Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore الزاد لمعلمة القرآن الكريم

الزاد لمعلمة القرآن الكريم

Description: الزاد لمعلمة القرآن الكريم

Search

Read the Text Version

‫»أن تحدد الأدوار التي تتحملها الدارسات في سبيل بلوغ الأهداف التعليمية المرغوب فيها‬ ‫»‬ ‫»أن توزع مسؤوليات إدارة الحلقة على الدارسات جميعاً حيث تحرص على مشاركة الدارسات في تحمل‬ ‫»‬ ‫المسؤوليات كل على ضوء قدراتها وإمكاناتها ‪.‬‬ ‫»‬ ‫»أن تنظم العلاقات الاجتماعية بين الدارسات وتنمي بينهن العلاقات التي تقوم على الثقة والاحترام‬ ‫»‬ ‫المتبادل‪.‬‬ ‫»‬ ‫»أن تعتمد في تعاملها مع دارساتها أساليب الإدارة الشورية مثل العدل والتسامح والتشاور وتشجع أساليب‬ ‫»‬ ‫النقد البناء واحترام الآراء ‪.‬‬ ‫»‬ ‫»أن تستخدم أساليب التعزيز الايجابي بأشكالها المختلفة‪.‬‬ ‫»‬ ‫»أن تلجأ إلى تقسيم الدارسات إلى مجموعات وفرق صغيرة وفق متطلبات التوافق النفسي والتعليمي‪.‬‬ ‫»‬ ‫»أن تنوع أساليبها التعليمية فتغير وتنوع في أساليبها في متابعة الحفظ وتدريسها ولا تعتمد أسلوباً‬ ‫»‬ ‫»‬ ‫محدداً‪.‬‬ ‫»‬ ‫»أن تستخدم أساليب التفاعل التي تشجع مشاركة الدارسات وأن تغير وتنوع في وسائل الاتصال والتفاعل‬ ‫»‬ ‫سواء في الوسائل اللغوية أم غير اللغوية وتغير نغمات صوتها تبعاً لطبيعة الموقف التعليمي‪.‬‬ ‫»‬ ‫»أن تجنب الدارسات العوامل التي تؤدي إلى السلوك الفوضوي ‪.‬‬ ‫»‬ ‫»أن تعالج حالات الفوضى وانعدام النظام بسرعة وحزم مع محافظتها على اتزانها الانفعالي‪.‬‬ ‫»أن تخلق أجواء صفية تسودها الجدية والحماس واتجاهات العمل المنتج ‪.‬‬ ‫»أن تعمل على مساعدة الدارسات على اكتساب اتجاهات أخلاقية مناسبة مثل‪ :‬احترام المواعيد واحترام‬ ‫أراء الآخرين والمواظبة والاجتهاد والثقة بالنفس والضبط الذاتي‪.‬‬ ‫»أن تفسح المجال أمام الدارسات لتقييم سلوكهن وتصرفاتهن على نحو ذاتي ‪.‬‬ ‫»أن توضح القاعدة الأخلاقية للسلوك المرغوب فيه ومواصفات هذا السلوك ومعاييره وأن تناقش‬ ‫دارساتها بأهمية وضرورة السلوك المرغوب فيه ونتائج إهماله‪.‬‬ ‫»ويتمم ما سبق ويعتبر أمراً ضرورياً ألا وهو وجود المعلمة القادرة على فهم الدارسات والتعامل معهن‬ ‫ورعاية شؤونهن الصحية والنفسية والاجتماعية والتربوية وفهم البيئة الاجتماعية التي تحيط بهن‬ ‫ومساعدتهن على التكيف الاجتماعي‪.‬‬ ‫‪101‬‬

‫المبحث السادس ‪ :‬مهــارات إدارة الحلقة‪:‬‬ ‫تعد مهارة إدارة الحلقة واحدة من أهم مهارات تنفيذ التدريس وبدون اكتساب هذه المهارة لا يكون التدريس‬ ‫ناجحاً في أغلب الأحيان وهي كما يلي‪:‬‬ ‫‌أ‪ .‬تهيئـة الحلقة ‪:‬‬ ‫ إن تهيئة المكان الذي تجلس فيه الدارسات لا يقل أهمية عن الوسائل التربوية المعينة على التعليم‬ ‫ وهناك وسائل تحقق هذه المهارة منها ‪:‬‬ ‫‪١ .١‬توفير الأثاث الجيد للحلقة ‪.‬‬ ‫‪٢ .٢‬توفير الإضاءة المناسبة (فلا يكون النور ساطعا ًجدا ًولا معتما ًمتعبا ًللبصر)‬ ‫‪٣ .٣‬توفير وسائل التهوية والتدفئة والتبريد المناسبة حسب حال الطقس ‪.‬‬ ‫‪٤ .٤‬المحافظة على نظافة الحلقة القرآنية ‪.‬‬ ‫‪٥ .٥‬السعي لتجميل الحلقة إذا أمكن بوضع ملصقات ولوحات ذات أهداف تربوية وتوجيهات سلوكية‪.‬‬ ‫‪٦ .٦‬توفير الوسائل التعليمية المناسبة للاستعانة بها في التعليم وضبط الحلقة وشد انتباه الدارسات‪.‬‬ ‫‪٧ .٧‬وضع لوحة التعليمات وأخبار الحلقة وتخصص هذه اللوحة للأمور التالية ‪:‬‬ ‫»‬ ‫» التعليمات والتوجيهات من قبل إدارة الدار ‪.‬‬ ‫»‬ ‫» التوجيهات التربوية للحلقة ‪.‬‬ ‫»‬ ‫» أسماء الدارسات المتميزات في ‪:‬‬ ‫ ‪ o‬الحفظ والمراجعة ‪.‬‬ ‫ ‪ o‬التحلي بالأخلاق الإسلامية ‪.‬‬ ‫ ‪ o‬المحافظة على النظافة الشخصية ‪.‬‬ ‫ ‪ o‬الحضور المبكر ‪.‬‬ ‫ ‪ o‬التفوق في الدراسة الصباحية ‪.‬‬ ‫» »تهيئـة الدارسات من حيث وجودهن مرتبات على مقاعدهن وتوفير المصاحف وعدم انشغالهن بمثيرات‬ ‫داخـل الحلقة أو خارجها وتهيئة استعدادهن الفكري والنفسي والروحي للحلقة ‪.‬‬ ‫‌ب‪ .‬تهيئة الموقف التعليمي من حيث إعداد الوسائل التعليمية لذلك وتحديد الأنشطة والبرامج ‬ ‫والفوائد التربوية للدرس ‪.‬‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪102‬‬

‫‌ج ‪ .‬إثارة دافعية الدارسات وتفاعلهن مع الدرس من حيث ‪:‬‬ ‫‪١ .١‬تنويع المثيرات والوسائل التعليمية ‪.‬‬ ‫‪٢ .٢‬تنويـع أساليب التحفيز والتشجيع والتعزيز ‪.‬‬ ‫‪٣ .٣‬تنويع أنشطة الدرس (حفظ‪ ،‬مراجعة‪ ،‬قراءة جماعية‪ ،‬تفسير‪ ،‬فوائد تربوية‪ ،‬الإجابة على استفسارات‬ ‫الدارسات ‪)...‬‬ ‫‪٤ .٤‬حيوية المعلمة وحماسها للدرس‬ ‫‪٥ .٥‬تنويع إشاراتها وحركاتها وطبقات صوتها ‪.‬‬ ‫‪٦ .٦‬القدرة على إثارة التفكير والحماس لدى الدارسات ‪‌.‬‬ ‫د‪ .‬حسن المعاملة من حيث ‪:‬‬ ‫‪١ .١‬تنمية علاقة حانية بين المعلمة ودارساتها ‪.‬‬ ‫‪٢ .٢‬تنمية علاقة أخوية طيبة بين الدارسات أنفسهن ‪.‬‬ ‫‪٣ .٣‬البعد عن الأساليب العقابية ( الضرب أو السخرية أو التهديد ) ‪.‬‬ ‫‪٤ .٤‬الصبر على بطء أداء الدارسات وضعف حفظهن ‪.‬‬ ‫‪٥ .٥‬اليقظة الدائمة لكل ما يحدث في الحلقة ‪.‬‬ ‫‌و‪ .‬مراعاة الفروق الفردية بين الدارسات ‪.‬‬ ‫‌ز ‪ .‬تحتاج المعلمة والدارسات إلى جو يتسم بالهدوء وحفظ النظام حتى يتم التفاعل المثمر فيما بين ‬ ‫المعلمة والدارسات من ناحية وبين الدارسات أنفسهن من ناحية أخرى ‪.‬‬ ‫‌ح ‪ .‬توفير المناخ العاطفي والاجتماعي فيصعب على المعلمة أن تدير صفاً دراسياً لا تسوده علاقات ‬ ‫إنسانية سوية ومناخ نفسي واجتماعي يتسم بالمودة والتراحم فالمناخ العاطفي شيء يصعب وصفه‬ ‫ولكن يمكن الإحساس فيه بمجرد دخولك غرفة الدراسة ‪.‬‬ ‫‌ط‪ .‬إن الدارسة تنزل المعلمة من نفسها منزلة كبيرة وتتوقع منها كثيراً من الصفات الحميدة‪.‬‬ ‫ولأهمية هذه المهارة‪ ،‬ينبغي الاهتمام بالأمور الآتية ‪:‬‬ ‫‪١ .١‬انتباه المعلمة للدارسات ‪.‬‬ ‫‪٢ .٢‬ردود أفعال الدارسات لسلوك المعلمة ‪.‬‬ ‫‪٣ .٣‬أن تستخدم المعلمة الألفاظ التي تشعر الدارسة بالاحترام والتقدير مثل‪ :‬من فضل ِك‪ ،‬تفض ِل‪ ،‬شكراً‪،‬‬ ‫أحسنت‪ ،‬تدعو لها ‪.‬‬ ‫‪٤ .٤‬أن تتقبل المعلمة آراء الدارسات وتقدر مشاعرهن بغض النظر عن كونها سلبية أو إيجابية‪.‬‬ ‫‌ي‪ .‬علميهن آداب الحلقة فتعويد الدارسات على سلوكيات وآداب تنضبط بها الحلقة من الأمور المهمة ‬ ‫لإدارة الحلقة بنجاح ومن أهم هذه الآداب‪ :‬آداب الاستئذان والحديث‪ ،‬وآداب الجلوس‪ ،‬وآداب‬ ‫السلام‪،‬وآداب الإنصراف ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪103‬‬

‫ك ‪ .‬التزمي بوقت الحلقة فينبغي على المعلمة الناجحة أن تحسن إدارة الوقت فلا تطيل الدرس أكثر ‬ ‫من وقته المحدد ولا تقصره فإن الوقت الإضافي الذي تأخذه المعلمة لنفسها هو من حق الدارسة ‬ ‫وكذا الإخلال بالوقت وإنهاء الحلقة قبل موعدها هضم لحق الدارسة فالتزامك بالوقت تأثيره ‬ ‫إيجابي على نفوس الدارسات ويعودهن على الانضباط ‪.‬‬ ‫‌ل ‪ .‬العناية بسجل متابعة الدارسات فينبغي أن تعتني المعلمة بسجل المتابعة اليومية لمتابعة الملحوظات‬ ‫السلوكية ومستوى الحفظ والمراجعة والحضور والغياب للدارسات وتتمثل أهميته بعدة أمور منها‪:‬‬ ‫‪١ .١‬مدى نجاح المعلمة في إدارة الحلقة بطريقة صحيحة ‪.‬‬ ‫‪٢ .٢‬المتابعة المستمرة لسلوك الدارسات بصورة جدية ‪.‬‬ ‫‪٣ .٣‬معرفة مدى تقدم الدارسة أو عدمه من خلال ملاحظة سجل الواجبات ‪.‬‬ ‫‪٤ .٤‬تحديد الواجب المنزلي ومتابعته وذلك بكتابة الواجب المنزلي في نهاية الدرس لما في ذلك من ضبط‬ ‫لحفظ الدارسات والتواصل مع أولياء الأمور ‪.‬‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪104‬‬

105

‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪106‬‬

‫الفصل الثالث عشر‬ ‫تطويــر الـــذات‬ ‫‪107‬‬

‫تطوير الذات‬ ‫المبحث الأول ‪ :‬المهارات الأساسية للتطوير المهني وتشمل ‪:‬‬ ‫» »تفهم كيف تتعلم الدارسة ويركز هذا المعيار على فهم كيف يتعلم العقل وما يعنيه ذلك بالنسبة للبيئة‬ ‫الفصلية‬ ‫» »ممارسات المعلمة داخل الفصل وبناء بيئة إيجابية تد ّعم التعلم لكل الدارسات على اختلاف قدراتهن‬ ‫» »استخدام أساليب التدريس التي تؤدي إلى مشاركة الدارسة الفعالة في عملية تعلمها وتساعد على تكوين‬ ‫مجموعات تعليمية تفاعلية داخل الفصل‬ ‫» »إعداد ملف شخصي للتطوير الذاتي المهني بما يشكل أساسا للتطوير المستمر وتقييم أدائها ‪.‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬طرق تطوير الأداء ‪:‬‬ ‫تقع كثير من المعلمات في خطأ كبير عندما يعتقدن أنهن قد وصلن مرحلة الراحة وهذا غير صحيح ولكن حان‬ ‫وقت الدراسة الذاتية وجاء دور مزج الدراسة النظرية بالخبرة المباشرة فاحرصي على الاستمرار في نموك‬ ‫العلمي والتربوي فإنه لا شيء من هذه الدنيا في ثبات فكل مالا ينمو فهو يذبل ويمكنك تنمية نفسك بإحدى‬ ‫الطرق التالية‪:‬‬ ‫أ ـ التجديد و الإبداع ‪:‬‬ ‫ومعنى الإبداع قدرة الفرد على التفكير الذي يمكنه من تجاوز المشكلات والمواقف الغامضة وتقديم البدائل‬ ‫الجديدة والخروج على المألوف ومن عوامل نجاح المعلمة حرصها على تجديد طريقتها وأسلوبها حتى وضع‬ ‫حلقتها وطريقة الدرس … إلخ ‪.‬‬ ‫ب ـ السعي الدائم لرفع مستواها ‪:‬‬ ‫ولابد من همة وعزيمة لرفع مستوى الحفظ والقراءة والأسلوب والطريقة ولا تستوي من تحمل حلقتها معها‬ ‫إلى منـزلها ومن لا تذكرها إلا حينما تدخل الفصل إن ذكرتها لا تستويان ولا يستوي الفكران فهذه متجددة‬ ‫وهذه آسن ولا يليق أن يكون كـل شيء حول المعلمة في نماء وهـي على حالتها لم تزد ولم يسع لها الارتقاء‬ ‫ج ـ تنمية التخصص ‪:‬‬ ‫وذلك بقراءة الكتب المتعلقة بالقرآن وعلومه ككتب التجويد وتفسير القرآن وأسباب النزول خاصة الأجزاء‬ ‫كما أنه من المهم تطوير الجوانب العلمية مثل استكمال حفظ القرآن الكريم لغير الحافظة أو الحصول على‬ ‫الإجازات من المقرئين ‪ ...‬وهذا سيجعلك ُم ِل ّم ًة بتخصصك ‪.‬‬ ‫د ـ تنمية مهاراتك الإنسانية ‪:‬‬ ‫ونعني بها فن التعامل مع الناس بما يناسبهم فهي أولى المهام لأن إدارة الحلقة تتطلب باستمرار التعامل مع‬ ‫البشر على كافة مستوياتهم سواء داخل الدار (معلمات‪ ،‬دارسات‪ ،‬إدارة‪ ،‬مشرفات) أو على مستوى المجتمع‬ ‫المحلي بكافة مؤسساته والعاملين فيه وهذا يتطلب أن تكوني مطلعة بعمق في الطبائع البشرية وتستطيعي‬ ‫توجيه تلك العلاقات الإنسانية بطريقة مدروسة ومحددة لتفعيل العملية التربوية‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪108‬‬

‫ز ـ اطلعي على أحدث الإصدارات و النشرات القرآنية فهي تساعدك على اكتساب الجديد من المعارف كتلك‬ ‫المتعلقة بطرق الحفظ والمراجعة الحديثة كما أن زيارة المكتبة باستمرار يطلعك على الجديد من الكتب بهذا‬ ‫الشأن ‪.‬‬ ‫ع ـ شاركي في اللقاءات التربوية والمؤتمرات والندوات‬ ‫تحرص الجمعيات وغيرها من المؤسسات التربوية على إقامة لقاءات تربوية وندوات لبحث وتدارس‬ ‫الموضوعات التربوية المهمة لا تترددي في الحضور والمشاركة الفاعلة فإن مثل هذه المؤتمرات تقدم خلاصات‬ ‫بحثية وبإمكانك أن تطلعي على مثل هذه المؤتمرات والوقوف على التوصيات التي خرج بها‬ ‫اقرئي في مجال علم التربية وطرق التدريس وكيفية التعامل مع الدارسات على اختلاف أعمارهن وهذا‬ ‫سيساعدك كثيراً على تحسين أدائك التعليمي بشكل سريع وملحوظ ولا تكتفي بالخبرات والتجارب الذاتية‬ ‫فإن التربية وطرقها أصبحت علما مستقلا له أسسه وكتبه وعلماؤه ‪.‬‬ ‫و ـ تعاوني مع ذوي الكفاءة في مجالك‬ ‫فلا بد أن لديهن الخبرة التي يمكنك الاستفادة منها فكثيرا ما يتحسن أداء المعلمة بتبادل الخبرات والمقترحات‬ ‫مع أقرانها ‪.‬‬ ‫ن ـ لا تنسي دور التقنيات الحديثة كالحاسوب و الانترنت ‪:‬‬ ‫حاولي أن تطلعي على الجديد من الدراسات القرآنية فإن العلم يتطور سريعا وقومي بزيارة دورية للمواقع‬ ‫النافعة في هذا المجال‬ ‫ي ـ الدورات التدريبية ‪:‬‬ ‫اس ِعي للالتحاق بالدورات التدريبية أو بإحداها لرفع مستواك العلمي والمهني و تطوير المهارات الشخصية‬ ‫من جميع جوانبها مثل إدارة الحلقة وأساليب التعامل والتوسع في استخدام التقنية والتنويع في أساليب‬ ‫التحفيظ والمراجعة ‪.‬‬ ‫‪109‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬الاستراتيجيات التربوية ‪:‬‬ ‫التعامل مع الدارسات وخاصة الأطفال يحتاج إلى فن وأساليب واستراتيجيات محددة‬ ‫وهذه بعض استراتيجيات التربية مع الأطفال عموما ومع المتعثرات بالحفظ على وجه الخصوص ‪:‬‬ ‫» »ابحثي عن طريقة جديدة‬ ‫» »جربي منهجا جديدا‬ ‫» »راجعي طريقتك القديمة‬ ‫» »راجعي طريقتك في تقييم دارساتك‬ ‫» »لا تتوقفي أبدا من مراجعة خطواتك‬ ‫» »اغتنمي فرص العمل التعاوني مع الزميلات والأمهات‬ ‫» »يجب أن تتقبلي الدارسة بسلبياتها وإيجابياتها و تعبري لها عن فرحت ِك عندما يتحسن مستواها‬ ‫» »اجعلي الحلقة مكانا آمنا وبيئة ثرية ترحب بالإبداع على أساس المرح‬ ‫» »كوني فخورة بمهنتك كمعلمة‬ ‫» »الطفلة زهرة نامية تتفتح في فترات مختلفة وبداياتها في التفتح والنمو لا تقل روعة عن نهاياتها‬ ‫» »وظيفة المعلمة هو البحث عن أساليب صحيحة ومادة تعليمية ملائمة تتجاوب معها الدارسات‬ ‫» »تذكري أن فرص التعلم غير محدودة وأن ِك لازل ِت متعلمة ودائمة التعلم‪.‬‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪110‬‬

111

‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪112‬‬

‫الفصل الرابع عشر‬ ‫التخطيط والتقويم‬ ‫للدرس‬ ‫‪113‬‬

‫التخطيط والتقويم للدرس‬ ‫‪ . 1‬التخطيــط‬ ‫لا خلاف على أن التخطيط للدرس عملية مهمة ومكون رئيس من مكونات العملية التعليمية الأمر الذي يعني‬ ‫ضرورة التفكير في وضع الخطط المناسبة له وفي واقع الأمر فإن التخطيط ضروري ومهم ليس للتدريس أو‬ ‫لغيره من الأعمال فحسب بل لحياتنا اليومية على وجه العموم فكل منا يخطط للأعمال التي سيقوم بإنجازها‬ ‫في يومه فلا يخرج من منزله دون خطة تكون بمنزلة المرشد والدليل الذي يوجه تحركاته وأعماله ‪.‬‬ ‫إن للتخطيط أهمية كبرى وخاصة للمعلمة نفسها وهذه الأهمية تتمثل فيما يتاح لها من فوائد ومن وضوح‬ ‫الأهداف من خلال تطبيقها على المنهج المراد تحفيظه أو تعليمه للدارسات وما يتبع ذلك من قدرة على التقييم‬ ‫وتدارك الخلل ‪...‬إلخ ‪.‬‬ ‫وقد أثبتت الدراسات والتجارب العديدة أن التخطيط ضروري لكل معلم ومعلمة وأن إهمال التخطيط والإعداد‬ ‫أو العجلة فيه يعرض المعلمة للمواقف السيئة كما أنه يحد من تحقيق أهداف النظام التعليمي‪.‬‬ ‫ولذلك يتبين أهمية تدريب المعلمة على المهارات الخاصة بكتابة وإعداد خطط التدريس فعملية التخطيط‬ ‫للتدريس لا تبدأ في حجرة الدراسة أمام الدارسات وإنما تبدأ قبل ذلك حيث تقرأ المعلمة الدرس قراءة‬ ‫متأنية وتفكر في كل جزيئاته وربما عادت في ذلك إلى بعض المراجع والمعاجم لتفسير نقطة أو إيضاح فكر‬ ‫ثم تحدد مستوى الدارسات من حيث البنية المعرفية أو المهارية المتصلة بالموضوع وتحدد مفردات المقطع‬ ‫الجديد والأسلوب الأمثل للتدريس وللتحفيظ في ضوء الوسائل التعليمية المتوافرة ونحو ذلك من الخطوات‬ ‫التي تشملها إستراتيجية العمل داخل الصف‪.‬‬ ‫ومن هنا تبرز ضرورة التخطيط بشكل منظم يمكن الرجوع إليه ومناقشته وكتابة ملاحظات وتقارير حوله ثم‬ ‫تقويمه‬ ‫الوسائل‬ ‫التقويـ ـم‬ ‫التخطيط‬ ‫التعليمية‬ ‫المبحث الأول ‪ :‬مفهوم الخطة الدراسية ‪:‬‬ ‫هي تصور مسبق تضعه المعلمة للمواقف الصفية (التعليمية والتعلمية) التي تتم داخل حجرة الدراسة في أثناء‬ ‫الحصة الدراسية لتحقيق الأهداف المرجوة في سلوك الدارسات‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪114‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أهمية الخطة الدراسية ‪:‬‬ ‫» »يؤدي إلى وضوح الرؤية أمام المعلمة إذا يساعدها على تحديد دقيق لخبرات الدارسات السابقة وأهداف‬ ‫التعليم الحالية ومن ثم يمكنها من رسم أفضل الإجراءات المناسبة لتنفيذ التدريس وتقويمه‪.‬‬ ‫» »يؤدي إلى نمو خبرات المعلمة العلمية والمهنية بصفة دورية مستمرة وذلك لمرورها بخبرات متنوعة في‬ ‫أثناء القيام بتخطيط الدروس وهذه الخبرات تتباين وتختلف عاماً بعد عام بسبب اختلاف المستويات‬ ‫التي تقوم المعلمة بتدريسهن وتغير الأهداف التربوية والمشكلات الاجتماعية ‪.‬‬ ‫» »تحديد الأهداف المراد تحقيقها في سلوك الدارسات ‪.‬‬ ‫» »الإطلاع على مفردات الدرس وإتقانها قبل مواجهة دارساتها ‪.‬‬ ‫» »التعرف على جوانب القوة والقصور في الدرس ‪.‬‬ ‫» »التوازن في تغطية عناصر الدرس وإعطاء كل منها حقه من الاهتمام‬ ‫» »التركيز في الأنشطة والأساليب والوسائل والمعلومات ‪.‬‬ ‫» »وضع تصور للمواقف التعليمية وفق خبرات الدارسات وإمكاناتهن ومستويات حفظهن ومراجعتهن‬ ‫» »تحديد الصعوبات التي قد تواجهها داخل الحلقة واتخاذ الإجراءات اللازمة ‪.‬‬ ‫» »اختيار أفضل الوسائل والأساليب التي تسهل عمليتي الحفظ والمراجعة ‪.‬‬ ‫» »إعداد الأنشطة والوسائل وتجريبها قبل التنفيذ بوقت كاف ‪.‬‬ ‫» »التحكم في توقيت مجريات الدرس من بدايته إلى نهايته ‪.‬‬ ‫» »تحضير وسائل التحفيز لعمليتي الحفظ والمراجعة ‪.‬‬ ‫» »تجنب المعلمة المواقف المحرجة أو الطارئة أمام الدارسات ‪.‬‬ ‫» »تجنب المعلمة الارتجال والعشوائية في الدرس ‪.‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬أنواع خطـط الدرس ‪:‬‬ ‫إن عملية التخطيط تربط عادة بين الإمكانات والأهداف والزمن ولذلك فإن التخطيط للدرس الذي يربط‬ ‫بين هذه العوامل قد يتم لتحقيق أهداف كبرى عريضة أو أهداف صغرى محدودة وهو ما يعني أن التخطيط‬ ‫للدرس يمكن أن يكون على نوعين هما‪:‬‬ ‫أ ـ التخطيط الفصلي‪ :‬وهو التخطيط الذي يتم لمدة فصل دراسي وتقوم المعلمات بهذا النوع من التخطيط‬ ‫لتوزيع خطط الحفظ والمراجعة والفوائد التربوية والبرامج والأنشطة وذلك في بداية كل فصل دراسي‬ ‫وينبغي ألا يقتصر هذا النوع من التخطيط على توزيع مقرر الحفظ والمراجعة على شهور وأسابيع الفصل‬ ‫الدراسي فحسب إذ أن ذلك يمثل مجرد خطة زمنية للتدريس لكنه يجب أن يتضمن الأهداف والفترة الزمنية‬ ‫والمواد والأجهزة اللازمة لذلك وأدوات ووسائل التقويم ‪.‬‬ ‫‪115‬‬

‫ب ـ التخطيط الأسبوعي أو اليومي‪ :‬وهو التخطيط الذي يتم لدرس أو مجموعة صغيرة من الدروس ويُفضل‬ ‫عادة القيام بتخطيط عام لكل أسبوع من الأسبوع السابق له مباشرة وذلك لتجهيز مستلزمات التدريس‬ ‫ويساعد هذا الأجراء المعلمة إلى ح ٍد كبير عند قيامها بالتدريس اليومي أو عند وضع الخطط التفصيلية‬ ‫للدروس اليومية حيث يتم ذلك في ضوء ما تم فعل ًا في الخطة الأسبوعية‪.‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬مكونات خطة التدريس ‪:‬‬ ‫إن أي خطة للتدريس سواء أكانت يومية أو فصلية لابد أن تشتمل على مجموعة من العناصر الرئيسة فكلا‬ ‫النوعين من التخطيط مهم وضروري ولا غنى عنه ويختلف النوعان فقط في درجة التفصيل التي تحتويها كل‬ ‫منهما فمن البديهي أن تكون خطة التدريس الأسبوعية أو اليومية مزدحمة بكل التفاصيل الدقيقة اللازمة‬ ‫لتوضيح الجوانب المختلفة للخطة‪.‬‬ ‫وبصفة عامة فإن العناصر الرئيسة لخطة التدريس تشتمل على نوعين من المكونات هي المكونات الروتينية‬ ‫والمكونات الفنية وتتضمن المكونات الروتينية المدى الزمني لتنفيذ الخطة ويشمل ذلك تاريخ بدء التنفيذ ونهايته‬ ‫والزمن الكلي للتنفيذ وتوزيع هذا الزمن على أجزاء الخطة كما تتضمن أيضاً عنواناً للخطة والمستوى الدراسي‬ ‫الذي ستنفذ فيه‬ ‫أما المكونات الفنية فتتضمن مجموعة من العناصر هي الأهداف والنشطات والوسائل التعليمية وكذلك أساليب‬ ‫التقويم وإجراءات وأساليب التحفيظ ‪.‬‬ ‫وإذا ما اعتبرنا هذه المكونات مكونات عامة كما أوضحنا سابقاً فلا بد أن نؤكد على أهميتها للتخطيط الفصلي‬ ‫كما أنها أساس أيضاً للتخطيط الأسبوعي أو اليومي ‪.‬‬ ‫المبحث الخامس ‪ :‬مثال تطبيقي ‪:‬‬ ‫» »عنوان الموضوع أو الدرس ‪:‬‬ ‫حفظ سورة الحجرات بمعدل (‪ )5‬آيات يومياً‬ ‫» »الأهداف ‪:‬‬ ‫التعرف على الآداب والأحكام التي فيها و دراسة أحكام الميم الساكنة نظرياً مع التطبيق العملي على درس‬ ‫التلاوة في سورة الفتح ‪.‬‬ ‫» »تاريخ بدء ونهاية الخطة ‪:‬‬ ‫من السبت الى الثلاثاء الموافق ‪ ..../..../...‬وهو الأسبوع الرابع في الخطة الفصلية‬ ‫» »الزمن ‪:‬‬ ‫التسميع للدارسات مقطع الحفظ لمدة (‪ )50‬دقيقة على شكل مجموعات ( التعليم التعاوني) ثم شرح درس‬ ‫التجويد مع التطبيق لمدة (‪ )15‬دقيقة ثم عرض فوائد الآداب والأحكام من السورة لمدة (‪ )10‬دقائق ‪.‬‬ ‫» »المستوى‬ ‫سيتم الدرس لطالبات المستوى الثالث للمرحلة الجامعية ‪.‬‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪116‬‬

‫المبحث السادس ‪ :‬مهارات تخطيط التدريس‬ ‫وتتطلب عملية تخطيط التدريس إتقان المعلمة للمهارات التالية ‪:‬‬ ‫» »تحديد خبرات الدارسات السابقة ومستوى نموهن العقلي ‪.‬‬ ‫» »التعرف على المستوى التعليمي الصباحي ومراعاته عند التخطيط ‪.‬‬ ‫» »مراعاة الفروق الفردية والقدرات العقلية للدارسات ‪.‬‬ ‫» »تحديد الوسائل التعليمية المتاحة ‪.‬‬ ‫» »تحليل مادة الدرس لتحديد المحتوى التعليمي ‪.‬‬ ‫» »صياغة الأهداف ‪.‬‬ ‫» »اختيار وتصميم أساليب التقويم ‪.‬‬ ‫وتشير الدراسات إلى وجود عدد من الوسائل التي يمكن من خلالها التعرف على مستوى النمو العقلي للدارسات‬ ‫لعل من ابرز تلك الوسائل ما يلي‪:‬‬ ‫‪١ .١‬الاستفسار من إدارة الدار عن نظام توزيع الدارسات في الصفوف‪.‬‬ ‫‪٢ .٢‬جمع بيانات من المعلمات اللاتي قمن بتدريس الدارسات في السنوات السابقة بشرط أن تكون هذه‬ ‫البيانات من أكثر من مصدر (معلمة)‪.‬‬ ‫‪٣ .٣‬عمل اختبار تدون فيه الدارسة مستواها وخبراتها السابقة ومستوى ثقافتها من وجهة نظرها‬ ‫المبحث السابع‪ :‬تنبيهات تراعى عند التخطيط للدرس ‪:‬‬ ‫» » التمهيد‪:‬‬ ‫تمهد المعلمة للسورة أو الآيات الكريمة بحديث سهل يتعلق بموضوع الدرس ومن الممكن مناقشة الدارسات‬ ‫بأسئلة تمس محتوى الدرس الحالي أو السابق إذا كان ذا علاقة بالدرس الجديد وذلك باستثارة معلوماتهن‬ ‫المختزنة وذلك لتشويقهن وجذب انتباههن إلى معرفة موضوع الآيات التي ستتلى لأن الأسئلة وسيلة للكشف‬ ‫عن الحقائق واكتساب المعلومات وتنشيط وإثارة للتفكير وتشجيع للدارسات المقصرات إذا أعطين الأسئلة‬ ‫السهلة لأن السؤال أداة العلم كما قال صلى الله عليه وسلم ‪\" :‬العلم خزائن تفتحها المسألة\"‬ ‫» »التعليم القبلي‪:‬‬ ‫تستمع المعلمة عادة في درس القرآن الكريم إلى تلاوة للآيات التي سبق للمتعلمة أن تعلمتها في الدرس‬ ‫السابق ويمكن أن تثير مجموعة من الأسئلة حول الأفكار العامة أو الجزئية التي تضمنتها الآيات المذكورة‬ ‫حتى تتمكن من ربط السابق باللاحق إن أمكن وبذلك تعرف المعلمة مواطن الضعف فتوليها اهتمامها وتعرف‬ ‫مواطن القوة فلا تضيع وقتها فيها ‪.‬‬ ‫‪117‬‬

‫» »القراءة النموذجية‪:‬‬ ‫تقرأ المعلمة الآيات موضوع الدرس قراءة نموذجية مرتلة خالية من الأخطاء مراعي ًة إخراج الحروف من‬ ‫مخارجها مع التقيد بعلامات الوقف ومايليق بالقرآن من الخشوع والدارسات منصتات ويتابعن الآيات في‬ ‫المصحف ويمكن تكرار القراءة مرات عدة مع الاستعانة بجهاز التسجيل في ترتيل الآيات المذكورة لتشويقهن‬ ‫ودفع الملل عنهن وتكرار التلاوة يتوقف على مستوى الدارسات ومما تنبه إليه علماء التربية المسلمون ضرورة‬ ‫ترتيل القرآن الكريم بحيث تستبين في القراءة الحروف والكلمات مجودة متقنة المخارج والنطق لأن ذلك‬ ‫يساعد على فهم المعنى كما أنه ضروري لتعظيم القرآن الكريم ويرى العلماء الذين ألفوا في علوم القرآن هذا‬ ‫الرأي وينصحون بقراءة التحقيق والترتيل لفائدتهما في التعليم فالتحقيق في القراءة يكون لرياضة الألسن‬ ‫وتقويم الألفاظ ويستحب الأخذ به وذكر بعضهم أن التحقيق يكون للتعليم والتمرين والترتيل يكون للتدبر‬ ‫والتفكير والاستنباط‪.‬‬ ‫ويمكن للمعلمة بعد القراءة النموذجية أن تكلف الدارسات بالقراءة الصامتة (الصدرية) وبذلك تمهد للقراءة‬ ‫الجهرية والشرح والمناقشة والتحليل‪.‬‬ ‫» »القراءة الجماعية مع المعلمة وهذا يناسب المرحلة الأولية (الدنيا)‪:‬‬ ‫تقوم المعلمة بتهيئة الدارسات إلى أنها ستقرأ السورة أو النص موضوع الدرس جزءاً جزءاً وعليهن أن يُعدن‬ ‫بعدها كل جزء تقرؤه وتراقب الدارسات وهن يقرأن بعدها وفي هذا المجال تنبه علماء التربية إلى أن الترتيل‬ ‫والترديد الجماعي الناشئ عن اجتماع الصبيان يحمسهم للتعلم ويدفعهم إليه ومثل هذا الترديد الجماعي‬ ‫والترتيل يدعو إليه بصفة خاصة علماء تعليم اللغات جميعهم في مراحل التعليم الأولى‬ ‫» »المنافسة في القراءة الجماعية وتقسيم الدارسات حسب مستوياتهن‪:‬‬ ‫تحاول المعلمة أن تقسم الدارسات إلى مجموعات حسب جلوسهن حيث تعيد كل مجموعة ما تقرؤه المعلمة‬ ‫ثم تكلف مجموعة أخرى بالإعادة وهكذا ‪ ...‬لإثارة التنافس بينهن في إجادة القراءة ويمكن تقسيمهن إلى‬ ‫مجموعات حسب مستوياتهن ليتعلمن حسب قدراتهن وتراعي الفروق الفردية بينهن من حيث القدرة‬ ‫التحصيلية وفي هذا يقول المربون‪ :‬يجب على المعلم أن يشخص طبيعة المتعلم من الذكاء والغباء على مقدار‬ ‫وسعه ولا يكلفه بما لا يطيق فإن ُكلف يئس عن تحصيل العلم فاتبع الهوى وأشكل تعليمه وفي هذا يجب على‬ ‫المعلم أن يقتصر بالمتعلم على قدر فهمه وفي هذا يقول الإمام الغزالي‪\" :‬ولولاه لما اختلف الناس في فهم‬ ‫العلوم ولما انقسموا إلى بليد لا يفهم بالتفهيم إلا بعد تعب طويل من المعلم وإلى ذكي يفهم بأدنى رمز وإشارة‬ ‫وإلى كامل تنبعث من نفسه حقائق الأمور بدون تعليم ‪ ...‬وذلك مثل الأنبياء\" ‪.‬‬ ‫» »القراءة الفردية‪:‬‬ ‫تكلف المعلمة عدداً من الدارسات المجيدات تلاوة الآيات ثم تكلف أخريات بالتلاوة ومن المفضل أن يقرأ أكبر‬ ‫عدد ممكن من الدارسات وعلى المعلمة أن تتابع قراءتهن وتصوب أخطاءهن وتتبع في تصويبهن طريقة الحوار‬ ‫والاستنتاج الذي يؤدي في النهاية إلى اكتشاف الدارسة الخطأ بنفسها ويجب أن لا تقاطعها أثناء القراءة‬ ‫بل تتركها تتم الآية ثم تبحث عن الخطأ فإذا اكتشفته الدارسة واصلت القراءة وإلا تركت الفرصة لغيرها‬ ‫باكتشافه وإذا لم تتمكن من ذلك أشارت المعلمة إليه وإذا كان عدد الدارسات في الحلقة كثيراً وبخاصة في‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪118‬‬

‫المراحل الأولية تستعين المعلمة بعدد من الدارسات النابهات لمساعدتها في متابعة قراءة الدارسات الأخريات‬ ‫يقول الغزالي في هذا المجال‪\" :‬فأما المرحلة الأولى فقد كان على المعلم فيها أن يعلِّم عدداً محدوداً من‬ ‫الصبيان فإذا كثر الطلاب في كتابه ع ّين من العرفاء عدداً يتناسب مع عدد الطلاب بحيث يكون لكل عريف‬ ‫عدد قليل من الصبيان\" وهذا ما يسمى في التربية الحديثة تعليم الأقران‪.‬‬ ‫» »أهمية المعنى وطريقة مناقشته‪:‬‬ ‫للمعنى في كل مادة مقروءة أهمية عظمى لذلك يجب على المعلمة أن تشرح الآيات ومفاهيمها شرحاً يتناسب‬ ‫مع قدرات الدارسات بحيث تتمكن الدارسات من إدراك الأهداف والأحكام والأفكار العامة والجزئية التي‬ ‫تدل عليها الآيات ويكون ذلك بأسلوب المناقشة والاستعانة بالوسائل المتعددة حتى تدرك الدارسات أن ما‬ ‫يتعلمنه يتصل بعقائدهن وحياتهن وبذلك يتحقق الربط بين الآيات وواقع حياتهن ‪.‬‬ ‫» »الوسائل التعليمية‪:‬‬ ‫وجود وسائل تعليمية قد يعين في رسم أهداف الدرس التي تنشدها المعلمة فالمعلمة التي خططت درسها‬ ‫بهدف تدريب الدارسات على التلاوة الصحيحة باستخدام تسجيل صوتي لقارئ كفء قد لا تستطيع تحقيق‬ ‫هدفها في حالة عدم وجود جهاز التسجيل أو فى حالة تعطله ولذا فان عليها تعديل أهدافها في ضوء ظروف‬ ‫التدريس الواقعية إذ لابد من وجود ملائمة دائمة بين الأهداف والإمكانات (الوسائل التعليمية) وتم الحديث‬ ‫بالتفصيل عن الوسائل التعليمية في موضع أخر ‪.‬‬ ‫» »النشاطات غير الصفية‪:‬‬ ‫إن وضوح الهدف من دراسة الآيات وتلاوتها للمتعلمات على نحو سابق \"بمعنى أن تتعرف الدارسات في هذه‬ ‫الدرس الهدف من دراسة الآيات (من‪-‬إلى) في الحصة القادمة\" خير دافع لهن للبحث والرجوع إلى مصادر‬ ‫البحث المختلفة لتحقيق الهدف المطلوب والمشاركة الإيجابية في نشاطات الدرس ويجب أن تركز المعلمة على‬ ‫النوع لا الكم ويمكن التغلب على مشكلة الكم بأن تعطي الدارسات واجباً منزلياً خاصاً بدرس التلاوة‪.‬‬ ‫‪119‬‬

‫‪ .2‬التقويــــــــــم‪:‬‬ ‫بعد الانتهاء من تنفيذ أي مشروع أو بذل أي جهد لتحقيق هدف ما غالبا ما يسال الفرد نفسه عدة أسئلة‬ ‫تدور حول كيفية قيامه بالعمل ومدى تحقق الأهداف وكيفية التغلب على الصعوبات التي تواجهه وتشكيل هذه‬ ‫الأسئلة في مجموعها وإطارا لعملية مهمة تعرف بالتقويم ‪.‬‬ ‫ويحظى التقويم في العملية التعليمية بأهمية خاصة سواء في الدار أو غيرها من المؤسسات التعليمية الحديثة‬ ‫ويساعد التقويم التشخيصي على تحديد المستوى المبدئي أي تحديد ما تتقنه الدارسات من المحفوظات‬ ‫وعلى الرغم مما يتطلبه هذا النوع من التقويم من جهد شاق فإن العائد الناتج عنه يبرر ذلك الجهد إذ إن‬ ‫التقويم التشخيصي يساعد كثيراً على تحسين المستوى وتقديم التغذية الراجعة لعمل المعلمة من آن لآخر‬ ‫المبحث الأول‪ :‬التقويم ‪:‬‬ ‫يعد التقويم الكلي أو النهائي أكثر أنماط التقويم ألفة للمعلمات والمتعلمات على السواء وتستخدم المعلمات هذا‬ ‫النمط من التقويم في نهاية كل فصل دراسي لتقويم تحصيل الدارسات كما قد يستخدم هذا النوع من التقويم‬ ‫بعد الانتهاء من فترة زمنية محددة ة مما يعني أنه يستهدف الحصول على تقدير عام لتحصيل الدارسات أو‬ ‫تحديد مستواهن النهائي عقب نهاية الفترة وهذا النوع من التقويم يحقق عدة أغراض لعل من أهمها ما يلي‪:‬‬ ‫أ ـ تقدير مستوى الحفظ الجديد والقديم(المراجعة) للدارسات أو مقدار كفاءتهن في نهاية الفترة‬ ‫الدراسية أوفي نهاية الفصل الدراسي ‪.‬‬ ‫ب ـ إرسال تقارير النجاح أو الرسوب إلى الآباء ‪.‬‬ ‫ج ـ تعطي صورة واقعية عن القدرات اللغوية للدارسة سواء ما يتعلق بالقراءة أو النطق السليم ‪.‬‬ ‫د ـ تساعد على تصحيح الأخطاء التي يقعن فيها فور حدوثها مما يقدم تغذية راجعة فورية‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أساليب التقويم ‪:‬‬ ‫هناك عدة أساليب للتقويم ولا يناسبنا في هذا المجال إلا التقويم الفردي الذي يعتبر أحد الأساليب الشائعة‬ ‫للتقويم وهي كالتالي ‪:‬‬ ‫يقصد به تقويم الفرد ذاتياً كأن تقوم الدارسة بتقويم نفسها وهو مبدأ تتجه إليه التربية الحديثة وتعمل على‬ ‫الأخذ به وتشجيعه على أن يتم ذلك بالاشتراك مع الأساليب الأخرى للتقويم‬ ‫ويعد التقويم الذاتي امتدادا للتعليم الذاتي ومكمل ًا له فإذا ما قامت الدارسة بتعليم نفسها بنفسها في جزء‬ ‫محدد فإن عليها أن تتعرف على مدى تقدمها نحو بلوغ الهدف ومدى إتقانها للحفظ ومدى صلاحية خططها‬ ‫وجهودها التعليمية كما أن عليها أن تبحث عن الأخطاء التي وقعت فيها لتلافيها‪.‬‬ ‫وهناك مجموعة من العوامل المهمة التي ينبغي توافرها لتساعد الدارسة على النجاح في القيام بالتقويم‬ ‫الذاتي وهذه العوامل هي‪:‬‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪120‬‬

‫»وصول الدارسة إلى درجة كافية من النضج بحيث يسمح ذلك لها بإدراك جميع جوانب عملية التقويم‬ ‫»‬ ‫واكتساب القدرة على التقدير تقديراً سليماً بعيداً عن التعصب للذات‪.‬‬ ‫»‬ ‫»تشجيع الدارسة على القيام بعملية التقويم الذاتي حتى تكون مقتنعة به‪.‬‬ ‫»‬ ‫»تدريب الدارسة تدريباً كافياً متكرراً على إجراءات التقويم حتى تقوم به على خير وجه‪.‬‬ ‫»‬ ‫»ولعلنا نخلص مما سبق إلى أن عملية التقويم الذاتي تتطلب توافر ثلاثة عوامل رئيسة هي النضج‬ ‫والتشجيع والتدريب حتى تنمو قدرة الدارسة على ممارسته بفاعلية ونجاح‪.‬‬ ‫ويحقق التقويم الذاتي فوائد للأفراد بصفة عامة والدارسات على وجه الخصوص ولعل من أهمها ما يلي‪:‬‬ ‫أ ـ يساعد الدارسة على اكتشاف أخطائها فتعمل على التخلص منها وهذا يؤدي بدوره إلى تعديل‬ ‫سلوكها إلى الاتجاه السليم ‪.‬‬ ‫ب ـ يجعل من الدارسة شخصية أكثر تقبل ًا لنقد الآخرين إذ إن اكتشاف الفرد أخطاءه ونقاط ضعفه‬ ‫وتسليمه بها يعني أنه قد انتقد نفسه فإذا ما استمع إلى نقد الآخرين له بعد ذلك يكون قد تعود‬ ‫على هذا الأمر‪.‬‬ ‫ج ـ يجعل الدارسة أكثر تسامحاً نحو أخطاء الآخرين لأنها تدرك بخبرتها في تقويم ذاتها ضرورة‬ ‫وجود أخطاء لدى كل فرد وبالتالي فإنه ليس من الحكمة استخدام هذه الأخطاء للتشهير بالآخرين‬ ‫أو السخرية منهم ‪.‬‬ ‫د ـ يعود الدارسة على تحمل مسئوليتها وتحسين جوانب ضعفها مما يولد لديها الشعور بالطمأنينة‬ ‫والثقة بالنفس‪.‬‬ ‫‪121‬‬

‫‪ .3‬الوسائل التعليمية ‪:‬‬ ‫يمكن للوسائل التعليمية أن تلعب دوراً هاماً في النظام التعليمي ‪ .‬ورغم أن هذا الدور أكثر وضوحاً في المجتمعات‬ ‫التي نشأ فيها هذا العلم ‪ ،‬كما يدل على ذلك النمو المفاهيمي للمجال من جهة ‪ ،‬والمساهمات العديدة لتقنية‬ ‫التعليم في برامج التعليم والتدريب ‪ ،‬إلا أن هذا الدور عند البعض لا يتعدى الاستخدام التقليدي لبعض‬ ‫الوسائل ‪ -‬إن وجدت ‪ -‬دون التأثير المباشر في عملية التعلم وافتقاد هذا الاستخدام للأسلوب النظامي الذي‬ ‫يؤكد عليه المفهوم المعاصر لتقنية التعليم‬ ‫ولا يخفى على القارئ أن الوسائل التعليمية سواء أكانت سمعية أم بصرية أم سمعية بصرية في آن واحد قادرة‬ ‫على نقل المعلومة أو الخبرة بصورة أكثر وضوحاً ودقة وأكثر جذباً وتشويقاُ للمتعلم مما يكون ذلك أدعى لثبات‬ ‫ورسوخ هذه المعلومة أو الخبرة ‪ ،‬وكذلك فإن الدرس الذي يؤدى بدون وسيلة تعليمية يعتمد على حاسة واحدة‬ ‫بعكس الدرس الذي يؤدى باستخدام الوسيلة التعليمية فإننا نكون قد أشركنا فيه أكثر من حاسة عمل ًا بأحد‬ ‫قوانين علم النفس القائل ما نسي شيء اشتركت في دراسته حاستان فأكثر‬ ‫المبحث الأول ‪ :‬تعريف الوسائل التعليمية ‪:‬‬ ‫الوسائل التعليمية هي أجهزة وأدوات ومواد يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعليم والتعلم‬ ‫و ُعر َّفت بأنها مجموعة الأجهزة والأدوات التي لا تعتمد على استخدام الألفاظ وحدها وإنما تعتمد على‬ ‫استخدام الخبرات الحسية المباشرة وغير المباشرة حتى يستخدم الطالب حواسه المختلفة من بصر وسمع‬ ‫وشم وذوق‬ ‫والوسائل التعليمية هي أجهزة وأدوات ومواد يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعليم والتعلم‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬العلاقة بين التقنيات التعليمية وبين استمتاع الدارسة بالدرس‬ ‫القرآني‪:‬‬ ‫» »إن استخدام الوسيط التقني في مواقف التعليم والتعلم يجعل الدرس ممتعاً‪.‬‬ ‫» »أن زيادة عدد الوسائط التقنية المستخدمة في الدرس لا يؤدي حتماً إلى جعل الموقف التعليمي التعلمي‬ ‫موقفاً ممتعاً ومشوقاً‪.‬‬ ‫» »أن توظيف التقنيات التعليمية المتقدمة في العملية التعليمية لا يعني تراجع أهمية أدوار المعلمة بل تغيرها‬ ‫وتطورها‪.‬‬ ‫» »أن الوسيط التقني هام في بعض مواقف التعلم لكن المواقف الحية المباشرة ربما تكون أكثر فعالية‬ ‫وإمتاعاً في مواقف تعليمية أخرى‪.‬‬ ‫» »أن مدى تفاعل الدارسة مع التجهيزات التقنية في مواقف التعليم والتعلم هو المعيار الحقيقي لمدى نجاح‬ ‫المعلمة في جعل الدرس ممتع ‪.‬‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪122‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬نماذج للوسائل التعليمية التي تحتاجها المعلمة‬ ‫» »السبورة لشرح أحكام التجويد وكتابة بعض العبارات التشجيعية عليها ‪.‬‬ ‫» »وجود مسجلات وأشرطة قرآنية يستعان بها في التلقين ‪.‬‬ ‫» »بعض الرسومات والوسائل الحائطية في التجويد ‪.‬‬ ‫» »كتيبات ومتون في التجويد‬ ‫» »جهاز حاسب آلي وشاشة للعرض‬ ‫» »لاقط أو مايكروفون للتلاوة‬ ‫» »استخدام اللوحات المختلفة و الش َّفافيات ‪.‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬صفات الوسيلة التعليمية ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أن تشوق المتعلمات وترغبهن في الإطلاع والبحث والاستقصاء وتساعدهن على استنباط خبرات جديدة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أن تربط الخبرات السابقة بالخبرات الجديدة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أن تكون الوسيلة مناسبة ومرنة ليستفاد منها في أكثر من مستوى‪.‬‬ ‫‪ - 4‬أن يتناسب حجمها أو مساحتها أو صوتها وعدد الدارسات‪.‬‬ ‫‪ - 5‬أن تكون الكتابة المرافقة للوسيلة مكتوبة بخط واضح مقروء‪.‬‬ ‫‪ - 6‬أن تتناسب الوسيلة والتطور التكنولوجي والعلمي للمجتمع‪.‬‬ ‫المبحث الخامس ‪ :‬فوائد استخدامات الوسائل التعليمية ‪:‬‬ ‫تكمن أهمية استخدام الوسائل التعليمية وفوائدها من خلال تأثيرها العميق في العناصر الرئيسة الثلاثة من‬ ‫العملية التعليمية (المعلمة‪ ،‬والمتعلم‪ ،‬والمادة التعليمية) وفيما يلي عرضاً لأهم فوائد استخداماتها‪:‬‬ ‫» »تساعد على التغلب على الأخطاء اللفظية وعيوبها‬ ‫فهي تساعد على فهم معنى بعض الألفاظ التي تستخدم في أثناء الدرس من خلال تزويد الدارسات بأساس‬ ‫مادي محسوس لتفكيرهن ‪.‬‬ ‫» »ترسيخ المعلومات وتعميقها‬ ‫تتصف الوسائل التعليمية الناجحة بأنها تقدم للدارسة خبرات حية قوية التأثير فالمتعلم عن طريق التوضيحات‬ ‫العملية وغيرها من الوسائل التعليمية على أساس من الحفظ والتلقين سرعان ما ينسى أما التعليم الذي‬ ‫تستخدم فيه الوسائل التعليمية استخدا ًماً جي ًداً وصحيحاً فإنه يبقى في الذاكرة ‪.‬‬ ‫» »التنويع والتجديد‬ ‫تتيح فرص التجديد والتنويع في الأنشطة مما يساعد على دفع الملل والسأم في نفوس الدارسات كما تسهم‬ ‫في حفز الدارسات واستثارة الدافعية لديهن وإشباع حاجاتهن للتعلم‪.‬‬ ‫‪123‬‬

‫» »تحويل المعلومات النظرية إلى أنماط سلوكية‬ ‫إن الحصول على المعلومات وحفظها ليس غاية وهدفاً إنما هو وسيلة إلى غاية يسعى إلى تحقيقها ولذلك‬ ‫فإن معرفتنا أن الأمانة فضيلة وسمة من سمات المؤمن لا يكفي بل على المتعلم بعد معرفته لها أن يترجم هذه‬ ‫المعرفة إلى نمط سلوكي في حياته وهنا يتجلى دور الوسيلة في تحويل المفاهيم المجردة إلى سلوك يمارس‬ ‫في الواقع وذلك عن طريق قصة تمثل أمام الدارسات ‪.‬‬ ‫» »توفر الجهد والمال‬ ‫الوسائل التعليمية تساهم مساهم ًة فاعلة في توفير وقت وجهد كل من المعلمة والدارسات ولقد ثبت بالتجارب‬ ‫أن استخدام الوسائل في التعلم يقلل من الوقت والجهد على المتعلمة والمعلمة بنسبة (‪ )%40-%38‬وبخاصة‬ ‫إذا ما استخدمت الوسيلة غير مرة واستعملتها مجموعة من المعلمات ‪.‬‬ ‫» »المساعدة على تدريب الحواس وتنشيطها وتيسير عملية التعلم‬ ‫برهنت الأبحاث والتجارب أن التعلم يجري في الدماغ عن طريق الحواس التي تزوده بالمعلومات وثبت أن هذه‬ ‫الحواس ليست على درجة واحدة في قدرتها على تجميع المعلومات وتزويدها للدماغ وجاءت نسبة مساهمة‬ ‫الحواس كالتالي) حاسة البصر ‪،%30‬حاسة السمع ‪ ، %20‬حاسة الذوق ‪ ، %10‬حاسة الشم ‪ ، %3.5‬حاسة‬ ‫اللمس ‪ ) %1.5‬وهذا يعني أن جميع الحواس تشترك في عملية التعلم مما يجعلها في حالة تيقظ وانتباه‬ ‫فيؤدي ذلك إلى شحذها وتقويتها ‪.‬‬ ‫» »تنمية الثروة اللغوية لدى الدارسات‬ ‫حيث تقوم الوسائل التعليمية بدور مهم في زيادة الثروة اللغوية للدارسات من الألفاظ الجديدة بما تقدمه من‬ ‫خبرات حية تثير اهتماماتهن وانتباههن وتجعلهن يعبرن عنها مستخدمات ألفاظاً جديدة‪.‬‬ ‫» »تنمية الملاحظة والنقد ‪:‬‬ ‫يؤدي استخدامها إلى تنمية النقد لدى المتعلمات وعلى دقة الملاحظة من خلال ما يعرض أمامهن ‪.‬‬ ‫» »مساهمتها في معالجة انخفاض المستوى العلمي لدى المعلمات‬ ‫إن الوسيلة المعدة من قبل أخصائيين تربويين يدفع المعلمة إلى إستخدامها والتزود بالمادة العلمية التي تعينها‬ ‫على الاستفادة القصوى منها وتوظيفها داخل الدرس بشكل سليم وصحيح ‪.‬‬ ‫» »تعمل على إثارة اهتمام المتعلمات وعلى إيجابيتهن للتعلم‬ ‫» »تساهم في زيادة جودة التدريس‪:‬‬ ‫المقصود بجودة التدريس هنا توفير الوقت والجهد والمال وزيادة الوضوح والحيوية ويمكن أن يتحقق ذلك‬ ‫باستخدام وسائط الاتصال التعليمية‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪124‬‬

125

‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪126‬‬

‫الفصل الخامس عشر‬ ‫الدور التربوي‬ ‫والدعوي للمعلمة‬ ‫‪127‬‬

‫الـــدور الـتـربــوي والدعوي‬ ‫للمعلمة‬ ‫‪1.1‬الدور التربوي‬ ‫إن التعليم في الدور ينبغي أن يتجاوز أبعاده التعليمية المعاصرة في الاقتصار على حفظ القرآن ويتسع في‬ ‫أنشطته وأساليبه ويصبح مرادفاً للتأديب و التهذيب لأن الانضمام إلى الدور في هذا الوقت لم يعد كافياً‬ ‫الاقتصار على الحفظ والتسميع فقط بل يجب أن يصبح التعليم فيها تربية سلوكية تعمل من أجل بلوغ الدارسة‬ ‫كمالها الأخلاقي بمساعدة المعلمة في الدار والبرامج التربوية المصاحبة فهي تحتاج من يع ّرفها بالفضائل‬ ‫الأخلاقية والآداب القرآنية يقول القابسي\"إن الصبي لا يفهم فضائل نفسه أو لا يستطيع معرفة نفسه‬ ‫واستخراج الفضائل بذاته\"وبهذا تصبح الدور النسائية محاضن تربوية تجد الدارسة فيها التوجيه والتهذيب‬ ‫وإخراج الأخلاق السيئة وغرس الأخلاق الحسنة فتنضج المتعلمة معرفياً ونفسياً وخلقياً فتصبح متطبع ًة‬ ‫بالأخلاق الحسنة وهذا سيجعلها مهيئ ًة للحفظ ومواظب ًة عليه‪.‬‬ ‫ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم أصحابه القرآن هو تعليم الإيمان أولاً قبل تعليم الأحكام وهي‬ ‫داخلة ضمن القاعدة المشهورة عند السلف في التعليم (العالم الرباني هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل‬ ‫كباره) كما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه ( قال‪:‬تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً وأنتم‬ ‫تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان وعنه صلى الله عليه وسلم قال‪ :‬لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا يؤتى‬ ‫الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها‬ ‫وما ينبغي أن يقف عنده منها كما تعلمون أنتم اليوم القرآن ثم لقد رأيت اليوم رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل‬ ‫الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدرى ماآمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يقف عنده منه ) رواه‬ ‫البيهقي والحاكم وصححه على شرط الشيخين‬ ‫المبحث الأول ‪ :‬الآثار المترتبة على الحفظ والتلاوة ‪:‬‬ ‫عندما تقوم المعلمة بتحقيق هذه الأهداف فلا بد وأن تظهر بعض الآثار القلبية والسلوكية على نفوس الدارسات‬ ‫والتي منها‪:‬‬ ‫» »ظهور الخشوع على الدارسات عند التلاوة أو الاستماع للقرآن الكريم‪.‬‬ ‫» »ظهور آثار الخشية على الدارسات عند تلاوتهن للآيات المشتملة على التهديد والوعيد‪.‬‬ ‫» »أن تكثر الدارسات من تلاوة القرآن الكريم رغبة في الأجر والثواب‪.‬‬ ‫» »أن تعظم الدارسة القرآن الكريم لأنه كلام رب العالمين‪.‬‬ ‫» »أن تجد الرغبة الصادقة في نفسها للعمل بمقتضى الآيات القرآنية بكل إخلاص ومحبة‪.‬‬ ‫» »أن يزيد إيمان الدارسات وحماسهن نحو القرآن الكريم‪.‬‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪128‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الضوابط التربوية للحلقات ‪:‬‬ ‫إن هناك عد ٌد من الضوابط التي تساعد على تحقيق أهداف الحلقات القرآنية ‪.‬‬ ‫أ ـ الحلقات القرآنية مكان للتربية والتعليم والتهذيب‪.‬‬ ‫أنه لا بد من أن يتجاوز التعليم في الحلقات القرآنية أبعاده التعليمية المعاصرة في الاقتصار على حفظ‬ ‫القرآن‪ ،‬بل يجب أن تكون الحلقة ميداناً ومحضناً للتربية والتعليم تجد فيها الدارسة التوجيه والتهذيب‬ ‫والتزكية وغرس الأخلاق الحسنة فتنضج المتعلمة معرفياً ونفسياً وخلقياً‪.‬‬ ‫ب ـ الجمع بين الحفظ والفهم‪.‬‬ ‫أن الفهم مطلب أساسي لأنه يساعد الدارسة على رسوخ الحفظ في ذاكرتها وأهمية الطريقة لأمرين هما‪:‬‬ ‫‪١ .١‬لما كانت عليه المدارس القرآنية في العصور الأولى حيث لا يحفظون عشر آيات حتى يُعلم ما فيها من‬ ‫العلم والعمل‪.‬‬ ‫‪٢ .٢‬ما أوضحته الدراسات المعاصرة من أن الحفظ والفهم نشاطان متصلان اتصالاً وثيقاً‪.‬‬ ‫ج ـ مراعاة الخصائص العمرية للدارسات‪.‬‬ ‫لاختلاف قدرات الدارسات من سرعة الحفظ وقوته فلابد من التنويع في برامج الحلقات وطرق الحفظ‬ ‫وأساليب التعامل بما يوافق خصائص الدارسات وبهذا تجد الدارسة ما يناسبها ويساعدها للتواصل في‬ ‫الحفظ ‪.‬‬ ‫د ـ الاهتمام بإثارة الرغبة الذاتية في الحفظ لديهن‪.‬‬ ‫كثير من الدارسات تجد صعوبة في الحفظ وهذا لا يعود على صعوبة القرآن أو على قدرة الدارسة بل يعود‬ ‫على الدافعية والرغبة للحفظ لذا فإن الممارسة السلوكية والتطبيق العملي لأخلاق القرآن في بيئة الحلقات‬ ‫القرآنية سوف يجعل من الدارسة شخصية متزنة متميزة‬ ‫الضوابط التربوية للحلقات‬ ‫الاهتمام بإثارة‬ ‫الحلقات‬ ‫الرغبة الذاتية‬ ‫مكان للتربية‬ ‫في الحفظ‬ ‫والتعليم‬ ‫مراعاة الخصائص‬ ‫الجمع بين‬ ‫العمرية‬ ‫الحفظ والفهم‬ ‫للدارسات‬ ‫‪129‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬وسائل تعظيم القرآن في نفوس الدارسات ‪:‬‬ ‫على المعلمة أن تحرص على تعظيم الدارسات للقرآن الكريم ومن وسائل ذلك‪:‬‬ ‫» »إ َّن تعظي َم كلام الله يكون بإقام ِة حرو ِفه وحدو ِده وتعظي ِم شأ ِنه وال َّسير على منها ِجه ( ِكتَا ٌب أَن َزلْنَاهُ ِإلَيْ َك‬ ‫ُم َبا َر ٌك ِّل َي َّد َّب ُروا آيَا ِت ِه َو ِل َيتَ َذ َّك َر أُ ْولُوا الأَلْ َبا ِب )‬ ‫» »تعويدهن على الإنصات وعدم التكلم أثناء القراءة ‪.‬‬ ‫» »تعويدهن على التدبر في معاني الآيات التي تقرؤها وفهم مرادها والمشاركة في جلسات التدبر ‪.‬‬ ‫» »تطبيق الآداب النبوية مثل الوضوء والسواك عند تلاوة القرآن الكريم‪ ...‬إلخ ‪.‬‬ ‫» »أن تقف على آية الوعد فترغب إلى الله تعالى وتسأله من فضله وتقف على آية الوعيد فتستجير بالله‬ ‫من عذابه ‪.‬‬ ‫»‬ ‫»قال ابن مسعود رضي الله عنه (ينبغي لحامل القرآن أن يُع َرف بليله إذا النا ُس نائمون وبنهاره إذا الناس‬ ‫مف ِّرطون وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون وبصمته إذا الناس يخلطون وبخشوعه‬ ‫إذا النا ُس يختالون وينبغي أن يكون باكياً محزوناً حكيماً عليماً سكيناً ولايكون جافياً ولا غافل ًا ولا صاخباً‬ ‫ولا صياحاً ولا حديداً)‬ ‫» »تعويدهن على آداب حمل المصحف ووضعه وتعظيم كتاب ربنا عز وجل‪.‬‬ ‫» »عدم تحدث المعلمة مع الغير أثناء تسميعها للدارسات وإذا اضطرت لذلك أوقفت الدارسة التي تقرأ‬ ‫حتى تنهي حديثها‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬وظيفة المعلمة التربوية وأساليب تنفيذها ‪:‬‬ ‫إن على المعلمة واجباً بالقيام بوظائف تربوية معينة تساعد في تحقيق الهدف الأسمى من هذه الحلقات ومن‬ ‫التطبيقات لهذه الوظيفة‪:‬‬ ‫» »تنمية المراقبة لله تعالى وإشعار الدارسة أنها محتاجة إلى ربها‬ ‫» »العناية بالتحفيز والتشجيع للسلوك السوي‪.‬‬ ‫» »استشعار المعلمة بأنها القدوة الحسنة للدارسات ‪.‬‬ ‫» »الرفق بالدارسات‪.‬‬ ‫» »المبادرة إلى حل المشاكل السلوكية التي تبرز بين الدارسات ‪.‬‬ ‫» »تدريب الدارسات على الدعوة إلى الله تعالى‪.‬‬ ‫» »العناية بالموهوبات و بصاحبات القدرات المتميزة ‪.‬‬ ‫» »تهذيب سلوك الدارسات وتدريبهن على حسن التعامل‪.‬‬ ‫» ‌»استثمار أسلوب القصص في إثارة الانتباه والتفكير لدى الدارسات ‪.‬‬ ‫» »توظيف الأحداث في غرس الأخلاق في نفوس الدارسات ‪.‬‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪130‬‬

‫»إشراك الدارسات في فعل الخير حتى يصبح الخلق الفاضل محبباً إلى النفس‪.‬‬ ‫»‬ ‫»تنمية المحبة بين الدارسات ‪.‬‬ ‫»‬ ‫»‬ ‫»تعميق شعور الدارسات بالانتماء الاجتماعي للمجتمع‪.‬‬ ‫»‬ ‫»تعليم الدارسات الآداب الاجتماعية مثل التعاون والإيثار ومساعدة المحتاجات‪.‬‬ ‫»‬ ‫»‬ ‫»تهيئة البرامج التي تربي الدارسات على تحمل المسؤولية‪.‬‬ ‫»‬ ‫»تعويد الدارسات على الحوار والنقاش‪.‬‬ ‫»‬ ‫»مراعاة طاقة الدارسة وقدراتها العقلية‪.‬‬ ‫»‬ ‫»‬ ‫»تشجيع الدارسات على التفكير والتدبر وفهم معاني الآيات وغيرها‪...‬‬ ‫»‬ ‫»تكوين الميول والاتجاهات الصالحة لدى الدارسات ‪.‬‬ ‫»إشباع حاجة الدارسات من الاحترام والتقدير مع التشجيع والثناء‪..‬‬ ‫»تنمية الدارسات على الاعتماد على الله عز وجل ‪.‬‬ ‫المبحث الخامس ‪ :‬وسائل غرس السمات وتنميتها ‪:‬‬ ‫» »الخوف والرجاء ‪:‬‬ ‫على المعلمات أن يغرسن في نفوس دارساتهن الخوف من الله تعالى لأنه شديد العقاب على العاصين لأمره‬ ‫التاركين لفرائضه فقد توعد العصاة بالنار المحرقة يوم القيامة وفي المقابل فإن الله تعالى وعد المؤمنين‬ ‫والطائعين المؤدين حقوق الله بالجنة و النعيم المقيم قال تعالى (نَ ِّب ْئ ِع َبا ِدي أَ ِّني أَنَا الْ َغ ُفو ُر ال َّر ِحي ُم َوأَ َّن َع َذا ِبي‬ ‫ُه َو الْ َع َذا ُب ا ْلَ ِلي ُم)‬ ‫» »القصص الهادف ‪:‬‬ ‫القصة لها تأثير على النفس‪ ،‬فعلى المعلمات أن يُكثرن من القصص النافعة لدارساتهن فهو خير عون لهن‬ ‫على تربية الأجيال‪ ،‬وهي كثيرة في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة ‪.‬‬ ‫» »ترغيب الدارسات في حفظ القرآن الكريم ‪:‬‬ ‫فينبغي على المعلمة حث الدارسات على الحفظ وذلك بذكر الآيات والأحاديث التي فيه ذكر فضائل تلاوة‬ ‫القرآن وحفظه وذكر الأجر المترتب على ذلك وكذلك ذكر هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي السلف في‬ ‫الحفظ والتلاوة فهذا مما يشحذ الهمم ويقوي العزائم ‪.‬‬ ‫» »الاهتمام بالمسابقات القرآنية‪:‬‬ ‫وذلك بين الدارسات بمختلف مستوياتها وكذلك المسابقات العلمية والثقافية فإن لها أثراً كبيراً في توسيع‬ ‫مدارك الدارسات وإذكاء روح التنافس بينهن ‪.‬‬ ‫‪131‬‬

‫المبحث السادس ‪ :‬دور المعلمة في تعزيز السمات الإيجابية وعلاج السمات السلبية ‪:‬‬ ‫على المعلمة أن تعلم أن الأسرة تعلق عليها آمالاً كبيرة فعليها أن تسلك طرق التربية الناجحة التي جاء بها القرآن‬ ‫الكريم وجاءت بها السنة المطهرة لتربية جيل مسلم مهذب يعتز بدينه وأمته وعليها أن تنمي السمات الإيجابية‬ ‫لدى الدارسة وتعالج السمات السلبية وهذه بعض الطرق المستخدمة في ذلك ‪:‬‬ ‫‌أ‪ .‬تعزيز السمات الإيجابية‬ ‫‪١ .١‬المديح الصادق والتوجيه الهادف والثناء الجميل والدعاء ‪.‬‬ ‫‪٢ .٢‬الحوافز المادية والمعنوية ‪.‬‬ ‫‪٣ .٣‬تشجيع التنافس وإذكاء روح السبق إلى الخير ‪.‬‬ ‫‪٤ .٤‬استخدام لوحة الشرف ‪.‬‬ ‫‪٥ .٥‬دعوة الأمهات لزيارة الحلقات ‪.‬‬ ‫‌ب ‪ .‬علاج السمات السلبية ‪:‬‬ ‫‪١ .١‬توضيح منزلة القرآن الكريم وفضله وثواب معلمته ودارسته والتحذير من نسيانه ‪.‬‬ ‫‪٢ .٢‬النصح للدارسة بدون تعنيف أو جرح كبريائها أو إهانتها مع عدم التصريح بالأسماء‬ ‫‪٣ .٣‬استخدام أساليب الرفق واللين والود والتواضع من المعلمة للدارسات ‪.‬‬ ‫‪٤ .٤‬إشعار الدارسة بالاهتمام بها وإفساح المجال لظهور قدراتها ومواهبها ‪.‬‬ ‫‪٥ .٥‬التحاور مع الدارسة بالأسلوب الحسن و إقناعها بالسمات الإيجابية و السلبية لديها ‪.‬‬ ‫‪٦ .٦‬إشراك الدارسة بالخطة العلاجية للسمات السلبية لديها ‪.‬‬ ‫‪٧ .٧‬تجنب التحيز إلى دارسة بذاتها ‪.‬‬ ‫‌ج‪ .‬التعاون مع الأمهات لحل مشكلات الدارسات ما أمكن ‪.‬‬ ‫‌د‪ .‬مساعدة الدارسات الفقيرات بالتنسيق مع الجهة المسؤولة بالدار ‪.‬‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪132‬‬

‫‪ .2‬الدور الدعوي للمعلمة ‪:‬‬ ‫قال الله تعالى‪( :‬ا ْد ُع ِإلَى َس ِبي ِل َر ِّب َك ِبالْ ِح ْك َم ِة َوالْ َم ْو ِع َظ ِة الْ َح َسنَ ِة َو َجا ِدلْ ُهم ِبا َّل ِتي ِه َي أَ ْح َس ُن ِإ َّن َر َّب َك ُه َو أَ ْعلَ ُم‬ ‫ِب َمن َض َّل َعن َس ِبي ِل ِه َو ُه َو أَ ْعلَ ُم ِبالْ ُم ْهتَ ِدي َن) فهذا أمر من الله جل شأنه لكل مسلم أن يدعو لهذا الدين وينشر‬ ‫رسالته‪ .‬وقال صلى الله عليه وسلم (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من‬ ‫أجورهم شيئاً)رواه مسلم وقوله صلى الله عليه وسلم لما بعث علياً رضي الله عنه إلى خيبر قال‪(:‬ادعهم إلى‬ ‫الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه‪ ،‬فوالله لأن يهدي الله بك رجل ًا واحداً خير لك من‬ ‫حمر النعم) متفق عليه‬ ‫فتأملي أختي المعلمة هداية رجل واحد خي ٌر لك من الدنيا وما فيها‪ ،‬عمل لا يكلفنا مجهود ولا مال إلا القليل‬ ‫من الوقت يكافئنا الله به بمكافأة خي ٍر من الدنيا وما فيها‪ ،‬إذا ح ِفظت سورة الفاتحة فل ِك مثل أجرها إذا صلت‬ ‫فل ِك مثل أجرها إذا صامت فل ِك مثل أجرها إذا دعت إلى الله ونفع الله بدعوتها فل ِك مثل أجرها وأجر من‬ ‫اهتدى على يدها‬ ‫كما أن استشعار المعلمة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) يزيد من اهتمامها‬ ‫وهي تقوم بأشرف مهنة منهاج هذه الأمة وشريعتها وسر سعادتها وسيادتها في الدنيا والآخرة‬ ‫المبحث الأول ‪ :‬أهمية إعداد المعلمة الداعية ‪:‬‬ ‫ثمة أسباب ومسوغات كثيرة تعكس أهمية ذلك ومنها ‪:‬‬ ‫» »أن المرأة أقدر من الرجل على البيان فيما يخص المجتمع النسائي ‪.‬‬ ‫» »أن المرأة تتأثر بأختها في القول والعمل والسلوك أكثر من تأثرها بالرجل ‪.‬‬ ‫» »أنها أكثر إدراكاً لخصوصيات المجتمع النسائي ومشكلاته ‪.‬‬ ‫» »قدرتها على الشمولية للجوانب الدعوية النسائية والتمييز بين الأولويات لطبيعتها ومعايشتها للوسط‬ ‫النسائي‪.‬‬ ‫» »أنها أكثر قدرة وحرية في الاتصال بالنساء سواء بصفة فردية أو من خلال المجامع النسائية العامة التي‬ ‫يكثر فيها لقاء النساء من خلال قنوات الدراسة والتدريس والعمل والزيارات وغيرها ‪.‬‬ ‫‪133‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬توجيهات دعوية للمعلمة ‪:‬‬ ‫أختي المعلمة هناك بعض الأمور التي يجب أن تتنبهي لها عند قيامك بالدعوة ومن ذلك‪:‬‬ ‫أ ـ جردي النية لله حتى تفوزي بسعادة الدنيا والآخرة ولا يجتمع عليك الأمرين ه ّم الدنيا وشقاء الآخرة‬ ‫اخلصي لله عز وجل داعية إليه بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن والموعظة والجدال بالتي هي أحسن عمل ًا‬ ‫فطوبى لمن صحت لها خطوة يُراد بها وجه الله تعالى فكيف بمن صحت لها خطوات وخطوات وكيف ممن‬ ‫كانت كل حياتها لله جل جلاله‪.‬‬ ‫ب ـ ‌التزود بالعلم النافع والقراءة المفيدة في كتب أهل العلم من تفسير للقرآن الكريم أو أحاديث الرسول‬ ‫صلى الله عليه وسلم وبذلك أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( ُق ْل َه ِذ ِه َس ِبي ِلي أَ ْد ُعو ِإلَى اللَّ ِه َعلَى‬ ‫بَ ِصي َرٍة ‪. )..‬‬ ‫ج ـ دعاء الله بالتوفيق والسداد والهدى والرشاد والصلاح ل ِك ولدارساتك ‪.‬‬ ‫د ـ فسري لهن آيات القرآن الكريم تفسيراً واضحاً سهل ًا وحثيهن على قرن العلم بالعمل ‪.‬‬ ‫ز ـ ابتعدي عن التسلط وفرض الإرادة يقول الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم ( َولَ ْو ُكن َت َف ًّظا َغ ِلي َظ‬ ‫الْ َقلْ ِب َلن َف ُّضوا ِم ْن َح ْو ِل َك) ‪.‬‬ ‫و ـ عدم استعجال النتائج فالعجلة في الدعوة طريق الفتور والركون ولكن أبذري وتابعي ولا تنتظري إلا‬ ‫الأجـر من الله عز وجل‪.‬‬ ‫ل ـ ادفعي الدارسة للعطاء ولا يبقى دورها مستقبل ًا فقط فلابد من حفزها وزرع الثقة في نفسها لكي تقدم‬ ‫على دعوة أخواتها للتمسك بما أمر به الله والابتعاد عما نهى عنه ‪.‬‬ ‫ح ـ كوني قدو ًة حسن ًة في حجابك و لباس ِك ومواعيد ِك واستثمار وقت ِك ‪.‬‬ ‫ط ـ حديثك وأقوالك دعوة تتعلم منها الدارسة الأدب وحسن إدارة الحوار واحترام الغير‬ ‫ك ـ العدل و التوازن في أقوالك وأفعالك واستشعري ضرورة الموازنة في الثناء ‪.‬‬ ‫ي ـ مشاركتك في الأنشطة دعوة تتعلم منه الدارسة عدم الركون والتغيير النافع ‪.‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬أساليب دعوية ‪:‬‬ ‫» »الدعوة بالقدوة الحسنة‬ ‫المعلمة لا تحتاج أن تقول أو تأمر بل تفعل وهنا يكون المحك الحقيقي لأن القول سهل ميسر ولكن العمل‬ ‫شاق على النفس قال تعالى \" يَا أَ ُّي َها ا َّل ِذي َن َءا َمنُوا ِل َم تَ ُقولُو َن َما َل تَ ْف َعلُو َن َكبُ َر َم ْق ًتا ِعنْ َد اللَّ ِه أَ ْن تَ ُقولُوا َما لا‬ ‫تَ ْف َعلُو َن \" ‪.‬‬ ‫» »الدعوة من خلال التعليق على الآيات والفوائد المستنبطة ‪:‬‬ ‫وهذا فن من فنون الدعوة ولابد أن تكون متقنة لمادتها أو كلمتها لا تضيع شيئا منها بل مبدعة في الاستنباط‬ ‫و الشرح وهذا يزيد من احترام الدارسات لها ‪.‬‬ ‫» »يجب أن لا تنس المعلمة الداعية هدفها‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪134‬‬

‫فيجب على المعلمة الداعية أن لا تنس هدفها الأكبر وهو الدعوة الى الله وأن تطرح قضيتها في كل مناسبة‬ ‫» »الاهتمام بالهيئة والمظهر‬ ‫المظهر الحسن والملبس النظيف والهندام الطيب والرائحة الزكية من أهم الأشياء التي تعطي انطباعا‬ ‫للآخرين عنك لذا فعليك أن تراعي ذلك دون المبالغة فيه ‪.‬‬ ‫» »حسن التصرف في المواقف بلباقة اجتماعية وحضور سريع ومنطق حسن‬ ‫فإن المنطق واللسان يعدان معياراً من معايير تقويم الشخصية لذا فإن من واجبات المعلمة أن تحفظ لسانها‬ ‫فلا تسمع منها الدارسات إلا خيراً وحتى حين تعاتب أو تحاسب فلا يليق بها أن تتجاوز وترمي بالكلمات ولئن‬ ‫كانت الكلمة الطيبة تترك أثرها في النفوس فالكلمة الجارحة تهدم أسوار المحبة وتقضي على بنيانها وإن كنا‬ ‫لاندرك بدقة أثر ما نقوله على الناس فالناس لهم مشاعر واعتبارات ينبغي أن نراعيها‪.‬‬ ‫» »كوني منتظم ُة وجاد ًة في عملك‪:‬‬ ‫ينبغي على المعلمة أن تكون منتظمة وجادة في عملها قادرة على زرع القبول لها في نفوس الدارسات وأن‬ ‫تكون ذا مزاج معتدل مطبقة للأنظمة واللوائح ‪.‬‬ ‫» »إيجاد التآلف بين المعلمة ودارساتها حتى إذا أحبوها قبلوا منها دعوتها‬ ‫» »الاعتدال في معالجة الأخطاء‪:‬‬ ‫إن الصبر على الجفاء وتحمل سيئ الطباع من محاسن الأخلاق وأن ِت تسعين لبناء كل خلق فاضل في نفوس‬ ‫بناتنا والتربية بالفعل أبلغ من القول فحين تعتاد الدارسات من المعلمة الصبر على جفائهن وتحمل هفواتهن‬ ‫بما لا يزيل الهيبة ويجرئ على المعاودة وإن كان لابد من التنبيه فبحسن الإشارة ‪.‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬الدارسات الداعيات‪:‬‬ ‫لا يقتصر دور المعلمة الداعية على مجرد الحديث مع الدارسات مع أهمية هذا الجانب فى تبليغ الدعوة‬ ‫ولكن هناك جانب أهم وهو الجانب العملي للدعوة والصحيح أن بينهما تكامل ًا لا تعارضا وإن المعلمة الناجحة‬ ‫هي التي لا تعتمد علي طاقتها الدعوية منفردة وإنما تضيف طاقات الدارسات بحيث تصهر تلك الطاقات‬ ‫وتوحدها حتى تكون تلك الدعوة أكثر تأثيراً وأعظم أثراً وفي نفس الوقت تربي داعيات يقمن بواجب الدعوة‬ ‫ولن تجد منهن ممانع ًة بل ستجد منهن قدراً كبيراً من التعاون معها في ذلك بل ستجد الحماس والتفاعل معها‬ ‫وهذه الطريقة تحوي علي فوائد عديدة منها ‪:‬‬ ‫» »تعويد الدارسات على الدعوة إلي الله ‪.‬‬ ‫» »إثارة الحماس بين الدارسات وتوزيعهن إلى مجموعات دعوية في الفصل‪.‬‬ ‫» »تستطيع المعلمة من خلالهن وضع برنامج دعوي مناسب لباقي الدارسات بما يتناسب معهن‪.‬‬ ‫» »تعويد الدارسات على الإلقاء على زميلاتها بعد عرضها على المعلمة للإطلاع عليها وتنقيحها‬ ‫» »تقديم برنامج دعوي مقترح للأسرة أو المجتمع أو الدار أو المدرسة أو العاملات أو الدارسات ‪ ...‬الخ‬ ‫‪135‬‬

‫»عمل استبانة عن قضية من القضايا أو مشكلة منتشرة بين الدارسات بصورة متكاملة (المظاهر‪ ،‬الأسباب‪،‬‬ ‫»‬ ‫العلاج ‪ )....‬والتي تهم الفتيات وتوزيعها على المعلمات والدارسات ومن ثم جمعها وتنسيقها للمناقشة‬ ‫»‬ ‫الحرة على شكل ندوة مع جميع دارسات الفصل أو الدار‬ ‫»‬ ‫»وضع مسابقات عن كتيب أو شريط أو بحوث وتختار بما يناسب الدارسات وتحدد المراجع التي يمكن‬ ‫»‬ ‫الاستعانة بها ‪.‬‬ ‫»‬ ‫»‬ ‫»الهدايا وسيلة محبة للدعوة‪ ،‬ضعي هدايا للمتميزات بالحفظ أو المراجعة أو الأخلاق ‪.‬‬ ‫»‬ ‫»توزيع الأشرطة والكتب والمطويات والقصص وليكن لها مناسبة ‪.‬‬ ‫»‬ ‫»إنكار المنكرات العامة فهو واجب شرعي وفشو المنكرات والمجاهرة بها له أثره الكبير على بقية الدارسات‪.‬‬ ‫»تفعيل الدعوة وتوجيه الدارسات لل ّتخطيط للعمل الدعوي في الدار أو في الأسرة أو في المدرسة وتحديد‬ ‫أهدافها يسهم في ُرقي مستواهن الدعوي والعلمي والتربوي ‪.‬‬ ‫»التوجيه للقراءة والبحث وذلك بتوجيههن لقراءة كتاب أو موضوع للاستفادة منه وتحفيزهن للبحث‪..‬‬ ‫»الإنترنت من أكثر الوسائل إقبالاً من فئات المجتمع فزودي الدارسة بأسماء مواقع تفيدها في دينها‬ ‫وعلمها‪.‬‬ ‫المبحث الخامس ‪ :‬الفوائـــد‪:‬‬ ‫أ ـ تتعود الدارسة على النشاط والحركة الإيجابية والبعد عن الجمود والسلبية ‪.‬‬ ‫ب ـ تنمية الشعور بالمسؤولية الدعوية تجاه الدار خاصة وفي المجتمع عامة ‪.‬‬ ‫ج ـ تكتسب الدارسة خبرة لا يستهان بها في مجال الدعوة إلى الخير من خلال احتكاكها المستمر‬ ‫بمعلمتها الداعية والدارسات المستقيمات حيث تستفيد منهن بالمشاهدة والمعايشة ‪.‬‬ ‫د ـ اكتشاف المواهب الجيدة وصقلها و إعداد داعيات الغد ‪.‬‬ ‫و ـ إتاحة المجال أمام الدارسات لكي يبدعن ويعبرن عن حاجاتهن وقدراتهن‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪136‬‬

137

‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪138‬‬

‫الفصل السادس عشر‬ ‫المعلمة والمتميزات‬ ‫‪139‬‬

‫المعلمة والمتميزات‬ ‫المبحث الأول ‪ :‬العناية بالمتميزات ورعاية النوابغ‪:‬‬ ‫إن مما يدل على فطنة المعلمة وبعد النظر وقوة الهمة وحرصها على أن تخرج للأمة والمجتمع نسا ًء أفذاذاً‬ ‫ينفعن أمتها و مجتمعها أن تكون معني ًة بذوات المواهب راعي ًة للنابغات من الدارسات ‪.‬‬ ‫وإن مما يهيئ الدارسات لأن يكن من المتميزات النابغات ما يلي‪:‬‬ ‫» »إذكاء همم الدارسات و َم ْن يتوسم فيهن النبوغ ‪:‬‬ ‫ذلك أن الموهبة تقوم على الذكاء والجد في طلب العلم ثم على كبر الهمة فمن لم تكن ذكي ًة لم يكن حظها من‬ ‫العلم إلا أن تحفظ ما أنتجته قرائح العلماء من قبلها ومن لم ت ِج َّد في طلب العلم ولم تُ َغ َّذ بثمرات القرائح‬ ‫المبدعة بقي ذكاؤها مقصوراً محصوراً في دائرة ضيقة ‪.‬‬ ‫روى الذين دونوا ترجمة الإمام الفاتح أسد بن الفرات أنه لما كان يأخذ العلم عن الإمام محمد بن الحسن‬ ‫الشيباني تلميذ الإمام أبي حنيفة كان إذا رأى تلميذه أسد بن الفرات غلب عليه النوم وهو يسهر في تلقي‬ ‫العلم عنه نضح على وجهه رشاشاً من الماء ليجـدد نشاطه شفقـة عليه ورغبـ ًة منـه في أن ينهض إلى مستوى‬ ‫الإمامة في العلم ‪.‬‬ ‫» »تقدير النابغات ‪:‬‬ ‫فمن مهيئات النبوغ أن يَ ِش َّب الألمع ُّي بين قوم يقدرون النوابغ قدرهم فإذا نظر القوم إلى النابغة بعين ال َّت ِجلَّة‬ ‫وأقبلوا عليه باحتفاء هفت نفسه لكل فضيلة ورنت عينه إلى كل بطولة وزاد قوة على الجد في الطلب والسعي‬ ‫إلى أقصى درجات الكمال‪ .‬وقد ظهر النابغون ببلاد الأندلس حيث كان أهلها يعظمون من َع َّظمه ِعلْ ُمه‬ ‫ويرفعون من رفعه أدبه وكذلك سيرتهم في رجال الحروب يقدمون من ق َّدمته شجاعته وعظمت في الحروب‬ ‫مكايده لذا كان لزاماً على المعلمة الواعية أن تُقدر الدارسات النابغات وتُنزلهن بمنزلتهن المناسبة‪.‬‬ ‫» »إعطاء الدارسات فرصة للإبداع وإظهار المواهب‪:‬‬ ‫فذلك مما يكسب الاعتبار والثقة في النفس لدى الدارسات النابغات فهذا الشيخ ابن التلمساني أحد كبار‬ ‫علماء شمال أفريقيا سأله السلطان عن مسألة فقال‪ :‬إن تلميذي فلاناً يحسن الجواب عنها فوجه السلطان‬ ‫السؤال إلى تلميذ ابن التلمساني فأحسن الجواب فأجازه وأحسن منزلته‪.‬وكان ابن التلمساني أعلم من‬ ‫تلميذه فيما سأله عنه السلطان ولكنه لاعتباره تلميذه بمنزلة ولده أراد أن يُنَ ِّوه به في حضرة السلطان كما‬ ‫لو كان ولده حقاً ‪.‬‬ ‫» »مراعاة التوازن في المديح والإطراء‪:‬‬ ‫لأن هناك من يزيدها المديح إقبالاً وج َّداً ومنهن من يبعث فيها المديح تعالياً وغروراً وهذا راجع لحكمة المعلمة‬ ‫ومعرفتها بطبائع النفوس قال الشيخ الإبراهيمي في وصاياه للمعلمين هناك حدود مشتركة بين الضار‬ ‫والنافع في أعمالكم فتبينوها ثم اعملوا على َق ْدرها ولا تتجاوزا ح َّداً إلى حد فتضروا من حيث قصدتم النفع‬ ‫فمدح المجتهد من تلامذتكم ُمذ ٍك للنشاط كما هو مدعاة للغرور والفصل بينهما رهي ُن لفظة مدح مقدرة أو‬ ‫مبال ٍغ فيها منكم‪.‬‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪140‬‬

‫» »فتح المجال لهن في البحث‪:‬‬ ‫فمن مهيئات النبوغ أن تنشأ الذكية عند معلمة تطلق لها العنان في البحث وتردها إلى الصواب برفق إذا‬ ‫أخطأت وتثني عليها إذا ناقشت فأصابت ‪.‬‬ ‫» »مراعاة الميول والتوجيه لما يناسب‪:‬‬ ‫فهناك من الدارسات من هي شديدة الذكاء كبيرة الهمة فإذا وجه إليها ما يلائمها ويناسب ميولها ورغبتها‬ ‫أبدعت أيما إبداع وأصبحت عضواً نافعاً بعد أن كانت عضواً فاشل ًا فلا يعني كون الدارسات لا يبدعن في‬ ‫شيء أنهن لا يصلحن لأي شيء‪.‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬من الموهوبة ؟‬ ‫إن الطفل الموهوب هو الذي يتصف بالامتياز المستمر في أي ميدان من ميادين الحياة ‪.‬‬ ‫وفي تعريف آخر \"هو من يتمتع بذكاء رفيع يضعه في الطبقة العليا التي تمثل أذكى ‪ %2‬ممن هم في سنه من‬ ‫الأطفال أو هو الطفل الذي يتسم بموهبة بارزة في أية ناحية \" ‪.‬‬ ‫ومن التعاريف المشهورة للموهوب ما أوردته الجمعية الأمريكية القومية للدراسات التربوية حيث ذكرت أن‬ ‫الطفل الموهوب\"هو من يظهر امتيازاً مستمراً في أدائه في أي مجال له قيمة \"‬ ‫و الموهبة هي سمات معقدة تؤهل الفرد للإنجاز المرتفع في بعض المهارات والوظائف والموهوب هو الفرد الذي‬ ‫يملك استعداداً فطرياً وتصقله البيئة الملائمة لذا فقد تظهر الموهبة في مجال محدد مثل الشعر أو الرسم‬ ‫وغيرها ‪.‬‬ ‫و المتميزون كما يعرفهم مكتب التربية الأمريكي‪ :‬هم الذين يتم الكشف عنهم من قبل أشخاص مهنيين‬ ‫ومتخصصين وتكون لديهم قدرات واضحة ومقدرة على الإنجاز المرتفع ‪.‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬خصائص تعليم المتميزات ‪:‬‬ ‫إن المتفوقة في تعلمها لا تسير بالضرورة وفق التسلسل المنطقي لخطوات التعلم للوصول إلى نتيجة ما ‪،‬‬ ‫إن الطفل المتفوق قادر على أن يقفز عن عدد من الخطوات المنطقية وأن يردم الهوة بينها بسرعة ليصل إلى‬ ‫النتيجة في الوقت الذي لا زالت المعلمة تسير حسب الخطوات التسلسلية لحل المشكلة وغالبا ما يقود إصرار‬ ‫المعلمة على طريقتها في الوصول إلى الاستنتاجات إلى خلق الملل والرتابة عند الطفل المتفوق في أفضل‬ ‫الأحوال‪.‬‬ ‫إن تعليم الطفل المتفوق يقتضي التركيز على تعليمه كيفية التعلم من ناحية وعلى اعتماد الطرق الاستكشافية‬ ‫في التعلم من ناحية ثانية ‪.‬‬ ‫‪141‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬أنماط التميز والتفوق ‪:‬‬ ‫على المعلمة أن تنمي مهارتها الذاتية ويكون لديها القدرة على تصنيف المواهب عند الدارسات و تسعى إلى‬ ‫أن توظف هذه المواهب والقدرات بالشكل المناسب بحسب نوع التميز ومن ثم تصقل تلك المواهب من خلال‬ ‫البرامج والأنشطة المساندة ومن أنماط التميز ‪:‬‬ ‫أ ـ القدرة على القيادة الجماعية فتوظف بجعلها في مراكز القيادة لزميلاتها وذلك من خلال‬ ‫البرامج والأنشطة ‪.‬‬ ‫ب ـ القدرة على الابتكار والإبداع في الحاسب الآلي فتوظف هذه القدرة في مجال الأنشطة والبرامج مثل ًا‪.‬‬ ‫ج ـ القدرة على ربط العلاقات الاجتماعية وإجادة ف ّن التفاوض والحوار فتوظف في مجال‬ ‫العلاقات الإنسانية أو التبرعات مثل ًا ‪.‬‬ ‫د ـ وقد يكون تميزها الإلقاء الج ّيد والخطابة فتو ّجه إلى ذلك وتكون داعي ًة مؤثر ًة ‪.‬‬ ‫ز ـ التميز في الجوانب الفنية ( الشعر‪ -‬القصة ‪ -‬المقالة) فتو ّجه لذلك ‪.‬‬ ‫و ـ التميز في الجوانب العلمية أو الثقافية فتو ّجه لذلك‪.‬‬ ‫ي ـ التميز في حفظ المتون فتو ّجه لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية‬ ‫المبحث الخامس ‪ :‬واجبات المعلمة نحو المتميزات ‪:‬‬ ‫على المعلمة التي تتعامل مع الدارسات المميزات أن يكن لهن تعامل خاص وعليها واجبات خاصة ومنها ‪:‬‬ ‫‪١ .١‬أن تكون قادرة على بناء أساليب تعليمية تتسم بالمرونة ‪.‬‬ ‫‪٢ .٢‬أن تهيئ مناخ تربوي مناسب متجدد‬ ‫‪٣ .٣‬تحاول تدعيم وتعزيز مفهوم الذات لدى الدارسات‬ ‫‪٤ .٤‬تعزز السلوك الابتكاري لدى الدارسات ‪.‬‬ ‫‪٥ .٥‬تحترم الدارسات وتقدرهن ‪.‬‬ ‫‪٦ .٦‬القدرة على علاج الإشكاليات والصعوبات التي تواجه الدارسات‬ ‫‪٧ .٧‬لديها القدرة على إشباع حاجات الدارسات المهارية ‪.‬‬ ‫‪٨ .٨‬القدرة على التواصل مع المتخصصات في هذا المجال للاستفادة من خبراتهن ‪.‬‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪142‬‬

‫المبحث السادس‪ :‬دور المعلمة في النشاط ‪:‬‬ ‫‪١ .١‬أن لا تكون الأنشطة غاية في حد ذاتها بل يراعى أن تكون وسيلة بحيث لا تطغى على الهدف الأساسي‬ ‫للدار‪.‬‬ ‫‪٢ .٢‬مراعاة الأنشطة لطبيعة الدارسات وكذلك الطبيعة الخلقية للمرأة (والمقصود به البعد عن البرامج‬ ‫والأنشطة المضرة أو الشـاقة ‪. )...‬‬ ‫‪٣ .٣‬أن يكون مستوى البرنامج مناسب للفئة العمرية المستهدفة فالنشاط المقدم لطالبات المرحلة الابتدائية‬ ‫يختلف عن النشاط الموجه لطالبات المرحلة الجامعية أو الأمهات ‪ ....‬الخ ‪.‬‬ ‫‪٤ .٤‬معرفتها بأهداف الأنشطة كتعميق مفاهيم التعاليم الإسلامية وتدعيم القيم لبناء الشخصية المتكاملة‬ ‫وإكسابهن القدرة على التخطيط والتطبيق وتحمل المسؤولية واكتشاف القدرات والمواهب وتنميتها‬ ‫وتوجيهها التوجيه السليم وتنمية الثقة في نفوسهن ‪ ....‬الخ ‪.‬‬ ‫‪٥ .٥‬أن تكون البرامج ترويحية هادفة ومناسبة وجاذبة للدارسات‬ ‫‪٦ .٦‬دعمها للأنشطة ولإدارة الدار ومسؤولة النشاط في البرامج العامة الموجهة للدارسات أو غيرهن‬ ‫‪٧ .٧‬السعي للتجديد والابتكار في البرامج والأنشطة‬ ‫‪٨ .٨‬أن تُعين مسؤولة النشاط التي هي المفعل لبرامج النشاط داخل الدار بالتعاون معها بوضع الخطة‬ ‫والبرامج الزمنية ومراعاة احتياجات ورغبات وميول الدارسات أثناء وضعهن للخطة‪.‬‬ ‫‪٩ .٩‬تذكرها الدائم أن إخلاص العمل لوجه الله تعالى يعتبر عامل ًا أساسياً لنجاح أي عمل أولاً وآخراً‪.‬‬ ‫‪143‬‬

‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪144‬‬

‫الفصل السابع عشر‬ ‫الوظائف والمهام‬ ‫والتقويم‬ ‫‪145‬‬

‫الوظائف والمهام والتقويم‬ ‫المبحث الأول‪ :‬وظائف الحلقات القرآنية ‪:‬‬ ‫تعد الحلقات القرآنية إحدى البيئات التربوية الفعالة في المجتمع وتاريخها مرتبط بتاريخ التأديب والتعليم في‬ ‫الإسلام حيث تعد الحلقات القرآنية من أقدم مؤسسات تعليم وتأديب الأطفال في الإسلام حيث برزت مكانة‬ ‫هذه البيئات التعليمية عبر تاريخ الإسلام وكانت لها وظائف متعددة تتمثل في تعليم القراءة والكتابة وحفظ‬ ‫القرآن الكريم وأصول العقيدة والعبادات والتأديب على الأخلاق الإسلامية والشمائل والفضائل الحسنة ولم‬ ‫يكن دورهما مقتصر على حفظ القرآن الكريم فقط كما هو حال الحلقات المعاصرة ومن أهم وظائف الحلقات‬ ‫القرآنية ما يلي ‪:‬‬ ‫» »الوظيفة الدينية التعبدية ‪:‬‬ ‫يجب أن تدرك المعلمات والدارسات أن الانضمام إلى هذه الحلقات أمر تعبدي وأن الحلقات القرآنية تنطلق‬ ‫من هذه المهمة أي أنها مكان للعبادة باعتبار أن الغاية الأساسية من خلق الإنسان هي عبادة الله عز وجل‬ ‫( َو َما َخلَ ْق ُت الْ ِج َّن َوا ْ ِلن َس ِإ َّل ِل َي ْعبُ ُدو ِن) لذا فالمقصود بالوظيفة التعبدية للحلقات القرآنية هي قراءة وحفظ‬ ‫القرآن الكريم‬ ‫» »الوظيفة التربوية‪:‬‬ ‫تعتبر الحلقات القرآنية إحدى المحاضن التربوية الأساسية حيث تجعل المنتسب للحلقة القرآنية شخصية‬ ‫متميزة منتجة نظراً لعناية الحلقة بمقومات شخصية الدارسة المتمثلة في الجانب الإيماني والعقلي والجسمي‬ ‫إن عناية الحلقات القرآنية بجوانب شخصية الدارسة سوف يحقق الوظيفة التربوية لهذه الحلقات لاسيما‬ ‫وأن القرآن الكريم اشتمل على التوجيه الشامل لهذه الجوانب وتستطيع المعلمة الإشارة إلى هذه الجوانب‬ ‫وتربية الدارسات على أخلاق القرآن والتأكيد على أهمية الإيمان وغرس عقيدة الإيمان في قلوب الدارسات‬ ‫من خلال الآيات القرآنية التي أكدت على العقيدة الإسلامية وقضايا الإيمان بالله عز وجل وأركانه كما‬ ‫جاءت مفصلة في السور المكية على وجه الخصوص والتي تبدأ الدارسة بحفظها ودراستها‬ ‫» »الوظيفة الاجتماعية ‪:‬‬ ‫ولما كان الإنسان اجتماعي بطبعه وبحاجة إلى إشباع الجوع الاجتماعي أصبح أمراً ضرورياً في بناء شخصيته‬ ‫جاء اجتماع الدارسات في الحلقات القرآنية محققاً لهذه الوظيفة من خلال قيام المعلمة بالتوجيه وبناء‬ ‫العلاقات بينهن سواء علاقتهن بالمعلمات أو الأمهات أو علاقتهن ببعضهن حتى يتحقق الوصف النبوي (مثل‬ ‫المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد) رواهـ مسلم وقد أكد القدماء أهمية هذا‬ ‫الجانب حيث قالوا “إن الإنسان محتاج إلى صديق عند حسن الحال وعند سوء الحال فعند سوء الحال‬ ‫يحتاج إلى معونة الأصدقاء وعند حسن الحال يحتاج إلى المؤانسة وإلى من يحسن إليه” (ولاشك أن إكساب‬ ‫الدارسات في الحلقات القرآنية الآداب الاجتماعية بما يتناسب مع كل مرحلة عمرية من آداب هو من الأمور‬ ‫المهمة لأي فتاة)‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪146‬‬

‫» »الوظيفة العقلية ‪:‬‬ ‫يعد الجانب العقلي من مكونات الشخصية المهمة فهو المحرك لجميع البدن يقول ابن القيم (إن العقل ملك‬ ‫والبدن روحه وحواسه وحركاته كلها رعية له فإذا ضعف عن القيام عليها وتعهدها وصل الخلل إليها كلها)‬ ‫وبالعقل يقوم المتعلم بمختلف عملياته العقلية مثل عملية الإدراك والتعلم والتعرف والفهم ولذلك قال ابن‬ ‫المبارك (عندما ُسئل ما أفضل ما أعطى الرجل بعد الإسلام قال‪ :‬العقل) وتربية هذا الجانب يتم من خلال‬ ‫تنمية القدرات العقلية للفرد كالقدرة اللغوية والقدرة الرياضية والقدرة على الاستنباط والاستدلال والقدرة‬ ‫على الملاحظة‪،‬والنقد الهادف والتحليل الموضوعي وتنمية العمليات العقلية المختلفة مثل عمليات الإدراك‬ ‫والحفظ والتذكر والتحليل وسرعة التذكر والإسترجاع وعمليات مقاومة النسيان‪،‬وتنمية العادات والاتجاهات‬ ‫ذات الارتباط بالناحية العقلية كحب المعرفة والاستطلاع والقراءة والكتابة ومهارة التفكير وتوعية الدارسة‬ ‫بالمؤثرات التي تضعف هذه القدرات ‪.‬‬ ‫» »الوظيفة النفسية ‪:‬‬ ‫تبرز أهمية هذه الوظيفة كونها من العوامل المهمة في تكوين شخصية الدارسات لاسيما في واقعنا المعاصر‬ ‫الذي يتسم بالتغيرات السريعة وضغوط الحياة وتناقضات المجتمع الأمر الذي يجعل الرعاية النفسية تساعد‬ ‫الفرد على بناء اتجاهات نفسية سليمة نحو نفسه ونحو الناس ونحو الحياة كما أن للدارسة في الحلقات‬ ‫القرآنية احتياجات نفسية ينبغي على القائمات على الدور مراعاتها والعمل على إشباعها وعدم مصادمتها‬ ‫لما لذلك من أثر إيجابي على دراستها إضافة إلى أن هذه الحاجات إذا لم تشبع بطريقة مشروعة فقد تشبع‬ ‫بطريقة خاطئة الأمر الذي يؤدي إلى انحراف الدارسة ومن هنا جاءت ضرورة إشباع حاجتها إلى الأمن‬ ‫والمحبة والرعاية التربوية والتوجيه والتقدير الاجتماعي والنجاح واحترام الذات والترويح التربوي الهادف ‪.‬‬ ‫» »الوظيفة التعليمية ‪:‬‬ ‫تقوم الدور بمهمة كبيرة وجهد متواصل في تعليم الدارسات القرآن الكريم حيث يتم تعليمهن التلاوة‬ ‫الصحيحة وتعريفهن بالضوابط الثابتة في المصحف الذي ينبغي مراعاتها عند القراءة إضافة إلى تقديم‬ ‫المعلومات اللازمة من أحكام التجويد المختلفة ويمكن أن نلخص الوظيفة التعليمية للحلقات فيما يلي‪:‬‬ ‫‪١ .١‬إتقان الدارسات لتلاوة القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪٢ .٢‬إلمام الدارسة بالمعنى الإجمالي للآيات التي تقرأها وتحفظها ‪.‬‬ ‫‪٣ .٣‬القدرة على النطق وإتقان اللغة العربية لغة القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪٤ .٤‬زيادة ثروة الدارسة من الألفاظ اللغوية ‪.‬‬ ‫‪٥ .٥‬التعرف على أسباب نزول الآية أو السورة ‪.‬‬ ‫‪٦ .٦‬التعرف على الأحكام العقدية والفقهية بإيجاز ‪.‬‬ ‫‪147‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الصفات الشخصية والمهنية للمعلمة ‪:‬‬ ‫‌أ‪ .‬الصفات الشخصية للمعلمة ‪:‬‬ ‫‪١ .١‬أن تكون متواضع ًة في غير ضعف عطوف ًة في حزم وكياسة متحرر ًة من عقدتي الدونية والتعالي تعرف‬ ‫متى تكون مرح ًة ومتى تكون جاد ًة‬ ‫‪٢ .٢‬صحتها الجسمية وحيويتها وسلامة حواسها ‪.‬‬ ‫‪٣ .٣‬أن تكون محب ًة لمهنتها تؤدي عملها بشوق وشغف ونشاط فيتابعها دارساتها بنفس الشوق والنشاط‪.‬‬ ‫‪٤ .٤‬صحتها النفسية واتزانها الانفعالي ويجب عليها أن تجاهد نفسها من أجل إكسابها فضيلة الصبر‬ ‫وسعة الصدر والجلد والوقار والاطمئنان وغيرها مما يبعث في نفوس الدارسات السكينة والوقار‪.‬‬ ‫‪٥ .٥‬أناقتها ونظافتها وطيب رائحتها وحسن هندامها وجاذبية مظهرها روى الإمام مالك ضي الله عنه أن‬ ‫النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى رجل ثائر الشعر واللحية وكأنه يأمره بإصلاح شعره ففعل الرجل‬ ‫ثم رجع في هيئة حسنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أليس هذا خيراً من أن يأتي أحدكم ثائر‬ ‫الرأس كأنه شيطان)‬ ‫‪٦ .٦‬فصاحتها وجودة نطقها ووضوح صوتها وقوة بيانها وجمال تعبيرها وتسلسل حديثها وإخراجها الحروف‬ ‫من مخارجها وتنوع نبراتها ولهجتها الطبيعية وخلوها من اللازمات وحبسة اللسان‪ ...‬وغير ذلك‪.‬‬ ‫‪٧ .٧‬ذكاؤها وفطنتها وسعة أفقها وبعد نظرها ويقظة عقلها‪.‬‬ ‫‪٨ .٨‬فهمها لدارساتها وعدم التحيز في معاملتهن يقول الإمام ابن جماعة‪ :‬إذا غاب بعض الطلاب غياباً‬ ‫زائداً عن العادة سأل عنه معلمه أو قصد منزله بنفسه فإن كان مريضاً عاده وإن كان في حاجة أعانه‬ ‫وإن كان في غم خفف عليه وإن لم يكن شيء من ذلك تودد إليه ودعا له‪.‬‬ ‫‪ ٩ .٩‬سعة إطلاعها فعليها مداومة الاطلاع على كل جديد أو ما يدعم مهنتها كعلم النفس والتربية أو طرائق‬ ‫التدريس وغيرها حتى تظل دائماً في مستوى ثقافة عصرها‪.‬‬ ‫‪١٠١٠‬المحافظة على مواعيد الدار واحترام لوائحها وأنظمتها‬ ‫‪١١١١‬حسن العلاقة مع زميلاتها ودماثة خلقها ومتأدب ًة في ألفاظها بعيد ًة عن الغيبة وبذاءة القول ‪.‬‬ ‫‪١٢١٢‬أن تكون عارف ًة بأمور دينها متمسك ًة بها محافظ ًة على تأدية الشعائر كما يقول الصحابي عتبة بن أبي‬ ‫سفيان رضي الله عنه لمعلم ولده‪( :‬ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك فإن عيونهم معقودة‬ ‫بعينك فالحسن عندهم ما صنعت والقبيح عندهم ما تركت) ويقول أبو اسحاق الجبنياني (لا تعلموا‬ ‫أولادكم إلا عند رجل حسن الدين لأن دين الصبي على دين معلمه)‬ ‫‪١٣١٣‬أن تكون مخلص ًة فتجعل تدريسها ابتغاء وجه الله تعالى فتضحي بوقتها وراحتها في سبيل رسالتها‪.‬‬ ‫ب‌‪ .‬الصفات المهنية للمعلمة ‪:‬‬ ‫‪١ .١‬وضوح الرؤيا ودقة تحديد الرسالة والتصويب للهدف بكل براعة واتقان ‪.‬‬ ‫‪٢ .٢‬احترام شخصية الدارسات وذلك بمراعاة حاجاتهن واهتماماتهن وحقوقهن ومعرفة قدراتهن‬ ‫وإمكاناتهن ليمكن توجيههن على أساس ذلك‪.‬‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪148‬‬

‫‪٣ .٣‬القدرة على ضبط الفصل وحسن إدارتها و هي مهارة يجب أن تتمتع بها المعلمة حني تستطيع تحقيق‬ ‫أهدافها في أحسن جو و أن تصون مجالس درسها من الغوغاء و اللغط و سوء الأدب ‪.‬‬ ‫‪٤ .٤‬مراعاة الفروق الفردية‪ .‬فلا تساوي دارسة عالية التحصيل مع متدنية التحصيل وذلك لاختلاف قدرة‬ ‫كل منهما ففي ذلك عدم إنصاف ويؤكد الغزالي بقوله (ضرورة مخاطبة الطلاب على قدر عقولهم) ‪.‬‬ ‫‪٥ .٥‬حسن التعامل مع السلوكيات غير اللائقة يقول عتبة بن أبي سفيان لمعلم ولده (قومه ما استطعت‬ ‫بالقرب والملاينة فإن أباهما فعليك بالشدة والغلظة) و القدرة على غرس قيم إسلامية ثابتة والعمل‬ ‫على كيفية القدرة على تحقيقها تحقيقاً متوازناً يتناسب مع عمر الفتاة ومستوى بيئتها وثقافتها ‪.‬‬ ‫‪٦ .٦‬التشجيع على حسن الأدب والجد والاجتهاد وذلك بالشكر والثناء والقبول والاستحسان وغير ذلك مما‬ ‫يدفع الدارسات إلى المزيد من النجاح‪.‬‬ ‫‪٧ .٧‬تطبيق الآيات في الحياة العملية للدارسات وتحويلها إلى سلوكيات عملية والخروج من عملية التحفيظ‬ ‫المجرد إلى الممارسة العملية والتدبر لتكون التربية روح وعمل ‪.‬‬ ‫‪٨ .٨‬تستطيع تزويد الدرس بمروحات النفس كالمرح والطرائف وبعض المزاح لإنعاش الدارسات وبث الحيوية‬ ‫فيهن وتجديد نشاطهن على أن يتم ذلك بدون إسراف أو إسفاف ليكون الجد هو الأصل وفي هذا يقول‬ ‫علي رضي الله عنه (أعط الكلام من المزح بمقدار ما تعطي الطعام من الملح)‬ ‫‪٩ .٩‬أن تكون متمكن ًة من الحفظ المقرر ولديها القدرة على استنباط الفوائد العلمية والدروس التربوية من‬ ‫الآيات ‪.‬‬ ‫‪١٠١٠‬أن تكون واسعة الأفق لديها القدرة على ابتكار خطط جديدة ووسائل علمية وأساليب متنوعة في‬ ‫التدريس والحفظ والمراجعة‪.‬‬ ‫‪١١١١‬القدرة على الاستفادة من التقنية في التدريس والتجديد في أساليب الحفظ والمراجعة ‪.‬‬ ‫‪١٢١٢‬القدرة على توفير الجو العلمي والبيئة الروحانية المناسبة في الفصل وذلك بالتعامل المناسب واستغلال‬ ‫الأحداث والآيات والتعليق عليها وفتح المجال أمام الدارسات للتحدث بما يرغبن‪.‬‬ ‫‪١٣١٣‬القدرة على استثارة الدافعية عند الدارسات وترغبهن في الحفظ‬ ‫‪١٤١٤‬القدرة على تقويم الدارسة في منا ٍح مختلفة والعمل على إنمائها‪.‬‬ ‫ج‌‪ .‬الصفات الاجتماعية (الإنسانية) للمعلمة ‪:‬‬ ‫‪١ .١‬أن تكون متحملة للمسؤولية في مجال العمل بجدية ‪.‬‬ ‫‪٢ .٢‬أن تكون لديها القدرة على التصرف في المواقف بحكمة وأسلوب صحيح وأن تتحلى بالصبر وسعة‬ ‫الصدر واجتناب إساءة الظن ‪.‬‬ ‫‪٣ .٣‬أن تسعى لجعل شخصيتها متميز ًة تميزاً عقلياً وخلقياً وأن تكون ذا قدرٍة بارزٍة في مجال التأثير‬ ‫والتوجيه للدارسات ‪.‬‬ ‫‪٤ .٤‬أن تكون قدو ًة حسن ًة للدارسات والمعلمات‬ ‫‪149‬‬

‫‪٥ .٥‬أن يكون لديها القدرة على بناء العلاقات الإنسانية الطيبة مع الجميع ‪.‬‬ ‫‪٦ .٦‬أن تألف وتؤلف ‪ ...‬تألف الصغيرات والكبيرات تحبهن وتتبسط في حديثها وتتواضع وتمزح وتلين ولا‬ ‫تشتد تعطي كثيراً بلا مقابل ولا تفارقها الابتسامة‬ ‫‪٧ .٧‬إن ضبط النفس من الصفات المهمة في العملية التربوية فإذا ملكت المعلمة نفسها عند الغضب وكظمت‬ ‫غيظها كان ذلك فلاحاً لها ونجاحاً لها ولدارساتها‬ ‫‪٨ .٨‬إن التربية ليست عمل ًا من طرف واحد ومن غير المقبول أن تحول المعلمة الدارسة إلى شخصية مهتمة‬ ‫تحسن الاستماع والاستقبال فحسب بل لابد من قدر من التوازن الاتصالي فالتربية عملية اتصال بين‬ ‫طرفين ‪.‬‬ ‫‪٩ .٩‬القدرة على بناء العلاقات الإنسانية ذلك أن التلقي فرع عن المحبة وللعلاقة بين التلقي والمحبة قدر‬ ‫كبير مما قد نتصور فمن لم تغرس المحبة في نفوس الدارسات فكثير مما تقوله سيكون نهايته عندما‬ ‫تتلفظ به ولن يأخذ طريقه نحو القلوب فضل ًا عن أن يتحول إلى واقع عملي‪.‬‬ ‫‪١٠١٠‬الرفق في التعليم من الأصول المهمة في التعليم والتربية قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله رفيق‬ ‫يحب الرفق في الأمر كله ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه ) وقال‬ ‫الآجري في أخلاق المقرئ (وينبغي لمن ُقرئ عليه القرآن فأخطأ فيه أو غلط ألا يعنفه وأن يرفق به ولا‬ ‫يجفو عليه ويصبر عليه فإني لا آمن أن يجفو عليه فينفر عنه )‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬مهام المعلمة ‪:‬‬ ‫» »القيام بعملية التحفيظ و المراجعة للدارسات بشتى الوسائل المتاحة ‪.‬‬ ‫» »الالتزام بالمنهج المقرر للحفظ والمراجعة من قبل إدارة الدار من حيث المضمون وتمشيها مع الزمن المحدد‪.‬‬ ‫» »الالتزام بمواعيد الدوام المقررة من إدارة الدار والحضور مبكرا والدخول للفصل قبل الدارسات ‪.‬‬ ‫» »القيام بكل ما تطلبه منها مديرة الدار لتحقيق المصلحة العامة ‪.‬‬ ‫» »حل المشاكل البسيطة التي تحدث لديها في الفصل وإذا لم تستطع حلها فتحيلها إلى إدارة الدار لتقوم‬ ‫باللازم‪.‬‬ ‫» »القيام بتحضير الدروس بشكل يومي قبل الحضور للدوام سواء التحضير الذهني أو الكتابي ‪.‬‬ ‫» »المناوبة عند خروج الدارسات من الدار ‪.‬‬ ‫» »إجراء الاختبار للدارسات حسب لوائح الجمعية ‪.‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬تقويم أداء المعلمة ‪:‬‬ ‫» »مفهوم الأداء‬ ‫إن الأداء في مجال التعليم هو قدرة تعليمية نوعية يطلق عليها القدرة الفنية وتعبر عنها معايير سلوك المعلمة‬ ‫وتشمل على كل ما تقوله أو تفعله في أثناء الموقف التعليمي وما يتصل به على نحو مباشر أو غير مباشر من‬ ‫الــزاد لمعلمــة القـــرآن الكريــــم‬ ‫‪150‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook