عن طريقها تم جمع البيانات من خلال العينة المختارة ،فالسؤال حول هل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي اتصال أم انفصال؛ فإذا كانت الإجابة بنعم يجيب المفحوص عن السؤال الذي 19
يليه والمتعلق بالوسائط المستخدمة. الإجراءات :بعد إعداد مجموعة الأسئلة التي من خلالها تتم الإجابة عليها يمكن جمع البيانات الديموغرافية حول متغيرات الدراسة المختلفة وهي :الجنس (ذكور ،إناث) ،والمستوى الدراسي :أولى، ثانية ،ومكان السكن :مدينة وقرية ،ومن ثم وضع السؤال المتعلق باستخدام وسائط التواصل الاجتماعي فإذا كانت الإجابة بنعم يكمل المفحوص إجابة الاستبانة والمتعلق بطبيعة الوسائط المستخدمة ،حيث تم تقسيمها إلى :فيس بوك ،وتويتر ،ويوتيوب ،واتس ساب .ووسائط أخرى ،ثم تفريغ البيانات وتحليلها لاستخراج النسب حسب المتغيرات لأجل الإجابة عن فروض الدراسة. تحليل البيانات: للإجابة عن الأسئلة المختارة من الدراسة قام الباحث بتوزيع الاستبانة لمعرفة مدى استخدام طلبة قسم مقارنة الأديان كلية العلوم الإنسانية جامعة بحري لوسائط التواصل الاجتماعي ،ومن خلالها تم استخراج نسب وأعداد من يستخدم هذه الوسائط ومن لا يستخدمها. من الجدول ( )1يمكن ملاحظة أن نسبة الذكور الذين يستخدمون وسائط التواصل الاجتماعي أقل من نسبة الإناث ،فقد بلغ عدد الذكور الذين يستخدمون وسائط التواصل الاجتماعي ( )50ونسبتهم ( ،)%29,9بينما بلغ عدد الإناث ( )68ونسبتهم ( ،)%40,7وهناك فرق واضح بين نسبة الطلبة الذكور والإناث ،بينما بلغ عدد الطلبة الذكور الذين لا يستخدمون هذه الوسائط ( )15أي بنسبة( ،)%8,9بينما بلغ عدد الإناث الذين لا يستخدمون هذه الوسائط ( )35ونسبتهم (.)%20,9 20
ذخائر من الجدول( )2يمكن ملاحظة الآتي :أن طلاب المستوى الأول هم الأكثر استخدام ًا لوسائل التواصل الاجتماعي ،ونسبتهم( )%51,6مقارنة بالمستوى الثاني ،ونسبتهم(.)%15,43 من الجدول( )3يمكن ملاحظة الآتي :أن نسبة الطلبة الذين يستخدمون وسائط التواصل الاجتماعي هم الذين يسكنون المدن أكثر من أولئك الذين يستخدمونها ويسكنون القرى ،فقد بلغ عدد الطلبة الذين يستخدمون هذه الوسائط من سكان المدينة ( )55طالباً وطالبة ،ونسبتهم ( ،)%36,9بينما بلغ عدد الطلبة الذين يستخدمون هذه الوسائط من المناطق القروية ( )30طالباً وطالبة ،وهم يشكلون نسبة ( .)%20,1وكانت نسبة الطلبة الذين لا يستخدمون هذه الوسائط من الطلبة الذين يسكنون القرى أقل ممن يسكنون المدن ،فقد بلغ عددهم ( )23طالبا ،ونسبتهم ( ،)%15,5بينما بلغ عدد الطلبة الذين لا يستخدمونها من سكان المدن ( )12طالباً ،ونسبتهم ( ،)8,05ويعود هذه المفارقة إلى توفر الشبكات حول المدن دون القرى. 21
من الجدول ( )4يتضح أن أعلى نسبة كانت للطلبة الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ،حيث بلغ عددهم ( )60طالبا وطالبة ،ونسبتهم ( ،)%33,3بينما كانت أقل نسبة للطلبة الذين يستخدمون موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب ،وقد بلغ عددهم ( )12طالباً وطالبة ،أي بنسبة(.)%6,66 من الجدول( )5نلاحظ أن نسبة الذين يستخدمون قنوات التواصل لأجل التواصل الاجتماعي أكثر من الذين لا يستخدمون في كلا المستويين. 22
ذخائر مناقشة tالنتائج: أشارت نتائج الدراسة إلى أن نسبة الذكور الذين يستخدمون وسائط التواصل الاجتماعي ،كانت أقل من نسبة الإناث ،فقد بلغت نسبة الذكور ( ،)%29,9بينما بلغت نسبة الإناث ( ،)%40,7ويعود ذلك إلى أن الإناث أكثر تعرض ًا للضغوط الاجتماعية الذي تحكمه العادات والتقاليد ،مما يجعلهن أكثر استخدام ًا لمثل هذه الوسائط للخروج من الضغط الاجتماعي والنفسي. كما توصلت الدراسة إلى أن نسبة الطلبة الذين يستخدمون وسائط التواصل الاجتماعي بغرض التواصل أكثر من نسبة الذين يستخدمون في أغراض الترفيه والتسلية في المستويين الأولى والثانية ،بينما تقل نسبة الذين لا يستخدمون هذه الوسائط في السنة الثانية .كما بينت النتائج أن استخدام وسائط التواصل الاجتماعي يقل في القرى ويزداد في المدن لتوفر شبكات التواصل بشكل كبير ،ويزداد استخدامهم في المستوى الأول لأنهم يأتون من المدن ،فهم أكثر اهتماماً بالوسائل التكنولوجية الحديثة للتواصل مع الآخرين ،أو جمع المعلومات بطرق غير مباشرة بحكم تجربتهم الجديدة في الجامعة. خلاصة أكدتالدراسةإنلل ّتواصلالاجتماع ّيصورتان،صورةإيجابيةوأخرىسلبية،فمنالإيجابياتهوقيمةاجتماعيةلايستغنى منه الإنسان ،بل ستطيع كل فرد أن يخلق علاقة مع ذاته ومع الآخرين من حوله .أما الذين يستخدمون وسائط التواصل الاجتماعي من الجانب السلبي لا يقبلون الرأي الآخر ،ويعملون على إضاعة الوقت في التن ُّقل عبر صفحات المواقع .كما أنهم يتصفون بالعزلة الاجتماعية. ومن خلال تلك النتائج نخلص إلى التوصيات التالية: -تنمية المهارات الفكرية والإدراكية للطلاب من خلال الدروس التربوية والتعليمية. -إرشاد وتوجيه الطلبة في الاستخدام لوسائط التواصل الاجتماعي في الحصول على المعلومات التي تفيدهم في حياتهم العلمية والمعرفية. -نشر ثقافة الاهتمام بالمرجعيات الدينية والتشريعية في بناء علاقات التواصل الاجتماعي. الإسلامية. للثقافة بعنمشق ًارلالموجعابي اهلإة اسللتاهمديي،دواباتلوقايلتم احلدفيااضتلاةل.ماثلة إنشاء مواقع تهتم - إجراء دراسات أكثر - 23
خاتمة أكدت الدراسة إن لل ّتواصل الاجتماع ّي صورتان ،صورة إيجابية وأخرى سلبية ،فمن الإيجابيات هي: أ .التواصل قيمة اجتماعية لا يستغنى منه الإنسان. ب .التواصل فطرة طبيعية ،يستطيع كل فرد أن يخلق علاقة مع ذاته ومع الآخرين من حوله. الذين يستخدمون قنوات التواصل الاجتماعي ،هم الذين يتحكمون بين خيار الاتصال الإيجابي والسلبي. ت . إن مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو ح َّدين ،فالواجب على الشخص السوي أن َيستع ِمل هذه المواقع ث . للتواصل والتعارف ،وليس للتناحر والتطرف والانفصال. ج .التعرف على ثقافة الآخرين. ومن النتائج السلبية للتواصل الاجتماعي هي: عدم تق ُّبل الرأي الآخر ،وظهور النقاشات الحادة أحيان ًا بين الأطراف المتواصلة. .1 .2إضاعة الوقت في التن ُّقل عبر صفحات المواقع. .3ظهور ثقافة العزلة الاجتماعية. .4غياب الرقابة القانونية لرسائل التواصل الاجتماعي. . 5تفشي ثقافة التطرف والإرهاب. التوصيات: • تنمية المهارات الفكرية والإدراكية للشباب المسلم. • ضرورة تأسيس جهات رقابية لمعرفة ما يمكن نشره في قنوات التواصل الاجتماعي. • الاهتمام بالمرجعيات الدينية والتشريعية في بناء علاقات التواصل الاجتماعي. • إنشاء مواقع تهتم بنشر الوعي الإسلامي ،وبالقيم الفاضلة للإنسان. • ضرورة توجيه الخطاب الدعوي وفق مستجدات العصر. • مجابهة التهديدات والتحديات الماثلة للثقافة الإسلامية. 24
الهوامش ذخائر . السودان، كلية الآداب،ً جامعة بحري حاليا، جامعة جوبا سابقا، أستاذ مشارك- 1 .134 ص،2 ط، بيروت، دار الجيل. لسان العرب.)هـ1300( ابن منظور- 2 .2 ص،1 ط، جدة، مكتبة دار زهران. مقدمة في وسائل الاتصال.)م2001( لاكان، عبد الكريم- 3 .4 ص،1 ط، امدرمان، مطبعة جامعة القرآن الكريم.الاعلام السوداني.)م2000( هاشم، الجاز- 4 .13ص.المصدر نفسه.)م2000( هاشم، الجاز- 5 ، الرياض، دار القرآن الكريم للنشر والتوزيع. نحو تأصيل الدراسات الاتصالية.)م1994( سيد محمد، الشنقيطي- 6 .43 ص،1ط .51 ص،1 ط، الكويت، دار القلم. الاتصال بالجماهير والدعاية الدولية.)م1974( أحمد، بدر- 7 .125 : سورة النحل- 8 .11 : سورة الرعد- 9 .30 ص،1 ط، جدة، مكتبة دار زهران. مقدمة في وسائل الاتصال.)م2001( لاكان، عبد الكريم- 10 .17 ص،1 ط، الامارات، مكتبة الفلاح. مقدمة في الاتصال الجماهيري.)م2000( حسني، محمد نصر- 11 .12 ص،1 ط، القاهرة، دار الفكر العربي. أصول الإعلام الإسلامي.)م1964( إبراهيم، إمام- 12 .103 : سورة آل عمران- 13 .13 : سورة الحجرات- 14 Taylor, D. A., & Altman, I. (1987). Communication in interpersonal relationships:- 15 Social penetration processes. In M. E.Roloff & G. R.Miller (Eds.), Sage annual reviews of communication research: Vol. 14. Interpersonal processes: New directions in com- munication research (pp. 257–277). Thousand Oaks, CA: Sage Blackman, M. C., & Funder, D. C. (1998). The effect of information on consensus- 16 and accuracy in personality judgment. Journal of Experimental Social Psychology, 34, 164–181 Aron, A., Aron, E. N., & Smollan, D. (1992). Inclusion of Other in the Self Scale - 17 and the structure of interpersonal closeness. Journal of Personality and Social Psychol- ogy, 63, 596–612 Michael Haenlein (2010). “Users of the world, unite! The chal� ؛.Kaplan، Andreas M - 188 lenges and opportunities of Social Media”. Business Horizons 53 (1): 59–68. doi:10.1016/j. .bushor.2009.09.003. ISSN 0007-6813. 2010-09-15 Starzyk, K. B., Holden, R. R., Fabrigar, L. R., & MacDonald, T. K. (2006). The Per� - 199 sonal Acquaintance Measure: A tool for appraising one’s acquaintance with any person. Journal of Personality and Social Psychology, 90, 833-847 قائمة المراجع القرآن الكريم .1ط،القاهرة، دار الفكر العربي. أصول الإعلام الإسلامي.)م1964(إبراهيم،* إمام .1ط،الكويت،دار القلم. الاتصال بالجماهير والدعاية الدولية.)م1974(أحمد،* بدر .2ط،بيروت،دار الجيل. لسان العرب.)هـ1300(* ابن منظور .1ط،امدرمان،مطبعة جامعة القرآن الكريم. الإعلام السوداني.)م2000(هاشم،* الجاز .1ط،الرياض،دار القرآن الكريم للنشر والتوزيع. نحو تأصيل الدراساتالاتصالية.)م1994(سيدمحمد،* الشنقيطي .1ط،جدة،مكتبة دار زهران. مقدمة في وسائل الاتصال.)م2001(لاكان،* عبد الكريم .1 ط،الامارات،مكتبة الفلاح. مقدمة في الاتصال الجماهيري.)م2000(حسني،* محمد نصر Blackman, M. C., & Funder, D. C. (1998). The effect of information on consensus and * .accuracy in personality judgment. Journal of Experimental Social Psychology Aron, A., Aron, E. N., & Smollan, D. (1992). Inclusion of Other in the Self Scale and the * .structure of interpersonal closeness. Journal of Personality and Social Psychology Michael Haenlein (2010). «Users of the world, unite! The challen� ؛.Kaplan، Andreas M* * ges and opportunities of Social Media». Business Horizons 53 (1): 59–68. doi:10.1016/j. .bushor.2009.09.003. ISSN 0007-6813. 2010-09-15 Taylor, D. A., & Altman, I. (1987). Communication in interpersonal relationships: Social * penetration processes. In M. E.Roloff & G. R.Miller (Eds.), Sage annual reviews of com- munication research: Vol. 14. Interpersonal processes: New directions in communication .research (pp. 257–277). Thousand Oak 25
26
ذخائر التقاء القصائد ال َه ْو َس ِوَّية بالشعر العربي في المستوى الإيقاعي (شعر (إمفراجي) لعلي َن َمْن ِغ أنموذجا). د .محمد منصور جبريل1 27
ملخص يهدف البحث إلى كشف الغطاء عن التداخل اللغوي بين العربية وال َهوْ َس َّوِية في المستوى الإيقاعي حيث تأثر الشعر الهوسوي،المتمثل في نقل أسلوب نظم الشعر من اللغة الأولى إلى اللغة الثانية أضف إلى ذلك أن الشعر الهوسوي أخذ من.بالقصائد العربية من حيث الالتزام بالأوزان والقوافي وكان الاقتراض ناتجا عن العلاقات التجارية والدينية.العربية نظم الشعر المثلث والمخمس والمسبع مما أدى إلى إثراء المعجم الهوسوي بك ّم هائل من المفردات،والثقافية بين العرب وبلاد الهوسا العربية تمت بصلة إلى الحقل الديني والتجاري والاجتماعي والتربوي وغير ذلك من جوانب الحياة بل دخل على الكلام الأدبي، ولم ينحصر هذ الاقتراض بالكلام العادي النفعي فحسب.الإنسانية . كما سيتضح ذلك من قصيدة (إمفراجي) الهوسوية للشيخ علي نَ َمنْغِ َزاَرِيا،منظومه ومنثوره Abstract: This research intends to shed light on the effects of Arabic on Hausa lan- guage at the level of styles of delivery in poetry in terms of borrowing with particular reference to AliyuNamangi’s poetry. The study further exam- ines that Arabic language stands as a greatest donor of lexical items to Hausa which could be noticed in the field of religion, social, commercial, educational and other sectors of human life. These lexical items, which have already been adopted, are used by almost all members of society even unconsciously in their daily interaction without even realizing that some words are of Arabic origin. Finally, the researcher appeals for more relevant or similar pieces of research in comparative literature field for conveying different thoughts and developing humanity at large. Keywords: Arabic, Hausa, borrowing, lexical items. 28
ذخائر مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق الناس من ذكر وأنثى وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا فيما بينهم على اختلاف ألسنتهم وألوانهم .والصلاة والسلام على أفصح من نطق بالضاد نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين ،وبعد: فإن ما يهمني في هذا البحث هو ما يتعلق باللغة من ناحية الاقتراض الإيقاعي بين العربية والهَ ْوسَا 2الناتج بسبب التداخل اللغوي بين القصائد العربية والهوسوية منذ قديم من الزمن، الأمر الذي أدى إلى التقاء اللغتين في المستوى الموسيقي ،واقترضت الثانية من الأولى كما هائلا من المفردات ،مما ساعد على الالتزام بوحدة القوافي كما سيتضح ذلك في هذه الدراسة. وبما أن دراسة الصلات بين الشعوب وسيلة جوهرية مؤدية إلى كشف أوجه التشابه والتخالف بين الأمم وآدابها ،فإن الباحث سيوظف المنهج الأدبي المقارن بغية إبراز علاقات الأدب الهَ ْوسَوِي بالأدب العربي عبر النماذج المختارة من القصيدة الأولى الواردة في ديوان “إِمْ ِف ًراجِي” للشيخ علي َن َم ْنغِ زَاَ ِريا ،وذلك لأن “تأثر الآداب فيما بينها ظاهرة قديمة تستوي في ذلك الآداب القديمة والحديثة ،الشرقية والغربية3 ”. ومهما يكن من أمر ،فقد تأثر الشعر الهوسوي بالشعر العربي العمودي في صياغة الأفكار والمعاني والموسيقى .إذ ُن ّظِمت القصائد الهوسوية على الطويل والبسيط والرجز والمديد والوافر والمتقارب والرمل والكامل ،وغيرها من البحور الشعرية القديمة .كما انتشر بين شعراء الهوسا معرفة نظام الشعر المثلث والمخمس والمسبع .والتزموا كذلك بوحدة القوافي وفقا لمتطلبات نظام الشعر الهوسوي. 29
للتعلم اتصالا قويا ،حتى صارت القرون السالفة ،من أنواع الملابس العلاقة بين العرب بلاد الهوسا تضاهي تلك البلاد في والأواني والأدوات والأسلحة ،وغير وبلاد الهوسا: العقيدة والمذهب ،ومنهج الحياة ذلك مما يس ُد به حوائج البشر7. والتعليم ،مما ساعد على دخول وعن طريق هذه العلاقات التجارية، ومما هو جدير بالذكر ،أن لغة المفردات العربية بكثرة إلى لغة تعلم الشعب الهوسوي من العرب الهوسا اقترضت من العربية ما لا الهوسا .إذ كان عدد كبير من طلاب أسماء بعض السلع مثل :السرج يقل عن خمس مفرداتها ، 4وقد العلم يرتحلون لطلبه إلى تونس واللجام ،والس ّكر والقرنفل ،وغير كان هذا الاقتراض اللغوي ناتج والقيروان وفاس وطرابلس ،والأزهر ذلك؛ ونقلوها إلى معجمهم عن العلاقات التجارية ،والدينية الشريف ،مما أدى إلى تخصيص اللغوي بعد تحريف بسيط على والسياسة والثقافية بين العرب رواق لهم فيه يعرف بالرواق النحو التالي:السر ج((( �sird وبلاد هوسا؛ حيث أثبت المؤرخون ،iال ل ج ام(،)linzamiال س كّ ر((�su أن ملوكها السبع يرجعون في أصل ال َب ْرنَ ِوي في تلكم الآونة10. ،kariال ق رن ف ل(...،)kanunfari تكوينهم إلى رجل عربي مسلم هذا ،وإن الشيخ علي نَ َمنْغِ زاريا يكنى “أبا يزيد” الذي حُ ِرّف إلى(- قد وظف في قصائده الهوسوية وه ك ذا8. ”،)Bayajiddaوقال شيخنا آدم كلمات وتراكيب عربية بغية وقد أثبت المؤرخون أن أهل مدينة نمأج الكنوي أن اسمه هوذة ،نزح الوعظ والإرشاد .وكانت معظم كنو في شمال نيجيريا قد عرفوا من بغداد في أواخر القرن الثامن هذه الكلمات والتراكيب متعلقة الإسلامعلى أيدي الوناغرة الذين الميلادي ،وهام على وجهه في بتعبيرات دينية ،بحيث لا يختلف وفدوا إليها من مدينة كتشنة الأرض حتي وصل إلى َد ْورَه – وهي الشعب الهوسوي في استعماله لها المجاورة .وعرف الوناغرة الإسلام حكومة محلية تابعة لولاية َكتْ ِش َنةْ عن العرب ،أو أ ّي شعب مسلم آخر، على أيدي العرب والبرابرة .وع ّبر في شمال نيجيريا .-ثم أصبح فأصبحت التعبيرات وسيلة سهلة أحمد باب التمبكتي بأن بلاد برنو لنقل مضمون الشعر التعليمي، وكتشنة وزكزك ،قد أسلم أهلها منذ أحفاده ملوك هوسا السبع5.”.. يستوي عند تلقي معانيها العلماء القرن الخامس الهجري طوعا من ومن الجانب التجاري ،فقد كان وعامة الناس ،إلا ما ندر من بعض العرب والبرابرة والوناغرة 6يصلون المفردات التي تحتاج إلى الشرح غير استيلاء أحد عليها9. إلى بلاد الهوسا للبيع والشراء في ولقد قام الجانب الثقافي بدور أواسط القرن الثاني عشر الميلادي، و الإيضاح. ملموس في الالتقاء اللغوي بين مارّين على طريق القوافل الوافدة العربية والهوسا .ويتمثل هذا من تمبكتو إلى كتشنة ،ثم إلى التعريف بالشاعر: الجانب في الاهتمام بطلب العلم برنو .وكانت مدينة كتشنة أسبق المفروض على كل مسلم .ولقد بلاد الهوسا تح ّضرا؛ وقد قامت هو علي بن إسحاق ال َم ْنغِي ،نسبة كان الاتصال بين مسلمي نيجيريا بها سوق كبير تعرض فيه أنماط إلى قرية َم ْنغِ ،وهي قرية صغيرة بمصر وشمال إفريقيا والحجاز مختلفة من السلع الرائجة في تلك على بعد حوالي سبعة كيلومتر من مدينة زاريا-شمالي نيجيريا. 30
التعريف بالديوان :ذخائر المناطق النيجيرية12. وكانت ولادته في يوم الأربعاء من صفر ،سنة1314ه ،الموافق أما ديوانه الذي سماه “إمفراجي”، شعره: 1894م ،في عهد ملك زكْزَكْ فهو عبارة عن مجموعة قصائد ( .)kwasauوقد ك ّف بصره وهو مخمسة بلغت ألفا وخمسة عشر وقد مارس الشعر على إثر رحلاته ابن سنة واحدة على إثر مرض بيتا ،صاغها في تسع قصائد بائية التع ُلّمية حيث درس قصائد الجدري ،فع ّوضه الله بذكاء متوقد من البحر الرمل على نسق القصائد المديح والوعظ والإرشاد ،ومن وفكر ساطع .ولمّا بلغ ثماني بينها :قصيدة “البردة” للبوصيري، سنوات ،بعث به والده إلى مدينة ال ه وس وي ة. و”تخميس ابن المهيب” على زاريا طلبا للعلم .وكان يأتي إلى وقد عالجت القصائد أغراضا العشرينية و”جدّ العاجز” للشيخ المدينة فيأخذ العلم ثم يرجع إلى مختلفة ،وخاصة الأغراض المتصلة شئث بن عبد الرؤوف .وعلى إثر القرية بمساعدة من يقوده؛ وأحيانا بالشعر الصوفي ،بما فيهالمديح هذه القصائد نظم الشيخ علي نمنغ يأتي وحده بدون قائد ،مما يدل النبوي ،ومدح الشيوخ ،والزهد، قصيدته الأولى والتي سماها “كنز على ذكائه منذ أيام الصبا .وهكذا والتوسل وغير ذلك مما يمت بصلة العظيم” وهي قصيدة َهوْ َسوِية استمر على حالته حتى أخذ من تحتوي على أل َف ْي بيت .ثم نظم إلى أغراض تعليمية. بعدها القصيدة الثانية اسمها العلم ماشاء الله أن يأخذ. وقد نالت القصائد قبولا ورواجا لدى “ترجيم الشرير” وهي كذلك وقد قرأ على علماء كثيرين ،ومن الشباب والدارسين في شمالي قصيدة هوسوية 13،وبعدها نظم بينهم الشيخ إبراهيم والشيخ نيجيريا ،والدول المجاورة لها من الشاعر قصائد “إمفراجي” وهو غَ ْم ُبو والشيخ محمود ،الذي كان المتكلمين بلغة الهوسا أمثال: الديوان الذي نحن بصدد الحديث يكرر ذكره كثيرا في شعره ،والشيخ جمهورية النيجر ،والكمرون، شِ ْئثُ ،والشيخ جبريل ،والشيخ وتشاد ،وغانا ،وجمهورية أفريقية ع ن ه. خليل ،وكلهم علماء مشهورون وقد منحته جامعة أحمد بلُّو زاريا في مدينة زاريا-شمالي نيجيريا11. ال وس ط ى. دكتوراه الشرف اعترافا بالجميل وبعد ختم القرآن درس الشيخ وكانت القصائد ٌتنشر في الإذاعات على مجهوداته الجبارة في قرض علي نَمَ ْن ِغ كتبا كثيرة في شتى والتلفاز،والشبكات الإعلامية بغية الشعر ،وذلك في 2من شهر الميادين المعرفية بما فيهاكتب الوعظ والإرشاد والتسلية .وقد ديسمبر ،سنة 1978م .وقد نظم الحديث والفقه واللغة والتفسير قيل بأنه بدأ نظم قصائد الديوان شعرا خاصا بتلك المناسبة سماه: حتى أصبح عالما مفسرا للقرآن من أجل توجيه ابنته وصرفها عن (Wakar Murnar Samun الكريم .وقد ارتحل إلى شتى سماع الأغاني الملهية؛ فأصبحت المناطق طلبا للعلم .ومن بينها: القصائد جماعية بعد إنشائها .)Digirin Girmamawa ُه ْنقُيِ و َدب ْي و ُو ِشيشِ وغيرها من لغرض فردي .وإلى ذلك يقول توفي الشيخ علي نَ َم ْن ِغ َزاَرِيا يوم 27من أبريل ،سنة 1994م، ال ش اع ر: ”.Nai wa yata ne ajuji“15 وعمره 72سنة14. 31
من حيث هو إيقاع هو تقدير ما الإيقاعية والتركيبة كما سيتضح المعنى ”:نظمتها من أجل ابنتي لزمان النقرات ،فإن اتفق أن كانت ذلك فيما سيأتي: أَجُوجِي” .وقدطبع الديوان سنة النقرات منغمة كان الإيقاع لحنيا، وإذا كانت النقرات محدثة للحروف البنية الإيقاعية: 1972م. المنتظم منها كلام ،كان الإيقاع وقد تناول الشاعر موضوع الغزل، الإيقاع لغة مأخوذ من مادة وخاصة لما أح ّب فتاة في عهد ش ع ري ا”20. (و.ق.ع) ،يقال :وقع على الشيء أمير زاريا إبراهيم ،فكرهته الفتاة. ومجمل القول فإن الإيقاع يتمثل ووقع المطر بالأرض .والإيقاع :من ولعل سبب الكراهة يرجع إلى كونه في :توالي النقرات في أزمنة إيقاع اللحن والغناء ،وهو أن يوقع أعمى؛ وعلى الرغم من ذلك فإن محددة .ويستند علم الإيقاع في الشاعر قد فتن بعشيقته ،فقال ال م وس ي ق ى ال ع رب ي ة إل ى ع ل م ال ع روض الألحان ويبنيها 18. فيها قصيدة تبلغ ثمانين بيتا16. الذي استنبطه الخليل بن أحمد والإيقاع بالإنجليزية (:)rhythm كلمة من أصل يوناني( (�rhuth أثر اللغة العربية في الفراهيدي (718-791م)21. ،)mosوهي مشتقة من الفعل الديوان: ( )rheeinبمعنى ينساب أو .1الإيقاعالخارجي: يتدفق .وقد تطلق على ضبط تجدر الإشارة إلى أن قصائد توقيت النغمات في القطع الديوان “إمفراجي” ،للشيخ علي أ -الوزن: الموسيقية ،والأوزان في الأبيات نمنغ زاريا تأثرت تأثيرا ملموسا الشعرية ،وحركات أعضاء جسم بالشعر العربي العمودي من حيث يتماشى الشعر الهوساوي مع الإيقاع ،لما في القصائد الهوساوية الشعر العربي العمودي من حيث الإنسان في الرقص19. من الالتزام بالأوزان والقوافي ،أضف وحدة الوزن -في بعض الأحايين، والإيقاع مصطلح عرفه كثير من إلى ذلك أن الشاعر وظف مفردات وقد يرد التوظيف عفوا بلا تك ُلف ولا علماء الموسيقى منذ العصر وتراكيب عربية مقترضة إلى لغة تصنُع .حيث لاحظ الباحث أن هذا العباسي ،حيث يرى الكندي الهوسا على الرغم من اختلاف الأثر الإيقاعي في الغالب يرد في ( 805-873م) أنه مصطلح الشعر العربي عن الشعر الهوسوي جميع تفعيلات البيت ،إلا المصراع متعلق ب “النسبة الزمانية” عوضا من حيث البنية الأسلوبية ،وذلك الأخير الذي ينعزل تماما عن تلك عما اعتاد الناس تسميته إيقاعا. لأن اللغة في حقيقة أمرها تمثل وعليه بنى من تلاه من الفلاسفة، “نظاما من الكلمات التي ارتبط الوحدة الموسيقية. فهذا الفارابي (،)780-950 بعضها ببعض ارتباطا وثيقا تحتمه “فالإيقاع الوزني لا يعتبر شكليا أو يرى أن الإيقاع يتمثل في “النقلة مركبا عرضيا هامشيا ،وإنما هو جزء على النغم في أزمنة محددة في قوانين معينة لكل لغة” .17 من العلاقات التركيبية للغة الشعر، المقادير والنسب” .أما ابن سينا هذا ،وباعتبار اللغتين (العربية وبدونه تفقد اللغة شاعريتها، (ت1037.م) فيفرق بين إيقاع والهوسا) يستنتج الدارس أنهما وتخسر الدلالة الشعرية أهم اللحن وإيقاع الشعر “فالإيقاع يتحدان في بعض الظواهر قيمها ،فالاتحاد مع باقي العناص 32
,Gun mafificin mutunciذخائر ر والتكامل فيما بينها هو ما يعتبر العنصر الحاسم في تشكيل وحدة اللغة الشعرية”22. ,Da wani nasa don karimci ومن أمثلة ذلك قول الشاعر في مطلع القصيدة الأولى ,Wanda kab ba shugabanci في المديح النبوي: .Ya yi horo bada kangara ba ,Bismillahi majidi ,Nai nufin waka jadidi معنى البيت :اللهم سلم على خير الصالحين،الذي ,In yabon dannan hamidi ,Zu shafa yaumal mi,adi أوليته إماما ،وسلم على من سار على نهجه ،فقد أمر .Mai son sa ba zai bakin ciki ba23 معنى البيت :أبدأ نظم قصيدة جديدة بسم الله، بالطاعة بلا عصيان. وأمدح فيها ابنا حميدا ،صاحب الشفاعة يوم القيامة، الإيقاع :من الملاحظ أن الشاعر خالف الوزن في وكل من أحبه فلا يحزن. فالمصراع الأول من القصيدة سياق عربي بحت (بسم التفعيلة الثانية من المصراع الأول و الثالث ،كما الله المجيد) .فتبدأ الدراسة الإيقاعية من المصراع سيتضح ذلك فيما يلي: ال ث ان ي: ,Nai nufin wa\\ ka jadidi Rabbana yi\\ dadin amin\\ci َقا جَ ِدي ِدي\\ نَ ْي نُفِنْ وَا ثِ ْي\\ دَطِ ْن َأ ِمنْ\\ َر ْب َب َن ِا يي \\ه\\\\ه\\ه \\ه \\\\ه \\ه \\ه \\\\ه \\\\ه \\ه\\\\ه\\ه فاعلاتن فاعلاتن تن مفاعلن فاعلاتن In yabon dan\\ nan hamidi نَنْ َحمِيدِي \\ ِإ َْن ي ُبنْ َطنْ ,Gun mafifi\\ cin mutunci \\ه \\\\ه \\ه \\ه\\\\ه\\ه فاعلات ن فاعلاتن ِثنْ ُم ُت ْن ِثي \\ غُ ْن مَ ِفيفِي Zu shafa yau\\ mal mi,adi \\ه\\\\ه\\ه \\ه\\\\ه\\ ه َم ْل مِ َئا ِدي \\ ُذو َشفً َا يوْ \\ه\\\\ه\\ه \\ه\\\\ه\\ه ف اع لات ن فاعلات ن فاعلاتن فاعلاتن Da wani na\\ sa don karim\\ ci ومن هذه التفعيلات المكررة مرتين في كل مصراع داخلي ،يتبين للقارئ أن القصيدة من البحر الرمل. ِثي\\ َس دُ ْن َك ِرمْ \\ َد َونِي نَا واستمر الشاعر يقول: \\\\\\ه\\ه \\ه \\\\ه\\\\ه ,Rabbana yi dadin aminci تن\\ مفاعلن فعلاتن يلاحظ الانزياح الموسيقي في المصراع الأول و الثالث في التفعيلتين الثانية (مفاعلن) و الثالثة (تن). Wanda kab ba\\ shugabanci ُشو َغبَنْثِي \\ وَ ْن َد َكبْ بَا \\ه\\\\ه\\ه \\ه\\\\ه\\ه ف اع لات ن ف اع لات ن Ya yi horo\\ ba da kanga\\ ra ba َ يا يِ ُهو ُرو رَا َبا \\ بَا دَ َك ْن َغ \\ \\ه\\\\ه\\ه \\ه\\ه \\ه\\\\ه\\ه 33
Ku bi anna\\ bi ba da gar\\ dama ba فاعل\\ فاعلاتن فاعلاتن ُكبِ َأنْ َن َد َما بَا\\ بِبَا دَ غَرْ\\ واستمر الشاعر يقول: \\\\\\ه\\ \\\\ه\\\\ه \\\\ه\\ه ,Kafirai da sun fahimta م ت ف اع مفاعل\\ مفاعلن\\ ,Bin muhammadu ya kamata استمر الشاعر يقول: ,Ambato nasa ya gabata ,Gaisuwata ko ta dace ,Can ga attaura ku huta ,Gun ma’aikin nan da an ce .Ku bi annabi bada gardama ba ,Bisa son sa mu kau amince معنى البيت :لو فهم الكفار ،لكان ينبغي أن ينقادوا .Mai son sa ba zai bakin ciki ba لاتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،لما سبق من معنى البيت :أتفضل بالتسليم المناسب ،على البشارة به في التوراة ،انقادوا إليه يا جماعة لتهتدوا. الرسول المكرَم بالحب الدائم ،ولنتيقن بأن لا حزن ال ت ق ط ي ع: مع محبيه. ,Kafirai da\\ sun fahimta ال ت ق ط ي ع: كَا ِف َر ْي دَا سُنْ فَهِمْتَا\\ ,Gaisuwa ta\\ ko ta dace \\ه\\\\ه\\ه \\ه\\\\ه\\ه كُو تَ َداثي \\ غَيْ ُس َوا َتا ف اع لات ن ف اع لات ن\\ \\ه\\\\ه\\ه \\ه\\\\ه\\ه Bin Muhammad\\ ya kamata َ يا َكمَاتَا\\ فاعلاتن فاعلاتن ِبنْ ُمحَ ّم ْد Gun ma’aikin\\ nan da an ce \\ه\\\\ه\\ه \\ه\\\\ه\\ه نَ ْن دَ َأنْثى \\ ُغ ْن مَْأَيكِ ْن فاعلاتن\\ فاعلاتن \\ه\\\\ه\\ه \\ه\\\\ه\\ه Ambato nas\\ ya gabata َ يا غَ َباتَا\\ َأمْبَ ُتو َنسْ ف اع لات ن ف اع لات ن Ran musulmi\\ kar shi sance \\ه\\\\ه\\ه \\ه\\\\ه\\ه كَرْ ِش سَ ْنثى \\ رَ ْن ُم ُس ْل ِمي فاعلاتن\\ فاعلاتن \\ه\\\\ه\\ه \\ه\\\\ه\\ه Can ga attau\\ ra ku huta ف اع لات ن ف اع لات ن رَا كُهُو َتا\\ َث ْن غَ َأتْ َتوْ Bisa son sa\\ mu kau amin\\ ce \\ه\\\\ه\\ه \\ه\\\\ه\\ه بِسَ ُس ْن سَا ثى\\ مُكَ ْو أَمِنْ \\ ف اع لات ن ف اع لات ن \\\\\\ه\\ه \\ه \\\\ه\\\\ه والتفعيلات متساوية ،غير أن الكلمتين( (�muham ف ع لات ن عل\\ مفاعلن maduو )nasaحُذفت منهما الحركتين ()a,u .Mai son sa\\ ba zai bakin\\ ciki ba لمناسبة استقامة الوزن .والمصراع الأخير ،خارج عن مَ ْي سُ ْن سَ ِثكِي بَا \\ بَزَ ْي بَقِنْ \\ النمط المألوف ،لما فيه من الانزياح الصوتي: 34
من حيث الالتزام بوحدة القوافي .وكانت قافية الشعر ذخائر \\ه\\ه\\ \\\\ه\\ه \\\\ه\\\\ه الهوساوي مقسمة إلى القافية الداخلية ،والقافية الخارجية .أما القافية الداخلية فتتمثل في المقطع مستفع مفاعل مفاعلن الأخير من الكلمة الأخيرة في المصراع غير الأخير من كل بيت. فيلاحظ الانزياح الموسيقي في التفعيلة الثانية والقافية الخارجية كما عرفها الخليل بن أحمد الفراهيدي :هي من آخر البيت إلى أول ساكن يليه والثالثة من المصراع الرابع ،وكذلك المصراع الخامس مع المتحرك الذي قبل الساكن .وقال الأخفش :هي آخر كلمة في البيت أجمع ،وإنما سميت قافية لأنها والأخير من البيت الثالث ،قد خرج تماما عن النسق تقفو الكلام :أي تجيء في آخره27. وقد لعب عامل الالتزام بوحدة القوافي دورا ملموسا المألوف من تفعيلات القصيدة كما ظهر في التقطيع. في توظيف المفردات العربية في القصائد الهوساوية. من خلال ما سبقُ ،يستنتج ان الشعر الهوسوي يتفق ومن أمثلة ذلك قول علي نَمَ ْن ِغ في المديح النبوي: ,Shi mutum ne mai hanana مع الشعر العربي العمودي في الالتزام بوحدة الوزن ,Gun musulmi ba hiyana ,Zuciya tasa ga i,ana والقافية ،ويختلف الشعر الهوسوي عن نظام الشعر ,Ga kiyayewar amana .Shi bai taba saba al,kawar ba العربي في التزامه بالقوافي الداخلية الواردة في نهاية المعنى :هو الرجل الحنون ،وليس بخائن بل معين لغيره وأمين ،ولم يخالف عهدا قط. كل مصراع من أبيات القصيدة عدا المصراع الأخير، فكلمات القوافي الداخلية( ( = hananaالحنانةhi�، = yanaالخيانة = i,ana،الإعانة=amana، حيث كان موضعا للقافية الخارجية ،وتخرج تفعيلاته الأمانة) كلها عربية استعملت في قصيدة الهوسا لتجانس موسيقى القوافي الداخلية ،وبجانب هذا عن نظام تفيلات البيت. الأثر الموسيقي هناك أثر دلالي متمثل في إثراء معجم الهوسا بمفردات مقترضة من العربية ،وقد ب-القافية: أفادت في اللغة الثانية دلالاتها الأولى المنقولة من ال ع رب ي ة. تتمثل القافية في المقاطع الصوتية الواردة في آخر ويستنتج من البيت السابق أن القافية الخارجية وردت في المقطع الأخير من المصراع الخامس كل بيت من أبيات القصيدة ،وهي المقاطع التي يلزم (،)ba.وعلى هذا النسق وردت في جميع أبيات ترديد نوعها في كل بيت24. أما القافية في الشعر الهَوْ َسوِي ،فتكون في المقطع الأخير منالكلمة الأخيرة من البيت ،وتسمى بالقافية الخارجية )amsa amon waje(25 ويختلف الشعر الهوسوي تماما عن الشعر العربي في نظام القوافي الداخلية .ويقصد بالقافية الداخلية في الهوسا :صوت المقطع الأخير من كل مصراعما عدا المصراع الأخير من البيت .وتسميamsa( : .)amon ciki26بمعنى :القافية الداخلية .فمثلا إذا كانت القصيدة مثلثة تكون القافية الداخلية في المقطعَيْن الأخيرين من المصراعين الأول والثاني،وإذا كانت القصيدة مخمسة ،فتكون القوافي الداخلية في المقاطع الأخيرة من المصراعات الأربعة الأولى من القصيدة. لقد تأثر الشعر الهوسوي بالشعر العربي العمودي 35
خليل ،قلبت الخاء المعجمة هاء، الأولى ،للشيخ علي نَ َمنْغِ يستنتج قصائد الديوان .وبذلك يمكن وهو الصوت البديل من الخاء الذي القارئأن الشاعر وظف أنماطا من الجزم بأن القصائد كلها بائية، خلت عنه اللغة الهوسوية في القوافي الداخلية وفقا لمتطلبات الشعر الهوسوي ،ومن أثر القوافي لكون رويها باء. معجمها اللغوي. الداخلية في اقتراض الكلمات ُ يستنتج مما سبق ،أن الشعر وبجانب الوحدة الموسيقية المؤازرة الهوسوي يلتزم بوحدة القوافي لموسيقى الإطار هناك طاقات العربية قول الشاعر: الداخلية المتمثلة في المقطع دلالية ترمي إليها كلمات القوافي، ,Ka ji mai wakar hululu الأخير في كل مصراع سوى وسيُلمس ذلك في اختيار الشاعر Tuba zanka yabon المصراع الأخير من جميع أبيات للكلمات العربية الدالة على مكارم القصيدة ،بخلاف الشعر العربي، أخلاق الرسول صلى الله عليه ,rasulu حيث ترد في صدر البيت ،وفي ,Musdafa jikan halilu حشوه ،وفي عجزه ،إذهي مؤازرة وسلم ،حيث قال: ,Gobe ka sha salsabilu للقوافي الخارجية .كقول عنترة بن ,Shi mutum ne shi karimi Wanda ya firuwan zuma ,Mai yawan hakuri halimi شداد العبسي: .da gumba يا دار عبلة بالجواء تكلمي ,Ya abokina asimi والمعنى :أن الشاعر يدعو إلى نبذ وعمي صباحا دار عبلة ,In ka so ka zamo salami شعر المجون ،فيطلب من صاحبه Yabi annabi bad a بأن يتوب ويلتمس بديلا منه واس ل م ي بالمديح النبوي ،المصطفى حفيد .sunkuye ba إبراهيم الخليل ،ليظفر يوم القيامة فتكون القافية الداخلية في معنى البيت :كان الرسول صلى بالسلسبيل ،وهو شراب أحلى من المقطعين الطويلين (مِي) ،تؤازر الله عليه وسلم رجلا كريما حليما، العسل والدقيق المعجون الحلو. مسيقى القافية الخارجية ( ِمي). يا صديقي العصيم ،إن أردت أن والكلمات التي تحتها خ(ط(�hulu تكون سالما ،فامدح الرسول بلا lu,rasulu,halilu,salsabi- . 2الإيقاعالداخلي: ),luكلها عربية اقترضها الشاعر ان ق ط اع. لتناسب قوافيه الداخلية .ويلمس تجدر الإشارة إلى أن هناك وحدات يستنتج من البيت السابق ،أن منها تحريف بسيط من حيث نغمية مؤازرة لموسيقى الوزن كلمات القوافي الداخليةsala�( (: النطق بالكلمتين :الأول:ىhu�: والقافية.وتتمثل هذه الإيقاعات mi, asimi,halimi,karim- =,luluفضول ،قلبت الفاء هاء في جرس صوتي صادر عن تكرار ،),iكلها صفة .والموصوف لفظين في المقطع الأول ،والضاد لاما في صوتي ولفظي ،من جناس وتصدير هَ ْوسَاويين يتثملان في قوله: المقطع الثاني ،للتوافق مع النطق وتصريع وغيرها من الوحدات ( )mutum,abokinaبمعنى: الهوسوي .والثانية= ,halilu: الإيقاعية التي تساعد على إبراز صديقي ،رجل. جماليات النص ومعانيه28. وهناك نمط إيقاعي داخلي يتمثل وبالرجوع إلى قصيدة الانفراج 36
In mu ka rabo ba ka rasaذخائر في الطاعة وبر الوالدين ،ولا يزال في التكرار الاستهلالي المقرون ba.29 الباب مفتوح لكل من توسل به. بالنداء ،وقد وظفه الشاعر بغية معنى البيت :يدعو الشاعر الرسول فالكلمات التي تحتها خط أساليب التعظيم ،حيث قال: صلى الله عليه وسلم ،ويصفه بأنه ندائية تفيد تعظيم الممدوح ،وهي ,Ya matsera ya madafa أكرم الكرماء ،وهو كافل اليتامى مصحوبة بشحنات موسيقيةمؤازرة ,Ya mafi tausan mahaifa إلى أن يبلغوا س َّن الرشد ،فيرجو لإيقاعات البيت أفقيا وعموديا ،مما Ya matsamin wanda أن ينال القبول في حضرته عليه اكسى البيت رونقا وجمالا. -yaffa ال س لام. ومن ذلك قوله: ,Da zurfi, tamu kofa ُ يلمس من البيت السابق أن Da take hannunka ba a الشاعر اقترض من العربية النداء ,Ya mafificin fiyayyu بالياء بغية تعظيم الممدوح حيث ,Ya mafi renon marayu .rufe ba ناداه نداء البعيد ( )yaللدلالة على Y’an kanana har su معنى البيت :أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الملجأ والمنجى بُعد منزلته. ,shiryu عند الشدائد ،وهو المثل الأعلى ,Rungume ni ka ce aliyu الخاتمة تجدر الإشارة إلى أن الشيخ علي نمنغ زاريا قدتأثر بالشعر العربي في المستوى الإيقاعي في شعره، وخاصة ما يمت بصلة إلى القصيدة الأولى الواردة في ديوان (إمفراجي) .وقد نظمها الشاعر على نمط الشعر العربي العمودي من حيث وحدة الوزن والقافية ،حيث أنها بائية من البحر الرمل. وقد لعب عامل الالتزام بالقوافي الداخلية دورا فعالا في اقتراض الكلمات العربية بنسبة كبيرة وضمها إلى النظم الهوسوي مما أدى إلى مزيد من الثراء الموسيقي في أبيات القصيدة. وفيما يتعلق بالتكرار الكلمي ،فقد وظف الشاعر التكرار الاستهلالي المقرون بالنداء ،مما أسهم في إثراء الجو الإيقاعي والدلالي في القصيدة. وقد توصل البحث إلى نتائج منها مايلي: .1نسج الشيخ علي نمَ ْنغِ قصيدته على منوال الشعر العربي العمودي من حيث الالتزام بالوزن وال ق اف ي ة. . 2لقد ساعد عامل الالتزام بالقوافي الداخلية دورا فعالا في الاقتراض من الألفاظ العربية وضمها إلى معجم الشعر ا َلهوْ َسوِي. . 3وظف الشاعر أنماطا من التكرار الاستهلالي المقرون بالنداء ،مما أكسى القصيدة ثوبا أنيقا من الناحية الموسيقية والدلالية. وأخيرا يوصي الباحث إخوته الدارسين بأن يشمروا عن سواعد الجد في البحث والتنقيب عن إنتاجات علمائنا الأجلاء بغية إبراز مجهوداتهم القيمة في تطوير الثقافة العربية والإسلامية. 37
الهوامش - 1قسم اللغة العربية ،جامعة بايرو ،كنو ،نيجيريا. - 2الهوسا :لغة تشادية من العائلة الأفرو آسيوية ،يتحدثها خمسون مليون شخص كلغة أولى .وثلاثون مليون شخص كلغة ثانية .وأغلب المتحدثون بها موجودون في جمهورية النيجر وشمال نيجيريا .وتبث الإذاعات العالمية مثل بي بي سي، وصوت أمريكا ،وإذاعة فرنسا برامجها بهذه اللغة. - 3درويش ،أحمد (الدكتور) ،نظرية الأدب المقارن وتجلياتها في الأدب العربي ،دار غريب للطباعة والنشر ،القاهرة، 2002م6: - 4أبوبكر ،علي (الدكتور) ،الثقافة العربية في نيجيريا ،ط ،2دار الأمة ،كنو-نيجيريا2014 ،م414-416: - 5الإلوري ،آدم عبد الله ،الإسلام في نيجيريا ،ط ،2د.م1978 ،م31: - 6عائلة من بطون قبائل مالي ،اشتهروا بالصيرفة وتجارة الذهب في غرب أفريقيا. - 7المرجع نفسه31: - 8إمام ،أحمد أبو بكر ،مشاكل التعبير في اللغة العربية لدى الهوسوي ،بحث تكميلي مقدم إلى قسم اللغة العربية جامعة بايرو ،كنو ،للحصول على الليسانس في اللغو العربية1993 ،م26: - 9المرجع نفسه32 - 10المرجع نفسه49: - 11إ براهيم ،عبد القادر لاميطو ،دالية اليوسي وتأثر العلماء بها في نيجيريا نموذج الشيخين :عبد الله بن فودي وعلي نمنغي ،بحث تكميلي مقدم إلى شعبة اللغة العربية ،قسم اللغات النيجيرية والأفريقية ،كلية الآداب ،جامعة أحمد بلو ،زاريا- نيجيريا ،سنة 2000م.114-116: Sankalawa, Dahiru Hussaini, Kwatanta Wasu Wakokin Aliyu Namangi Da Takwaror� - 122 insa Na Sani Yusuf Ayagi, Kundin Bincike Wanda Aka Gabatar Domin Cika Wani Bangare Na <Ka’idodin Neman Digiri Na Farko A Fannin Hausa< Sashen Koyar Da Harsunan Najeriya Jam’ar Bayero< Kano, 2006 :14 - 13المرجع نفسه16: - 14المرجع نفسه20: Namangi, alhaji aliyu, wakokin imfiraji, NNPC,zaria, 196212 - 15 - 16إبراهيم ،عبد القادر لاميطو ،المرجع السابق.118: - 17الحسيني ،حمادة محمد عبد الفتاح ،المصاحبة اللغوية وأثرها في تحديد الدلالة في القرآن الكريم .بحث علمي مقدم إلى كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين ،جامعة الأزهر ،تكملة لمتطلبات الحصول على الدكتوراه في اللغة العربية ،القاهرة 2007م.14-16 : - 18الأنصاري ،جمال الدين ابن منظور ،لسان العرب ،ط ،3دار صادر ،بيروت1414 ،ه408\\8: https:\\\\ara.wikipedia.org=16-06-2007،4:07am - 19 - 20المرجع نفسه. - 21المرجع نفسه29: - 22الحنفي ،معاذ محمد عبد الهادي ،البنية الإيقاعية في الشعر الفلسطيني المعاصر :شعر الأسرى أنموذجا ،رسالة قدمت إلى قسم اللغة العربية ،الجامعة الإسلامية-غزة ،تكملة لمتطلبات الحصول على الماجستير في اللغة العربية ،تخصص الأدب والبلاغة والنقد2006 ،م137: Namangi, alhaji aliyu, wakokin imfiraji, NNPC zaria , 1962 :1 - 23 - 24عتيق ،عبد العزيز (الدكتور) ،علم العروض والقافية ،ط ،1دار الآفاق العربية2006،م108: ،,Sankalawa, Dahiru Hussaini - 25المرجع السابق36: - 26المرجع نفسه34-36: - 27التبريزي ،الخطيب ،الوافي في العروض والقوافي ،ط ،2دار الفكر ،دمشق1974 ،م37: www.diwanalarab.com=31-12-2016 - 28 ,Namangi, alhaji aliyu - 29مصدر سابق8: 38
قائمة المراجع ذخائر -الإلوري ،آدم عبدالله ،الإسلام في نيجيريا ،ط ،2د.م1978 ،م. -الأنصاري ،جمال الدين ابن منظور ،لسان العرب ،ط ،3دار صادر ،بيروت1414 ،ه. -التبريزي ،الخطيب ،الوافي في العروض والقوافي ،ط ،2دار الفكر ،دمشق1974 ،م. -درويش ،أحمد (الدكتور) ،نظرية الأدب المقارن وتجلياتها في الأدب العربي،دار غريب للطباعة والنشر،القاهرة، 2002م. -عتيق ،عبد العزيز (الدكتور) ،علم العروض والقافية ،ط ،1دار الآفاق العربية2006،م. الرسائل الجامعية: -إمام ،أحمد أبو بكر ،مشاكل التعبير في اللغة العربية لدى الهوسوي ،بحث تكميلي مقدم إلى قسم اللغة العربية جامعة بايرو ،كنو ،للحصول على الليسانس في اللغو العربية1993 ،م. -إ براهيم ،عبد القادر لاميطو،دالية اليوسي وتأثر العلماء بها في نيجيريا نموذج الشيخين :عبد الله بن فودي وعلي نمنغي ،بحث تكميلي مقدم إلى شعبة اللغة العربية ،قسم اللغات النيجيرية والأفريقية ،كلية الآداب ،جامعة أحمد بلو، زاريا-نيجيريا ،سنة 2000م. -الحسيني ،حمادة محمد عبد الفتاح،المصاحبة اللغوية وأثرها في تحديد الدلالة في القرآن الكريم .بحث علمي مقدم إلى كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين ،جامعة الأزهر .تكملة لمتطلبات الحصول على الدكتوراه في اللغة العربية، القاهرة 2007م. -الحنفي ،معاذ محمد عبد الهادي،البنية الإيقاعية في الشعر الفلسطيني المعاصر :شعر الأسرى أنموذجا ،رسالة قدمت إلى قسم اللغة العربية ،الجامعة الإسلامية-غزة ،تكملة لمتطلبات الحصول على الماجستير في اللغة العربية ،تخصص الأدب والبلاغة والنقد2006 ،م. -عمران ،عبد نور داود،البنية الإيقاعية في شعر الجواهري ،بحث علمي مقدم إلى كلية الآداب ،جامعة الكوفة ،تكملة لمتطلبات الحصول على الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها2008 ،م. المقابلة الشخصية: -مقابلة شخصية مع الأستاذ الدكتور بلو أحمد سليم .قسم اللغات النيجيرية ،جامعة باير ،كن-نيجيريا ،الأربعاء: 2016\\10\\12م ،الساعة ،12:30:نهارا ،في مكتبه بالجامعة. المراجع الأجنبية: Sankalawa, Dahiru Hussaini, Kwatanta Wasu Wakokin Aliyu Namangi Da Takwarorin� - sa Na Sani Yusuf Ayagi, Kundin Bincike Wanda Aka Gabatar Domin Cika Wani Bangare Na Ka’idodin Neman Digiri Na Farko A Fannin Hausa< Sashen Koyar Da Harsunan Naje- .riya< Jam’ar Bayero< Kano, 2006 .Namangi, alhaji aliyu, wakokin imfiraji, NNPC,zaria, 1962 - المواقع الإلكترونية: www.diwanalarab.com=31-12-2016- https:\\\\ara.wikipedia.org=16-06-2007,4:07am- 39
40
ذخائرالنص بين النقد الثقافي وسيميائيات الثقافة المفهوم وآليات المقاربة د .علوي أحمد الملجمي1 41
ملخص النقد الثقافي وسيميائيات الثقافة ينطلقان من الثقافة ويهدفان إلى تحليل النص في ضوئها؛ ولذلك خلط بعض الدارسين العرب بينهما؛ فعلى مستوى التأطير الأبستمولوجي والتحليل الإجرائي َثمَّ َة مشكلة تواجه القارئ العربي في التفريق الدقيق بينهما؛ لأنهما وإن اتفقا في الخلفيات فإنهما يختلفان في المفهوم والأدوات والمفاهيم وآليات المقاربة .ويسعى البحث إلى إبراز التمايزات بينهما اعتمادًا على المنهج الوصفي. فالنقد الثقافي مفهوم مستقل ومختلف تما ًما عن سيميائيات الثقافة .كما أن نظرتهما للنص مختلفة؛ فالنقد الثقافي يرى فيه وعا ًء لأنساق الثقافة ،وحيلة تمرر الثقافة من خلالها أنساقها المضمرة .وسيميائيات الثقافة تنظر إلى النص بوصفه نظا ًما دا ًل يتقاطع مع أنظمة الثقافة الأخرى داخل الفضاء السيميائي. والنقد الثقافي – في أحد اتجاهاته – يهدف إلى إظهار عيوب النسق (القبيحات) ،ويرفض جمالياته التي يرى أنها حيلة لإخفاء عيوب الثقافة النسقية .ويرى اتجاهه الآخر أن النسق يشكل قيمة جمالية بالإضافة إلى قيمته الثقافية .وتسعى سيميائيات الثقافة إلى إظهار جمالية الإنتاج والتلقي التي تتم عن طريق التقاطعات التي تقوم بها علامات النص مع أنظمة النص الأخرى .لذلك فإنها تقارب النص وف ًقا لذلك؛ لما يشكله ذلك من تعقي ٍد يسببه التشويش على النظام الأول (اللغوي)؛ بسبب التداخلات التي تعيد تشفير النص .والنقد الثقافي يقارب النص من خلال البحث عن النسق والجملة النوعية التي ينبثق منها؛ ومن ثَمَّ إعطاء النسق وظيفة/دلالة نسقية ،وإعطاء النص قيمة ثقافية. Abstract: Cultural criticism and semiotics of culture spring from culture and aim to analyse the text under the realm of it, hence some Arab researchers have mixed the two fields up. In fact, these fields differ in respect of tools, concepts and approaching manners in spite of having common backgrounds. Conse- quently, this research is conducted to shed lights on the differences between these cardinal domains adopting the descriptive method of data analysis. The research finds that cultural criticism appears to be completely different from semiotics of culture in terms of treating texts. It also considers the text as a background of different cultural systems and a bridge through which culture transfers the embedded symbolic themes and messages. Semiotics of culture however views the text as an indicative system that concurs with different cul- tural systems in respect of semiotics. Keywords: culture, criticism, semiotics. 42
ذخائر مقدمة اتجهت الدراسات النقدية في مرحلة ما بعد الحداثة (ما بعد البنيوية) إلى التخلي عن مفهوم النص المغلق ،والتأويلات المحايثة ،وموضة الشكلانية ،واتجهت إلى ربط النص بمحيطه ،تبحث عن النص في العالم ،وعن العالم في النص ،إنتاجًا وتأويلً .وقد أنتجت هذه المرحلة كثي ًرا من النظريات والمناهج التي سعت إلى مقاربة النص وتأويله .وقد اتفقت هذه المناهج في بعض مشاربها وأهدافها ،وتلاقحت عبر مسيرتها ،حتى إن بعض الدارسين ليج َد صعوبةً في التفريق بينها .ومن مناهج ما بعد الحداثة النقد الثقافي وسيميائيات الثقافة ،والذي يجمع بينهما هو (الثقافة)؛ لذلك خلط بعض الباحثين بينهما نظ ًريا وممارس ًة ،والحقيقة أنهما كيانان مستقلان عن بعضهما .فللنقد الثقافي أسسه ومفاهيمه وآلياته المختلفة عن أسس السيميائيات الحديثة (ومنها سيميائيات الثقافة) ومفاهيمها واشتغالاتها .والبحث يهدف إلى توضيح هذا اللبس ،وتقديم تأطير إبستمولوجي أكثر دق ًة ووضو ًحا ،وإبراز خصوصية كلٍ منهما، وخاصة فيما يتعلق بمفهوم النص وجمالياته ومقاربته. تتمثل إشكالية البحث إ ًذا في الخلط الأبستمولوجي والإجرائي أحيا ًنا بين النقد الثقافي وسيميائيات الثقافة في الدرس العربي .ويمكن أن يعود هذا الخلط إلى أن الثقافة تجمعهما منطل ًقا وغاية .وتجلت هذه الإشكالية عند بعض الدارسين في عدم التفريق بين نظرة ك ٍل منهما للثقافة والنص ،وعلاقة ك ٍل من الثقافة والنص بالآخر ،وفي الخلط بين المفاهيم والأدوات لكلٍ منهما؛ بوضع مفاهيم المنهجين وأدواتهما في سلة إجرائية واحدة ،أو استخدام مفاهيم أحدهما وآلياته للآخر .ويمكن إجمال الأسئلة شكلتها مشكلة البحث في الآتي: -ما أسباب الخلط بين النقد الثقافي وسيميائيات الثقافة في الدرس العربي؟ وما أوجه الفرق بنهما؟ وما علاقة ك ٍل منهما بالثقافة والنص؟ وما مفهوم النص بالنسبة لكلٍ منهما؟ وما هي المفاهيم والمصطلحات التي يرتكز عليها كل منهما؟ وما علاقة كل منهما بجمالية النص؟ وكيف يقارب ك ٌل منهما النص؟ 43
لهم»)3 (.وكانت وما زالت الثقافة هد ًفا لكثير من تمهيد :الثقافة :المفهوم الدراسات من تخصصات مختلفة .كالأنثروبولوجيا وإشكالية المقاربة: وعلم الاجتماع وعلوم الفلسفة وغيرها من العلوم التي تسعى إلى مقاربة الظاهرة الثقافية ودراستها، الثقافة cultureمن الإشكاليات الأكثر تعقيدًا في هذا الوجود؛ فهي مفهوم عص ّيٌ على التحديد والتأطير. وإن كان كل علم ينظر إليها من زاوية تخصصه. وأقل ما يمكن قوله إنها بالغة التعقيد ،أثارت وما زالت أما في الدراسات النقدية والأدبية؛ فإن هناك مناهج كثيرًا من التساؤلات حول ماهيتها وحدودها ،كما نصية سعت لمقاربة الثقافة من خلال النص أو من جلبت إليها كثي ًرا من التخصصات لدراستها ومحاولة خلال ربط النص -بوصفه نظامًا دلاليًا -بالأنظمة اكتشاف أسرارها واستجلاء غوامضها .وقد جاء هذا الدلالية الثقافة الأخرى .إنها مناهج تنطلق من النص الاهتمام من طبيعة الثقافة نفسها؛ حيث فرضت إلى الثقافة متوسلةً بالثقافة للوصول إلى حقيقة نفسها فاعلً أساس ًيا في الكون في كل المجالات؛ النص .ومن أهم هذه المناهج :النقد الثقافي/التحليل فإذا كان الكون/الوجود يوصف بأنه ثقافي ،والثقافة الثقافي ،وسيميائيات الثقافة .هذان المنهجان توصف بأنها كونية (مع عدم إهمال الفرق بين الثقافة ثقافيان لك ّنهما نصيين (يدرسان النص الأدبي)، الخاصة والعامة)؛ فإن هذا يعني أننا أمام ك ّلٍ معقد وهما يقاربان الثقافة إما بوصفها ن ًصا ،أو خلفيةً ومهيمن ويتسرب إلى كل الأشياء (الكل الموجود في للنص وامتداد له في حالتي الإنتاج والتأويل ،أو نسقًا فاع ًل في النص .ويتضح من أسميهما مدى صلتهما الكل) من خلال تمظهرات مختلفة. بالثقافة؛ بحيث ُنسِب النقد والسيميائيات إلى يصعب سرد كل ما قيل عن الثقافة في هذا المدخل الثقافة .وبسبب هذه التسمية وبسبب التقارب بين البسيط؛ لذا سأقتصر على تعريف متداول وشامل هذين المنهجين في بعض الخلفيات والأدوات ،يخلط ُ يع ِرّف الثقافة بأنها« :ذلك الك ّلُ المركب الذي بعض الدارسين العرب بينهما في الجانب التنظيري يتألف من كل ما نفكر فيه ،أو نقوم بعمله ،أو نمتلكه وأكثر من منه في الجانب الإجرائي التطبيقي .ولهذا كأعضاء في مجتمع»)2 (.والتعريفُ يعطي الثقافة اللبس الذي صاحب تلقي منهجين من أهم مناهج صفات الكلية والتركيب والتأليفية؛ فهي تتكون من ما بعد الحداثة؛ فقد أراد الباحث أن يسهم في رفع عناصر شتى ،منها الفكري كالمعتقدات والأفكار هذا اللبس وتوضيحه من خلال عرضه لمفهوم النص والتصورات ،ومنها السلوكي كالعادات والمشاعر والأخلاق والميول والرغبات ،ومنها المادي كاللغة وخصائصه وكيفية مقاربته في المنهجين. والمهارات والخبرات .فهي ك ٌل مركب من كل ما اصطلح عليه المجتمع وم َّيزه عن غيره .وهو ما يعني المبحث الأول :النقد الثقافي أن الثقافة واحدة ومتعددة في الآن نفسه ،واحدة في وسيميائيات الثقافة :الخلفيات عمومها ،متعددة في أنماطها «فهناك ثقافة إنسانية تميز البشر جمي ًعا ،وهناك في الوقت نفسه ثقافة والأدوات: محلية تميز أهل قرية ما عن أهل القرية المجاورة .1النقد الثقافي: النقد الثقافي( )4والتحليل الثقافي وجماليات الثقافة 44
من أجل الوصول إلى مقاربة الظاهرة الثقافية داخل ذخائر والتاريخانية الجديدة( ،)5كل هذه تسميات لهذا النوع النص .فإلى جانب الخلفية الفلسفية نجد التفكيكية من التحليل؛ فالمؤسس الأول (ستيفن غرينبلات ونظرية التلقي ونقد استجابة القارئ والسيميائيات )Stephen Jay Greenblattيستخدم أحيانًا وعلم النفس والسيسيولوجيا .كما ساهمت مدرسة التاريخانية الجديدة ،وأحيانًا أخرى التحليل الثقافي، بيرمنجهام ومدرسة فرانكفوت والدراسات الثقافية واقترح في ثمانينيات القرن الماضي مصطل ًحا في نشأة هذا الاتجاه ) 9(.ويرى (غرينبلات) أن ثال ًثا هو “شعريات الثقافة/جماليات الثقافة” .وتدل “التاريخانية الجديدة” تشترك في سيرورتها هذه المصطلحات التي اقترحها (غرينبلات) على التحليلية مع السيميائيات ،وما بعد البنيوية ،وعلم «الإجراءات القرائية التي طورها مع مجموعة من النفس بوصفها إدراكا للكيفية التي تكون فيها زملائه الذين ينتمون إلى هذه المدرسة مثل( :لوي التجربة شيفرة (.)Code( )10 مونتروز )Louis Montroseو(ريتشارد هيلغرسن وأول من أطلق مصطلح النقد الثقافي هو (فنسنت ،)Richard Helgersonلتأويل المظاهر التي ليتش )Vincent B. Leitchفي منتصف القرن كانت قد تشكلت من خلال البحث حول كتاب عصر الماضي ،معتمدًا على مقولات (مثقفي نيويورك) الذين يرون أن العمل الأدبي «ظاهرة ثقافية مفتوحة النهضة»)6 (. للتحليل من وجهات نظر عديدة» )11 (.وهو يرى أن وقد أضاف عبدالله الغذامي ويوسف عليمات مصطلحًا النص يحتوي على نسق ثقافي مضمر يجعل منه آخر وهو “النقد النسقي”( )7لأن النسق هو المفهوم عك ًسا لتجربة اجتماعية أو لنمط ثقافي معينُ .ويع ُّد الأساسي في هذا النوع من التحليل ،وهو كذلك (ستيفن غرينبلات)Stephen Jay Greenblatt الموضوع الرئيسي له .ويعرفه الغذامي بأنه« :فرع أستاذ النقد الإنجليزي في جامعة كاليفورنيا بيركلي، من فروع النقد النصوصي العام ،ومن ثم فهو أحد أحد أهم رواد هذا الاتجاه النقدي الذي يعود له الفضل علوم اللغة وحقول الألسنية َم ْع ِن ٌى بنقد الأنساق في طرح مصطلح جماليات الثقافة مطورًا به مصلح المضمرة التي ينطوي عليها الخطاب الثقافي بكل التاريخانية الجديدة ) 12(.وكان هدف (غرينبلات) تجلياته وأنماطه وصيغه ،ما هو غير رسمي وغير وزملائه وتلامذته مناقشة الممارسات القرائية لأدب مؤسساتي وما هو كذلك سواء بسواء .من حيث دور عصر النهضة .فالتاريخانية الجديدة – على ذلك – كل منهما في حساب المستهلك الثقافي الجمعي». ممارسة قرائية ،وأدوات لتلقي النص وتأويله« .تأتي ( )8ويمكن تعريفه – أي ًضا – بشك ٍل أكثر تحدي ًدا التاريخانية الجديدة كنظرية في القراءة والتأويل من وبسيطًا بأنه “نوع من التحليل يهدف إلى البحث حيث إنها سعي إلى أرخنة النصوص( (�hitorici )ty of textsوتنصيص التاريخ (textuality عن الوظائف/الأنساق الثقافية للنصوص”. )ofhistory)».( 13وكل ذلك بح ًثا عن المكون/ والنقد الثقافي هو أحد اتجاهات نقد ما بعد الحداثة النسق الثقافي الذي يتضمن النص ،والذي حمله أو ما بعد البنيوية ،ويشترك مع اتجاهات هذه الحقبة ونظرياتها في كثي ٍر من الخلفيات .فقد تأسس على أساس تأليفي يجمع بين كل أدوات التحليل 45
بترتيب منتظم ،وتوافق وانسجام ،والتكامل البنيوي (أو حُمِلَ إليه) عبر التاريخ الطويل. والوظيفي بين عناصر الموضوع .والنسق كما هو في أما في النقد العربي فكان أول من تلقاه وحاول أن موسوعة لالاند الفلسفية هو «جملة عناصر مادية يؤسس نقدًا ثقاف ًيا مختل ًفا نو ًعا ما عن النقد الثقافي أو غير مادية يتعلق بالتبادل بعضها ببعض؛ بحيث الغربي ،وإن كان يتفق معه في الأصول النظرية، تشكل ك ًل عض ًويا» ) 16(.وعلى ذلك ،فإننا ننظر هو الناقد السعودي عبدالله الغذامي ،الذي يرى أن «إلى النسق بوصفه “الكل المنظم” من حيث علاقة النص الجمالي يخب ُئ تحت أقنعة البلاغة والجمال أجزائه ببعض وترتيبها وتكوينها» )17 (.فالنسق هو أنساقًا ثقافية مضمرة .ويقدم نموذجًا تحلي ًل الشيء الذي يتكون من وحدات منتظمة مع بعضها لكشفها .والغذامي بعكس النقاد الثقافيين الآخرين ومتسقة ومنسجمة ومرتبة؛ بحيث تصب في هدف يقدم النقد الثقافي بوصفه ضدًا للنقد الأدبي ،بل واحد ،وتشكل وحدة عضوية ،ونظامًا واحدًا .و«نسمي بوصفه عدوًا للجمال؛ فهو يرى أن النقد الثقافي ش ًيا ما نس ًقا حينما نريد أن نعبر عن أن الشيء يجب أن يكشف عن (القبيحات)؛ بوصفها الأنساق يدرك باعتباره مكو ًنا من مجموعة من العناصر أو المضمرة التي تخبئها النصوص تحت قناع الأدبية. مجموعة من الأجزاء يترابط بعضها ببعض حسب ( ) 14وبالرغم من تأثير الغذامي وأسبقيته في النقد مبدأ مميز» )18 (.ويرى الغذامي أن استخدام كلمة الثقافي فإن النقاد الثقافيين العرب لم يسيروا (نسق) كثي ًرا في الخطاب العام والخاص قد شوَّه على منهجه في تركيزه على القبيحات ،ومعاداته دلالتها ) 19(.ويتحدد النسق عنده عبر وظيفته ،عندما للجماليات ،بل بالعكس ركز الباحثون على إظهار يمتلك الخطاب نسقين أحدهما ظاهر ،والآخر مضمر، جماليات النقد الثقافي ،معتمدين في ذلك على ويكون المضمر أو الخفي مخالف للظاهر ،بشرط نظرية (غرنبيلات) “الشعريات الثقافية” .ومن هؤلاء وجودهما في نصٍ واح ٍد ،أو وحدة خطابية واحدة. مثلً :يوسف عليمات ،في كتابيه( :جماليات التحليل والنسق بهذه الصفة يحتاج إلى قراءة خاصة ،تكون الثقافي الشعر الجاهلي نموذجا) ،و(النسق الثقافي - هي الأصل في تأويل الخطاب؛ لأنه يرى أن النسق قراءة ثقافية في أنساق الشعر العربي القديم) .وعبد هو معنى مضمر ورمزي منغرس في الخطاب .وعلى القادر الرباعي في كتابه( :تحولات النقد الثقافي)، ذلك فالدلالة النسقية هي الأصل في الكشف عن ومحسن جاسم الموسوي في كتاب (النظرية والنقد مغزى الخطاب وتأويله ) 20(.ويعتمد النقد الثقافي الثقافي) ،وحفناوي بعلي في كتاب (مدخل في نظرية على مصطلح النسق المضمر ،وهو مفهوم مركزي فيه؛ فكل ثقافة تحمل في طياتها أنساقا مهيمنة. النقد الثقافي المقارن) ،وغيرهم. -الوظيفة النسقية :أضاف الغذامي إلى الوظائف ومن أهم مفاهيم النقد الثقافي ومصطلحاته: الست التي حددها (رومان جاكبسونRoman -النسق :تدل لفظة (نسق) في المعنى اللغوي )Jakobsonوظيفة سابعة للغة ،وهي الوظيفة على الاتساق والانتظام والترتيب« .النَّسَ ُق من النسقية التي تتحقق عندما يكون التركيز على كل شيء :ما كان على طريقة نِظا ِم واحد ،عا ٌمّ في الأشياء» )15 (.أي انتظام واتساق عناصر الموضوع 46
انطلقت سيميائيات الثقافة( (� Culture Semiذخائر العنصر النسقي )21 (.وهي وظيفة ثقافية يؤديها )oticsمن السميوزيس ( )semiosإلى الفضاء النص عبر نسق معين متغلل ومضمر فيه. السيميائي ( .)semiosphereوتعود جذورها «إلى فلسفة الأشكال الرمزية عند (كاسيرير)، -الدلالــــة النسقية :يرتكز هذا المفهوم وإلى الفلسفة الماركسية» )24 (.فقد نشأت في البيئة على المفهوم السابق ،فالنص يمتلك دلالة ثقافية الروسية الماركسية؛ إذ «لم تتبلور سيميوطيقا الثقافة ناتجة عن وظيفته النسقية .فالنسق الثقافي المضمر أو الثقافات بشكل جلي إلا مع مدرسة تارتو -موسكو في النص يولد مستوى آخر من الدلالة ،تكون فيه ( )Tartuالتي كان يمثلها كل من( :إيفانوف �Ivan الدلالة متصلة بالنسق وناتجة عنه وتسكن في ،)ovو(أوسبنسكي ،)Ouspenskiو(لوكموتسيف مضمره أو لاوعيه .فهي على ذلك مستوى دلالي ،)lekomcevو(لوتمان ،)Lotmanوغيرهم». يكون فيه النص خاضعًا للنسق الثقافي المضمر فيه. ( ) 25وإلى جانب المدرسة الروسية نشأتْ المدرسة -الجملة الثقافية :يميز النقد الثقافي بين ثلاث الإيطالية ،وقدمت كثي ًرا من الأفكار في هذا الاتجاه جمل رئيسة ،وهي :الجملة النحوية ذات المدلول من السيميائيات. التداولي ،والجملة الأدبية ذات المدلول المجازي، ُت َع َرّف سيميائيات الثقافة بأنها «دراسة الأنظمة والجملة الثقافية «المتولدة عن الفعل النسقي في الثقافية باعتبارها دوالا وعلامات وأيقونات وإشارات المضمر الدلالي للوظيفة النسقية في اللغة»)22(. رمزية لغوية وبصرية ،بغية استكناه المعنى الثقافي وهي جملة النسق التي يظهر من خلالها ،وفيها الحقيقي داخل المجتمعي ،ورصد الدلالات الرمزية يختبئ المضمر النسقي ،ومنها ينطلق التحليل؛ والأنثروبولوجية والفلسفية والأخلاقية .ولا تقتصر هذه السيميوطيقا على ثقافة واحدة أو خاصة ،بل بوصفها تعبي ًرا مكث ًفا يكتنز النسق الثقافي. تتعدى ذلك إلى ثقافات كونية تتسم بطابع عام». -المجاز الكلي :يتحول المجاز في النقد ( )26فهي دراسة الأنظمة الثقافية الكونية ،التي الثقافي إلى قيمة ثقافية ،ويتخلى عن قيمته البلاغية، تتمظهر بوصفها علامات .وأهم رواد هذا الاتجاه ويخرجه من مجاز اللفظ إلى مجاز الكل؛ بحيث يكون «من العلماء والباحثين السوفييت الذين تطلق المعنى المباشر للخطاب أحد ُبعدي المجاز« ،أما عليهم تسمية (جماعة موسكو -تارتو) ،وهم (يوري البعد الآخر فهو البعد الذي يمس (المضمر) الدلالي لوتمان) ،و(فياتشلاف) ،و(ف .إيفانوف) ،و(بوريس للخطاب» ) 23(.ويتصل بهذا المفهوم مفهومي أو سبنسكي) ،و(فلاديمير تودوروف) ،و(الكساندر. م .بياتيجورسكي) ،وكذلك الإيطاليين (روسي)، التورية الثقافية ،والمؤلف المزدوج. و(لاندو)»( ،)27ومن إيطاليا – أي ًضا ( -أمبرتو إيكو -القراءة الفاحصة :يقوم النقد الثقافي على .)UmbertoEco قراءة فاحصة وتشريحية للنص؛ من أجل الوصول إلى وتنظر سيميائيات الثقافة إلى الظواهر الثقافية النسق المضمر .وهي قراءة دقيقة وصارمة وموضوعية بعيدة عن الذاتية ،تعتمد على ما يقوله النص نفسه. . 2سيميائيات الثقافة :مدرسة (تارتو -موسكو): 47
المعنى .وبشكل أكثر دقة ،أن الفضاء السيميائ ُي يع ّدُ بوصفها أنظمة دلالية مختلفة ومتداخلة في الآن المقياس الوحيد الذي من خلاله تصبح حياة المعنى نفسه .فهي تهتم بالثقافات الكونية التي تتسم ممكنة» )31 (.وهو نظام عام وكبير تتفاعل فيه كل بطابع عام قائم على التعايش والتواصل والمثاقفة، الأنظمة الثقافية ،ومن بينها أنظمة اللغات ،فكل كما أنها تهتم «بخصوصيات كل ثقافة مستقلة لغة لها فضاؤها السيميائي (الفضاء الداخلي) ،وهي داخل نظام سيميائي كوني .وتعنى أيضا بالعوالم محاطة بفضاء سيميائي أكبر منها (الفضاء الخارجي). والأقطاب الثقافية الصغرى والكبرى ضمن ثنائية «هكذا فإن كل لغة تجد نفسها غارقة داخل فضاء المركز والهامش» ) 28(.وبذلك يصبح الكون كله سيميوطيقي خاص ،ولا يمكن أن تشتغل إلا بالتفاعل مجا ًل تشتغل عليه سيمياء الثقافة .فهي تسعى مع هذا الفضاء»)32 (.وبين الداخل والخارج أو المركز إلى دراسة أنظمته الثقافية في كل مجالاته كالإبداع، والهامش توجد الحدود ،تفصل بينهما ،إلا أنها في والجغرافيا ،والعمارة ،والعادات والتقاليد ،والآداب، الوقت نفسه تع ّدُ حلقة الوصل بينهما؛ فعن طريق واللغة ،والفن ،والفلكلور ،والترجمة ،والأدب المقارن، هذه الحدود يتم التفاعل والتهجين وبناء الأنظمة والتواصل ،وعلاقة الأنا بالآخر ،وأدب الصورة ،وأدب الدلالية الجديدة. ال رح ل ة. -الذاكرة :ثقافة النص هي ذاكرته ،وهي التي ومن أهم مفاهيم وأدوات هذه المدرسة: تعمل على إنتاجه وتكونه« .ويقارن أصحاب مدرسة -السيميوزيس :ويقابله المصطلح العربي (تارتو -موسكو) بين البنية السيميائية للثقافة السيرورة الدلالية .فالسميوزيس هو «السيرورة والبنية السيميائية الذاكرة»( ) 33والفرق بينهما دقيق التي يشتغل من خلالها شيء ما كعلامة»،)29 (. ج ًدا يتمثل في أن الثقافة هي تجربة الماضي في السميوزيس سيرورة دلالية تتحكم في إنتاج الدلالات حال كونها مثبتة جامدة ،أي سمات البنية السيميائية وتأويلها .وكل الوقائع الكونية تدخل ضمن هذه للثقافة ،والذاكرة هي تجربة الماضي في حال التطور السيرورة (السميوزيس) عند (بورس« ،)Peirceإن كل م ُا يتداول ضمن الممارسة الإنسانية ويستعمل والتراكم والتعديل ،كما هو في النص الفلكلوري. باعتباره علامة يشتغل باعتباره سيرورة سميوزية. -التشويش والتعقيد :التعقيد هو صعوبة وعلى هذا الأساس فإن مفهوم العلامة في تصور إدراك النظام الثقافي نتيجة لوجود عوامل التشويش (بورس) مثلا ،لا يمكن أن ينفصل عن سيرورة والفوضى .وهو ما يعني أن التعقيد ينشأ عن السميوز ،فخارج هذه السيرورة لن تحيل الوقائع التشويش «وقد حدد (لوتمان) التشويش باعتباره إلا على تجربة صافية خالية من الفكر والقانون، فوضى وأنتروبيا وعاملا خارج ًيا يقتحم بنية المعلومة وستنتفي بانتفاء الشروط التي أنتجتها») 30(. وقد يؤدي إلى تعطيلها» ) 34(.وينقسم التعقيد إلى -الفضاء السيميائي :تشتغل سيميائيات تعقيد خوارزمي مرتبط بالنظم الاصطناعية ،وتعقيد الثقافة ضمن ما سماه (لوتمان) الفضاء السيميائي، و«يرى لوتمان أن الفضاء السيميائي هو فضاء طبيعي يرتبط بالأجسام الحية والنظم الطبيعية. -الداخل والخارج والحدود/ثنائية المركز 48
فـ«الأدب نظام منمذج لأنه يقدّم نموذجًا للعالم ،ذخائر والهامش :ترى السيميائيات الثقافية أن الفضاء ولكنه نظام ثانوي؛ لأنه مبني على أساس نظام آخر السيميائي/الثقافي يتكون من فضاءٍ داخلي وفضاء هو النظام اللغوي :النظام المنمذج الأول»)36(. خارجي (مركز وهامش) تفصل بينهما حدود كالتي تفصل الأحياء عن الأموات والمدن عن القرى« .والحد . 3الاتفاق والاختلاف: يمكن أن يحدد بصفته الحد الخارجي لشكل بصيغة ضمير المتكلم ...كل ثقافة تبدأ بتقسيم العالم إلى من خلال العرض السابق للنقد الثقافي وسيميائيات الفضاء الداخلي الخاص (بي) وفضا(ئهم) الخارجي». الثقافة نلاحظ الآتي: ( )35وهذه الحدود بقدر ما تفصل الداخل (المركز) عن الخارج (الهامش) فإنها تعمل بوصفها أساس • لا وجود لأي تطابق أو تقارب في المفهومين؛ التفاعل ،وإنتاج الأنظمة الجديدة أو تحويل الهامش فكلٌ منهما يشكل كيا ًنا مستقلً في مفهومه إلى مركز .أي أن الحدود منطقة اتصال وانفصال في ومفاهيمه وأدواته. الوقت نفسه. • هناك بعض التوافقات في الخلفيات -النظام المنمذج الثانوي :هو النظام الذي يبنى والمنطلقات والأهداف؛ فكلاهما ولد من رحم ما بعد على أساس نظام آخر .وقد وضعت مدرسة (تارتو البنيوية ،ومن خلفيات متعددة لسانية وفلسفية – موسكو) هذا المصطلح عند حديثها عن الأدب؛ واجتماعية وثقافية .وكلاهما يدرسان الثقافة في ارتباطها بالنص .والشكل الآتي يمكن أن يعطي توضي ًحا أكثر: “مجموعة من الأنساق المهيمنة والمضمرة والفاعلة • ما يجمهما – إذ ًا – هو ربطهما النص بالثقافة، والمتجذرة في ذاكرة الإنسان” .والسيميائيات أو دراستهما للثقافة .ومع ذلك فإن نظرتهما للثقافة الثقافية تنظر إلى الثقافة بوصفها أنظمة سيميائية مختلفة .فالنقد الثقافي ينظر إلى الثقافة بوصفها متعددة ومتداخلة ،أو تراتيبًا لأنظمة دالة .فهي «نظام أنسا ًقا مضمرةً ،وسلط ًة مهيمنة .فالثقافة على ذلك 49
والتاريخانية الجديدة – وهي أحد أعمدة النقد من العلاقات بين العالم والإنسان»( )37نظام يحدد الثقافي – ترى في النص وعاءً تاريخ ًيا ولغ ًويا تمرر الطريقة التي يخلق بها الإنسان علاماته التي يعبر الثقافة من خلاله أيديولوجياتها .فهي تسعى «إلى بها عن العالم ،أي طريقة هيكلته للعالم .فهي قراءة النص الأدبي في إطاره التاريخي والثقافي حيث «تعتبر الثقافة نظامًا دالً كبيرًا( (�macro-sys تؤثر الإيديولوجيا» )41 (.وإذا ما صح وصف النص )temيتكون من نظم دالة مختلفة ومتميزة .لكن بأنه وعاءً للأنساق الثقافية المضمرة؛ فإ َّن ذل ُك يع ّدُ هذه النظم الدالة المتميزة -حتى إن كانت ذات بنى تحويلً للنص إلى مُ ْستَهْلَ ٍك ثقافي .فالنقد الثقافي لا محايثة – لا تشتغل إلا باعتبارها تنتمي إلى وحدة، يهتم بالنص إلا في هذه المرحلة (مرحلة الاستهلاك ويرتكز بعضها على بعض» )38 (.فالنقد الثقاف ُي يعدُّ الثقافي)« .وحينما نقول ذلك فإننا نعني أن لحظة انتقائ ًيا بالنسبة لمفهوم الثقافة ،فهو يركز على هذا الفعل هي في عملية الاستهلاك ،أي الاستقبال الأنساق الثقافية المضمرة الفاعلة .أما سيميائيات الجماهيري والقبول القرائي لخطا ٍب ما؛ مما يجعله الثقافة فتتميز بتعريفها الموسوعي والشامل للثقافة. مسته َلكًا عموميًا» )42 (.ومن هنا ،فإن النص ل ُا يعرف إلا بقيمته الثقافية ،بما يحمله من أنساقٍ دالة تتوارى المبحث الثاني :مفهوم النص: خلف أنساقٍ ظاهرة وخ َّداعة ،كنسق الأدبية (البلاغة ) 1مفهوم النص وحدوده: والجمال) مث ًل. .1.1في النقد الثقافي: وعلى ذلك ،فإن النص عبارة عن نسقين متعارضين، أحدهما ظاهر مُ َورَّى به ،والآخر مضمر خفي مُوَ َّرى ينظر النقد الثقافي إلى النص بوصفه وعا ًء تاريخ ًيا عنه .وعليه ،فإن النص في النقد الثقافي هو نص وثقافيًا تتس َّربَ عبره أو منه الأنساق الثقافية .وعلى نسقي يتحدد وجوده بأن يحتوي على نسقين في ذلك ،يغدو النص «ظاهرة نسقية» )39 (.فالنص آن واحد ،أحدهما ظاهر والآخر مضمر ،وأن «يكون يتم تصوره بوصفه نس ًقا ثقاف ًيا مضم ًرا ومخبأً تحت المضمر منهما نقي ًضا ومضادًا للعلني .فإن لم يكن قنا ٍع بلاغي.فالنسق الثقافي يتسلل إلى النص من هناك نسق مضمر من تحت العلني فحينئذٍ لا يدخل الذاكرة الإنسانية ،ومن ثَمَّ يتس َرّب هذا النسق من النص في مجال النقد الثقافي» )43 (.وهذا يعني أن النص إلى السلوك الإنساني .ما نلحظه – هنا – أن النص – من وجهة نظر نسقية – وعاء للأنساق النص يعمل بصفته حاملً للأنساق (أنساق الثقافة الثقافية أو مجرد حامل لغوي يغطي هذه الأنساق المضمرة) .ل َم يعُد النصُ كيا ًنا لغ ًويا جميلً بلي ًغا، أو أثرًا أخلاقيًا ساميًا؛ وإنما غدا قيمة ثقافية ،تكمن ب ِحيَ ِله البلاغية. قيمته ،ويكتسب وجوده من الأنساق الثقافية التي يحملها .فالنقد الثقافي ينظر إلى «النص من حيث .1.2في سيميائيات الثقافة: ما يتحقق فيه ،وما يتكشف عنه من أنظمة ثقافية. فالنص هنا وسيلة وأداة» )40(.فالنص عبارة عن حامل النص في سيميائيات الثقافة أحد الأنظمة الثقافية نس ٍق أو وسيلة ينتقل بها النسق الثقافي عبر الأجيال. الدالة؛ فالثقافة هي مجموعة من الأنظمة الدالة المختلفة والمتداخلة في الآن نفسه .إذ «يتخذ 50
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199