Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore دروس مادة التاريخ للفصل الثاني اداب و فلسفة سنة ثالثة ثانوي

دروس مادة التاريخ للفصل الثاني اداب و فلسفة سنة ثالثة ثانوي

Published by DZteacher, 2015-06-18 10:44:33

Description: دروس مادة التاريخ للفصل الثاني اداب و فلسفة سنة ثالثة ثانوي

Search

Read the Text Version

‫ﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﺍﻹﺭﺴﺎل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‬ ‫ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺭﺴﺎل ﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ‪1989-1919‬‬‫‪ -‬ﻤﻥ ﺘﺒﻠﻭﺭ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻭﺭﺩ ﻓﻌل ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺍﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭﺇﺴﻬﺎﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﻭﻀﻌﻴﺔ ﺇﺩﻤﺎﺝ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل ‪ :‬ﻤﻥ ﺘﺒﻠﻭﺭ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ ‪:‬‬ ‫ﻋﺯﻴﺯﻱ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ‪:‬‬‫ﺇﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻟﻡ ﺘﺄﺕ ﻓﺠﺄﺓ ﺒل ﻤﻬﺩﺕ ﻟﻬﺎ ﻋﺩﺓ ﺃﺴﺒﺎﺏ‬‫ﻭﻋﻭﺍﻤل ﻭﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﺴﺘﺘﻌﺭﻑ ﻗﺒل ﻜل‬ ‫ﺸﻲﺀ ﻋﻠﻰ‪:‬‬ ‫‪ -‬ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻨﻀﺎل ﺍﻟﺴﺭﻱ ﺜﻡ ﺍﻟﻌﻠﻨﻲ‬‫‪ -‬ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺯﺍﺩﺕ ﻤﻥ ﺘﻘﻴﻴﺩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﺏ‬ ‫ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‬‫‪ -‬ﺃﺯﻤﺔ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻨﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺨﻀﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻨﻁﻼﻕ‬ ‫ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ‪.1954‬‬ ‫ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺱ‬ ‫‪ -1‬ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻏﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻘﻤﻊ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺃﺯﻤﺔ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻨﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ‪.‬‬ ‫* ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ‪.‬‬ ‫* ﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‪.‬‬

‫ﻋﺯﻴﺯﻱ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ‪ :‬ﻨﻌﻭﺩ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺭﺴﺎل ﻟﻨﻭﺍﺼل ﻤﻌﺎ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ‪ ،‬ﻤﺎ‬‫ﺒﻴﻥ ‪ 1919‬ﺇﻟﻰ ‪ 1989‬ﻭﺴﻨﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻓﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻨﺩﻻﻉ ﺜﻭﺭﺓ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ‪.1954‬‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪1‬‬ ‫‪ .....‬ﺃﻤﺎ ﻨﺤﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺒﻘﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻤﺅﺨﺭﺓ ﺍﻟﺭﻜﺏ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺘﻌﺭﺽ ﺇﻟﻰ ﻤﺼﻴﺭ ﻤﻥ ﺘﺠﺎﻭﺯﺘﻪ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ‪،‬‬ ‫ﻭﻫﻜﺫﺍ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺤﺭﻜﺘﻨﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻗﺩ ﻭﺠﺩﺕ ﻨﻔﺴﻬﺎ‪ ،‬ﻤﺤﻁﻤﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻤﻭﺩ ﻭﺍﻟﺭﻜﻭﺩ‬ ‫ﻭﺍﻟﺭﻭﺘﻴﻥ‪ ،‬ﻭﺘﻭﺠﻴﻬﻬﺎ ﺍﻟﺴﻲﺀ‪ ،‬ﻤﺤﺭﻭﻤﺔ ﻤﻥ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ‪ ،‬ﻗﺩ ﺘﺠﺎﻭﺯﺘﻬﺎ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ‪،‬‬ ‫ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻴﻁﻴﺭ ﻓﺭﺤﺎ ﻅﻨﺎ ﻤﻨﻪ ﺍﻨﻪ ﻗﺩ ﺃﺤﺭﺯ ﺃﻀﺨﻡ ﺍﻨﺘﺼﺎﺭﺍﺘﻪ ﻓﻲ ﻜﻔﺎﺤﻪ ﻀﺩ‬ ‫ﺍﻟﻁﻠﻴﻌﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ‪....‬‬ ‫)ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ(‬‫ﻋﺯﻴﺯﻱ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻴﺅﻜﺩ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ‪ 1954‬ﻭﺒﻭﻀﻭﺡ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻠﻜﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ‬ ‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﺒﻠﻭﺭﺕ ﻓﻲ ﺜﻼﺙ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ )ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺠﻲ‪ ،‬ﺍﻹﺼﻼﺤﻲ‪ ،‬ﻭ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼﻟﻲ(‪.‬‬‫ﻜﺎﻥ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼﻟﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﺘﻌﺒﻴﺭﺍ ﻋﻥ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ‬‫ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﻭﺠﺩ ﺤﺼﺎﺭﺍ ﺸﺩﻴﺩﺍ ﻭ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ )ﺍﻋﺘﻘﺎل‪ ،‬ﻨﻔﻲ‪ ،‬ﻤﺼﺎﺩﺭﺓ ﻭﺤل ﻟﻠﺤﺯﺏ‪ (...‬ﻤﻤﺎ ﺠﻌل ﺭﻭﺍﺩ‬‫ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻴﺨﺘﻠﻔﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﺩﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﻌﺏ )ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﺭﺍﺀ( ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺍﻩ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻜﻀﺭﻭﺭﺓ‪،‬‬‫ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺭ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل‪ ،‬ﺘﺭﻯ‬ ‫ﻤﺎ ﻫﻭ ﺜﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻴﺩﻓﻌﻪ ﺍﻟﺸﻌﺏ؟ ﻭﻤﻥ ﻫﻡ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺴﻴﻌﻠﻨﻭﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ؟‬ ‫ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ‬ ‫ﻟﻜﻥ ﻟﻨﺒﺩﺃ ﺒﻁﺭﺡ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺌﻠﺔ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻨﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ‬ ‫‪ -‬ﻤﺘﻰ ﻅﻬﺭﺕ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺒﻁﺎﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ؟‬ ‫‪ -‬ﻤﺎ ﻫﻲ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺨﻼل ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ‪1919-1914‬؟‬‫ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺤﺭﻜﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‬‫ﺇ ﹼﻻ ﺤﺭﻜﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭ ﻫﻲ )ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ( ﺃﻨﺸﺄﺕ ﺴﻨﺔ ‪ 1908‬ﺒﺭﻨﺎﻤﺠﻬﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﺭﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ‬‫ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﺜل ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﻲ ﻭﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻀﺭﺍﺌﺏ ﻭﻓﻲ ﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺱ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺩ ﺍﻹﺠﺒﺎﺭﻱ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ‪ .‬ﺜﻡ ﻅﻬﺭﺕ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﻌﻅﻤﻬﻡ ﺘﻌﻠﻤﻭﺍ ﻓﻲ‬‫ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﺘﺄﺜﺭﻫﻡ ﺒﺎﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻋﻅﻴﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﺃﻨﻬﻡ ﻨﺎﺩﻭﺍ ﺒﺎﻻﻨﺩﻤﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬‫ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻜﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺭﻓﻀﻭﺍ ﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺩ ﺍﻹﺠﺒﺎﺭﻱ ﻭﺍﻋﺘﺒﺭﻭﻩ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ‪.‬‬‫ﻋﺯﻴﺯﻱ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ‪ :‬ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﺃﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺩ ﺍﻹﺠﺒﺎﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻁﺭﺡ ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺴﻨﺔ ‪ 1906‬ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺍﻓﻕ‬‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺴﻤﻴﺎ ﻓﻲ ‪ 3‬ﻓﻴﻔﺭﻱ ‪ 1912‬ﺤﺭﻙ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻀﺩﻩ ﺒﺸﻜل ﻋﻨﻴﻑ‬‫ﻤﻤﺎ ﻴﻭﺤﻲ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻨﺎﺌﻤﺎ‪ ،‬ﺒل ﻜﺎﻥ ﻭﺍﻋﻴﺎ‪ ،‬ﻭ ﺒﺩﺃﺕ ﺘﻅﻬﺭ ﺍﻟﻠﻭﺍﺌﺢ ﻤﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ‬‫ﺍﻟﻤﺅﻴﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺭﺍﻓﻀﺔ‪ ،‬ﻭ ﻫﻭ ﻤﺅﺸﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻁﻼﻕ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ‪ ،‬ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ ،‬ﺃﺨﺫ ﻋﺩﺩ‬ ‫ﻜﺒﻴﺭ ﺒﻠﻎ ﻋﺩﺩﻫﻡ ﺤﻭﺍﻟﻲ ‪ 4‬ﺁﻻﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺤﺭﺏ ﻻ ﺘﻌﻨﻴﻪ‪.‬‬ ‫ﺍﺸﺘﺩ ﺍﻟﺭﻓﺽ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﺠﻨﻴـﺩ‬ ‫ﺍﻹﺠﺒﺎﺭﻱ ﺤﻴﺙ ﻅﻬﺭﺕ ﻋـﺩﺓ ﻤﻅـﺎﻫﺭﺍﺕ‬ ‫ﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﺍﻨﺘﺸﺭﺕ ﻋﺒـﺭ ﻜﺎﻤـل ﺍﻟﺘـﺭﺍﺏ‬ ‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ‪ ،‬ﻟﺘﺘﺤﻭل ﻓﻲ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﻑ ﺸﺩﻴﺩ‬ ‫ﻓﻘﺩ ﻭﻗﻌﺕ ﻤﻭﺍﺠﻬﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻭﺍﻟـﺸﺭﻁﺔ‬ ‫ﻭﻻﻤﺘﺼﺎﺹ ﻏﻀﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﺃﺼـﺩﺭﺕ‬‫ﻨﻘل ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺠﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎل‬ ‫ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻓﻲ ‪ 19‬ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ ‪ 1912‬ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﺠﻤﻠﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺇﻏﺭﺍﺀﺍﺕ ﻤﺜل ﺇﻋﻔﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻨﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻻﻨﺩﺠﻴﻨﺎ ﻭ ﺤﺭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻘل ﻭﺤﻕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓـﻲ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒـﺎﺕ‬ ‫ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ‪.‬‬ ‫ﻭ ﻤﻥ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ‪:‬‬ ‫* ﺍﻟﻠﻭﺍﺌﺢ ﺍﻟﺭﺍﻓﻀﺔ ﻟﻠﺘﺠﻨﻴﺩ ﺍﻹﺠﺒﺎﺭﻱ ﻤﻥ‬‫ﻗﺒل ﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻭ ﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﺜل )ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ(‪ 1‬ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺴﻠﺕ ﺒﻌﺭﻴﻀﺔ ﺇﻟـﻰ‬‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻓﻲ ‪ 27‬ﻤﺎﻱ ‪ 1912‬ﻴﺭﻓﻀﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺩ ﻭ ﻴﻁـﺎﻟﺒﻭﻥ ﺒﺎﻟﺤﺭﻴـﺎﺕ ﺍﻟـﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‬ ‫ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﻲ‪.‬‬‫‪ 1‬ﺩ‪.‬ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ‪-‬ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ)‪ (1930-1900‬ﺝ‪. 2‬‬

‫* ﺇﺠﺒﺎﺭ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﺠﻨﻴﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﻓـﻲ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺤـﺭﺏ‬ ‫ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻤﻘﺎﺒل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﻭﻋﺩ ﺒﻬﺎ ﺠﻭﺭﺝ ﻜﻠﻴﻤﻭﻨﺼﻭ )ﺭﺌﻴﺱ‬ ‫ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ(‪ .‬ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻋﻭﺩ ﺍﻟﻤﻐﺭﻴﺔ ﻅﻨﺎ ﻤـﻨﻬﻡ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺴﺘﻘﺭﺒﻬﻡ ﺃﻜﺜﺭ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ‬ ‫ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺴﻴﺤﻘﻘﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭ ﺍﻹﺩﻤﺎﺝ‪ ،‬ﻭ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﺨﺎﻟﺩ‪.‬‬‫ﺠﻭﺭﺝ ﻜﻠﻴﻤﻭﻨﺼﻭ‬ ‫* ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ‬ ‫ﺒﻌﺩ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ‪ ،‬ﻓﺭﻏﻡ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓـﻲ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺇ ﹼﻻ ﺃﻥ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻟﻡ ﺘﻭﻓﻲ ﺒﻭﻋـﺩﻫﺎ ﺒـل ﺃﺼـﺩﺭﺕ ﻗـﺎﻨﻭﻥ‬ ‫ﻜﻠﻴﻤﻭﻨﺼﻭ ‪ 1919‬ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻴﺩ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺒﺸﺭﻭﻁ ﻻ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﺤﺘـﻰ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ‪ .‬ﻤﺜل ‪ :‬ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨـﺴﻴﺔ‬ ‫ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺭﺘﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺠﻨﺩﻴﺔ ﻭﻟﻪ ﻭﺴﺎﻡ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﺍﻟﺩﻩ ﻓﺭﻨﺴﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ‪ ...‬ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﻌﺠﻴﺯﻴﺔ‪ .‬ﺍﻟﺸﺊ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻜﺩ ﻟﻠﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻔﺭﻨﺴﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﻗﺩ ﺒﺭﺯ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﺨﺎﻟﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺨﻠﻰ ﻋﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺠﻴﺔ‬‫ﺍﻷﻤﻴﺭ ﺨﺎﻟﺩ‬ ‫ﻭﺃﺼﺒﺢ ﻴﻨﺎﺩﻱ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻤﻨﻔﺼﻼ ﻋﻥ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﻭ ﺃﻨﻁﻠﻕ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﺔ‬‫ﺍﻟﻌﺭﺍﺌﺽ ﻤﺘﻤﺴﻜﺎ ﺒﺎﻟﻭﻋﻭﺩ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺒﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﻟﺴﻭﻥ )ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ( ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺭ ﺒﺤـﻕ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻓﻲ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻤﺼﻴﺭﻫﺎ‪.‬‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺒﻪ ﻫﻭ ﺘﺸﻜﻴل ﻭﻓﺩ ﻟﺤﻀﻭﺭ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺩ ﻓﻲ‬ ‫ﺒﺎﺭﻴﺱ ﻭ ﻗﺩ ﺘﺭﺃﺱ ﺍﻟﻭﻓﺩ ﺍﻟﻤﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻤﻥ ﺯﻤﻼﺌﻪ ﻭ ﺘﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺒﺎﺭﻴﺱ ﻓﻲ ﺸﻬﺭ ﻤﺎﻱ ‪ 1919‬ﻭ ﻗﺩ ﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﻋﺭﻴﻀﺔ ﻤﻤﻀﺎﺓ‬ ‫ﻤﻥ ﻁﺭﻓﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻭﻭﺩﺭﻭ ﻭ ﻟﺴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺭﺌﻴﺱ‬ ‫ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ‪ ،‬ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﻗﻊ ﺃﻗﻠـﻕ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ‬ ‫ﻭ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺘﺭﺍﻗﺏ ﻨﺸﺎﻁﺎﺘﻪ ﻭ ﺘﺤﺎﺼﺭﻩ‪ ،‬ﻭ ﺘﻅﻬﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻀﺎﻴﻘﺔ‬ ‫ﺠﻠﻴﺎ ﻟﻤﺎ ﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺸﻬﺭ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ‪ 1919‬ﺤﻴﺙ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ‪ :‬ﻭﻭﺩﺭﻭ ﻭﻟﺴﻥ‪،‬‬ ‫ﺃﻟﻐﻴﺕ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻹﺒﻌﺎﺩﻩ‪ ،‬ﻭ ﺘﻜﺭﺭﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺘﺭﺸﺤﻪ‬‫ﺠﻭﺭﺝ ﻜﻠﻴﻤﻨﺼﻭ‪ ،‬ﻟﻭﻴﺩ ﺠﻭﺭﺝ ‪.‬‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻨﺘﺨﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭﻴﻥ ﺒﺎﻟﺒﻠﺩﻴﺎﺕ‬ ‫ﻓﻲ ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ ‪ ،1921‬ﻭ ﻤﻥ ﻨﺸﺎﻁﺎﺘﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﺠﺭﻴﺩﺓ )ﺍﻹﻗﺩﺍﻡ(‬

‫ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭ ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﻓﻀﺢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺠﻨـﺩﻴﻥ ﻓـﻲ ﺍﻟﺠﻴــﺵ‬‫ﺍﻟﻔﺭﻨﺴـﻲ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩل ﻋﻠـﻰ ﺘﻁـﻭﺭ ﺍﻟـﻭﻋﻲ‬ ‫ﻭ ﺍﻟﺤﺱ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ‪.‬‬‫ﻟﻤﺎ ﻨﻔﺕ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﺨﺎﻟﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ﺴﻨﺔ ‪ ،1923‬ﻅﻨﺕ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺨﻠﺼﺕ ﻤﻥ ﻨﺸﺎﻁﺎﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‬‫ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺘﻔﻁﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺨﹼﻠﻔﻪ ﻤﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﺃﺜﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﻓﺭﻨـﺴﺎ‬‫ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ‪ 25‬ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ ‪ 1925‬ﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺒﺎﻟﻭﻁﻨﻴﻴﻥ ﻭ ﺃﻟﻘـﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻀـﺭﺍﺕ ﻭ ﻜﺘـﺏ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﺠﻌل ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻭ ﺘﻨﻔﻴﻪ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﺇﻟﻰ ﺩﻤﺸﻕ ﺴﻨﺔ ‪.1926‬‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪2‬‬ ‫ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﺨﺎﻟﺩ ﺇﻟﻰ ﻫﻴﺭﻴﻭ‬ ‫ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺴﻨﺔ ‪1924‬‬ ‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻤﻊ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ) ﻤﺜل ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﻴﻥ (‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﺼﻠﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻤﻨﺼﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻭ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺘﺎﻤﺔ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﻓﺼل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺇﺼﺩﺍﺭ ﻋﻔﻭ ﻋﺎﻡ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺇﺼﺩﺍﺭ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺘﺴﻤﺢ ﻟﻠﻌﻤﺎل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﺼﻠﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻕ ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻌﻤﺎل‬ ‫ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ‬ ‫ﻋﻭﺍﻤل ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ‪:‬‬‫ﻋﺯﻴﺯﻱ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ‪ :‬ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﻌﺭﻀﻨﺎ ﺍﻟﻤﺅﺸﺭﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭ ﻫـﺫﺍ‬‫ﻴﻌﻨﻲ ﺩﺨﻭل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﺎ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻲ ﺒﻌﺩ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨـﺕ‬ ‫ﺘﻘﻭﺩﻫﺎ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل )ﻭ ﻫﻲ ﻤﺎ ﺍﺼﻁﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ(‪.‬‬ ‫ﻭ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤﻨﻙ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻓﻴﻪ ﻗﺒل ﻤﻭﺍﺼﻠﺔ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﻫﻭ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﻫل ﻜﺎﻥ ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﺨﺎﻟﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ؟‬ ‫‪ - 2‬ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻬﺭﺕ ﺒﻌﺩﻩ ؟ ﻭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩﻤﺘﻬﺎ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ؟‬

‫ﻤﻥ ﺨﻼل ﻗﺭﺍﺀﺘﻙ ﻟﻠﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺩﺅﻭﺏ ﻭﺍﻟﻤﻘﻠﻕ ﻟﻼﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﺨﺎﻟﺩ‪ ،‬ﻗﺩ‬‫ﻴﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺫﻫﻨﻙ ﺃﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﺒﺭﻭﺯ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ‪ ،‬ﻓﻨﺸﺎﻁﻪ ﻫﺫﺍ ﻜﺎﻥ‬‫ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﺭﺯﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻗﺩﺓ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻤﺎ‬‫ﺃﺤﺩﺜﺘﻪ ﻤﻥ ﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺘﻠﺨﻴﺹ ﻫﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ‪:‬‬‫• ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻜﻠﻴﻤﻨﺼﻭ ‪ 1919‬ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻜﺩ ﻟﻠﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺨﻴﺎﻨﺔ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻟﻭﻋﻭﺩﻫﺎ‪ .‬ﻓﺘﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺍﻨﻘﺴﺎﻡ‬‫ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻹﺩﻤﺎﺝ ﺒﻴﻥ ﻤﻨﺘﻅﺭ ﻤﻥ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﻭ ﺒﻴﻥ ﺭﺍﻓﺽ ﻟﻼﻨﺩﻤﺎﺝ ﻭ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ‬ ‫ﻤﻊ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‪.‬‬‫• ﺘﺜﺒﻴﺕ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻻﻨﺩﺠﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭ ﺇﺼﺩﺍﺭ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺘﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺘﻬﻤﻴﺵ ﺍﻟﺸﻌﺏ‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ‬ ‫ﺭﻏﻡ ﻤﺎ ﻗﺩﻤﻪ ﻤﻥ ﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪.‬‬‫• ﺸ ّل ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﻜﺒﺕ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﻭ ﻤﻨﻊ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﻭﻓﻕ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺭﻀﺘﻬﺎ ﺒﺤﺠﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺭﺏ‪.‬‬‫ﻫﺫﻩ ﻋﻭﺍﻤل ﺠﻌﻠﺕ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻴﻨﺩﻓﻊ ﺒﻘﻭﺓ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻓﻌـل ﺍﻷﻤﻴـﺭ‬‫ﺨﺎﻟﺩ ﺃﻭ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻜﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴـﺔ )ﺜـﻭﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ ‪(1916‬‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﻫﺭﻭﺒﺎ ﻤﻥ ﺠﺤﻴﻡ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭ ﺍﻻﺴﺘﺒﺩﺍﺩ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ‪.‬‬‫ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻭﺍﻤل ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺃﺜﺭﻫﺎ ﺁﻨﻴﺎ ﻟﻜﻥ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ‬ ‫ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭﻱ ﻭ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ‪:‬‬ ‫• ﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ ،‬ﺃﻜﺴﺒﺘﻪ ﻓﻨﻭﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎل‪.‬‬‫• ﻨﻘل ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺩ ﺍﻹﺠﺒﺎﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﻨﻊ ﺍﻟﺤﺭﺒﻴﺔ ﻓﺄﺤﺘﻙ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﻴﻥ ﻓﺘﻌﻠﻡ‬ ‫ﻟﻐﺘﻬﻡ ﻭﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﻔﻜﻴﺭﻫﻡ ﻭ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻤﻁﺎﻟﺒﻬﻡ ﺍﻟﺭﺍﻓﻀﺔ ﻟﻠﻀﻐﻁ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻲ‪.‬‬‫• ﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﻭﺩﺭﻭ ﻭﻟﺴﻥ )ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ( ﺍﻟـ \" ‪ 14‬ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ \"ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻓﻲ‬‫ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ \"‪ .‬ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻭﹼﻟﺩ ﺒﺼﻴﺹ ﺃﻤل ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻗﺎﻁﺒﺔ‪ ،‬ﻓﺴﺎﺭﻋﺕ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ‬‫ﺒﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ‪ ،‬ﻓﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺃﺭﺴل ﺍﻟﻌﺭﺍﺌﺽ‪ ،‬ﻭ ﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺃﺭﺴل ﺍﻟﻭﻓﻭﺩ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻥ ﻟﺫﻟﻙ‬‫ﺩﻭﺭ ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﻭ ﻗﺩ ﺃﺯﺩﺍﺩ ﻟﻤﺎ ﺸﻌﺭﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺒﺨﻴﺒﺔ ﺃﻤل ﻟﻤﺎ ‪‬ﺭِﻓﻀﺕ‬ ‫ﻤﻁﺎﻟﺒﻬﻡ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺩﻋﺎﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ‪) .‬ﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﻟﺴﻥ ‪.(14‬‬

‫ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ‪:‬‬ ‫ﻭﺜ‪2‬ﻴﻘﺔ ‪3‬‬ ‫ﻜل ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻴﻁﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﺤﺭﺏ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﻔﺎﻋل ﺨﻼل ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻨﺎﺕ‪ .‬ﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺘﺸﻤل ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ‪ ،‬ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ‬ ‫ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺘﺤﺕ ﺴﻴﻁﺭﺓ ﺒﻌﺽ ﺍﻹﻗﻁﺎﻋﻴﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺴﺘﻔﺎﺩﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻭ ﺨﺩﻤﻭﺍ‬ ‫ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺒﺈﺨﻼﺹ ﻜﺒﻴﺭ‪ ،‬ﻭ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩل ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺘﺤﺕ ﺴﻴﻁﺭﺓ ﻗﺴﻡ ﻤﻥ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ‪ ،‬ﺒﻌﺩ‬ ‫ﺍﻨﻘﺴﺎﻤﻬﻡ ﺴﻨﺔ ‪ 1919‬ﻭ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻠﻴﺒﺭﺍﻟﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻀﻡ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻤﻥ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ‪ ،‬ﻭ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ‬ ‫ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺘﻁﻭﺭ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﻴﺭ‪ ،‬ﺜﻡ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ‪ -‬ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺘﺤﺕ‬ ‫ﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‪.1‬‬ ‫ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﺴﻌﺩ ﺍﷲ‪-‬ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ )‪(1930-1900‬‬‫ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ‪ -3-‬ﺘﻌﻁﻴﻨﺎ ﺼﻭﺭﺓ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠﺘﺸﻜﻴﻼﺕ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻬﺭﺕ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴـﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ‬‫ﻭ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺘﻬﺎ ﺤﺴﺏ ﻤﻭﻗﻊ ﻤﺅﺴﺴﻴﻬﺎ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭ ﺍﻟﻔﻜﺭﻱ‪ ،‬ﻟﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﻨﻅﺭﺓ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ‬ ‫ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ‪.‬‬ ‫ﺘﺘﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ )ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ( ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺠﻲ ‪:‬‬‫ﺃﺼﺤﺎﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﻫﻡ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﻤﻌﻅﻤﻬﻡ ﺘﻌﻠﻤﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﻔﺭﻨـﺴﻴﺔ‪،‬ﺘﺄﺜﺭﻭﺍ ﺒﺎﻟﺤـﻀﺎﺭﺓ‬‫ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺴﻴﺤﻘﻕ ﻟﻠـﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭﻱ ﺍﻟﻤـﺴﺎﻭﺍﺓ‪،‬‬‫ﻭ ﺍﻋﺘﺒﺭﻭﺍ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺩ ﺍﻹﺠﺒﺎﺭﻱ ﻓﺭﺼﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ‪ ،‬ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ‪ 1919‬ﻭﺘﻨﻜﺭ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ‬‫ﺍﻟﻤﺠﻨﺩ ﺒﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺃﺤﺩﺙ ﺨﻴﺒﺔ ﺃﻤل ﻓﻲ ﺼﻔﻭﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﺎﻨﻘﺴﻤﺕ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﻗﺴﻤﻴﻥ ‪:‬‬‫‪ Á‬ﺘﻴﺎﺭ ﻴﻘﻭﺩﻩ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﺨﺎﻟﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻻﻨﺩﻤﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻨﺸﺎﻁﺎﺘﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ‪-‬‬‫ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻜﺭﻨﺎﻫﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﺃﻜﺴﺒﺘﻪ ﻨﺠﺎﺤﺎ ﺒﺎﻫﺭﺍ ﺒﻴﻥ ﺃﻭﺴﺎﻁ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‪ ،‬ﻭ ﻗﺩ ﻨﺠﺢ ﻜﻤﺎ ﺃﺴﻠﻔﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ‬‫ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺱ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺔ ﻀﺩ ﺨﺼﻭﻤﻪ ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺠﻴﻴﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺃﻗﻠﻕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤــﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﻤﻌﻤﺭﻴﻬـﺎ ﻓـﻲ‬‫ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻓﻀﺎﻴﻘﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻨﻔﻭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ‪ .‬ﻭ ﻟﻠﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠـﻰ ﻤﻁﺎﻟـﺏ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺘﻴـﺎﺭ ﺍﻨﻅـﺭ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘـﺔ‬ ‫ﺭﻗﻡ ‪ -2-‬ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻫﺎ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ﺩ‪.‬ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺳﻌﺪ ﺍﷲ‪-‬ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ)‪ (1930-1900‬ﺝ‪2‬‬

‫‪-Á‬ﺘﻴﺎﺭ ﻴﻘﻭﺩﻩ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺘﻬﺎﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺴﺱ \"ﻓﺩﺭﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ\" ﻓﻲ ‪ 18‬ﺠﻭﺍﻥ ‪ ،1927‬ﻤﻥ‬ ‫ﺃﺒﺭﺯ ﺃﻋﻀﺎﺌﻪ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺍﺒﻥ ﺠﻠﻭل ﻭﻓﺭﺤﺎﺕ ﻋﺒﺎﺱ‪ .‬ﻓﻜﺎﻨـﺕ ﻤﻁﺎﻟﺒﻬـﺎ‬ ‫ﺘﻨﺤﺼﺭ ﻓﻲ ‪:‬‬ ‫* ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻥ)ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ(‪.‬‬ ‫* ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺠﻭﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ‪.‬‬ ‫* ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ‬ ‫* ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻘل ﺇﻟﻰ ﻓﺭﻨﺴﺎ‬ ‫* ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ )ﺍﻨﺩﺠﻴﻨﺎ(‪.‬‬‫ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺍﺒﻥ ﺠﻠﻭل‬ ‫* ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﺒﻌﺩ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺃﻨﻪ ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ‬‫ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻨﺩﻤﺎﺠﻴﺔ‪ .‬ﻟﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﻴﺠﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭ ﻻ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻨـﺴﻴﺔ‬ ‫ﺒﺤﻜﻡ ﺃﻨﻬﺎ ﺴﻠﻁﺔ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ‪:‬‬‫ﻫﻭ ﺘﻴﺎﺭ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺃﺩﺒﻴﺎﺘﻪ ﺘﺅﻤﻥ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭ ﻻ ﺒﺎﻻﻨﺩﻤﺎﺝ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻗﻠﻴﺔ ﺩﺨﻴﻠﺔ ﻤﺘـﺴﻠﻁـﺔ‬‫ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴـﺔ ﻭ ﻤﻌﻤﺭﻴﻬـﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭﻱ ﻫـﻭ ﺼـﺎﺤﺏ‬‫ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﻐﺘﺼﺒﺔ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ﻤﻤﺎ ﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻤﻭﻗﻑ ﻗﻁﻴﻌﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﻟﺘﻜﺭﻴﺱ ﻤﺒﺩﺃ ﻤﺎ ﺃﺨﺫ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ‬ ‫ﻻ ﻴﺴﺘﺭﺠﻊ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﺘﺠﺴﺩ ﻓﻲ ﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ‪.‬‬‫ﺘﺘﺒﻊ ﻤﺴﺎﺭ ﻅﻬﻭﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ‪ ،‬ﻭﺒﻴﻥ ﻤﻁﺎﻟﺒﻪ؟ ﻭ ﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌل ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ‬ ‫ﻨﺸﺎﻁ‬ ‫ﺍﺘﺠﺎﻫﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ‬‫ﻤﺼﺎﻟﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻤﻊ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻐﺘﺭﺒﻴﻥ‬ ‫ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻤﻥ ﻋﻤﺎل ﻭﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﻭ ﻤﺠﻨﺩﻴﻥ ﺒﻘـﻭﺍ‬ ‫ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻭﺘﺄﺜﺭﻭﺍ ﺒﺎﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻤـﻥ ﺍﻟـﺴﻴﻁﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠـﺸﻔﻴﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﻤﺒﺩﺃ ﺤـﻕ ﺍﻟـﺸﻌﻭﺏ ﻓـﻲ‬ ‫ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻤﺼﻴﺭﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﻭﺩﺭﻭ ﻭﻟﺴﻥ ﺨـﻼل‬ ‫ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺼﻠﺢ )ﺒﺎﺭﻴﺱ ‪ .(1919‬ﻤﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺒﻌﺩﺓ ﻤﺭﺍﺤـل‬ ‫ﻓﻲ ﺘﺄﺴﻴﺴﻪ ﻨﻭﺠﺯﻫﺎ ﻜﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ‪:‬‬ ‫‪ -Á‬ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺤﺯﺏ \"ﻨﺠﻡ ﺸﻤﺎل ﺇﻓﺭﻴﻘﻴـﺎ\" ﻓـﻲ ﻤـﺎﺭﺱ‬ ‫‪ 1926‬ﻓﻲ ﺒﺎﺭﻴﺱ ﺒﺯﻋﺎﻤﺔ ﻤﺼﺎﻟﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ )ﺃﺤﻤﺩ ﻤـﺼﺎﻟﻲ( ‪،‬‬

‫ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻤﻥ ﻋﻤﺎل ﺸﻤﺎل ﺇﻓﺭﻴﻘﻴﺎ )ﺘﻭﻨﺴﻴﻴﻥ‪ ،‬ﻤﻐﺎﺭﺒﺔ‪ ،‬ﻭ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ( ﻭ ﻜﺎﻨـﺕ ﻤﻁـﺎﻟﺒﻬﻡ ﻤـﻨﺢ‬‫ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﺸﻤﺎل ﺍﻹﻓﺭﻴﻘﻲ ﻤﺘﺄﺜﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺒﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬‫ﻟﻜﻥ ﻟﻤﺎ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻭﻥ ﻴﻤﺜﻠﻭﻥ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺘﺤﻭل ﺍﺘﺠﺎﻫﻪ ﻤﻥ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﺤﻘـﻭﻕ ﻟﻠﻌﻤـﺎل ﺇﻟـﻰ‬‫ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ‪ ،‬ﻭ ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺒﺩﺃ ﻴﺒﺭﺯ ﺍﺘﺠﺎﻫﻪ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﻭ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺤﺯﺏ ‪:‬‬ ‫‪ -‬ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻠﺠﺯﺍﺌﺭ‪.‬‬‫‪ -‬ﺠﻼﺀ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺇﻨﺸﺎﺀ ﺠﻴﺵ ﻭﻁﻨﻲ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺍﺴﺘﺭﺠﺎﻉ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻤﻐﺘﺼﺒﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﻌﻤﺭﻴﻥ‪.‬‬‫‪ -‬ﺍﺴﺘﺭﺠﺎﻉ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻭ ﺍﻟﻐﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺨﺫﺘﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺍﻨﺘﺨﺎﺏ ﺒﺭﻟﻤﺎﻥ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪.‬‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻭﺠﺩﺕ ﺘﻘﺒﻼ ﻭﺍﺴﻌﺎ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭ‬ ‫ﻭ ﺩﻋﻤﺎ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ‪ .‬ﺸـﻌﺭﺕ‬ ‫ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺒﺨﻁﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﻓﺴﺎﺭﻋﺕ ﺇﻟﻰ ﺤﹼﻠﻪ ﻭ ﻤﻨﻌﻪ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻓﻲ ‪ 20‬ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ‪.1929‬‬ ‫‪ -Á‬ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﻟﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻭ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﺠﻌﻠـﻪ‬ ‫ﻴﻨﺸﻁ ﺴﺭﺍ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﻘﺭﺭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺘﺤﺕ ﺘـﺴﻤﻴﺔ‬‫ﻤﺼﺎﻟﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ‬ ‫ﺠﺩﻴﺩﺓ \"ﻨﺠﻡ ﺸﻤﺎل ﺃﻓﺭﻴﻘﻴﺎ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ\" ﻭ ﻓﻲ ﻤﺅﺘﻤﺭﻩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘـﺩ‬ ‫ﻓﻲ ‪ 28‬ﻤﺎﻱ ‪ 1933‬ﻭﻀﻊ ﺒﺭﻨﺎﻤﺠﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻤﺒﻨﻴﺎ ﺃﺴﺎﺴﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬ ‫‪ -‬ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺤﻕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻹﺠﺒﺎﺭﻱ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻜل ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺠﺎﺌﺭﺓ ﻭ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁﺔ‪.‬‬‫‪ -‬ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﺜﻭﺭﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺒﺎﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺘﺸﻜﻴل ﺒﺭﻟﻤﺎﻥ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻲ‪.‬‬‫ﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﺏ ﻜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﻭ ﻫﻭ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ‪.‬‬‫ﺴﺎﺭﻋﺕ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺴﻨﺔ ‪ 1934‬ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﻟﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻭ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺭﻓﺎﻗـﻪ ﻭ ﺤﻜﻤـﺕ ﻋﻠﻴـﻪ‬ ‫ﺒﺎﻟﺴﺠﻥ ‪ 6‬ﺃﺸﻬﺭ‪.‬‬‫‪ -Á‬ﻓﻲ ‪ 6‬ﻓﻴﻔﺭﻱ ‪ 1935‬ﻏﻴﺭ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺇﻟﻰ \"ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻤﺴﻠﻤﻲ ﺸﻤﺎل ﺇﻓﺭﻴﻘﻴﺎ\" ﻭ ﺒﻘﻲ ﻋﻠﻰ‬‫ﺃﺴﺴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﻤﻊ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﻟﻠﺘﻤﻭﻴﻪ‪ .‬ﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﻤﺼﺎﻟﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭ‬‫ﻟﻤﺎ ﺤﻀﺭ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﻌﻘﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ‪ 7‬ﺠﻭﺍﻥ ‪ 1936‬ﺠﻌل ﺍﻟﻤﻌﻤﺭﻴﻥ ﻴﺘﺨﻭﻓﻭﻥ ﻤﻨﻪ ﻭ ﻤﻥ‬‫ﻤﻁﺎﻟﺒﻪ ﻓﺘﻤﻜﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﺠﻌل ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺘﺤﻜﻡ ﺒﺤل ﺤﺯﺒﻪ ﻓﻲ ‪ 26‬ﺠﺎﻨﻔﻲ ‪.1937‬‬

‫‪ -Á‬ﻓﻲ ‪ 11‬ﻤﺎﺭﺱ ‪ 1937‬ﻋﺎﺩ ﻤﺼﺎﻟﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﺇﻟﻰ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺘﺴﻤﻴﺔ ﺤﺯﺒﻪ ﺇﻟﻰ \"ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻌﺏ‬‫ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ\" ﻭ ﺍﻨﺸﺄ ﺨﻼﻴﺎ ﻓﻲ ﻜﺎﻤل ﺍﻟﺘﺭﺍﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ‪ .‬ﻋﺭﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺸﻌﺒﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺃﺜـﺭﺕ ﻋﻠـﻰ ﻜـل‬‫ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ‪ .‬ﻭ ﻓﻲ ‪ 27‬ﺃﻭﺕ ‪ 1937‬ﺍﻟﻘﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﻤﻊ ﻋﺩﺩ ﻤـﻥ ﺭﻓﻘﺎﺌـﻪ‬‫ﻭ ﺒﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻁﻠﻕ ﺴﺭﺍﺤﻪ ﻓﻲ ‪ 27‬ﺃﻭﺕ ‪ ،1939‬ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻁﻠﻕ ﺭﻓﺎﻗﻪ‪ .‬ﻭ ﻓﻲ ‪ 26‬ﺴـﺒﺘﻤﺒﺭ‬‫‪ 1939‬ﺤل \"ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ\" ﻭ ﻋﻨﺩ ﺍﻨﺩﻻﻉ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻁﺒﻘﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺭﻓﻲ ﺍﻟـﺫﻱ‬ ‫ﻴﻤﻨﻊ ﺃﻱ ﻨﺸﺎﻁ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﺃﻭ ﺼﺤﻔﻲ ﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺼﻼﺤﻲ ‪:‬‬‫ﻭ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ \"ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ\" ﺘﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻤﺜﻘﻔﻴﻥ ﺘﻌﻠﻤﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﺘﺄﺜﺭﻭﺍ ﺒﺎﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻷﻓﻐﺎﻨﻲ‬ ‫ﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩﻩ ﻭ ﺸﻜﻴﺏ ﺃﺭﺴﻼﻥ ﻤﺎ ﻓﺘﺌﺕ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻨﻬـﻀﺔ ﺘﻨﻤـﻭ‬ ‫ﻭ ﺘﺘﻁﻭﺭ ﻤﻨﺫ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﻘﺭﻥ ً‪ 19‬ﺤﺘﻰ ﻅﻬﺭﺕ ﻓﻜﺭﺓ ﺘـﺩﻋﻭ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺒﻠﻎ ﺼﺩﺍﻫﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺤﻴﺙ ﻭﺠﺩﺕ ﺘﺄﻴﻴﺩ‬ ‫ﺸﺭﻴﺤﺔ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ‪.‬‬ ‫ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻜﺭﺓ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺇﺼﻼﺤﻴﺔ ﺘﺠﻤﻊ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻹﺼـﻼﺡ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ‬‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﺒﻥ‬ ‫ﺒﻥ ﺒﺎﺩﻴﺱ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﻴﺭ ﺍﻹﺒﺭﺍﻫﻴﻤﻲ ﻓـﻲ ﻤﺩﻴﻨـﺔ‬ ‫ﺴﻁﻴﻑ ﺴﻨﺔ ‪1924‬‬‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺒﻥ ﺒﺎﺩﻴﺱ ﻴﺨﺎﻁﺏ‬ ‫ﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺘﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺒﺎﺴﻡ )ﺍﻹﺨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ( ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟـﻰ‬‫ﺍﻟﺤﺎﻀﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺘﺭﻗﻲ‬ ‫ﻤﺤﺎﺭﺒﺔ ﺍﻟﺒﺩﻉ ﻭ ﺍﻟﺨﺭﺍﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻘﺕ ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﻬﺠﻭﻡ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺃﻋﻭﺍﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻀﻌﺔ ﻟﻼﺴﺘﻌﻤﺎﺭ‪.‬‬ ‫ﺜﻡ ﺃﺼﺩﺭ ﺍﺒﻥ ﺒﺎﺩﻴﺱ ﻟﺫﻟﻙ ﺠﺭﻴﺩﺓ )ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﺩ( ﺴﻨﺔ ‪ ،1925‬ﻭ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺼﺩﺭﺕ ﺠﺭﻴﺩﺓ \"ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ\" ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩﻋﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻨـﻀﻤﺎﻡ‬ ‫ﻗﺼﺩ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻑ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‬ ‫ﺇﻨﻘﺎﺫ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻭﺍﺌﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻘﺕ ﺒﻪ‪.‬‬ ‫ﺍﺴﺘﺠﺎﺏ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﺩﺍﺀ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺒﺎﻹﺼﻼﺡ ﺍﻟﺫﻴﻥ‬ ‫ﺃﺼﺒﺤﻭﺍ ﻴﻠﺘﻘﻭﻥ ﻓﻲ ﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺘﺭﻗﻲ ﺒﺎﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ﻤﻊ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔـﻴﻥ‬ ‫ﻹﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﻀﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺩﺭﻭﺱ ﻭ ﻗﺩ ﺃﻓﺘـﺘﺢ ﺍﺒـﻥ ﺒـﺎﺩﻴﺱ ﺴﻠـﺴﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺎﻀﺭﺍﺕ ﻓﻲ ‪ 25‬ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ ‪.1927‬‬

‫ﻟﻘﻲ ﻨﺸﺎﻁ ﺍﺒﻥ ﺒﺎﺩﻴﺱ ﺍﻹﺼﻼﺤﻲ ﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ‪ ،‬ﺒﺴﺒﺏ ﺭﻓﺽ ﺍﻻﺴـﺘﻌﻤﺎﺭ ﺃﻱ‬‫ﻨﺸﺎﻁ ﻴﺨﺩﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﻭ ﺍﺴﺘﺜﻨﻰ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻁﺭﻗﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺒﺢ ﻤﻌﻅﻤﻬﻡ ﻴﺨـﺩﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭ ﻴﻤـﺭﺭ‬ ‫ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ‪.‬‬‫‪ -‬ﻜﻴﻑ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻋﻨﺩ ﻅﻬﻭﺭ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ؟‬ ‫ﻨﺸﺎﻁ‬ ‫‪ -‬ﻤﺘﻰ ﻅﻬﺭﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ؟ ﻭﻤﺎ ﻫﻲ ﻨﺸﺎﻁﺎﺘﻬﺎ؟‬‫ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻤﻨﺫ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺘﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭ ﻭﺍﻟﺤﺭﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﺩﻫﻭﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟـﻰ‬‫ﻜل ﺫﻟﻙ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﻭﺍﻷﻭﺒﺌﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻴﻀﺎ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻷﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺠﻬل ﺍﻟﻤﺘﻔﺸﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺴﺎﻁ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﻋـﻥ‬ ‫ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺠﺎﺌﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻨﻊ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ ﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺃﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻓﺎﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ‪ -4-‬ﺘﻌﻁﻲ ﻭﺼﻔﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎ ﻟﺫﻟﻙ‪.‬‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪4‬‬‫\"ﺇﻥ ﺘﺭﺒﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭ ﺇﺠﻼﺌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ‪‬ﺼ‪‬ﻴﺭﺘﻨﺎ‬ ‫ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺸﻴﺌﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺱ‪.‬‬‫ﻨﻌﺭﻑ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺃﺒﻨﺎﺌﻨﺎ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻌﻠﻤﻭﺍ ﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﺃﺤﻀﺎﻨﻨﺎ ﻴﻨﻜﺭﻭﻥ‪ -‬ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻋﻥ ﻏﻴﺭ ﺴﻭﺀ ﻗﺼﺩ‪-‬‬‫ﺘﺎﺭﻴﺨﻨﺎ ﻭﻤﻘﻭﻤﺎﺘﻨﺎ ﻭﻴﻭﺩﻭﻥ ﻟﻭ ﺨﻠﻌﻨﺎ ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ ﻭﺍﻨﺩﻤﺠﻨﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺭﻨﺎ ﻭﻜﻨﺎ ﻨﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﻓﻲ ﻜل‬ ‫ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺘﺒﺩﻭ ﻤﻨﻬﻡ ﻓﻴﻪ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻭﺍﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻁﺌﺔ‪\". ...‬‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﺒﻥ ﺒﺎﺩﻴﺱ‬‫ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ‪ :‬ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺠﻬﻭﺩ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻌﻘﻭل ﻗﺒل ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻤـﻥ‬‫ﺨﻼل ﺠﻬﻭﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺤﺭﺓ ﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﺵﺀ ﻭ ﺘﺜﻘﻴﻔﻬﻡ ﺒﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﺼﻴﻠﺔ‪.‬‬‫ﺘﺄﺴﺴﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﻜﺭﺩ ﻓﻌل ﻟﻠﻌﻤل ﺍﻻﺴﺘﻔﺯﺍﺯﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻤﺕ ﺒﻪ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺒﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﺴﺘﻌﺭﺍﺽ‬ ‫ﻜﺒﻴﺭ ﺴﻨﺔ ‪ 1930‬ﺒﻬﺩﻑ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺫﻜــﺭﻯ ﺍﻟﻤـﺌـﻭﻴــﺔ‬ ‫ﻻﺤﺘـﻼل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ‪ ،‬ﻤﺘﺤﺩﻴـﺔ ﺒـﺫﻟﻙ ﻤـﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟـﺸﻌﺏ‬ ‫ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‪ ،‬ﻀﺎﺭﺒﺔ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﺤـﺎﺌﻁ ﻤﻁﺎﻟـﺏ ﺍﻟﺯﻋﻤـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﻴﻥ‪.‬‬ ‫ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﻌﺭﻀﻨﺎ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺁﻟﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ‬‫ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺘﺄﺴﻴﺴﻲ ﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‬ ‫ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﺍﻟﻌﺏﺀ ﺍﻟﺜﻘﻴل ﺍﻟـﺫﻱ ﻜـﺎﻥ ﻴﻨﺘﻅـﺭ‬‫ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺒﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺘﺭﻗﻲ ‪1931‬‬ ‫ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ‪.‬‬

‫ﺘﺄﺴﺴﺕ \"ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ\" ﻓﻲ ﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺘﺭﻗﻲ ﺒﺎﻟﻌﺎﺼـﻤﺔ ﻴـﻭﻡ ‪ 5‬ﻤـﺎﻱ ‪1931‬‬‫ﺒﺤﻀﻭﺭ ‪ 72‬ﻤﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺩ ﻟﻬﻡ ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻹﺼﻼﺡ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺘﺒﺴﻲ ﻭﺍﻟﻁﻴﺏ ﺍﻟﻌﻘﺒﻲ‬‫ﻭﻤﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻤﻴﻠﻲ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ‪ ،‬ﻭﺍﺘﻔﻘﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﺒﻥ ﺒﺎﺩﻴﺱ ﺭﺌﻴـﺴﺎ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺒﺸﻴﺭ ﺍﻹﺒﺭﺍﻫﻴﻤﻲ ﻨﺎﺌﺒﺎ ﻟﻪ‪.‬‬ ‫ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ‪:‬‬ ‫ﻤﻥ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ‪:‬‬‫• ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ‪ :‬ﻤﺤﺎﺭﺒﺔ ﺍﻟﺒﺩﻉ ﻭ ﺍﻟﺨﺭﺍﻓﺎﺕ ﻭ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻁﺭﻗﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻋﺎﺜﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﺴﺎﺩﺍ‪،‬‬ ‫ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺒﻌﺙ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ‪.‬‬‫• ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ‪ :‬ﻤﺤﺎﺭﺒﺔ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻤـﺭ ﻭﻤﻴﺴـﺭ ﻭﺒﻁﺎﻟﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻭﻫﻲ‬ ‫ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﻰ ﻹﻋﺩﺍﺩ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺴﻠﻴﻡ ﻓﻲ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬‫• ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻱ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ‪ :‬ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻥ ﻴﺘﻁﻭﺭ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ ﻟﺫﻟﻙ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻤﻥ‬‫ﺃﺴﻤﻰ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﺸﺠﻌﺕ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﻠﻴﻡ ﺃﺒﻨﺎﺌﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺘﻴﺏ ﻭﺍﻟﺯﻭﺍﻴﺎ ﻭﻓﻲ‬‫ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻜﻤﺎ ﺸﺠﻌﺕ ﺍﻟﻌﺎﺌﻼﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻺﻨﺎﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺠﻴل ﻤﺸﺒﻊ ﺒﺎﻟﻘﻴﻡ‬‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺸﻌﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺴﺘﻔﺘﺢ ﺒﻪ ﺤﺼﺼﻬﺎ ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﻫﻭ‪) :‬ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺩﻴﻨﻨﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻐﺘﻨﺎ ﻭﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭﻁﻨﻨﺎ(‪.‬‬‫• ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ‪ :‬ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺘﻅﻬﺭ ﻓﻲ ﻨﺸﺎﻁﺎﺘﻬﺎ ﺒﻤﻅﻬﺭ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ‬‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻜﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﺒل ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻭﺍﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺼـﺤﻔﻬﺎ‬‫ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻜﻨﻘﺩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺠﺎﺌﺭﺓ ﺃﻭ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻋﻤﻼﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ‪،‬‬‫ﻭﺭﻓﺽ ﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺱ ﻭﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺝ‪ ،‬ﻟﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺘﻨﺯﻋﺞ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺜل ﺍﻨﺯﻋﺎﺠﻬﺎ ﻤـﻥ‬ ‫ﺤﺯﺏ \"ﻨﺠﻡ ﺸﻤﺎل ﺇﻓﺭﻴﻘﻴﺎ\"‪.‬‬ ‫‪ -‬ﻫل ﻨﺠﺤﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺠﻠﺏ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ؟ ﻜﻴﻑ ﺫﻟﻙ؟‬‫ﻋﺯﻴﺯﻱ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ‪ :‬ﻟﻭ ﻗﻤﺕ ﺒﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﻴﻥ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺒﻘﻴﺔ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻻﺴﺘﻨﺘﺠﺕ‬‫ﺃﻥ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺘﺨﺎﻁﺏ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ )ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ( ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻋﺎﻤﺔ ﺍﻟﺸﻌﺏ )ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ( ﺍﻟﻤﺤﺭﻭﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻡ‪ ،‬ﻟﺫﻟﻙ‬‫ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﻋﻘﻴﻤﺎ ﺒﻌﻴﺩﺍ ﻋﻥ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺏ‪ ،‬ﺘﻐﺫﻴـﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﺴـﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﻼﻋـﺏ‬‫ﺒﺎﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ‪ .‬ﺃﻤﺎ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻘﺩ ﺩﺨﻠﺕ ﻜل ﺍﻟﻤﺩﺍﺸﺭ ﻭﺍﻟﻘﺭﻯ ﺃﻱ ﻭﺼﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ‬‫ﻭﻤﺴﺕ ﺍﻟﺩﺍﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺎﻨﻲ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﺭﺍﻍ ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭﻱ‪ ،‬ﻟﺫﻟﻙ ﻭﺠﺩﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺘﺭﺤﻴﺒﺎ ﻜﺒﻴﺭﺍ‬‫ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﺸﻜل ﻤﻠﻔﺕ ﻟﻼﻨﺘﺒﺎﻩ‪ ،‬ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺠﻌل ﻜل ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺘﺘﻘﺭﺏ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺘﺴﺘﺩﻋﻴﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻜل ﻤﺅﺘﻤﺭﺍﺘﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪5‬‬ ‫\"ﻭﻷﻨﻨﺎ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻭﻥ ﻨﻌﻤل ﻟﻠ ‪‬ﻡ ﺸﻌﺏ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻭ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺃﺒﻨﺎﺌﻬﻡ ﻭﺘﺭﻏﻴﺒﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﻭ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﻔﻴﺩ ﺤﺘﻰ ﻴﻨﻬﻀﻭﺍ ﻜﺄﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﺤﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭ ﺍﻻﻨﺘﻔﺎﻉ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻟﻺﻨﺴﺎﻨﻴﺔ‪\".‬‬ ‫ﺠﺭﻴﺩﺓ –ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﺩ‪ -‬ﺍﻟﻌﺩﺩ ‪2) -1‬ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ ‪(1927‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ‪7) :‬ﺠﻭﺍﻥ ‪(1936‬‬‫ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﻭل ﺘﺠﻤﻊ ﻤﻥ ﻨﻭﻋﻪ ﺠﻤﻊ ﻜل ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻜﺭﺓ ﺘﻨﻅﻴﻤﻪ ﺘﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﺒﻥ‬‫ﺒﺎﺩﻴﺱ‪ ،‬ﻴﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺌﻪ ﻟﻡ ﺸﻤل ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﺒﻤﻁﻠﺏ ﻤﻭﺤﺩ ﻭ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻓﻘﺩ ﺨﺭﺝ ﺍﻟﻤـﺅﺘﻤﺭ‬‫ﺒﻤﻁﺎﻟﺏ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻜل ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺠﻲ ﻭﻗﺩﻤﺕ ﺇﻟﻰ ﺭﺌﻴﺱ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺠﺒﻬـﺔ ﺍﻟـﺸﻌﺒﻴﺔ‬‫ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﺎﺭﻴﺱ )ﻟﻴﻭﻥ ﺒﻠﻭﻡ( ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻭﻓﺩ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭﻭﻥ ﻓﻲ ‪ 23‬ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ ‪ 1936‬ﻭﺃﻫﻡ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺃﻤﻭﺍل ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﻀﻤﺎﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﺭﻓﻊ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭ ﺍﻟﻔﻼﺤﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ‪.‬‬ ‫‪ -6‬ﺇﻁﻼﻕ ﺴﺭﺍﺡ ﻜل ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﻴﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﻴﻥ‪....‬‬ ‫ﻭ ﻜﺎﻥ ﺭﺩ ﻓﻌل ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﹶﺘ ‪‬ﻤﺜل ﻓﻲ‬ ‫ﺇﺼﺩﺍﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻓﻴﻭﻟﻴﺕ ‪ 1938‬ﻋﺭﻑ ﺏ‪-‬‬ ‫ﻤﺸﺭﻭﻉ )ﺒﻠﻭﻡ‪-‬ﻓﻴﻭﻟﻴﺕ( ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺎﻗﺽ ﻜﻠﻴـﺔ‬ ‫ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﻤﻤـﺎ ﺃﻜـﺩ ﻟﻜـل ﺍﻟﻘـﻭﻯ‬ ‫ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﺯﻡ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﺘﻬﺎﺝ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﺏ‪ .‬ﺒل ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﺼﺩﺭﺕ‬ ‫ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻤﺭﺴﻭﻡ ‪ 13‬ﺠـﺎﻨﻔﻲ ‪ 1938‬ﻴﻘـﻀﻲ‬ ‫ﺒﻔﺭﺽ ﺭﻗﺎﺒﺔ ﻤﺸﺩﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﻭﻤﻨﻌﻬـﺎ‬‫ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺱ ﻭﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺨﻁﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻭﻤﺭﺴﻭﻡ ﺁﺨﺭ ﻓﻲ ‪ 8‬ﻤﺎﺭﺱ ‪ 1938‬ﻴﻔﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻌﻠـﻡ ﺃﻥ‬ ‫ﺘﻜﻭﻥ ﻟﺩﻴﻪ ﺭﺨﺼﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺘﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺒﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻏﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻘﻤﻊ‬‫ﻋﺯﻴﺯﻱ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ‪ :‬ﺘﺘﺒﻌﻨﺎ ﻤﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻭﻋﺭﻓﻨﺎ ﻜﻴﻑ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺘﺘﻼﻋﺏ ﺒﻤﻁﺎﻟﺒﻬﺎ‬‫ﺩﻭﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺴﻭﺍﺀ ﻟﻌﻤﻼﺌﻬﺎ ﻭﻤﻨﺎﺼﺭﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﻁﺎﻟﺒﻬﻡ ﻓﻔﺭﻨﺴﺎ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺘﻔـﺭﻕ ﺒـﻴﻥ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺃﻭ ﺫﺍﻙ‪.‬‬‫ﻭ ﻗﺩ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺨﻼل ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻘﺩ ﻁﺒﻘﺕ ﺍﻹﻏﺭﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻨﺘﻬﺕ ﺍﻟﺤﺭﺏ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺨﻼل ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ‪:‬‬ ‫ﺭﻏﻡ ﻭ ﺍﺴﺘﺴﻼﻡ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻷﻟﻤﺎﻨﻴﺎ ﺍﻟﻨﺎﺯﻴﺔ ﻭ ﺍﻨﻘﺴﺎﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻥ‬ ‫ﻓﻲ ‪ 22‬ﺠﻭﺍﻥ ‪ 1940‬ﺒﻴﻥ ﺸﻤﺎل ﻨﺎﺯﻱ ﻭﺠﻨﻭﺏ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﻓﻴﺸﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻴﻠﺔ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‬ ‫ﻟﻡ ﺘﺘﻐﻴﺭ ﻭ ﺘﺘﻤﺜل ﻜﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ‪:‬‬‫ﺘﺠﻨﻴﺩ ﻜل ﺍﻟﻁﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻟﺨﺩﻤﺔ‬ ‫‪ .1‬ﺤل ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴـﺔ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎل ﺯﻋﻤﺎﺌﻬﺎ‪ ،‬ﺨﺎﺼﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﻨﺎﺯﻴﺔ‬ ‫ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﺤل ﻤﻨﺫ ﺍﻨﺩﻻﻉ ﺍﻟﺤﺭﺏ ‪،1939‬‬ ‫ﻭﺸل ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﻴﺭﻴﺔ ﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ…‬ ‫‪.2‬ﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻐﻠﻕ ﻤﺩﺍﺭﺴﻬﻡ‬ ‫ﻭﻤﺼﺎﺩﺭﺓ ﺼﺤﻔﻬﻡ ﻭﻤﻨﻌﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤـﺴﺎﺠﺩ‪ ،‬ﻭﻨﻔـﻲ‬ ‫ﺭﺌﻴﺴﻬﺎ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺸﻴﺭ ﺍﻹﺒﺭﺍﻫﻴﻤﻲ ﺇﻟـﻰ )ﺁﻓﻠـﻭ( ﻭﻻﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻷﻏﻭﺍﻁ ﺴﻨﺔ ‪ ،1939‬ﻭﻟﻡ ‪‬ﻴﻔﺭﺝ ﻋﻨﻪ ﺇﻻ ﻋﺎﻡ ‪ ،1943‬ﺜﻡ ﺍﻋﺘﻘل‬ ‫ﻤﺭﺓ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ ‪ 1945‬ﻟ‪‬ﻴﻁﻠﻕ ﺴﺭﺍﺤﻪ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻹﻓﺭﺍﺝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓـﻲ‬ ‫‪ 16‬ﻤﺎﺭﺱ ‪.1946‬‬‫ﺍﻟﻤﺠﻨﺩﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻭﻥ ﻓﻲ‬ ‫‪ .3‬ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﻓﻴﺔ ﺒﺤﺠﺔ ﺃﻥ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺤﺭﺏ‪ ،‬ﺃﺩﺕ‬ ‫ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‬ ‫‪ .4‬ﺍﻟﺯﺝ ﺒﺎﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺤﻴـﺙ ﺍﺴـﺘﻌﻤﻠﺕ‬ ‫ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻭﻋﻭﺩ ﻭﺍﻹﻏﺭﺍﺀ‪.‬‬‫‪ -‬ﺃﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﺘﻌﺩ ﺴﻨﺔ ‪ 1941‬ﺴﻨﺔ ﺼﻌﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﺃﻓﺭﻏﺕ‬‫ﻤﺨﺎﺯﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺒﺤﺠﺔ ﺘﻐﺫﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻷﻡ‪ ،‬ﻭﺘﻤﻭﻴﻥ ﺍﻟﺠﻴﺵ‪ ،‬ﻓﺎﻨﺘﺸﺭﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻋﺔ ﺒﺸﻜل ﻭﺍﺴﻊ‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺍﻟﻜﻭﺍﺭﺙ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ )ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ‪ ،‬ﺍﻷﻭﺒﺌﺔ(‪ .‬ﻜﻤﺎ ﺍﻨﺘﺸﺭﺕ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻔﻀﺎﺌﺢ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺤـﺴﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭ ﺒﺘﺸﺠﻴﻊ ﻤﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﻓﺭﻨﺴﺎ ‪:‬‬‫ﻤﻨﺫ ﺍﻨﺩﻻﻉ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺸﻌﺭﺕ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺒﺤﺠﺔ‬‫ﺍﻟﺤﺭﺏ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻋﺘﻘﺎل ﺯﻋﻤﺎﺌﻬﺎ ﻭﺘﺸﺭﻴﺩﻫﻡ ﻭﺍﻟﺤﺩ ﻤﻥ ﻜل ﻨﺸﺎﻁﺎﺘﻬﻡ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﺘﻘﺘﺭﺏ ﺃﻜﺜﺭ ﻭﺃﻜﺜﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬـﺎ‬ ‫ﻭ ﻗﺩ ﺘﺠﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻨﺫ ﺩﺨﻭل ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻓﻲ ‪ 8‬ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ‪.1942‬‬‫ﺩﺨﻭل ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺠﻌل ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﻴﻥ ﻴﺴﺎﺭﻋﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺘﺼﺎل ﺒﻬﻡ ﺴﺭﺍ ﻭ ﻋﻼﻨﻴﺔ‬‫ﻤﺩﻓﻭﻋﻴﻥ ﺒﺸﻌﺎﺭ \" ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻓﻲ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ\" ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺩ ﻤﺒﺩﺀﺍ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ ﻤﻥ ﻤﺒﺎﺩﺉ \"ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻷﻁﻠﺴﻲ\"‬‫ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺎﺩﻯ ﺒﻪ ﺭﻭﺯﻓﻠﺕ )ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ( ﻭﺘﺸﺭﺸل )ﺭﺌﻴﺱ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ(‪ .‬ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻠﻔـﺎﺀ‬‫ﺍﻅﻬﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﻫﺩﻓﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﺤﺘﻼل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ‪ ،‬ﻫﻭ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻭﻤﺴﺘﻌﻤﺭﺍﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺯﻴﺔ‪ ،‬ﻤـﻊ ﺃﻥ ﺍﻟـﻭﻁﻨﻴﻴﻥ‬‫ﺍﻅﻬﺭﻭﺍ ﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺩﻫﻡ ﺘﺠﻨﻴﺩ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻓﻲ ﺼﻔﻭﻑ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ‪ .‬ﺭﺩﻫﻡ ﻫﺫﺍ ﺃﻴﻘﻅ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺠﻌﻠﻬﺎ ﺘﻘﺘﺭﺏ ﻤﻥ‬‫ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ‪ ،‬ﻭﺘﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ‪ 3‬ﻓﻴﻔﺭﻱ ‪ .1943‬ﻟﺘﺨﺭﺝ ﺒﺒﻴﺎﻥ ﻤﻭﺤﺩ ﻭﻗﺩ ﻟﻌﺏ \" ﻓﺭﺤـﺎﺕ ﻋﺒـﺎﺱ\" ﺩﻭﺭﺍ‬ ‫ﺒﺎﺭﺯﺍ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ‪.‬‬ ‫ﺒﻴﺎﻥ ﻓﻴﻔﺭﻱ ‪ 1943‬ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﻨﻪ ‪:‬‬ ‫ﻴﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻤـﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﻨـﻀﺎل‬ ‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻀﺩ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻱ‪ .‬ﻓﻘﺩ ﻭﺤﺩ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﻤﻁﺎﻟﺏ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﻜﺩ ﻟﻼﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺘﻌﻁـﺵ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻠﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﻭﻤﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻪ ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ﺇﺩﺍﻨﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫‪ .2‬ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻤﺒﺩﺃ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺭﺓ‬ ‫‪ .3‬ﻤﻨﺢ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺩﺴﺘﻭﺭﺍ ﺨﺎﺼﺎ ﺒﻬﺎ ﻴﻀﻤﻥ ﻟﻬﺎ‪:‬‬ ‫• ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﻴﻥ ﻜل ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻌـﺭﻕ‬‫ﻓﺭﺤﺎﺕ ﻋﺒﺎﺱ‬ ‫ﻭﺍﻟﺩﻴﻥ‪.‬‬ ‫• ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻹﻗﻁﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻔﻼﺤﻴﺔ‪.‬‬ ‫• ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻜﻠﻐﺔ ﺭﺴﻤﻴﺔ ﺒﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ‪.‬‬ ‫• ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺤﻕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ‪.‬‬ ‫• ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺎﻨﻲ ﻭﺍﻹﺠﺒﺎﺭﻱ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﺫﻜﻭﺭﺍ ﻭﺇﻨﺎﺜﺎ‪.‬‬ ‫• ﻓﺼل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ‪.‬‬ ‫• ﺇﺸﺭﺍﻙ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺒﻼﺩﻫﻡ‪.‬‬

‫‪.4‬ﺇﻁﻼﻕ ﺴﺭﺍﺡ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ‪.‬‬‫ﻭﱠﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻌﺏ‪ ،‬ﻭﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﻭﺍﺏ ﻭﺴﻠﻡ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟـﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻡ‬ ‫ﻤﺎﺭﺴﺎل ﺒﻴﺭﺘﻭﻥ‪ ،‬ﻭ ﹸﻗ ‪‬ﺩ ‪‬ﻤﺕ ﻨﺴﺦ ﺇﻟﻰ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ )ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ‪ ،‬ﺇﻨﺠﻠﺘﺭﺍ ﻭ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺎﺘﻲ(‬‫ﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺭﺍل ﺩﻴﻐﻭل )ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺤﺭﺓ( ﻓﻲ ﻟﻨﺩﻥ‪ ،‬ﻭ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﻤﺼﺭ ﺒﺎﻟﻘـﺎﻫﺭﺓ‪ ،‬ﻭ ‪‬ﻋـﺭﺽ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺒﺩﻯ ﺘﺄﻴﻴﺩﺍ ﻭ ﺘﺭﺤﻴﺒﺎ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ‪.‬‬ ‫ﻤﻭﻗﻑ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ‬ ‫ﺘﻔﺎﺠـﺄﺕ ﺍﻟـﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻻﺴـﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺒﻬـﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴـﺎﻥ‪،‬‬ ‫ﻭ ﺘﺄﻜﺩﺕ ﻤﻥ ﻟﻬﺠﺔ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘـﻨﻡ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺘﺤﺩ ﻭﺍﻀﺢ ﻟﺴﻠﻁﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻀﻁﺭ ﺍﻟﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ \"ﻤﺎﺭﺴﺎل‬ ‫ﺒﻴﺭﻭﺘﻭﻥ\" ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﻤـﺸﺭﻭﻉ ﺇﺼـﻼﺤﻲ ﻟﺘﻬﺩﺌـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻭﻀﻊ ﻭﻜﺴﺏ ﺍﻟﻭﻗﺕ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴـﺔ ﻤـﺎ‬‫ﻟﻘﺎﺀ ﺠﻤﻊ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﻭﻴﻅﻬﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ‬ ‫ﺯﺍﻟﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺸﺩﻫﺎ‪ ،‬ﺇﻻ ﺍﻨﻪ ‪‬ﻋ ‪‬ﻭﺽ ﺒﺎﻟﺠﻨﺭﺍل ﻜـﺎﺘﺭﻭ‬‫ﺍﻹﺒﺭﺍﻫﻴﻤﻲ ﻓﻲ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻁﺎﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﺘﻬﺞ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺼﺎﺭﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭ‪ ،‬ﻭ ﻓـﻲ‬ ‫‪ 12‬ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ‪ 1943‬ﺤل ﺩﻴﻐﻭل ﺒﻘﺴﻨﻁﻴﻨﺔ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺃﻋﻠﻥ‬‫ﻟﻠﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻥ ﺇﺼﻼﺤﺎﺕ ﺒﺼﻔﺘﻬﻡ ﻓﺭﻨﺴﻴﻴﻥ‪ ،‬ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﺒﻼﺩﻫﻡ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﻓﺭﻨﺴﺎ‪ ،‬ﻭ ﻤﻤﺎ ﺠـﺎﺀ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻹﺼﻼﺤﺎﺕ ‪:‬‬ ‫• ﻤﻨﺢ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻟﻠﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ‪.‬‬‫• ﺭﻓﻊ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺱ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‪.‬‬‫• ﺘﻭﻅﻴﻑ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻟﻤﻥ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻓﻴﻬﻡ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻔﺭﻨـﺴﺔ )ﺍﻟﻠﻐـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻭﻻﺀ(‪.‬‬‫ﺭﻓﻀﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﺼﻼﺤﺎﺕ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﻗﺩﻴﻤﺔ‪ ،‬ﻭ ﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﺩﻴﻐـﻭل‬ ‫ﺴﻭﻯ ﺍﻤﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻐﻀﺏ ﻭﺘﻬﺩﺌﺔ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ‪.‬‬‫ﻭ ﻓﻲ ‪ 7‬ﻤﺎﺭﺱ ‪ ،1944‬ﺃﺼﺩﺭﺕ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻻ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺴﺎﺒﻘﺎﺘﻬﺎ‪ .‬ﺒﻘﻴـﺕ ﻓﺭﻨـﺴﺎ ﺘﻤﺎﻁـل‬ ‫ﻭ ﺘﻬﺩﺩ ﻭ ﺘﺭﺍﻭﻍ ﻟﻜﺴﺏ ﺍﻟﻭﻗﺕ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ ‪.1945‬‬ ‫ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻫﻴﺏ ﻭﺍﻟﺘﺭﻏﻴﺏ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ‪:‬‬‫ﻴﻌﺩ ﻴﻭﻡ ‪ 8‬ﻤﺎﻱ ‪ 1945‬ﻫﻭ ﻴﻭﻡ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻤﺄﺴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﺨﺭﺠﺕ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻓﺭﺤﺘﻬﺎ‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫـﺫﺍ‬‫ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻫﻭ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻤﺄﺴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻟﻠﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﺘﻌﺭﺽ ﻟﻤﺠﺯﺭﺓ ﺭﻫﻴﺒﺔ‪ ،‬ﻟﻴﺴﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺏ‬‫ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﺘﻌﺭﺽ ﻟﺫﻟﻙ ﻤﻨﺫ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺠﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﻋﺼﺭ ﺃﺼﺒﺢ ﺸﻌﺎﺭ \"ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻓﻲ ﺘﻘﺭﻴـﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ\" ﺘﻨﺎﺩﻱ ﺒﻪ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻤﺎﺫﺍ ﻴﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ؟‬ ‫‪ -‬ﻤﺎ ﻫﻲ ﻨﺘﺎﺌﺠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ؟‬ ‫ﻤﺠﺎﺯﺭ ‪ 8‬ﻤﺎﻱ ‪) 1945‬ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻭ ﻨﺘﺎﺌﺞ(‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪1‬‬ ‫ﻗﺎل ﺍﻟﺒﺸﻴﺭ ﺍﻹﺒﺭﺍﻫﻴﻤﻲ ﻭﺍﺼﻔﺎ ﺤﻭﺍﺩﺙ ‪ 8‬ﻤﺎﻱ ‪: 1945‬‬ ‫\" ﻟﻭ ﺃﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﹸﻜﺘﺏ ﺒﺄﻗﻼﻡ ﻤﻥ ﻨﻭﺭ‪ ،‬ﺜﻡ ‪‬ﺴ ‪‬ﺠل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟ ‪‬ﻤﺨﺯﻱ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ‪ ،‬ﻤﺫﺍﺒﺢ ﺴﻁﻴﻑ ﻭ‬ ‫ﺨﺭﺍﻁﺔ ﻭ ﻗﺎﻟﻤﺔ ﹶﻟ ﹶﻁﻤ‪‬ﺱ‪ ‬ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻜﻠﻪ\"‪.‬‬ ‫ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺨﺭﺝ ﺍﻟـﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭﻱ ﺒـﺈﺫﻥ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻓـﺭﺤﺘﻬﻡ ﺒﻨﻬﺎﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺒﻌﻭﺩﺓ ﺃﻫﺎﻟﻴﻬﻡ ﻤـﻥ ﺠﺒﻬـﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻘﺘﺎل ﻭﻤﻥ ﺴﺠﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺯﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ‪ ،‬ﻭ ﻤﻥ ﺠﻬـﺔ ﺃﺨـﺭﻯ‪،‬‬ ‫ﺒﺎﻨﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻤﻥ ﻁـﺭﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺨـﻼل ﺍﻟﺤـﺭﺏ‪ .‬ﻜﺎﻨـﺕ ﺍﻟﻤـﺴﻴﺭﺍﺕ ﺴـﻠﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭ ﻤﺭﺨﺼﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻥ ﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﻭﺍﺠﻬﻬﺎ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺒﻜل ﻭﺤﺸﻴﺔ‪،‬‬‫ﻤﺭﺘﻜﺒﺎ ﻤﺠﺎﺯﺭ ﺭﻫﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﺴﻁﻴﻑ‪ ،‬ﻗﺎﻟﻤﺔ‪ ،‬ﻋﻨﺎﺒﺔ‪ ،‬ﻭﺨﺭﺍﻁﺔ ﺜﻡ ﺍﻤﺘﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻜﺎﻤل ﺍﻟﺘﺭﺍﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ‬‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﻜل ﺍﻟﻤﻌﻤﺭﻴﻥ‪ ،‬ﻤﻥ ﻋﺴﻜﺭﻴﻴﻥ ﻭ ﻤـﺩﻨﻴﻴﻥ‪،‬‬‫ﻤﺴﺘﻌﻤﻠﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻜل ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻷﺴﻠﺤﺔ‪ ،‬ﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺤﺭﺒﺎ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ‬‫ﻋﻠﻰ ﺸﻌﺏ ﺍﻋﺯل ﺩﻭﻥ ﺘﻤﻴﻴﺯ) ﻟﻘﺩ ﺍﻨﺘﻬﺕ ﺍﻟﺤـﺭﺏ ﻓـﻲ‬‫ﺒﺭﻟﻴﻥ ﻴﻭﻡ ‪ 7‬ﻤﺎﻱ ﻭ ﺒﺩﺃﺕ ﻓﻲ ‪ 8‬ﻤﺎﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ( ﻜﻤﺎ‬ ‫ﻭﺼﻔﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﻴﺭ ﺍﻹﺒﺭﺍﻫﻴﻤﻲ‪.‬‬ ‫ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻭﺃﺴﺒﺎﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﺯﺭﺓ ‪:‬‬‫ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺠﺎﺯﺭ ‪ 8‬ﻤﺎﻱ ‪ 45‬ﻤﺩﺒﺭﺓ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ‪ ،‬ﺃﺭﺍﺩ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺌﻬﺎ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻑ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ‬ ‫ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻭ ﺩﻭﺍﻓﻊ‪ ،‬ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ ‪:‬‬

‫‪ .1‬ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺱ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﺘﺤـﺭﺭﻱ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﻬﺩ‪ ،‬ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﻀﻊ ﺤﺩ ﻟﻠﺼﺤﻭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺘﻭﻟﺩﺕ ﺨﻼل ﺍﻟﺤﺭﺏ‪ ،‬ﻭ ﻤﺎ ﺃﺤﺩﺜﺘﻪ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ‬ ‫)‪ 3‬ﻓﻴﻔﺭﻱ ‪ (1943‬ﻤﻥ ﺇﺯﻋﺎﺝ ﻭ ﻗﻠـﻕ ﻟـﻺﺩﺍﺭﺓ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺠﺯﺭﺓ ﺘﻌﺩ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺍﻨﺘﻘﺎﻡ ﻭ ﻗﺘـل‬ ‫ﻭ ﺘﺭﻫﻴﺏ ﻟﻠﺸﻌﺏ ﻭ ﺤﺭﻜﺘﻪ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻠﺠﻴﺵ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﻬﺎﺭﺕ‬ ‫ﻤﻌﻨﻭﻴﺎﺘﻪ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻬﺯﺍﺌﻡ ﺨﻼل ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪ .3‬ﺘﺭﻫﻴﺏ ﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻭ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺘﺠﺭﺃ ﻭﺘﻁﺎﻟﺏ ﺒﺎﻻﺴﺘﻘﻼل‪.‬‬ ‫‪ .4‬ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﺘﺩﺨل ﻀﻤﻥ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻹﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﺘﻬﺠﺘﻬﺎ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻓﻲ ﺤﻕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﻤﻨﺫ ﺍﻻﺤﺘﻼل‪.‬‬ ‫ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻤﺠﺎﺯﺭ ‪ 8‬ﻤﺎﻱ ‪ 1945‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ‪:‬‬‫ﺘﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻤﻥ ﺃﺨﻁﺭ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤﺕ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭ‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺃﺨﻁﺭ ﻤﺎ ﻗﺎﻤﺕ ﺒﻪ ‪:‬‬‫‪ -‬ﻗﺘل ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ‪ 45000‬ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺩﻭﻥ ﺘﻤﻴﻴﺯ‪ ،‬ﻭﺩﻙ ‪ 45‬ﻗﺭﻴﺔ‪ ،‬ﻗﺼﻔﺕ ﺒﺭﺍ ﻭ ﺠـﻭﺍ ﻭ ﺒﺤـﺭﺍ ﺇﻥ‬‫ﻜﺎﻨﺕ ﺴﺎﺤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻹﻋﺩﺍﻡ ﺒﺸﻜل ﻋﺸﻭﺍﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻥ ‪ 181‬ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‪ ،‬ﻭﺍﻋﺘﻘﺎل ﺃﻜﺜـﺭ‬ ‫ﻤﻥ ‪ 6000‬ﻤﻌﺘﻘل‪.‬‬‫‪ -‬ﺤل ﻜل ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻼﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺒﺩﻭﻥ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ‪ ،‬ﻭ ﻤﻁﺎﺭﺓ ﻜل ﺍﻟﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﻴﻥ ﻭ ﺤﻜﻡ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺒﺎﻟﻤﺅﺒﺩ‪.‬‬ ‫ﺍﻨﻌﻜﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ‪:‬‬‫ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﺩﺭﻱ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻨﺩﻓﺎﻋﻪ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ ﻓﻲ ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻐﻴـﺭ‬ ‫ﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺒﺩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ‪ .‬ﻜﻴﻑ ﺫﻟﻙ ؟‬‫‪ -1‬ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺯﺭﺓ ﺃﺤﺩﺜﺕ ﻨﻘﻁﺔ ﺍﻨﻁﻼﻕ ﻷﺴﻠﻭﺏ ﺠﺩﻴﺩ ﻟﻠﻨﻀﺎل ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺘﺄﻜﺩ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻭﺍﻟﺤﺭﻜﺔ‬ ‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﺒﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻼﻋﻨﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ‪.‬‬‫‪ -2‬ﺍﻻﺴﺘﻨﻜﺎﺭ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﻟﻠﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺨﺎﺼﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ‪ ،‬ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﺯﺭﺓ ﺃﺤﺭﺝ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻭ ﺠﻌﻠﻬﺎ‬‫ﺘﻐﻴﺭ ﻤﻥ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ‪ .‬ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻀﻁﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﻟﺘﻌﻭﺩ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﺇﻟﻰ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻹﻏﺭﺍﺀ‪ ،‬ﻓﺄﻫﻡ ﻤﺎ ﻗﺎﻤﺕ‬‫ﺒﻪ ﺘﻌﺒﻴﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻔﻭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ‪ 16‬ﻤﺎﺭﺱ ‪ ،1946‬ﺍﻟﺫﻱ ﺸﻤل ﻜل ﺯﻋﻤﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ‪: 1946‬‬‫ﺍﺴﺘﻐﻠﺕ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻬﺭﺕ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺘﻴل‬ ‫ﻭ ﺒﻌﺩ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻔﻭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺘﺴﺘﻌﻴﺩ ﻨﺸﺎﻁﻬﺎ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﺒﺘﺴﻤﻴﺎﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭ ﻫﻲ ﻜﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ‪:‬‬ ‫‪.1‬ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻨﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ‪:‬‬‫ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻘﺩ ﺃﻭل ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺴﺭﻱ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻓﻴﻔـﺭﻱ ‪ 1947‬ﻟﻭﻀـﻊ‬‫ﺒﺭﻨﺎﻤﺠﻪ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ‪ ،‬ﻭ ﻓﻴﻪ ﻭﻗﻊ ﺨﻼﻑ ﺸﺩﻴﺩ ﺒﻴﻥ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﺍﻹﻋﺩﺍﺩ ﻟﻠﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ‪ ،‬ﻭ ﺒـﻴﻥ ﻤﻭﺍﺼـﻠﺔ‬‫ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﻠﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﺍﻟﺨﻼﻑ‪ ،‬ﺍﻗﺭ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻨﻬﺠـﻴﻥ ﺃﻱ‬‫ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﻠﻨﻲ‪ ،‬ﺃﻤﺎ ﺠﻨﺎﺤﻪ ﺍﻟﺴﺭﻱ‪ ،‬ﻓ‪‬ﻴ ﹶﻜﱠﻠﻑ ﺒﺎﻟﺘﺤﻀﻴﺭ ﻟﻠﻌﻤل ﺍﻟﻤـﺴﻠﺢ ﻭﻴﺒﻘـﻰ ﺘﺎﺒﻌـﺎ ﻟﻠﺘـﺴﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ)ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻌﺏ(‪ ،‬ﻓﺘ ﹶﻜ ‪‬ﻭﻨﺕ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ ﺸﺒﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ)‪.(O S‬‬‫‪.2‬ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻟﻠﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ‪ :‬ﺃﺴﺴﻪ ﻓﺭﺤﺎﺕ ﻋﺒﺎﺱ ﺒﻌﺩ ﺍﻹﻓﺭﺍﺝ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ‪ 16‬ﻤـﺎﺭﺱ ‪1946‬‬‫ﺒﺩل )ﺤﺯﺏ ﺃﺤﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ(‪ .‬ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻁﺎﻟﺒﻪ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩﻤﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴـﺔ‪،‬‬‫ﻤﻀﻴﻔﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ )ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻔﺭﻨﺴﺎ ﻭﻟﻭ ﺒﺩﻭﻥ ‪‬ﻋﹶﻠﻡ( ﻭ ﻜﺎﻥ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﺎﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟـﺴﻠﻤﻴﺔ‬‫ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻀﺎل‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﻴﺔ‪ .‬ﻤﺒﺎﺩﺌﻪ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻫﺫﻩ‪ ،‬ﺠﻌﻠﺕ ﺤﺯﺒﻪ ﻻ ﻴﺤﻅﻰ ﺒﺎﻟﺘﺄﻴﻴﺩ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ‪.‬‬‫‪ .3‬ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ‪ :‬ﺤﺎﻓﻅﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﻤﻬﺎ ﻭ ﻜﺜﻔﺕ ﻤﻥ ﻨﺸﺎﻁﺎﺘﻬﺎ ﺍﻹﺼـﻼﺤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـﺔ‪،‬‬ ‫ﻭ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺇﻨﺠﺎﺯﺍﺘﻬﺎ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻤﻌﻬﺩ ﺍﺒﻥ ﺒﺎﺩﻴﺱ ﺒﻘﺴﻨﻁﻴﻨﺔ ﺴﻨﺔ ‪.1947‬‬ ‫دﺳﺘﻮر ‪ 1947‬و ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﻬﺪﺋﺔ ‪:‬‬‫ﺘﺨﻭﻓﺕ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻤﻥ ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺒﺩﺕ ﺤﻤﺎﺴﺎ ﺸﺩﻴﺩﺍ ﺨﺎﺼﺔ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻭﺠـﻪ‬ ‫ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﺃﺼﺒﺢ ﻴﻤﻴل ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺃﻜﺜﺭ ﺒﺴﺒﺏ ﺘﺼﺎﻋﺩ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻜﺭﺍﻫﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻡ‪.‬‬ ‫ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻤﺘﺨﻭﻓﺔ ﻤﻥ ﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‪ .‬ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻟﺠﺄﺕ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﻬﺩﺌﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺩﻨﺔ ؟‬‫ﻋﺯﻴﺯﻱ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ‪ :‬ﻟﻺﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻨﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ‪ ،‬ﻭ ﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﻘﺭﺃ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ‪:‬‬ ‫ﺱ‪ .1‬ﻜﻴﻑ ﺨﺭﺠﺕ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ؟‬‫ﺝ – ﺨﺭﺠﺕ ﻤﻨﻬﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﻭﺍﺤﻲ ﺴﻴﺎﺴﻴﺎ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻜﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨـﺕ ﺃﺭﺍﻀـﻴﻬﺎ‬ ‫ﺠﺒﻬﺎﺕ ﻗﺘﺎل‪.‬‬ ‫ﺱ‪ .2‬ﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﺨﻁﺭ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻋﻤﺕ ﺠﺯﺀﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﺃﺼﺒﺤﺕ ﺘﻘﻠﻕ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﻜﻔﺭﻨﺴﺎ ؟‬‫ﺝ‪ -‬ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ‪ ،‬ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﻋﺩﺓ ﺩﻭل ﻓﻲ ﺁﺴﻴﺎ)ﺍﻟﻔﻠﺒـﻴﻥ ‪ -1946‬ﺍﻟﻬﻨـﺩ‬‫ﻭﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻥ ‪ (...1947‬ﻭﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ )ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ‪ ،(1946‬ﻤﻤﺎ ﺠﻌل ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺘﺨﺸﻰ ﻤﻥ ﺍﻨﺘﻘﺎل ﻫـﺫﻩ‬‫ﺍﻟﻤﻭﺠﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺸﻌﺏ ﻋﺎﻨﻰ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻁﻴﻠﺔ ‪ 116‬ﺴﻨﺔ‪ ،‬ﺨﺎﺼﺔ ﻭ ﺃﻥ ﻜل ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻤﻭﺍﺘﻴﺔ‪ :‬ﺸﻌﺏ‬ ‫ﻤﺴﺘﻌﺩ ﻨﻔﺴﻴﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ‪ ،‬ﻭﺃﺤﺯﺍﺏ ﺘﺘﻨﺎﻓﺱ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻌﺏ‪.‬‬

‫ﺜﺭﻭﺍﺕ ﻤﻜﺩﺴﺔ ﻟﻠﺘﺼﺩﻴﺭ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺱ‪.3‬ﺒﻤﺎﺫﺍ ﺘﻤﺘﺎﺯ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻋﻥ ﺠﺎﺭﺘﻴﻬﺎ؟‬ ‫ﻓﺭﻨﺴﺎ‬ ‫ﺝ‪ -‬ﻤﺴﺎﺤﺔ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻭﺜﺭﻭﺍﺕ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﺒﺎﻁﻨﻴﺔ ﻭﺴـﻁﺤﻴﺔ ﻭﻴـﺩ‬ ‫ﻋﺎﻤﻠﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﺨﺭﺠﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎﺭﺓ ﻜﻤﺎ ﺴﻠﻑ ﻟﺫﻟﻙ ﺤﺭﺼﺕ ﻓﺭﻨﺴﺎ‬ ‫ﺃﻥ ﺘﻨﻬﺽ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺒـﺸﺭﻱ‬ ‫ﺃﻱ ﺭﺒﻁ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟـﻭﻁﻥ ﺍﻷﻡ )ﻓﺭﻨـﺴﺎ(‬ ‫ﻭﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﻴﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺎﻨﻌﻬﺎ ﻭﺃﺭﺍﻀﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺨﺭﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺭﺏ‪.‬‬ ‫ﺱ‪ .4‬ﻤﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻵﺴﻴﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺒـﺩﺃ ﻴﺨﻁـﻁ ﻹﻋـﻼﻥ‬ ‫ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻤﻨﺫ ‪ 1946‬؟‬ ‫ﺝ‪ -‬ﻫﻭ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻔﻴﺘﻨﺎﻤﻲ‪ ،‬ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻔﺭﻨﺴﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﺠـﺔ‬ ‫ﻤﺎﺴﺔ ﻟﺘﺠﻨﻴﺩ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺒـﺸﺭﻴﺔ ﺘـﺩﻓﻌﻬﺎ ﻜﺎﻟﻌـﺎﺩﺓ ﻓـﻲ‬ ‫ﺤﺭﻭﺒﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻭﺠﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭﻱ ﻀـﺎﻟﺘﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺩﺓ ﺤﻴﺙ ﺃﺭﺴﻠﺕ ﻤﻨﻬﻡ ﻋﺩﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻨﺩ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ‪.‬‬‫ﺜﺭﻭﺍﺕ ﻤﻌﺩﻨﻴﺔ)ﻤﻨﺠﻡ ﺍﻟﻔﺤﻡ ﺒﺎﻟﻘﻨﺎﺩﺴﺔ(‬ ‫ﺱ‪ .5‬ﻓﻲ ﺭﺃﻴﻙ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺩﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻴﺒﻘﻰ ﻋﺎﺌﻘﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ﻭﺠﻪ ﻓﺭﻨﺴﺎ ؟ ﻭﻜﻴﻑ ﺴﺘﺘﺨﻠﺹ ﻤﻨﻪ ؟‪.‬‬ ‫ﺝ‪ -‬ﺘﻌﺩ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﻓﺭﻨﺴﺎ )‪ 8‬ﻤﺎﻱ ‪ (1945‬ﻓﻲ ﺤﻕ ﺍﻟـﺸﻌﺏ‬ ‫ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﻜﻭﻥ ﻋﺎﺌﻘﺎ ﻟﻜل ﺴﻴﺎﺴـﺎﺕ ﻓﺭﻨـﺴﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ ﺘﻅﺎﻫﺭﺕ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺒﺎﻟﺘﺭﺍﺠﻊ‬ ‫ﻋﻤﺎ ﺍﻗﺘﺭﻓﺘﻪ ﺒﺎﻟﻨﺩﻡ ﻭ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻭ ﺃﻋﻠﻨﺕ ﻋﻥ ﺘﻐﻴﻴﺭﺍﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‬‫ﻴﺩ ﻋﺎﻤﻠﺔ ﺭﺨﻴﺼﺔ‬ ‫ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ‪: 1947‬‬‫ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻟﻴﺱ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﻭ ﻻ ﺩﺴﺘﻭﺭﺍ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺘﻌﺴﻔﻴﺔ ﺃﺼﺩﺭﺘﻬﺎ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻟﻠﻤﺭﺍﻭﻏـﺔ ﻭ ﻜـﺴﺏ‬‫ﺍﻟﻭﻗﺕ‪ ،‬ﻤﻥ ﺠﻬﺔ‪ ،‬ﻭ ﺘﻬﺩﺌﺔ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺒﻌﺩ ﻤﺠﺯﺭﺓ ‪ 8‬ﻤﺎﻱ ‪ 1945‬ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ‪ ،‬ﺃﻱ ﺃﻨﻙ ﺇﺫﺍ ﻋـﺩﺕ ﺇﻟـﻰ‬‫ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﺭﺤﻨﺎﻫﺎ ﻭﺃﺠﺒﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ‪ ،‬ﺴﺘﺘﺒﻴﻥ ﻟﻙ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺼﺩﻭﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ‪.‬‬

‫ﺃﺼﺩﺭ ﻫﺫﺍ )ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺠﺯﺍﺌﺭ( ﺤﻜﻭﻤﺔ ) ‪‬ﺭ ‪‬ﻤﺎﺩﻱ( ﻓﻲ )‪ 30‬ﺴـﺒﺘﻤﺒﺭ ‪ (1947‬ﻴﺘﻨـﺎﻭل ﺍﻟﻨﻘـﺎﻁ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬‫‪ -1‬ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻗﻁﻌﺔ ﻓﺭﻨﺴﻴﺔ ﺘﺘﺄﻟﻑ ﻤﻥ )‪ (3‬ﻭﻻﻴﺎﺕ ﻴﺘﺴﺎﻭﻯ ﺴـﻜﺎﻨﻬﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﺤﻘـﻭﻕ ﻭ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒـﺎﺕ‬ ‫ﻭﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻡ ﻓﺭﻨﺴﻴﺔ‪.‬‬‫‪ -2‬ﻴﺤﺎﻓﻅ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻟﺘﻬﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﻻ ﻴﺤﻭل ﺫﻟﻙ ﺒﻴـﻨﻬﻡ ﻭﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺤﻘـﻭﻕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‪.‬‬‫‪ -3‬ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺘﺤﺕ ﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ) ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ( ﺒﻨﻅﺎﻡ ﺨﺎﺹ ﻭ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺫﻟﻙ‬‫ﺇﻨﺸﺎﺀ \"ﻤﺠﻠﺱ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ\" ﻴﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻭﻥ ﻭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﻤﻨﺎﺼﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤـﻭﻉ‬ ‫‪ 120‬ﻨﺎﺌﺒﺎ ﻭ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﺔ ﻤﺘﺩﺍﻭﻟﺔ ﻜل ﺴﻨﺔ‪.‬‬ ‫ﻴﺨﺘﺹ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻴﺯﺍﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭ ﻭﺍﻟﻤـﺸﺎﺭﻴﻊ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﻗﺭﺍﺭﺍﺘﻪ ﻻ ﺘﺼﺒﺢ ﻨﺎﻓﺫﺓ ﺇ ﱠﻻ ﺇﺫﺍ ﻭﺍﻓﻘﺕ ﻋﻠﻴﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﺒﺎﺭﻴﺱ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺯﺩﻭﺠﺔ ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌـﺴﻜﺭﻱ‬ ‫ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻐﺔ ﺭﺴﻤﻴﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ‬‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‪ -‬ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ‬ ‫ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﻔﺼﻭﻻ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ‪.‬‬ ‫‪ -6‬ﻴﺘﺄﻟﻑ ﺤﻭل ﺍﻟﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ \"ﻤﺠﻠـﺱ ﺤﻜﻭﻤـﺔ\" ﻤـﻥ‬ ‫‪ 6‬ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻴﻌـﻴﻥ ﺍﻟـﻭﺍﻟﻲ )‪ (2‬ﻭﻴﻨﺘﺨـﺏ ﺍﻟﻤﺠﻠـﺱ‬ ‫ﺒﻘﺴﻤﻴﻪ)‪ (2‬ﺜﻡ ﺭﺌـﻴﺱ ﻭﻨﺎﺌﺒـﻪ )‪ 3‬ﺃﻭﺭﻭﺒﻴـﻴﻥ – ‪3‬‬ ‫ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ( ﻴﻨﻅﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴـﺫ ﻗـﺭﺍﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻪ‪.‬‬ ‫ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ‪: 1947‬‬ ‫• ﻟﻘﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺒﻤﺎ‬‫ﻓﻴﻬﺎ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻜﻤﺎ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﺭ ﺘﺅﻴﺩ ﺠﻨﺎﺤﻬﺎ ﺍﻟﺴﺭﻱ )ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ( ﻓـﻲ ﻋﻤﻠﻬـﺎ‬‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻜﻤﺎ ﺍﺴﺘﻘﺎل ﻨﻭﺍﺏ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻱ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺍﺤﺘﺠﺎﺠﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺍﺴﺘﺸﺎﺭﺘﻪ‬ ‫ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﻤﻭﺍﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ‪.‬‬‫• ﺩﻤﺠﺕ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ‪ ،‬ﻭﻜﻭﻨﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻭﺍﺩﺍ ﺍﻋﺘﺒﺭﺘﻬﺎ ﺩﺴﺘﻭﺭﺍ ﻤﺒﺘﻌﺩﺓ ﺒﺫﻟﻙ ﻋﻥ‬‫ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺒﻴﺎﻥ ‪ 3‬ﻓﻴﻔﺭﻱ ‪ 1943‬ﺍﻻﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺄﻜﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ‪ ،‬ﺭﺒﻁ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺒﻔﺭﻨﺴﺎ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘـﻪ ﺍﻷﻭﻟـﻰ‪،‬‬‫ﻭ ﻜﺄﻨﻬﺎ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﻟﻠﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺘﻁﺎﻟﺒﻬﺎ ﺒﺈﻟﻐﺎﺀ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﻤﻥ ﻨﺸﺎﻁﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ‪ .‬ﻜﻤـﺎ ﺃﻨـﻪ ﺃﻋﻁـﻰ‬

‫ﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻟﻠﻤﻌﻤـﺭﻴﻥ ﻤـﻥ ﺨـﻼل ﺍﻟﻤﺠﻠـﺱ‬ ‫ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‪ ،‬ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻴﺱ ﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺘﻪ ﺃﻱ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺒﺩﻭﻥ ﻤﻭﺍﻓﻘﺔ‬ ‫ﺒﺎﺭﻴﺱ‪ .‬ﻟﺫﻟﻙ ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﻫـﻭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻬﺩﺌﺔ‪ ،‬ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻬﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺍﺭﺘﻜﺒﺘﻬـﺎ‬ ‫ﻓﺄﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺘﻅﻬﺭ ﻟﻠﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺒﻤﻅﻬﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﻠﺢ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺠﻴﺏ ﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺸﻌﺏ‪.‬‬ ‫• ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﻤﺭﻭﻥ‪ ،‬ﻓﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺭﺤﺏ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﻟﻜﻭﻨﻪ‬‫ﺘﻜﺘﺏ ﺼﺤﻴﻔﺘﻬﻡ‪\" :‬ﺘﺯﻭﻴﺭ ﻭﻋﻨﻑ ﻓﻲ‬ ‫ﻤﻨﺤﻬﻡ ﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ\"‬ ‫ﻟﻠﺠﺯﺍﺌﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭﻱ ﻭ ﻤـﻨﻬﻡ ﻤـﻥ‬ ‫ﺭﻓﻀﻪ ﻟﻜﻭﻨﻪ ﺴ ‪‬ﻭﻯ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻭﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭﻴﻴﻥ‪ ،‬ﻟـﺫﻟﻙ‬‫ﺍﻨﻁﻠﻘﻭﺍ ﻴﺨﻁﻁﻭﻥ ﻟﺘﻌﻁﻴل ﻤﻭﺍﺩﻩ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺯﻭﻴـﺭ ﺍﻟﻔـﺎﺩﺡ‬‫ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻡ ﺒﻪ )ﻨﺎﻴﺠﻼﻥ( ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻓﻲ ﺃﻭل ﺍﻨﺘﺨﺎﺏ ﻟﻠﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻨﺘﺎﺌﺠـﻪ‬‫ﻜﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ‪ :‬ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﻭﻥ )‪ 41‬ﻨﺎﺌﺒﺎ( – ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﻭﻥ )‪ - (2‬ﺤﺯﺏ ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﺭ )‪ - (9‬ﺃﺤﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ )‪.(8‬‬‫‪ -‬ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺯﻭﻴﺭ ﺯﺍﺩ ﻤﻥ ﺴﺨﻁ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭ ﺘﻜﺘﻠﻬﺎ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺭ ﻭﻜﺎﻥ ﺭﺩ ﻓﻌﻠﻪ‪ ،‬ﻗﻤـﻊ ﺍﻟﺯﻋﻤـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﻴﻥ‪ ،‬ﻭ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ‪.‬‬‫ﻭ ﻓﻲ ﻓﻴﻔﺭﻱ ‪ 1951‬ﻜﺭﺭ ﺍﻟﺘﻼﻋﺏ ﺒﺎﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﺤﻴﺙ ﺨـﺴﺭ ﺍﻟﺤﺯﺒـﺎﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴـﺎﻥ ‪ 5‬ﻤﻘﺎﻋـﺩ‬‫)‪ 4‬ﻟﻠﺤﺯﺏ ﺍﻷﻭل ‪ 1‬ﻟﻠﺤﺯﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ(‪ ،‬ﺇﺫ ﻟﻡ ﻴﻨل ﺍﻟﺤﺯﺒﺎﻥ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ‪ 12‬ﻤﻘﻌﺩﺍ‪.‬‬ ‫ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ ‪:‬‬ ‫ﺃﻨﺸﺄﺘﻬﺎ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟـﺸﺒﺎﺏ ﻤﺘﺤﻤـﺴﺔ ﻟﻠﻜﻔـﺎﺡ ﺍﻟﻤـﺴﻠﺢ ﻀـﺩ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ‪ ،‬ﻴﺌﺴﺕ ﻤﻥ ﻤـﺴﺎﻟﻤﺔ ﺍﻟﻌـﺩﻭ ﻭ ﻤـﻥ ﺠﺭﺍﺌﻤـﻪ ﻭ ﺘﻼﻋﺒﺎﺘـﻪ‪،‬‬ ‫ﻭ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺘﺅﻤﻥ ﺒﺎﻻﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺘﺎﻡ‪ .‬ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺃﺤﺩﺙ ﺨﻼﻓﺎﺕ ﻓﻲ ﺼﻔﻭﻑ‬ ‫ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﺴﻤﻪ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻨﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴـﺔ‪،‬‬ ‫ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺤﺴﻤﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻲ ﻟﻠﺤﺯﺏ ﻓﻲ ‪ 15‬ﻓﻴﻔﺭﻱ‪ ،1947‬ﺤﻴﺙ‬ ‫ﺨﺭﺝ ﺒﻘﺭﺍﺭ ﺃﺭﻀﻰ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ )ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺠل ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻭ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ(‬ ‫ﻓﺄﻨﺸﺄﺕ )ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ( ﺒﺭﺁﺴﺔ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻠﻭﺯﺩﺍﺩ‪ ،‬ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻭﻜﻠﺕ ﻟﻪ ﻤﻬﻤـﺔ‬ ‫ﺘﺸﻜﻴل ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺴﺭﻱ ﻋﺴﻜﺭﻱ ﻟﻺﻋﺩﺍﺩ ﻟﻠﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ‪ .‬ﺍﻨﻁﻠـﻕ ﺒﻠـﻭﺯﺩﺍﺩ‬ ‫ﻴﺘﺼل ﺒﺎﻟﻤﻨﺎﻀﻠﻴﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻥ ﻟﺘﻨﺼﻴﺏ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ‪ ،‬ﻭ ﻤﻥ ﺍﺒﺭﺯ ﺃﻋـﻀﺎﺌﻬﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻠﻭﺯﺩﺍﺩ‬ ‫)ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ‪ ،‬ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺒﻠﺔ‪ ،‬ﺤﺴﻴﻥ ﺁﻴﺕ ﺃﺤﻤـﺩ…(‪ ،‬ﻭ ﺠﻤـﻊ ﺍﻷﺴـﻠﺤﺔ‬‫ﻭﺃﻋﺩ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﻟﻠﺘﺩﺭﻴﺏ‪ ...‬ﺒﺎﺸﺭﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ‪ ،1950-1948‬ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻓﺩﺍﺌﻴﺔ‪ ،‬ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬـﺎ‬

‫ﺍﻟﻬﺠﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﻴﺩ ﻭﻫﺭﺍﻥ‪ ،‬ﻭﻤﻨﺠﻡ ﺍﻟﻭﻨﺯﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ… ﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪ 1950‬ﺍﻜﺘﺸﻔﺕ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤـﺔ‬‫ﻭ ُﺃﹾﻟِﻘ ‪‬ﻲ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ‪ 300‬ﻤﻥ ﺃﻋﻀﺎﺌﻬﺎ ﻭﺍﺨﺘﻔﻰ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ‪ ،‬ﻟﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻨﻭﺍﺓ ﺍﻟﻤﻔﺠﺭﺓ ﻟﺜﻭﺭﺓ‬ ‫ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ‪.1954‬‬‫ﻜﺨﻼﺼﺔ ﻟﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃ ‪‬ﻥ ﻤﻌﺎﻨﺎﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻅﻴﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻜﺎﻨـﺕ‬‫ﺘﻨﻐﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻴﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺘﻴل ﺃﻭ ﺍﻻﻨﻔﺘﺎﺡ ﻓﺘﻨﻁﻠﻕ ﻓـﻲ ﺴﻴﺎﺴـﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﻭﻏـﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻼﻋـﺏ‬ ‫ﺒﺎﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ‪.‬‬‫ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻅﺎﻫﺭﻫﺎ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻫﻲ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻨﺕ ﻋﻥ ﻤﻘﺎﻁﻌﺘﻬﺎ ﻟﻠﻭﻋﻭﺩ‬ ‫ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺯﻋﻭﻤﺔ ﻭﺩﺨل ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﺴﺘﻨﻔﺎﺭ ﻭﻏﻀﺏ ﺘﻤﻬﻴﺩﺍ ﻟﺘﻔﺠﻴﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ‪.1954‬‬ ‫ﺃﺯﻤﺔ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻨﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪1‬‬ ‫\" ﺃﻤﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﻴﺼﺒﺢ ﻋﻼﺠﻬﺎ ﻤـﺴﺘﺤﻴﻼ‪ ،‬ﺭﺃﺕ‬ ‫ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻀﻠﻴﻥ ﺍﻟﻭﺍﻋﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺠﻤﻌﺕ ﺤﻭﻟﻬﺎ ﺍﻏﻠﺏ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼـﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺯﺍل ﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭ ﻤﺼﻤﻤﺔ‪ ،‬ﺇﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻗﺩ ﺤﺎﻥ ﻹﺨﺭﺍﺝ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤـﺄﺯﻕ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻭﻗﻌﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﺼﺭﺍﻉ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺕ ﻟﺩﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺭﻜﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺠﺎﻨﺏ ﺇﺨﻭﺍﻨﻨﺎ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﻨﺴﻴﻴﻥ\"‪.‬‬ ‫ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ‪1954‬‬ ‫• ﻤﺎ ﻫﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺘﻲ ‪‬ﻴﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﻴﺼﺒﺢ ﻋﻼﺠﻬﺎ ﻤﺴﺘﺤﻴﻼ؟‬ ‫• ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ ‪:‬‬‫‪ -‬ﺤﺎﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻹﺨﺭﺍﺝ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻭﻗﻌﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﺼﺭﺍﻉ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ‪ .‬ﻤﺎ ﺍﻟﻤﻘـﺼﻭﺩ‬ ‫ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ؟‬ ‫ﻋﺯﻴﺯﻱ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ‪:‬‬‫ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺘﻌﺭﻓﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻗﺎﻤﺕ ﺒﻪ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻤﻥ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺘﻴل ﺜﻡ ﺘﻅـﺎﻫﺭﺕ‬‫ﺒﺎﻟﻠﻴﻭﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺭﻏﻴﺏ‪ ،‬ﻭ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺘﻼﻋﺏ ﺒﺎﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﻭ ﻫﻲ ﻭﺴـﻴﻠﺔ ﻟﺘﻬﻤـﻴﺵ ﺍﻟﺘﻴـﺎﺭ ﺍﻟـﻭﻁﻨﻲ‬‫ﺍﻟﻤﺨﻠﺹ‪ ،‬ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺒﻠﻐﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺅﻭﺱ ﻤﻨﻬﺎ ‪ :‬ﻓﻘﺭ‪ ،‬ﻤﺠﺎﻋﺔ‪ ،‬ﺃﻤـﺭﺍﺽ‪ ،‬ﺃﻤﻴـﺔ‬‫ﻭﺠﻬل‪ ،‬ﺜﻡ ﻤﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ‪ -‬ﻷﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺴﺭﺤﺎ ﻟﻬـﺫﻩ ﺍﻟﺤـﺭﺏ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺤﻠﻔـﺎﺀ‬

‫ﻭ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﻓﻴﺸﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ‪ -‬ﻭ ﻋﻨﺩ ﻨﻬﺎﻴﺘﻬﺎ ﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻟﻤﺠﺯﺭﺓ ﺭﻫﻴﺒﺔ‪ ،‬ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺒﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭﻀﺎﻋﺎ ﻴﺨﺸﻰ ﺍﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ﻋﻼﺠﻬﺎ‪.‬‬‫ﻭ ﺒﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺘﺤﺭﻜﺕ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﺴﻭﺍﺀ‬‫ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭ ﻨﺎﻟﺕ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴـﺔ ﺘﻌـﺎﻨﻲ‬‫ﺍﻟﺘﻤﺯﻴﻕ ﻭ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻀﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻜل ﺁﻤﺎﻟﻪ‪ ،‬ﻟﺫﻟﻙ ﻴﻘـﻭل‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻗﺩ ﺤﺎﻥ ﻹﺨﺭﺍﺝ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻭﻗﻌﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﺼﺭﺍﻉ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﻤﺎ ﻫﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻌﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ؟ ﻭ ﺴﺒﺒﻪ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺭﺕ ﺒﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺯﻤﺔ‪ ،‬ﻤﻊ ﺫﻜﺭ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺯﻤﺔ‪.‬‬‫ﻜل ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺘﻭﺍﺠﺩﺓ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺃﻱ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻌﻔﻭ ﺍﻟﻌﺎﻡ‬‫ﻓﻲ ‪ 16‬ﻤﺎﺭﺱ ‪ ،1946‬ﻭ ﻋﺎﺩﺕ ﻟﻠﻨﺸﺎﻁ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺒﺘﻌﺩ ﻋﻥ ﻤﻁﺎﻟﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻜﺜﻴﺭﺍ‪ ،‬ﺇﻻ ﺤﺭﻜﺔ‬‫ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﺭ ﻟﻠﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ )ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻌﺏ( ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻘﻴﺕ ﻤﺘﻤﺴﻜﺔ ﺒﻨﻬﺠﻬﺎ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﻟﺫﻟﻙ‬‫ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻨﻅﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻜﻠﻬﺎ ﻤﺘﻭﺠﻬﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﺃﻱ ﺃﺯﻤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺴﺘﺅﺜﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎ‬‫ﻭﻗﻊ ﺤﻴﺙ ﺤﺩﺜﺕ ﺃﺯﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﺍﻟﺯﻋﻤﺎﺀ ﻜﺎﻥ ﺃﺴﺎﺴﻬﺎ ﺼﺭﺍﻉ ﺤﻭل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ‪ ،‬ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﺘـﻪ‬‫ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺒل ﺯﺍﺩﺕ ﻓﻲ ﺇﺸﻌﺎل ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻤﺼﺎﻟﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺠﺒﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺭﻨـﺴﺎ ﺴـﻨﺔ‬ ‫‪.1952‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻷﺯﻤﺔ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻨﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ‪:‬‬‫ﺘﻌﺭﻀﺕ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻨﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺘﺄﺴﻴﺴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤـﻀﺎﻴﻘﺔ ﺸـﺩﻴﺩﺓ ﻤـﻥ ﻁـﺭﻑ‬‫ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻓ ‪‬ﺤﹼﻠﺕ ﻋ ‪‬ﺩﺓ ﻤﺭﺍﺕ ﻭﺴﺠﻥ ﺭﺠﺎﻟﻬﺎ ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻷﺯﻤﺎﺕ ﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﻜﺎﺩﺕ ﺘﻨﺘﻬﻲ‪ ،‬ﻟﻭﻻ‬ ‫ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ‪:‬‬ ‫• ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﺒﺭﺒﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺘﻘﺴﻡ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻤﻨﺫ ‪ 1946‬ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﺸﻠﺕ‪.‬‬‫• ﻭ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪ 1947‬ﻓﻲ ﺃﻭل ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺴﺭﻱ ﻟﻠﺤﺯﺏ‪ ،‬ﻜﺎﺩ ﺃﻥ ﻴﻨﻘﺴﻡ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻘﺔ‬‫ﺴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺒﻘﻭﺍ ﻤﺘﻤﺴﻜﻴﻥ ﺒﺎﻟﻌﻤل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﻤﻨﺘﻬﺠﻴﻥ‬‫ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻁـﺎﻟﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﻟﺒﺔ ﻭ ﺒﻴﻥ ﺸﺒﺎﺏ ﻴﺌﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻤﻭﺩ ﻭ ﻤﻬﺎﺩﻨﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ‪ ،‬ﻭﺃﺼـﺒﺢ ﻴﻔـﻀل‬‫ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ‪ ،‬ﻭ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺘﻡ ﻗﺒﻭل ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺠﻨﺎﺡ ﻋﺴﻜﺭﻱ ﻜﻠﻑ ﺒﻪ ﻤﺤﻤﺩ‬‫ﺒﻠﻭﺯﺩﺍﺩ ﻤﻬﻤﺘﻪ ﺍﻹﻋﺩﺍﺩ ﻟﻠﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﺒﻘﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ ﺘﺎﺒﻌﺎ ﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﻨﺤل‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺃﻜﺘﺸﻑ ﻻ ﹸﺘﺤل ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻨﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺎﺕ‪.‬‬

‫• ﺜﻡ ﻅﻬﺭﺕ ﺃﺯﻤﺔ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﻓﺠﺭﺕ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺇﻟﻰ ‪ 3‬ﺃﻗﺴﺎﻡ ﻤﺘﻨﺎﻓﺭﺓ ﻤﺘﻌﺎﺩﻴﺔ‪ .‬ﺍﻨﻁﻠﻘﺕ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺨـﻼﻑ ﻓـﻲ‬‫ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﻌﻘﺩ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ )‪ 6 - 4‬ﺃﻓﺭﻴل ‪ - (1953‬ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺯﻋﻴﻡ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻤﺼﺎﻟﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ _ ﺨﺭﺝ‬‫ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺒﻘﺭﺍﺭ ﻴﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺯﺏ‪ ،‬ﻭ ﻨﺒﺫ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ‬‫ﻤﺼﺎﻟﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺃﻗﺭ ﺘﻌﻴﻴﻥ )ﺤﺴﻴﻥ ﻟ َـ ‪‬ﺤ ‪‬ﻭل( ﻟﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﻟﻠﺤﺯﺏ‪ .‬ﻓﻌﺎﺭﺽ ﻤـﺼﺎﻟﻲ‬‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ‪ ،‬ﻭ ﺩﻋﺎ ﺃﻨﺼﺎﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﺴـﺘﺜﻨﺎﺌﻲ ﻓـﻲ )ﻫـﻭﺭﻥ ‪ -‬ﺒﺒﻠﺠﻴﻜـﺎ( ﻤـﺎ ﺒـﻴﻥ ‪16-13‬‬‫ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ ‪ 1954‬ﻭ ﻓﻴﻪ ﺍﺘﻔﻘﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﺯل ﺤﺴﻴﻥ ﻟﺤﻭل‪ ،‬ﻭ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﺘﻌﻴـﻴﻥ ﻤـﺼﺎﻟﻲ‬‫ﺯﻋﻴﻤﺎ ﻟﻠﺤﺯﺏ ﻤﺩﻯ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‪ .‬ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺭﻓﻀﻪ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‪ ،‬ﻓﺄﻗﺎﻤﻭﺍ ﻤﺅﺘﻤﺭﻫﻡ ﻤﺎ ﺒـﻴﻥ ‪16 -13‬‬ ‫ﺃﻭﺕ ‪ ،1954‬ﻭ ﻗﺭﺭﻭﺍ ﻋﺩﻡ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﻤﺼﺎﻟﻲ ﻭﺃﻨﺼﺎﺭﻩ‪.‬‬ ‫ﻭ ﻫﻜﺫﺍ ﺍﻨﻘﺴﻡ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺒﻴﻥ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﻴﻭﻥ ‪ :‬ﻭ ﻫﻡ ﺃﻨﺼﺎﺭ ﻤﺼﺎﻟﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺭﻓﻀﻭﺍ ﺃﻥ ﺘﻨﺘﻘل ﺍﻟﺯﻋﺎﻤﺔ ﻟﻐﻴﺭﻩ‪.‬‬‫‪ -2‬ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﻭﻥ ‪ :‬ﺃﻭ ﺍﻻﺼﻼﺤﻴﻭﻥ ﻭ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻋﻴﻨﻭﺍ ﺤﺴﻴﻥ ﻟﺤﻭل ﺃﻤﻴﻨﺎ ﻋﺎﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺒﻐﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺩﺍﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻋﺎﻤﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ‪.‬‬‫‪ -3‬ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ‪ :‬ﻤﻌﻅﻤﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ‪ ،‬ﺤﺎﻭﻟﻭﺍ ﺍﻹﺼﻼﺡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ‪ ،‬ﻓﻭﺠﺩﻭﺍ‬‫ﺍﻟﺤل ﻫﻭ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﻟﻠﻌﻤل ﺍﻟﺴﺭﻱ‪ ،‬ﻭ ﺍﻹﻋﺩﺍﺩ ﻟﻠﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﺴﻤﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ )ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ‬ ‫ﻟﻠﻭﺤﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻌﻤل(‪ ،‬ﻭ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﺍﻟﻤﺨﻁﻁﻴﻥ ﺍﻷﻭﺍﺌل ﻟﺜﻭﺭﺓ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ‪.1954‬‬ ‫ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪1‬‬ ‫\"‪ ...‬ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻓﺎﻥ ﺍﻻﻨﻔـﺭﺍﺝ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ ﻤﻨﺎﺴـﺏ‬ ‫ﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻗﻀﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺩ ﺴﻨﺩﻫﺎ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﺨﺎﺼﺔ‬ ‫ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺇﺨﻭﺍﻨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ‪\".‬‬ ‫ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ‪1954‬‬‫ﻗﺒل ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ‪ 1954‬ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺒﺎﻟﺒﺤﺙ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻡ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﻭﻗﻌﺕ ﻤﻨﺫ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ‪.1954‬‬

‫ﺍﺒﺭﺯ ﺃﺤﺩﺍﺙ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ‪:‬‬‫* ﻓﻲ ﺘﻭﻨﺱ ‪ :‬ﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺘﻭﻨﺴﻲ ﻴﺘﻤﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﻤﻨﺫ ‪ 1946‬ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩ‬‫ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺭﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻭﺭﺍﺡ ﻀﺤﻴﺘﻪ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﻲ ﺍﻟﺘﻭﻨﺴﻲ ﻓﺭﺤﺎﺕ ﺤﺸﺎﺩ ﺴﻨﺔ ‪ ،1952‬ﺩﻓﻊ ﺒﺎﻟﺸﻌﺏ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻤﻨﺫ ‪.1954‬‬‫* ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻷﻗﺼﻰ ‪ :‬ﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﺒﻁﻨﺠﺔ ﺴﻨﺔ ‪ 1947‬ﻴﻁﺎﻟﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺎﻻﺴﺘﻘﻼل‬‫ﻜﺎﻨﺕ ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺭﻙ‪ ،‬ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻁﺎل ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﻡ‬‫ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ )ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ( ﺍﻟﺫﻱ ﻨﻔﻲ ﺇﻟﻰ ﻜﻭﺭﺴﻴﻜﺎ ﺜﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺩﻏـﺸﻘﺭ )ﻓـﻲ ‪ 20‬ﺃﻭﺕ ‪(1953‬‬ ‫ﺠﻌل ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺘﺘﻭﺤﺩ ﻭ ﺘﺨﻁﻁ ﻟﻠﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ‪.‬‬‫* ﻭﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ‪:‬ﻫﻲ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺘﺘﺤﺭﻙ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻻﺴﺘﻘﻼل ﻭﺘﻨﺎل ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ ‪ 24‬ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ‪ 1951‬ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻴﻁﺎﻟﻴﺎ‪.‬‬‫* ﻭ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻷﺤﺭﺍﺭ ﺒﺜﻭﺭﺓ ﺃﻁﺎﺤﺕ ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻴﺔ ﻓﻲ‬‫‪ 23‬ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ ‪ ،1952‬ﺜﻡ ‪‬ﻴﻌﻠﻥ ﻋﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﻓﻲ ‪ 18‬ﺠﻭﺍﻥ ‪،1953‬‬ ‫ﻟﺘﺩﺨل ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﺹ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻻﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺴﻭﻴﺱ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪:‬‬‫* ﻓﻲ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭ ﻟﺒﻨﺎﻥ ‪ :‬ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺴﻨﺔ ‪ 1946‬ﻭ ﺒﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ ﻴﻨـﺎﻻ‬ ‫ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻬﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻤﺠﺯﺭﺓ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻗﺎﻤﺕ ﺒﻬﺎ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺩﻤﺸﻕ ﻓﻲ ‪ 8‬ﻤﺎﻱ ‪.1945‬‬ ‫‪ -3‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ‪:‬‬‫ﻟﻡ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻘﻁ ﺒل ﻜﺎﻨﺕ ﺤﺭﻜﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻫﺯﺕ ﺃﺭﻜﺎﻥ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻓﻔﻲ ﺁﺴﻴﺎ ‪:‬‬ ‫* ﻨﺎﻟﺕ ﺒﻭﺭﻤﺎ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻴﻔﺭﻱ ‪.1948‬‬ ‫* ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪ 1946‬ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﻔﻠﺒﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ‪.‬‬ ‫* ﻭ ﻓﻲ ﺃﻭﺕ ‪ 1947‬ﻨﺎﻟﺕ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻬﻨﺩ ﻭ ﺍﻟﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻥ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻬﻤﺎ‪.‬‬‫* ﺍﻨﺩﻻﻉ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺩ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺴﻨﺔ ‪ 1946‬ﻭﺘﺒﻘﻰ ﺼﺎﻤﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺒﻌـﺩ‬‫ﻤﻌﺭﻜﺔ ﺩﻴﺎﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﻓﻭ ﻓﻲ ‪ 7‬ﻤﺎﺭﺱ ‪ 19540‬ﺜﻡ ﺘﻌﺘﺭﻑ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺒﺎﺴـﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﻓـﻲ ﻤـﺅﺘﻤﺭ ﺠﻨﻴـﻑ ﻓـﻲ‬ ‫‪ 20‬ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ ‪.1954‬‬ ‫* ﻭ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪ 1949‬ﺘﻨﺎل ﺍﻨﺩﻭﻨﻴﺴﻴﺎ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﻫﻭﻟﻨﺩﺍ‪.‬‬‫ﻫﺫﻩ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻤﺤﻁﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻔﻀل ﺇﺭﺍﺩﺘﻬﺎ ﻭﺇﺼـﺭﺍﺭﻫﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﺘﻤﻜﻨﺕ ﻤﻥ ﻨﻴل ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‬‫ﺴﺠﻠﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻤﻨﺫ ﺍﻨﺩﻻﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ‪ 1954‬ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻨﺼﺭ ‪ ،1962‬ﻤﻭﺍﺜﻴـﻕ ﻫﺎﻤـﺔ‬ ‫ﻜﺎﻨﺕ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺎﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭﻫﻲ ‪:‬‬ ‫‪ -‬ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ‪1954‬‬ ‫‪ -‬ﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺼﻭﻤﺎﻡ ‪1956‬‬ ‫‪ -‬ﻤﻴﺜﺎﻕ ﻁﺭﺍﺒﻠﺱ ‪1962‬‬‫‪ -1‬ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ‪ : 1954‬ﻗﺒل ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﻤﺤﺘﻭﺍﻩ ﻴﺠـﺩﺭ ﺒـﻙ ﻋﺯﻴـﺯﻱ‬ ‫ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ‪ ،‬ﺃﻥ ﺘﺒﺤﺙ ﻤﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻥ ﺍﻷﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬ ‫• ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺠﺎﺀ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻤﻊ ﺍﻻﻨﻁﻼﻗﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ؟‬ ‫• ﻤﺎ ﻫﻲ ﻤﺒﺭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻜﺯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ؟ ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﻟﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺼﻪ‪.‬‬‫ﻴﻌﺩ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‪ ،‬ﻓﻬﻭ ﺃﻭل ﻨﺩﺍﺀ ﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭﻱ ﻭ ﺇﻟـﻰ‬‫ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ‪ ،‬ﺤﻀﺭ ﻓﻲ ‪ 31‬ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ‪ ،1954‬ﻟﻴﻭﺯﻉ ﺼﺒﻴﺤﺔ ﺍﻟﻔﺎﺘﺢ ﻤﻥ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ‪ 1954‬ﻤﻌﻠﻨﺎ ﻋﻥ ﻗﻴﺎﻡ‬‫ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ‪ ،‬ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺤﺕ ﻟﻭﺍﺀ ﺠﻴﺵ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﻗﻴـﺎﻡ ﺠﺒﻬـﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴـﺭ‬‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻜﻘﻴﺎﺩﺓ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻗﺩ ﻋﻠﻘﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺼﻭﺕ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻟﻤـﺎ ﺘـﺴﻠﻤﺕ‬‫ﻨﺴﺨﺔ ﻤﻨﻪ ﻗﺎﺌﻠﺔ ‪ \" :‬ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻴﻭﻡ‪ -‬ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻤﻥ ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻷﻭل – ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ ﻓﺎﺘﺢ ﻨـﻭﻓﻤﺒﺭ ‪ - 1954‬ﺒـﺩﺃﺕ‬ ‫ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺘﺤﻴﺎ ﺤﻴﺎﺓ ﻜﺭﻴﻤﺔ ﺸﺭﻴﻔﺔ\"‪.‬‬‫ﻭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺴﻨﺘﻌﺭﺽ ﻤﻌﻙ ‪ -‬ﻋﺯﻴﺯﻱ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ‪ -‬ﺒﻌﺽ ﻓﻘـﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴـﺎﻥ ﺒﻬـﺩﻑ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴـل‬ ‫ﻭ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺀ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺒﺤﻜﻡ ﺃﻨﻬﺎ ﺃﻭل ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ‪:‬‬

‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪1‬‬ ‫ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‬‫ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻀﻠﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﺠل ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ‪:‬‬‫ﺍﻨﺘﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺴﺘﺼﺩﺭﻭﻥ ﺤﻜﻤﻜﻡ ﺒﺸﺄﻨﻨﺎ_ ﻨﻌﻨﻲ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻀﻠﻴﻥ ﺒﺼﻔﺔ‬‫ﺨﺎﺼﺔ_ ﻨﻌﻠﻤﻜﻡ ﺃﻥ ﻏﺭﻀﻨﺎ ﻤﻥ ﻨﺸﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻫﻭ‪ :‬ﺃﻥ ﻨﻭﻀﺢ ﻟﻜﻡ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ‬‫ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻓﻌﺘﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤل‪ ،‬ﺒﺎﻥ ﻨﻭﻀﺢ ﻟﻜﻡ ﻤﺸﺭﻭﻋﻨﺎ ﻭﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﻋﻤﻠﻨﺎ‪ ،‬ﻭﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﻭﺠﻬﺔ‬‫ﻨﻅﺭﻨﺎ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﺍﻹﻓﺭﻴﻘﻲ‪ ،‬ﻭﺭﻏﺒﺘﻨﺎ ﺃﻴﻀﺎ ﻫﻭ‬‫ﺃﻥ ﻨﺠﻨﺒﻜﻡ ﺍﻻﻟﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻭﻗﻌﻜﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﻭﻋﻤﻼﺅﻫﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﻭﻥ ﻭ ﺒﻌﺽ‬ ‫ﻤﺤﺘﺭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﺯﻴﺔ‪.‬‬‫ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ‪1954‬‬‫ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﻴﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻤﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻭ ﻤﻨﺎﻀﻠﻲ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻷﺨﺭﻯ‪ ،‬ﻭ ﻓﻴﻪ ﻴﻌﻠﻨﻭﻥ ﻋﻥ‬‫ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻫﺩﻩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭ ﺩﻭﺍﻓﻌﻬﺎ ﻭ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ‪ .‬ﻭ ﻜﺫﺍﻟﻙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻫﻭ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻭﻀﻊ ﺤﺩ ﻟﻠﺩﻋﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﺭﻀـﺔ‬ ‫ﻟﻼﺴﺘﻌﻤﺎﺭ‪.‬‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪2‬‬ ‫\"‪ ....‬ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﻌﺘﺒﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‪ ،‬ﻓﻲ ﺃﻭﻀﺎﻋﻪ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻤﺘﺤﺩ ﺤـﻭل ﻗـﻀﻴﺔ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﻭ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻓﺎﻥ ﺍﻻﻨﻔﺭﺍﺝ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻤﻨﺎﺴﺏ ﻟﺘﺴﻭﻴﺔ ﺒﻌﺽ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻗﻀﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺩ ﺴﻨﺩﻫﺎ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻥ ﻁـﺭﻑ‬ ‫ﺇﺨﻭﺍﻨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ‪.‬‬ ‫ﺇﻥ ﺃﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﻭﺘﻭﻨﺱ ﻟﻬﺎ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺘﻤﺜل ﺒﻌﻤﻕ ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭﻱ ﻓﻲ ﺸﻤﺎل ﺇﻓﺭﻴﻘﻴﺎ‪ ،‬ﻭ ﻤﺎ ﻴﻼﺤﻅ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ ﺇﻨﻨﺎ ﻜﻨﺎ ﻤﻨﺫ ﻤـﺩﺓ ﻁﻭﻴﻠـﺔ ﺃﻭل‬ ‫ﺍﻟﺩﺍﻋﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل‪ ،‬ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﻴﺘﺢ ﻟﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻷﺴﻑ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﺃﺒـﺩﺍ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﺍﻷﻗﻁﺎﺭ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ‪\".‬‬ ‫ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ‪1954‬‬‫ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﻴﺅﻜﺩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻤﻭﺍﺘﻴﺔ ﻹﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‪ ،‬ﻓﻤﻥ ﺠﻬـﺔ ﺍﺘﺤـﺎﺩ‬‫ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻭ ﺸﻐﻔﻪ ﻟﻠﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻭ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺍﻻﻨﻔﺭﺍﺝ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻴﺴﻤﺢ ﺒﺤل ﺒﻌـﺽ ﺍﻟﻤـﺸﺎﻜل‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ‪.‬‬‫ﺜﻡ ﻴﺭﻜﺯ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻭﺼﻠﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ )ﺘﻭﻨﺱ ﻭ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ( ﻤﻥ ﺘﻁﻭﺭ ﻓﻲ ﺤﺭﻜﺘﻬﻡ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ‬ ‫ﻭ ﺃﻥ ﻋﻭﺍﻤل ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻵﻥ ﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺘﻭﺤﺩﺕ ﻭ ﻫﻭ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل‪.‬‬

‫\"‪ ....‬ﺃﻤﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺨـﺸﻰ ﺃﻥ ﻴـﺼﺒﺢ ﻋﻼﺠﻬـﺎ ﻤـﺴﺘﺤﻴﻼ‪ ،‬ﺭﺃﺕ‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪3‬‬‫ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻀﻠﻴﻥ ﺍﻟﻭﺍﻋﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺠﻤﻌﺕ ﺤﻭﻟﻬﺎ ﺍﻏﻠﺏ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘـﻲ‬‫ﻻ ﺘﺯﺍل ﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭﻤﺼﻤﻤﺔ‪ ،‬ﺇﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻗﺩ ﺤﺎﻥ ﻹﺨﺭﺍﺝ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻭﻗﻌﻬـﺎ‬‫ﻓﻴﻪ ﺼﺭﺍﻉ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺕ ﻟﺩﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺭﻜﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ ﺇﻟـﻰ ﺠﺎﻨـﺏ ﺇﺨﻭﺍﻨﻨـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻭﻨﺴﻴﻴﻥ ‪.‬‬‫ﻭ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﻭﻀﺢ ﺒﺄﻨﻨﺎ ﻤﺴﺘﻘﻠﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﻴﺘﻨﺎﺯﻋﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ‪ ،‬ﺇﻥ ﺤﺭﻜﺘﻨﺎ‬‫ﻗﺩ ﻭﻀﻌﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻓﻭﻕ ﻜل ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻓﻬـﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻐﻠﻭﻁـﺔ ﻟﻘـﻀﻴﺔ ﺍﻷﺸـﺨﺎﺹ‬‫ﻭ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ‪ ،‬ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻬﻲ ﻤﻭﺠﻬﺔ ﻓﻘﻁ ﻀﺩ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻷﻋﻤﻰ‪ .‬ﺍﻟﺫﻱ ﺭﻓﺽ‬‫ﺃﻤﺎﻡ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻥ ﻴﻤﻨﺢ ﺃﺩﻨﻰ ﺤﺭﻴﺔ‪\".‬‬‫ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ‪1954‬‬‫ﻴﻘﺩﻡ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻫﻭﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻴﺘﻭﻟﻰ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﺍﻨﻁﻠﻕ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺘﻪ ﻴﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺤﻭﻟﻪ‪،‬‬ ‫ﻭ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻴﺤﺎﻭل ﺇﺨﺭﺍﺝ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺤﺩﺜﻪ ﺼﺭﺍﻉ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻋﺎﻤﺔ‪.‬‬‫ﺜﻡ ﻴﺘﺒﺭﺃ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﻭﻥ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﻭ ﺃﻨﻬﻡ ﺴﻴﺴﻠﻜﻭﻥ ﻨﻬﺠﺎ ﺠﺩﻴﺩﺍ‪ ،‬ﻤﻭﺠﻬﺎ ﻀﺩ ﺍﻻﺴـﺘﻌﻤﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺭﻓﺽ ﻜل ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪4‬‬ ‫\" ﻭﻨﻅﻥ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﺠﻌل ﺤﺭﻜﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﺠﺩﻴﺩﻴﺔ ﺘﻅﻬﺭ ﺘﺤﺕ ﺍﺴـﻡ \"ﺠﺒﻬـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ\"‪.‬‬ ‫ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻨﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻻﺕ ﻭﻨﺘﻴﺢ ﺍﻟﻔﺭﺼﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﻭﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﺼﺔ ﺃﻥ ﺘﻨﻀﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭﻱ ﺩﻭﻥ ﺃﺩﻨﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺁﺨﺭ‪.‬‬ ‫ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ‪1954‬‬‫ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﻴﻌﻠﻥ ﻋﻥ ﻤﻴﻼﺩ ﺤﺭﻜﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﺤﺕ ﺍﺴﻡ \"ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ\" ﻭ ﻨﺩﺍﺀ ﺼﺭﻴﺢ‬ ‫ﻟﻜل ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺤﺯﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻤﺴﺎﻨﺩﺘﻬﺎ ﻭﺍﻻﻨﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭﻱ‪.‬‬

‫\" ﺍﻟﻬﺩﻑ ‪ :‬ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ‪:‬‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪5‬‬‫‪ -1‬ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻀﻤﻥ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ‪.‬‬‫‪ -2‬ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﻋﺭﻗﻲ ﺃﻭ ﺩﻴﻨﻲ‪.‬‬ ‫ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ‪:‬‬‫‪ -1‬ﺍﻟﺘﻁﻬﻴﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺒﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﻬﺠﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ‬‫ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻹﺼﻼﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﺎﻤﻼ ﻫﺎﻤﺎ ﻓﻲ ﺘﺨﻠﻔﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ‪.‬‬‫‪ -2‬ﺘﺠﻤﻴﻊ ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻁﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻱ‪.‬‬ ‫ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺘﺩﻭﻴل ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ‪.‬‬‫‪ -2‬ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻹﻓﺭﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺨل ﺇﻁﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻲ‪.‬‬‫‪ -3‬ﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻁﻔﻨﺎ ﺍﻟﻔﻌﺎل ﺘﺠﺎﻩ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺎﻨﺩ ﻗﻀﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭﻴﺔ‪.‬‬‫ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ‪1954‬‬ ‫ﻴﻨﻁﻠﻕ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ‪ ،‬ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ‪ :‬ﻫﻭ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺘﺎﻡ‪ ،‬ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺤﻴﺙ ﺘﺤﺘﺭﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻜل ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺜﻡ ﻴﺴﺭﺩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ‪.‬‬‫ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻴﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻻﺤﺘﻭﺍﺀ ﺜﻭﺭﺘﻪ ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻪ‪ ،‬ﺃﻤﺎ ﻋﻠﻰ‬‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻓﻴﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺘﺩﻭﻴﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﻤﺤﻴﻁﻨﺎ‬ ‫ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻻﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭﻴﺔ‪.‬‬‫ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ‪ :‬ﻭ ﺍﻨﺴﺠﺎﻤﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﻟﻸﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪6‬‬‫ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻨﺎ ﺴﻨﻭﺍﺼل ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺤﺘﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺩﻓﻨﺎ‪.‬‬‫ﺇﻥ ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ‪ ،‬ﻟﻜﻲ ﺘﺤﻘﻕ ﻫﺩﻓﻬﺎ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻨﺠﺯ ﻤﻬﻤﺘﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﻭﻗـﺕ‬‫ﻭﺍﺤﺩ ﻭ ﻫﻤﺎ ‪ :‬ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ‪ ،‬ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺤﺽ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻌﻤل‬‫ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻟﺠﻌل ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻜﻠﻪ‪ ،‬ﻭ ﺫﻟﻙ ﺒﻤﺴﺎﻨﺩﺓ ﻜـل ﺤﻠﻔﺎﺌﻨـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﻴﻥ‪.‬‬‫ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﻤﻬﻤﺔ ﺸﺎﻗﺔ ﺜﻘﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺏﺀ‪ ،‬ﻭ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﺘﺠﻨﻴﺩ ﻜل ﺍﻟﻘﻭﻯ ﻭﺘﻌﺒﺌﺔ ﻜـل ﺍﻟﻤـﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴـﺔ\"‪.‬‬‫ﻭ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺴﻴﻜﻭﻥ ﻁﻭﻴﻼ ﻭ ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﻤﺤﻘﻕ‪.‬‬‫ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ‪1954‬‬

‫ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻴﺭﻜﺯ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﺘﺨﺫ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﺒﺤﻴﺙ ﺴﺘـﺴﺘﻐل‬‫ﻜل ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻌﺩﻭ‪ ،‬ﻭ ﻻ ﻴﺘﺄﺘﻰ ﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﺒﺘﺠﻨﻴﺩ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺤﻭل ﻗﻀﻴﺘﻪ‪،‬‬ ‫ﻤﻊ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻭ ﺸﺎﻗﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪7‬‬‫\"ﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﻴﺭ‪ ،‬ﻭﺘﺤﺎﺸﻴﺎ ﻟﻠﺘﺄﻭﻴﻼﺕ ﺍﻟﺨﺎﻁﺌﺔ ﻭ ﻟﻠﺘﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺭﻏﺒﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ‬‫ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻡ‪ ،‬ﻭﺘﺤﺩﻴﺩﺍ ﻟﻠﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﺇﺭﺍﻗﺔ ﺍﻟﺩﻤﺎﺀ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﺍﻋﺩﺩﻨﺎ ﻟﻠﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﻤـﺸﺭﻓﺔ‬‫ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‪ ،‬ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺘﺤﺩﻭﻫﺎ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﻁﻴﺒﺔ‪ ،‬ﻭ ﺘﻌﺘﺭﻑ ﻨﻬﺎﺌﻴﺎ ﻟﻠﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘـﺴﺘﻌﻤﺭﻫﺎ‬ ‫ﺒﺤﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻤﺼﻴﺭﻫﺎ ﺒﻨﻔﺴﻬﺎ‪.‬‬‫‪-1‬ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻋﻠﻨﻴﺔ ﻭ ﺭﺴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻤﻠﻐﻴﺔ ﺒﺫﻟﻙ ﻜل ﺍﻷﻗﺎﻭﻴل ﻭ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ‬‫ﻭ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺃﺭﻀﺎ ﻓﺭﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴـﺎ ﻭ ﺍﻟﻠﻐـﺔ ﻭ ﺍﻟـﺩﻴﻥ‬ ‫ﻭ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻟﻠﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‪.‬‬‫‪ -2‬ﻓﺘﺢ ﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﺍﻟﻤﻔﻭﻀﻴﻥ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺱ ﺍﻻﻋﺘـﺭﺍﻑ‬ ‫ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻭﺤﺩﺓ ﻻ ﺘﺘﺠﺯﺃ‪.‬‬‫‪ -3‬ﺨﻠﻕ ﺠﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭ ﺫﻟﻙ ﺒﺈﻁﻼﻕ ﺴﺭﺍﺡ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﻴﻥ ﻭ ﺭﻓﻊ ﻜل ﺍﻹﺠـﺭﺍﺀﺍﺕ‬‫ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ‪ ،‬ﻭ ﺇﻴﻘﺎﻑ ﻜل ﻤﻁﺎﺭﺩﺓ ﻀﺩ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ‪.‬‬‫‪-‬ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ‪-1954‬‬‫ﻴﺅﻜﺩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻟﻥ ﺘﻬﺩﺃ ﻭﺴﺎﺌل ﺇﻋﻼﻤﻪ ﻤﻥ ﺘﺸﻭﻴﻪ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭ ﺭﺠﺎﻟﻬﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﻴﻬﻤل‬‫ﺍﻟﻨﺩﺍﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺒل ﺃﻋﺩ ﻟﻪ ﺨﻁﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺃﺒﻭﺍﺏ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺭ ﺘﺠﻨﺒﺎ ﻹﺭﺍﻗـﺔ‬‫ﺍﻟﺩﻤﺎﺀ ﺸﺭﻴﻁﺔ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﺠل ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻴﺱ ﻟﻬﺎ ﺃﻱ‬‫ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﺒﻔﺭﻨﺴﺎ‪ ،‬ﻭ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺱ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﺇﻁﻼﻕ ﺴﺭﺍﺡ ﻜل ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﻴﻥ‬ ‫ﻭﺇﻴﻘﺎﻑ ﺍﻟﻤﻁﺎﺭﺩﺍﺕ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺼﻭﻤﺎﻡ ‪ 20‬ﺃﻭﺕ ‪1956‬‬ ‫• ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺼﻭﻤﺎﻡ؟‬‫• ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻜﺯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ؟ ﺍﺸﺭﺤﻬﺎ ﻤﻌﺘﻤﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻨﺼﻭﺼﻪ‪.‬‬‫ﻭﻀﻊ ﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺼﻭﻤﺎﻡ ﺇﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻴﺴﻴﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﺘﻀﻤﻥ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻭ ﺘﻭﺠﻴﻬـﺎﺕ‬ ‫ﻟﻜل ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻨﺒﺜﻕ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﻋﻥ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺼﻭﻤﺎﻡ ﻓﻲ ‪ 14‬ﺃﻭﺕ ‪ 1956‬ﻀﻡ ﻤﻤﺜﻠﻭﻥ ﻋﻥ ﻜل ﻭﻻﻴﺔ‪ ،‬ﺘﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ‬‫ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﻬﻴﺩﻱ ﻭ ﺩﺍﻡ ‪ 10‬ﺃﻴﺎﻡ ﺘﻡ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻤﻨﺫ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ‪،1954‬‬‫ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤﻥ ‪ 20‬ﺇﻟﻰ ‪ 23‬ﺃﻭﺕ ﺍﻨﻔﺭﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻟﻼﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻼﺌﺤﺔ‪ ،‬ﻭ ﺨﺭﺠﻭﺍ ﺒﻼﺌﺤـﺔ ﺨﺘﺎﻤﻴـﺔ‬‫ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﻤﻴﺜﺎﻗﺎ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ‪ ،‬ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺘﺴﻴﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻤﺴﺕ ﻜل‬‫ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ‪ .‬ﻭ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻜـﺯ ﻋﻠﻴﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ‪:‬‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪8‬‬‫ﻏﺭﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ‪ ،‬ﻫﻭ‬‫ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺤﺎﺴﻤﺔ ﻤﻥ ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ‪ ،‬ﻤﻘﺴﻤﺎ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺜﻼﺜﺔ ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭﺓ‪.‬‬ ‫‪(1‬‬ ‫ﺍﻟﺒﻭﺍﺩﺭ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‪.‬‬ ‫‪(2‬‬ ‫‪(3‬‬ ‫ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﺩﻋﺎﻴﺔ‪.‬‬‫ﺘﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻤﻴﻥ ﺒﺒﻁﻭﻟﺔ ﻭﺒﺄﺱ ﺸﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ‪ .‬ﻭ ﺇﻥ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ‬‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻼﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻟﺠﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺭ‪ ،‬ﻭ ﺇﻨﻬﺎ ﻟﺘﻔﺭﺽ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ‪.‬‬‫‪ -‬ﻤﻥ ﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺼﻭﻤﺎﻡ‪-‬‬‫ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻴﺤﺩﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺤﺎﺴﻡ ﻤﻥ ﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻤﻨﺫ ﺍﻨﺩﻻﻋﻬﺎ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻨﺎﻗﺸﻭﻥ‬‫ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻭﺍﻟﺩﻋﺎﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻴﺘﻔﻕ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺍﺼﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭﺓ ‪:‬‬ ‫‪ -‬ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ‪:‬‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪9‬‬ ‫\"‪...‬ﻟﻘﺩ ﺨﺭﺝ ﺠﻴﺵ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻤﻥ ﺃﻭل ﺍﺨﺘﺒﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﺎل ﻤﻭﻓﻘﺎ ﻓﺎﺌﺯﺍ‬ ‫ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻗﺼﻴﺭ ﻨﺴﺒﻴﺎ‪ ،‬ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﺤﺼﺭﺍ ﻓﻲ ﺠﺒﺎل ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ ﻭ ﻓﻲ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل‪.‬‬ ‫ﻓﻘﺩ ﺃﺤﺒﻁ ﺍﻟﺘﻁﻭﻴﻕ ﻭ ﺍﻹﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺸﻨﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺠﻴﺵ ﻗﻭﻱ ﻋﺼﺭﻱ ﻫـﻭ ﻓـﻲ ﺨﺩﻤـﺔ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺃﻜﺒﺭ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ‪.‬‬ ‫‪ ...‬ﻭﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺃﻥ ﻴﻨﺘﻘل ﺒﻤﺯﻴﺩ ﺍﻟﺴﺭﻋﺔ ﻤﻥ ﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺼﺎﺒﺎﺕ ﺇﻟـﻰ ﻤـﺴﺘﻭﻯ ﺤـﺭﺏ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺭﻴﺌﺔ‪...‬‬ ‫‪ ...‬ﺇﻥ ﺠﻴﺵ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻴﺤﺎﺭﺏ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻗﻀﻴﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﺇﻨﻪ ﻴﻀﻡ ﻭﻁﻨﻴـﻴﻥ ﻭ ﻤﺘﻁـﻭﻋﻴﻥ‬ ‫ﻭ ﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻥ ﻋﺎﺯﻤﻴﻥ ﻤﺼﻤﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻭ ﺍﻟﻨﻀﺎل ﺒﺎﺫﻟﻴﻥ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﻴﺱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺘﺤﺭﻴﺭ‬ ‫ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺩ‪.‬‬ ‫ﻭ ﻟﻘﺩ ﺘﻌﺯﺯ ﺠﺎﻨﺒﻪ ﺒﻤﻥ ﺍﻨﻀﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﻀﺒﺎﻁ ﻭ ﺍﻟﺠﻨﻭﺩ ﺍﻟﻤﺤﺘﺭﻓﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﻨﺩﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺴـﺘﻴﻘﻅﺕ‬ ‫ﻓﻴﻬﻡ ﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻓﻬﺎﺠﺭﻭﺍ ﺼﻔﻭﻑ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺒﻤﺎ ﻟﻬﻡ ﻤﻥ ﺴﻼﺡ ﻭﺠﻬﺎﺯ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﻤﻥ ﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺼﻭﻤﺎﻡ‪-‬‬‫ﻴﺅﻜﺩ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ‪ ،‬ﺍﻨﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺠﻴﺵ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﺘـﻲ ﺒﻔـﻀﻠﻬﺎ ﻋﺭﻓـﺕ ﺍﻨﺘـﺸﺎﺭﺍ‬‫ﻭ ﺸﻤﻭﻟﻴﺔ ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻙ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻤﻔﺭﻭﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ ﻭ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل‪ .‬ﺇﻓﺸﺎل ﻤﺨﻁﻁـﺎﺕ‬‫ﺍﻹﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻔﺭﻭﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ‪ .‬ﻜﻤﺎ ﻋﺭﻓﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺘﻁﻭﺭﺍ ﺒﺴﺒﺏ ﺇﺼـﺭﺍﺭﻫﺎ ﻤـﻥ ﺤـﺭﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﺼﺎﺒﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺤﺭﺏ ﺃﻜﺜﺭ ﺇﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ‪.‬‬‫ﻭ ﺠﻴﺵ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺘﺘﻜﻭﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺘـﺭﻓﻴﻥ ﺍﻟـﺫﻴﻥ‬‫ﻓﺭﻭﺍ ﺒﺄﺴﻠﺤﺘﻬﻡ ﻭ ﺨﺒﺭﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻟﻴﻨﻅﻤﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﻩ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﺤﺘﻀﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻟﺜﻭﺭﺘﻪ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ‪:‬‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪10‬‬‫\"‪ ...‬ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺭﻏﻡ ﻜﻭﻥ ﻨﺸﺎﻁﻬﺎ ﺴﺭﻴﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ‬‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ‪ .‬ﻭﻨﻔﻭﺫﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻤﺔ ﺍﻟﻘﻁﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﺍﻗﻊ ﻻ ﻴﻘﺒل ﻭ ﻻ ﻴﺘﺠﺎﺩل ﻓﻴﻪ ﺃﺤﺩ‪.‬‬‫ﻓﻔﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﻗﺼﻴﺭﺓ ﺠﺩﺍ ﻭﻓﻘﺕ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﻭﻕ ﻋﻠﻰ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻤﻨﺫ ﻋﺸﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ‪.‬‬ ‫ﻭ ﻟﻡ ﻴﺤﺩﺙ ﺫﻟﻙ ﻋﺭﻀﺎ ﻭﻤﺼﺎﺩﻓﺔ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻥ ﻜﺎﻥ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﻭﻓﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﺍﻵﺘﻴﺔ ‪:‬‬‫‪ .1‬ﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﻔﻭﺫ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭ ﺇﻗﺭﺍﺭ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺔ ﻤﻥ ﺭﺠﺎل ﺃﻁﻬﺎﺭ ﺃﻤﻨﺎﺀ ﻴﺘﻨﺯﻫﻭﻥ‬ ‫ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺸﻭﺓ‪ ،‬ﺸﺠﻌﺎﻥ ﻻ ﻴﺭﺩﻫﻡ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻭ ﻻ ﺍﻟﺴﺠﻥ ﻭ ﻻ ﺭﻫﺒﺔ ﺍﻟﻤﻭﺕ‪.‬‬‫‪ .2‬ﻭﻀﻭﺡ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺩﺓ ﻫﻲ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺒﺘﺩﻤﻴﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻱ‪.‬‬‫‪ .3‬ﺇﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺘﺤﻘﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻀﺩ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ‪ ،‬ﺒﺩﻭﻥ ﺘﺤﻴﺯ ﺃﻭ ﺘﻌﺼﺏ ﻟﻘﺩ ﺃﻜﺩﺕ ﺠﺒﻬﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﻭل ﻋﻬﺩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‬‫ﺃﻥ \"ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺴﻜﻭﻥ ﻋﻤل ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ‪ .‬ﻻ ﻋﻤل ﺠﺯﺀ ﻓﻘﻁ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭﻱ‪،‬‬‫ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﻜﺒﻴﺭﺍ‪ .‬ﻭ ﻟﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺴﺘﻌﺘﺒﺭ ﻓﻲ ﻜﻔﺎﺤﻬﺎ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻤـﻀﺎﺩﺓ‬ ‫ﻟﻼﺴﺘﻌﻤﺎﺭ‪ ،‬ﻭ ﺇﻥ ﻫﻲ ﻟﻡ ﺘﺯل ﺨﺎﺭﺠﺔ ﻋﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﺇﺸﺭﺍﻓﻬﺎ\"‪.‬‬‫‪ .4‬ﺍﻻﺴﺘﻨﻜﺎﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻟﺘﻘﺩﻴﺱ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻌﻠﻨﻲ ﻀﺩ ﺍﻟﺼﻌﺎﻟﻴﻙ ﻭﺍﻟﻭﺸﺎﺓ ﻭﺨـﺩﺍﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬‫ﻭ ﺍﻟﺸﺭﻁﻴﻴﻥ ﻭﻋﻴﻭﻨﻬﻡ‪ .‬ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩﺭﺓ ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻋﻠـﻰ ﺇﺤﺒـﺎﻁ ﺍﻟﻤﻨـﺎﻭﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺇﺒﻁﺎل ﻤﻜﺎﺌﺩ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻁﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﻋﺏ ﺃﺯﻴﻠﺕ ﻜﻠﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﻨﺸﺎﻁﻨﺎ ﻗﺩ ﻋﺎﻗﺘﻪ ﻓﻲ ﺃﻭل ﻤﺭﺓ ﺍﻟﻌﻭﺍﺌﻕ ﺍﻵﺘﻴﺔ ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ﻗﻠﺔ ﺍﻹﻁﺎﺭﺍﺕ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬‫‪ .2‬ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻌﻤل ﺸﺎﻕ ﻓﻲ ﺘﻭﻀﻴﺢ ﺍﻟﺠﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺒﺄﻨـﺎﺓ ﻭﺼـﺒﺭ ﻭﺜﺒـﺎﺕ‬ ‫ﻟﻠﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻀﻁﺭﺍﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻻﺒﺩ ﻤﻨﻪ ﻤﺜل ﻻﻀﻁﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﺇﺒﺎﻥ ﺍﻟﺒﻠﻭﻍ‪.‬‬‫‪ .3‬ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺘﻌﻠﻴﻕ ﻜل ﺸﻲﺀ ﺒﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ‪ .‬ﻭﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻀﻌﻑ‬‫ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻋﺎﺩﻱ ﻭﻻﺒﺩ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻗﺩ ﺃﺼﻠﺢ ﻭﺃﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﺩﺭﺍﻜﻪ ﻓﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨـﺕ ﺠﺒﻬـﺔ‬‫ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﻜﺘﻔﻲ ﺒﺈﻟﻘﺎﺀ ﺍﻷﻭﺍﻤﺭ ﺒﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ‪ ،‬ﻗﺩ ﺸﻬﺩﻨﺎ ﺒﺭﻭﺯﺍ ﺤﻘﻴﻘﻴﺎ ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ‪....‬‬‫‪ -‬ﻤﻥ ﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺼﻭﻤﺎﻡ‪-‬‬

‫ﺍﺴﺘﻌﻥ ﺒﺎﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ‪ -10-‬ﻟﻺﺠﺎﺒﺔ ﻋﻥ ﺍﻷﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬‫‪ -1‬ﻜﻴﻑ ﺘﻤﻜﻨﺕ ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﻭﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻗﺒل ﺍﻨﺩﻻﻉ ﺜـﻭﺭﺓ‬ ‫ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ؟‬ ‫‪ -2‬ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﻋﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻌﻴﻕ ﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﺠﺒﻬﺔ ﻓﻲ ﺃﻭل ﺍﻷﻤﺭ؟‬ ‫‪ -3‬ﺍﻟﺒﻭﺍﺩﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ‪:‬‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪11‬‬ ‫\"‪ ...‬ﻤﻭﻗﻔﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻟﻼﻨﺘﻔﺎﻉ‬ ‫ﺒﺘﻭﺍﺯﻥ ﺍﻟﻘﻭﻯ ‪:‬‬ ‫‪ (1‬ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻤﺫﻫﺏ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻀﺢ‪.‬‬ ‫‪ (2‬ﺘﻭﺴﻴﻊ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﺘﻭﺴﻴﻌﺎ ﻤﺴﺘﻤﺭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﺼﻴﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ‪.‬‬ ‫‪ (3‬ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻨﺸﺎﻁ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﺴﻊ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ‪.‬‬ ‫ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻨﺤﺎﺭﺏ؟‬ ‫ﺃﻭﻻ( ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺤﺭﺏ‬ ‫‪...‬ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻫﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﻴﺒﺩﺃ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺴﻠﻡ‪...‬‬ ‫‪ -1‬ﺇﻀﻌﺎﻑ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ‪...‬‬ ‫‪ -2‬ﺇﺘﻼﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ‪...‬‬ ‫‪ -3‬ﺍﻹﺨﻼل ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺤﺩ ﻤﻤﻜﻥ ﺒﺎﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺴﺘﺤﻴل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻭﺍﺼﻠﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﻋﺯل ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺴﻴﺎﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ﺘﻭﺴﻴﻊ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﻁﺎﺒﻘﺔ ﻟﻠﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ‪...‬‬ ‫‪ -6‬ﻤﺅﺍﺯﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻤﺅﺍﺯﺭﺓ ﺜﺎﺒﺘﺔ‪...‬‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ( ﻭﻗﻑ ﺍﻟﻘﺘﺎل ‪:‬‬ ‫ﺃ‪ -‬ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺸﻌﺏ ﻭﺍﺤﺩ ﻻ ﻴﺘﺠﺯﺃ‪...‬‬ ‫‪ -2‬ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭ ﺴﻴﺎﺩﺘﻬﺎ‪...‬‬ ‫‪ -3‬ﺍﻹﻓﺭﺍﺝ ﻋﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺎﺕ‪...‬‬ ‫‪ -4‬ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺒﺼﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﻬﻴﺄﺓ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﺍﻟﺸﻌﺏ‬ ‫ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‪...‬‬ ‫ﺜﺎﻟﺜﺎ( ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﻟﻠﺴﻠﻡ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺇﺫﺍ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﺸﺭﻭﻁ ﻭﻗﻑ ﺍﻟﻘﺘﺎل ﺃﻤﻜﻥ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺽ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ‬ ‫ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻫﻭ ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ‪...‬‬ ‫‪ -2‬ﺘﺠﺭﻱ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺒﻤﺎ ﻴﺸﻤﻠﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻓﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ‪:‬‬ ‫‪ -‬ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻘﻁﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ )ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭﺓ ﺒﻤﺎ ﺘﺘﻀﻤﻨﻪ ﺍﻟﺼﺤﺭﺍﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ(‬ ‫‪ -‬ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ )ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ – ﻻ ﺘﺨﺹ ﺒﻨﻅﺎﻡ‬ ‫ﺘﻔﻀﻴﻠﻲ‪ -‬ﻭﻻ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤﺯﺩﻭﺠﺔ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻭﻓﺭﻨﺴﻴﺔ(‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺍﻷﻤﻼﻙ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ‪ :‬ﺃﻤﻼﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ‪ .‬ﺃﻤﻼﻙ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﻨﻘل ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺕ )ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ(‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴـﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺦ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﻤﻥ ﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺼﻭﻤﺎﻡ‪-‬‬ ‫ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ‪ -11-‬ﺍﺠﺏ ﻋﻤﺎ ﻴﻠﻲ ‪:‬‬‫‪ -1‬ﻫل ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻀﺩ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺠﺎﺀﺕ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺤﺭﺏ؟ ﻭﻀﺢ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻜﺘﺎﺒﺔ ﻓﻘﺭﺓ‬ ‫ﻤﻌ‪‬ﺒﺭﺓ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻀﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻭﻗﻑ ﺍﻟﻘﺘﺎل؟‬

‫‪ -3‬ﻤﻴﺜﺎﻕ ﻁﺭﺍﺒﻠﺱ )‪27‬ﻤﺎﻱ ‪ 4‬ﺠﻭﺍﻥ ‪: (1962‬‬‫\" ﻓﻲ ‪ 19‬ﻤﺎﺭﺱ ‪ 1962‬ﺃﻋﻠﻥ ﺇﻴﻘﺎﻑ ﺍﻟﻘﺘﺎل ﻓﻭﻗﻊ ﺒﻬﺫﺍ ﺤﺩﺍ ﻟﺤﺭﺏ ﺇﺒﺎﺩﻴﺔ ﻁﻭﻴﻠﺔ‬ ‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪12‬‬‫ﻏﺫﺘﻬﺎ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‪...‬‬‫\"‪ ...‬ﺇﻥ ﺍﻨﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﻥ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﻘﻁ ﺘﺤﻁﻴﻡ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻱ‬‫ﻭﺍﻹﻗﻁﺎﻋﻴﺔ ﺒل ﺇﻨﻪ ﺒﻌﺙ ﻭﻋﻴﺎ ﺠﻤﺎﻋﻴﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﺒﻨﺎﺌﻪ ﻋﻠﻰ‬‫ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﺨﺫ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﺯﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻗﺩ ﺃﻜﺩ ﺇﺭﺍﺩﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ‬‫ﻭﺭﺒﻁ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﺸﺎﻋﺭﺍ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺸﺎﻋﺭ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻘﺩﻡ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ‪\"....‬‬‫\"‪...‬ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﺴﺘﺠﺩ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺒﻼﺩ ﺍﺴﺘﻨﺯﻓﺕ ﻗﻭﺍﻫﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺭﻴﻔﻴﺔ‬‫ﺸﺎﺴﻌﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺯﺩﻫﺭﺓ ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﺍﻵﻥ ﺇﻻ ﻗﻔﺎﺭﺍ ﺨﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁﺔ ﻨﺠﺩ‬‫ﺍﻟﺒﺅﺱ ﺍﻟﺭﻫﻴﺏ ﻴﻨﺨﺭ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻜﺩﺴﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻭﻤﺩﻥ ﺍﻟﻘﺼﺩﻴﺭ‪ ،‬ﻴﺠﺏ ﻭﺒﺩﻭﻥ ﺘﺄﺨﻴﺭ‬‫ﻋﻼﺝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺒﺈﻴﺠﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤل ﻟﻠﺒﺎﻟﻐﻴﻥ ﻭﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﺠﻭﻉ ﻭﺍﻟﻤﺭﺽ ﻭﺇﺭﺠﺎﻉ ﻁﻌﻡ‬‫ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺒﻨﺎﺀ ﻤﺎ ﺘﺤﻁﻡ ﻋﻠﻰ ﻨﻁﺎﻕ ﻭﺍﺴﻊ‪،‬‬‫ﺘﺭﺍﺏ ﻤﺤﺘل ﻋﺴﻜﺭﻴﺎ ﻭﺴﻠﻡ ﻤﻬﺩﺩ ﺒﻼ ﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﻨﺘﻴﻥ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﻤﻌﺎﺩﻴﺔ ﺘﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ‬‫ﺍﻟﺘﻌﻁﻴل ﺍﻟﻤﻨﻅﻡ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﻓﻭﻀﻭﻱ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻭﺭﺜﺘﻪ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﻘﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻬﺎ‪...‬‬‫‪-‬ﻤﻥ ﻤﻴﺜﺎﻕ ﻁﺭﺍﺒﻠﺱ ‪-1962‬‬‫ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴل ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﺠﺩﻫﺎ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺒﻌﺩ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺃﻜﺘﺏ ﻤﻘﺎﻻ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻤﺴﺘﻌﻴﻨﺎ ﺒﻤﺎ ﺠﺎﺀ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ‪ -12-‬ﻭﻤﻥ ﻤﺭﺍﺠﻊ ﺃﺨﺭﻯ‪.‬‬‫ﺍﺨﺘﺒﺭ ﻤﻜﺘﺴﺒﺎﺘﻙ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻷﻭل‬‫\"ﺇﻥ ﻜل ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﺍﻨﺩﻓﻊ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﺒﻴل‪ ،‬ﺃﻤﺎ ﻨﺤﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺒﻘﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻤﺅﺨﺭﺓ‬‫ﺍﻟﺭﻜﺏ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺘﻌﺭﺽ ﺇﻟﻰ ﻤﺼﻴﺭ ﻤﻥ ﺘﺠﺎﻭﺯﺘﻪ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ‪ ،‬ﻭ ﻫﻜﺫﺍ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺤﺭﻜﺘﻨﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻗﺩ‬‫ﻭﺠﺩﺕ ﻨﻔﺴﻬﺎ‪ ،‬ﻤﺤﻁﻤﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻤﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﺭﻜﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﺭﻭﺘﻴﻥ‪ ،‬ﺘﻭﺠﻴﻬﻬـﺎ‬‫ﺴﻲﺀ ﻤﺤﺭﻭﻤﺔ ﻤﻥ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ‪ ،‬ﻗﺩ ﺘﺠﺎﻭﺯﺘﻬﺎ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ‪ ،‬ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل‬‫ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻴﻁﻴﺭ ﻓﺭﺤﺎ ﻅﻨﺎ ﻤﻨﻪ ﺍﻨﻪ ﻗﺩ ﺃﺤﺭﺯ ﺃﻀﺨﻡ ﺍﻨﺘﺼﺎﺭﺍﺘﻪ ﻓﻲ ﻜﻔﺎﺤﻪ ﻀـﺩ ﺍﻟﻁﻠﻴﻌـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ\"‪.‬‬‫‪ -‬ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ‪-1954‬‬

‫ﺤﺎﻭل ﻤﻥ ﺨﻼل ﻗﺭﺍﺀﺘﻙ ﻟﻠﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺘﺠﻴﺏ ﻋﻥ ﺍﻷﺴﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﻨﺹ ؟‬‫‪\" -2‬ﺍﻨﺩﻓﻌﺕ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﺒﻴل\" ﻴﻘﺼﺩ ﻤﻥ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺹ ؟ )ﻋﻠﻴﻙ ﺒﻤﻁﺎﻟﻌـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻜﺎﻤﻼ(‪.‬‬ ‫‪-3‬‬‫ﻤﺎ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﻜﻭﻨﻨﺎ ﺒﻘﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻤﺅﺨﺭﺓ ﺍﻟﺭﻜﺏ؟‬ ‫‪-4‬‬ ‫ﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺠﻤﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ؟‬ ‫‪ -1‬ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ‪:‬‬‫ﺇﻟﻴﻙ ﺘﻭﺍﺭﻴﺦ ﻤﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﺙ ﺒﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻲ‪.‬‬ ‫‪ 3‬ﻓﻴﻔﺭﻱ‪ 5 -1912‬ﻤﺎﻱ ‪ 7 -1931‬ﺠﻭﺍﻥ ‪ 8 - 1936‬ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ‪1942‬‬ ‫‪ 3‬ﻓﻴﻔﺭﻱ ‪ 7 -1943‬ﻤﺎﺭﺱ ‪ 8 -1944‬ﻤﺎﻱ ‪ 16 -1945‬ﻤﺎﺭﺱ ‪1946‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺃﺭﺒﻁ ﺍﻟﺘﻭﺍﺭﻴﺦ ﻭﻤﺎ ﻴﻨﺎﺴﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺤﺩﺙ ﺒﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻤﺎ ﺃﺜﺭ ﻜل ﺤﺩﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ؟‬ ‫____________________‬ ‫‪ -2‬ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ‪:‬‬ ‫ﺇﻟﻴﻙ ﺼﻭﺭ ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺃﻋﻁ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻤﺨﺘـﺼﺭﺍ ﻟﺤﻴـﺎﺓ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﻟﻜل ﻤﻨﻬﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﺤﺭﻜـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻭﺭﺩ ﻓﻌل ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻓﺔ ‪:‬‬‫ﻋﺯﻴﺯﻱ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ‪ :‬ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺴﻨﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻅـﻴﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜـﻡ ﺍﻟـﺫﻱ‬‫ﻭﻀﻌﻪ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻌﺩﻭ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒل ﺤـﺸﺩ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺘﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺩﺭﺱ‬ ‫‪ -1‬ﺇﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‬ ‫‪ -2‬ﺇﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‬

‫ﺜﻭﺭﺘﻨﺎ ﻭﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ‬ ‫)ﺒﻘﻠﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﻬﻴﺩﻱ(‬ ‫\"ﺜﻭﺭﺓ ﻓﺎﺘﺢ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ‪ 1954‬ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤﺕ ﺘﺤﺕ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ‬ ‫ﻭﺠﻴﺵ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋـﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺸـﻌﺒﻴﺔ ﺠﺒـﺎﺭﺓ‬ ‫ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﻘﻼل‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻴﺤﻤل ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻁﺭﺩ ﺍﻟﻤﺤﺘل ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻱ‪.... ،‬‬‫\"‪...‬ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻓﻲ ﻜﻔﺎﺤﻪ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺤﺭﻴﺭﻩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻴﻨﺔ ﻤﻥ‬‫ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻴﻴﻥ ﺍﻟﺸﻘﻴﻘﻴﻥ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﻔﻌﺎل ﻭ ﺼـﺩﺍﻗﺔ ﺍﻹﻓـﺭﻴﻘﻴﻴﻥ‬ ‫ﻭ ﺍﻵﺴﻴﻭﻴﻴﻥ ﻭ ‪‬ﻤ ‪‬ﻭ ‪‬ﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻭ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺩﻤﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻜﻠﻪ‪\".....‬‬ ‫ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩ )ﻟﺴﺎﻥ ﺤﺎل ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ( ﺍﻟﻌﺩﺩ ‪ 2‬ﺴﻨﺔ‪1956‬‬ ‫ﻁﺎﻟﻊ ﺍﻟﻨﺹ )ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ‪ (1‬ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺘﺒﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﻬﻴﺩﻱ ﻓﻲ ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩ‬ ‫ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ ﺴﻨﺔ ‪ ،1956‬ﻤﺎﺫﺍ ﺘﺴﺘﻨﺘﺞ؟‬

‫ﺇﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‬‫ﻤﺎ ﻜﺘﺒﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﻬﻴﺩﻱ ﻓﻲ ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩ ) ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ‪ ( 1‬ﻫﻲ ﺍﻹﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ‬‫ﺃﺭﺍﺩﻫﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺘﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻟﺨﻭﺽ ﺤﺭﺏ ﺘﺤﺭﻴﺭﻴﺔ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺕ ﻏﺭﻴﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻨﻪ ﻗـﺩ‬‫ﺤﺎﺭﺏ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻫﺫﺍ ﺩﺍﺨﻠﻴﺎ‪ ،‬ﺃﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻓﻴﺭﻯ ﺍﻟﺸﻬﻴﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺤﺎﺠـﺔ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻴﺠﺎﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻤﺴﺎﻋﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺭﺓ ﻟﻠﺤﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺘﺄﻴﻴﺩ ﻤﺎﺩﻱ ﻭ ﻤﻌﻨﻭﻱ‪.‬‬ ‫ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ ‪:‬‬‫‪ -1‬ﺘﻜﻔل ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻺﻋﺩﺍﺩ ﻟﻠﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ‪ ،‬ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻓﺸﻠﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﺭﻋﻴﻥ ﻓﻲ‬‫ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻨﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ )ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﻴﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﻴﻥ(‪ ،‬ﻓﺄﺴﺴﻭﺍ ﺘﻨﻅﻴﻤﺎ ﺴﺭﻴﺎ ﻤﺴﺘﻘﻼ )ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ ﻟﻠﻭﺤﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻌﻤل(‪ ،‬ﻭ ﺃﺨﺫﻭﺍ ﻴﺘﺼﻠﻭﻥ ﺒﺎﻟﻤﻨﺎﻀﻠﻴﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻥ ﻟﻠﻭﻁﻥ‪.‬‬‫‪ -2‬ﻓﻲ ﺸﻬﺭ ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ ‪ 1954‬ﻨﻅﻡ )‪ (22‬ﺸﺎﺒﺎ ﻤﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻋﺩﺓ ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﻋﻴﻨﻭﺍ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻟﺠﻨﺔ‬ ‫ﻤﺼﻐﺭﺓ ﻤﻥ )‪ (6‬ﻜﻠﻔﻭﺍ ﺒﺘﺤﺩﻴﺩ ﻴﻭﻡ ﺘﻔﺠﻴﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‪.‬‬‫‪ 10) -3‬ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ‪ (1954‬ﺍﺠﺘﻤﻌﺕ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ )‪ (6‬ﻭﺤﺩﺩﻭﺍ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺒﻔﺎﺘﺢ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ‪1954‬‬ ‫ﻭ ﺘﻭﺯﻋﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺤﺩﺩﻭﻫﺎ ﺒــ )‪ (5‬ﻤﻨﺎﻁﻕ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪ :‬ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ ‪‬ﻋ‪‬ﻴﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ )ﻤﺼﻁﻔﻲ ﺒﻥ‬ ‫ﺒﻭﻟﻌﻴﺩ (‬‫ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﺸﻤﺎل ﺍﻟﻘﺴﻨﻁﻴﻨﻲ )ﺩﻴﺩﻭﺵ ﻤﺭﺍﺩ(‬‫ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ :‬ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺠﺭﺠﺭﺓ)ﻜﺭﻴﻡ ﺒﻠﻘﺎﺴﻡ(‪.‬‬‫ﺍﻟﻤﻨﻁﻘــﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌــﺔ ‪ :‬ﺍﻟﺠﺯﺍﺌــﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼــﻤﺔ‬ ‫ﻭﻀﻭﺍﺤﻴﻬﺎ)ﺭﺍﺒﺢ ﺒﻴﻁﺎﻁ(‪.‬‬‫ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ‪ :‬ﻤﻨﻁﻘﺔ ﻭﻫﺭﺍﻥ )ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ‬ ‫ﺒﻥ ﺍﻟﻤﻬﻴﺩﻱ(‪.‬‬‫ﺃﻤﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻭﻀﻴﺎﻑ ﻓﻘﺩ ﻜﻠﻑ ﺒﺎﻻﺘﺼﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ‬‫ﺒـ )ﺁﻴﺕ ﺃﺤﻤﺩ – ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺒﻠﺔ – ﻤﺤﻤـﺩ ﺨﻴـﻀﺭ(‬‫ﺃﻭﻜﻠﺕ ﻟﻬﻡ ﻤﻬﻤﺔ ﺇﺒﻼﻍ ﺼﻭﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬‫)‪ 23‬ﺃﻜﺘـﻭﺒﺭ‪ (54‬ﺍﻨﺘﻬـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ‪ ،‬ﻭﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻭﻀﻌﺕ ﻜل ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ‪.‬‬‫‪ -4‬ﻭ ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﻟﻴﻠﺔ ﻴﻭﻡ ﺍﻻﺜﻨـﻴﻥ ﺃﻭل ﻨـﻭﻓﻤﺒﺭ‬‫‪ 1954‬ﻗﺎﻡ ﺤﻭﺍﻟﻲ )‪ (3500‬ﻤﺠﺎﻫﺩ ﺒﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺘﻔﺠﻴـﺭ‬‫ﻟﻌﺩﺓ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﻓﺭﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺒﻠﻐﺕ )‪ (30‬ﻋﻤﻠﻴـﺔ‬‫ﻨﺎﺠﺤﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻭﺍﺤﺩ ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻓﺎﺠﺄ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺃﺭﺒﻜﻪ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ‪.‬‬‫‪ -5‬ﻭ ﻓﻲ ﺼﺒﻴﺤﺔ ﻴﻭﻡ ﺍﻻﺜﻨﻴﻥ )‪ 1‬ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ‪ (54‬ﻨﺸﺭ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ﻟﻠﺸﻌﺏ ﻭﻫﻭ ﻨﺩﺍﺀ ﺤﺩﺩﺕ ﻓﻴﻪ ﺃﺴﺒﺎﺏ‬‫ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‪ ،‬ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﻤﻴﻼﺩ ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ‪.‬‬‫ﺇﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ‪:‬‬ ‫‪ -I‬ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ‪:‬‬‫ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻤﻨﺫ ﺍﻨﻁﻼﻕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻴﺤﺩﺩ ﺍﻹﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤـﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟـﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭ ﻫـﻲ‬‫ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﻤل ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻹﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺃﺴﺎﺴﻬﺎ ﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻭ ﺩﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ‪.‬‬ ‫ﻜﻴﻑ ﻜﺎﻥ ﺭﺩ ﻓﻌل ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ؟ ﻭﻜﻴﻑ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ؟‬

‫ﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﻭﻋﻴﺔ‬ ‫ﺘﺠﺎﻭﺏ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ ﺒﺸﻜل ﻜﺒﻴﺭ‪ ،‬ﺤﻴﺙ‬ ‫ﻜﺎﻥ ﻤﻤﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﻴﺎﻑ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔ‪،‬‬‫ﺍﻟﺘﺤﺎﻡ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺒﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻪ‬ ‫ﻭﻤﻨﻪ ﺘﻜﻭﻨﺕ ﺍﻟﻨﻭﺍﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻌﻤل ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻓﻲ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ‪،‬‬‫)ﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ ﻴﻭﻓﺭﻭﻥ‬ ‫ﻭﻤﻥ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺤﻤﻼﺕ ﺘﻭﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻹﻴﺼﺎل ﺼـﻭﺕ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺃﻭﺴﺎﻁ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺤﺙ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﻨﺩﺓ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭ ﺩﻓﻊ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﺩﻋﻭﺓ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻼﻨﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺠﺒﻬـﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴـﺭ‬ ‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ‪ ،‬ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﻴﻥ ﻤﻥ‬ ‫ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻁﻠﺒﺔ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﻟﺘﺤﻘﻭﺍ ﺒﺎﻟﺜﻭﺭﺓ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﻟﻌﺒﺕ‬ ‫ﺼﺤﻑ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺩﻭﺭﺍ ﺒﺎﺭﺯﺍ ﻓﻲ ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻟﻤـﺴﺎﻨﺩﺓ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ‪،‬‬ ‫ﻓﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺒﺼﺎﺌﺭ ﻤﻨــﺫ ‪ 1‬ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ‪ 1954‬ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ‪ 28‬ﺠـﺎﻨﻔﻲ‬ ‫‪ 1955‬ﺃﺼﺩﺭﺕ ‪ 4‬ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺃﻜﺩﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﺠﺎﻭﺒﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‪.‬‬ ‫ﻜﻤﺎ ﻓﻌل ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻨﻅﻤﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ‬ ‫ﻓﺭﺍﺩﻯ‪ ،‬ﻴﺎﺌﺴﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﺤﺯﺍﺒﻬﻡ‪ ،‬ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤـﻥ ﻤﻨﺎﻀـﻠﻲ‬ ‫) ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻨﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ( ﺍﻟﺘﻲ ﺤﻠﺘﻬﺎ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻓﻲ ‪05‬‬ ‫ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ‪.1954‬‬‫ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻭﻥ ﺒﻴﻥ ﺃﺤﻀﺎﻥ‬

‫ﻭﺜﻴﻘﺔ ‪2‬‬ ‫\"‪....‬ﺤﻴﺎﻜﻡ ﺍﷲ ﻭﺃﺤﻴﺎﻜﻡ‪ ،‬ﻭﺃﺤﻴﺎ ﺒﻜﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ‪ ،‬ﻭﺠﻌل ﻤﻨﻜﻡ ﻨﻭﺭﺍ ﻴﻤﺸﻲ ﻤﻥ‬ ‫ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻴﻬﺎ ﻭﻤﻥ ﺨﻠﻔﻬﺎ‪......‬ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻴﺴﻤﻊ ﺒﻼﻴﺎ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻟﺩﻴﺎﺭﻜﻡ‪ ،‬ﻓﻴﻌﺠﺏ ﻜﻴﻑ‬ ‫ﻟﻡ ﺘﺜﻭﺭﻭﺍ ﻭﻜﺎﻥ ﻴﺴﻤﻊ ﺃﻨﻴﻨﻜﻡ ﻭﺘﻭﺠﻌﻜﻡ ﻤﻨﻪ‪.......‬ﺇﻨﻜﻡ ﻤﻊ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﻗﻑ ﻻ ﺨﻴـﺎﺭ ﻓﻴـﻪ‪،‬‬ ‫ﻭﻨﻬﺎﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﻭﺕ‪ ،‬ﻓﺎﺨﺘﺎﺭﻭﺍ ﻤﻴﺘﺔ ﺍﻟﺸﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺒﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺸﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤـﻭﺕ‪ .‬ﺇﻨﻜـﻡ‬ ‫ﻜﺘﺒﺘﻡ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ﺒﺩﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﻁﻭﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺭﻴﻀﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻤﻸﻭﻫﺎ ﺒﺂﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻁﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫـﻲ‬ ‫ﺸﻌﺎﺭﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ‪،‬ﻭﻫﻲ ﺍﺭﺙ ﺍﻟﻌﺭﻭﺒﺔ ﻭﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻴﻜﻡ‪\" ...‬‬ ‫‪ -‬ﻤﻘﺘﻁﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺩﺭﻩ ﺍﻟﺒﺸﻴﺭ ﺍﻹﺒﺭﺍﻫﻴﻤﻲ ﻓﻲ ‪ 8‬ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ‪ 1954‬ﻤﺴﺎﻨﺩﺓ‬ ‫‪ -II‬ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺘﻲ ‪:‬‬‫ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﻬﺎ ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺭﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭﻴﺔ ﻟﻜـل ﻤﻨﻬـﺎ‬ ‫ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻠﻌﺒﻪ ﻴﻐﺫﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺒﻤﺎﻟﻪ ﻭ ﺇﻁﺎﺭﺍﺘﻪ ﻭﻨﻔﺴﻪ‪.‬‬‫* ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻁﻠﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ )ﺘﺄﺴﺱ ﻓﻲ ‪ 4‬ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ ‪ 1955‬ﺒﺒﺎﺭﻴﺱ( ﺤﻴﺙ ﺒﺎﻨﻀﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﻠﺒﺔ ﺇﻟﻰ‬‫ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻨﺩﺍﺀ ﻟﻺﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ‪ 19‬ﻤﺎﻱ ‪ ،1956‬ﺩﻋﻤﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺒﺈﻁﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻴﻥ‬‫ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﺎ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻤﺭﻀﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺨﺩﻤﻭﺍ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺨﺩﻤﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ‪ .‬ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‬ ‫ﺍﻷﺨﺭﻯ‪.‬‬‫* ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻌﻤﺎل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ )‪ 24‬ﻓﻴﻔﺭﻱ ‪ (1956‬ﻭ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺘﺄﺴﻴﺴﻪ ﻫﻭ ﻟ ‪‬ﻡ ﹶﺸﻤل ﺍﻟﻌﻤـﺎل‬ ‫ﻓﻲ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺜﻭﺭﻱ ﺘﻘﻭﺩﻩ ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ‬ ‫ﺒﻌﻴﺩﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺴﻴﺭﻩ ﻟـﺼﺎﻟﺢ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻤﺭﻴﻥ‪ .‬ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺩﻓﻊ ﺸﺭﻴﺤﺔ ﻫﺎﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻴﺱ‬ ‫ﻟﻠﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺒل ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ ﻭﺘﺤﻘﻴـﻕ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل‪ ،‬ﻭ ﺘﺒﻠﻴﻎ ﺼﻭﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟـﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻻﻨﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻤﺜـل‬ ‫ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﺭﺓ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻊ ﻓﺭﻭﻉ ﻓﻲ‬‫ﺘﻭﻨﺱ ﻭ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻷﻗـﺼﻰ‪ ،‬ﻭ ﻗـﺩ ﺒـﺭﺯ ﺩﻭﺭﻩ ﻓـﻲ ﻤﻤﺜﻠﻭ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻌﻤﺎل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻤﺩﺓ ‪ 8‬ﺃﻴﺎﻡ ﻓﻲ ‪ 28‬ﺠﺎﻨﻔﻲ ‪ 1957‬ﺘﻌﺒﻴﺭﺍ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﻟﻠﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﺭﺓ‬ ‫ﻋﻥ ﺘﺠﺎﻭﺏ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﻟﻨﺩﺍﺀ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‪.‬‬

‫* ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭ ﺍﻻﺘﺼﺎل ‪:‬‬‫ﻟﻌﺒﺕ ﺩﺭﺍ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺎﻟﺜﻭﺭﺓ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻭﻋﻴﺔ ﻭ ﻨﺸﺭ ﺜﻘﺎﻓـﺔ‬‫ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭ ﺠﻌل ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻴﺘﺘﺒﻊ ﺃﺨﺒﺎﺭﻫﺎ ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺩﻋﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﺭﻀﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻴﻁﻠﻘﻬﺎ ﺍﻻﺴـﺘﻌﻤﺎﺭ‬ ‫ﺒﻐﻴﺔ ﺘﺸﻭﻴﻪ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‪ ،‬ﻭ ﺃﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ‪:‬‬‫ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩ‬ ‫ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ‬‫ﻓﺭﻴﻕ ﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ‬ ‫◘ ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ‪ ) :‬ﻟﺴﺎﻥ ﺤـﺎل ﺠﺒﻬـﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴـﺭ‬‫ﻟﻜﺭﺓ ﺍﻟﻘﺩﻡ ﻓﻲ ﻤﻠﻌﺏ ﺒﺎﻟﻌﺭﺍﻕ‬ ‫ﻭ ﺠﻴﺵ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ( ﻜﺎﻥ ﺃﻭل ﻋﺩﺩ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ‪ 1‬ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ‪،1956‬‬ ‫ﺜﻡ ﺤﻠﺕ ﻤﺤﻠﻬﺎ ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩ ﺒﺎﻟﻠﻐﺘﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ‪.‬‬ ‫◘ ﺼﻭﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺍﻟﺤﺭﺓ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﻫﻭ ﺍﺴﻡ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺒﺙ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻴﻭﻤﻴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻤﻨﺫ ﺠﺎﻨﻔﻲ ‪ 1957‬ﻓﻲ ﺴﺭﻴﺔ‬ ‫ﺘﺎﻤﺔ ﻭ ﻤﺘﻨﻘﻠﺔ ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﻜﺘﺸﻑ‪ .‬ﺃﻤﺎ ﻗﺒل ﺇﻨﺸﺎﺌﻬﺎ ﺭﺴﻤﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ‬ ‫ﺍﻷﻗﺼﻰ ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﻋﺎﻡ ‪ ،1956‬ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺒﺙ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻤﻥ ﻤـﺼﺭ ﺜـﻡ‬ ‫ﺘﻭﻨﺱ‪.‬‬ ‫ﻜﺎﻥ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻴﺩﺭﻜﻭﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺩﻋﺎﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨـﺴﻴﺔ )ﺒـﺎﻹﻋﻼﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﻀﺎﺩ( ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ‪ ،‬ﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﻟﺯﺍﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻤﺤﺎﺭﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺩﻭ ﺇﻋﻼﻤﻴﺎ‪ ،‬ﻭ ﺇﻴﺼﺎل ﺼﻭﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺨﺎﺼﺔ‬ ‫ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻋﺎﻤﺔ‪.‬‬ ‫ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓـﻲ ﺠﻤﻴـﻊ ﺍﻻﺨﺘـﺼﺎﺼﺎﺕ‬ ‫ﻭ ﺍﻟﻬﻭﺍﻴﺎﺕ ﻤﺜل ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻭ ﺍﻟﻔـﻥ‪ ،‬ﻜﻠﻬـﻡ‬ ‫ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺸﺎﺭﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻨﻬﺎ ﺠﻌـل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭ‬ ‫ﺤﺎﻀﺭﺓ ﻜﻜﻴﺎﻥ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺃﻥ ﺘﻤﺤﻴـﻪ‪ ،‬ﻭ ﺒﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ ﻓﻬـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﻜﺎﻨﺕ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺎﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ‪.‬‬

‫‪ -III‬ﺍﻟﻤﺨﻁﻁﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ‪:‬‬ ‫ﺘﻌﺩ ﺍﻟﻤﺨﻁﻁﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻴﻭﻟﻭﻨﻬﺎ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺜﻭﺭﺓ ﻟﻴﺴﺕ ﺴـﻠﻤﻴﺔ ﺒـل‬ ‫ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭ ﻤﺼﻴﺭﻫﺎ ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻨﺠﺎﺡ ﺃﻱ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﻴﻘـﻭﻡ ﺒﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻭﻥ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺘﻨﻬﻜﻪ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ‬ ‫ﺃﻱ ﺨﺴﺎﺌﺭ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻬﻲ ﺘﻜﻠﻔﻪ ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺜﻘﺔ ﺸﻌﺒﻪ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻭﺭﻋﺏ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻤﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺘﺴﺎﻉ ﺨﺒﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴـﺔ‬‫ﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺭﻯ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﺴﺘﻬﺩﺍﻓﺎ ﻟﻜﻭﻥ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ‪.‬‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻴﻌﻠﻡ ﺒﺄﻨﻬﻡ ﻴﺴﺎﻨﺩﻭﻥ‬ ‫ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻴﻑ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺘﻨﻔﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻌـﺴﻜﺭﻱ‬ ‫ﻭﻫﺫﺍ ﻟﻠﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﺔ ﻟﻠﺘﺴﻠﻴﺢ ﻭﺍﻟﺩﻭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻐﺫﺍﺀ ﻭﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ‬‫ﻤﻥ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻻﻨﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺼﻔﻭﻑ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻥ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﺸﺭﻭﻁ ﻗﺎﺴﻴﺔ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﻗﺘل ﺨﺎﺌﻥ ﺃﻭ ﻋﺴﻜﺭﻱ ﻓﺭﻨﺴﻲ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ‪.‬‬ ‫ﻴﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻤﻥ ‪ 3‬ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻫﻲ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻭﻥ ‪ :‬ﻭﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻭﺍﺠﻬﻭﻥ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎل‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻜل ﻤﻜﺎﻥ‪ ،‬ﻴﺘﻤﻴﺯﻭﻥ ﺒﺘﻨﻅﻴﻡ ﻋﺴﻜﺭﻱ ﻭ ﺒﻠﺒﺎﺱ‬ ‫ﺨﺎﺹ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺘﻨﻅﻴﻤﻬﻡ ﺃﻜﺜﺭ ﺒﻌﺩ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺼﻭﻤﺎﻡ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺍﻟﻤﺴﺒﻠﻭﻥ ‪ :‬ﻭ ﻫﻡ ﺃﻋﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻥ ﻓـﻲ ﺍﻷﺭﻴـﺎﻑ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﺭﻯ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﻴﺭﺍﻗﺒﻭﻥ ﺘﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻌﺩﻭ‪ ،‬ﻭﻴﺤﻤـﻭﻥ‬ ‫ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻥ ﻭﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴـﺯﻭﺩﻭﻨﻬﻡ ﺒﺎﻟﻐـﺫﺍﺀ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻭﻴﺴﻠﻜﻭﻥ ﺒﻬﻡ ﺍﻟﻁـﺭﻕ ﺍﻟـﻭﻋﺭﺓ ﻭ‬ ‫ﻋﺒﻭﺭ ﺍﻷﺴﻼﻙ ﺍﻟﺸﺎﺌﻜﺔ ﺭﻏﻡ‬ ‫ﻭ ﺍﻷﻤﻥ‪ ،‬ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻬـﻡ‬ ‫ﻴﻭﻓﺭﻭﻥ ﺍﻹﻴﻭﺍﺀ‬‫ﺨﻁﻭﺭﺘﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻌﺎﺒﺭ ﻟﻠﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻥ‬‫ﻭﺍﻷﺴﻠﺤﺔ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ‬ ‫ﻴﻘﻭﻤﻭﻥ ﺒﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺘﺨﺭﻴﺏ ﻭ ﻗﺘل‪ ،‬ﻟﺫﻟﻙ ﻜـﺎﻥ ﺍﻨﺘﻘـﺎﻡ‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺭ ﻤﻥ ﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﺍﺸﺭ ﻭﺍﻟﻘﺭﻯ ﻋﻅﻴﻡ ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ‬ ‫ﺩﻭﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﻨﺩﺓ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‪.‬‬‫‪ -3‬ﺍﻟﻔﺩﺍﺌﻴﻭﻥ ‪ :‬ﻭ ﻫﻡ ﺃﻋﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻭ ﺍﻟﻘﺭﻯ ﻭ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻜﺎﻥ ﻴﻘﻭﻤﻭﻥ ﺒﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻓﺩﺍﺌﻴـﺔ‬ ‫ﻹﻀﻌﺎﻑ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﻭ ﺘﺸﺘﻴﺘﻪ‪.‬‬‫ﺍﻟﺼﻨﻔﺎﻥ ﺍﻷﺨﻴﺭﺍﻥ ﻟﻴﺱ ﻟﻬﻤﺎ ﻟﺒﺎﺱ ﻤﻤﻴﺯ ﻜﺎﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻥ ﻓﻬﻡ ﻤﺩﻨﻴﻭﻥ‪ ،‬ﻴﻤﺜﻠﻭﻥ ﺍﺤﺘﻴـﺎﻁﻲ ﺠـﻴﺵ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴـﺭ‬‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻴﺩ ﺍﻟﻀﺎﺭﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﺙ ﺍﻟﺭﻋﺏ ﻓﻲ ﺼﻔﻭﻑ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻤﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺼﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﻜـل‬ ‫ﻤﻜﺎﻥ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﻴﻥ ﺒﻭﻀﻊ ﻗﻨﻭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻤﻬﻤﺘﻬﺎ ﺠﻠﺏ ﺍﻷﺴﻠﺤﺔ‪ ،‬ﻋﻥ ﻁﺭﻴـﻕ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻤﺨﻁﻁﺔ ﺁﻤﻨﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﻭﺼﻭﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻥ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﻁﻁﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻨﺘﻬﺎﺝ ﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻨﺘـﺼﺎﺭ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ‪،‬‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﻭل ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ‪ 1954‬ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﺒﺘﻭﻗﻴﺘﻬـﺎ‬ ‫ﺇﻻ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﻠﻔﻭﺍ ﺒﺎﻹﻋﺩﺍﺩ ﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﻴﻥ ﺠﻴﺵ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭ ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﺍﻟﻘﺴﻨﻁﻴﻨﻲ ‪:‬‬ ‫ﺘﻔﺎﺠﺄﺕ ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﺒﻬﺠﻭﻡ ‪ 20‬ﺃﻭﺕ ‪ 1955‬ﺍﻟﺫﻱ ﺸـﻤل‬ ‫‪ 20‬ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﻤﺩﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﻘﻴـﺎﺩﺓ ﺍﻟـﺸﻬﻴﺩ ﺯﻴﻐـﻭﺩ‬‫ﺍﻟﺸﻬﻴﺩ ﺯﻴﻐﻭﺩ ﻴﻭﺴﻑ ﻗﺎﺌﺩ‬ ‫ﻴﻭﺴﻑ‪ ،‬ﻓﻴﻪ ﺃﻅﻬﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﻤﺤﻜﻡ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ‪.‬‬‫ﻫﺠﻭﻡ ‪ 20‬ﺃﻭﺕ ‪1955‬‬‫ﺍﻨﻁﻠﻘﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻬﺠﻭﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ‪ ،‬ﻭ ﺩﺍﻤـﺕ‬‫ﺃﺴﺒﻭﻋﺎ ﻜﺎﻤﻼ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻭﻥ ﺒﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ‬‫ﻜﺤﺭﻕ ﻤﺤﻼﺕ ﺍﻟﻤﻌﻤﺭﻴﻥ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻬﺠﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ﻤﻜﺎﺘﺏ‬‫ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻭ ﺍﻟﺠﻨﺩﺭﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻜﻨﺎﺕ ﻓﺄﺤﺩﺜﻭﺍ ﻫﻠﻌﺎ ﻭ ﻓﺯﻋـﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻤﺭﻴﻥ‪.‬‬ ‫ﺠﺭﻴﺩﺓ ‪(La dépêche Quotidienne‬‬ ‫)‪ d’Algérie‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻴﻭﻡ ‪ 22-21‬ﺃﻭﺕ‬ ‫ﻤﻥ ﺩﻭﺍﻓﻌﻪ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺘﻌﻤﻴﻡ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭ ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺘﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻓﻙ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﺭﻀﻪ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ‪.‬‬‫‪ -3‬ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻡ ﻤﻥ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻹﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺘﻴل ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻌﺏ )ﺨﺎﺼﺔ ﻤﺫﺒﺤﺔ ﺴﻜﻴﻜﺩﺓ(‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﺍﻟﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺸﺎﻋﺎﺕ ﻭ ﺃﻜﺎﺫﻴﺏ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ﺭﻓﻊ ﻤﻌﻨﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻥ ﻭ ﺘﺤﻁﻴﻡ ﺃﺴﻁﻭﺭﺓ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭ ﺠﻴﺸﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻘﻬﺭ‪.‬‬

‫‪ -6‬ﺃﻜﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻬﺠﻭﻡ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻟﻠﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ‪.‬‬‫‪ -7‬ﺘﺄﻜﻴﺩ ﻤﻐﺎﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻬﺠﻭﻡ ﺼﺎﺩﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻟﻨﻔﻲ ﻤﻠﻙ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﻤﺤﻤﺩ‬‫ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻭﻗﻊ ﻫﺠﻭﻡ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺜﻭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ‪.‬‬ ‫ﻨﺘﺎﺌﺠﻪ ‪:‬‬‫‪ -1‬ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺘﻔﺭﺽ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﺩﺍﺨﻠﻴﺎ ﻭ ﺨﺎﺭﺠﻴﺎ‪ ،‬ﻭ ﺘﻨﺎل ﺍﻟﺘﺄﻴﻴﺩ ﻭﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻘﺎﺀ‬‫ﺍﻟﻌﺭﺏ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﺃﺨﺭﺠﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺠﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻀﻴﻕ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺃﻥ ﻴﺤﺼﺭﻫﺎ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤـﺴﺘﻭﻯ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ‪.‬‬‫‪ -2‬ﺘﺄﻜﺩ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‪ ،‬ﻭ ﺃﺼﺒﺢ ﻴﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺤﺠﺞ ﺃﺨﺭﻯ ﻹﻀﻌﺎﻓﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﺘﻬﻡ ﻤﺼﺭ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻤﻥ‬ ‫ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻊ ﻜل ﻤﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ‪.1956‬‬‫‪ -3‬ﺘﻁﻭﺭ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻵﻓﺭﻭ‪ -‬ﺁﺴﻴﻭﻴﺔ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‪ ،‬ﻭﻗﺩ ﺍﺘﻀﺢ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺒﺎﻨـﺩﻭﻨﻎ ﺒﺎﻟﻤﻁﺎﻟﺒـﺔ‬ ‫ﺒﺈﺩﺭﺍﺝ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻓﻲ ﺃﺸﻐﺎل ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ‪.‬‬‫‪ -4‬ﻭﻀﻊ ﺤﺩ ﻟﺸﻜﻭﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺘﺭﺩﺩ ﺁﺨﺭﻴﻥ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻨﻅﻡ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ‬ ‫ﻤﻨﻬﻡ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻓﺭﺤﺎﺕ ﻋﺒﺎﺱ‪.‬‬ ‫ﻨﺹ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﻌﺔ ‪:‬‬‫\" ﻭﻤﻨﺫ ﺍﻨﺩﻻﻉ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ – ﻓﺎﺘﺢ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ‪ 1954‬ﺇﻟـﻰ ﻏﺎﻴـﺔ ﻴﻨـﺎﻴﺭ ‪– 1955‬‬‫ﺃﺼﺩﺭﺕ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺒﺄﺴﻤﺎﺀ ﻭﻋﻨﺎﻭﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ‪ ،‬ﻤﻨﻬـﺎ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺩﺭﺘﻪ ﻴﻭﻡ ‪ 28‬ﻴﻨﺎﻴﺭ ‪ 1955‬ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ‪:‬‬‫>> ﻭﺘﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺔ ﺒﻜﻠﻤﺔ ﻁﻴﺒﺔ ﺘﺴﺘﺤﺜﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﻤﺎﺴـﻙ ﻭ ﺍﻟﺘﻜﺘـل‬‫ﻭ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺤﺭﻴﺘﻬﺎ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻜﺔ ﻭ ﺤﻘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻐﺼﻭﺏ ﻭﻜﺭﺍﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻬﺩﻭﺭﺓ‬‫ﻭ ﺭﻭﺤﻴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍ ‪‬ﻤﹸﺘ ِﻬﹶﻨﺕ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﺘﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﻁﻭﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺩﻯ ﺒﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﺒﻠﻭﻍ‬‫ﻏﺎﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ‪ ،‬ﻭ ﺃﻥ ﺘﺼﺒﺭ ﺍﻟﺼﺒﺭ ﺍﻟﺠﻤﻴل ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺘﻌﺎﻨﻴﻪ ﻤﻥ ﺇﺭﻫﺎﻕ ﻭ ﻤﻅﺎﻟﻡ ﻓﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔـﺭﺝ‬ ‫ﻗﺭﻴﺒﺔ ﺒﺤﻭل ﺍﷲ << ‪.‬‬‫ﻋﻥ ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺒﺼﺎﺌﺭ – ‪ 11‬ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ‪ 1374‬ﻫـ‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ ﻟـ ‪ 4‬ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ‪.1955‬‬‫ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺼﻭﻤﺎﻡ ﺤﺩﺜﺎ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺎ ﺒﺎﺭﺯﺍ‪ ،‬ﻏﱠﻴﺭ ﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺒﺠﻨﺎﺤﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ‪.‬‬

‫ﻅﺭﻭﻑ ﻭ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ‪:‬‬‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺼﻌﺩﺓ‪ ،‬ﻭ ﺍﻹﻗﺒﺎل ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﻟﻼﻨﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺼﻔﻭﻑ‬‫ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻥ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺨﻁﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺒﺩﺍﻩ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﺍﺴﺘﻘﺩﻡ ﺠﻴﻭﺸﻪ ﻤﻥ ﻜﺎﻤل‬‫ﻤﺴﺘﻌﻤﺭﺍﺘﻪ ﺘﻘﺭﻴﺒﺎ )ﺍﻟﻔﻴﺘﻨﺎﻡ‪ ،‬ﺘﻭﻨﺱ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ( ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺭﺍﺕ‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻅﺭﻭﻑ ﻭﺃﺴﺒﺎﺏ‬ ‫ﺃﺨﺭﻯ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﺍﻓﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﻤﻨﻬﺎ ‪:‬‬‫‪ -1‬ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﺽ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻜﺎﻤل ﺍﻟﺘﺭﺍﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ‪ ،‬ﺍﺤﺩﺙ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﺼﺎل‬‫ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩﻴﻥ‪ ،‬ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻕ ﻓﻲ ﻋﺩﺓ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ‪ ،‬ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‬ ‫) ﺍﻷﻭﺭﺍﺱ‪ ،‬ﺍﻟﻨﻤﺎﻤﺸﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺸﻤﺎل ﺍﻟﻘﺴﻨﻁﻴﻨﻲ(‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﺍﺴﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻷﻭﺍﺌل‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﺘﻤﻜﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻤﻥ ﺘﻔﻜﻴﻙ ﺍﻟﺨﻼﻴﺎ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪.‬‬‫‪ -3‬ﺍﻟﺘﺸﻭﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺩﻋﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﺭﻀﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‪ .‬ﻓﻘﺩ ﺠﻨﺩﺕ ﻜل ﻭﺴﺎﺌل ﺇﻋﻼﻤﻬﺎ ﺍﻟﺨـﺎﺹ ﻤﻨﻬـﺎ‬‫ﻭﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻓﺎﺘﻬﻤﺕ ﺭﺠﺎﻻﺘﻬﺎ‪ ،‬ﺒﻜﻭﻨﻬﻡ ﻋﺼﺎﺒﺎﺕ ﺇﺠﺭﺍﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﺤﺭﻜﺔ ﺸـﻴﻭﻋﻴﺔ ﺒـﺩﻋﻡ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﻌـﺴﻜﺭ‬‫ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ‪ ،‬ﺜﻡ ﺍﺘﻬﻤﺕ ﻤﺼﺭ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ‪ .‬ﻜﻤﺎ ﻟﻌﺒﺕ ﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺘﻬﺎ ﺩﻭﺭﺍ ﻫﺎﻤـﺎ ﻓـﻲ ﺘﺤـﺭﻴﺽ ﺍﻟـﺩﻭل‬‫ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭ ﺭﺠﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺠﺩﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﺘﺨﻭﻴﻔﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺸﻌﻭﺏ ﻤﺴﺘﻌﻤﺭﺍﺘﻬﻡ ﻓـﻲ‬‫ﺇﻓﺭﻴﻘﻴﺎ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﻜل ﺫﻟﻙ ﻤﻁﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﺸﻁﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﺠﺭ ﺩﻭﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻤﺴﺎﻨﺩﺘﻬﺎ ﻭ ﻤﺤﺎﺼﺭﺓ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ‪.‬‬‫‪-4‬ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴل ﻭ ﺍﻟﺸﻜﻭﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺤﺩﺜﻬﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻭ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ‪،‬‬‫ﺇﻤﺎ ﺤ‪‬ﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻋﺎﻤﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﻻﺭﺘﺒﺎﻁﺎﺕ ﻤﻊ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭ ﺍﻻﻤﺘﻴﺎﺯﺍﺕ‪ ،‬ﺃﻭ ﺇﻴﻤﺎﻨﺎ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺩ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻤﻐﺎﻤﺭﺓ )ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﻴﻴﻥ(‪.‬‬‫‪ -5‬ﺍﻨﻀﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻟﻠﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻨﺩﺍﺀ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻻﻨﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﻫﺭ ﻟﻬﺠـﻭﻡ ‪ 20‬ﺃﻭﺕ‬ ‫‪ ،1955‬ﺍﺠﺒﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺠﻠﺏ ﺍﻟﺴﻼﺡ‪.‬‬ ‫ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﺘﻘﻴﻴﻡ ﺍﻨﺠﺎﺯ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻻﻨﻁﻼﻕ ﻤﻥ ﻋﻤﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ﻭﻀﻊ ﺇﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻤﻭﺤﺩﺓ ﻭ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ‪.‬‬‫‪ -3‬ﺘﻨﺼﻴﺏ ﺨﻼﻴﺎ ﻭﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺘﺭﻋﻰ ﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل‪ ،‬ﺘﻤـﺱ ﺍﻟﻤﻴـﺎﺩﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ…‬ ‫‪ -4‬ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ‪.‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook