يوليو-سبتمبر 2018 االلا ّذصكاءطناعي وعود وتهديدات ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ
اشتركوا في اكتشفوا النسخة الإلكترونية رسالة مجاني %100 اليونسكو وساهموا http//ar.unesco.org/courier/subscribe في التعريف بها! إلعبوا دورا تصدر في 9لغات رياديا! الإنجليزية والعربية والصينية ساهموا بصفة ف ّعالة في إنجاح والإسبانية والإسبرانتو والفرنسية رسالة اليونسكو بالتشجيع على ترويجها والبرتغالية والروسية والسردينية. واستعمالها طبقا لسياسة الاستعمال الحر للمنظمة. كونوا شركاء فاعلين ،اقترحوا إصدار رسالة اليونسكو في لغات إضافية. http://ar.unesco.org/open-access الاتصال[email protected] : اشتركوا في النسخة الورقية • سنة واحدة ( 4أعداد) 27 :يور و • سنتان ( 8أعداد) 54:يورو لمزيد التفاصيلhttp://publishing.unesco.org : وحيث أن هذه النشرية ليس لها غاية ربحية ،فإن سعرها يُغ ّطي فقط تكاليف طبعها وإرسالها. DL Services – C/O Michot Entrepôts Chaussée de Mons 77, عرض تفضيلي للاشتراكات ال ُمج ّمعة %10 :تخفيض بداية من خمسة اشتراكات. B 1600 Sint Pieters Leeuw, Belgique Tél.: (+ 32) 477 455 329 E-mail: [email protected] © UNESCO 2018 المح ّررون: - 2018عدد - 3تصدر منذ 1948 ISSN 2220-3540 • eISSN 2220-3559 الإنجليزية :شراز سيدهفا تصدر رسالة اليونسكو فصليا ،عن منظمة الأمم المتحدة العربية :أنيسة الب ّراق للتربية والعلم والثقافة .هدفها التعريف بالمثل العليا للمنظمة الصينية :سون مين ودار الصين للترجمة والنشر مجلة فصلية ح ّرة الإقتناء ،بترخيص من من خلال نشر تبادل الأفكار حول مواضيع ذات بُعد دولي )Attribution-ShareAlike 3.0 IGO (CC-BY-SA 3.0 IGO الإسبانية :بياتريز خواز ومتعلقة بالمهام الموكولة إليها. )(http://creativecommons.org/licenses/by-sa/3.0/igo/ الفرنسية :ريجيس ميران يعترف مستعملي محتويات المجلة بقبولهم شروط الإستعمال الروسية :مارينا يرتسيفا تصدر رسالة اليونسكو بفضل الدعم السخ ّي الذي تو ّفره المنصوص عليها في نظام التوثيق المفتوح لليونسكو الترجمة :منير الشرفي ،خالد أبو حجلة ،نبيل ال ّسخاوي ،لانغسباير جمهورية ال ِّصين الشعبية. http://ar.unesco.org/open-access/ التصميم :كورين هايوارث المدير :فانسان دي فورني يطبق هذا الترخيص حصريّا على استعمال النصوص .بالنسبة صورة الغلاف © : :فرانشسكو رواغ مديرة التحرير :ياسمينا شوبوفا مدير الإنتاج والترويج :إيان دنيسون لاستعمال الصور ،من الضروري توجيه طلب إلى اليونسكو الطباعة :اليونسكو أمينة التحرير :كاترينا مركيلوفا للحصول على ترخيص مسبق. النشرات المشتركة: البرتغالية :آنا لوشيا غيمارايس محررة :شان سياورونغ إن التسميات وطريقة تصميم المعطيات الواردة في هذه النشرية اسبيرانتو :تريزورو هوانغ ينباو مح ّررة النسخة الإلكترونية :مالاهات إبراهيموفا لا تع ّب عن أي موقف لمنظمة اليونسكو حول الوضع القانوني السردينية :دياغو كرايين للدول ،وللأراضي ،وللمدن أو المناطق ،أو حول الهيئات الحاكمة، إخراج الصور :دانيكا بيجلجاك الإرشادات وحقوق إعادة النشر: الإنتاج الرقمي :دنيس بتزاليس أو الحدود المرسومة. العلاقات مع وسائل الإعلام :لايتيسيا كاسي تع ّب المقالات الواردة في هذه النشرية عن أفكار وآراء مؤ ّلفيها، [email protected] مساعدة الإدارة والتحرير :كارولينا رولان أورتيغا وهي ليست بالضرورة آراء منظمة اليونسكو ولا تلزمها بأي 7, place de Fontenoy, 75352 Paris 07 SP, France شكل من الأشكال. © UNESCO 2018
من أجل أخلاقيّات للبحث في الذكاء الاصطناعي على الصعيد العالمي لا يخول له ربط صلة اجتماعية حقيقية خارج لقد أحدث الذكاء الاصطناعي الثورة الصناعية شهد الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة الإطار الذي وضع لتحديد نطاق تفاعلاته. الرابعة ،بل أكثر من ذلك ،لأنه بصدد إحداث ثورة تق ّدما ُمذهلا أفرز اختراعات لم نكن نخالها ثقافية .وإن كنا لا ننكر أنه سوف يغير مستقبلنا، ممكنة .أصبحت الحواسيب والروبوتات قادرة ورغم ذلك ،أصبحت بعض تطبيقات الذكاء على تع ّلم كيفية تحسين أدائها وحتى على اتّخاذ الاصطناعي مح ّل شك :منها تجميع معطيات لا نعرف كيف سيحدث ذلك .وهذا ما يجعله القرارات – ويت ّم ذلك طبعا بواسطة خوارزمي مغريا و ُمخيفا في نفس الوقت. وبدون ضمير فردي .لكن ذلك لا يُثنينا عن طرح فيها انتهاك للحياة الخاصة ،وخوارزميّات بعض التساؤلات .هل يُمكن لآلة أن تُف ّكر؟ ما للتع ّرف على الوجه يُفترض استعمالها لتحديد بعد أن حققت الرسالة في هذا الموضوع ،تُق ّدم هي قدرات الذكاء الاصطناعي في المرحلة الحاليّة سلوك عدواني أو فيه تحيز عنصري ،وطائرات للقارئ ما يجب الاحتفاظ به بخصوص هذا من تط ّوره؟ ما هو مدى استقلاليّته؟ وماذا عن حربية دون طيّار وأسلحة فتّاكة ُمستق ّلة ...يُثير الموضوع الجديد في مجال البحث العلمي، الذكاء الاصطناعي العديد من المشاكل الأخلاقية، الذي يقع على الحدود بين الإعلامية والهندسة التحكم البشري في كل ذلك؟ ولا شك أن خطورتها سوف تتفاقم في المستقبل. والفلسفة .وتقوم في الأثناء بتصحيح بعض الأمور .فال ّذكاء الاصطناعي في وضعه الحالي، عمل رقمي للفنانة إفجانيجا دمنيافسكا يمثل وبينما يتق ّدم البحث العلمي بسرعة فائقة في الإله الروماني جانوس الذي يحمل وجهين: ما يتع ّلق بالجوانب التقنية للذكاء الاصطناعي، ونقول ذلك بكل وضوح ،ليس قادرا على التفكير. وجه ينظر إلى الماضي والآخر إلى المستقبل. وما زلنا بعيدين كل البعد عن امكانية تحميل وهو يتحكم في كل انتقال من وضع إلى آخر. نجده ُمتعثّرا عندما يتع ّلق الأمر بجوانبه كافة ُمك ّونات الكائن البشري في حاسوب! إن الأخلاقية .صحيح أن العديد من الباحثين يعبرون الروبوت يخضع لجملة من الأعمال الرتيبة التي عن قلقهم ،وأن بعض الدول شرعت في التفكير تسمح له بالتفاعل معنا معشر البشر ،لكن ذلك الج ّدي حول هذه المسألة ،لكنه لا يوجد لح ّد اليوم أي إطار قانوني لتوجيه البحث مستقبلا على الصعيد العالمي .وتصرح أودري أزولاي ،المديرة العامة لليونسكو ،في هذا العدد من الرسالة: «من مسؤوليتنا إدارة حوار كوني ومستنير حتى نقتحم هذا العصر الجديد بأعين مفتوحة، دون أن نُض ّحي ب ِقيمنا ،وحتى نتيح إمكانية التو ّصل إلى أرضية مشتركة من المبادئ الأخلاقية». (انظر ص 36 .الى .)39 لكي يتط ّور الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول ،من الضروري وضع آلية دولية تضبط معاييره :وهي مه ّمة اضطلعت بها اليونسكو ،ويسعى هذا العدد من الرسالة إلى مساندتها باقتراح بعض سبل التفكير فيها. رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |3 2018 © Evgenija Demnievska )(evgenijademnievska.com
زاوية كبرى المحتويات زاوية كبرى 41-6 الذكاء الاصطناعي: 7 بين الأسطورة والواقع 10 زوم 49-42 جان غابريال غاناسيا 11 14 عبء الحياة اليد التي تُبصر 15 فلوريان دولاساي شان سياورونغ 18 وسيبيل دورجيفال 20 روبوتات وبشر فانيسا إيفرس 22 25 جيوسيبي يفتح عهدا جديدا للطبخ 29 بياتريز خواز 31 32 ميغال بن الصايغ :الدماغ لا يُف ّكر! أجرى المقابلة ريجيس ميران 34 36 يوشوا بنجيو: 40 التصدي لاحتكار البحث أجرت المقابلة ياسمينا شوبوفا مصطفى سيسي :من أجل استخدام ديمقراطي للذكاء الاصطناعي في أفريقيا أجرت المقابلة كاترينا ماركيلوفا يانغ كيانغ :الثورة الرابعة أجرى المقابلة وانغ تشاو تهديدات الروبوتات القاتلة فاسيلي سيتشاف في خدمتنا ،ولي َس على حسابنا تي وي آنغ ودفنا فينهولز مارك أنطوان ديلاك :ماذا عن المخاطر الأخلاقية؟ أجرى المقابلة ريجيس ميران كارل شرودر: من أجل الأفضل ،لا غيرِ .ل َم لا؟ أجرت المقابلة ماري كريستين بينو ديمولان لنتع ّلم العيش في عصر الذكاء الاصطناعي ليسلي لوبل أودري أزولاي :لنستغ ّل أحسن ما في الذكاء الإصطناعي أجرت المقابلة ياسمينا شوبوفا معجم الذكاء الاصطناعي 4رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
55-50 أفكار الرقص للتعبير عن المنكر أو مسألة 39 تأثير ذاكرة العبودية على الإبداع الفني المعاصر ألان فوا 59-56 66-60 ضيفنا مالك بن إسماعيل :تصوير الواقع أجرت المقابلة ياسمينا شوبوفا الأحداث خاص بالذكرى 70 أرخبيل كولومبوس: 61 السكان يتجندون 62 64 مصالحة بين الإنسان والطبيعة الصحيفة الوحيدة التي 70-67 لوك جاكي كان يقرأها نيلسون مانديلا طائرة بدون طيّار في جزيرة روبن تكشف عن أسرار تيواناكو أنار ك ّسام لوسيا اغليزياس كونتز رسالة اليونسكو • يونليو -سبتمبر |5 2018
زاوية كبرى وعود وتهديدات زاوية كبرى التعرف على الوجه ،من منظور الفنان الأمريكي طوني آورسلير © بترخيص كريم من الفنان ومن رواق ليهمان موبان ،نيويورك وهونغ كونغ 6رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زاوية كبرى الذكاء الاصطناعي: بين الأسطورة والواقع بقلم جان غابريال غاناسيا ومن وجهة نظر جون مكارثي ومارفن هذه الفكرة التي تحيل إلى الأساطير والخرافات هل يمكن للآلة أن تصبح أذكى من مينسكي ،كما هو الحال بالنسبة للقائمين القديمة ،مثل أسطورة غوليم ،أُعيد إحياؤها الآخرين على المدرسة الصيفية بكلية دارتموث، مؤخ ًرا من قبل شخصيات معاصرة مثل الإنسان؟ يرد جان غابريال غاناسيا: كان الذكاء الإصطناعي يهدف في البداية إلى الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكنغ محاكاة كل واحدة من مختلف قدرات الذكاء، ( )2018-1942أو رجل الأعمال الأمريكي لا ،هذه أسطورة مستوحاة من الخيال بواسطة الآلات ،سواء كان ذكاء بشريا أو إلون ماسك ،و من قبل المفكر المستقبلي حيوانيا أو نباتيا أو اجتماعيا أو تصنيفا الأمريكي راي كورزويل أو أنصار ما يسمى العلمي .ويستعرض المراحل الرئيسية اليوم «الذكاء الإصطناعي القوي» أو «الذكاء تفرعيا حيويا. الإصطناعي العام» .هذا ولن نستعمل في هذا للبحوث في هذا المجال ،والبراعات وقد استند هذا النظام العلمي أساسا إلى المقال المعنى الثاني لأنه يشهد فقط على خيال التقنية الحالية والمسائل الأخلاقية التي افتراض أن جميع الوظائف المعرفية ،ولا مفعم ،يستلهم من الخيال العلمي أكثر من سيما التع ّلم ،والاستدلال ،والحساب ،والإدراك، تقتضي حلولا بصفة مل ّحة. والحفظ في الذاكرة ،وحتى الإكتشاف العلمي الواقع العلمي الملموس الذي أثبتته الاختبارات أو الإبداع الفني ،قابلة لوصف دقيق لدرجة والملاحظات التجريبية. الذكاء الإصطناعي هو نظام علمي بدأ رسميا أنه يمكن برمجة جهاز كمبيوتر لاس ِتنساخها. في عام 1956في كلية دارتموث في هانوفر ومنذ وجود الذكاء الاصطناعي ،أي منذ أكثر هذا الطفل الروبوت ،الذي أُطلق عليه اسم سي بالولايات المتحدة الأمريكية ،خلال انعقاد من ستين سنة ،ليس هناك ما يفند أو يثبت .بي ،2من صنع مينورو أسادا (اليابان) كي بشكل قاطع هذه الفرضية التي لا تزال نفهم عملية تع ّلم الآلات .ويظهر سي.بي 2 مدرسة صيفية نظمها أربعة باحثين أمريكيين: جون مكارثي ،مارفن مينسكي ،ناثانييل مفتوحة وخصبة في آن واحد. وهو يتع ّلم الزحف. روتشستر وكلود شانون .ومنذ ذلك الحين، سجل تاريخي متباين نجح مصطلح «الذكاء الاصطناعي» -الذي شهد الذكاء الإصطناعي العديد من التطورات من المحتمل أن يكون قد اخترع في البداية خلال فترة وجوده القصيرة .ويمكن تلخيصها لإثارة انتباه الجمهور -بما أنه أصبح شائعا لدرجة أن لا أحد يجهله اليوم ،وأن هذا الفرع في ست مراحل. من المعلوماتية أخذ في الانتشار أكثر فأكثر مع مرور الوقت ،وبما أن التقنيات التي انبثقت عنه ساهمت بقدر كبير في تغيير العالم على مدى الستين سنة الماضية. إ ّل أن نجاح مصطلح «الذكاء الاصطناعي» يرتكز في بعض الأحيان على سوء فهم عندما يشير إلى كيان اصطناعي موهوب بالذكاء، ومن ثم ،قادر على منافسة الكائنات البشرية. © Max Aguilera-Hellweg / INSTITUTE رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |7 2018
زاوية كبرى من الذكاء الاصطناعي إلى الواجهة الذكاء الاصطناعي الدلالي زمن الأنبياء بين الإنسان والآلة ورغم ذلك لم تتوقف البحوث ،لكنها أخذت في بادئ الأمر ،مع نشوة الإبتكار والنجاحات اعتبارا من أواخر التسعينات ،ت ّم ربط الذكاء اتجاهات جديدة .وانصب الاهتمام على علم الأولى ،انج ّر الباحثون في تصريحات مبالغ الاصطناعي بال ُروبوتات وبال َواجهة بين النفس المتعلق بالذاكرة وعلى آليات الفهم فيها نوعا ما ،استُهدفوا على إثرها بانتقادات الإنسان والآلة ،لإنتاج حواسيب ذكية توحي لم َحاولة محاكاتها على الكمبيوتر ،كما تم كثيرة .وعلى سبيل المثال ،في عام ،1958ص ّرح بوجود أوضاع عاطفية ومشاعر .مما أ ّدى ،على الاهتمام بدور المعرفة في التفكير المنطقي. الأمريكي هيربرت سايمون ،الذي حاز في وقت وهذا ما أدى إلى ظهور تقنيات التمثيل الدلالي لاحق على جائزة نوبل للاقتصاد ،أنه في غضون سبيل المثال لا الحصر ،إلى إحصاء العواطف للمعارف التي تطورت إلى حد كبير في منتصف عشر سنوات ستصبح الآلة بطلة عالمية في لعبة (الحوسبة العاطفية) الذي يقيّم ردود فعل السبعينات ،والتي أدت أي ًضا إلى تطوير ما الشطرنج ،إذا لم يت ّم استبعادها من المسابقات الفرد الناتجة عن مشاعره ليعيد إنتاجها على يسمى بالنظم الخبيرة -س ّميت كذلك لأنها الآلة ،ولا سيما إلى تطوير روبوتات قادرة على قد تتطلب استخدام معرفة خبراء مهنيين الدولية. لاستنساخ طريقة تفكيرهم .وقد أثارت هذه المحادثة. النظم آما ًل كبيرة في أوائل الثمانينات بفضل السنوات المظلمة التطبيقات المتعددة التي تم انتاجها ،ومنها على نهضة الذكاء الاصطناعي بحلول منتصف الستينيات ،تعثرت وتيرة سبيل المثال ،التشخيص الطبي. التقدم .وتمكن طفل في العاشرة من العمر من منذ عام ،2010بفضل قوة الآلة ،أصبح من الممكن استغلال البيانات الضخمة بواسطة الاتصاليّة الجديدة وتع ّلم الآلة التغ ّلب على جهاز كمبيوتر في لعبة الشطرنج عام .1965وأشار تقرير أصدره مجلس تقنيات التع ّلم العميق التي تعتمد على لقد أ ّدى تحسين التقنيات إلى تصميم الشيوخ الأمريكي سنة 1966إلى القيود استخدام الشبكات العصبية الشكلية .ويجرنا خوارزميات تع ّلم الآلة التي م ّكنت أجهزة المتأصلة في الترجمة الآلية .فتع ّرض الذكاء ظهور تطبيقات مثمرة في العديد من المجالات الكمبيوتر من تجميع المعارف وإعادة برمجتها (التعرف على الكلام ،التعرف على الصور ،فهم الإصطناعي لدعاية سلبية لمدة عشر سنوات. اللغة الطبيعية ،سيارة ذاتية القيادة ،إلخ) إلى تلقائيا انطلاقا من تجاربها الخاصة. أول آلة حساب رقمية الكترونية قابلة الحديث عن نهضة الذكاء الاصطناعي. وقد أفضى ذلك إلى ظهور تطبيقات صناعية للبرمجة استعملت لأول مرة سنة .1946كان (تحديد بصمات الأصابع ،والتعرف على الكلام، يبلغ حجمها 30متر مكعب وتزن 30طنّا. إلخ) ،حيث تتواجد تقنيات مستمدة من الذكاء ت ّم تصميمها في جامعة بنسيلفانيا (الولايات الاصطناعي ،والإعلامية ،والحياة الاصطناعية، المتحدة) للقيام بالحسابات الخا ّصة بقذائف وغيرها من الاختصاصات ،بغرض توفير الجيش الأمريكي ،ثم استخدمت في مجالي نظم هجينة. الفيزياء النووية والرصد الجوي. مجال عمومي/صورة لجيش الولايات المتحدة 8رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زاوية كبرى أي مخاطر من الناحية الأخلاقية؟ © BBP/EPFL 2015 باستخدام الذكاء الاصطناعي ،أصبحت معظم محاكاة حركية داخل حلقة متناهية الصغر تطبيقات أبعاد الذكاء -ربما باستثناء الفكاهة -موضع من أعصاب افتراضية لفأر (،)2015أنجزت في إطار مشروع الدماغ الأزرق ،وهو جزء من لقد تجاوزت العديد من الإنجازات المعتمدة التحليل وإعادة البناء العقلاني عن طريق المشروع الأوروبي الدماغ البشري .وتمثل، على تقنيات الذكاء الاصطناعي قدرات الإنسان: أجهزة الكمبيوتر .وبالإضافة إلى ذلك ،تجاوزت حسب العلماء ،مرحلة نحو محاكاة تشغيل لقد هزمت آلة في لعبة الشطرنج بطل العالم الآلة قدراتنا المعرفية في معظم الميادين ،مما الدماغ البشري. في عام ،1997كما تفوقت سنة 2016آلات يجعل البعض يخشى مخاطرها من الناحية أخرى على أحد أفضل ال ّلعبين في العالم في الأخلاقية .تتمثل هذه المخاطر في ثلاثة أنواع: ومن ناحية أخرى ،يستخدم العلماء هذه لعبة «الجو» ،وعلى لاعبين ممتازين في لعبة ندرة فرص الشغل باعتبار أن الآلة ستعوض التقنيات لتحديد وظيفة بعض الجزيئات البوكر .وتقوم أجهزة الكمبيوتر بإثبات -أو الإنسان لتأدية العديد من المهام ،والانعكاسات الحيوية ،وخاصة البروتينات والمجينات ،من بالمساعدة على إثبات -النظريات الرياضية. على استقلالية الفرد وخاص ًة على حريته وأمنه، خلال تسلسل مكوناتها -الأحماض الأمينية ويتم بناء المعارف بشكل تلقائي انطلاقا من وتجاوز البشرية التي قد تزول لتحل محلها بالنسبة للبروتينات ،والجزء الأساسي بالنسبة بيانات ضخمة تقاس بالتيرابايت ( 1012بايت) للمجين .وبشكل عام ،تشهد كل العلوم قطعا أو حتى بالبيتابايت ( 1015بايت) ،باستخدام آلات تفوقها «ذكاء». معرفيا أساسيا مع ظهور ما يسمى بتجارب «إن سيليكو» (تجارب في بيئة افتراضية)، تقنيات التع ّلم الآلي. إلا أنه إذا تم تدارس الوضع بصفة دقيقة، لأنها تتم بالاعتماد على بيانات ضخمة ،بفضل يتبين أن الشغل لا يزول بل هو على العكس نظم قوية لمعالجة المعلومات تتكون نواتها وبفضل تقنيات التعلم الآلي ،تقوم الآلات تماما ،يتغ ّي و يتطلب مهارات جديدة .وبالمثل، من السيليسيوم ،مما يجعل هذه التجارب بالتعرف على الكلام وتدوينه ،مثلها مثل ليس هناك تهديدا لاستقلالية الفرد وحريته تتعارض مع التجارب في الوسط الحي التي السكرتيرة-الراقنة في السابق ،وتقوم أخرى بسبب تط ّور الذكاء الاصطناعي ،شريطة أن تُجرى على الجسم الحي ،وعلى وجه الخصوص بالتعرف بدقة على سمات الوجه أو بصمات نظل في يقظة أمام اختراق التكنولوجيا لحياتنا مع التجارب المختبرية التي تُجرى في أنابيب الأصابع من بين عشرات الملايين ،وقراءة النصوص المكتوبة باللغة الطبيعية .كما الشخصية. زجاجية. وجدت بفضل هذه التقنيات سيارات ذاتية التحكم ،وآلات قادرة على تشخيص الورم وختاما ،خلافاً لما ي ّدعي البعض ،لا تشكل وتؤثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في جميع الميلانيني أفضل بكثير من الأطباء المختصين الآلات خطراً وجودياً على البشرية ،لأن القطاعات تقريبا ،وخاصة في الصناعة والبنوك في الأمراض الجلدية ،و ذلك اعتمادا على صور فوتوغرافية لل ّشامات الجلدية يتم التقاطها استقلاليتها ذات طابع تقني ليس إ ّل ،حيث والتأمين والصحة والدفاع ،ذلك أنه أصبح باستخدام الهواتف المحمولة .وأصبحت أنها لا تعكس سوى سلسلة من الروابط من الممكن تحويل العديد من المهام الروتينية الروبوتات تحل محل الإنسان المقاتل في الحالية إلى عمليات آلية ،وهذا من شأنه أن يغ ّي الحروب (انظر ص 25 .الى ،)28وآلية سلسلة السببية المادية ،بدءا من جمع المعلومات وصولا صبغة العديد من المهن وقد يؤدي إلى زوال إلى صنع القرار .وعلى العكس ،لا تملك الآلة الإنتاج بالمصانع في تزايد مستمر. بعضها نهائيا. استقلالية على الصعيد الأخلاقي ،لأنه حتى لو حدث أن أربَكتنا وض ّللتنا أثناء اشتغالها ،فإنها لا تمتلك إرادة ذاتية ،وتظل خاضعة للأهداف التي ح ّددناها لها. جان غابريال غاناسيا (فرنسا) أستاذ في المعلوماتية بجامعة السوربون ،وباحث بمخبر المعلوماتية بجامعة باريس ،6وعضو بالمفوضية الأوروبية للذكاء الاصطناعي ،كما أنه عضو بالمعهد الجامعي بفرنسا ،ورئيس لجنة الأخلاقيات بالمركز الوطني للبحث العلمي. ويهتم في أبحاثه الحالية بتعلم الآلة ،والدمج الرمزي للبيانات ،والأخلاقيات الحسابية، وأخلاقيات الكمبيوتر والعلوم الإنسانية الرقمية. رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |9 2018
زاوية كبرى اليد التي تُبصر بقلم شان سياورونغ اليد الإلكترونية الحدسية من اختراع مهندسين مختصين في علوم الأحياء والطب في جامعة نيوكاسل (المملكة المتحدة) .وبما أنها قادرة على أن «ترى» الأشياء وأن تمسك بها بكل دقة وسلاسة ،فإنها سوف تغ ّي مجرى حياة الأشخاص ذوي الإعاقة فاقدي الأطراف العليا من الجسد. كيانوش نازاربور الذي خصص أبحاثه منذ لحد الآن ،كانت اليد الاصطناعية تت ّطلب من هذه اليد الآلية قادرة على مسك أي شيء 1999لتحسين الأطراف الاصطناعية ،من المستخدم رؤية الأشياء ،وتحفيز عضلات ذراعه بسهولة وبسرعة ،بفضل كاميرا تقوم مواليد إيران حيث قضى طفولته .كان حلمه بتصويره وتقدير شكله و حجمه. أن يصبح دكتورا في الطب .وال َحافز الأساسي ثم الإيعاز لها بتحريك الطرف الاصطناعي. لبحوثه اليوم هو الأمل في إمكانية إعادة كل أما في الصيغة الجديدة ،فقد تم تجهيز اليد © Newcastle University, UK الوظائف للأشخاص الذين يعانون من ضعف الاصطناعية بكاميرا صغيرة (لا تتعدى تكلفتها 1،50دولار) تقوم بتصوير الشيء وتقييم دوغ ماكنتوش معاق فقد يده منذ عشرين في التحرك الحسي. شكله وحجمه ،ثم تطلق سلسلة من الحركات سنة .وخلال تجربة علاج سريرية ،تمكن من وبالإمكان تركيب أو إذا تطلب الأمر تكييف لتمسك به بكل سلاسة .ولا تستغرق كل الامساك بجسم لأ ّول م ّرة منذ أن بُترت يده، الرسم التخطيطي الإلكتروني لليَد الآلية العملية سوى بعض الثواني. بسرعة ودقة ودون مجهود .وكانت مشاعر الجديدة وبرنامجها المعلوماتي -وكلاهما الفرحة التي بانت على ملامحه أكبر مكافأة متوفر للتحميل على الإنترنت -على ويكفي أن يوجه الشخص نظرة سريعة في أصناف مختلفة من البدائل الاصطناعية الاتجاه الصحيح حتى تختار اليد ،بفضل لمبتكر اليد الإلكترونية الحدسية. للأطراف العلوية. الذكاء الإصطناعي ،واحدة من بين الأربع «قبضات» المتاحة -إمساك كوب ،أو جهاز ويقول الدكتور كيانوش نزاربور مبتهجا: ويوضح كيانوش نازاربور« :نحن نصنع نظام التحكم التلفزيوني عن بعد ،أو قبض الأشياء «هذا النجاح يبرهن على أنني كنت على صواب». التحكم في الأجهزة والبرمجيات فقط ،وليس بين الإبهام وإصبَعين ،أو بين الإبهام والسبابة. وهذا الجهاز أسرع عشر مرات من الأعضاء وقد أحرزت اليد الإلكترونية الحدسية التي نظام التحكم في اليد الاصطناعية» ويضيف أن ابتكرها هذا المهندس في الطب البيولوجي من تكلفة الأجهزة المعلوماتية الضرورية لا تفوق الآلية المتوفرة حاليا. معهد العلوم العصبية بجامعة نيوكاسل في دولارا واحدا. ويوضح كيانوش نيزابور أن «الإحساس كان المملكة المتحدة ،على إحدى جوائز نت إكسبلو دائما من أهم العراقيل لحسن سير الأطراف وعلاوة عن الفائدة الواضحة لصالح الأشخاص للابتكار.2018 ذوي الإعاقة ،فإن اليد الاصطناعية ،إذا اقترنت البديلة ،مما استوجب كثيرا من التدريب والتركيز والوقت» و يضيف« :لم تتطور وبفضل هذا الجيل الجديد من الأطراف بروبوت ذكي ،سوف تسترعي اهتمام قطاع الأطراف الاصطناعية إلا بقدر ضئيل خلال الاصطناعية ،تمكن المستفيدون من الإم َساك الصناعة والمؤسسات. القرن الماضي :تح ّسن التصميم ،وزادت المواد بالأشياء دون اللجوء الى التح ّكم العقلي ،بشكل خفة ومتانة ،لكن طريقة التشغيل بقيت على آلي ودون تفكير ،تماما كما لو كانت لهم يد في المملكة المتحدة ،يبلغ عدد الأشخاص حالها .وأتى هذا النظام الجديد ليضفي أكثر الفاقدين للأعضاء العليا حوالي 600فرد كل مرونة ،و أصبحت اليد قادرة على التقاط أشياء طبيعية. غير مألوفة ،وهذا يمثل تقدما حاسما». سنة ،أما في الولايات المتحدة فيبلغ عددهم .500.000يقول كيانوش نازاربو« :مشروعنا يرمي إلى التشارك مع العديد من منتجي الأطراف الاصطناعية ،ونحتاج إلى بناء شبكات لربط الصلة بيننا .أملي هو أن يستفيد الآلاف في العالم من هذا المشروع». 10رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زاوية كبرى روبوتات وبشر © Pascal Meunier / Cosmos مقيمون في دار المتقاعدين تسوكوي ،في نعيش عصرا تقوم فيه الروبوتات بالأعمال بقلم فانيسا إيفرس مدينة كاوازاكي باليابان يمارسون قليلا من المنزلية ،ونقل الأشخاص ونزع فتيل القنابل، حتى يتق ّلد وكيل اصطناعي دورا الرياضة صحبة مد ّربهم الآلي بيبر. كما تُنجز الأعضاء الاصطناعية ،وتُساعد اجتماعيا حقيقيا ويربط علاقة عاقلة الج ّراحين وتصنع منتجات مختلفة .الروبوتات مع كائن بشري ،لا بد أن يكون مجهزا كما أنه من المتوقع أن يتغير التعليم بصفة في وقت واحد بملامح نفسية وثقافية جذرية (انظر ص 34 .و .)35فقد يصبح تُس ّلينا ،وتُع ّلمنا وتُفاجئنا .ومثلما تتجاوز من الممكن تطوير حوا ّسنا وعقولنا بشكل عمليّة الربط الحالية للهواتف الذكية ووسائل واجتماعية وعاطفية .إن الطرق اصطناعي ،وتحسين قدرتنا على التفكير في المستعملة حاليا لتع ّلم الآلات لا تسمح الآفاق المتاحة ،بفضل التحليل الآلي لك ّميات الاتصال الاجتماعية حدود خيالنا السابق، بمثل هذا التطوير .لن تكون روبوتات ضخمة من المعطيات :كل ذلك يتط ّلب طرقا يُتو ّقع أن تكون ل ُروبوتات الغد قدرات ما ّدية الغد سوى مساعدين متواضعين في أخرى لمعالجة المعلومات في المدارس. وللذكاء الاصطناعي مهارات معرفية ليس خدمتنا ،ليس إ ّل. بإمكاننا تص ّورها اليوم ،منها القدرة على ولكن ماذا عن علاقاتنا البشرية؟ كيف ح ّل مشاكل خطيرة مثل شيخوخة المجتمع، ستتط ّور الطريقة التي نلتقي بها ،ونعيش والتهديدات البيئيّة والصراعات العالمية. معا ،ونُر ّبي أطفالنا؟ وإلى أي مدى سيقع في كيف ستكون حياتنا في المستقبل القريب؟ يوم ما الاندماج بين الروبوتات والبشر؟ سوف نعيش لمدة أطول دون شك ،بما أن الأعضاء الواهنة في جسدنا سوف تُعوض يتساءل الكثير منا إن كان الذكاء الاصطناعي بأجهزة اصطناعية ،وبما أن العمليات الطبية سيكون يوما ألمعيا وخبيرا في مجال التواصل البشري ،لدرجة أنه لن يمكن بأي حال التفريق التي تعتمد على تقنيات النانو ستتمكن من استهداف الأمراض والجينات ،وبما أن بين الكائن البشري وتوأمه الاصطناعي. السيارات ذاتية القيادة ستح ّد من حوادث المرور .وسوف تتغ ّي وظائفنا جذريا: سيندثر بعضها وتُخلق أخرى ،مثلا في مجال تطوير التطبيقات الخاصة بالمعدات الروبوتية في منازلنا. رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |11 2018
زاوية كبرى وفي حال أصبح ،يوما ما ،من الممكن التواصل الطبيعي مع وكيل اصطناعي ،والإحساس بمعاضدته لدرجة الاعتماد عليه وربط علاقة واعية ودائمة معه ،فهل سيبقى هناك تمييز بين علاقاتنا في ما بيننا نحن البشر وعلاقاتنا مع التكنولوجيا؟ ولما تتط ّور أجسامنا وعقولنا بالذكاء الاصطناعي والروبوتيّة ،ما عسى أن يكون معنى الإنسانية؟ ِحيَل © Pascal Meunier / Cosmos من حيث الهندسة ،ما زلنا بعيدين كل البعد عن مثل هذه التطورات .إذ يستوجب وعند تسجيل مشهد من مشاهد الشريط في لكن ،ولكي نربط معه علاقة معقولة وقادرة الحاسوب ،تُن َسب له علامة تُب ّي ما إذا كان على أن تزداد كثافة وأن تتط ّور مع م ّر الزمن في ذلك تخ ّطي عقبات كثيرة وعسيرة .أولى الشخص الذي يظهر في الشريط في وضع ُمريح الظرف ال ُمتن ّوع للحياة اليومية ،على غرار سلوك هذه العقبات تتع ّلق بضرورة ربط معظم أم لا – هذا التصنيف يُمكن إنجازه من قبل الروبوتات والحواسيب بمصادر الطاقة :وهو خبراء في علم النفس أو في الثقافة المح ّلية. البشر فيما بينهم ،يجب منح الروبوت حياة ما يُع ّقد إدماج عناصر روبوتيّة في النسيج باطنية ثريّة. العضوي البشري .أما المعضلة الثانية فتتمثّل بعد ذلك وبفضل هذا التع ّلم ،يتمكن الحاسوب في تش ّعب التواصل البشري .وإذا كان من من «التفكير» انطلاقا من هذه الأشرطة كيف تتع ّلم الآلات؟ الممكن تص ّور روبوت قادر على الحديث بلغة ال ُمصنّفة ،وتحديد أه ّم السمات ال ُمرتبطة طبيعية في لحظة محدودة وفي وضعيّة خا ّصة، بالرفاهيّة :هيئة الجسم ،نغمة الصوت، تكمن الصعوبة في خلق هذه الحياة الباطنية فذلك لا يعني أنه سوف يصبح قادرا على الاصطناعية في طريقة تع ّلم الآلات. التواصل بالكلام وبغير الكلام طيلة المحادثات احمرار البشرة .ولما تنتهي الألة من تحديد تلك السمات ،يكون الخوارزمي القادر على التعرف و يرتكز تع ّلم الآلة على الإقتداء بالأمثلة. وفي مختلف الوضعيّات. عليها في الشريط جاهزا ،فنمر إلى تمرين الآلة يتم تدعيم الحاسوب بأمثلة عن الظاهرة التي نرغب أن يستوعبها ،مثل الرفاهية عند إذا هاتفت وكيلا اصطناعيّا مسؤولا عن الأمتعة وتحسين أدائها عند تزويدها بمجموعات الإنسان .وحتى نُع ّلم الآلة كيف تتع ّرف على المفقودة في المطار مثلا ،فمن الممكن التحاور أخرى من المشاهد .في نهاية العملية ،يُصبح حالة الرفاهيّة ،نُو ّفر لها معطيات شخصية معه بصفة ُمرضية :لأن موضوع المكالمة الخوارزمي مؤهلا ،والحاسوب ال ُمج ّهز بكاميرا مرتبطة بهذه الظاهرة :صورا ،وأشرطة فيديو، مضبوط ،والتفاعل ُمهيكل وأهداف الطلب قادرا على أن يُف ّرق بد ّقة بين شخص في حالة وتسجيلات صوتية لعبارات معينة ،ودقات محدودة .في المقابل ،إذا أردت ربط علاقة رفاهيّة وآخر مختلف .وطبعا ،الحاسوب ليس القلب ،ورسائل نُشرت في مواقع التواصل وطيدة مع روبوت يمثل حيوانا أليفا ،فإن موثوقا بنسبة ،%100وسيقوم حتما ببعض الاجتماعي ،وأصناف أخرى من العيّنات. إنتاج النموذج المطلوب ُمع ّقد أكثر بكثير .لأن الأخطاء في تقييمه. الروبوت يتطلب أهدافا باطنيّة ،وذاكرة ضخمة قادرة على ربط كل تجربة بمختلف الظروف والأشخاص ،والأشياء ،والحيوانات التي تعترضها ،كما يجب أن يكون قادرا على تطوير مثل هذه الطاقات عبر الزمن. بعض «ال ِحيَل» تسمح للروبوت أن يظهر أذكى وأقدر م ّما هو في الواقع :مثلا إذا تم إدراج بعض التص ّرفات بوتيرة عشوائية في برمجته، تجعل الروبوت الذي يقوم مقام الحيوان الأليف أكثر إمتاعا وأطول دواما .أضف إلى ذلك أننا ،معشر البشر ،نميل إلى تأويل سلوك الروبوت وكأنه سلوك بشري ،وبالمناسبة نحن نتصرف بالمثل مع الحيوانات. 12رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زاوية كبرى ونحن نشاهد كل ما يُس ّجله الذكاء الاصطناعي ومن الممكن خلق وكيل ُمقنع ،على غرار تمثل الروبوتات يدا عاملة من الجيل الجديد، من نجاحات ُمذهلة .فهو يتصفح الإنترنت برمجيّات ألكسا لأمازون أو سيري لآبل ،يتسنّى وهي تُع ّوض النقص في طاقم التمريض في المستشفيات باليابان .ريبا ،الذي اخترعه بالكامل ،وينتصر في لعبة الجو ،ويقود معملا لنا التخاطب معه بلغة طبيعية والتفاعل معه توشيهارو موكاي ،قادر على حمل مرضى ُمس ّيا كليا بصفة آلية .لكنّنا ،كما كان حال بالمنطق في الإطار ال ُمح ّدد لاستعماله :تعديل عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكنغ ُمن ّبه ال ّساعة ،وضع قائمة ،طلب منتوجات، يزنون 80كلغ. التخفيض في درجة التدفئة. ( )2018-1942الذي كان يشعر بأنه لا يزال الآن ،وقد عرفنا كيف تتع ّلم الآلة ،ما المانع بعيدا كل البعد عن فهم الكون ،ما زلنا بعيدين لكن التواصل يتو ّقف فور الخروج من هذا من خلق حياة باطنية ُمقنعة تسمح لوكيل السياق .سوف يجد الروبوت أجوبة مقبولة اصطناعي بالاندماج في المجتمع الإنساني كل البعد عن فهم الذكاء البشري. لمجموعة واسعة من الأسئلة ،إلا أنه لن يقدر على مواصلة التحاور لم ّدة ساعة في موضوع بشكل ُملائم؟ المسافة لا زالت طويلة ُمع ّقد .وعلى سبيل المثال ،يمكن للوالدين ذات اصطناعية ُمع ّقدة وبفضل طاقاتها الاستثنائية ،سوف تتمكن أن يتَحاورا ُمط ّولا لاتّخاذ القرار المناسب الروبوتات وأنظمة الذكاء الإصطناعي من بخصوص طفل غير ُمنتبه في المدرسة .سوف حتى يكون الوكيل الإصطناعي قادرا على ربط تيسير وتحسين قراراتنا وفهمنا للأوضاع يكون هذا الحوار ثريّا ج ّدا ،وسوف يُع ّب علاقة دائمة فعليّا مع شخص ما ،لا بد أن وأ َساليبنا في التعامل .وسوف تكون الروبوتات الوالدان خلاله ،لا عن تف ّهمهما للطفل فحسب، قادرة على التخفيف من أعباء العمل وعلى بل وأيضا عن كل ما تتّسم به شخصيّتهما: تكون له شخصيّة وسلوك ُمقنع ،ويكون قادرا التنفيذ الآلي للوظائف .وعندما يت ّم تجاوز مشاعر ،نفسيّة ،مسار شخصي ،إطار اجتماعي على فهم الشخص والوضع الذي يتواجدان العقبات ،قد تُدمج الروبوتية ما ّديا في جسم واقتصادي ،مخزون ثقافي ،مخزون جيني، الإنسان .وقد نربط مع وكلاء اصطناعيين فيه ،وتاريخ تواصلهما .ويجب بالخصوص أن سلوك معتاد وطريقة فهم العالم. يكون قادرا على الاستمرار في هذا التواصل في علاقات ُمشابهة لتلك التي تربط بيننا: سيتسنّى لنا التواصل معهم بلغة طبيعية، وإذا أردنا أن يتق ّمص وكيل اصطناعي دورا مواضيع شتى وفي حالات ُمتن ّوعة. اجتماعيا واسعا بهذا القدر ،وأن يربط علاقة وملاحظة تص ّرفاتهم ،وفهم مقاصدهم. ولكن ،طالما لم نمنح الذكاء الاصطناعي معقولة مع كائن بشري ،يجب أن نمنحه الحياة الباطنية الملائمة ،لا مجال لإيجاد علاقة ذاتا اصطناعية ،مبنيّة في نفس الوقت على منطقية مع الروبوتات شبيهة بالعلاقة بين النواحي النفسية ،والثقافية ،والاجتماعية، البشر ،بما تتضمنه من حوارات وطقوس والعاطفية .كما يجب أن نجعله قادرا ،مع وقابلية للتع ّمق والتط ّور بمرور الوقت ،في إطار مرور الزمن ،على تع ّلم «الإحساس» حياة يومية زاخرة بالأحداث. والاستجابة للحالات انطلاقا من بنيته وما دامت قدرتنا تقتصر على الاستنساخ أو الباطنية الإصطناعية . التغ ّلب على بعض الوظائف ،ولا تستطيع خلق تلك الشمولية التي يتّسم بها الذكاء البشري في ويتط ّلب ذلك نهجا مختلفا جوهريّا عن تع ّلم سياق الحياة اليومية ،فإن الأمل ضعيف في أن الآلة الذي نعرفه حاليا .المطلوب هو بناء نظام يتحقق الاندماج الكامل بين الإنسان والآلة. ذك ّي بشكل اصطناعي ،قابل للتطوير على غرار العقل البشري تقريبا ،وقادر على تخزين فانيسا إيفرس (هولندا) مختصة في تطوير التجارب البشرية بكل ثرائها ،والتعامل معها الحلول الروبوتية ،وأستاذة في الإعلامية ضمن فريق هيومن ميديا إنترأكشن (تفاعل الوسائط منطقيّا .إن طريقة التواصل بين الناس التي تقودهم إلى فهم العالم الذي يُحيط بهم ،هي البشرية) في جامعة توينت ،والمديرة العلمية عمليّة يصعب ج ّدا تلخيصها .إن نماذج الذكاء لمخبر ديزاين-لاب .صدر لها حوالي 200مقال الاصطناعي ال ُمتو ّفرة أو ال ُمقترحةُ ،مستوحاة من الدماغ البشري أو من جزء من وظائفه ،لكنها بمراجعة من زملائها ،وهي رئيسة تحرير انترناشيونال جورنال أف سوشيال روبوتيكس لا تُمثّل نموذجا معقولا للدماغ البشري. و ُمح ّررة ُمشاركة في جورنال أف هيومن-روبوت إنترأكشن. رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |13 2018
زاوية كبرى جيوسيبي يفتح عهدا جديدا للطبخ ويعترف الأخ ّصائي في الكيمياء البيولوجية بأن © Cristhian Guzmán / Paula Magazine جيوسيبي «يخطئ أحيانا» وأنه «قادر على أطلق عليه هذا الإسم نسبة لجيوسيبي كريم بشارة ،وماتياس موتشنيك ،وبابلو صنع حليب ممتاز...لكن لونه وردي! عندها، أرشمبولدو ( ،)1593-1527الر ّسام الإيطالي زموراِ ،مؤسسو ذي نوت كومباني. يقوم الفريق بتنبيه جيوسيبي حتى يراجع حساب خوارزمي وصفة الحليب ،فيستعيد الذي اكتسب شهرته بفضل لوحاته الزاخرة بقلم بياتريز خواز الحليب لونه العادي». بالزهور والفواكه والنباتات والحيوانات. جيوسيبي قادر على تغيير يُفاجئنا جيوسيبي باستمرار بطريقته في مزج «تدل لوحاته على أنه بالإمكان التو ّصل إلى كل عاداتنا الغذائية جذريّا .هو كبير ُمك ّونات الأكلة ،مزج لم يكن ليخطر ببال أي الحلول بفضل الذكاء ،والموهبة ،وكثيرا من طباخي المستقبل ،لكنه ليس إ ّل الغلال والخضر» ،حسب بابلو زامورا ،عالم خوارزميّا ابتكرته المؤسسة الشيليّة ذي إنسان .ويوضح بابلو أن «في المايونيز ،يتم نت كومباني (نوت كو) ،تلك الشركة استعمال الترمس ومزجه ببعض مك ّونات الكيمياء البيولوجية ،والدكتور في التكنولوجيا الناشئة التي أسسها ثلاثة ش ّبان شيليين الحمص للحصول على مستحلب قريب جدا من البيولوجية ،ومؤسس نوت كو بالاشتراك مع في سنتياغو سنة .2015وبفضل الذكاء مستحلب البيض ،وأنواع من الفقاقيع لإعطاء الاصطناعي ،يصنعون بدائل غذائية مزيد من الطعم الحلو في الشوكولاتة ،وبذور ماتياس موشنيك وكريم بشارة. بواسطة مك ّونات نباتية ،تتو ّفر فيها بكل الكناري لتغيير كثافة بعض أصناف الحليب». د ّقة نفس خصوصيّات الأطعمة ال ُمتك ّونة جيوسيبي الحالي ليس شغوفا بالرسم وإنما من المنتجات الحيوانية ،لا من حيث وتنوي نوت كو إحداث ثورة في الصناعة بالطبخ .حتى يهتدي إلى الوصفة الجيّدة، الطعم فحسب ،وإنما أيضا من حيث الغذائية من خلال توفير أغذية سليمة وذات اللون والتركيبة والقيمة الغذائية .م ّما مذاق جيّد مصنوعة من النباتات وبطريقة لا يفتش هذا الطباخ الذكي في قاعدة المعلومات جعل من جيوسيبي أحد الفائزين العشرة تض ّر بالمحيط ،يكون سعرها مناسبا .نوت كو الخاصة بالنباتات والأغذية لينتقي النباتات في مسابقة نت إكسبلو إنوفيشن .2018 متواجدة حاليا في السوق الشيلية فقط ،لكنها الملائمة ،ويحدد الكميات اللازمة للحصول على تأمل في اقتحام أسواق الأرجنتين والبرازيل المذاق والتركيبة المرج ّوة. وكولومبيا على المدى القريب. ويقول بابلو زامورا« :جيوسيبي قادر على مايونيز نباتية وجود صلات غير مألوفة بين النباتات ،ذلك أنه يقوم بتحديد خصوصياتها مسبقا ،من في شيلي ،قامت المؤسسة بتسويق «نوت-مايو»، الناحية ال ُجزئيّة والغذائية والح ّسية والكيميا- وهي ُمق ّبلات نباتية قريبة من المايونيز ،خالية من نفسيّة» .حضر بابلو زامورا فعاليات منتدى أية مواد معدلة وراثيا ،ومن ال ّلكتوز ،والغلوتين، والبيض والصويا .وكل ما في هذه المادة من شكل نت إكسبلو إنوفيشن ،2018وهو مرصد مستقل يدرس التو ّجهات في قطاع الرقمية ومذاق يُذ ّكر بالصلصة الشهيرة ،ما عدا أنه ،كما وتأثيرها على المجتمع والمؤسسات .وقد انتظم هو مذكور في ال ُملصقة المصاحبة« ،ت ّم إعدادها من هذا المنتدى في شهر فبراير في مقر اليونسكو مك ّونات نباتية ،لا غير» .وسيت ّم قريبا تسويق موا ّد أخرى :زبادي ،حليب ،جبنة ،شوكولاتة وحبوب. بباريس (فرنسا). ويُؤ ّكد بابلو زامورا أن %85من حرفاء المؤسسة لم يكن جيوسيبي بمفرده في المطبخ .لقد ليسوا من الذين لا يتغ ّذون إلا بالنباتات ،وأنهم حظي بمساعدة فريق من العلماء ومن ذوي يقتَنون منتوجاتها لأنهم يحبذون جودتها الخبرة من ال ّطهاة ،أسندت إليهم مهمة إتقان ويعلمون أنها مفيدة للصحة والمحيط .فالقناعة السائدة في نت كو هي أن عصرا جديدا قد بدأ في الوصفات. مجال الطبخ« .لنُغ ّي دون أن نتغ ّي!» ،ذلك هو شعار المؤسسة ،بمعنى :لنأكل بجودة أحسن وبشكل آخر ،دون أن نشعر بأن شيئا قد تغ ّي. ويرى الأخ ّصائي في الكيمياء البيولوجية أن الصناعة الغذائية ،هي أيضا ،يجب أن تُغ ّي طرقها في الإنتاجُ ،مذ ّكرا أن كيلوغراما واحدا من القمح يستوجب 1500لترا من الماء ،في حين يتط ّلب كيلوغراما واحدا من اللحم عشرة أضعاف ذلك ،حسب المنظمة العالمية للتغذية والزراعة. وهو مقتنع بأن الذكاء الاصطناعي ،إذا ما ت ّم تطبيقه في الأطعمة ،سيسمح لنا بالمساهمة في التنمية المستدامة. 14رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زاوية كبرى الدماغ لا يُف ّكر! )© Jordi Isern (www.jordiisern.net ميغال بن الصايغ يجيب عن أسئلة ريجيس ميران عمل فني من مجموعة كواكب ()2014 للفنان الإسباني خردي إيزارن في عبارة «الذكاء الإصطناعي» ،كلمة ولكن ،هل يمكن ربط علاقة عاطفية مع إنسان يبدو أن حاسوبين من برنامج غوغل براين «ذكاء» هي مج ّرد تعبير مجازي .ذلك آلي؟ ك ّل ،لأن الحب والصداقة لا يقت ِصان على تو ّصلا للتخاطب بـ«لغة» من ابتكارهما أن الذكاء الإصطناعي ،رغم قدرته وهي لغة لا يقدر الإنسان على فهمها. جملة من الإرساليات العصبية في الدماغ. ما رأيك؟ على الحساب التي تتجاوز قدرة الحب والصداقة يتجاوزان الفرد ،بل بكل بساطة ،هذا الكلام ليس له أي معنى. الإنسان ،ليس في استطاعته إعطاء ويت َجاوزان التفاعل بين شخصين .عندما في الواقع ،كلما تم تشغيل هاتين الآلتين ،إلا أتك ّلم ،أشارك في شيء يجمعنا ،ألا وهو اللغة. وأعادت نفس التسلسل في تبادل المعلومات. مدلول للحسابات التي ينتجها .ويرى وهو كذلك بالنسبة للحب والصداقة والفكر: هي عمليّات رمزية يُشارك فيها البشر .لا أحد ولا يُمكن البتّة اعتبار ذلك لغة ،إذ ليس الفيلسوف والمحلل النفسي الأرجنتيني يُف ّكر بذاته .الدماغ يُوفر طاقته للمشاركة هناك تحاور بين الآلتين .هذا تعبير مجازي ميغال بن الصايغ أن اختصار التركيبة في التفكير. غير صائب ،كما لو اعتبرنا أن القفل «يعرف» مفتاحه. المعقدة للأحياء في مجرد رموز رقمية إلى الذين يعتقدون بأن الآلة قادرة على التفكير، أقول :من الغريب أن تكون الآلة قادرة على في نفس السياق ،يقول البعض إنهم «أصدقاء» إنما هو من محض الافتراء ،كما تبقى التفكير ،بما أن الدماغ ذاته لا يُف ّكر! مع إنسان آلي .بل إن هناك تطبيقات للهاتف الذكي يُفترض أنها تتيح «التحاور» مع الآلة. فكرة تعويض الإنسان بالآلة من باب لنُشاهد الشريط السينمائي«هار» (هي) للمخرج سبايك جونز ( :)2013بعد أن تم اللامعقول. طرح سلسلة من الأسئلة على شخص قصد رسم خريطة دماغه ،تقوم آلة بصياغة صوت ما الذي يُميّز الذكاء البشري عن الذكاء وأجوبة تبعث إحساسا عاطفيا عند ذلك الإصطناعي؟ الشخص. الذكاء الحي ليس آلة حساب ،بل هو سيرورة ي َتابط فيها الوجدان والجسد والخطأ، وتفترض وجود الرغبة والوعي لدى الكائن البشري بتاريخه الذاتي على المدى الطويل .لا يمكن تص ّور الذكاء البشري في عزلة عن بقية المسارات العقلانية والجسدية. وخلافا للإنسان -أو للحيوان -الذي يُف ّكر بواسطة دماغ مت َموقع في جسمه ،وهذا الجسم هو بدوره مندرج في محيطه ،فإ ّن الآلة تُنتج حسابات وتو ّقعات دون أن تكون قادرة على تفسير مدلولاتها .وفي الحقيقة، ليس هناك جدوى في التساؤل عن إمكانية تعويض الإنسان بالآلة .فالح ّي هو الذي يخلق المعنى ،وليس الحساب .العديد من الباحثين مقتنعون بأن الفرق بين الذكاء الح ّي والذكاء الاصطناعي هو فرق ك ّمي ،في حين أنه فرق نوعي. رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |15 2018
زاوية كبرى ما تعيبه على الذكاء الاصطناعي أساسا هو اختزال البعد الحي في مجرد رموز. فعلا .البعض من المختصين في الذكاء الاصطناعي ُمنبهرون بنجاحاتهم التقنية، مثلهم مثل الأطفال الصغار المنبهرين بألعاب التركيب ،لدرجة أنهم فقدوا النظرة الشمولية. لقد سقطوا في ف ّخ الاختزال. كتب عالم الرياضيات الأمريكي و ُمن ّظر السبرانية نوربرت فاينر ،سنة ،1950في كتابه«ذي هيومن يوز أف هيومن بيينغز» (السبرانية والمجتمع) ،أنه سيتسنّى لنا في يوم من الأيام «إرسال إنسان عبر التلغراف». وبعد أربعة عقود ،تم تطوير فكرة مايند أبلودنغ (تحميل العقل) -اعتمادا على نظرية ما بعد الإنسانية -على أساس نفس التو ّهم بأنه يمكن اختزال العالم الواقعي بأسره في وحدات إعلامية قابلة للنقل من آلة (هاردوار) إلى أخرى. © Laurent Philippe / Divergence كما نجد نفس هذا الاعتقاد في إمكانية وضع نماذج للكائنات الحيّة في قالب وحدات إعلامية لدى عالم البيولوجيا الفرنسي بيار-هنري غويون -وقد نشر ُت كتابا حواريا معه يحمل عنوان «صناعة الح ّي؟» ( .)2012يرى غويون أن الحامض النووي هو ركيزة لرمز يمكن نقله إلى ركائز أخرى .ولكن ،إذا اعتبرنا أن الكائن الح ّي قابل للوضع في نموذج متك ّون من وحدات إعلامية ،فإننا نهمل أن مجموع الوحدات الإعلامية ليس هو الذي يك ّون الشيء الح ّي ،ومن ث ّم نهمل الاهتمام بالبحث في ما هو غير قابل للوضع في قالب نماذج. ولكن ،ل ّما ينعتني خصومي بالرجعية ،ها أنهم يعتبر الفيلسوف اليوناني أن الحياة الحقيقية إن الأخذ بعين الاعتبار ك ّل ما هو غير قابل يلجأون لنفس أنواع المبررات التي يتذرع لا تكمن في العالم الما ّدي وإنما في الأفكار. للوضع في قالب نموذج لا يُحيل بالضرورة إلى فكرة الإله ،ولا للظلامية ،مهما اعتقد البعض. بها رجال السياسة عندما ي ّدعون التحديث وبعد أربعة وعشرين قرنا ،يرى أنصار نظرية والإصلاح ،والحال أنهم يهدرون الحقوق ما بعد الإنسانية أن الحياة الحقيقية ليست كما أن مبادئ عدم إمكانية التنبّؤ أو عدم في الجسم وإنما في الخوارزميات .فالجسم، اليقين موجودة في كافة العلوم الصحيحة .لذلك الاجتماعية للبلاد وينعتون بالرجعية كل من أراد الحفاظ على هذه الحقوق! بالنسبة لهم ،ليس سوى صورة ظاهرية ،يجب فإن ميول أنصار نظرية ما بعد الإنسانية، أن نستخرج منه جملة من المعلومات المفيدة إلى المعرفة التا ّمة ،ينصهر في خطاب يقدس لقد أصبح تهجين الإنسان والآلة أمرا ونتخ ّلص من عيوبه الطبيعية .هذه طريقتهم التكنولوجيا ويخلو تماما من المنطق .وإن واقعا .وهو أيضا غاية في نظرية ما بعد في نيل الخلود. لقيت هذه الفكرة نجاحا كبيرا فلأنّها قادرة الإنسانية. لقد سنحت لي الفرصة ،بمناسبة بعض على الاستجابة لتعطش الجيل المعاصر الندوات العلمية ،أن ألتقي بالعديد من أعضاء للميتافيزيقيا .إن أنصار فكرة ما بعد الإنسانية ما زالت الطريق طويلة حتى نفهم تماما الح ّي والمه ّجن ،لأن عالم التقنية البيولوجية يجهل جامعة التف ّرد (المنصهرة في نظرية ما بعد يتوقون إلى حياة خالية من الشك .لكن ،سواء إلى يومنا هذا كل شيء ،تقريبا ،عن الحياة الإنسانية) حاملين قلادات تُفيد بأنه في حال في حياتنا اليومية أو في البحوث ،لاب ّد أن نتح ّمل فهي لا تتل ّخص فقط في المسارات الفيزيائية وفاتهم ،سوف يتم تجميد رؤوسهم .أرى في والكيميائية التي يمكن صياغتها في نماذج. ذلك ظهور شكل جديد من الرجعية ،في حين الشكوك وال ُمتغ ّيات... فالح ّي هو حاليا مهجن مع الآلة ،وسوف أنهم يعتبرون أنني محافظ بيولوجي ،لأنني يُصبح دون شك أكثر هجانة مع منتوجات حسب نظرية ما بعد الإنسانية ،سوف التكنولوجيا الحديثة. أعارض فلسفة ما بعد من الإنسانية. يصبح الإنسان يوما قادرا على الخلود بفضل الذكاء الاصطناعي. في خض ّم التقلبات التي نعيشها في عصر ما بعد الحداثة ،حيث ينعدم التفكير في العلاقة بين الأشياء ،وحيث تسود عقلية الاختزال والفردانية ،اكتسبت وعود نظرية ما بعد الإنسانية مكانة مغارة أفلاطون. 16رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زاوية كبرى ما الذي يُقلقك أكثر؟ يقلقني النجاح المفرط لمنطق الابتكار .فكرة روبوت ( ،)2013إبداع فني يشترك فيه توجد العديد من الآلات التي نستخدمها والتي التق ّدم لم تُحقق أهدافها وقد ت ّم تعويضها راقصون من البشر والروبوتات ،من تصميم نُف ّوض لها بعض المها ّم .ولكن هل كل هذه بفكرة الابتكار التي تختلف عنها تماما :إذ الفرنسية-الاسبانية بلانكا لي ،التي تل ِقي من الآلات ضروريّة؟ ذلك هو السؤال المطروح ليس لها نقطة انطلاق ولا نقطة وصول، خلاله نظرة مليئة بالتساؤلات حول عالم بالأساس .اشتغلت على زراعة القوقعة كما أنها ليست جيّدة ولا سيّئة .لذلك وجب السمعية وثقافة الص ّم :الملايين من فاقدي التساؤل حولها بمنظور نقدي .إن معالجة تسكنه الآلات والبشر. السمع يُطالبون بثقافة خا ّصة بهم -وهي النصوص بواسطة الحاسوب أحسن بكثير من آلة الرقن «أوليفتي» التي كنت أستعملها لنأخذ مثال الآلة التي تُح ّدد الموقع الجغرافي. غير محترمة بالقدر الكافي – ويرفضون زراعة في السبعينات ،لذا أرى في ذلك تق ّدما .وعلى لقد قمنا بمتابعة تص ّرفات سائقي سيارات القوقعة لأنهم يُخ ّيون التعبير بلغة الإشارة. العكس ،فإن كل هاتف ذكي يحتوي على هذا الابتكار ،الذي قد يمحق ثقافة فاقدي عشرات التطبيقات ،نادرا ما يتساءل الناس كم الأجرة في باريس وفي لندن ،بما في هاتين السمع ،هل يُمثّل تق ّدما؟ تعسر الإجابة على منها ضروري ح ّقا .فالحكمة تقتضي أن نأخذ المدينتين من متاهات .ولاحظنا أن اللندنيين هذا السؤال. حذرنا من الجاذبية التي تثيرها فينا الرغبة في يعتمدون على أنفسهم في اختيار الاتجاهات، التسلية أو نجاعة التكنولوجيات الحديثة. في حين أن الباريسيين يستندون دائما إلى تلك قبل كل شيء ،لا ب ّد أن نضمن احترام الحياة في الآلة .وبعد ثلاث سنوات ،أظهرت اختبارات عمليات التهجين .إلا أن ما نشاهده اليوم ليس من جانب آخر ،في مجتمع فقد صوابه وأضاع نفسية أن النواة تحت القشرة الدماغية التي بالتهجين بقدر ما هو استعمار الآلة للأحياء. قصصه المرجعية الكبرى ،يبعث خطاب ما بعد تُح ّدد خريطة الزمان والمكان أُصيبت بالضمور ومن فرط الاستعانة بوسائل خارجية ،أصبح الإنسانية على القلق :فهو يعامل البشر وكأنّهم عند الباريسيين (ولا شك أن هذا الضمور قد العديد من الناس لا يتذ ّكرون شيئا وأصبحوا يُعانون من ضعف الذاكرة ،دون أن يكون ذلك صبيان ولا ينظر للوعود التكنولوجية بالبعد يرتد إذا تخ ّل الشخص عن استعمال تلك الكافي .في الغرب ،تُحيل التقنية دائما إلى فكرة الآلة) .لقد أُصيبوا بنوع من عسر القراءة ُمتأتّيا من أمراض ُمتدنّية. تجاوز الحدود .فمنذ القرن السابع عشر ،لم يمنعهم من تحديد موقعهم في الزمان والمكان. وهذا هو الاستعمار :المنطقة الدماغية أُصيبت يستبعد الفيلسوف الفرنسي روني ديكارت، بالضمور لأنه تم تفويض وظيفتها الأصلية الذي كان يعتبر أن جسد الإنسان بمثابة الآلة، دون تعويضها بأية وظيفة أخرى. إمكانية وجود فكر خارج الجسم .أن يحلم الإنسان بالتحرر من جسمه ومن حدوده، بفضل العلم ،فتلك رغبة بشرية .وتظن نظرية ما بعد الإنسانية أنه من الممكن تحقيق تلك الرغبة أخيرا. لكن الحلم بإنسان يتعدى نطاق الجسد ،كلي السلطة والنفوذ ،لا حدود له ،يك ّن عواقب شتى على المجتمع .ويبدو لي أنه يتو ّجب تحليله في علاقة استشرافية مع صعود الأصولية الدينية المتقوقعة في قيم يُفترض أنها القيم الطبيعية للإنسان .وأعتَبر أن كلاهما ضرب من الأصولية اللاعقلانية ،وأنهما قد شنا الحرب على بعضهما. ميغال بن الصايغ (الأرجنتين) فيلسوف ومحلل نفسي قاوم سياسة بيرون وتم ّكن من الهروب من الأرجنتين سنة ،1978بعد أن تم اعتقاله وتعذيبه ،ليستق ّر بباريس في فرنسا .نُشر له مؤ ّخرا «دماغ ُمضخم ،إنسان منقوص» ( ،)2016و«تف ّرد الح ّي» (.)2017 رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |17 2018
زاوية كبرى التصدي لاحتكار البحث © The Canadian Press / Graham Hugues يوشوا بنجيو« :علينا أن نشجع المزيد من نشهد منذ حوالي خمس سنوات ،أن يوشوا بنجيو يجيب على أسئلة التنوع في عالم الاقتصاد المرتبط بالذكاء بعض عمالقة المعلوماتية تعير اهتماما ياسمينا شوبوفا الاصطناعي وتجنب الأوضاع الاحتكارية». متحمسا للبحوث العلمية في مجال الذكاء الاصطناعي ،وتستثمر مبالغ طائلة في هذا يرى يوشوا بنجيو ،الذي يعد من رواد وبالتالي ،سوف يتيح الذكاء الاصطناعي لهذه التع ّلم العميق على الصعيد العالمي ،أن الشركات تنمية مبيعاتها وثرواتها وكذلك القطاع .كيف تُفسر هذه الظاهرة؟ الذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله الأولى ،إذ أن «مستوى تفكيره سطحي قدرتها على الزيادة في أجور الباحثين الذين إن الجواب على هذا السؤال بسيط جدا .لقد توظفهم .وبقدر ما تتو ّسع قاعدة زبائنها، وصلت العلوم إلى درجة من التطور في مجال للغاية ،ولا يعادل حتى مستوى بقدر ما تزداد كمية البيانات التي بإمكانها تفكير الضفادع» .غير أنه يثير بالفعل الولوج إليها -وهذه البيانات تعد كنزا بما أنه الذكاء الاصطناعي ،تجعلها مفيدة ج ّدا للشركات .إن تراكم البيانات الضخمة والقدرة مشاكل خطيرة تتعلق بالاحتكار يجعل النظام أكثر فعالية. والتوزيع غير العادل ،لا يمكن ح ّلها إلا الحاسوبية المتزايدة يس ّهل تطوير منتجات وهذا من شأنه أن يولد حلقة مثمرة لهذه الذكاء الاصطناعي ،وسوف تدر تلك المنتجات على نطاق عالمي .لذا فنحن في حاجة الشركات ،لكنه من ناحية أخرى سوف يضر ماسة لتنسيق دولي لتطوير الذكاء في المستقبل أرباحا أوفر . الاصطناعي. بالمجتمع .إن مثل هذا النموذج من تركيز السلطة قد يؤثر سلبيا على الديمقراطية في الوقت الحالي ،لما نقوم ببحث على صفحات والاقتصاد في آن واحد .ذلك أنه يدعم الشركات الإنترنت ،تشد انتباهنا باستمرار إعلانات الكبرى ويضعف من قدرة الشركات الناشئة على التموقع في السوق حتى لو كانت تقدم ذات أهداف مح ّددة -وتشكل هذه الإعلانات مورد رزق الشركات مثل فيسبوك وأمازون منتجات أفضل. ويوتوب ،إلخ .لحد الآن ،تمثل منتجات الذكاء الاصطناعي نسبة ضئيلة من السوق ،لكن المختصين في الاقتصاد يتوقعون أنه في غضون عقد من الزمن ،سوف تصل إلى %15من إجمالي إنتاج السلع .وهي نسبة هائلة. 18رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زاوية كبرى تستثمر بعض البلدان بشكل كبير في المسح الضوئي للدماغ ،كما يراه علينا أن نشجع المزيد من التنوع في عالم البحث في مجال الذكاء الاصطناعي، الرسام الفرنسي برنار بوتون الاقتصاد المرتبط بالذكاء الاصطناعي وتجنب وبالخصوص كندا. © Bernard Bouton / Cartoon Movement الأوضاع الاحتكارية. بالتأكيد .لقد قررت كندا تمويل ليس فقط ما هي نسبة الباحثين الذين يشتغلون في لكن الاحتكار بدأ ينتصب بالفعل .كيف البحوث الأساسية وبعث الشركات الناشئة، المجال الأكاديمي اليوم؟ يمكن معالجته؟ بل وأيضا الاستثمار في التفكير الجماعي وفي البحث في مجال العلوم الإنسانية ،لدعم القدرة اعتمادا على عدد الأشخاص الذين ألتقي بهم في من خلال قوانين مكافحة الاحتكار .لقد ع ّلمنا على تقييم تأثير الذكاء الاصطناعي في المجتمع. المؤتمرات الدولية الكبرى ،أعتقد أنهم يمثلون التاريخ أن هذه القوانين يمكن أن تكون حوالي النصف .قبل خمس سنوات ،كان تقريبا بمبادرة من جامعة مونتريال ،تم فتح مجمل الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي فعالة ضد بعض الشركات التي أفرطت في نقاش في 3نوفمبر ،2017لصياغة إعلان استعمال السلطة .فلنتذكر شركة ستاندارد مونتريال لتنمية مسؤولة للذكاء الإصطناعي. يعملون في المجال الأكاديمي. أويل بالولايات المتحدة التي اشترت منافسيها لاحتكار سوق النفط ،أو هوليوود التي امتلكت وتهدف هذه المبادرة أساسا إلى وضع تقوم الشركات الخاصة بتوظيف المواهب توجيهات أخلاقية في مجال تطوير الذكاء من جميع أنحاء العالم .هل يساهم هذا في حتى منتصف القرن العشرين %70من الاصطناعي على المستوى الوطني .وفي المرحلة دور السينما ،وفرضت قانونها على الأولى من هذه العملية طويلة الأمد ،التي هجرة الأدمغة من البلدان الأقل تقدما؟ تدعو عامة الناس إلى النقاش مع الخبراء توزيع الأفلام .وقد ساهمت العقوبات وصانعي السياسات ،تم تحديد سبع قيم: هذا أمر لا مناص منه .ولذلك لا بد من التفكير التي سلطت على هذه الشركات الرفاهية ،والاستقلالية ،والعدالة، جماعيا حول سبل استفادة أفقر البلدان من وبعض الشركات الأخرى في والحياة الخاصة ،والمعرفة، أحدث نتائج الأبحاث ،بل وأي ًضا حول سبل إعادة التوازن إلى الأسواق. والديمقراطية والمسؤولية. إنشاء مراكز أبحاث داخل جامعاتها .ففي أعتقد أن استخدام القواعد المناسبة لحوكمة إلى أين وصل التفكير أفريقيا ،على سبيل المثال ،تقدم عدة مؤسسات الإعلانات يمكن أن يساهم بشكل كبير في في هذه المسائل على أكاديمية -وعددها في تزايد مستمر -دورات الصعيد العالمي؟ الحيلولة دون احتكار البحث في مجال الذكاء للتكوين في مجال الذكاء الاصطناعي ،كما الاصطناعي .فنحن جميعا ،بطريقة أو بأخرى، على حد علمي ،لا توجد تنظم جامعات صيفية (انظر ص 20 .و )21 معاهدة دولية تنظم البحث سجناء الحملات الإعلانية ،وكثيرا ما ننسى أنه برهنت على نجاعتها. بإمكاننا اتخاذ قرار جماعي لتق ِنينها ،بحيث لا في مجال الذكاء الاصطناعي ،رغم أن الأمر يتعلق برهانات دولية .بدون تنسيق دولي ،لن بالإضافة إلى ذلك ،هناك عدد كبير من الدروس تكون مضرة بالمجتمع. نكون قادرين على التقدم في الاتجاه الصحيح. والدورات التعليمية والقوانين المتاحة مجانًا على الخط .تعرفت على العديد من الشبان وعلاوة على ذلك ،فإن الخدمات التي تقدمها وينبغي ،قبل كل شيء ،تحسيس عامة الناس الشركات الخاصة الكبيرة مثل غوغل أو وصانعي السياسات بالرهانات المرتبطة الذين تكونوا عن طريق الإنترنت .و يجب علينا إذا أن نبحث عن أفضل الطرق لمساعدتهم في فيسبوك يمكن أن يوفرها القطاع العمومي، بالذكاء الاصطناعي .في بعض أنحاء العالم، التدريب بمفردهم. على غرار التلفزيون الذي يقدم خدمة مماثلة. وجه الباحثون تحذيرات بخصوص أنت قررت عدم العمل في القطاع الخاص، المشاكل الرئيسية ،تفاعلت معها وسائل أليس كذلك؟ الإعلام وعامة الجمهور .وتلك هي الخطوات الأولى التي من شأنها أن تقودنا نحو حوار نعم ،أريد أن أبقى محايدا .إن الهدف من سياسي أوسع ،على الصعيد العالمي ،يتناول مشروعي هو جعل العلم في متناول الجميع، المشاكل التي يطرحها هذا المجال ،بما في ذلك وليس فقط لعدد قليل من المساهمين .المهم الأخلاق والبيئة والأمن. بالنسبة لي هو أن يتطور البحث في اتجاه التطبيقات الأكثر فائدة للبشرية وليس يوشوا بينجيو (كندا) باحث وأستاذ بجامعة بالضرورة المدرة لأربَاح أكبر للاقتصاد. مونتريال ،وأستاذ بقسم الإعلامية والبحوث العملية ،ومدير معهد الذكاء الاصطناعي مع ذلك ،حاولت إنشاء نظام إيكولوجي في كيبيك ،ومدير مشارك في برنامج تعلم مشترك ومفيد للبحث والصناعة بجامعة الآلات والأدمغة بالمعهد الكندي للبحوث مونتريال التي أعمل بها .واستقرت العديد من مخابر البحث الخاصة التي تتعامل المتقدمة ،وحاصل على كرسي البحث الكندي في معنا ،بعاصمة كيبيك .ويتم توظيف الباحثين خوارزميات التع ّلم الإحصائي .تم ذكر نتائج من قطاع الصناعة كأساتذة مساعدين في أبحاثه أكثر من 80.000مرة (بيانات بتاريخ الجامعة ،وهم يساهمون في تكوين الطلاب. وتقدم الشركات الدعم للجامعات تاركة لها سبتمبر .)2017وصل يوشوا بنجيو إلى كيبيك الحرية التامة في اختيار مجالات الأبحاث التي سنة 1977وهو في الثانية عشرة من عمره، مع والديه أصيلي المغرب ،بعد قضاء فترة في سوف تطورها. باريس .وهو حامل لوسام كندا وعضو في الجمعية الملكية لكندا. رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |19 2018
زاوية كبرى من أجل استخدام ديمقراطي للذكاء الاصطناعي في أفريقيا مصطفى سيسي يجيب على أسئلة كاترينا ماركيلوفا كيف يمكن لحياة الناس أن تتحسن بشكل يبلغ من العمر 32عا ًماُ .ولد ونشأ في السنغال حيث درس الرياضيات والفيزياء. ملموس ،بفضل الذكاء الاصطناعي؟ حصل على درجة الماجستير في الذكاء الاصطناعي في فرنسا ثم في كندا ،وعاد إلى باريس لينال الدكتوراه .التحق منذ سنتين بمؤسسة فيسبوك لأبحاث الذكاء عندما تتيح للأشخاص ُفرصة الوصول إلى الاصطناعي التي تُنشئ مخابر للبحوث الأساسية في عدة أنحاء من العالم منذ المعلومات التي يحتاجونها لبناء علاقات سنة :2013نيويورك ،مينلو بارك (كاليفورنيا) ،سياتل ،باريس ،مونتريال ...هذه، اجتماعية ،أو الاندماج بسرعة أكبر في بيئة في عجالة ،مسيرة مصطفى سيسي ،الذي يحدثنا عن أبحاثه ودوافعه وآماله. ما ،أو الحصول على شغل ،فإنك تساهم لقد بينت الدراسات ،مثلا ،أن أنظمة التع ّرف ما هي مشاريعك في مخبر فيسبوك لأبحاث في تحسين حياتهم .وبالمثل ،إذا استخدمت على الوجه تشتغل بأكثر نجاعة مع الوجوه الذكاء الاصطناعي في باريس؟ الذكاء الاصطناعي لتش ِخيص أمراضهم في وقت مب ّكر وتوفير العلاج المناسب ،فتكون قد الأوروبية من الوجوه الأفريقية .ونفس الشيء أكثر المواضيع التي ته ّمني في مجال الذكاء ينطبق على أنظمة الذكاء الاصطناعي التي الاصطناعي هي الموثوقيّة ،والإنصاف حسنت حياتهم. تُح ّدد سرطان الجلد :فهي تعطي نتائج أفضل والشفافيّة .في سنة ،2017كنت أنا ومجموعة إن الذكاء الاصطناعي بصدد تغيير العديد من لدى المرضى ذوي البشرة البيضاء مقارنة من الزملاء أ ّول من ط ّور الخوارزميات الصناعات ،وأتمنى أن يكون ُمتاحا لجميع بالمرضى ذوي البشرة السمراء .ومن ناحية أخرى ،تب ّي أن بعض الأنظمة تعمل بأكثر (هوديني) التي تقيّم مناعة الأنظمة الذكيّة، من يحتاجونه -وليس فقط لعدد محدود من فعالية عندما يتعلق الأمر بالرجال ،مقارنة مهما كانت نوعيّة الوسيلة الإعلامية :الصوت أو سكان العالم – وذلك لمواجهة ُمختلف تحديات بالنساء .وهذا يعني أنه ت ّم إهمال بعد محوري الفيديو أو غيرها. هذا القرن .أنا أحاول من ناحيتي وفي أطار كامل أثناء تطوير هذه الأنظمة .وأسعى مع تخصصي ،أن أساهم في تطوير الأوضاع في هذا غيري من الزملاء لدمج هذا البُعد منذ أن نبدأ إن مناعة الخوارزميات ضرورية لضمان الاتجاه .وما زلت ُمقتنعا بأ ّن ُمجتمع الباحثين في بناء نماذج الذكاء الاصطناعي التي نقوم أمن منتجات الذكاء الاصطناعي .تخيّل ما في الذكاء الاصطناعي يقوم بخطوات عملاقة. يمكن أن يحدث إذا أراد شخص سيئ النية بتطويرها .هذا الجانب هام للغاية ،إذا ما أردنا تغيير الخوارزمية التي تقود سيارتك ذاتية كيف يمكن للفئات الأكثر فقرا الوصول إلى أن يكون الذكاء الاصطناعي قادرا على تقديم القيادة! يُمكنلأ ّي نظام معلوماتي أن يتع ّرض هذه التكنولوجيا المتطورة؟ نفس الفائدة للجميع. لهجمات من الخارج (قرصنة أو تعديل عن سوء قصد) .لذا ،من الضروري ضمان ُقدرة إذا أردنا أن تكون هذه التكنولوجيا ُمتاحة صرحت في السابق بأنه يجب على الباحثين هذه الأنظمة على مقاومة مثل تلك الهجمات. للجميع ،يجب تدريسها في ك ّل مكان .التعليم في مجال الذكاء الاصطناعي أن يكفوا عن هو السبيل لوضع هذه التكنولوجيا في أيدي من وهناك بحوث أخرى ،نشرتها في الفترة الأخيرة ُهم في حاجة إليها .وإذا أتيحت لهم الإمكانيات، التركيز حصريا على «مشاكل الإنسان مع زميل لي ،تتعلق بتجهيز الخوارزميات فسوف يجدون الحلول المناسبة لمشاكلهم ،أنا الأبيض». الذكيّة بالقدرة على التعامل مع كل كائن بشري متيقن من ذلك. بالنسبة لي« ،مشاكل الإنسان الأبيض» تتمثل بشكل عادل ،سواء كان رجلاً أو امرأة ،أسود في كل تلك التطورات التكنولوجية المرتبطة أو أبيض ،إلخ. منذ ثلاث سنوات ،بدأت مع مجموعة من الأصدقاء ،في تدريس الذكاء الاصطناعي في بواقع الغرب ،والتي تبقى من باب الخيال في وبعبارة أخرى ،أحاول لا فقط ضمان الجامعات الصيفيّة التي تنظمها في أفريقيا أنحاء أخرى من العالم ،مثل السيارات ذاتية موثوقية الخوارزميات بأعلى درجة ممكنة، داتا ساينس أفريكا ،وهي جمعية مهنية غير القيادة .في أفريقيا وفي مناطق كثيرة من آسيا ولكن أيضا جعلها متناسبة مع احتياجات ربحية تهدف إلى تقاسم المعرفة .في كل فصل المجتمع البشري وقيمه ،لأنها من المفروض أن صيف ولم ّدة أسبوع أو أسبوعين ،نقوم بتعليم أو أميركا الجنوبية ،مشاكل الناس اليومية العديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي للطلاب مختلفة ،ورغم أن الحلول التي تحتاجها تعتمد تكون في خدمته. والمدرسين الذين يرغبون في اكتشاف هذه على تكنولوجيات أق ّل تعقيدا ،فإنها تظل غير المادة العلمية. مت ّوفرة .أعتقد أنه بإمكاننا ،كمجتمع علمي، أن نكون أكثر فعالية إذا وجهنا اهتماما أكبر في العام الماضي ،قمنا مع مجموعة من الأصدقاء ،ببعث ُمبادرة بلاك إن أول (السود لمشاكل هؤلاء الناس لإيجاد حلول لها. في كل مكان) .ونجحنا في تجميع أكثر من 200باحث أسود (بالإضافة للأمريكيين) في الدورة الثلاثين لأكبر مؤتمر علمي حول الذكاء الاصطناعي في العالم ،الذي خصص لأنظمة معالجة المعلومات العصبيّة .2017 20رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زاوية كبرى نشر الصورة بترخيص كريم من الرواق © Maurice Mbikayi / نارسيسورفينغ نيتيزنشيب ( ،)2015نحت هل أطلقت هذه المبادرات من تلقاء نفسك، في السنوات السابقة ،لم نتجاوز عشرة باحثين، أم هل هي تندرج ضمن عملك في مؤسسة من مجمل أكثر من 5000مشارك في هذه للفنان موريس مبيكايي ،من جمهورية التظاهرة. الكونغو الديمقراطية ،الذي يهت ّم بالخصوص فيسبوك لأبحاث الذكاء الاصطناعي؟ وبهذا المستوى المتواضع ،نُحاول إضفاء صبغة بتأثير التكنولوجيا المعاصرة على الإنسانية، هذه مبادرات أطلقتها بنفسي مع الأصدقاء، أكثر ديمقراطية على الذكاء الاصطناعي وعلى في أفريقيا خا ّصة لكنني تلقيت مساعدة لوجستية ومالية من فيسبوك ،الذي قدم الدعم لمشاركة حوالي 50 سبل الوصول إلى المعلومات في هذا المجال. باحثًا أفريقيًا شاباً في المؤتمر الذي تح ّدثت أنا واع كل الوعي بان هذا غير كاف ،وأنه من الضروري القيام بإجراءات أوسع نطاقا، عنه أعلاه. لكنني أبقى متفائلاً. رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |21 2018
زاوية كبرى الثورة الرابعة يانغ كيانغ يجيب على أسئلة وانغ تشاو بعد أن أطلقت شبكة الإنترنت وأجهزة الإنترنت المحمولة الثورة الصناعية الثالثة، تقوم تقنيات الذكاء الإصطناعي ،مقترنة بالبيانات الضخمة ،بالتهيئة لانطلاق ثورة صناعية رابعة من المحتمل أن تغ ّي التوازنات على الصعيد العالمي. © Raquel Kogan / photo Domingues Freitas الذكاء الاصطناعي يمكن تسميته بـ«البيانات كيف ت ّم التقارب بين الذكاء الإصطناعي الذكيّة». والبيانات الضخمة؟ انعكاس ،تركيبة من ابتكار الفنانة البرازيلية راكال كوغان :أرقام تنبعث آليّا من حاسوب كيف يمكن للمؤسسات أن تت ّكيف مع هذه بدأ هذا التقارب في أوائل العقد الأول من القرن وتُعرض في قاعة ُمظلمة ،فتختلط أجسام المعطيات الجديدة؟ الحالي .حين استخدم كل من غوغل وبايدو - وهي محركات البحث الناشئة في ذلك الوقت ال ُمشاهدين بالأرقام المعروضة. في البداية وقبل الانطلاق في العمل مهما كانت -الذكاء الإصطناعي لإنجاز أنظمة التّوصية نوعيته ،يجب التفكير في الطريقة المتوخاة الشخصية في مجال الإعلانات الإشهارية، أدركوا أن النتائج كانت أفضل بكثير مما كانوا لتجميع البيانات .ولا بد من تحديد الاحتياجات يتو ّقعون .وكلما زاد حجم البيانات التي يتم وفقا للخوارزميات ،وتجميع البيانات -من جمعها حول كل مستخدم ،كلما كانت النتائج أفضل .لكن في ذلك الوقت ،لم يكن أحد يدرك مصادر مختلفة -في اتجاه هدف مع ّي .يجب أن تكون الخدمات التي يوفرها نظام البرمجة أنه يمكن تطبيق هذا التطور في مجالات أخرى. قادرة على التأثير على المصدر حتى ينتج حدثت نقطة تح ّول حقيقية مع ظهور إيمدج المزيد من البيانات وحتى تغذي هذه البيانات نت ،وهي أكبر قاعدة بيانات للتع ّرف على الصور في العالم .كانت هذه القاعدة التي بدورها ،نظام البرمجة ،في «حلقة مغلقة». قام بتصميمها مختصون في الإعلامية من وبذلك ،تُخلق عملية مستمرة لتحسين النظام جامعة ستانفورد وبرينستون في الولايات وتعديله ذاتيا .إن مثل هذه «الحلقة المغلقة» المتحدة ،نقطة انطلاق ثورة التع ّلم العميق هي منظومة مختلفة تماما عن المنظومة (ديب لارنغ) ،ذلك أن الكميات الضخمة من المعمول بها إلى حد الآن في النشاط الاقتصادي. المعطيات البصرية التي جمعتها إيمدج نت أفضت إلى تقليص الأخطاء في التعرف على هل لك أن توضح أكثر مفهوم «الحلقة المغلقة»؟ مضمون الصور بـنسبة .%10وقد بين ذلك أن التقارب بين التعلم العميق والبيانات أول شيء يجب مراعاته هو مصدر البيانات - الضخمة يتيح التحكم في العمليات الحسابية على سبيل المثال ،المستخدمون .يجب تسجيل جميع سلوكيات المستخدمين في شكل بيانات. المعقدة للغاية. ثم يجب الأخذ بعين الاعتبار مزودي الخدمات، مثل وي تشات باي ،أو محفظة النقود الجوالة كيف تح ّدد العلاقة بين التع ّلم العميق والبيانات الضخمة؟ الصينية ،أو تاو باو وهو موقع التجارة الإلكترونية الصيني .وتعتمد ردة الفعل الذكية هي علاقة تدعيم متبادل .إذا تّم تصميم نظام على تلك البيانات لفهم احتياجات المستخدمين الذكاء الإصطناعي بشكل محكم ،فسوف يكون الذين يقومون ،عند الاستخدام ،بتوفير بيانات أخرى لمزود الخدمات الذي يقوم بدوره بتوفير أكثر ملاءمة للاستخدام وأكثر دقة وبالتالي بيانات للمستخدمين .بحيث يشكل هذا النظام أكثر فائدة .وسوف يؤدي إلى ارتفاع عدد «حلقة مغلقة». المستخدمين ،وبالتالي إلى المزيد من البيانات التي تحسن بدورها نظام الذكاء الاصطناعي. وحتى تكون الحلقة سريعة ،لا بد من تشغيلها آليا بالكامل ،وتكرير تحيين البيانات عدة ومع دمج البيانات الضخمة والذكاء م ّرات في اليوم ،حتى يكون النظام محيّنا الاصطناعي ،يمكن بعث نوع جديد من بصفة مستم ّرة .وهذا من شأنه أن يحث المستخدمين على رد الفعل بصفة دائمة من 22رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زاوية كبرى سوف يُحدث الذكاء الاصطناعي تغييرا عميقا في المجتمع البشري وسوف يمنحه شكله المستقبلي صغيرة .كما انّه قد يصبح من الممكن إبتكار إنها تقنيات وحلول فريدة من نوعها في تلبية خلال إرسال المعلومات .باختصار ،يجب أن نظم من نوع جديد لخدمة الزبائن. احتياجات القطاعات الموجودة حاليا. تكون العملية وجيزة ،ومستمرة ،وسريعة. في اعتقادي ،في المرحلة الثانية ،سوف يُحدث أ ّما المرحلة الثانية ،فسوف تشهد بروز في رأيك ،كم من وقت سيستغرق إنجاز الذكاء الاصطناعي تغييرا عميقا في المجتمع قطاعات صناعية غير مسبوقة يتمركز الذكاء هذه الحلقة المغلقة؟ البشري وسوف يمنحه شكله المستقبلي .تماماً الإصطناعي في جوهرها .فمثلا ،إذا استخدمت كما حدث حين ظهر الإنترنت :في البداية ،قامت مؤسسة بنكية الذكاء الإصطناعي كتكنولوجيا أعتقد أن تطوير الذكاء الإصطناعي سوف مكتبة تقليدية بإنجاز صفحة ويب وخالت أساسية ،فقد تترك له المجال بالكامل للتصرف يتم في مرحلتين .في مرحلة أولى ،سوف تحاول نفسها مكتبة على الخط .ولم تظهر مواقع في الاستثمارات والخدمات والاقتراض .ولن جميع القطاعات استخدام تلك التكنولوجيا. الإنترنت على غرار أمازون إ ّل لاحقا. يتبقى لموظفي البنك إلا إجراء تعديلات على سبيل المثال ،ستستخدم مصالح الأمن والحماية تقنيّة التع ّرف على الوجه ،وسوف قد يؤدي التأليف بين البيانات الضخمة يستخدم القطاع البنكي الذكاء الاصطناعي والذكاء الإصطناعي إلى تهديد الحياة للسيطرة على المخاطر ،وهل ّم جرا. الخاصة والعدالة الاجتماعية. سوف يو ّلد التأليف بين البيانات الضخمة والذكاء الإصطناعي نماذج اقتصادية جديدة ناجعة .لكن وضع هذه النماذج حيز التنفيذ على صعيد واسع مشروط بضمان احترام الحياة الخاصة للمستخدمين .وفي هذا الصدد، هناك ثلاث مشاكل لا بد من ح ّلها: أولا ،لا بد من س ّن القواعد الاجتماعية والقانونية التي تحمي ملكية البيانات وتبين بصفة واضحة متى يمكن أو لا يمكن استخدامها .يجب تصنيف بيانات المستخدمين في أبواب مختلفة :باب أحمر بالنسبة للبيانات المحمية بالكامل ،وأصفر للبيانات التي يمكن النفوذ إليها بصفة محدودة ،وأخضر للتي هي حرة الإقتناء .لم يحصل لحد الآن أي توافق حول تصنيف البيانات .علاوة على أنه لا يوجد أي قانون يحدد الشخص المسؤول والعقوبات التي يتعرض لها في حال انتهاك القانون. ثانيا ،من الضروري حماية سرية البيانات من الناحية التقنية .على سبيل المثال ،تقوم حاليا 4باراديغم (وهي شركة تزويد خدمات في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ،مقرها بيجين) بدراسة استخدام تع ّلم هجرة البيانات بهدف حماية الحياة الخاصة ،وهو ميدان جديد نسبياً .إذا ابتكرت مثلا مؤسسة «أ» نموذجا، ويتم نقل النموذج إلى مؤسسة «ب» ،فلا داعي من تبادل البيانات بين «أ» و«ب» ،بل يكفي إدماج المعطيات صلب النموذج المنقول ،ومن ثم ضمان حمايتها. رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |23 2018
زاوية كبرى وانغ تشاو (الصين) خبير دولي رائد في مجال ما عسى أن يكون مفعول التأليف بين وأخيرا ،لا بد من إجراء المزيد من الأبحاث حول الذكاء الاصطناعي ومعالجة البيانات .هو البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي في العلاقة بين الحياة الشخصية للمستخدمين وتسعير البيانات .على سبيل المثال ،عندما أول صيني يترأس المؤتمرات الدولية المشتركة الدول النامية؟ ينقر المستخدمون على إعلان معروض على المعنية بالذكاء الاصطناعي ،وهو عضو في الإنترنت من قبل نظام محكوم بالذكاء في نظري ،سوف يم ّكن عددا من البلدان النامية الاصطناعي ،هل يجب أن تعود نسبة من جمعية النهوض بالذكاء الاصطناعي ،ومدير الأكثر تقدما من الإلتحاق بالبلدان المتقدمة ،بل الأرباح إلى هذا النظام؟ وإذا حصل محرك قسم الإعلامية والهندسة في جامعة هونغ وحتى تجاوزها ،لأن التنافس الاقتصادي سوف بحث على عائد مالي ،فهل ينبغي توزيع جزء منه على المستخدمين؟ يجدر التساؤل حول كونغ للعلوم والتكنولوجيا .شارك في تأسيس يعتمد بالأساس على كمية البيانات وقيمتها. هذه القضايا. 4باراديغم حيث يتولى مهام علمية. وقد سمح ،مثلا ،التطور السريع لشبكة في السنوات المقبلة ،سوف يدرك الجميع أهمية وانغ تشاو (الصين) صحفي ورئيس فريق الإنترنت والإنترنت الجوال الصيني بتجميع الذكاء الاصطناعي .ولا بد أن نكون على يقظة في أستديو الذكاء الاصطناعي في قناة نت إيز كميات هائلة من المعطيات .وهذا من شأنه وأن ننتبه للشكل الذي سيكون عليه ولمجالات نيوز التي تقوم بتغطية أهم الأحداث في قطاع أن يس ّرع تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين ،وقد يتأتى عن ذلك تغيير ملامح العالم. تطبيقه .حاليا ،المجالات الأكثر قابلية للذكاء الذكاء الاصطناعي. الاصطناعي هي المالية ،والإنترنت والسيارات ومن ناحية أخرى ،إذا توفر لبلد ما بنية تحتية أناشيد أناغورا ،معرض ونظام تربوي بجودة عالية ،فسوف يكون ذاتية القيادة. تفاعلي يُق ّدم حقلا للبحث يتدارس تجميع قادرا على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين نجاعة انتاجيته .تماما مثلما سمح ومعالجة واستعمال البيانات المتعلقة استخدام المحرك البخاري لعدد من البلدان بموقع الإنسان وسلوكه. بالتط ّور بسرعة أكبر من غيرهم خلال الثورة الصناعية. © بترخيص كريم من ميرايكان ،المتحف الوطني للعلوم الناشئة والابتكار ،طوكيو ،اليابان 24رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زاوية كبرى تهديدات الروبوتات القاتلة © RYGER / Shutterstock يتجند الرأي العام أكثر فأكثر ضد تط ّور بقلم فاسيلي سيتشاف الأسلحة الفتّاكة المستق ّلة وبفضل تط ّور التكنولوجيات الإعلامية، للذكاء الاصطناعي تطبيقات عديدة في المجالين الأمني والعسكري .على الميدان، ستُصبح نُظم القتال ُمستقبلا أكثر استقلالية هو يُس ّهل المناورات ويُم ّكن من إنقاذ الأرواح في حال حدوث خسائر .كما يعزز من النُّظم الحالية .وسوف تسمح هذه الاستقلالية ،دون أدنى شك ،بتوفير مساعدة أداء الجيوش بتوفير روبوتات حليفة للجنود .وحسب بعض الخبراء ،فإن الأسلحة الفتّاكة الأوتوماتيكية هي بصدد خلق الثورة الثالثة للحروب ،بعد البارود والسلاح قيّمة للمقاتلين ،ومن ناحية أخرى ،سوف تأتي بالمزيد من التح ّديات والمجازفات :من النووي .وكيف لا ينتابنا القلق لحلول يوم يصبح فيه تشغيل جيوش الروبوتات ذلك سباق التس ّلح بين الدول ،وغياب القواعد والقوانين في مناطق الصراع ،وانعدام المسؤولية واقعا ،بما لها من قدرة على تنفيذ العمليات العدائية بكل استقلالية؟ في اتّخاذ القرارات .في الوقت الحاضر ،في حين يحاول العديد من المقاولين وأصحاب القرار تقوم عديد الشركات ،في كل أنحاء العالم، والعلماء منع استخدام نُظم القتال ال ُمستق ّلة، ببحوث علمية هامة في مجال الذكاء يُؤ ّكد العسكريّون أن القرار الأخير بخصوص القتل من عدمه ،أثناء المعركة ،سوف يبقى الإصطناعي .والنتائج التي ت ّم التو ّصل إليها لحد اليوم ممتازة :أصبح الذكاء الاصطناعي بيد الإنسان. قادرا على التكهن بإمكانية الإصابة بمرض السكري بواسطة ساعة «ذكية» أو على تحديد بو ّدنا أن نُص ّدق ذلك ،لكنّنا لا ب ّد أن نُذ ّكر بأن وحمات بعض أنواع السرطان ،بالاعتماد على السلاح النووي -ذلك السلاح الذي ما كان مظهرها .وتحظى أيضا هذه الأداة الف ّعالة يجب أن يُبتكر أصلا والذي واجهه العديد من التي تتجاوز الذكاء البشري -خاصة من حيث المعارضين منذ المرحلة الأولى من تصميمه - قد ت ّم استعماله في آخر الأمر. سرعة أدائها -باهتمام العسكريين. رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |25 2018
زاوية كبرى ويتمثّل مبدأ هذا النظام في الآتي :يراقب الذكاء الاصطناعي عن قرب عيني الشخص ووجهه ويضع بالتوازي سمات الوجه مع الصور التي ينظر إليها الشخص .وإذا جلبت إحدى الصور انتباه الشخص (م ّما ينتج عنه تغيير في سمات وجهه وتوجه نظره) ،تقوم البرمجية آليا بحفظ الصورة في ملف خاص بالموضوع. وأثناء الاختبارات ،ت ّم عرض مجموعة من الصور على أحد الجنود ،تنقسم إلى خمسة أصناف أساسية :بواخر ،حيوان بندا ،فواكه حمراء ،فراشات ،ثريّات .و ُطلب منه أ ّل يحصي إلا صور الصنف الذي يه ّمه .كانت الصور تم ّر أمامه بنسق صورة في الثانية .و«استنتج» الذكاء الاصطناعي أن الجندي ُمهت ّم بصنف البواخر ،فقام بتسجيل الصور المطابقة في مل ّف منفصل. في مسرح العمليات من ناحية أخرى ،قام مركز الاستعلامات رسم أُنجز في الأصل خصيصا للنشر في في الجغرافيا الفضائية بجامعة ميسوري كريزيس إن زفرا ،رواية خيالية لكارل لكن الذكاء الاصطناعي قادر أيضا على شرودر الذي أجرت معه الرسالة حوارا في مساعدة العسكريين في ساحة المعركة .في بالولايات المتحدة ،بتطوير نظام ذكاء روسيا ،يت ّم حاليا وضع اللمسات الأخيرة اصطناعي قادر على التحديد السريع والدقيق نفس هذا العدد. لصنع طائرة حربية من الجيل الخامس لمواقع أجهزة الصواريخ المضادة للطائرات ،في سو ،57-قد تدخل حيز الاستخدام قبل نهاية صور قمرية وفضائية .وتبلغ سرعة تأدية هذا © Kalman Andrasofszky السنة .وتتض ّمن برمجية حاسوب قيادة هذه النظام ما يساوي 85أضعاف قدرة الخبراء الطائرة عناصر من الذكاء الاصطناعي تخول البشريين .وقد ت ّم بناء الشبكة العصبية التي مساعد افتراضي لها ،أثناء التحليق ،بتحليل مستمر لحالة يعتمد عليها هذا النظام باستعمال ُصور تُمثّل الهواء ،ودرجة حرارته ،وضغطه ،وعديد مختلف أصناف الصواريخ المضا ّدة للطائرات. كما هو الشأن في كل مجالات النشاط البشري ال ُمتغ ّيات الأخرى .وإذا حاول الطيّار القيام وبعد تدريب النظام ،ت ّم اختباره على مجموعة الأخرى ،فإن الذكاء الاصطناعي قادر على بمناورة «يعتبر» النظام أنها سوف تتسبب في من الصور :في 42دقيقة فقط ،عثر على %90 السقوط ،فلن يأخذ بأمر الطيّار .وإذا أصاب تيسير العمل في مجال الأمن وتسريعه .ويعمل الطائرة عطب وبدأت تتهاوى ،يدل نفس من أجهزة الدفاع .في حين استغرق عمل حاليا باحثون في جامعة غرناطة بإسبانيا ،على النظام الطيّار عن كيفية إعادة الطائرة إلى الخبراء 60ساعة لح ّل نفس المشكل والحصول الوضع المستقيم واستعادة السيطرة عليها. بناء برمجيّات تعتمد على الشبكات العصبية، على نفس النتيجة. تكون قادرة على الكشف في صور فيديو، في الأثناء ،يقوم اليابان بتطوير طائرته الخا ّصة من الجيل الخامس .وتمت أ ّول كما ي ُعد الذكاء الاصطناعي تطبيقات أكثر بصفة آنية وبد ّقة كبيرة ،على الأسلحة الخفيفة رحلة للنموذج الأصلي منها ،اكس -2شينشين تعقيدا .وعلى سبيل المثال ،يقوم مخبر البحث مثل المسدسات والرشاشات .تتض ّمن نُظم («الروح» باللغة اليابانية) ،في أبريل .2016 وتحتوي هذه الطائرة على شبكة واسعة من التابع للجيش الأمريكي بتطوير نظام الأمن الحديثة عددا كبيرا من عدسات المراقبة، أجهزة الاستشعار ،تقوم بتحليل وضع كل معلوماتي يتو ّل تحليل ر ّد فعل الإنسان أمام لكنه يتعذر فحص كل المشاهد صورة صورة. عنصر من ُمك ّونات الطائرة وتحديد الأضرار صورة ُمعيّنة .وسوف يستفيد منه ال ُمح ّللون لذلك ،يكون الذكاء الاصطناعي ُمفيدا ج ّدا في التي تلحقها ،م ّما يسمح لها «بالصمود» .أثناء العسكريون ال ُمطا َلبون بمشاهدة آلاف الصور المعركة ،إذا تضرر أحد جناحيها أو ذيلها ،يُعيد تحليل تلك الصور والكشف عن الأسلحة إن نظام القيادة تهيئة منظومة المراقبة للإبقاء وساعات من أشرطة الفيديو ،وتحليلها وجدت وإبلاغ الأعوان في وقت قياسي. على نفس المرونة والسرعة .وسوف يكون بشكل منهجي. حاسوب الطائرة اليابانية قادرا على تحديد ساعة التعطل الك ّل للعنصر ال ُمتض ّرر ،م ّما يتيح للطيّار تقرير مواصلة القتال أو العودة إلى القاعدة. وفي هذا الصدد ،يمثل الذكاء الاصطناعي «نعمة» -إذا جاز استعمال هذه العبارة في سياق الحديث عن الأسلحة ونُظم القتال. 26رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زاوية كبرى وفي غ ّرة سبتمبر ،2017ص ّرح الرئيس الروسي روبوتات قاتلة ذلك أن مثل تلك البرمجية المعقدة القادرة على فلاديمير بوتن ،خلال محاضرة عموميّة ح ّل مشكلة محددة بالطريقة ال ُمثلى وبسرعة أصبح الذكاء الاصطناعي عاملا جذابا لأنظمة ألقاها في مدرسة بمدينة ياروسلافل أن«الذكاء القتال ،لما يمتاز به من سرعة في التحليل تفوق عشرة أضعاف سرعة البشر ،في وسعها لا الاصطناعي لا يُمثّل مستقبل روسيا فحسب، وقدرة على التع ّلم .و من المحتمل أن يكون فقط تسهيل عمل طائرة استطلاعية ،أو ُمش ّغل طائرة دون طيّار ،أو قائد نظام للدفاع الج ّوي، وإنما مستقبل الإنسانية قاطبة .فهو يُو ّفر العسكريون راغبين -وإن هم لا يعترفون بذلك وإنما أيضا إنقاذ أرواح بشرية .بإمكانها نجدة إمكانيات هائلة ،مصحوبة بتهديدات يصعب لحد الآن -في وضع نُظم للقتال قادرة على الأشخاص المعرضين للخطر في غ ّواصة (إطفاء التك ّهن بها اليوم .والذين سيتف ّوقون في هذا المجال هم الذين سيُس ّيون العالم»ُ ،مضيفا الاشتغال في ساحة المعركة باستقلالية تا ّمة، دقيق للحرائق في الأجزاء الخالية من الناس)، أن «احتكاره غير مرغوب فيه تماما .لذك ،إذا أي أنها تستطيع تحديد الهدف بكل حرية، ونجدة قائدي الطائرات أو المقاتلين المتواجدين كانت لنا الزعامة في هذا المجال ،فإننا سوف وإطلاق النار عليه ،والتح ّرك واختيار المسار نتقاسم هذه التكنولوجيات مع العالم بأسره». في دبابات ُمس ّلحة أصابها ضرر. الأفضل للبقاء في مأمن. ولكن ،هل هذا يكفي لاستنتاج أننا لسنا في بداية عصر جديد للسباق نحو التس ّلح؟ وقد أعلنت السلطات العسكرية ،منذ بضع سنوات ،في كل من الولايات المتحدة الأمريكية، في الأرض ،يتزايد عدد المناطق التي تحميها، بصفة موثوقة ،نظم ُمضا ّدة للطائرات وروسيا ،وألمانيا ،والصين ،وفي العديد من الدول الأخرى ،أن هدفها ليس خلق نُظم والصواريخ ،وتراقبها نظم قمرية وبدون للقتال ُمستق ّلة تماما .إلا أن العسكريين ذكروا، طيّار ،وتحرسها دوريات للسفن والطائرات. في نفس الوقت ،أنه ليس من المستبعد أن يتم وفي نظر العسكريين ،في حالة الحرب ،تبقى نظم القتال ال ُمج ّهزة بالذكاء الاصطناعي هي إنجاز مثل تلك النُّظم. الوحيدة القادرة على الولوج لتلك المناطق في السنة الماضية ،انتهت وزارة الدفاع ال ُمغلقة ،وعلى تنفيذ العمليّات بحريّة نسبية. الأمريكية من تصميم «استراتيجية التعويض الثالثة» وشرعت في تطبيقها .وب ُموجب هذه وتُوجد حاليا نُظم قتال قادرة على كشف الأهداف وتصنيفها ،وعلى التحكم في إطلاق الوثيقة ،سيتم تطوير الابتكارات التقنية صواريخ ُمضا ّدة للطائرات ،على غرار نُظم بصفة فاعلة واستعمالها في الأشغال العسكرية صواريخ س 400-في روسيا .ويشتغل المستقبلية. النظام الأمريكي للمعلومات آيجيس بنفس الطريقة ،وهو نظام يُراقب تس ّلح السفن الحربية .وعلى طول المنطقة المنزوعة من السلاح ،الواقعة على الحدود مع جمهورية كوريا الديمقراطية ،ثبتت الجمهورية الكورية العديد من الروبوتات العسكرية س.ج.ر-أ1 ُمك ّلفة بالمراقبة. منظمة الأمم المتحدة في مجابهة أنظمة الأسلحة الفتاكة المستق ّلة رسم أُنجز في الأصل خصيصا للنشر في كريزيس إن زفرا ،رواية خيالية لكارل منذ شهر مايو ،2014فتحت منظمة الأمم المتحدة حوارا دوليّا حول تط ّور أنظمة الأسلحة الفتاكة شرودر ،يمثل التكنولوجيات الناشئة التي قد المستق ّلة ،ال ُمس ّماة بـ«الروبوتات القاتلة» .وتقلدت الأطراف السامية الممضية على الاتفاقية الخاصة تُشكل جزءا من جيش كندا في المستقبل. بأسلحة تقليدية معينة مه ّمة جديدة« :التحاور حول المسائل ال ُمتّصلة بالتكنولوجيات الناشئة في مجال أنظمة الأسلحة الفتاكة المستق ّلة ،في ضوء أهداف وغايات الاتفاقية». في أول اجتماع له في نوفمبر ،2017تم تكليف فريق من الخبراء الحكوميين ،برئاسة السفير الهندي أمانديب سينغ جيل ،بتدارس التكنولوجيات الناشئة في مجال أنظمة الأسلحة الفتاكة المستق ّلة. ويرد من بين التو ّجهات ال ُمدرجة في التقرير التوافقي الصادر عن هذا الاجتماع ،أن الدول هي المسؤولة عن تطوير أي نظام تس ّلح للحروب .وقد ص ّرح السفير سينغ جيل ،إثر الاجتماع الأخير لفريق الخبراء الحكوميين ،في جنيف (سويسرا) يوم 9ابريل ،2018بأنه «يجب على الدول أن تكون قادرة على رفع تقارير حول العمليات القاتلة التي أجرتها قواتها في صراع ُمس ّلح». ومن جهتها ،لاحظت إيزومي ناكاميتسو ،الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح لمنظمة الأمم المتحدة ،أن هذا الصنف الجديد من التكنولوجيات يفسح المجال لش ّن الحروب بطرق ووسائل «ذات التداعيات المريبة ،ور ّبما غير المرغوب فيها»ُ ،مؤ ّكدة على ضرورة «إيجاد توافق حول فهم ُمشترك للحدود الممكنة لدرجة الاستقلالية عند استعمال القوة الفتاكة». رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |27 2018
زاوية كبرى © Pavel Chagochkin / Shutterstock ويرى هؤلاء الخبراء أن إنشاء جيوش روبوتية ولا نجد في الاتفاقية الخاصة باحترام قوانين جيوش الروبوتات القادرة على خوض الحرب قادرة على القيام بهجمات بشكل ُمستق ّل وأعراف الحرب البرية ،ولا في اتفاقيات جنيف، بشكل مستقل تماما هي من باب الخيال سوف يؤ ّدي حتما إلى بروز شعور ،لدى وصفا للنظم ال ُمج ّهزة بالذكاء الاصطناعي التي العلم ّي المحض .لكن ذلك لا يمنع خبراء الذكاء الاصطناعي من التعبير عن قلقهم. مستخدميها ،بالسلطة المطلقة والإفلات من يُمكن أن تُستعمل في المعارك ،أو تلك التي لا العقاب .من ناحية أخرى ،لما يتواجد الإنسان يُمكن استعمالها .كما أنه لا تُوجد تشريعات وعند تشغيلها بطريقة آلية ،تُصبح هذه في خضم المعركة ،فإن القرارات التي يأخذها ُدوليّة تسمح بتحديد ال ُجناة ال ُمتس ّببين في تعطل الروبوتات قادرة على اطلاق النار تجاه العدو، تكون متأثرة بوضعيّته النفسيّة وأحاسيسه نظام مستقل .وإذا ما قصفت طائرة ذاتية وعواطفه .وقد تبعث المشاهدة المباشرة لآلام القيادة مدنيّين ،فمن الذي سيُعاقب؟ صانعها؟ دون استهداف الأفراد الرافعين لأيديهم .ولا الغير شعورا بالتر ّدد أو العكوف لدى الجندي، يقوم العسكريون بتشغيل أي من هذه النُظم رغم أن العسكريين المحترفين يفقدون شيئا قائد سرب الطائرات الذي تنتمي إليه تلك الطائرة؟ أم وزارة الدفاع؟ إن سلسلة الجناة بطريقة آلية. فشيئا مع مرور الزمن ،الشعور بالتعاطف ال ُمحتملين طويلة ج ّدا ،وكما نعلم جميعا ،عندما والإشفاق .وإذا انتشر استعمال نُظم القتال تكون قائمة الجناة طويلة ،لم يعد هناك جاني. إن آخر التطورات التي أدخلت على الذكاء ال ُمستق ّلة ،حيث لا تُقاد الجيوش إلا بحركة الاصطناعي تسمح بخلق نُظم للقتال قادرة إصبع على شاشة لوحة تُوجد في قارة أخرى، في سنة ،2015نشر فيوتشر أوف لايف على التن ّقل .ففي الولايات المتحدة ،يت ّم حاليا فإن الحرب ستتح ّول حتما إلى لعبة ،يصبح انستيتيوت (معهد مستقبل الحياة) رسالة تطوير ُمح ّلقات جانبية ذاتية القيادة لترافق فيها عدد الضحايا من مدنيين وجنود مج ّرد مفتوحة تحمل 16.000توقيعا ،تحذر من الطائرات الحربية التي يقودها طيّارون ،قادرة نُظم القتال ال ُمج ّهزة بالذكاء الاصطناعي التي على تصويب طلقاتها ،حسب الأوامر ،نحو أرقام. تهدد حياة المدنيين ،ومن خطر السباق نحو أهداف ج ّوية أو ب ّرية .كما أن نظام تسيير التس ّلح ،وبالتالي من مخاوف المآل في النهاية القصف في النموذج المقبل للدبابة الروسية فاسيلي سيتشاف (الفدرالية الروسية) إلى فناء البشرية .من بين ال ُمو ّقعين على الرسالة ت ،14-الذي ت ّم تصميمه على قاعدة المن ّصة خبير في التس ّلح وصحفي .ينشر بالخصوص نخص بالذكر كلا من المقاول الأمريكي إيلون الكونية ال ُمزنجرة أرماتا ،سوف يكون قادرا على في صحف لاغازات روس ،أكسبار ،لينتا.رو، موسك الذي أسس سبايس إكس وتسلا ،وعالم كشف الأهداف بشكل مستقل ،وقصفها حتى ولوكورياي دو لاندوستري ميليتار .كما يُدير الفيزياء الفلكية البريطاني ستيفن هوكينغ تدميرها بالكامل .وبالتوازي مع ذلك ،تقوم ( ،)2018-1942والفيلسوف الأمريكي نعوم روسيا بتطوير صنف من الروبوتات ال ُمزنجرة ركني «التس ّلح» و«الطيران» في الصحيفة تشومسكي .و في شهر أغسطس الماضي ،أرسل ستكون قادرة على المشاركة في القتال صحبة الإلكترونية للتبسيط العلمي ن1+ إيلون موسك و 116خبير من مصممي النظم الروبوتية والذكاء الاصطناعي ،عريضة إلى جنود بشريين. منظمة الأمم المتحدة يُطالبون فيها بالمنع التام لتطوير الأسلحة الهجومية المستق ّلة وحظر بالنسبة للجيوش ،كل هذه النُّظم مدع ّوة للقيام بالعديد من المهام الأساسية ،وفي ُمق ّدمتها التدريب عليها. مه ّمة تعزيز النجاعة في تدمير أهداف العد ّو مع الحفاظ على حياة جنودها .بينما لا توجد إلى حد الآن قواعد دوليّة ولا وثائق قانونية تضبط استعمال نظم قتال ُمج ّهزة بالذكاء الاصطناعي في الحروب. 28رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زاوية كبرى في خدمتنا، ولي َس على حسابنا بقلم تي وي آنغ ودفنا فينهولز (اليونسكو) نحن متجهون لا محالة نحو مستقبل آلي وذكاء اصطناعي بإمكانات تكاد أن تكون بلا حدود .ومن ثم يتعين علينا تقويم جميع التداعيات الأخلاقية الناجمة عن هذه التكنولوجيا الحديثة ،والتصدي للتحديات القانونية والاجتماعية غير المسبوقة التي قد تنشأ. هل هي نهاية حرمة الحياة الخاصة في العصر الرقمي؟ عمل من انتاج المص ّور الكوبي فالكو © Falco / Cartoon Movement جمع للبيانات لا نهاية له وهي التحليل وتيسير تداول المعلومات ،مثل ترغمنا التكنولوجيات الحديثة أحيانا على الحث على شراء بضائع عن طريق الإنترنت التساؤل حول ما يؤ ّلف البعد البشري. يقتضي تع ّلم الآلة والتع ّلم العميق قدراً كبيراً وعلى أية حال ،هذا صحيح في ما يتعلق من البيانات التاريخية والبيانات التي يتم استناداً إلى مشتريات سابقة. بالذكاء الاصطناعي باعتبار أن تداعياته تجميعها آنيا ،إذا أردنا أن يكون نظام الذكاء وهذا النمط من الذكاء الاصطناعي الضعيف المحتملة تستدعي اجتهادا فكريا يتناسب مع الاصطناعي قادرا على «التعلم» على أساس ما موجود بالفعل ،ولكنه سوف يصبح أكثر أهميتها .وبعد أن طارد هذا المفهوم مخيلتنا اكتسبه من «تجربة» .كما أن تطوير هذين تعقيدا وسوف يتغلغل أكثر فأكثر في حياتنا الجماعية على مدى عدة عقود ،ها أنه اليوم النمطين من التع ّلم يحتاج إلى بُنى تحتية تسمح اليومية. يقتحم حياتنا. للذكاء الاصطناعي بتحقيق مهامه أو أهدافه نحن لا نتحدث هنا ع ّما يُسمى بـ«الذكاء إن التقدم الذي أحرزه حديثا الذكاء استنادا إلى ما تع ّلمه .وينبغي لنا أن نأخذ في الاصطناعي القوي» أو «الذكاء الاصطناعي الاصطناعي ،لا سيما في مجال تعلم الآلة الحسبان ،عندما نفكر في التداعيات الأخلاقية العام» ،الذي تصفه الكثير من الروايات وأفلام والتعلم العميق ،يبرهن على قدرة هذه الأنظمة للذكاء الاصطناعي ،المحيط التكنولوجي المعقد الخيال العلمي ،والذي يُفترض أنه قادر على على التفوق على البشر في مجالات عديدة ،بما الذي يحتاجه ليشتغل والذي يشمل التجميع القيام بجميع أصناف النشاط المعرفي البشري، في ذلك المهام التي تقتضي مقداراً معيناً من المستمر للبيانات الضخمة الصادرة عن إنترنت الاستدلال المعرفي .وهذا يدل على أن الذكاء وحتى على بلوغ درجة نسبية من الوعي، الاصطناعي قد يمثل مصدراً هائلاً للتقدم الأشياء ،وتخزينها في السحاب المعلوماتي، حسب ما يذهب إليه بعض الخبراء .غير أننا لم والمنفعة للبشرية ،ولكنه في نفس الوقت، واستخدامها من ِقبل الذكاء الاصطناعي حتى نبلغ أي توافق حول جدوى استخدام مثل هذا قد يزعزع الدعائم الاجتماعية والاقتصادية يقوم بتغذية عملية «التعلم» وتنفيذ التحاليل أو الأنشطة في المدن الذكية ،والسيارات المستقلة، الذكاء الاصطناعي وآفاقه. والسياسية للمجتمع البشري. والروبوتات ،وغيرها. وقبل أن نتساءل حول التداعيات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي ،لا بد من تحديد مكوناته في الوقت الحاضر .عندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي ،نعني عموما «الذكاء الاصطناعي المحدود» ،أو «الذكاء الاصطناعي الضعيف» الذي تم تصميمه لإنجاز مه ّمة محددة ،ألا رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |29 2018
زاوية كبرى © Max Aguilera-Hellweg / INSTITUTE وهناك سؤال آخر له أهميته وهو :إلى أي مدى وتبقى هذه البيانات إسمية ،بحيث أن جيمينويد-ف والنموذج المجهول ،تركيبة تحمل البيانات المستخدمة من ِقبل الذكاء المعلومات المتعلقة ب ُميولاتنا وعاداتنا يمكن للمص ّور والمخرج الأمريكي استغلالها لخلق نماذج سلوكية تتيح للذكاء ماكس أغيلارا-هيلويغ الاصطناعي في مجال «التع ّلم» في طياتها أفكارا الاصطناعي مثلا أن يوجه لنا رسائل ذات موروثة ومسبقة من المحتمل أن تسفر عن الطابع السياسي ،أو أن يبيع لنا تطبيقات وك ّلما تع ّقد التطور التكنولوجي ،ك ّلما زادت المسائل الأخلاقية التي يثيرها تعقيدا .وحتى «قرارات» -يتّخذها الذكاء الاصطناعي -قد تجارية أو أن يخ ّزن معلومات تتعلق إذا بقيت المبادئ الأخلاقية ثابتة ،لا يُستبعد أن تكون من باب التمييز أو الشجب؟ إن هذا من ب ُمعالجتنا الطبية. يتغ ّي بصفة جذرية أسلوبنا في تناولها ،ولو شأنه أن يُض ِعف نُظم الذكاء الاصطناعي بصفة أدى ذلك ،عن قصد أو عن غير قصد ،إلى إعادة خاصة تلك التي تتولى العلاقات مع الجمهور الأفضل والأسوأ أو توفر الخدمات الاجتماعية .علينا أن ندرك أن النظر فيها بشكل خطير . بعض البيانات ،مثل تلك التي يتم تطويرها على هل انتهت حرمة حياتنا الشخصية؟ وماذا شبكة الإنترنت ،تحتوي على معلومات تعكس عن أمن البيانات وهشاشتها إزاء أعمال وعلى سبيل المثال ،قد يتغ ّي تماما تص ّورنا لحرمة الحياة الشخصية ولمفهو َمي السريّة أفضل ما في البشرية كما أس َوأه .ومن ثم ،لا القرصنة؟ هل بإمكان الدولة أن تستحوذ على والاستقلالية .وبفضل التطبيقات أو الآليات يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي دون هذه البيانات لفرض الرقابة على السكان، التي توصف بأنها ذكية والتي أصبحت تشكل غيره لاستخلاص الدروس من هذه البيانات أدوات الاتصال الخاصة بشبكات التواصل دون المخاطرة على الصعيد الأخلاقي .وبالتالي، مع احتمال أن يكون ذلك على حساب حقوق لا يمكن الاستغناء عن التدخل البشري المباشر. الإنسان الفردية؟ ألا يمثل هذا المحيط المعتمد الاجتماعي ،مثل فيسبوك أو تويتر ،فإننا على الذكاء الاصطناعي الذي يراقب ميُولاتنا نقوم بالكشف عن معلوماتنا الشخصية هل من الممكن تلقين الذكاء الاصطناعي سلوكاً ويستخدمها ليعرض علينا مختلف الخيارات، بصفة «ح ّرة» أو طوعية ،دون معرفة تامة أخلاقياً؟ في نظر بعض الفلاسفة ،هناك تجارب تهديدا لحريتنا في الاختيار وقدرتنا على الإبداع؟ للاستخدامات الممكنة لهذه البيانات ،ولا للأطراف التي سوف تستخدمها .ثم تُنقل هذه -لاسيما تلك التي لها طابع جمالي وأخلاقي البيانات إلى نُظم للذكاء الاصطناعي يطورها -ملازمة للجنس البشري ،وهي بالتالي ليست بالأساس القطاع الخاص. قابلة للبرمجة .ويرى البعض الآخر أنه إذا كانت للأخلاق صفة عقلانية ،فمن الممكن أن تخضع للبرمجة ،شريطة احترام حرية الاختيار. 30رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زاوية كبرى ماذا عن المخاطر الأخلاقية؟ هل بإمكان الدولة أن تستحوذ على البيانات مارك-أنطوان ديلاك يجيب عن أسئلة ريجيس ميران الشخصية لفرض يمكن استغلال الذكاء الاصطناعي لزيادة فعالية التدابير التمييزية القائمة، الرقابة على السكان، مع احتمال أن يكون مثل التنميط العنصري والتنبؤ بالسلوك ،بل وحتى تحديد التوجه الجنسي ذلك على حساب حقوق للأفراد .تستوجب الأسئلة الأخلاقية التي يثيرها الذكاء الاصطناعي سن الإنسان الفردية؟ تشريعات لضمان تطبيقه بمسؤولية. ولم يحصل لحد الآن توافق حول مسألة الاعتماد على العقل دون غيره لتلقين البشر ما هي المشاكل التي تثيرها برمجيات تحليل السلوك التي تستند إلى أشرطة مص ّورة؟ القيم والأخلاقيات .فكيف يمكن إذن تحقيق التوافق عندما يتعلق الأمر بتع ّلم الآلة! وإذا يساعد الذكاء الاصطناعي على تحسين الاستخدام الوقائي لأنظمة المراقبة بالفيديو في افترضنا أنه سوف يصبح ،في يوم ما ،من الفضاءات العامة .أصبح الآن من الممكن تحليل الص ّورباستمرار من قبل برامج قادرة على الممكن برمجة ذكاء اصطناعي حتى يكتسب استشعار الأعمال ال ُعدوانية والإبلاغ عنها بسرعة .وعلى سبيل المثال ،ت ّم اختبار هذا النظام طابعاً أخلاقياً ،فما عسى أن تكون هذه المبادئ الأخلاقية؟ هل هي المبادئ التي يتبعها مصممو الجديد في أروقة محطة شاتلي في مترو باريس .وإذا ما قبلنا بمبدأ المراقبة بالفيديو ،فإ ّن البرمجيات؟ إن تطوير الذكاء الاصطناعي بين المشكلة الوحيدة التي يطرحها استخدام الذكاء الاصطناعي تكمن في احتمال وقوع خطأ. أيدي القطاع الخاص بالأساس ،ولهذا القطاع وهذا الاحتمال ليس على درجة عالية ،طالما أن البشر هم الذين يقررون في نهاية الأمر إن كان أفكار حول الأخلاقيات لا تتماشى بالضرورة عليهم التدخل أم لا. مع تلك التي يفضلها المجتمع. إلا أن الأخطاء في التع ّرف على الوجه تتكرر بكثرة .ويكفي أن تضطرب الصورة حتى يرى وحتى يشتغل الذكاء الاصطناعي لخدمة الذكاء الاصطناعي آلة تحميص بدلاً عن وجه بشري! وقد يو ّلد الشعور بمراقبة مفرطة مصالحنا وليس على حسابنا ،لا بد أن نشرع وتكرار الأخطاء إحساسا بالقلق. في مناقشة موضوعية تأخذ في عين الاعتبار وجهات النظر الأخلاقية لجميع الأطراف ومن ناحية أخرى ،علينا أن نحذر التجاوزات التي قد تنجم عن تلك الأنظمة الذ ّكية وعن أساليب التنميط (العنصري والاجتماعي) التي قد تستخدمها. المعنية .وإزاء التقلبات التي قد يثيرها الذكاء الاصطناعي في المجتمع ،ينبغي أن نحرص على تجاوزات من أي قبيل؟ أن يراعي الإطار الأخلاقي الذي سوف يندرج فيه تطوره المستقبلي ،مسألة أوسع نطاقاً ،ألا أف ّكر على وجه الخصوص في البرمجيات التي يت ّم تطبيقها بالفعل في العديد من البلدان ،والتي تهدف الى تحديد «السلوك الإرهابي» أو «الشخصيّة الإجرامية» لدى الأفراد ،باستخدام تقنية وهي المسؤولية الاجتماعية. التع ّرف على ملامح الوجه .هذا يعني أن ملامح الوجوه تكفي للكشف عن الميولات الإجرامية تي وي آنغ (ماليزيا) أخصائي في قسم الكامنة في الذات! أخلاقيات البيولوجيا والعلوم في اليونسكو، اشتغل في مجال هندسة التصميم وهندسة وقد ذُعر الباحثان ميشال كوزينسكي وييلون وانغ من جامعة ستانفورد (الولايات المتحدة) الإدارة ،قبل أن يلتحق بالمنظمة في عام .2005 من هذا الانبعاث الجديد لنظرية ال ِفراسة -التي تحلل شخصية الفرد اعتمادا على معالم وجهه وتعابيره -فقررا الكشف عن مخاطر هذه النظرية الزائفة التي ت ّدعي أنها علمية دفنا فينهولز (المكسيك) حاصلة على الدكتوراه في علم النفس وأخلاقيات والتي كنا نخالها قد دفنت في طيات التاريخ .ولفتًا للانتباه حول ما تحمله من تهديد بانتهاك الحياة الخاصة ،ابتكرا سنة 2007برنامج «غيدار» ،وهو برنامج يهدف إلى التعرف على البيولوجيا ،وهي رئيسة قسم أخلاقيات البيولوجيا والعلوم في اليونسكو .وشغلت المثليين من خلال تحليل صورتهم! وقد بينا أن هامش خطأ البرنامج يمثل نسبة %20فقط. منصب الأمينة العامة للجنة الوطنية المكسيكية وبالإضافة إلى تشويه ال ُسمعة ،فإ ّن تطبيق هذه التقنية يؤدي إلى انتهاك حق كل شخص في عدم الكشف عن توجهه الجنسي. المعنية بأخلاقيات البيولوجيا. إن أ ّي بحث علمي يتم إجراؤه بدون الاعتماد على مرجعيات فلسفية وبدون بوصلة اجتماعية أو قانونية ،معرض لإثارة مشاكل أخلاقية .إن الأمثلة القليلة التي ذكرتها تب ّي الحاجة المل ّحة لفرض إطار أخلاقي للبحوث في مجال الذكاء الاصطناعي. ماذا عن التجاوزات في مجال تحسين النسل؟ في رأيي ،الذكاء الاصطناعي في ذاته لا يش ّكل عاملا لتحسين النسل .يتك ّهن البعض بعالم يصبح فيه تحسين سلالة البشر ممكنا من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي :رقائق الكترونية لتوسيع الذاكرة أو تحسين التع ّرف على ملامح الوجه ،الخ .إن كانت الروبوتات الذكيّة قادرة على تقديم حلول طبيّة لبعض أشكال الإعاقة (مثل استعادة امكانيّة التنقل بفضل أجهزة متط ّورة) ،تبقى فرضية بناء «إنسان خارق» ،حسب نظرية ما بعد الإنسانية، من باب الخيال العلمي. مارك-أنطوان ديلاك (فرنسا) أستاذ مساعد في الأخلاقيات والفلسفة السياسية في جامعة مونتريال ،وهو حاصل على كرسي كندا للبحث في الأخلاق العامة ،ومدير مشارك لقسم الأخلاقيات والسياسة في مركز البحث في الأخلاقيات. رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |31 2018
زاوية كبرى من أجل لا غيرِ .ل َم لا؟ الأفضل، كارل شرودر يُجيب عن أسئلة ماري كريستين بينو ديمولان (اليونسكو) ليس لديك ،إذن ،أية خشية من الذكاء الاصطناعي؟ يُك ّرس كارل شرودر وقته للقراءة ،والدراسة ،والتأ ّمل وتص ّور قصص مستقبلية. هو كاتب في الخيال العلمي ذاع صيته عالميا ،يستوحي من مؤلفاته خبرا ُء إن تحديد ما إذا كان الذكاء الاصطناعي تهديدا أم نفعا يعود حصرا لمسؤولية الإنسان. التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي .كما يضع خياله في خدمة المؤسسات انتشرت الكثير من الأفكار الضيقة حول الذكاء والحكومات لاستباق تح ّولها التكنولوجي والاقتصادي والاجتماعي .بالنسبة الإصطناعي ،وحول نظام تشغيله ومخاطره لهذا الروائي والكاتب الكندي ،يندرج الذكاء الاصطناعي ضمن ثورة ثقافية أكثر المحتملة بالنسبة للبشرية .بل ويمكن حتى منه ضمن ثورة تكنولوجية ،م ّما يقتضي تفكيرا في المسائل المتصلة بالأخلاقيات، الحديث عن مزايدات ُمثيرة للقلق حول فقدان السيطرة على الآلة .وفي المرحلة التي نم ّر بها والحوكمة والتشريع. اليوم ،هذا التفكير غير سليم. إن الحواسيب الحالية لا تُنتج المعاني ،وتد ّخل علاوة عن و َلعك بالإبتكارات الرقمية الإنسان لا يزال ضروريا في العملية الابداعية، والتكنولوجية ،ما هي مصادر إلهامك؟ في المقابل ،لا بد من اختيار الاتجاه الذي يجب حتى وإن تبلورت النظم التكنولوجية واقتربت أن يتبعه الذكاء الاصطناعي وتحديد استعماله. أك ّرس جزءا ها ّما جدا من وقتي لقراءة مؤلفات من المهارات البشرية. كبار الفلاسفة .وهذا من شأنه أن يوفر لي وإذا ما قررنا الاستثمار في الآلات العملاقة لشن الحروب الاقتصادية أوالسياسية، في مشهد من روايتي «ليدي أوف مايزس» نظرة شاملة ويتيح لي تص ّور الصلات الممكنة ( ،)2005يخت ّل الذكاء الإصطناعي ويبتكر بين التكنولوجيا والتح ّركات الإجتماعية. نكون قد سلكنا ،دون شك ،طريقا ُمؤ ّدية إلى ما يشبه قنبلة خ ّلقة تقوم بنشر روايات ذات محيط عدائي. وحتى تطمئني ،أؤكد لك أنني أخصص نفس قيمة استثنائية ،بك ّميات خياليّة ،لحد أنه القدر من العناية لعرض الأحداث حتى تكون يستحيل قراءة جميعها ولو في غضون مجموع مؤلفاتي ُمس ّلية. أعمار البشرية! وماذا عسى أن يكون رد فعل البشر أمام هذا الحدث؟ لا شيء سوى التأقلم كما أن الإنترنت يمثّل مصدرا لا نهاية له للمعلومات والتسلية .وكل إبحار في الشبكة هو معه ومواصلة ابداعاتهم. فرصة لاكتشافات جديدة قد تحثني على إعادة لنتخيّل انفجار هذه القنبلة الخ ّلقة في يومنا التفكير أو حتى على التغيير الجذري لكل ما هذا .لأي سبب يمنعني ذلك من مواصلة تأليف انتهيت من كتابته .إن الإنترنت يس ّهل عليّ حقا كتب جديدة؟ لماذا يجب أن أضع نفسي «أنا البحث ،ولا أحتفظ إ ّل على أفضل ما يحتويه. ضد مليون كتاب» بدل من «أنا مع مليون كتاب»؟ أنا أعتبر الإبداع ،مهما كان مصدره، هل ترى أن الذكاء الإصطناعي قد يح ّل يوما مح ّلك كمؤلف؟ إضافة في وجودنا وليس طرحا منه. لحد الآن ،أعتبر أن مساهمة الذكاء الاصطناعي في الحقيقة ،إن مفهوم التعويض ملتصق في مجالي هي أقرب للوظيفة العشوائية ،تُشبه بمفهوم القيمة .من الممكن اعتبار كل شيء لعبة الورق التي لا تنتهي ،حيث تُمثّل كل ورقة قابلا للتعويض ،وفقا لقيمة ُمعيّنة .وباع ِتباري شخصية أو مشهدا ،الخ .مثلا ،قد تقوم ورقة من هذه اللعبة بدور «ملك الأشرار الذي يقيم كاتبا ،قد يحصل يوما أن يتم تعويضي في برج» ،ومن هنا ،يُمكن لي صياغة شخصية بحاسوب يُح ّقق نجاحا تجاريا أكثر منّي .لكن هذا المنطق لا يستوي إلا في حال تحقيق النجاح وحبك تسلسل الأحداث. التجاري ضمن منظومة القيمة. أعتقد أن الإبداع سوف ينبثق ،يوم ما ،من خارج الإنسان .هذا من باب الممكن .ولا أستغرب إذن أن يُصبح الذكاء الإصطناعي قادرا على تأليف كتاب قيّم ،ولكن ليس في الشكل الحالي المألوف للكتب .سوف تتولى القيام بذلك أصناف أخرى من الآلات لم يت ّم التفكير فيها بعد. 32رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زاوية كبرى كارل شرودر (كندا) روائي في مجال الأخلاقيات؟ بدأ وعلى المجتمع أن يتّخذ القرارات الصالحة عند الخيال العلمي ،وأخ ّصائي في المستقبليات. الخيال العلمي تطبيق الذكاء الإص ِطناعي. في التفكير فيها من مؤلفاته بالخصوص «فانتوس» منذ قرن! وإن ح ّل يوم تصبح فيه منتجات الذكاء (« ،)2000برمانانس» (« ،)2002ليدي الاصطناعي ُمستق ّلة عن إرادتنا ،فسوف تكون أوف مايزس» (« ،)2005كريزيس إين ما هي الرسالة التي ستو ّجهها في كتابك زفرا» ( ،)2005و« لوكستاب» (،)2014 القادم؟ مثل الأبناء الذين يُغادرون والديهم ،ليعيشوا تُرجمت أغلبها إلى حوالي عشر لغات .وتسلم حياتهم! إن مسؤوليتنا كأولياء تكمن في حسن جائزة نت إكسبلو تالنت في فبراير 2018في سوف أتط ّرق دون شك لمستقبل السياسة تربيتهم وفي تعليمهم القيم الإيجابية .تلك هي وطريقة اتخاذ القرار ،وكذلك للوسائل مقر اليونسكو. التكنولوجية التي قد تقودنا إلى مستوى حجرة الزاوية عند التفكير في الموضوع. حضاري آخر. مشهد من النصب السمعي البصري الذكاء ألا يلتقي ذلك مع إشكالية الأخلاقيات؟ الاصطناعي الشاعري الذي يدوم 17دقيقة، قررت الكتابة بالقلم ،وفي ذلك إشارة مازحة! سوف يكون استعمال القلم تجربة مثيلة بالتأكيد ،لقد بدأ الخيال العلمي في التفكير في ت ّم تصميمه بالكامل من حيث الشكل، ذلك منذ قرن! في حين لم يُف ّكر فيه أصحاب والإخراج والموسيقى من قبل خوارزمي. بسائر ما توفره الوسائل الرقمية .يجب التمييز القرار السياسي والمجتمع إ ّل الآن .ونظرا لغياب أُنجز في استوديو «ووشههه» للابتكار الرقمي بين الكتابة ووسيلة الكتابة .إن التكنولوجيا الاهتمام الج ّدي بالموضوع ،ك ّلما نشأ ابتكار ليست سوى وسيلة ولا بد من إعادتها إلى تكنولوجي هام إلا وشعرنا بأنه خارج عن الذي يعد مكاتب في كل من وضعها الصحيح .لا شيء فينا ولا في ما نُريد سيطرتنا .رغم أن الح ّل بسيط :يجب ألا نُق ّرر اسطنبول ولوس أنجلس ولندن. تطبيق أي ابتكار تكنولوجي إ ّل بعد التحقق أن نكون ،يستلزم أن نتخلى عنه ،علينا فقط أن من تأثيره على المجتمع ،والتحكيم في استعماله، نستع ّد جماعيّا. وضبط التشريعات المناسبة. لقد تناولت هذا الرهان في« ليدي أوف مايزس» وجعلت منه أحد مقاصد الرواية حيث دعوت إلى التخطيط لتطبيق كل ابتكار تكنولوجي لاستباق التغ ّيات المجتمعية. © Ouchhh رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |33 2018
زاوية كبرى لنتعلّم في عصر الذكاء الاصطناعيالعيش بقلم ليسلي لوبل مع الركائز الأساسيّة الثلاث للنظام التربوي – القراءة والكتابة والحساب – يجب ُمستقبلا إضافة ثلاث ركائز أخرى :التعاطف والإبداع والفكر النقدي .هذه الكفاءات التي تُكتسب عادة خارج الإطار المدرسي ،لا بد من إدراجها في البرامج التعليمية بالتزامن مع اكتساح الذكاء الاصطناعي للمجتمعات. © Vincent Fournier في سنة ،2018سيدخل 300.000طفل للمدارس الأسترالية .وإذا تخ ّرجوا منها حاملين ومنذ انطلاق هذا المشروع ،فتحت الوزارة لذلك ،قامت وزارة التربية في ولاية ويلز الجنوبية الجديدة سنة 2016ببعث مشروع ل َشهاداتهم سنة ،2030فسوف يُق ّضون أه ّم حوارا مع كبار الفاعلين العالميين في المجالات التعليم في سبيل عالم ُمتغ ّي .ومراعا ًة للتبعات فترات حياتهم المهنية في النصف الثاني من الاقتصادية والتكنولوجية والأكاديمية ،أ ّدى الاستراتيجية للتقدم التكنولوجي ،تهدف هذه القرن الحادي والعشرين ،وقد يبقى البعض في نوفمبر 2017إلى نشر كتاب مشاغل الغد: المبادرة الها ّمة إلى التشجيع على إصلاح برامج منهم على قيد الحياة في فجر القرن الثاني التعليم من أجل عالم الذكاء الاصطناعي ،وهو والعشرين .والأرجح أنهم سوف يعيشون كتاب يستشرف التربية في عالم يطغى عليه التعليم والتقييم ،وإلى توجيه النظام برمته ويشتغلون في عالم مغاير تماما لعالمنا ،نظرا نحو منهج يكون أكثر تجديدا. لنسق التغ ّيات التي تحدثها التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ال ُمتق ّدمة .وعليه ،لا بد أن تستبق الأنظمة التربوية من الآن هذه التغ ّيات وتبادر بتأهيل الأجيال القادمة ،لتضمن لهم رفاهية العيش. وتُمثّل ولاية ويلز الجنوبية الجديدة التي تعد أكثر من مليون طفل وشاب يدرسون في 3000مؤسسة تربوية ،أكبر مركز للتعليم في أستراليا .في كل يوم وفي كل صف ،يُوجد ُمدرس يُع ّلم التلاميذ ويقودهم نحو مستقبلهم. إلا أن التغيير على مستوى النظام التربوي، خا ّصة بمثل هذا المقياس ،يُمكن أن يكون بطيئا ،رغم الحاجة الملحة والمتزايدة الناتجة عن التكنولوجيا الحديثة. 34رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زاوية كبرى وقد بدأت تبرز داخل الأوساط التربوية الركائز الجديدة وفي أواخر سنة ،2017انتظم ملتقى دوليّ ممارسات خ ّلقة ،تهدف إلى تحفيز التلاميذ حضره المساهمون في هذا الكتاب وعدد من القراءة والكتابة والحساب هي الركائز الثلاث الأخ ّصائيين في علوم التربية ،وكذلك ممثلون عن واستغلال إمكانيات التكنولوجيا المتقدمة التي يعتمد عليها التع ّلم ،إلا أن التلاميذ من ّظمات غير حكومية ومسؤولون سياسيّون، لتحسين أدائهم .وبما أن بعضها يعتمد على قصد دراسة الوسائل الكفيلة بتحسين الدعم إثباتات علمية موثوقة أكثر من غيرها ،يصعب أصبحوا اليوم في حاجة إلى كفاءات أساسية لل ُمد ّرسين وتحسين نتائج التلاميذ بفضل أخرى وكفاءات ها ّمة غير معرفية ،مثل الأدوات الجديدة ،وخا ّصة منها التكنولوجية. حاليّا معرفة أيّها الأكثر نجاعة. وقد أثارت هذه الأفكار الجديدة تع ّهدا موحدا الإحساس بالمقدرة الذاتية ،وإدراك أفضل الذكاء الاصطناعي في للمفاهيم ،وقدرات جيدة على مقاومة الضغط بتحقيق الإصلاحات. قاعة الدراسة وعلى التأقلم والمرونة. صورة للفنان الفرنسي فانسان فورنياي من وبعد أن تبنت وزارة التربية في ولاية ويلز مجموعة الإنسان الآلة ،التقطها في برشلونة الجنوبية الجديدة الابتكارات الوطنية والدولية وسوف تصبح الكفاءات الخصوصية للإنسان الأكثر فعاليّة في القطاعين الخاص والعمومي، أكثر أهمية من أي وقت مضى ،في هذا العالم (إسبانيا) سنة ،2010تعرض الجديد الذي يتشكل أمام أعيننا :سيكون «تخيّلات تخمينية» تتفاعل فيها الكائنات شرعت في دراسة أفضل السبل لتقديم الدعم للمختصين في التربية قصد صياغة هذه الأفكار التفكير النقدي إحدى أولى الكفاءات التي يجب الاصطناعية مع البشر. على النظم التربوية ترسيخها. الخ ّلقة والتعجيل بها .والهدف من ذلك هو إيجاد مناهج جديدة ومستدامة وقابلة للتطوير في الوقت الحاضر ،يمكن اكتساب هذه الكفاءات الأساسية من خلال الأنشطة التي تسمح بتحسين التع ّلم والنهوض بقدرات يقوم بها التلميذ خارج الإطار المدرسي حيث التلاميذ وضمان نجاحهم. يتع ّلم ،على سبيل المثال ،التعاون ،ورسم يضطلع الذكاء الاصطناعي بإمكانيات بالغة الأهداف ،والتخطيط .بالإمكان تطوير في مجال التعليم ،شريطة أن يُستعمل بدراية ووفق حا ِجيات ال ُمد ّرسين .وتوجد حاليا أنظمة الانضباط وروح الفريق الواحد عند تعاطي ترتكز على الذكاء الاصطناعي قادرة على توفير الرياضة ،والإبداع عند ممارسة المسرح ،والفكر تع ّلم مطابق لخصوصيات الشخص ،م ّما النقدي عند تنظيم الحوارات ،والتعاطف عند يُخ ّفف بعض الأعباء على ال ُمد ّرسين ويسمح القيام بالعمل التط ّوعي ضمن جمعيّة. لهم بالتركيز على الحاجيات الفردية للتلاميذ وعلى الأهداف البيداغوجية .هذه الأنظمة قادرة ويكمن التح ّدي في هيكلة هذه الكفاءات على متابعة مدى التزام التلاميذ وتق ّدمهم، المتعددة التي يجب على الشاب أن يكتسبها، كما قد تكون ُمستقبلا قادرة أيضا على اقتراح وكذلك في إقرار شرعيتها ضمن النظام تعديلات في المضمون. التربوي ،وإدراجها في البرامج المدرسية، وتحديد طريقة تقييم نتائج التلاميذ في تلك إنه من الأهمية بمكان أن تبقى عملية تصميم المجالات التي لم تكن إلى ح ّد الآن تُعتبر جزءا هذه الأنظمة وتطويرها بين أيدي ال ُمر ّبين. من التعليم المدرسي والتي يجب أن تحت ّل في ويعود بالدرجة الأولى إلى ال ُمد ّرسين ومديري المستقبل المرتبة الأولى. المؤسسات ،الذين سيتل ّقون التكوين المناسب، أن يُح ّددوا بوضوح مكانة الذكاء الاصطناعي وم ّما لا جدال فيه ،هو أن المستقبل سوف يفرض على الأطفال ،أكثر من أي وقت مضى، في قاعة الدراسة .ولا بد أيضا من تشريك أن ينسجوا علاقات مشتركة وأن يدعموا روح التلاميذ في اتخاذ القرارات في هذا المجال، الانتماء إلى المجموعة وروح المواطنة والتعاون وبالتالي لا بد من تعليمهم الجوانب الأخلاقية. إن مستقبلهم ُمرتبط بالسياسات والمناهج التي على أساس شعور التعاطف الذي يعتبره البعض إحدى الكفاءات الأساسية في القرن سوف نعتمدها اليوم. الحادي والعشرين. ليسلي لوبل (أستراليا) مساعدة وزير التربية في ولاية ويلز الجنوبية الجديدة .أشرفت إن القدرات في مجال العلاقات بين الناس أصبحت تعتبر أكثر فأكثر عنصرا أساسيا طيلة قرابة العشرين سنة على الاستراتيجية والإصلاح والتجديد في النظام التربوي الأكثر في الأنظمة التربوية في العالم .وتقوم كل اتّساعا وتن ّوعا في أستراليا .وقد ُصنّفت ضمن من اليونسكو ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بتهيئة أطر ومعايير وتقييمات في هذا المائة امرأة الأكثر تأثيرا من طرف مج ّلة المجال ،وخا ّصة في ما يتعلق بمفهوم «الكفاءات أسترالين فينانشل رفيو/وستباك اعترافا العالمية» الذي يرمي إلى تعزيز التعاون بين بدورها في الشؤون العمومية الأسترالية وفي الثقافات .في أستراليا ،ت ّم سنة 2009إدراج مجموعة من ال ُمؤ ِّهلات العا ّمة في برنامج التربية إصلاح التعليم. الوطنية ،مثل التفكير النقدي الخ ّلق والتفاهم بين الثقافات .وهو مثال احتذت به عديد الولايات الأخرى في البلاد. وقد ر ّكز مشروع التعليم في سبيل عالم ُمتغ ّي على ضرورة تشجيع الممارسات البيداغوجية المبتكرة التي من شأنها أن تعود بالفائدة على مجمل النظام التربوي. رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |35 2018
زاوية كبرى ل ن ساتغل ّلأإحسنمصافيالطنذاكاعءي أودري أزولاي أودري أزولاي ،المديرة العامة لليونسكو ،تجيب عن أسئلة ياسمينا شوبوفا تمثيل رمزي للتعاون بين الذكاء لماذا تهتم اليونسكو بالذكاء الإصطناعي؟ يُمكن للذكاء الإصطناعي أن الاصطناعي والإنسان. يُساعد البشرية على تجاوز عدد أجمع الخبراء على أن الإنسانية تعيش فجر © Veronique Deshayes عصر جديد .وسوف يُغ ّي الذكاء الإصطناعي كبير من المشاكل الاجتماعية وجودنا بشكل أعمق م ّما نتخيله .لقد بدأ هذا الخطيرة التي تُواجهها ،لكنّه وسوف تصبح مسألة تطوير الكفاءات يُطلق ،في الآن نفسه ،جملة من الضرورية لمجاراة عالم ينمو باستمرار في التغيير في التأثير على كافة مجالات حياتنا. التح ّديات ال ُمع ّقدة بالخصوص على اتجاه الآليّة ،مسألة مركزية أكثر فأكثر. ويع ّد الذكاء الإصطناعي الكثير من التطبيقات صعيد الأخلاق ،وحقوق الإنسان والأمن .إلا أنه لا يوجد ،إلى ح ّد في مجال الثقافة ،أصبح الذكاء الإصطناعي في ميادين ُمتن ّوعة مثل الصحة ،والتعليم، الساعة ،أي إطار أخلاقي ُدولي ينطبق مطلوبا ج ّدا ،كما هو الحال بالنسبة للتصوير والثقافة ،والأمن ،والدفاع ...وقد شهدت على جملة تط ّورات الذكاء الإص ِطناعي البحوث تق ّدما كبيرا في السنوات الأخيرة :أصبح وتطبيقاته .وبالتالي ،من الضروري بثلاثة أبعاد في إعادة بناء التراث ،وسوف عمالقة الواب (غوغل ،أيبل ،فيسبوك ،أمازون، إيجاد آليّة دولية تُح ّدد المعايير في هذا نطبقه في مدينة الموصل العتيقة في العراق. مايكروسوفت) ،وكذلك العديد من الدول، وكذلك في مجالات العلوم ،وخا ّصة في البرامج يستثمرون في الذكاء الاصطناعي ،وأصبحوا المجال. البيئيّة وفي استكشاف أعماق البحار ،مثل بذلك صانعي هذه «الثورة الصناعية الرابعة». تصنيف صور العوالق أو الكشف الآلي عن الحيتان والطيور البحرية وتعدادها .وبطبيعة في زمن هذه التح ّولات ،لليونسكو دور حقيقي الحال ،يستند الاتصال والإعلام أيضا إلى التق ّدم عليها أن تضطلع به .أ ّولا ،لأن تطبيقات الذي أحرزه مجال الذكاء الإصطناعي .ويعود لليونسكو التفكير في منافع الذكاء الاصطناعي الذكاء الإصطناعي مرتبطة مباشرة بمجالات اختصاصها .سوف يغ ّي الذكاء الإصطناعي ومخاطره على التعليم والثقافة والعلم التعلي َم بصفة جذرية ،لما سيُحدثه من ثورة في والاتصال والإعلام. آليات التدريس ،وطرق التع ّلم والوصول إلى المعرفة ،وكيفيّة تكوين ال ُمد ّرسين. 36رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زاوية كبرى روبوتات وأخلاقيات في زمن هذه التح ّولات ،لليونسكو دور حقيقي عليها أن تضطلع به تقرير اللجنة العالمية لأخلاقيات المعارف لأن تطبيقات الذكاء الإصطناعي مرتبطة العلمية والتكنولوجيا التابعة لليونسكو مباشرة بمجالات اختصاصها لسنة 2017 ولليونسكو في هذا المجال بالتحديد دور يتمثل ما هي مخاطره حسب رأيك؟ تستند الروبوتات الحالية المسماة بالمعرفية في محاولة التقليص من عدم التكافؤ في نيل إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تتمتع بصفة عامة ،يمكن اعتبار الذكاء الإصطناعي بقدرات تحاكي قدرات الإنسان ،مثل الإدراك المعرفة والاستفادة من البحث ،وذلك من خلال فرصة رائعة لتحقيق أهداف جدول أعمال دعم الدول الأعضاء .إن الفجوة التكنولوجية قد ،2030لكن ذلك يستلزم معالجة المسائل واستعمال اللغة والتفاعل وحل المشكلات والتعلم وحتى الإبداع .ومن الصعب التنبؤ تؤدي إلى ُمضاعفة التفاوت الاجتماعي .وعلى الأخلاقية التي يطرحها ،على الفور .هو فرصة اليونسكو أن تكون قادرة على مساعدة الدول لأن تطبيقاته تُساعد على التق ّدم بأكثر سرعة بقراراتها ،فاش ِتغالها يقوم على أساس الأعضاء في التكيّف مع الواقع الجديد والوصول نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة ،فهي الخبرة وبعض الظروف العشوائية .وتختلف بدرجة كبيرة عن الروبوتات المسماة بالحتمية إلى المعرفة التكنولوجية. تسمح بتقييم أفضل للمخاطر ،وتحسين الاستشراف ،وتوسيع نطاق تقاسم المعارف، التي يعتمد سلوكها على برنامج يتحكم في كيف يُمكن لليونسكو أن تُق ّدم هذه وهي تقترح حلولا ُمبتكرة في مجالات التعليم اشتغالها .ولذلك فإن المسؤولية المتعلقة المساعدة بشكل ملموس؟ بالمهام التي تقوم بها الروبوتات المعرفية والصحة والبيئة والتخطيط العمراني بالنسبة للدول الأعضاء ،يتمثل أحد الرهانات والصناعات الخلاقة ،كما أنها تح ّسن مستوى قضية هامة للغاية ،لا سيما وأن الروبوتات في القدرة على الحصول على مع ّدات الهندسة العيش ورفاهية الحياة اليومية .لكنّه يُش ّكل تؤثر في السلوك البشري ،وتحدث تغييرات ال ُمتط ّورة التي تكون في ذروة الابتكار ،وكذلك في توفر الكفاءات البشرية اللازمة ،من علماء أيضا تهديدا ،لأ ّن تعميم الآليّة والرقمنة اجتماعية وثقافية ،وتثير أسئلة في ما يتعلق يُحدثان اختلالات جديدة ،وقد يتسببان في بالأمن ،واحترام الحياة الخاصة وحماية ومهندسين .وبوسع اليونسكو تقديم مثل الح ّد من التن ّوع في الصناعات الثقافية ،وفي الكرامة الإنسانية. هذا الدعم ،والمساعدة على تقليص الفوارق اضطراب سوق الشغل والتهميش وتعميق بين الدول ،بفضل مراكز التعليم والتكوين في التفاوت بين المتمتعين بالتكنولوجيا الحديثة وكما جاء في تقريرها الصادر في نوفمبر مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار التابعة 2017حول أخلاقيات الروبوتات ،اقترحت لها ،والمرصد العالمي لآليات رسم سياسات والمحرومين منها. اللجنة العالمية لأخلاقيات المعارف العلمية العلوم والتكنولوجيا والتجديد ،بالإضافة إلى والتكنولوجيا التابعة لليونسكو إطا ًرا أخلاقيًا يرتكز على التكنولوجيا ،بهدف إعداد توصيات البرنامج الدولي للعلوم الأساسية. حول أخلاقيات الروبوتات ،تقوم على أساس التمييز بين الروبوتات الحتمية والروبوتات ما هي التح ّديات التي يطرحها الذكاء الإصطناعي في مجال التعليم؟ وكيف تنوي المعرفية. اليونسكو مجابهتها؟ كما حددت اللجنة القيم والمبادئ الأخلاقية التي قد تكون مفيدة في وضع قواعد بطبيعة الحال ،التعليم مجال أساسي بالنسبة للمنظمة ،وسوف تؤثر فيه هذه الثورة الناشئة تنظيمية على جميع المستويات وعلى نحو متناسق ،بدءا بمدونة قواعد السلوك الخاصة بصفة إيجابية وسلبية ،في آن واحد .لقد ت ّم استخدام برمجيّات بيداغوجية ترتكز على بالمهندسين ،وصولا إلى القوانين الوطنية الذكاء الاصطناعي لتحقيق لامركزية التعليم، والاتفاقيات الدولية .أما القيم والمبادئ وتكييفه للاستجابة للحاجيات الخصوصية، الأخلاقية التي تم التأكيد عليها فهي الكرامة وإرشاد الطلبة حول المناهج ،وكذلك في تطابق الإنسانية ،والاستقلالية ،واحترام الحياة الشهادات .إلا أن هذه التكنولوجيات باهظة الخاصة ،والسلامة ،والمسؤولية ،والإحسان الثمن وليست في متناول الجميع ،وقد تتع ّمق والعدالة .ويعد مبدأ المسؤولية الإنسانية نقطة الوصل بين القيم المختلفة التي نوقشت الفجوة بين الأغنياء والفقراء أكثر. في هذا التقرير. كما صاغت اللجنة العالمية لأخلاقيات المعارف العلمية والتكنولوجيا مجموعة من التوصيات الخصوصية تتعلق بتطبيق تكنولوجيا الروبوتات ،من بينها وضع القواعد الأخلاقية لعلماء الروبوتات ،والتحذير من تطوير الأسلحة ذاتية التشغيل واستخدامها. رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |37 2018
زاوية كبرى وقد أدرجنا ضمن أولوياتنا ترويج أدوات واعتبارا لدورها كمنسق للهيئة المديرة لأهداف علينا أن نقتحم هذا الذكاء الاصطناعي ال ُمتاحة للاستعمال الحر التنمية المستدامة – التعليم 2030ال ُمك ّلفة العصر الجديد بأعين التي من شأنها أن تُي ّس الابتكارات المح ّلية. بمتابعة تحقيق هدف التنمية المستدامة 4 المتعلق بالتعليم ،تشغل اليونسكو موقعا مفتوحة وحتى تكون الأجيال القادمة مستعدة ُمتميّزا للقيام بهذه المهمة ،وذلك من خلال للانصهار في المشهد الجديد الذي يرسمه الذكاء الاصطناعي لعالم الشغل ،لا بد أيضا من إعادة تحديد المساهمات الممكنة للذكاء الاصطناعي في تعليم مفتوح للجميع ،وتقييم تأثيره ال ُمحتمل التفكير في البرامج التربويّة ،وذلك بالتأكيد على مستقبل التع ّلم. على تدريس العلوم ،والتكنولوجيا ،والهندسة، والرياضيات ،وكذلك بإيلاء مكانة من الدرجة الأولى للإنسانيات ،والكفاءات في ميدان الفلسفة والأخلاقيات. من واجبنا الوقاية من انحرافات الذكاء الاصطناعي. NETEXPLO NOTEBOOK | HUMAN DECISIONS THOUGHTS ON AI 101 © Veronique Deshayes 38رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زاوية كبرى من يصنع القرار؟ ما علاقة الذكاء الاصطناعي بالفلسفة والأخلاقيات؟ قرارات بشرية :تأملات في الذكاء الاصطناعي2018 ، عند بلوغهم سن الكهولة ،سوف يُواجه حتما بفعل ظاهرة البيانات الضخمة والتحول الناتج عن نظم التع ّلم العميق ،أصبح الذكاء الاصطناعي تلاميذ وطلبة اليوم مشاكل من نوع آخر لا من بين التوجهات التكنولوجية الأكثر جدلا في الوقت الراهن ،نظرا لان ِعكاساته على الأفراد نستطيع إدراكها في الوقت الحاضر .ومن والثقافات. الصعب التك ّهن بكل التط ّورات الممكنة لهذه الآلات التي تتطور باستمرار ،والتي تخطو وإن كان في الذكاء الاصطناعي جوانب تقنية مبهرة ،إلا أن البعض يخافون إمكانية تفوقه على يوما بعد يوم خطوات في اتّجاه استقلاليّتها الذكاء البشري .وحتى في حال القبول بفكرة مساعدته على التقدم البشري ،لا بد من استباق المخاطر لدرجة أنها أصبحت منذ الآن تتح ّدى ،إلى درجة ما ،الهويّة البشرية .ولهذا السبب، التي قد يكنّها الذكاء الاصطناعي إن فقد الإنسان التحكم فيه ،والوعي بان ِعكاساته الأخلاقية. فإن الكفاءات في مجال الأخلاقيات ،وكذلك وقد أخذ مرصد نت إكسبلو -وهو مرصد مستقل شريك لليونيسكو -في التدقيق بكل جدية في هذا في العلوم الاجتماعية والإنسانية بصفة عامة، الموضوع الشاسع الذي يهم في نفس الوقت الفلسفة ،والرياضيات ،والعلوم ،والإعلامية والهندسة. سوف تكون ضرورية بنفس قدر الكفاءات في العلوم الأساسية .كما أن هناك احتمال في وفي سنة ، 2015أنشأت منظمة الونيسكو بمعية نت إكسبلو مجلسا استشاريا مشتركا ،يضم وجود انحرافات في نُظم الذكاء الاصطناعي – أساتذة ومحاضرين وباحثين من أكبر الجامعات في العالم ،أوكلت إليهم مهمة تحليل توجهات وخا ّصة في ما يتع ّلق بالنوع الجنسي – تتط ّلب أكثر شفافية من قبل هذه النظم ،وتستدعي التكنولوجيا الرقمية وخاصة منها الذكاء الاصطناعي. مبادئ أخلاقية صارمة لتصحيحها. ونشر المجلس سنة 2018مجموعة من التحاليل بعنوان قرارات بشرية :تأملات في الذكاء الاصطناعي بهدف تحفيز التفكير حول التحديات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي واستغلال لماذا يصعب التك ّهن بالتط ّورات القادمة للذكاء الاصطناعي؟ قدراته الكامنة. يتق ّدم البحث في مجال الذكاء الاصطناعي هل يف ّوض الإنسان للذكاء الاصطناعي قدراته في اتخاذ القرارات ،عن طواعية؟ هل الذكاء بسرعة فائقة ،في حين يبقى تطوير البيئة الاصطناعي بديل للبشر؟ ماهي الإجراءات المحتملة للاحتماء من تبعات الذكاء الاصطناعي؟ تلك القانونية والاجتماعية والأخلاقية التي يجب أن تؤطره ،بطيئا .إلى أي حد يُمكن أن تصل هي بعض الأسئلة التي تطرق لها هذا المؤ ّلف ،بالإضافة إلى وجهات نظر المرصد التي عرضها في استقلاليّة الآلة وقدرتها على اتّخاذ القرار؟ سيناريوهات مختلفة. وفي حال وقوع حادث ،لمن تعود المسؤولية؟ ومن يقرر تحديد القيم التي يجب ترسيخها ويذهب التحليل إلى ما أبعد من الآراء ،ليطرح مسألة ملحة بقدر ما هي مزعجة ،ألا وهي مسألة في الآلات خلال ما يُس ّمى بفترة «تع ّلم الآلة»؟ صنع القرار .هل تخلينا بالفعل عن السلطة التي يمنحها لنا التحكم في الآلة؟ وماذا لو انتهى الأمر هذه الأسئلة ،وليست الوحيدة ،تبقى إلى اليوم إلى تحكم الذكاء الاصطناعي في سلوك البشر دون تدخل منهم؟ وفي هاته الحالة من (أو ما) الذي دون جواب. سيتدخل في صنع القرار؟ لقد لاحظنا ،مثلا ،أن الخوارزميات التي يتخوف بعض الخبراء من نفوذ الذكاء الاصطناعي الذي قد يؤدي بنا إلى نظام مترابط يطغى فيه صيغت على أساس اللغة البشرية العاديّة، الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري ،في حين أن البعض الآخر مقتنع بأن معارفنا الحالية في اقتنت أحكاما مسبقة ترتكز على صور نمطية مجال الإعلامية لا زالت محدودة وبالتالي ليس هناك داعيا لتبرير مثل هذا الخوف من المجهول. انطلاقا من معطيات لفظية موجودة في ثقافتنا اليومية .فكيف لا ننشغل من خطر ظهور آلات وحسب رأيهم ،فإن المسألة ليست مسألة منافسة ،بقدر ما ِهي مسألة تعاون بين الجنس البشري يكون سلوكها تمييزيّا أو عنصريّا أو عدائيّا؟ والذكاء الاصطناعي. كما أن هناك دوافع للانشغال على أصعدة ومن مسؤوليتنا إدارة حوار كوني ومستنير ماذا في مقدور اليونسكو أن تفعله في هذا أخرى :حماية الحياة الشخصية ،والإشهار – لا يكون حوارا تقنيّا وإنما أخلاقيّا بالمعنى المضمار؟ المستهدف على الإنترنت ،وح ّرية التعبير الكامل – حتى نقتحم هذا العصر الجديد إذا أردنا أن يستفيد العالم بأسره ،وعلى وخوارزميات الرقابة ،والصحافة الآليّة بأعين مفتوحة ،دون أن نُض ّحي ب ِقيمنا، أحسن وجه ،من الإمكانيات التي يوفرها وحتى نتيح ،إن أرادت الدول الأعضاء ذلك، الذكاء الاصطناعي ،علينا أن نسهر على أن واحتكار الإعلام... إمكانية التو ّصل إلى أرضية مشتركة من المبادئ يكون في خدمة البشريّة ،مع احترام حقوق ورغم أن البحث الأساسي في هذا المجال أتى، الأخلاقية. الإنسان وكرامته. إجمالا ،بدافع توفير رفاهية العيش ،تبقى *الإعلان العالمي بشأن المجين البشري وحقوق الإنسان إلا أنه لا يُوجد لح ّد الساعة أي إطار أخلاقي الانحرافات غير المقصودة ،والمقصودة أيضا، ()1997 ُدولي يعنى بجملة تط ّورات الذكاء الاصطناعي ممكنة .ولهذا السبب ،يتحتم علينا التأكد من الإعلان الدولي بشأن البيانات الوراثية البشرية ()2003 وتطبيقاته. أن هذه التكنولوجيا تتط ّور حسب معايير الإعلان العالمي لأخلاقيات البيولوجيا وحقوق الإنسان أخلاقيّة مضبوطة بشكل صارم. ()2005 تمثل اليونسكو المنتدى الكوني الوحيد الذي إعلان المبادئ الأخلاقية في علاقة بالتغ ّيات المناخية يحظى بتجربة تفوق العشرين سنة في إعداد ()2017 الآليّات الدولية ال ُمتع ّلقة بأخلاقيات البيولوجيا التوصية ال ُمتع ّلقة بالعلم والباحثين في العلوم ()2017 وأخلاقيات العلوم والتكنولوجيا* .كما أن بإمكانها الإعتماد على جهازين استشاريّين يض ّمان خبراء يعملون جاهدين على هذه المسائل :اللجنة العالمية لأخلاقيّات المعرفة العلمية والتكنولوجيا ،واللجنة ال ّدولية لأخلاقيات البيولوجيا. رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |39 2018
زاوية كبرى معجم الذكاء الاصطناعي تحميل العقل (مايند أبلودنغ) بيانات ضخمة المفردات الحاملة لعلامة * مف ّسة في هذا المعجم حسب نظرية ما بعد الإنسانية* ،فإن مجموعة بيانات رقمية تتجاوز ،من حيث أحاسيسنا وأفكارنا وعواطفنا تقتصر على حجمها ،حدس الإنسان وقدراته على التحليل. اتصاليّة جديدة الترابط العصبي .وتحميل العقل (مايند في إنترنت ،نُنتج يوميا حوالي 2،5تريليون نظرية تأسست في مجال العلوم المعرفية وعلوم أبلودنغ) هو فكرة مؤيّدة لنظرية ما بعد بايت من البيانات كل يوم :رسائل إلكترونية، الأعصاب .تهت ّم الاتصالية الجديدة بوضع الإنسانية يُعتبر بمقتضاها العقل البشري قابلا فيديوهات ،معلومات مناخية ،علامات النظام نماذج معلوماتية تحاكي ظواهر التع ّلم، للحصر في جملة من المعلومات يمكن ترجمتها العالمي لتحديد المواقع ،صفقات على الخط، باستخدام شبكات عصبية شكليّة* .وقد ت ّم إلى الرمز الثنائي الإعلامي ،بحيث يمكن وضع نظام هذه النماذج وطريقة تشغيلها الخ ...ولا توجد أية آلة إعلامية تقليدية بالتماثل مع النّظم العصبية الفيزيولوجيّة. تحميلها في حاسوب. للتص ّرف في قاعدة بيانات قادرة على معالجة إنترنت الأشياء تمثيل دلالي للمعارف هذا الكم من البيانات الضخمة :كان لا بد من تطوير خوارزميات* جديدة للتم ّكن من اتصال الأشياء والأدوات والأماكن المتواجدة خوارزميات تُخ ّول تركيب جملة مكتوبة في في العالم المادي ،بشبكة الإنترنت .تقوم أية لغة كانت (مثال« :يمتطي أحمد الحافلة تخزينها ،وتصنيفها وتحليلها. القاصدة برلين») ،في شكل منطقي لتصبح الأشياء المتصلة بجمع المعطيات من خلال تع ّلم الآلة أو تع ّلم آلي أجهزة استشعار (حرارة ،سرعة ،رطوبة)... قابلة للتأويل من طرف حاسوب. بفضل برنامج تع ّلم آلي ،تتع ّلم الآلة كيف تح ّل وإرسالها ،عبر الإنترنت ،كي يت ّم تحليلها المشاكل انطلاقا من أمثلة ،لتصبح قادرة على بواسطة حواسيب .هذه الأشياء قد تكون مقارنة البيانات وتصنيفها ،وحتى التع ّرف على سيارة نقل ،أو ساعة ،أو آلة صناعية ،أو حتى الأشكال ال ُمع ّقدة .وقبل ابتكار التع ّلم العميق* سنة ،2010كان الإنسان هو الذي يُشرف على مكانا في مأوى سيارات. هذا الصنف من تعلم الآلة – إذ كان هو الذي يع ّي بوضوح إن كانت الصورة تتض ّمن وجها إنسان خارق بشريا ،أو رأس ق ّط ،الخ ،...حتى تتم ّكن الآلة هو المثال الأعلى في نظرية ما بعد الإنسانية*. بالقيام بعمليّة التع ّرف المطلوبة. الإنسان الخارق هو فرد ت ّم إخضاعه لتغييرات تع ّلم عميق بهدف تحسين قدراته ،بفضل تد ّخلات على جسمه تعتمد على مبادئ علمية وتكنولوجية. هو مجال ُمتق ّدم للتع ّلم الآلي* ،وتسمح هذه نصفه إنسان ،ونصفه الآخر آلة ،مما يجعله التقنية للآلة بالتعرف ،بذاتها ،على مفاهيم قادرا على الركض بسرعة أكبر ،وعلى الإبصار ُمع ّقدة مثل الوجوه ،والأجسام البشرية أو ليلا ،وتح ّمل الألم ،واكتساب قدرات ذهنية صور قطط ،من خلال التدقيق في ملايين واسعة ،ومقاومة المرض والموت ...الإنسان الصور ال ُملتقطة من إنترنت ،دون أن تكون «ال ُمر ّمم» أصبح واقعا ،والأعضاء الاصطناعية المتصلة في تح ّسن ُمستمر .وها أن الإنسان تلك الصور قد ت ّم توصيفها ُمسبقا من الخارق يُصبح شيئا فشيئا حقيقة ،مع تطوير طرف الإنسان .يعتمد التع ّلم العميق على هياكل عظمية خارجية ُمصطنعة تُستعمل دمج خوارزميات التع ّلم الآلي مع الشبكات العصبية الآلية* واستعمال البيانات الضخمة. لغايات عسكرية. وقد أحدث بذلك ثورة في الذكاء الاصطناعي. وله تطبيقات لا تُحصى :محركات البحث، التشخيص الطبي ،سيارات ذاتية القيادة ،الخ. وبفضل هذه التقنية ،تم ّكن حاسوب ألفا- غو سنة ،2015من التغ ّلب على الإنسان في لعبة الغو. تجميد أعضاء الجسم تقنية المحافظة ،بعد وفاة شخص ،على جسمه أو رأسه في مادة الأزوت السائل ،بهدف بعثه للحياة من جديد في يوم ما. 40رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زاوية كبرى شبكة عصبية شكلية وتعني كلمة خوارزميات اليوم سلسلة من وبذلك تتمكن الآلة من القيام باستدلالات التعليمات يُطالب الحاسوب بتطبيقها بصفة منطقية (على غرار الاستنتاج) تُم ّكنها من خوارزمي ُمع ّد للاستخدام من طرف حاسوب، ترتيب الكلمات في أصناف مختلفة ومن تحليل يهدف إلى تقليد الاتصالات العصبية للدماغ. آلية .يت ّم استعمال الخوارزميات في كافة ورغم أن النُّظم الموجودة حاليا بسيطة ج ّدا المجالات ،من الاستعلامات بواسطة محركات الجمل المعروضة عليها. بالمقارنة مع الذكاء البشري ،إلا أنها قادرة البحث إلى البورصات المالية ،مرورا بانتقاء على توقع سرعة السيارة اعتمادا على تح ّرك تهجين الإنسان والآلة د ّواسة السرعة ودرجة انحدار الطريق ،أو المعلومات لتوصية مستخدمي الإنترنت. تحديد صلابة ما ّدة ما اعتمادا على مك ّوناتها عملية تسمح بالربط بين جسم الإنسان ونظام الكيميائية وحرارتها عند إعدادها ،أو معرفة ذكاء اصطناعي ضعيف أو محدود /ذكاء تكنولوجي .ويمكن أن يكون الربط هيكليا، قدرة مؤسسة على الوفاء بالدين اعتمادا على اصطناعي قوي أو عام مثل الذراع الاصطناعي ال ُمس ّي بإيعاز ذهني، رقم معاملاتها ،الخ. أو افتراضيّا مثل غوغل غلاسز ،وهي نظارات الذكاء الاصطناعي الضعيف أو المحدود تُس ّي بالصوت وتسمح لمعلومات أو صور ما بعد الإنسانية يتطابق مع الذكاء الاصطناعي الموجود حاليا: مختلفة بالظهور في ركن من الزجاجات إضافة يسعى أنصار هذه الحركة إلى الوصول هو مكون من آلات قادرة على تنفيذ بعض إلى نظرنا العادي. إلى وضع «ما بعد الإنسانية» ،وذلك من المها ّم المضبوطة بشكل ُمستق ّل لكن دون وعي، خلال التخ ّلص من الإعاقة ،والألم ،والمرض، في إطار ُمح ّدد من طرف الإنسان وب َقرار منه لا حياة اصطناعية والشيخوخة ،والموت ،بفضل التظافر بين غير .أما الذكاء الاصطناعي القوي أو العام فقد تكنولوجيات النانو ،والتكنولوجيا الحيوية، يكون آلة لها وعي وإحساس ،قادرة على تقديم حقل من البحث العلمي يضم اختصاصات والذكاء الاصطناعي والعلوم المعرفية .وهم ح ّل لأ ّي نوع من المشاكل :وهو ،إلى ح ّد اليوم، مختلفة ،يهدف إلى خلق نُظم اصطناعية يدعون إلى ممارسة الاستنساخ البشري، والواقع الافتراضي* ،والتهجين بين الإنسان ضرب من الخيال. ُمستوحاة من النّظم الحيّة ،في شكل برامج والآلة* ،وتحميل العقل* .أما ال ُمعارضون لهذه معلوماتية أو ُروبوتات. الحركة ،فإنهم ينتقدون فيها التخمين المفرط، سحاب معلوماتي (كلاود) والتأسيس لروحانيات جديدة تُؤ ّله التقنية، خوارزميات وتخيّل «إنسان استثنائي» تستجيب مواصفاته نُظم معلوماتية ُمختلفة مكونة من عدد كبير من الحواسيب ال ُمتّصلة في ما بينها ،تقوم بتبادل يعود أصل الكلمة إلى اسم عالم الرياضيات لمتطلبات تحسين النسل. الفارسي محمد بن موسى الخوارزمي (حوالي المعلومات بصفة آنية عبر الإنترنت .وبهذه سنة 820م) ،الذي يرجع له الفضل في اعتماد محافظ بيولوجي الطريقة ،يمكن أن تتولى شبكة من الحواسيب ال ُمتصلة في ما بينها – التي تشكل هذا السحاب الترقيم العشري في الغرب. بالنسبة لدعاة ما بعد الإنسانية* ،فإن كل المعلوماتي أو كلاود -عملية حسابية أو جملة من ينتقد مثالهم الأعلى للإنسان الخارق* هو بمثابة المحافظ البيولوجي ،أي شخص من المعلومات ال ُمخ ّزنة من حاسوب آخر. رجعي يرفض تغيير قوانين الحياة والطبيعة، في الوقت الذي تسمح فيه (أو سوف تسمح) © enzozo / Shutterstock التكنولوجيا بذلك. واقع افتراضي انغماسي محيط افتراضي من تنظيم الحاسوب ،يغوص فيه ال ُمستخدم بفضل أجهزة استشعار ُمختلفة (نظارات ،تركيبة ح ّسية ،الخ) .وقد يثير الانغماس في الواقع الافتراضي اهتمام لاعب فيديو أو قائد طائرة في إطار تكوينه. واقع ُمع ّزز تراكب بين الواقع وعناصر افتراضية يتم ظبطه بواسطة نظام إعلامي آني (أصوات ،صور ذات بُعدين أو 3أبعاد ،فيديوهات ،الخ) .هذه التقنية ُمستعملة في ألعاب الفيديو وفي السينما (حيث يتفاعل المشاهد مع الأشياء الافتراضية بواسطة أجهزة استشعار) ،ولكن أيضا في تحديد المواقع الجغرافية أو في مجال التراث (دير كلوني في فرنسا ،مثلا ،مجهز بعلامات تُب ّي الوضع الذي كانت عليه المدينة في القرن الخامس عشر). رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |41 2018
زوم زوم في بلاد توراجا ،في جزيرة سولاويزي (أندونيسيا) ،يتم تعليق قرون جاموسات على واجهات المنازل لتجسيد الأسلاف ،وفي ذلك برهان على ثراء العائلة .أما بوتري ،فهي تحمل إرثها رمزيا. 42رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زوم عبء الحياة تتسلق مانديبي جبل صور :فلوريان دولاساي آنابورنا في النيبال ،ناقلة حمولة تزن 50كلغ ،وتبلغ نص :سيبيل دورجيفال دون إرهاق ،ارتفاع 2500متر. على طول الطرق ال ُمعبّدة ،وفي الثنايا الرملية اللامتناهية حيث يغيب الأفق في ضباب مثقل انطلق انجاز مجموعة «هاو متش كان يو اختارت فلوريان دولاساي الاتجاه المعاكس كري؟» من أثيوبيا سنة ،2012وامت ّد إلى للتصوير المعهود الذي يظهر الوجوه المحبطة بالحرارة ،تسير أشباح غريبة الهيئة .من أربع قارات .وهي تضم الآن حوالي ستين والظهور ال ُمنحنية ،لتتجاوز الصورة ال ُمبتذلة أفريقيا الشرقية إلى حدود جبال الهيمالايا، صورة من عشر دول ،منها بوليفيا ،والبرازيل، للعامل ال ُمنهك .ومهما كان وزن الحمولة ،يبقى تبدو أجسام الراجلين وكأنها مط ّولة بتراكم وأندونيسيا ،واليابان ،والنيبال ورواندا... أمتعة لا يمكن إدراك طبيعتها ،خاصة لمن الرأس مرفوعا والابتسامة ُمشرقة .وكأنهم يتجاوزها بسيارته وهو منشغل بالسياقة خوفا أرادوا ولو لبضع لحظات خلال التصوير، من دهسها .وسواء كان الظهر مستقيما أو الاستهزاء من القدر المحتوم .إن الحياة بحث ُمنحنيا بفعل الثّقل ،يبقى الرأس مرفوعا ،غير مستمر عن التوازن ،وها أن صور فلوريان عابئ بالعربات المهتزة التي تتجاوزه بسرعة تأخذنا حيث لا وجود لجاذبية الأرض! ولما فائقة .وكأنها تماثيل كارياتيد معاصرة! نتأ ّمل في كل هذه الأثقال المحمولة بابتهاج، لا يسعنا إلا أن نتخيّل ولو للحظة واحدة ،أننا من وراء نافذة السيارة ،من عالمنا المتسارع قادرون على التعامل مع أعبَائنا بشيء من الذي ينظر بكل احتقار لخطى الح ّمالين المزح ،لنتخ ّلص من قليل من وزنها! البطيئة ،نحن مجرد متفرجين على تلك الأعمار التي تتتالى أمام أعيننا .غير أن فلوريان دولاساي ،ال ُمص ّورة الر ّحالة ،أبت إلا أن تقطع سيرها لتُخ ّصص بعض الوقت ل ُمقابلتهم ،وها أنها تكتشف أن هؤلاء البهلوانيين يحملون أكثر بكثير من مج ّرد وعاء أو جرة أو كيس ملابس، بل أكثر بكثير م ّما يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة :هم يحملون عبء الحياة. وتحمل مجموعة الصور التي أنجزتها عنوان «هاو متش كان يو كري؟» (كم أنت قادر على حمله؟) .وهي عبارة أرادتها بمثابة التح ّدي: «أرني ما أنت قادر على حمله! أرني من أنت!». وتتساءل ال ُمص ّورة الفرنسية بدعابة وعمق: هل يُص ّدق أن تكون فتاة صغيرة قادرة على حمل ألواح خشبية يعلوها جد ٌي؟ هل نحن أقوى م ّما نعتقد؟ هل أن هذه الأمتعة منصوبة على رؤوسهم أم هي نابعة منها ،وكأنها تعبير عن لاوعي ،وكأن «الظاهر» يص ّور لنا فجأة «الباطن»؟ هل أن هذه الأكوام من القرون التي تحملها بوتري على رأسها في أندونيسيا ،والتي ترمز للجاه والثراء ،هي واقع أم خيال؟ هل وضعها الأسلاف لينقلوا لها تلك الحمولة؟ أم أنها انبثقت عن دماغ وا ٍع بمسؤولياته المقبلة؟ رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |43 2018
زوم 2 1 1 يحمل فريدي الماء إلى جزيرة إيسلا دال سول، الواقعة وسط بحيرة تيتيكاكا (بوليفيا) ،وهي جزيرة تكاد أن تكون خالية من الماء الصالح للشراب. 2 في النيبال ،تحمل دوكاليا سريرا من الخيزران ،وهو سريرها الذي سوف يأوي جسمها عندما يُصبح ُمنهكا بفعل الشيخوخة ،ولما توافيها المنية. 3 تستع ّد الطفلة الأثيوبية آرو للسير على الأقدام لبضع ساعات لتستبدل ماعزا وشيئا من الخشب ببعض المواد الضرورية. 4 ينتمي غالي إلى قبيلة هامر في وادي أومو في جنوب أثيوبيا .ينقل غالي الماء ،وهو مضطر مثل غيره من ناقلي الماء على حمل السلاح نظرا لندرة الماء في تلك المنطقة. 3 44رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زوم 4 رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |45 2018
زوم 1 46رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زوم 32 1 في قرية صغيرة برواندا ،يمتلك قاسم متجرا صغيرا يبيع فيه أمتعة ُمتن ّوعة ،منهاحقائب تغذي أحلامه بسفر لن يتحقق. 2 يحمل نوناتو ،وليد قرية صيادين قرب فورتاليزا بالبرازيل ،رفوفا لصيد جراد البحر ،بعد أن تقلص صيد سرطان البحر. 3 في جزيرة سولاويزي (أندونيسيا) ،تبيع ساري ونيفاه جوز الهند للسياح العطاشى. 4 قضى يوزوكي كامل حياته في حوض لبناء السفن في أونوميشي ،وهي مدينة مرفئية تُط ّل على بحر سيتو الداخلي باليابان. 4 رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |47 2018
زوم يحمل تامرو ،والد آرو (ص )44.وأفتام (ص ،)49.روث البقر ال ُمج ّفف لاستعماله لوقاية منزله من الح ّر و البرد. 48رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
زوم أفتام ،شقيق آرو الأصغر، (ص ،)44 .سوف يسير هو أيضا على الأقدام لوهلة طويلة حتى يصل إلى السوق لاستبدال حيوانه بشيء من القمح. رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |49 2018
أفكار أفكار بترخيص كريم من سونودا آرتي © Juan Roberto Diago / ها أنا (تقنيات مختلطة) ،2014 ،عمل للفنان الكوبي خوان روبرتو دياغو 50رسالة اليونسكو • يوليو -سبتمبر |2018
Search