Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore -1- شرح ألفية العراقي في علوم الحديث

-1- شرح ألفية العراقي في علوم الحديث

Published by Ismail Rao, 2020-08-03 08:20:12

Description: شرح ألفية الحديث للحافظ العراقي – الشيخ عبد الكريم الخضير

Search

Read the Text Version

‫‪350‬‬ ‫معالي الشيخ عبد الكريم الخضير‬ ‫‪350‬‬ ‫‪350‬‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫السلام عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬ ‫سم‪.‬‬ ‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬وصلى الله وسلم وبارك علـى عبـده ورسـوله نبينـا محمـد‪ ،‬وعلـى آلـه‬ ‫وصحبه أجمعين‪.‬‬ ‫اللهم اغفر لنا‪ ،‬ولشيخنا‪ ،‬والسامعين برحمتك يا أرحم ال ارحمين‪.‬‬ ‫قال الإمام الع ارقي ‪-‬رحمه الله تعالى‪:-‬‬ ‫معرفة من تقبر روايته‪ ،‬ومن ترد‬ ‫والفقـــــه فــــي قبـــــول ناقــــر الخبـــــر‬ ‫أجمــــــــع جمهــــــــور أ مــــــــة ا ثــــــــر‬ ‫أ يقظــــــــا ولــــــــم يكـــــــن مبفــــــــ‬ ‫بــــــــأن يكـــــــــون ضابطـــــــــا معـــــــــد‬ ‫كتابــــــــه إن كــــــــان منــــــــه يــــــــرو‬ ‫يحفــــــظ إن حــــــد حفظــــــا يحــــــو‬ ‫إن يـــــرو بــــالمعنى وفــــي العدالـــــة‬ ‫يعلــــم مـــــا فــــي اللفــــظ مــــن إحالـــــه‬ ‫قــــــد بلــــــ الحلـــــم ســــــليم الفعـــــر‬ ‫بـــــــأن يكـــــــون مســــــــلما ا عقــــــــر‬ ‫زَّكــــــــاه عـــــــد ن فعــــــــدل مـــــــ تمن‬ ‫مـــن فســـ أو خـــرم مـــروءة ومــــن‬ ‫جرحـــــا وتعـــــدي خـــــ الشــــــاهد‬ ‫وصـــــــــــح اكتفـــــــــــا هم بالواحـــــــــــد‬ ‫تزكيــــــــة كمالــــــــك نجــــــــم الســـــــــنن‬ ‫وصـححوا اسـتبناء الشـهرة عـن‬ ‫بـحملـــــــــه العلـــــــــم ولـــــــــم يوهـــــــــن‬ ‫و بــــن عبـــد البــــر كـــر مـــن عنـــي‬ ‫((يحمــر هـــ ا العلــم)) لكــن خولفـــا‬ ‫ف نـــــــه عــــــدل بقـــــــول المصطفـــــــى‪:‬‬ ‫فضـــــــــــاب أو نـــــــــــاد ار فمخطـــــــــــي‬ ‫ومــــــن يوافــــــ غالبــــــا ا الضــــــب‬ ‫كـــــــر ســــــــباب لـــــــه أن تـــــــثق‬ ‫وصححــــــــوا قبــــــــول تعديــــــــر بـــــــ‬ ‫للخلـــــــف فـــــــي أســـــــبابه وربمــــــــا‬ ‫ولــــــم يــــــرو قبـــــــول جــــــرح أبهمـــــــا‬ ‫فســــــــره شــــــــعبة بــــــــالركو فمــــــــا‬ ‫استفســــر الجــــرح فلــــم يقــــدح كمــــا‬ ‫كشــيخي الصــحي مــع أهــر النظــر‬ ‫هــــــ ا الـــــ عليــــــه حفـــــاُ ا ثـــــر‬ ‫ج‬ ‫ج‬ ‫الحماد لله رب العاالمين‪ ،‬وصالى الله وسالم وباارك علاى عباده ورساوله نبيناا محماد‪ ،‬وعلاى آلاه‬ ‫وصحبه أجمعين‪.‬‬ ‫أما بعد‪:‬‬ ‫‪351‬‬

‫شرح ألفية الحافظ العراقي‬ ‫‪002‬‬ ‫في‪2‬ق‪5‬ول‪ 3‬المؤلف ‪-‬رحمه الله تعالى‪\" :-‬معرفة من تقبر روايته‪ ،‬ومن ترد\" معرفة من تقبل روايتاه‪،‬‬ ‫ومن ترد‪ ،‬يعني وما يتبع ذلك‪ ،‬وفيه ثلاثة عشر فصلا‪:‬‬ ‫الأول‪ ،‬الفصل الأول‪ :‬أشار إليه الناظم بقوله ‪-‬رحمه الله تعالى‪:-‬‬ ‫والفقـــــه فـــــي قبـــــول ناقـــــر الخبـــــر‬ ‫أجمــــــــع جمهــــــــور أ مــــــــة ا ثــــــــر‬ ‫\"أجمـع جمهـور\" باين هااتين الكلمتاين تناافر معناوي‪ ،‬وان كانات هاي عباارة ابان الصالاح أصال‬ ‫الانظم‪ ،‬لكان التنااافر المعناوي موجااود‪ ،‬فالإجمااع الأصاال فياه أنااه قاول الكاال‪ ،‬والجمهاور قااول‬ ‫الأكثار‪ ،‬فكياف يقاول‪\" :‬أجمـع جمهـور\"؟! فيجماع باين هااتين اللفظتاين المتناافرتين‪ ،‬لا شاك أناه‬ ‫تسااهل فاي التعبيار‪ ،‬وتجاوز فياه‪ ،‬والا إذا قصاد الإجمااع الاذي هاو قاول الكال امتناع كوناه قاول‬ ‫الأكثر‪ ،‬واذا قصد أن الجمهور يقولون بهذا امتنع حكاية الإجماع‪ ،‬فالجمع بينهما تناافر معناوي‬ ‫بلا شك؛ لأن مفاد الإجماع غير مفاد قول الجمهور‪ ،‬والعكس‪.‬‬ ‫وليس الناظم‪ ،‬وقبله ابن الصلاح ممان يارى أن الإجمااع قاول الأكثار‪ ،‬كماا أشارنا إلاى قاول ابان‬ ‫جرير سابقا‪ ،‬فإنهما مع الجمهور‪ ،‬مع جماهير أهل العلم في كون الإجماع قول الكل‪:‬‬ ‫‪...................................‬‬ ‫أجمــــــــع جمهــــــــور أ مــــــــة ا ثــــــــر‬ ‫يعناي مان أهال الحاديث \"والفقـه\" يعناي اتفاق أهال الأثار‪ ،‬وأهال النظار‪ ،‬اتفقاوا \"فـي قبـول ناقـر‬ ‫الخبر\" أي على قبوله‪ ،‬على قبول ناقل الخبر‪ ،‬أي ال اروي له‪ ،‬الآثار لاه \"فـي قبـول ناقـر الخبـر\"‬ ‫المحتج به‪ ،‬يعني قبول ناقل الخبر الذي يحتج به؛ لأن الخبر أعم من أن يكاون محتجاا باه‪ ،‬أو‬ ‫غير محتج به‪ ،‬لكن القبول خاص بالمحتج به‪ ،‬القبول للاحتجاج أخص من كلماة خبار‪ ،‬الخبار‬ ‫يعم المقبول‪ ،‬وغيار المقباول‪ ،‬والقباول قاد يكاون الاحتجااج باه لذاتاه‪ ،‬وهاو الما ارد هناا‪ ،‬وقاد يكاون‬ ‫القباول لا لذاتاه بال لماا يشاهد لاه كالحسان لغياره‪ ،‬لا تنطباق هاذه الشاروط علاى اروياه؛ لأناه فاي‬ ‫الأصل ضعيف‪ ،‬ضعيف تعددت طرقاه‪ ،‬وجبار بعضاها بعضاا‪ ،‬فقبال لا لذاتاه‪ ،‬ولا لأن الشاروط‬ ‫المذكورة اكتملت في ارويه‪ ،‬إنما هذه الشروط لرواة الخبر المحتج به‪ ،‬المقبول‪ ،‬وهو أعم مان أن‬ ‫يكون صحيحا ليتناول الحسن –أيضا‪-‬؛ لأنه مقبول‪.‬‬ ‫‪...................................‬‬ ‫بـــــــــأن يكـــــــــون ضـــــــــابطا معـــــــــد‬ ‫\"بأن يكون\" أي بشرط أن يكاون اروياه \"ضـابطا معـد \" ضاابطا لماا يروياه‪ ،‬معادلا مان قَبال أئماة‬ ‫الحديث‪ ،‬فالضبط والعدالة شرطان لا بد منهما لقبول خبر ال اروي‪ ،‬لا يكفي الضابط وحاده؛ لأناه‬ ‫قد يكون ضابطا‪ ،‬والعدالة مجروحة؛ فلا يؤمن حينئاٍذ أن يكاذب‪ ،‬ولا تكفاي العدالاة وحادها؛ لأناه‬ ‫قاد يكاون عادلا مرضايا فاي ديناه‪ ،‬لكناه قاد يخطائ ماع عدالتاه‪ ،‬وديانتاه؛ ولاذا لا باد مان اجتمااع‬ ‫الأمارين‪ ،‬واذا اجتماع العدالاة ماع الضابط صاار الا اروي ثقاة‪ ،‬فالثقاة مان الارواة مان يجماع باين‬ ‫شرطي القبول اللذان هما العدالة مع الضبط‪.‬‬ ‫وهذا تقدم في تعريف الصحيح‪:‬‬

‫‪353‬‬ ‫معالي الشيخ عبد الكريم الخضير‬ ‫‪353‬‬ ‫‪.......3..5..3........................‬‬ ‫بـــــــــأن يكـــــــــون ضـــــــــابطا معـــــــــد‬ ‫ثم شرح الأخير‪ ،‬ثم عرج على الأول على سبيل اللف والنشر المشوش‪ ،‬يعني غير المرتاب‪ ،‬أو‬ ‫مرتب؟‬ ‫طالب‪......:‬‬ ‫نعم على سبيل اللاف والنشار المرتاب؛ لأناه قادم الضابط‪ ،‬ثام ثَّناى بالعدالاة‪ ،‬ثام فصال‪ ،‬ونشار ماا‬ ‫يتعلق بالضبط‪ ،‬ثم ثَّنى بما يتعلق على سبيل التفصيل بالعدالة‪.‬‬ ‫أ يقظـــــــــــــــــــــــــا ‪..................‬‬ ‫بـــــــــأن يكـــــــــون ضـــــــــابطا معـــــــــد‬ ‫بضام القااف‪ ،‬وكسارها‪ ،‬كماا قاال الجاوهري فاي صاحاحه‪ ،‬أي أن يكاون فاي الضابط‪ ،‬أي باأن‬ ‫يكاون فاي الضابط يُقظاا‪ ،‬يعناي متيقظاا لماا يتحمال؛ فالا يخال بشايء مماا يسامع‪ ،‬و‪-‬أيضاا‪-‬‬ ‫متيقظا عند الأداء‪ ،‬فإذا أخاذ عان الشايوخ فاي حاال التحمال لا باد أن يكاون يُقظاا‪ ،‬يعناي متيقظاا‬ ‫منتبها‪ ،‬لا غافلا‪ ،‬ولا ساهيا‪ ،‬ولا لاهيا‪ ،‬وكذلك الحال عند الأداء للآخذين عنه أن يكون متيقظا‬ ‫\"ولم يكن مبف \" ولام يكان مغفالا لا يمياز الصاواب مان الخطاأ \"ولـم يكـن مبفـ \" يعناي لا يمياز‬ ‫الصاواب ماان الخطااأ‪ ،‬ولا يلَقاان فيااتلقن؛ لأن هااذا هااو مغفاال‪ ،‬بعااض الناااس عنااده غفلااة‪ ،‬يقباال‬ ‫التلقين‪ ،‬فإذا قيل له‪ :‬إن هذا الحديث من حديثك‪ ،‬ووثق بالقائال حادث باه‪ ،‬قيال لاه‪ :‬هاذا حاديثك‬ ‫عن فلان‪ ،‬فإذا وثق به حدث عنه‪ ،‬وتوجد –أيضا‪ -‬مثل هذه الغفلة‪ ،‬وقبول التلقين في الشهود‪،‬‬ ‫يعني في حياة الناس العامة قديما‪ ،‬وحديثا‪ ،‬فبالإمكان أن تكسب شخصا يشهد لك شهادة زور‪،‬‬ ‫وهاو مان خياار عبااد الله‪ ،‬وينفار عان شاهادة الازور أشاد النفارة‪ ،‬لكناه يشاهد إذا ُلقان‪ ،‬يعناي ياأتي‬ ‫إليك ازئ ار‪ ،‬فتقول له‪ :‬أبشرك بأننا اشترينا هذه الأرض‪ ،‬وتصف لاه مكانهاا فيعرفاه‪ ،‬ويقاول‪ :‬هاذه‬ ‫أرض طيباة‪ ،‬وموقعهاا ممتااز علاى شاوارع‪ ،‬وتصالح للاساتثمار‪ ،‬وينتهاي الحاديث عناد هاذا‪ ،‬ثام‬ ‫تازوره‪ ،‬فاي المارة الأولاى ازرك‪ ،‬وفاي المارة الثانياة تازوره أنات‪ ،‬ثام تقاول لاه‪ :‬هاذه الأرض دفعناا‬ ‫نصف قيمتها الآن‪ ،‬ثم بعد ذلك مرة ثالثة‪ :‬والله أنا متردد في أن أنشئ عليها عماارة ساكنية‪ ،‬أو‬ ‫تجارية‪ ،‬أو أسكنها‪ ،‬أو أبيع ما أدري –والله‪ -‬إلى الآن ما بعاد قاررت شايئا‪ ،‬ثام تاأتي مارة ثالثاة‪،‬‬ ‫أو اربعة‪ ،‬وتقول له‪ :‬هذه الأرض ثيمت بكذا لكني عازم على استثمارها‪ ،‬وقد دفعناا بقياة الاثمن‪،‬‬ ‫ثم عشار زياا ارت‪ ،‬ثام تقاول لاه‪ :‬الآن نرياد الإفا ارغ دفعناا القيماة‪ ،‬ومان خالال ماا كاررت علياه مان‬ ‫الكلام تقرر فاي نفساه بماا لا مجاال فياه للشاك أن الأرض لاك‪ ،‬ثام تطلاب مناه الشاهادة‪ ،‬وياذهب‬ ‫معك إلى المحكمة‪ ،‬ويشاهد؛ لأناه مغفال يقبال التلقاين‪ ،‬لكان لاو قلات لاه مان أول مارة‪ :‬أناا عنادي‬ ‫أرض تشهد عليها‪ ،‬ما قَبل؛ لأناه رجال صاالح‪ ،‬لكناه بهاذا التلقاين التادريجي قبال‪ ،‬فقار فاي نفساه‬ ‫أنك صادق‪ ،‬وأنت كل ماا دار‪ ،‬والحاصال‪ ،‬ومان كثار ماا تكارر علياه مثال هاذا الكالام يازداد باك‬ ‫ثقة‪ ،‬ويقتنع بملكك للأرض‪ ،‬هذا هو معنى التلقين‪.‬‬ ‫‪353‬‬

‫شرح ألفية الحافظ العراقي‬ ‫‪004‬‬ ‫فت‪4‬جا‪5‬د‪3‬بعاض النااس إذا قيال لاه‪ :‬هاذا حاديثك عان فالان‪ ،‬ثام مارة ثانياة‪ ،‬أو ثالثاة‪ ،‬المارة ال اربعاة‬ ‫يحدث به عن فلان‪ ،‬هذا مغفل لا تقبل روايته‪.‬‬ ‫وأن يكون مع ذلك \"يحفظ\" يعني متيقظ حال التحمل‪ ،‬وحال الأداء‪ ،‬وأن يكون غير مغفل‪ ،‬وهذا‬ ‫توضيح لليقظة وأن يكون –أيضا‪ -‬يحفظ‪ ،‬حافظته تسعفه يحفظ ما سمعه بأن يثبته فاي حفظاه‬ ‫بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء‪ ،‬بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء \"يحفظ إن حد‬ ‫حفظا\" يعني حفظ صدر \"يحفظ إن حد حفظا\" أي من حفظه في صدره عن ظهر قلبه‪:‬‬ ‫كتابــــــــه إن كــــــــان منــــــــه يــــــــرو‬ ‫‪ .......................‬يحــــــــــــــــــو‬ ‫\"يحو كتابه\" يصونه عن تطرق التغيير إليه‪ ،‬وتكون صايانته‪ ،‬وحفظاه لاه بنفساه‪ ،‬بنفساه يتاولاه‬ ‫بنفسه‪ ،‬أو بثقة يعني ط أر علياه سافر‪ ،‬أو شايء يشاغله عان حفظاه بنفساه يودعاه عناد ثقاة‪ ،‬وكام‬ ‫من شخص وقع الخلل في كتابه؛ لأنه يفرط فيه‪ ،‬فيعيره إلى غير ثقة‪ ،‬أو يحفظاه غيار ثقاة‪ ،‬أو‬ ‫يكون له ولد يعبث بالكتب‪ ،‬أو ربيب‪ ،‬أو نسيب‪ ،‬صهر‪ ،‬أو ما أشابه ذلاك‪ ،‬وهاذا حصال لابعض‬ ‫الرواة‪ ،‬حصل لبعض الرواة أن أدخل في كتبهم ما ليس منها من قبل من يدخل علاى بيتاه دون‬ ‫استئذان‪ ،‬ويقلب النظر في كتبه‪ ،‬وقد يزيد‪ ،‬وقاد يانقص‪ ،‬هاذا لايس بضاابط‪ ،‬الاذي يهمال الكتااب‬ ‫الذي ياروي مناه إذا كاان يعتماد علياه‪ ،‬إذا كاان يعتماد علاى الرواياة مان الكتااب‪ ،‬وهاذا هاو الناوع‬ ‫الثاني من أنواع الضبط‪ ،‬كما تقدم بيانه‪ ،‬وهو ضبط الكتاب‪.‬‬ ‫إذا كان يحفظ عن ظهر قلب‪ ،‬وضبطه ضبط صدر‪ ،‬فلا بد أن يكون يحفاظ بحياث ياتمكن مان‬ ‫الأداء‪ ،‬والاستحضار في أي وقت شاء‪ ،‬وان كان ضبطه ضبط كتاب‪ ،‬يحدث من كتابه‪ ،‬فهذا‪،‬‬ ‫ولو لم يضبط‪ ،‬ولو لم يضبط في صدره‪ ،‬ولا يحفظ عن ظهر قلب‪ ،‬وانما يتقن كتابه‪ ،‬بأن يعنى‬ ‫باه أثنااء الرواياة‪ ،‬والكتاباة‪ ،‬ثام بعاد ذلاك يحفظاه‪ ،‬ويصاونه عان أن يتطارق إلياه خلال بزياادة‪ ،‬أو‬ ‫نقصاان \"إن كــان منــه يــرو \" يعناي إن كاان مان كتاباه ياروي‪ ،‬وضابط الصادر هاو الأصال‪،‬‬ ‫وضبط الكتاب معتبر عند عامة أهل العلم‪ ،‬ومنهم مان شادد‪ ،‬فقاال‪ :‬لا يقبال إلا ضابط الصادر؛‬ ‫لأناه الأصال‪ ،‬لكان المقارر عناد أهال العلام لا سايما أهال الحاديث أن ضابط الكتااب إن لام يكان‬ ‫أتقن من ضبط الصدر‪ ،‬فإنه ليس بدونه؛ لأن الحفظ خَّوان‪ ،‬قد يحاول يستذكر‪ ،‬فالا ياذكر‪ ،‬أماا‬ ‫ضبط الكتاب فهو يستحضره متى ما أ ارده يفتح الكتاب‪ ،‬وينظر فيه‪ ،‬ويحدث منه‪:‬‬ ‫كتابــــــــه إن كــــــــان منــــــــه يــــــــرو‬ ‫‪ .......................‬يحــــــــــــــــــو‬ ‫وأن يكاون إضاافة إلاى ذلاك إن كاان ياروي بااللفظ لا باد أن يكاون كماا تقادم‪ ،‬وان كاان ياروي‬ ‫بالمعنى‪ ،‬فلا بد بأن يكون‪ ،‬فلا بد من أن يكون‪:‬‬ ‫‪...................................‬‬ ‫يعلــــم مــــا فــــي اللفــــظ مــــن إحالــــة‬ ‫يعلام ماا فاي اللفاظ مان إحالاة‪ ،‬بحياث ياأمن مان تغييار ماا يروياه \"إن يـرو بـالمعنى\" إن ياروي‬ ‫الخبار باالمعنى‪ ،‬إن كاان ياروي بااللفظ‪ ،‬فالا باد أن يؤدياه بحروفاه كماا سامعه‪ ،‬وان كاان ياروي‬

‫‪355‬‬ ‫معالي الشيخ عبد الكريم الخضير‬ ‫‪355‬‬ ‫باالمعنى لا باد أن يكاون ممان يعلام ماا فاي اللفاظ مان إحالاة‪ ،‬بحياث ياأمن مان تغ‪5‬ييا‪5‬ر‪3‬ماا يروياه‪،‬‬ ‫بعض الناس إذا روى بالمعنى خلط‪ ،‬وخَّبط فاي الحقاائق‪ ،‬خابط‪ ،‬وخلاط فاي الحقاائق‪ ،‬فيارد علياه‬ ‫فاي اللفاظ حقيقاة شارعية‪ ،‬ثام يحيلهاا إلاى حقيقاة عرفياة‪ ،‬أو لغوياة‪ ،‬وهاي غيار ما اردة فاي هاذا‬ ‫الساياق‪ ،‬لا باد أن يعارف ماا يحيال المعااني‪ ،‬واللفظاة الواحادة عناد مان يرياد الرواياة باالمعنى قاد‬ ‫تحتمل معاني في لغة العرب‪ ،‬فلا بد أن يكون من تجوز لاه الرواياة باالمعنى أن يعارف المعناى‬ ‫الم ارد في هذا السياق‪ ،‬المعنى الم ارد في هذا السياق‪ ،‬وقد يكون للفظاة الواحادة أكثار مان حقيقاة‬ ‫شارعية‪ ،‬فماثلا إذا روى حاديث‪(( :‬مان وجاد مالاه عناد رجال قاد؛ أفلاس فهاو أحاق باه))‪ ،‬لاو فسار‬ ‫هذا الإفلاس بحديث‪(( :‬المفلس من يأتي بأعمال أمثال الجبال))‪ ،‬يقول‪ :‬هذا الرجال مفلاس‪ ،‬قاد‬ ‫تكاون عناده الأرصادة‪ ،‬والأماوال‪ ،‬يعناي غناي ماان كباار الأغنيااء‪ ،‬لكان يقاول‪ :‬هاذا لايس هااو‬ ‫المفلس في الحقيقة الشرعية‪ ،‬المفلس من يأتي بأعمال أمثال الجبال ‪-‬وترى مثل هذه النغمة لا‬ ‫بد أن تغير؛ لأنها أشد من نغمة جرس الادواب الاذي جااء منعاه‪ ،‬فالا باد مان تغييرهاا‪ ،‬وان ناازع‬ ‫من نازع أنها ليست موسيقى‪ ،‬إلا موسيقى يا أخي‪ ،‬هذه أشد من جرس الدواب الذي جاء المناع‬ ‫مناه‪ ،‬فالا باد أن تغيار‪ ،‬والحكام بينناا‪ ،‬وبيانهم‪ ،‬نعام لا نعارف موسايقى‪ ،‬لكان قاد يناازعون أنكام لا‬ ‫تعرفون تقولاون‪ :‬هاذه موسايقى‪ ،‬لا‪ ،‬عنادنا نصاوص شارعية نحاتكم إليهاا‪ ،‬جارس الادواب ممناوع‪،‬‬ ‫والذي نعتقده أن هذه أشد من جرس الدواب‪ ،‬فتمنع‪.-‬‬ ‫هاذا الاذي روى هاذا الحاديث‪(( :‬مان وجاد مالاه عناد رجال قاد أفلاس))‪ ،‬وأ ارد أن يروياه باالمعنى‪،‬‬ ‫وقااد ساامع بحااديث‪(( :‬أتاادرون ماان المفلااس؟))‪ ،‬قااالوا‪ :‬ماان لا درهاام لااه‪ ،‬ولا متاااع‪ ،‬قااال‪(( :‬لا‪،‬‬ ‫المفلاس مان ياأتي بأعماال أمثاال الجباال‪ ،‬ياأتي‪ ،‬وقاد شاتم هاذا‪ ،‬وضارب هاذا‪ ،‬وأخاذ ماال هاذا‪،‬‬ ‫وسافك دم هاذا)) يقاول‪ :‬هاذا هاو المفلاس ياا أخاي‪ ،‬فاإذا كاان مان هاذا الناوع‪ ،‬إذا وجاد مالاه عناد‬ ‫رجل موصوف بهذا الفلس الذي هو ظلم الناس‪ ،‬يقول‪ :‬أنا أحق بمالي‪ ،‬طيب مالاك أنات بعتاه‪،‬‬ ‫وهذه قيمته‪ ،‬قال‪ :‬لا‪ ،‬لا هاذا مفلاس‪ ،‬وأناا أحاق باه‪ ،‬مثال هاذا يعلام ماا يحيال المعااني؟ لا‪ ،‬فمثال‬ ‫هذا لا يجوز له أن يروي بالمعنى‪.‬‬ ‫المحااروم‪ ،‬إذا أ ارد أن يفساار المحااروم‪ ،‬ويفهاام المحااروم فااي الاانص علااى حقيقتااه العرفيااة التااي‬ ‫مفادهاا أناه هاو الرجال الاذي عناده الأماوال الطائلاة‪ ،‬لكناه مقتار علاى نفساه‪ ،‬فاي العارف يسامى‬ ‫محااروم‪ ،‬ولا شااك أن مثاال هااذا حرمااان‪ ،‬فيقااول‪ :‬مثاال هااذا تصاارف لااه الزكاااة‪ ،‬فيااروي‪ ،‬يناازل‬ ‫المحاروم علاى هاذا‪ ،‬وقاد يروياه باالمعنى‪ ،‬فيزياد الطاين بلاة‪ ،‬فمثال هاذا الاذي لا يعارف ماا يحيال‬ ‫المعاني لا يجوز له أن يروي الحديث بالمعنى‪:‬‬ ‫إن يـــــــــــرو بـــــــــــالمعنى ‪..........‬‬ ‫يعلــــم مــــا فــــي اللفــــظ مــــن إحالــــة‬ ‫‪355‬‬

‫شرح ألفية الحافظ العراقي‬ ‫‪006‬‬ ‫ي‪6‬عن‪5‬ي‪3‬لا باللفظ‪ ،‬انتهينا من الشرط الأول‪ ،‬وهو الضبط \"وفي العدالـة\" الشارط الثااني‪ ،‬أحاد شاقي‬ ‫التوثياق \"وفــي العدالــة\" باأن يكاون فاي العدالاة‪ ،‬والعدالاة كماا عرفهاا أهال العلام‪ :‬ملكاة تحمال‬ ‫صااحبها علاى ملازماة التقاوى‪ ،‬والماروءة‪ ،‬ملكاة تحمال علاى ملازماة التقاوى‪ ،‬والماروءة‪ ،‬والملكاة‬ ‫هي الصفة الثابتة ال ارسخة‪ ،‬ليست الصفة التي تط أر‪ ،‬وتازول‪ ،‬بال هاي الثابتاة‪ ،‬ال ارساخة التاي لا‬ ‫تتغيار‪ ،‬ولايس معناى هاذا أناه يكاون معصاوما ملازماا للتقاوى‪ ،‬بمعناى أناه لا يعصاي‪ ،‬ولا يتارك‬ ‫مأمو ار‪ ،‬لا‪ ،‬قد يعصي‪ ،‬قد يزل‪ ،‬ويتوب مان ذلاك‪ ،‬وينادم علياه‪ ،‬لايس بمعصاوم‪ ،‬العصامة ليسات‬ ‫مفترضاة‪ ،‬ولا مشاترطة فاي الارواة‪ ،‬وأناتم تارون بعاض النااس‪ ،‬يعناي يعايش سابعين سانة‪ ،‬ثماانين‬ ‫سانة باين النااس‪ ،‬وهاو يحكام لاه بأناه رجال تقاي‪ ،‬لكان لا يعناي هاذا أناه معصاوم‪ ،‬لكان حالاه‬ ‫مستقيمة على الجادة في الجملة‪ ،‬قد تحصل منه المعصية‪ ،‬قد تجده في مجلس‪ ،‬قاد ياذكر أحادا‬ ‫بماا لا يرضاى‪ ،‬ويقاع فاي عرضاه‪ ،‬لكناه فاي الجملاة مطياع لله ‪-‬جال وعالا‪ ،-‬فحصال مناه هاذه‬ ‫الهفاوة‪ ،‬واذا تاذكر نادم‪ ،‬ولاذا لا يقاال‪ :‬إن هاذه الملكاة‪ ،‬وهاي الصافة الثابتاة ال ارساخة‪ ،‬التاي لا‬ ‫تتغياار‪ ،‬لاايس معناهااا أنااه لا يخطاائ‪ ،‬بمعنااى أنااه لا يعصااي‪ ،‬لا يتاارك مااأمو ار‪ ،‬أو لا يرتكااب‬ ‫محظو ار‪ ،‬قد يحصل منه شيء من هذا‪ ،‬لكنه في جملته ماثل مساتقيم \"وفي العدالة بـأن يكـون\"‬ ‫‪...................................‬‬ ‫يعني متصفا بأوصاف‪:‬‬ ‫بــــــــأن يكــــــــون مســــــــلما ا عقــــــــر‬ ‫\"مسلما ا عقـر\" والإسالام شارط مجماع علياه‪ ،‬فالا تصاح رواياة‪ ،‬ولا تجاوز رواياة الكاافر بحاال‪،‬‬ ‫والمقصود بذلك حال الأداء‪ ،‬أما في حال التحمل‪ ،‬فقد يتحمال الخبار‪ ،‬وهاو كاافر‪ ،‬أماا إذا أدى‪،‬‬ ‫فإنه لا يقبل خبره إلا إذا كان مسلما بالإجماع‪ ،‬فاي حاال التحمال قاد يتحمال‪ ،‬وهاو كاافر‪ ،‬جبيار‬ ‫بان مطعام سامع النباي ‪-‬علياه الصالاة والسالام‪ -‬يقا أر فاي صالاة المغارب باالطور‪ ،‬فاي صالاة‬ ‫المغارب باالطور‪ ،‬وهاو كاافر جااء فاي فاداء أسارى بادر‪ ،‬لكناه أدى هاذه السانة بعاد أن أسالم‪،‬‬ ‫وتلقاها الناس منه‪ ،‬وحملوها عنه‪ ،‬وأخرجت في الصحيح؛ لأن هذه الشروط شروط الأداء \"بـأن‬ ‫يكـون مسـلما\" فالا يقبال الكاافر‪ ،‬ساوا ٌء كاان الكاافر أصاليا‪ ،‬أو قاد ارتكاب بدعاة مكفارة‪ ،‬علاى ماا‬ ‫سايأتي فاي رواياة المبتادع‪ ،‬فالا باد أن يكاون مسالما ذا عقال‪ ،‬فالكاافر لا تصاح روايتاه‪ ،‬وكاذلك‬ ‫المجناون لا تصاح روايتاه‪ ،‬لا باد أن يكاون ذا عقال‪ ،‬والعقال هاو منااط التكلياف؛ لأن المجناون‬ ‫غير مكلف‪ ،‬فلا يؤمن أن يكذب على من ينسب الخبر إليه‪ ،‬فلا بد أن يكون مسلما عااقلا \"قـد‬ ‫بل الحلم\" قد بلغ الحلم‪ ،‬يعني بلغ سن التكليف‪ ،‬والتكلياف يكاون باالإن ازل‪ ،‬ويكاون ببلاوغ‪ ،‬بتماام‬ ‫الخمااس عشاارة ساانة‪ ،‬ويكااون بإنبااات الشااعر الخشاان حااول الفاارج‪ ،‬وهااذا مشااترك‪ ،‬وتزيااد الماا أرة‬ ‫باالحيض‪ ،‬فاإذا حاضات كلفات‪ ،‬فاإذا بلاغ الحلام بمعناى أناه بلاغ سان التكلياف بواحاد مان هاذه‬ ‫الأشياء‪ ،‬واتصف بالإسلام والعقل‪ ،‬وسالم مان أساباب الفساق وخاوارم الماروءة فإناه تصاح روايتاه‬ ‫\"قـد بلـ الحلـم\" وعلاى هاذا فرواياة الصاغير غيار مقبولاة‪ ،‬أماا غيار الممياز فمحال إجمااع‪ ،‬وأماا‬

‫‪357‬‬ ‫معالي الشيخ عبد الكريم الخضير‬ ‫‪357‬‬ ‫الممياز فجمااهير أهال العلام علاى أن روايتاه لا تقبال ولاو ارهاق‪ ،‬يعناي قاارب الا‪7‬ح‪5‬تم‪3‬اال‪ ،‬ماا لام‬ ‫يحتمل‪ ،‬يعني ما لم يكلف‪ ،‬فإن روايته حينئٍذ لا تكون مقبولة؛ لأنه يعرف أناه غيار مكلاف‪ ،‬قلام‬ ‫التكليف لم يجر عليه‪ ،‬وعلى هذا لا يكتب عليه سيئاته‪ ،‬ولا آثامه‪ ،‬فلا يؤمن حينئٍذ أن يكذب‪.‬‬ ‫ما الذي يمنعه عن الكذب؟ الذي يمنع عن الكذب خشية الإثم‪ ،‬وهو لا إثم عليه؛ لأنه غير‬ ‫مكلف‪ ،‬إذن لا شيء يمنعه ويردعه عن الكذب‪ ،‬قبل بعضهم شهادة الصبيان بعضهم على‬ ‫بعض ما لم يتفرقوا‪ ،‬ولا يوجد غيرهم من المكلفين‪ ،‬وبعضهم قبل شهادة الم ارهق‪ ،‬ومن باب‬ ‫أولى قبلوا روايته‪ ،‬المقصود أن غير المكلف لا تقبل روايته‪ ،‬يعني هل حمل عن ابن عباس‬ ‫قبل التكليف شيء؟ هل حمل عن ابن الزبير قبل تكليفه شيء؟ النبي ‪-‬عليه الصلاة والسلام‪-‬‬ ‫مات قبل أن يكلفوا‪ ،‬سيأتي في وقت التحمل والأداء؛ متى يصح التحمل؟ فإن المحمود ابن‬ ‫الربيع عقل عن النبي ‪-‬عليه الصلاة والسلام‪ -‬مجة مجها في وجهه من دلو‪ ،‬وهو ابن خمس‬ ‫سنين‪ ،‬أو أربع سنين على روايات‪ ،‬فيصح تحمل الصغير‪ ،‬لكن أداءه وروايته غير صحيحة؛‬ ‫ولذا قال الناظم ‪-‬رحمه الله‪ -‬تعالى‪\" :‬قد بل الحلم\" بأن صار مكلفا \"سليم الفعر\" سليم الفعل‬ ‫\"من فس \" لا يرتكب كبيرة‪ ،‬ولا يصر على صغيرة \"أو خرم مروءة\" من فسق أو خرم مروءة‪،‬‬ ‫المروءة التخلق بخلق أمثاله في زمانه ومكانه‪ ،‬التخلق بخلق أمثاله في زمانه وفي مكانه‪ ،‬فلا‬ ‫يشذ عن بني جنسه‪ ،‬وبني بلده بشيء ينتقد فيه‪.‬‬ ‫وفهم من كلام الناظم ‪-‬رحمه الله تعالى‪ -‬عدم اشت ارط الحرية‪ ،‬ولا الذكورية‪ ،‬ولا العدد‪ ،‬فالم أرة‬ ‫تصح روايتها‪ ،‬وتحمل الناس عن أمهات المؤمنين‪ ،‬وغيرهن من الصحابيات ومن التابعيات؛‬ ‫تحملوا الحديث عنهن‪ ،‬وتداولوه فيما بينهم‪ ،‬فالذكورة لا تشترط فتصح رواية الم أرة‪ ،‬وكذلك‬ ‫الحرية ليست بشرط؛ لأن الأحاديث والسنن نقلت عن أرقاء‪ ،‬فنقلت عن بلال‪ ،‬ونقلت عن‬ ‫بريرة‪ ،‬وهي أمة‪ ،‬وام أرة أيضا‪ ،‬خلافا لمن اشترط شيئا من ذلك‪ ،‬وأن الرواية كالشهادة‪ ،‬وبما أن‬ ‫الشهادة لا تقبل من ام أرة منفردة‪ ،‬ولا من رقيق فالرواية مثلها‪ ،‬والصواب أن هذا مما تختلف‬ ‫فيه الرواية مع الشهادة‪ ،‬فتقبل رواية الم أرة‪ ،‬وكتب السنة طافحة بروايات النساء‪ ،‬وتقبل رواية‬ ‫الرقيق‪ ،‬فلا شرط الحرية ولا للذكورة‪ ،‬واشترط بعضهم أن يكون ال اروي فقيها‪ ،‬ولا عبرة بهذا‬ ‫الاشت ارط؛ لأننا لو تأملنا أحوال الرواة الذين حمل أهل العلم عنهم الأخبار وجدنا الفقهاء منهم‬ ‫قلة‪ ،‬حتى بعض الصحابة ممن يخفى عليه الأحكام الشرعية‪ ،‬تحملت عنهم الأخبار لا سيما‬ ‫ما يتعلق بهم‪ ،‬فبعضهم اشترط فقه ال اروي‪ ،‬والحقيقة أن هذا الشرط لا دليل عليه‪ ،‬بل الواقع‬ ‫يرده‪ ،‬فمن الأع ارب الذين وفدوا على النبي عليه الصلاة والسلام‪ ،‬ولا يعرفون من الأحكام إلا‬ ‫الشيء القليل نقلوا عنه ‪-‬عليه الصلاة والسلام‪ -‬بعض الأحكام وتحملت عنهم‪.‬‬ ‫الفصل الأول انتهى من الفصول الثلاثة عشر‪.‬‬ ‫‪357‬‬

‫شرح ألفية الحافظ العراقي‬ ‫‪008‬‬ ‫ط‪8‬ال‪5‬ب‪......:3‬‬ ‫نعم؟‬ ‫طالب‪ :‬العمر مشتر‬ ‫العمر‪ ،‬إذا لم يكلف قبل ذلك بإن ازل أو إنبات لا بد من استكمال خمس عشرة سنة‪.‬‬ ‫طالب‪......:‬‬ ‫المميز‪ ،‬سيأتي ‪-‬إن شاء الله تعالى‪ -‬في متى يصح تحمل الصغير‪ ،‬المميز هو الذي يفهم‬ ‫الخطاب‪ ،‬ويرد الجواب هذا في الأمور التي ليست عامة‪ ،‬ليست عامة للأمة أما في الأمور‬ ‫التي تشمل الناس كلهم‪ ،‬فحدت بتمام سبع سنين‪ ،‬يعني في الرواية لو اختبرنا صبيا عمره‬ ‫ثلاث سنين‪ ،‬ووجدناه يضبط؛ ما المانع من تصحيح تحمله إذا وجدناه يضبط‪ ،‬وقد يصل إلى‬ ‫العشر‪ ،‬وهو لا يضبط‪ ،‬كما قال ابن الصلاح‪ :‬وان كان لا يفهم الجواب‪ ،‬ولا يرد الخطاب لم‬ ‫تصح روايته‪ ،‬ولو كان ابن خمس‪ ،‬بل ابن خمسين‪ ،‬بينما الصغير إذا اختبر وابتلي صحت‬ ‫روايته‪ ،‬وهذا في الأمور التي يصح التفرد فيها‪ ،‬أما الأمور التي جاءت أحكام عامة للمسلمين‬ ‫فإنها تحدد بحد‪(( :‬مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين)) يعني لو قيل‪ :‬مروا أولادكم المميزين‪،‬‬ ‫على كل أب أن يأمر ولده إذا ميز؛ فتجد الولد عمره عشر سنوات وهو بباب المسجد‪ ،‬واذا‬ ‫سئل أبوه قال‪ :‬والله ما ميز‪ ،‬وتجد الآخر يؤذي الناس بطفله ذي السنتين أو الثلاث‪ ،‬ويقول‪:‬‬ ‫مميز‪ ،‬فما تترك هذه لاجتهاد الناس؛ لا‪ ،‬لكن في الرواية الله يقويه‪ ،‬قدامه الأداء‪ ،‬وقدامه‬ ‫الشروط عند التحديث‪ ،‬كونه يحضر مجلس السماع‪ ،‬ويستمع إن استفاد؛ والا ما هنا نقص‪،‬‬ ‫وما هنا مضرة‪ ،‬لكن كونه يصف مع الناس‪ ،‬ويؤذيهم‪ ،‬ويقطع الصفوف‪ ،‬ويشوش على الناس‬ ‫سنتين‪ ،‬ثلاث كما يأتي بعضهم بولده يتأذى الناس به‪ ،‬وقد شهدنا من ذلك ما يندى له الجبين‪،‬‬ ‫ويعتصر له القلب أسى وألما‪ ،‬شخص أحضر طفلا عمره ثلاث سنوات‪ ،‬ومعه بالصف لما‬ ‫كبر الناس ذهب الولد إلى المصاحف‪ ،‬وصار يعبث بها‪ ،‬يعبث بها عبثا لا يقبله أحد‪ ،‬وأبوه لم‬ ‫يتحرك ولا يقدم ولا‪ ،..‬لما ذهب الولد إلى المروحة‪ ،‬مروحة بإمكانه أن يتناولها‪ ،‬فتؤذيه قطع‬ ‫الأب صلاته‪ ،‬وذهب ييحضره خوفا عليه‪ ،‬فمثل هذا لا شك أنه يمنع ولا يترك مثل هذا‬ ‫لاجتهادات الناس؛ لأن كل واحد يبغي يقول‪ :‬والله ولدي مميز الحمد لله‪ ،‬وبعضهم يقول‪ :‬لا‪،‬‬ ‫ما مميز‪ ،‬إذا ما جاء قال‪ :‬ما ميز‪ ،‬وان حضر قال‪ :‬مميز‪ ،‬ولو كان صغي ار‪ ،‬فمثل هذه الأمور‬ ‫تضبط بضابط عام‪ ،‬ومثله التكليف‪ ،‬خلاص فيه أمور واضحة‪ ،‬فاصلة‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬ما تعر به العدالة‪:‬‬ ‫قال ‪-‬رحمه الله تعالى‪:-‬‬ ‫زكــــــــاه عــــــــد ن فعــــــــدل مــــــــ تمن‬ ‫‪...............................‬وم ـن‬

‫‪359‬‬ ‫معالي الشيخ عبد الكريم الخضير‬ ‫‪359‬‬ ‫\"ومن\" والذي يزكيه؛ أي يعدله في روايته‪ ،‬ويشهد له بأنه عدل ضابط \"عد ‪9‬ن\"‪35‬يعني اثنان‬ ‫\"فعدل م تمن\" تقبل روايته اتفاقا‪ ،‬عدل‪ ،‬ضابط‪ ،‬إذا تناولت تزكيته العدالة والضبط قبلت‬ ‫روايته‪،‬‬ ‫زكــــــــاه عــــــــد ن فعــــــــدل مــــــــ تمن‬ ‫‪...............................‬وم ـن‬ ‫والمؤتمن تأكيد تكملة \"وصح اكتفا هم\" أي جمهور أئمة الأثر بالواحد‪ ،‬وصحح اكتفائهم‬ ‫بالواحد‪ ،‬أي قبول التعديل‪ ،‬التزكية من شخص واحد‪ ،‬والواحد سوا ٌء كان ح ار‪ ،‬أو عبدا‪ ،‬ذك ار‬ ‫كان أو أنثى‪:‬‬ ‫جرحــــــا وتعــــــدي خــــــ الشــــــاهد‬ ‫وصـــــــــــح اكتفـــــــــــا هم بالواحـــــــــــد‬ ‫الصحيح عندهم في الرواية أن التزكية يكتفى فيها بواحد‪ ،‬ولو ام أرة‪ ،‬ولو أمة‪ ،‬والنبي ‪-‬عليه‬ ‫الصلاة والسلام‪ -‬سأل بريرة عن عائشة‪ ،‬فأثنت عليها خي ار وزكتها‪ ،‬فتقبل تزكية الم أرة ولو‬ ‫كانت أَ َمة‪ ،‬فضلا عن كونها ذك ار ح ار‪ ،‬أو عبدا \"خ الشاهد\" فالصحيح عدم الاكتفاء‬ ‫بالواحد‪ ،‬الصحيح عندهم عدم الاكتفاء بتزكية الواحد للشاهد كالأصل‪ ،‬الرواية تقبل من واحد‪،‬‬ ‫فالتزكية تبعا لها تقبل من واحد‪ ،‬الشهادة لا تقبل من واحد‪ ،‬فالتزكية لا تقبل بالنسبة للشاهد من‬ ‫واحد‪ ،‬وكل فرع له حكم أصله‪ ،‬هذه التزكية‪ ،‬وهي التي يحتاج إليها في معرفة ارتفاع الجهالة‬ ‫الباطنة \"وصححوا\" يعني مما تثبت به العدالة أيضا‪\" ،‬صححوا استبناء الشهرة\" بها بين‬ ‫أهل العلم والاستفاضة‪ ،‬إذا كان مشهو ار مستفيضا بين أهل العلم أنه من أهل العدالة‪ ،‬ومن أهل‬ ‫الثقة‪ ،‬ومن أهل العلم‪ ،‬ومن أهل الفضل‪:‬‬ ‫تزكيــة صــريحة كمالــك نجــم الســنن‬ ‫وصـححوا اسـتبناء الشـهرة عـن‬ ‫كمالك نجم السنن‪ ،‬كما وصفه الإمام الشافعي بذلك‪ ،‬ومثل مالك شعبة‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وابن معين‪،‬‬ ‫والسفيانين‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬هؤلاء إذا وردوا في سند؛ جاءك في السند أحمد بن حنبل‪ ،‬أو سفيان بن‬ ‫عيينة‪ ،‬أو سفيان الثوري‪ ،‬أو مالك‪ ,‬أو‪ ...‬الأئمة الكبار؛ هؤلاء هل تحتاج إلى أن تذهب إلى‬ ‫كتب الجرح والتعديل؛ لتنظير ما قيل فيهم؟ ما يحتاج‪ ،‬هؤلاء استفاض فضلهم‪ ،‬وعلمهم‪،‬‬ ‫وضبطهم‪ ،‬واتقانهم‪ ،‬وحفظهم‪ ،‬فلا يحتاجون إلى تزكية‪ ،‬بينما لو وجد في السند شخص لم‬ ‫يشتهر؛ أنت ما تعرفه؛ لا بد أن تبحث عنه في كتب الرجال‪ ،‬ولا بد أن تسأل عنه‪ ،‬لا بد من‬ ‫التزكية‪.‬‬ ‫تزكيــة صــريحة كمالــك نجــم الســنن‬ ‫وصـححوا اسـتبناء الشـهرة عـن‬ ‫فلا بد من التزكية في حق من لم يشتهر بها‪ ،‬ولم يستفض أمره بها‪ ،‬الإمام أحمد ‪-‬رحمه الله‪-‬‬ ‫سئل عن إسحاق بن إب ارهيم الحنظلي‪ ،‬قال‪ :‬إسحاق يسأل عنه؟! إسحاق يسأل عن الناس‪،‬‬ ‫ومثل هذا قال في أبي عبيدة وغيره‪ ،‬فالذين استفاض ذكرهم‪ ،‬واشتهر أمرهم لا يسأل عنهم‪،‬‬ ‫‪359‬‬

‫شرح ألفية الحافظ العراقي‬ ‫‪061‬‬ ‫وت‪1‬ج‪6‬د‪3‬ون –الآن‪ -‬بعض الناس يسأل عن العلماء الكبار‪ ،‬يأتي سؤال ما أريك بالشيخ ابن باز؟‬ ‫هذا سؤال ُيحتاج إليه؟! والله هذا حاصل‪ ،‬ومرة واحد يسأل في شرح أحاديث الفتن‪ ،‬يسأل‬ ‫يقول‪ :‬ما أريك بالشيخ ابن جبرين؟ قلت‪ :‬لولا أن هذا السؤال من الفتن ما أجبت عنه‪ ،‬ويسألون‬ ‫عن مشايخ كبار‪ ،‬هؤلاء يحتاج‪ ،‬هؤلاء يسألون عن الناس‪ ،‬ما يسأل عنهم‪ ،‬فالذي استفاض في‬ ‫الناس ذكره‪ ،‬واشتهر فضله لا يسأل عنه‪ ،‬لا يسأل عنه مثل هذا؛ ولذا‪:‬‬ ‫تزكيــة صــريحة كمالــك نجــم الســنن‬ ‫وصـححوا اسـتبناء الشـهرة عـن‬ ‫ثم قال ‪-‬رحمه الله‪\" :-‬و بن عبد البر\" لأبي عمر يوسف بن عبد البر النمري الحافظ المتوفى‬ ‫سنة ثلاث وستين وأربعمائة‪ ،‬وهي السنة التي توفي فيها الخطيب الحافظ‪ ،‬هذا حافظ المغرب‪،‬‬ ‫وذاك حافظ المشرق‪:‬‬ ‫بحملــــــــــه العلــــــــــم ولــــــــــم يــــــــــوهن‬ ‫و بــــن عبــــد البــــر كــــر مــــن عنــــي‬ ‫يعني لم يضعف \"كر من عني\" أي اهتم بحمل العلم بحيث صار من أهل العلم \"ولم يوهن\" لم‬ ‫يضعف‪ ،‬أري ابن عبد البر أن مثل هذا عدل‪ ،‬لا يحتاج فيه إلى تزكية‪ ،‬ولا يحتاج إلى أن‬ ‫ت ارجع كتبا ولا شيء‪:‬‬ ‫بحملــــــــــه العلــــــــــم ولــــــــــم يــــــــــوهن‬ ‫و بــــن عبــــد البــــر كــــر مــــن عنــــي‬ ‫‪...................................‬‬ ‫ف نـــــــه عـــــــدل بقـــــــول المصـــــــطفى‬ ‫‪-‬صلى الله عليه وسلم‪(( :-‬يحمل هذا العلم‪ ،))..‬يعني ((‪..‬من كل خلف عدوله؛ ينفون عنه‬ ‫تحريف الغالين‪ ،‬وانتحال المبطلين‪ ،‬وتأويل الجاهلين)) هذا الحديث استدل به ابن عبد البر‬ ‫على أن كل من عرف بحمل العلم أنه عدل‪:‬‬ ‫يحمـــــر هـــــ ا العلـــــم لكـــــن خولفـــــا‬ ‫ف نـــــــه عـــــــدل بقـــــــول المصـــــــطفى‬ ‫خولف ابن عبد البر ‪-‬رحمه الله‪ -‬في أريه هذا‪ ،‬خولف؛ لماذا؟ لأن الواقع يشهد بخلاف ذلك؛‬ ‫لوجود من يحمل العلم‪ ،‬وهو غير عدل‪ ،‬ولا ثقة‪ ،‬ولا مرضي‪ ،‬يحمل العلم‪ ،‬ويفتي في الأحكام‪،‬‬ ‫وقد يفسر القرآن‪ ،‬وقد يشرح السنة‪ ،‬ومع ذلك ليس بعدل‪ ،‬ولا مرضي؛ لأنه يرتكب محرمات‪،‬‬ ‫ويتساهل في واجبات‪ ،‬ولا نحتاج في عصرنا إلى تمثيل‪ ،‬يعني إذا وجد في السابق ناد ار فإنه‬ ‫في عصرنا كثي ار‪ ،‬كثير من يرحل إليه‪ ،‬ويشار بأنه المحدث‪ ،‬وتطلب منه الإجا ازت؛ لأن سنده‬ ‫عال‪ ،‬وسماعه قديم‪ ،‬ومع ذلك الناس يصلون‪ ،‬وهو في بيته مع كل أسف‪ ،‬ويوجد من علامات‬ ‫الفسق عليه ظاهرة‪ ،‬وهو يدرس التفسير‪ ،‬أو الحديث‪ ،‬أو الفقه‪ ،‬أو غير ذلك‪ ،‬فالواقع يشهد‬ ‫بخلاف ما قاله ابن عبد البر ‪-‬رحمه الله‪\" ،-‬ولم يوهن\"‪،‬‬ ‫يحمـــــر هـــــ ا العلـــــم لكـــــن خولفـــــا‬ ‫ف نـــــــه عـــــــدل بقـــــــول المصـــــــطفى‬ ‫لأن ابن عبد البر توسع في التعديل توسع غير مرض‪ ،‬والحديث مضعف عند أهل العلم‪،‬‬ ‫الأكثر على تضعيفه‪ ،‬وان صححه الإمام أحمد فيما نقله الخطيب في شرف أهل الحديث‪ ،‬لكن‬

‫‪360‬‬ ‫معالي الشيخ عبد الكريم الخضير‬ ‫‪360‬‬ ‫طرقه كلها ضعيفة‪ ،‬قد يقال‪ :‬إن تعدد الطرق تدل على أن له أصلا‪ ،‬لكن مف‪0‬ر‪6‬دات‪3‬ها ضعيفة‬ ‫ضعفا شديدا‪ ،‬فمن قبله نظ ار لكثرة طرقه‪ ،‬ومن رده فلضعف أف ارده‪ ،‬ومع ذلكم لو صح هذا‬ ‫الخبر لكان أم ار‪ ،‬وليس بخبر‪ ،‬لكان أم ار للعدول؛ بأن يحملوا هذا العلم‪ ،‬ولا يتركوا فرصة‬ ‫للفساق أن يحملوا هذا العلم‪ ،‬ويتصدروا الناس‪ ،‬لا يترك أهل العلم‪ ،‬أهل العدالة‪ ،‬أهل الفضل‪،‬‬ ‫أهل الاستقامة فرصة للفساق أن يتصدروا الناس‪ ،‬فيكون معنى الحديث‪(( :‬ليحمل‪ ))..‬يعني‬ ‫لفظه لفظ الخبر‪ ،‬ومفاده الأمر‪(( :‬ليحمل هذا العلم من كل خلف عدوله))‪ ،‬وجاءت هذه‬ ‫الرواية باللام عند ابن أبي حاتم في تقدمة الجرح والتعديل‪ ،‬فدل على أن الحديث أمر للثقات‬ ‫بحمل العلم‪ ،‬وألا يتركوا المجال للفساق‪ ،‬ومن أهل العلم من ينازع في تسمية ما يحمله الفساق‬ ‫علم‪ ،‬بل الفاسق جاهل‪ ،‬ولو عرف جميع ما دون من أحكام‪ ،‬يعني لو حفظ الكتب كلها بأدلتها‬ ‫فهو جاهل؛ لأن العلم الذي لا ينفع صاحبه وجوده مثل عدمه‪ ،‬الوصف ما ارتفع؛ لأن العبرة‬ ‫بالعلم النافع‪ ،‬وهذا ليس بنافع علمه‪ ،‬الأمر الثاني‪ :‬أن الله ‪-‬جل وعلا‪ -‬سمى الذي يعصي‬ ‫جاهلا‪{ :‬إَّن َما الَّتوَبة َعَلى َّللا لَّل ي َن َيع َملو َن ال ُّسَوَء ب َج َهاَلة} [(‪ )22‬سورة النساء]‪ ،‬هذا حصر‬ ‫للتوبة في الذين يعملون السوء حال جهلهم‪ ،‬طيب الذي يعرف أن الشرب شرب الخمر ح ارم‪،‬‬ ‫ومعه دليله من الكتاب والسنة‪ ،‬يحفظ الدليل من الكتاب والسنة؛ هذا جاهل‪ ،‬والا عالم؟ هذا‬ ‫يعرف الحكم بدليله؛ عالم‪ ،‬والا جاهل؟ لو قلنا‪ :‬عالم قلنا‪ :‬ما له توبة؛ لأن التوبة خاصة‬ ‫بالفساق‪ ،‬ولم يقل أحد بهذا القول‪ ،‬فدل على أنه جاهل‪ ،‬ولو عرف الحكم بدليله‪ ،‬فالفاسق الذي‬ ‫يحمل من العلم ما يحمل هذا جاهل‪ ،‬فالذين يحملون العلم هم العدول‪ ،‬يعني العاملون به‪ ،‬وأما‬ ‫الفساق فعلمهم ليس بعلم؛ ولذلك قال‪(( :‬يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله؛ ينفون عنه‬ ‫تحريف الغالين‪ ،‬وانتحال المبطلين‪ ،‬وتأويل الجاهلين)) الفاسق حينما يحمل العلم؛ هل حمله‬ ‫بهذه النية‪ :‬لينفي عنه تحريف الغالين‪ ،‬وانتحال المبطلين‪ ،‬وتأويل الجاهلين‪ ،‬أو ليتخذه مصدر‬ ‫رزق؟ لأنه لو جاء بهذه النية ارتدع عما يفعله من ج ارئم‪ ،‬أو يتركه من أوامر‪ ،‬فدل على أنه‬ ‫جاهل‪{ :‬إَّن َما الَّتوَبة َعَلى َّللا لَّل ي َن َيع َملو َن ال ُّسَوَء ب َج َهاَلة ثَّم َيتوبو َن من َقريب} [(‪ )22‬سورة‬ ‫النساء]‪ ،‬يعني قبل الموت‪ ،‬وقبل نزول علاماته \"لكن خولف\" عامة أهل العلم على خلافه‪،‬‬ ‫ووافقه بعض العلماء‪ ،‬كابن المواق‪ ،‬وابن سيد الناس‪ ،‬وقال الحافظ الذهبي‪ :‬إنه حق‪ ،‬لكن من‬ ‫يقول بأنه حق‪ ،‬أو يوافق ابن عبد البر‪ ،‬أو حتى ابن عبد البر نفسه لا يمكن أن يصف فاسقا‬ ‫بأنه عالم‪ ،‬إنما يحمل العلم على ما نفع؛ لأنه يقول‪\" :‬ولم يوهن\" ولم يوهن يعني ولم يضعف‪،‬‬ ‫والفاسق مضعف‪ ،‬فلا يدخل الفاسق في كلام ابن عبد البر‪ ،‬وعلى هذا يوافق إذا لم يدخل‬ ‫الفاسق‪ ،‬إذن هو من الأصل عدل‪ ،‬وانما قد يستدل على عدالته بحمله العلم‪ ،‬ولو لم يزكى‪.‬‬ ‫ثم في الفصل الثالث من الفصول الثلاثة عشر‪ ،‬نعم؟‬ ‫‪311‬‬

‫شرح ألفية الحافظ العراقي‬ ‫‪062‬‬ ‫ط‪2‬ال‪6‬ب‪......:3‬‬ ‫وافقه ابن المَّواق‪ ،‬كتاب اسمه‪\" :‬بغية النقاد\" لابن المواق‪ ،‬هذا على كتاب ابن القطان‪ ،‬ووافقه‬ ‫–أيضا‪ -‬ابن سيد الناس اليعمري أبو الفتح‪ ،‬ووافقه –أيضا‪ -‬الحافظ الذهبي‪.‬‬ ‫قال ‪-‬رحمه الله‪ -‬في الفصل الثالث‪ :‬ما يعر به الضب ‪:‬‬ ‫فضــــــــــــاب أو نــــــــــــاد ار فمخطــــــــــــي‬ ‫ومــــــن يوافــــــ غالبــــــا ا الضــــــب‬ ‫يعرف الضبط بالامتحان كما تقدم في المقلوب‪ ،‬بَم عرف ضبط الإمام البخاري؟ لما امتحنه‬ ‫أهل بغداد‪ ،‬فالامتحان أقرب وسيلة لمعرفة الضبط‪ ،‬وكثير ممن ينتسب إلى العلم‪ ،‬أو يدعي‬ ‫العلم إذا امتحن رسب في الامتحان‪ ،‬يسأل كم سؤال ثم لا يجيب‪ ،‬أو يجيب جوابا يدل على‬ ‫جهله‪ ،‬فيستدل به على أنه ليس بضابط‪ ،‬كما أنه يعرف الضبط بعرض رواية ال اروي على‬ ‫روايات الثقات‪ ،‬فإن وافقهم فهو ضابط‪ ،‬إن وافقهم في جميع ما يرويه‪ ،‬أو في غالب ما يرويه‬ ‫فإنه ضابط‪ ،‬وان وافقهم ناد ار‪ ،‬أو لم يوافقهم \"فمخطي\" يعني ليس بضابط‪.‬‬ ‫فضــــــــــــــاب ‪.......................‬‬ ‫ومــــــن يوافــــــ غالبــــــا ا الضــــــب‬ ‫\"من يواف \" دائما‪ ،‬أو \"غالبا\" في المعنى‪ ،‬أو اللفظ \" ا الضب فضاب \" يحتج به \"أو\" يوافقه‬ ‫\"ناد ار فمخطي\" ليس بضابط؛ فلا يحتج به‪.‬‬ ‫ثم بعد ذلك الفصل ال اربع‪ :‬الفصر ال اربع في الجرح والتعدير‪ ،‬وهر يقب ن دون بيان أو بد‬ ‫من بيانهما‪:‬‬ ‫يعني بيان الأسباب؛ هل يقبل الجرح والتعديل من غير بيان الأسباب‪ ،‬أو لا بد من بيان‬ ‫أسباب الجرح والتعديل‪ ،‬أو لا بد من بيان أسباب الجرح دون التعديل‪ ،‬أو لا بد من بيان‬ ‫أسباب التعديل دون الجرح فالقسمة رباعية‪:‬‬ ‫كــــــــر ســــــــباب لــــــــه أن تــــــــثق‬ ‫وصـــــــــححوا قبـــــــــر تعـــــــــدير بـــــــــ‬ ‫\"وصححوا\" يعني جمهور أئمة الأثر \"قبول تعدير\" هذا هو القول الأول في المسألة‪ ،‬قبول‬ ‫تعديل \"ب كر سباب له\" خشية \"أن تثق \" ويشق ذكرها؛ لأنها كثيرة‪ ،‬إذا لزم بيان أسباب‬ ‫التعديل فإذا قال أحمد‪ :‬ثقة؛ ثقة لماذا؟ يحتاج الإمام أحمد أن يقول‪ :‬ثقة؛ لأنه لم يتلبس‬ ‫ببدعة‪ ،‬ثقة؛ لأنه يصلي‪ ،‬لأنه يزكي‪ ،‬لأنه يصوم‪ ،‬لأنه يحج‪ ،‬لأنه يأمر بالمعروف‪ ،‬لأنه لا‬ ‫يرتكب كذا‪ ،‬ولا يفعل كذا‪ ،‬ولا يغش‪ ،‬ولا ي اربي‪ ،‬ولا‪ ،..‬فيلزمه أن يعدد جميع الواجبات؛‬ ‫لإثباتها‪ ،‬ويعدد جميع المحرمات؛ لنفيها‪ ،‬هذا إذا اشترطنا بيان سبب التعديل؛ ولذا قال‪:‬‬ ‫كــــــــر ســــــــباب لــــــــه أن تــــــــثق‬ ‫وصـــــــــححوا قبـــــــــر تعـــــــــدير بـــــــــ‬ ‫يعني مخالفة أو خشية أن تثقل؛ لأن كل ارو من الرواة يحتاج إلى أن يسرد فيه ما يسرد في‬ ‫جميع الرواة في التعديل‪ ،‬فينفى عنه كل ما يجرح في العدالة بالتفصيل؛ ولهذا قال جمهور أهل‬ ‫العلم‪ :‬إن أسباب العدالة لا يلزم ذكرها بل يكتفى بقول الإمام عدل‪ ،‬أو ثقة‪ ،‬ثم إن عورض هذا‬












































































Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook