Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore Kaheel-Encyclopedia-1

Kaheel-Encyclopedia-1

Published by nes_computer, 2017-03-30 03:23:58

Description: Kaheel-Encyclopedia-1

Search

Read the Text Version

1

‫موسوعة الكحيؿ‬ ‫للئعجاز العممي في القرآف والسنة‬ ‫بقمـ عبد الدائـ الكحيؿ‬‫عِغِش ٖٓ حلأرلخع ‪ٝ‬حُٔوخلاص حُؼِٔ‪٤‬ش طشَٔ ؿٔ‪٤‬غ ٓ‪ٞ‬حظ‪٤‬غ حلإػـخص حُؼِٔ‪٢‬‬ ‫ك‪ ٢‬حُوشإٓ ‪ٝ‬حٌُش‪ٝ ْ٣‬حُغ٘ش حُ٘ز‪٣ٞ‬ش ٓذػ‪ٓٞ‬ش رخُص‪ٞ‬س ‪ٝ‬حُظ‪ٞ‬ػ‪٤‬ن حُؼِٔ‪٢‬‬ ‫_________________________ الجزء الأوؿ‬ ‫‪2‬‬

‫كممة المؤلؼ ‪ -‬مقدمة‬ ‫بفضؿ مف الله تعالى وبعد جيد طويؿ تمكّنا‬ ‫مف إصدار الجزء الأوؿ مف ىذه الموسوعة‬ ‫العممية الإيمانية المباركة‪ ..‬وتقوـ فكرة ىذه‬ ‫الموسوعة عمى تقديـ معمومات شاممة‬ ‫وموثقة عممياً عف الحقائؽ التي ورد ذكرىا في القرآف الكريـ والسنة الشريفة‪،‬‬‫بأسموب ميسر وسيؿ مدعوـ بالصور لأف لغة الصورة اليوـ تختصر الكثير مف‬ ‫العبا ارت ‪.‬‬ ‫ومف ىنا ظيرت فكرة إصدار موسوعة في الإعجاز العممي تتميز بما يمي‪:‬‬ ‫‪ -1‬موثقة عممياً فلب ننشر فييا إلا ما أثبتو العمماء يقيناً مع ذكر المصادر‬ ‫والم ارجع العممية‪.‬‬ ‫‪ -2‬تـ إعدادىا بمغة سيمة ومبسطة وجذابة ومدعومة بالصور والمواضيع‬ ‫المنوعة والمشوقة‪ ،‬وشاممة لكافة مواضيع الإعجاز‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -3‬تصدر عمى شكؿ أج ازء سيمة التحميؿ عمى جياز الكمبيوتر والجواؿ‬ ‫ويمكف تصفحيا وارساليا للآخريف كيدية قّيمة‪.‬‬ ‫‪ -4‬ىذه الموسوعة عبارة عف مرجع ومنياج عممي لدارسي ىذا العمـ‬ ‫تساعدىـ عمى اكتساب ثقافة الإعجاز العممي وبخاصة غير المتخصصيف‪.‬‬‫وأخيراً ‪ ..‬أتمنى مف الجميع إرساؿ ىذا الكتاب وبقية الأجزاء التي ستصدر قريباً‬ ‫لأصدقائكـ وأحبتكـ في الله‪ ،‬ولمف ترغبوف في تعريفيـ بروائع الإسلبـ وعظمتو‬ ‫وأنو ديف العمـ والمحبة والتسامح‪ ...‬ولا تنسوا إرساؿ ملبحظاتكـ ومقترحاتكـ‬ ‫اليادفة لتطوير ىذا العمؿ وايصالو لأكبر شريحة ممكنة مف الناس‪ ،‬والله ولي‬ ‫التوفيؽ‪ ...‬ولا تنسونا مف صالح دعائكـ‪..‬‬‫أخوكـ عبد الدائـ الكحيؿ‬‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫نرجو إرساؿ ىذا الكتاب لأصدقائكـ لتعريفيـ بروائع الإسلبـ‬ ‫‪4‬‬

‫رحمة البحث عف الحياة في الفضاء‬ ‫ىؿ يكوف القرف الحادي والعشريف ىو الزمف المناسب لالتقاء مخموقات مف‬‫الفضاء معنا؟ لنق أر ما يحاوؿ العمماء اكتشافو‪ ،‬وما أكده القرآف قبؿ ‪ 14‬قرناً‪..‬‬ ‫ولذلؾ دعونا نتأمؿ بعض اكتشافات العمماء حوؿ البحث عف كائنات ذكية في‬ ‫الكوف وما ىي النتائج التي وصموا إلييا‪...‬‬ ‫‪5‬‬

‫خبر عممي جديد‬ ‫في سياؽ فعاليات \"أسبوع العموـ القومي\" تعتزـ أستراليا إطلبؽ رسالة إلى‬ ‫الفضاء الخارجي‪ .‬وقالت شبكة ‪ ABC‬الأسترالية إف الرسالة ستبث إلى كوكب‬ ‫\"غميس ‪ ،\"d581‬أقرب الكواكب الشبيية بكوكبنا الأرض خارج المجموعة‬ ‫الشمسية‪.‬‬‫ويذكر أف ىذا الكوكب قد اكتشؼ في إبريؿ‪/‬نيساف ‪ ،2007‬ويبمغ حجمو ثمانية‬ ‫أضعاؼ الأرض‪ ،‬ويبعد عنا مسافة ‪ 20‬سنة ضوئية‪.‬‬ ‫ويلبقي مشروع بث الرسالة \"الفضائية\" إقبالًا منقطع النظير‪ ،‬حيث فاؽ عدد‬‫المتزاحميف لدخوؿ موقع ‪\" Hello From Earth‬أىلبً مف الأرض\" ‪ 26 -‬ألؼ‬ ‫شخص‪ ،‬خلبؿ الدقائؽ الأولى مف تدشينو‪ ،‬مما أدى لانيياره‪.‬‬ ‫يقوؿ الباحث ويمسوف دي سيمفا‪ ،‬الناطؽ باسـ المشروع‪ ،‬عمى الرغـ أف‬ ‫الرسالة ستنطمؽ بسرعة الضوء فإنيا لف تصؿ قبؿ عاـ ‪.2029‬‬ ‫‪6‬‬

‫وأشار إلى وجود فرص تمقي رد عمى الرسالة الأرضية‪ ،‬مضيفاً‪\" :‬لمكوكب مياه‪..‬‬ ‫الجميع متميؼ لمغاية لأنو الكوكب الأوؿ مف ‪ 358‬تـ اكتشافيا حتى المحظة‬ ‫خارج مجموعتا الشمسية‪ ،‬قد تكوف فيو فرص الحياة‪\".‬‬ ‫‪ٛ‬ز‪ٓ ٢ٛ ٙ‬ـشط٘خ حُظ‪ٗ ٢‬ؼ‪٤‬ش ك‪ٜ٤‬خ ر‪ٓ ٖ٤‬جش أُق ِٓ‪ ٕٞ٤‬شٔظ!! ‪ٛ‬زح ُ‪٤‬ظ ًَ‬ ‫ش‪٢‬ء ك‪ٜ٘‬خى ٓخدس ٓظِٔش ‪٘ٛٝ‬خى دخخٕ ً‪٘ٛٝ ٢ٗٞ‬خى ػو‪ٞ‬د ع‪ٞ‬دحء ‪ٗٝ‬ـ‪ّٞ‬‬ ‫غخسهش‪٣ٝ ...‬وذس حُؼِٔخء ػذد حٌُ‪ٞ‬حًذ ك‪ٓ ٢‬ـشط٘خ رآلاف حُٔلا‪ !!!ٖ٤٣‬كخٗظش أ‪ٜ٣‬خ‬ ‫حلإٗغخٕ ًْ أٗض صـ‪٤‬ش أٓخّ ػظٔش حُخخُن طزخسى ‪ٝ‬طؼخُ‪.٠‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ َٛ‬طؼِٔ‪٣ ٕٞ‬خ أكزظ‪ ٢‬إٔ حُ‪ٞ‬لا‪٣‬خص حُٔظلذس حلأٓش‪٤ٌ٣‬ش طخل‪ً ٢‬ؼ‪٤‬ش ًح ٖٓ حُٔؼِ‪ٓٞ‬خص‬ ‫حُٔظؼِوش رزشٗخٓـ‪ٜ‬خ ُِزلغ ػٖ حُل‪٤‬خس ك‪ ٢‬حٌُ‪ٕٞ‬؟ لا شي رؤٕ ُذ‪ ْٜ٣‬حٌُؼ‪٤‬ش ٖٓ‬ ‫حُلوخثن ك‪ٛ ٍٞ‬زح حُٔ‪ٞ‬ظ‪ٞ‬ع ‪ ٌُٖٝ‬لا ‪٣‬غٔل‪ ٕٞ‬ر٘شش‪ٛ‬خ‪ ،‬غزؼخً إ سكِظ‪ ْٜ‬ك‪٢‬‬ ‫حُزلغ ػٖ حُل‪٤‬خس خخسؽ حلأسض ‪ٝ‬اٗلخه‪ ْٜ‬حُِٔ‪٤‬خسحص ُ‪٤‬ظ ػزؼ ًخ‪ ،‬اٗٔخ ٗظ‪٤‬ـش حٌُؼ‪٤‬ش‬‫ٖٓ حُذسحعخص حُظ‪ ٢‬طئًذ ‪ٝ‬ؿ‪ٞ‬د ك‪٤‬خس ‪ ٌٖٔ٣‬إٔ طٌ‪ ٕٞ‬رذحث‪٤‬ش أ‪ٓ ٝ‬ظط‪ٞ‬سس ‪ٛ‬ز‪ ٙ‬حُل‪٤‬خس‬ ‫ٓ‪ٞ‬ؿ‪ٞ‬دس خخسؽ حٌُشس حلأسظ‪٤‬ش‪٣ ْٛٝ ،‬ظغخرو‪ ٕٞ‬لاًظشخك‪ٜ‬خ‪.‬‬ ‫نظرية جديدة عف أصؿ الحياة‬ ‫يقوؿ عمماء في الفيزياء الفمكية‪ ،‬في نظرية جديدة مف نظرياتيـ‪ ،‬إف جزيئات‬ ‫كانت تسبح بيف أجراـ كونية وحوليا ربما تحولت إلى كتؿ بنيوية دبت فييا‬ ‫‪8‬‬

‫الحياة تدريجياً بتأثير رياح الشمس‪ ،‬لتقع بعد ذلؾ عمى سطح الأرض في شكؿ‬ ‫ذرات غبار كوني‪.‬‬ ‫حًظشق حُؼِٔخء أٗ‪ٞ‬حػ ًخ ؿش‪٣‬زش ٖٓ حٌُخث٘خص حُزلش‪٣‬ش طؼ‪٤‬ش ك‪ ٢‬أػٔخم حُٔل‪٤‬ػ‪،‬‬‫‪ٝ‬حُؼـ‪٤‬ذ أٗ‪ ٚ‬طؼ‪٤‬ش رخُوشد ٖٓ أٓخًٖ طذكن حُلْٔ حُٔ٘ص‪ٜ‬شس‪ ،‬ك‪٤‬غ ‪٣‬ـِ‪ ٢‬حُٔخء‬ ‫‪٣ٝ‬شطلغ حُعـػ اُ‪ ٠‬كذ‪ٝ‬د ػخُ‪٤‬ش طغلن أ‪ٓ ١‬خِ‪ٞ‬م ػخد‪ٝ !١‬رخُظخُ‪ ٢‬كبٕ ‪ٝ‬ؿ‪ٞ‬د‬ ‫حُل‪٤‬خس ك‪ٓ ٢‬ؼَ ‪ٛ‬ز‪ ٙ‬حُظش‪ٝ‬ف حُصؼزش ‪ٝ‬ؿ‪٤‬ش حُٔظ‪ٞ‬هؼش‪٣ ،‬و‪ٞ‬دٗخ ُِظلٌ‪٤‬ش ك‪ٝ ٢‬ؿ‪ٞ‬د‬ ‫حُل‪٤‬خس ػِ‪ًٞ ٠‬حًذ أخش‪ً ُٞٝ ٟ‬خٗض حُظش‪ٝ‬ف حُطز‪٤‬ؼ‪٤‬ش ك‪ٜ٤‬خ هخع‪٤‬ش ‪ٝ‬صؼزش!‬ ‫‪9‬‬

‫ُوذ ػؼش حُؼِٔخء ػِ‪ ٠‬آػخس رغ‪٤‬طش ‪ٝ‬رذحث‪٤‬ش ُِل‪٤‬خس ػِ‪ ٠‬حُ٘‪٤‬خصى حُظ‪ ٢‬طعشد حلأسض‬ ‫‪ٝ‬طؤط‪ ٖٓ ٢‬حُلعخء‪ٝٝ .‬ؿذ‪ٝ‬ح رؼذ دسحعخص ػذ‪٣‬ذس إٔ حُل‪٤‬خس ٓ٘ظششس ‪ٓٝ‬زؼ‪ٞ‬ػش ك‪٢‬‬ ‫أؿضحء حٌُ‪ٝ ،ٕٞ‬لا طظشًض ك‪٘ٓ ٢‬طوش ‪ٝ‬حكذس!‬ ‫وأظير فريؽ بولندي مف ىؤلاء المختصيف‪ ،‬في تجربة مختبرية‪ ،‬أف جزيئات‬ ‫بيولوجية يمكف أف تتشكؿ عندما يشحف الغبار الكوني بحزمة كبيرة مف الضوء‬‫ذات طاقة عالية‪ ،‬إلا أف عمماء آخريف يشككوف في ىذه النظرية التي تميؿ إلى‬‫احتماؿ أف تكوف الحياة كما نعرفيا قد وصمت إلى الأرض مف الفضاء الخارجي‬ ‫الموغؿ في البعد‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫طؤِٓ‪ٞ‬ح ٓؼ‪ٛ ٢‬ز‪ ٙ‬حُٔـشس حُشحثؼش‪ ،‬طذٍ حُذسحعخص أٗ‪ٜ‬خ طل‪ ١ٞ‬أًؼش ٖٓ‬ ‫‪ٗ 100000000000‬ـْ! ‪ ٖٓٝ‬ر‪ٛ ٖ٤‬ز‪ ٙ‬حُ٘ـ‪٘ٛ ّٞ‬خى ِٓ‪٤‬خسحص حُ٘ـ‪ ّٞ‬حُظ‪ ٢‬طشز‪ٚ‬‬‫حُشٔظ‪٘ٛٝ ،‬خى ٓلا‪ ٖ٤٣‬حُ٘ـ‪ ّٞ‬طذ‪ٝ‬س ك‪ُٜٞ‬خ ً‪ٞ‬حًذ طشز‪ ٚ‬حُٔـٔ‪ٞ‬ػش حُشٔغ‪٤‬ش!‬ ‫‪ ُٞٝ‬كشظ٘خ أٗ‪ٞ٣ ٚ‬ؿذ كوػ ً‪ًٞ‬ذ ‪ٝ‬حكذ صخُق ُِل‪٤‬خس ك‪ٛ ٢‬ز‪ ٙ‬حُٔـشس‪ ،‬كبرح أؿش‪٘٣‬خ‬ ‫كغخر ًخ رغ‪٤‬طخً ػِ‪ ٠‬ػذد حُٔـشحص ك‪ ٢‬حٌُ‪ ،ٕٞ‬ع‪ٞ‬ف ٗـذ إٔ ػذد حٌُ‪ٞ‬حًذ‬ ‫حُصخُلش ُِل‪٤‬خس أًؼش ٖٓ ٓجش أُق ِٓ‪ًًٞ ٕٞ٤‬ذ‪ ...‬طؤِٓ‪ٞ‬ح ‪ٛ‬زح حُؼذد ‪ ...‬اٗ‪ ٚ‬سهْ‬ ‫‪٣‬ـزش حُؼِٔخء ػِ‪ ٠‬حلاػظشحف ر‪ٞ‬ؿ‪ٞ‬د ك‪٤‬خس خخسؽ حلأسض‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫هخُض ‪ًٝ‬خُش أرلخع حُلعخء حلأٓش‪٤ٌ٣‬ش ٗخعخ إ أكذع أرلخػ‪ٜ‬خ هذ ًشق ػٖ ‪ٝ‬ؿ‪ٞ‬د‬ ‫ٓل‪٤‬طخص ٖٓ حُٔ‪٤‬خ‪ ٙ‬حُٔظـٔذس طلض عطق حلأخخد‪٣‬ذ حُؼٔلاهش ٌُ‪ًٞ‬ذ حُٔش‪٣‬خ‪.‬‬ ‫‪٣ٝ‬و‪ٓ ٍٞ‬طِؼ‪ ٕٞ‬ػِ‪ ٠‬ؿذ‪ ٍٝ‬أػٔخٍ ٗخعخ إ ‪ٛ‬زح حلاًظشخف سرٔخ ‪ِ٣‬ضّ حُ‪ًٞ‬خُش‬‫ربسعخٍ ٓشًزش ٓؤ‪ُٞٛ‬ش رخُؼِٔخء ُِ‪ٜ‬ز‪ٞ‬غ ػِ‪ ٠‬عطق حُٔش‪٣‬خ خلاٍ ػشش‪ ٖ٣‬ػخٓخ‪.‬‬ ‫والآف‪...‬‬ ‫نلبحظ أييا الأحبة أف العمماء يتسابقوف لاكتشاؼ حياة خارج الأرض‪،‬‬ ‫ومعظميـ يؤكد أف الحياة موجودة خارج الأرض ولذلؾ فإنيـ يبحثوف عنيا‬ ‫عمى أمؿ أف يجتمعوا مع مخموقات مف كواكب أخرى‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪٣‬وذس ‪ٝ‬صٕ حُـزخس حٌُ‪ ٢ٗٞ‬حُ‪ٞ‬حصَ اُ‪ ٠‬حلأسض ٖٓ ً‪ٞ‬حًذ ‪ٗٝ‬ـ‪ ّٞ‬رؼ‪٤‬ذس ر٘ل‪ ٞ‬ػلاػش‬‫آلاف غٖ ًَ ػخّ‪٣ ،‬و‪ ٍٞ‬كش‪٣‬ن ٖٓ حُؼِٔخء ٖٓ ؿخٓؼش ‪٣‬خؿ‪٤ِٗٞ٤‬خٕ حُز‪ُ٘ٞ‬ذ‪٣‬ش اٗ‪ٖٓ ٚ‬‬ ‫حُٔشؿق إٔ ‪ ٌٕٞ٣‬أصَ حُل‪٤‬خس ك‪ ٢‬أشٌخُ‪ٜ‬خ حُزذحث‪٤‬ش هذ رذأ ك‪ ٢‬حُلعخء حُخخسؿ‪٢‬‬ ‫‪ٝٝ‬صَ اُ‪ ٠‬حلأسض ٖٓ ‪٘ٛ‬خى ؿزخس ًح‪٤ُٝ ،‬ظ ػٖ غش‪٣‬ن حصطذحّ ٗ‪٤‬ضى أ‪ ٝ‬ؿشّ‬ ‫ػٔلام رٌ‪ًٞ‬ذ حلأسض‪ ،‬كغذ ٗظش‪٣‬خص أخش‪.ٟ‬‬ ‫وىنا لا يمكف أف نمّر عمى مثؿ ىذا الخبر دوف أف نتذكر أف القرآف أشار إلى‬ ‫وجود حياة خارج الأرض (في السماء) وأف الله قادر عمى جمع ىذه المخموقات‬ ‫‪13‬‬

‫معنا‪ ،‬يقوؿ تعالى‪َ( :‬وِم ْف َآَياِت ِو َخْم ُؽ ال َّس َماَوا ِت َواْلأَْر ِض َوَما َب َّث ِفي ِي َما ِم ْف َداَّب ٍة‬ ‫َو ُىَو َعَمى َج ْمِع ِي ْـ إَِذا َي َشا ُء قَِديٌر) [الشورى‪ .]29 :‬ففي ىذه الآية إشارتيف‪:‬‬ ‫‪ -1‬الأولى تؤكد وجود مخموقات خارج الأرض‪ ،‬تأمموا معي قولو تعالى‪َ( :‬وَما‬ ‫َب َّث ِفي ِي َما ِم ْف َداَّب ٍة) أي في السماء والأرض‪.‬‬ ‫‪ -2‬الثانية تؤكد عمى احتماؿ اجتماع ىذه مخموقات الفضاء معنا‪ ،‬تأمموا قولو‬‫تعالى‪َ( :‬و ُىَو َعَمى َج ْمِع ِي ْـ إَِذا َي َشا ُء َقِديٌر) أي أف الله قادر عمى جمع مخموقات‬ ‫مف خارج كوكبنا معنا‪..‬‬‫‪ -3‬ىناؾ إشارة ميمة في قولو تعالى‪َ( :‬وَما َب َّث) فكممة (َب َّث) تعبر تعبي ارً دقيقاً‬‫عف انتشار الحياة في السموات وبيف الكواكب والنجوـ والمج ارت‪ ،‬وانظروا معي‬ ‫إلى تسمسؿ الأحداث‪:‬‬‫أولًا (َوِم ْف َآَياِت ِو َخْم ُؽ ال َّس َماَوا ِت َواْلأَْر ِض) وىذا ما يؤكده العمماء يقيناً أف الكوف‬ ‫ُوجد قبؿ الحياة‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫ُْ أكذ ‪ ٌٖ٣‬حُؼِٔخء ‪٣‬ظ‪ٞ‬هغ إٔ ‪٣‬ـذ ٗ‪ٞ‬ػ ًخ ٖٓ أٗ‪ٞ‬حع حُل‪٤‬خس ك‪ًٜ ٢‬ق ٖٓ حُصخ‪ٞ‬س‬ ‫حُزشًخٗ‪٤‬ش طشٌَ هزَ ٓلا‪ ٖ٤٣‬حُغ٘‪ ،ٖ٤‬لا ظ‪ٞ‬ء‪ ،‬لا ٓخء‪ ،‬لا ‪ٞٛ‬حء‪ ...‬لا أكذ ‪٣‬ظ‪ٞ‬هغ إٔ‬‫ط‪ٞ‬ؿذ ًخث٘خص ك‪ٓ ٢‬ؼَ ‪ٛ‬ز‪ ٙ‬حُظش‪ٝ‬ف‪ ٌُٖٝ ،‬حُلو‪٤‬وش إٔ حُؼِٔخء ػؼش‪ٝ‬ح ػِ‪ ٠‬أشٌخٍ‬‫ٓؼوذس ُِل‪٤‬خس طؼ‪٤‬ش دحخَ ‪ٛ‬ز‪ ٙ‬حُصخ‪ٞ‬س‪ُٝ ،‬زُي كٔخ حُز‪٘ٔ٣ ١‬غ ‪ٝ‬ؿ‪ٞ‬د ك‪٤‬خس ػِ‪٠‬‬ ‫صخ‪ٞ‬س ً‪ًٞ‬ذ حُٔش‪٣‬خ ٓؼلاً؟‬ ‫ثانياً‪َ( :‬وَما َب َّث ِفي ِي َما ِم ْف َداَّب ٍة) أي بدأ انتشار الحياة في السماء والأرض‬ ‫بطريقة \"البث\" أي إرساؿ بذور الحياة باتجاه الأرض وعوالـ أخرى‪ .‬وىذا‬‫بالضبط ما تقولو أحدث الأبحاث اليوـ! ولكف يا أحبتي أود أف أنبو عمى خطورة‬ ‫‪15‬‬

‫النظريات الغربية التي تخالؼ القرآف مثؿ التطور المزعوـ والمصادفات‬‫والاصطفاء الطبيعي‪ ...‬فنحف نعتقد أف الله ىو الذي بث بذور الحياة وىو الذي‬ ‫خمؽ الإنساف مف تراب وأنو عز وجؿ خمؽ كؿ ذرة مف ذ ارت ىذا الكوف‪.‬‬ ‫وسؤالنا‪...‬‬ ‫أليس ىذا ما يقولو العمماء اليوـ‪ ،‬بؿ ويبحثوف عنو؟ إذاً مف أيف جاء محمد‬ ‫(صمى الله عميو وسمـ) بيذه المعمومات التي يبحثيا العمماء اليوـ؟ ومف أيف‬ ‫‪16‬‬

‫\"اقتبس ىذه النظرية\" التي يطرحيا العمماء في القرف الحادي والعشريف؟؟ إنو‬ ‫بلب شؾ وحي إليي صادؽ‪.‬‬ ‫وسؤاؿ آخر لأولئؾ المشككيف برسالة نبينا عميو الصلبة والسلبـ‪َ :‬مف كاف‬ ‫يتخيؿ في القرف السابع الميلبدي (عندما نزؿ القرآف) أف الحياة موجودة في‬‫الفضاء الخارجي؟ وما الذي يدعو النبي الكريـ لمحديث عف مثؿ ىذه المواضيع‬ ‫الكونية المعقدة في زمف لـ يكف أحد ييتـ بمثؿ ىذه الأمور؟‬‫إف الله تعالى ىو الذي أنزؿ ىذا القرآف وأودع فيو ىذه الحقائؽ الكونية‪ ،‬لتكوف‬ ‫دليلبً عمى صدؽ رسالة الإسلبـ في عصرنا ىذا‪ ...‬وليبقى الوعد الإليي قائماً‬ ‫في قولو تعالى‪َ ( :‬سُنِري ِي ْـ َآَياِتَنا ِفي اْلآَ َفا ِؽ َوِفي أَْنفُ ِس ِي ْـ َحَتّى َيتََبَّي َف َل ُي ْـ أََّنوُ‬ ‫اْل َح ُّقؽ أََولَ ْـ َي ْك ِؼ ِبَ ِرّبب َؾ أََّن ُو َعَمى ُك ِّبؿ َش ْي ٍء َش ِييٌد) [فصمت‪.]53 :‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػ‬ ‫حُٔشحؿغ‪ :‬حُٔوخلاص حُؼِٔ‪٤‬ش ٓ٘ش‪ٞ‬سس ػِ‪ٞٓ ٠‬حهغ ‪CNN - NASA - BBC‬‬ ‫‪17‬‬

‫البناء الكوني‬ ‫\" كممات قرآنية يرّددىا عمماء الغرب\"‬‫في ىذا البحث تتجمى حقائؽ كونية حديثة جداً في كتاب الله تعالى‪ ،‬وكيؼ يأتي‬ ‫العمـ موافقاً لمقرآف وىذا دليؿ عمى أف القرآف ىو كتاب الله تعالى‪....‬‬ ‫‪18‬‬

‫لقد بدأ عمماء الكوف حديثاً بإطلبؽ مصطمحات غريبة‪ ،‬فالصور التي رسمتيا‬ ‫أجيزة السوبر كومبيوتر في القرف الحادي والعشريف أظيرت الكوف وكأف‬‫المج ارت فيو لآِلئ تزيف العقد! ولذلؾ فيـ يتحدثوف اليوـ عف زينة السماء بيذه‬‫المجرات‪ ،‬وأف ىنالؾ نسيجاً كونياً تتوضع المج ارت عمى خيوطو!! كذلؾ اكتشفوا‬ ‫أف الكوف بناء محكـ لا ف ارغ فيو فأطمقوا مصطمح \"بناء\" بدلًا مف \"فضاء\"‪ ،‬لقد‬ ‫اكتشفوا أشياء كثيرة وما ازلوا‪ .‬وكؿ يوـ نجدىـ يطمقوف أبحاثاً جديدة وينفقوف‬ ‫بلبييف الدولا ارت في سبيؿ ىذه الاكتشافات‪ ،‬بؿ ويؤكدوف ىذه الاكتشافات عبر‬ ‫آلاؼ الأبحاث العممية‪.‬‬ ‫والعجيب جداً أف القرآف الكريـ تحدث بدقة فائقة عف كؿ ىذه الأمور! والدلائؿ‬ ‫التي سنشاىدىا ونممسيا مف خلبؿ ىذا البحث ىي ح ّجة قوية جداً عمى ذلؾ‪.‬‬ ‫وسوؼ نضع أقواؿ أىـ الباحثيف عمى مستوى العالـ بحرفيتيا‪ ،‬وبمغتيـ التي‬ ‫ينشروف بيا أبحاثيـ‪ ،‬ومف عمى مواقعيـ عمى الإنترنت‪ ،‬والتي يمكف لكؿ‬ ‫إنساف أف يرى ىذه الأقواؿ مباشرة‪ .‬ونتأمؿ بالمقابؿ كلبـ الله الح ّؽ عّز وج ّؿ‪،‬‬ ‫‪19‬‬

‫ونقارف ونتدّبر دوف أف نح ِّبمؿ ىذه الآيات ما لا تحتممو مف التأويلبت أو‬ ‫التفسي ارت‪.‬‬‫سوؼ نرى التطابؽ الكامؿ بيف ما يكشفو العمـ اليوـ وبيف ما تحدث عنو القرآف‬ ‫قبؿ قروف طويمة‪ .‬وفي ىذا إثبات عمى صدؽ قوؿ الحؽ تبارؾ وتعالى‪( :‬أََفَلب‬ ‫َيتََدَّبُرو َف اْلقُْرَآ َف َولَْو َكا َف ِم ْف ِعْنِد َغْيِر الَّم ِو لََو َج ُدوا ِفي ِو ا ْخِتَلبفًا َكِثيًار) [النساء‪:‬‬ ‫‪.]82‬‬ ‫أروع المحظات‪..‬‬ ‫إف أروع المحظات ىي تمؾ التي يكتشؼ فييا المؤمف معجزة جديدة في كتاب‬ ‫الله تعالى‪ ،‬عندما يعيش لممرة الأولى مع فيـ جديد لآية مف آيات الله‪ ،‬عندما‬ ‫يتذكر قوؿ الح ّؽ عَّز وج َّؿ‪َ( :‬وُقِؿ اْل َح ْم ُد ِلَمّ ِو َسيُِري ُك ْـ آَياِت ِو َفتَ ْعِرفُوَن َيا َوَما َ ُرّقب َؾ‬‫ِب َغاِفٍؿ َع َّما تَ ْع َممُو َف) [النمؿ‪ .]93 :‬وفي ىذا البحث سوؼ نعيش مع آية جديدة‬ ‫ومعجزة مبيرة وحقائؽ يقينية تحدث عنيا القرآف قبؿ أربعة عشر قرناً‪ ،‬ويأتي‬ ‫عمماء الغرب اليوـ في القرف الحادي والعشريف ليرِّبددوىا بحرفيتيا!!‬ ‫‪20‬‬

‫ولا نعجب إذا عممنا أف العمماء قد بدءوا فعلًب بالعودة إلى نفس التعبير القرآني!‬‫وىذا الكلبـ ليس فيو مبالغة أو مغالطة‪ ،‬بؿ ىو حقيقة واقعة سوؼ نثبتيا وفؽ‬ ‫مبدأ بسيط (مف فَ ِم َؾ أُديُنؾ)‪ .‬وفي ىذا رد عمى كؿ مف يدعي بأف القرآف ليس‬ ‫معجزاً مف الناحية العممية والكونية‪.‬‬ ‫فقد كانت تستوقفني آيات مف كتاب الله تعالى لا أجد ليا تفسي ارً منطقياً أو‬ ‫عممياً‪ ،‬وبعد رحمة مف البحث بيف المواقع العممية وما يجّد مف اكتشافات في‬ ‫عموـ الفمؾ والفضاء والكوف‪ ،‬إذا بي أُفاجأ بأف ما يكتشفو العمماء اليوـ قد‬ ‫تحدث عنو القرآف بمنتيى الوضوح والدقة والبياف‪.‬‬ ‫ولكف ىذه المرة حدث العكس‪ ،‬فقد لاحظ ُت شيئاً عجيباً في الأبحاث الصادرة‬ ‫عف تركيب الكوف ونشوئو وبنائو‪ .‬فقد بدأ عمماء الفمؾ حديثاً باستخداـ كممة‬ ‫جديدة وىي‪( :‬بناء)‪ .‬فعندما بدأ العمماء باكتشاؼ الكوف أطمقوا عميو كممة‬ ‫(فضاء) أي ‪ ، space‬وذلؾ لظّنيـ بأف الكوف مميء \"بالف ارغ\"‪ .‬ولكف بعدما‬‫تطورت معرفتيـ بالكوف واستطاعوا رؤية بنيتو بدقة مذىمة‪ ،‬ورأوا نسيجاً كونياً‬ ‫‪21‬‬

‫‪ cosmic web‬محكماً ومترابطاً‪ ،‬بدءوا بإطلبؽ مصطمح جديد ىو (بناء) أي‬ ‫‪. building‬‬ ‫‪22‬‬

‫إنيـ بالفعؿ بدءوا برؤية بناء ىندسي ُمحكـ‪ ،‬فالمجرات وتجمعاتيا تشكؿ لبنات‬ ‫ىذا البناء‪ ،‬كما بدءوا يتحدثوف عف ىندسة بناء الكوف ويطمقوف مصطمحات‬ ‫جديدة مثؿ الجسور الكونية‪ ،‬والجدراف الكونية‪ ،‬وأف ىنالؾ مادة غير مرئية‬‫س ّموىا بالمادة المظممة أي ‪ ، dark matter‬وىذه المادة تملؤ الكوف وتسيطر‬‫عمى توزع المجرات فيو‪ ،‬وتشكؿ جسو ارً تربط ىذه المجرات بعضيا ببعض( ‪.)1‬‬ ‫انتقادات واىية‬‫صدرت بعض المقالات مؤخراً يتساءؿ أصحابُيا‪ :‬إذا كانت ىذه الحقائؽ العممية‬ ‫والكونية موجودة في القرآف منذ ‪ 1400‬سنة‪ ،‬فمماذا تنتظروف الغرب حتى‬ ‫يكتشفيا ثـ تقولوف إف القرآف قد سبقيـ لمحديث عنيا؟ ولماذا تح ّمموف النص‬ ‫القرآني ما لا يحتمؿ مف التأويؿ والتفسير؟‬‫والجواب نجده في نفس الآيات التي جاء فييا التطابؽ بيف العمـ والقرآف‪ ،‬فيذه‬ ‫الآيات موجية أساساً لمممحديف الذيف لا يؤمنوف بالقرآف‪ ،‬خاطبيـ بيا الله‬‫تعالى بأنيـ ىـ مف سيرى ىذه الحقائؽ الكونية وىـ مف سيكتشفيا‪ .‬لذلؾ نجد‬ ‫‪23‬‬

‫البياف الإليي يقوؿ ليـ‪َ ( :‬سنُِري ِي ْـ آَياِتَنا ِفي اْلآ َفا ِؽ َوِفي أَنفُ ِس ِي ْـ َحَتّى َيتََبَّي َف‬ ‫لَ ُي ْـ أََّنوُ اْل َح ُّقؽ أََوَل ْـ َي ْك ِؼ ِبَ ِرّبب َؾ أََّنوُ َعمَى ُك ِّبؿ َش ْي ٍء َش ِييٌد) [فصمت‪.]53 :‬‬ ‫ىذه الآية الصريحة تخاطب أولئؾ الذيف يشككوف بالقرآف‪ ،‬وأف الله سيرييـ‬‫آياتو ومعجزاتو حتى يدركوا ويستيقنوا أف ىذا القرآف ىو الحؽ‪ ،‬وأنو كتاب الله‬ ‫تعالى‪ .‬ويخاطبيـ أيضاً بؿ وينادييـ بقولو تعالى‪( :‬أََفلَب َيتََدَّبُرو َف اْلقُْرآ َف َولَْو‬ ‫َكا َف ِم ْف ِعنِد َغْيِر الّم ِو َلَو َج ُدواْ ِفي ِو ا ْخِتلبَفاً َكِثيراً) [النساء‪ .]82 :‬إذف لو كاف‬ ‫ىذا القرآف مف عند بشر غير الله تعالى‪ ،‬ل أرينا فيو الاختلبفات والتناقضات‪،‬‬‫ولكف إذا رأيناه موافقاً ومطابقاً لمعمـ الحديث ولا يناقضو أبداً‪ ،‬فيذا دليؿ عمى‬ ‫أنو صادر مف الله تبارؾ وتعالى فيو خالؽ الكوف وىو منِّبزؿ القرآف‪.‬‬ ‫وىذا ىو ىدؼ الإعجاز العممي‪ ،‬أف نرى فيو التناسؽ في كؿ شيء‪ ،‬ولا نجد‬ ‫فيو أي خمؿ أو خطأ أو تناقض‪ ،‬وىذه مواصفات كتاب الله تعالى‪ .‬بينما كتب‬‫البشر ميما أتقنيا مؤلفوىا سيبقى فييا التناقض والاختلبؼ والأخطاء‪ .‬وأكبر‬ ‫دليؿ عمى صدؽ ىذه الحقيقة القرآنية أف العمماء بدءوا يغيروف مصطمحاتيـ‬ ‫‪24‬‬

‫الكونية‪ :‬مثؿ (فضاء) إلى (بناء)‪ .‬إذف ىـ اكتشفوا أنيـ مخطئوف في ىذه‬ ‫التسمية فعدلوا عنيا إلى ما ىو أدؽ وأص ّح منيا بعدما اكتشفوا المادة‬ ‫المظممة‪ .‬ولكف القرآف المنَّزؿ مف الذي يعمـ أس ارر السماوات والأرض‪ ،‬أعطانا‬ ‫التعبير الدقيؽ مباشرة‪ ،‬وىذا ما سنراه الآف‪.‬‬‫إف ىذه الاكتشافات لو ت َّمت عمى أيدي مؤمنيف ثـ قالوا إنيا موجودة في القرآف‬ ‫إذف لشَّكؾ الممحدوف بمصداقيتيا‪ ،‬وقالوا بأنيا غير صحيحة‪ .‬ولكف المعجزة‬ ‫أنؾ تجد مف ينكر القرآف يرِّبدد كممات ىذا القرآف وىو لا يشعر!!‬ ‫‪25‬‬

‫وفي ىذا إعجاز أكبر مما لو تَّـ الاكتشاؼ عمى أيدي المؤمنيف‪ .‬ولو تتبعنا‬ ‫آيات القرآف الكونية نجدىا غالباً ما تخاطب الممحديف البعيديف عف كتاب الله‬ ‫والمنكريف لكلبمو تبارؾ وتعالى‪ .‬فالمؤمف يؤمف بكؿ ما أنزؿ الله تعالى‪ ،‬وىذه‬ ‫الحقائؽ العممية تزيده يقيناً وايماناً بخالقو سبحانو وتعالى‪ .‬أما الممحد فيجب‬ ‫عميو أف ينظر ويتأمؿ ليصؿ إلى إيماف عف قناعة‪ ،‬وليدرؾ مف وراء ىذه‬ ‫الحقائؽ صدؽ ىذا الديف وصدؽ رسالة الإسلبـ‪.‬‬ ‫تطور الحقائؽ العممية‬ ‫في القرف السابع الميلبدي عندما نزؿ القرآف الكريـ‪ ،‬كاف الاعتقاد السائد عند‬ ‫الناس أف الأرض ىي مركز الكوف وأف النجوـ والكواكب تدور حوليا‪ .‬لـ يكف‬ ‫لأحد عمـ ببنية الكوف‪ ،‬أو نشوئو أو تطوره‪ .‬لـ يكف أحد يتخيؿ الأعداد‬ ‫الضخمة لممجرات‪ ،‬بؿ لـ يكف أحد يعرؼ شيئاً عف المجرات‪ .‬وبقي الوضع كما‬‫ىو حتى جاءت النيضة العممية الحديثة‪ ،‬عندما بدأ العمماء بالنظر إلى السماء‬ ‫عبر التميسكوبات المكبرة‪ ،‬وتطور عمـ الفضاء أكثر عندما استخدـ العمماء‬ ‫‪26‬‬

‫وسائؿ التحميؿ الطيفي لضوء المج ارت البعيدة‪ .‬ثـ بدأ عصر جديد عندما بدأ‬‫ىؤلاء الباحثوف باستخداـ تقنيات المعالجة بالحاسوب لمحصوؿ عمى المعمومات‬ ‫الكونية‪.‬‬ ‫ولكف وفي مطمع الألفية الثالثة‪ ،‬أي قبؿ خمس سنوات مف تاريخ كتابة ىذه‬‫المقالة‪ ،‬دخؿ عمـ الفضاء عص ارً جديداً باستخداـ السوبر كومبيوتر‪ ،‬عندما قاـ‬ ‫العمماء برسـ مخطط لمكوف ثلبثي الأبعاد‪ ،‬وقد كانت النتيجة اليقينية التي‬ ‫توصؿ إلييا العمماء ىي حقيقة أف كؿ شيء في ىذا الكوف يمثؿ بنا ًء محكماً‪.‬‬ ‫\"لبنات بناء\"‬‫وىذا مثاؿ عمى كممات رددىا عمماء غربيوف حديثاً وىي موجودة في القرآف قبؿ‬‫مئات السنيف‪ .‬ففي أحد الأبحاث التي أطمقيا المرصد الأوروبي الجنوبي يصرح‬ ‫مجموعة مف العمماء بأنيـ يفضموف استخداـ كممة (لبنات بناء مف المج ارت)‬ ‫بدلاً مف كممة (المج ارت)‪ ،‬ويؤكدوف أف الكوف مزَّيف بيذه الأبنية تماماً كالخرز‬ ‫المصفوفة عمى العقد أو الخيط!!‬ ‫‪27‬‬

‫ػ٘ذٓخ ٗظؤَٓ حُغٔخء ٖٓ ك‪ٞ‬ه٘خ ٗـذ‪ٛ‬خ طضدكْ رخُ٘ـ‪ٝ ّٞ‬حُٔـشحص ‪ٝ‬حُـزخس ‪ٝ‬حُـخص‬ ‫‪ٝ‬حُذخخٕ حٌُ‪ .٢ٗٞ‬إ حُذخخٕ حٌُ‪ ٢ٗٞ‬ع‪ٞ‬ف ‪٣‬ظل‪ ٍٞ‬اُ‪ٗ ٠‬ـْ لآغ‪ ،‬إ حُؼِٔخء‬ ‫حُ‪٣ ّٞ٤‬ذسع‪٤ً ٕٞ‬ل‪٤‬ش طشٌَ ‪ٛ‬ز‪ ٙ‬حُ٘ـ‪ٝ ّٞ‬حُٔـشحص رذهش ٓز‪ِٛ‬ش‪ ،‬أ‪ْٛ ١‬‬ ‫‪٣‬ذسع‪٤ً ٕٞ‬ق طْ ر٘خء حٌُ‪ ،ٕٞ‬أ‪٘٣ ْٛ ١‬ظش‪ ٕٝ‬اُ‪ ٠‬حُغٔخء ‪٣ٝ‬ذسع‪٤ً ٕٞ‬ل‪٤‬ش‬ ‫ر٘خث‪ٜ‬خ‪ٝ ،‬حُغئحٍ‪ :‬أُ‪٤‬غض ‪ٛ‬ز‪ ٙ‬حُذسحعش ‪ ٢ٛ‬ططز‪٤‬ن ُو‪ ٍٞ‬الله طؼخُ‪( :٠‬أَ َكَِ ْْ‬ ‫‪ُ َ٘٣‬ظ ُش‪ٝ‬ح اَُِ‪ ٠‬حُ َّغ َٔخء َك ْ‪َ ٞ‬ه ُ‪َ ٤ْ ًَ ْْ ٜ‬ق رَ َ٘ ْ‪َ٘ ٤‬خ َ‪ٛ‬خ)؟‬ ‫‪28‬‬

‫ففي ىذا البحث يقوؿ بوؿ ميمر وزملبؤه‪:‬‬‫‪\"The first galaxies or rather, the first galaxy building blocks, will‬‬‫‪form inside the threads of the web. When they start emitting‬‬‫‪light, they will be seen to mark out the otherwise invisible‬‬‫\"‪threads, much like beads on a string.‬‬ ‫وىذا معناه‪\" :‬إف المجرات الأولى‪ ،‬أو بالأحرى لبنات البناء الأولى مف المج ارت‪،‬‬ ‫سوؼ تتشكؿ في خيوط النسيج‪ .‬وعندما تبدأ ببث الضوء‪ ،‬سوؼ تُرى وىي‬ ‫تحّدد مختمؼ الخيوط غير المرئية‪ ،‬وتشبو إلى حد كبير الخرز عمى العقد\"‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫وبعد أف أبحر ُت في الكثير مف المقالات والأبحاث العممية والصادرة حديثاً حوؿ‬ ‫الكوف وتركيبو‪ ،‬تأكد ُت أف ىذا العالـ ليس ىو الوحيد الذي يعتقد بذلؾ‪ ،‬بؿ‬ ‫جميع العمماء يؤكدوف حقيقة البناء الكوني‪ ،‬ولا تكاد تخمو مقالة أو بحث مف‬ ‫استخداـ مصطمح بنية الكوف ‪. structure of universe‬‬ ‫‪29‬‬

‫وىذا يدؿ عمى أف العمماء متفقوف اليوـ عمى ىذه الحقيقة العممية‪ ،‬أي حقيقة‬ ‫البناء‪ .‬وذىب ُت مباشرة إلى كتاب الحقائؽ – القرآف‪ ،‬وفَتّش ُت عف كممة البناء‬ ‫وما ىي دلالات ىذه الكممة‪ ،‬وكانت المفاجأة أف ىذه الكممة وردت كصفة‬ ‫لمسماء في قولو تعالى‪( :‬الَّم ُو اَلِّذي َج َع َؿ لَ ُك ُـ اْلأَْر َض َقَراراً َوال َّس َماء ِبَناء‬ ‫َو َصَّوَرُك ْـ َفأَ ْح َس َف ُصَوَرُك ْـ َوَرَزَق ُكـ ِّبم َف ال َّطِّبيَبا ِت َذلِ ُك ُـ الَمّوُ َ ُرّقب ُك ْـ فَتََباَرَؾ الَمّوُ َر ُّقب‬‫اْل َعاَل ِمي َف) [غافر‪ .]64 :‬وفي آية أخرى نجد قولو أيضاً‪( :‬اَلِّذي َج َع َؿ َل ُك ُـ اْلأَْر َض‬ ‫ِفَرا ًشا َوال َّس َما َء ِبَنا ًء) [البقرة‪.]22 :‬‬ ‫وسبحاف الله تعالى! كممة يستخدميا القرآف في القرف السابع‪ ،‬ويأتي العمماء‬ ‫في القرف الحادي والعشريف ليستخدموا نفس الكممة بعدما تأكدوا وتثَّبتوا بأف‬ ‫ىذه الكممة تعِّببر تعبيراً دقيقاً عف حقيقة الكوف وأنو بناء محكـ‪ ،‬فيؿ ىذه‬ ‫مصادفة أـ معجزة؟!‬ ‫‪30‬‬

‫طظ‪ٜ‬ش حُص‪ٞ‬س حُِٔظوطش كذ‪٣‬ؼخً ٌُِ‪ٝ ٕٞ‬ؿ‪ٞ‬د ٓخدس ٓظِٔش لا ُطش‪ ٟ‬حطعق أٗ‪ٜ‬خ طشٌَ‬ ‫أًؼش ٖٓ ‪ ٖٓ %95‬حُز٘خء حٌُ‪ٝ .٢ٗٞ‬إٔ ًَ ٓخ ٗشح‪ٓ ٖٓ ٙ‬ـشحص ‪ٝ‬ؿزخس ‪ٝ‬ؿخص ‪ٝ‬دخخٕ‬ ‫ً‪ ٢ٗٞ‬لا ‪٣‬شٌَ الا أهَ ٖٓ ‪ ٖٓ % 5‬حٌُ‪.ٕٞ‬‬‫ىذه المجرات تظير بألواف ازىية ومتنوعة ويشبييا العمماء اليوـ بأنيا كاللآلئ‬ ‫التي تزيف العقد! وأف المادة والطاقة يملآف الكوف فلب وجود لمف ارغ‪ .‬إذف‬ ‫الحقيقة الكونية اليقينية التي ي ارىا العمماء اليوـ يمكف تمخيصيا‪\" :‬الكوف ىو‬ ‫بناء‪ ،‬وىو مزَّيف‪ ،‬ولا يوجد فيو ف ارغ أو شقوؽ\"‪ .‬والعجيب أف القرآف قد سبؽ‬ ‫‪31‬‬

‫ىؤلاء العمماء ولخص لنا ىذه الحقائؽ في آية واحدة في قولو تعالى‪( :‬أََفَم ْـ‬ ‫َينظُُروا إَِلى ال َّس َماء فَْوقَ ُي ْـ َكْي َؼ َبَنْيَنا َىا وَزَّيَّنا َىا وما ليا ِم ْف فُُروٍج)؟‬ ‫لآلئ تزِّبيف العقد!‬ ‫وفي أقواؿ العمماء عندما تحدثوا عف البناء الكوني نجدىـ يتحدثوف أيضاً عف‬ ‫تشبيو جديد وىو أف المج ارت وتجمعاتيا تشكؿ منظ ارً ارئعاً بمختمؼ الألواف‬ ‫الأزرؽ والأصفر والأخضر مثؿ الخرز عمى العقد‪ ،‬أو مثؿ اللآلئ المصفوفة‬ ‫عمى خيط‪ .‬أي أف ىؤلاء العمماء يروف بنا ًء وزين ًة‪.‬‬ ‫ففي إحدى المقالات العممية نجد كبار عمماء الفمؾ في العالـ يصرحوف بعدما‬ ‫أروا بأعينيـ ىذه الزينة‪:‬‬‫‪Scientists say that matter in the Universe forms a cosmic web,‬‬‫‪in which galaxies are formed along filaments of ordinary matter‬‬‫‪and dark matter like pearls on a string.‬‬ ‫‪32‬‬

‫وىذا معناه‪\" :‬يقوؿ العمماء‪ :‬إف المادة في الكوف تشكؿ نسيجاً كونياً‪ ،‬تتشكؿ‬‫فيو المجرات عمى طوؿ الخيوط لممادة العادية والمادة المظممة مثؿ اللآلئ عمى‬ ‫العقد\" (‪.)3‬‬ ‫إذف في أبحاثيـ يتساءلوف عف كيفية بناء الكوف‪ ،‬ثـ يقرروف وجود بناء‬ ‫محكـ‪ ،‬ويتحدثوف عف زينة ىذا البناء‪ .‬ويقرروف أف الكوف يمتمئ بالمادة‬‫العادية المرئية والمادة المظممة التي لا تُرى‪ ،‬أي لا وجود لمف ارغ أو الشقوؽ أو‬ ‫الفروج فيو‪.‬‬ ‫وقد كانت المفاجأة الثانية عندما وجد ُت أف القرآف يتحدث بدقة تامة وتطابؽ‬ ‫مذىؿ عف ىذه الحقائؽ في آية واحدة فقط!!! والأعجب مف ذلؾ أف ىذه الآية‬ ‫تخاطب الممحديف الذيف كذبوا بالقرآف‪ ،‬يخاطبيـ بؿ ويدعوىـ لمنظر والتأمؿ‬ ‫والبحث عف كيفية ىذا البناء وىذه الزينة الكونية‪ ،‬وتأمؿ ما بيف ىذه الزينة‬‫كإشارة إلى المادة المظممة‪ ،‬تماماً مثمما يروف!!! يقوؿ تعالى‪( :‬أََفمَ ْـ َينظُُروا إَِلى‬ ‫‪33‬‬

‫ال َّس َماء فَْوقَ ُي ْـ َكْي َؼ َبَنْيَنا َىا َوَزَّيَّنا َىا َوَما َل َيا ِمف فُُروٍج) [ؽ‪ .] 6 :‬والفروج في‬ ‫المغة ىي الشقوؽ كما في معجـ لساف العرب‪.‬‬ ‫وتأمؿ أخي القارئ كيؼ يتحدث ىؤلاء العمماء في أحدث اكتشاؼ ليـ عف‬‫كيفية البناء ليذه المجرات‪ ،‬وكيؼ تتشكؿ وكيؼ تُزيف السماء كما تزيف اللآلئ‬ ‫العقد‪ ،‬وتأمؿ أيضاً ماذا يقوؿ البياف الإليي مخاطباً ىؤلاء العمماء وغيرىـ مف‬ ‫غير المؤمنيف‪( :‬أََفَم ْـ َينظُُروا إِلَى ال َّس َماء َفْوقَ ُي ْـ َكْي َؼ َبَنْيَنا َىا َوَزَّيَّنا َىا َوَما لَ َيا‬ ‫ِمف فُُروٍج) [ؽ‪ .] 6 :‬حتى الف ارغ بيف المجرات والذي ظّنو العمماء أنو خاٍؿ‬ ‫تماماً‪ ،‬اتضح حديثاً أنو ممتمئ تماماً بالمادة المظممة‪ ،‬وىذا يثبت أف السماء‬ ‫خالية مف أية فروج أو شقوؽ أو فراغ‪.‬‬ ‫كممات قرآنية في مصطمحات الغرب!‬‫وسبحاف الذي أنزؿ ىذا القرآف! الح ُّقؽ تعالى يطمب منيـ أف ينظروا إلى السماء‬ ‫مف فوقيـ‪ ،‬ويطمب منيـ أف يبحثوا عف كيفية البناء وكيؼ زَّينيا‪ ،‬وىـ‬ ‫يتحدثوف عف ىذا البناء وأنيـ يرونو واضحاً‪ ،‬ويتحدثوف عف شكؿ المج ارت‬ ‫‪34‬‬

‫الذي يبدو ليـ كالخرز الذي يزيف العقد‪ .‬ونجدىـ في أبحاثيـ يستخدموف نفس‬ ‫كممات القرآف!‬ ‫‪35‬‬

‫ففي المقالات الصادرة حديثاً نجد ىؤلاء العمماء يطرحوف سؤالًا يبدءونو بنفس‬ ‫الكممة القرآنية (كيؼ) ‪ ،how‬وعمى سبيؿ المثاؿ مقالة بعنواف‪How Did \" :‬‬ ‫‪Structure Form in the Universe‬؟\" ‪ ،‬أي \"كيؼ تشكؿ البناء الكوني\"‪.‬‬ ‫لقد استخدـ ىذا العالـ نفس الكممة القرآنية وىي كممة (كيؼ) ولو قرأنا ىذه‬ ‫المقالة نجد أنيا تتحدث عف بنية الكوف وىو ما تحدثت عنو الآية ( َكْي َؼ‬ ‫َبَنْيَنا َىا)!‬ ‫حتى إننا نجد في القرف الحادي والعشريف الجوائز العالمية تُمنح تباعاً في‬ ‫سبيؿ الإجابة عف ىذا سؤاؿ طرحو القرآف في القرف السابع أي قبؿ أربعة‬ ‫عشر قرناً‪ ،‬أليس ىذا إعجازاً مبيراً لكتاب الله تعالى؟!‬ ‫ولكف الذي أذىمني عندما تأمم ُت مشتقات ىذه الكممة أي (بناء)‪ ،‬أف‬‫المصطمحات التي يستخدميا العمماء وما يؤكدونو في أبحاثيـ وما يرونو يقيناً‬ ‫اليوـ‪ ،‬قد سبقيـ القرآف إلى استخدامو‪ ،‬وبشكؿ أكثر دقة ووضوحاً وجمالاً‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫ولو بحثنا في كتاب الله جؿ وعلب في الآيات التي تناولت بناء الكوف‪ ،‬لوجدنا‬ ‫أف البياف الإليي يؤكد دائماً ىذه الحقيقة أي حقيقة البناء القوي والمتماسؾ‬ ‫والشديد‪ .‬يقوؿ تعالى‪( :‬أَأَْنتُْـ أَ َشُّقد َخْمقًا أَِـ ال َّس َماءُ َبَنا َىا) [النازعات‪.]27 :‬‬‫والعمماء يؤكدوف أف القوى الموجودة في الكوف تفوؽ أي خياؿ‪ .‬ويمكف م ارجعة‬ ‫الروابط في نياية البحث لأخذ فكرة عف ضخامة القوى التي تتحكـ بالكوف‪،‬‬ ‫مثلبً الطاقة المظممة! بؿ إف الله عز وجؿ قد أقسـ بيذا البناء فقاؿ‪َ( :‬وال َّس َما ِء‬ ‫َوَما َبَنا َىا) [الشمس‪ .]5 :‬والله تعالى لا يُقسـ إلا بعظيـ‪.‬‬ ‫وىذا ىو أحد العمماء يؤكد أف الكوف بأكممو عبارة عف بناء عظيـ فيقوؿ‪:‬‬‫‪\"One of the most obvious facts about the Universe is that it‬‬‫‪shows a wealth of structure on all scales from planets, stars and‬‬‫‪galaxies up to clusters of galaxies and super-clusters extending‬‬‫\"‪over several hundred million light years.‬‬ ‫ومعنى ىذا‪ \" :‬إف مف أكثر الحقائؽ وضوحاً حوؿ الكوف أنو يُظير ِغن ًى في‬ ‫البناء عمى كافة المقاييس مف الكواكب والنجوـ والمج ارت وحتى تجمعات‬ ‫‪37‬‬

‫المج ارت والتجمعات المجرية الكبيرة الممتدة لمئات الملبييف مف السنوات‬ ‫الضوئية\" (‪.)4‬‬‫ؿذحس ٖٓ حُ٘ـ‪ٝ ّٞ‬حُذخخٕ حٌُ‪٣ ٢ٗٞ‬زِؾ غ‪ 1500 ُٚٞ‬ع٘ش ظ‪ٞ‬ث‪٤‬ش‪ٛ ،‬زح حُـذحس ‪ٞ٣‬ؿذ‬ ‫ٓ٘‪ ٚ‬حُٔلا‪ ٖ٤٣‬ك‪ ٢‬حٌُ‪ ،ٕٞ‬إ حُز‪٣ ١‬ظؤَٓ حًظشخكخص حُؼِٔخء ك‪ ٢‬حٌُ‪ٝ ٕٞ‬كذ‪٣‬ؼ‪ْٜ‬‬ ‫ػٖ ‪ٝ‬ؿ‪ٞ‬د ؿذسحٕ ً‪٤ٗٞ‬ش ‪ٝ‬ؿغ‪ٞ‬س ً‪٤ٗٞ‬ش طشرػ ر‪ٜ٘٤‬خ ‪٣‬غظ٘ظؾ رؤٕ حٌُ‪ ٞٛ ٕٞ‬ر٘خء‬ ‫‪٘ٛ‬ذع‪ ٢‬ػظ‪ٝ .ْ٤‬عزلخٕ حُز‪ ١‬كذػ٘خ ػٖ ‪ٛ‬زح حُز٘خء هزَ إٔ ‪ٌ٣‬ظشل‪ ٚ‬ػِٔخء‬‫حُـشد روش‪ ٕٝ‬غ‪ِ٣ٞ‬ش كوخٍ‪ٝ( :‬حُغٔخ َء ر٘خ ًء) [حُزوشس‪ًِٔٝ .]22 :‬ش (ر٘خء) حُ‪ٞ‬حسدس ك‪٢‬‬ ‫‪ٛ‬ز‪ ٙ‬ح‪٣٥‬ش ‪ ٢ٛ‬رحط‪ٜ‬خ حُظ‪٣ ٢‬غظخذٓ‪ٜ‬خ حُؼِٔخء حُ‪.\"building\" ّٞ٤‬‬ ‫‪38‬‬

‫وىنا نتوقؼ لحظة ونتأمؿ‬‫ىؤلاء العمماء ينكروف كلبـ الله وىو القرآف‪ ،‬ويقولوف إنو مف صنع محمد صمى‬ ‫الله عميو وسمـ‪ .‬وربما لا يؤمنوف بوجود خالؽ ليذا الكوف‪ ،‬فيـ في تخّبط‬ ‫واختلبط‪ .‬والعجيب أف الله تعالى يصؼ حاليـ ىذه في قولو عّز وج ّؿ‪َ( :‬ب ْؿ‬ ‫َكَّذبُوا ِباْل َح ِّبؽ لَ َّما َجا َءىُ ْـ فَ ُي ْـ ِفي أَ ْمٍر َمِري ٍج) [ؽ‪ .]5 :‬أي أف ىؤلاء المكذبيف‬ ‫بالقرآف وىو الح ّؽ‪ ،‬ىـ في حيرة واختلبط مف أمرىـ‪.‬‬ ‫عمى الرغـ مف ذلؾ يدعوىـ الله تعالى في الآية التالية مباشرة لمنظر والتأمؿ‬ ‫في كيفية بناء وتزييف الكوف‪ ،‬ويؤكد ليـ أنو ىو الذي بنى ىذه المجرات وىو‬‫الذي جعميا كالزينة لمسماء ( َكْي َؼ َبَنْيَنا َىا َوَزَّيَّنا َىا)‪ ،‬بؿ ويسخر ليـ أسباب ىذا‬‫النظر وأسباب ىذه الاكتشافات‪ ،‬وذلؾ ليستدلوا بيذا البناء عمى الباني سبحانو‬ ‫وتعالى‪ .‬وليخرجوا مف حيرتيـ وتخُّقبطيـ ويتفكروا في ىذا البناء الكوني‬ ‫المتناسؽ والمحكـ‪ ،‬ليستيقنوا بوجود الخالؽ العظيـ تبارؾ وتعالى‪ .‬والسؤاؿ‪:‬‬ ‫أليست ىذه دعوة مف الله تعالى بمغة العمـ للئيماف بيذا الخالؽ العظيـ؟‬ ‫‪39‬‬

‫إف الديف الذي يتعامؿ مع غير المسمميف بيذا المنيج العممي للئقناع‪ ،‬ىؿ ىو‬ ‫ديف تخمؼ وارىاب‪ ،‬أـ ديف عمـ وتسامح واقناع؟!! ألا نرى في خطاب الله‬‫تعالى لغير المسمميف خطاباً عممياً ق َّم َة التسامح حتى مع أعداء الإسلبـ؟ أليس‬ ‫الإعجاز العممي أسموباً حضارياً لمدعوة إلى الله تعالى؟‬ ‫إذا كاف الإعجاز العممي والذي ىو الأسموب الذي تعامؿ بو القرآف مع أعدائو‬ ‫ودعاىـ لمنظر والتدبر‪ ،‬إذا كاف ىذا الإعجاز ػ كما يقوؿ البعض ػ وسيمة غير‬ ‫ناجحة لمدعوة إلى الله تعالى‪ ،‬إذف ما ىي الوسيمة التي نخاطب بيا الممحديف‬ ‫في عصر العمـ والمادة الذي نعيشو اليوـ؟‬ ‫في رحاب التفسير‬ ‫قاؿ الإماـ الطبري رحمو الله تعالى‪ ،‬وقولو‪( :‬أفمـ ينظروا إلى السماء فوقيـ‬ ‫كيؼ بنيناىا) يقوؿ تعالى ذكره ‪ :‬أفمـ ينظر ىؤلاء المكذبوف بالبعث بعد الموت‬ ‫المنكروف قدرتننا عمى إحيائيـ بعد بلبئيـ‪( ،‬إلى السماء فوقيـ كيؼ بنيناىا)‬ ‫‪40‬‬

‫فسَّويناىا سقفاً محفوظاً‪ ،‬وزَّيناىا بالنجوـ؟ (وما ليا مف فروج) يعني ‪ :‬وما ليا‬ ‫مف صدوع وفتوؽ ‪ .‬وبنحو الذي قمنا في ذلؾ قاؿ أىؿ التأويؿ‪.‬‬‫وقاؿ الإماـ القرطبي رحمو الله‪ :‬التفسير قولو تعالى ‪( :‬أفمـ ينظروا إلى السماء‬ ‫فوقيـ) نظر اعتبار وتفكر وأف القادر عمى إيجادىا قادر عمى الإعادة ( كيؼ‬‫بنيناىا) فرفعناىا بلب عمد (وزيناىا) بالنجوـ (وما ليا مف فروج) جمع فرج وىو‬ ‫الشؽ‪ .‬وقاؿ الكسائي ليس فييا تفاوت ولا اختلبؼ ولا فتوؽ‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫وفي تفسير الطبري رحمو الله تعالى‪،‬نجده يقوؿ‪ :‬القوؿ في تأويؿ قولو‪:‬‬‫(والسماء بنا ًء)‪ .‬قاؿ أبو جعفر‪ :‬وانما سميت السماء سما ًء لعمِّبوىا عمى الأرض‬‫وعمى سكانيا مف خمقو‪ ،‬وكؿ شيء كاف فوؽ شيء آخر فيو لما تحتو سماة‪.‬‬‫ولذلؾ قيؿ لسقؼ البيت‪ :‬سماوة‪ ،‬لأنو فوقو مرتفع عميو‪ .‬فكذلؾ السماء سميت‬ ‫للؤرض سماء‪ ،‬لعمِّبوىا واش ارفيا عمييا‪ .‬وعف قتادة في قوؿ الله‪ ( :‬والسماء‬ ‫بناء)‪ ،‬قاؿ‪ :‬جعؿ السماء سقفاً لؾ‪.‬‬ ‫ونتساءؿ الآف‪ :‬أليس ما فيمو المفسروف رحميـ الله تعالى مف ىذه الآيات‪،‬‬ ‫ىو ما يكتشفو العمماء اليوـ؟ أليست المادة تملؤ الكوف؟ أليست النجوـ‬ ‫والمجرات كالزينة في السماء؟‬ ‫أليست ىذه السماء خالية مف أي فروج أو شقوؽ أو ف ارغات؟ وىذا يؤكد‬ ‫وضوح وبياف النص القرآني وأف كؿ مف يق أر كتاب الله تعالى‪ ،‬يدرؾ ىذه‬ ‫الحقائؽ ك ٌّؿ حسب اختصاصو وحسب معمومات عصره‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫أوجو الإعجاز والسبؽ العممي للآيات‬ ‫تساؤلات نكررىا دائماً‪ :‬لو كاف القرآف مف تأليؼ محمد عميو صموات الله‬ ‫وسلبمو‪ ،‬إذف كيؼ استطاع وىو النبي الأمي أف يطرح سؤالًا عمى الممحديف‬‫ويدعوىـ لمنظر في كيفية بناء الكوف؟ كيؼ حَّدد أف النجوـ تزيف السماء؟ ومف‬ ‫أيف أتى بمصطمح عممي دقيؽ مثؿ \"بناء\"؟ كيؼ عمـ بأف الكوف لا يوجد فيو‬ ‫أية فراغات أو شقوؽ أو فروج أو تفاوت؟ مف الذي عَّممو ىذه العموـ الكونية‬ ‫في عصر الخرافات الذي عاش فيو؟‬ ‫إف وجود تعابير عممية دقيقة ومطابقة لما يراه العمماء اليوـ دليؿ عمى إعجاز‬ ‫القرآف الكوني‪ ،‬ودليؿ عمى السبؽ العممي لكتاب الله تعالى في عمـ الفمؾ‬ ‫الحديث‪ .‬وفي كتاب الله تعالى نجد أف كممة (بناء) ارتبطت دائماً بكممة‬‫(السماء)‪ .‬وكذلؾ ارتبطت بزينة الكوف وتوسعو‪ ،‬يقوؿ تعالى‪َ( :‬وال َّس َما َء َبَنْيَنا َىا‬ ‫ِبأَْيٍد َوِاَّنا َل ُمو ِسعُو َف) [الذاريات‪ .]47 :‬والعجيب أننا لا نكاد نجد بحثاً حديثاً‬ ‫يتناوؿ البناء الكوني‪ ،‬إلا ونجدىـ يتحدثوف فيو عف توسع الكوف!! وىذا ما‬ ‫‪43‬‬

‫فعمو القرآف تماماً في ىذه الآية العظيمة عندما تحدث عف بنية الكوف ( َبَنْيَنا َىا)‬ ‫وعف توسع الكوف (لَ ُمو ِسعُو َف)‪.‬‬ ‫أي أف القرآف ىو أوؿ كتاب ربط بيف بناء الكوف وتوسعو‪ .‬وسؤالنا مف جديد‪:‬‬ ‫ماذا يعني أف نجد العمماء يستخدموف التعبير القرآني بحرفَّيتو؟ إنو يعني شيئاً‬ ‫واحداً وىو أف الله تعالى يريد أف يؤكد لكؿ مف يش ّؾ بيذا القرآف‪ ،‬أنيـ ميما‬ ‫بحثوا وميما تطوروا لا بّد في النياية أف يعودوا لمقرآف!‬ ‫‪44‬‬

‫ىنالؾ إشارة ميمة في ىذه الآيات وىي أنيا حددت مف سيكتشؼ حقيقة البناء‬‫الكوني‪ ،‬لذلؾ وَّجيت الخطاب ليـ‪ .‬ففي جميع الآيات التي تناولت البناء الكوني‬ ‫نجد الخطاب لممشككيف بالقرآف‪ ،‬ليتخذوا مف اكتشافاتيـ ىذه طريقاً لموصوؿ‬ ‫إلى الله واليقيف والإيماف برسالتو الخاتمة‪.‬‬ ‫واستمع معي إلى ىذا البياف الإليي ‪َ( :‬يا أَُّقي َيا الَّنا ُس ا ْعبُ ُدوا َرَّب ُك ُـ اَلِّذي َخمَقَ ُك ْـ‬ ‫َواَلِّذي َف ِم ْف َقْبمِ ُك ْـ َل َعَّم ُك ْـ تََتّقُو َف * اَلِّذي َج َع َؿ لَ ُك ُـ اْلأَْر َض ِفَار ًشا َوال َّس َما َء ِبَنا ًء‬ ‫َوأَْنَز َؿ ِم َف ال َّس َما ِء َما ًء َفأَ ْخَرَج ِب ِو ِم َف ال َثَّمَرا ِت ِرْزًقا لَ ُك ْـ فََلب تَ ْج َعمُوا ِلَّم ِو أَْنَداًدا‬ ‫َوأَْنتُْـ تَ ْعمَ ُمو َف * َوِا ْف ُكْنتُْـ ِفي َرْي ٍب ِم َّما َنَّزْلَنا َعَمى َعْبِدَنا فَأْتُوا ِب ُسوَرٍة ِم ْف ِمثْمِ ِو‬ ‫َوا ْد ُعوا ُش َيَدا َء ُك ْـ ِم ْف ُدو ِف الَّم ِو إِ ْف ُكْنتُْـ َصاِدِقي َف * َفِإ ْف َل ْـ تَ ْف َعمُوا َولَ ْف تَ ْف َعمُوا‬ ‫فَاَتّقُوا الَّناَر اَّلِتي َوقُوُد َىا الَّنا ُس َواْل ِح َجاَرةُ أُ ِعَّد ْت لِْم َكاِفِري َف) [البقرة‪.]24-21 :‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػ‬ ‫اليوامش‬ ‫(‪ )1‬حُٔخدس حُٔظِٔش ‪ٓ ٢ٛ‬خدس طٔلأ أًؼش ٖٓ ‪ ٖٓ % 95‬حٌُ‪ ٢ٛٝ ،ٕٞ‬لا طُش‪ ٟ‬أرذ ًح ‪ٌُٖٝ‬‬ ‫‪٘ٛ‬خُي دلاثَ ًؼ‪٤‬شس طئًذ ‪ٝ‬ؿ‪ٞ‬د‪ٛ‬خ‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫(‪ٓ )2‬وخُش رؼ٘‪ٞ‬حٕ \"ٓلآق حُ٘غ‪٤‬ؾ حٌُ‪ُ \"٢ٗٞ‬ؼلاػش ٖٓ ػِٔخء حُـشد حلأًؼش ش‪ٜ‬شس ك‪ٛ ٢‬زح‬ ‫حُٔـخٍ ‪ :ْٛٝ‬ػخُْ حُلِي ر‪ِ٤ٓ ٍٞ‬ش ٖٓ ٓؼ‪ٜ‬ذ حُل‪٤‬ض‪٣‬خء حُلٌِ‪٤‬ش رؤُٔخٗ‪٤‬خ ‪ٝ‬ؿ‪ ٕٞ‬ك‪٘٤‬ز‪ٖٓ ٞ‬‬‫ٗلظ حُٔؼ‪ٜ‬ذ‪ٝ ،‬رخسٕ ط‪ٓٞ‬غ‪ٓ ٖٓ ٕٞ‬ؼ‪ٜ‬ذ حُل‪٤‬ض‪٣‬خء ‪ٝ‬حُلِي رخُذحٗٔخسى‪ُِ ٌٖٔ٣ٝ ،‬وخسة حٌُش‪ْ٣‬‬ ‫حلاغلاع ػِ‪ ٠‬طلخص‪ٛ َ٤‬زح حلاًظشخف ػِ‪ٞٓ ٠‬هغ حُٔشصذ حلأ‪ٝ‬س‪ٝ‬ر‪ ٢‬حُـ٘‪ٞ‬ر‪ ٢‬رؤُٔخٗ‪٤‬خ‪:‬‬ ‫‪www.eso.org‬‬ ‫(‪ )3‬حٗظش ٓوخُش كذ‪٣‬ؼش ك‪٤ً ٍٞ‬ل‪٤‬ش طشٌَ حٌُ‪ٝ ٕٞ‬ر٘خث‪٘ٓ ٚ‬ش‪ٞ‬سس ػِ‪ ٠‬حُٔ‪ٞ‬هغ‪:‬‬ ‫‪www.govertschilling.nl‬‬ ‫(‪ )4‬حٗظش خزش رؼ٘‪ٞ‬حٕ‪٤ً\" :‬ق طشٌَ حُز٘خء حٌُ‪ \"٢ٗٞ‬ؿخثضس ًخسك‪ٞ‬سد ُؼخّ ‪ٝ 2005‬حُصخدسس‬ ‫ػٖ حلأًخد‪٤ٔ٣‬ش حُغ‪٣ٞ‬ذ‪٣‬ش حٌُِٔ‪٤‬ش ُِؼِ‪ٝ ،ّٞ‬حُٔوخُش ‪ُِ ٢ٛ‬زخكؼ‪ ٖ٤‬حُؼلاػش‪ :‬ؿ‪ٔ٤‬ظ ًخٕ‬‫‪ٝ‬ؿ‪ٔ٤‬ظ ر‪٤‬زِظ ٖٓ ؿخٓؼش رش‪٘٣‬غظ‪ ٕٞ‬حلأٓش‪٤ٌ٣‬ش‪ٓٝ ،‬خسط‪ ٖ٤‬س‪٣‬ض ٖٓ ٓؼ‪ٜ‬ذ حُلِي ك‪ ٢‬ؿخٓؼش‬ ‫ًخٓزش‪٣‬ذؽ حُزش‪٣‬طخٗ‪٤‬ش‪ٛ .‬ز‪ ٙ‬حُٔوخُش ٓظ‪ٞ‬كشس ػِ‪ٞٓ ٠‬هغ حلأًخد‪٤ٔ٣‬ش حُغ‪٣ٞ‬ذ‪٣‬ش‪www.kva.se:‬‬ ‫ػػػػػػػػػػػػ‬ ‫المراجع‬‫‪[1] E Papantonopoulos, The Physics of the Early Universe, Springer,2005.‬‬‫‪[2] Volker Springel, Professor Carlos Frenk, Professor Simon White, Millennium‬‬‫‪Simulation – the largest ever model of the Universe, University of Durham,‬‬‫‪2005.‬‬‫‪[3] Matts Roos, Introduction to Cosmology, John Wiley and Sons, 2003.‬‬ ‫‪46‬‬

‫الدخاف الكوني‬ ‫يشيد عمى صدؽ القرآف‬ ‫حقائؽ جديدة يكشفيا لنا العمماء حوؿ الدخاف الكوني تأتي لتشيد عمى صدؽ‬‫ىذا القرآف‪ ،‬وأف الكممة التي اختارىا القرآف لمتعبير عف بداية خمؽ الكوف دقيقة‬ ‫عممياً‪....،‬‬ ‫‪47‬‬

‫في ىذا البحث تتجمى أمامنا معجزة حقيقية في كممة واحدة ىي كممة ( ُدخاف)‬ ‫الواردة في القرآف الكريـ أثناء الحديث عف بداية خمؽ الكوف‪ .‬وعمى الرغـ مف‬ ‫اعتراض المشككيف عمى ىذه الكممة بحجة أف العمماء يسموف السحب الكثيفة‬ ‫المنتشرة بيف النجوـ يسمونيا بالغبار‪ ،‬وىذا ىو المصطمح العممي‪ ،‬إلا أف‬ ‫القرآف يثبت يوماً بعد يوـ صدؽ كمماتو ودقة تعابيره‪ ،‬وىذا ما سن اره رؤية‬ ‫يقينية بالصور الحقيقية بالمجير الإلكتروني‪.‬‬ ‫يقوؿ تبارؾ وتعالى في كتابو المجيد متحدثاً عف بداية خمؽ ىذا الكوف‪ ،‬وكيؼ‬ ‫أف السماء كانت في بداية خمقيا دخاناً‪ ،‬وأف الله تعالى فصؿ بيف ىذه‬‫السماوات إلى سبع سماوات‪ ،‬يقوؿ تبارؾ وتعالى‪( :‬ثَُّـ ا ْستََوى إِلَى ال َّس َما ِء َوِى َي‬‫ُد َخا ٌف َفقَا َؿ لَ َيا َوِلْلؤَْر ِض ِاْئِتَيا طَْو ًعا أَْو َكْرًىا َقالَتَا أَتَْيَنا طَاِئِعي َف‪َ ،‬فقَ َضا ُى َّف َسْبعَ‬ ‫َس َمَوا ٍت ِفي َيْوَمْي ِف َوأَْو َحى ِفي ُك ِّبؿ َس َما ٍء أَ ْمَرَىا َوَزَّيَّنا ال َّس َما َء الُّقدْنَيا ِب َم َصاِبي َح‬‫َو ِح ْف ًظا َذِل َؾ تَ ْقِديُر اْل َعِزيِز اْل َعمِيِـ) [فصمت‪ .]12-11 :‬ىذا النص القرآني العظيـ‬ ‫فيو عدة معج ازت عممية لـ تتجمى إلا حديثاً جداً‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫ص‪ٞ‬سس ُٔخ ًخٕ ‪٣‬ؼظوذ‪ ٙ‬حُؼِٔخء ؿزخس ًح ً‪ً ٤ٗٞ‬خ‪ٛ ،‬ز‪ ٙ‬حُغلخرش طٔظذ ُزلا‪ ٖ٤٣‬حٌُ‪ِٞ٤‬‬ ‫ٓظشحص‪ٓ ٌُٖٝ ،‬خرح طز‪ ٖ٤‬كذ‪٣‬ؼخً؟ ‪ًِٔ َٛٝ‬ش (ؿزخس ً‪ )٢ٗٞ‬ده‪٤‬وش ػِٔ‪ً ٤‬خ؟ ‪ُٔٝ‬خرح ُْ‬ ‫‪٣‬غظخذّ حُوشإٓ ًِٔش (ؿزخس)‪ ،‬رَ حعظخذّ ًِٔش (دخخٕ)؟‬ ‫فطالما نظر العمماء إلى الكوف عمى أنو مميء بالغبار الكوني‪ ،‬وكانوا كمما‬‫اكتشفوا سحابة يقولوف إف ىذه السحابة أو ىذه الغيمة تتألؼ مف ذ ارت الغبار‪.‬‬ ‫ولكف بعدما تطورت معرفتيـ بالكوف واستطاعوا إحضار ىذه الجزيئات التي‬ ‫‪49‬‬

‫كانوا يسمونيا غبا ارً كونياً جاؤوا بيا إلى الأرض وأخضعوىا لمتحميؿ المخبري‪،‬‬ ‫فماذا كانت النتيجة؟‬ ‫ص‪ٞ‬سس ُغلخرش ًؼ‪٤‬لش ٖٓ حُذخخٕ ‪ٝ‬هذ ًشلض ُ٘خ ‪ٛ‬ز‪ ٙ‬حُغلخرش حُذخخٗ‪٤‬ش‬ ‫حُٔظِٔش حُ٘ـ‪ ّٞ‬حُوش‪٣‬زش ٓ٘‪ٝ ،ٚ‬حُظ‪ ٢‬طؼَٔ ٓؼَ حُٔصخر‪٤‬ق حُظ‪ ٢‬طٌشق حُطش‪٣‬ن‬ ‫أٓخّ حُؼِٔخء‪ٝ .‬عزلخٕ الله كظ‪ٛ ٠‬ز‪ ٙ‬حُ٘ـ‪ ّٞ‬عخش‪ٛ‬خ الله ُ٘خ ُ٘ش‪ ٟ‬ر‪ٜ‬خ حُذخخٕ‬‫حٌُ‪ٗٝ ٢ٗٞ‬غظ‪٤‬وٖ رصذم ‪ٛ‬زح حُوشإٓ‪٘ٛٝ ،‬خ ٗذسى ‪ٗٝ‬ل‪ ْٜ‬أًؼش ٓؼ٘‪ ٠‬ه‪ ُٚٞ‬طؼخُ‪:٠‬‬‫( َ‪ٝ‬حُ ُّن٘ ُـ‪َ ُٓ َّ ٞ‬غ َّخ َشح تٍص رِ َؤ ْٓ ِش ِ‪ ٙ‬أَلَا َُ ُ‪ ٚ‬ح ُْ َخ ِْ ُن َ‪ٝ‬ح ْلأَ ْٓ ُش طَزَخ َس َى حَُِّ ُ‪َ ٚ‬س ُنّد ح ُْ َؼخَُ ِٔ‪[ )َٖ ٤‬حلأػشحف‪:‬‬ ‫‪.]54‬‬ ‫‪50‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook