Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore مشاركات الصف ٣م في ذكرى اليوم الوطني السعودي

مشاركات الصف ٣م في ذكرى اليوم الوطني السعودي

Published by قرآني نبض حياتي, 2020-09-21 20:11:54

Description: ملزمة سورة النساء كاملة (002)

Search

Read the Text Version

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫سورة النساء‬ ‫سورة النساء مدنيّة بإِجماع الُقَّراِء‪.‬‬ ‫وعدد آياتها مائة وست وسبعون‪ ،‬وكلماتها ثلاثة آلاف وسبعمائة وخمس وأَربعون‪ .‬وحروفها سَتّة عشر أَلفا وثلاثون‬ ‫حرفا ‪ ،‬نزلت بعد الممتحنة‪.‬‬ ‫روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت‪« :‬ما نزلت سورة النساء إلا وأنا عند رسول الله ‪ »‬وقد بنى النبي‬ ‫‪ ‬بعائشة رضي الله عنها فى المدينة فى شوال من السنة الأولى من الهجرة‪.‬‬ ‫مجموع فواصل الآيات (م ل ان) يجمعها قولك (ِمْلنَا) فعلى الل َاّم آية واحدة (ال ّسبيل) وعلى الُنّون آية واحدة (مهين)‬ ‫وخمس آيات منها على الميم المضمومة‪ ،‬وسائر الآيات على الأَلف‪.‬‬ ‫واسم ال ّسورة سورة الِنّساِّء الكبرى‪ ،‬واسم سورة ال َطّلاق سورة الِنّساِّء الصغرى‪.‬‬ ‫وجه المناسبة بينها وبين آل عمران‪:‬‬ ‫(‪ )1‬إن آل عمران ختمت بالأمر بالتقوى‪ ،‬وافتتحت هذه السورة بذلك‪ ،‬وهذا من آكد المناسبات فى ترتيب السور‪.‬‬ ‫(‪ )2‬إن فى السابقة ذكر قصة أحد مستوفاة‪ ،‬وفى هذه ذيل لها وهو قوله‪« :‬فَما لَ ُك ْم ِف الْ ُمنافِِقيَن فِئَتَْيِن» فإنه نزل فى‬ ‫هذه الغزوة على ما سنعرفه بعد‪.‬‬ ‫ما‬ ‫بَْع ِد‬ ‫ِم ْن‬ ‫َوالَّر ُسوِل‬ ‫لَِِّلِ‬ ‫ا ْستَجابُوا‬ ‫«اَلّ ِذي َن‬ ‫(غزوة حمراء الأسد) بقوله‬ ‫وهى‬ ‫أحد‬ ‫التي بعد‬ ‫(‪ )3‬إنه ذكر فى السالفة الغزوة‬ ‫ِف ابْتِغاِء الَْقْوِم» الآية‪.‬‬ ‫تَهِنُوا‬ ‫«َولا‬ ‫فى قوله‪:‬‬ ‫أَصاََبُُم الَْقْرُح» وأشير إليها هنا‬ ‫فضل السورة‪:‬‬ ‫لم يرد ف فضلها شيء خاص لكن قال ابن مسعود ‪ ‬فيما رواه الحاكم عنه ف إسناده وصححه قال \"إن في سورة‬ ‫النساء لخمس آيات ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها\"‬ ‫(ِإّ َّن اّللَ لاَ يَظِْلّم ِّمثْ َقا َل ذََّرٍة َوِإّن تَك َح َسنَةً ي َضا ِّعْفَها َوي ْؤ ِّت ِّمن َلّدنْه أَ ْجًرا َع ِّظي ًما (‪ ))40‬و(ِإّن َتْتَِنّبواْ َكبَآِئَّر َما ت ْن َهْو َن َعْنه‬ ‫ن َكِّفْر َعنك ْم َسِيّئَاِتّك ْم َون ْد ِّخْلكم ُّم ْد َخلاً َك ِّريمًا (‪ ))31‬و(ِإّ َّن اّللَ لاَ يَغِّْفر أَن ي ْشَرَك ِبِّّه َويَغِّْفر َما دو َن ذَِلّ َك ِلَّمن يَ َشاء (‪))48‬‬ ‫وقوله (َولَْو أَََّّن ْم ِإّذ َظّلَمواْ أَنف َسه ْم َجآؤوَك فَا ْستَ ْغَفرواْ اّللَ َوا ْستَ ْغَفَر َلم الَّرسول لََو َجدواْ اّللَ تََّواًًب َّرِّحي ًما (‪ ))64‬وقوله (َوَمن‬ ‫يَ ْع َم ْل سوءًا أَْو يَظِّْل ْم نَْف َسه َُثّ يَ ْستَغِّْف ِّر اّللَ َِّي ِّد اّللَ غَفوًرا َّرِّحي ًما (‪.))110‬‬ ‫‪1‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال مثل قول ابن مسعود ‪ ‬لكنه زاد ثلاث آيات أُخر‪ ،‬قال ابن عباس رضي‬ ‫الله عنهما‪ :‬ثماني آيات نزلت ف سورة النساء هي خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت؛ أولاه ّن (ي ِّريد اّلل‬ ‫ِلّيبَِّيَن لَك ْم َويَ ْه ِّديَك ْم سنَ َن اَلّ ِّذي َن ِّمن قَْبِّلك ْم َويَتو َب َعلَْيك ْم َواّلل َعِلّي ٌم َح ِّكي ٌم (‪ ))26‬والثانية (َواّلل ي ِّريد أَن يَتو َب‬ ‫َعلَْيك ْم َوي ِّريد اَلّ ِّذي َن يََتِّبّعو َن ال َّشَهَوا ِّت أَن َِتّيلواْ َمْيلاً َع ِّظي ًما (‪ ))27‬والثالثة (ي ِّريد اّلل أَن ُيَِّف َف َعنك ْم َوخِّل َق‬ ‫الِّإن َسان َضِّعيًفا (‪ ))28‬ثم ذكر الخمس آيات التي ذكرت قبلا ف حديث ابن مسعود ‪ ‬الآنف ذكره‪.‬‬ ‫******************************‬ ‫لطيفة‪:‬‬ ‫ومن لطائف القرآن التى لا ينبغى أن تفوت دون التنويه عليها والتنبيه إليها هنا‪ :‬أن السورة الرابعة التى وردت فى‬ ‫النصف الأول من القرآن الكريم \"النساء\" ‪ ،‬والسورة الرابعة التى وردت فى النصف الثانى من سور القرآن الكريم‪،‬‬ ‫وهى سورة \"الحج\" تشتركان فيما يلى‪:‬‬ ‫أ كل منهما صدرت ب \"يا أيها الناس\" ‪.‬‬ ‫ب كل منهما أمرت الناس ًبلتقوى ‪.‬‬ ‫هذا ‪..‬‬ ‫وقد قرنت سورة النساء الأمر ًبلتقوى بذكر المبدأ؛ { يَا أَُيّ َها الَنّاس اَتّقوا َرَبّكم اَلّ ِّذي َخلََقك ْم ِّم ْن نَْف ٍس َوا ِّح َدةٍ‬ ‫َو َخلَ َق ِّمْن َها َزْو َجَها َوبَ َّث ِّمْنه َما ِّر َجاًلا َكِثّيًرا َوِنّ َسا ًء }‬ ‫بينما قرنت سورة الحج الأمر ًبلتقوى بذكر المعاد؛ { يَا أَُيّ َها الَنّاس اَتّقوا َرَبّك ْم ِإّ َّن َزلَْزلَةَ ال َّسا َعِّة َش ْيءٌ َع ِّظي ٌم (‪)1‬‬ ‫}‪.1‬‬ ‫مقصد سورة النساء‪:‬‬ ‫تنظيم المجتمع المسلم من داخله من خلال حفظ الحقوق الاجتماعية والمالية‪ ،‬إزالةً لرواسب الجاهلية وتركيًزا على‬ ‫حقوق النساء والضعفاء‪.2‬‬ ‫‪www.fatemaelshikh.net 1‬‬ ‫‪2‬المختصر في تفسير القرآن الكريم (‪)77 /1‬‬ ‫‪2‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫سورة النساء تعرض نموذجا من تأثير القرآن ف المجتمع الجديد‪ ،‬المجتمع الذي نشأ ابتداء من خلال المنهج‬ ‫الرباني‪.‬‬ ‫إن هذا المنهج الرباني يقود خطى هذه الفئة المؤمنة من السفح الهابط (الجاهلية والشرك) إلى القمة‬ ‫السامقة‪ ..‬خطوة خطوة‪ ،‬ومرحلة مرحلة‪ ..‬بين تيارات المطامع والشهوات والمخاوف وبين الأعداء المتربصين‬ ‫على طول الطريق الشائك! وكما رأينا من قبل‪ -‬ف سورة البقرة وسورة آل عمران‪ -‬مواجهة القرآن لكل‬ ‫الملابسات المحيطة بنشأة المجتمع المسلم ف المدينة وبيان طبيعة المنهج الرباني الذي تنشأ الأمة الإسلامية‬ ‫على أساسه‪.‬‬ ‫إن التنظيمات الاجتماعية التي تعرضها هذه السورة‪ -‬شأنها شأن الشعائر التعبدية‪ -‬مرتكنة إلى هذا الأصل‬ ‫الكبير؛ الإيمان بالله‪ ،‬وإفراده بالألوهية‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫‪4‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫‪5‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫مق ِّدمة السورة‪ :‬آية ‪1‬‬ ‫توطئة ًبلأمر بتقوى الله تعالى‪ ،‬وتذكير بوحدة الأصل الإنسا ِنّي‪ ،‬ورابطة الأسرة الواحدة‬ ‫قوله تعالى‪:‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜ ﭝﭞﭟﭠ‬ ‫ﭡﭢﭣﭤﭥﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪﭫﭬ ﭭﭮ ﭯﭼ‪.‬‬ ‫‪ ‬افتتحت السورة بالأمر بالتقوى‪ ،‬وصلة الأرحام والأزواج عموما‪ ،‬ثم بعد ذلك فُصلت هذه الأمور أتم تفصيل‪،‬‬ ‫من أول السورة إلى آخرها‪ .‬فكأنها مبنية على هذه الأمور المذكورة‪ُ ،‬مفصلة لما أجمل منها‪ُ ،‬موضحة لما أَُبم‪.‬‬ ‫‪ ‬ما دلالة (منها) في قوله تعالى‪ { :‬اَتّقوا َرَبّكم اَلّ ِّذي َخلََقك ْم ِّم ْن نَْف ٍس َوا ِّح َدٍة َو َخلَ َق ِّمْن َها َزْو َجَها }؟‬ ‫لكون الزوجات مخلوقات من الأزواج‪،‬‬ ‫والقيام به‪،‬‬ ‫مراعاة حق الأزواج والزوجات‬ ‫ِّأمقْنرَهاب}ن تسنبيبهاوأعلشدى‬ ‫قال تعالى‪{ :‬‬ ‫اتصال‪ ،‬وأوثق علاقة‪ ،‬وقال {‬ ‫فبينهم وبينهن‬ ‫يقل امرأته ليبين أن بينهما من التزاوج والتناسب‬ ‫َزْو َجَها } ولم‬ ‫يرحم أحدهما الآخر‪.‬‬ ‫ما يدفع إلى أن‬ ‫‪‬قال تعالى‪{ :‬اَتّقوا َرَبّكم اَلّ ِّذي َخلََقك ْم ِّم ْن نَْف ٍس َوا ِّح َدٍة َو َخلَ َق ِّمْن َها َزْو َجَها }و قال‪َ{:‬واَتّقواْ اّللَ اَلّ ِّذي تَ َساءلو َن ِبِّّه‬ ‫َوالأَْرَحاَم}‪ :‬في الأمر الأول لما كان أمرا لجميع الناس قال ‪{ :‬اَتّقوا َرَبّكم} ربكم الذي رباكم وأنعم عليكم فذكر‬ ‫بالربوبية‪ ،‬وفي الأمر الثاني لماكان فيه أوامر خاصة وفيها تعبد لله عز وجل ذ ّكر بالألوهية قال تعالى‪َ{ :‬واَتّقواْ اّللَ‬ ‫اَلّ ِّذي تَ َساءلو َن ِبِّّه َوالأَْرَحاَم}‪ .‬والربوبية فيها تحبب والألوهية فيها تخويف للناس من مخالفة أوامره سبحانه‪.‬‬ ‫‪‬قوله تعالى‪ِ {:‬إّ َّن اَّلّلَ َكا َن َعلَْيك ْم َرِّقيبًا}‪ :‬أي‪ :‬مطلع على العباد ف حال حركاتهم وسكونهم‪ ،‬وسرهم وعلنهم‪،‬‬ ‫وجميع أحوالهم‪ ،‬مراقبا لهم فيها مما يوجب مراقبته‪ ،‬وشدة الحياء منه‪ ،‬بلزوم تقواه‪.‬‬ ‫*********************************‬ ‫الموضوع الأَّول‪ :‬الآيات ‪6 - 2‬‬ ‫بيان موارد اِتّقاء الله تعالى ومظاِنّه‪ ،‬ابتداءً بأح ِّق الَنّاس ًبلَّرحمة والموَّدة؛ وهم اليتامى‪:‬‬ ‫‪ ‬وجوب إيتاء اليتامى أموالم وتحريم أكلها‪ :‬الآية ‪2‬‬ ‫قوله تعالى‪:‬ﭽﭰﭱﭲﭳ ﭴ ﭵﭶﭷﭸﭹ ﭺﭻ ﭼﭽﭾﭿ ﮀﮁﮂ ﮃﭼ ‪.‬‬ ‫ولا تتبدلوا‪ :‬أي لا تستبدلوا‪.‬‬ ‫تفسير المفردات‪:‬‬ ‫اليتيم لغة‪ :‬من مات أبوه مطلقا‪ ،‬لكن العرف خصصه بمن لم يبلغ مبلغ الرجال‪.‬‬ ‫والخبيث‪ :‬هو الحرام‪ ،‬والطيب‪ :‬هو الحلال‪ .‬حوًب كبيرا‪:‬أي إثما عظيما‪.‬‬ ‫وجه الربط‪ :‬بعد أن افتتح سبحانه السورة ًبلأمر يتقوى الله وبذكر ما َيب على العبد أن ينقاد له من التكاليف‪،‬‬ ‫ليبتعد عن سخطه وغضبه فى الدنيا والآخرة‪ -‬شرع يذكر أنواعها‪ ،‬وأول ما أوصى به من حقوق الخلق في هذه‬ ‫‪6‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫السورة؛ هم اليتامى الذين فقدوا آًبءهم الكافلين لم‪ ،‬وهم صغار ضعاف لا يقومون بمصالحهم‪ ،‬وبدأ بهم‬ ‫لملابستهم ًبلأرحام؛ إذ الِخّطاب للأولياء والأوصياِّء وقلما تفَّوض الوصاية إلى الأجانب‪.‬‬ ‫‪ ‬إيتاء اليتامى أموالم يكون بوجهين‪ :‬أحدهما‪ -‬إجراء الطعام والكسوة ما دامت الولاية‪ ،‬إذ لا يمكن إلا ذلك‬ ‫لمن لا يستحق الأخذ الكلي كالصغير والسفيه‪ .‬الثاني‪ -‬الإيتاء بالتمكن وإسلام المال إليه‪ ،‬وذلك عند الابتلاء‬ ‫والإرشاد‪.‬‬ ‫‪‬ما المقصود ًبلخبيث والطيب في قوله تعالى‪{:‬ولا تتبدلوا الخبيث ًبلطيب}؟‬ ‫الخبيث‪ :‬هو مال اليتيم وإنكان جيدا لكونه حراما على الأولياء أخذه‪ ،‬والطيب‪ :‬هو مال الولي لكونه حلالا وإنكان‬ ‫رديئا‪ ،‬فالباء داخلة على المتروك‪ ،‬نهي لهم عن أن يصنعوا صنع الجاهلية ف أموال اليتامى‪ ،‬فإنهم كانوا يأخذون الطيب‬ ‫من أموال اليتامى ويعّوضونه بالرديء من أموالهم‪ ،‬ولا يرون بذلك بأسا‪.‬‬ ‫‪ ‬وف الآية الأمر بإصلاح مال اليتيم‪ ،‬لأن تمام إيتائه ماله حفظه والقيام به بما يصلحه وينميه وعدم تعريضه‬ ‫للمخاوف والأخطار‪.‬‬ ‫***************************************‬ ‫‪ ‬تحريم ظلم البنات اليتامى‪ ،‬وتشريع تعدد الَّزوجات‪ ،‬ووجوب إيتاء المرأة َص َداقها‪ :‬الآيتان ‪4 ، 3 ‬‬ ‫قوله تعالى‪ :‬ﭽﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗ‬ ‫ﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ ﮤﮥ‬ ‫ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮰﮱﯓﭼ ‪.‬‬ ‫تفسير المفردات‪:‬‬ ‫{َمثْ َن َوثلا َث َورًَب َع} ‪ :‬أي‪ :‬اثنتين أو ثلاث‪ ،‬أو أربع إذ لاتحل الزيادة على الأربع‪.‬‬ ‫{أَلا ت ْق ِّسطوا} ‪ :‬أن لا تعدلوا‪.‬‬ ‫{أَ ْدنَى أَلا تَعولوا} ‪ :‬أقرب أن لا َتوروا بترك العدل بين الزوجات‪.‬‬ ‫{ َصدقَاِِِّتّ َّن ِِّْنلَةً} ‪ :‬جمع صدقة‪ ،‬وهي الصداق والمهر‪ ،‬وِنلة بمعن فريضة واجبة‪.‬‬ ‫{َم ِّريئاً} ‪ :‬المريء‪ :‬ما تحسن عاقبته بأن لا يعقب آثاراً سيئة‪.‬‬ ‫{ َهِنّيئاً} ‪ :‬النيء‪ :‬ما يستلذ به عند أكله‪.‬‬ ‫وجه الربط‪:‬‬ ‫بعد أن نهاهم الله عن أكل مال اليتامى والجور فيه‪ ،‬ووقع هذا النهى هذا الموقع فتحرجوا من الإثم‪ ،‬قال { َوِإّ ْن ِّخْفت ْم أََّلا‬ ‫ت ْق ِّسطوا ِّفي الْيَتَاَمى فَانْ ِّكحوا َما طَا َب لَك ْم ِّم َن الِنّ َساِّء}‪ ،‬وف الآيات تحريم ظلم البنات اليتامى‪ ،‬وحكم ما يحل عدده من‬ ‫الزوجات ومتى يجب الاقتصار على واحدة‪ ،‬ثم وجوب إيتاء الصداق لهن‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫‪ ‬ما صلة الخوف من القسط في اليتامى ًبلزواج ًبثنتين أو ثلاث أو أربع؟ يتبين ذلك من سبب النزول؛‬ ‫سبب النزول‪ :‬ف الصحيحين عن عروة بن الزبير أنه سأل خالته عائشة أم المؤمنين‪ -‬رضى الله عنها‪ -‬عن هذه الآية‬ ‫فقالت‪ :‬يا ابن أختى هذه اليتيمة تكون ف حجر وليها يشركها ف مالها ويعجبه مالها وجمالها فيريد أن يتزوجها من غير‬ ‫أن يقسط ف صداقها‪ ،‬فلا يعطيها مثل ما يعطى أتراَبا من الصداق‪ ،‬فنهوا عن ذلك وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم‬ ‫من النساء مثنى وثلاث ورباع‪.‬‬ ‫وف رواية أنها نزلت ف اليتيمة تكون عند الرجل فتشاركه ف ماله فيرغب عنها ويكره أن يتزوجها غيره فيشاركه ف مالها‬ ‫فيعضلها‪ ،‬فلا يتزوجها ولا يزوجها غيره‪.‬‬ ‫معنى الآية‪َ {:‬وِإّ ْن ِّخْفت ْم أََّلا ت ْق ِّسطوا ِّفي الْيَتَاَمى فَانْ ِّكحوا َما طَا َب لَك ْم ِّم َن الِنّ َساِّء َمثْ َن َوثَلا َث َورًَب َع فَِّإ ْن ِّخْفت ْم أََّلا تَ ْع ِّدلوا‬ ‫فََوا ِّح َدًة أَْو َما َملَ َك ْت أَيْمَانك ْم َذِلّ َك أَ ْدنَى أََّلا تَعولوا (‪} )3‬‬ ‫وإن خفتم‪ 3‬عدم العدل ف أموال اليتامى وتحرجتم من أكلها بالباطل‪ ،‬وأحسستم الخوف من أكل مال الزوجة‬ ‫اليتيمة وهضم حقوقها ف الصداق‪ ،‬فعليكم ألا تتزوجوا َبا وألا تمنعوها من الزواج‪ ،‬فإن الله جعل لكم مندوحة‪ ،‬وشرع‬ ‫لكم الزواج بمن تحبون من النساء الرشيدات من واحدة إلى أربع‪ ،‬لأن ف الأربع غنية لكل أحد‪ ،‬إلا ما ندر‪ ،‬ومع هذا‬ ‫فإنما يباح له ذلك إذا أمن على نفسه الجور والظلم‪ ،‬ووثق بالقيام بحقوقهن‪.‬‬ ‫فإن خاف الجور فليقتصر على واحدة‪ ،‬أو على ملك يمينه‪َ { ،4‬ذلِك} أي‪ :‬الاقتصار على واحدة أو ما ملكت اليمين‬ ‫{أَْد َن أَلا تَعُولُوا} أي‪ :‬تظلموا‪.‬‬ ‫ودفعة‬ ‫كثيرا‪،‬‬ ‫شيئا‬ ‫يكون‬ ‫الذي‬ ‫الصداق‬ ‫خصوصا‬ ‫حقوقهن‪،‬‬ ‫ويهضموَّنن‬ ‫النساء‬ ‫ولما كانكثير من الناس يظلمون‬ ‫تعالى‪{:‬‬ ‫فقال‬ ‫النساء‬ ‫إيتاء‬ ‫على‬ ‫واحدة‪ ،‬يشق دفعه للزوجة‪ ،‬أمرهم وحثهم‬ ‫َع ْن‬ ‫لَك ْم‬ ‫ِّط ْ َب‬ ‫فَِّإ ْن‬ ‫ِِّْنلَةً‬ ‫َصدقَاِِِّتّ َّن‬ ‫الِنّ َسا َء‬ ‫َوآتوا‬ ‫َش ْيٍء ِّمْنه نَْف ًسا فَكلوه َهِنّيئًا َم ِّريئًا (‪} )4‬‬ ‫}آتوا النساء‬ ‫ي{سَتوآتحوقاناهلِانّ تَساشَءريفَصادلقَهاِِِّنتّ َّنوتِِّْنكلَرةًيمافَِّإ ْونع ِلّطاْمَبةلَكعلْمىَعاْلنمحبَشة ْيٍوءت ِّومثْنيهقانَْفلعًسراىفَ اكللوصهداَهِقنّيةئًاوالَممِّريوئًداة(بل‪4‬ا)‬ ‫معنى الآية‪:‬‬ ‫مبالغة ولا إسراف‬ ‫مهورهن اللاتي‬ ‫فإن طبن لكم عن شيء من أموالهن وتنازلن عنه فخذوه هنيئا مريئا‪.‬‬ ‫***************************‬ ‫‪3‬الخوف هنا بمعن العلم‬ ‫‪4‬لا َيب عليه القسم في ملك اليمين‬ ‫‪8‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫‪ ‬الحجر على ال ُّسفهاء وال ِّصغار وِنوهم‪ ،‬ووجوب المحافظة على أموال اليتامى وتسليمها لم بعد بلوغهم س َّن‬ ‫الُّرشد‪ :‬الآيتان ‪6 ، 5 ‬‬ ‫قوله تعالى‪ :‬ﭽﯔﯕﯖﯗ ﯘ ﯙﯚﯛ ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ‬ ‫ﯣﯤ ﯥ ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ‬ ‫ﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹﯺﯻ ﯼﯽﯾﯿﰀ ﰁﰂ‬ ‫ﰃﰄﰅ ﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏ ﭼ‪.‬‬ ‫معاني المفردات‪:‬‬ ‫{َولا ت ْؤتوا‪ : }1‬لا تعطوا‪.‬‬ ‫{ال ُّسَفَهاءَ} ‪ :‬جمع سفيه‪ ،‬وهو من لا يحسن التصرف في المال؛ إما لعدم عقله كالمجنون والمعتوه‪ ،‬وِنوهما‪ ،‬وإما لعدم رشده‬ ‫كالصغير وغير الرشيد‪.‬‬ ‫{ِقّيَاماً}‪:‬القيام‪:‬ما يقوم به الشيء‪ ،‬فالأموال جعلها الله تعالى قياماً‪ ،‬أي‪ :‬تقوم عليها معايش الناس ومصالحهم الدنيوية والدينية‪.‬‬ ‫{قَ ْولاً َم ْعروفاً} ‪ :‬أي‪ :‬قولاً تطيب به نفسه فلا يغضب ولا يحزن‪.‬‬ ‫{َوابْتَلوا الْيَتَاَمى} ‪ :‬أي‪ :‬اختبروهمكي تعرفوا هل أصبحوا يحسنون التصرف في المال‪.‬‬ ‫{بَلَغوا الِنّ َكا َح} ‪ :‬أي‪ :‬سن الزواج‪ ،‬وهي البلوغ‪.‬‬ ‫{آنَ ْست ْم} ‪ :‬أبصرتم الرشد في تصرفاِتم‪.‬‬ ‫{ِإّ ْسَرافاً َوِبَّداراً} ‪ :‬الإسراف‪ :‬الإنفاق في غير الحاجة الضرورية‪ ،‬والبدار‪ :‬المبادرة والمسارعة إلى الأكل منه قبل أن ينقل إلى اليتيم‬ ‫بعد رشده‪.‬‬ ‫{فَ ْليَ ْستَ ْعِّف ْف} ‪ :‬أي‪ :‬يعف بمعن يكف عن الأكل من مال يتيمه‪.‬‬ ‫{َوَكَفى ًِّبلِّل َح ِّسيباً} ‪ :‬شاهداً لقرينة فأشهدوا عليهم‪.‬‬ ‫{فَ ْليَأْك ْل ًِّبلْ َم ْعرو ِّف} ‪ :‬أي‪ :‬بقدر الحاجة الضرورية‪.‬‬ ‫وجه الربط‪:‬‬ ‫بعد أن أمرنا الله تعالى فى الآيات السالفة بإيتاء اليتامى أموالهم‪ ،‬وبإيتاء النساء مهورهن أتى فى هذه الآية بشرط‬ ‫للإيتاء يشمل الأمرين معا وهو ألا يكونكل منهما سفيها‪ ،‬مع بيان أنهم يرزقون فيها‪ ،‬ويكسون مادامت فى أيديهم‬ ‫مع قول المعروف لهم حتى تحسن أحوالهم‪ ،‬وأنه لا تسلم إليهم الأموال إلا إذا أُونس منهم الرشد‪ ،‬وأنه لا ينبغى‬ ‫الإسراف فى أكل أموال اليتامى‪ ،‬فمنكان من الأولياء غنيا فليعف عن الأكل من أموالهم‪ ،‬ومنكان فقيرا فليأكل بما‬ ‫يبيحه الشرع‪ ،‬ويستجيزه أرباب المروءة‪.‬‬ ‫‪ ‬ما دلالة قوله تعالى‪َ { :‬وا ْرزقوه ْم ِفّيَها } ولم يقل {وارزقوهم منها}؟‬ ‫ليبين أن على الأولياء أن يتجروا َبذه الأموال فيكون الرزق ف هذه الأموال لا منها لأنه لوكان الرزق منها لنقصت حتى تفنى‪.‬‬ ‫‪ ‬ما دلالة إضافته تعالى الأموال إلى الأولياء في قوله تعالى‪َ { :‬ولا ت ْؤتوا ال ُّسَفَهاءَ أَْمَوالَكم }؟‬ ‫‪9‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫إشارة إلى أنه يجب عليهم أن يعملوا ف أموال السفهاء ما يفعلونه ف أموالهم‪ ،‬من الحفظ والتصرف وعدم التعريض‬ ‫للأخطار‪ .‬وف الآية دليل على أن نفقة المجنون والصغير والسفيه ف مالهم‪ ،‬إذاكان لهم مال‪ ،‬لقوله‪َ{ :‬واْرُزقُوُه ْم فِيَها‬ ‫َوا ْك ُسوُه ْم} ‪.‬‬ ‫‪ ‬ما المقصود ًبلابتلاء في الآية { َوابْتَلوا الْيَتَاَمى }؟‬ ‫ذلك بأن يُدفع لليتيم المقارب للرشد‪ ،‬الممكن رشده‪ ،‬شيئا من ماله‪ ،‬ويتصرف فيه التصرف اللائق بحاله‪ ،‬فيتبين بذلك‬ ‫رشده من سفهه‪ ،‬فإن استمر غير محسن للتصرف بل هو باق على سفهه‪ ،‬لم يدفع إليه ماله‪ ،‬ولو بلغ عمراكثيرا‪ ،‬فإن‬ ‫تبين رشده وصلاحه ف ماله وبلغ النكاح {فَاْدفَعُوا إِلَْيِه ْم أَْمَوالَهُْم}كاملة موفرة‪.‬‬ ‫‪ ‬ما المقصود بقوله تعالى‪َ{ :‬وَم ْن َكا َن غَِنًّيّا فَ ْليَ ْستَ ْعِّف ْف َوَم ْن َكا َن فَِّقيًرا فَ ْليَأْك ْل ًِّبلْ َم ْعرو ِّف}؟‬ ‫أمر الغني بالاستعفاف وتوفير مال الصبي عليه وعدم تناوله منه‪ ،‬وسوغ للفقير أن يأكل بالمعروف‪.5‬‬ ‫واختلف أهل العلم في‪ :‬ما هو المعروف هنا؟ فقال قوم‪ :‬هو القرض إذا احتاج إليه‪ ،‬ويقضي متى أيسر الله عليه‪ ،‬وبه‬ ‫قال عمر بن الخطاب وابن عباس رضي الله عنهم وعبيدة السلماني وابن جبير والشعبي ومجاهد وأبو العالية ومقاتل‬ ‫والأوزاعي وأبو وائل‪ ،‬وقال النخعي وعطاء والحسن وقتادة‪ :‬لا قضاء على الفقير فيما يأكل بالمعروف‪ ،‬وبه قال جمهور‬ ‫الفقهاء؛ وهذا بالنظم القرآني ألصق فإن إباحة الأكل للفقير مشعرة بجواز ذلك له من غير قرض‪.‬‬ ‫****************************‬ ‫الموضوع الَثّاني‪ :‬الآيات ‪14 - 7‬‬ ‫بيان أحكام المواريث‪ ،‬والَتّحذير من مخالفة أوامر الله تعالى‬ ‫(أ) الآيات ‪10 - 7‬‬ ‫حقوق الَوَرثة في الَتِّّركة‪ :‬الآية ‪ ،  7‬وحقوق المحتاجين والأيتام والأقرًبء غير الوارثين‪ :‬الآيتان ‪، 8‬‬ ‫‪ ،9‬والوعيد ال َّشديد لمن أكل أموال اليتامى ظلماً‪ :‬الآية ‪ 10‬‬ ‫قوله تعالى‪ :‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ‬ ‫ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶ ﭷﭸﭹ‬ ‫ﭺﭻ ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ ﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﭼ‪.‬‬ ‫‪5‬والمراد ًبلمعروف المتعارف به بين الناس فلا يترفه بأموال اليتامى ويبالغ في التنعم ًبلمأكول والمشروب والملبوس‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫معاني المفردات‪:‬‬ ‫{الَْواِلّ َدا ِّن} ‪ :‬الأب والأم‪.‬‬ ‫{نَ ِّصي ٌب} ‪ :‬الحظ المقدر في كتاب الله‪.‬‬ ‫{نَ ِّصيباً َمْفروضاً} ‪ :‬قدراً واجباً لازماً‪.‬‬ ‫{َوالأَقْ َربو َن} ‪ :‬جمع قريب‪ ،‬وهو هنا الوارث بنسب أو مصاهرة أو ولاء‪.‬‬ ‫{أولو الْقْرَب} ‪ :‬أصحاب القراًبت الذين لا يرثون لبعدهم عن عمودي النسب‪{ .‬فَا ْرزقوه ْم ِّمْنه} ‪ :‬أعطوهم شيئاً يرزقونه‪.‬‬ ‫الخشية‪ :‬الخوف في موضع الأمن‪.‬‬ ‫{قَ ْولاً َم ْعروفاً} ‪ :‬لا إهانة فيه ولا عتاب‪ ،‬ولا تأفيف‪.‬‬ ‫{ظْلماً} ‪ :‬بغير حق ُيول لم أكل مال اليتيم‪.‬‬ ‫{قَ ْولاً َس ِّديداً} ‪ :‬عدلاً صائباً‪.‬‬ ‫وجه الربط‪:‬‬ ‫بعد أن ذكر سبحانه فى الآيات السابقة حرمة أكل أموال اليتامى وأمر بإعطائهم أموالهم إذا رشدوا‪ ،‬ومنع أكل مهور النساء‬ ‫أو تزويجهن بغير مهر‪.‬‬ ‫ذكر هنا أن المال الموروث الذي يحفظه الأولياء لليتامى يشترك فيه الرجال والنساء‪ ،‬وقدكانوا فى الجاهلية لا يورثون‬ ‫وأمه‬ ‫ذكر أبيه‬ ‫ولا سيما‬ ‫االلإصغشافار‪،‬قثمعلأيمهرمبإومحعاسمالتنهالمقبواللحإسلنىىا‪،‬ليتفاربمماىي‪،‬ترلأكنالمايليتيتمذمريرةهفضعاالفحا يّسوديأألمنللغكيلرهميةعتاهميلنهه‪،‬م‬ ‫والأولاد‬ ‫النساء‬ ‫المعاملة‪،‬‬ ‫بمثل هذه‬ ‫ثم طلب‬ ‫بسوء‪،‬‬ ‫وبعدئذ شدد فى الوعيد‪ ،‬ونفّر من أكل أموال اليتامى ظلما وجعل أكله كأكل النار‪.‬‬ ‫َل ْم قَ ْولا َم ْعروفًا}؟‬ ‫املْهاُقذْراهلَمباقل}آيصأةويدم‪ً:‬نبالألآأيحقةاك‪:‬رام{باَولِإّلغهَذياارلحاَحلسوانَضةرَثرايالنلْجِّقلبيقلْسةريَمناةَلةج‪.‬أابولر{ةوَواللْاليَلْقتَقلاْرَموَبىب؛ََوواالْلْقيَاَمتَالَسَماتعىكِايلَنوىالْ‪َ}:‬مأ{َسَوايإِِ‪:‬كّذَايالمن َحسفَتاَضْرَحرزققالْووِقهن ْْمسمَِمّمنةَْن اه}لف‪َ6‬وققأراولءي‪.‬و‪:‬ا‬ ‫قسمة المواريث‪{ ،‬أُولُو‬ ‫{فَاْرُزقُوُهم ِّمْنهُ} أي‪:‬‬ ‫أعطوهم ما تيسر من هذا المال الذي جاءكم بغيركد ولا تعب‪ ،‬ولا عناء ولا نَ َصب‪ ،‬فإن نفوسهم متشوفة إليه‪ ،‬وقلوبهم‬ ‫متطلعة‪ ،‬فاجبروا خواطرهم بما لا يضركم وهو نافعهم‪ ،‬فإن لم يمكن ذلك ‪-‬لكونه حق لليتامى‪ ،‬أو ثَم أهم من ذلك‪-‬‬ ‫فلتردوهم رًّدا جميلا وذلك بقول حسن غير فاحش ولا قبيح‪.‬‬ ‫‪ ‬لمن الخطاب في قوله تعالى‪َ{:‬ولْيَ ْخ َش اَلّ ِّذي َن لَْو تََركوا ِّم ْن َخْلِّفِّه ْم ذ ِّرَيّةً ِّضَعافًا َخافوا َعلَْيِّه ْم فَ ْليََتّقوا اَّلّلَ َولْيَقولوا قَ ْولا‬ ‫َس ِّدي ًدا}؟‬ ‫وصيته والمساواة فيها‪ ،‬بدليل قوله‪:‬‬ ‫وصيته‪ ،‬أن يأمره بالعدل ف‬ ‫ه{َذولْايَ ُقخولُطواا قَبْوللامنَسيِدحيدضار}َمأْني‪:‬حسضدراهداالم‪،‬ومتوافقوأاجلنلقفسطف‬ ‫يريد الوصية على أولاده بما يحبون معاملة‬ ‫والمعروف‪ .‬وأنهم يأمرون من‬ ‫أولادهم بعدهم‪.‬‬ ‫‪6‬قوله‪{ :‬الِّْق ْس َمةَ} لأن الوارثين من المقسوم عليهم‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫وقيل‪ :‬إن المراد بذلك أولياء السفهاء من المجانين والصغار والضعاف أن يعاملوهم ف مصالحهم الدينية والدنيوية بما يحبون أن‬ ‫يعامل به َم ْن بعدهم من ذريتهم الضعاف {فَْليََتّ ُقوا الَِّلَ} ف ولايتهم لغيرهم‪ ،‬أي‪ :‬يعاملونهم بما فيه تقوى الله‪ ،‬من عدم‬ ‫إهانتهم والقيام عليهم‪ ،‬وإلزامهم لتقوى الله‪.‬‬ ‫‪ ‬قوله تعالى‪{ :‬إنما ََيْكلو َن ِّفي بطوَِِّّنّ ْم نَاًرا} أي‪ :‬إن الذي أكلوه ‪-‬من أموال اليتامى ظلما‪ -‬نار تتأجج ف‬ ‫أجوافهم وهم الذين أدخلوها ف بطونهم‪َ{ .‬و َسيَ ْصلَْو َن َسِّعيًرا} أي‪ :‬نارا محرقة متوقدة‪ .‬وهذا أعظم وعيد ورد في‬ ‫الذنوب‪ ،‬يدل على شناعة أكل أموال اليتامى وقبحها‪ ،‬وأَّنا موجبة لدخول النار‪ ،‬فدل ذلك أَّنا من أكبر‬ ‫الكبائر‪ .‬نسأل الله العافية‪.‬‬ ‫*********************************‬ ‫(ب) أنصبة ومقادير الميراث ال َّشرعي‪ ،‬وتحديد أنصبة الَوَرثة‪ :‬الآيتان ‪12 ، 11‬‬ ‫قوله تعالى‪ :‬ﭽﮓﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ ﮟ ﮠﮡﮢﮣﮤ‬ ‫ﮥﮦﮧﮨﮩﮪ ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ‬ ‫ﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ ﯤﯥ ﯦ‬ ‫ﯧ ﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ ﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ‬ ‫ﯷﯸﯹﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃﰄﰅ‬ ‫ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ‬ ‫ﭡﭢﭣ ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ‬ ‫ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ‬ ‫ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦ‬ ‫ﮧ ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ ﯕﭼ ‪.‬‬ ‫الدي‪‬نيقةولواهلتدعنيالويىة‪{،:‬يفتوعِلّصيموكنهمماَّلّولتِّفؤيدبأَوْنولهامِّدكوتْمك}يفاونهممعشعرنالالموالفِاِديسند‪،‬عنوتدأكممرونوهدامئ بعطقادعةواللصهاكومملااللزهمةعلاليتهقمو‪،‬ىلتقعلومىواالبمدواصامل‪.‬حهم‬ ‫‪ ‬قوله تعالى‪{ :‬فَِّإ ْنك َّن ِنّ َسا ًء فَ ْو َق اثْنَتَْيِّن} أي‪ :‬بنات صلب أو بنات ابن‪ ،‬ثلاثا فأكثر {فَلَه َّن ثلثَا َما تََرَك َوِإّن‬ ‫َكانَ ْت َوا ِّح َدة} أي‪ :‬بنتا أو بنت ابن {فَلََها الِنّ ْصف} وهذا إجماع‪.‬‬ ‫‪‬ما الفائدة في قوله‪{ :‬فَ ْو َق اثْنَتَْين} ؟‬ ‫قيل‪ :‬الفائدة ف ذلك ‪-‬والله أعلم‪ -‬أنه ليعلم أن الفرض الذي هو الثلثان لا يزيد بزيادتهن على الثنتين بل من‬ ‫الثنتين فصاعدا‪ .‬ودلت الآية الكريمة أنه إذا وجد بنت صلب واحدة‪ ،‬وبنت ابن أو بنات ابن‪ ،‬فإن لبنت الصلب‬ ‫‪12‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫النصف‪ ،‬ويبقى من الثلثين اللذين فرضهما الله للبنات أو بنات الابن السدس‪ ،‬فيعطى بنت الابن‪ ،‬أو بنات الابن‪،‬‬ ‫ولهذا يسمى هذا السدس تكملة الثلثين‪.‬‬ ‫‪ ‬ميراث الأبوين قال تعالى‪َ{ :‬ولأبََويِّْه} أي‪ :‬أبوه وأمه {ِلّك ِّل َوا ِّح ٍد ِّمْنه َما ال ُّسدس ِّمَمّا تََرَك ِإّ ْن َكا َن لَه َولٌَد} أي‪ :‬ولد‬ ‫صلب أو ولد ابن ذكراكان أو أنثى‪ ،‬واحدا أو متعددا‪.‬‬ ‫فأما الأم فلا تزيد على السدس مع أحد من الأولاد‪.‬‬ ‫وأما الأب فمع الذكور منهم‪ ،‬لا يستحق أزيد من السدس‪ ،‬فإنكان الولد أنثى أو إناثا ولم يبق بعد الفرض شيء ‪-‬‬ ‫كأبوين وابنتين‪ -‬لم يبق له تعصيب‪ .‬وإن بقي بعد فرض البنت أو البنات شيء أخذ الأب السدس فرضا‪ ،‬والباقي‬ ‫تعصيبا‪ ،‬لأننا ألحقنا الفروض بأهلها‪ ،‬فما بقي فلأولى رجل ذكر‪ ،‬وهو أولى من الأخ والعم وغيرهما‪.‬‬ ‫‪{ ‬فَِّإن لَّمْ يَكن َلّه َولٌَد َوَوِّرثَه أَبََواه فَلأِّمِّه الُثّلث} أي‪ :‬والباقي للأب لأنه أضاف المال إلى الأب والأم إضافة واحدة‪،‬‬ ‫ثم قدر نصيب الأم‪ ،‬فدل ذلك على أن الباقي للأب‪.‬‬ ‫ملحوظة‪ :‬علم من ذلك أن الأب مع عدم الأولاد لا فرض له‪ ،‬بل يرث تعصيبا المالكله‪ ،‬أو ما أبقت الفروض‪،‬‬ ‫لكن لو وجد مع الأبوين أحد الزوجين ‪-‬ويعبر عنهما بالعمريتين‪ -‬فإن الزوج أو الزوجة يأخذ فرضه‪ ،‬ثم تأخذ الأم‬ ‫ثلث الباقي والأب الباقي‪.‬‬ ‫‪ ‬قوله تعالى‪{ :‬فَِّإن َكا َن لَه ِإّ ْخَوةٌ فَلأِّمِّه ال ُّسدس} أشقاء‪ ،‬أو لأب‪ ،‬أو لأم‪ ،‬ذكوراكانوا أو إناثا‪ ،‬وارثين أو‬ ‫محجوبين بالأب أو الجد؛ فعلى هذا لو خلف أًّما وأبا وإخوة‪،‬كان للأم السدس‪ ،‬والباقي للأب فحجبوها عن‬ ‫الثلث‪ ،‬مع حجب الأب إياهم‪.‬‬ ‫‪ ‬قوله تعالى‪َ{ :‬ولَك ْم ِنّ ْصف َما تََرَك أَْزَواجك ْم ِإّ ْن لَمْ يَك ْن َل َّن َولٌَد}‪ :‬ويدخل ف مسمى الولد المشروط وجوده أو‬ ‫عدمه‪ ،‬ولد الصلب أو ولد الابن الذكر والأنثى‪ ،‬الواحد والمتعدد‪ ،‬الذي من الزوج أو من غيره‪ ،‬ويخرج عنه ولد البنات‬ ‫إجماعا‪.‬‬ ‫‪ ‬قوله تعالى‪َ{ :‬وِإّ ْن َكا َن َرج ٌل يوَرث َكلالَةً أَِّو اْمَرأَةٌ َولَه أَ ٌخ أَْو أ ْخ ٌت} أي‪ :‬من أم‪،‬كما هي ف بعض القراءات‪.‬‬ ‫وأجمع العلماء على أن المراد ًبلإخوة هنا الإخوة للأم‪ ،‬فإذاكان يورثكلالة أي‪ :‬ليس للميت والد ولا ولد أي‪ :‬لا‬ ‫أب ولا جد ولا ابن ولا ابن ابن ولا بنت ولا بنت ابن وإن نزلوا‪ .‬وهذه هي الكلالة كما فسرها بذلك أبو بكر‬ ‫الصديق رضي الله عنه‪ ،‬وقد حصل على ذلك الاتفاق ولله الحمد‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫{فَِلّك ِّل َوا ِّح ٍد ِّمْنه َما} أي‪ :‬من الأخ والأخت {ال ُّسدس} ‪{ ،‬فَِّإن َكانوا أَ ْكثََر ِّم ْن ذَِلّ َك} أي‪ :‬من واحد {فَه ْم شَرَكاء ِّفي‬ ‫الُثّل ِّث} أي‪ :‬لا يزيدون على الثلث ولو زادوا عن اثنين‪ .‬ودل قوله‪{ :‬فَه ْم شَرَكاء ِّفي الُثّل ِّث} أن ذََكرهم وأنثاهم‬ ‫سواء‪.‬‬ ‫‪ ‬أما (ميراث الجد) مع الإخوة الأشقاء أو لأب‪ ،‬وهل يرثون معه أم لا؟ فقد دلكتاب الله على قول أبي بكر‬ ‫الصديق رضي الله عنه‪ ،‬وأن الجد يحجب الإخوة أشقاء أو لأب أو لأم‪ ،‬كما يحجبهم الأب‪.‬‬ ‫(ج) الفرائض حد من حدود الله تعالى َيب تنفيذها وعدم مخالفتها‪ :‬الآيتان ‪14 ، 13‬‬ ‫قوله تعالى‪:‬ﭽﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ ﯞﯟﯠﯡﯢﯣ‬ ‫ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱ ﯲﯳﯴﯵﯶ‬ ‫ﯷﯸﭼ ‪.‬‬ ‫‪ ‬قوله تعالى‪ِ{ :‬تّْل َك حدود اَّلِّّل َوَم ْن ي ِّط ِّع اَّلّلَ َوَرسولَه ي ْد ِّخْله َجَنّا ٍت َتْ ِّري ِّم ْن تَحِْتَّها الأَّْنَار َخاِلّ ِّدي َن ِفّيَها َوذَِلّ َك‬ ‫الَْفْوز الَْع ِّظيم * َوَم ْن يَ ْع ِّص اَّلّلَ َوَرسولَه َويَتَ َع َّد حدوَده ي ْد ِّخْله نَاًرا َخاِلّ ًدا ِّفيَها َولَه َع َذا ٌب مِّهيٌن} ‪.‬‬ ‫أي‪ :‬تلك التفاصيل التي ذكرها ف المواريث حدود الله التي يجب الوقوف معها وعدم مجاوزتها‪ ،‬ولا القصور عنها‪ ،‬وف‬ ‫ذلك دليل على أن الوصية للوارث منسوخة بتقديره تعالى أنصباء الوارثين‪.‬‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫َخاِلّ ِّدي َن ِفّيَها} فمن أدى الأوامر واجتنب النواهي فلا بد‬ ‫الَنجَانّار‪ٍ.‬ت{َتَْوِّرذَلِي َِّكم اْنلَْفتَْحْوِتُّزَهاالْاَعلِأظَيّْنَُمار}‬ ‫‪ ‬قوله تعالى‪{ :‬ي ْد ِّخْله‬ ‫الذي حصل به النجاة من سخطه وعذابه‪ ،‬والفوز بثوابه‬ ‫دخول الجنة والنجاة من‬ ‫ورضوانه بالنعيم المقيم الذي لا يصفه الواصفون‪.‬‬ ‫‪ ‬قوله تعالى‪َ{ :‬وَم ْن يَ ْع ِّص اَّلّلَ َوَرسولَه َويَتَ َع َّد حدوَده ي ْد ِّخْله نَاًرا َخاِلّ ًدا ِّفيَها َولَه َع َذا ٌب ُّمِّهيٌن} ويدخل ف‬ ‫اسم المعصية الكفر فما دونه من المعاصي‪ ،‬فلا يكون فيها شبهة للخوارج القائلين بكفر أهل المعاصي فإن الله تعالى‬ ‫رتب دخول الجنة على طاعته وطاعة رسوله‪ .‬ورتب دخول النار على معصيته ومعصية رسوله‪ ،‬فمن أطاعه طاعة تامة‬ ‫دخل الجنة بلا عذاب‪.‬‬ ‫ومن عصى الله ورسوله معصية تامة يدخل فيها الشرك فما دونه‪ ،‬دخل النار وخلد فيها‪ ،‬ومن اجتمع فيه معصية‬ ‫وطاعة‪،‬كان فيه من موجب الثواب والعقاب بحسب ما فيه من الطاعة والمعصية‪ .‬وقد دلت النصوص المتواترة على أن‬ ‫الموحدين الذين معهم طاعة التوحيد‪ ،‬غير مخلدين ف النار‪ ،‬فما معهم من التوحيد مانع لهم من الخلود فيها‪.‬‬ ‫متشابهات‪:‬‬ ‫‪14‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫اا(للََْففوَْذووُِلّزز ااَللْكَععالِْظظييَفُْممو))ز‪،‬فاإألَْذمعااِّظقي(اَمول)ذَلِأالَكيو احلْوايَفْدوحُةزداةفلْ؟يَع اِظعليقرفُمنر)اآ فأننل‪،‬ها تمكاولجاحلدمفإذلظكاورجفي(دذاهللذاككالمنهوإوطذاالنفقاوولزلذلابلععكدظينهحام)نمب(ناخذلتشبررةكَ(ابلَاوفَماولنزحّفياَلاْععظظِيصنمقا)لوِّلَل(وَأوذَرلكُسِموكلَلهُه)(وَوعَذلِرفناَك‬ ‫أنه حافظ متقن‪.‬‬ ‫*************************************‬ ‫[تابع المحور الأول‪ :‬التشريع وآيات الأحكام‪ /‬تتمة الشوط الأول]‬ ‫سورة النساء‬ ‫حسب القرآن‪ :‬الآيات‪23 -12 :‬‬ ‫الجزء (‪ )4‬الجزء (‪ )5‬الجزء (‪)6‬‬ ‫قوله تعالى‪:‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙ ﭚحزﭛب(‪1‬ﭼ)الحزآيب(ة‪ ).2‬حزب(‪ )1‬حزب(‪ )2‬حزب(‪ )1‬حزب(‪)2‬من‬ ‫إلى قوله تعالى‪:‬ﭽﮃﮄﮅ ﮆﮇﮈﭼ الآية ‪.‬‬ ‫حسب المعن‪ :‬الآيات‪24 – 15 :‬‬ ‫من قوله تعالى‪:‬ﭪﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖ ﭼ الآية ‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫إلى قوله تعالى‪:‬ﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭼالآية ‪.‬‬ ‫الربع الرابع ‪/‬الحزب الثاني ‪/‬الجزء الرابع ‪/‬المحور الأول‪/‬المعاني الرئيسة‪:‬‬ ‫الموضوع الثاني‪ :‬بيان حقوق النساء في الإسلام‪ ،‬وتحريم‬ ‫الموضوع الأول‪ :‬الآيات‪18 – 15‬‬ ‫مظالم الجاهلية‪ :‬الآيات‪21 - 19‬‬ ‫جزاء الفاحشة في بداية التشريع الإسلامي‪ ،‬وحال‬ ‫تحريم وراثة النساءكرهاً‪ ،‬أو عضلها عن الزواج‪ ،‬ووجوب‬ ‫التوبة ووقت قبولا‬ ‫المعاشرة ًبلمعروف ‪ 19‬وتحريم أخذ شيء من المهر‬ ‫بغير وجه حق ‪21 ، 20‬‬ ‫ﭧﭨﭽﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ‬ ‫ﭧﭨﭽﮪﮫ ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ‬ ‫ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬ ‫ﭢﭣﭤﭥﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫﭬﭭ‬ ‫ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬ ‫ﭮﭯ ﭰﭱﭲﭳ ﭴﭵﭶﭷﭸ ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿ‬ ‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ‬ ‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬ ‫ﯦ ﯧ ﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ‬ ‫ﮒ ﮓﮔﮕﮖ ﮗﮘﮙ ﮚﮛ‬ ‫ﯯﯰ ﭑﭒﭓﭔﭕ‬ ‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ‬ ‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ‬ ‫ﮦﮧﮨﮩﭼ‬ ‫ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ ﭨﭩﭪ‬ ‫الموضوع الثالث‪ :‬المحارم من النساءﭫ‪:‬ﭬالآياﭭتﭮ‪2‬ﭯ‪2‬ﭼ‪24 -‬‬ ‫أ) تحريم نكاح زوجات الآًبء؛ ( نكاح المقت) ‪ :‬الآية‪22 :‬‬ ‫ﭧﭨﭽﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾﭿ ﮀﮁﮂﭼ‬ ‫ب) ما يحرم وما يحل في الزواج من النساء‪ ،‬واشتراط المهر للزواج‪24 ، 23 :‬‬ ‫ﭧﭨﭽﮃﮄﮅ ﮆﮇﮈﮉﮊ ﮋﮌﮍﮎﮏ ﮐ ﮑﮒﮓﮔﮕ ﮖﮗﮘﮙﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟ‬ ‫ﮠﮡﮢﮣ ﮤﮥﮦﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮰ ﮱﯓﯔﯕﯖ ﯗﯘ‬ ‫ﯙ ﯚ ﯛ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬ ‫ﭤ ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭﭮﭯﭰﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ ﭿ ﮀﮁﭼ‬ ‫الربع الرابع ‪/‬الحزب الثاني ‪/‬الجزء الرابع‬ ‫الموضوع الأول‪ :‬الآيات‪18 – 15‬‬ ‫جزاء الفاحشة في بداية التشريع الإسلامي‪ ،‬وحال التوبة ووقت قبولا‪.‬‬ ‫معاني المفردات‪:‬‬ ‫{َواللاِّت} ‪ :‬جمع التي‪ ،‬اسم موصول للمؤنث المفرد‪ ،‬واللات للجمع المؤنث‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫{ِّم ْن ِنّ َساِئّك ْم} ‪ :‬المحصنات‪.‬‬ ‫{الَْفا ِّح َشةَ} ‪ :‬المراد بها هنا‪ :‬الزنا‪.‬‬ ‫{ََيِْتّيَاَِّّنَا} ‪ :‬الضمير عائد إلى الفاحشة المتقدم ذكرها‪.‬‬ ‫{ َسِبّيلاً} ‪ :‬طريقاً للخروج من سجن البيوت‪.‬‬ ‫{فَأَ ْع ِّرضوا َعْنه َما} ‪ :‬اتركوا آذيتهما بعد أن ظهرت توبتهما‪.‬‬ ‫{الَتّ ْوبَة} ‪ :‬أصل التوبة الرجوع وحقيقتها الندم على فعل القبيح مع تركه‪ ،‬والعزم على عدم العودة إليه‪.‬‬ ‫{أَ ْعتَ ْدنَا} ‪ :‬أعددنا وهيأنا‪.‬‬ ‫{ال ُّسوءَ} ‪:‬كل ما أساء إلى النفس والمراد به هنا‪ :‬السيئات‪.‬‬ ‫{ِِّبََهالٍَة} ‪ :‬لا مع العمد والإصرار وعدم المبالاة‪.‬‬ ‫قال تعالى‪{ :‬فَأَْم ِّسكوه َّن ِّفي الْبيو ِّت} هذا حكمهن ف أول الإسلام أن يحبسن ف البيوت‪ .‬لماذا الإمساك في‬ ‫البيوت؟‬ ‫الإمساك ف البيوت رحمة من الله عز وجل لئلا يشيع أمر الفاحشة لأنه لو زنت المرأة ثم قامت تبيع وتشتري وتتحدث‬ ‫مع الناس وتعرف هذه بأمرها وهذه بأمرها وتقول فلانة لفلانة أتدرين ماذا فعلت هذه؟ فعلتكذا وكذا صار أمر‬ ‫ايَلوهعاْجلفزَذعثايهَلوحاالبجلشرآِّيبلةلُجاةلل(ثَههحليُفَييَأنَّاناْلمسبِطَسسببفِتيجرُكلاللموياندنُها) َفّسمنياوسولئِةخفذهفلإةذاذوالْاهلمبكُريُاعقأُلجواأمآميِل\"تنةس ا‪:‬قلكهاَنحل\"َبذتّاوياَوىتاالفيَلللتَحف‪‬ذَمواَا‪:‬افكّلا\"بنمقيُهاخََوّينلذتتهياواوالْا(َنأَّمنْق(وعاْفوَنطأَيَيمُْمْجعتنَعقِأسَكهدَْلوُمكذا\"اليوَجِ‪ُّْ،‬جهالُعَلعَقّنأللَهَلومَُِاّلارنلفللِّهفلامُلَلْسلبُبلِنمهَييهُُلَينقوّنااذِ)تلكسَسبب)‪:‬ربِيّ\"ييلقلنعوااقدنأا)ينلاطبنهبتكعيهكهمرداؤاىلقبفببارقليكاتباجللرا‪.‬عوكافنارللأحاغليجلنهشلرةادلاللهلمهوحمناطقُئاصِّهةنسلربييوناتبللغمعاإجر؟تيدذامهقاابعزني‪.‬ل(اأعَاق‪ْ،‬الوامعوللكامانء‬ ‫بالأزواج‬ ‫المحصنات‬ ‫الثيبات‬ ‫به‬ ‫معنيي‬ ‫نسائكم\"‪،‬‬ ‫من‬ ‫أحدهما رجلا والآخر امرأة\"‪ ،‬فأصبح قوله‪\" :‬واللاتي يأتين الفاحشة‬ ‫‪ -‬وقوله‪\":‬واللذان يأتيانها منكم\"‪ ،‬يعني به البكران غير المحصنين‪.‬‬ ‫قال تعالى‪ِِّ{ :‬بََهالٍَة} أي‪ :‬جهالة منه بعاقبتها وإيجاَبا لسخط الله وعقابه‪ ،‬وجهل منه بنظر الله ومراقبته له‪،‬‬ ‫وجهل منه بما تئول إليه من نقص الإيمان أو إعدامه‪ ،‬فكل عاص لله‪ ،‬فهو جاهل َبذا الاعتبار وإنكان عالما‬ ‫بالتحريم‪ .‬بل العلم بالتحريم شرط لكونها معصية معاقبا عليها‪.‬‬ ‫ما المقصود بقوله تعالى‪ِّ{:‬م ْن قَِّري ٍب} في قوله تعالى‪ِ {:‬إَّنّمَا الَتّ ْوبَة َعلَى اَّلِّّل ِلَّلّ ِّذي َن يَ ْع َملو َن ال ُّسوَء ِِّبََهالٍَة َُثّ يَتوبو َن ِّم ْن‬ ‫قَِّري ٍب }؟‬ ‫أي‪ :‬قريب من فعلهم للذنب الموجب للتوبة‪ ،‬فيكون المعنى‪ :‬أن من بادر إلى الإقلاع من حين صدور الذنب وأناب‬ ‫إلى الله وندم عليه فإن الله يتوب عليه‪ ،‬بخلاف من استمر على ذنوبه وأصر على عيوبه‪ ،‬حتى صارت فيه صفات‬ ‫‪17‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫راسخة فإنه يعسر عليه إيجاد التوبة التامة‪ ،‬والغالب أنه لا يوفق للتوبة ولا ييسر لأسباَبا‪،‬كالذي يعمل السوء على علم‬ ‫تام ويقين وتهاون بنظر الله إليه‪ ،‬فإنه سد على نفسه باب الرحمة‪.‬‬ ‫َبا ما سلف من سيئاته وما تقدم من‬ ‫تامة يمحو‬ ‫وقد يَوفِّق الله عبده المصّر على الذنوب عن عمد ويقين لتوبة‬ ‫الأولى بقوله‪َ{ :‬وَكا َن الَِّلُ َعلِيما َحكِيما}؛‬ ‫ختم الآية‬ ‫جناياته‪ ،‬ولكن الرحمة والتوفيق أقرب لمن يبادر بالتوبة‪ ،‬ولذا‬ ‫يستحق بحكمته‪ ،‬ومن حكمته أن يوفق من‬ ‫بحسب ما‬ ‫ف ِمن علمه أَنّه يعلم صادق التوبة وكاذَبا فيجازيكلا منهما‬ ‫اقتضت حكمته ورحمته توفيَقه للتوبة‪ ،‬ويخذل من اقتضت حكمته وعدله عدَم توفيقه‪ .‬والله أعلم‪.7‬‬ ‫********************‬ ‫الموضوع الثاني‪:‬‬ ‫بيان حقوق النساء في الإسلام‪ ،‬وتحريم مظالم الجاهلية‪ :‬الآيات‪21 - 19‬‬ ‫تحريم وراثة النساءكرهاً‪ ،‬أو عضلها عن الزواج‪ ،‬ووجوب المعاشرة ًبلمعروف ‪ 19‬وتحريم أخذ شيء من المهر بغير‬ ‫وجه حق ‪21 ، 20‬‬ ‫معاني المفردات‪:‬‬ ‫العضل‪ :‬المنع بشدة كأنه إمساك بالعضلات أو من العضلات‪.‬‬ ‫{ َكْرهاً} ‪ :‬بدون رضاهن‪.‬‬ ‫الفاحشة‪ :‬الخصلة القبيحة الشديدة القبح؛كالزنا‪.‬‬ ‫{ِبّبَ ْع ِّض َما آتَْيتموه َّن} ‪ :‬أي‪ :‬من المهور‪.‬‬ ‫{مبَِيّنٍَة} ‪ :‬ظاهرة واضحة ليست مجرد تهمة أو مقالة سوء‪ًِّ{ .‬بلْ َم ْعرو ِّف} ‪ :‬ما عرفه الشرع واجبا أو مندوبا أو مباحا‪.‬‬ ‫{ِقّْنطَاراً}‪ :‬من الذهب أو الفضة مهرا وصداقا‪{ .‬بهْتَاناً َوِإّثْماً} ‪ :‬أي‪ :‬كذبا وافتراء‪ ،‬وإثما حراما لا شك ف حرمته؛ لأنه ظلم‪.‬‬ ‫{أَفْ َضى بَ ْعضك ْم ِإّلَى بَ ْع ٍض} ‪ :‬أي‪ :‬خلص الزوج إلى عورة زوجته والزوجةكذلك‪.‬‬ ‫{ِّميثَاقاً غَِّليظاً} ‪ :‬هو العقد وقول الزوج‪ :‬إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان‪.‬‬ ‫وجه الربط‪ :‬بعد أن َّنى سبحانه فيما تقدم عن عادات الجاهلية فى أمر اليتامى وأموالم أعقبه ًبلنهى عن الاستنان‬ ‫بسنتهم فى النساء وأموالن‪ ،‬وقدكانوا يحتقرون النساء ويعدوَّنن من قبيل المتاع حتى كان الأقربون يرثون زوجة من يموت‬ ‫منهمكما يرثون ماله‪ ،‬فحَّرم الله عليهم هذا العمل‪.‬‬ ‫ما المقصود بقوله تعالى‪َ{ :‬لا يَِّح ُّل لَك ْم أَ ْن تَِّرثوا الِنّ َسا َء َكْرًها} كيف كانوا يرثوَّنن؟ وما وجه تحريم وراثتهن؟‬ ‫‪7‬تفسير السعدي‬ ‫‪18‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫إن ذلك ليس من معنى وراثتهن إذا هن ِمتن فتركن مالا‪ ،‬وإنما ذلك أنهن ف الجاهلية كانت إحداهن إذا مات زوجها‪،‬‬ ‫كان ابنه أو قريبُه أولى َبا من غيره‪ ،‬ومنها بنفسها‪ ،‬إن شاء نكحها‪ ،‬وإن شاء عضلها فمنعها من غيره ولم يزّوجها حتى‬ ‫تموت‪ .‬فحّرم الله تعالى ذلك على عباده‪.‬‬ ‫ما المقصود ًبلعضل في قوله تعالى‪َ{ :‬ولاَ تَ ْعضلوه َّن ِلّتَ ْذ َهبواْ ِبّبَ ْع ِّض َما آتَْيتموه َّن}؟‬ ‫العضل بمعنى المنع؛ والمعنى‪ :‬نهي الله جل ثناؤه لزوج المرأة عن التضييق عليها والإضرار َبا‪ ،‬وهو لصحبتهاكاره ولفراقها‬ ‫مح ّب‪ ،‬لتفتدي منه ببعض ما آتاها من ال َّصداق‪.‬‬ ‫متى َيوز للزوج عضل زوجته؟‬ ‫كل زوج امرأة أتت بفاحشة من الفواحش التي هي زنا أو نشوز‪ ،‬فله ع ْضلُها على ما بين الله ف كتابه‪ ،‬والتضيي ُق عليها‬ ‫حتى تفتدي منه؛ لقوله تعالى‪َ { :‬وَلا تَ ْعضلوه َّن ِلّتَ ْذ َهبوا ِبّبَ ْع ِّض َما آتَْيتموه َّن ِإَّّلا أَ ْن ََيِْتّيَن ِبَّفا ِّح َشٍة مبَِيّنٍَة }‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬فَِّإ ْن َك ِّرْهتموه َّن فَ َع َسى أَ ْن تَ ْكَرهوا َشْيئًا َوَْيَع َل اَّلّل ِّفيِّه َخيًْرا َكِثّيًرا} أي‪ :‬ينبغي لكم ‪-‬أيها الأزواج‪ -‬أن‬ ‫تمسكوا زوجاتكم مع الكراهة لهن‪ ،‬فإن ف ذلك خيراكثيرا؛ من ذلك امتثال أمر الله‪ ،‬وقبوُل وصيته التي فيها سعادة‬ ‫الدنيا والآخرة‪ ،‬ومنه أيضا أن إجباره نف َسه ‪-‬مع عدم محبته لها‪ -‬فيه مجاهدة النفس‪ ،‬والتخلق بالأخلاق الجميلة‪ ،‬وربما‬ ‫أن الكراهة تزول وتخلفها المحبة‪ ،‬كما هو الواقع ف ذلك‪ ،‬وربما ُرزق منها ولدا صالحا نفع والديه ف الدنيا والآخرة‪ .‬فإن‬ ‫كان لا بد من الفراق‪ ،‬وليس للإمساك محل‪ ،‬فليس الإمساك بلازم‪.‬‬ ‫فائدة أصولية‪:‬‬ ‫ورد ف‬ ‫أَنّه وإنكان الحكم‬ ‫ذلك‬ ‫ويستفاد من‬ ‫َشْيئاً ‪‬؛{شيئا}من صيغ العموم‪،‬‬ ‫كراقهولةهالتزعوالجىة‪:‬فا‪‬لفَعَلَّعةَسعىاَأَّم ْةن؛تَفْكَركثهيوراا‬ ‫محسوس‬ ‫نافعة له‪ .‬وهذا أمر‬ ‫حميدة‬ ‫تعالى عاقبته‬ ‫ما يكره الإنسان شيئا ويجعل الله‬ ‫مشاهد‪ ،‬وأ َّن من صبر ابتغاء وجه الله على ما يكرهه‪ ،‬واحتسابا لثواب الله تعالى فإَنّه يتحَّقق له هذا الوعد‪ ،‬فإن تخَلّف‬ ‫هذا الوعد فلوجود مانع‪.‬‬ ‫وجه الربط‪ :‬لما ذكر الله في الآية الأولى مضارة الزوجات إذا أتين بفاحشة وهي إما النشوز أو الزنا‪ ،‬بَّين في هذه الآية‬ ‫تحريم المضاَّرة إن لم يكن من قبلها نشوز ولا زنا‪ ،‬وَّنى عن بخس الرجل حق المرأة إذا أراد طلاقها واستبدال غيرها‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪َ{ :‬وِإّ ْن أََرْدتم ا ْسِتّْبدا َل َزْوٍج َمكا َن َزْوٍج َوآتَْيت ْم ِإّ ْحداه َّن ِّقْنطاراً فَلا تَأْخذوا ِّمْنه َشْيئاً} أي‪ :‬وإذا رغبتم أيها‬ ‫الأزواج فى استبدال زوج جديدة مكان زوج سابقة كرهتموها لعدم طاقتكم الصبر على معاشرتها وهى لم تأت‬ ‫بفاحشة مبينة‪ ،‬وقد كنتم أتيتموها المال الكثير مقبوضا أو ملتزما دفعه إليها فصار دينا فى ذمتكم فلا تأخذوا منه‬ ‫‪19‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫شيئا‪ ،‬بل عليكم أن تدفعوه لها‪ ،‬لأنكم إنما استبدلتم غيرها َبا لأغراضكم ومصالحكم بدون ذنب ولا جريرة تبيح أخذ‬ ‫شىء منها‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪َ{ :‬وآتَْيت ْم ِإّ ْح َداه َّن ِّقْنطَاًرا فَلا تَأْخذوا ِّمْنه َشْيئًا}وف هذه الآية دلالة على عدم تحريم كثرة المهر‪ ،‬مع أن‬ ‫الأفضل واللائق الاقتداءُ بالنبي ‪ ‬ف تخفيف المهر‪ .‬ووجه الدلالة أن الله أخبر عن أمر يقع منهم‪ ،‬ولم ينكره عليهم‪،‬‬ ‫فدل على عدم تحريمه [لكن قد ينهي عنكثرة الصداق إذا تضمن مفسدة دينية وعدم مصلحة تقاوم]‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬أَتَأْخذونَه بهْتَانًا َوِإّثْمًا مِبّينًا} الاستفهام للإنكار والتقريع‪ ،‬فإن هذا لا يحل ولو تحيلتم عليه بأنواع الحيل‪،‬‬ ‫فإ َّن إثمه واضح‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪َ{ :‬وأَ َخ ْذ َن ِّمْنك ْم ِّميثَاقًا غَِّليظًا (‪ })21‬قال النبي ‪( :‬إن أحق الشروط أو توفوا به ما استحللتم به‬ ‫الفروج)‪ 8‬فأعظم العقود التي يجب الوفاء َبا هو عقد النكاح‪.‬‬ ‫فائدة‪ :‬إذا دخل الرجل بامرأته فقد ثبت مهرها‪ ،‬ولا يجوز له التعدي عليه أو الطمع فيه‪ ،‬حتى لو أراد فراقها‬ ‫*************************‬ ‫وطلاقها‪.‬‬ ‫الموضوع الثالث‪ :‬المحارم من النساء‪ :‬الآيات ‪24 - 22‬‬ ‫أ) تحريم نكاح زوجات الآًبء؛ ( نكاح المقت) ‪ :‬الآية‪22 :‬‬ ‫ب) ما يحرم وما يحل في الزواج من النساء‪ ،‬واشتراط المهر للزواج‪24 ، 23 :‬‬ ‫معاني المفردات‪:‬‬ ‫{َولا تَْن ِّكحوا َما نَ َك َح آًَبؤك ْم} ‪ :‬لا تتزوجوا امرأة الأب أو الجد‪ِ{ .‬إّلا َما قَ ْد َسلَ َف} ‪ :‬إلا ما قد مضى قبل هذا التحريم‪.‬‬ ‫{ِإَّنّه َكا َن فَا ِّح َشةً} ‪ :‬أي‪ :‬زواج نساء الآباء فاحشة شديدة القبح‪.‬‬ ‫{َوَمْقتاً}‪ :‬ممقوتا مبغوضا للشارع‪ ،‬ولكل ذي فطرة سليمة‪َ{ .‬و َساءَ َسِبّيلاً} ‪ :‬أي‪ :‬قبح نكاح أزواج الآباء طريقا يسلك‪.‬‬ ‫{أَّمَهاتك ْم} ‪ :‬جمع أم‪ ،‬فالأم محرمة ومثلها الجدة وإن علت‪َ{ .‬وَرًَبِئّبكم} ‪ :‬الربائب‪ :‬جمع ربيبة هي بنت الزوجة‪.‬‬ ‫{َو َحلاِئّل أَبْنَاِئّكم} ‪ :‬الحلائل‪ :‬جمع حليلة وهي امرأة الابن من الصلب‪.‬‬ ‫{َوالْم ْح َصنَات} ‪ :‬جمع محصنة‪ ،‬والمراد َبا هنا‪ :‬المتزوجة‪ِ{ .‬إّلا َما َملَ َك ْت أَيْمَانك ْم} ‪ :‬المملوكة بالسبي والشراء‪ ،‬ونحوهما‪.‬‬ ‫{َما َوَراءَ ذَِلّك ْم} ‪ :‬أي‪ :‬ما عداه‪ ،‬أي‪ :‬ما عدا ما حرم عليكم‪{ .‬غَيَْر م َساِّف ِّحيَن} ‪ :‬المسافح‪ :‬الزاني‪ ،‬لأن السفاح هو الزني‪.‬‬ ‫‪ً 8‬بب الشروط في المهر عند عقدة النكاح صحيح البخاري‬ ‫‪20‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫وجه الربط‪:‬‬ ‫بعد أن بّين فى أوائل السورة حكم نكاح اليتامى وعدد من يحل من النساء والشرط فى ذلك‪ ،‬وبين حكم استبدال زوج‬ ‫مكان زوج وما يجب من المعروف فى معاشرتهن‪ -‬وصل هذا ببيان ما يحرم نكاحه منهن‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪َ{:‬ولا تَْن ِّكحوا ما نَ َك َح آًبؤك ْم ِّم َن الِنّساِّء}ما دلالة التعبير ًبلنكاح في الآية الأولى من آيات المحرمات من النساء؟‬ ‫*ذكر الله هنا النكاح ولم يذكره مع سائر المحرمات فى الآية التالية لأنهكان فاشيا فى الجاهلية‪ ،‬وقد ذَّمه الله أقبح ذّم‬ ‫فسماه فاحشة وجعله مبغوضا أشد البغض‪.‬‬ ‫*وخص هذا النكاح بالنهي ولم ينتظم ف سلك نكاح المحرمات الآتية مبالغة ف الزجر عنه حيث كانوا مصرين على تعاطيه‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪َ {:‬وَلا تَْن ِّكحوا َما نَ َك َح آًَبؤك ْم ِّم َن الِنّ َساِّء ِإَّّلا َما قَ ْد َسلَ َف}إنكم تستحقون العقاب بنكاح ما نكح‬ ‫آباؤكم إلا ما قد سلف ومضى فإنه معفّو عنه‪.‬‬ ‫بين الله أنواع المحرمات وهى عدة أقسام‪:‬‬ ‫* القسم الأول‪ :‬المحرمات من النسب‪:‬‬ ‫أ‪ -‬نكاح الأصول وإليه الإشارة بقوله‪{:‬ح ِّرَم ْت َعلَْيك ْم أَّمهاتك ْم}‪ ،‬الأم يدخل فيها كل من لها عليك ولادة‪ ،‬وإن بعدت‪.‬‬ ‫ب‪-‬نكاح الفروع وذلك قوله‪َ{ :‬وبَناتك ْم}‪ ،‬ويدخل ف البنتكل من لك عليها ولادة‪.‬‬ ‫ج‪-‬نكاح الحواشي القريبة‪ ،‬وذلك ما عناه سبحانه بقوله‪َ{ :‬وأَ َخواتك ْم}‪ ،‬الأخوات الشقيقات‪ ،‬أو لأب أو لأم‪.‬‬ ‫د‪-‬نكاح الحواشي البعيدة من جهة الأب والأم وإليهما الإشارة بقوله‪َ{ :‬وَع َّماتك ْم َوخالاتك ْم}‪ ،‬والعمة‪:‬كل أخت‬ ‫لأبيك أو لجدك وإن علا‪ .‬والخالة‪:‬كل أخت لأمك‪ ،‬أو جدتك وإن علت وارثة أم لا‪.‬‬ ‫ه نكاح الحواشي البعيدة من جهة الإخوة‪ ،‬وذلك قوله‪َ { :‬وبَنات اْلأَ ِّخ َوبَنات اْلأ ْخ ِّت}‪ ،‬وبنات الأخ وبنات الأخت‬ ‫أي‪ :‬وإن نزلت‪.‬‬ ‫*القسم الثاني‪ :‬ما حرم من جهة الرضاعة‪ ،‬وإليه الإشارة بقوله‪َ{:‬وأَّمهاتكم الَلّاِّت أَْر َضْعنَك ْم َوأَ َخواتك ْم ِّم َن الَّرضا َعِّة}‬ ‫قال النبي صلى الله عليه وسلم‪\" :‬يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب\" فينتشر التحريم من جهة المرضعة ومن له‬ ‫اللبنكما ينتشر ف الأقارب‪ ،‬وف الطفل المرتضع إلى ذريته فقط‪ .‬لكن بشرط أن يكون الرضاع خمس رضعات ف‬ ‫الحولينكما بينت السنة‪.‬‬ ‫وأما المحرمات بالرضاع فقد ذكر الله منهن الأم والأخت‪ .‬وف ذلك تحريم الأم مع أن اللبن ليس لها‪ ،‬إنما هو لصاحب‬ ‫اللبن‪ ،‬دل بتنبيهه على أن صاحب اللبن يكون أبا للمرتضع فإذا ثبتت الأبوة والأمومة ثبت ما هو فرع عنهما كإخوتهما‬ ‫وأصولهم وفروعهم‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫*القسم الثالث‪ :‬وأما المحرمات بالصهر فهن أربع‪ :‬حلائل الآًبء وإن علوا‪ ،‬وحلائل الأبناء وإن نزلوا‪ ،‬وارثين أو‬ ‫محجوبين‪ .‬وأمهات الزوجة وإن علون‪ ،‬فهؤلاء الثلاث يحرمن بمجرد العقد‪.‬‬ ‫والرابعة‪ :‬الربيبة وهي بنت زوجته وإن نزلت‪ ،‬فهذه لا تحرم حتى يدخل بزوجته‪.‬‬ ‫ما دلالة القيد في قوله تعالى‪{ :‬اللاِّت ِّفي حجوِّرك ْم}؟‬ ‫هذا قيد خرج مخرج الغالب لا مفهوم له‪ ،‬فإن الربيبة تحُرم ولو لم تكن ف حجره‪ ،‬ولكن للتقييد بذلك فائدتان‪:‬‬ ‫إحداهما‪ :‬فيه التنبيه على الحكمة ف تحريم الربيبة وأنهاكانت بمنزلة البنت فمن المستقبح إباحتها‪.‬‬ ‫والثانية‪ :‬فيه دلالة على جواز الخلوة بالربيبة وأنها بمنزلة من هي ف حجره من بناته ونحوهن‪ .‬والله أعلم‪.9‬‬ ‫*القسم الرابع‪َ{ :‬و َحلاِئّل أَبْناِئّكم اَلّ ِّذي َن ِّم ْن أَ ْصلاِبّك ْم} الحلائل واحدها حليلة وهى الزوجة‪ ،‬ويدخل فى الأبناء أبناء‬ ‫الصلب مباشرة أو بواسطةكابن الابن وابن البنت‪ ،‬فحلائلهما تحرم على الجد‪،‬كما يدخل الابن من الرضاعة فتحرم‬ ‫حليلته لما تقدم من قوله ‪« ‬يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب» ‪.‬‬ ‫*القسم الخامس‪ :‬المحرمات ًبلجمع‪ :‬فقد ذكر الله الجمع بين الأختين وحَّرمه‪ُ ( ،‬حِّرم بسبب عارض إذا زال يزول‬ ‫التحريم)‪ ،‬وحَّرم النبي ‪ ‬الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها‪ ،‬فكل امرأتين بينهما رحم محَّرم؛ وذلك لما ف ذلك من‬ ‫أسباب التقاطع بين الأرحام‪.‬‬ ‫ما دلالة ختم الآية بقوله تعالى‪ِ{ :‬إّ َّن اَّلّلَكا َن غَفوراً َرِّحيماً}؟‬ ‫أي لا يؤاخذكم بما سلف منكم فى زمن الجاهلية إذا أنتم عملتم بشريعة الإسلام‪ ،‬ومن مغفرته أن يمحو من نفوسكم‬ ‫آثار الأعمال السيئة ويغفر لكم ذنوبكم إذا أنبتم إليه‪ ،‬ومن رحمته أن شرع لكم من أحكام النكاح ما فيه المصلحة‬ ‫لكم وتوثيق الروابط بينكم‪ ،‬لتتراحموا وتتعاونوا على البر والتقوى‪.‬‬ ‫من المحرمات في النكاح {َوالْم ْح َصنات ِّم َن الِنّساِّء} أي وحَّرم عليكم نكاح المتزوجات‪ِ{ ،‬إَّّلا ما َملَ َك ْت أَيْمانك ْم} إلا‬ ‫ما ملكت الأيمان بالسبي فى حروب دينية تدافعون َبا عن دينكم‪ ،‬وأزواجهنكفار فى دار الكفر‪ ،‬وقد رأيتم من‬ ‫المصلحة ألا تعاد السبايا إلى أزواجهن‪ ،‬فحينئذ ينحل عقد زوجيتهن ويك ّن حلالا لكم بعد استبراء أرحامهن‬ ‫بحيضة‪( ،‬من غير طلاقكان من زوجها الحْربّي لها)‪.‬‬ ‫لطيفة‪ :‬جاء الإحصان فى القرآن لأربعة معان‪:‬‬ ‫‪ )2‬العفة كما فى قوله‪{ :‬محصنات غير مسافحات}‪.‬‬ ‫‪ )1‬التزوج كما فى هذه الآية‪.‬‬ ‫‪ 9‬تفسير السعدي‬ ‫‪22‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫‪ )3‬الحرية كما فى قوله‪َ{ :‬وَم ْن لَمْ يَ ْستَ ِّط ْع ِّمْنك ْم طَْوًلا أَ ْن يَْن ِّك َح الْم ْح َصنا ِّت}‪.‬‬ ‫‪ )4‬الإسلامكما فى قوله‪{ :‬فَِّإذا أ ْح ِّص َّن} أي‪ :‬أسلمن‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ِ {:‬كّتَا َب اَّلِّّل َعلَْيك ْم } أ‪-‬كتب الله تعالى التحريم كتابا مفروضا بأحكامه عليكم‪ ،‬فليس لكم أن تتخلوا عنه‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬أن يكون المراد القرآن‪ ،‬والمعنى‪ :‬إلزمواكتاب الله الذي هو حجة عليكم إلى يوم القيامة‪ ،‬وهو الذي بَّين شريعة‬ ‫تحريم المحرمات فأطيعوه‪.‬‬ ‫فكلا التخرَيين يؤدي إلى توثيق التحريم وتوكيده بنسبته إلى الله تعالى‪ ،‬إما ًبعتباره َكتَبَه وفََرضه هو‪ ،‬وإما لأنه نص عليه‬ ‫فيكتابه الخالد الباقي إلى يوم القيامة‪ ،‬ولم يترك بيانه لرسول أو نبي‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪َ{ :‬وأ ِّح َّل لَك ْم َما َوَرا َء َذِلّك ْم أَ ْن تَْبتَغوا ِبّأَْمَواِلّك ْم مْح ِّصِنّيَن غَيَْر م َساِّف ِّحيَن }‪ :‬وأحل الله ما عدا ذلكم من‬ ‫النساء‪ ،‬أن تطلبوا بأموالكم إحصان أنفسكم وإعفافها بالحلال غير قاصدين الزن‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ {:‬فََما ا ْستَ ْمتَ ْعت ْم ِبِّّه ِّمْنه َّن فَآتوه َّن أجوَره َّن فَِّري َض ًة َوَلا جنَا َح َعلَْيك ْم ِفّي َما تََرا َضْيت ْم ِبِّّه ِّم ْن بَ ْع ِّد الَْف ِّري َضِّة }‬ ‫فمن تمتعتم َبن بالنكاح فأعطوهن مهورهن التي جعلها الله فريضة واجبة عليكم‪ ،‬ولا إثم عليكم فيما وقع عليه‬ ‫تراضيكم من بعد تحديد المهر الواجب من زيادة عليه أو مسامحة ف بعضه‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ { :‬إن اللهكان عليما حكيما } هذه الجملة مؤكدة ب \"إن\" و\"كان\" ؛ لأن \"كان\" مسلوبة الزمان هنا‬ ‫فتفيد الثبوت والتحقق‪ ،‬والعلم عند الله عزوجل واسع كامل لم يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان‪ ،‬ولا يخفى عليه شيء‬ ‫ف الأرض ولا ف السماء‪ ،‬لا ف الحاضر ولا ف الماضي ولا ف المستقبل‪ (( ،‬حكيما )) ذا حكمة ‪ ،‬والحكمة هي‪:‬‬ ‫وضع الشيء ف مواضعه سواءكان مما يتعلق بأقدار أو مما يتعلق بالشرع فإن أقدار الله ومشروعات اللهكلها حكمة ؛‬ ‫ولكن معنى \" حكيم \" دال على الِحّكمة والحكم ‪ ،‬فمعنى حكيم أي‪ :‬حاكم محكم ‪ ،‬أي حاكم من الحكم ‪ ،‬محكم‬ ‫من الإحكام الذي هو الحكمة‪ ،‬ثم إن حكم الله سبحانه وتعالى ينقسم إلى قسمين‪ :‬كوني‪ ،‬وشرعي‪ ،‬ووجه ختم الآية‬ ‫يُوفصيلماح يكأمم‪،‬ركأميهاوينالهنااكمس‪،،‬‬ ‫علم بما‬ ‫عظيمة‪ ،‬وأن اللهكان ذا‬ ‫} هو أن هذه أحكام‬ ‫بقوله تعالى‪ { :‬إن الله‬ ‫التدبير‪،‬‬ ‫فيما يدبر لكم ولهم من‬ ‫سائر خلقه‪\" ،‬حكيما\"‬ ‫حكيما‬ ‫كان عليما‬ ‫ف مناكحكم وغيرها‬ ‫وأمور‬ ‫من أموركم‬ ‫لا يدخل حكمته خلل ولا زلل‪.‬‬ ‫سورة النساء‬ ‫الجزء (‪)4‬‬ ‫حسب القرآن‪ :‬الآيات‪35 -24 :‬‬ ‫ﭧﭨﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭼالآية‬ ‫الجزء (‪ )5‬الجزء (‪)6‬‬ ‫حزب(‪ )1‬حزب(‪)2‬‬ ‫‪23‬‬ ‫حزب(‪ )1‬حزب(‪ )2‬حزب(‪ )1‬حزب(‪)2‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫إلى ﭧﭨﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﭼ الآية‬ ‫حسب المعن‪ :‬الآيات‪35 – 25 :‬‬ ‫ﭧﭨﭽﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﮉﭼ‬ ‫الربع الأول‪ /‬الحزب الأول ‪ /‬الجزء الخامس‪ /‬المحور الأول‪ /‬تتمة الشوط الأول‪ /‬المعاني الرئيسة‪:‬‬ ‫الموضوع الثاني‪ :‬حرمة الأم وال والأن فس‪:‬‬ ‫الموضوع الأول‪ :‬الآيات‪28 - 25‬‬ ‫الآيات ‪31 - 29‬‬ ‫أ) شروط الزواج ًبلأمة‪ ،‬وعقوبة فاحشتها‪25:‬‬ ‫أ) تحريم أكل المال ًبلباطل‪ ،‬ومبدأ الرضا في العقود‪،‬‬ ‫ﭧﭨﭽﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ‬ ‫ومنع الاعتداء وجزاء المعتدي‪30 ، 29 :‬‬ ‫ﮜﮝﮞﮟ ﮠﮡﮢﮣﮤﮥ‬ ‫ﮦﮧ ﮨﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯﮰ‬ ‫ﭧﭨﭽﭩﭪ ﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ‬ ‫ﮱﯓﯔﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙﯚﯛﯜ‬ ‫ﭺﭻﭼ ﭽﭾﭿ ﮀﮁﮂﮃﮄ ﮅﮆ ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ ﮐ‬ ‫ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ ﯤﭼ‬ ‫ﮑﭼ‬ ‫ب) بيان الحكمة الإلية من الأحكام التشريعية السابقة‪،‬‬ ‫ب) جزاء اجتناب الكبائر ‪31‬‬ ‫وت وبة‪ ،‬وتخفيف من الله ‪28 ،26  :‬‬ ‫ﭧﭨﭽﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ ﮙﮚ‬ ‫ﭧﭨﭽﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ ﯬﯭ ﮛﮜﮝ ﮞﭼ‬ ‫ﯮﯯﯰﯱﯲ ﯳﯴ ﭑﭒﭓ‬ ‫ﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛﭜﭝﭞ‬ ‫ﭟﭠﭡﭢ ﭣ المﭤوضوع الثاﭥلثﭦ‪ :‬تﭧشريﭨعﭼوتربية‪ :‬الآيات ‪35 - 32‬‬ ‫أ) النهي عن الحسد‪ ،‬ووجوب الإيمان والرضا بحكم الله‪ :‬الآية ‪32‬‬ ‫ﭧﭨﭽﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ ﯔﯕ‬ ‫ﯖﯗﯘﯙ ﯚﯛﯜﯝ ﯞﯟﭼ‬ ‫ب) إعطاء الورثة حقهم من التركة‪ ،‬ونسخ التوارث ًبلتحالف‪ :‬الآية ‪33‬‬ ‫ﭧﭨﭽﯠﯡﯢﯣﯤﯥ ﯦﯧﯨﯩﯪﯫ ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ‬ ‫ﯳﯴﯵﭼ‬ ‫ج) تنظيم الأسرة‪ :‬ببيان قوامة الرجل على المرأة؛ قوامة رعاية لا تسلط‬ ‫وتكبر ومعالجة نشوز المرأة‪ :‬الآيات ‪35 ، 34‬‬ ‫ﭧﭨﭽﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ ﭡﭢﭣ‬ ‫ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪالرﭫبﭬع الﭭأوﭮل ‪/‬الﭯﭰحزﭱبﭲالأﭳوﭴل ‪/‬اﭵلجﭶزءﭷالﭸخاﭹمﭺ ﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊ‬ ‫ﮋ ﮌ الموﮍضوﮎع الأوﮏل‪ :‬الﮐآياتﮑ‪5‬ﮒ‪- 2‬ﮓ‪28‬ﮔ ﮕﭼ‬ ‫أ) شروط الزواج ًبلأمة‪ ،‬وعقوبة فاحشتها‪25:‬‬ ‫‪24‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫معاني المفردات‪:‬‬ ‫{الْم ْح َصنَا ِّت} ‪ :‬العفيفات‪.‬‬ ‫{طَْولاً} ‪ :‬سعة وقدرة على المهر‪.‬‬ ‫{َولا مَتّ ِّخ َذا ِّت أَ ْخ َدا ٍن} ‪ :‬الخدين‪ :‬الخليل الذي يفجر بالمرأة سرا تحت شعار الصداقة‪.‬‬ ‫{أجوَره َّن} ‪ :‬مهورهن‪.‬‬ ‫{فَِّإذَا أ ْح ِّص َّن} ‪ :‬بأن أسلمن أو تزوجن‪ ،‬إذ الإحصان يكون َبما‪{ .‬الَْعنَ َت} ‪ :‬العنت‪ :‬الضرر ف الدين والبدن‪.‬‬ ‫وجه الربط‪:‬‬ ‫هذه الآية تابعة لِما قبلها‪ ،‬تُبِّين حكم التزوج بالإماء‪،‬‬ ‫ذات‬ ‫لقلِّة‬ ‫الفاحشة‪.‬‬ ‫اللِمولؤحمُحنِّكرامالمتعبسقألوربمبتعاهلة َّذنشيعرنولداطا‪:‬يرتستكاطيبع‬ ‫وتض َّمنت الآية بيان رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين إذ رَّخص‬ ‫نكاح الحرائر‬ ‫يده‪ ،‬مع خوفه ال َّضرر ف دينه بالزن نكاح الإماء المملوكات‬ ‫‪ -‬خوف العنت‪.‬‬ ‫تذعلعدريمك‪.‬اضساتلطأاولعاةد لطَلّْوِرلق‪،‬الحُوَلِّرةم‪،‬ا‬ ‫‪ -‬الإيمان‪ - ،‬العفة ظاهرا وباطنا‪- ،‬‬ ‫ومع‬ ‫فيه من ال َّدناءة والعيب‪.‬‬ ‫هذا فالصبر عن نكاحه َّن أفضل‪ ،‬لِما فيه من‬ ‫فإن‬ ‫لم يُمكن الصبر عن الحرام إَّلا بنكاحه َّن وجب‬ ‫قوله تعالى‪َ{:‬وَم ْن لَمْ يَ ْستَ ِّط ْع ِّمْنك ْم طَْوًلا أَ ْن يَْن ِّك َح الْم ْح َصنا ِّت الْمْؤِّمنا ِّت‪ ،‬فَِّم ْن ما َملَ َك ْت أَيْمانك ْم ِّم ْن فَتَياِتّكم‬ ‫الْمْؤِّمنا ِّت} المحصنات‪ :‬هنا الحرائر خاصة؛ بدليل مقابلتها بالإماء‪ ،‬والحريةكانت عندهم داعية الإحصان‪ ،‬كما كان‬ ‫البغاء من شأن الإماء‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ { :‬فمن ما ملكت أيمانكم}‪ :‬أي‪ :‬فانكحوا مما ملكت أيمانكم أي من التي ملكت أيمانكم وهن‬ ‫الإماء ؛ فيتزوج الإنسان أمة غيره لا أمة نفسه ‪ ،‬لو تزوج أمة نفسه لم يصح النكاح ؛ لأن ملك البضع بالملك‬ ‫أقوى من ملكه بالنكاح‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ِّ{:‬م ْن فَتَيَاِتّكم الْمْؤِّمنَا ِّت َواَّلّل أَ ْعلَم ِبِّإّيماِنّك ْم بَ ْعضك ْم ِّم ْن بَ ْع ٍض} أي فأنتم أيها المؤمنون إخوة فى الإيمان‬ ‫بعضكم من بعض كما قال‪َ« :‬والْمْؤِّمنو َن َوالْمْؤِّمنات بَ ْعضه ْم أَْوِلّياء بَ ْع ٍض» فلا ينبغى أن تعدوا نكاح الأمة عارا عند‬ ‫الحاجة إليه‪ [.‬لا يجوز نكاح الأمة الكتابية؛ لقوله تعالى‪ِّ{:‬م ْن فَتَيَاِتّكم الْمْؤِّمنَا ِّت}]‪.‬‬ ‫وفي هذا إشارة إلى أن الله قد رفع شأن الفتيات المؤمنات وساوى بينهن وبين الحرائر‪ ،‬وهو العليم بحقيقة الإيمان‬ ‫فتكون أفضل منها عند الله «ِإّ َّن أَ ْكَرَمك ْم ِّعْن َد اَّلِّّل أَتْقاك ْم»‪.‬‬ ‫ودرقجةولقهوتتهعالوىك‪:‬ما{لفاهن‪،‬كفُرح َوّبه أنمبةإذأنك أمهللهإينما}ناأمينبإحذرنة‬ ‫ينتفع‬ ‫المالكين لهن ومواليهن لأن منافعهن لهم لا يجوز لغيرهم أن‬ ‫بشيء منها إلا بإذن من هي له‪ ،‬واتفق أهل العلم على أن نكاح الأمة بغير إذن سيدها باطل لأن الله تعالى جعل‬ ‫إذن السيد شرطا ف جواز نكاح الأمة‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫قوله تعالى‪َ{:‬وآتوه َّن أجوَره َّن ًِّبلْ َمْعرو ِّف}أي‪ :‬ولو كن إماء‪ ،‬فإنهكما يجب المهر للحرة فكذلك يجب للأمة‪،‬‬ ‫وذهب الجمهور إلى أن المهر للسيد وإنما أضافها إليهن لأن التأدية إليهن تأدية إلى سيدهن لكونهن ماله‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬مْح َصنا ٍت غَيَْر مساِّفحا ٍت َولا مَتّ ِّخذا ِّت أَ ْخدا ٍن} أي أعطوهن أجورهن حال كونهن متزوجات منكم لا‬ ‫مستأجرات للبغاء جهرا وهن المسافحات‪ ،‬ولا سّرا وهن متخذات الأخدان والأصحاب‪.‬‬ ‫افلعألَميةهاإ اذالتأُعزيحرِ‪،‬صنولات‬ ‫قوله تعالى‪ { :‬فَِّإذا أ ْح ِّص َّن فَِّإ ْن أَتَْيَن ِبّفا ِّح َشٍة فَ َعلَْيِّه َّن ِنّ ْصف ما َعلَى الْم ْح َصنا ِّت ِّم َن الَْعذا ِّب}‪ :‬أ َّن‬ ‫تُحصن؟ فقال‪\" :‬‬ ‫لمزنتُحت َصولمن‬ ‫إذا‬ ‫ثَمّ زنت فعليها الح ّد (فتُجلد الأمة المتزوجة خمسين جلدة‪ ،‬لأن الحرة ُتلد مائة)‪ ،‬وأَّما‬ ‫إذا‬ ‫األأَيم‪:‬ة‬ ‫ول‪‬و بُسئضلفيعر\"ن‪.‬‬ ‫أ َّن النبَّي‬ ‫زيد بن خالد الجهني‬ ‫الشيخان عن‬ ‫روى‬ ‫رجم عليها أبدا؛‬ ‫حبل‪.‬‬ ‫ثم بيعوها‬ ‫إن زنت فاجلدوها‪،‬‬ ‫فاجلدوها‪ ،‬ثم‬ ‫زنت‬ ‫اجلدوها‪ ،‬ثم إن‬ ‫عن‬ ‫العجز‬ ‫عند‬ ‫الإماء‬ ‫ذكر لكم من إباحة نكاح‬ ‫أي ذاك الذي‬ ‫{خذِلّشَكىِلَّمعلْنيه َخالِّشضَيرارلَْعمنَنَتمِّمقْناكوْممة}‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫والتزام الإحصان والعفة‪.‬‬ ‫دواعى الفطرة‪،‬‬ ‫الحرائر جائز لمن‬ ‫قوله تعالى‪َ{ :‬وأَ ْن تَ ْصِّبروا َخيْرٌ لَك ْم} أي‪ :‬وصبركم عن نكاح الإماء خير لكم من نكاحهن لما فى ذلك من تربية‬ ‫قوة الإرادة‪ ،‬وتنمية ملكة العفة‪ ،‬وتغليب العقل على عاطفة الهوى ومن عدم تعريض الولد للرّق‪ ،‬وخوف فساد‬ ‫أخلاقه‪ ،‬بإرثه منها المهانة والذلة‪ ،‬والخيرية هنا مطلقة ‪ ،‬وإذا أطلق الله سبحانه وتعالى شيء صار عاما أي خير لكم‬ ‫علىكل حال؛ ولذلككان الصبر عن نكاح الأَمة أولى من نكاحها وإن جاز ذلك‪.‬‬ ‫لطيفة‪:‬‬ ‫قال ابن سعدي رحمه الله تعالى‪ :‬ختم الله تعالى الآية الكريمة باسمي‪ :‬اَلْغَفور‪ ،‬اَلَّرِّحيم‪‬؛ لكون هذه الأحكام‬ ‫إفلشماريةُ إضليِّىقأ َّنعليالهحمد‪،‬وبدلكَّفواَّسراعتغيايغةف ارلاَلّسلهعةَ‪.‬با‬ ‫وكرما وإحسانا إليهم‪،‬‬ ‫بالعباد‬ ‫رحمة‬ ‫عباده‪.‬‬ ‫ذنوب‬ ‫المغفرة بعد ذكر الحد‬ ‫ف ذكر‬ ‫ولع َّل‬ ‫قوله تعالى‪ُ{:‬مّحْ ِّصِنّيَن غَيَْر م َساِّف ِّحيَن} ف آية { َوالْم ْح َصنَات ِّم َن الِنّ َساِّء ِإَّّلا َما َملَ َك ْت أَيْمَانك ْم ِكّتَا َب اَّلِّّل َعلَْيك ْم َوأ ِّح َّل‬ ‫اللَفولِتاّفكخقىاتُْحمذارالَِمصئماااررلئأََاودلَعرماخةلءَدساى{لذَمِلنلّمْحا‪.‬فكِّصِْمنّظتيأَ‪َ،‬نْ{نغوَغتَلَيْيْْبأََرَرنتَهغممَّنواَسَسإاِاِبِِّفّلأفَّ ِْىمِّّحَحوايايلِلَّنَنك}ّصَيوْملاواَناملةحْثماتِأَنّصقيِنّخةريذَنفبيى‪،‬غَيأْاََرلوْخجممَدواانَسرٍناا ِلّفى}خِ‪ّ،‬يحلايأنَوَنَةمّنا}أَ{ب‪،‬فَعواىلْودامه‪،‬لمناْاحئولقَدأَّصاَنةنَّهالَفّ‪:‬نىتلِا{ّاملم ْحَنيكتتاَصعالنَِبانّايّاطَسٍايت ِّءنتغَ}فيْمَرازاوقديمتع َعس{اافَِوّفلىطاَاَحهامحتاٍِّلقتِخإاَمذوللاأَاَءيُحمأََتّواراْلخِّرخَدكَاذاتلاٍمانبَِّيّ}ستال أَمحْتخيرَمدنماة‪ٍ،‬نن}‬ ‫******************************‬ ‫‪26‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫ب) بيان الحكمة الإلية من الأحكام التشريعية السابقة‪ ،‬وتوبة‪ ،‬وتخفيف من الله ‪28 ،26  :‬‬ ‫{ي ِّريد اَّلّل ِلّيبَِّيَن لَك ْم َويَ ْه ِّديَك ْم سنَ َن اَلّ ِّذي َن ِّم ْن قَْبِّلك ْم َويَتو َب َعلَْيك ْم َواَّلّل َعِّلي ٌم َح ِّكي ٌم (‪َ )26‬واَّلّل ي ِّريد أَ ْن يَتو َب َعلَْيك ْم َوي ِّريد اَلّ ِّذي َن‬ ‫يََتِّبّعو َن ال َّشَهَوا ِّت أَ ْن َِتّيلوا َمْيلًا َع ِّظي ًما (‪ )27‬ي ِّريد اَّلّل أَ ْن ُيَِّف َف َعْنك ْم َوخِّل َق اْلِّإنْ َسان َضِّعيًفا (‪})28‬‬ ‫معاني المفردات‪:‬‬ ‫{سنَ َن اَلّ ِّذي َن ِّم ْن قَْبِلّك ْم} ‪ :‬طرائق الذين من قبلكم من الأنبياء والصالحين لتنهجوا نهجهم فتطهروا وتكملوا وتفلحوا مثلهم‪.‬‬ ‫{اَلّ ِّذي َن يََتِّبّعو َن ال َّشَهَوا ِّت} ‪ :‬من الكفرة والعاصين‪ ،‬المقدمين لأهوائهم على طاعة رَبم‪.‬‬ ‫{أَ ْن َِتّيلوا َمْيلاً َع ِّظيماً}‪:‬تحيدوا وتنحرفوا عن طريق الطهر والصفاء (الصراط المستقيم ) إلى صراط المغضوب عليهم والضالين‪.‬‬ ‫وجه الربط‪:‬‬ ‫املوانلرحزشموارةجحتةولذولمَّمكِاحايأرَاتكًتَقمّمًبوهلمانسببعالهمتح؛اةينللهأمتَنّاهنلاشحألتكُحاجرِّلق‪،‬لهقاووااتللحُشحسذررايععماراًدمتةم‪،‬ننلفتهأاطذلنهمدئتناَينّلناحاسلدوانىلوفآدوفتخوارسلكة‪،‬أ‪.‬فرحوت‪،‬كعلاعممَلّ‪،‬اللوفافخئيتدمةههاذمهبناتلصلآفياةكالاتلرحأاملةحأ‪،‬كحابََّكميا‪،‬نممواتُالقبأسارالبدقعةَلبياالمهتامعَلبّننقفةموبساجلببايروضَتيّتة‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬ي ِّريد اَّلّل ِلّيبَِّيَن لَك ْم } يريد الله أن يبين لكم مصالح دينكم وما يحل لكم وما يحرم عليكم‪ ،‬وقيل يبين‬ ‫لكم ما يقربكم منه‪ ،‬وقيل يبين أن الصبر عن نكاح الأمة خير لكم‪.‬‬ ‫وأما ققهوودللايههةتتععالااتللىىوف‪::‬ي{ق{َوسيفَنَْههَنِّديياََلّكأِّذْيمنَنيُ}ِّموفِْنهققَداْبِيمّلةكناْمل}شدالأاءلةيم‪:‬نوالهعذدبايايندةهاألنلتلعوزمفيواملقله‪،‬ه أذعملهاياهلههمدداامييةةن‪.‬االلنبديليالنةوأفتبهايعهمما‪،‬أنزلفه مسينرهالموالححيميوادلة‪،‬شروأعفع؛الهم‬ ‫السديدة‪ ،‬وشمائلهم الكاملة‪ ،‬وتوفيقهم التام‪.‬‬ ‫ما فائدة التكرار ف قوله تعالى‪َ { :‬ويَتو َب َعلَْيك ْم َواَّلّل َعِلّي ٌم َح ِّكي ٌم (‪ })26‬وقوله تعالى{ َواَّلّل ي ِّريد أَ ْن يَتو َب َعلَْيك ْم}؟‬ ‫الفائدة من ذلك شيئان‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬التوكيد‪ ،‬وإذا أكد الله عز وجل أنه يريد التوبة علينا فإن ذلك مما يسرنا ويزيدنا نشاطا ف التعرض لتوبة الله عز‬ ‫وجل‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬التوطئة لقوله‪{:‬ويريد الذين يتبعون الشهوات} فهي تمهيد وتوطئة لما ذكر بعدها‪ ،‬وهو أن الله له هذه الإرادة‬ ‫وللذين يتبعون الشهوات تلك الإرادة ولهذا كررها‪َ{ :‬واَّلّل ي ِّريد أَ ْن يَتو َب َعلَْيك ْم َوي ِّريد اَلّ ِّذي َن يََتِّبّعو َن ال َّشَهَوا ِّت أَ ْن َِتّيلوا‬ ‫َمْيًلا َع ِّظي ًما (‪.})27‬‬ ‫‪27‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫قوله تعالى‪َ{ :‬وي ِّريد اَلّ ِّذي َن يََتِّبّعو َن ال َّشَهَوا ِّت أَ ْن َِتّيلوا َمْيًلا َع ِّظي ًما (‪ })27‬يريدون أن يصرفوكم عن طاعة الرحمن إلى‬ ‫عرفتم أن‬ ‫فإذا‬ ‫اتباعه‪.‬‬ ‫ومفلنا الحسكعمادوةسكعلادهتاكمف‪،‬اموتأثانلهأؤلواامءرهال‪،‬متإبلعىينَم لْنشالهوشاتقهاموةُيأكملرهوانكفم‬ ‫وعن التزام حدود‬ ‫طاعة الشيطان‪،‬‬ ‫الخسار‬ ‫غاية‬ ‫بما فيه‬ ‫بما فيه صلاحكم‬ ‫الله تعالى يأمركم‬ ‫والشقاء‪ ،‬فاختاروا لأنفسكم أْولى الداعيين‪ ،‬وتخيّروا أحسن الطريقتين‪.‬‬ ‫ما المقصود ًبلتخفيف في الآية‪ { :‬ي ِّريد اَّلّل أَ ْن ُيَِّف َف َعْنك ْم }؟‬ ‫التخفيف ضد التثقيل‪ ،‬وتخفيفه سبحانه وتعالى تخفيف ف الأوامر وتخفيف ف النواهي؛ أما التخفيف ف الأوامر فإن‬ ‫الله سبحانه وتعالى لما ذكر ما يجب علينا من طهارة الوضوء والغسل والتيمم قال‪ (( :‬ما يريد الله ليجعل عليكم من‬ ‫حرج ولكن يريد ليطهركم }(المائدة ‪ )6‬وكذلك خفف ف النواهي فقال‪{ :‬وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما‬ ‫اضطررتم إليه} فليس بحرام‪ ،‬وهذا تخفيف على العباد‪ ،‬وذلك لرحمته التامة وإحسانه الشامل‪ ،‬وعلمه وحكمته بضعف‬ ‫الإنسان من جميع الوجوه؛ لقوله تعالى‪َ {:‬وخِّل َق اْلِّإنْ َسان َضِّعيًفا (‪ ، })28‬ضعف البنية‪ ،‬وضعف الإرادة‪ ،‬وضعف العزيمة‪،‬‬ ‫وضعف الإيمان‪ ،‬وضعف الصبر‪ ،‬فناسب ذلك أن يخفف الله عنه‪ ،‬ما يضعف عنه وما لا يطيقه إيمانه وصبره وقوته‪.‬‬ ‫وقوله‪ { :‬يريد الله أن ُيفف عنكم } هل الإرادة هنا شرعية أم كونية‪ ،‬لماذا ؟‬ ‫لأن الله يقدر على العبد أشياء تثقل عليه العبادات بسببها؛ لكنه شرعا لا يريد منا أن نشق على أنفسنا بل إنه لما‬ ‫قال عبد الله بن عمرو بن عاص ‪ ( :‬لأصومن الدهر ما بقيت ولأقومن الليل ما عشت) نهاه الرسول ‪ ‬وقال‪:‬‬ ‫\"إن لجسدك عليك حقا‪ ،‬وإن لعينك عليك حقا‪ ،‬وإن لزوجك عليك حقا‪ ،‬وإن لزورك عليك حقا\"‪ ،‬وقال ‪‬‬ ‫فيما صح عنه أيضا‪\" :‬اكلفوا من العمل ما تطيقون‪ ،‬فإن الله لا يمل حتى َتلوا\"؛ فالإرادة إذا إرادة شرعية‪.‬‬ ‫وتأمل الفرق بين قوله هنا‪ (( :‬خلق الإنسان ضعيفا )) وبين قوله‪ (( :‬فقاتلوا أولياء الشيطان إنكيد‬ ‫الشيطانكان ضعيفا )) فالشيطان ف كيده العظيم ضعيف‪ ،‬فإذاكانكيد الشيطان ضعيفا‪ ،‬فإن هذا يقتضي منا أن‬ ‫نكون أقوياء على الشيطان وإنكنا ضعفاء؛ لأن الشيطانكيده ضعيف‪ ،‬ونحن وإنكنا ضعفاء لكن يجب أن نكون‬ ‫أقوى منه‪ ،‬وأن نثق بقوله تعالى‪ِ { :‬إََّّّن ْم يَ ِّكيدو َن َكْي ًدا (‪َ )15‬وأَ ِكّيد َكْي ًدا (‪(} )16‬الطارق)‪.‬‬ ‫فائدة عقدية‪:‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬ي ِّريد اَّلّل ِلّيبَِّيَن لَك ْم } الإرادة هنا إرادة شرعية‪ ،‬فإن إرادة الله سبحانه وتعالى تنقسم إلى قسمين‪ :‬إرادة كونية‬ ‫وإرادة شرعية‪ ،‬والفرق بينهما ‪:‬‬ ‫أن الإرادة الشرعية تتعلق بما يحبه ويرضاه فقط ‪ ،‬وقد يقع فيها المراد وقد لا يقع‪.‬‬ ‫وأما الإرادة الكونية فتتعلق بكل ما شاءه‪ ،‬وقد يكون محبوبا لله وقد يكون مكروها له‪ ،‬ولابد أن يقع فيها المراد؛ لأنها‬ ‫بمعنى المشيئة‪ ،‬وما شاء اللهكان وما لم يشأ لم يكن‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫فإذاكانت الإرادة بمعنى المحبة يعني بمعنى أنه يصح أن يحل محلها \" أحب أو يحب \" فهي إرادة شرعية ‪ ،‬وإذاكان يحل‬ ‫************************‬ ‫محلها \" شاء أو يشاء \" فهي إرادةكونية‪.‬‬ ‫الموضوع الثاني‪ :‬حرمة الأم وال والأن فس‪ :‬الآيات ‪31 - 29‬‬ ‫أ) تحريم أكل المال ًبلباطل‪ ،‬ومبدأ الرضا في العقود‪ ،‬ومنع الاعتداء وجزاء المعتدي‪30 ، 29 :‬‬ ‫ِبّك ْم‬ ‫َِّتَذَِالَّرةًَك َعَعْنلَ تَىَرااَّلِّّلٍضيَِِّمّْسنيكًراْم(َوَل‪0‬ا‪3‬تَ)ْقت}لوا‬ ‫تَأْكلوا أَْمَوالَك ْم بَْينَك ْم ًِّبلْبَا ِّط ِّل ِإَّّلا أَ ْن تَكو َن‬ ‫{ يَا أَُيّ َها اَلّ ِّذي َن آَمنوا َلا‬ ‫َكا َن‬ ‫اَّلّلَ‬ ‫ِإّ َّن‬ ‫أَنْف َسك ْم‬ ‫ذَِلّ َك ع ْدَوانًا َوظْل ًما فَ َسْو َف ن ْصِّليِّه نَاًرا َوَكا َن‬ ‫َرِّحي ًما (‪َ )29‬وَم ْن يَْفَع ْل‬ ‫وجه الربط‪:‬‬ ‫بعد أن بين أحكام بعض المعاملات‪ :‬وهي معاملة اليتامى‪ ،‬وإعطاء شيء من أموال اليتامى إلى أقارَبم إذا حضروا القسمة‪،‬‬ ‫ووجوب دفع مهور النساء‪ ،‬يذكر الله تعالى هنا قاعدة التعامل العام ف الأموال؛ والسبب واضح وهو أن المال قرين الّروح‪،‬‬ ‫والاعتداء عليه يورث العداوة‪ ،‬بل قد يجّر إلى الجرائم‪ ،‬لذا أوجب الله تعالى تداوله بطريق التراضي لا بطريق الظلم والاعتداء‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ { :‬يَا أَُيَّها اَلّ ِّذي َن آَمنوا َلا تَأْكلوا أَْمَوالَك ْم بَْينَك ْم ًِّبلْبَا ِّط ِّل} ينهى تعالى عباده المؤمنين أن يأكلوا أموالهم بينهم‬ ‫بالباطل‪ ،‬وهذا يشمل أكلها بالغصوب والسرقات‪ ،‬وأخذها بالقمار والمكاسب الرديئة‪ .‬بل لعله يدخل ف ذلك أكل مال‬ ‫نفسك على وجه البطر والإسراف‪ ،‬لأن هذا من الباطل وليس من الحق‪.‬‬ ‫لماذا خص الأكل ًبلذكر؟‬ ‫وإنما خص الأكل بالذكر ونهى عنه تنبيها على غيره من جميع التصرفات الواقعة على وجه الباطل‪ ،‬لأن معظم المقصود من‬ ‫المال الأكل‪ ،‬وقيل يدخل فيه أكل مال نفسه بالباطل ومال غيره‪ ،‬أما أكل ماله بالباطل فهو إنفاقه ف المعاصي‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ِ { :‬إَّّلا أَ ْن تَكو َن َِّتَاَرًة َع ْن تََرا ٍض ِّمْنك ْم } لما حرم أكلها بالباطل أباح لهم أكلها بالتجارات والمكاسب‬ ‫الخالية من الموانع‪ ،‬المشتملة على الشروط من التراضي وغيره‪.‬‬ ‫يقول الشيخ السعدي‪ :‬تأمل هذا الإيجاز والجمع ف قوله‪{ :‬لا تَأْكلوا أَْمَوالَك ْم} {َولا تَ ْقتلوا أَنْف َسك ْم}كيف‬ ‫شمل أموال غيرك ومال نفسك وقتل نفسك وقتل غيرك بعبارة أخصر من قوله‪\" :‬لا يأكل بعضكم مال بعض\" و\"لا‬ ‫يقتل بعضكم بعضا\" مع قصور هذه العبارة على مال الغير ونفس الغير فقط‪ ،‬مع أن إضافة الأموال والأنفس إلى‬ ‫عموم المؤمنين فيه دلالة على أن المؤمنين ف توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ومصالحهمكالجسد الواحد‪ ،‬حيثكان‬ ‫الإيمان يجمعهم على مصالحهم الدينية والدنيوية‪.‬‬ ‫ما الذي يدل على أن هذه المنهيات من كبائر الذنوب؟‬ ‫هذه المنهيات منكبائر الذنوب؛ لأنه توعد عليه بالنار‪ ،‬وكل ذنب توعد عليه بالنار فهو منكبائر الذنوب ‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫ما دلالة ختم الآية بقوله تعالى‪ِ{ :‬إّ َّن اَّلّلَ َكا َن ِبّك ْم َرِّحي ًما}؟‬ ‫أي‪ :‬من رحمته أن عصم دماءكم وأموالكم وصانها ونهاكم عن انتهاكها‪.‬‬ ‫ب) جزاء اجتناب الكبائر ‪31‬‬ ‫{ َسِيّئَاِتّك ْم}‪ :‬ال ُّذنو َب ال َّصِّغيَرَة‪.‬‬ ‫معاني المفردات‪:‬‬ ‫{ َكبَاِئَّر} ‪:‬ال ُّذنو َب ال َكِبّيَرةَ ِّمَمّا ِفّيِّه َحد‪ ،‬أَْو لَْعنَةٌ‪ ،‬أَْو َوِّعي ٌد‪.‬‬ ‫وجه الربط‪:‬‬ ‫لمَّا ذكر تعالى الوعيد على فعل بعض الكبائر‪ ،‬ذكر الوعد المتمثِّل بالجنة على ترك الكبائر‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ِ{ :‬إّ ْن َتْتَِنّبوا َكبَاِئَّر َما ت ْن َهْو َن َعْنه} ما هي الكبيرة ؟؟‬ ‫الكبيرة‪:‬كل ذنب تُوِعّد عليه أو فيه حد ف الدنيا‪ ،‬أو وعيد ف الآخرة‪ ،‬أو نفي إيمان أو ترتيب لعنة أو غضب عليه‪،‬‬ ‫كل ذنب جاء ف الكتاب والسنة قد لُعن صاحبه أو ُرتّب عليه حد‪ ،‬أو ترتّب عليه نفي الإيمان‪،‬أو الغضب أو اللعنة‬ ‫فهو من الكبائر‪ .10‬وما سوى ذلك فليس من الكبائر‪ ،‬ومع ذلك العلماء يقولون لا صغيرة مع إصرار‪،‬ولا كبيرة مع استغفار‪.‬‬ ‫ما المقصود ًبلسيئة في قوله تعالى‪ { :‬ن َكِّفْر َعْنك ْم َسِيّئَاِتّك ْم} وما الدليل على ذلك؟‬ ‫المقصود َبا هنا الصغيرة؛ والدليل على ذلك أنها جاءت ف مقابلة الكبائر{ِإّ ْن َتْتَِنّبوا َكبَاِئَّر َما تْن َهْو َن َعْنه ن َكِّفْر َعْنك ْم‬ ‫َسِيّئَاِتّك ْم}‪،‬وإلا فالأصل أن السيئة عامة للكبيرة وللصغيرة‪ ،‬من بلاغة القرآن أن يعرف معنىكلمة بذكر ما يقابلها‪.‬‬ ‫ما المقصود ب { م ْد َخلًا َك ِّريمًا }؟‬ ‫المدخل الكريم هو الجنة ؛ لأَّنا دار الكرم ‪ ،‬ودار الفضل ‪ ،‬ودار الإحسان ‪ ،‬ودار السلام‪.‬‬ ‫**************************‬ ‫الموضوع الثالث‪ :‬تشريع وتربية‪ :‬الآيات ‪35 - 32‬‬ ‫أ) النهي عن الحسد‪ ،‬ووجوب الإيمان والرضا بحكم الله‪ :‬الآية ‪32‬‬ ‫{ َوَلا تَتَ َمَنّ ْوا َما فَ َّض َل اَّلّل ِبِّّه بَ ْع َضك ْم َعلَى بَ ْع ٍض ِلّل ِّر َجا ِّل نَ ِّصي ٌب ِّمَمّا ا ْكتَ َسبوا َوِلّلِنّ َساِّء نَ ِّصي ٌب ِّمَمّا ا ْكتَ َسَْب َوا ْسأَلوا اَّلّلَ ِّم ْن فَ ْضِلِّّه ِإّ َّن‬ ‫اَّلّلَ َكا َن ِبّك ِّل َش ْيٍء َعِّلي ًما (‪} )32‬‬ ‫وجه الربط‪ :‬بعد أن َّنى سبحانه عن أكل أموال الناس ًبلباطل‪ ،‬وعن القتل‪ ،‬وتوعد فاعلهما بالويل والثبور‪ ،‬وهما‬ ‫من أفعال الجوارح‪ ،‬ليصير الظاهر طاهرا عن المعاصي الوخيمة العاقبة‪َّ -‬نى عن بعض أفعال القلوب وهو الحسد‪،‬‬ ‫‪10‬من أفضل ما كتب في الكبائر كتاب الإمام الذهبي ( الكبائر(‬ ‫‪30‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫ليُطِّهر باطنهم‪ ،‬فيكون الباطن موافقا للظاهر‪ ،‬ولأن التمني قد يجّر إلى الأكل‪ ،‬والأكل قد يقود إلى القتل‪ ،‬فإن من‬ ‫يرتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪َ{ :‬وَلا تَتَ َمَنّ ْوا َما فَ َّض َل اَّلّل ِبِّّه بَ ْع َضك ْم َعلَى بَ ْع ٍض} ما هو التمني؟ التمني‪ :‬الطمع فيما يعسر أو يتعذر نيله‪.‬‬ ‫ينهى تعالى المؤمنين عن أن يتمن بعضهم ما فضل الله به غيره من الأمور الممكنة وغير الممكنة؛ فلا تتمنى‬ ‫النساء خصائص الرجال التي َبا ف َّضلهم على النساء‪ ،‬ولا صاحب الفقر والنقص حالة الغنى والكمال تمنيا مجردا لأن‬ ‫هذا هو الحسد‪ 11‬بعينه‪ .،‬لأنه يقتضي السخط على قدر الله والإخلاد إلى الكسل والأماني الباطلة التي لا يقترن َبا‬ ‫عمل ولاكسب‪ .‬ولكنه تعالى طلب إلينا أن نوجه الأنظار إلى ما يقع تحتكسبنا‪ ،‬ولا نوجهها إلى ما ليس فى‬ ‫استطاعتنا‪ ،‬فإنما الفضل بالأعمال الكسبية‪ ،‬فلا تتمنوا شيئا بغيركسبكم وعملكم‪.‬‬ ‫ما هي الغبطة وهل هي جائزة؟‬ ‫الغبطة‪ :‬هي أن يتمنى أن يكون له حال مثل حال صاحبه من دون أن يتمنى زوال ذلك الحال عن صاحبه‪ ،‬وذهب‬ ‫الجمهور إلى جواز ذلك‪ ،‬واستدلوا بالحديث الصحيح‪ \" :‬لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء‬ ‫الليل وآناء النهار‪ ،‬ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار\"‪.12‬‬ ‫قوله تعالى‪َ{:‬وا ْسأَلوا اَّلّلَ ِّم ْن فَ ْضِّلِّه} توجيه أنظار المؤمنين إلى مصدر الفضل والإحسان والإنعام وسعة فضل الله‬ ‫الدين‬ ‫ف‬ ‫فضله‬ ‫من‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫سؤال‬ ‫تنفد‪ ،‬وأ َّن‬ ‫لا‬ ‫خزائنه سبحانه ملأى‬ ‫فإ َّن‬ ‫أفمْليُرتَوواَّجهج إلبيهشبارلعاد‪،‬عاقءالوالمسسفأيلاة‪،‬ن‬ ‫وكرمه‪،‬‬ ‫ليعطي‪.‬‬ ‫إَّلا‬ ‫عيينة‪:‬لم يأمر بالسؤال‬ ‫بن‬ ‫والدنيا‬ ‫قوله تعالى‪ِ{:‬إّ َّن اَّلّلَ َكا َن ِبّك ِّل َش ْيٍء َعِّلي ًما (‪ :} )32‬وجوب مراقبة الله؛ لأن العاقل إذا علم أن الله سبحانه‬ ‫وتعالى يعلمه فسوف يراقب ربه بلسانه وجنانه وأركانه‪.‬‬ ‫************************‬ ‫ب) إعطاء الورثة حقهم من التركة‪ ،‬ونسخ التوارث ًبلتحالف‪ :‬الآية ‪33‬‬ ‫{َوِلّك ٍل َجَعْلنَا َمَواِّلَي ِّمَمّا تََرَك الَْواِلّ َدا ِّن َواْلأَقْ َربو َن َواَلّ ِّذي َن َعَق َد ْت أَيْمَانك ْم فَآتوه ْم نَ ِّصيبَه ْم ِإّ َّن اَّلّلَ َكا َن َعلَى ك ِّل َش ْيٍء َشِّهي ًدا (‪})33‬‬ ‫معاني المفردات‪:‬‬ ‫{َواَلّ ِّذي َن َعَق َد ْت أَيْمَانك ْم}‪َ :‬م ْن َحالَْفتموه ْم َعلَى الُنّ ْصَرِةّ‪.‬‬ ‫{َمَواِّلَي}‪َ :‬وَرثَةً‪.‬‬ ‫‪َ11‬تني نعمة الله على غيرك أن تكون لك ويسلب إياها‬ ‫‪12‬بوب عليه البخارى ًبب الاغتباط في العلم والحكم‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫وجه الربط‪ :‬لمَّا َّنى تعالى عن التمِنّي المذكور‪ ،‬وأمر بسؤال الله من فضله‪ ،‬أخبر تعالى بشيء من أحوال الميراث‪،‬‬ ‫فليَتّبِعك ّل أحد ما قسم الله له من الميراث‪ ،‬ولا يتم َّن ما ف َّضل الله به غيره عليه‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪َ{ :‬وِلّك ٍل َجَعْلنَا َمَواِّلَي ِّمَمّا تََرَك الَْواِلَّدا ِّن َواْلأَقْ َربو َن}‪ :‬ولكل واحد منكم جعلنا له َع َصبَة يرثون مما ترك‬ ‫الوالدان والأقربون من ميراث‪َ { ،‬واَلّ ِّذي َن َعَق َد ْت أَيْمَانك ْم فَآتوه ْم نَ ِّصيبَه ْم } والذين عقدتم معهم الأيمان المؤكدة على‬ ‫الحِْلف والنصرة فأعطوهم نصيبهم من الميراث‪ ،‬والتوارث بالحِْلفكان ف صدر الإسلام‪ ،‬ثم نُ ِسخ بقوله تعالى‪{ :‬وأولو‬ ‫الأرحام بعضهم أولى ببعض}‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ِ { :‬إّ َّن اَّلّلَ َكا َن َعلَىك ِّل َش ْيٍء َشِّهي ًدا (‪ { })33‬شهيدا}‪ :‬أي‪ :‬رقيبا مطلقا على كل شيء؛ وهذه الجملة‬ ‫استئنافية تفيد التهديد‪ِ ،‬تديد من أخفى شيئا مما يستحقه الوالدان والأقربون‪ ،‬والذين أعقد الأيمان بأنه إذا‬ ‫أخفاه فلن يغيب على الله سبحانه وتعالى لأنه هو على كل شي شهيد‪.‬‬ ‫******************************‬ ‫ج) تنظيم الأسرة‪ :‬ببيان قوامة الرجل على المرأة؛ قوامة رعاية لا تسلط‬ ‫وتكبر ومعالجة نشوز المرأة‪ :‬الآيات ‪35 ، 34‬‬ ‫{ال ِّر َجال قََّوامو َن َعلَى الِنّ َساِّء ِبّمَا فَ َّض َل اَّلّل بَ ْع َضه ْم َعلَى بَ ْع ٍض َوِبّمَا أَنَْفقوا ِّم ْن أَْمَواِِّلّ ْم فَال َّصالِّحَات قَاِنّتَا ٌت َحاِفّظَا ٌت ِلّْلغَْي ِّب ِبّمَا‬ ‫َحِّف َظ اَّلّل َوالَلّاِّت تَخَافو َن نشوَزه َّن فَِّعظوه َّن َوا ْهجروه َّن ِّفي الْ َم َضا ِّج ِّع َوا ْض ِّربوه َّن فَِّإ ْن أَطَْعنَك ْم فَلَا تَْبغوا َعلَْيِّه َّن َسِبّيًلا ِإّ َّن اَّلّلَ‬ ‫َكا َن َعِلًّيّا َكِبّيًرا (‪})34‬‬ ‫معاني المفردات‪:‬‬ ‫{نشوَزه َّن}‪ِّ :‬ع ْصيَاََّن َّن َوتََرُفّ َعه َّن َع ْن طَا َعِتّك ْم‪.‬‬ ‫{قَاِنّتَا ٌت}‪ :‬م ِّطيَعا ٌت لِّل تَ َعالَى َُثّ ِّلأَْزَوا ِّجِّه َّن‪.‬‬ ‫الله به بعضهم‬ ‫ابليّاِرجناتلفاووالنتسااءستماحقفاقَّضهمل‬ ‫تمإثِنّري‬ ‫الميراث‪ ،‬ونهى عن‬ ‫بهنعادالأعَلّنةبَاّيلنتيت اعاسلتىحن َّقصيَبابالكِّر ّلجاوال احلدزيادفة‬ ‫إجمالا‪.‬‬ ‫ف الميراث تفصيلا‬ ‫وجه الربط‪:‬‬ ‫على بعض‪ ،‬ذكر‬ ‫ما المقصود ب قوله تعالى‪{ :‬ال ِّرَجال قََّوامو َن َعلَى الِنّ َساِّء }؟‬ ‫قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى‪ ،‬من المحافظة على فرائضه وكفهن عن المفاسد‪ ،‬والرجال عليهم أن يلزموهن‬ ‫بذلك‪ ،‬وقوامون عليهن أيضا بالإنفاق عليهن‪ ،‬والكسوة والمسكن‪.‬‬ ‫ما السبب الموجب لقيام الرجال على النساء؟‬ ‫قال تعالى‪ِ{:‬بّمَا فَ َّض َل اَّلّل بَ ْع َضه ْم َعلَى بَ ْع ٍض َوِبّمَا أَنَفقوا ِّم ْن أَْمَواِِّلّ ْم} أي‪ :‬بسبب فضل الرجال على النساء وإفضالهم‬ ‫عليهن‪ ،‬فتفضيل الرجال على النساء من وجوه متعددة‪ :‬من كون الولايات مختصة بالرجال‪ ،‬والنبوة‪ ،‬والرسالة‪،‬‬ ‫‪32‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫واختصاصهم بكثير من العباداتكالجهاد والأعياد والجمع‪ ،‬وبما خصهم الله به من العقل والرزانة والصبر والجلد الذي‬ ‫ليس للنساء مثله‪ ،‬وكذلك خصهم بالنفقات على الزوجات بل وكثير من النفقات يختص َبا الرجال ويتميزون عن‬ ‫النساء‪.‬‬ ‫وإلاَوالزاأمْضوِهّرقبملوو‪:‬لهبهاَّلنموتههع}بار‪:‬لي‪،‬ى؛بب‪َ:‬عّيوندذ{لتأفَعانكاللببَىّصَّياولِنّحجَحاتاولعدتتاليمقَىاقِناّتَّلِوانمفاٌتساالتآءَحيااِّففخيظَاتَّاصألٌتهحَّنِيملّاْلااةغَللَْيلّرهاِلّجبَزِببلّوماَا‪،‬قجيِّيَحمةِاّفل‪:‬ثَعظالناّيَىلّل‪:‬الَموكالرأَلّةساِّبتيو؛عتََخَلّاوفلذولَنسنكب بشموباَزاهلَّخنق َفوَّصاِّعمهظةموبهبأاَّنلمنرَفوياقْهنا‪:‬جرتوهعَلّن ِّىفيالالْزَموجَضاا ِّج ِتّع‪،‬‬ ‫إَّما محسنات مطيعات لله تعالى قائمات بما يجب عليه َّن من حقوق الله‪ ،‬وحقوق الزوج ف حضوره‬ ‫بحفظ الله تعالى له َّن ومعونته‪.‬‬ ‫وذلك‬ ‫وإوَّمغايانباه‪،‬شزياحفتظ؛نوبهعَّنولاتلهعَاّنصبيأانفتس اهلمَّتنر‪،‬فِّعاوأمتوالهعمن‪،‬‬ ‫الزوجية وحقوقها وواجباتها‪.‬‬ ‫حدود‬ ‫أَثّر‬ ‫ما هو علاج نشوز المرأةكما ذكره الله ‪ ‬في الآية؟‬ ‫نفوسه ّن‪.‬‬ ‫ف‬ ‫إذا‬ ‫(المراحل الشرعية)‪ .1ً:‬الوعظ والإرشاد‬ ‫مراحل‬ ‫ثلاث‬ ‫على‬ ‫دواء‬ ‫له‬ ‫الله‬ ‫ذكر‬ ‫الهجر والإعراض ف المضجع ( المرقد )‪.‬‬ ‫ً‪.2‬‬ ‫ً‪ .3‬الضرب غير المبِّرح‪.‬‬ ‫فالأمور الثلاثة مرتبة أي لأنها لدفع الضرر‪ ،‬فاعتبر فيها الأخف فالأخف‪ ،‬وقيل إنه لا يهجرها إلا بعد عدم تأثير‬ ‫الوعظ‪ ،‬فإن أثّر الوعظ لم ينتقل إلى الهجر‪ ،‬وإنكفاه الهجر لم ينتقل إلى الضرب‪ ،‬وقال الشافعي‪ :‬الضرب مباح‬ ‫وتركه أفضل‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ { :‬فَِّإ ْن أَطَْعنَك ْم فَلَا تَْبغوا َعلَْيِّه َّن َسِبّيًلا ِإّ َّن اَّلّلَ َكا َن َعِلًّيّا َكِبّيًرا (‪ :})34‬يعني متى أطاعت المرأة زوجها لم‬ ‫يح ّل له أن يعتدي عليها ولا أن يُق ّصر ف حقها ؛ أي لا تتعرضوا لن بشيء مما يكرهن لا بقول ولا بفعل‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫أي لا تكلفوهن الحب لكم فإنه لا يدخل تحت اختيارهن‪ُ ،‬ث قال تعالى‪ِ { :‬إّ َّن اَّلّلَ َكا َن َعِّلًيّا َكِبّيًرا (‪ })34‬إشارة إلى‬ ‫الأزواج بخفض الجناح ولين الجانب‪ ،‬أي‪ :‬إنكنتم تقدرون عليهن فاذكروا قدرة الله عليكم فإنها فوقكل قدرة وهو‬ ‫بالمرصاد لكم‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ِ { :‬إّ َّن اَّلّلَ َكا َن َعِلًّيّا َكِبّيًرا (‪\" :})34‬هكذا ختمت آية النشوز‪ ،‬التي تهدد الأزواج من ظلم نسائهم‪،‬‬ ‫فإنهن وإن ضعفن عن دفع ظلمكم‪ ،‬وعجزن عن الانتصاف منكم‪ ،‬فالله سبحانه عل ّي قاهركبير قادر‪ ،‬ينتقم ممن‬ ‫‪33‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫ظلمهن وبغى عليهن‪ ،‬فلا تغتروا بكونكم أعلى يدا منهن وأكبر درجة منهن‪ ،‬فإن الله أعلى منكم‪ ،‬وأقدر منكم‪،‬‬ ‫فَ َخْتم الآية َبذين الاسمين‪ ،‬فيه تمام المناسبة\"‪.13‬‬ ‫قوله تعالى‪َ{ :‬وِإّ ْن ِّخْفت ْم ِّشَقا َق بَْيِنِّّه َما فَابْ َعثوا َح َك ًما ِّم ْن أَْهِلِّّه َو َح َك ًما ِّم ْن أَْهِّلَها} فإن لم تُثمر هذه المراحل الثلاث‬ ‫السابقة فحينئذ تأتي المرحلة الرابعة‪ :‬التحكيم‪:‬‬ ‫وذلك بإرسال حكمين‪ :‬أحدهما من أهله‪ ،‬والآخر من أهلها‪ ،‬للسعي ف إصلاح ذات بينهما بعد استطلاع حقيقة‬ ‫الحال بين الزوجين‪ ،‬ومعرفة سبب الخلاف‪.‬‬ ‫أي‪ :‬متى صدقت الإرادة وأخلص‬ ‫{ِإّ ْن ي ِّري َدا ِإّ ْصلَا ًحا ي َوِّف ِّق اَّلّل بَْينَه َما ِإّ َّن اَّلّلَ َكا َن َعِّلي ًما‬ ‫العليم سبحانه بظواهر الأمور‬ ‫َخِبّيًرا (‪} )35‬‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫والنّصح لوجه الله‪ ،‬فالله يوفقهما بمه َّمتهما ويهدي‬ ‫الحكمان‪ 14‬النَِّيّة‬ ‫إلى الخير‪ ،‬وهو‬ ‫وبواطنها‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ِ{ :‬إّ َّن اَّلّلَ َكا َن َعِّلي ًما َخِبّيًرا (‪ } )35‬الخبرة هي العلم ببواطن الأمور‪ ،‬والعلم بالظواهر والبواطن هو العلم ؛ وعلى‬ ‫هذا فيكون ذكر الخبير بعد العليم من باب ذكر الخاص بعد العام‪.‬‬ ‫لطيفة‪:‬‬ ‫أصلح إرادتك؛ تنال من التوفيق في حياتك بقدر ما فيك من رغبة الإصلاح؛ لقوله تعالى‪ِ{:‬إّ ْن ي ِّري َدا ِإّ ْصلَا ًحا‬ ‫ي َوِفّ ِّق اَّلّل بَْينَه َما }‪.15‬‬ ‫*******************************‬ ‫‪13‬محاسن التأويل‪ /‬القاسمي‪.‬‬ ‫‪ 14‬الضمير في قوله‪ (( :‬إن يريدا إصلاحا )) يعود إلى الحكمين‪.‬‬ ‫‪15‬د‪ .‬عبد الله ًبلقاسم‬ ‫‪34‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫‪35‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫‪36‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫الموضوع الأَّول‪ :‬وصايا سامية تسعد الإنسانَيّة‪ :‬الآيات ‪42 - 36‬‬ ‫قال تعالى‪َ{ :‬وا ْعبدوا اَّلّلَ َوَلا ت ْش ِّركوا ِبِّّه َشْيئًا َوًِّبلَْواِلّ َديْ ِّن ِإّ ْح َسانًا َوِبّ ِّذي الْقْرَب َوالْيَتَاَمى َوالْ َم َسا ِكّيِّن َوالْجَا ِّر ِّذي الْقْرَب َوالْجَا ِّر‬ ‫الْجن ِّب َوال َّصا ِّح ِّب ًِّبلْجَْن ِّب َوابْ ِّن ال َّسِبّي ِّل َوَما َملَ َك ْت أَيْمَانك ْم ِإّ َّن اَّلّلَ َلا يِّح ُّب َم ْن َكا َن مخْتَاًلا فَخوًرا (‪ )36‬اَلّ ِّذي َن يَْب َخلو َن َوََيْمرو َن‬ ‫الَنّا َس ًِّبلْب ْخ ِّل َويَ ْكتمو َن َما آتَاهم اَّلّل ِّم ْن فَ ْضِّلِّه َوأَ ْعتَ ْدنَا ِلّْل َكاِفّ ِّري َن َع َذاًًب مِّهينًا (‪َ )37‬واَلّ ِّذي َن ي ْنِّفقو َن أَْمَواَل ْم ِّرَئ َء الَنّا ِّس َوَلا‬ ‫ي ْؤِّمنو َن ًِّبَّلِّّل َوَلا ًِّبلْيَ ْوِّم اْلآ ِّخ ِّر َوَم ْن يَك ِّن ال َّشْيطَان لَه قَِّرينًا فَ َساءَ قَِّرينًا (‪َ )38‬وَماذَا َعلَْيِّه ْم لَْو آَمنوا ًِّبَّلِّّل َوالْيَ ْوِّم اْلآ ِّخ ِّر َوأَنَْفقوا ِّمَمّا‬ ‫َرَزقَهم اَّلّل َوَكا َن اَّلّل ِبِّهّ ْم َعِّلي ًما (‪ِ )39‬إّ َّن اَّلّلَ َلا يَظِّْلم ِّمثْ َقا َل َذَّرةٍ َوِإّ ْن تَك َح َسنَةً ي َضا ِّعْفَها َوي ْؤ ِّت ِّم ْن لَدنْه أَ ْجًرا َع ِّظي ًما (‪)40‬‬ ‫فَ َكْي َف ِإّ َذا ِّجْئنَا ِّم ْنك ِّل أَّمٍة ِبّ َشِّهي ٍد َوِّجْئنَا ِبّ َك َعلَى َهؤَلاِّء َشِّهي ًدا (‪ )41‬يَْوَمِئّ ٍذ يََوُّد اَلّ ِّذي َن َكَفروا َو َع َصوا الَّرسوَل لَْو ت َسَّوى ِبِّهّم‬ ‫اْلأَْرض َوَلا يَ ْكتمو َن اَّلّلَ َح ِّديثًا (‪} )42‬‬ ‫معاني المفردات‪:‬‬ ‫{َوابْ ِّن ال َّسِبّي ِّل} ‪ :‬المسافر استضاف أو لم يستضف‪.‬‬ ‫{َوالْجَا ِّر الْجن ِّب} ‪ :‬أي‪ :‬الأجنبي مؤمنا كان أوكافرا‪.‬‬ ‫{مخْتَالاً فَخوراً} ‪ :‬الاختيال‪ :‬الزهو ف المشي‪ ،‬والفخر والافتخار بالحسب والنسب والمال بتعداد ذلك وذكره‪.‬‬ ‫{قَِّريناً} ‪ :‬القرين‪ :‬الملازم الذي لا يفارق صاحبه مشدود معه بقرن‪ ،‬أي بحبل‪.‬‬ ‫{ت َسَّوى ِبِّهّم الأَْرض} ‪ :‬يكونون ترابا مثلها‪.‬‬ ‫{ِّم ْن لَدنْه} ‪ :‬من عنده‪.‬‬ ‫وجه الربط‪:‬‬ ‫هذه الفقرة تبدأ بالأمر بعبادة الله وحده‪ ،‬والنهي عن إشراك شيء به بحرف عطف يربط بين هذا الأمر‪ ،‬وهذا النهي‪،‬‬ ‫والأوامر السابقة الخاصة بتنظيم الأسرة ف أواخر الدرس الماضي‪ .‬فيدل هذا الربط بين الموضوعين على الوحدة الكلية‬ ‫الشاملة المتكاملة ف هذا الدين‪ .‬فليس هو مجرد عقيدة تستكن ف الضمير ولا مجرد شعائر تقام وعبادات ولا مجرد تنظيم‬ ‫دنيوي منقطع الصلة بالعقيدة وبالشعائر التعبدية‪ ..‬إنما هو منهج يشمل هذا النشاطكله‪ ،‬ويربط بين جوانبه‪ ،‬ويشدها‬ ‫جميعا إلى الأصل الأصيل‪ .‬وهو توحيد الله‪.‬‬ ‫‪ ‬ح ُّق الخالق‪ ،‬وحقوق الخلائق؛ [الحقوق العشر]‪ :‬آية ‪36‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬واعبدوا الله} قيل العبودية أربعة الوفاء بالعهود والرضا بالموجود والحفظ للحدود والصبر على‬ ‫المفقود‪.16‬‬ ‫الشرك نوعان‪ :‬شرك أكبر مخرج عن الملة‪ ،‬وشرك دون ذلك‪:‬‬ ‫النوع الأول‪ :‬الشرك الأكبر‪ ،‬وهو‪\" :‬كل شرك أطلقه الشارع وهو يتضمن خروج الإنسان عن دينه\" مثل أن يصرف‬ ‫‪16‬تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل (‪)356 /1‬‬ ‫‪37‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫شيئا من أنواع العبادة لله عز وجل لغير الله‪،‬كأن يصلي لغير الله‪ ،‬أو يصوم لغير الله‪ ،‬أو يذبح لغير الله‪ ،‬النوع الثاني‪:‬‬ ‫الشرك الأصغر وهو‪\" :‬كل عمل قولي‪ ،‬أو فعلي أطلق عليه الشرع وصف الشرك ولكنه لا يخرج من الملة\" مثل‬ ‫الحلف بغير الله فإن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪\" :‬من حلف بغير الله فقدكفر أو أشرك\"‪،‬‬ ‫ومن أنواع الشرك الأصغر‪ :‬الرياء؛ وهو الشرك ف العبادة‪ ،‬أي‪ :‬أن يفعل شيئا من العبادات التي أمر الله بفعلها له‬ ‫لغيره وهذا هو الذي سيقت الآيات والأحاديث لبيان تحريمه‪ ،‬وهو مبطل للأعمال‪ ،‬وفي الحديث‪{:‬خرج علينا‬ ‫الدجاِل\"‪،‬‬ ‫عندي من المسي ِح‬ ‫عليكم‬ ‫هو أخو ُف‬ ‫بل‪‬ى‪،‬ونحفقُنا نلت‪:‬ذا\"اكلُرشالرمُكسيالَحخفالُّيد؛جأانَلي‪،‬قفوقَما الل‪:‬رج\"أُلَلايُأُصلخبريكفميُبزيِمّاُن‬ ‫رسوُل اللهِ‬ ‫نظِر رجل\"‪.17‬‬ ‫يرى من‬ ‫صلاتَه لما‬ ‫قال قلنا‪:‬‬ ‫قوله تعالى‪َ{ :‬وا ْعبدوا اَّلّلَ َوَلا ت ْش ِّركوا ِبِّّه َشْيئًا َوًِّبلَْواِلّ َديْ ِّن ِإّ ْح َسانًا} عطف حق الوالدين على حق الله تعالى‪ ،‬ما دلالة عدم‬ ‫ذكر حق الرسول ‪‬؟‬ ‫حق الرسول ‪ ‬أعظم من حق الوالدين‪ ،‬لكنه داخل ف حق الله؛ لأن العبادة لا تتم إلا بالإخلاص لله ومتابعة الرسول‬ ‫‪ ،‬والمتابعة هي أداء حق الرسول ‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪َ{ :‬وًِّبلَْواِلّ َديْ ِّن ِإّ ْح َساناً} ما دلالة الأمر ًبلإحسان مع الوالدين ولم ينهنا عن العقوق؟‬ ‫إن معاملة الوالدين لا تخلوا من إحدى حالات ثلاثة‪ :‬إساءة ‪ ،‬إحسان‪ ،‬لا إساءة ولا إحسان؛ والمأمور به هو‬ ‫الإحسان‪ ،‬وضده الإساءة أو لا إساءة ولا إحسان؛ إذا فلابد من إحسان بالوالدين‪ ،‬لأنه قد لا يعق الأولاد وأيضا لا‬ ‫يحسنوا وهذا تقصير ف حقهما‪ ،‬والمأمور به الإحسان للوالدين وليس فقط عدم العقوق‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬وبذي القرب} فائدة إعادة حرف الجر ف \" ذي القرب \" الإشارة إلى أن الإحسان إلى القرابة‬ ‫مستقل؛ بمعنى أنه لو فرض أن الرجل ليس له والدان فحق القرابة ثابت‪ ،‬لا نقول إن حقهما مبني على حق الوالدين‬ ‫تابع له؛ لأن الوالدين قد يكونان ميتين ‪ ،‬فحق القرابة باقي‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬والجار ذي القرب والجار ذي الجنب}‪ :‬الأمر بالإحسان إلى الجار سواء كان قريبا أم بعيدا‪ ،‬وقد‬ ‫ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال‪( :‬من كان يؤمن ًبلل واليوم الآخر فليكرم جاره) فعلّق الرسول ‪‬‬ ‫الإيمان يعنيكمال الإيمان على إكرام الجار ‪ ،‬والإكرام ضد الإهانة‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫الَِِّل‬ ‫رسوَل‬ ‫سَِمْع ُت‬ ‫فإِنّي‬ ‫اليَهود ِّي‪،‬‬ ‫لجاري‬ ‫أَنظّنَهُنذُبت َحأَنّهُشاسةيُوفِّرثُقهُاَل}‪18:‬أَ‪ْ.‬ه َديتُْم‬ ‫يعوب ِدصيناليَِّلِبابلجِنا ِر‪َ،‬عمحرَوتّى‪،‬‬ ‫{عن‬ ‫وف الحديث‪:‬‬ ‫جبري ُل‬ ‫يقوُل ‪:‬ما َزاَل‬ ‫‪17‬الراوي ‪ :‬أبو سعيد الخدري | المحدث ‪ :‬الألباني | المصدر ‪ :‬صحيح ابن ماجه‬ ‫‪18‬الراوي ‪ :‬عبدالله بن عمرو | المحدث ‪ :‬الوادعي | المصدر ‪ :‬الصحيح المسند‪ /‬خلاصة حكم المحدث ‪ :‬صحيح‬ ‫‪38‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬والصاحب ًبلجنب} الصاحب بالجنب يعني‪ :‬الذي يصاحبك ف جنبك؛ وقد اختلف المفسرون فيه‬ ‫فقيل‪ :‬إنه الزوجة ‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه صاحبك ف السفر‪ ،‬واللفظ يحتمل المعنيين فيحمل عليهما‪ ،‬فالإنسان مأمور بأن يحسن‬ ‫بالصاحب بالجنب أي بالزوجة أو بالصاحب ف السفر أو كل منكانت بينك وبينه صحبه ف عمل‪ ،‬ف حضر؛ لأنكل‬ ‫واحد منهم له حق بالصحبة‪.‬‬ ‫تعالى أمر بالإحسان إلى‬ ‫الأمر بالشيء نهي عن ضده ؛ فإذاكان الله‬ ‫ووْمج ُهنهُأ‪:‬شأدن‬ ‫ذكر‪،‬‬ ‫ثم اليتامى ثم المساكين ثم‬ ‫ما يكون الإساءة إلى الوالدين ثم ذوي القرب‬ ‫حرام‪،‬‬ ‫تحريم الإساءة إلى من‬ ‫هؤلاء فالإساءة إلى هؤلاء‬ ‫الجيران ‪ ،‬وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم‪( :‬والذي نفسي بيده لا يؤمن من لا َيمن جاره بوائقه) يعني ظلمه‬ ‫وغشمه‪ ،‬فنفى الإيمان عن الشخص الذي لا يأمن جاره بوائقه فكيف بمن أصابته بوائق جاره‪ ،‬فذلك يكون أشد‪،‬‬ ‫نسأل الله السلامة‪.‬‬ ‫أهل السنة والجماعة يثبتون المحبة لل‪ ،‬وأن محبته تتعلق ًبلأعمال؛ فقد سئل الرسول ‪ { :‬أي العمل أحب‬ ‫إلى الله ؟ قال الصلاة على وقتها الله}‪ ،‬وتتعلق ًبلأشخاص؛ كقول الرسول ‪ { :‬إن الله اتخذني خليلاكما اتخذ‬ ‫ابراهيم خليلا} والخلة أعلى أنواع المحبة‪ ،‬وتتعلق ًبلأزمنة؛ مثل قوله‪{ :‬ما من أيام العمل الصالح َبن أحب إلى الله‬ ‫من هذه الأيام العشر} ‪ ،‬وتتعلق ًبلأمكنة؛ حديث الرسول ‪ {:‬أح ُّب البلاِد إلى اللهِ مساج ُدها}‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ِ{:‬إّ َّن اَّلّلَ َلا يِّح ُّب َم ْن َكا َن مخْتَاًلا فَخوًرا (‪ُ })36‬ختمت الآية المشتملة على هذه الوصايا العظيمة َبذه‬ ‫الخاتمة؛ لأن الغالب أن من يستكبر عن عبادة الله وعن هذه الوصايا النافعة الغالب عليه أن فيه اختيالا وفيه فخرا‬ ‫واستنكافا واستكبارا‪.‬‬ ‫لما قال في ختام آية الحقوق العشر‪{ :‬إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا} مختالا ف هيئته ‪ ،‬فخورا ف لسانه‬ ‫بقوله ؛ والمراد بالفخور الذي يتحدث بما هو عليه من الصفات افتخارا على الناس لا إخبارا بنعمة الله عز وجل‪ ،‬فأما‬ ‫إذا كان إخبارا بنعمة الله فإنه تحدث بنعمة الله وهو مشروع ؛ بَّين الله من صفات هذا المختال الفخور فقال‪:‬‬ ‫{الذين يبخلون وَيمرون الناس ًبلبخل}‪.‬‬ ‫‪ ‬الَتّحذير من ال ِّكبْر‪ ،‬والبخل‪ ،‬والإنفاق رَئء النَاس‪ ،‬وتوبيخ فاعله‪ :‬الآيات ‪39 - 37‬‬ ‫قوله تعالى‪{:‬الذين يبخلون وَيمرون الناس ًبلبخل َويَ ْكتمو َن َما آتَاهم اَّلّل ِّم ْن فَ ْضِّلِّه }؛ رجح الطبري‪ 19‬قول من قال‬ ‫أَّنم اليهود فقال‪\" :‬وأولى الأقوال بالصواب ف ذلك‪ ،‬قول من قال أَّنم اليهود الذين يبخلون بتبيين ما أمرهم الله‬ ‫بتبيينه للناس‪ ،‬من اسم محمد ‪ ‬ونعته وصفته التي أنزلها فكتبه على أنبيائه‪ ،‬وهم به عالمون‪ ،‬ويأمرون الناس الذين‬ ‫‪[19‬جامع البيان‪ /‬ابن جرير الطبري‪ /‬بتصرف بسيط]‬ ‫‪39‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫يعلمون ذلك مثل علمهم‪ ،‬بكتمان ما أمرهم الله ‪ ‬بتبيينه‪ ،‬ويكتمون ما آتاهم الله ‪ ‬من علم ذلك ومعرفته\"‪.20‬‬ ‫قوله تعالى‪َ{:‬ويَ ْكتمو َن َما آتَاهم اَّلّل ِّم ْن فَ ْضِّلِّه }‪ :‬ذم من يكتم ما آتاه الله من فضله ؛ والكتمان نوعان‪ :‬كتمان‬ ‫فعلي‪ ،‬وكتمان قولي ؛ الكتمان الفعلي ألا يرى أثر نعمة الله على العبد‪ ،‬فيعطيه الله المال فيخرج إلى الناس بلباس‬ ‫الفقراء لا تعففا ولكن بخلا‪ .‬والكتمان القولي أن يتحدث عند الناس فيقول‪ :‬أنا ليس عندي مال‪ ،‬أو يزيد ويقول‪:‬‬ ‫أنا فقير‪ ،‬أو ما أشبه ذلك ‪ ،‬والآية تدل على ذمكتمان ما آتى الله من فضله‪.‬‬ ‫الثناء على الكرماء الآمرين ًبلكرم المظهرين للفضل؛ وتؤخذ من أَنّه إذا ذم الشيء فضده ممدوح‪ ،‬فالكرماء‬ ‫يُِح ّب‬ ‫يرى‬ ‫أن‬ ‫الله‬ ‫إن‬ ‫{‬ ‫الحديث‪:‬‬ ‫ف‬ ‫جاء‬ ‫ولهذا‬ ‫هذا‪،‬‬ ‫على‬ ‫يمدحون‬ ‫أنهم‬ ‫لاشك‬ ‫الله‬ ‫لفضل‬ ‫والمظهرون‬ ‫بالكرم‬ ‫والآمرون‬ ‫عبدِه}‪.21‬‬ ‫على‬ ‫أثَر نعمتهُ‬ ‫ختمت الآية بقوله تعالى‪َ{:‬وأَ ْعتَ ْدنا ِلّْلكاِفّ ِّري َن َعذاًبً مِّهيناً}‪ :‬وضع الظاهر موضع المضمر؛ إشعارا بأن من هذا‬ ‫شأنه فهوكافر بنعمة الله تعالى‪ ،‬ومنكانكافرا بنعمة الله تعالى فله عذاب يهينه‪،‬كما أهان النعمة بالبخل والإخفاء‪.‬‬ ‫الصنف الثاني من المختال الفخور‪ :‬قوله تعالى‪َ{:‬واَلّ ِّذي َن ي ْنِّفقو َن أَْمَواَل ْم ِّرَئ َء الَنّا ِّس َوَلا ي ْؤِّمنو َن ًِّبَّلِّّل َوَلا ًِّبلْيَ ْوِّم اْلآ ِّخ ِّر}‪:‬‬ ‫ذكرنا الصنف الأول‪{ :‬الذين يبخلون وَيمرون الناس ًبلبخل}ورجح الطبري أَّنم اليهود‪ ،‬والصنف الثاني‪:‬‬ ‫اختلف المفسرون فيه؛ قال مجاهد‪ :‬إن هذا من صفة اليهود‪ ،‬وقال الطبري‪ :‬هو بصفة أهل النفاق الذين كانوا أهل‬ ‫شرك أشبه منه بصفة اليهود؛ لأن المنافقين أظهروا الإسلام تقية من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل الإيمان به‪،‬‬ ‫وهم على كفرهم مقيمون‪ ،‬أما اليهود كانت توحد الله ‪ ‬وتصدق بالبعث والمعاد‪ ،‬وكذلك قال الجمهور أَّنا نزلت‬ ‫في المنافقين‪ ،22‬وهذا هو الصحيح‪.‬‬ ‫وهي‬ ‫والاصطحاب‪،‬‬ ‫وهي الملازمة‬ ‫َوَم ْن يَك ِّن ال َّشْيطَان لَه قَِّرينًا فَ َساءَ قَِّرينًا (‪\" :})38‬القرين\"‪ :‬من المقارنة‬ ‫قوله تعالى‪{:‬‬ ‫له‪ ،‬فمن يكن‬ ‫الموَفّق عاص‬ ‫ُخلطة وتواّد‪ ،‬أي يقارنه دائما‪ ،‬والإنسانكله يقارنه الشيطان‪ ،‬لكن‬ ‫هاهنا مقارنة مع‬ ‫الشيطان له مصاحبا وملازما‪ ،‬أوشك أن يطيعه فتسوء عاقبته‪.‬‬ ‫متى يصبح الشيطان قرينا للإنسان؟ وكيف أعلم ذلك؟ وما السبيل لدفعه؟‬ ‫‪20‬سبب الترجيح‪ :‬لأن الله ‪ ‬وصفهم بأَّنم َيمرون الناس ًبلبخل‪ ،‬ولم يبلغنا عن أمة من الأمم أَّناكانت تأمر الناس ًبلبخل ديانة ولا تخلقا‪ ،‬بل ترى ذلك قبيحا وتذم‬ ‫فاعله؛ وَتدح ‪ -‬وإن هي تخلقت ًبلبخل واستعملته في أنفسها ‪ -‬السخاء والجود‪ ،‬وتعده من مكارم الأخلاق‪.‬‬ ‫‪21‬الراوي ‪ :‬جد عمرو بن شعيب | المحدث ‪ :‬الترمذي | المصدر ‪ :‬سنن الترمذي‪ /‬خلاصة حكم المحدث ‪ :‬حسن‬ ‫‪22‬وإنفاقهم‪ :‬هو ماكانوا يعطون من زكاة‪ ،‬وينفقون في السفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‪« ،‬رياء» ودفعا عن أنفسهم‪ ،‬لا إيمانا ًبلل‪ ،‬ولا حبا في دينه‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫قال الله تعالى‪{ :‬ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين}‪ ،‬إذا أعرض عن ذكر الله جاءه‬ ‫الشيطان فصار يأمره بالمنكر وينهاه عن المعروف‪ ،‬فإذا وجدت ذلك ف نفسك‪ ،‬فعليك أن تلجأ إلى الله؛ لأن الله‬ ‫أمرك بذلك؛ قال تعالى‪{ :‬وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ ًبلل إنه هو السميع العليم} فهو يسمع‬ ‫استعاذتك ويعلم حالك‪ ،‬ويعلمكيف يدفع الشيطان عنك‪.‬‬ ‫إن كل إنسان له قرين؛ فقد جاء ف الحديث المرفوع ف صحيح مسلم‪ { :‬عن عبد الله بن مسعود ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ \":‬ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن\"‪.‬قالوا‪ :‬وإياك يا رسول‬ ‫الله ؟ قال‪\" :‬وإياي‪ ،‬إلا أن الله أعانني عليه فأسلم‪ ،‬فلا َيمرني إلا بخير\"‪ { ،‬فأسلم} يقال إنه روي بضم الميم \"‬ ‫وأما على رواية الفتح فليس‬ ‫منه‪،‬‬ ‫أسلم‬ ‫الضم فالمعنى‪ :‬أعانني الله فأنا‬ ‫على رواية‬ ‫؛ أما‬ ‫ف؛أسولل َمكن\"ه‬ ‫بالفتح \"‬ ‫وروي‬ ‫افلمأراسدل ُمأن\"‬ ‫الإسلام لأنه شيطان‪ ،‬فإذا‪:‬‬ ‫من‬ ‫وليس‬ ‫ظاهرا؛ فهو من الاستسلام‬ ‫استسلاما‬ ‫أسلم‬ ‫أسلم لله‬ ‫القرين‬ ‫على الوجه الثاني يكون الله تعالى أعان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عليه حتى ذّل وخضع واستسلم‪ ،‬فلا يأمر‬ ‫إلا بخير‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪َ{ :‬وَماذَا َعلَْيِّه ْم لَْو آَمنوا ًِّبَّلِّّل َوالْيَ ْوِّم الآ ِّخ ِّر َوأَنَْفقوا ِّمَمّا َرَزقَهم اَّلّل َوَكا َن اَّلّل ِبِّهّ ْم َعِّلي ًما}‪ :‬أي شيء عليهم‬ ‫وأي حرج ومشقة تلحقهم لو حصل منهم الإيمان بالله الذي هو الإخلاص‪ ،‬وأنفقوا من أموالهم التي رزقهم الله وأنعم‬ ‫َبا عليهم فجمعوا بين الإخلاص والإنفاق‪ ،‬ولماكان الإخلاص سًّرا بين العبد وبين ربه‪ ،‬لا يطلع عليه إلا الله أخبر‬ ‫تعالى بعلمه بجميع الأحوال فقال تعالى‪َ{ :‬وَكا َن اَّلّل ِبِّهّ ْم َعِلّي ًما}‪.‬‬ ‫‪ ‬تنزيه الله تعالى عن ال ُظّلم‪ :‬آية ‪36‬‬ ‫لما قال تعالى‪{ :‬وماذا عليهم لو آمنوا ًبلل واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله}‪ ،‬يذكر الله أَنّه لا يبخس أحدا‬ ‫من خلقه أنفق ف سبيله مما رزقه‪ ،‬من ثواب نفقته ف الدنيا‪ ،‬ولا من أجرها يوم القيامة مثقال ذرة ولكنه يجازيه به‬ ‫ويثيبه عليه؛ فقال تعالى‪ِ{:‬إّ َّن اَّلّلَ َلا يَظِّْلم ِّمثْ َقا َل َذَّرٍة }‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ِ { :‬إّ َّن اَّلّلَ َلا يَظِّْلم ِّمثْ َقا َل ذََّرٍة َوِإّ ْن تَك َح َسنًَة ي َضا ِّعْفَها َوي ْؤ ِّت ِّم ْن لَدنْه أَ ْجًرا َع ِّظي ًما (‪ :})40‬انتفاء الظلم‬ ‫عن الله ‪ ،‬وهذا النفي يتضمن إثباتكمال العدل‪ ،‬وليس المراد به مجرد انتفاء الظلم؛ لأن مجرد انتفاء الظلم لا يدل‬ ‫علىكمال‪ ،‬وقد قال الله تعالى‪ (( :‬ولل المثل الأعلى )) أي الوصف الأعلى؛ وأنه لكمال عدله لا يظلم‪ ،‬قال الله‬ ‫تعالى‪{ :‬ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا ُياف ظلما ولا هضما}(طه‪ ،)112 :‬وهذه القاعدة تكون ف‬ ‫جميع ما نفى الله عن نفسه‪،‬كل ما نفى الله ‪ ‬عن نفسه فإنه لا يُراد به مجرد النفي إنما يراد به إثباتكمال الضد‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬ويؤت من لدنه أجرا عظيما} أن الحسنة ُتذب الحسنة؛ لأن هذا الأجر قد يكون سببه زيادة‬ ‫الحسنات بسبب الحسنة الأولى‪ ،‬فمن نعمة الله ‪ ‬أن الإنسان إذا عمل العمل الصالح وفق لعمل آخر‪.‬‬ ‫‪ ‬شهادة الأنبياء على أقوامهم‪ ،‬وشهادة الَنّبُّي على أَّمته‪ ،‬وسوء حال الكافرين‪ :‬الآيات ‪42 - 40‬‬ ‫إذا كان الله ‪ ‬لا يضيع من عمل العاملين مثقال ذرة‪ ،‬فكيف يكون الناس إذا جمعهم الله وجاء بالشهداء‬ ‫عليهم وهم أنبياؤهم‪ ،‬فما من أمة إلا لها بشير ونذير؛ فقال تعالى‪{ :‬فَ َكْي َف ِإّذَا ِّجْئنَا ِّم ْنك ِّل أَّمٍة ِبّ َشِّهي ٍد َوِّجْئنَا ِبّ َك َعلَى َهؤَلاِّء‬ ‫َشِّهي ًدا (‪.} )41‬‬ ‫قال ابن عباس‪ :‬إَنّه يؤتى بنبي ك ّل أمة يشهد عليها ولها؛ {فَ َكْي َف ِإّذَا ِّجْئنَا ِّم ْن ك ِّل أَّمٍة ِبّ َشِّهي ٍد}‪ .‬وهناك شهادة‬ ‫عامة وهي شهادة هذه الأمة على ما قبلها من الأمم كما قال تعالى‪{ :‬وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على‬ ‫الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪َ{ :‬وِّجْئنَا ِبّ َك َعلَى َهؤَلاِّء َشِّهي ًدا (‪ })41‬قال بعض المفسرين‪ :‬إن الإشارة «َبؤلاء» إلى كفار قريش‬ ‫وغيرهم من الكفار‪ ،‬وإنما خص كفار قريش بالذكر لأن وطأة الوعيد أشد عليهم منها على غيرهم‪ ،‬وقيل‪ :‬المشار إليه‬ ‫أمة محمد ‪( ‬قاله الطبري والشيخ بن عثيمين)‪ ،‬والذي نراه أولى هو‪\" :‬أن شهادة النبي صلى الله عليه وسلم تشمل‬ ‫كل ذلك أى تشمل شهادته على قومه بأنه قد بلغهم رسالة الله‪ ،‬وشهادته للأنبياء السابقين بأنهم نصحوا لأقوامهم‬ ‫وبلغوا رسالة رَبم‪ ،‬لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطاه الله تعالى‪ -‬من المنزلة العالية ما لم يعط أحدا سواه\"‪.23‬‬ ‫يقول تعالى‪{ :‬يَْوَمِئّ ٍذ يََوُّد اَلّ ِّذي َن َكَفروا َو َع َصوا الَّرسوَل لَْو ت َسَّوى ِبِّهّم اْلأَْرض َوَلا يَ ْكتمو َن اَّلّلَ َح ِّديثًا (‪ })42‬ف ذلك‬ ‫بشهادة‬ ‫االلمحعلكمو‪،‬مكاعلميُلهمال‪:‬عفديلس‪،‬عكدا أمقلوااملحبالكفموةز‪،‬‬ ‫وحهنكامكبهينقكاسممُل‬ ‫جمع‪ :‬أ َّن من‬ ‫الذي‬ ‫يكون ذلك الحكم العظيم‬ ‫العظيم‬ ‫اليوم‬ ‫والفلاح‬ ‫اَلّ ِذي َن‬ ‫{يَ ْوَمئِذ‬ ‫المحكوم عليه‪،‬‬ ‫إقرار‬ ‫وهم الرسل على أممهم مع‬ ‫الخلق‬ ‫أزكى‬ ‫َوَع َصُوا‬ ‫َكَفُروا‬ ‫يََوُّد‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ولهذا‬ ‫والعز والنجاح‪ ،‬ويشقى أقوام بالخزي والفضيحة والعذاب المهين؛‬ ‫الَّر ُسوَل} أي‪ :‬جمعوا بين الكفر بالله وبرسوله ومعصيِة الرسول‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬لَْو ت َسَّوى ِبِّهّم اْلأَْرض}‪ :‬أي يدفنون فيها ولا يظهرون فيها‪ ،‬فيكونون كأنهم جزء من الأرض ولا‬ ‫يحاسبون‪.‬‬ ‫‪23‬التفسير الوسيط لطنطاوي (‪)154 /3‬‬ ‫‪42‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫كيف نجمع بين قوله تعالى‪{:‬والله ربنا ما كنا مشركين}[سورة الأنعام‪،]23 :‬وبين قوله تعالى‪َ{:‬وَلا يَ ْكتمو َن اَّلّلَ َح ِّديثًا‬ ‫(‪})42‬؟‬ ‫عن سعيد بن جبير قال‪ :‬أتى رجل ابن عباس رضي الله عنهما فقال‪ :‬سمعت الله تعالى يقول‪{ :‬والله ربنا ما كنا‬ ‫مشركين} [سورة الأنعام‪ ،]23 :‬وقال ف آية أخرى‪\":‬ولا يكتمون الله حديثا\"‪ .‬فقال ابن عباس رضي الله عنهما ‪ [:‬أما‬ ‫قوله‪\":‬والله ربنا ما كنا مشركين\"‪ ،‬فإنهم لما رأوا أنه لا يدخل الجنة إلا أهل الإسلام قالوا‪\":‬تعالوا فلنجحد\"! فقالوا‪\":‬والله‬ ‫ربنا ماكنا مشركين\"! فختم الله على أفواههم‪ ،‬وتكلمت أيديهم وأرجلهم‪ ،‬فلا يكتمون الله حديثا]‪.‬‬ ‫الموضوع الَثّاني‪ :‬الآية ‪43 ‬‬ ‫الَنّهي عن ال َّصلاة حال ال ُّس ْكر‪ ،‬ومشروعَيّة التيمم عند فقد الماء‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬يَا أَُيَّها اَلّ ِّذي َن آَمنوا َلا تَ ْقَربوا ال َّصلَاةَ َوأَنْت ْم س َكاَرى َح َتّى تَ ْعلَموا َما تَقولو َن َوَلا جنبًا ِإَّّلا َعاِبِّّري َسِبّي ٍل َح َتّى‬ ‫تَغْتَ ِّسلوا َوِإّ ْنكْنت ْم َمْر َضى أَْو َعلَى َسَف ٍر أَْو َجا َء أَ َح ٌد ِّمْنك ْم ِّم َن الْغَاِئّ ِّط أَْو َلاَم ْستم الِنّ َساءَ فَلَ ْم َِّتدوا َماءً فَتَيَ َّمموا َصِّعي ًدا طَِيّبًا‬ ‫فَاْم َسحوا ِبّوجوِّهك ْم َوأَيْ ِّديك ْم ِإّ َّن اَّلّلَ َكا َن َعفًّوا غَفوًرا (‪})43‬‬ ‫في قوله تعالى‪{ :‬يَا أَُيَّها اَلّ ِّذي َن آَمنوا َلا تَْقَربوا ال َّصلَاَة َوأَنْت ْم س َكاَرى} ينهى تعالى عباده المؤمنين أن يقربوا الصلاة‬ ‫وهم سكارى‪ ،‬حتى يعلموا ما يقولون‪ ،‬وهذا شامل لقربان مواضع الصلاة‪،‬كالمسجد‪ ،‬وشامل لنفس الصلاة‪ ،‬فإنه لا‬ ‫يجوز للسكران صلاة ولا عبادة‪ ،‬وهذه الآية الكريمة منسوخة بتحريم الخمر مطلقا‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪َ { :‬ح َتّى تَ ْعلَموا َما تَقولو َن}‪ :‬إن مقصود الصلاة الذي هو روحها ولبها الخشوع وحضور القلب‪ ،‬فإن‬ ‫الخمر يسكر القلب‪ ،‬ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة‪ ،‬ويؤخذ من المعن‪ :‬منع الدخول ف الصلاة ف حال النعاس‬ ‫المفرط‪ ،‬الذي لا يشعر صاحبه بما يقول ويفعل‪ ،‬وفيه إشارة إلى أنه ينبغي لمن أراد الصلاة أن يقطع عنهكل شاغل‬ ‫يشغل فكره‪،‬كمدافعة الأخبثين والتوق لطعام ونحوه كما ورد في ذلك الحديث الصحيح‪[ :‬لا يقوم أحدكم إلى‬ ‫ال َّصلاِّة وهو بحضرِّة ال َطّعاِّم ولا هو يداِفّعه الأخبثا ِّن ‪:‬الغائط والبول]‪.24‬‬ ‫قوله تعالى‪َ{ :‬وَلا جنبًا ِإَّّلا َعاِبِّّري َسِبّي ٍل َح َتّى تَغْتَ ِّسلوا}‪ :‬ولا تقربوا أماكن الصلاة وأنتم جنبا إلا عابري سبيل أي‪:‬‬ ‫مارين َبا مرورا‪.‬‬ ‫أن الله تعالى أًبح التيمم في حالتين‪:‬‬ ‫‪24‬الراوي ‪ :‬عائشة | المحدث ‪ :‬ابن حبان | المصدر ‪ :‬صحيح ابن حبان‪/‬خلاصة حكم المحدث ‪ :‬أخرجه في صحيحه‬ ‫‪43‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫أ‪ -‬حال عدم الماء‪ ،‬وهذا مطلقا ف الحضر والسفر‪ ،‬وحال المشقة باستعماله بمرض ونحوه‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬واختلف المفسرون ف معنى قوله‪{ :‬أَْو لاَم ْستم الِنّ َساءَ} هل هي بمعنى اللمس أو بمعنى الجماع‪ ،‬والصواب أن‬ ‫المراد َبا الجماع من أجل أن تكون ف مقابل قوله‪ {:‬أو جاء أحد منكم من الغائط} لأن ف قوله‪ { :‬أو جاء أحد‬ ‫منكم من الغائط } إشارة إلى الحدث الأصغر ‪{ ،‬أو لامستم النساء} إشارة إلى الحدث الأكبر فيكون ف هذا ذكر‬ ‫الحدثين جميعا‪.‬‬ ‫واستدل الفقهاء بقوله‪{ :‬فَلَ ْم َِّتدوا َماءً} بوجوب طلب الماء عند دخول الوقت‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬فَتَيَ َّمموا َصِّعي ًدا طَِيّبًا} بالصعيد الطيب‪ ،‬وهو كل ما تصاعد على وجه الأرض سواء كان له غبار أم لا‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬فَاْم َسحوا ِبّوجوِّهك ْم َوأَيْ ِّديك ْم} هذا محل المسح ف التيمم‪ :‬الوجه جميعه واليدان إلى الكوعين‬ ‫(الكفين)‪ ،25‬ويستحب أن يكون ذلك بضربة واحدة‪ ،‬وفيه أن تيمم الجنب كتيمم غيره‪ ،‬بالوجه واليدين‪.‬‬ ‫{ ِإّ َّن اَّلّلَ َكا َن َعفًّوا غَفوًرا (‪ })43‬الجملة هذه تعليل لما سبق من الأحكام أي لعفوه ومغفرته شرع لكم التيمم عند‬ ‫عدم وجود الماء أو عند المرض؛ والَعُفو هو المتجاوز عن عباده ف ترك الواجب وفعل المحرم‪ ،‬وعفو الله عز وجل عفو‬ ‫كامل مقرون بالقدرة‪ ،‬وقوله‪ (( :‬غفورا )) الغفور هو الساتر للذنوب المتجاوز عنها فإذا أضيف العفو إلى المغفرة‬ ‫حصل الكمال وهو أن العفو لترك الواجب والمغفرة لفعل المحرم‬ ‫متشابهات‪:‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬فامسحوا ِبّوجوِّهك ْم َوأَيْ ِّديَك ْم} فى هذه السورة وزاد فى المائدة {فامسحوا ِبّوجوِّهك ْم َوأَيْ ِّديَك ْم ِّمنه}‬ ‫لأَ َّن المذكور فى هذه الآية بعض أَحكام الوضوِّء والتيمم‪ ،‬فحسن الحذف؛ والمذكور فى المائدة جميع أَحكامهما‪،‬‬ ‫فحسن الِّإثبات والبيان‪.‬‬ ‫****************************‬ ‫الموضوع الَثّالث‪ :‬تحذير المؤمنين من عدوهم الخارج ِّي‪ ،‬وبيان دور اليهود الَتّخريبي في المجتمع الإسلام ِّي‪ :‬الآيات‬ ‫‪57 - 44‬‬ ‫تعجيب المؤمنين من سوء أحوال أولئك أحبار اليهود‪ ،‬والَتّحذير من موالاِتم أو الاستماع إلى أكاذيبهم‬ ‫وشبهاِتم‪ ،‬الآيات ‪46 - 44‬‬ ‫‪25‬اليد في القرءان إذا اطلقت يراد به الكف ‪ ,‬وإذا أريد بها ما زاد على ذلك قيدت ‪,‬قال الله عزوجل ( وال َّسا ِّرق َوال َّسا ِّرقَة فَاقْطَعواْ أَيْ ِّديَه َما) أي أكفهما‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫{ أَلَمْ تََر ِإّلَى اَلّ ِّذي َن أوتوا نَ ِّصيبًا ِّم َن الْ ِّكتَا ِّب يَ ْشتَرو َن ال َّضلَالَةَ َوي ِّريدو َن أَ ْن تَ ِّضُلّوا ال َّسِبّي َل (‪َ )44‬واَّلّل أَ ْعلَم ِبّأَ ْع َداِئّك ْم َوَكَفى ًِّبَّلِّّل َوِلًّيّا َوَكَفى‬ ‫ًِّبَّلِّّل نَ ِّصيًرا (‪ِّ )45‬م َن اَلّ ِّذي َن َهادوا يحَ ِّرفو َن الْ َكِّل َم َع ْن َمَوا ِّضِّعِّه َويَقولو َن سَِّم ْعنَا َو َع َصْينَا َواسْمَ ْع غَيَْر م ْس َم ٍع َوَرا ِّعنَا لًَيّا ِبّأَلْ ِّسنَِتِّّه ْم َوطَْعنًا ِّفي‬ ‫ال ِّدي ِّن َولَْو أَََّّن ْم قَالوا سَِّم ْعنَا َوأَطَْعنَا َواسْمَ ْع َوانْظْرنَا لَ َكا َن َخيًْرا َل ْم َوأَقْ َوَم َولَ ِّك ْن لََعنَهم اَّلّل ِبّكْف ِّرِّه ْم فَلَا ي ْؤِّمنو َن ِإَّلّا قَِلّيلًا (‪} )46‬‬ ‫معاني المفردات‪:‬‬ ‫{نَ ِّصيباً} ‪ :‬حظاً وقسطاً‪.‬‬ ‫{أَلَمْ تََر} ‪ :‬ألم تر بقلبك‪ ،‬يا محمد‪ ،‬علما‪.‬‬ ‫{الأعداء} ‪ :‬جمع عدو‪ ،‬وهو يقف بعيداً عنك يود ضرك ويكره نفعك‪.‬‬ ‫{يَ ْشتَرو َن ال َّضلالَةَ} ‪ :‬أي‪ :‬الكفر ًبلإيمان‪.‬‬ ‫{ َهادوا} ‪ :‬أي‪ :‬اليهود‪ ،‬قيل لم ذلك لقولم‪ِ{ :‬إَّنّا ه ْدنَا ِإّلَْي َك} ‪ ،‬أي‪ :‬تبنا ورجعنا‪.‬‬ ‫{يحَ ِّرفو َن} ‪ :‬التحريف‪ :‬الميل ًبلكلام عن معناه إلى معن ًبطل للتضليل‪.‬‬ ‫{الْ َكِلّ َم} ‪ :‬الكلام‪ ،‬وهوكلام الله تعالى في التوراة‪.‬‬ ‫{َواسْمَ ْع غَيَْر م ْس َم ٍع} ‪ :‬أي‪ :‬اسمع ما تقول لا أسمعك الله‪ .‬وهذاكفر منهم صريح‪.‬‬ ‫{َوطَْعناً ِّفي ال ِّدي ِّن} ‪ :‬سبهم للرسول َصَلّى الله َعلَْيِّه َو َسَلّ َم هو الطعن الأعظم في الدين‪.‬‬ ‫{َوأَقْ َوَم} ‪ :‬أعدل وأصوب‪.‬‬ ‫{َوانْظْرنَا} ‪ :‬وأمهلنا حتى تسمع فتفهم‪.‬‬ ‫{لََعنَهم الله ِبّكْف ِّرِّه ْم} ‪ :‬طردهم من رحمته وأبعدهم من هداه بسبب كفرهم برسول الله َصَلّى الله َعلَْيِّه َو َسَلّ َم‪.‬‬ ‫توطئة‪:‬‬ ‫من‬ ‫الآفات الخطيرة التي‬ ‫سبقسلالتكحتذيارلآيمانهاتكمالسبلخكال‪،‬جوادليريدااء‪،،‬واَتوّابلعاختتياألسل‪،‬وبفاعرُمغضايرات‪،‬أصفناتفرابيةم انلماؤلمنناينس‪،‬ابتوتلُنواقيَةب نذفهوالسآهفام مت‪،‬ن‬ ‫وبَيّنتكيف تم َّكنت‬ ‫قلوَبم ودفعتهم إلى الظلم والعدوان‪ ،‬وإلى الكذب والاحتيال‪ ،‬وأوصلتهم إلى تحريفكلام الله تعالى‪ ،‬والعدوان على‬ ‫أنبيائه ورسله عليهم السلام‪.‬‬ ‫وهم‬ ‫المفؤاملمنيديننةو‪،‬تنقوييُةشنّفِكلووسنهقمطماعناهكبذيهراالمآفنا مجتت‪،‬معوابتيهان‪،‬‬ ‫الناس‪،‬كانوا يعيشون مع المؤمنين‬ ‫اختارت الآيات صنفين من‬ ‫الجديد‪ ،‬جمعت الآيات بين تربية‬ ‫اليهود والمنافقون‪ ،‬وَبذا المسلك‬ ‫تحذيرهم أيضا من مكر وكيد اليهود والمنافقين‪.‬‬ ‫اَتّبعت الآيات ف عرضها أسلوب الاستفهام التقريري‪ ،‬الذي يقصد به التعجيب وتنبيه المخاطب‪ ،‬ليتأَّمل أحوال‬ ‫بَّين‬ ‫االنشاتمسل‪،‬واويعراليههممعنل اىلضحلقايلقةتهواملإالمضزلرياةلووصهوورتأهعملاملقَببيمحةويُ‪.‬ح ِّذولرمَنّااكمانهنما؛للهفقتاعاللىتعاهلوى‪:‬ولُ{ّيأَلَمْعتَبَاردِإّهلَىالماَلّؤِّذمينَنينأ‪،‬وتواونانَ ِّصصيبًراه ِّمم‪َ،‬ن‬ ‫هؤلاء‬ ‫لهم ما‬ ‫الْ ِّكتَا ِّب يَ ْشتَرو َن ال َّضلَالَةَ َوي ِّريدو َن أَ ْن تَ ِّضُلّوا ال َّسِبّي َل (‪.} )44‬‬ ‫من المقصود ب { اَلّ ِّذي َن أوتوا نَ ِّصيبًا ِّم َن الْ ِّكتَا ِّب } في قوله تعالى‪{:‬أَلَمْ تََر ِإّلَى اَلّ ِّذي َن أوتوا نَ ِّصيبًا ِّم َن الْ ِّكتَا ِّب}‪،‬‬ ‫وما دلالة التعبير ب { نَ ِّصيبًا }؟‬ ‫‪45‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫الذين أوتوا نصيبا من الكتاب هم اليهود‪ ،‬والمراد بالنصيب من الكتاب‪ :‬بعضه‪ ،‬أي بعض التوراة‪ ،‬وقيل ف جعل‬ ‫المعطى { نَ ِّصيبًا}‪ ،‬والتعبير ب {ِّمن} التي هي للتبعيض عدة أقوال منها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أنهم عرفوا نبوة موسى ‪ ‬من التوراة وأنكروا نبوة محمد ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أن الكتاب‪ -‬وهو التوراة‪ -‬الذي بين أيدى اليهود قد ُحّرف وبُّدل‪ ،‬بما أحدثوا فيه من منكرات‪ ،‬وبما أضافوا‬ ‫إليه من أهواءهم‪ ،‬ومختلقاتهم‪ ،‬فالذى بقي فى أيديهم من التوراة‪ ،‬هو بعض التوراة‪ ،‬لا التوراةكما أنزلت عليهم‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬أن ما بقي فى أيديهم من التوراة لم يستقيموا عليه‪ ،‬فما صادف من أحكامها هوى فى أنفسهم أخذوا به‪ ،‬وما‬ ‫ًيبحلبّنوصني تأبّول يوادلله‪.‬على‬ ‫غير ما‬ ‫كان على‬ ‫القرآن‪،‬‬ ‫ُحفظ‬ ‫كما‬ ‫يستظهروه زمن التنزيل‬ ‫لم‬ ‫إذ هم‬ ‫يحفظوا كتاَبمكله‪،‬‬ ‫لم‬ ‫أنهم‬ ‫التعبير‬ ‫د‪ -‬وقيل‬ ‫عنهم‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫كما فعل الصحابة‬ ‫ولم يكتبوا‬ ‫منه نسخا متعددة فى العصر الأول‬ ‫}؟‬ ‫الدتوعبنيارلاًبلختيشارراءللفإييماقءولإهلىتأعناهلمى‪:‬ك{انأَلواَمْفتَرَرحِإّيلَنىبماَالّ ِّذعيمَنل أوا‪،‬وتواظاننَِّيِّنصيأبًاَّنِّمالَنخيارلْ ِّككتَال ِاّلبخييَرْشفتَيرمواَن اصلنعَّضوالَ‪.‬الَةَ‬ ‫ما دلالة‬ ‫والتعبير بالشراء‬ ‫هل لذه الآية نظيرا \"فيما سبق من السور\" لأناس اشتروا الضلالة ًبلدى ؟‬ ‫نعم‪ ،‬في سورة البقرة قوله تعالى‪ (( :‬أولئك الذين اشتروا الضلالة ًبلدى فما ربحت َتارِتم وماكانوا مهتدين}‪.‬‬ ‫فائدة‪ :‬أن من الناس من يؤتى الكتاب‪ ،‬ويرزق العلم ولكنه لا ينتفع به مثل هؤلاء أوتوا نصيبا الكتاب ومع‬ ‫ذلك لم ينتفعوا به؛ ولذا قال سفيان بن عيينة رحمه الله \" من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من‬ ‫عُبادنا ففيه شبه من النصارى \" ‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪َ{ :‬واَّلّل أَ ْعلَم ِبّأَ ْع َداِئّك ْم َوَكَفى ًِّبَّلِّّل َوِلًّيّا َوَكَفى ًِّبَّلِّّل نَ ِّصيًرا (‪ })45‬فيها تهديد وتأييد‪ ،‬كيف ذلك؟‬ ‫فيها تسلية وتأييد للمؤمنين بأن الله أعلم بأعدائكم وسيكفيكم إياهم إذا توليتم الله تعالى؛كما قال تعالى‪{:‬إن الله‬ ‫يدافع عن الذين آمنوا}‪ ،‬أما إن توليتم عن الله سلط عليكم هؤلاء الأعداء‪ ،‬وفيها ِتديد للكفار بأنه سوف يرد‬ ‫كيدهم بنحورهم وينصر أولياءه عليهم؛ ولهذا قال‪{:‬وكفى ًبلل وليا وكفى ًبلل نصيرا}‪.‬‬ ‫هل من أسماء الله الولي والنصير ؟‬ ‫قال الله تعالى‪{ :‬أم اتخذوا من دونه أولياء فالل هو الولي ‪{ ،} ...‬وهو الولي الحميد}‪ ،‬قوله تعالى‪{:‬نعم المولى ونعم النصير}‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫قوله تعالى‪ِّ{ :‬م َن اَلّ ِّذي َن َهادوا يحَ ِّرفو َن الْ َكِّل َم َع ْن َمَوا ِّضِّعِّه َويَقولو َن سَِّم ْعنَا َو َع َصْينَا َواسْمَ ْع غَيَْر م ْس َم ٍع َوَرا ِّعنَا لًَيّا ِبّأَلْ ِّسنَِتِّّه ْم‬ ‫َوطَْعنًا ِّفي ال ِّدي ِّن َولَْو أَََّّن ْم قَالوا سَِّم ْعنَا َوأَطَْعنَا َواسْمَ ْع َوانْظْرنَا لَ َكا َن َخيًْرا َل ْم َوأَقْ َوَم َولَ ِّك ْن لََعنَهم اَّلّل ِبّكْف ِّرِّه ْم فََلا ي ْؤِّمنو َن ِإَّّلا قَِّليًلا‬ ‫(‪})46‬‬ ‫* قوله تعالى‪{ :‬يحَ ِّرفو َن الْ َكِلّ َم َع ْن َمَوا ِّضِّعِّه} إما بتغيير اللفظ أو المعنى‪ ،‬أو هما جميعا‪ .‬فمن تحريفهم‪ :‬تنزيل الصفات التي‬ ‫ذكرت فكتبهم التي لا تنطبق ولا تَص ُدق إلا على محمد صلى الله عليه وسلم على أنه ‪ ‬غير مراد َبا‪ ،‬ولا مقصود َبا‬ ‫بل أريد َبا غيره‪ ،‬وكتمانهم ذلك‪ ،‬فهذا حالم في العلم أشر حال‪ ،‬قلبوا فيه الحقائق‪ ،‬ونَّزلوا الحق على الباطل‪ ،‬وجحدوا‬ ‫لذلك الحق‪.‬‬ ‫غاية الكفر‬ ‫أمرك‪ ،‬وهذا‬ ‫أي‪ :‬سمعنا قولك وعصينا‬ ‫السَِرم ْعسنَوالَو َعصلَصْيىنَاالل}ه‬ ‫ي{خيَاُقطبولوونن‬ ‫وأما حالم في العمل والانقياد فإنهم‬ ‫الأدب فيقولون‪:‬‬ ‫وأبعده عن‬ ‫عليه وسلم بأقبح خطاب‬ ‫والعناد والشرود عن الانقياد‪ ،‬وكذلك‬ ‫بذلك الرعونة‪ ،‬ويظنون أن‬ ‫حتى لا تسمع‪َ{ ،‬وَرا ِّعنَا} قصدهم‬ ‫‪ ،‬فتوصلوا بذلك اللف ِظ الذي‬ ‫أنه يروج على الله ‪ ‬وعلى رسوله‬ ‫أصمك الله‬ ‫اسمع‬ ‫غَيَْر م ْس َم ٍع} قصدهم‪:‬‬ ‫{اسْمَ ْع‬ ‫من الأمور‪-‬‬ ‫أرادوا‬ ‫‪-‬لماكان محتملا لغير ما‬ ‫اللفظ‬ ‫يلوون به ألسنتهم إلى الطعن ف الدين والعيب للرسول ‪ ،‬ويصرحون بذلك فيما بينهم‪ ،‬فلهذا قال‪{ :‬لًَيّا ِبّأَلْ ِّسنَِتِّّه ْم‬ ‫َوطَْعنًا ِّفي ال ِّدي ِّن}‪.‬‬ ‫*ُث أرشدهم ‪ ‬إلى ما هو خير لم من ذلك فقال‪َ{ :‬ولَْو أَََّّن ْم قَالوا سَِّمْعنَا َوأَطَْعنَا َواسْمَ ْع َوانْظْرنَا لَ َكا َن َخيًْرا َل ْم َوأَقْ َوَم}‬ ‫وذلك لما تضمنه هذا الكلام من حسن الخطاب والأدب اللائق ف مخاطبة الرسول ‪ ،‬والدخول تحت طاعة الله ‪‬‬ ‫والانقياد لأمره‪ ،‬وحسن التلطف ف طلبهم العلم بسماع سؤالهم‪ ،‬والاعتناء بأمرهم‪ ،‬فهذا هو الذي ينبغي لهم سلوكه‪.‬‬ ‫ولكن لما كانت طبائعهم غير زكية‪ ،‬أعرضوا عن ذلك‪ ،‬وطردهم الله بكفرهم وعنادهم‪ ،‬ولهذا قال‪َ{ :‬ولَ ِّك ْن لََعنَهم اَّلّل‬ ‫ِبّكْف ِّرِّه ْم فَلا ي ْؤِّمنو َن ِإّلا قَِّليلا} ‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬لًَيّا ِبّأَلْ ِّسنَِتِّّه ْم َوطَْعنًا ِّفي ال ِّدي ِّن}‪ :‬أن الإنسان يحاسب على ما أراد ؛ أي على ما في قلبه‪.‬‬ ‫******************************‬ ‫‪ ‬أمٌر من الله ‪ ‬لأهل الكتاب ًبِتّباع طريق الح ِّق‪ ،‬وإنذارهم بطمس وجوههم ولعنهم‪ ،‬آية ‪47‬‬ ‫َعلَى‬ ‫فَنَرَّد َها‬ ‫وجوًها‬ ‫نَطْ ِّم َس‬ ‫أَ ْن‬ ‫قَْب ِّل‬ ‫ِّم ْن‬ ‫أَنَْمَّزرلْنَااَّلِّمّل َمَصْفِّدعقًاوًلِالَّم(ا‪َ7‬مَع‪)4‬ك}ْم‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬يَا أَُيَّها اَلّ ِّذي َن أوتوا الْ ِّكتَا َب آِّمنوا ِبّمَا‬ ‫أَ ْدًَب ِّرَها أَْو نَْلَعنَه ْم َك َما لََعَنّا أَ ْص َحا َب ال َّسْب ِّت َوَكا َن‬ ‫يأمر تعالى أهل الكتاب من اليهود والنصارى أن يؤمنوا بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل الله عليه من‬ ‫القرآن العظيم‪ ،‬المهيمن على غيره من الكتب السابقة التي قد صدقها‪ ،‬فإنها أخبرت به فلما وقع المخبر بهكان‬ ‫تصديقا لذلك الخبر‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫وآثروا‬ ‫اأَلحْنقانَئطْقِّمجَسوزوواجمونًهاجفَننَرَسّد َهذال َعكلَبىطأَمْدًَبسِّرَهواج}وهوههمذاكجمازاءطممنسواجنالحسق‪،‬ماوعهمذالوات‪،‬حذكيرماوتتهركدويادال‪،‬ح إقذ‪،‬ا‬ ‫الباط{ِّملْنوققَلبْب ِّوال‬ ‫تأخروا‬ ‫عن الإيمان يحصل لهم هذا‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪{:‬من قبل أن نطمس وجوها فنرد على أدًبرها} اختلف العلماء فيه هل هو طمس معنوي أو‬ ‫طمس حسي؛ فقيل‪ :‬إنه طمس معنوي بحيث لا ترى الحق ولا تسمعه ولا تنتفع به‪ ،‬ويردها الله على أعقاَبا فتهوي‬ ‫ف الكفر‪ ،‬وقيل‪ :‬بل هو طمس حسي‪ ،‬وذلك بأن تطمس الوجوه حتى تكونكخف البعير ليس فيها عين ولا أنف‬ ‫ولا شفة ولا حاجب‪ ،‬بل هيكالقفا تماما‪ ،‬فكما أن قفا الرأس ليس فيه شيء من ذلك فهذه أيضا تطمس حتى‬ ‫تكون وجوههمكأقفائهم ؛ ثم بعد ذلك ترد على الأدبار‪ .‬وقيل‪ :‬المراد بالطمس طمس حسي ولكن هو أن تلوى‬ ‫الأعناق وتكون الوجوه من الخلف‪ ،‬وهذا معنى قوله‪ { :‬فنردها على أدًبرهم} والقاعدة التفسيرية‪ :‬أنه إذاكانت‬ ‫الآية تحتمل وجهين لا يناقض أحدهما الآخر فإنها تحمل على الوجهين جميعا؛ لأنكلام الله معناه واسع ‪ ،‬فإذاكان‬ ‫اللفظ يحتمل هذا وهذا‪ ،‬وليس بينهما مناقضة فالواجب حمله على الوجهين‪ ،‬فهنا نقول‪ :‬إن الله تعالى هددهم‬ ‫بالطمس الحسي والطمس المعنوي‪.‬‬ ‫فعل‬ ‫قردة‪ ،‬كما‬ ‫ا{{عأَوتْكواد ننَواْلأَعمنَفرهااللْملهسَبكمَمفاعتولَلَع{اًَنّفَ}اقأأَْلنَايْص َلكَحااْمئناَكبومنالوواَجّسِْبّقودَرِاَّدتلةً}ا بَمخأحااِنلّسِةئّييإطَننر}دل‪.‬مهميؤممننوارأحومتيهر‪،‬ادويباعلاأقبمهرمالمبأجمعلوره‪،‬م‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫متى‬ ‫والمعنى أنه‬ ‫بإخوانهم الذين‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫أرادهكانكقوله (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول لهكن فيكون)‪.‬‬ ‫َّ ِّ‬ ‫تهديد آخر لأهل الكتاب بالتخويف من عاقبة الشرك وعدم المغفرة لهم في الآخرة‪ ،‬وفتح باب المغفرة‬ ‫لمن تاب‪ ،‬آية ‪48‬‬ ‫{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك ًبلل فقد افترى إثما عظيما (‪})48‬‬ ‫أًبنت هذه الآية أنكل صاحب كبيرة ففي مشيئة الله‪ ،‬إن شاء عفا عنه‪ ،‬وإن شاء عاقبه عليه‪ ،‬ما لم تكن‬ ‫كبيرة الشرك ًبلل‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬فقد افترى إثما عظيما (‪ :})48‬جعله الله تعالى \"مفتريا\"‪ ،‬لأنه قال زورا وإفكا ِبحوده وحدانية الله‪،‬‬ ‫وإقراره بأن لل شريكا من خلقه وصاحبة أو ولدا‪ ،‬فقائل ذلك مفتر‪ ،‬وكذلككلكاذب فهو مفتر فيكذبه مختلق له‪.‬‬ ‫********************‬ ‫بيان لوٍن آخر من افتراءات اليهود ورذائلهم اَلّتي تدعو إلى مزي ٍد من الَتّعجيب من أحوالم‪:‬‬ ‫‪ -‬الَتّعجب من تزكيتهم أنفسهم‪ ،‬وكذبهم‪ ،‬الآيات ‪50 ، 49‬‬ ‫{ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا (‪ )49‬انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به‬ ‫إثما مبينا (‪} )50‬‬ ‫معاني المفردات‪:‬‬ ‫‪48‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫تزكية النفس‪ :‬تبرئتها من الذنوب والآثام‪.‬‬ ‫{ي َزِكّي َم ْن يَ َشاء} ‪ :‬يطهر من الذنوب من يشاء من عباده بتوفيقه للعمل بما يزكي النفس‪ ،‬وإعانته عليه‪.‬‬ ‫الفتيل‪ :‬الخيط الأبيض يكون في وسط النواة‪ ،‬وقد شاع استعارته للقلة إذ هو لا ينتفع به‪.‬‬ ‫{الْ َك ِّذ َب} ‪ :‬عدم مطابقة الخير للواقع‪.‬‬ ‫وجه الربط‪:‬‬ ‫عودة إلى حالة أخرى من حالات أهل الكتاب‪ ،‬لتعجيب المؤمنين من أفعالم‪ ،‬وبيان آفاِتم النفسية‪ ،‬لتكون واضحة عند‬ ‫أهل الإيمان‪ ،‬وتوبيخاً للذين يزكون أنفسهم من اليهود والنصارى ومن ِنا ِنوهم ِّمنكل ِّمن زكى نفسه بأمر ليس فيه‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا (‪ )49‬هذا تعجيب من الله‬ ‫لعباده‪ ،‬وتوبيخ للذين يزكون أنفسهم من اليهود والنصارى‪ ،‬ومن ِنا ِنوهم من كل من زَّكى نفسه بأمر ليس‬ ‫فيه‪ .‬وذلك أن اليهود والنصارى يقولون‪َِْ{ :‬نن أَبْنَاء اَّلِّّل َوأَ ِّحَبّاؤه} ويقولون‪{ :‬لَ ْن يَْدخ َل الْجََنّةَ ِإّلا َم ْن َكا َن هوًدا‬ ‫أَْو نَ َصاَرى} وهذا مجرد دعوى لا برهان عليها‪ ،‬وإَنّما البرهان ما أخبر به في القرآن في قوله‪{ :‬بَلَى َم ْن أَ ْسلَ َم‬ ‫َو ْجَهه َِّّلِّّل َوهَو مْح ِّس ٌن فَلَه أَ ْجره ِّعْن َد َرِبِّّه َولا َخْو ٌف َعلَْيِّه ْم َولا ه ْم يَْحَزنو َن} فهؤلاء هم الذين زَّكاهم الله ‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ { :‬انظركيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا (‪ :})50‬قال ابن جرير الطبري‪\" :‬يعني بذلك‬ ‫جل ثناؤه‪ :‬انظر‪ ،‬يا محمد‪ ،‬كيف يفتري هؤلاء الذين يزُّكون أنفسهم من أهل الكتاب؛ القائلون‪ِ\":‬نن أبناء الله‬ ‫وأحباؤه\"‪ ،‬وأنه \"لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى\"‪ ،‬الَّزاعمون أَنّه لا ذنوب لم؛ الكذب والُّزور من‬ ‫القول‪ ،‬فيختلقونه على الله‪\" ،‬وكفى به\"‪ ،‬يقول‪ :‬وحسبهم بقيلهم ذلك الكذب والزور على الله‪\" ،‬إثما مبينا\"‪،‬‬ ‫يعني أَنّه يبِّين كذبهم لسامعيه‪ ،‬ويوضح لم أَّنم أفكة فجرة\"‪.‬‬ ‫جاء في الحديث الصحيح عند مسلم‪ ،‬عن المقداد بن الأسود قال‪ :‬أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ِنثو‬ ‫في وجوه المداحين التراب‪.‬‬ ‫وفي البخاري‪[ :‬أثْ َن رج ٌل على رج ٍل عن َد النبِّي ‪ ،‬فقا َل ‪َ{ : ‬ويلَ َك ‪،‬قَطَْع َت عنَ َق َصا ِّحِبّ َك‪ ،‬قطَع َت عن َق‬ ‫صاحِبّك} ِّمَراًرا ‪ُ ،‬ث قا َل ‪َ { :‬من كا َن منك ْم ما ِّد ًحا أ َخاه لا مَحَالَةَ ‪ ،‬فَ ْليَق ْل ‪ :‬أَحسب فلانا ‪ ،‬والله حسيبه ‪،‬‬ ‫ولا أزكي على الله أحدا ‪ ،‬أَ ْح ِّسبه ك َذا وك َذا ‪ ،‬إ ْنكا َن يعلَم ذل َك منه}]‪.26‬‬ ‫*********************‬ ‫إيماَّنم ًبلجبت وال َطّاغوت‪ ،‬واسحقاقهم لَْعنة الله تعالى‪ ،‬ولن َيدوا لم ناصراً ينصرهم‪،‬‬ ‫‪26‬الراوي ‪ :‬نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة | المحدث ‪ :‬البخاري | المصدر ‪ :‬صحيح البخاري‪ /‬خلاصة حكم المحدث ‪[ :‬صحيح]‬ ‫‪49‬‬

‫روابط وفوائد سورة النساء‪ /‬أ‪ .‬أماني قناوي‬ ‫التقسيم الموضوعي لسورة النساء‪/‬أ‪ .‬ميادة الماضي‬ ‫الآيات ‪52 - 51‬‬ ‫{ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون ًبلجبت والطاغوت ويقولون للذينكفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا‬ ‫(‪ )51‬أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن َتد له نصيرا (‪})52‬‬ ‫اختلف أهل التأويل في معن\"الجبت\" و\"الطاغوت\"؛ فقال بعضهم‪ :‬هما صنمانكان المشركون يعبدونهما من‬ ‫دون الله‪ ،‬وقال آخرون‪\":‬الجبت\" الكاهن‪ ،‬و\"الطاغوت\" الساحر‪ ،‬وقال آخرون‪\":‬الجبت\"‪ ،‬الساحر‪ ،‬و\"الطاغوت\"‪،‬‬ ‫الكاهن‪ ،‬وقال آخرون‪\":‬الجبت\"‪ ،‬الساحر‪ ،‬و\"الطاغوت\"‪ ،‬الشيطان‪.‬‬ ‫والراجح ما رجحه الطبري بقوله‪ :‬والصواب من القول في تأويل‪\":‬يؤمنون ًبلجبت والطاغوت\"‪ ،‬أن يقال‪ :‬يصدقون‬ ‫بمعبودين من دون الله‪ ،‬يعبدوَّنما من دون الله‪ ،‬ويتخذوَّنما إلين‪.‬‬ ‫وذلك أن\"الجبت\" و\"الطاغوت\"‪ :‬اسمان لكل معظم بعبادة من دون الله‪ ،‬أو طاعة‪ ،‬أو خضوع له‪،‬كائنا ماكان ذلك‬ ‫المعظم‪ ،‬من حجر أو إنسان أو شيطان‪ .‬وإذكان ذلككذلك‪ ،‬وكانت الأصنام التيكانت الجاهلية تعبدها‪ ،‬كانت‬ ‫معظمة بالعبادة من دون الله = فقدكانت جبوتا وطواغيت‪ .‬وكذلك الشياطين التيكانت الكفار تطيعها ف معصية‬ ‫الله‪ ،‬وكذلك الساحر والكاهن اللذانكان مقبولا منهما ما قالا ف أهل الشرك بالله‪ .‬وكذلك حيي بن أخطب وكعب‬ ‫بن الأشرف‪ ،‬لأنهماكانا مطاعين ف أهل ملتهما من اليهود ف معصية الله والكفر به وبرسوله‪ ،‬فكانا جبتين وطاغوتين‪.‬‬ ‫نت؟حعافُنلقىاأ‪:‬هل ُل{‪:‬وايألقنتوسلمقواينخِةليلريوذايلمننسهكدا‪،‬فنرِةفو‪،‬نازلهوأؤْنلتاءتعلأهىسدي ُدرىسأموهِنلِلاالليلذثهِيرنَبآ‪،‬م‪:‬نفونا{ِإّ َحّنسبُنيَلشااِنّخئَ(يريَ‪1‬ك أ‪5‬مه)َو}هالْملذااأَبْاتَقلرد}صم‪،‬نيبكويأعُرنُ‪7‬زلُب‪ 2‬ابتلمُننبعاتللرُيأِهمش{نرأَلَمْقِفوتَِمَرمه ِإّكيلَةَىزعا؛َُملّ ِأّذتأيَنّْوَنههُُ‬ ‫قوله‬ ‫فقالوا ‪:‬‬ ‫خيري منا‬ ‫أوت ْوا نَ ِّصيبًا ِّم ْن الْ ِّكتَا ِّب ي ْؤِّمنو َن ًِّبلِْجِّبّ ِّت َوال َطّاغو ِّت َويَقولو َن ِلَّلّ ِّذي َن َكَفرْوا َهؤَلاِّء أَْه َدى ِّم َن اَلّ ِّذي َن آَمن ْوا َسِبّيلًا}‪.28‬‬ ‫تحريم تفضيل الكفار على المؤمنين‪ ،‬بعض الناس اليوم يقولون‪ \":‬إن الكفار أوفى بالعهد من المؤمنين وإنهم أخلص‬ ‫من المؤمنين وأنصح من المؤمنين ‪ ،‬وما أشبه ذلك فمن قال هذا ف المسلمين فإن فيه شبها من اليهود‪ .‬ونحن لا ننكر‬ ‫أن ف المسلمين من خالف طريق الإسلام بعدم الصدق ف القول‪ ،‬وعدم الوفاء بالعهد وعدم الوفاء بالوعد‪ ،‬وعدم‬ ‫النصح ف العمل ؛ ولكن كل هذه الأخلاق حذر منها النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشد التحذير فهي أخلاق‬ ‫دخيلة على شعب المسلم وسببها ماكان عليه هؤلاء من النقص ف العلم وف الإيمان‪.‬‬ ‫‪ُ 27‬صنَ ْيبِير‪ :‬أَي أَبْتَر لا َعِّق َب له ولا أَ ٌخ فإذا ما َت انْ َقطَ َع ِّذ ْكره‪.‬‬ ‫‪28‬الراوي ‪ :‬عبدالله بن عباس | المحدث ‪ :‬الألباني | المصدر ‪ :‬صحيح الموارد‪/‬خلاصة حكم المحدث ‪ :‬صحيح‬ ‫‪50‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook