350 معالي الشيخ عبد الكريم الخضير 350 350 بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سم. الحمد لله رب العالمين ،وصلى الله وسلم وبارك علـى عبـده ورسـوله نبينـا محمـد ،وعلـى آلـه وصحبه أجمعين. اللهم اغفر لنا ،ولشيخنا ،والسامعين برحمتك يا أرحم ال ارحمين. قال الإمام الع ارقي -رحمه الله تعالى:- معرفة من تقبر روايته ،ومن ترد والفقـــــه فــــي قبـــــول ناقــــر الخبـــــر أجمــــــــع جمهــــــــور أ مــــــــة ا ثــــــــر أ يقظــــــــا ولــــــــم يكـــــــن مبفــــــــ بــــــــأن يكـــــــــون ضابطـــــــــا معـــــــــد كتابــــــــه إن كــــــــان منــــــــه يــــــــرو يحفــــــظ إن حــــــد حفظــــــا يحــــــو إن يـــــرو بــــالمعنى وفــــي العدالـــــة يعلــــم مـــــا فــــي اللفــــظ مــــن إحالـــــه قــــــد بلــــــ الحلـــــم ســــــليم الفعـــــر بـــــــأن يكـــــــون مســــــــلما ا عقــــــــر زَّكــــــــاه عـــــــد ن فعــــــــدل مـــــــ تمن مـــن فســـ أو خـــرم مـــروءة ومــــن جرحـــــا وتعـــــدي خـــــ الشــــــاهد وصـــــــــــح اكتفـــــــــــا هم بالواحـــــــــــد تزكيــــــــة كمالــــــــك نجــــــــم الســـــــــنن وصـححوا اسـتبناء الشـهرة عـن بـحملـــــــــه العلـــــــــم ولـــــــــم يوهـــــــــن و بــــن عبـــد البــــر كـــر مـــن عنـــي ((يحمــر هـــ ا العلــم)) لكــن خولفـــا ف نـــــــه عــــــدل بقـــــــول المصطفـــــــى: فضـــــــــــاب أو نـــــــــــاد ار فمخطـــــــــــي ومــــــن يوافــــــ غالبــــــا ا الضــــــب كـــــــر ســــــــباب لـــــــه أن تـــــــثق وصححــــــــوا قبــــــــول تعديــــــــر بـــــــ للخلـــــــف فـــــــي أســـــــبابه وربمــــــــا ولــــــم يــــــرو قبـــــــول جــــــرح أبهمـــــــا فســــــــره شــــــــعبة بــــــــالركو فمــــــــا استفســــر الجــــرح فلــــم يقــــدح كمــــا كشــيخي الصــحي مــع أهــر النظــر هــــــ ا الـــــ عليــــــه حفـــــاُ ا ثـــــر ج ج الحماد لله رب العاالمين ،وصالى الله وسالم وباارك علاى عباده ورساوله نبيناا محماد ،وعلاى آلاه وصحبه أجمعين. أما بعد: 351
شرح ألفية الحافظ العراقي 002 في2ق5ول 3المؤلف -رحمه الله تعالى\" :-معرفة من تقبر روايته ،ومن ترد\" معرفة من تقبل روايتاه، ومن ترد ،يعني وما يتبع ذلك ،وفيه ثلاثة عشر فصلا: الأول ،الفصل الأول :أشار إليه الناظم بقوله -رحمه الله تعالى:- والفقـــــه فـــــي قبـــــول ناقـــــر الخبـــــر أجمــــــــع جمهــــــــور أ مــــــــة ا ثــــــــر \"أجمـع جمهـور\" باين هااتين الكلمتاين تناافر معناوي ،وان كانات هاي عباارة ابان الصالاح أصال الانظم ،لكان التنااافر المعناوي موجااود ،فالإجمااع الأصاال فياه أنااه قاول الكاال ،والجمهاور قااول الأكثار ،فكياف يقاول\" :أجمـع جمهـور\"؟! فيجماع باين هااتين اللفظتاين المتناافرتين ،لا شاك أناه تسااهل فاي التعبيار ،وتجاوز فياه ،والا إذا قصاد الإجمااع الاذي هاو قاول الكال امتناع كوناه قاول الأكثر ،واذا قصد أن الجمهور يقولون بهذا امتنع حكاية الإجماع ،فالجمع بينهما تناافر معناوي بلا شك؛ لأن مفاد الإجماع غير مفاد قول الجمهور ،والعكس. وليس الناظم ،وقبله ابن الصلاح ممان يارى أن الإجمااع قاول الأكثار ،كماا أشارنا إلاى قاول ابان جرير سابقا ،فإنهما مع الجمهور ،مع جماهير أهل العلم في كون الإجماع قول الكل: ................................... أجمــــــــع جمهــــــــور أ مــــــــة ا ثــــــــر يعناي مان أهال الحاديث \"والفقـه\" يعناي اتفاق أهال الأثار ،وأهال النظار ،اتفقاوا \"فـي قبـول ناقـر الخبر\" أي على قبوله ،على قبول ناقل الخبر ،أي ال اروي له ،الآثار لاه \"فـي قبـول ناقـر الخبـر\" المحتج به ،يعني قبول ناقل الخبر الذي يحتج به؛ لأن الخبر أعم من أن يكاون محتجاا باه ،أو غير محتج به ،لكن القبول خاص بالمحتج به ،القبول للاحتجاج أخص من كلماة خبار ،الخبار يعم المقبول ،وغيار المقباول ،والقباول قاد يكاون الاحتجااج باه لذاتاه ،وهاو الما ارد هناا ،وقاد يكاون القباول لا لذاتاه بال لماا يشاهد لاه كالحسان لغياره ،لا تنطباق هاذه الشاروط علاى اروياه؛ لأناه فاي الأصل ضعيف ،ضعيف تعددت طرقاه ،وجبار بعضاها بعضاا ،فقبال لا لذاتاه ،ولا لأن الشاروط المذكورة اكتملت في ارويه ،إنما هذه الشروط لرواة الخبر المحتج به ،المقبول ،وهو أعم مان أن يكون صحيحا ليتناول الحسن –أيضا-؛ لأنه مقبول. ................................... بـــــــــأن يكـــــــــون ضـــــــــابطا معـــــــــد \"بأن يكون\" أي بشرط أن يكاون اروياه \"ضـابطا معـد \" ضاابطا لماا يروياه ،معادلا مان قَبال أئماة الحديث ،فالضبط والعدالة شرطان لا بد منهما لقبول خبر ال اروي ،لا يكفي الضابط وحاده؛ لأناه قد يكون ضابطا ،والعدالة مجروحة؛ فلا يؤمن حينئاٍذ أن يكاذب ،ولا تكفاي العدالاة وحادها؛ لأناه قاد يكاون عادلا مرضايا فاي ديناه ،لكناه قاد يخطائ ماع عدالتاه ،وديانتاه؛ ولاذا لا باد مان اجتمااع الأمارين ،واذا اجتماع العدالاة ماع الضابط صاار الا اروي ثقاة ،فالثقاة مان الارواة مان يجماع باين شرطي القبول اللذان هما العدالة مع الضبط. وهذا تقدم في تعريف الصحيح:
353 معالي الشيخ عبد الكريم الخضير 353 .......3..5..3........................ بـــــــــأن يكـــــــــون ضـــــــــابطا معـــــــــد ثم شرح الأخير ،ثم عرج على الأول على سبيل اللف والنشر المشوش ،يعني غير المرتاب ،أو مرتب؟ طالب......: نعم على سبيل اللاف والنشار المرتاب؛ لأناه قادم الضابط ،ثام ثَّناى بالعدالاة ،ثام فصال ،ونشار ماا يتعلق بالضبط ،ثم ثَّنى بما يتعلق على سبيل التفصيل بالعدالة. أ يقظـــــــــــــــــــــــــا .................. بـــــــــأن يكـــــــــون ضـــــــــابطا معـــــــــد بضام القااف ،وكسارها ،كماا قاال الجاوهري فاي صاحاحه ،أي أن يكاون فاي الضابط ،أي باأن يكاون فاي الضابط يُقظاا ،يعناي متيقظاا لماا يتحمال؛ فالا يخال بشايء مماا يسامع ،و-أيضاا- متيقظا عند الأداء ،فإذا أخاذ عان الشايوخ فاي حاال التحمال لا باد أن يكاون يُقظاا ،يعناي متيقظاا منتبها ،لا غافلا ،ولا ساهيا ،ولا لاهيا ،وكذلك الحال عند الأداء للآخذين عنه أن يكون متيقظا \"ولم يكن مبف \" ولام يكان مغفالا لا يمياز الصاواب مان الخطاأ \"ولـم يكـن مبفـ \" يعناي لا يمياز الصاواب ماان الخطااأ ،ولا يلَقاان فيااتلقن؛ لأن هااذا هااو مغفاال ،بعااض الناااس عنااده غفلااة ،يقباال التلقين ،فإذا قيل له :إن هذا الحديث من حديثك ،ووثق بالقائال حادث باه ،قيال لاه :هاذا حاديثك عن فلان ،فإذا وثق به حدث عنه ،وتوجد –أيضا -مثل هذه الغفلة ،وقبول التلقين في الشهود، يعني في حياة الناس العامة قديما ،وحديثا ،فبالإمكان أن تكسب شخصا يشهد لك شهادة زور، وهاو مان خياار عبااد الله ،وينفار عان شاهادة الازور أشاد النفارة ،لكناه يشاهد إذا ُلقان ،يعناي ياأتي إليك ازئ ار ،فتقول له :أبشرك بأننا اشترينا هذه الأرض ،وتصف لاه مكانهاا فيعرفاه ،ويقاول :هاذه أرض طيباة ،وموقعهاا ممتااز علاى شاوارع ،وتصالح للاساتثمار ،وينتهاي الحاديث عناد هاذا ،ثام تازوره ،فاي المارة الأولاى ازرك ،وفاي المارة الثانياة تازوره أنات ،ثام تقاول لاه :هاذه الأرض دفعناا نصف قيمتها الآن ،ثم بعد ذلك مرة ثالثة :والله أنا متردد في أن أنشئ عليها عماارة ساكنية ،أو تجارية ،أو أسكنها ،أو أبيع ما أدري –والله -إلى الآن ما بعاد قاررت شايئا ،ثام تاأتي مارة ثالثاة، أو اربعة ،وتقول له :هذه الأرض ثيمت بكذا لكني عازم على استثمارها ،وقد دفعناا بقياة الاثمن، ثم عشار زياا ارت ،ثام تقاول لاه :الآن نرياد الإفا ارغ دفعناا القيماة ،ومان خالال ماا كاررت علياه مان الكلام تقرر فاي نفساه بماا لا مجاال فياه للشاك أن الأرض لاك ،ثام تطلاب مناه الشاهادة ،وياذهب معك إلى المحكمة ،ويشاهد؛ لأناه مغفال يقبال التلقاين ،لكان لاو قلات لاه مان أول مارة :أناا عنادي أرض تشهد عليها ،ما قَبل؛ لأناه رجال صاالح ،لكناه بهاذا التلقاين التادريجي قبال ،فقار فاي نفساه أنك صادق ،وأنت كل ماا دار ،والحاصال ،ومان كثار ماا تكارر علياه مثال هاذا الكالام يازداد باك ثقة ،ويقتنع بملكك للأرض ،هذا هو معنى التلقين. 353
شرح ألفية الحافظ العراقي 004 فت4جا5د3بعاض النااس إذا قيال لاه :هاذا حاديثك عان فالان ،ثام مارة ثانياة ،أو ثالثاة ،المارة ال اربعاة يحدث به عن فلان ،هذا مغفل لا تقبل روايته. وأن يكون مع ذلك \"يحفظ\" يعني متيقظ حال التحمل ،وحال الأداء ،وأن يكون غير مغفل ،وهذا توضيح لليقظة وأن يكون –أيضا -يحفظ ،حافظته تسعفه يحفظ ما سمعه بأن يثبته فاي حفظاه بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء ،بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء \"يحفظ إن حد حفظا\" يعني حفظ صدر \"يحفظ إن حد حفظا\" أي من حفظه في صدره عن ظهر قلبه: كتابــــــــه إن كــــــــان منــــــــه يــــــــرو .......................يحــــــــــــــــــو \"يحو كتابه\" يصونه عن تطرق التغيير إليه ،وتكون صايانته ،وحفظاه لاه بنفساه ،بنفساه يتاولاه بنفسه ،أو بثقة يعني ط أر علياه سافر ،أو شايء يشاغله عان حفظاه بنفساه يودعاه عناد ثقاة ،وكام من شخص وقع الخلل في كتابه؛ لأنه يفرط فيه ،فيعيره إلى غير ثقة ،أو يحفظاه غيار ثقاة ،أو يكون له ولد يعبث بالكتب ،أو ربيب ،أو نسيب ،صهر ،أو ما أشابه ذلاك ،وهاذا حصال لابعض الرواة ،حصل لبعض الرواة أن أدخل في كتبهم ما ليس منها من قبل من يدخل علاى بيتاه دون استئذان ،ويقلب النظر في كتبه ،وقد يزيد ،وقاد يانقص ،هاذا لايس بضاابط ،الاذي يهمال الكتااب الذي ياروي مناه إذا كاان يعتماد علياه ،إذا كاان يعتماد علاى الرواياة مان الكتااب ،وهاذا هاو الناوع الثاني من أنواع الضبط ،كما تقدم بيانه ،وهو ضبط الكتاب. إذا كان يحفظ عن ظهر قلب ،وضبطه ضبط صدر ،فلا بد أن يكون يحفاظ بحياث ياتمكن مان الأداء ،والاستحضار في أي وقت شاء ،وان كان ضبطه ضبط كتاب ،يحدث من كتابه ،فهذا، ولو لم يضبط ،ولو لم يضبط في صدره ،ولا يحفظ عن ظهر قلب ،وانما يتقن كتابه ،بأن يعنى باه أثنااء الرواياة ،والكتاباة ،ثام بعاد ذلاك يحفظاه ،ويصاونه عان أن يتطارق إلياه خلال بزياادة ،أو نقصاان \"إن كــان منــه يــرو \" يعناي إن كاان مان كتاباه ياروي ،وضابط الصادر هاو الأصال، وضبط الكتاب معتبر عند عامة أهل العلم ،ومنهم مان شادد ،فقاال :لا يقبال إلا ضابط الصادر؛ لأناه الأصال ،لكان المقارر عناد أهال العلام لا سايما أهال الحاديث أن ضابط الكتااب إن لام يكان أتقن من ضبط الصدر ،فإنه ليس بدونه؛ لأن الحفظ خَّوان ،قد يحاول يستذكر ،فالا ياذكر ،أماا ضبط الكتاب فهو يستحضره متى ما أ ارده يفتح الكتاب ،وينظر فيه ،ويحدث منه: كتابــــــــه إن كــــــــان منــــــــه يــــــــرو .......................يحــــــــــــــــــو وأن يكاون إضاافة إلاى ذلاك إن كاان ياروي بااللفظ لا باد أن يكاون كماا تقادم ،وان كاان ياروي بالمعنى ،فلا بد بأن يكون ،فلا بد من أن يكون: ................................... يعلــــم مــــا فــــي اللفــــظ مــــن إحالــــة يعلام ماا فاي اللفاظ مان إحالاة ،بحياث ياأمن مان تغييار ماا يروياه \"إن يـرو بـالمعنى\" إن ياروي الخبار باالمعنى ،إن كاان ياروي بااللفظ ،فالا باد أن يؤدياه بحروفاه كماا سامعه ،وان كاان ياروي
355 معالي الشيخ عبد الكريم الخضير 355 باالمعنى لا باد أن يكاون ممان يعلام ماا فاي اللفاظ مان إحالاة ،بحياث ياأمن مان تغ5ييا5ر3ماا يروياه، بعض الناس إذا روى بالمعنى خلط ،وخَّبط فاي الحقاائق ،خابط ،وخلاط فاي الحقاائق ،فيارد علياه فاي اللفاظ حقيقاة شارعية ،ثام يحيلهاا إلاى حقيقاة عرفياة ،أو لغوياة ،وهاي غيار ما اردة فاي هاذا الساياق ،لا باد أن يعارف ماا يحيال المعااني ،واللفظاة الواحادة عناد مان يرياد الرواياة باالمعنى قاد تحتمل معاني في لغة العرب ،فلا بد أن يكون من تجوز لاه الرواياة باالمعنى أن يعارف المعناى الم ارد في هذا السياق ،المعنى الم ارد في هذا السياق ،وقد يكون للفظاة الواحادة أكثار مان حقيقاة شارعية ،فماثلا إذا روى حاديث(( :مان وجاد مالاه عناد رجال قاد؛ أفلاس فهاو أحاق باه)) ،لاو فسار هذا الإفلاس بحديث(( :المفلس من يأتي بأعمال أمثال الجبال)) ،يقول :هذا الرجال مفلاس ،قاد تكاون عناده الأرصادة ،والأماوال ،يعناي غناي ماان كباار الأغنيااء ،لكان يقاول :هاذا لايس هااو المفلس في الحقيقة الشرعية ،المفلس من يأتي بأعمال أمثال الجبال -وترى مثل هذه النغمة لا بد أن تغير؛ لأنها أشد من نغمة جرس الادواب الاذي جااء منعاه ،فالا باد مان تغييرهاا ،وان ناازع من نازع أنها ليست موسيقى ،إلا موسيقى يا أخي ،هذه أشد من جرس الدواب الذي جاء المناع مناه ،فالا باد أن تغيار ،والحكام بينناا ،وبيانهم ،نعام لا نعارف موسايقى ،لكان قاد يناازعون أنكام لا تعرفون تقولاون :هاذه موسايقى ،لا ،عنادنا نصاوص شارعية نحاتكم إليهاا ،جارس الادواب ممناوع، والذي نعتقده أن هذه أشد من جرس الدواب ،فتمنع.- هاذا الاذي روى هاذا الحاديث(( :مان وجاد مالاه عناد رجال قاد أفلاس)) ،وأ ارد أن يروياه باالمعنى، وقااد ساامع بحااديث(( :أتاادرون ماان المفلااس؟)) ،قااالوا :ماان لا درهاام لااه ،ولا متاااع ،قااال(( :لا، المفلاس مان ياأتي بأعماال أمثاال الجباال ،ياأتي ،وقاد شاتم هاذا ،وضارب هاذا ،وأخاذ ماال هاذا، وسافك دم هاذا)) يقاول :هاذا هاو المفلاس ياا أخاي ،فاإذا كاان مان هاذا الناوع ،إذا وجاد مالاه عناد رجل موصوف بهذا الفلس الذي هو ظلم الناس ،يقول :أنا أحق بمالي ،طيب مالاك أنات بعتاه، وهذه قيمته ،قال :لا ،لا هاذا مفلاس ،وأناا أحاق باه ،مثال هاذا يعلام ماا يحيال المعااني؟ لا ،فمثال هذا لا يجوز له أن يروي بالمعنى. المحااروم ،إذا أ ارد أن يفساار المحااروم ،ويفهاام المحااروم فااي الاانص علااى حقيقتااه العرفيااة التااي مفادهاا أناه هاو الرجال الاذي عناده الأماوال الطائلاة ،لكناه مقتار علاى نفساه ،فاي العارف يسامى محااروم ،ولا شااك أن مثاال هااذا حرمااان ،فيقااول :مثاال هااذا تصاارف لااه الزكاااة ،فيااروي ،يناازل المحاروم علاى هاذا ،وقاد يروياه باالمعنى ،فيزياد الطاين بلاة ،فمثال هاذا الاذي لا يعارف ماا يحيال المعاني لا يجوز له أن يروي الحديث بالمعنى: إن يـــــــــــرو بـــــــــــالمعنى .......... يعلــــم مــــا فــــي اللفــــظ مــــن إحالــــة 355
شرح ألفية الحافظ العراقي 006 ي6عن5ي3لا باللفظ ،انتهينا من الشرط الأول ،وهو الضبط \"وفي العدالـة\" الشارط الثااني ،أحاد شاقي التوثياق \"وفــي العدالــة\" باأن يكاون فاي العدالاة ،والعدالاة كماا عرفهاا أهال العلام :ملكاة تحمال صااحبها علاى ملازماة التقاوى ،والماروءة ،ملكاة تحمال علاى ملازماة التقاوى ،والماروءة ،والملكاة هي الصفة الثابتة ال ارسخة ،ليست الصفة التي تط أر ،وتازول ،بال هاي الثابتاة ،ال ارساخة التاي لا تتغيار ،ولايس معناى هاذا أناه يكاون معصاوما ملازماا للتقاوى ،بمعناى أناه لا يعصاي ،ولا يتارك مأمو ار ،لا ،قد يعصي ،قد يزل ،ويتوب مان ذلاك ،وينادم علياه ،لايس بمعصاوم ،العصامة ليسات مفترضاة ،ولا مشاترطة فاي الارواة ،وأناتم تارون بعاض النااس ،يعناي يعايش سابعين سانة ،ثماانين سانة باين النااس ،وهاو يحكام لاه بأناه رجال تقاي ،لكان لا يعناي هاذا أناه معصاوم ،لكان حالاه مستقيمة على الجادة في الجملة ،قد تحصل منه المعصية ،قد تجده في مجلس ،قاد ياذكر أحادا بماا لا يرضاى ،ويقاع فاي عرضاه ،لكناه فاي الجملاة مطياع لله -جال وعالا ،-فحصال مناه هاذه الهفاوة ،واذا تاذكر نادم ،ولاذا لا يقاال :إن هاذه الملكاة ،وهاي الصافة الثابتاة ال ارساخة ،التاي لا تتغياار ،لاايس معناهااا أنااه لا يخطاائ ،بمعنااى أنااه لا يعصااي ،لا يتاارك مااأمو ار ،أو لا يرتكااب محظو ار ،قد يحصل منه شيء من هذا ،لكنه في جملته ماثل مساتقيم \"وفي العدالة بـأن يكـون\" ................................... يعني متصفا بأوصاف: بــــــــأن يكــــــــون مســــــــلما ا عقــــــــر \"مسلما ا عقـر\" والإسالام شارط مجماع علياه ،فالا تصاح رواياة ،ولا تجاوز رواياة الكاافر بحاال، والمقصود بذلك حال الأداء ،أما في حال التحمل ،فقد يتحمال الخبار ،وهاو كاافر ،أماا إذا أدى، فإنه لا يقبل خبره إلا إذا كان مسلما بالإجماع ،فاي حاال التحمال قاد يتحمال ،وهاو كاافر ،جبيار بان مطعام سامع النباي -علياه الصالاة والسالام -يقا أر فاي صالاة المغارب باالطور ،فاي صالاة المغارب باالطور ،وهاو كاافر جااء فاي فاداء أسارى بادر ،لكناه أدى هاذه السانة بعاد أن أسالم، وتلقاها الناس منه ،وحملوها عنه ،وأخرجت في الصحيح؛ لأن هذه الشروط شروط الأداء \"بـأن يكـون مسـلما\" فالا يقبال الكاافر ،ساوا ٌء كاان الكاافر أصاليا ،أو قاد ارتكاب بدعاة مكفارة ،علاى ماا سايأتي فاي رواياة المبتادع ،فالا باد أن يكاون مسالما ذا عقال ،فالكاافر لا تصاح روايتاه ،وكاذلك المجناون لا تصاح روايتاه ،لا باد أن يكاون ذا عقال ،والعقال هاو منااط التكلياف؛ لأن المجناون غير مكلف ،فلا يؤمن أن يكذب على من ينسب الخبر إليه ،فلا بد أن يكون مسلما عااقلا \"قـد بل الحلم\" قد بلغ الحلم ،يعني بلغ سن التكليف ،والتكلياف يكاون باالإن ازل ،ويكاون ببلاوغ ،بتماام الخمااس عشاارة ساانة ،ويكااون بإنبااات الشااعر الخشاان حااول الفاارج ،وهااذا مشااترك ،وتزيااد الماا أرة باالحيض ،فاإذا حاضات كلفات ،فاإذا بلاغ الحلام بمعناى أناه بلاغ سان التكلياف بواحاد مان هاذه الأشياء ،واتصف بالإسلام والعقل ،وسالم مان أساباب الفساق وخاوارم الماروءة فإناه تصاح روايتاه \"قـد بلـ الحلـم\" وعلاى هاذا فرواياة الصاغير غيار مقبولاة ،أماا غيار الممياز فمحال إجمااع ،وأماا
357 معالي الشيخ عبد الكريم الخضير 357 الممياز فجمااهير أهال العلام علاى أن روايتاه لا تقبال ولاو ارهاق ،يعناي قاارب الا7ح5تم3اال ،ماا لام يحتمل ،يعني ما لم يكلف ،فإن روايته حينئٍذ لا تكون مقبولة؛ لأنه يعرف أناه غيار مكلاف ،قلام التكليف لم يجر عليه ،وعلى هذا لا يكتب عليه سيئاته ،ولا آثامه ،فلا يؤمن حينئٍذ أن يكذب. ما الذي يمنعه عن الكذب؟ الذي يمنع عن الكذب خشية الإثم ،وهو لا إثم عليه؛ لأنه غير مكلف ،إذن لا شيء يمنعه ويردعه عن الكذب ،قبل بعضهم شهادة الصبيان بعضهم على بعض ما لم يتفرقوا ،ولا يوجد غيرهم من المكلفين ،وبعضهم قبل شهادة الم ارهق ،ومن باب أولى قبلوا روايته ،المقصود أن غير المكلف لا تقبل روايته ،يعني هل حمل عن ابن عباس قبل التكليف شيء؟ هل حمل عن ابن الزبير قبل تكليفه شيء؟ النبي -عليه الصلاة والسلام- مات قبل أن يكلفوا ،سيأتي في وقت التحمل والأداء؛ متى يصح التحمل؟ فإن المحمود ابن الربيع عقل عن النبي -عليه الصلاة والسلام -مجة مجها في وجهه من دلو ،وهو ابن خمس سنين ،أو أربع سنين على روايات ،فيصح تحمل الصغير ،لكن أداءه وروايته غير صحيحة؛ ولذا قال الناظم -رحمه الله -تعالى\" :قد بل الحلم\" بأن صار مكلفا \"سليم الفعر\" سليم الفعل \"من فس \" لا يرتكب كبيرة ،ولا يصر على صغيرة \"أو خرم مروءة\" من فسق أو خرم مروءة، المروءة التخلق بخلق أمثاله في زمانه ومكانه ،التخلق بخلق أمثاله في زمانه وفي مكانه ،فلا يشذ عن بني جنسه ،وبني بلده بشيء ينتقد فيه. وفهم من كلام الناظم -رحمه الله تعالى -عدم اشت ارط الحرية ،ولا الذكورية ،ولا العدد ،فالم أرة تصح روايتها ،وتحمل الناس عن أمهات المؤمنين ،وغيرهن من الصحابيات ومن التابعيات؛ تحملوا الحديث عنهن ،وتداولوه فيما بينهم ،فالذكورة لا تشترط فتصح رواية الم أرة ،وكذلك الحرية ليست بشرط؛ لأن الأحاديث والسنن نقلت عن أرقاء ،فنقلت عن بلال ،ونقلت عن بريرة ،وهي أمة ،وام أرة أيضا ،خلافا لمن اشترط شيئا من ذلك ،وأن الرواية كالشهادة ،وبما أن الشهادة لا تقبل من ام أرة منفردة ،ولا من رقيق فالرواية مثلها ،والصواب أن هذا مما تختلف فيه الرواية مع الشهادة ،فتقبل رواية الم أرة ،وكتب السنة طافحة بروايات النساء ،وتقبل رواية الرقيق ،فلا شرط الحرية ولا للذكورة ،واشترط بعضهم أن يكون ال اروي فقيها ،ولا عبرة بهذا الاشت ارط؛ لأننا لو تأملنا أحوال الرواة الذين حمل أهل العلم عنهم الأخبار وجدنا الفقهاء منهم قلة ،حتى بعض الصحابة ممن يخفى عليه الأحكام الشرعية ،تحملت عنهم الأخبار لا سيما ما يتعلق بهم ،فبعضهم اشترط فقه ال اروي ،والحقيقة أن هذا الشرط لا دليل عليه ،بل الواقع يرده ،فمن الأع ارب الذين وفدوا على النبي عليه الصلاة والسلام ،ولا يعرفون من الأحكام إلا الشيء القليل نقلوا عنه -عليه الصلاة والسلام -بعض الأحكام وتحملت عنهم. الفصل الأول انتهى من الفصول الثلاثة عشر. 357
شرح ألفية الحافظ العراقي 008 ط8ال5ب......:3 نعم؟ طالب :العمر مشتر العمر ،إذا لم يكلف قبل ذلك بإن ازل أو إنبات لا بد من استكمال خمس عشرة سنة. طالب......: المميز ،سيأتي -إن شاء الله تعالى -في متى يصح تحمل الصغير ،المميز هو الذي يفهم الخطاب ،ويرد الجواب هذا في الأمور التي ليست عامة ،ليست عامة للأمة أما في الأمور التي تشمل الناس كلهم ،فحدت بتمام سبع سنين ،يعني في الرواية لو اختبرنا صبيا عمره ثلاث سنين ،ووجدناه يضبط؛ ما المانع من تصحيح تحمله إذا وجدناه يضبط ،وقد يصل إلى العشر ،وهو لا يضبط ،كما قال ابن الصلاح :وان كان لا يفهم الجواب ،ولا يرد الخطاب لم تصح روايته ،ولو كان ابن خمس ،بل ابن خمسين ،بينما الصغير إذا اختبر وابتلي صحت روايته ،وهذا في الأمور التي يصح التفرد فيها ،أما الأمور التي جاءت أحكام عامة للمسلمين فإنها تحدد بحد(( :مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين)) يعني لو قيل :مروا أولادكم المميزين، على كل أب أن يأمر ولده إذا ميز؛ فتجد الولد عمره عشر سنوات وهو بباب المسجد ،واذا سئل أبوه قال :والله ما ميز ،وتجد الآخر يؤذي الناس بطفله ذي السنتين أو الثلاث ،ويقول: مميز ،فما تترك هذه لاجتهاد الناس؛ لا ،لكن في الرواية الله يقويه ،قدامه الأداء ،وقدامه الشروط عند التحديث ،كونه يحضر مجلس السماع ،ويستمع إن استفاد؛ والا ما هنا نقص، وما هنا مضرة ،لكن كونه يصف مع الناس ،ويؤذيهم ،ويقطع الصفوف ،ويشوش على الناس سنتين ،ثلاث كما يأتي بعضهم بولده يتأذى الناس به ،وقد شهدنا من ذلك ما يندى له الجبين، ويعتصر له القلب أسى وألما ،شخص أحضر طفلا عمره ثلاث سنوات ،ومعه بالصف لما كبر الناس ذهب الولد إلى المصاحف ،وصار يعبث بها ،يعبث بها عبثا لا يقبله أحد ،وأبوه لم يتحرك ولا يقدم ولا ،..لما ذهب الولد إلى المروحة ،مروحة بإمكانه أن يتناولها ،فتؤذيه قطع الأب صلاته ،وذهب ييحضره خوفا عليه ،فمثل هذا لا شك أنه يمنع ولا يترك مثل هذا لاجتهادات الناس؛ لأن كل واحد يبغي يقول :والله ولدي مميز الحمد لله ،وبعضهم يقول :لا، ما مميز ،إذا ما جاء قال :ما ميز ،وان حضر قال :مميز ،ولو كان صغي ار ،فمثل هذه الأمور تضبط بضابط عام ،ومثله التكليف ،خلاص فيه أمور واضحة ،فاصلة. الفصل الثاني :ما تعر به العدالة: قال -رحمه الله تعالى:- زكــــــــاه عــــــــد ن فعــــــــدل مــــــــ تمن ...............................وم ـن
359 معالي الشيخ عبد الكريم الخضير 359 \"ومن\" والذي يزكيه؛ أي يعدله في روايته ،ويشهد له بأنه عدل ضابط \"عد 9ن\"35يعني اثنان \"فعدل م تمن\" تقبل روايته اتفاقا ،عدل ،ضابط ،إذا تناولت تزكيته العدالة والضبط قبلت روايته، زكــــــــاه عــــــــد ن فعــــــــدل مــــــــ تمن ...............................وم ـن والمؤتمن تأكيد تكملة \"وصح اكتفا هم\" أي جمهور أئمة الأثر بالواحد ،وصحح اكتفائهم بالواحد ،أي قبول التعديل ،التزكية من شخص واحد ،والواحد سوا ٌء كان ح ار ،أو عبدا ،ذك ار كان أو أنثى: جرحــــــا وتعــــــدي خــــــ الشــــــاهد وصـــــــــــح اكتفـــــــــــا هم بالواحـــــــــــد الصحيح عندهم في الرواية أن التزكية يكتفى فيها بواحد ،ولو ام أرة ،ولو أمة ،والنبي -عليه الصلاة والسلام -سأل بريرة عن عائشة ،فأثنت عليها خي ار وزكتها ،فتقبل تزكية الم أرة ولو كانت أَ َمة ،فضلا عن كونها ذك ار ح ار ،أو عبدا \"خ الشاهد\" فالصحيح عدم الاكتفاء بالواحد ،الصحيح عندهم عدم الاكتفاء بتزكية الواحد للشاهد كالأصل ،الرواية تقبل من واحد، فالتزكية تبعا لها تقبل من واحد ،الشهادة لا تقبل من واحد ،فالتزكية لا تقبل بالنسبة للشاهد من واحد ،وكل فرع له حكم أصله ،هذه التزكية ،وهي التي يحتاج إليها في معرفة ارتفاع الجهالة الباطنة \"وصححوا\" يعني مما تثبت به العدالة أيضا\" ،صححوا استبناء الشهرة\" بها بين أهل العلم والاستفاضة ،إذا كان مشهو ار مستفيضا بين أهل العلم أنه من أهل العدالة ،ومن أهل الثقة ،ومن أهل العلم ،ومن أهل الفضل: تزكيــة صــريحة كمالــك نجــم الســنن وصـححوا اسـتبناء الشـهرة عـن كمالك نجم السنن ،كما وصفه الإمام الشافعي بذلك ،ومثل مالك شعبة ،وأحمد ،وابن معين، والسفيانين ،وغيرهم ،هؤلاء إذا وردوا في سند؛ جاءك في السند أحمد بن حنبل ،أو سفيان بن عيينة ،أو سفيان الثوري ،أو مالك ,أو ...الأئمة الكبار؛ هؤلاء هل تحتاج إلى أن تذهب إلى كتب الجرح والتعديل؛ لتنظير ما قيل فيهم؟ ما يحتاج ،هؤلاء استفاض فضلهم ،وعلمهم، وضبطهم ،واتقانهم ،وحفظهم ،فلا يحتاجون إلى تزكية ،بينما لو وجد في السند شخص لم يشتهر؛ أنت ما تعرفه؛ لا بد أن تبحث عنه في كتب الرجال ،ولا بد أن تسأل عنه ،لا بد من التزكية. تزكيــة صــريحة كمالــك نجــم الســنن وصـححوا اسـتبناء الشـهرة عـن فلا بد من التزكية في حق من لم يشتهر بها ،ولم يستفض أمره بها ،الإمام أحمد -رحمه الله- سئل عن إسحاق بن إب ارهيم الحنظلي ،قال :إسحاق يسأل عنه؟! إسحاق يسأل عن الناس، ومثل هذا قال في أبي عبيدة وغيره ،فالذين استفاض ذكرهم ،واشتهر أمرهم لا يسأل عنهم، 359
شرح ألفية الحافظ العراقي 061 وت1ج6د3ون –الآن -بعض الناس يسأل عن العلماء الكبار ،يأتي سؤال ما أريك بالشيخ ابن باز؟ هذا سؤال ُيحتاج إليه؟! والله هذا حاصل ،ومرة واحد يسأل في شرح أحاديث الفتن ،يسأل يقول :ما أريك بالشيخ ابن جبرين؟ قلت :لولا أن هذا السؤال من الفتن ما أجبت عنه ،ويسألون عن مشايخ كبار ،هؤلاء يحتاج ،هؤلاء يسألون عن الناس ،ما يسأل عنهم ،فالذي استفاض في الناس ذكره ،واشتهر فضله لا يسأل عنه ،لا يسأل عنه مثل هذا؛ ولذا: تزكيــة صــريحة كمالــك نجــم الســنن وصـححوا اسـتبناء الشـهرة عـن ثم قال -رحمه الله\" :-و بن عبد البر\" لأبي عمر يوسف بن عبد البر النمري الحافظ المتوفى سنة ثلاث وستين وأربعمائة ،وهي السنة التي توفي فيها الخطيب الحافظ ،هذا حافظ المغرب، وذاك حافظ المشرق: بحملــــــــــه العلــــــــــم ولــــــــــم يــــــــــوهن و بــــن عبــــد البــــر كــــر مــــن عنــــي يعني لم يضعف \"كر من عني\" أي اهتم بحمل العلم بحيث صار من أهل العلم \"ولم يوهن\" لم يضعف ،أري ابن عبد البر أن مثل هذا عدل ،لا يحتاج فيه إلى تزكية ،ولا يحتاج إلى أن ت ارجع كتبا ولا شيء: بحملــــــــــه العلــــــــــم ولــــــــــم يــــــــــوهن و بــــن عبــــد البــــر كــــر مــــن عنــــي ................................... ف نـــــــه عـــــــدل بقـــــــول المصـــــــطفى -صلى الله عليه وسلم(( :-يحمل هذا العلم ،))..يعني ((..من كل خلف عدوله؛ ينفون عنه تحريف الغالين ،وانتحال المبطلين ،وتأويل الجاهلين)) هذا الحديث استدل به ابن عبد البر على أن كل من عرف بحمل العلم أنه عدل: يحمـــــر هـــــ ا العلـــــم لكـــــن خولفـــــا ف نـــــــه عـــــــدل بقـــــــول المصـــــــطفى خولف ابن عبد البر -رحمه الله -في أريه هذا ،خولف؛ لماذا؟ لأن الواقع يشهد بخلاف ذلك؛ لوجود من يحمل العلم ،وهو غير عدل ،ولا ثقة ،ولا مرضي ،يحمل العلم ،ويفتي في الأحكام، وقد يفسر القرآن ،وقد يشرح السنة ،ومع ذلك ليس بعدل ،ولا مرضي؛ لأنه يرتكب محرمات، ويتساهل في واجبات ،ولا نحتاج في عصرنا إلى تمثيل ،يعني إذا وجد في السابق ناد ار فإنه في عصرنا كثي ار ،كثير من يرحل إليه ،ويشار بأنه المحدث ،وتطلب منه الإجا ازت؛ لأن سنده عال ،وسماعه قديم ،ومع ذلك الناس يصلون ،وهو في بيته مع كل أسف ،ويوجد من علامات الفسق عليه ظاهرة ،وهو يدرس التفسير ،أو الحديث ،أو الفقه ،أو غير ذلك ،فالواقع يشهد بخلاف ما قاله ابن عبد البر -رحمه الله\" ،-ولم يوهن\"، يحمـــــر هـــــ ا العلـــــم لكـــــن خولفـــــا ف نـــــــه عـــــــدل بقـــــــول المصـــــــطفى لأن ابن عبد البر توسع في التعديل توسع غير مرض ،والحديث مضعف عند أهل العلم، الأكثر على تضعيفه ،وان صححه الإمام أحمد فيما نقله الخطيب في شرف أهل الحديث ،لكن
360 معالي الشيخ عبد الكريم الخضير 360 طرقه كلها ضعيفة ،قد يقال :إن تعدد الطرق تدل على أن له أصلا ،لكن مف0ر6دات3ها ضعيفة ضعفا شديدا ،فمن قبله نظ ار لكثرة طرقه ،ومن رده فلضعف أف ارده ،ومع ذلكم لو صح هذا الخبر لكان أم ار ،وليس بخبر ،لكان أم ار للعدول؛ بأن يحملوا هذا العلم ،ولا يتركوا فرصة للفساق أن يحملوا هذا العلم ،ويتصدروا الناس ،لا يترك أهل العلم ،أهل العدالة ،أهل الفضل، أهل الاستقامة فرصة للفساق أن يتصدروا الناس ،فيكون معنى الحديث(( :ليحمل ))..يعني لفظه لفظ الخبر ،ومفاده الأمر(( :ليحمل هذا العلم من كل خلف عدوله)) ،وجاءت هذه الرواية باللام عند ابن أبي حاتم في تقدمة الجرح والتعديل ،فدل على أن الحديث أمر للثقات بحمل العلم ،وألا يتركوا المجال للفساق ،ومن أهل العلم من ينازع في تسمية ما يحمله الفساق علم ،بل الفاسق جاهل ،ولو عرف جميع ما دون من أحكام ،يعني لو حفظ الكتب كلها بأدلتها فهو جاهل؛ لأن العلم الذي لا ينفع صاحبه وجوده مثل عدمه ،الوصف ما ارتفع؛ لأن العبرة بالعلم النافع ،وهذا ليس بنافع علمه ،الأمر الثاني :أن الله -جل وعلا -سمى الذي يعصي جاهلا{ :إَّن َما الَّتوَبة َعَلى َّللا لَّل ي َن َيع َملو َن ال ُّسَوَء ب َج َهاَلة} [( )22سورة النساء] ،هذا حصر للتوبة في الذين يعملون السوء حال جهلهم ،طيب الذي يعرف أن الشرب شرب الخمر ح ارم، ومعه دليله من الكتاب والسنة ،يحفظ الدليل من الكتاب والسنة؛ هذا جاهل ،والا عالم؟ هذا يعرف الحكم بدليله؛ عالم ،والا جاهل؟ لو قلنا :عالم قلنا :ما له توبة؛ لأن التوبة خاصة بالفساق ،ولم يقل أحد بهذا القول ،فدل على أنه جاهل ،ولو عرف الحكم بدليله ،فالفاسق الذي يحمل من العلم ما يحمل هذا جاهل ،فالذين يحملون العلم هم العدول ،يعني العاملون به ،وأما الفساق فعلمهم ليس بعلم؛ ولذلك قال(( :يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله؛ ينفون عنه تحريف الغالين ،وانتحال المبطلين ،وتأويل الجاهلين)) الفاسق حينما يحمل العلم؛ هل حمله بهذه النية :لينفي عنه تحريف الغالين ،وانتحال المبطلين ،وتأويل الجاهلين ،أو ليتخذه مصدر رزق؟ لأنه لو جاء بهذه النية ارتدع عما يفعله من ج ارئم ،أو يتركه من أوامر ،فدل على أنه جاهل{ :إَّن َما الَّتوَبة َعَلى َّللا لَّل ي َن َيع َملو َن ال ُّسَوَء ب َج َهاَلة ثَّم َيتوبو َن من َقريب} [( )22سورة النساء] ،يعني قبل الموت ،وقبل نزول علاماته \"لكن خولف\" عامة أهل العلم على خلافه، ووافقه بعض العلماء ،كابن المواق ،وابن سيد الناس ،وقال الحافظ الذهبي :إنه حق ،لكن من يقول بأنه حق ،أو يوافق ابن عبد البر ،أو حتى ابن عبد البر نفسه لا يمكن أن يصف فاسقا بأنه عالم ،إنما يحمل العلم على ما نفع؛ لأنه يقول\" :ولم يوهن\" ولم يوهن يعني ولم يضعف، والفاسق مضعف ،فلا يدخل الفاسق في كلام ابن عبد البر ،وعلى هذا يوافق إذا لم يدخل الفاسق ،إذن هو من الأصل عدل ،وانما قد يستدل على عدالته بحمله العلم ،ولو لم يزكى. ثم في الفصل الثالث من الفصول الثلاثة عشر ،نعم؟ 311
شرح ألفية الحافظ العراقي 062 ط2ال6ب......:3 وافقه ابن المَّواق ،كتاب اسمه\" :بغية النقاد\" لابن المواق ،هذا على كتاب ابن القطان ،ووافقه –أيضا -ابن سيد الناس اليعمري أبو الفتح ،ووافقه –أيضا -الحافظ الذهبي. قال -رحمه الله -في الفصل الثالث :ما يعر به الضب : فضــــــــــــاب أو نــــــــــــاد ار فمخطــــــــــــي ومــــــن يوافــــــ غالبــــــا ا الضــــــب يعرف الضبط بالامتحان كما تقدم في المقلوب ،بَم عرف ضبط الإمام البخاري؟ لما امتحنه أهل بغداد ،فالامتحان أقرب وسيلة لمعرفة الضبط ،وكثير ممن ينتسب إلى العلم ،أو يدعي العلم إذا امتحن رسب في الامتحان ،يسأل كم سؤال ثم لا يجيب ،أو يجيب جوابا يدل على جهله ،فيستدل به على أنه ليس بضابط ،كما أنه يعرف الضبط بعرض رواية ال اروي على روايات الثقات ،فإن وافقهم فهو ضابط ،إن وافقهم في جميع ما يرويه ،أو في غالب ما يرويه فإنه ضابط ،وان وافقهم ناد ار ،أو لم يوافقهم \"فمخطي\" يعني ليس بضابط. فضــــــــــــــاب ....................... ومــــــن يوافــــــ غالبــــــا ا الضــــــب \"من يواف \" دائما ،أو \"غالبا\" في المعنى ،أو اللفظ \" ا الضب فضاب \" يحتج به \"أو\" يوافقه \"ناد ار فمخطي\" ليس بضابط؛ فلا يحتج به. ثم بعد ذلك الفصل ال اربع :الفصر ال اربع في الجرح والتعدير ،وهر يقب ن دون بيان أو بد من بيانهما: يعني بيان الأسباب؛ هل يقبل الجرح والتعديل من غير بيان الأسباب ،أو لا بد من بيان أسباب الجرح والتعديل ،أو لا بد من بيان أسباب الجرح دون التعديل ،أو لا بد من بيان أسباب التعديل دون الجرح فالقسمة رباعية: كــــــــر ســــــــباب لــــــــه أن تــــــــثق وصـــــــــححوا قبـــــــــر تعـــــــــدير بـــــــــ \"وصححوا\" يعني جمهور أئمة الأثر \"قبول تعدير\" هذا هو القول الأول في المسألة ،قبول تعديل \"ب كر سباب له\" خشية \"أن تثق \" ويشق ذكرها؛ لأنها كثيرة ،إذا لزم بيان أسباب التعديل فإذا قال أحمد :ثقة؛ ثقة لماذا؟ يحتاج الإمام أحمد أن يقول :ثقة؛ لأنه لم يتلبس ببدعة ،ثقة؛ لأنه يصلي ،لأنه يزكي ،لأنه يصوم ،لأنه يحج ،لأنه يأمر بالمعروف ،لأنه لا يرتكب كذا ،ولا يفعل كذا ،ولا يغش ،ولا ي اربي ،ولا ،..فيلزمه أن يعدد جميع الواجبات؛ لإثباتها ،ويعدد جميع المحرمات؛ لنفيها ،هذا إذا اشترطنا بيان سبب التعديل؛ ولذا قال: كــــــــر ســــــــباب لــــــــه أن تــــــــثق وصـــــــــححوا قبـــــــــر تعـــــــــدير بـــــــــ يعني مخالفة أو خشية أن تثقل؛ لأن كل ارو من الرواة يحتاج إلى أن يسرد فيه ما يسرد في جميع الرواة في التعديل ،فينفى عنه كل ما يجرح في العدالة بالتفصيل؛ ولهذا قال جمهور أهل العلم :إن أسباب العدالة لا يلزم ذكرها بل يكتفى بقول الإمام عدل ،أو ثقة ،ثم إن عورض هذا
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162
- 163
- 164
- 165
- 166
- 167
- 168
- 169
- 170
- 171
- 172
- 173
- 174
- 175
- 176
- 177
- 178
- 179
- 180
- 181
- 182
- 183
- 184
- 185
- 186
- 187
- 188
- 189
- 190
- 191
- 192
- 193
- 194
- 195
- 196
- 197
- 198
- 199
- 200
- 201
- 202
- 203
- 204
- 205
- 206
- 207
- 208
- 209
- 210
- 211
- 212
- 213
- 214
- 215
- 216
- 217
- 218
- 219
- 220
- 221
- 222
- 223
- 224
- 225
- 226
- 227
- 228
- 229
- 230
- 231
- 232
- 233
- 234
- 235
- 236
- 237
- 238
- 239
- 240
- 241
- 242
- 243
- 244
- 245
- 246
- 247
- 248
- 249
- 250
- 251
- 252
- 253
- 254
- 255
- 256
- 257
- 258
- 259
- 260
- 261
- 262
- 263
- 264
- 265
- 266
- 267
- 268
- 269
- 270
- 271
- 272
- 273
- 274
- 275
- 276
- 277
- 278
- 279
- 280
- 281
- 282
- 283
- 284
- 285
- 286
- 287
- 288
- 289
- 290
- 291
- 292
- 293
- 294
- 295
- 296
- 297
- 298
- 299
- 300
- 301
- 302
- 303
- 304
- 305
- 306
- 307
- 308
- 309
- 310
- 311
- 312
- 313
- 314
- 315
- 316
- 317
- 318
- 319
- 320
- 321
- 322
- 323
- 324
- 325
- 326
- 327
- 328
- 329
- 330
- 331
- 332
- 333
- 334
- 335
- 336
- 337
- 338
- 339
- 340
- 341
- 342
- 343
- 344
- 345
- 346
- 347
- 348
- 349
- 350
- 351
- 352
- 353
- 354
- 355
- 356
- 357
- 358
- 359
- 360
- 361
- 362
- 363
- 364
- 365
- 366
- 367
- 368
- 369
- 370
- 371
- 372
- 373
- 374
- 375
- 376
- 377
- 378
- 379
- 380
- 381
- 382
- 383
- 384
- 385
- 386
- 387
- 388
- 389
- 390
- 391
- 392
- 393
- 394
- 395
- 396
- 397
- 398
- 399
- 400
- 401
- 402
- 403
- 404
- 405
- 406
- 407
- 408
- 409
- 410
- 411
- 412
- 413
- 414
- 415
- 416
- 417
- 418
- 419
- 420
- 421
- 422
- 423
- 424
- 425
- 426
- 427
- 428
- 429
- 430
- 431
- 432
- 433
- 434
- 435
- 436
- 437
- 438
- 439
- 440
- 441
- 442
- 443
- 444
- 445
- 446
- 447
- 448
- 449
- 450
- 451
- 452
- 453
- 454
- 455
- 456
- 457
- 458
- 459
- 460
- 461
- 462
- 463
- 464
- 465
- 466
- 467
- 468
- 469
- 470
- 471
- 472
- 473
- 474
- 475
- 476
- 477
- 478
- 479
- 480
- 481
- 482
- 483
- 484
- 485
- 486
- 487
- 488
- 489
- 490
- 491
- 492
- 493
- 494
- 495
- 496
- 497
- 498
- 499
- 500
- 501
- 502
- 503
- 504
- 505
- 506
- 507
- 508
- 509
- 510
- 511
- 512
- 513
- 514
- 515
- 516
- 1 - 50
- 51 - 100
- 101 - 150
- 151 - 200
- 201 - 250
- 251 - 300
- 301 - 350
- 351 - 400
- 401 - 450
- 451 - 500
- 501 - 516
Pages: