الرئيس ديك تشيني بزيارة تلك الدولة .فالتغيرات السياسية من تطور أو تأخر أو انحدار أو انتكاس أو تجمد أو تسارع أو تباطؤ ھي حتمية سواء في وضع الدول الكبرى أو وضع الدول الصغرى وكذلك وضع العلاقات بينھا .ولذلك وجب متابعة الأحداث بشكل دائم للوقوف على آخر حال وصلت إليھا التغيرات . فالتحليل السياسي وإن كان يمر عبر عملية التفكير السياسي ولكنك تلخص عملية التفكير السياسي التي قمت بھا في ذھنك في عبارات محددة وتوجزھا بقدر ما يسمح به المقام وما يلزم من شرح للقارئ ،لأن الأمر قد تبلور لك ،وتركز فيه على تحديد مواقف الدول والأطراف وأھدافھا وعلاقة ھذه الدول والأطراف ببعضھا البعض ،وخاصة الدول الكبرى الفاعلة ھناك .وتربط الأمور بعضھا ببعض .فإذا أردت أن تقوم بالتحليل السياسي للمشكلة النووية الإيرانية فيجب أن يكون قد جرى عندك تفكير سياسي للوضع الإيراني ،فتكون مدركا لما ھو عليه الوضع في إيران ،وتأتي وتلخص ھذا الأمر بصورة مختصرة وتقف على ما يلزم للخبر الذي ستحلله وھو المشكلة النووية ،وتبحث تطور الأحداث بالنسبة لھذه المشكلة وليس كل ما يتعلق بإيران، وتبحث مواقف الدول الفاعلة في المسرح الدولي أي مواقف الدول الكبرى من ھذه المشكلة ،وكذلك مواقف الأطراف الإقليمية ومن له علاقة بھذا الموضوع .فتتوصل حسب غلبة الظن الى الرأي السياسي الأقرب إلى الصحة . وعند قيامك بعملية التحليل السياسي فإنك تتعمق في الأخبار وتدقق في الكلمات والمعاني ،وتبحث التناقضات في التصريحات وكثيرا ما تحدث من السياسيين وربما يكون لھا معنى وليست غباء .فمثلا صرح خليل زادة سفير أمريكا في الأمم المتحدة للإعلام الأمريكي والغربي بتصريحات يتھم السعودية بعدم تعاونھا فيما يسمى بمحاربة الإرھاب في العراق ،وعندما جاءته وسائل الإعلام العربية مدح موقف السعودية وتعاونھا في محاربة الإرھاب ،ومرة أخرى ھاجمھا أمام الإعلام الغربي ومن ثم مدحھا أمام الإعلام العربي! فھذا ليس غباء ولا تناقضا وإنما له معنى ،ويدل على عدم رضا الأمريكيين عن سعودية عبد ﷲ ،وأن لھذا الملك وجھة أخرى ھو موليھا! وأثناء وجود المالكي في الشام انتقد بوش المالكي وأداءه بشدة وأشار بأن حكومته ستسقط! وبعدما عاد من الشام امتدحه وامتدح أداءه وأشار بأن حكومته باقية ،فأظن أن ھذا ليس تناقضا كما أشار البعض ،وإنما يتعلق بخدمة المالكي للسياسة الأمريكية ،فحتى تنجح مھمة المالكي في الشام ،وحتى يبذل الجھد اللازم للحفاظ على أمن أمريكا في العراق في محاربة المتسللين للجھاد ،وليضلل الرأي العام كأن أمريكا غير راضية عنه وعن تقربه من النظام السوري ،وليوجد صيغ تعاون أكثر نجاعة مع حكام سوريا صرح التصريح الأول ،وبعدما نجحت مھمته صرح التصريح الثاني .فالسياسيون عادة ليسوا أغبياء ،إلا إذا كانوا محسوبين على السياسيين وما ھم بسياسيين ،وإن كانت تصدر منھم سقطات منھا صغيرة ومنھا كبيرة، ومنھا ما يدل على غباء كما اشتھر عن بوش الابن! فيجب أن ينتبه السياسي المفكر لكل ما يصدر عنھم وكيفية صدوره .فيجب أن يسبر أغوار الرجال؛ وينتبه لنبرة كلامھم ولصدق لھجتھم أو زيفھا ،ويتعرف عليھم في لحن قولھم وتعابير وجھھم ،ويلاحظ حركة أيديھم ورؤوسھم وتصرفاتھم .فمثلا عند توزيع الجوائز على المتخرجين العساكر في الفروع العلمية كان رئيس الجمھورية التركي الجديد عبد ﷲ غول ورئيس الأركان التركي موجودين في الحفل ،فلم يلتفت رئيس الأركان لرئيس الجمھورية ولم يسلم عليه، وكذلك لم يتواجد رئيس الأركان وكبار الضباط في البرلمان عند أداء غول القسم ليصبح رئيسا للجمھورية، مع العلم أن التقاليد المتبعة في ھذه الدولة تقتضي أن يحضر ھؤلاء قادة الجيش مراسيم تنصيب رئيس الجمھورية وأن يؤدوا له التحية عندما يلاقون .فھذا التصرف أوھذه الحركة لھا معنى وتدل على عدم ھضم رئيس الأركان لھزيمته عندما قام وعارض انتخاب غول رئيسا للجمھورية وعدم رضاه عنه .
ويجب على المحلل السياسي أن يغوص في أعماق الوقائع لا أن ينظر في ظاھرھا ،وأن يحلق في الأجواء حول الأحداث حتى يكتشف الحقيقة ،ويترفع عن الواقع فيجعله محل التشريح والتفكير لا مصدر التفكير ،فلا يتأثر بالواقع .وكذلك لا يتأثر بتحليلات الآخرين بل يأخذھا على أنھا قسم من الأخبار؛ لأن المحللين السياسيين لھم توجھاتھم السياسية بين ھذا وذاك ،فتطغى على تحليلاتھم توجھاتھم السياسية بين تأييد أو رفض وبين مدح أو ذم .فمن ھذا القبيل ربما تفيدك تحليلاتھم في فھم الخبر ،وربما تجد فيھا أخبارا ھامة لم تنشر في وسائل الإعلام ،ويبقيھا الصحفي لديه كشيء غال ليسربھا في تحليله ليكسب شھرة أو ليفضح أمورا يعرفھا وخاصة عندما يجري مقابلات مع السياسيين ،أو ربما يعطيه السياسيون خبرا ليسربه عبر مقالته لغاية سياسية يجب أن يعرف مغزاھا .ولھذا يجب عليك أنت كعقائدي ومفكر سياسي أن تقوم بتحليلك مستقلا تماما بفكرك بدون أن تتأثر بتحليل فلان أو برأي علان ،وإذا تأثرت بتحليله أو برأيه فإنك تشل تفكيرك وتحبطه . والذي يقوم بالتحليلات السياسية تكون التجربة السياسية قد تحققت لديه بشكل آلي؛ لأن ما يلزم المرء للحصول على التجربة السياسية ھو ثلاثة أمور :أولھا :المعلومات السياسية ،وثانيھا متابعة الأخبار السياسية الجارية ،وثالثھا :حسن الاختيار للأخبار السياسية .ولو لم يمارس عملية التحليل السياسي فإن التجربة السياسية متحققة عنده ،لأن لديه القدرة على فھم الأخبار بتوفر ھذه الشروط ،فيصبح سياسيا ،ويستطيع أن يمارس العمل السياسي ،وأن يكون أحد القادة أو أحد الحكام أو أحد المحاسبين . مستوى التحليل: يعتمد تحليل الظواھر المختلفة على متغيرات يسعى الباحث لإيجاد العلاقات السببية التي تربط بينھا، وذلك بقياس طبيعة ومستوى التغير الذي يحدث في المتغير التابع لدى حدوث تغير في المتغير المستقل .وقد دأب باحثو العلاقات الدولية على انتقاء متغيراتھم التحليلية من أحد مستويات التحليل الثلاثة :مستوى التحليل الفردي ،مستوى التحليل الوطني ،ومستوى التحليل النظمي .وبحسب وولتز فإن الباحثين يوظفون متغيرات من المستويات الثلاثة إلا أنھم –ولضرورات منھجية -يميلون للتركيز على أحد ھذه المستويات دون الأخرى. لقد ساھم وولتز في صقل تصور \"مستوى التحليل\" من خلال عمله الصادر عام ١٩٥٩بعنوان: \"الإنسان ،الدولة والحرب\" ،وفيه استعرض ما أسماه الصور الثلاثة imagesالتي ترد ضمنھا معظم التحاليل عن السياسة الدولية .وقد تم التحول عن مصطلح الصور إلى مصطلح مستويات التحليل لدى دايفيد سينقر David Singerفي كتاب صدر عام ١٩٦١بعنوان\" :النظام الدولي\" )حرره سيدني فيربا Sidney Verbaوكلاوس كنور .(Klaus Knorrوفي الفصل الأول الذي كتبه سينقر أشار إلى أن أغلبية المقاربات النظرية في العلاقات الدولية تندرج إما في المستوى النظمي أو المستوى تحت النظمي )الوطني(. وفي ھذا الصدد يشير إلى أن الباحث عليه دوما أن يختار بين التركيز على الكل أو على الأجزاء المشكلة له، على النظام أو على الوحدات المشكلة للنظام ،على الغابة أو على الشجرة .ويشدد سينقر على أن ھذا الاختيار ليس عشوائيا ،بل يعتمد على الھدف من البحث ومدى فعالية الاختيار بين إحدى المستويات الثلاثة في الإجابة عن سؤال البحث ،ولذلك يعمد باحثو العلاقات الدولية إلى تصميم أبحاثھم ضمن إحدى مستويات التحليل الثلاثة:
· المستوى النظمي :ويتضمن متغيرات متنوعة مثل عدد القوى الكبرى في النظام وبالتالي طبيعة الاستقطاب القائم )بمعنى ھل نحن إزاء أحادية قطبية أم ثنائية قطبية(... ،؛ توزيع القوة الاقتصادية والعسكرية بين الدول؛ واقع التحالفات العسكرية والتكتلات الاقتصادية .ويتضح من ذلك أن المستوى النظمي يتشكل من البيئة الخارجية التي تتقاسمھا كل الدول. · المستوى الوطني :ويشتمل على المتغيرات الحكومية :مثل بنية النظام السياسي وطبيعة عملية صناعة القرار أي التفاعل بين السلطات الثلاث ،والبيروقراطية ،والأحزاب السياسية ،وجماعات المصالح ،إضافة إلى العوامل المجتمعية كبنية النظام الاقتصادي ،وتأثير المجموعات التي تتقاسم معتقدات مشتركة ،الرأي العام ،النقابات ،مستويات الاستقطاب الإثني ،فضلا عن الثقافة السياسية والأيديولوجية. المستوى الفردي :يركز الباحث في ھذا المستوى التحليلي على الطبيعة الإنسانية ،والاستعدادات المسبقة )كالنزعة العدائية أو المسالمة( ،إضافة إلى الأنظمة العقائدية للقادة السياسيين ،والعمليات السيكولوجية التي ترافق مسار صناعة القرار. فنون التحليل السياسي : ماذا نستفيد من التحليل السياسي ؟... أولا /البعد عن الاحكام المطلقة ،والبحث في كافة الاحتمالات الممكنة ،ودرجة القوة في ھذه الاحتمالات ومدى تأثيرھا ومن ثم ترك المجال لتعدد وجھات النظر وقبول الرأي الأخر . ثانيا /معالجة القضايا والمواقف بشكل اكثر وعيا وعمقا ،والبعد عن المعالجة العاطفية أو التي لا تستند إلى أدلة واضحة يمكن ان يقبل بھا الطرف الآخر . ثالثا /عدم الوقوف عند الرأي الواحد ،واغلاق الباب وراء الاخرين حتى وان كانت أكثر قناعةاو موضوعية ،وبالتالي القدرة على مناقشة الاراء وتنفيذھا ،ومراجعة النفس ان وجدت الصواب اكثر في رأي غيرھا ،والتعود على إحترام الرأي الآخر . أدوات التحليل السياسي أولا /الخبرة التاريخية والمعلومات السابقة عن الموضوع المطروح للتحليل . ثانيا /المعلومات الحالية مثل أقوال المسؤولين – المفكرين – صانعي الأحداث – الاخبار الموثقة المتداولة في وسائل الاعلام إذاعة – صحافة – إنترنيت ...الخ . ثالثا /المصالح التي تربط القوى المتفاعلة ومدى تأثرھا في شكل العلاقة .
رابعا /المعلومات الخاصة التي يمكن أن يحصل عليھا كاتب التحليل السياسي بحكم موقعه أو اتصالاته أو بحثه وكذلك مدى عمق خبرته في المجال الذي يكتب فيه لغة التحليل السياسي : لغة التحليل السياسي تبتعد عن المبالغات وكثرة ضرب الامثلة لتأكيد الرأي ،كما تبتعد عن اللغة العاطفية أو الأدبية الزائدة أو العلمية كذلك ،كما تبتعد عن التوجيه المباشر أو الخطابة أو الاقناع بالتخويف أو إطلاق الاتھامات دون بحث ومعلومات . كما يستخدم التحليل السياسي المصطلحات السياسية المعروفة التي لھا مدلولات محددة في ذھن غالبية القراء مثل \":حلف الناتو – إتفاقية الجات – الحرب الباردة – إتفاقية أوسلو الخ \". ما ھو الفرق بين التحليل والمقال ؟ المقال يعالج فكرة واحدة يدعو إليھا أو يرفضھا ويحمل رأي كاتبه ويقدم رؤيته حسب خبرته وتجربته وإجتھاده ،أما التحليل فيعالج العلاقة بين القوى المختلفة والمفترض إنه لا يحمل رأي كاتبه ولكن يسير وراء الأدلة والبراھين وبالتالي يتسم بالموضوعية والعلمية . كيف أكتب تحليلا سياسي ؟ كاتب التحليل لابد أن يكون قارئا جيدا خصوصا في المجال الذي يرغب في الكتابة فيه ،ولا يمل من البحث عن معلومات حقيقية من مصادر إما حية وھي الأشخاص وإما غير حية مثل الكتب والوثائق والصحف وأجھزة المعلومات :إذاعة – تلفزيون – انترنيت ..الخ . وكاتب التحليل يتصور كافة الاحتمالات المطروحة في محاولة للتفسير الموضوعي والمقنع والمحايد للأسباب وكذلك للنتائج المتوقعة أو أقربھا إلى ذلك . وكثرة الكتابة والمتابعة وقراءة نماذج من التحليلات السياسية سوف تؤدي بالتالي إلى الإجادة سواء من حيث طريقة العرض أو سلامة الإسلوب أو حجم المعلومات المتوفرة .
كيفية تحليل النص السياسي ھناك أربعة مراحل يمر بھا العقل الإنساني خلال قراءته للنص السياسي بغية تحليله سياسيا لتحقيق الھدف وھو أن نحصل على ثلاثة أنواع من المنتجات الفكرية حول النص السياسي : -١معلومات وبيانات خام ارقام وحقائق – عن اشياء أو أحداث معينة . -٢تحليلات وتصورات عن ھذه الاحداث والأشياء -٣مواقف وإتجاھات لكاتب أو إتجاه إزاء الأحداث و الأشياء . ومن أھم مايميز التحليل السياسي ھو عملية تركيز النص والتي تشمل معرفة كل ما يحيط بالنص من بيئة معينة تؤدي معرفتھا لزيادة فھمنا ومعرفتنا بالنص السياسي المعين ويشمل ذلك معرفة : -١التاريخ معرفة توقيت كتابة النص السياسي أمر ذو دلالة في بعض الأحيان حيث إن بعض النصوص السياسية تنشر في أوقات تشير إلى توجھات وسياسات تريدھا الأنظمة السياسية ،كما ان تسلسل بعض المقالات زمانيا يفيد بوجود قضية ھامة تناقشھا وينوي النظام أن يأخذ بصددھا إجراء ما ، انقطاع كاتب يكتب بتسلسل زمني معين عن الكتابة دون إبداء الأسباب – إخفاء عمود يومي أو مقال اسبوعي مثلا . -٢المؤلف من المفيد لتحليل النص السياسي التعرف جيدا أكبر قدر ممكن من المعلومات حول الكاتب -مركزه –ودرجته العلمية –اختصاصه الاصلي –دراسته الاصلية ،لأن ذلك يعين على فھم أسلوبه وصلاته بأي من لأجھزة أو الھيئات الحاكمة وغيرھا مما يساعد على فھم وتفسير إتجاھات كتابته . -٣أين ؟ وترد على إلاطار الضيق أو المرجع الذي نشر فيه النص السياسي ) كتاب – صحيفة – مجلة ... الخ ( . وبالتالي يكون للنص إتجاه سياسي معين ،أو قيمة علمية تبعا لذلك فأھمية المقال أو النص السياسي تكون وفقا للمصدر المنشور فيه . مصادر الدراسة : د.محمد بن سعيد الفطيسي ،علم التحليل السياسي بين الاخفاق والاھمال العربي ،موقع الركن www.grence.com الاخضر ، ٢٠٠٧/١١/٢٣
ميشال سبع ،ابجدية سياسية ،مجلة المستقبل ،الاحد ١٢تشرين اول /٢٠٠٨العدد /٣١٠٣شؤون لبنانية /ص ٤ومابعدھا. علم السياسة ،مجلة سطر المعرفة www.arabbeat.com ، الموسوعة الحرة /ويكيبيديا . التحليل السياسي ،شركة الناقد الاعلامي ،مجلة الزيتونه ٧ ،ربيع الاول ١٤٢٩ه الفساد السياسي والأداء الإداري :دراسة في جدلية العلاقة
د.سالم سلـــــيمان /مدير مركز الدرسات القانونية والسياسية /جامعة النھرين د.خضر عباس عطوان /كلية العلوم السياسية /جامعة النھرين لا موطن للفساد ،فھو يعمق الفقر في جميع أنحاء العالم ،من خلال تشويھه لمناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية...، )بيتر ايغن -رئيس منظمة الشفافية الدولية( يعد الفساد ظاھرة اجتماعية ،بل ھو آفة تغزو المجتمع وتخربه .ويقوم الفساد على أساس الاستعمال السيئ للسلطة تحقيقا لمنافع خاصة على حساب المجتمع .وھي حالة لا يكاد يخلو منھا مجتمع ما ،الا انھا قد تزداد ظھورا فتتجسد ظاھرة ،يعاني منھا المجتمع ،فينشط في محاربتھا والحد منھا أو قد لا تبدو واضحة في مجتمع آخر ،فلا يؤكد عليھا. ويتجلى الفساد بعامة في الآتي )وفاقاً لما تذھب إليه منظمة الشفافية الدولية(: اتخاذ قرارات ليست في الصالح العام ،وإنما لإغراض ذاتية .
إضعاف المؤسسات الديمقراطية ،بحيث تتمثل العواقب السياسية بخاصة في فقدان المصداقية وثقة ودعم المواطنين لبرامجھا . إنتاج نمط من منافسة الرشوة ،وليس المنافسة المبنية على الكلفة والجودة والإبداع ،وھذا ما يؤدي إلى الإضرار بالتجارة وإعاقة الاستثمار . تھديد البيئة .فعندما تكون الوكالات المعنية بحماية البيئة فاسدة ،تنھار أسس التنمية البشرية المستدامة نفسھا . استفحال حالات خرق حقوق الإنسان لانه مع تنامي ظاھرة الفساد تصبح أنظمة الحكم أكثر سرية في تعاملاتھا ،وبالتالي تصبح حقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية مھددة ھي الأخرى . استحالة كسب دخل شريف بالنسبة لملايين الأشخاص ،بخاصة في الدول النامية بسبب الفساد. فالفساد إذن قد يكون ظاھرا أو كامنا .اذ يظھر كلما وجد الفرصة سانحة لذلك ،حيث ينمو ويستفحل .وعليه، فأن ترك الفساد وإھماله يحولان الظاھرة إلى معضلة قد يصعب الخلاص منھا. ولما كان الفساد ظاھرة تصيب المجتمعات بعامة ،فأنھا تظھر اذا ما وجدت البيئة الملائمة الخصبة .فقد نمت وترعرعت وتفشت في العراق بعد العام ،٢٠٠٣دلالة ذلك تقارير منظمة الشفافية الدولية فقد أوردت إشارة تفيد بان العراق منذ عام ٢٠٠٤يعد ساحة لأكبر عملية فساد شھدھا تاريخ البشرية .وعلى الرغم من ان الفساد ظاھرة عامة وليس ظاھرة تختص ببلد ما دون غيره ،كذلك ليس ھي سمة لمرحلة معينة ،فأن تشخيص ھذه الحالة في العراق اشر صعوبة مقارنتھا بأية صيغة زمكانية أخرى. ومھما يكن من أمر يعد الفساد منظومة جزئية ترتبط بالمنظومة المجتمعية الكلية .ولعل في المثل) ،مخالفة عامل )وھو جزء من المنظومة الكلية للمجتمع( في محطة تصفية المياه نتيجة رشوة ،أو لسبب انتمائه وولائه السياسي أو الفئوي ( خير دلالة على العلاقة المتداخلة بين الفساد بوصفه منظومة جزئية وبين منظومة المجتمع. ويتخذ الفساد عدة من أشكال ،اذ يظھر في بعض أجزاء المنظومة الاجتماعية ،وتتباين آثاره في الأجزاء المصابة ،وتأسيسا عليه ،تتضح خطورة الإصابة ومداھا .الا ان من اخطر الإصابات ،ھي إصابة الجھاز التنفيذي الحكومي )يتكون الجھاز التنفيذي الحكومي من وظيفة وكيل الوزارة فنزولا ،أي من غير الوزير( .ذلك انه أداة الدولة في تحقيق آمال الشعب وطموحاته وأمانيه ،لذا فان أي خلل يصيب ھذا الجھاز ،سيصيب المجتمع برمته. وھنـــا يصبح واجبا مفروضا على الكل مراقبة الأداء والنقد والانتقاد كشفاً لجوانب الخلل وأسبابھا بما يصحح المسار ويعدل الانحراف .ولعل السبب المباشر يكمن في السلطة بما توفره من مزايا وجاه ونفوذ .من ھنا اھتمت الدول بتحديد خصائص ومواصــــفات الحاكم وصفاته التي تؤھله للحكم وتسمو بأحكامه فوق الشك والتشكيك والنقد والانتقاد ،والمعارضة والتعريض منذ اقدم العصور. وما البحث ھنا الا محاولة لدراسة العلاقة بين الفساد السياسي وتدھور الأداء المؤسسي الحكومي. -١معضلة البحث: يثير البحث التساؤلات الآتية:
-ھل سبب تدھور الأداء المؤسسي الحكومي يعود إلى الفساد السياسي؟ -ما علاقة الفساد الإداري بالفساد السياسي؟ -ھل ظاھرة الفساد ظاھرة مركبة؟ ھذه التساؤلات تعبر بمجملھا عن المعضلة البحثية التي يحاول البحث كشفھا وصولا إلى مقترحات قد تخفف منھا أو تعمل على تجاوزھا أو توجه الأنظار وتركزھا نحوھا )وھو جھد المقل(. -٢أھداف البحث: يسعى البحث إلى الآتي: -كشف الظاھرة وتحديد أبعادھا، -تشخيص دور كل من عناصرھا وتأثيره في الآخر، -اقتراح السبل التي يعتقد بانھا تقلل من تأثير الظاھرة وسبل معالجتھا. -٣فرضية البحث: تحقيقا لذلك ،يفترض البحث الآتي: -فساد الأداء المؤسسي الحكومي ھو نتاج العلاقة غير المتوازنة بين السلطة السياسية والسلطة الإدارية. -الفساد السياسي علة الفساد الإداري. وقد اعتمد البحث في إثبات أو دحض فرضيته الاستدلال والاستنباط منھجا. -٤مصطلحات البحث: لأزالة اللبس عند القارئ يقتضي الحال بيان مضامين مصطلحات البحث ،كما وردت فيه : أ-الجھاز السياسي )السلطة السياسية( :وھو كافة القوى والمؤسسات المخولة دستوريا والمفوضة من قبل الشعب )الانتخابات( بإدارة وتنفيذ برنامج سياسي محدد خلال مدة محددة )أعضاء البرلمان ،رئيس الجمھورية ونوابه ورئيس مجلس الوزراء ونوابه ،والوزراء(. ب-الجھاز التنفيذي :ھو الأداة الأساس لتحقيق أھداف السلطة السياسية في تنفيذ مھماتھا )البرنامج السياسي( لتطوير وتنمية الدولة .وھذا الجھاز يتكون من وكيل الوزارة نزولا إلى اصغر موظف في الوزارة ،أي ھو الجھاز الوظيفي الذي ينفذ توجھات وتوجيھات السلطة السياسية ،فھو جھاز مھني محترف.
ج-الفساد السياسي :إساءة استخدام السلطة العامة لأھداف غير مشروعة ،وعادة ما تكون سرية لتحقيق مكاسب شخصية .كذلك خضوع الجھاز التنفيذي لشروط القوى السياسية الحاكمة وتحويله إلى جھاز لحماية وإدامة واستمرار القوى السياسية الحاكمة ودعمھا. د-الفساد الإداري :إساءة استعمال السلطة العامة أو الوظيفة العامة للكسب الخاص. ھـ-الفساد القانوني :سن القوانين أو تسخيرھا بما يخدم أغراض السلطة السياسية ،مثلا التعيين خروجا عن السياق والمسار الوظيفي وتكافؤ الفرص والجدارة والنزاھة ،أو سن قوانين تتعارض والسياق الصحيح. و-الأداء الحكومي :أداء الوزارات كافة وعلى شكل منظومة متكاملة بدءا بالوكيل فنزولا. ز-جودة الأداء الحكومي :بمعنى مدى انطباق معايير قياس جودة الأداء الذي وضعه البنك الدولي ،اذ كلما ابتعدت دولة ما عنھا اقتربت من وصف الفساد وبارتفاع المؤشر السلبي للدولة يرتفع معدل الفساد فيھا ،وخلافه صحيح .وھذه المعايير ھي :العلنية والشفافية ،والاستقرار السياسي،و فاعلية الأداء الحكومي في تقديم الخدمات،و البنى التنظيمية،و سيادة القانون،و ضبط الفساد. ويحاول البحث مناقشة الموضوع ،عبر المحاور الآتية: -المرتكزات الفكرية -الجانب العملياتي :الأداء المؤسسي الحكومي -٥المرتكزات الفكرية يمھد البحث بمدخل فكري ھو بمثابة مقدمات تعد أساساً لتحليل الجانب الميداني للبحث ومناقشة نتائجه. أولا-الفساد ،والفساد الإداري والفساد السياسي يعد الفساد من اخطر الآفات التي عرفتھا المجتمعات الإنسانية ،فقد عانت منھا منذ ظھرت السلطة ،التي ينطوي معناھا على طرفين :حاكم )ھو الإله أو ابنه أو مختار العناية الإلھية( فھو صاحب الحق الإلھي الذي لا يعارض، ثم ظل الإله في الأرض ،ثم ممثل الشعب الذي لا تعلو على كلمته أي كلمة ،فھو بذاته أو تحيطه قوى غيبية تسنده وتسدد رأيه ،مطاع مصان يسأل ولا ُيسأل ،يفعل ما يشاء ،غير مسؤول عن فعله فھو لا يخطئ ولا يزل .ثم تطور المفھوم فأصبح المفوض من الشعب يحكم باسمه ويحقق مصالحه .ثم تطور الحال فأصبحت القوى التي تفوض الحاكم ھي الشعب يحكم باسمه ويحقق مصالحه -لكن الحال لم يتحسن فأصبح الشعب بديلا عن الإله ،وأضحت الأكثرية تذعن للأقلية باسم الشعب وان تعارض الأقلية باسمه؟ وتثبت قواعد سلطتھا باسمه وتسخره لحمايتھا باسمه وتقوم الثورات باسمه .فمھما يكن من أمر ،فالحاكم يظھر ذا طبيعة تؤھله للحكم ،وتسمو بإحكامه عن
المعارضة والنقد والتشكيك أو يتمتع بمزايا السلطة ويمارسھا .ومحكومين يخضعون لھا وينفذون أمرھا ،وقد يجنون خيرھا اذا صلحت ،أو يدفعون ثمن أخطائھا اذا ھي فسدت. لقد شكل الفساد آفة مجتمعية ،لھا آثار كارثية ،اذا اصابت مجتمعاً اھلكته .وقد سعت المجتمعات بعامة إلى محاربته للتخلص منه ،ومحاسبة من يتسبب به ،فھو عقبة كأداء في سبيل تطور المجتمع وتقدمه. والفساد آفه لا يكاد يخلو منه أي مجتمع ،سواء أكان يسود الغنى فيه ام يعاني الفقر ،وسواء أتفشت الامية فيه ام جله متعلم .فالفساد يظھر في المجتمعات كافة ولكن بمستويات متباينة ،فقد يكون في بعضھا صغيرا لا يذكر ،كما قد يكون في غيرھا خطيرا يھلك المجتمع ويدمره. وھو بعامة ،يبدو واضحا اذا ما وسد الأمر إلى غير اھله ،أو وضع السيف في غير موضعه .وظھوره يتجسد بصيغ وھيئات مختلفة ،ولعلك تراه : -عندما تعطل القوانين والتعليمات وتسود الفوضى والعشوائية في اشغال الوظائف واسنادھا إلى محدودي الكفاية، وتشكيل لجان )المناقصات ،والمشتريات والاستيراد ووضع جداول الكميات والتسعير( من غير ذوي الاختصاص...، -شيوع ظاھرة الغنى الفاحش والمفاجئ في المجتمع، -شيوع ظاھرة الرشوة حتى انھا اضحت تبدو من جملة المستمسكات المطلوبة في اية معاملة...، -المحسوبية والمنسوبية والولاء في شغل الوظائف والمناصب بدلا عن الجدارة والكفاية والمھارة المھنية والنزاھة..، -غياب مبدأ تكافؤ الفرص في شغل الوظائف، -ضعف الرقابة أجھز ًة وادا ًء ودوراً ،فھي لا تعدو ان تكون شكلية ،اما نتائجھا فتھمل. ومھما يكن من أمر فان الفساد قديم قدم الإنسان الذي يحمل المتناقضات ،الخير والشر ،الحب والكره ..،فھو يظھر عندما تغلب صفة الشر على الخير ،الأنانية على الإيثار ،الكره على الحب ،الاستئثار بالغنائم ،والسطو .فھو بعامة تلك الظاھرة التي تجسد تفضيل النفس على الآخرين والاستئثار بما ليس للفرد حق فيه. ويعد ارتفاع مؤشر الفساد في أي مجتمع دالة على تدني الرقابة الحكومية وضعف القانون وغياب التشريعات ومؤسساتھا الفعالة ،والعكس دالة قوة ھذه المؤشرات. وقد ينشط الفساد نتيجة لغياب المعايير والأسس التنظيمية والقانونية وتطبيقھا وسيادة مبدأ الفردانية ،بما يؤدي إلى استغلال الوظيفة العامة وموارد الدولة من أجل تحقيق مصالح فردية أو مجموعاتية أو حزبية على حساب الدور
الأساس للجھاز الحكومي ،بما يلغي مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص والجدارة والكفاية والنزاھة في شغل الوظائف العامة).(١ إذن يمكن القول بان الفساد :ھو وصف لحالة مرضية تصيب المنظومات الاجتماعية ولھا علاقة بالاختلالات الإدارية الناجمة عن العلاقة غير المتوازنة بين السلطة السياسية )اذا ھي تجاوزت دورھا القانوني( ،والجھاز التنفيذي الحكومي بما يخرجه عن مساره الصحيح بخضوعه لإرادة القوى السياسية النافذة .لذلك نجد ھذه القوى تجعل الولاء لھا أساسا لشغل الوظائف المتقدمة دونما التفات أو اعتبار للشروط الموضوعية وتكافؤ الفرص والنزاھة ،ويمكن ان يلحظ ذلك من خلال صياغة التشريعات القانونية التي تحكم الوظيفة العامة بما يخدم ذلك )مثلا وضع شروط شغل وظيفة قيادية تبتعد عن السياقات العامة التي يجب ان تتوافر فيمن يشغلھا( وبذلك فقدت ھذه الوظائف السيادة الحقيقية لان شاغلھا لا يمتلك سوى سلطة الوظيفة اما السلطة المھنية فھي بيد من دونه من الموظفين بسب عدم جدارته الموضوعية وكفايته المھنية لشغلھا ،أي فقره المھني .فالفساد الإداري مثلا يعني سوء استخدام المنصب لغايات ومآرب شخصية .لذلك تتضمن قائمة الفساد على سبيل المثال لا الحصر الابتزاز، واستغلال النفوذ ،والمحسوبية ،والاحتيال والاختلاس ،وشغل الوظائف على وفق صيغ تشريعية غير موضوعية. ومما يلحظ انه ليس ثمة اتفاق على تعريف محدد لتعبير الفساد ،فاذا مانفذت إلى فضاء الفكر وجدت بان ھناك اتجاھات مختلفة تختلف باختلاف مجال الدراسة ،وتتباين بتباين الخلفيات الثقافية والمعرفية للدارسين ،غير ان ھذه الاتجاھات يجمعھا قاسم مشترك ،ذلك ان الفساد ھو استخدام النفوذ في الحصول على ما ليس لصاحب النفوذ حق فيه ،أو استغلال النفوذ استغلالا غير مشروع .وقد أوجز البنك الدولي في تعريفه ،بان الفساد ھو إساءة استعمال الوظيفة العامة وتحقيق الكسب الخاص على حسابھا. ومن امثلة الفساد : -الرشوة -قبول الھدايا والعطايا -استخدام الاموال العامة وتوظيفھا تحقيقا لمكاسب شخصية )لولا النفوذ لما تحققت(. -التعيين القائم على المحسوبية والمنسوبية والولاء وذوي القربى. -الاستغلال السيء للوظيفة لتحقيق مصالح ذاتية على حساب المصالح الموضوعية. -الخروج المقصود عن القواعد والنظم العامة لتحقيق منافع خاصة. -بيع الممتلكات العامة لتحقيق منافع ومكاسب خاصة. ومھما يكن شكل الفساد فھو مؤشر على وجود أزمة أخلاقية في السلوك تعكس خللاَ في القيم وانحرافاَ في الاتجاھات عن مستوى الضوابط والقيم الصحيحة للمجتمع والمعايير السليمة مما يؤدى إلى فقدان الجھاز الإداري المعنى لكيانه الفعلي متجھا به لتحقيق مصالح مجموعة فاسدة من العاملين متعايشة داخل النظام .بمعنى أن قواعد -١تقرير،الفساد الإداري .مركز أبحاث الكويت .٢٥ http://kuwait25.com/ab7ath/view.php?tales_id=985
ونظم العمل الرسمية الموحدة فيه حلت محلھا قواعد وإجراءات عمل متصارعة ومتضاربة وتخدم أھداف ومصالح التجمعات الفاسدة والمترھلة المتعايشة مع النظام).(٢ وعليه ،يصبح القول ) بأن الفساد يوجد حيثما توظف أية منظمة أو أي شخص صاحب سلطات وصلاحيات ما ھم مخولون به على وفق أسس غير موضوعية تطغى عليھا غلبة المصالح الخاصة والذاتية على مصالح المجتمع ،والخضوع لحكم الھوى والرغبة دونما التفات إلى النتائج المترتبة على سلوكياتھم ،بخاصة عندما يتمتع شخص أو منظمة بحماية خاصة أو حصانة تجنبھم المساءلة ،أو ضعف المساءلة والھيئات المسؤولة عنھا )فھي قد تكون ھيئات شكلية( التي قد تكون غير مؤھلة للاضطلاع بمھماتھا( معبرا بوضوح عن المضمون العملي للفساد. وھنا لا بد من الإشارة إلى ان من أھم دوافع الفاسد ھو غياب القيم الأخلاقية ،فضلا عن غياب قيم المواطنة، والشعور بالمسؤولية .وقد يكون الفساد المتراكب ھو أھم ما نعانيه في إدارات الدولة نتيجة غياب الرقابة الصارمة وغياب مبدأ الثواب والعقاب ،فارتكاب اي مسؤول كبير تجاوزات قانونية ومالية ،وعدم معاقبته بمقتضى الأصول القانونية والدستورية للدولة مع بقائه واستمراره في موقعه وسلوكياته فإنه سيشجع آخرين في وزارات الدولة على ارتكاب تجاوزات مماثلة ،بما يؤدي إلى فساد مركب ،وتصبح معالجته مسألة غاية في الصعوبة .وتزداد إمكانية انتشار الفساد في إدارات الدولة ،في حالة غياب قيم المواطنة ،التي ترسخ مبدأ الأولية للوطن في ذھن المواطن، والمسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع الذي أئتمنه على إدارة أمواله وممتلكاته وفوضه لإدارتھا لتحقيق رفاھة المجتمع وتطويره لا لتحقيق مصالحه الخاصة ولا لسواد عينيه كما يقال .وعليه ،فالفساد بمعنى سوء استغلال السلطة العامة لتحقيق مكاسب ومنافع خاصة ،له أشكال تتجسد بمظاھر عدة .فإذا ما نظرنا إلى ھذه الظاھرة سنجدھا تأخذ الأنماط والصيغ الآتية):(٣ أ-فساد إداري ،ولا يقصد به فساد الإداريين ،انما يراد به فساد تصرفاتھم وسلوكھم وھو ام ٌر متعلق بمسائل تنظيمية وانحرافات في سلوكيات الموظف ،ومن حيث تأثيره وحجمه إلى إجمالي عملية الفساد فانه الأصغر حجما على الرغم من انتشاره ،وفي الغالب يتعاطى ھذا الشكل صغار الموظفين ،حيث يظھر بصيغ عدة منھا: الانحراف الأخلاقي لبعض المسؤولين .فھناك انحراف عن الأخلاق الفاضلة من قبل بعض من يتولى مسؤولية في حالة اتخاذه قرارات مرتبطة باستغلال الموارد) .(٤ومنھا صيغة الرشى، والاختلاس ،والغش ،والتھرب الضريبي ،والتعامل مع أكثر من وظيفة حكومية بأستحقاقات كل -٢ناصر الأغا:الترھل والفساد الإداري بمؤسسات الدولة .موقع إدارة الموارد البشرية العربية.٢٠٠٦ /١٠/٧. h p://www.arabhrm.com/modules/news/ar cle.php?storyid=66 -٣انظر في إشكال الفساد ومظاھره ،د.جاسم محمد الذھبي :الفساد الإداري في العراق ،تكلفته الاقتصادية والاجتماعية. بحث قدم إلى المؤتمر العلمي السابع )نحو إصلاح اقتصادي وإداري شامل في العراق( /كلية الإدارة والاقتصاد / جامعة بغداد.٢٠٠٥/١١/٢٣ . .١وكذلك ،ياسر خالد بركات :الفساد الإداري ..مفھومه ومظاھره وأسبابه ،مع أشارة إلى تجربة العراق في الفساد. مجلة النبأ .العدد .٨٠كانون الثاني .٢٠٠٦ http://www.annabaa.org/list/send/share.htm -٤مثلا الفساد الذي يحدث في قضايا التعليم من إساءة استخدام المھنة إلى توليد مجموعات نفعية مغلقة لحصر امتيازات محددة ...،انظر ،حسن طبرة :الفساد ،سرطان يھدد مؤسساتنا التعليمية .موقع جريدة البينة ٢٢ .أيلول .٢٠٠٧ http://www.al-bayyna.com/modules.php?name=News&file=article&sid=13558
مركز منھا ،بمعنى العمل في أكثر من دائرة في آن واحد ،وتزوير الوثائق الرسمية ،وعرقلة إجراء المعاملات ،والابتزاز ،واستغلال النفوذ ،وعدم احترام وقت العمل ،وامتناع الموظف عن تأدية عمله ،والوساطة... بيع أو تأجير أملاك الدولة ،لتحقيق مصالح شخصية .ويتجسد ذلك بتدخل بعض قيادات القوى السياسية في بيع ممتلكات الدولة أو تاجيرھا للاقارب والاصحاب والتابعين أو شرائھا لمصلحته أو مصلحة اقاربه ومحسوبيه. الاستغلال السيئ للوظيفة العامة لتحقيق المصلحة الخاصة ،سواء أكانت ھذه المصلحة مرتبطة بحزب أم بعائلة .وھذا لا يعني بالضرورة حصول المسؤول على رشوة مادية وإنما يعني استغلال المركز بما يخالف القواعد الموضوعية .وعلى وفق اعتبارات حزبية ضيقة أو شخصية أو عائلية...، شيوع ظاھرة ضعف القدرات الإدارية والعلمية لدى القيادات الإدارية النافذة بسبب الابتعاد عن الأسس الموضوعية في الاختيار والتعيين واسناد الأدوار إلى غير اھلھا ،المؤدي إلى تخريب المنظومة الحكومية والمؤسسة الحكومية ،من خلال خلق مجموعة نفعية تغطي العيوب وتعمل على تجميل الحالة ،وإزاحة قوى العمل القادرة والكفؤة والنزيھة. بتعبير آخر ،يعني الفساد سلوكيات الموظف الحكومي غير المنضبطة على وفق المعايير السليمة، والرشى المقنعة والعينية ،ووضع اليد على المال العام ،والحصول على مواقع متقدمة للأبناء والأقارب في الجھاز الوظيفي وفي قطاع الأعمال ...،والواقع أن اغلب الكتابات تركز على جانب الفساد الإداري ،وفي ھذا الصدد ھناك أراء عدة لتعبير الفساد الإداري ولعلھا الأكثر تداولا نذكر منھا):(٥ فقدان السلطة وإضعاف فاعلية الأجھزة الحكومية، الانحراف عن قواعد العمل الملزمة لإلحاق الضرر بالمصالح العامة والتأثير غير المشروع في القرارات العامة للدولة، انحراف السلوك عن الواجبات الرسمية لاعتبارات خاصة كالأطماع المالية والمكاسب الاجتماعية وارتكاب مخالفات للقوانين المرعية بدفع الرشى إلى الموظفين في الحكومة لتسھيل عقد الصفقات وتسھيل الأمور لرجال الأعمال والشركات المحلية والأجنبية، استغلال الوظيفة العامة بتعيين الأقارب ضمن قاعدة ) المحسوبية والمنسوبية ( أو سرقة أموال الدولة مباشر ًة ) وضع اليد على المال العام ( والحصول على مواقع متقدمة للأبناء والأصھار والأقارب في الجھاز الوظيفي. ب-الفساد السياسي ،ويعد الأكبر ضررا من حيث حجم أثره وكلفه على البلد ،وتقوم به النخب السياسية ،ورجال الأعمال والنخب الإدارية .ويعرف الفساد السياسي بمعناه الأوسع بانه إساءة استخدام السلطة العامة لأھداف غير مشروعة ،وعادة ما تكون سرية لتحقيق مكاسب شخصية) .(٦وقد لانجد نظاما سياسيا يخلو من ھذا -٥انظر ،راجي العوادي :ظاھرة الفساد الإداري في العراق أسبابھا وطرق معالجتھا .مؤسسة شفق.٢٠٠٨ /٥ /٢٦ . http://www.shafaaq.com -٦قارن مع رؤية جلال عبد ﷲ معوض ،الذي يرى في الفساد السياسي :السلوك القائم على الانحراف عن الواجبات الرسمية المرتبطة بالمنصب العام ،سواء أكان شغل ھذا المنصب يتم بالانتخاب أم بالتعيين في سبيل تحقيق مصلحة خاصة ،سواء أكانت ھذه المصلحة شخصية مباشرة تتعلق بشاغل المنصب أم عائلية أم طائفية أم قبلية ،وسواء اكانت ھذه المصلحة تتعلق بمكاسب مادية أم غير مادية ،من خلال استخدام اجراءات أو الالتجاء إلى تعاملات تخالف الشرعية القانونية .ينظر ،جلال عبد ﷲ معوض :الفساد السياسي في الدول النامية .مجلة الدراسات العربية .عدد .١٩٨٧ /٤ص
النوع من الفساد ،فكل الأنظمة السياسية معرضة للفساد السياسي الذي تتنوع أشكاله إلا أن أكثرھا شيوعاً ھي المحسوبية والرشوة والابتزاز وممارسة النفوذ والاحتيال ومحاباة الأقارب؛ وكل ذلك اعتمادا على المناصب السياسية التي تسند إلى الشخص .وعلى الرغم من أن الفساد السياسي يسھل النشاطات الإجرامية من قبيل الاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال والدعارة ،الا انه لا يقتصر على ھذه النشاطات ولا يدعم أو يحمي بالضرورة الجرائم الأخرى. وتختلف ماھية الفساد السياسي من بلد لآخر ومن سلطة قضائية لأخرى .فإجراءات التمويل السياسي التي تعد قانونية في بلد ما قد تعد غير قانونية في بلد آخر .وقد تكون لقوات الشرطة والمدعين العامين في بعض البلدان صلاحيات واسعة في توجيه الاتھامات )وھو ما يجعل من الصعب حينھا وضع حد فاصل بين ممارسة الصلاحيات والفساد( كما ھو الحال في قضايا التصنيف العنصري .وقد تتحول الممارسات التي تعد فساداً سياسياً في بعض البلدان الأخرى إلى ممارسات مشروعة وقانونية )في البلدان التي توجد فيھا جماعات مصالح قوية( تلبية لرغبة ھذه الجماعات الرسمية. بعامة ،قد يأخذ الفساد السياسي أشكالا عدة ،منھا: المحسوبية ،ويتمثل بالرشى والعمولات ،والنھب والاستحواذ على نطاق واسع عن طريق المناقصات العامة ،ومنح الامتيازات الاقتصادية الخاصة لتحقيق أغراض سياسية..(٧)، ومناصرة الولاءات ،ويتمثل بالنھب الواسع للأموال والممتلكات الحكومية عن طريق صفقات غير موضوعية ،وتحويل ممتلكات عامة إلى مصالح خاصة بدعاوى مختلفة ،وضياع في موارد الموازنة الحكومية ،ورفع قيمة الخدمات التي يفترض أن تقدمھا الحكومة لأسباب سياسية ،وارتفاع مرتبات أعضاء القوى السياسية المسيطرين على مواقع المسؤولية ...كذلك فقد تصدر السلطة السياسية تشريعات لخدمة شرائح معينة ،أو لخدمة أشخاص معينين ،أو لتسھيل أمرھا ،كما قد تلغى ھذه التشريعات بعد تحقيق أھدافھا ،وقد تكون مستمرة. وھنا تقتضي الإشارة إلى ان الفساد السياسي لا يقصد به فساد شخوص السياسيين لذاتھم ،وانما يقصد به فساد التصرف والسلوك السياسي ).ومثاله اعتماد الولاء السياسي أساسا لشغل الوظائف ،في الوقت الذي يجب فيه اعتماد الجدارة والكفاءة والنزاھة في شغل تلك الوظائف .ويمثل الفساد تحدياً خطيراً في وجه التنمية .فھو على الصعيد السياسي يقوض الديمقراطية ،والحكومة الجيدة بتعويم أو حتى تغيير مسار العملية الرسمية .أما الفساد في الانتخابات والھيئات التشريعية فيقلل من المساءلة ويشوه التمثيل النيابي في عملية صنع القرار السياسي .أما الفساد القضائي فإنه يعرض سيادة القانون للخطر ،والفساد في الإدارة العامة ينجم عنه التوزيع غير العادل للخدمات .أي بمعنى أوسع ينخر الفساد في القدرة المؤسساتية للحكومة لأنه يؤدي إلى إھمال إجراءاتھا واستنزاف مصادرھا، ص .٦-٥عن ،سه روه ر محمد عبد ﷲ : ٢٠٠٧ ،الفساد واداء النظام السياسي في الدول النامية .رسالة ماجستير .كلية العلوم السياسية/جامعة النھرين .٢٠٠٨ .ص ص )١٦-١٥غير منشور(. -المنصب السياسي ھو منصب طوعي يسند إلى الشخص وتطوعا منه ،وليس منصبا تعاقدياُ كالوظيفة العامة. -قد تصدر السلطة السياسية تشريعات لخدمة شرائح معينة ،أو اشخاص معينين ،أو لتسھيل أمر ما ،وقد تقسم بعض ھذه التشريعات وتلغى بعد تحقيق أھدافھا ،وقد تكون مستمرة. -٧انظر ،الفساد السياسي .الموسوعة الحرة -ويكيبيديا http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=action=edit§ion=9
فبسببه أي الفساد تباع المناصب الرسمية وتشترى .كما يؤدي الفساد إلى تقويض شرعية الحكومة وبالتالي القيم الديمقراطية للمجتمع كالثقة والتسامح( . ولعل ھذا الفساد من اقسى انواعه ،لان ممارسيه محميون ،وقد أشار تقرير السفارة الأمريكية المتعلق بقضايا الفساد لعام ٢٠٠٦صراحة إلى أن المعضلة الرئيسية في مكافحة قضايا الفساد في أعلاه ھي في الحصانة السياسية التي يتمتع بھا الأشخاص المتھمون في المؤسسات الحكومية المختلفة .وتختلف آثار وخطورة ظاھرة الفساد ،وھي في العموم قد تصيب المجتمع كله كما في إشاعة أسلوب المحاصصة السياسية ،كما قد يكون ضررھا صغيرا مرتبطا بالمراكز الإدارية الدنيا ،يكون ضحاياه المواطنين الذين يتحملون تكاليف إضافية لانجاز معاملاتھم الرسمية ،أو حصولھم على الخدمات الأساسية سواء ما تعلق منھا بالوقود أو سلة الغذاء أو المتطلبات الصحية...، وفي العموم ،لا يوجد في الحقيقة مقياس مباشر لقياس درجة الضرر أو الخطورة ،وذلك لتعدد الممارسات الفاسدة، وحيث لا توجد دائرة /وزارة خالية منه .فمعظم المعاملات والعلاقات ملطخة به بدرجة أو أخرى .وإجمالا، تأثيرات الفساد تشمل المستويات الآتية):(٨ -السياسية ،حيث التأثير في القبول بمشروعية الدولة ،وھو ما يقود بالنتيجة إلى تشجيع عدم الاستقرار . -الأملاك العامة ،أو الاقتصادية ،حيث التكلفة الباھظة تؤدي إلى خفض فعلي في معدلات تخصيص الموارد ،مما يؤدي إلى إضرار بإمكانات تحقيق تنمية وخفض معدلات التنمية الاقتصادية والعدالة التوزيعية للدخل القومي . -سمعة الدولة والمجتمع ،حيث يؤدي إلى زعزعة قيم المجتمع وقواعد السلوك المقبول .وللفساد أثرا وبائي، فالمسؤول المرتشي أو الذي يعمل وفقاً لنظام المحسوبية لابد أن يشرك آخرين في ھذا الانحراف الأخلاقي، بحيث يمكن مع مرور الزمن أن تصبح الوزارات بكاملھا فاسدة . -المستقبل ، -المواطن . ثانيا-الأداء الحكومي)(٩ من المعلوم ان السياسيين لا ينتخبون لمواصفاتھم الشخصية وحسب ،وانما بالدرجة الأساس يجري الانتخاب على أساس البرنامج السياسي الذي يطرحه الحزب الذي ينتمون اليه ،فالبرنامج السياسي ھو ما يتعاقد عليه الناخبون والمنتخبون .لذلك فنجاحھم يتوقف على مدى الوفاء بتحقيق البرنامج السياسي الذي جرى الاتفاق عليه. تأسيسا ،يمكن القول بان :الأداء الحكومي) (١٠ھو الانجاز الذي تم من البرنامج السياسي عبر المدى الزمني. ويعتمد نجاح الحكومة وفاعلية ادائھا وكفايته على ركنين أساسيين: -٨ينظر ،نص\":تقرير السفارة الأمريكية في بغداد عن فساد الحكومة العراقية\" .المستقبل العربي )مركز دراسات الوحدة العربية -بيروت( .ع .٢٠٠٧/٣٤٥/ص.٩٣ -٩ينظر ،سالم سليمان ،وآخرون :أداء الحكومة العراقية عام .٢٠٠٨التقرير الاستراتيجي العراقي السنوي لعام .٢٠٠٨ )مركز حمورابي للدراسات .بابل .٢٠٠٩ .ص ص ( 110منشور. -١٠تقرير:قياس الأداء الحكومي )الانترنت(
-التزام السياسيين بالبرنامج السياسي، -كفاية الجھاز الأدائي للحكومة وقدرته وجدارته ونزاھته)ملاك الوزارة ،من الوكيل إلى أدنى وظيفة(. وتجدر الإشارة ھنا إلى ان الاداء الحكومي يمكن تمييزه الى: -أداء سياسي ،ويقصد به اداء الوزير منصبا سياسياً. -أداء مؤسسي ،ويقصد به اداء منظومة الوزارة ،وھي تبدأ بالوكيل كونه المسؤول عن اداء الجانب التنفيذي والمھني في الوزارة ،وھو المسؤول الأول عن أداء الوزارة في جانبھا التخصصي. و عليه يمكن القول بأن : الاداء الحكومي :يقصد به الانجاز الكلي لمنظومة الحكومة في اطار تفاعلھا مع عناصر بيئتھا المحلية والعالمية ،كذلك فھو يتضمن : -اداء الوزراء لمھماتھم السياسية -اداء الوزارات المؤسسي في اطار السياسة العامة للحكومة . -اداء الحكومة بكونھا منظومة كلية في اطار البيئة المحلية والعالمية. ان ھذا الإطار سيقود باتجاه الوصول إلى معايير تميز أداء الحكومة ١١إجمالا كما انھا توضح أداء كل وزارة، وكالآتي: -أداء الوزير :ويقصد به الأنشطة السياسية التي يمارسھا في وزارته لتحقيق الجزء المتصل بوزارته ضمن البرنامج السياسي الذي طرحه الحزب الذي ينتمي اليه ،بمعنى ،الأعمال التي يمارسھا للقيام بمسؤولياته التي http://www.mepp.gov.sa/home -وتشير الإدارة الحكومية ،إلى ما يأتي :كل الآليات )بما في ذلك ،على سبيل المثال :السياسات ،والقواعد ،والإجراءات، والنظم ،والھياكل التنظيمية والعاملين ...الخ( التي تمول من موازنة الدولة والمسؤولة عن إدارة =وتوجيه شئون الحكومة التنفيذية ،وتعاملاتھا مع المنتفعين في الدولة ،وفي المجتمع ،وفي البيئة الخارجية .وكذلك ،إدارة وتنفيذ كافة الأنشطة الحكومية التي تتعامل مع إنفاذ القوانين واللوائح والقرارات الحكومية ،وكذلك الإدارة التي ترتبط بتقديم الخدمات العامة. ف الأداء المؤسس ي ھ و محص لة لك ل م ن الأداء الف ردي وأداء الوح دات التنظيمي ة ف ي إط ار البيئ ة الاجتماعي ة والاقتص ادية والثقافي ة .ف أداء الف رد ف ي المنظم ة يق اس بمجموع ة متنوع ة م ن المق اييس ي تم م ن خلالھ ا تقي يم أدائ ه وص ولاً إل ى التأك د م ن أن أنظم ة العم ل ووس ائل التنفي ذ ف ي ك ل إدارة تحق ق أكب ر ق در ممك ن م ن الإنت اج بأق ل ق در م ن التكلف ة ،وف ي أق ل وق ت وعل ى مس توى مناس ب م ن الج ودة .ويق اس أداء ك ل إدارة بمق اييس فعالي ة المنظم ة .وتش مل ك ل م ن مق اييس الفعالي ة الاقتص ادية والسياس ية الداخلي ة والخارجي ة والرقابي ة والبيئي ة .ونظ راً إل ى وج ود عوام ل خارجي ة كب رى تخ رج ع ن نط اق إدارة المنظم ة ت نعكس بالض رورة عل ى أدائھ ا .فك ان لاب د م ن الاھتم ام بقي اس الأداء المؤسس ي ال ذي ينبن ي أساس اً عل ى قي اس أداء الف رد والإدارة مع ا ،ف ي ض وء تلك م التأثيرات.
يضطلع بتنفيذھا في الوزارة وصولا إلى تحقيق الأھداف التي وضعت لھا ،والتي تسھم بدورھا في تحقيق أھداف الوزارة. -أداء الوزارة :وتتضمن نشاطات الوزارة )الجانب الفني( المبذول في تحقيق الأھداف وانجاز المھمات التي من شانھا ان توصل إلى انجاز أو تنفيذ البرنامج السياسي .وھنا لا بد من الإشارة إلى ان دور الوزير يتوقف فقط عند الجانب السياسي ،اما الجانب التنفيذي فانه يتصل بالأداء المھني وھذا بالتالي خط احمر يجب ان لا يتجاوزه الوزير .فتنفيذه يقع على عاتق الجھاز الفني )المھني( في الوزارة .بمعنى ،الأعمال التي تمارسھا الوزارة للقيام بدورھا الذي تضطلع بتنفيذه في الحكومة ،وصولاً إلى تحقيق الأھداف التي وضعت لھا على ضوء برنامج الحكومة الذي انتخبت على أساسه وللحكم على اداء الحكومة لابد من قياس ،وان عملية القياس تستلزم تحديد معايير للقياس تتخذ أساساً لتأشير مستويات الاداء الحكومي وإن عملية وضع وتحديد مؤشرات لقياس الأداء الحكومي ليست بالعملية السھلة ،اذ لا بد من ان يسبقھا وضع مجموعة من الأسس اللازمة لاختيار المؤشرات واختبار دقتھا ،ومن خلال ھذه المؤشرات يمكن متابعة الأداء وتحديد انحرافات سيره في أثناء التنفيذ لمعالجتھا .وھذه العملية في إطار ھذا الجھد لھا ثقلھا بكونھا تعتمد على تقديم صورة على ثلاثة مستويات في آن واحد :الأداء السياسي للحكومة ،أداء التشكيلات الحكومية في مجالھا الخدمي المھني ،أداء تلك التشكيلات في جانبھا الإداري. ان ھذا لأمر تكتنفه صعوبات جمة ،اذ ترجع صعوبة قياس أداء الوزراء والوزارات والحكومة إلى طبيعة الصعوبات التي تواجه العمل في مثل تلك المنظومات الحكومية .ونورد ھنا أھم تلك المشكلات والصعوبات):(١٢ أ-طبيعة الخدمات الحكومية :من المعلوم أن تعبير جودة الخدمة التي تنجزھا الأجھزة الحكومية )الوزراء/ الوزارات /مؤسسات الدولة /الحكومة( ،ھو تعبير يصعب وصفه أو إخضاعه للقياس ،وذلك انطلا ًقا من عدم دقة نتائج التقويم والقياس الذي يعتمد على المعايير الوصفية .ونظ ًرا إلى أن المنتج الذي تقدمه التشكيلات الحكومية ھو منتج غير ملموس )خدمة( ،فقياسه يعتمد على الوقوف على رأي ودرجة رضا المستفيد ،وھذا يخضع لمؤشرات عدة ،كما انه لا يستقر على حال وانما يخضع لمزاج مجتمع الدراسة ومواقفھم يوم القياس، وبالتالي سوف يصعب تحديد درجة العلاقة بين التكلفة والعائد .وعلى الرغم من ذلك فمن الضروري إجراء مثل ھذا القياس ،لأنه من المتطلبات الأساسية لتقويم فعالية البرامج الحكومية .وھذا يسھل تنبيه الحكومة لتقويم البرامج المنفذة بھدف تعديلھا أو الاستمرار فيھا. ب-تعدد الأھداف والأسبقيات و تعارضھا :عادة ما توجد للمنظومات الحكومية )وزارة /مؤسسة حكومية/ الحكومة( أھداف متعددة في الوقت الذي يوجد فيه ھدف محدد لكل منظومة فرعية منھا .وتلتقي جميعا في إطار البرنامج السياسي الذي على أساسه انتخبت الحكومة .وفضلا عن ان تعدد الأھداف في تلك المنظومات الفرعية يضيف صعوبة إلى صعوبات قياس الأداء ،وذلك بعدم إمكانية تحديد الوزن الذي يعطى لكل ھدف من الأھداف المتعددة ،في إطار البرنامج السياسي. ج-غياب التحديد الدقيق لمھمات المنظومات الحكومية :ان عدم وضوح مھمات كل وحدة يقود إلى خلق صعوبات جمة التي قد تؤدي بدورھا إلى صعوبة تحديد المسؤوليات وتشتتھا .ونذكر منھا: -١٢ينظر مثلا ،د.فيريل ھيدي :الإدارة العامة ،منظور مقارن .ترجمة د .محمد قاسم القريوتي .عمان .١٩٨٦ .ص ص * ظاھرة المؤسساتية تبرز عندما يوجد موظفون فوق الحاجة الفعلية ،وتتحول بمرور الزمن إلى حالة ثابتة يصعب تغييرھا.
-التداخل في اختصاصات المنظومات الحكومية. -غياب التنظيم السليم للمنظومات الحكومية. -عدم التحديد الدقيق لاختصاصاتھا. د-تعقيد الروتين في المنظومات الحكومية وتعقد الإجراءات وطولھا :نتيجة لغياب الھيكلية الموضوعية للوظائف والتعيين غير الملتزم والعشوائي لشغلھا وشيوع ظاھرة المؤسسية * ،أدى إلى وجود: -مستويات نوعية متدنية من العاملين، -وتباين في تخصصات العاملين والوظائف التي يشغلونھا، -وعدم توازن عدد الوظائف وحجم المھمات وعبء العمل، -وانخفاض انتاجية العمل، -وھدر في الموارد بسبب زيادة بند الاجور في الموازنة. -يتطلب التشدد في الرقابة وتنميط العمل ،فضلا عن شيوع الظاھرة المؤسسية في الوحدات التنظيمية وبناء الإمبراطوريات ...،ونتيجة طبيعية لغياب المعايير الكمية التي يمكن الاعتماد عليھا في قياس الأداء ،نجد أن الأعمال الإدارية تھتم بتطبيق الإجراءات ،في حين تركز أجھزة المساءلة في المحاسبة على الالتزام بمتابعة سير تلك الإجراءات .اما عمل الوزير فيكاد من غير المتفق على وجود معايير مستقرة لتقويم أدائه .في حين ان أعمال الحكومة تقوم على أساس استمرار القبول المجتمعي لبرنامج الحكومة ،فضلا عن الأشكال الظاھرة من خدمات واستقرار ورفاھية. ھـ-الصعوبات المرتبطة بعنصر العمل :تتمثل الصعوبات والاختلالات المتعلقة بعنصر العمل في الآتي: -في المجال الإداري تبرز الصعوبات الآتية: التضخم الوظيفي وسلبياته من :تشتت في المسؤولية الإدارية وضياعھا ،وتعقد الإجراءات وطولھا وخلق )استحداث الدوائر والوظائف لأشخاص بمعنى استحداث الوظيفة والدائرة للأشخاص ،لا على أساس النشاط ومدى الحاجة إليه وانما لإيجاد موقع وظيفي لشخص معين( مستويات تنظيمية غير ضرورية ،فضلا عن تعدد حلقات الرقابة ،بسبب كثرة الموظفين وانخفاض مستوياتھم ،وانخفاض انتاجية العمل وكثرة مشكلاته )قانون باركتسون( وشيوع الظاھرة المؤسسية ازدواجية و /أو تداخل الاختصاصات الوظيفية ،فضلا عن غياب الوظيفة ،اذ ليست ھناك ھيكلية محددة على مستوى الوظيفة يحدد ھويتھا ،وانما ھناك مجموعة من واجبات غير مترابطة يسندھا المسؤول إلى الفرد ،فليس ھناك وظيفة محددة تسند إلى الفرد فلا يوجد من الوظيفة سوى اسمھا وعنوانھا ،اما مھماتھا فليست تعرف ، -يشير القانون إلى انه كلما ازداد عدد القوى العاملة عن الحجم المكافئ للعمل كلما ازدادت الإنتاجية انخفاضا ،وكثرت المشكلات.
صعوبة تحديد ما يلزم من مواصفات للوظائف القيادية كوصف العمل ومواصفات الفرد ،وذلك لعدم وجود معايير موضوعية لأداء العاملين القياديين لتستخدم مؤشرات إرشادية في تحديد اختيارھم ، فضلا عن ذلك تم استحداث وظائف بعنوانات لا يوجد ھناك حاجة محددة لاستحداثھا. -اما في المجال السياسي ،فان ادوار الوزير غالبا ما تواجه بمشكلات متعلقة بمدى نفوذه ودرجة تأثيره في التشكيلة الوزارية ،والظرف السياسي العام ،ونوع الخدمات التي تقدمھا الوزارة التي يتولاھا ودرجة تماسھا المباشر مع حياة المواطنين وظروفھم المعاشية...، -اما في مجال العمل الحكومي ،فان أعمالھا أكثر انكشافا أمام المواطن ،نظرا لتعلقھا بمسائل مثل :توزيع مفردات موازنة الدولة ،وإدارة الموارد الحكومية ،وتوفير أغطية سياسية للمحاسبة البرلمانية أو القضائية عن أي أعمال إساءة في الممتلكات العامة ،ومراعاة المزاج المجتمعي العام ،وعلى الرغم من ذلك فأن ھذه الأعمال ذاتھا غير قابلة للقياس بقدر ما ھي تعابير مرنة تخضع للاجتھاد في الغالب. ومما ساعد على زياد الصعوبة في كل ما تقدم ،ان الأجھزة الرقابية في العراق بمختلف تصنيفاتھا )القضائية، والبرلمانية ،والإدارية( تعمل بالرقابة بالإجراءات وليس بالرقابة على الأھداف ،فضلا عن تدني المستويات النوعية للعاملين فيھا، -والاختيار العشوائي القائم على العلاقات الشخصية أو اتجاھات المسؤول نحو العاملين ،وليس على أساس موضوعي يعتمد السيرة الذاتية )التاريخ الوظيفي( والتقويم الموضوعي للعاملين والإعلان عن الوظيفة وشروطھا بالوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة ليتسنى لجميع المؤھلين التنافس عليھا لاختيار الأفضل لصالح العمل والمؤسسة وليس لصالح الفرد. و-الضغوط السياسية :عادة ما تمارس المنظومات الحكومية )بمختلف تسمياتھا( اختصاصاتھا في إطار من القرارات السياسية التي تسعى الحكومة من ورائھا إلى تعظيم مكاسبھا السياسية والاجتماعية ،أي المردود السياسي والاجتماعي للحكومة الذي يصعب إخضاعه للقياس الكمي. ز-القياس المضلل للأداء :وفي ظل غياب الشفافية نجد أن الحكومة تتبنى ازدواجية في القياس .فھناك قياس داخلي تدركه القوى الم ّشكلة للحكومة من خلال توزيع موارد الموازنة العامة ،وفسح المجال أمام الوزراء لإعادة ترتيب وزاراتھم بمختلف تشكيلاتھا .وقياس خارجي تقدم الحكومة فيه صورة غير واقعية تجميلية لتضليل القياس الخارجي المتمثل في المستفيدين من الخدمات التي تقدمھا المنظومات الحكومية المختلفة. كشف ماضي الصفحات الاداء الحكومي وقدم وصفا له وكيفية قياسه وآليته و مايعترض عملية القياس من صعوبات وعقبات وفي ذلك تمھيد لتحديد ماھية الفساد في الاداء الحكومي ومعرفته. ففيما يتصل بفساد الاداء الحكومي ھو ان اداء الحكومة ينحرف عن ماعرضه البحث من خطوط رئيسية وان يكون ذلك مقصوداً لاعفوياً تتعمده الحكومة وبذلك فھو يعني اعلى درجات الفساد في الاداء الحكومي وھو مرحلة تالية لتدني الاداء والتلكؤ فيه .ولا يمكن تصور تحققه من دون وجود فساد إداري ،يعيق إجراء تدقيق لعمليات الفساد في الأداء الحكومي .والأخير غالبا ما يكون محميا بالفساد السياسي.
ان المعضلة التي تواجه الباحث ھي ان الخط الفاصل غير حاسم أو غير واضح بين المناصب السياسية والمناصب المھنية -على أساس ان الوظيفة مھنة تحتاج إلى مستوى معين من المھارات والقدرات والمعارف والخبرات. وتزداد المسالة إرباكا لكون بعضھم يعرف الإدارة بانھا عملية وضع وتنفيذ وتقييم وتعديل السياسات .وبالتالي فالتداخل أساسا موجود بين الوظائف الفنية والوظائف السياسية .لكن ،ھل بإمكان ھذا التداخل ان يحسن سير العملية الإدارية ام انه احد الأسباب في زيادة عملية التدھور ،بمعنى تدھور الأداء الحكومي؟ ثالثا - :المعايير الدولية لقياس جودة نظام الحكم :أنموذج فاعلية الأداء الحكومي لقد توضح فيما تقدم ،ان نتاج الفساد في صوره السياسية والإدارية ھو فساد في الأداء المؤسسي للدولة .ولما كان الأداء ينماز من حيث مستوى الجودة ،فعليه تكون الإشارة إلى المعايير الدولية المعتمدة في تحديد مستوى جودة الأداء الحكومي امراً اذ با ٍل : لقد انتھى البنك الدولي إلى تحديد معايير ستة لقياس جودة الحكم ،وكلما ابتعدت دولة ما عنھا ازدادت قربا من ان توصف بالفساد اذ ان بارتفاع المؤشر السلبي يرتفع معدل الفساد فيھا ،وعكسه صحيح .وھذه المعايير ھي):(١٣ -العلنية والمساءلة .Voice & Accountabilityبمعنى ان تكون قواعد البيانات للتعاملات الجارية أو تلك التي قد تمت متاحة، -الاستقرار السياسي .Political Stabilityوتحدده المكونات الاتية :الاستقرار الحكومي ،واستقرار الأوضاع الاجتماعية-الاقتصادية و بروفايل الاستثمار والصراعات الداخلية و الصراعات الخارجية وتدخل العسكر في السياسة وتدخل الدين في السياسة والأمن ونزاع الأقليات القومية والطائفية وخضوع الحكومة للمحاسبة)،(١٤ -فاعلية الحكومة .Government Effectiveness -نوعية الانظمة والتعليمات .Regulatory Qualityبمعنى وجود كفاية في التنظيمات والمؤسسات في بناء الدولة، -دور القانون .Rule of Law -السيطرة على الفساد .Control of Corruption ٌ -١٣ينظر مثلا ،د.جون د .سوليفان ،و الكسندر شكولنكوف :مكافحة الفساد ،منظورات وحلول القطاع الخاص) .واشنطن. مركز المشروعات الدولية الخاصة .(٢٠٠٦ .ص ص ُ -١٤ينظر في تلك المكونات وكيفية استخدامھا مثلا،خلدون حسن النقيب:الخليج إلى اين؟ في علي محافظة وآخرين:العرب وجوارھم) .بيروت .مركز دراسات الوحدة العربية .(٢٠٠٠ .ص ص .٣٨-٣٦
وقــد وضعت منظمة الشفافيـــة العالمية مؤشرات لقـــياس حالات الفساد في مختلف دول العالم ،وحـــددت له درجــــات عشـــرة ،ارتفاع ھذه المؤشرات دلالة شفافية وانخفاضھا دلالة فساد. وعليه يمكن تحديد الملاحظات الاتية على المقياس العالمي للنزاھة: المقياس العالمي للنزاھة ويتكون من ١٠درجات أعلاھا يمثل نزاھة تامة وأدناھا يؤشر فساداً تاماً ،وما بينھما تتدرج المستويات فكلما ابتعد المقياس من الرقم ١٠انخفض مستوى النزاھة ،وبالتالي انخفضت مؤشرات الشفافية وبدأ يقترب من مؤشرات الفساد ،وصولا إلى الفساد التام عند الرقم ).(٠ ان المعايير في أعلاه ،موزعة على وفق أوزان محددة ،وبالترتيب المذكور في أعلاه .وبالتالي لا يمكن ان يكون المنحنى الذي يمكن رسمه من معادلات تلك المؤشرات الا واحداً من الآتي):(١٥ أ-دالة متزايدة ،مثلا :فساد قليل ،شفافية عالية ب-دالة متناقصة ،مثلا :فساد كثير ،شفافية متدنية جدا ج -لا يوجد خط مستقيم -١٥يمكن الرجوع في كيفية قياس الفساد والشفافية والنزاھة من قبل منظمة الشفافية العالمية إلى موقع المنظمة، http://siteresources.worldbank.org ايضا الدراسة المعلنة: Annual Integrity Report Fiscal Year 2007. Institutional Integrity. ‐h p://siteresources.worldbank.org/INTDOII/Resources/588889 1201539078620/0000172463ARar_Main_HighRes.pdf
ولعل المخطط الاتي يقدم توضيحاً لاتجاھات ھذه المعايير: معايير جودة الأداء الحكومي أداء حكومي فاعل /نزاھة ٠ ١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨ ٩ ١٠ العلنية والشفافية الاستقرار السياسي فاعلية دالة الحكومة متناقصة كفاية المنظومات دالة والمؤسسات في متزايدة بناء الدولة سيادة القانون ضبط الفساد أداء حكومي فاسد/فساد
ومما يتوجب التنبيه اليه أن قياس الفساد إحصائيا ليس بالأمر الھين طالما ان المشتركين فيه ليسوا متعاونين في ھذا الصدد .وتقدم المنظمة العالمية للشفافية ثلاثة معايير تقوم بتحديثھا سنوياً لقياس الفساد وھي: -مؤشر إدراك الفساد )القائم على آراء الخبراء حول أحوال البلدان الفاسدة(، -والبارومتر العالمي للفساد )القائم على استطلاعات مواقف الرأي العام وخبرتھم مع الفساد(، -واستطلاع دافعي الرشى الذي يبحث في استعداد الشركات الأجنبية لدفع الرشى. أ-وعليه ،فكلما ابتعد أداء الدولة عن معدلات الجودة اقتربت من معدلات أعلى من الفساد .وكلما زادت معدلات أو مستويات الفساد كانت معدلات أو مستويات التدني في المعايير الثانوية المشكلة للمقياس ،عالية نسبيا. وعالميا،دفعت تداعيات ظاھرة الفساد بمنظمة الشفافية العالمية إلى وضع مؤشرات لقياس حالات الفساد في مختلف الدول ،ووضع له ) ١٠درجات( الارتفاع دليل الشفافية والانخفاض دليل للفساد ) ١٠درجات شفافية تامة ٠ ،فساد تام(، ب-واذا ما تذكرنا ان زيادة معدلات ومستويات الفساد الإداري ينعكس على نحو واضح في: -سرقة المال العام ،وبالتالي عدم تحقق النسبة الطبيعية للإنفاق الحكومي على القطاعات الخدمية )حجم الإنفاق الفعلي تكون نسبته دائما اقل من %١٠٠من حجم التخصيص الرسمي في الميزانية الذي اعتمد وفاقاً لمعطيات الحاجة الفعلية(، -رفع كلف الخدمات والسلع التي يحصل عليھا المواطن من الدولة ،وبالتالي يؤثر في نظره للدولة بوصفھا صاحبة سلطة شرعية، -إعلاء شان الموظف غير الكفء وغير الجدير وغير النزيه .وتداعيات ذلك تكون في الأثر النفسي السلبي في سلوكيات الموظف الجدير والكفء والنزيه ،وكون نقيضه غير قادر على إدارة الشأن العام. فأن ھذه القضايا من شانھا ان تجعل الأداء الحكومي واقعا بين التلكؤ والتدني في مستوياته ،وأحيانا الفساد ان كانت المسالة فيھا تقصد واضح في إشاعتھا أو في عدم علاجھا. وبذلك يكون البحث قد ھيأ مقدمات منطقية تعينه في تحليله واستدلالالته واستنتاجاته ،في واقع الاداء الحكومي. -٦الجانب التحليلي الميداني أولا :الفساد السياسي
تعددت أوجه الفساد السياسي الذي ساد الساحة العراقي ة وال ذي فرض ته ظ روف موض وعية وذاتي ة مح ددة .وتجل ت أوجه ھذا الفساد في مظاھر عدة ،يلجأ البحث إلى كشفھا فيما يأتي: -١الانتخابات ثق ـف الاح تلال من ذ غ زوه للع راق ،وإزال ة معالم ه ،وبن اه المؤسس ية ،نح و اقام ة واش اعة ثقاف ة الديمقراطي ة وك بح جماح ما أسماه بالدكتاتورية ...إلى غير ذلك من المزاعم .لذلك لجأ إلى اعتماد الانتخاب أساس اً لاس تلام الس لطة – في حين ان الديمقراطية تعني تداول المسؤولية سلمياً -وھنا واجھته مسالة : م ا ھ و الأس اس ال ذي س تقوم علي ه الانتخاب ات؟ اذ م ن المع روف ان الانتخاب ات ف ي ال دول الت ي تتبن ى الديمقراطي ة نظام اً تبن ى عل ى أس اس المفاض لة ب ين الب رامج الت ي تطرحھ ا الأح زاب السياس ية المتباري ة ف ي س احة الانتخاب ات، والحزب الذي يحرز أعلى نسبة في الانتخابات )أي يشكل الغالبية العظمى من المنتخبين( ھو الذي يتسلم المسؤولية وكونه يمثل مصلحة الغالبية العظمى م ن الش عب و علي ه ،فالانتخاب ات لا تع دو ان تك ون بمثاب ة عق د ب ين الن اخبين والمنتخبين ،فالبرنامج السياسي يمثل حالة الإيجاب في العقد ،والفوز في الانتخاب و يعكس حالة قبول الناخبين. ان ھذا الأمر ينشئ حالة التزام لدى حزب الأغلبية الفائز بتحقيق برنامجه الانتخابي. غير ان ما يلحظ على ما جرت عليه الانتخابات في العراق ،لم يكن على أساس البرامج السياس ية وانم ا عل ى أس س أخرى .وھذا ما يؤشر حالة عدم وضوح العمل السياسي على المستويين الحاكم والمحكوم .وق د يرج ع ذل ك لأس باب عدة ،يمكن ان تؤشر في الآتي: -ان معظ م الأح زاب المتنافس ة ش مولية ،أي م ن الأح زاب الأيديولوجي ة )الح زب الإس لامي ،الح زب الش يوعي بتفرعاته ،الدعوة ،الديمقراطي الكردستاني ،الاتحاد الوطني الكردستاني(...، -محدودية ثقافة المجتمع بأسس وآلية العملية الانتخابية ومستلزماتھا ،وق د يرج ع ذل ك إل ى الظ روف الت ي م رت بالبلد ،والتي اعتمد فيھا الحاكم الانقلابات أساسا لاستلام السلطة، -رغبة المحتل في ذلك تحقيقا لغاياته وأھدافه الإستراتيجية. لذلك سعى المحتل إلى إيجاد أساس تقوم عليه الانتخابات ،فعمد إلى خل ق حال ة م ن ال ذعر والت ربص والتحس ب ف ي طيف الشعب الواحد .فعمد إلى تحليل المجتمع وتقسيمه ،من خلال تأسيس الرأي العام وترسيخه في ذھن الم واطن؛ ب ان ھن اك حقوق اً مس لوبة بتخط يط وتعم د ،وان ھن اك فئ ة ُمس خرة ،وفئ ات مس خرة ،وجماع ة ُمض طھدة وأ ُخ ر مض طھدة ،فأش اع ظ اھرة الرع ب مجتمعي ا ،فس عت ك ل مجموع ة إل ى تقوي ة ذاتھ ا بالالتف اف عل ى بعض ھا حماي ة لنفسھا ،واستعاد ًة لحقوقھا المسلوبة. لقد انطلى ھذا الأم ر عل ى الأكثري ة ،وانس اقوا وراءه وھ ذا بس بب الجھ ل ف ي الت اريخ والابتع اد ع ن إدراك الحق ائق فعميت البصيرة وتوقف العقل وتفعلت العاطفة ،فأخذت توجه السلوك الجمعي لمجاميع المجتمع التي قس مھا المحت ل على وفق مصالحه .لكن إعمال الفكر يخبر غير ما أسست له الولاي ات المتح دة تحقيق ا لمص الحھا .ف العراق ل م يك ن عبر الحقب الزمنية التي م رت علي ه الا واح داً ،تأس س عل ى ي د نخب ة مجتمعي ة )مس لمين ،نص ارى ،يھ ود ،ع رب،
أكراد ،تركمان (...،لا يف رقھم ل ون ولا لس ان ولا مح ل ولادة ولا نش أة فھ م جس د واح د ف ي الق ول والعم ل ،ھمھ م واحد وھدفھم واح د يجمعھ م الع راق ،وتمي زھم الكفاي ة ،والج دارة ،والنزاھ ة والاخ لاص ،لا ھوي ة لھ م الا العراقي ة فليس ھناك تركيز عل ى اح د دون الآخ ر من ذ تأس يس الدول ة ،فق د تبن ى البن اة الأوائ ل للدول ة العراقي ة مب دأ العراقي ة وع دوھا ھوي ة انتس اب أص لية ف وق ك ل انتس اب فرع ي .ف العراق حك ر عل ى المخلص ين المقت درين المعت دلين م ن المعروفين بالنزاھة والمھنية الصرفة. لقــد سعــى الاحتلال إلى ترسيخ ذلك في أذھان العراقيين ،مما جعلھم ينقسمون على أنفسھم فأنقسم الجس د الواح د - إلى أجزاءه )رأس ،جذع ،أطراف ( وانقلب بعضه على بعض ه -باتج اه الانتخاب ات ،فك ان البرن امج المعتم د ض منيا ھو تقوي ة ال ذات تج اه الآخ ر حماي ة لل ذات ) اذ ان الف رد مح ارب بذات ه ( ،فع د الناخ ب حماي ة الھوي ة ھ ي المطل ب الأساس والھدف الجوھري. تأسيس ا عل ى م ا تق دم ،فق د جعل ت ال ولاءات والمواق ف المذھبي ة واللس انية مرش دا للناخ ب وأساس ا تق وم علي ه الانتخابات ،وليس البرنامج الانتخابي الذي يحقق مصلحة الجميع ويبني البلد..، -٢التداخل بين الدور السياسي والدور المؤسسي يقوم نجاح أداء جھاز الدولة على أساس تحديد الأدوار وتوزيع المھم ات ،وھ ذا يتطل ب توص يف ھ ذه الأدوار ،وان أي غموض في الأدوار ينعكس تلكؤا في الأداء وتدنيا ف ي الإنتاجي ة وعلي ه ،ف ان الفص ل ب ين الأدوار واج ب أس اس ومطلب جوھري لضمان تحقيق النجاح. فم ن المع روف ان نج اح الدول ة ف ي أداء مھماتھ ا وتحقي ق أھ دافھا يق وم عل ى تكام ل الأدوار السياس ية والمؤسس ية. وتعن ي الأدوار السياس ية )الوظ ائف التطوعي ة( ،وھ ي الوظ ائف الت ي لا يش ترط ان تس تند إل ى خلفي ة مھني ة أو مواص فات خاص ة لأدائھ ا .ويق وم ب أداء ھ ذه الوظيف ة الجھ از السياس ي للدول ة )الحكوم ة ،رئاس ة الجمھورية ،البرلمان .(..،اذ ان وظيفتھا تنحصر في تنفيذ البرنامج السياسي الذي حق ق الف وز ف ي الانتخاب ات -ھ ذا في النظم الديمقراطية -فالوزير مسؤول عما يخص وزارته في البرنامج السياسي. ام ا الأدوار المؤسسية فتعني دور الوزارة المھن ي والتخصص ي .وھ ذه الوظ ائف يج ب ان تس تند إل ى خلفية مھنية تراكمية ،ومسار وظيفي سليم ومتميز وتطلب مواصفات خاصة لشغلھا وأدائھا. وعليه ،لا بد إذن م ن وض وح دور ك ل جھ از وح دوده ومس ؤوليته ،اذ ان أي ت داخل ب ين الاثن ين س وف ي ؤدي إل ى نتائج غير محمودة العواقب ،فلابد من وضع خطوط حمراء لدور السياس ي ينبغ ي الا يتجاوزھ ا ،وان تجاوزھ ا ف لا يتحتم على الجھاز المھني الاستجابة لھا. - على سبيل المثال لا الحصر :ساسون حسقيل ،رستم حيدر ،حكم ت س ليمان ،محم د الص در ،جعف ر اب و ال تمن ،ص الح جبر ،فاضل الجمالي...
وھنا تجب الإشارة إلى ان جھاز الدولة المھني )المؤسسي( ھو أداة الحكومة في تنفيذ مھماتھ ا ،الأم ر ال ذي يف رض بناءه على أساس سليم من تحديد الوظائف وآلية شغلھا واشتراطاته .وعادة فأن الجھاز المؤسسي ھ و جھ از وظيف ي لا علاقة له بالجھاز السياسي ،فدوره مھني وحسب ،فھو لا يرتبط بالحكومة مھما كان اتجاھھا وتوجھھا ،علي ه فھ و با ٍق وان زال ت الحكوم ات وتعاقب ت كلم ا انتھ ت دورتھ ا الانتخابي ة ،ل ذلك يج ب ان لا يخض ع لاش تراطات السياس ة وأھوائھ ا ورغباتھ ا ،كم ا يج ب ان تك ون ص لاحية الاختي ار ل لأدوار )الوظ ائف( مس تندة إل ى جھ از مھن ي ع الي التخص ص محاي د ونزي ه مث ل مجل س الخدم ة ،تس ند إلي ه ھ ذه المھم ة ،فھ و ال ذي يخت ار أفض ل مؤھ ل لش غل ھ ذه الوظيفة ،ويرفع بذلك تقريره إلى الجھات العليا )مجل س ال وزراء ،رئاس ة الجمھوري ة( لإص دار أم ر التعي ين )وھ ي مسالة اعتبارية شكلية فحسب لا تخضع لإرادة تلك الجھات في الاختيار ،اذ الاختيار محكوم بش روط موض وعية لا ذاتية(. غير ان ما يلحظ على أداء الوزراء ،التدخل المباشر في الجھاز المؤسسي وتسييره بحسب ھواھم أو ھوى السياسة، وقد يعزى ذلك إلى جھل السياسيين بذلك أو لانھم متأثرون ب النظم الش مولية ،والت ي يك ون فيھ ا ال وزير موظف ا ل دى الحزب الحاكم .فيجري التغييرات بحسب ھواه ويھب المناصب لمن يشاء ،فيسقط ب ذلك المب دأ الع المي الش خص المناسب في المك ان المناس ب ،وال ذي جس د ق ول الرس ول الأعظ م )ص( انزل وا الن اس من ازلھم ،أي ض عوا الإنسان في موضع استحقاقه .فالمبدأ الأساس في التوظيف ان الوظيفة استحقاق للأكثر تأھيلا ،لا لم ن يرض ى عن ه المسئولون. فتوزيع المناصب بحسب ھوى الوزير سوف يقود إلى وض ع أف راد غي ر م ؤھلين ف ي أم اكن ف وق طاق اتھم .ان ھ ذا الأمر سوف يؤدي إلى: -سيطرة صغار الموظفين على إدارة المؤسسة لجھل المسؤول بذلك وتحويله إلى بصام وحس ب )يوق ع دون دراية(. -القضاء على مبدأ الوظيفة محفز للأداء ،اذ ان الموظف مھما بذل جھدا في بناء ذات ه وتط وير أداءه فان ه ل ن يتقدم طالما لا تربطه صلة بالوزير أو حزبه ،فھو لن يبرح محله ،فلماذا عليه ان يحسن أداءه ويخلص فيه؟ -كل ذلك سينعكس تدنياً في مستوى أداء المؤسس ة وع دم إيفائھ ا بالتزاماتھ ا تج اه الجمھ ور ،وبخطيئ ه كب رى ھي الھدر للمال العام. وان ھذا يجسد ان نظرة المسؤولين في السيطرة على مقاليد السياسة لمصالح ذاتية بحتة ،وبذلك يسيئون صنعا. تأسيـسا يمكن القــول بأنــه: -ليس ھناك حد فاصل بين ما ھو شخصي وبين ما ھو مؤسسي، -بصام :كناية عن الجھل بعامة حتى بأمور الكتابة
-ھ ل المرجعي ة الفني ة والمھني ة ھ و ال وزير )المس ؤول السياس ي( ام ھ ي ال وزارة )الجھ از الفن ي والمھن ي المتخصص( -غياب العقلية المؤسساتية )الموضوعية( وسيادة العقلية الذاتية -غياب ثقافة المؤسسات وعليه ،لا بد من تحديد الأدوار السياسية والمؤسساتية وتوضيحھا تجنبا للتداخل والتدخل. -٣المحاصصة السياسية كما ھو معروف وجار في الدول ذات النظم الديمقراطية ،ان التغيير بعامة يحص ل عل ى مس توى القي ادات السياس ية وطواقمھا المباشرة التي لا علاقة لھا بالعمل المؤسساتي ،وحسب .اما الجھاز الحكومي المؤسساتي ،والذي ھ و أداة الدولة في تنفيذ برامجھا السياسية )الفرعية على مستوى الوزارة( وتطبيق المضامين العملي ة لھ ذه الب رامج ،فان ه لا يناله التغيير بتغير النخب السياسية ،فھو باق و عليه ،لا تج د ال دول حرج ا أو ت دنيا عل ى مس توى الأداء ،ب ل وعل ى كافة المستويات التنفيذية ،في حالة تغير حكوماتھا ،ذلك ان الجھاز التنفي ذي )وھ و جھ از مھن ي فن ي متخص ص( لا يمسه التغيير حتى وان كان طفيف ا .اذ ان ھ ذا الجھ از يبن ى عل ى أس اس المھني ة والتخص ص والمھ ارة والكفاي ة ف ي تنفيذ المھمات ،فضلا عن النزاھة .فھو يقوم على الجدارة والمقدرة وليس على أساس الاتج اه السياس ي والمحس وبية السياس ية ،فھ و جھ از محاي د سياس يا )أي ف وق المي ول والاتجاھ ات( ،اذ ل و بن ي ھ ذا الجھ از عل ى أس اس الاتج اه السياسي والمحسوبية السياسية لأصبح جھ ازا غي ر مس تقر ،فھ و يتغي ر بتغي ر الحكوم ات ،فاق دا لخصائص ه المھني ة منعدم الكفاية ،ولاؤه للحاكم وليس للشعب. تأسيسا لا يجوز إخضاع ھذا الجھ از إل ى رغب ة السياس يين ف ي توزي ع الوظ ائف وإش غالھا ،كم ا يج ب ان لا يخض ع للمحاصصة السياسية ،وھنا يثار التساؤل :ما ھي المحاصصة السياسية؟ تنش أ المحاصص ة السياس ية عن دما لا تك ون ھن اك أغلبي ة برلماني ة ت تمكن م ن تش كيل حكوم ة .فتث ار المحاصص ة السياسية باقتسام المناصب السياسية قسمة الغرماء ،فكل تكون حصته موازية لنس بته البرلماني ة .ويقص د بالمناص ب السياسية ھي الوزراء صعودا ،ھذا جائز ولا غبار عليه طالما انه لا يؤثر في أداء الدول ة المھن ي بخاص ة ف ي حال ة وحدة مسار الأطراف السياسية )أي وجود برنامج سياسي متف ق علي ه ب ين الأط راف السياس ية ف ي البرلم ان( وع دم انجرارھا وراء تجاذبات مصلحية .اما المناصب المؤسسية فھ ي خط وط حم راء يج ب ان لا يقت رب منھ ا .فالجھ از الحكومي المؤسسي ھو جھاز مھني متخصص لا علاقة له بلون السياسة ،اذ ھو يعمل بأقصى إمكاناته دونما تميي ز بين الأحزاب ايھا ھو الحاكم .لذا فلا يجوز ان يخضع للمحاصصة السياسية وانما تبقى المحاصصة السياس ية ،عل ى مستوى الوزراء ،والمناصب السياسية وحسب. ھذا في الدول التي نظامھا ديمقراطي ،اما في الدول التي تطغى فيھا الأحزاب الشمولية والتي تسعى إلى التغيير الشامل ،الذي يستلزم إحداث تغيير شامل في الجھاز الحكومي بما يتلاءم مع متطلبات الحزب المسيطر على مقاليد الحكم ،ذلك لكي يؤمن ويضمن تطبيق أفكاره وعقيدته تطبيقا تاما ،لذلك يسعى الحزب إلى إسناد المناصب القيادية لإتباعه لسببين:
ضمان آمن لبقائه وسيطرته، ضمان تنفيذ أفكاره في إحداث التغيير الشامل. ان محاولة عكس ذلك على الس احة السياس ية العراقي ة يوض ح حج م وج ود التن اقض ال ذي تعيش ه ،فم ن ناحي ة نظ ام الحكم فھو ديمقراطي يتم فيه تداول المس ؤولية س لميا ع ن طري ق الانتخ اب ،وم ن ناحي ة أخ رى يلح ظ ط رح تعبي ر غي ر م ألوف ف ي ق واميس ومع اجم وموس وعات السياس ة ھ و المحاصص ة السياس ية ،أي اقتس ام الوظ ائف القيادي ة والتنفيذية في جھاز الدولة وھو م ا يھ م البح ث .فالمحاصص ة السياس ية عل ى مس توى المناص ب السياس ية يع د حال ة شرعية على وفق الس ياقات السياس ية المعروف ة ،ام ا عل ى مس توى المناص ب القيادي ة ف ي الجھ از الحك ومي المھن ي فھي مسالة خطرة تدفع باتجاھين: تسييس جھاز الدولة وتكريسه اتجاه خدمة مصالح الجھة السياسية التي ينتمي إليھا م ن تس نم منص ب قي ادي في ھذا الجھاز .اذ سيكرس جھده في تجميع الأعوان من الجھة السياسية الت ي يمثلھ ا ليق وي مرك زه ويحك م قبضته ، إضعاف أداء جھاز الدولة ،وھذه ھي نتيجة للمسالة الأولى ،حيث س يتدنى الأداء بس بب انش غال الجھ از ف ي تنفي ذ مطال ب الجھ ة السياس ية الت ي ينتم ي إليھ ا المس ؤول الأعل ى ،فض لا ع ن ض عف الأداء المھن ي لان الاختيار لم يخضع لمعايير الجدارة والكفاية والمھارة الأدائية والنزاھة. والسؤال الذي يفرض نفس ه ھ و :لم اذا المحاصص ة الوظيفي ة؟ ان اعتم اد مب دأ المحاصص ة السياس ية ف ي المناص ب السيادية )العليا والخاصة( في الجھاز التنفيذي يؤدي إلى: جھاز معتل بسبب اختلال أسس بنائه البعيدة عن الكفاية والجدارة والنزاھة واللاتبعية السياسية. جھاز غير مستقر اذ سيتبدل كلما تغيرت الموازنة السياسية. وھنا لا بد من الإشارة إلى ان الفساد يولد فسادا ،فالفساد حلقة مفرغة تستمر بالدوران ،ولعل السبب ف ي ذل ك يرج ع إلى ان من يعملون في السياس ة ھ م ح ديثو عھ د بھ ا ،أو ربم ا لا ي دركون م ن السياس ة س وى الس يطرة عل ى مف اتيح الإدارة ،متغاضين أو متناسين عن ان م ن يرم ي إل ى النج اح والاس تمرار علي ه ان يبن ي جھ ازا تنفي ذيا كف وءا أداؤه تؤطره الشفافية ،وتسوده النزاھة وتحكم شغله الكفاية والجدارة. لأجل ذلك لابد من التنبيه إلى ان أي سياسي سواء أكان فردا ام حزب ا أو كتل ة ف ان مس عاه لا ش ك ھ و الص الح الع ام والمصلحة الوطنية ،وانه عندما يبغي السيطرة على الجھاز التنفيذي فھو لضمان ذلك وصيانته ،ولكن جھ ده بحس ب اجتھاده وإدراكه. تأسيسا ،يجب أن يتنبه حملة المسؤولية إلى ان الجھاز التنفيذي ھو أداتھ م )أداة الدول ة( ف ي تنفي ذ البرن امج السياس ي وتحقيق الأھداف المعلنة في الانتخابات ،فنجاحھم مقرون بدرجة ومستوى كفاية الجھاز الأدائية ،فكلم ا حس ن البن اء ارتقت درجة الكفاية وارتقى مستواھا .وھذا يفرض الفصل بين الجھاز التنفيذي والبرلمان والحكومة .فھذه تخض ع للمحاصصة السياسية بحس ب م ا أفرزت ه نت ائج الانتخاب ات .ام ا الجھ از التنفي ذي فخ ط احم ر ،اقت راب السياس ة من ه يسبب انحرافه عن المسار العام ،فولاؤه للعراق ولا غير. وللحف اظ عل ى الجھ از التنفي ذي الحك ومي )المؤسس ي( لا ب د م ن تف ويض ص لاحيات الاختي ار والتعي ين إل ى جھ از محاي د إل ى أقص ى ح د )أي تقل يص ھ امش المحس وبية والمنس وبية( .وان لا يخض ع لإرادة السياس يين ،مث ل مجل س الخدمة العامة أو ھيئة الخدمة العامة أو ديوان الموظفين ...،ايا كانت المسميات ،فان دورھا واحد.
ثانيا :الفساد القانوني ُتسن القوانين لحماية حقوق الناس واستقامة مسار المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعي ة ،ل ذا فھ ي حال ة مثالي ة ،تحك م التص رفات وتوجھھ ا .غي ر ان المتتب ع للح ال الت ي عليھ ا بع ض الق وانين تج دھا تمث ل معالج ات خاص ة وليس ت معالجات للحاجات العامة للمجتمع أو تقوم على أساس سياسي ،أو ...وھنا يتجلى بوضوح دور الفس اد السياس ي ف ي التأثير في مجمل العملية التشريعية وتسخيرھا لخدمة البعض. وفي الآتي بيان ذلك: .١عشوائية في التشريع : يس تلزم استص دار التش ريعات ان تك ون مج ردة ومحكم ة الص ياغة موض وعية تع الج مس ائل اجتماعي ة عام ة .مم ا يف رض ان تع د م ن قب ل جھ ات ذات تخص ص ع ال ،مؤلف ة مم ن ش ھد لھ م ب التميز عب ر مس يرتھم التخصص ية والمھنية ،لھم إحاطة تامة بالأمور الفنية وما يخص مجال الق انون ،كم ا يفت رض ان يك ون التش ريع جامع ا مانع ا لا يقب ل التأوي ل والتفس ير ،زي ادة عل ى ذل ك تحقي ق العدال ة الاجتماعي ة .فعل ى س بيل الإش ارة :ص در ق انون روات ب الموظفين رق م ٢٢لس نة ٢٠٠٨ال ذي قس م الرات ب الش ھري إل ى أج زاء تتك ون م ن الرات ب الأس اس ومخصص ات الشھادة ،ومن المسلم به علميا وموضوعيا ان الراتب يتح دد عل ى أس اس الوظيف ة ومس توى أدائھ ا الن وعي والكم ي ودرجة المھارة والكفاية فضلا عن الظروف التي تؤدي بھا والمخاطر التي تنشأ عن مزاولتھ ا ،ولا علاق ة للش ھادة ب الأجر لكنھ ا تع د م ن مس تلزمات ش غل الوظيف ة وھ ي بالت الي خصيص ة م ن خص ائص ش اغل الوظيف ة ،لاب د م ن توافرھا فيه ليشغلھا ،وھي تمثل الحد الأدنى فضلا عن المؤھلات الأخرى التي تتطلبھا الوظيفة .وعليــه فأن تقسيم الراتب على وفق ھذه الصيغة لا يقره شرع ولا يرتض يه حك يم ،وھ و مس ألة لاش ك تنط وي عل ى أم ر م ا!! فأس س تحديد الراتب ھ و الوظيف ة وم ا يتطلب ه أداؤھ ا م ن ق درات بدني ة وعقلي ة ومھاري ة وم ا يح يط بھ ا م ن ظ روف وم ا يعترض شاغلھا من مخاطر. كذلك فإن العدالة تقتضي بأن يكون للوظيفة اج ر واح د مھم ا كان ت م ؤھلات ش اغلھا ،وھ ذا م ا ج رى علي ه ق انون الخدمة المدنية والملاك رقم ) (٢٤لسنة ١٩٦٠والتعديلات التي صدرت عليه. غير ان مراجعة الق انون ذا ال رقم ) (٢٢لس نة ،٢٠٠٨تظھ ر ان ه يمك ن ان يك ون للوظيف ة الواح دة أكث ر م ن اج ر. وتوضيحا لذلك يمكن إيراد المثال الافتراضي الآتي: فم ثلا ل و أخ دنا وظيف ة ف ي الدرج ة الخامس ة م ن الوظ ائف الت ي يج وز ش غلھا م ن قب ل حمل ة الش ھادة :الإعدادي ة، والدبلوم الفني ،والبكالوريوس ،والدبلوم العالي )أمده سنة( والماجستير وما يعادلھ ا ،وال دكتوراه فأن ه يمك ن لح ظ تباين الراتب الشھري في حالة شغلھا من قبل أفراد كل منھم يحمل مؤھلا مختلفا وكما مبين في الجدول: -ملاحظة :لم يشر القانون إلى عدم جواز ذلك ،فبعض الوظائف من الدرجة الخامسة وحتى الثالثة يجوز شغلھا من قبل من يحمل ھذه المؤھلات.
الراتب الشھري بالف دينار المخصصات الراتــب الأساس مؤھل شاغل الوظيفة ١ ٥٤٥٫٠٠٠ %٢٥ ٤٣٦٠٠٠ إعدادية ٢ ٥٨٨٫٦٠٠ %٣٥ = ٣ ٦٣٢٫٢٠٠ %٤٥ = دبلوم )معھد فني ،او( ٤ ٦٧٥٫٨٠٠ %٥٥ = بكالوريـــــوس ٥ ٧٦٣٫٠٠٠ %٧٥ = ٦ ٨٧٢٫٠٠٠ = دبلوم عالي )سنة بعد البكالوريوس( %١٠٠ ماجستير )او ما يعادلھا( دكتــــــــــــوراه ان ھذا لأمر عجاب .فھو يؤشر مخالفة لكل نواميس الكون الت ي ت رفض ذل ك رفض ا قاطع اً والمنط ق الس ليم .اذ ل و أراد المشرع ان يميز بين مستويات الشھادة لعالج الموضوع بطريقة سليمة ،فمثلا يح دد درج ات معين ة لحمل ة ك ل مستوى من التأھيل فيحدد الوظائف والدرجات ومستويات تأھيل شاغليھا أو يحدد وظ ائف معين ة لم ؤھلات معين ة، كذلك يضع حدودا لكل وظيفة لا يجوز ان تتجاوزھا مھما كان مستواھا الأدائي. فضلا عن ذلك تحدد وظائف لكل شھادة ولا يجوز ان تشغل بشھادة أدن ى .ان ف ي ذل ك تمي زا للوظ ائف وعدال ة لا يعترض عليھا معترض. اما تجزئة الراتب إلى ج زء أس اس ثاب ت وج زء يتغي ر بحس ب الش ھادة ف ذلك أم ر غي ر ج ائز ،الأم ر ال ذي يف رض إع ادة النظ ر ف ي ذل ك ،وإس ناده إل ى لج ان متخصص ة م ن ذوي الق درات والكفاي ات .ان ھ ذا مؤش ر عل ى ض عف الأجھزة القانونية التي عرض عليھا القانون وراجعته والتي أعدت ه والت ي راجعت ه وع دم إحاطتھ ا بالأس س الس ليمة والموضوعية لذلك. زيادة على ذل ك ل م يش فع ق انون الروات ب بج دول يتض من الوظ ائف وت درجاتھا )مس توياتھا( وأوص افھا ونس بة ك ل درجة في ملاك المؤسسة ،ومواصفات من يشغلھا. لقد ترك ھذا الأمر إلى كل دائرة تغير في الوظائف كيف تشاء ولمن تشاء لا تحدھا الا المسائل الشكلية وھ ذا يفس ر جھلاً بالعمل وعدم التزام بالأسس والقواعد السليمة والموضوعية لأن المناصب أضحت يشرف بھ ا م ن ل يس أھ لا لھا. تلخيص ا تض من الق انون معالج ات تنط وي عل ى مغالط ات كب رى ف لا يوج د ق انون عل ى الأرض يعتم د الم ؤھلات أساساً للأجر وانما أساساً لشغل الوظائف ،ولكن كل قوانين الكون المعروفة التي تھتم بالخدمة تعتمد الوظيفة أساساً للأجر وقديما قيل الأجر على قدر المشقة )الجھد(.. -يقصد بالمستوى الأدائي التدرج الأدائي لمھنة محددة والذي بتكامله يكتمل أداء المھن ة وھ ذه المس تويات ت ؤدي م ن خ لال تدرج يسند لكل مستوى منه مھمات تتناسب وقدرته وخبراته .مثلا كات ب ،م .ملاح ظ ،ملاح ظ ....،فك ل وظيف ة م ن ھ ذه الوظائف تعكس مستوى ادائياً محدداً للمھنة التي تنتمي اليھا .
وھنا لابد م ن الإيض اح ،ب أن أس س تحدي د الأج ور والروات ب ف ي الع الم تق وم عل ى احـ ـد أساس ين \" :موض وعي\" والذي يستند إلى الوظيفة أساسا لتحديد مقدار الأجر والآخر \"شخصي\" والذي يعتم د م ؤھلات الف رد أساس ا لتحدي د الأجر .وان اعتماد اي من الأساسين في تحديد الأجر صحيح لأن النتيجة يج ب ان تك ون واح دة ،اذ يج ب مطابق ة مواصفات الفرد والذي يترتب عليھا اجر محدد بحسب \" الأساس الشخصي\" والمواصفات المح ددة لش غل الوظيف ة والتي يترتب على شغلھا اجر محدد بحسب \" الأساس الموضوعي\" ،بمعنى ان الأجر واحد .غير ان الفھم الخ اطئ أو التطبيق الخاطئ )الفاسد( الذي يعكسه الواقع والتطبيق يظھ ر ان المس ؤول ق د غ ض الط رف ع ن المطابق ة ب ين مؤھلات الفرد وخصائص شاغل الوظيفة ،الأمر الذي نشأ عنه تباين الأج ور ب ين ش اغلي الوظيف ة الواح دة بحس ب تب اين م ؤھلاتھم .ان إمع ان النظ ر ف ي الق وانين الخاص ة بالروات ب والت ي أعقب ت ص دور الق انون الم ذكور يظھ ر المعالجات المرتجلة والتي تنطوي على جوانب سياسية ،وتظھر خللا في التشريع ،اذ يلحظ: مساواة حملة الشھادات بالراتب دون النظر إل ى الوظ ائف الت ي يمارس ونھا وطبيعتھ ا .لق د اعتم د المش رع ف ي ذل ك الفرد ومؤھلاته أساساً لتحديد الراتب الذي يستحقه ،ولا علاقة لوظيفته ومستواھا الأدائي في ذلك .وھذا يؤشر : إنتاجية أدنى للأجور - ارتفاع كلف غير مبرر ناجم عن ارتفاع الأجور - - محاولة الكسب السياسي - - عدم إلمام الجھات المسؤولة عن التشريع وأصوله ومتطلباته ،لا بل جھلھا بذلك استمرار النھج الذي كان سائداً قبل ٢٠٠٣/٤/٩وعده قاعدة أصولية . لقد ترتب على ذلك تب اين الرات ب المح دد للوظيف ة الواح دة )م درس ف ي التربي ة أو أي موظ ف ف ي أي دائ رة يحم ل مؤھلاً عالياً ( م ع تدريس ه يعم ل ف ي الجامع ة .ك ذلك يترت ب علي ه وكم ا أش ير فيم ا تق دم ان يك ون للوظيف ة الواح دة راتبان وھذا يتنافى مع مبدأ الأجر الواحد للوظيفة أي ان لا يكون للوظيف ة الواح دة أج ران بس بب اخ تلاف الش ھادة وھذه مسألة غير سليمة فالفرد مھما كانت مؤھلاته قد شغل ھذه الوظيفة مع علمه بمرتبھا. ان ھذه الحالة سوف تؤدي إلى: إھدار في المال العام - خلق حالة من التذمر والشعور بالإحباط لدى شاغلي الوظيفة بمؤھل أدنى - عدم ملاءمة ھياكل الوظائف في المؤسسات للوظائف الت ي يتطلبھ ا العم ل ،فض لا ع ن ع دم وج ود - ضوابط تحدد ذلك ،كذلك غياب المتابعة والمساءلة ،وان وجدت فالمسؤولون عنھا أش د أمي ة وأكث ر جھلا وھن ا لاب د م ن الق ول ب أن الق وانين بعام ة لا تس ن أو تص در لمعالج ة ح الات فردي ة وانم ا يج ب ان تص در لمعالج ة الحالات العامة .وان وجدت حالات اس تثنائية فتع الج بمعالج ات خاص ة تنتھ ي بانتھ اء ھ ذه الح الات ،وان لا تترت ب عليھا مخالفات لا يوافقھا قانون ولا يقرھا عرف ويرفضھا منطق سليم. - ان مدرسا في وزارة التربية يحمل مؤھلا جامعياً اولياً يتباين راتبه مع راتب مدرس آخر فيھا يحمل مؤھلا جامعيا عالياً )ماجستير فأعلى(.
-٢القفز على القوانين والتعليمات تصدر القوانين والأنظمة والتعليمات لتنظم مسار المجتم ع وتحم ي الحق وق ،اذ ان أي خ رق أو تج اوز لھ ا أو القف ز عليھا تترتب عليه اضرارا وكوارث اجتماعية قد لا تظھر آثارھا آنياً ولكن قد تخلق حالات تستمر ردح ا زمني ا ق د يط ول أحيان ا وق د لا ي زول نھائي ا .ك ذلك لا يج وز للمس ؤول التنفي ذي ان يجع ل م ن نفس ه طبيب اً يع الج مش كلات المجتمع لأنه مسئول عن أداء دور معين يحدده البرنامج الذي التزمت به الحكومة ،فالح الات الخاص ة والاس تثنائية يجب طرحھا على وكلاء المجتمع )ممثليه في البرلمان( وھم من يق رر ذل ك ،لأن اث ر ك ل ق رار ھ و أث ر اجتم اعي وليس اثراً فردياً .كما انه لا يلزم الجھاز الحكومي بتنفيذ كل أوامر وطلب ات المس ؤول ،فح دود المس ئول وس ماحاته التصرفية حددھا القانون ووضحتھا التعليمات )صلاحياته( اذ ان صلاحية تع ديل التعليم ات أو القف ز عليھ ا منوط ة بجھة التشريع والإصدار ،وان أي تعديل أو تغيي ر أو إلغ اء يج ب ان يع رض عل ى جھ ة التش ريع لإق راره ،ث م بع د ذلك يصبح نافذا اما الاستجابة السلبية لكل ما يصدر عن المسؤول الأعلى وتنفيذه ،فھ ذا أم ر لا يتماش ى م ع مب ادئ الديمقراطي ة ،وھ ذا يعك س جھ لا بالص لاحيات أو اس تخفافا بھ ا .فمس ؤولية الجھ از التنفي ذي ھ ي بح دود برن امج الحكومة الذي التزم بتنفيذه فلا يباح للمسؤول خرق التعليمات أو تعديلھا لمعالجة حالات استثنائية لكن ثقافة التغيي ر من قبل المسؤول والتصرفات غير المس ؤولة الت ي تص در م ن ال رئيس الأعل ى والت ي اعت اد عليھ ا جھ از الحكوم ة فرضت عليه الاستجابة التلقائية للتنفيذ بغض النظر عما تنطوي عليه من مخالفة قانونية .ان ھذا الأمر يؤشر جھلاً بالمسؤولية وبحدود التصرفات زيادة على ذلك ض عف الرقاب ة البرلماني ة عل ى أداء الدول ة ،أو ع دم ق درة البرلم ان على ذلك فضلا عن تغاضيه عنھم لأن ذلك يمثل مصلحة الأعضاء أو مصلحة حاشيتھم. ومن يراجع الأوامر والقرارات التي صدرت عن المسؤولين يجد انھا في كثير من الأحيان تشكل قفزاً فوق القوانين والأنظمة والتعليمات. -٣تقاطع القوانيـــن لقد نشأ عن الظاھرتين التي ناقشتھا الفقرت ان الس الفتان :ص دور تش ريعات تتن اقض ومنط ق الق انون ال ذي يج ب ان يجس د العدال ة ويحميھ ا .ف لا يج وز س ن الق وانين وتش ريعھا لمعالج ات فردي ة أو خاص ة .كم ا لا يج وز س ن ق وانين يتقاطع بعضھا مع بعضھا ،كما لا يصح إصدار قانون يشكل قفزاً على المنط ق والق انون ،زي ادة عل ى ذل ك لا يقب ل المنطق ان تع الج الق وانين ح الات مح دودة تح دث اض راراً غي ر مح دودة الأث ر ،فالاس تثناءات تع الج بالاس تثناءات المشروطة .كما انه لا يمكن للمعالجة الاستثنائية ان تستمر اذ يجب ان ت زول ب زوال الأس باب ،لا ان تش كل ذريع ة يستفيد منھا المبطلون. فمثلا قانون إعادة المفصولين السياسيين ،واحتساب مدة الفص ل السياس ي خدم ة لإغ راض ني ل الاس تحقاقات ،وھن ا يفت رض الانتب اه إل ى ان الوظيف ة اس تحقاق للق درات )ق درات فني ه ،مھني ة ،خب رة ،كفاي ة ،ج دارة (...نع م ان ھ ذا التش ريع رائ ع ج دا لأن ه ينط وي عل ى الإنص اف والع دل – نح ن لا نن اقش الأس باب ولكنن ا نن اقش م ا يترت ب عل ى التشريع – لقد اظھر التطبي ق المي داني وال ذي اعتم د ال زمن أساس اً لاحتس اب الاس تحقاق ال وظيفي وض ع المع ادين للخدمة ف ي وظ ائف بمس توى الوظ ائف الت ي يحتلھ ا اق رانھم م ن المس تمرين ف ي الخدم ة ،وھ ذا أم ر لا يقبل ه العق ل
ويرفضه الواقع فالوظيف ة خب رة وممارس ة مھني ة واس تحقاق للق درة لا لم دة الخدم ة ،وھن ا لاب د م ن الانتب اه إل ى ان المشرع أراد إعطاء ھؤلاء حقوقھم المالية وليس استحقاقھم الوظيفي فيما لو ك انوا مس تمرين ف ي الخدم ة ،لق د نج م ذلك عن سوء تفسير أو تقدير من طبق القانون ونفذه بحسب فھمه وتقديره .ان إصدار مثل ھكذا تشريع كان يفضل ان تستحدث لھم دوائ ر معين ة لا يمارس ون فيھ ا اي عم ل أو ان يس ند لھ م أعم ال تتناس ب وق دراتھم ،ولك ن لين الوا استحقاقاتھم المالية ،فھم وليدو ظ رف اس تثنائي .ل ذلك رأى المش رع تعويض ھم ،ول م ي رد ان يك ون تعويض ھم عل ى حساب العمل. وف ي الس ياق ذات ه ف إن الوظيف ة اس تحقاق ،والوظيف ة تب دأ م ن أدن ى س لم الوظ ائف حت ى ال درجات الخاص ة ،فھ ي وظائف تشكل خط السير الوظيفي يتدرج فيه الموظف بحسب استحقاق قدراته المھنية والمھارة والكفاية والخب رة ) المدة الزمنية( ،وھنا يلحظ بأن المشرع قد حدد الخبرة اللازمة لشغل كل وظيفة بالحد الأدنى الذي يجب ان يقض يه الف رد ف ي الوظيف ة الت ي ف ي الدرج ة الت ي قبلھ ا ف ي س لم الوظ ائف ،ليك ون م ؤھلا لنيلھ ا .وعلي ه لا يج وز ان يقف ز الموظف قفزاً صاروخياً ليصعد درجات السلم الوظيفي إل ى أعل ى درجات ه )م دير ع ام ،وكي ل وزارة ،مستش ار(... دونما ان يمر على السلم الوظيفي ويقضي المدد المحددة لكل درج ة ليرق ى إل ى الدرج ة الت ي تليھ ا لأن ك ل وظيف ة تطلب قدرات محددة .فالجھاز الوظيفي أساسه المھنية ،فالقدرة والمھ ارة تع دان ش رطاً جوھري اً ف ي تنفي ذ المھم ات المسندة إليه .لذا فھو يقوم على أساس الجدارة والمقدرة وليس على أس اس الاتج اه السياس ي والمحس وبية السياس ية، ولا رغبات المسؤول الأعلى وأھوائه. لقد شكل التعيين غير المستند إل ى الاش تراطات الموض وعية إح دى معض لات الجھ از الحك ومي ،ولع ل ف ي مقدم ة ذل ك ع دم مراع اة الش روط الموض وعية ف ي إس ناد المناص ب القيادي ة )م دير ع ام ف أعلى( ،اذ نظ ر إل ى المناص ب القيادي ة عل ى انھ ا مناص ب سياس ية – أي لا اعتب ار للخب رة )م دة الخدم ة( والج دارة – فج رى التعي ين ف ي ھ ذه المناص ب م ن م دة خدمت ه لا تتج اوز الس نة والس نتين ،أو ...أو ان يع ين مباش رة ف ي درج ة وظيفي ة م ن ال درجات الخاصة أو العليا في سلم الوظائف ) قد س مي ب ذلك لك ون الموظ ف يص عد في ه درج ة فدرج ة( .ف ي حيـ ـن ان ھ ذه الوظائف من ضمن ملاك الدولـة ،وان قانون الخدمة المدنية يح دد ش روط التعي ين فيھ ا أو إش غالھا ،اذ لاب د م ن ان يسلك الموظف سلم الوظائف من أول درجة وظيفية يستحقھا بموجب مؤھلاته ،وكذلك يحدد شروط الترقي ة وان لا يجوز ان يتجاوزھا أي موظف مھما كانت الأسباب ،عدا الأسباب المؤھلاتية. ان مراجعة القوانين والتطبيقات تظھر عجباً :فنج د تش ريعات تص در لتبري ر تص رف وظيف ي مع ين ،ك ذلك تص اغ القوانين لتكون ص ورة ع ن واق ع فرض ته ظ روف معين ة )أي ب دلا م ن ان يك ون التش ريع مثالي اً ،أض حى يس تجيب للواقع مھما كان ليجعله وجوداً شرعياً( .فبمراجع ة ق وانين ال وزارات يلح ظ فيھ ا ان أوص اف م ن يش غل المناص ب من درجة وكيل فنزولاً إلى المديرين العامين أوصافا خاصة ،ولا يجد ذكرا للدرج ة الوظيفي ة الت ي يج ب ان يك ون عليھا من يرشح لھ ذه الوظ ائف .دلال ة ذل ك عن د مراجع ة ق انون مجل س الخدم ة الاتحادي ة يلح ظ ان ه ح دد أوص اف المرش حين بم دة خدم ة تتناس ب بحس ب م ؤھلات المرش ح ) (١٥ -١٠س نوات فق ط أي م ابين حمل ة ش ھادة البكالوريوس وحتى الدكتوراه ،في حين ان الجدول الملحق بالقانون رقم ) (٢٢لس نة ٢٠٠٨يب ين ان اس تحقاق ھ ذه الوظيفة ھو مابين ) (٢٨ -٢٠سنة خدمة فعلية لحملة ھذه الم ؤھلات ،ول و ان ك رجع ت إل ى ق انون مجل س الخدم ة القديم )قانون ٢٤لسنة (١٩٦٠تجد انه قد حدد ضمن شروط التعيين ان لا تقل مدة خدمة المرش ح ع ن ) (٥خم س
سنوات وان يك ون موظف ا م ن درج ة لا تق ل ع ن الدرج ة الثاني ة م ن درج ات الخدم ة والم لاك وھ ذا ينطب ق عل ى معظم من عين بعد ٢٠٠٣/٤/٩بوظيفة مدير عام ،مستشار ،وكيل وزارة ،ومن بدرجتھم لق د أدى ھ ذا إل ى ت دني الق درات الأدائي ة للجھ از الحك ومي لكون ه جھ ازاً متخصص اً ف ي اداء مھم ات معين ة ،وھ ذا الجھ از يب دأ بوظيف ة وكي ل وزارة فن زولاً ،مم ا يف رض ان تك ون ھ ذه الوظ ائف تخصص ية ل ذلك فأنھ ا تق وم عل ى أساس مقدرة الشخص الأدائية ف ي اتج اه تنفي ذ مھمات ه وجدارت ه القائم ة عل ى الإلم ام الت ام بك ل م ا يتطلب ه أداء تل ك الوظيفة. لق د انعكس ت س لبيات ت دخل ت أثيرات السياس ة ف ي الجھ از الحك ومي وتحدي دا مس ألة المحاصص ة السياس ية ف ي التوظي ف ف ي ال درجات الخاص ة ،وت دخل ال وزارة بال ذات ف ي الش أن الفن ي لل وزارة ،ف ي قاع دة مقلوب ة فأص بحت القاعدة أقدر من القمة فبدلا من ان يأتي التوجيه المھني من الأعلى أصبح يص عد م ن الأس فل فقوي ت القاع دة بكاف ة سلبياتھا القدراتية والمعرفي ة عل ى القم ة فأنقل ب ب ذلك ھ رم القي ادة فأض حت القاع دة ھ ي القائ دة ،فھ ي تمل ي ص يغة القرار. ان ش روط ش غل الوظيف ة يج ب ان تك ون كامل ة ولا يج وز تجزيئھ ا لتبري ر التعي ين ف ي الوظ ائف المتقدم ة .فم ثلا اعتم اد ش رط الش ھادة وحس ب يع د الش رط الوحي د للتعي ين ف ي منص ب م ا أو أي ش رط مج زإ م ن ش روط ش غل الوظيفة .ان ھذه مسألة خطرة لأن أثرھا ينعكس تدھوراً في الأداء وھذا يدفع ثمنه الجميع وقد تستمر آثاره عقوداً. ثالثا :الفساد الإداري يعد الجھاز الإداري )الأدائي( للحكومة جھازاً مستقلاً محايداً ،لا علاقة له بالحاكم وھويته السياسية ،فھ و يعم ل كم ا تعمل خلايا النحل بانعزال تام عن مالكھا ،كذا يكون عمل الجھاز التنفيذي الحك ومي فھ و جھ از متخص ص لا ص لة له بالسياسة الا بتنفيذ البرنامج السياسي للحكومة. وعليه فأن مناقشة البحث للجھاز الإداري تقوم على الافتراضات الآتية : الأول -ان نظام الحكم ديمقراطي ،فھو بالتالي يلزم بتداول المسؤولية سلمياً. الثاني– ان للحكومة برنامجاً سياسياً تلتزم بتنفيذه لأنه السبب المباشر في توليھا المسؤولية. الثالث– استقلالية الجھاز الإداري )التنفيذي( عن الحكومة استقلالا تاماً. تأسيساً فأن تقويم ما جرى في العراق بعد ٢٠٠٣/٤/٩ھو أن جھاز الدولة قد انھار تماما – وان ھو أصلا ل م يك ن ھو أصلاً جھازا معافاً -الأمر الذي يفرض على الدولة لتوكيد جديتھا وصدقھا ان تقوم واقع الجھ از الإداري وتعي د بناءه على أسس ومعايير سليمة وأن تأخذ الأشياء بمضامينھا الحقيقية ،لا بمس مياتھا الظ اھرة الت ي لا تعك س حقيق ة الجھاز ،فجھاز الدولة جھاز مشلول تماماً دونما استثناء اذ أصبح يستند إلى المسمى دون المحتوى. -راجع قانون الخدمة المدنية ) (٢٤لسنة ١٩٦٠المعدل والقانون ) (٤لسنة ٢٠٠٩قانون مجلس الخدمة الاتحادي
ولضمان سلامة الجھاز التنفي ذي والمحافظ ة عل ى مس تواه الأدائ ي وتط ويره ،يج ب إيك ال أم ره إل ى جھ ة مركزي ة مستقلة ترتبط بأعلى سلطة ،تتولى مھمات تحديد ھيكل الدولة )الھيكل التنظيمي( وھيكل الوظائف )الملاك( وھيكل القوى العاملة ،فضلا ع ن التعي ين والترقي ة .فجھ از الدول ة جھ از مھن ي متخص ص ،ولا علاق ة ل ه بالسياس ة ،فھ و يعمل بأقصى إمكاناته دونما تمييز أو تحيز للحزب الذي يتولى المسؤولية ،فالتعامل م ن الحكوم ة يك ون م ن خ لال البرنامج السياسي ولما كانت ھذه الأحزاب غير مستقرة ف ي المس ؤولية ف أن ذل ك يوج ب ع دم خض وع ھ ذا الجھ از لإرادة الحزب الحاكم ،لأن ذلك سيجعل منه جھازاً غير مستقر. ان مثل ھكذا ثقافة تع د غي ر مألوف ة لم ن ي دعي ان ه يعم ل بالسياس ة أو م ن يمارس ھا ،فھ و لا يح س بوج وده الا م ن خلال إح داث تغيي رات ف ي جھ از الدول ة ال ذي ھ و مس ؤول في ه .لق د نش أت ثقاف ة الع املين ف ي السياس ة ف ي ظ ل م ا اعتادت عليه الأحزاب الشمولية من إحداث تغييرات في جھاز الدولة بخاصة في المراكز والمناصب القيادية ليؤمن ويضمن تطبيق أفكاره وما يتبن اه بش كل ت ام ،ل ذلك تج ده يس ند ھ ذه المناص ب لإتباع ه ض مانا لأمان ة تنفي ذ برامج ه، ولإحكام سيطرته بشكل تام على جميع مفاصل ھذا الجھاز. ان عكس ذلك على الساحة السياسية العراقية ،يظھر بأنھا قد عاشت حال ة تن اقض ،فنظ ام الحك م ديمقراط ي ي تم في ه ت داول المس ؤولية س لمياً ع ن طري ق الانتخ اب .وم ن ناحي ة أخ رى تج د ھ ذه الس احة تع ج بتع ابير غي ر مألوف ة ف ي قواميس ومعاجم السياسة ،ولعل من أھم ھذه التعابير وابرزھا واكثرھا غرابة ھو تعبي ر المحاصص ة السياس ية ،ف ي توزيع المناصب القيادية والدرجات الخاصة في جھاز الدولة والتي ھي استحقاق للموظ ف ال ذي اظھ ر تمي زا عالي اً ومستوى كفاية راقياً مع جدارته ونزاھته .وھذا ما يھم البح ث ف ي ھ ذه الفق رة فالمحاصص ة السياس ية عل ى مس توى المناصب السياسية تمثل حالة مشروعة في السياق السياسي أي على المناص ب السياس ية ،ام ا عل ى مس توى الجھ از الحكومي فھي مسألة خطرة تدفع باتجاه):(١٦ تسييس جھاز الدولة :وھذا ما ينجم عنه خدمة مصالح الجھ ة السياس ية الت ي ينتم ي إليھ ا م ن تس نم - منصب قيادي في الجھاز ،اذ سيكرس جھده في تجميع الأعوان والمساندين من مرجعيته السياسية، - - تقوية لدوره في الوزارة أو تنفيذاً لخطه يتبناھا حزبه. ض عف أداء جھ از الدول ة :وھ ي نتيج ة للمس ألة الس ابقة حي ث س يتدنى الأداء بس بب ض عف وع دم كفاية شاغلي ھذه المناصب ،وكذلك بسبب انشغال الجھاز في تنفيذ مطال ب كتلت ه أو حزب ه ،زي ادة على ذلك ان الاختيار لھذه المناصب لا يخضع لمعايير الجدارة والكفاية الأدائية والنزاھة . ع دم اس تقرار الجھ از الاداري اذ س يناله التغيي ر كلم ا تغي ر الح زب الح اكم ف ي ال دورة الانتخابي ة التالية ،وھكذا يستمر التغيير بعد كل دورة انتخابية . والسؤال الذي يفرض نفس ه ھ و :لم اذا المحاصص ة الوظيفي ة؟ ھ ل ھ ي امت داد أو تطبي ق لس نة النظ ام السياس ي ف ي إسناد المناصب العليا ،ام ھي مسألة أخرى؟ تأسيساً ،فان الأداء الحكومي لا يمكن عزوه إلى تدني الأداء السياسي فحسب -ولا ينصرف نظر القارئ إلى ان ھذا تبرير للأداء السياسي ودفاع عنه ،فلسنا ھنا نبرئ الساسة من إخفاقاتھم ،إذ يقع عليھم جزء كبير من ذلك ،فھ م اح د -١٦ سالم سليمان ،اداء الجھاز الحكومي في العراق )المرجع السابق( .ص ص )( ١٤١ -١٣٠
الأس باب ف ي ت دني الأداء المھن ي للجھ از الحك ومي ،حينم ا اق روا ض مناً مب دأ المحاصص ة ،وانزل وه إل ى الجھ از الحك ومي ،وال ذي يعن ي بص ورة غي ر مباش رة الرقاب ة السياس ية م ن قب ل م ن يتول ون المناص ب القيادي ة بحس ب الولاءات التي يحملھا أصحابھا .والذي يعك س جانب اً م ن الش ك والتحس ب ،الأم ر ال ذي ص رف معظ م وق ت ھ ؤلاء المحسوبين واھتمامھم إلى أداء مھمات لا تتصل مباشر ًة بأدائھم المھني ،مما جعل الجھات الناف ذة تس عى إل ى إيج اد مراكز لأتباعھا ،فأصبحت ترى أناساً يعملون ف ي مواق ع ھ م بعي دون عنھ ا .فكم ا لا يخف ى عل ى الجمي ع ان الجھ از الحكومي ھو جھاز متخصص بأداء مھم ات معين ة يب دأ بوكي ل ال وزارة فن زولاً ،الأم ر ال ذي يف رض ان تك ون ھ ذه الوظائف تخصصية ،لذلك فأن العمل فيھا يقوم على أساس مقدرة الش خص ف ي اتج اه تنفي ذ مھمت ه وجدارت ه القائم ة على الإلمام التام بكل ما يتطلبه أداء تلك الوظيفة .لقد انعكست سلبيات تدخل السياسة في الجھاز الحكومي ،وتحديدا مس الة المحاصص ة ف ي التوظي ف ل ذوي ال درجات الخاص ة ،وت دخل ال وزراء ف ي الش أن الفن ي لل وزارة ،ف ي قاع دة مقلوبة فأصبحت القاعدة اقدر م ن القم ة ،فب دلاً م ن ان ي أتي التوجي ه المھن ي م ن الأعل ى أص بح يص عد م ن الأس فل فقويت القاعدة بكافة سلبياتھا القدراتية والمعرفية على القمة فانقلب بذلك ھرم القيادة ،إذ أضحت القاع دة ھ ي القائ دة وھي التي تملي صيغة القرار. ومما زاد الطين بلة التعيين العشوائي في الوظائف والذي حصل بعد .٢٠٠٣/٤/٩لقد أسفر ذلك عن تعقيد ال روتين بسبب التيار المؤسسي لل دوائر وزي ادة حلق ات العم ل بس بب زي ادة ع دد الع املين وت دنى مس تواھم ،تلك ؤ ال وزارات والدوائر في انج از المع املات وتأخرھ ا ...،وانعك س ذل ك زي ادة ف ي نس بة الأج ور والروات ب ف ي الموازن ة العام ة بالنسبة إلى إجمالي الموازنة ،وكان ذلك على حساب البنود الأخرى فيھا. لقد جاء الفساد الذي يعاني منه البلد بسبب الخلل الذي تأسست عليه منظومة التشغيل في المؤسسات والتي قدمت الولاء والانتماء السياسي على الكفاءة والجدارة والنزاھة والشفافية .وقد يكون مقبولا جوازا الفساد على ھذا المستوى ،أو يمكن تجاوزه لضآلة أثره وخطره ،الا ان الفساد يزداد خطورة وتصعيدا كلما تقدمنا في سلم الوظائف والذي حطمت درجاته وكسرت اوتاده ،التي كان يرتقي إليھا .وعلى وفق معايير الكفاءة والجدارة والنزاھة والشفافية ،فأضحى يصعد الفرد من أسفل السلم إلى أعلاه بسرعة صاروخية أو انه يحط )كما يحط الغير( على الدرجة الوظيفية التي تحقق له شكليا نوعا من الھيمنة والسطوة )الوھمية( لانه سيضحى صريعاً من دون صغار الموظفين يوجھون سلوكه ويصوغون قراراته .وھنا تتجلى خطورة الموقف ويعظم أثره ،اذ ان القرارات ترتقي خطورة وأثرا كلما تقدم الفرد في الوظيفة )اذ يجب ان تسند الوظائف إلى الكفء والأجدر ،(..،فما ھو الموقف وحال من يشغل الوظائف المتقدمة ھم شخصيات فلكية استطاعت ان ترقى سلم الوظائف طفرا إلى أعلاه، فاستوعبت المراحل ووعتھا ،فالإدارة سھلة جدا ،والقرارات ليس سوى نعم أو كلا ،وما إدراك ما بعدھما. ولعل ذلك ،ناشئ عن كون من يعملون بالسياسة ھم حديثو عھد أو ربما لا يدركون من السياسة سوى السيطرة على مفاتيح الإدارة ،متغافلين ان من يرمي إلى النجاح والاستمرار عليه ان يبني جھازا تنفيذيا كفوءا أداؤه تؤطره الشفافية وتسوده النزاھة وتحكم شغله الكفاءة والجدارة. لقد كان السبب المباشر كما يعتقده البعض ھو المحاصصة السياسية ،والتي تقضي بتقاسم الوظائف كل بحسب حصته النسبية والتي تفرضھا القاعدة البرلمانية التي يرتكز عليھا.
وھنا يجب ان لا نغفل ان أي سياسي فردا أو حزبا أو كتلة مسعاه الخير ،وانه عندما يبغي السيطرة على الجھاز التنفيذي فھو لضمان استمرار الخير وصيانته ،ولكن جھده بحسب اجتھاده. لذلك ،يجب تنبيه أصحاب السلطة بان الجھاز التنفيذ ھو أداة الدولة في تنفيذ برامجھا وتحقيق أھدافھا الانتخابية، فنجاحھا مقرون بدرجة ومستوى كفاءة الجھاز الاداتية ،فكلما حسن البناء ارتقت درجة الكفاءة ومستواھا .وھذا يفرض الفصل بين الجھاز التنفيذي والبرلمان والحكومة التي تخضع للمحاصصة السياسية بحسب ما أفرزته نتائج الانتخابات .اما الجھاز التنفيذي فخط احمر يجب ان لا تقترب منه السياسة ،فھو يدين بالولاء للعراق كدولة ،ولا غيره. ان اعتماد مبدأ المحاصصة السياسية في المناصب السيادية )العليا والخاصة( في الجھاز التنفيذي سيترتب عليه: -جھاز معتل بسبب اختلال أسس بناءه البعيدة عن الكفاءة والجدارة والنزاھة واللاتبعية السياسية والانتمائية، -جھاز غير مستقر ،اذ سيتبدل كلما تغيرت الموازنة السياسية. من ھنا ،يلحظ كيف يولد الفساد فسادا ،فالفساد حلقة مفرغة تستمر بالدوران حول نفسھا. وتأسيساً فقد اتضح دور الأداء السياسي في التأثير في تدني وفساد أداء الجھاز الحكومي ،والذي جاء بس بب إق رار مبدأ المحاصصة والمحسوبية السياسية. و عليه،يكون البحث قد اثبت صحة الفرضية التي تبناھا. خاتمـــة : للوقوف على أسباب التدھور الحاصل في الجھاز الحكومي في العراق ،فان مما يفرضه المقال ومنطق العدل والإنصاف ،ان التغيير بعامة يحصل في الدول على مستوى القيادات السياسية وحسب ،لذلك فأن الجھاز الحكومي ،والذي ھو أداة الدولة في تنفيذ البرامج السياسية وتطبيق المضامين العملية لھا ،لا يتغير بتغير النظام السياسي وعليه لا تجد الدول حرجاً في مستوى الأداء وعلى كافة المستويات التنفيذية عند تغير حكوماتھا ،ذلك ان الجھاز التنفيذي لا يمسه التغيير ،إذ ان ھذا الجھاز أساسه المھنية والمھارة في تنفيذ المھمات .فھو يقوم على أساس الجدارة والمقدرة ،وليس على أساس الاتجاه السياسي والمحسوبية السياسية .وھذا ما لم يحدث؛ كما بينا. فضلاً عن ما تقدم فأن نظام الحكم في العراق وكما جاء في الدستور يتم تداوله ديمقراطياً .اي عن طريق الانتخاب وھذا ما يفرض ان تكون علاقة الحزب الذي يفوز في الانتخاب مع الدولة تكون من خلال تنفيذ البرنامج
السياسي الذي تعاقد عليه مع الشعب على أساس ان طرح البرنامج بمثابة الإيجاب فيما يتصل بالحزب وان الانتخاب ھو بمثابة القبول بالنسبة للناخبين و عليه فأن الفوز يخلق التزاماً وعلى الحزب السعي لتنفيذه من خلال جھاز الدولة التنفيذي .إلا ان جھاز الحكومة والذي ھو أداة الدولة في تحقيق برنامج الحكومة السياسي ،ھو جھاز مھني ولا علاقة له بالسياسة ،إذ ھو يعمل بأقصى إمكاناته دونما تمييز بين الأحزاب ايھا يحكم ،لذا فلا يجوز ان يخضع إلى المحاصصة السياسية وإنما تبقى المحاصصة السياسية على مستوى الوزراء والمناصب السياسية فحسب .بخلاف ذلك ما يحصل عند تولي الأحزاب الشمولية لقيادة بلد ما ،فھي تسعى إلى التغيير الشامل ،والذي يستلزم إحداث تغيير في الجھاز الحكومي بما يتلاءم مع متطلبات الحزب المسيطر على مقاليد الحكم ،ليؤمن ويضمن تطبيق أفكاره وعقيدته تطبيقاً تاماً ،لذلك نجده يجد في إسناد المناصب القيادية لاتباعه ضماناً لأمانة تنفيذ برامجه في التغيير الشامل .وإذا ما عكسنا ذلك على الساحة السياسية العراقية نجدھا قد عاشت حالة تناقض ،فھي من ناحية ديمقراطية تسعى إلى التداول السلمي للسلطة بالانتخاب ،ومن ناحية أخرى نجدھا تطرح تعبيراً غير مألوف في قواميس ومعاجم وموسوعات السياسة ھو المحاصصة السياسية في توزيع المناصب القيادية في جھاز الدولة ،فالمحاصصة السياسية على مستوى المناصب السياسية تمثل حالة شرعية للسياق السياسي ،اما على مستوى المناصب القيادية في الجھاز الحكومي فھي مسألة خطرة:(١٧) . -٧الاستنتاجات والمقترحات أ -الاستنتاجات ورد في ثنايا الدراسة ما أشرته وما أفرزته من استنتاجات ولعل في تبريز اھمھا في خاتمة الدراسة توكيداً وتركيزاً .ومن ھذه الاستنتاجات : -١جھل المجتمع بالانتخابات والاسس التي تقوم عليھا مما حدا به الى الانتخابات على أسس ذاتية وليست موضوعية. -٢ليست ھناك اھداف واضحة للحكومة تسعى الى تحقيقھا وذلك بسبب غياب البرنامج الانتخابي ،الامر الذي يجعل من التقويم امراً صعباً . -٣جھاز تنفيذي ضعيف يزداد وھناً على وھن بسبب تسييس قرارات التعيين واشغال المناصب القيادية على اسس ذاتية بعيداً عن المعايير الموضوعية والذي افرزه اعتماد مبدأ المحاصصة السياسية بغض النظر عن الجدارة والكفاية ،و ... -٤الاختيار للمناصب يخضع لأھواء واملاءات المسؤول عن الترشيح وكأن الامر متروك لارادته دونما اھتمام بالاستحقاقات عبر المسار الوظيفي للمرشح والذي يجب ان يتم على اساس الافضل . -٥غياب المعايير الموضوعية التي تحكم الخدمة العامة وضوابط الانتقال عبر درجاته )الترقية( وخضوعھا لارادة السياسي . -٦عدم وجود جھة مركزية مسؤولة عن التعيين والاختيار للمناصب القيادية و كونھا تمثل وظائف في سلم الوظائف ،جعل الاختيار يخضع لارادة المسؤول عن الترشيح . -٧نجم عما تقدم جھاز ادائي ضعيف لايستطيع النھوض بالمھمات المطلوبة منه . -٨ضعف ثقافة المؤسسات . -١٧د.سالم سليمان :أداء الجھاز الحكومي في العراق لعام .٢٠٠٨المرجع السابق .ص ص . ١٣٣
-٩غياب العقلية المؤسساتية )الموضوعية( وعدم امكانية الفصل بينھا وبين العقلية الذاتية \\. ب -المقترحات توصل البحث اعتقاداً إلى اعتماد مقترحات ذات دلالات تقود إلى حل ومعالجة لمك امن الخل ل والعج ز ولمظ اھر الفساد في الجھاز ،وأھم تلك المقترحات ذات الصلة ،والمتعلقة بالفساد في الجھاز الحكومي حصرا ھي الآتي: الاس تعانة بخب راء دولي ين ،م ن منظم ة العم ل الدولي ة ،وك ذلك المنظم ة العربي ة للتنمي ة الإداري ة ،ي ردفھم .١ فريق عراقي )من الذين ت دربوا ف ي المرك ز الق ومي للاستش ارات والتط وير الإداري ،ال ذين ش اركوا ف ي .٢ ال دورات الأس اس للتنظ يم والأس اليب والتنظ يم والإنتاجي ة ،وك ذلك م ن ال ذين أرس لھم المرك ز الم ذكور .٣ للتدريب خ ارج الع راق( لدراس ة واق ع الجھ از الحك ومي وإع ادة تنظيم ه عل ى وف ق أس س علمي ة س ليمة، أھدافاً وإجراءات ووظائف وھياك ل تنظيمي ة وم وارد بش رية؛ اي تحدي د الأھ داف لك ل وزارة ن زولاً إل ى أدنى تشكيل .فضلاً عن تحديد الأنشطة وإزال ة الت داخلات فيم ا ب ين أھ داف ال وزارات ودراس ة إج راءات العمل وتبسيطھا اختزالاً للروتين وتقليص الزمن اللازم للانجاز ،والوظائف وتحديدھا وتوصيفھا وتحدي د شروط إشغالھا، استحداث وزارة للتنمية الإدارية تتولى عمليات التنظيم وإع ادة التنظ يم ،وتبس يط إج راءات العم ل ،تحدي د الوظائف وتوصيفھا ،وتخطيط التدريب وإعادة توزيع الموارد البشرية ،وبم ا يض من تحقي ق أقص ى إف ادة ممكنة .يقابله استحداث أقسام للتنظيم والأساليب الإنتاجية في دوائر الدولة الخدمي ة والإنتاجي ة )الس لعية(، تتولى عمليات التنظيم وإعادة التنظيم في المرحلة التي تلي الخطوة السابقة وتبسيط إج راء العم ل )تبس يط العمليات( وتحديد وتوصيف الوظائف ،وتخطيط القوى العاملة ...ھذه الأقس ام تعم ل بأش راف مباش ر م ن الجھة المركزية )ديوان الخدمة العامة ،...أو وزارة التنمية الإدارية( ، اس تحداث تش كيل بمس توى وزارة ،يرأس ھا ش خص بدرج ة وزي ر ،يك ون مس ؤولا ع ن متابع ة ش ؤون الوظيفة العامة ،من حيث التعيين ،والترشيح للمناصب العليا ومن خلال دراسة مساره الموظ ف ال وظيفي )ملفات ه الشخص ية( تحقيق اً لمب دأ الكفاي ة والج دارة وتك افؤ الف رص ،ض ماناً لكفاي ة أداء الجھ از الحك ومي وفاعليته .ولم تشر التوصية إلى الترقية ،وانما أشارت إلى التعيين وحسب ،حيث ان ش غل اي وظيف ة ف ي سلم الوظائف تعني تعيناً جدي داً ،إذ يج ب الإع لان عنھ ا عن د ش غورھا وع ن ش روط إش غالھا ،وان يك ون التعي ين فيھ ا متاح اً لك ل الع املين المس تحقين ف ي جھ از الدول ة بعام ة .وم ن حقھ م التن افس عليھ ا .وان لا يقتص ر التعي ين عل ى الع املين ف ي ال وزارة أو ال دائرة ،انم ا ان يعتم د تك افؤ الف رص والج دارة والمھ ارة المھني ة أو الكفاي ة ف ي التعي ين ،لل درجات الخاص ة .وف ي اض عف الح الات ،لاب د م ن وج ود جھ از مھن ي مرك زي محاي د يت ولى ترش يح الأش خاص للمناص ب جميع اً )والت ي تق ع ض من م لاك الدول ة( إل ى جھ ة إصدار أمر التعيين بحسب مستوى الدرجة الوظيفية )أمر وزاري ،أمر ديواني ،مرسوم جمھ وري( .وان يكون الترشيح لشخص واحد على ان يكون أكثر المرشحين استحقاقاً على أساس الجدارة والكفاية الأدائية المھنية والحيادية العالية .وان وجود جھة إصدار الأمر لا يعني إخضاع الاختيار إلى تلك الجھ ة )وزي ر، مجلس وزراء ،رئاسة الجمھورية( وانما ھي مسألة اعتباري ة لمس توى الوظيف ة ودرجتھ ا وحس ب .وعل ى ان يكون ھذا الترشيح قائماً على سيرة الموظف وتق ارير الكف اءة الس نوية ،وخبرت ه الوظيفي ة ،والمع ارف التي يمتلكھا ومستوى تأھيله وقدراته الأخرى .فضلاً عن ذلك يتولى ھذا الجھاز مھم ة الاختي ار والتعي ين ف ي الوظ ائف الحكومي ة جميع اً ،وھ ذا م ا معم ول ب ه ف ي معظ م دول الع الم س واء المتق دم ف ي النم و منھ ا والمتأخر في النمو وتحت مسميات عدة )ديوان الموظفين العموميين ،ديوان الخدمة العامة .(...وكما ك ان
في العراق تحت اسم مجلس الخدمة ،والذي يت ولى مھم ات التعي ين والترقي ة والاختي ار للوظ ائف جميع اً، بما فيھا المناصب القيادية ،وذلك ضماناً لحيادية التعيين وبعيدا عن الضغوطات ، .٤الابتع اد ع ن مب دأ المحاصص ة السياس ية ف ي الجھ از الحك ومي ،ب ل والض رورة تقتض ي اس تقلال الجھ از الحكومي في أداءه عن الاتجاھات السياسية ،لا ان يكون خاضعا لھا .لما في ذلك ،أي خ لاف الأم ور ف ي أعلاه ،من :عدم حيادية الجھاز الحكومي القائم على الولاءات السياسية ،واي تس ييس للجھ از )الحك ومي( سيخدم مصالح الجھة التي ينتمي إليھا الفرد .ان ھذا الأسلوب يتوافق مع الأحزاب الشمولية والت ي تس عى لإحداث تغيرات شاملة ،فھي تتجه إلى فرض الس يطرة عل ى جمي ع مفاص ل الجھ از ،وبم ا يخ دم أھ دافھا، وم ن نتائج ه ع دم اس تقرار الجھ از الحك ومي ف ي جان ب الوظ ائف القيادي ة إذ س وف يتغي ر تبع ا ن وع المحاصص ة السياس ية وتبع اً لك ل تغيي ر سياس ي وال ذي يعق ب الانتخاب ات ،وبالت الي ت دني مس توى أداء الجھاز الحكومي نوعاً ما لعدم اعتماد الكفاية والجدارة في إشغال المناصب الحكومية فضلاً عن الاس تياء وعدم الرضا الذي ينجم عن ذلك بسبب عدم تكافؤ الفرص في إشغال المناصب .ومھما يكن م ن أم ر ف أن الاتجاه لبناء جھاز دولة بشكل يتمتع بالمتانة والرصانة العملي ة والكفاي ة الأدائي ة ،يج ب ان ي ُّق وم الاختي ار للمناص ب القيادي ة ف ي الجھ از الحك ومي عل ى أس اس المھني ة العالي ة والمھ ارة والج دارة والاس تحقاق والحيادية الأدائية .اي ان يكون الجھاز تنفيذياً فحسب بعيداً عن التوجھات السياسية لم ن يحك م .ل ذلك ف أن مبدأ المحاصصة وال ذي يحص ل عن دما تك ون الحكوم ة توافقي ة يج ب ان لا يم س الجھ از الحك ومي ،وان يبقى الجھاز الحكومي جھازاً له قدسيته ،إذ بصحته وسلامته تستقيم الدولة ،وبسقمه واعتلاله تعت ل الدول ة ويختل النظام ، .٥ ضرورة الفصل ب ين دور السياس ي )ال وزير( ودور المھن ي و )التنفي ذي( .فض لاً ع ن تحدي د مھم ات ك ل منھم على مستوى الوزارة ،اي تحديد مھمات الوزير والتي لا تتجاوز دوره السياسي في ال وزارة ،وع دم التماس مع القض ايا المھني ة .بمعن ى آخ ر الفص ل ب ين الجان ب السياس ي والجان ب المھن ي ف ي ك ل وزارة، ضماناً لحياده الجھاز التنفيذي وكفاية أداءه .ولا يجوز للوزير ان يت دخل ف ي أم ور ال وزارة ذات الطبيع ة الفنية والإدارية ،وانما يختص بالجانب السياسي بالبرن امج ال ذي تتبن اه الحكوم ة ،اي ا كان ت الأم ور الفني ة فھي من اختصاص الوكيل فنزولا .وفي حالة تشكيل حكومة توافقية أو حكومة مشاركة ..،في ھذه الحال ة التي يوجد فيھا تباين في البرامج للقوى والجھات المش ّكلة للحكومة ،في مث ل ھ ذه الحال ة عل ى تل ك الق وى والجھات التوافق على برنامج سياسي واح د ،يل زم ال وزراء بتنفي ذ ھ ذا البرن امج فحس ب ك لا باختص اص وزارته ، .٦إعادة النظر بواقع العمل ف ي مؤسس ات الدول ة ،وتحدي د الف ائض والعج ز الكم ي والن وعي ومحاول ة خل ق توازن في أجھزة الدولة ،مع إيجاد ف رص عم ل للع اطلين لا ان يج ري تعيي نھم بم ا يش يع ظ اھرة البطال ة المقنع ة .وع دم التوس ع ف ي التعي ين يتطل ب أولا تھيئ ة ف رص عم ل ف ي إط ار القط اع الخ اص أو إنش اء صناديق للتكافل الاجتماعية لمن لديھم وظيفة ويلجأون لتغيير أعمالھم طمعا بالأجر الزائد ،وف ي الح التين ضمان دخل محدد يتناسب ومستويات حد الفقر أو الحد الأدنى الذي توصي به وزارة التخطيط لمستويات المعيشة الإنسانية الكريمة . .٧ضرورة اعادة النظر بالقوانين التي تنظم الخدمة العام ة والم لاك وتق ديمھا وتع ديلھا م ن قب ل لج ان عالي ة التخصص ذات خبرة وتأھيل عا ٍل مع الاستعانة بخبراء عالميين في مجال الخدمة والملاك . .٨ اس تحداث دائ رة لتش غيل المفص ولين سياس ياً وتع ديل روات بھم ،دونم ا اقح امھم ف ي وظ ائف لاتتناس ب ومؤھلاتھم )خبراتھم ،قدراتھم ( ...، -٩ضرورة اعادة النظ ر ب القوانين والانظم ة والتعليم ات الص ادرة الت ي ت نظم ش ؤون الوظيف ة العام ة والغاء كافة التناقضات والتقاطعات وتحديد شروط ومواصفات اشغال كل وظيفة في م لاك الدول ة م ن ادن ى الس لم ال وظيفي وحت ى الدرج ة الخاص ة ) ،وكي ل وزارة وم ا يعادلھ ا( وذل ك م ن خ لال لجن ة متخصصة مھنية ذات خبرة في مجال الوظيفة العامة ،وليس من الأكاديميين.
-١٠اعتماد اس س علمي ة س ليمة لش غل المناص ب و الوظ ائف القيادي ة بم ا يض من اختي ار الافض ل و اشاعة مبدأ تكافؤ الف رص للجمي ع ،ومب دأ الج دارة و الكفاي ة و الخب رة المھني ة و الاس تحقاق ال وظيفي فضلا عن النزاھة . -١١ضرورة تقويم العاملين في المناصب الوظيفية من أدنى وظيف ة ال ى أعل ى وظيف ة ف ي س لم م لاك الدولة ) حت ى ال درجات الخاص ة ( ونق ل ك ل م ن ل م تثب ت ص لاحيته لش غلھا وفق ا للمع ايير الس ليمة و الاسس الموضوعية و الخبرة المھنية و الجدارة و النزاھة . -١٢تغليب المصالح العامة الوطنية على المصالح الجزئية الضيقة ) الح زب ،الجماع ة (...و اعتم اد الولاء الوطني بديلا عن الولاءات الحزبية الضيقة . قائمة المراجع الدوريات الصادرة باللغة العربية: .١تقرير السفارة الأمريكية في بغداد عن فساد الحكومة العراقية .المستقبل العربي .ع.٢٠٠٧/٣٤٥/ .٢جلال عبدﷲ معوض ،الفساد السياسي في الدول النامية ،مجلة الدراسات العربية العدد ١٩٨٧/٤ص ص ٢٦ -١٥ . .٣د.جون د .سوليفان ،و الكسندر شكولنكوف :مكافحة الفساد ،منظورات وحلول القطاع الخاص) .واشنطن .مركز المشروعات الدولية الخاصة.(٢٠٠٦ . .٤د.فيريل ھيدي :الإدارة العامة ،منظور مقارن .ترجمة د .محمد قاسم القريوتي .عمان١٩٨٦ . .٥سالم سليمان ،د.خضر عباس عطوان ،د.إسراء علاء الدين :أداء الحكومة العراقية عام .٢٠٠٩التقرير الاستراتيجي العراقي السنوي لعام ) .٢٠٠٩بابل .مركز حمورابي للدراسات.(٢٠٠٩ . .٦سالم سليمان:أداء الجھاز الحكومي في العراق لعام .٢٠٠٨التقرير الاستراتيجي العراقي لعام ) .٢٠٠٨بابل. مركز حمورابي للدراسات.(٢٠٠٨ . .٧سه روه ر محمد عبد ﷲ : ٢٠٠٧ ،الفساد واداء النظام السياسي في الدول النامية .رسالة ماجستير .كلية العلوم السياسية/جامعة النھرين .٢٠٠٨ .ص ص )١٦-١٥غير منشور(. .٨كشف المصالح المالية .ھيئة النزاھة.٢٠٠٨ /١٠ /١٩ . ُ .٩ينظر في تلك المكونات وكيفية استخدامھا مثلا،خلدون حسن النقيب:الخليج إلى أين؟ في علي محافظة وآخرين:العرب وجوارھم) .بيروت .مركز دراسات الوحدة العربية .(٢٠٠٠ .ص ص .٣٨-٣٦ مقالات صادرة باللغة العربية: .١إصلاح الإدارة الحكومية .برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. http://www.undp.org/governance/public.htm .٢الفساد السياسي .الموسوعة الحرة -ويكيبيديا http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=action=edit§ion=9 .٣بحر العلوم :مليار دولار الفساد في قطاع المشتقات .صحيفة الزمان .العدد .٢٠٠٦ /٥/٢ .٢٣٨٩ www.azzaman.com/azzaman/articles/2006/05/05-02/801.htm .٤تقرير الشفافية الدولية ،العراق أكثر الدول العربية فسادا .موقع صوت الوطن.٢٠٠٤ /١٠/ ٢٢ . http//:www.alwatanvoice.com/articles.php?go=articles&id=32656
.٥تقرير ،التجارة الحرة http//:iraqiamericancci.org/newiacci .٦تقرير،الفساد الإداري .مركز أبحاث الكويت .٢٥ http://kuwait25.com/ab7ath/view.php?tales_id=985 .٧حسن طبرة :الفساد ،سرطان يھدد مؤسساتنا التعليمية .موقع جريدة البينة ٢٢ .أيلول .٢٠٠٧ http://www.al-bayyna.com/modules.php?name=News&file=article&sid=13558 .٨راجي العوادي :ظاھرة الفساد الإداري في العراق أسبابھا وطرق معالجتھا .مؤسسة شفق.٢٠٠٨ /٥ /٢٦ . http://www.shafaaq.com .٩قياس الأداء الحكومي http://www.mepp.gov.sa/home .١٠ناصر الأغا:الترھل والفساد الإداري بمؤسسات الدولة .موقع إدارة الموارد البشرية العربية.٢٠٠٦ /١٠/٧. h p://www.arabhrm.com/modules/news/ar cle.php?storyid=66 .١١ياسر خالد بركات الوائلي :الفساد الإداري ..مفھومه ومظاھره وأسبابه :مع أشارة إلى تجربة العراق في الفساد. مجلة النبأ .العدد .٨٠كانون الثاني .٢٠٠٦ http://www.annabaa.org/list/send/share.htm
أموال العراق إلى أين؟ د .ھداب فالح الكبيسي استاذة العلاقات الاقتصادية الدولية المقدمة العراق بلد غني بموارده الاقتصادية وثروته النفطية ومنذ انھيار الھيكل التنظيمي للدولة في نيسان ٢٠٠٣وھو يرزح تحت الاحتلال ،وبحاجة إلى صيانة وتطوير ماله العام إلا انه قد تعرض للنھب والسلب الحكومي كشكل من أشكال الفساد الاقتصادي من خلال ما يتعرض له يوميا من أساليب غير مشروعة في إحالة العقود والصفقات التجارية وان سوء إدارة الاقتصاد العراقي واستفحال الفساد بأشكاله المالي والإداري والاقتصادي كانا سبيلين في فشل برامج إعادة أعمار العراق ونشر الديمقراطية المزعومة ،فالتغيير الذي حصل في العراق عام ٢٠٠٣ادى الى ان يعج البلد بالأموال وفرص الفساد في مشروعات إعمار ھائلة ومليارات الدولارات التي تأتي من إيراداته النفطية ،بالاضافة الى المؤسسات الحكومية الوليدة التي لا تخضع لإشراف ُيذكر.
لقد ساعدت على ذلك مجموعة عوامل ادت الى زيادة حالات الفساد ،منھا انھيار المنظومة القيمية والاجتماعي ة ف ي العراق فبعد سقوط النظام وحالة الفوضى التي عمت البلاد و اثرت بشكل س لبي ف ي بناھ ا التحتي ة ،وغي اب الق انون حفز الذين لديھم استعداد روحي للتوغل ف ي الفساد،بالاض افةالى ع دم نض وج المؤسس ات الديمقراطي ة اوالدس تورية التي تأخذ على عاتقھا مبدأ الفصل بين السلطات وتمارس دور الرقابة الشعبية على اداء الس لطات ،وغي اب الاع لام كسلطة مستقلة ومنضبطة ومسؤولة لتواكب ح الات الفس اد وتس لط الاض واء عليھ ا ،وم ن جھ ة اخ رى ع دم وج ود مؤسسات مجتمع مدني كفوءة ونشطة في ھذا المجال كي تضع حداً لحالات الفساد. كل ھذه العوامل ساھمت في ايجاد مناخ وملاذ آمن للمفسدين في مرافق ومؤسسات الدولة العراقية. وھك ذا ب ات الفس اد الم الي والإداري ينخ ر ف ي جس د المؤسس ات العراقي ة ب اعتراف الحكوم ة العراقي ة ومس ؤوليھا مشفوعا بتقارير محلية ودولية . لقد اكدت احد الجھ ات المس ؤولة عل ى متابع ة ح الات الفس اد المستش ري ف ي مراف ق الدول ة الا وھ ي لجن ة النزاھ ة العراقية على أن الفساد يمثل التحدي الاول الذي يق ف ف ي وج ه بن اء المؤسس ات وإع ادة إعم ار و تنفي ذ مش روعات التنمية. كما تشيرقاعدة الكف اءة الاقتص ادية الت ي تض من الاس تخدام الامث ل للم وارد الاقتص اية ال ى انھ ا تمث ل ج وھر اھتم ام نظرية الاقتصاد السياسي للفساد وكما ھ و معل وم ان الفس اد الاقتص ادي يق وض مب دأ قواع د الحك م الرش يد وي نعكس سلبا على النمو الاقتصادي ومجمل أبعاد التنمية الاقتصادية والاجتماعية . واخيرا فأن عدم ضمان ح د أدن ى م ن النزاھ ة والح د م ن التلاع ب واللج وء ال ى الض غط السياس ي ادى ال ى ابع اد كثير من قضايا الفساد للراي العام وھكذا تغيرت مخرجات التحديات في ع دم مقاض اة ھ ؤلاء المفس دين ك رد جمي ل لانتمائھم لھذه او تلك من النخب السياسية. -١تعريف الفساد الفس اد الاقتص ادي مص طلح يش ير إل ى ح الات انتھ اك وانح راف مب دأ النزاھ ة ف ي أداء الوظ ائف العام ة م ن خ لال الرشوة والمحاباة وھو إساءة لاستعمال السلطة العامة ،وعندما يرتبط بالإنسان
فيعني انعدام الضمير وضعف الوازع الديني بما يجعل من نفسه بيئة صالحة لنمو الفساد. وتشير أطروحات صندوق النقد الدوليIMF ان الفساد بمعناه الواسع والضيق ينمو من خلال-: .١الحصول على تسھيلات خدمية تتوزع على شكل معلومات أو تراخيص. .٢قبض الرشوة مقابل خدمة اعتيادية بسيطة أي عندما يقدم موظف بقبول أوطلب )رشوة( لتسھيل عقد و إجراء طرح لمناقصة عامة على سبيل المثال. كما يمكن للفساد ان يحدث عن طريق استغلال الوظيفة العام ة م ن دون اللج وء ال ى الرش وة وذل ك بتعي ين الاق ارب ضمن منطق )المحسوبية والمنسوبية( Nepotism and cronyism أو سرقة أموال الدولة مباشرة. .٢انواع الفساد أ -الفساد السياسي .اساءة استخدام السلطة العامة )الحكومة( من قبل النخب الحاكمة لاھداف غي ر مش روعة كالرش وة Briberyوالابت زاز Graftوالمحس وبية Nepotismوالاخ تلاس Embezzlementوالمحاب اة.Favoritism ب -الفساد المالي .يشمل مجمل الانحرافات المالية ومخالفة القواعد والاحكام المالية التي تنظم سير العمل الاداري والمالي في الدولة ومؤسساتھا. ج -الفساد الإداري .يتعلق بمظاھر الفساد والانحرافات الادارية والوظيفية او التنظيمية ضمن منظومة التشريعات والقوانين والضوابط ومنظومة القيم الفردية.
د.الفساد الدولي .ھذا النوع من الفساد يأخذ م دى واس عاً عالمي ا يعب ر ح دود ال دول وحت ى الق ارات ض من م ا يطل ق علي ه )بالعولم ة( بف تح الح دود والمع ابر ب ين ال بلاد وتح ت مظل ة ونظ ام الاقتص اد الح ر. . ت رتبط المؤسس ات الاقتص ادية للدول ة داخ ل وخ ارج البل د بالكي ان السياس ي أو قيادت ه لتمري ر من افع اقتص ادية نفعي ة يصعب الفصل بينھما لھذا يكون ھ ذا الفس اد أخطبوطي اً يل ف كيان ات واقتص ادات عل ى م دى واس ع ويعتب ر الأخط ر نوعاً . .د -فساد محلي : -وھو الذي ينتشر داخل البلد الواحد في منشأته الاقتصادية وضمن المناصب الصغيرة ومن ال ذين لا ارتباط لھم خارج الحدود مع شركات أو كيانات كبرى أو عالمية. .٣معايير قياس الفساد تقول منظمة الشفافية أن البلدان التي تعاني من بيئة سياسية وأمنية مضطربة مثل اليمن وإيران والع راق ت أتي ف ي مقدمة الدول التي تقل فيھا الشفافية وينتشر فيھا الفساد .وتضيف إن البلدان المذكورة تواج ه تح ديات بن اء مؤسس ات متينة وشفافة مع اعتماد آليات ملائمة للمساءلة. وتشير المنظمة الى أن بلدانا أخرى مثل المغرب ومصر ولبنان ُينظر إليھا على أنھا لا تزال تعاني من درجة عالية من الفساد رغم أن حكوماتھا تعلن محاربتھا للفساد بشكل مفت وح باعتب اره عائق ا رئيس يا أم ام جھ ود التنمي ة وقض ية تعزيز النزاھة والمساءلة في القطاعات العامة والخاصة. ويظھ ر تص نيف منظم ة الش فافية تحس ن مرات ب ك ل م ن قط ر والإم ارات وعم ان والبح رين والأردن و أن تحس ن س جل الإم ارات عل ى وج ه التحدي د ُيع زى إل ى مقاض اة المت ورطين ف ي الفس اد وم نھم بع ض المس ؤولين التنفي ذيين الإماراتيين ،إضافة إلى تعزيز دور ھيئة الرقابة المالية ھناك. ان قياس الفساد بلغة الإحصاءات ليس أمرا سھلا إلا ان منظمة الشفافية الدولي ة* تق دم ثلاث ة مع ايير تق وم بتح ديثھا سنويا لقياس الفساد وھي-: أ -مؤشر ادراك الفساد القائم على أراء الخبراء حول أحوال البلدان الفاسدة. ب -المقياس العالمي للفساد القائم على استطلاعات مواقف الراي العام وخبرتھم مع الفساد. ج -استطلاع دافعي الرشى الذي يبحث في استعداد الشركات الاجنبية لدفع الرشوة. ويش كل الفس اد عن د منظم ة الش فافية الدولي ة تح ديا خطي را ف ي وج ه التنمي ة الاقتص ادية والسياس ية ،فعل ى الص عيد السياسي يقوض الديمقراطية والحكومة الجيدة بتعويم او حتى بتغيي ر مس ار العملي ة السياس ية ك ذلك تقويض ه لمس ار التنمي ة الاقتص ادية ف ي ح دوث تش وھات ھيكلي ة ف ي الاقتص اد وح الات عج ز ض خمة ويول د الفس اد الاقتص ادي تش وھات اقتص ادية ف ي القط اع الع ام ع ن طري ق تحوي ل اس تثمار الم ال الع ام ال ى مش روعات رأس مالية تكث ر فيھ ا الرشوة ويلجأ المسؤولون الى حيل في زيادة التعقيدات الفنية لمش اريع القط اع الع ام لإخف اء او لتمھي د الطري ق لھ ذه التعاملات غير المشروعة.
ھكذا تمتد ثقافة الفساد في بعض الدول لتش مل ك ل ن واحي الحي اة مم ا يجع ل م ن الص عب القي ام ب اي مش روع دون اللجوء الى الرشوة. _____________________________________ )*( منظمة الشفافية الدولية .ھي منظمة غير حكومية تأسست في سنة ١٩٩٣مقرھا الرئيسي في برلين ھدفھا الاساس كبح الفساد ومواجھته وشعارھا )معاملات شفافة ونزيھ ة( وتض م حالي ا فروع ا لھ ا ف ي اكثر من تسعين دولة وتقوم المنظمة بنشر تقرير دولي حول الفساد. وتضيف المنظمة الى أن انتشار الفساد يؤدي أيضا إلى انحسار ثقة أف راد الش عب ف ي مؤسس ات الدول ة والحكوم ات الناشئة التي ُيفترض أنھا تحمي استمرار الدولة واستقرارھا ،حيث تراوحت درجة ثق ة الش عب العراق ي بحكومت ه* من ١٫٢الى . ١٫٨ ولاحظت المنظمة أن من الأسباب التي تدعو إلى القلق الب الغ اس تمرار ش بح الفس اد عن دما تع م حال ة اللاش فافية ف ي الممارس ات العام ة وتحت اج المؤسس ات إل ى دع م ومس اندة تعج ز الحكوم ات ع ن تطبي ق الآلي ات القانوني ة لمكافح ة الفساد. ويشير مؤشر ) ( Global peace index rankingالذي أحصى ١٤٤دولة ف ي ع ام ٢٠٠٨ك ان الع راق ق د سجل الرقم الاخير في ھذه السلسلة فيما بلغت درجة عدم الاستقرار السياسي** بـ ) (٤٫٣٧٥من ).( ٥ فيما سجل العراق الرقم )( ١٫٣من ) (١٠في مجال الفساد*** بينما سجل ھذا الرقم ) (١٫٥في عام . ٢٠٠٩ ان الحد من الفساد سيكون ُمھمة صعبة وبالغة الأھمية بالنسبة للعراق ال ذي س جل ف ي ع ام ٢٠٠٧حج م فس اد يزي د فق ط عل ى ميانم ار والص ومال وفق ا للتص نيف ال دولي لمف اھيم الفس اد وف ي إط ار جھ وده لإص لاح اقتص اد ض عيف وتجنب تصاعد العنف لقد شغلت البل دان الغي ر مس تقرة والغارق ة ف ي النزاع ات المرات ب ال دنيا وعل ى م ا يب دو ل م يتغير شيء حيث اشارتقرير الشفافية الص ادرفي ١٧تش رين الث اني ٢٠٠٩ال ى ان الع راق تب وأ المرتب ة )(١٧٦ فيما سجلت الصومال الترتيب ) (١٨٠على سلم الشفافية. .٤ھيكلية المؤسسات العراقية لمكافحة الفساد يتكون النظام العراقي لمكافحة الفساد من ثلاث مؤسسات-: أ .المفتشون العامون للوزارات ).(IGS ب .المجلس الاعلى للتدقيق)ديوان الرقابة المالية().(BSA ج .لجنة النزاھة ) .**** (COI وحسب المصادر فقد تسلمت الھيئة من ذ تاسيس ھا )(١٧٦١٠تبليغ ات ع ن ح الات فس اد عرض ت منھ ا اكث ر م ن ١٢ الف دعوة على القضاء وبلغ عدد المحكومين ) (٣٩٦شخصا.
لقد تعرضت الھيئ ة لض غوط م ن ق ادة سياس يين رفيع ي المس توى ف ي الدول ة لحض ھا عل ى رف ض النظ ر ف ي بع ض القضايا كما تعرضت مكاتب الھيئة في بغداد والمحافظات الى ھجمات وتھديد موظفيھا بالقتل. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )*( بلغت أعلى نسبة لـ نيوزلندا وھي ٩٫١الى ٩٫٥ )**( ينحصر ھذا الرقم بين ٠الى ١٠ =١٠الدول الاكثر نظافة من حيث عدم وجود الفساد = ٠الدول الاكثر فسادا )***( ينحصر ھذا الرقم بين ١و =١ .٥الدول الاكثر استقرارا )****(يذكر ان الھيئة جھاز حكومي مستقل ،تأسس بموجب الامر ٥٥في عھد الحاكم المدني الأميرك ي ب ول بريم ر ،٢٠٠٣ويك ون رئيس ھا المع ين لم دة خم س س نوات غي ر قابل ة للتجدي د ،مس ؤولاً ع ن تنفي ذ قوانين الفساد في العراق. ويشير احد المسؤولين الى انه ل م تت وفر ل دينا مع ايير لحس اب النزاھ ة والش فافية حت ى يمكنن ا بموج ب ھ ذه المع ايير حساب نسب الفساد ،وبعض المنظمات الدولية مثل منظمة الشفافية العالمية تعمل اس تطلاعات لعين ات عش وائية م ن المجتمع العراقي ومن ث م يص نف الع راق ض من ال دول الت ي ترتف ع فيھ ا نس ب الفس اد ،مم ا ح دا بھيئ ة النزاھ ة ال ى دراسة معايير خاصة للشفافية والنزاھة ،وحال اكتمال ھذه المعايير يمكننا ان نض ع النس ب الص حيحة لك ن لا توج د معادلة رياضية آنية لحساب حالات الفساد في الوزارات العراقي. يؤكد المسؤولون العراقيون على أن \"سياسة الاحتلال\" كانت أح د أھ م الأس باب وراء تفش ي تل ك الظ اھرة بم ا ھ ي عليه الان ،وان بعض رموز ھذا الاح تلال مت ورط بعملي ات الفس اد تل ك مث ل ق ادة عس كريين ف ي الج يش الاميرك ي وبعض المستشارين الاجانب الذين عملوا في الوزارات العراقية. وأكد عب د الباس ط ترك ي رئ يس دي وان الرقاب ة المالي ة ،عل ى ان \"اح تلال الع راق وتخري ب بن اه التحتي ة س اعد عل ى تفشي مشكلة الفساد بصورة اكب ر مم ا ك ان علي ه الوض ع ف ي مطل ع تس عينيات الق رن الماض ي بع د ف رض الحص ار الاقتصادي على العراق الذي أدى الى ظھور بواكير الفساد المالي والاداري في البلاد\". وقال تركي في تصريح لـ)نقاش(\"ھناك تبديد أموال بقيمة ٨٫٨مليار دولار خلال فترة سلطة الائتلاف التي ترأس ھا الحاكم المدني للعراق بول بريمر الذي عطل الدور التحقيقي للديوان بسبب ما فرضه من إج راءات ،وھ و م ا ش جع وفتح الباب واسعا امام المفسدين سواء كانوا عراقيين أم أجان ب متعاق دين م ع الولاي ات المتح دة الاميركي ة\" ،مؤك دا ان س لطة الائ تلاف مس ؤولة ع ن ج زء كبي ر م ن الفس اد الم الي والاداري ال ذي حص ل ف ي ال بلاد خ لال الس نوات الماضية. واضاف عبد الباسط \" ان بريمر عمد الى تعطيل عمل ديوان الرقابة المالية كما ان ه اس تولى عل ى الام وال العراقي ة المخصصة لإعادة الاعمار والبناء وقام بصرفھا من دون اي استراتيجية واضحة\". ولفت المسؤول العراقي الى ان بلاده تحتاج الى كشف دقيق للأموال الت ي ت م ص رفھا ف ي مختل ف القطاع ات خ لال
السنوات الماضية ،ومحاسبة المفسدين الذين حازوا على المال الع ام بغ ض النظ رعن الجھ ات وال دول الت ي ينتم ون اليھا. من جھته رجح مھدي الحافظ ،وزير التخط يط الس ابق ورئ يس المعھ د العراق ي للتنمي ة أن يك ون الص راع السياس ي عل ى الس لطة ف ي الع راق س ببا آخ ر لتفش ي الفس اد ف ي مفاص ل ومؤسس ات الدول ة ،لافت ا إل ى أن \"احت دام الص راع السياس ي عل ى ص عيد الس لطة ترت ب علي ه ظھ ورمراكز حكومي ة عدي دة متناقض ة المص الح ومدعوم ة بفص ائل مسلحة\". وقال لـ )نقاش( \"ان ھذا الصراع أوجد المن اخ الملائ م لاتس اع ظ اھرة الفس اد ف ي ظ روف ع دم الاس تقرار السياس ي والاحت راب الط ائفي وت دھور الحال ة الأمني ة وغي اب الحماي ة المطلوب ة للأجھ زة والھيئ ات والمس ؤولين المكلف ين بمكافح ة الفس اد\" ،مؤك دا أن مكافح ة الفس اد لايمك ن بلوغھ ا م ا ل م يجرالعم ل ج ديا ب احترام وف رض آلي ات فعال ة ومدعومة من الدولة والرأي العام. .٥إصلاح قوانين مكافحة الفساد في العراق رفعت النزاھة العامة دعوى أمام المحكمة الدستورية لإلغاء المادة ) ١٣٦ب( المعرقلة لعملھا. وتنص المادة ) ١٣٦ب( من قانون اصول المحاكمات الجزائي ة العراق ي عل ى أن تم نح ص لاحيات لل وزير العراق ي وتمكن ه م ن إيق اف اكم ال عملي ة التحقي ق م ع بع ض المس ؤولين ف ي ال وزارات والھيئ ات والمؤسس ات العراقي ة ف ي عمليات الفساد الاداري والمالي وأن يناقش مجل س الن واب الق رار) (١١٧لع ام ٢٠٠٣ال ذي س نه الح اكم الم دني ب ول بريم ر وال ذي أعط ى حص انة لقواته وأعوانه من ملاحقة القضاء العراقي ،ومطالبة حكومة الاحتلال بإنھائه فوراً. وعلى الرغم من تغيي ر الاوض اع ف ي الع راق الا أن ه ل م ي تم تغيي ر مث ل ھ ذه الق وانين فم ن يمتل ك س لطة تغيي ر ھ ذه القوانين ھي السلطة التشريعية وعليھا ان تستحدث او تحدث القوانين بما يتناسب مع الحالة العراقي ة الجدي دة ،وأح د ھذه الاجراءات ھو دائرة المفتش العام وھو مستحدث وفق امر ) (٥٧صادر من مجلس الحكم كثاني جھاز لمكافحة الفساد يعمل بالتنسيق مع ھيئة النزاھة وأحد مصادر تلقي الاخبار لھيئة النزاھة مع ديوان الرقاب ة المالي ة ل ذا ف دائرة المفتش العام كانت مرتبطة بمكتب الوزير فلا يمك ن للس لطتين ان تعم لا مع ا )الس لطة التنفيذي ة والس لطة الرقابي ة(، واش ار المتح دث الرس مي لھيئ ة النزاھ ة* ان ذاك ان جھ ات خارجي ة س اھمت ف ي ازدي اد ح الات الفس اد و أن دول الاقليم والدول الاخرى لھا دور كبير في استفحال الفساد وفق قناعتن ا كجھ از متخص ص بمكافح ة الفس اد و ھ و م ن خلال جانبين: الجانب الأول.
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215