Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore -1- شرح ألفية العراقي في علوم الحديث

-1- شرح ألفية العراقي في علوم الحديث

Published by Ismail Rao, 2020-08-03 08:20:12

Description: شرح ألفية الحديث للحافظ العراقي – الشيخ عبد الكريم الخضير

Search

Read the Text Version

‫‪345‬‬ ‫معالي الشيخ عبد الكريم الخضير‬ ‫‪345‬‬ ‫ضاعيف‪ ،‬فتحتااج إلاى المتابعاات والشاواهد؛ ليرتقاي بهاا إلاى الحسان‪ ،‬أو إلاى ال ‪5‬صا‪4‬حي‪3‬ح علاى ماا‬ ‫قررناه سابقا‪ ،‬وأشرنا إليه من أن الضعيف‪ ،‬هل يرتقي درجاة‪ ،‬أو درجتاين؟ هال يمكان أن يرتقاي‬ ‫درجاة واحادة؟ هاذا قاول الكال أناه يرتقاي‪ ،‬لكان هال بالإمكاان أن ي َرّقاى درجتاين‪ ،‬باأن صاحت‬ ‫متابعاته وشاواهده‪ ،‬فبادلا مان أن يقاال‪ :‬ضاعيف‪ ،‬يقاال‪ :‬صاحيح؟ أو يقاال‪ :‬حسان لغياره؛ لأناه لا‬ ‫يمكن أن يرتقي درجتين‪ ،‬كما هو قول الأكثر؟ الحافظ ابن كثير ‪-‬رحماه الله‪ -‬يارى أناه لا ماانع‬ ‫من أن ي َرّقى درجتين إذا كانت المتابعات والشواهد صحيحة‪.‬‬ ‫وأقول‪ :‬لا مانع من ذلك إذا كان شيء من هاذه المتابعاات‪ ،‬أو الشاواهد فاي الصاحيحين‪ ،‬أو فاي‬ ‫أحادهما؛ لأناه لا يمكان أن يقاال‪ :‬حاديث حسان لغياره‪ ،‬والشااهد أو المتاابع فاي البخااري أو فاي‬ ‫مسالم‪ ،‬يعناي فاي النتيجاة النهائياة‪ ،‬فالطريقاة المثلاى أن ياذكر الحاديث بإساناده‪ ،‬ثام يادرس هاذا‬ ‫الإساناد ماان أولااه إلااى آخااره‪ ،‬ماان حيااث التوثيااق والتضااعيف للاارواة‪ ،‬ثاام ينظاار فيااه ماان حيااث‬ ‫الاتصاال والانقطااع‪ ،‬ثام ينظار فاي متناه مان حياث الشاذوذ والعلاة والمخالفاة‪ ،‬ثام يحكام علياه‬ ‫بإسااناده الخاااص‪ ،‬إن كااان صااحيحا‪ ،‬فبهااا ونعماات‪ ،‬وان كااان حساانا –كااذلك‪ -‬يطلااب لااه ماان‬ ‫الشاواهد والمتابعاات ماا يرقياه إلاى الصاحيح‪ ،‬وان كاان ضاعيفا يطلاب لاه مان هاذه الأماور مان‬ ‫الشواهد والمتابعات ما يرقيه إلى درجة الاحتجاج‪ ،‬وهو الحسن لغيره‪ ،‬فأنت تقول‪ :‬ضعيف بهاذا‬ ‫الإسااناد‪ ،‬ولا تحكاام علااى الحااديث بأنااه ضااعيف حتااى تجمااع طاارق الحااديث ماان المتابعااات‪،‬‬ ‫والشواهد‪ ،‬فإذا جمعت جميع ما ورد به الحديث من متابعاات‪ ،‬وشاواهد‪ ،‬وحكمات علياه‪ ،‬ولاك أن‬ ‫تحكم‪ ،‬وان كنت متمرنا‪ ،‬يعني في حال التمرين تحكم على الأحاديث بهذه الطريقة‪ ،‬ثام تعارض‬ ‫حكمك على أحكاام العلمااء‪ ،‬فاإذا طاابق حكماك ماا قيال فاي الحاديث مان قبال أهال العلام‪ ،‬فاحماد‬ ‫ربك أنك نجحت في الطرياق‪ ،‬وان اختلاف حكماك عان حكمهام فاانظر السابب‪ ،‬سابب الاخاتلاف‬ ‫باين حكماك وحكمهام‪ ،‬والمتمارن‪ ،‬المتادرب‪ ،‬ولاو كاان فاي أول الأمار لاه أن يفعال ذلاك إلاى أن‬ ‫يساتقل بنفساه بعاد كثارة الممارساة‪ ،‬واداماة النظار فاي أحكاام أهال العلام‪ ،‬علاى الطارق والقواعاد‬ ‫المعتبرة عند أهال العلام‪\" ،‬و تضـعف\" يعناي لا تضاعفه \"مطلقـا بنـاء علـى الطريـ \" يعناي علاى‬ ‫ضعف ذلك السند الذي درسته‪ ،‬أو وقفت عليه‪ ،‬يعني لا تقول‪ :‬هذا حديث ضعيف؛ لأناه بلغاك‬ ‫بساند فياه رجال مضاعف‪ ،‬أو فياه انقطااع‪ ،‬علياك أن تقاول‪ :‬الحاديث بهاذا الإساناد ضاعيف؛ لأن‬ ‫فياه كاذا‪ ،‬إماا ضاعف بعاض الارواة‪ ،‬أو انقطااع فاي الإساناد‪ ،‬أو مخالفاة فاي الماتن‪ ،‬تقاول‪ :‬بهاذا‬ ‫الإسناد ضعيف \"و تضعف\" يعني لا تضعفه‪:‬‬ ‫علــــــــى الطريــــــــ إ لعــــــــر جــــــــاءا‬ ‫‪ ....................‬مطلقـــــا بنـــــاءا‬ ‫على ضعف الطريق الذي درسته \"إ لعر\" يعني لعله يعني الحديث جاء‪ ،‬والألف هذه للإطالاق‬ ‫في الشطرين‪\" ،‬بسند\" يعني آخر \"مجود\" يثبت به بمثله‪ ،‬أو بمثلهماا الحاديث بساند آخار \"مجـود‬ ‫‪315‬‬

‫شرح ألفية الحافظ العراقي‬ ‫‪046‬‬ ‫ب‪6‬ر‪4‬يق‪3‬ف\" يعناي يثبات بمثلاه‪ ،‬أو بالساندين معاا الخبار‪ ،‬بال إطالاق الحكام جاوازه يقاف علاى حكام‬ ‫إمام من الأئمة \"بر يقف اك\" أي الإطالاق \"على حكـم إمـام يصـف بيـان ضـعفه\" يعناي الإماام‬ ‫المطلع لا يمكن أن يقول‪ :‬الحديث ضعيف‪ ،‬أو إسناده ضعيف‪ ،‬وله ما يتقوى به؛ لأنه لو قال‪:‬‬ ‫ضعيف‪ ،‬وهو يعرف أن له متابعا‪ ،‬أو شاهدا يصح به‪ ،‬أو يرتقي باه عان درجاة الضاعف يكاون‬ ‫غاشاا‪ ،‬والمساألة مفترضاة فاي إماام ناصاح‪ ،‬والأئماة المعروفاون‪ ،‬أئماة الحاديث‪ ،‬والسانة كلهام‬ ‫ناصحون‪ ،‬بل يقف ذاك على حكم إمام من أئماة الحاديث \"يصـف بيـان ضـعفه\" أي الماتن بأناه‬ ‫شااذ‪ ،‬أو منكار \"فـ ن أطلقـه\" فاإن أطلقاه أي أطلاق ذلاك الإماام يعناي الضاعف‪ ،‬يعناي لاو قاال‪:‬‬ ‫ضاعيف \"فالشـيخ\" مان هاو؟ ابان الصالاح‪\" ،‬فالشـيخ\" يعناي ابان الصالاح \"فيمـا بعــد حققــه\"‪،‬‬ ‫وعندكم \"فيما بعـده حققـه\"‪ ،‬وبعاض النساخ الصاحيحة \"فيمـا بعـد قـد حققـه\"‪ ،‬وكلاهماا صاحيح‪،‬‬ ‫والوزن مستقيم‪:‬‬ ‫فالشــــــيخ فيمــــــا بعــــــد قــــــد حققــــــه‬ ‫‪...................................‬‬ ‫سيأتي في البيت رقم‪ :‬مائتين واثنين وسبعين‪:‬‬ ‫كاااااذا إذا قاااااالوا لماااااتن‪ :‬لااااام يصاااااح‬ ‫فااااإن يقاااال‪ :‬قاااال بيااااان مااااا انجاااارح‬ ‫وسيأتي شرحه ‪-‬إن شاء الله تعالى‪ ،-‬شيء يتعلق بهذا الكلام‪ ،‬ويوضحه ‪-‬إن شاء الله تعاالى‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫التوقف على إطلاق إمام‪ ،‬وأماا غيار الأئماة لايس لهام ذلاك‪ ،‬هاذا ميال مان ابان الصالاح إلاى ماا‬ ‫يؤياد مذهباه فاي انقطااع التصاحيح والتضاعيف فاي العصاور المتاأخرة‪ ،‬وتقادم الكالام فاي هاذه‬ ‫المسألة‪ ،‬وأن ابن الصلاح لم يواَفق على ذلك ‪-‬رحمه الله‪.-‬‬ ‫فالشـــــــــيخ فيمـــــــــا بعـــــــــده حققـــــــــه‬ ‫‪..................................‬‬ ‫‪...................................‬‬ ‫وان تــــــــــــــــــــــــــــــرد ‪.................‬‬ ‫وهاذه ثانياة‪ ،‬أو ثااني التنبيهاات‪ ،‬ثانيهماا ماا تضامنه قولاه‪\" :‬وان تـرد نقـ لـواه\" يعناي لماتن واٍه‬ ‫ضعيف‪ ،‬لكنه لم يبلغ الوضع \"لواه أو لما يشك فيه\" يعني من قَبل أهل الحديث‪ ،‬أهو صاحيح‪،‬‬ ‫أم ضعيف؟‬ ‫يشـــــــــــــك فيـــــــــــــه ب ســـــــــــــنادهما‬ ‫‪...................................‬‬ ‫\" ب سنادهما\" يعني لا بذكر إسنادهما‪ ،‬يعناي إذا ذكارت الحاديث الضاعيف الاذي لا يصال إلاى‬ ‫درجاة الوضاع بادون إساناد ذكارت الضاعيف والاواهي‪ ،‬أو ماا يشاك فياه بادون إساناد‪ ،‬بال بمجارد‬ ‫الإضاافة إلاى النباي ‪-‬صالى الله علياه وسالم‪ ،-‬أو إلاى غياره ممان ينساب إلياه‪ ،‬فإناك لا تجازم‬ ‫بنسابته‪ ،‬حاديث ضاعيف‪ ،‬أو تشاك فاي ثبوتاه إلاى النباي ‪-‬علياه الصالاة والسالام‪ -‬ولا تاذكر لاه‬ ‫إسنادا تب أر به عهادتك مان نسابته إلاى النباي ‪-‬علياه الصالاة والسالام‪ ،-‬فإناك لا تجازم‪ ،‬ولا تقال‪:‬‬ ‫قاال رساول الله ‪-‬صالى الله علياه وسالم‪ ،-‬وانماا ائات بصايغة تماريض \"فــأي بتمــريو\" يعناي‬

‫‪347‬‬ ‫معالي الشيخ عبد الكريم الخضير‬ ‫‪347‬‬ ‫بصايغة تماريض‪ ،‬فيكتفاى بهاا عان التصاحيح بمعااني التصاريح بالتضاعيف‪ ،‬تقا‪7‬ول‪ُ3:4‬ياروى عان‬ ‫النباي ‪-‬صالى الله علياه وسالم‪ُ -‬ياذكر‪ُ ،‬ذكار‪ُ ،‬روي \"فـأي بتمـريو كيـروى\" يعناي وُياذكر‪ ،‬فالا‬ ‫تجازم بنقلاه‪ ،‬واضاافته إلاى النباي ‪-‬علياه الصالاة والسالام‪-‬؛ خوفاا مان الوعياد‪ ،‬مان أن تضايف‬ ‫إلياه‪ ،‬تقاول علياه ماا لام يقال \"واجـزم بنقـر\" بالا ساند \"مـا صـ كقـال فـاعلم\" فااعلم ذلاك فاأت باه‬ ‫بصيغة الجزم‪ ،‬ولا تأت به بصيغة التمريض‪ ،‬عكس الأول‪ ،‬يعني إذا رويت حديثا بدون إساناد‪،‬‬ ‫فإن كاان ضاعيفا تعلام ضاعفه‪ ،‬أو تشاك فاي صاحته‪ ،‬فالا تجازم باه‪ ،‬بال ائات بصايغة التماريض‪،‬‬ ‫فقال‪ُ :‬ياروى عان النباي ‪-‬علياه الصالاة والسالام‪ُ ،-‬ياذكر عان النباي ‪-‬علياه الصالاة والسالام‪،-‬‬ ‫ُروي عناه‪ُ ،‬ذكار عناه‪ ،‬أماا إذا كاان صاحيحا‪ ،‬تجازم بصاحته‪ ،‬فالا تقال‪ُ :‬ياروى ُوياذكر‪ ،‬بال اجازم‬ ‫بنسابته‪ ،‬فقال‪ :‬قاال رساول الله ‪-‬صالى الله علياه وسالم‪ ،-‬وكثيار مان الفقهااء لا ي ارعاي مثال هاذا‬ ‫الاصطلاح‪ ،‬وفي كتب الفقه كثير مما يجزم به بنسبته إلى النبي ‪-‬عليه الصلاة والسلام‪ ،-‬قال‬ ‫رساول الله ‪-‬صالى الله علياه وسالم‪ -‬كاذا‪ ،‬وهاو ضاعيف‪ ،‬أو العكاس‪ ،‬قاد يكاون فاي الصاحيحين‪،‬‬ ‫فيقولون‪ :‬والدليل على ذلك ما ُيروى عن النبي ‪-‬صلى الله عليه وسالم‪ -‬أناه قاال‪ ،‬أو ُياذكر عان‬ ‫النبي ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬أناه قاال‪ ،‬وفاي هاذا تضاييع لطالاب العلام القاارئ فاي هاذه الكتاب‪،‬‬ ‫فالا باد مان م ارعااة هاذا الاصاطلاح؛ لأن المؤلاف إذا جازم بالنسابة أخاذه الطالاب الماتعلم علاى‬ ‫جهة القبول من غير نظار فياه‪ ،‬وتسابب فاي ذلاك بعمال هاذا الطالاب بهاذا الخبار الاذي لام يثبات‬ ‫عن النبي ‪-‬عليه الصلاة والسلام‪-‬؛ لأن المؤلف جزم به‪ ،‬واذا جاء به بصايغة التماريض‪ ،‬وهاو‬ ‫صحيح جعل الطالب يزهد‪ ،‬ويترك العمل بهذه الحديث‪ ،‬وهو صحيح‪.‬‬ ‫التنبياه الثالاث‪ :‬ماا أشاار إلياه المؤلاف النااظم ‪-‬رحماه الله تعاالى‪ -‬بقولاه‪\" :‬وسـهلوا\" أي جاوزوا‬ ‫التساااهل \"فــي غيــر موضــو رووا\" يعنااي فااي روايااة غياار موضااوع ماان الحااديث حيااث رووه‬ ‫بإسناده‪:‬‬ ‫‪...................................‬‬ ‫وســــهلوا فــــي غيــــر موضــــو رووا‬ ‫فاإذا رووه بإساناده‪ ،‬فاإنهم يبرئاون مان عهدتاه \"مـن غيـر تبيـين لضـعف\" إن كاان فاي الترغياب‬ ‫والترهيب‪ ،‬والفضائل‪ ،‬وغيرها من الأبواب التي جاء عن أئمة الحديث التساهل فيها‪،‬‬ ‫مــــــن غيــــــر تبيــــــين لضــــــعف و أروا‬ ‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬ ‫بيانـــــــــــــــــــــــه ‪......................‬‬ ‫وعادم التسااهل فاي ذكاره إلا مقروناا ببياان درجاتاه \"بيانـه\"‪\" ،‬و أروا بيانـه فـي الحكـم\" يعناي فاي‬ ‫الأحكام الشرعية مان الحالال والحا ارم‪ ،‬لا فاي الفضاائل‪ ،‬والترغياب‪ ،‬والترهياب \"والعقا ـد\" والعقائاد‬ ‫أمرها أشد‪ ،‬كالصفات‪ ،‬ونحوها مما يضاف إلى الله ‪-‬جل وعلا‪.-‬‬ ‫عـــــن ابـــــن مهـــــد ‪...............‬‬ ‫و أروا بيانـــــه فـــــي الحكـــــم والعقا ـــــد‬ ‫‪317‬‬

‫شرح ألفية الحافظ العراقي‬ ‫‪048‬‬ ‫ع‪8‬بد‪ 4‬ا‪3‬لرحمن بن مهدي \"وغير واحد\" كأحمد بن حنبل‪ ،‬وابان معاين‪ ،‬وابان المباارك‪ ،‬بال هاذا قاول‬ ‫جمهاور العلمااء‪ ،‬أنهام إذا رووا فاي الفضاائل تسااهلوا‪ ،‬واذا رووا فاي الأحكاام تشاددوا‪ ،‬يتسااهلون‬ ‫فاي رواياة الأحادياث الضاعيفة فاي الفضاائل‪ ،‬ويقبلاون الأحادياث الضاعيفة غيار شاديدة الضاعف‬ ‫في الفضائل‪ ،‬فضائل الأعمال‪ ،‬وأما الأحكام فلا يقبلون فيها إلا ماا صاح‪ ،‬أو حسان‪ ،‬ويشاددون‬ ‫في الأحكام وفي العقائد‪ ،‬وأما في الفضائل والترغيب والترهيب‪ ،‬فيتسامحون‪ ،‬ويتساهلون فيها‪.‬‬ ‫وهااذا يجرنااا إلااى القااول بحكاام العماال بالحااديث الضااعيف؛ لأن عناادنا أبااواب الاادين‪ :‬العقائااد‪،‬‬ ‫والأحكام‪ ،‬والفضائل‪ ،‬والتفسير‪ ،‬واثبات ق ارءة من ق ارءات القرآن‪ ،‬والمغاازي‪ ،‬والساير‪ ،‬هاذه أباواب‬ ‫الادين التاي يطلاب الادليل لهاا‪ ،‬فاالجمهور يشاددون فاي الأحكاام‪ ،‬والعقائاد‪ ،‬ويتسااهلون فيماا عادا‬ ‫ذلااك‪ ،‬يتساااهلون فااي التفسااير‪ ،‬وهااذا مااروي عاان الإمااام أحمااد ‪-‬رحمااه الله‪ ،-‬يتساااهلون فااي‬ ‫الفضااائل‪ ،‬يتساااهلون فااي المغااازي والسااير‪ ،‬فيقبلااون فيهااا الضااعيف‪ ،‬واذا رووا فااي الأحكااام‪،‬‬ ‫واسااتدلوا للأحكااام‪ ،‬وطلبااوا دلياال للأحكااام‪ ،‬والعقائااد يشااددون‪ ،‬وهااذا مااأثور عماان ذكرنااا‪ ،‬كااابن‬ ‫مهدي‪ ،‬وابن المبارك‪ ،‬وابن معين‪ ،‬والإمام أحمد‪ ،‬وغيرهم من لفظهم‪.‬‬ ‫والنووي في مقدمة الأربعين‪ ،‬وفي الأذكار نقل الاتفاق على هذا القول‪ ،‬وأن العلماء اتفقاوا علاى‬ ‫قبول الأحاديث الضعيفة في الفضائل‪ ،‬فاي فضاائل الأعماال‪ ،‬وهاذا النقال فياه تسااهل‪ ،‬فقاد وجاد‬ ‫مان يمناع كالبخااري ومسالم أيضاا‪ ،‬يشاددون فاي رواياة الأحادياث الضاعيفة‪ ،‬ولا يساتدلون بهاا‪،‬‬ ‫والبخااري ‪-‬رحماه الله تعاالى‪ -‬فاي ت ارجماه مان الإشاا ارت الكثيارة فاي رد الأحادياث الضاعيفة فاي‬ ‫جمياع أباواب الادين فاي التا ارجم‪ ،‬أباو حااتم ‪-‬رحماه الله‪ -‬لا يقبال الحسان‪ ،‬ولا يحاتج باه‪ ،‬فكياف‬ ‫بالضاعيف؟ أباو بكار ابان العرباي يارد الضاعيف‪ ،‬ويوصاي طلاباه كماا فاي أحكاام القارآن أن لا‬ ‫يشتغلوا من الحديث إلا بما صاح‪ ،‬وشايخ الإسالام ابان تيمياة ‪-‬رحماه الله تعاالى‪ -‬كارر ذلاك فاي‬ ‫كثير من كتبه‪ ،‬وأنه لا يعتمد على غير الصاحيح والحسان‪ ،‬يعناي ماا يقبال مان الأحادياث‪ ،‬فهاو‬ ‫يارد الضاعيف‪ ،‬والشاوكاني كاذلك صارح فاي مقدماة تفسايره أناه لا يعاول علاى الضاعيف‪ ،‬لا فاي‬ ‫الأحكام‪ ،‬ولا في إثبات التفسير لكتاب الله ‪-‬جل وعلا‪ ،-‬ولا في شيء من أبواب الدين‪ ،‬والسبب‬ ‫فاي ذلاك أن الظان غالاب فاي عادم ثبوتاه‪ ،‬والصاحيح والحسان الظان غالاب فاي ثبوتاه‪ ،‬ومنااط‬ ‫الأحكام إنما هو على غلبة الظن‪ ،‬واضافة إلى أن الاشتغال بالأحاديث الضعيفة يلهي‪ ،‬ويشغل‬ ‫عن الأحاديث الصحيحة‪ ،‬وفيماا صاح عان النباي ‪-‬صالى الله علياه وسالم‪ -‬غنياة عان الاشاتغال‬ ‫بالضاعاف‪ ،‬وماا دخال المبتدعاة مان صاوفية‪ ،‬وغيارهم إلا مان قبال الأحادياث الضاعيفة‪ ،‬والاذين‬ ‫يستدلون بالضعيف جرهم ذلك الاستدلال إلاى أن تسااهلوا فارووا الأحادياث شاديدة الضاعف‪ ،‬بال‬ ‫بعضهم استدل بما هو شديد الضعف الواهي‪ ،‬ولا شك أن مثل هذا الاسترسال غير مرضي‪.‬‬ ‫الجمهور الذين يستدلون بالضعيف يشترطون له شروطا‪ ،‬أن يكون فاي فضاائل الأعماال لا فاي‬ ‫الأحكاام والعقائاد‪ ،‬وأن يكاون الضاعف غيار شاديد‪ ،‬فاإن كاان الضاعف شاديدا فالا‪ ،‬وأن لا يعتقاد‬

‫‪349‬‬ ‫معالي الشيخ عبد الكريم الخضير‬ ‫‪349‬‬ ‫عند العمل به ثبوته‪ ،‬بل يعتقد الاحتياط‪ ،‬لكن هذا الاحتياط –أحيانا‪ -‬يترتب علي‪9‬ه‪4‬ت‪3‬رك ماأمور‪،‬‬ ‫وأحيانا يترتب عليه ارتكاب محظور‪ ،‬واذا ترتب على الاحتياط شيء مان هاذا‪ ،‬تارك ماأمور‪ ،‬أو‬ ‫فعل محظور‪ ،‬فالاحتياط كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ترك هذا الاحتياط‪.‬‬ ‫فالمرجح أن الحاديث الضاعيف لا يعمال باه مطلقاا‪ ،‬يعناي الضاعيف البااقي علاى ضاعفه‪ ،‬ولايس‬ ‫له ما يشهد له‪ ،‬بعضهم يرى أن الحديث الضعيف تلقي بالقبول مثلا‪ ،‬فيعمل به للتلقي بالقبول‪،‬‬ ‫وهذه جادة معروفة عند أهل العلم‪ ،‬بعضاهم يقاول‪ :‬إذا كاان الضاعيف منادرجا تحات أصال عاام‪،‬‬ ‫وهذا من شروط الجمهور في قبوله‪ ،‬أو يندرج تحت قاعدة كلية فإناه يعمال باه‪ ،‬وعلاى كال حاال‬ ‫هاذا القاول والتوساع فياه جعال كثيار ممان ينتساب إلاى العلام لا يعناى بالصاحيحين وغيرهماا‪ ،‬بال‬ ‫يعنااى بأحاديااث تسااند وتاادعم مااا يااذهب إليااه ماان أقااوال‪ ،‬فلااو كااان معولااه علااى الأحاديااث‬ ‫الصحيحة‪ ،‬أو على الأقال الأحادياث المقبولاة مان صاحيحة وحسانة‪ ،‬ولا يتشااغل بالضاعيف‪ ،‬لا‬ ‫شك أنه لان يقاع فاي مخالفاة باإذن الله ‪-‬جال وعالا‪ ،-‬ولان يصاده ذلاك عان تحصايل الادين علاى‬ ‫وجهاه كماا أنازل‪ ،‬وماا أوتيات الأماة فاي كثيار مان تصارفات المبتدعاة إلا مان قبال الأحادياث‬ ‫الضعيفة‪ ،‬وماع الأساف أن الأحادياث الضاعيفة تمالأ كتاب التفساير‪ ،‬وتمالأ كتاب الفقاه‪ ،‬وتجادهم‬ ‫يساتدلون بالضاعيف‪ ،‬فضالا عان كتاب التاواريخ والأدب‪ ،‬والكتاب غيار المتخصصاة‪ ،‬ففيهاا مان‬ ‫ذلك الشيء الكثير‪ ،‬بل فيها بعض الموضوعات‪.‬‬ ‫والله أعلم‪.‬‬ ‫وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪319‬‬

‫شرح ألفية الحافظ العراقي‬ ‫‪001‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪351‬‬ ‫شرح ألفية الحافظ العراقي‬ ‫لفضيلة الشيخ الدكتور‬ ‫عبد الكريم بن عبد الله الخضير‬ ‫عضو هيئة كبار العلماء‬ ‫وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء‬ ‫تاريخ المحاضرة‪ :‬المكان‪:‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook