العددد ٤٢٢٥٥ ألن هذه �أمور محرمة �ش��رع ًا ،والعلاج بعقد النكاح عقد ًا في الطلاق الرجعي �أثناء العدة ،ولهذا حرم الطلاق ثلاث ًا �صحيح ًا ،لا تحليل فيه ولا متعة. في الحي���ض م�ع وقوعه ،وجعلت المطلق�ة الرجعية في أ�ثناء عدته�ا ،لها ما للزوج�ات ،وعليها ما عل�ى الزوجات ،عدا و�أخ�ير ًا ينبغ�ي في العلاقة الزوجية التوفي�ق بين الرغبات أ�ن�ه لا ق�س�م له�ا ،ومن أ��س�باب الط�لاق التدلي��س و�إخفاء والمتطلب�ات والت�وازن بين الحقوق والواجب�ات ،مع تقديم عي�وب أ�ح�د الزوجين عن ا آلخر عند العق�د كوجود عيوب الم�صال�ح الزوجيه على ما�س�واها ،فالزوجان لب��س و�س�تر خلقي�ة خفية :يتعمد أ�حد الزوج�ين �أو ا ألهل �إخفاءها عن لبع�ضهم�ا فينبغ�ي أ�ن ي�ص��ان هذا ويحفظ وتحل الم�ش��اكل ا آلخر ،ومنها ظاهرة �صبغ ال�ش��عر بال�سواد و إ�خفاء حقيقة �إن وج�دت بينهم�ا دون تدخل خارج�ي قدرا إلمكان ،وعلى العم�ر أ�و ا ألمرا���ض الت�ي يع�اني منه�ا �أح�د الزوجين قبل كل �ش��خ�ص أ�ن ي�س�عى للخ�ير وال�ص�لاح ،و أ�ن يحب ألخيه ال�زواج وه�ي م�س�تديمة ،وه�ذا يتطل�ب ال�ص��دق وا ألمانة الم�س�لم م�ا يح�ب لنف�س�ه ،و أ�ن يع�رف مال�ه وم�ا عليه من والبي�ان ،لأن الر�س�ول ﷺ ق�ال« :م�ن غ���ش فلي��س منا»، حق�وق وواجبات ،و أ�ن ي ؤ�ديها من منطل�ق العبادة والتقوى ونهى ﷺ عن الغرور والخديعة والتدلي�س ،وقرر الفقهاء: والبع�د ع�ن ا إلث�م والع�دوان� ،إذا تم هذا �صلح�ت البيوت أ�ن العي�وب الم ؤ�ث�رة كالج�ذام والبر���ص والإي�دز يثبت بها وا�س�تقامت ،وعدمت الم�شاكل الزوجية وم�سببات الطلاق، الف�س�خ بالطل�ب ،وم�ن ا أل�س�باب إ�تم�ام الن�كاح على وجه وح�ل محله�ا الح�ب والوئ�ام والم�ودة وال�س�عادة والهن�اء، منه�ي عنه �ش��رع ًا ،كالزواج بني�ة التحليل وكن�كاح المتعة، ووجد المواطن ال�صالح والن�شء ال�صالح. 53
قضية العدد الإيدز ..معاناة نفسية واجتماعية الأمن والحياة ..تدخل العالم السري لمرضى الإيدز ..وتنقل من أحد مراكز العلاج قصصًا وحكايات من أرض الواقع مرضى الإيدز يواجهون آلام المرض ويعانون من وصمات العار الاجتماعي تحقيق� :شيماء المليجي من أ�خطر الأمرا�ض الع�صرية التي تعاني منها مجتمعاتنا الب�شرية مر�ض الإيدز الذي �أ�صبح ينت�شر بين المجتمعات مثل انت�شار النار في اله�شيم ،هناك دول تتف�شى فيها الرذيلة ،وتنت�شر فيها ا ألمرا�ض الجن�سية بفعل �إباحية مطلقة وبفعل حرية لا حدود لها ..و�إلى هذه الدول التي تتف�شى فيها المخدرات يتوجه الكثيرون من ال�شباب بحث ًا عن ملذاتهم وخا�صة في الإجازات ال�صيفية ،فمنهم من يعود حامل ًا معه الإدمان ،ومنهم من يعود حامل ًا فيرو�سات الموت و أ�خطرها فيرو�س الإيدز فينقل هذا المر�ض �إلى أ�فراد عائلته .بيد أ�ن هذا المر�ض قد يكون موجودا لدى ال�سائحين وال�سائحات الذين يفدون إ�لى بلادنا للتمتع بالطبيعة والمواقع ا ألثرية في�سهمون في زرع هذا المر�ض وخا�صة لدى �أولئك الذين يعملون معهم كالمر�شدين ال�سياحيين وال�سائقين. وللتعرف على خفايا ه ؤ�لاء المر�ضى وعالمهم ال�سري المعقد قامت ا ألمن والحياة بجولة داخل أ�حد مراكز علاج ا إليدز والتقت مع عدد من المر�ضى ذكور ًا و�إناث ًا واطلعت على كيفية إ��صابتهم ب�أمرا�ض ا إليدز والتي كان معظمها ب�سبب العلاقات الجن�سية ...وبعد الالتقاء بعدد من ه�ؤلاء كان للأمن والحياة لقاء مع عدد من المتخ�ص�صين في هذا المر�ض �إلى جانب عدد من الأطباء النف�سيين والخبراء الاجتماعيين الذين و�صفوا �صورة كاملة عن هذا المر�ض وخفاياه وما يكتنفه من م�شاكل و�صعوبات في العلاج ت�ستدعي التوقف بحث ًا عن الحلول. 54
55
قضية العدد الدكتور مؤمن علي ..جامعة عين شمس المجتمع يرفض تقبل مريض الإيدز ويصفه بوصمات سيئة تدفع به إلى الانعزال عن محيطه الاجتماعي الدكتور إيهاب الخراط ..مدير برنامج الحماية من الإدمان والإيدز قد ينتقل الفيروس من الأم إلى طفلها أثناء فترة الحمل أو عند الولادة أو خلال الرضاعة دكتورة حنان فكري الالتهاب الناجم عن فيروس نقص المناعة البشري ينقسم إلى ثلاث مراحل تزداد شدة مع الوقت الدكتور أحمد بديوي ..منظمة الصحة العالمية الفترة الفاصلة بين اكتساب الفيروس وتشخيص المرض قد تستغرق فترة تتراوح بين 10أعوام و 15عامًا الدكتور يحيى عبدالحي ..مستشفى الحميات لا يوجد علاج يكفل الشفاء من فيروس العوز المناعي البشري غير أنه يمكن إبطاء تطور الفيروس داخل الجسم على نحو يوحي بتوقف نشاطه الدكتورة سامية خضر ..جامعة عين شمس نظرة المجتمع إلى مرضى الإيدز على أنهم فئة منبوذة يجب عدم الاختلاط بهم أدت إلى زيادة معاناتهم نفسيًا واجتماعيًا 56
العدد ٤٢٥ الم�شاركون في الحوار الدكتور إ�يهاب الخراط �أ�ستاذ دكتور احمد محمد بديوي ا�ست�شارى الطب النف�سي مدير برنامج الحرية من الإدمان وا إليدز أ��ستاذ امرا�ض الدم والمناعة دكتور م�ؤمن علي الدكتورة �سامية خ�ضر أ��ستاذ علم الاجتماع جامعة عين �شم�س أ��ستاذ علم ا إلجتماع بكلية التربية جامعة عين �شم�س دكتورة حنان فكري دكتور يحيى عبد الحي �أ�ستاذ المناعة ونق�ص الدم �أ�ستاذ �أمرا�ض الدم بم�ست�شفى الحميات 57
قضية العدد طريق اتلقعوائللة«بف�كسامنة»زوا25ج ًاعاتمقًاليتديع ًار،فوتكانعلزىوجزويجيعيملعفني مجال ال�سياحة مدير ًا لإحدى القرى ال�سياحية بالغردقة وكان على علاقات مختلفة من �أجنبيات من جن�سيات مختلفة، وهو أ�مر لم �أعرفه إ�لا بعد زواجنا ،لم يخطر ببالي أ�ن هذه العلاقات غير الم�شروعة تركت آ�ثارها عليه ..وكانت الطامة الكبرى ب أ�نني اكت�شفت بعد مرور �ستة �شهور على زعولااجمايت�إ ا�لصماربة�ضزووجخي�بضمعرت� تضلاقالإئيي ًدازلفحيحث�بصد�أ�أثتبتتظ�إه�رصاعبلتييه بهذا المر�ض ،ف أ�ح�ست بظلم أ�ثقل كاهلي ،وتقول في هذا ال�صدد �»:أح�س�ست بظلم كبير وقع علي وكانت أ�ول �سنة من حياتي في غاية ال�صعوبة وقد وجهت اللوم لزوجي لأنه لم ي�صارحني بحقيقة مر�ضه الذي اكت�شف بعد حين ،لقد كان عدد ا أل�شخا�ص الذين �صارحتهم ب�سمة بحقيقة مر�ضها عدد ًا محدود ًا فهي لا ترغب ب أ�ن يكت�شف ا آلخرون حقيقة بلايلم�س�صاخبجال ًاجتممانعاي ًالإ�،وصتابقوةلب:ل«ممجنتموع�نصامةم اجلتعماعر اظلاتليم ا ألمر تلحق حتى أ�نا لو لم أ�كن م�صابة وعلمت بفتاة تحمل ذات المر�ض �س أ�نبذها و أ�تعامل معها ب�شيء من ال�سوء». وا�صلت ب�سمة حياتها ب�شكل طبيعي بعد وفاة زوجها ف أ�كملت تفكينااللإجا�صماعبةةببتالمقردي�رضمعامئتاق ًاز�أوماهميا�مساتزمالراتر تعليمها وتخرجت تتلقى العلاج ،فلم حياتهاك أ�يفتاةغيرم�صابة-كماروت -وفينهايةحديثها معي قدمت ب�سمة ن�صيحة للمقبلين على الزواج ،حثتهم على الخ�ضوع لعمل فح�ص طبي م�سبق لمر�ض الإيدز على غرار فح�ص الثلا�سيميا حتى يدخلوا لحياة زوجية دون �أمرا�ض، م�شددة على �أن ا�سم المر�ض �صعب ،وحتى الكلمة عندما تلفظها �صعبة جد ًا ومن �سي�صبر على الزواج ل�سنوات عليه ان ي�صبر لنتائج الفح�ص. ج�سمه حتى و�صل وزنه �إلى �أقل من ٤٠كيلو جرام ًا ،دخل «حادث سير» م�ست�شفى حميات الزقازيق للحجز و إ�جراء التحاليل اللازمة فبعد �أن تعر�ض لحادث �سير وهو في طريقه �إلى المدر�سة نقل عبد الرحمن 35عاما وهو مدر�س أ�ول لغة إ�نجليزية، إ�لى الم�ست�شفى في حالة �إعياء �شديد وتم نقل دم �إليه وبعد واختير مدر�ًسا مثال ًيا على م�ستوى الجمهورية لمدة ٦ أ�ن تماثل لل�شفاء وخرج من محنته قرر �أن يتبرع بالدم من فترة لأخرى على �سبيل م�ساعدة الم�صابين ،وكان في هذا �سنوات متتالية. الوقت يتردد للتبرع بالدم للمراكز المتخ�ص�صة ،ورغم �أنه بد�أت أ�عرا�ض المر�ض تظهر على ملامح وجهه و أ�جزاء 58
العدد ٤٢٥ وي�ضيف وبعد خروجي من الم�ست�شفى وتقديمي �أوراق الت أ�مين ال�صحي ،التي تثبت الحادث والعلاج ،علمت ب إ�قالتي بحجة انقطاعي عن العمل. وبقيت في منزلي لمدة عام دون أ�ن أ�تكلم مع �أحد �سوى نف�سي فزوجتي تركتني وقررت الدخول في عالم العزلة والانقطاع عن النا�س بعد �أن وجدت الأنظار موجهة إ�لي على �أنني مجرم بسمة « 25عامًا» لكنني قررت أ�ن أ�خ�ضع للعلاج والتردد على مراكز والتعرف على م�صابين بهذا المر�ض وبد أ�ت عمل ًا جديد ًا كمندوب �أقوم نقلت الإيدز من يب�خسيدرم«ةمالمحم�دص»ابيمتنكوئنًا�عصلحىهامل.جدار ،لي�صل بم�شقة إ�لى �سريره، زوجي أثناء عمله مع ليهحافويلععنببث ًرا ال�سرير المقابل ترقد زوجته «�سمر» على بينما سائحات ...ونصيحتي العبا�سية .لكنه المناعة بم�ست�شفى حميات نق�ص للمقبلين على الزواج موا�ساتها ،وهي ب�صعوبة تبلع لعابها وتربت على كتفيه. محمد ا ألربعيني -الذي يبدو ل�شحوب وجهه وهزاله �أنه تجاوز إجراء فحص طبي ال�سبعين -يت�شارك مع زوجته الإ�صابة بفيرو�س “الإيدز” مسبق لمرض الإيدز منذ ثلاث �سنوات ،حتى ا�ست�سلامها �أمام هجمات المر�ض في يناير ،2006ي�شتبه محمد في �أن نقل دم ملوث لزوجته يترك جميع بياناته أ�ثناء التبرع� ،إلا أ�ن �أحد ًا لم يخبره ب أ�ن في الم�ست�شفى العام كان وراء إ��صابتها ثم انتقال العدوى �إليه. دمه إ�يجابي بالفيرو�س �إلا بعد � ٩سنوات ،وبال�صدفة ي�سرد لك ّنه لم ي�ستطع إ�ثبات ذلك ،بعد حفظ المح�ضر الذي تقدم به عبدالرحمن واقعته فيقول عندما رجعت للمدر�سة ،وعند إ�لى ق�سم �شرطة ا ألربعين في ال�سوي�س لعدم قدرته على �إثبات دخولي إ�لى الف�صل ،قام الطلاب بتركي بطريقة جعلتني واقعة نقل الدم. �أ�شعر أ�نى و�صمة عار عليهم ،وفوجئت بقرار من مدير ويتابع محمد قوله كان لا بد �أن �أ�ست�سلم للأمر الواقع ويتابع المدر�سة بنقلي �إلى مدر�سة بمحافظة �أخرى بعيدة ،حتى بد�أ محمد قوله فعلى مدار عامين وبالتحديد ،ف�شلنا في �صرف جرعة الدواء المخ�ص�صة بانتظام في الموعد المحدد �شهري ًا. التفكير والتوهان يتملكني. من �أتمكن عل ّني اعللىجرالعمة�ساتل��ششفهىريةأ��،سبموتكعبياد ًا وكنت �أتردد من ال�سفر م�شقة الح�صول على �إقامتي بمدينة ال�سوي�س لكن الدواء كان يت أ�خر لعدة أ��سابيع ما أ�دى �إلى تدهور �صحتنا �أنا وزوجتي . لم أ�عد قادر ًا على القيام بوظيفتي كعامل نظافة في مدر�سة حكومية ،فكنت م�ضطر لإر�سال ابني «ه�شام» ذي الخم�سة ع�شر عام ًا للعمل في مطعم م�أكولات لإعالة الأ�سرة المكونة من ا ألبوين وخالد وطفلة في العا�شرة .تعي�ش هذه ا أل�سرة على معونة حكومية لحاملي فيرو�س الإيدز. «فريدة �إبراهيم محمد» متزوجة ،و أ�م لأربعة من ا ألبناء ن�صفهم ذكور والن�صف ا آلخر �إناث ،ت�سكن مدينة الغردقة انتابتها آ�لام مبرحة في بطنها نقلت على اثرها إ�لى الم�ست�شفى 59
قضية العدد حيث أ�فاد الت�شخي�ص أ�نها تعاني من ح�صوة في الكبد ما ي�ستدعي التدخل الجراحي ،بد�أت الا�ستعدادات ألجراء العملية فكانت نتيجة الفح�ص المعملي �أن ن�سبة دمها ()52 عبدالرحمن «35عاما» وهي ن�سبة �ضعيفة لأجراء العملية .وعلى الفور تبرع �شقيقها وابن خالها بدمهما لها ولكن تجرى العادة �أن ينقل دم غير تعرضت لحادث الدم الذي تم التبرع فيه مع احتمال اختلاف الف�صيلة ،وتم مروري وتم حقني نقل زجاجتي دم لها ،وكانت ف�صيلة الدم ()O + P بدم ملوث أدى إلى بداية الم أ��ساة .غادرت فريدة الم�ست�شفى وعادت �إلى البيت للراحة وتناول الطعام والفواكه ح�سب و�صية الطبيب ،وعندما إصابتي بالإيدز �أح�ست بال�صحة والعافية تدب في ج�سدها لم تراجع الطبيب مرة أ�خرى ،وبعد مرور اكثر من خم�سة ا�شهر على نقل الدم لها بد أ�ت تنتابها �أعرا�ض غريبة كالحمى وعرق كثير �أثناء �ساعات الليل وا�ستفراغ م�ستمر. بد�أت فريدة وزوجها رحلة المعاناة والآلام فهما لم يتركا طبيب ًا إ�لا وطرقا بابه بحث ًا عن العلاج ،ومن طبيب باطنية �إلى طبيب عظام إ�لى طبيب أ�مرا�ض ن�ساء وتوليد حتى ا�ستقر بهم المطاف �إلى إ�جراء بع�ض الفحو�صات في أ�حد المعامل الطبية حيث جاءت النتيجة انه لا يوجد التهاب في الكبد و إ�نما مجرد التهاب عادي في المرارة وقد زال با�ستعمال الم�ضادات ما يعني �أن ت�شخي�ص المر�ض منذ البداية لم يكن ا�لصححييويحةًا.، زوجها اكثر من أ��سبوع كامل بد أ�ت بعدها �صحتها في التدهور، فرحت فريدة بنتيجة التحاليل وعادت �إلى البيت فحزمت �أمرها لمقابلة الطبيب وبعد اطلاع الطبيب على نتيجة وهي �سعيدة بنتائج الفحو�صات ،ولم يم�ض وقت طويل على الفح�ص رفع عينيه إ�ليها وهو ينظر بازدراء قائل ًا� :س أ�كتب لك تلك الفرحة حتى عادت �إلى ذلك الطبيب لتخبره بتزايد رو�شته ل�شراء الدواء وهذا الدواء غا ٍل. الآلام والم�ضاعفات عليها. ا�ستغربت فريدة من حديث الطبيب و�صاحت فيه وهي ت�س أ�له طلب منها الطبيب أ�ن تذهب وتجري الفح�ص والتحاليل بماذا �أنا م�صابة؟ قال لها ا�س�ألي نف�سك «م�ش انتى اللي بكل أ�نواعها وفي كل مرة كان يطلب منها عينة من دمها حتى جبتيه لنف�سك» أ�نت عندك إ�يدز. ا�ستبد بها القلق وخامرها إ�ح�سا�س عميق أ�نها م�صابة بمر�ض �أ�صيبت فريدة بحالة ه�ستيريا و أ��صبحت تبكي وت�صرخ.. (ال�سرطان). �صرخ فيها الطبيب قائل ًا مهما �صرخت فكل ما تقومين به غير زوجها الذي ذهب لي�ستلم النتيجة وجدها مغلفة بال�شمع (� )20سنة تزوجت وعمري وملاج ٍاد.عرقالفترلجهل ًكايغفيترقزوولجهيذا،ه أ�ذناا. ا ألحمر ،حمل النتيجة وذهب إ�لى الطبيب الذي قال له إ�لى زوجها التفت الطبيب زوجتك مري�ضة بمر�ض لا ينتقل عن طريق ا ألكل أ�و ال�شراب وهو ي�س أ�له: ولكن ينتقل عن طريق الجن�س فلا تقربها ولتبعدوا فر�شاة ماذا عن طبيعة عملك؟ ف أ�جاب :مر�شد �سياحي� :سائق ،فقال أ��سنانها عن باقي فر�ش أ�فراد ا أل�سرة. له الطبيب أ�نت تتقابل يومي ًا مع �سائحات و أ�جنبيات؟ ف�أجابه رجع الزوج وهو يحمل نتيجة الفح�ص في جوف جيبه وعلامات نعم! قال له « :أ�نت اللي جبت لها المر�ض ده» ،ف أ�جاب الزوج: ا إلحباط بادية على مظهره� ،س أ�لته فريدة وهي ت�ضحك قائلة: �أنا واثق من نف�سي ولا �أعمل حاجة غلط ،كان هذا الحوار يدور (�أها ...عندي� ..سرطان ولا �إيه ) رد عليها زوجها (�أبد ًا... �أمام زوجته التي ارتفع �صوت نحيبها وبكائها و�صبت جام �ستتعالجين ب�إذن الله) .ظلت نتيجة الفح�ص قابعة في جيب 60
العدد ٤٢٥ فيفقد �أ�صحابه و أ�هله وربما �شريك حياته ويفقد م�صادر الدعم الاجتماعي التي هو بحاجه لها بعد الإ�صابة أ�كثر من أ�ي وقت م�ضى غير ذلك قد ي�ساء للم�صاب في المعاملة ،ويتم الا�ستهزاء به. و�أ�ضاف « نتيجة لما �سبق ت أ�تي م�شكلة الخوف من التبليغ عن الإ�صابة بالمر�ض وبالتالي يفقد المري�ض فر�ص العلاج إ�ذا ما تم اكت�شاف الإ�صابة». ولفت م ؤ�من إ�لى �أن بع�ض الحالات التي قابلها عبر الهاتف قد تقبلت المر�ض وتعاي�شت معه وت�صر على موا�صلة الحياة فبع�ضهم يعمل في �شركة والبع�ض مقبل على الزواج والبع�ض لديه �شركة يديرها والبع�ض الآخر من�سحب بحكم الواقع والمجتمع وال�صدمة التي ت�سيطر عليهم. ويقول الدكتور إ�يهاب الخراط ،ا�ست�شاري الطب النف�سي مدير برنامج الحماية من ا إلدمان والإيدز ،إ�ن حالات الإ�صابة المكت�شفة با إليدز في م�صر تتراوح بين ١و ٪٢من والحالات الفعلية ي�صيب هذا الفيرو�س خلايا الجهاز المناعي ويت�س ّبب بهذا الإ�صابة تودظهاوئرفهاال أ�جوهاتزع اطليملناهاع.يويتندجريمجيعًا،ن في تدمير �إلى ّما ي�ؤدي اعتبار ويمكن الفيرو�س الجهاز المناعي مكافحة دوره في املإعو�زص ًاابعةند«بمااليععوزجزالمعنانعأ�ديا».ء العدوى والمر�ض. و ُتعرف أ�نواع العدوى المرتبطة بالعوز المناعي الوخيم «ب�أنواع غ�ضبها على زوجها بعد أ�ن �سمعت اتهامات الطبيب له وم�ضت العدوى الانتهازية» أل ّنها ت�ستغل �ضعف الجهاز المناعي. تقول له� :أنت ال�سبب مر�ضتني ومر�ضت العيال. وي�ستكمل حديثه قائل ًا ب�ضرورة التعرف على الإيدز فيقول �إنه بعد هذه اللقاءات ...ف إ�ن هناك الكثير من الت�سا ؤ�لات. (ا إليدز) تعبير ي�شير �إلى �أ�ش ّد ممترلااحزلمةالالععدووزىالمتنقادعم ًيا،المو ُتكتع�رسبف ما هو مر�ض ا إليدز؟ ..ماهي �أعرا�ضه؟ ما هي أ��سبابه؟ وما تلك المراحل بظهور أ� ّي واحد هو حجم انت�شاره؟ من أ�نواع العدوى الانتهازية التي يتجاوز عددها 20عدوى أ�و الأمن والحياة طرحت هذه الم�شكلة على عدد من المخت�صين أ�نواع ال�سرطان الناجم عن الإ�صابة بفيرو�س الإيدز وكانت البداية مع الدكتور م ؤ�من علي �أ�ستاذ علم الاجتماع وتكمن خطورة فيرو�س نق�ص المناعة الب�شري في �إ�ضعاف جامعة عين �شم�س الذي �أو�ضح أ�ن المجتمع يرف�ض تقبل مري�ض جهاز المناعة لدى الإن�سان ،وبالتالي يجعل الج�سم أ�ق ّل كفاء ًة أ�ييجع�شليمءريآ��خضر،الإميؤ�دكزد ًايمميلن الإيدز وي�صفه بالو�صمة ال�سيئة ،ما فعينردوم�اس ّييًةت،و ّقأ� ّماف أ�كانت فطر ّي ًة �أم فمير�مضحاار إلبيةدازل،جفر ُياثعيرمف�سبو�أاّنًءه إ�لى الانعزال عن محيطه أ�كثر من متلازمة تحدث خلال أ�بحاثه أ�ن �سبب نقل العدوى للمر�ضى كانت عن طريق الج�سم ب�شكل كامل عن القدرة على محاربة ا ألمرا�ض ،فهو نقل الدم. المرحلة ا ألخيرة من مراحل الإ�صابة بفيرو�س نق�ص المناعة وقال م�ؤمن �إن المحيط الاجتماعي يعتقد ا إل�صابة بالإيدز لابد الب�شري. و�أن تكون ناتجة عن الات�صال الجن�سي المحرم ،ونتيجة الزنا ويمكن لفيرو�س العوز المناعي الب�شري أ�ن ي�سري بين الأفراد والف�ساد ا ألخلاقي وال�شذوذ ،وربما ا إلدمان وا�ستخدام حقن من خلال الات�صال الجن�سي؛ وعمليات نقل الدم المل ّوث المخدرات الملوثة ،وتترتب على هذه الو�صمة ،م�شكله العزلة بالفيرو�س؛ أ�و تبادل �إبر أ�و محاقن أ�و �أدوات حا ّدة أ�خرى مل ّوثة الاجتماعية والنبذ والرف�ض والتمييز �ضد ال�شخ�ص الم�صاب، 61
تفا ُقم الحالة إ�لى المرحلة ال ّثالثة ،وهي مر�ض ا إليدز. بالفيرو�س .وقد ينتقل الفيرو�س �أي�ض ًا من الأ ّم �إلى طفلها وتع ّد هذه المرحلة هي ا ألخيرة من الالتهاب الناجم عن �أثناء فترة الحمل �أو عند الولادة �أو خلال الر�ضاعة. فيرو�س نق�ص المناعة الب�شر ّي ،وفيها يفقد الج�سم قدرته على ُماربة الالتهابات الانتهاز ّية ب�شكل كامل كون الفيرو�س «الأعراض» المذكور قد د ّمر جهاز المناعة. �أما عن أ�عرا�ض مر�ض ا إليدز ومراحله فقد �أو�ضحت دكتورة وب�س�ؤاله عن عدد المتعاي�شين مع فيرو�س العوز المناعي الب�شري؟ حنان فكرى أ��ستاذ المناعة ونق�ص الدم أ�ن الالتهاب الناجم ي�شير �أ�ستاذ دكتور احمد محمد بديوي أ��ستاذ أ�مرا�ض الدم عن فيرو�س نق�ص المناعة الب�شر ّي ينق�سم �إلى ثلاث مراحل والمناعة �إلى �أن تقديرات منظمة ال�صحة العالمية وبرنامج يتم التدخل العلاج ّي لم وذلك إ�ن تزداد �شد ًة مع الوقت، ا ألمم المتحدة الم�شترك لمكافحة الإيدز تبين �أ ّن عدد المتعاي�شين على ال ّتوالي كالآتي: هي المراحل بال�شكل المُنا�سب ،وهذه مع فيرو�س العوز المناعي الب�شري عالمي ًا هو 36.7مليون ن�سمة المرحلة الحا ّدة حيث يتكاثر الفيرو�س ب�شك ٍل �سريع في هذه في أ�واخر عام .2015 المرحلة ،وينت�شر في جميع أ�نحاء الج�سم ،كما ُيد ّمر خلايا وي�ضيف الدكتور بديوي �أن الفترة الفا�صلة بين اكت�ساب جهاز المناعة المُحاربة للالتهابات ،وتت�صاحب هذه المرحلة �أالعفويارمو�وس15وت�عشامخًاي أ��وص�أاكلمثرر�،وضب�إقمدكات�نساتلمغعراقلجمةدبةاتلأتدروايوةحالبمي�نضا0دة1 مع �أعرا�ض م�شابهة ألعرا�ض الإنفلونزا ،منها ارتفاع درجات ااالمللحح�لصرااق،رحة.وباوللالغلث�حيشاكعةنو،رووابلاغتا إللقربّي ًاؤ�ه،اماقوتاو�اإلسل�تس ّم�هّصرادلاه،عذ،هو آ�االلالأّطمعفارلاحع�ا�ضضلللمجالّددةت ّ�،أي�وسآ�بغلاويمرع للفيرو�سات إ�بطاء تطور المر�ض. إ�لى �أ�سبوعين ،وتتو ّقف عندما ينت�صر فيرو�س نق�ص المناعة وللح ّد من مخاطر �سريان فيرو�س العوز المناعي الب�شري عن طريق الات�صال الجن�سي ينبغي ا�ستخدم عازل ذكري أ�و �أنثوي على النحو ال�صحيح في ك ّل م ّرة تمار�س فيها الجن�س مع طرف الب�شر ّي بمعركته �ضد جهاز المناعة ،ويكون الم�صاب خلالها �آخر. �أكثر قدر ًة على نقل المر�ض مقارن ًة بالمراحل الأخرى .وفي حال إ��ضافة �إلى توخي ا إلخلا�ص في العلاقة التي تقيمها مع من ال ّتعر�ض للفيرو�س خلال ثلاثة أ� ّيام االلمّتذدكوخرل-ال�ّفس�إ ّنريهعي-ك�أوين �سلوك �آخر للفيرو�س ،ولا تنتهج أ� ّي �شخ�ص مخل�ص غير حامل منع هذا المر�ض من ب إ�مكان ا ألط ّباء ا�س ُتخ ِدمت هذه العوازل ،إ�ذا ما محفوف بالمخاطر ،وتم ّثل ا�ستخدام مجموعة التر�ّسخ في الج�سم؛ في هذه المرحلة يمكن ب�شكل �صحيح �أثناء كل ات�صال جن�سي ،و�سيلة م ؤ� ّكدة الفعالية ِجهاز ال َمناعة ومنع من الأدوية التي ت�ساعد على �إعادة بناء في الوقاية من عدوى فيرو�س العوز المناعي الب�شري بين الن�ساء انت�شار الفيرو�س المذكور ،والذي تت ّم مهاجمته بهذه الأدوية؛ والرجال .بيد أ� ّنه لا توجد �أ ّية و�سيلة تكفل فعاليتها تمام ًا. فا�ستخدام هذه ا ألدوية مع الالتزام بعادات �صح ّية قد َيقي من 62
العدد ٤٢٥ مثل «علاقات ال�شذوذ» ،كذلك الخوف من المر�ض والجهل ب أ��ساليب العدوى والنظرة للمر�ض على أ�نه مر�ض قاتل ومخيف ،كلها عوامل �أدت إ�لى النظر �إلى مر�ضى الإيدز على فريدة: أ�نهم فئة منبوذة ،مميزة ومو�صومة بعار يجب تجنبهم وعدم زوجي يعمل الاختلاط بهم. مرشداً سياحيًا .. والنظرة لهم بهذا ال�شكل �أدت �إلى زيارة معاناة و�آلام المر�ضى وهو الذي نقل فبالإ�ضافة �إلى كونهم مر�ضى يعانون من مر�ض مزمن يتطلب إليّ المرض المتابعة الم�ستمرة نجد أ�ن المعاناة ا ألكبر هي من نبذ الآخرين ومحاربتهم لهم و�إح�سا�سهم بالخجل والعار منهم ،فمعاناة وحول ما �إذا كان هناك علاج ي�ضمن ال�شفاء من فيرو�س المر�ضى الحقيقة و آ�لامهم هي في الحقيقة لي�ست الإ�صابة العوز المناعي الب�شري ي�شير دكتور يحيى عبد الحى أ��ستاذ بالمر�ض و�إنما ب�سبب رف�ض الآخرين لهم وردود فعلهم تجاه �أمرا�ض الدم بم�ست�شفى الحميات إ�لى أ�نه لا يوجد أ� ّي علاج المر�ض وتعاملهم معهم. يكفل ال�شفاء من فيرو�س العوز المناعي الب�شري .غير أ� ّنه بالمر�ض �أوانج�أتثمراعاي ًاإل�فصامبنة نخف��ضسير ًا �سامية يوبتد�وضيواف�ضالحدًاكتعولرةى يمكن ،عن طريق التق ّيد بالعلاج القائم على الأدوية الم�ضادة النواحي المر�ضى لدلافيخرلوا�سلاج�تساملقعهلقىرنيةحووايلوا�حستيمبرتاورقففيهن�،شإ�ابططهاءتقترطي ّوب ًار.الفيرو�س النف�سية نجد �أن بع�ض المر�ضى يتعر�ضون لبع�ض ال�ضغوط ويتزايد عدد المتعاي�شين مع فيرو�س العوز المناعي الب�شري النف�سية والتي تختلف من �شخ�ص آلخر مثل ت أ�ثير المر�ض م ّمن يقدرون على البقاء في �صحة جيدة وي�ستم ّرون في العمل من ناحية ال�شك والخوف الذي يمر به المر�ضى فقد يكون والعطاء لفترات مط ّولة ،حتى في البلدان المنخف�ضة الدخل. هذا الخوف من الموت �أو المجهول ،الخوف من فقدان العمل، تو�صي منظمة ال�صحة العالمية ا آلن بالعلاج لجميع الأ�شخا�ص يبدو الت أ�ثير ايلبادجوتوماا�عضيةحً،ا أ�فيق�دضاًانمالنوناظيحفيةة،قاللقطاللمارق�وضالىم�اشلاذكلي المتعاي�شين مع فيرو�س العوز المناعي الب�شري و�أولئك المعر�ضين عليهم حيث لخطر كبير ،و يحتاج المتعاي�شون مع فيرو�س العوز المناعي �إلى يتمثل القلق على الو�ضع ال�صحي وتطور الحالة ومدى فعالية العلاج ،العلاقة الجن�سية بين الزوجين وفر�ص الإنجاب، خدمات رعاية كثيرة منها. إ��ضافة �إلى معاناة المر�ضى من الاكتئاب والانطواء والحزن وتقول الدكتورة �سامية خ�ضر� ،أ�ستاذ علم الاجتماع بكلية والخجل من مواجهة الآخرين ونظراتهم ما ي ؤ�دي �إلى عزلتهم التربية جامعة عين �شم�س �إن النظرة الخاطئة لدى بع�ض الاجتماعية ،كما وي ؤ�ثر المر�ض �أي�ض ًا على المر�ضى من ناحية �أفراد المجتمع لمر�ضى نق�ص المناعة المكت�سبة والجهل ب�أ�سبابه فقدان البع�ض لاحترام ذاتهم وال�شعور بالذنب وذلك لارتباط وجعلها مح�صورة على الات�صال الجن�سي غير الم�شروع أ�و المر�ض لدى البع�ض بنواح �أخلاقية ،و �شعور البع�ض بالخ�سارة ممار�سة بع�ض ال�سلوكيات غير المقبولة ديني ًا واجتماعي ًا وعدم القدرة على الح�صول على فر�ص عمل أ�و زواج وتكوين �أ�سرة و إ�نجاب أ�طفال نتيجة للإ�صابة بالمر�ض. كما أ�ن المر�ض قد ي ؤ�دي إ�لى العزلة الاجتماعية والان�سحاب الاجتماعي وعدم التكيف مع الآخرين ،لنظرة البع�ض الخاطئة للمر�ضى .ورف�ضهم الاجتماعي لهم ي�ؤدي �إلى �شعور بع�ض بع�ضهم بالحقد على المجتمع والرغبة في الانتقام. 63
أمن الأسرة الأب بين النموذج الواقعي والمثالية المنشودة تختلف النظرة المثالية للأب باختلاف القيم ال�سائدة في المجتمعات ،كما ينطلق تف�سير مفهوم ا ألب المثالي على ح�سب قناعات كل �شخ�ص التي ت�شكلت وفق ما ين�شده فيه ،فبع�ض الزوجات يردن من الزوج التفاني في تقديم الم�ساعدة وم�شاركتهن في كل كبيرة و�صغيرة من �أمور البيت ،ومجرد تجاوبه يجعل الزوجة ت�صفه بالأب المثالي ،في حين تحدد نظرة أ�خرى �صفات أ��سا�سية للأب المثالي ،وهو من يبني علاقته ب أ�بنائه على �أ�سا�س الرحمة والمودة وال�صراحة و التفاهم التي تدفع ا ألبناء تلقائيا ل إل�سراع نحوه طلبا للم�شورة والن�صح فيجدونه في وقت حاجتهم إ�ليه مخ�ص�صا لهم من وقته ما يمتعهم بوجوده و�سطهم يتعرف على هواياتهم في�شجعهم على تنميتها ،يطلع على م�سارهم الدرا�سي وم�ستوى تح�صيلهم فيحفزهم أ�كثر نحو النجاح بتفوق ،فيكون بذلك م�صدر فرح يم أل أ�ركان البيت ،ومبعث راحة واطمئنان في نفو�س كل �أفراد العائلة . 64
العدد ٤٢٥ 65
أمن الأسرة و�أن تكون أ�ي�ضا منا�سبة لتقرب ا ألب �إلى طفله �أكثر من تبد أ� علاقة ا ألب بطفله وهو جنين ،وهي مرحلة �صعبة على خلال تبادل الكلمات و ا آلراء حول �أحداث الأ�سبوع مع الأب فهو يحاول تكوين علاقة بينه وبين مخلوق لم يره بعد، مراعاة أ�لا ي�سمعهم فقط بل أ�ن يحدثهم عن ما جرى له ولكن هذه العلاقة �ست أ�خذ منحى علميا كي يمكنه التعرف في عمله وعن جديد علاقاته ال�شخ�صية و أ�ن يلاطفهم على المولود و التعامل معه ،أ��سا�س هذه العلاقة هو قوة بالأحاديث الطريفة ،وما �أجمل �أن يكتب لهم قبل مغادرته علاقة الزوج بزوجته ،فالزوجة الحامل هي حلقة الو�صل البيت �صباحا كلمات حب وت�شجيع ي�ضعها إ�لى جانب بين ا ألب و الجنين ،ولبنائه علاقة متينة مع الجنين يمر �سريرهم وهم نائمون أ�و يجدونها في حقائبهم المدر�سية ذلك عبر التزامات ب�سيطة ولم�سات ناعمة ،فحر�ص الزوج فذلك ي�شعرهم ب�أنه يفكر فيهم دائم ًا ،هذا الأب التربوي على ح�ضور الفح�ص الدوري للزوجة وحر�صه الدائم على الذي يعي أ�ن هناك أ�وقات ًا للعمل والنهو�ض بالم�س ؤ�وليات إ�بداء اهتمامه بالاطمئنان على �صحتها و �سلامة ظروف و�أوقات ًا خا�صة هي ملك �أطفاله يق�ضيها معهم بالمرح الحمل ونمو الجنين وعدم التردد في التقرب من بطن ا ألم والت�سلية مجتهدا �أن تجتمع الأ�سرة لق�ضاء وقت جميل معا الحامل والحديث مع الجنين والهم�س له بعبارات جميلة ،بال�ضبط كما ي�ستمتع هو بح�ضوره الحفلات المدر�سية ت�ؤكد �شوقه إ�ليه كلها تزيد من معنويات الزوجة وت�سعدها وم�شاهدة ن�شاط طفله � ،إن الح�ضور الفعال للأب و�سط �أ�سرته لا يتحقق بمجرد �أن يجل�س مع زوجته و �أطفاله في وت�شجعها في مواجهة م�شقة الحمل والو�ضع . الغرفة ذاتها يقر�أ الجريدة وا ألطفال ي�شاهدون �أفلام إ�ن �أعظم الرجال من يدخل ال�سعادة �إلى قلوب الأطفال، الكرتون فهذا لا يعد وقتا عائلي ًا ،بل �إن التخطيط للقيام ومع ذلك يتنا�سى بع�ض الآباء �أهمية �أن يجعلوا أ�بناءهم بن�شاط فكري �أو فني ترفيهي جماعي يتم اختيار م�ساء يحبونهم ويرتبطون بهم حتى ي�صبحوا جزءا �أ�سا�سي ًا من يوم محدد له من كل �أ�سبوع �سيحول أ�م�سية عادية في البيت حياتهم ،والتي عليها تتكون الكثير من الم�شاكل ا أل�سرية ب�سبب هذا التباعد و أ�ولها عدم التفاهم الناتج من قلة أ�و إ�لى تقليد عائلي لن ين�سوه أ�بد ًا . عدم التوا�صل بانتظام بينهم و بين أ�بنائهم ،كم جميل �أن مما لا �سبيل إ�لى نكرانه �أن لكل فرد عاداته التي لا يمكن يجعل كل أ�ب المحبة عنوان ًا كبير ًا مع �أبنه و�أن ي�سعى لذلك اعتبارها كلها ح�سنة بل �إن بع�ضها �سيئة كالأكل �أو ال�شرب من خلال م�ساعدته في تنمية ثقته بنف�سه ،وعدم التردد ب�سرعة �،أو التلفظ بكلمات بذيئة ،أ�و �إبداء تعليقات �سخيفة في التعبير با�ستمرار عن تقديره لمجهود ابنه مهما كانت فان من الواجب الا�ست�شعار أ�ن ا ألطفال يحبون والدهم نتائج عمله ..وم�شاركته في تعلم طرق التفكير الايجابي، ويحترمونه لأنهم مرتبطون به و�سيظنون أ�ن ت�صرفاته وفي م�شاهدة أ�لبوم �صوره وق�ص ما يحيط كل �صورة من هذه لائقة وهنا �سيفقد ا ألب دون وعي منه مرتبته كقدوة ذكريات لا يعيها ،ومن المهم �أن يقوم ب�إ�سماع ابنه كل ما ي�شبع نف�سه من حلو الكلام ،ولا يمنع ذلك أ�ن يتوجه إ�ليه ح�سنة. باللوم أ�و العتاب إ�ذا ما ر�آه جال�سا �إلى مائدة الطعام فور إ�ذا ح�صل الطفل على ك�شف نقاطه وكانت درجاته المح�صل عليها منخف�ضة تراه يخبئه خوفا من ردة فعل عودته من الخارج وقد يكون مت�سخا �أو غير مهندم . �أبيه الغا�ضب التي لن تخلو من عبارات قا�سية على نف�سية إ�ن التدخل في الحياة اليومية للطفل يحكمه مهارات الطفل وتقذف به خارج نطاق الحب والحنان الأ�سري �سلوكية خا�صة لأنه �أمر بالغ الأهمية و�شديد الح�سا�سية، ،وهو ت�صرف يراد منه تبليغ الطفل عدم ر�ضاه ..ومثل ف�إذا كان الهدف الأ�سا�سي منه تقديم ف�ضائل الم�شاركة هذه العبارات ت�شعر الطفل بعدم قبول أ�بيه له وربما و إ�ظهار الاهتمام بهم ورعاية �ش�ؤونهم فلا أ�قل من أ�ن لا ت�شعرهم �أنهم أ��شخا�ص غير مرغوب بهم ،إ�ن الم�سائل ينبغي �أن تنقلب الأمور �إلى مظهر تطفل ثقيل ،فالتعرف المتعلقة برف�ض الت�صرفات غير اللائقة التي ت�صدر عن على جدول الدوام المدر�سي و أ��سماء مدر�سيه و أ��صدقائه الأطفال يجب �أن تكون أ�قل حدة فلا نخرجهم عن نطاق وم�شاركة الأطفال في وجبة غداء ولو مرة في الأ�سبوع يمكن حبنا وقبولنا لهم بمجرد كلمة تقال في لحظة غ�ضب عابرة �أن تكون فر�صة لتقوية �أوا�صر المحبة وم�شاعر التقدير، 66
العدد ٤4٢2٥5 67
أمن الأسرة لذا يجب غلق الباب بالمفتاح حر�صا على ال�صحة النف�سية ،وطبيعي لي�س المق�صود �أن نوافقهم على �أي عمل خاطئ أ�و للطفل وتجنب اهتزاز م�شاعره نحو �أبويه . نغ�ض النظر عنه ونتجاهله دونما �أي تعليق ولكن �أن يكون في حدود عدم �إخراجهم من دائرة محبتنا ،ومن المفيد أ�ن إ�ن م�شاعر الحب تلك التي تولدت في نف�س ا ألبوين مع أ�ول ن�شعرهم ب�أنهم محبوبون ومف�ضلون لدينا حتى و�إن لم نكن �صرخات طفلهما �صغيرا لابد �ألا يغيرها أ�ي ت�صرف خاطئ را�ضين عن بع�ض ت�صرفاتهم �أو عن علاقاتهم الأخوية، يقوم به هذا الابن العزيز ،وككل أ�ب �سيتعر�ض للكثير من لابد �أن تكون هناك ر�سائل وا�ضحة ل ألبناء �أنه مهما كان التحديات و الم�شاعر والم�س�ؤوليات منها ما لم يكن في التوقع الاختلاف �أو مهما بلغت الأخطاء ثم قمنا بت�صويبها فان والح�سبان لابد من الحر�ص في التعامل معها دون ارتكاب حب الوالدين ألبنائهما يبقى موجود ًا عميق ًا في القلوب ولا �أي أ�خطاء ،ولكن ما يدور هم�س ًا في أ�و�ساط خبراء التربية يتغير أ�بد ًا ،وا ألب المثالي يتبع ر�سائل العتاب والاعترا�ض وعلم النف�س أ�ن كل أ�ب خلال رحلته �سيواجه حالات ف�شل على ارتكاب الخط�أ بر�سائل الأمان حتى لا ي�شعر الطفل في بع�ض الأحيان في وقت قد يتخذ قرارا خاطئا وحينها يوما �أنه منبوذ فيتمادى في الخط أ� و العناد � ،إن البحث عن �سيتوجب على ابنه �أو ابنته تحمل العواقب في وقت يكون كلمات أ�قل حدة ننقل بوا�سطتها ل ألبناء عدم ر�ضانا عن هو فيه منهار ًا ،لذا فالطفولة المثالية يمكن �أن تكون �ضارة ألنها لا تهيئ الطفل للحياة ب�شكل ملائم ،فعندما يحين ت�صرفاتهم لهو أ�مر جدير باهتمام الوالدين . وقت مغادرته �أح�ضان من حظي برعايتهم الجيدة في ومن الم�سائل التي تعتر�ض العلاقة الزوجية هي الاندفاع المنزل لن يكون قادرا على التعامل مع الحياة بمفرده ،لذا اله�ستيري للأطفال بكل ما لديهم من طاقة هائلة تتدفق عندما ت�سوء ا ألمور قليلا من حين آلخر ف إ�نها في الحقيقة حركة ون�شاط ًا وحيوية نحو غرفة نومهما للبحث عن �أحدهما دون �أن يدق �أحدهم الباب أ�و ي�ست أ�ذن للدخول ، خدمة توفرها الظروف مبكر ًا ل ألبناء . 68
العدد ٤٢٥ للمراهق كي يت�صرف وك�أنه «الر�أ�س الكبيرة « في المنزل لي�س �سهل ًا على الطفل المراهق أ�ن يتفهم �سبب تغيب والده وذلك كي يبقى ي�شعر دائما ب أ�ن والده حا�ضر ،لذلك كان معظم الوقت عن المنزل ،وبالتالي �سي�شعر بالنق�ص أ�مام من ا ألهمية حين يعود ا ألب من غيبته أ�ن تتركهما ا ألم �أقرانه الذين قد يروون ما �سمعوه أ�و قاموا به مع �آبائهم بع�ض الوقت وحدهما حيث يمكنهما الذهاب معا لممار�سة ،و�سي�ؤثر ذلك على نموه الفكري و أ�ي�ضا الج�سدي ،وهنا �أي ن�شاط يحبانه �أو لتناول طعام �سريع أ�و الذهاب �إلى يبرز دور الأم ب�شكل �أ�سا�سي جدا حيث يمكنها م�ساعدة النادي الريا�ضي ،هذه الم�شاركة تنمي جانب ًا كبير ًا في ابنها �أو ابنتها على تخطي معاناته للحفاظ على عملية �شخ�صية المراهق وهو المتعلق بالثقة بالنف�س التي ت�ساعد نموه بال�شكل المتكامل وال�صحيح ،وفي ذلك يمكن ل ألم على التفهم والتعامل بطريقة هادئة �أما بالن�سبة للمراهقة الح�صيفة أ�ن ت ؤ�دي دورها في ت�سهيل العلاقات العائلية من فان حاجتها لوجود الأب في كل مفردات حياتها �أكثر ،فلا خلال إ��شراك زوجها الأب في كل المخططات و الاقتراحات يمكن �أن تعو�ض الأم غياب الأب نف�سه وعواطف الطفلة التي تبلغها لابنها فتذكر دائما على �سبيل المثال « أ�نها ووالده قررا »..هذا مع الحر�ص على عدم �إعطاء الفر�صة المراهقة . 69
أمن النقل ـ تحقيق أمن النقل الجوي تحقيق فاطمة محمد البغدادي ٢-١ 70
العدد ٤٢٥ تمثل المطارات ،الباب الكبير ،الذي يودع وي�ستقبل جموع الم�سافرين وال�سائحين من و�إلى المطارات في كل �أنحاء العالم ،وبح�سب ما اتفقت عليه ُكل من ُمن َّظمة الطيران المدني الدولية ( ،)ICAOوالمنظمة العالمية لل�سياحة ،ف�إن توفـُّر الأمن على نحو ج ِّيد في المطارات ،لي�س فقط لت�أمين �أرواح المُ�سافرين وال�سائحين ،وتنظيم حركة تنقـُّلهم الج ِّوي ،من �أوطانهم و إ�ليها ،ولكن �أي ً�ضا للإ�سهام في تحقيق ا ألمن وال�سلامة لل ُمجتمعات المحلية، من خطر �إرهابي ،والحقيقة �أن ت�أمين المطارات ،يمثل منظومة تت أ� َّلف من عنا�صر تعمل في إ�طار ُمتكامل� ،إن اختل عن�صر منها ،تداعى له باقي العنا�صر ،حيث �إن اختلال �أي عن�صر ،يعني بب�ساطة وجود ثغرة �أمن َّية، ينفذ منها ال�شخ�ص الإرهابي ،باتجاه هدفه ،وفي �إطار دورها التوعوي ،وحر�صها على �أن يكون لها دور فاعل، في حماية الأفراد والمُن�ش�آتُ ،تق ِّدم «الأمن والحياة» ،هذا التحقيق ،الذي ت�ست�ضيف فيه نخبة من الخبراء والباحثين ،المعنيين بق�ضايا الأمن وال�سلامة ،لا�ست�شراف مرئياتهم حول �أمن المطارات ،و أ�هميته في إ�نعا�ش حركة ال�سفر وال�سياحة حول العالم . 71
أمن النقل ـ تحقيق السيد حسنه ولد أعل: المهندس مصلح بن تركي: مجلس المطارات العالمي حدد اشتراطات المطارات الدولية تستقبل جميع أنواع الطائرات وتوصيات تقوم عليها إدارة تشغيل وتقدم كل الخدمات ويمكنها استقبال أكثر المطارات من طائرة في وقت واحد السيد نور سليمان: الدكتور محمد عبدالباسط: هناك عناصر رئيسة يجب أن تتضمنها أي هندسة المطارات تهتم بكل ما هو متعلق منظومة لإدارة السلامة بالمطارات بالبنية الفوقية والتحتية بما يسهم في تحقيق الأمن والسلامة السيد شاهزاد براتشا: السيد محمد الطيار: من الأهمية وضع خطة تفصيلية لاختبار جاهزية المرافق والاستعداد التشغيلي اختيار موقع المطار الجديد يتم في إطار للجهات العاملة والمستخدمة للمطار عوامل تخطيطية وتشغيلية وفنية وبيئية السيد أنيس الورتاني: الدكتور مايكل كركلو: المراقب الجيد يتمتع بسرعة البديهة الامتثال لقواعد الأمن والسلامة واشتراطات وقدرة حسابية عالية إضافة إلى القدرة الجودة تعد ركائز تنظيمية وأمنية على الهدوء والتحكم في أعصابه الطيار محمد منار: تطبيق المعايير الدولية القياسية يمكن الطائرات الحديثة من الاقلاع والهبوط بطريقة آمنة وروتينية الم�شاركون في الحوار أ� .د� .سعيد اللاوندي العميد الدكتور �أمين �صليب آ�دم �شيف أ��ستاذ العلاقات الدولية عميدمتقاعدفيقوىالأمنالداخلي ،أ��ستاذ م�س ؤ�ول أ�منيوونائبفيالكونجر�سالامريكي جامعي في كلية الحقوق الجامعة اللبنانية 72
العدد ٤٢٥ الم�شاركون في الحوار ال�سيد أ�ني�س الورتاني �أ .د .محمد عبد البا�سط عبده محمد الدكتور مايكل كركلو كاتب عام نقابة �أمن مطار قرطاج في تون�س ا�ستاذ علم الهند�سة المدنية جامعة ا�سيوط مدير معهد الاقت�صاد في نيويورك ال�سيد محمد الطيار ال�سيد �شاهزاد برات�شا ال�سيد بوب جراهان باحثبالمركزالمغاربيللدرا�ساتا ألمنية خبير إ�دارةوت�شغيلمنالخطوطالجوية مدير عام في �شركة برمنجهام البريطانية وتحليلال�سيا�سات الباك�ستانية المحدودة لإدارة وت�شغيل المطارات ال�سيد نور �سليمان ال�سيد م�صلح بن تركي ال�سيد محمد خليفة رحمه الرئي�س التنفيذي ل�شركة دي �أت�ش ال ال�شرق الأو�سط مهند�س متخ�ص�ص في الطرق والنقل والمطارات المديرا إلقليمي مكتبالايكاولل�شرقالأو�سط و�شمال أ�فريقياالمتخ�ص�صةفي إ�دارةوت�شغيلالمطارات دكتور نبيل إ��سماعيل ح�سنه ولد أ�عل الطيار محمد منار مهند�س طيران م�صري مدير ال�شركة الموريتانية للطيران رئي�س مركز تدريب م�صر للطيران 73
أمن النقل ـ تحقيق كانت البداية مع ال�سيد م�صلح بن تركي مهند�س مدني متخ�ص�ص في الطرق والنقل والمطارات الذي تحدث عن �أنواع المطارات ب�شكل عام ف أ��شار إ�لى �أنها ت�صنف �إلى مطارات دولية (مدنية وتجارية)وهي تلك المُج َّهزة ل ِخدمة الخطوط المدنية والتجارية الخارجية ،و ُيكنها ا�ستقبال جميع أ�نواع الطائرات ،كما ُيكنها ا�ستقبال �أكثر من طائرة في وقت واحد ،نظ ًرا لوجود ِع َّدة ممرات هبوط ،وهي ُتق ِّدم جميع �أنواع الخدمات، وفي الغالب يتر َّكز تواجدها على العوا�صم ،والمُدن ال ُكبرى ،وهناك المطارات المحلية وهي �صغيرة ِن�سبيـًا ،و ُم َّهزة ل ِخدمة الخطوط الجوية المدنية المحلية �أو الداخلية� ،أي بين ُمدن الدولة الواحدة.. والخدمات بها محدودة ،وفي الغالب يتواجد بها ممر واحد ،وهناك أ�ي�ضا القواعد الجوية الع�سكرية ،وهي مطارات ُم َّهزة للطائرات الع�سكرية ،وتحتوي على مدرج ُمع َّبد واحد� ،أو أ�كثر ،كذلك هناك المطارات العائمة ،أ�و حاملات الطائرات ،وهي �ُسفن �ضخمةُ ،مز َّودة بممر على ال�سطحُ ،م�ص�ص لإقلاع وهبوط الطائرات، و ُيكن تخزين الطائرات ،و�صيانتها ،في الأدوار �أ�سفل ال�سطح ،وهناك مطارات طائرات الهليكوبتر (الحوامات) وهي على ِ�صنفين ،مطارات ُم َّهزة لا�ستقبال و إ�قلاع طائرات نقل البريد ،ومطارات ُم َعدة لنقل المُ�سافرين ،حيث ت�ستقبل الحوامات الثقيلة ِن�سبيـًا ،ومن ثم ف إ�ن بنيتها الأ�سا�سية �أكثر ق َّوة ومتانة عن �سابقتها . ومن جهته تحدث الأ�ستاذ الدكتور محمد عبدالبا�سط أ��ستاذ علم الهند�سة المدنية بجامعة أ��سيوط عن المعايير البيئية لاختيار موقع المطار ف�أ�شار إ�لى �أنه قبل ال�شروع في �إقامة مطار جديد لابد من عمل درا�سة ا�ستك�شافية مبدئية ،لاختيار الموقع المُنا�سب ،وعادة يكون ذلك من خلال جولة بطائرة هليكوبترُ ،م َّهزة بكاميرات ت�صوير عالية 74
العدد ٤٢٥ ـ درا�سة حالة البيئة ،من حيث ُم�ستوى التل ُّوث ا إل�شعاعي، ال ِد َّقة ،و أ�جهزة ا�ست�شعار عن ُبعد ،و�إذا ما تم تر�شيح موقع و ُمع َّدلات ال�ضجيج. ما ،يبد�أ فريق هند�سي ُمتخ�ص�ص بدرا�سته على �أر�ض المطار علاقة ُ�أخرى بعبارة �أو ـ درا�سة الحركة الجوية، الواقع ،ومن ال�ضروري أ�ن تت�ض َّمن هذه الدرا�سة ،الجوانب المُزمع إ�ن�شا ؤ�ه ،بالمطارات القريبة منه. للتو�ُّسع إ��ضافية، �أرا�ض على الح�صول ـ مدى إ�مكانية ا آلتية : المُ�ستقبلي. ـ المناطق المُحيطة ،لمعرفة نوع العوائق ،ومدى ت أ�ثيرها المُ ــحيدارطلاة�ح،ساللةمةع ُرطالفر�ةُسق َُّكماوعن�أَّدينوةلا،اعلونااللمماوواق،ت�وصت�لصقاادديتيم،ة،دالرتفاي�يسةتعرمجبودمطو اىالل.ممنديطنقة،ة بموقع المطار المزمع �إقامته ،والوقوف على مدى إ�مكانية على اتجاهات ا إلقلاع والهبوط. �شق ُطرق جديدة. ال ـ�ضتبافاب�،صيول�ِشادلةحااللرةيااحل،جوو ِّتيةد،اعلميعاترهفاةعلمدى اىل ارلمرا ؤ�ليةال،مُحويت أ�ثطيةر، ويقول ال�سيد محمد الطيار ،الباحث بالمركز المغاربي، �إن و ِج َدت ،وتحديد ُم َّدة هبوطها ،واتجاهاتها ،بحيث لا للدرا�سات الأمنية وتحليل ال�سيا�سات� ،إن اختيار موقع المطار الجديد ،يتم في �إطار عوامل تخطيطية وعوامل ت�ؤثر �سلبـًا على حركة الطيران ،عند الهبوط وا إلقلاع. فنية وت�شغيلية وعوامل طبيعية و�أخرى بيئية واجتماعية ـ درا�سة الحالة المناخية ،على نحو دقيقُ ،م�شت ِملة على و�سياحية. ُمع َّدلات الرطوبة ،وهطول ا ألمطار ،ودرجات الحرارة وحول أ�همية ترخي�ص المطارات ،أ�منيـًا وتنظيميـًا ،يقول ال�سائدة ،وال�ضغط الجوي. ـ ا�ستك�شاف المحاجر القريبة ،والتي ُيع َتمد عليها في تحديد نوع الر�صف. ـ التع ُّرف الدقيق على نوع وطبيعة ال ُتبة (طينية ـ رملية ـ �صخرية). 75
أمن النقل ـ تحقيق الدكتور مايكل كركلو ،الرئي�س التنفيذي لمطار ميونيخ الدولي �إن الامتثال لا�شتراطات الجودة ،وقواعد الأمن وال�سلامة القيا�سية ،و�أ�ساليب العمل المو�صى بها دوليـًا، من الركائز التنظيمية وا ألمنية ،وبح�سب ما ت�ضمنه المُج َّلد الأ َّول ،للملحق الرابع ع�شر ،من اتفاقية الطيران المدني الدولي ،ف إ�ن معايير ا ألمن وال�سلامة في المطارات، يجب �أن ت�شمل منطقة التح ُّركات المُ َّت�سعة ،والتي تمتد من المد َرج ،وعلى طول المم َّرات ،حتى �ساحة وقوف الطائرات، �أف�إينقلتب�صالمميطمار،هذوهن اظلًرتاج�إهليىزا�تض،خايتمةط َّلالبطاقئدر ًارات�أاكلبحراليمة،ن ال ِد َّقة ،خا�صة فيما يتع َّلق بعر�ض المدرج والممرات ،وميول �أ�سطحها ،وم�سافات انف�صالها عن التجهيزات ا ألخرى، كما ترد موا�صفات لتجهيزات جديدة ،لم تكن موجودة في �سنوات الايكاو ا ألولىِ ،مثل مناطق الأمن عند نهايات المدرج ،والطرق الخال�صة ،و إ�مدادات التو ُّقف ،وهي ُتثل ُجز ًءا رئي�سـًا من حجر الأ�سا�س للمطارات ،كونها ُتدد ال�شكل العام للمطار ،و�أبعاده ..وكما يلزم تحديد ال�شكل العام لأر�ض المطار ،يلزم أ�ي�ضـًا و�ضع موا�صفات المجال الجوي اللازمة له� ،إذ ينبغي أ�ن يكون الف�ضاء الجوي المُحيط بالمطار ،من الات�ساع ،بحيث ُيتيح تنفيذ عمليات الاقتراب والمُغادرة ب�أمان ،ومن المُهم ج ًدا تحديد حجم هذا المجال الجوي ،حتى ُيكن حمايته ،و�ضمان �أمكانية تو�سيع المطار ،وبقائه. وقد تم التحديد التف�صيلي ،ألنظمة عديدة ،ت�صلح للا�ستخدام في ِظل أ�حوال جوية ُمتلفة ،وظروف بيئية ُمتباينةُ ،يكن من ِخلالها الحد من احتمالات الخطر، وتحقيق أ�ق�صى درجات ا ألمن وال�سلامة. ومن جانبه ُي�شير الطيار محمد منار ،رئي�س مركز تدريب م�صر للطيران� ،إلى أ�ن تطبيق ما و�ضعته منظمة الطيران المدني الدولي ،من معايير قيا�سيةُ ،ي ِّكن الطائرات الحديثة من ا إلقلاع والهبوط ،بطريقة آ�منة وروتينية. من جهة أ�خرى وفي ِظل التط ُّور الذي ت�شهده المطارات الحديثة ،والتي �صار ملايين الب�شر يمرون عليها في �أ�سفارهم حول العالم ،كما يقول ال�سيد ح�سن ولد أ�عل، مدير ال�شركة الموريتانية للطيران ،ف�إن مجل�س المطارات العالمي ( ،)ACIقد حدد بع�ض الا�شتراطات والتو�صيات، 76
العدد ٤٢٥ التي يجب �أن تقوم عليها منظومة �إدارة وت�شغيل المطارات، ومن هذه التو�صيات ،تطوير فل�سفة الأمان وال�سلامة، حيث ُيعد ذلك �أولوية ُمتق ِّدمة لل ُم�سافرين وال�شاحنين، ا�ستنا ًدا لل�ضوابط العالمية في معايير القيا�س والجودة مثل معيار ( ،) ISOوغيره ،وتطبيق خدمات جوية ،بمهارات جديدة ،وت�سويق ُمتخ�ص�ص ،ودعمها بوحدات تخطيط ا�ستراتيجي ،لا�ستقطاب مزيد من المُ�سافرين ،وا�ستحداث خدمات �شحن إ��ضافية ،من �ش أ�نها جلب �شاحنين ُجدد، �إ�ضافة إ�لى خلق ُمبادرات تعاونية ،مع كل القطاعات الحكومية ،لتفعيل نقاط التجارة المفتوحة ،وا�ستخدام جهات جديدة لل�سفر ،وا�ستغلال ال ُفر�ص إ�ن وجدت، وكذلك خلق وتطوير فل�سفة ُتارية ،ت أ�خذ في الاعتبار تحقيق أ�ق�صى عائدات ،و�أعلى ُمع َّدلات الإنتاج ،مع �ضبط التكلفة. وبح�سب ما اتفق عليه غير واحد من ال ُخبراء المعنيين بيم�أبنمد أ�ن�شن�أو�نش�اهس،لطاه�م،ضةمداالومننط�اأ�سرلناا ُميت،نة ِّفافذإ�لأنفبهررانلااد،ميوججُـًوازملتللمُكأل�اشمغـِّتنلالومُاال�لمس�اسطفالراريم�أنة،،ن وال�شاحنين عبر النقل الجوي ،من مواجهة �أفعال التد ُّخل غير الم�شروعة ،وال ُعنف الإجرامي ،والقر�صنة الجوية، وا�ستخدام الأ�سلحة الخطرة ،والمُتف ِّجرات على متن الطائرة ،و�أن يكون ذلك البرنامج مكتوبـًا وموقعــًا، بوا�سطة ُم�شغـِّل المطار� ،أو �أي �شخ�ص تم توكيله من ِقبل ُم�شغـِّل المطار ،و�أن يكون ُمعتم ًدا من �ُسلطة الطيران ُاايللممق ِّددطنامريُن��،،أسفنيخايةلق�ُأدووخملرةباىاللا�إتلحيىتيف�ُاوسلجظطدبةُنبا�هلسا اطخليمةراطمانرنا،لبموريدنانجمي،بج اععنللأدىم ُنمط،ل�بشوغهأ�ـِّالن، كما أ�ن من الواجب على م�شغل المطار ،في حالة القيام بتنفيذ أ�و تطوير برنامج الأمن ،الت�أ ُّكد من �أن البرنامج يحتوي على التدابير الأمنية ،التي تم تحديدها ،بغر�ض الحماية من �أفعال التدخل غير الم�شروع ،ويجب على إ�دارة المطار ،تفعيل برنامج ُمراقبة جودة �أمن الطيران ،وذلك من ِخلال �إجراء عمليات (التدقيق الأمني ـ التفتي�ش ـ الم�سوحات ـ الاختبارات) ،وذلك للت�أ ُّكد من تنفيذ ال�ضوابط والإجراءات ا ألمنية ،التي وردت ببرنامج أ�من المطار، و ُمعالجة أ�ي ق�صور �إن وجد. 77
أمن النقل ـ تحقيق تت�ض َّمن �أعمال ال�سلامة ،الت�سهيلات وا أل�ساليب ومن جانبه ُي�شير ال�سيد نور �سليمان ،الرئي�س التنفيذي وا إلجراءات ،إل�صدار و�سائل تتع َّلق بال�سلامة ،وو�ضع ل�شركة (دي�.إت�ش.ال) ،ال�شرق ا ألو�سط و�شمال أ�فريقيا، المُتخ�ص�صة في إ�دارة وت�شغيل المطارات � ،إلى �أهمية نظام ُمتط َّلبات ا ألمن مو�ضع التنفيذ. �إدارة ال�سلامة بالمطارات ،وتطبيقه ،من ِقبل المُ�شغـِّل ،على نظام تنفيذ ا ألعمال في مناطق ال�سلامة الجوية ،التي الوجه ا ألمثل ،و�ضمان الامتثال لكافة ُمتطلبات ال�سلامة، تتط َّلب ُم�ستوى عالي ًا من التكامل ،في إ�دارة ال�سلامة ومن ال�ضروري ا إل�شارة إ�لى �أن ثمة عنا�صر رئي�سة ،يجب �أن تت�ض َّمنها �أي منظومة إلدارة ال�سلامة بالمطارات ،وهي: (برنامج مقايي�س ال�سلامة). �سيا�سة ال�سلامة ،وتطبيقاتها ،في عمليات ا إلدارة وا ألمن، التدقيق الداخلي على معايير ال�سلامة ومراجعتها وفي إ�طار ت�شغيل المطارات ،من المنظورين التنظيمي وعلاقاتها بعمليات الت�شغيل و ال�صيانة. وا ألمنيُ ،يحدثنا ال�سيد �شاهزاد برات�شا ،خبير �إدارة تحديد ا ألوليات ،وو�ضع �إطار لمُراقبة المخاطر ،التي وت�شغيل ،من الخطوط الجوية الباك�ستانية ،قائل ًا :من ُيكن �أن تنجم عن انخفا�ض الأداء ،والإمكانات العملية الأمور التي يجب �أن ت�ؤخذ بعين الاعتبار ،و�ضع ِخطة لل ُمحافظة على تنفيذ ُمتطلبات القواعد القيا�سية، تف�صيلية لاختبار جاهزية المرافق ،والا�ستعداد الت�شغيلي و�أ�ساليب العمل المو�صى بها دوليـًا ،وكذا اللوائح التنظيمية، للجهات العاملة ،والمُ�س َتخ ِدمة للمطار ،على �أن ت�شمل هذه ال ِخطة �أربعة مراحلُ ،كل منها ت�ستهدف �إنجاز مجموعة والمقايي�س والقواعد وا ألوامر التنظيمية الوطنية. 78
العدد ٤٢٥ جميع ف ُبج المراقبة م�سئول عن �سلامة الطائرة ،وتقديم ك ُكل، المعلومات اللازمة ل�سلامة وان�سياب الحركة الجوية وذلك بتطبيق ال ُنظم ،واللوائح الخا�صة بذلك ،لتحقيق �أهداف أ�همها: -منع الت�صادم بين الطائرات القادمة ،والمُغادرة. -منع الت�صادم بين الطائرات ،والعوائق� ،سواء الجوية أ�و الأر�ضية. � -إعطاء معلومات تحذيرية لقائد الطائر ،إ�ذ ما تع َّر�ضت لخطر ما. -إ�بلاغ الجهات الم�سئولة ،في حالة ا�ستغاثة من الطائرة، إلر�سال ِفرق البحث وا إلنقاذ. -الإبلاغ عن حالة الطق�س (رياح ـ �ُسحب ـ �ضغط ج ِّوي ـ حرارة ـ رطوبة ـ تنب�ؤات جوية..الخ) ،قبل و�أثناء الرحلة الجوية. -المُحافظة على الان�سيابية ،وت�سهيل الحركة الجوية. -تقديم الخدمات الخا�صة بالطوارئ . ولكونه بهذه الأهمية ،ف إ�ن ُبرج المراقبة ،يجب أ�ن تعمل به الكفاءات والكوادر ،ذات التدريب العالي ،على أ�عمال المُراقبة ،يقول ال�سيد �أني�س الورتاني ،كاتب عام نقابة �أمن مطار قرطاج ،في تون�س : �إن المُراقب الج ِّيد ،هو من يكون �سريع البديهة ،ذا ُقدرات ح�سابية عالية ،وقبل ُكل ذلك قادر على الهدوء ،والتح ُّكم في أ�ع�صابه ،تحت �ضغوط العمل ،إ�ذ يتو َّجب �أن ي�ستوعب من ا ألعمال ،ل�ضمان جاهزية المرافق ،والجهات المعنية في المُعطيات ،و ُيق ِّيم الو�ضع ب ِد َّقة ،ويتخذ القرار ال�صحيح، تلك المرحلة ،ومن ثم الانتقال للمرحلة التالية ،و�صول ًا إ�لى الت�شغيل ال ُتجاري في أ��سرع وقت ُمكن ،كما يجب أ�ن يتم َّتع ب ِ�ص َّحة ج ِّيدة، الـجـويـة بـالـمـطـارات �أهـمـيـة الـ ُمـراقـبـة ولياقة بدنية عالية ،وحا�سة نظر قوية ،وكذا حا�سة �سمع المُراقبة في المطارات ،باعتبارها وينظر �إلى أ�براج �أقوى ،إ��ضافة إ�لى ُقدرته على التوا�صل عبر الراديو ،ب ُلغة ع�صب التح ُّكمفيالرحلاتالجوية،حيثي ؤ� َذنللطائراتبالهبوط و�صوت وا�ضحين ،و أ�ن يتم َّتع بروح الفريق ..وفي أ�وقات والإقلاع ،ح�سب حالة �إ�شغال المطار ،لي�س ذلك وكفى، الذروةُ ،يكن أ�ن يتولى ُكل ُمراقب ُمتابعة حتى ع�شر طائرات ،في الوقت ذاته.. جميع تح ُّركات اول�إنطماائ�أريا�تضـً،ا ُميعنتبمرحُبرطاج اتلمُالراوققبوة افل،م��إسلئىو ُنلقعطنة ومن المُهم ج ًدا� ،أن يكون قد �أم�ضى ِع َّدة دورات تدريبية، الإقلاع ،مرو ًرا على كيفية التعامل مع الأجهزة ،وال ُنظم ا إللكترونية الأر�ضية ،الم�ؤدية إ�لى المدرج ،في حالة الطائرات ابلامُلمغامدَّرراة،ت الحديثة ،للا�ستفادة على نحو ج ِّيد من ُمعطياتها، �أما في حالة الطائرات القادمة ،ف إ�ن ُبرج المراقبة وقيا�ساتها ،وتقديرها لمدى المخاطر المُتو َّقعة� ،أثناء حركة م�سئول عنهاُ ،منذ اقترابها للمطار ،وهبوطها ،ثم بعد ذلك خروجها من المهبط ،والذهاب إ�لى محطة الوقوف، الطائرات ،في مجالها الجوي . وفي جميع ا ألحوال� ،سواء كانت الطائرة قادمة ،أ�و ُمغادرة، 79
عدالة جنائية مفهوم ونطاق مسرح الجريمة اللواء /د .محمد محمد عنب �أكاديمية ال�شرطة -القاهرة تناول الخبراء والفقهاء والباحثون تحديد م�سرح الجريمة من عدة زوايا باعتباره م�ستودع �سر الجريمة ,لاحتوائه على الأثار المادية والأدلة الجنائية ,فالبع�ض ق�صره على مكان ارتكاب الجريمة ,والبع�ض ا ألخر امتد إ�لى الأماكن المجاورة كالطرقات وملاحق المنازل والدهاليز ,واتجاه ثالث ذهب بمفهوم م�سرح الجريمة إ�لى كل ا ألماكن متفرقه �أو متلا�صقة �سواء أ�كانت مت�صلة �أم متباعدة وفق ًا لنوع الجريمة المرتكبة ,والبع�ض امتد بم�سرح الجريمة �إلى أ�ماكن إ�خفاء متح�صلات الجريمة �أو �أثارها المادية, التي وقع فيها الن�شاط المادي للجريمة ,ف�شمل المفهوم الأخير امتداد الم�سرح �إلى جرائم �أخرى ,مثل اقتراف جريمة �سرقه و�إخفاء الم�سروقات, على الرغم من �أن ال�سرقة جريمة و�إخفاء الم�سروقات جريمة أ�خرى. 80
العددد ٤٢٢٥٥ 81
عدالة جنائية ارتكاب الجريمة في مفهوم واحد ,وقد يتعدد الجناة ويكون ويمكن �إيجاز مفهوم م�سرح الجريمة في اتجاهين :ا ألول: اف�ألكجثرري,مةفهمنثاليكجورنياملةتعالدتدج�مضهرروترير ًات,كوتبكمونن هذا لازم ًا لقيام يبدو في أ�ن تحديد م�سرح الجريمة بكونه المكان الذى خم�سه أ��شخا�ص ت�سقط به آ�ثار ًا مادية من الجاني أ�و المجنى عليه �أو ال�شاهد ا ألدوار مت�ساوية ,فيكون هنا �أي�ضا م�سرح الجريمة ينطبق �أو يعلق ب�أي منهم �أثار مادية من الم�سرح ,وقد يحتوى م�سرح مع مكان ارتكابها. الجريمة على مكان واحد ًا أ�و عدة �أماكن وقع فيها الن�شاط ويختلف الأمر عندما يتعدد الجناة ويكون لكل منهم دور الإجرامي ,والاتجاه الثاني يتمثل في المكان الذى ق�صده بالم�ساهمة في ارتكاب الجريمة ,فهنا نكون أ�مام م�ساهمه الجاني ب�إرادته وعلمه لارتكاب الجريمة ويبقى فيه الى أ��صليه وقد يتبعهم م�ساهمه تبعية ,والذي يقوم بالدور أ�ن يحقق هدفه وين�صرف .ومن الملاحظ أ�ن الاتجاهات الرئي�سي في ارتكاب الجريمة يعتبر فاعل ًا أ��صلي ًا ,وهو ال�سابقة تق�صر م�سرح الجريمة على الن�شاط المادي للجناة البادئ في التنفيذ �سواء تمت الجريمة �أو وقفت عند حد أ�ثناء ارتكابهم الجريمة ,وهذا يمثل المفهوم ال�ضيق لم�سرح ال�شروع ,مثال ي�ستوقف �أحد الجناة المجنى عليه �أثناء الجريمة ,نظر ًا لخلو المفهوم من تحديد �أدوار الم�ساهمين قيادته �سيارته والفاعل الثاني يجذبه إ�لى خارج ال�سيارة في ارتكاب الجريمة التي يمتد إ�ليهم الم�سرح فيت�سع نطاقه ليتمكن الثالث من �إطلاق النار عليه وقتله �أو �سرقته, وعندما تقت�صر الم�ساهمة الجنائية على التحري�ض أ�و عن مكان الاقتراف. الم�ساعدة خارج نطاق م�سرح الجريمة فهذه م�ساهمة كما أ�نه عند خلو الجريمة من م�ساهمين �أ�صليين بمعنى تباعيه ونرى �أن م�سرح الجريمة لا يمتد �إلى هذه الأعمال إ�ذا اقترفها �شخ�ص واحد في زمان ومكان محدد ,في هذه التباعية ,ولي�س معنى هذا أ�ن الم�ساهم التبعي يفلت من الحالة يكون م�سرح الجريمة هو مكان ارتكابها �سواء �أكان يد العدالة ولكن ا ألمر يحتاج �إلى �إجراءات م�شروعه تتخذ الن�شاط ا إلجرامي �سلبيا �أم إ�يجابي ًا ,عمد ًا أ�و خط�أ ,مع خارج م�سرح الجريمة لا�ستكمال �ضبط الواقعة والقب�ض توفر العلم وا إلرادة وتحقق النتيجة وعلاقة ال�سببية ,وما على الم�ساهم التبعي. يتخلف عن الجريمة من �آثار و�أدله مادية ,ولا يغير من كما �أن الاتجاه في دول عديده من العالم ينحى �إلى التو�سع الأمر �شيئ ًا إ�ذا تمت الجريمة بالكامل �أو وقف الن�شاط عند حد ال�شروع ,فينطبق هنا م�سرح الجريمة مع مكان 82
العددد ٤٢٢٥٥ �أحدهم يدخل إ�لى العقار المراد �سرقته لتنفيذ الجريمة في تحديد الفاعل الأ�صلي ,فنجد �أن محكمة النق�ض والثاني يقف بعيد ًا عن المنزل في موقع يمكنه من المراقبة الم�صرية في حكمها تتطلب في الفاعل ا أل�صلي قيامه ب أ�فعال لتنبيه القائم بال�سرقة ليتمكن من الفرار من مكان ال�شروع أ�و البدء في التنفيذ ,ولم تقف عند هذا الحد الجريمة ,ويقف ال�شخ�ص الثالث في مكان منا�سب يبعد واعتبرت القيام بالأعمال الم�سهلة فاعلا �أ�صليا للجريمة قليل ًا عن العقار محل ال�سرقة منتظر ًا الح�صول على ب�شرط الظهور على م�سرح الجريمة أ�ثناء الارتكاب مع الم�سروقات ويقوم ب إ�خفائها بعد ت�سلمها ,فه ؤ�لاء الأ�شخا�ص االرثتلكااثبةها,ه�إمذنفييمتحدالالةم�سظرهحوارليعهلمىجمم�يسع ًرا.ح الجريمة أ�ثناء علمه بالن�شاط ا إلجرامي. كما أ�نه يوجد ر أ�ى أ�خر في تحديد نطاق م�سرح الجريمة نجد �أن الكثير من الت�شريعات تو�سع في تحديد الفاعل يبدو في الاعترا�ض على معيار الظهور على م�سرح الجريمة الأ�صلي للجريمة عند الم�ساهمة ,فا�شترط البع�ض �أن ويميل إ�لى الت�ضييق لا التو�سعة في نطاق م�سرح الجريمة مجرد الظهور في م�سرح الجريمة وقت ارتكابها يمتد إ�ليه عند الم�ساهمة ا أل�صلية ويق�صر الم�سرح في كل الحالات الم�سرح ,والبع�ض �أخذ بفكرة الظهور الحكمي أ�و الاعتباري على مكان الارتكاب ,م�ستندا �إلى �أنه لو ت�صادف وعدل على م�سرح الجريمة كالو�ضع في المملكة المتحدة ولا يتطلب ال�شخ�ص الذى يرتكب الجريمة ر أ�يه وان�صرف لحال الأمر روية �أو �سماع الواقعة ولكن يكون عالم ًا بما يجرى من �سبيله تارك ًا من يقوم بدور الحرا�سة ,والمنتظر ا�ستلام ارتكاب �أن�شطه إ�جراميه ,كمن يقف على قمة ه�ضبة على الم�سروقات فالمفرو�ض عند ا ألخذ بمعيار مجرد الظهور بعد عدة �أميال وي�ستطيع تنبيه زملائه من الجناة عند كل منهما في اعتبار معل�سىاهمم ً�اس�أر�حصليا ًالجفيرياملةج أ�رينمةي�رستغممر الخطر أ�ثناء ارتكابهم الجريمة أ�و ي�شد �أزرهم �أو يعيق الفاعل عن زوال �صفة ال�سارق عند عدولة عن ارتكاب الجريمة التي لم ترتكب. ال�شرطة في الو�صول اليهم . ونخل�ص �إلى �أن الاتجاه الأرجح من وجهه نظرنا هو الذى وهكذا يتبين �أن مفهوم م�سرح الجريمة هو مكان الارتكاب ينادى بالتو�سعة في تحديد الفاعل ا أل�صلي وبالتالي في في الحالات التي يكون فيها الجاني �شخ�صا واحدا بمفرده, ولكن عندما يرتكب الواقعة �أكثر من �شخ�ص يت�سع نطاق م�سرح الجريمة عن مكان ارتكاب الجريمة. فنجد على �سبيل المثال عندما ينفذ ثلاثة جناة الجريمة 83
عدالة جنائية الجريمة بمعرفة �شخ�ص واحد ويتحقق الن�شاط ا إلجرامي مفهوم م�سرح الجريمة ألنه يكون أ�عم و أ��شمل من ح�صر والنتيجة في عدة دول ,وفي هذه النوعية من الجرائم توجد م�سرح الجريمة في مكان ارتكابها ,ولا يميل �إلى ا ألخذ على م�ستوى العالم اتجاهات ونظريات عديده نوجز الأولى بمعيار ال�شروع ألن هذا ي�ضيق من نطاق م�سرح الجريمة, فيما يطلق عليه نظريه ال�سلوك �أو الن�شاط الإجرامي التي وي ؤ�ثر في �إجراءات �ضبط الجريمة وتحقيق العدالة ت�أخذ ب�سلوك الجاني ,وبالتالي يكون نطاق م�سرح الجريمة المكان �أو الأماكن التي ارتكب فيها الجاني الن�شاط الجنائية. الإجرامي فت�صبح الدولة التي اقترف فيها الن�شاط وقد يمتد م�سرح الجريمة إ�لى �أكثر من دولة ،ويتحقق المجرم هي �صاحبه الاخت�صا�ص ,وهذه النظرية كما يراها هذا عندما يمتد الن�شاط الإجرامي في ارتكاب جريمة البع�ض ت�سهل �إجراءات إ�ثبات الواقعة من انتقال ومعاينه واحدة لأكثر من دولة� ,سواء �أكان الجاني �شخ�ص ًا واحد ًا والح�صول على الأدلة الجنائية ,والاتجاه �أو النظرية أ�و أ��سهم في ارتكابها عدة �أ�شخا�ص ب أ�دوار مختلفة في كل الثانية في هذا ال�صدد ت أ�خذ بمكان تحقق نتيجة الن�شاط دولة ,فقد يرتكب �شخ�ص أ�و أ�كثر بع�ض �أن�شطة الجريمة ا إلجرامي فتكون الجريمة قد �أكملت في هذه المرحلة, في دولة ,ويتكامل الن�شاط في دولة ثالثه وتتحقق النتيجة وهناك اتجاه لنظريه ثالثه يطلق عليها النظرية المختلطة, في دولة أ�خرى ,وهنا ي�شكل الأمر �صعوبة في تحديد نطاق ألنها ت أ�خذ بما جاء في النظريتين ال�سابقتين الن�شاط م�سرح الجريمة ,والاخت�صا�ص ,ونورد لذلك بع�ض الأمثلة والنتيجة مع ًا ,فيعتبر نطاق م�سرح الجريمة مكان الن�شاط الافترا�ضية المثال الأول �شخ�ص يقف على حدود دولته ومكان النتيجة في أ�ي مكان ودولة تحقق مع توافر علاقه و أ�طلق النار على �شخ�ص آ�خر داخل حدود الدولة المجاورة ال�سببية التي تربط بين الن�شاط و النتيجة ,وبهذه النظرية ف أ��صابه ,ونقل للعلاج في دولة ثالثه وتحققت النتيجة أ�خذت العديد من الدول في القانون الفرن�سي وا إلنجليزي بوفاته ,فما نطاق م�سرح الجريمة في هذه الدول الثلاث والبلجيكي واليوناني والألماني والإيطالي والدنماركي وما الدولة �صاحبه الاخت�صا�ص؟. وتبدو الإجابة في التفرقة بين حالتين :الأولى :عندما ترتكب 84
العدد ٤٢٥ الخلا�صة تبدو في أ�ن نطاق م�سرح الجريمة ,وتحديد وال�سويدي وال�سوي�سري ,والق�ضاء الم�صري ,وخلا�صة مفهومه لم يتفق عليها الفقه والق�ضاء والت�شريعات فنجد القول �أن كل مكان وقع فيه الن�شاط ا إلجرامي �أو حدثت أ�ن هناك من يميل إ�لى الت�ضيق في معيار تحديد م�سرح فيه النتيجة يكون م�سرح ًا للجريمة ,وهذا في حالة وحدة الجريمة وي�أخذ بمعيار البدء في التنفيذ �أو حد ال�شروع ولهم مبرراتهم ,والاتجاه الآخر يميل إ�لى التو�سع في نطاق الجاني وتعدد أ�ماكن الارتكاب والنتيجة. تحديد م�سرح الجريمة وا ألخذ بمعيار الظهور على م�سرح وفي حالة ارتكاب جريمة من �أكثر من �شخ�ص ويقع الن�شاط الجريمة ل�شد أ�زر الجناة دون أ�ن يرتكب �شيء من الن�شاط الإجرامي والنتيجة في �أكثر من دولة ,ظهرت في مثل هذه المادي ,وذلك في �سبيل الح�صول على الأدلة التي تدين الجرائم نظريه الا�ستعارة الجنائية التي تبدو في ا�ستعاره الم�شتبه فيه أ�و ُتبرئه وتثبت وقوع الجريمة وتن�سبها �إلى ال�شريك إ�جرامه من الفاعل الأ�صلي للجريمة وبالتالي تبع ال�شريك الفاعل الأ�صلي في إ�جرامه ,ومن هذا المنطلق مقترفيها لعدم �إفلات الجناة من العدالة. �سوت هذه النظرية بين �إجرام الم�ساهم التبعي (ال�شريك) وبناء على ما �سبق يمكننا تعريف م�سرح الجريمة باعتباره وبين إ�جرام الم�ساهم الأ�صلي من حيث الم�سئولية الجنائية المكان �أو الأماكن التي �شهدت الن�شاط المادي للجريمة حتى لو اختلفت الدول محل الن�شاط ,وبالتالي يكون م�سرح وتحققت فيه النتيجة �أي�ض ًا مع وجود علاقة �سببية بينهما, الجريمة محل الاخت�صا�ص مكان وقوع الفعل ا أل�صلي و�سقط في هذه ا ألماكن آ�ثار من الجاني أ�و المجنى عليه للجريمة ,وتتبع �أعمال الم�ساهمة التبعية (الا�شتراك) التي أ�و ال�شهود �أو علق ب أ�ي منهم �آثار مادية من مكان ارتكاب تمت في ذات الدولة التي بها م�سرح الجريمة �أو في دول الجريمة تدل على وقوع الجريمة وتحدد �أ�شخا�ص �أخرى اخت�صا�ص الدولة التي وقع فيها الن�شاط ا أل�صلي مرتكبيها وال�شهود والمجنى عليه عندما يكون مجهول للجريمة ,وبهذا نجد في حاله تعدد الفاعلين مع تعدد الدول المقترف فيها الجريمة ,يكون نطاق م�سرح الجريمة الهوية وتفيد في ك�شف الغمو�ض ومعرفة الحقيقة. في الدول التي وقعت فيها ا ألدوار الأ�صلية. 85
وراء القضبان تهريب الآثار �صنعاء :محفوظ الميا�سي ا�ستطاع بدماثة �أخلاقه� ،أن تتخطى علاقته مع التلاميذ لت�شمل �أهل المنطقة ،وخ�صو�ص ًا مع ال�شيخ م�سعود �أحد النافذين ،الذي �أخذ يتق َّرب �إليه بطريقة �أثارت انتباهه ولفتت نظره ،ف�سرته هذه العلاقة! لا �سيما و أ�نه وجد لديه �شغف ًا با آلثار وتعلق ًا بتاريخ المحافظة. فقد عر�ض عليه بع�ض الآثار التي بحوزته ،بعد �أن توطدت العلاقة بينهما ،لي�س أ�ل عن �أهميتها وقيمتها التاريخية ،فيجيب عليه بملاحظات و�آراء وجدت قبول ًا واهتمام ًا كبير ًا في نف�س ال�شيخ. �أ�شبع نهمه هذا الأمرَ ،ف�َس َّخر كل معارفه في م�ساعدته ،وكان يقوم بت�صنيف تلك الآثار كلما ُطلب منه ذلك، خا�صة و�أنه در�س التاريخ ،ويعرف ما تحتويه هذه المحافظة من �آثار مطمورة لها قيمة تاريخية عالية ،من دون �أن يثير هذا التفاهم والتعاون القائم بينهما �أي �شكوك �أو ربية. وليد �شاب يبلغ من العمر اثنين و أ�ربعين عام ًا ،يعي�ش وراء الق�ضبان منذ اثنتي ع�شرة �سنة بتهمة تهريب الآثار والتجارة بها ،أ�لتقيته في ال�سجن زهاء ال�ساعتين ،وتركت له الحديث؛ ليخبرني ،كيف تغيرت دروب حياته التي كانت في يوم من الأيام واعدة وطموحة ؟ ولماذا �أ�صبح �سجين ًا لا حول له ولا قوة ،بعد أ�ن كان طليق ًا ناجح ًا و�سعيد ًا؟ فا�ستر�سل في �سرد ما حدث له ،وك أ�نه وقع في هذه الم�شكلة منذ �ساعات ..فماذا قال: وليد؟.. 86
العددد ٤٢٢٥٥ الطمع قاد وليد إلى مغامرة أبعدته عن زوجته وأولاده خمسة عشر عامًا خلف القضبان الشيخ مسعود لم يسرق آثار المحافظة فقط لكنه سرق سعادة الساذجين 87
وراء القضبان �أعرف كثير ًا من زملائي ،قبلوا العمل في محافظات انتظار وظيفة وكارثة التوزيع نائية وبعيده ،ثم تمكنوا بعد �سنوات من العمل ،أ�ن يعيدوا تخرج ُت من كلية ا آلداب في العام 2002م ،تخ�ص�ص �أو�ضاعهم الوظيفية �إلى العا�صمة. �آثار ،قدمت ملفي �إلى وزارة الخدمة المدنية ،كي أ�ح�صل ذهبت للتدري�س في تلك المحافظة ،وجدت المدر�سة التي على وظيفة حكومية في مجال درا�ستي الجامعية� ،إل َّا أ�ن �أر�سلت �إليها قديمة ،تتكون من خم�سة ف�صول درا�سية العمل في الدولة ،يتطلب الانتظار حتى ي�أتي الدور ،فعملت ومكتب ل إلدارة ،ي�سكن فيه معلمان ،هم كل الطاقم مدر�س ًا في �إحدى المدار�س الخا�صة ب�صنعاء لمدة ثلاث �سنوات ،بعدها �أعلنت وزارة الخدمة المدنية عبر و�سائل التعليمي� ،أ�صبح ُت ثالثهم أ��شاركهم الغرفة والتدري�س. لم يكن العي�ش �سيئ ًا في هذه المنطقة ،فالنا�س فيها طيبون، الإعلام �أ�سماء الموظفين في الجهاز ا إلداري للدولة. يمكن التعاي�ش معهم ب�سهولة ،هذا ما تولد لدي خلال وكنت واحد ًا منهم؛ لكن الكارثة �أنه تم توزيعي في وزارة التربية والتعليم ،كمدر�س لمادة التاريخ ،في إ�حدى الأ�شهر ا ألولى من عملي. المحافظات النائية المجاورة ل�صنعاء ،ولي�س في مجال كان التلاميذ قليلين جد ًا وغير منتظمين في هذه المدر�سة الابتدائية ،و أ�حيان ًا لا ي أ�تي أ�حد منهم ،لم أ��شت ِك من هذا درا�ستي!. الو�ضع ،و أ�ديت واجبي تجاه التلاميذ على أ�كمل وجه، قبل ُت هذه الوظيفة على م�ض�ض ،ألن عدم قبولها كان يعني لي ترك زوجتي و أ�طفالي ،فلم يكن أ�مامي من فر�صة أ�حببتهم و�أحبوني ،كنت أ�رى فيهم م�ستقبل المحافظة. للعمل� ،سوى مهنة التدري�س ،على �أم ٍل �أن �أتمكن في وق ٍت علاقة وطيدة وسلطة واسعة لاح ٍق ،من نقل و�ضعي الوظيفي �إلى �صنعاء. في هذه المنطقة تعرف ُت على أ�حد الوجهاء ،بل يعتبر مدرسة قديمة وأناس طيبون كبيرها ،فهو الحاكم ،وال�شرطة ،وال�ضرائب ،وال�شيخ، 88
العددد ٤٢٢٥٥ الجامعية كانت في مجال ا آلثار ،اهتم بي كثير ًا ،وحظيت والمدير ،وكل �شيء فيها. بقربه ،كان يحثني دائم ًا على العمل في مجال تخ�ص�صي، كان نافذ ًا ثري ًا له �سلطة وا�سعة على كثير من مديريات وفعل ًا ،فوجئت ذات يوم في تمام ال�ساعة التا�سعة م�سا ًء المحافظة ،لدرجة أ�ن مدير ا ألمن ،و أ�ع�ضاء المجل�س �أن جاءني �أحد مرافقيه ،يبلغني �أن ال�شيخ يريد مقابلتي المحلي ،لا يخالفون له أ�مر ًا ،يتواجد في ال�شهر ع�شرة �أيام بمنزله الطيني الكبير ،يمتلك تجارة ،وله عقارات م ؤ�جرة ألم ٍر هام!. في �صنعاء. تماثيل صغيرة وتدوين القطع �أ�صبح ُت قريب ًا منه في غ�ضون ثلاثة �أ�شهر ،كان ي�ستدعيني لتناول وجبة الغداء في منزله ،وعندما علم �أن درا�ستي ذهب ُت إ�لى منزله ،ا�ستقبلني بحفاوة� ،س َّلم عل َّي ب�شوق، 89
وراء القضبان �أمهلني ليلة كاملة ،ولم ي�سمح منزله ،كتب ُت لي بمغادرة قطعة �أثرية، و�صف ًا لكل وفي ال�صباح حدثني �أن ما كتبته �سي�ضمنه في تقريره الذي �سيرفعه للمخت�صين، فهي ذات �أهمية ،واتفق مع الم�سئولين في المحافظة، ومنهم مدير الأمن ،على �أن تكون القطع ا ألثرية بمعيته، و�سير�سلها إ�لى الهيئة العامة ل آلثار في �صنعاء. ما قاله ال�شيخ يبدو طبيعي ًا ومنطقي ًا ،لأن الرجل يكاد يكون �أهم من المحافظ، والجميع ينفذون �أوامره. نقل وظيفة وإرسال �أدخلني غرفته الخا�صة ،و�أجل�سني مكانه ،ثم غادر ،وعاد حقيبة بعد خم�س دقائق ،يحمل كرتون ًا �صغير ًا و�ضعه بالقرب مني ،ثم و�ضعه على الأر�ض ،وقام بفتحه ،كان فيه تماثيل قدم لي ال�شيخ مبلغ ًا من أ�ثرية �صغيرة ،قال لي :إ�ن هذه ا آلثار ا�ستخرجها الباحثون المال ،مقابل ما بذلته من من المحافظة ،و�أريدك �أن تطلع عليها ،وتد َّون و�صف ًا لكل جهد ،ووعدني بنقل وظيفتي من وزارة التربية والتعليم قطعة. إ�لى الهيئة العامة للآثار، فما قمت به هو أ�ول خطوة في 90 طريق النقل!. تتابعت بعدها اللقاءات ،كان في كل فترة ما بين �شهرين �إلى ثلاثة ،ي�ستدعيني لكي اطلع على مجموعة من ا آلثار ،إ� َّما تماثيل ،أ�و �أوان فخارية، أ�و �سكاكين أ�ثرية ،أ�و �أحجار عليها نقو�ش� ،أو حلي وغيرها. جاءت العطلة ال�صيفية ،قررت ال�سفر لزيارة �أ�سرتي في �صنعاء ،وعندما عرف ال�شيخ بذلك ،أ�ر�سل معي حقيبة حديدية �صغيرة ،قال إ�ن بداخلها قطع ًا أ�ثرية مهمة ،وعل َّي ت�سليمها مع التقرير الذي كتبته ،ل�شخ�ص �سيلقاني في
العددد ٤٢٢٥٥ مرات عدة� ،أن ال�شيخ ُيه َّرب قطع ًا أ�ثرية. �صنعاء ،و�سيقوم بت�سليمها لهيئة ا آلثار. املثنقاةل�اشلتكويكي!تموتمعنباهال،جنووالنن�أفونذ أُ�باّللغذب�أيولهاديمهي، لكني وجدت بعد و�صولي �صنعاء ،ات�صل بي أ�حد الأ�شخا�ص ،وجاء ح�صن ًا ،حتى إ�لى منزلي ،عرفني بنف�سه ،أ�نه من هيئة ا آلثار ،ات�صلت أ�ي جهة ،فما يعطيني من مال ،أ�عتبره رزق من الله �ساقه بال�شيخ للت�أكد من هوية الرجل! فوجهني بت�سليمه الحقيبة لي. بعد �شهر ،هاتفني ال�شيخ ،طلب مني الح�ضور إ�لى منزله، الحديدية والر�سالة. �سافرت �إليه ،طلب مني حمل ِقطع �أثريه �إلى �صنعاء ،كان قد أ�طلعني عليها منذ �شهور �سابقة ،قمت ب إ�دخالها في مكافأة مالية وشكوك محصنة حقيبة حديدية �صغيرة و أ�غلقتها ب إ�حكام ،وفوقها خم�س أ�وراق مكتوبة بخط يدي ،ت�صف تلك القطع ،فقد كنت في اليوم التالي جاءني ال�شخ�ص نف�سه ،أ�عطاني مائة �ألف أ�تمتع بخبرة في مجال الآثار. ريال ،قال �إنها مكاف�أة من ال�شيخ ،وهذا أ�كبر مبلغ يدفعه لي� ،إذ كان يعطيني �سابق ًا خم�سين �ألف ريال في كل مرة، أ��ساعده على تدوين حالة الآثار ،حتى أ�ن ال�شك قد �ساورني 91
وراء القضبان و�سهل ًا با أل�ستاذ ،أ�نت اليوم �ضيفنا ،واقتادوني مع الحقيبة تفتيش السيارة وضبط الشرطة إ�لى مركز ال�شرطة القريب من النقطة. �أخذتها معي ،لكنها لم ت�صل إ�لى �صنعاء ،و أ�نا لم �أ�صل إ�لى �أخذوا هاتفي ،ولم ي�سمحوا لي بالات�صال ب�أحد ،ثم في منزلي ،فما �إن و�صلت ال�سيارة التي كنت ا�ستقلها ،إ�لى ال�صباح رحلوني �إلى �شرطة البحث الجنائي ،وهناك تم نقطة التفتي�ش الأمني الواقعة في مدخل العا�صمة ،حتى اقترب �ضابط ومعه أ�ربعة جنود ،أ�مروا ب إ�يقاف ال�سيارة التحقيق معي. على جانب الطريق ،أ�نزلوا كل الركاب ،وبد أ�وا بتفتي�ش حقائب الم�سافرين ب�شك ٍل دقيق� ،إلى �أن و�صلوا �إلى الحقيبة تورط المدرس وإنكار المرسل الحديدية. حدثتهم بكل ما �أعرفه ،وكيف كان ال�شيخ يطلب مني �س أ�لوا من �صاحبها؟ العمل معه في تدوين ا آلثار؟ لا �أعلم من �أين جاءت ،وكيف؟ �سوى ما قاله ال�شيخ� ،إنها ا�ستخرجت عبر باحثين تابعين قلت :أ�نا. وما بداخلها؟ للدولة ،و�ستر�سل للهيئة العامة ل آلثار. أ�خبرتهم وبلغة الواثق من نف�سه� ،أن فيها قطع ًا أ�ثرية بعد ثلاثة �أيام من ال�سجن ،هم�س في �أذني أ�حد ال�ضباط �أر�سلها ال�شيخ أ��سعد ،وهو معروف لديكم ،ومدير ا ألمن المحققين� ،أنه توا�صل مع المعنيين ،فال�شيخ لا يعرف �شيئ ًا والمحافظ ،على علم بذلك� ،ضحكوا! وقالوا لي :أ�هل ًا عن ا ألمر ،و�إدارة الأمن ،والمحافظ� ،أذهلهما الخبر. 92
العددد ٤٢٢٥٥ عل َّي بال�سجن خم�سة تورطهم. عرفت من ال�ضابط� ،أن هناك مجموعة من ا آلثار تم الأهل والمحبين ،ولم �أحيلت الق�ضية �إلى المحكمة ،وحكمت تهريبها ،والم�ضبوطة معي جز ًء منها ،و�أنا المتهم الوحيد، ع�شر عام ًا ،لقد خذلني الكثير من يقف �إلى جواري �سوى زوجتي الم�سكينة ،التي �أ�صبحت في فقد كانت معي ا آلثار والتقرير الذي ي�صفها بخطي. حكم ا ألرامل ،بعد زواجنا بخم�سة �أعوام ،وتتكبد معاناة �أخبرتهم عن ال�شخ�ص الذي طلب مني ال�شيخ ت�سليمه متابعة ق�ضيتي ،التي لها من التعقيد ما يجعلني و�أ�سرتي، القطع ا ألثرية ،لكني لا أ�عرف ا�سمه ،ولا �أملك �سوى و�صف م�صابين بالي أ��س والإحباط ،ولكنني لم �أفقد الأمل ،فا أليام كفيلة بك�شف الحقيقة ،على الرغم من أ�نه لن ي�ستطيع �أحد مبهم له ،فهو من كان يت�صل بي. محا�سبة هذا ال�شيخ النافذ ،الذي أ��صبح له نفوذ ب�سبب ا�ستمر �سجني في البحث الجنائي ثلاثة �أ�شهر ،كانوا الملايين التي ح�صل عليها من تهريب ا آلثار طوال ال�سنوات يحققون معي عن بقية ا آلثار ،وي�س�ألوني� :أين ذهبت؟ فلا الما�ضية ،و أ�نا ال�ضحية !!. �أملك �سوى نف�س الإجابة ،لكن ال�ضابط المحقق قال لي ربما يكون ال�شيخ قد ورطك وا�ستخدمك ،ومعروف عن سنوات ماضية وذكريات باقية بع�ض النافذين في المنطقة ،بتهريب الآثار ،فهم يتفقون مع �ضعفاء النفو�س من الم�س ؤ�ولين ،ولعل ال�شيخ اختلف مع وفي تعليقة على هذه الجريمة تحدث ال�صحفي �صدام أ�حد �شركائه ،فقام ال�شريك ب إ�بلاغ ال�شرطة ،وهذا �سبب �ضبطك مع الآثار في النقطة ،ولي�س هناك �أدلة تثبت 93
وراء القضبان فيه حياة المرء على ال�صورة التي قد تكون نهائية ،لم يحقق الظافري قائل ًا: الكثير من �أحلامه� ،أو ي�صل إ�لى ما كان يطمح إ�ليه ،لكي اثنا ع�شر عام ًا �ُس ِل َخت من عمره بين جدران ال�سجن، ينعم بالا�ستقرار في حياته ،والإن�سان إ�ذا لم يحقق ما يريد ب�سبب جريمة لم يقترفها ،هذه ال�سنوات كفيلة بمحو في فترة �شبابه ،فمتى �سيفعل ذلك؟ ونادر ًا ما يبد أ� المرء في الكثير من الذكريات ،والحدث الذي وقع قبل هذه المدة الزمنية ،لا يمكن أ�ن ت�ستح�ضره اليوم بكل تفا�صيله ،وك�أنه العمل على تحقيق �شيء ذي بال بعد هذا العمر. حدث منذ �ساعات. معاناة متنوعة ومأساة كبيرة فخلال هذه الأعوام جرت الكثير من الوقائع ،التي ت�سيطر على الذاكرة ،وت�ستوطن أ�ماكن الأحداث القديمة ،لكن هذا هو حال وجدي ق�ضى هذه الفترة في ال�سجن ،لا �شيء ا ألمر في هذه الق�صة مختلف ،فوجدي لا يزال يعي�ش يقوم به �أو يفعله �سوى المعاناة ،التي تتكرر كل يوم في تفا�صيل ما حدث له منذ دخوله ال�سجن ،وعمره حينها ال�صورة ذاتها ،وبنف�س التفا�صيل ،معاناة ال�سجن ،معاناة البعد عن أ�هله ،ومعاناة الح�سرة الناجمة عن إ�دراكه، ثلاثين عام ًا ،وهو في ذروة �شبابه. �أما ا آلن فقد تعدى ا ألربعين عام ًا ،وهو ال�سن الذي تحدد وبحجم م أ��ساته. 94
العددد ٤٢٢٥٥ يتذكر بو�ضوح تلك القطع الأثرية التي عثر عليها رجال لم يقر بذنبه ،ويدعي البراءة من التهمة المن�سوبة إ�ليه، ال�شرطة في حقيبته ،فهي تطارده في �أحلامه ،وفي ليالي لكنها لي�ست مجرد تهمه ،بل حقيقة ،فرجال ال�شرطة ال�سجن الكئيبة ،تلك القطع ت�ساوي ثروة ،فمن أ�ين ح�صل �ضبطوه في �إحدى النقاط الأمنية ،وهو متلب�س بحيازة �آثار نادرة ،حاول �أن ي�شرح لهم أ�نها مر�سلة من �شخ�ص مهم في عليها �صديقه المزعوم؟. لقد كان ال�شيخ النافذ مهرب وتاجر �آثار ،وهو ما يف�سر المحافظة لهيئة ا آلثار في �صنعاء ،لكن لا فائدة. حياته الباذخة ،لكنه لم يفطن ب�سهولة ،ولي�س ب أ�مر لا يدري كيف عرف رجال ال�شرطة ب أ�مره! هل و�شى به م�ستبعد منه ،فمن يتاجر بم�ستقبل وبحياة الآخرين، الرجل؟ وهذا أ�مر لا يعقل! أ�م إ�ن هناك �شخ�ص ًا آ�خر قام بهذه المهمة ،ما زال هذا الأمر يحيره ،بعد انق�ضاء هذه يتاجر ب أ�ي �شيء ،فكيف وقع �ضحية له بهذه ال�سهولة. أ�عتقد جازم ًا �أن القدر اختار له هذا الم�صير البائ�س ،منذ ال�سنوات على وقوع الحادثة ،ولم يجد تف�سير ًا لها. اللحظة التي و�ضع فيها قدمه على تراب تلك المحافظة، وعليه أ�ن يتعاي�ش مع هذا القدر ،على أ�م ٍل أ�ن يتمكن في ليا ٍل كئيبة ومصير بائس! يوم ما من مغادرة ال�سجن ،والعودة إ�لى الحياة من جديد. اليوم وبعد مرور ال�سنوات التي ق�ضاها في ال�سجن ،ما زال 95
96
العدد ٤٢٥ واحة الأدب 97
واحة الأدب أدب الرحـلة الجزائر � -صبحة بغورة نحو الآفاق الف�سيحة وتنظيم الرحلات البرية يميل الإن�سان بفطرته إ�لى ا�ستطلاع طبيعة مظاهر والبحرية �إلى مناطق بعيدة وغير معروفة ،كانت في الحياة المختلفة حوله والتطلع �إلى الآفاق برا وبحر ًا، أ�ول ا ألمر أ��شبه بالمغامرة المحفوفة بالمخاطر ،ن�شط ويدفعه ف�ضوله المت�أ�صل فيه �إلى محاولة التعرف �أدب الرحلات في البداية على �أيدي الجغرافيين �أكثر على طبائع ال�شعوب الأخرى البعيدة عنه والم�ستك�شفين للثروات الطبيعية خا�صة الذهب والاطلاع عن قرب على أ�نماط معي�شتهم ذلك ألنه والأحجار الكريمة ،ولم تكن المعلومات ال�ضرورية طبع على حب المعرفة ،وهذا الميل كان دافعه للرحيل 98
العدد ٤٢٥ وينقل كل ما ر�آه في طابع أ�دبي لا يخلو من تقنية الو�صف، الكاتب الرحالة المغترب إ�ذ ي�شمل �أدب الرحلة نقل ًا لموا�صفات الطبيعة الموجودة في يتميز بنظرة ثاقبة ..وفكر مناطق العالم غير المكت�شفة ،كما يحتوي على �سرد لعادات وتقاليد �شعوب هذه المناطق ،وبقدر ما يت�ضمن �أدب الرحلة نقدي متوهج من �شعرية الو�صف بقدر ما تتم معاي�شة القارئ لفكرة الرحلة ويتحقق ا�ستغراقه في أ�بعادها الزمنية والمكانية متوفرة بالقدر الكافي لمواجهة ما قد ي�صادفهم من غرائب والنف�سية ،ومنها يت�شكل الارتباط الوجداني بالرغم من �أثناء رحلتهم البعيدة التي كانت بحق �سفر ًا نحو المجهول بعد المكان ،وعلى قدر رهافة و�شعرية الو�صف يقوى أ�و يفتر لأنها كانت تفتقد �إلى �إمكانية و�ضعها داخل حدود التوقع، هذا الارتباط ،على �أن �إ�ضفاء ال�شعرية في الو�صف يخ�ضع لذلك فان ما مر بكل منهم من أ�حداث في �إحدى البلدان لمقدار �شفافية الكاتب وح�سا�سيته تجاه الظواهر المتنوعة كان جديرا لغرابته بت�سجيله في �شكل «مذكرات» تكاد �أي قوة ت�أثره بها من جهة ،ومن جهة أ�خرى �إلى قوة ت أ�ثير تكون يومية حتى لا تهمل فتن�سى ،وبعد انت�شار القوافل الطبيعة على النف�س الب�شرية بما تتمتع به من عوامل جذب التجارية واكت�شاف العوالم الجديدة والفتوحات ا إل�سلامية و�إبهار ،ف�شعرية الو�صف لدى الكاتب الرحالة بالمناطق تطور ا ألمر إ�لى بروز «كتابات « توفرت فيها عنا�صر ال�سرد الجبلية حيث تك�سو الثلوج البي�ضاء �أ�شجار ال�صنوبر لن والو�صف والحوار لتحقيق المتعة والفائدة فمثلت هده تكون نف�سها لدى من ت�أثر بمروره على ال�ضفاف الخ�ضراء «الكتابات « ال�صورة القديمة للق�صة لأنها كانت تت�سم بنزعة ل ألنهار العذبة المترقرقة وقت ا أل�صيل ،ولن تكون نف�سها ق�ص�صية طبيعية تعتمد على ا إلثارة والت�شويق ،ثم ما لبثت �أي�ضا لدى من يتواجد متمددا بم�ضارب الخيام �أ�سفل �أن تحولت �إلى نوع من الفنون الأدبية وهو « �أدب الرحلة « النخيل البا�سقة و�سط أ�مواج الرمال الذهبية بال�صحراء. الذي فيه ي�ستقي الكاتب المعلومات والحقائق من الم�شاهد من أ��شهر الرحالة العرب الذين اهتموا بتوثيق رحلاتهم الحية والت�صوير المبا�شر ويوثق كل ما ي�صادفه عبر رحلاته 99
واحة الأدب غبار الت�شويه العمدي عن بع�ض الحقائق ،ولفت الأنظار أدب الرحلة ..ثراء في إ�لى ما تعر�ضت له بع�ض ا ألحداث من تجهيل وتعتيم ،ف أ�دب المضامين ...وتنوع في الرحلة يوثق بحيادية عفوية للعديد من الأحداث التاريخية المواضيع ..واختلاف في المهمة ويهتم بت�سجيل المعلومات الجغرافية حول المناطق الجديدة التي لم تط�أها من قبل قدم إ�ن�سان ،وينقل مستويات الأسلوب و�صفا �صادقا عن العادات ال�سائدة عند �سكان المناطق التي و�صلها الرحالة ،وبراعة الت�صوير تجعلنا ن�سافر إ�لى وكتابة الق�ص�ص حول الأحداث التي مروا بها في الأماكن التي ذهبوا �إليها كل من الإدري�سي الأندل�سي في كتابه « الأماكن ونتخيل أ�نف�سنا فيها ،ويعتمد �أدب الرحلة نزهة الم�شتاق في اختراق الآفاق» ،والم�سعودي م�ؤلف « على نقل التاريخ ب�صورة واقعية �أي مروج الذهب» وابن بطوطة وابن ف�ضلان وابن الجبير �سرد ق�ص�ص حول حياة وبطولات ا ألندل�سي الذي ق�ضى � 10سنوات متنقلا بين مكة وبيت �شخ�صـــيات حقيقــية قــام المقد�س والقاهرة �سجل خلالها مقاومة الم�سلمين للغزو الكاتب الرحالة بتقريبها ال�صليبي بقيادة �صلاح الدين الأيوبي ،والمقد�سي �صاحب وتعريفــها لأقــــوام « �أح�سن التقا�سيم في معرفة الأقاليم» والبيروني الذي �آخـرين ،ويتمــــيز وثق رحلته إ�لى الهند التي �أقام فيها نحو � 40سنة انطلق الكـاتب الرحـالة فيها �سائحا مت�أملا في رحلته الم�سماة « تحقيق ما للهند المغترب بنظرة من مقولة مقبولة أ�و مرذولة « وكان له الف�ضل من خلالها ثاقبــةوفــكر في نقل أ�دب الرحلات �إلى مرحلة متقدمة لدرا�سة ثقافات ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقدي ال�شعوب ممثلة في لغتها وعقائدها وعاداتها ،إ�لى جانب م ـ ـ ـ ـتو هـ ـ ـج الكتاب ال�شهير في �أدب الرحلات « الفا�شو�ش في حكم يـــ ؤ� هـــلـه قراقو�ش» الذي كتبه ابن مماتي �أديب قبطي م�صري وهو لإعـ ـ ـ ـ ـ ـطاء في ع�صر �صلاح الدين الأيوبي ين�ضح بال�سخرية والتهكم تف�س ـ ـ ـيرات من �أحد القادة م�ساعدي �صلاح الدين وهو بهاء الدين للمبهــم من قراقو�ش وقد أ�بدع الأديب القبطي في الت�شنيع به ،هذا إ�لى ا ألمـــور لدى جانب �آخرين تركوا أ�عمالا جعلت �أدب الرحلات �شكلا فنيا حتى مواطني داخلا في الأدب مثل ماركو بولو ،ت�شارلز داروين ،أ�ندريه ا لمنـطــــــــــقة جيد� ،أرن�ست هيمنجواي ونجيب محفوظ ،وكلهم جمعتهم الأ�صليــين ،وعلى فكرة الرحلة من �أجل تحقيق وعمل درا�سة تاريخية قـدر غزارة الإنتاج وجغرافية حية ،وهكذا أ��صبح أ�دب الرحلات من بين أ�هم الأدبي للكاتب الرحالة الم�صادر الجغرافية والتاريخية ألن الكاتب يقوم بمهمة بقدر ما نال التقدير التوثيق الدقيق لم�شاهداته والت�سجيل ال�صادق لتجاربه على خلفية �أنه كان متميزا عبر رحلاته كلها ،وقد أ�ثمر الكثير منها في إ�لقاء ال�ضوء في جيله ومجددا في طرحه وكان الكا�شف وا�سعا على ما خفي من الأمور� ،أو �أفاد في إ�زالة امتدادا بحثيا في عوالم داكنة ،منهم من ت�صادف ح�ضوره ال�شخ�صي مواقف بالغة الخطورة 100
العددد ٤٢٢٥٥ تقارب الشعوب ..وتلاقح والح�سا�سية وكانت له فر�صة الاطلاع عن كثب على الثقافات ...وتطور الفكر تطورات �أحداث م�صيرية ومتابعة م�ستجداتها ف�أ�سهموا في ك�شف حقائق مثيرة مثل بروز المتمردين ون�شاط القرا�صنة نوع �آخر من �أدب الرحلات وهو الق�ص�ص ال�شعبية مثل ،عولمة التجارة وعلاقتها ب إ�غراق العالم بال�سلاح ،انت�شار ال�سندباد البحري المدمن للرحلات البحرية والمغامرات، المجموعات الجهادية ،مظاهر الظلم ال�سيا�سي ،واندلاع وملحمة �أبو زيد الهلالي وملحمة جلجام�ش البابلية، النزاعات والحروب ،والحروب الأهلية في الدول اله�شة وملحمة الأودي�سا الإغريقية و�أ�سا�س كل هذه الملاحم ،والانقلابات وال�صراع بين الأغلبية والأقليات وتمرد هو حكاية رحلة يقوم بها البطل لتحقيق هدف معين. الحركات الانف�صالية ،ومنهم من �أ�سهم في التقريب يمكن تلم�س ذاتية الكاتب الرحالة في الكثير من أ�عماله بين ال�شعوب وفي تن�شيط التجارة بينهم وذلك من خلال الزاوية التي نظر منها ل ألحداث ،والى وتبادل التجارب الحياتية والعلمية. قناعاته الخا�صة تجاهها ودرايته الكاملة بجوانبها يقت�ضي الوقوف على جمالية �أدب و�أ�سبابها التي تحدد موقفه منها ،ومن خلال ما أ�بانه الرحلة البحث في �أدبية الرحلة من تعاطف �أو ارتباط وجداني مع المنطقة التي زارها أ�و وجماليـات تلقيــها ،ويتـطلب نفوره من �سكانها ،ف�أدب الرحلة انعكا�س لعمق الحالة هـــذا بـــدوره الت�سـجــــيل الوجدانية والمعنوية للكاتب الناتجة من ارتباطه النف�سي ال�سريع ألحداث الرحلة بالمنطقة التي زارها ،والتي تطورت تدريجي ًا في الكثير حـــــتى لا يتـعــــر�ض من الحالات إ�لى حد بداية تعلم حدود المواطنة وقواعد الكاتب بعد تقادمها الانتماء واكت�ساب ال�شعور بالحب و أ��صول الولاء ويعد �إلى الن�ســـيان والى �أدب الرحلة كذلك نوع ًا من ال�سيرة الذاتية في حد ذاته مواجـــهة م�شكــلة للكاتب الرحالة لما يت�ضمنه من المعلومات ا أل�سا�سية الاجـتـــــــهاد في التي تعرف �شخ�صيته تعريفا �شاملا ،ولما يحتويه من مع�ضــلة التوفـــيق تفا�صيل دقيقة عن م�سار حياته العملية وا�ستعرا�ضا بين �صــورة الواقــع تاريخيا لنجاحاته و إ�خفاقاته ،ولما يمنحه من إ�مكانية وجمـالــية المتخيل، الر�ؤية الوا�سعة لتب�صر مختلف انجازاته ،لذا يو�صف و�أدب الرحلة يتميز أ�دب الرحلة بال�سيرة المروية لإن�سان غير م�ستقر . عن غيره من الفنون قد لا نكون مبالغين �إذا اعترفنا ألدب الرحلة بف�ضل بثراء م�ضامينه وتنوع �إ�سهاماته الجليلة في �إحداث التقارب بين ال�شعوب ،وفي موا�ضيــعه واختـــلاف دوره الفعال في تلاقح الثقافات وفي إ�حداث التطور في م�سـتويـــــات الأ�ســـلوب في الفكر والتنامي في البحث ،و أ�دى بتنوعه �إلى خلق حب التعبير عنه ،و�أدب الرحلة فيه المعرفة و�إثارة ال�شوق للمطالعة حتى أ��صبحت ممار�سة عنا�صر �أدبية وظاهرة فنية ت�ضفي ثقافية من أ�جل تنمية الذكاء والقدرات الابتكارية عليه جمالية تقربها من دائرة الأدب ، ومعرفة الموروث الثقافي الوطني والعالمي والتفتح ومع ذلك فقد داعب الخيال عقول البع�ض على عالم ا ألفكار وعلى ثقافات ال�شعوب الأخرى. ممن و�صلت �أ�سماعهم �أخبار عن �أ�ساطير تدخل في باب الخرافة و�أرادوا الت�أكد من حقيقتها ،كما ن�ش أ� 101
واحة الأدب ق�صة ق�صيرة الإفلات من عبء اللحظات القاتمة كبرت «مي�ساء « في أ�جواء عائلية هادئة وم�ستقرة بين أ�خوتها الذكور ظلت منذ ولادتها زهرة العائلة وعطر حياتها ،نف�سها الطافحة بالحياة والخافقة بنب�ضها جعلتها تتمتع بقدرة كبيرة على �إنتاج ال�سعادة أل�سرتها بدل البحث عنها ،ما من أ�حد التقاها حتى لام�ست ب�صدقها و�شفافية روحها وب�سلا�سة حديثها وعذوبة كلماتها �أعماق وجدانه بنجاح و�أثارت في نف�سه البهجة والتفا ؤ�ل. طرقت مي�ساء باب غرفة والدها ت�ست�أذنه كعادتها كل �صباح أ�فمينعدترنم�ؤيياهتل أ�هه�صقلابحلبظاةذلثه�امصب�أده أ�اذ أ�لنلطلجرهااامفعهفوة،،جلدمطتلتهعبيرخمانفلأهيامبرباجكلاهنمتبامهاتم�ًاصمنتكعدبثويرقر ًًةاا و�سرعان ما قبلت جبينه وان�صرفت،ت�أملها هذه المرة بعين �أخرى ،ر آ�ها ت�سير أ�مامه بخطوات لم يكن يلاحظها من قبل تراكماتعميقةجعلتهيعي�ش كابو�سالبقاءفيدوامةمنحوار ،كلها ر�شاقة ..و�أنوثة ،تح�س�س مو�ضع قبلتها وتهي أ� له أ�نها ال�شكوى الهام�سة �إذ ظل �أ�سير تر�سبات حياتية خلقت لديه غير بريئة كانت قبلة حارة ت�سلل معها �إلى نف�سه �شعور مزعج اعتقادات خاطئة را�سخة أ�ن ج�سد ا ألنثى وروحها هو ثنائية ،أ�عاد فتح ال�صندوق و أ�خرج منه أ�وراقا مطوية قد ا�صفرت لل�شرف والخيانة وهاهي تعاوده في �إ�صرار مر�ضي بعدما ظن �أطرافها ،كانت ر�سائل من �أعز المقربين له لذلك احتفظ بها �أن الزمن قد يطهر الجراح ويلملم أ��شلاء القلب لتر�سو النف�س ،أ�راد �إعادة ما كان يقر�أ في ر�سالة تهنئة من أ�حد أ��صدقائه على بر الراحة والهناء و أ�ن زواجه هو الدواء ال�شافي للتخل�ص بمنا�سبة يوم ميلاد «مي�ساء» إ�ذ ا�ستوقفه في نهايتها عبارة من لحظات الندم والتح�سر وا�ستبدالها بالأمل والثقة. �أحدثت في نف�سه تحولا غريبا ،قر�أها ب�صوت خافت وهو في الم�ساء ،أ�رادت مي�ساء بعفويتها أ�ن تحدثه كعادتها كيف يحاول �أن ي�ستنبط المعنى الخفي من ورائها « ...و�أن يلب�سها ق�ضت يومها وتق�ص تفا�صيل ما واجهته من أ�حداث جادة لبا�س ال�ستر والعفاف ويحفظها بما حفظ به ال�صالحات ومواقف م�ضحكة ،ولكنه كان يبدو جام ًدا معها لا يبدي الطاهرات ،و أ�ن تكون ذخرا لمجتمعها ووطنها « أ�ثارت معانيها ر�أيا موافقا أ�و قولا معار�ضا ،بدا كمن غاب عنه ح�سن قلقا في نف�سه تحول �إلى هاج�س مخيف ،تنهد عميقا ونظر الظن وغاب لديه طهر التوا�صل ،ا�ست�شعرت حرج الموقف �إلى ا ألفق من خلال نافذة غرفته العري�ضة حيث ال�سماء تكاد بعدما رف�ض أ�ن تلام�س يديه �،صارحها بعد تردد �أنه لا يريد تنطبق على الأر�ض في احتواء جميل وتذكر كم كان زواجه من �أن يراها تخرج دوما من المنزل وتعود مت�أخرة في الم�ساء ، ابنة منطقته الريفية انتقالا جذريا من جحيم المعا�صي إ�لى يكفي ما بلغته من التعليم و أ�ن ...ولكنه �صمت فج أ�ة وهو نعيم التوبة ،كما تذكر كم كانت الحياة �أ�سهل في اليوم الذي يقر أ� في الوجوه حوله معاني ا أل�سف والاندها�ش ا ألقرب قرر �أن ينتقل إ�لى المدينة بحثا عن العمل ،ولكن المدينة اليوم إ�لى الا�ستنكار والرف�ض ،انكم�ش على نف�سه و أ�دار ر أ��سه لي�ست كما كانت بالأم�س الجميع يعاني من �صعوبة العي�ش بعيدا عنهم ،وكعادتها في الحالات الحرجة لاذت بال�صمت في مدينة تتخبط بين مقت�ضيات م�سايرة التحولات الكبرى الجليل الذي منحها علوا وانت�صارا ،وبرغم ذلك أ�ثارت ومعاناة الا�ست�سلام لفرائ�ض التحولات المتطرفة ،لقد ق�ضى كعادتها �أي�ضا أ�جواء من ال�ضحك والبهجة قبل �أن ي ؤ�وي الحرف بين مختلف وفي�شهاقا�أءلوامن ًتاقلمبان �سنوات عمره في كد كل فرد إ�لى فرا�شه .لم تغم�ض والدة مي�ساء عينيها طوال في نف�سه الب�شر تركت والأعمال ال�شاقة واجه 102
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120