راحة القيلولة ويذهب رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا تعالى الضحى إلى بيت زوجه التي هو عندها وفي يومها ،فإذا دخل بيته كان أول شيء يفعله عند الدخول الذكر والسواك والسلام على أهل البيت( ،)113ثم يص ِّيل صلاة الضحى أربع ركعات ،وربما زاد فصلاها س ًّتا أو ثما ًنا(.)114 وربما صادف طعا ًما فأصاب منه ،إذا لم يكن َط ِعم في الصباح ،وقد يعرض عليه الطعام وهو صائم فيفطر ،فقد قالت له عائشة رضي الله عنها يو ًما :يا رسو َل اللهُ ،أهديت لنا هدية ،أو جاءنا زائر ،وقد خبأ ُت لك شي ًئا .قال« :وما (11ينظر ما تقدم في دخوله صلى الله عليه وآله وسلم على نسائه أول النهار. (11ينظر« :مسند أحمد» ( ،)25348 ،25232 ،)24745 ،24456و«صحيح البخاري» ( ،)1176 ،1104و«التاريخ الكبير» للبخاري ( ،)212/1و«صحيح مسلم» (،)336 و«جامع الترمذي» ( ،)474و«الشمائل» للترمذي ( ،)289و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)1228و«صحيح ابن حبان» ( ،)2531و«المعجم الأوسط» للطبراني (،)2724 ،1276 و«المستدرك» ( ،)314/1و«حلية الأولياء» ( ،)227/9و«الأحاديث المختارة» للضياء ( ،)2220( ،)484/2و«زاد المعاد» ( ،)351 ،345-344/1و«فتح الباري» (،)54/3 و«عمدة القاري» (.)423/11 اليوم النبوي 51
اليوم النبوي هو؟» .قالتَ :ح ْي ٌس( .)115قال«:هاتيه» .فجاءت به فأكل ،ثم قال« :قد كن ُت أصبح ُت صائماً »(.)116 وفي دخوله هذا رأى زوجه ُجويرية رضي الله عنها في مصلاَّ ها تذكر الله، وكان قد دخل عليها في الصباح وهي على حالها تلك ،فقال« :مازل ِت على حالك التي فارقتك عليها؟» .قالت :نعم .قال« :لقد قل ُت بع َدك أربع كلمات ثلاث مرات ،لو ُوزنت بما قل ِت منذ اليوم لوزنتهن :سبحان الله وبحمده ،عدد خلقه، ورضا نفسه ،و ِز َنة عرشه ،و ِم َداد كلماته»(.)117 وكانت هذه ساعة خلوته في بيته مع أهله. وربما أتاه فيها بعض نساء المؤمنات يسألنه عن أمور دينهن مما لا يجرؤن على السؤال عنه أمام الرجال ،ويكون السؤال بمحضر أمهات المؤمنين ،فحفظن للأمة هذه الفتاوى النبوية في خاصة أمور النساء. ومن ذلك :أن إحدى نساء الأنصار أتته عند عائشة رضي الله عنها ،فسألته عن غسل المحيض ،فقال« :تأخذ إحدا ُك َّن ما َءها و ِس ْد َرتها ،فتط َّه ُر ،ف ُتحس ُن ال ُّطهو َر ،ثم تص ُّب على رأسها ،ف َت ْد ُل ُكه َد ْل ًكا شدي ًدا ،حتى تبلغ شؤو َن رأسها، ثم تص ُّب عليها الماء ،ثم تأخذ فِ ْر َص ًة ُممَ َّسك ًة فتط َّه ُر بها» .فقالت المرأة رضي الله (11ال َح ْيس:طعامتتخذهالعربمنالأقط-وهواللبنالمجفف-والتمروالسمن، تحاس -أي :تخلط -جمي ًعا ،وهو من طعام السفر غال ًبا لسهولة إعداده. (11ينظر ما تقدم في دخوله صلى الله عليه وآله وسلم بيوته أول النهار. (11ينظر ما تقدم في دخوله صلى الله عليه وآله وسلم على جويرية رضي الله عنها ،وذلك أول النهار. اليوم 52النبوي
اليوم النبوي عنها :وكيف َت َط َّه ُر بها؟ فقال« :سبحان الله ،تط َّهرين بها!» .واستحى وأعرض، قالت عائشة رضي الله عنها :فلما رأي ُته استحى جذبتها إل َّي ،فقل ُت :تت َّبعي بها أثر الدم .وهو يسمع ولا ينكر(.)118 وأتته أم ُسليم وهو عند زوجته أم َس َلمة رضي الله عنهما ،فقالت :يا رسو َل الله ،أرأي َت إذا رأ ِت المرأ ُة أن زو َجها يجامعها في المنام ،أتغتسل؟ فقالت أم َس َلمةَ :ت ِر َب ْت يداك يا أم ُسليم ،فضح ِت النساء عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! فقالت أم ُسليم :إن الله لا يستحي من الحق ،وإنا إن نسأل النب َّي صلى الله عليه وآله وسلم عما أشكل علينا ،خير من أن نكون منه على َع ْم َياء! فقال النب ُّي صلى الله عليه وآله وسلم لأم َس َلم َة« :بل أنت َت ِر َب ْت يداك؛ نعم يا أم ُسليم ،عليها الغسل إذا وجدت الماء» .فقالت أم سلمة :يا رسو َل الله ،وهل للمرأة ماء؟ فقال النب ُّي صلى الله عليه وآله وسلم« :ف َأ َّنى يشبِ ُهها ولدها؟ هن َش َقائِ ُق الرجال»(.)119 (11ينظر«:مسندأحمد»(،)25145و«صحيحالبخاري»(،)7357،315،314و«صحيح مسلم» ( ،)332و«سنن أبي داود» ( ،)314و«سنن ابن ماجه» ( ،)642و«سنن النسائي» ( ،)427 ،251و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)248و«مسند أبي عوانة» ( ،)921 ،920و«سنن البيهقي» (.)180/1 (11ينظر« :مسند أحمد» ( ،)27118 ،27114 ،26613 ،26195و«صحيح البخاري» ( ،)6121 ،6091و«صحيح مسلم» ( ،)314-310و«مسند الدارمي» (،)764 ،763 و«سنن أبي داود» ( ،)236و«جامع الترمذي» ( ،)122 ،113و«سنن ابن ماجه» (،)600 و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)235و«مسند أبي يعلى» ( ،)7004و«مسند أبي عوانة» (-831 ،)843و«المعجم الكبير» للطبراني ()127/25( ،)908 ،553( )382 ،263/23 ( ،)309و«سنن البيهقي» ( ،)168-167/1و«فتح الباري» ( ،)229/1و«التلخيص الحبير» (.)369-368/1 اليوم النبوي 53
اليوم النبوي وقد كان لنساء الأنصار رضي الله عنهن جرأة في السؤال والاستيضاح، حتى قالت عائشة رضي الله عنها« :نِ ْع َم النسا ُء نسا ُء الأنصار؛ لم يمنعه َّن الحيا ُء أن يتفقهن في الدين»(.)120 وربما زاره في هذا الوقت بعض خاصة أصحابه لأمر يعرض لهم: ومن ذلك :أن رسو َل الله صلى الله عليه وآله وسلم كان في بيته م ْض َط ِج ًعا على فراشه ،لاب ًسا ِم ْر ًطا لعائشة( ،)121كاش ًفا عن فخذيه أو ساقيه ،فجاء أبو بكر رضي الله عنه ،فاستأذن ،ف َأ ِذن له ،وهو على تلك الحال ،ف َق ىَض إليه حاجته ثم انصرف ،ثم جاء عم ُر رضي الله عنه ،فاستأذن ،ف َأ ِذن له ،وهو على تلك الحال، ف َق ىَض إليه حاجته ثم انصرف ،ثم جاء عثما ُن رضي الله عنه ،فاستأذن ،فجلس صلى الله عليه وآله وسلم وس َّوى عليه ثيابه ،وقال لعائشة رضي الله عنها« :اجمعي عليك ثيابك» .ثم َأ ِذن له فدخل ،وتح َّدث إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقضى إليه حاجته ،ثم انصرف ،فقالت عائشة رضي الله عنها :يا رسو َل الله، دخل أبو بكر ،فلم تهت َّش له ولم ُت َبالِه ،ثم دخل عمر فلم تهَ ْ َت َّش له ولم ُت َبالِ ِه ،ثم دخل عثمان فجلست ،وس َّوي َت عليك ثيابك؟! فقال رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلمَ « :ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة! إن عثما َن رج ٌل َحيِ ٌّي، وإني خشي ُت إن أذن ُت له على تلك الحال أن لا َي ْب ُل َغ إل َّي في حاجته»(.)122 (12هو جزء من حديث عائشة رضي الله عنها في سؤال الأنصارية عن غسل المحيض. (12المرط :ثوب يلبسه الرجال والنساء ،يكون إزا ًرا ،ويكون ردا ًء. (12ينظر« :مسند أحمد» ( ،)25339 /25216 ،514و«فضائل الصحابة» لأحمد (،760 ،)794 ،793و«الأدب المفرد» ( ،)603 ،600و«صحيح مسلم» (،)2402 ،2401 و«فضائل عثمان» لعبد الله بن أحمد ( ،)106 ،85 ،50و«مسند أبي يعلى» (،4815 ،4437 اليوم 54النبوي
اليوم النبوي َأ َّما إذا خلا مع زوجته في بيته ،فقد وصفت عائشة رضي الله عنها حاله تلك ،فقالت« :كان إذا خلا في بيته مع أهله ألين الناس ،وأكرم الناس ،كان رجلاً من رجالكم ،إلا أنه كان َض َّحا ًكا َب َّسا ًما ،وما كان إلا بش ًرا من البشر ،كان يكون في ِم ْهنة أهله -أي خدمة أهله -يخصف نع َله ،ويخيط ثو َبه ،ويح ُلب شاته، ويخ ُدم نفسه ،ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته»(.)123 إن هذا مشهد من مشاهد التمازج الزوجي في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،فلم يكن في بيته الذي كان حجرة واحدة متقاربة الأطراف ما يحُ ْ ِو ُج أه َله إلى معونة ،حتى يكون في ِم ْهنة أهله ،ولكنها العظمة الأخلاقية ،حيث يشارك أه َله مهن َت ُهم؛ ليشعرهم أن البي َت بي ُتهم جمي ًعا ،كما أن الحيا َة حياتهُ م جمي ًعا. كم في هذه اللفتة النبوية من رسائل الاهتمام الزوجي والحفاوة بالحياة الزوجية! فصلىَّ الله على َمن كان خي َر الناس للناس ،وخي َر الناس لأهله. وكما كان في بيته ومع أهله مساحة واسعة لل ُو ِّد والرحمة ،ففيه مساحة واسعة للأنس والبهجة ،وعفوية الحياة ولهوها ،فها هي َس ْودة تزور عائشة ،)4818و«صحيح ابن حبان» ( ،)6907 ،6906و«سنن البيهقي» ( ،)231 /20و«شرح السنة» ( ،)3899و«تاريخ دمشق» (.)233 - 232/64( ،)92-80/39 (12ينظر« :مسند إسحاق بن راهويه» ( ،)1750و«الطبقات» لابن سعد (،)366-365/1 و«مسند أحمد» ( ،)25341 ،26194 ،24903 ،24226و«الزهد» لهناد (،)1269 و«مسند عبد بن حميد» ( ،)1482و«صحيح البخاري» ( ،)5363 ،676و«الأدب المفرد» ( ،)541-538و«جامع الترمذي» ( ،)2489و«مكارم الأخلاق» لابن أبي الدنيا (،)397 و«مسند أبي يعلى» ( ،)4873و«صحيح ابن حبان» ( ،)6440 ،5677-5675و«الآداب» للبيهقي ( ،)670و«دلائل النبوة» للبيهقي (.)327/1 اليوم النبوي 55
اليوم النبوي رضي الله عنهما يو ًما في حجرتها ،فجل َس رسو ُل الله بينها وبين عائشة ،ووضع إحدى رجليه في ِحجر عائشة ورجله الأخرى في ِحجر َس ْودة ،وكانت عائشة قد عملت َح ِريرة( ،)124فقالت ل َس ْودةُ :ك ِيل .فأبت ،قالت :لتأكلي أو ُلأ َل ِّط َخ َّن وجهك .فأبت ،فأخذت بكفها شي ًئا من القصعة فل َّطخت به وجهها ،فرفع رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم رجله من ِح ْجر َس ْودة كي َت ْس َت ِقي َد منها(،)125 فأخذت من القصعة شي ًئا ،فل َّطخت به وجه عائشة ،ورسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم يضحك من صنيعهما ،وبينما هم يضحكون جمي ًعا ،وانفعالات الفرح الصاخب ُت َد ِّوي في الحجرة النبوية ،إذ سمعوا صوت عمر ينادي في المسجد: يا عب َد الله بن عمر ،يا عب َد الله بن عمر .فقال صلى الله عليه وآله وسلم« :قوما فاغسلا وجوهكما ،فلا أحسب عم َر إلا داخلا»(.)126 لقد كان هذا التآنس والتهازل َح َرا ًكا في مساحة ال َّسعة الواسعة التي جعلها رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم ميدا ًنا للحياة؛ إن في ديننا َسعة. وكان ينام ال َق ْيلولة إلى قريب صلاة الظهر ،وكانت َق ْي ُلولته في بيوته وعند أزواجه ،ولم يكن يدخل على أحد من النساء إلا على أزواجه ،عدا أم ُسليم رضي الله عنها؛ فإنه كان يدخل عليها و َي ِقيل عندها ،وهي من محارمه( ،)127فقيل له في (12 (12أي :تنتصر لنفسها منها. (12ينظر« :مداراة الناس» لابن أبي الدنيا ( ،)159و«مسند أبي يعلى» ( ،)4476و«السنن الكبرى» للنسائي ( ،)8917و«فضائل الصحابة» لأحمد ( - 504زوائد ال َق ِطيعي)، و«الغيلانيات» ( ،)121و«تاريخ دمشق» (.)90/44( ،)43/4 (12اتفق العلماء على أن دخوله صلى الله عليه وآله وسلم على أم سليم رضي الله عنها كان اليوم 56النبوي
اليوم النبوي ذلك ،فقال« :إني أرحمها؛ ُقتل أخوها معي»(.)128 وربما دخل ونام على فراشها ،وليست في بيتها ،ف ُأتيت يو ًما ،فقيل لها :هذا النب ُّي صلى الله عليه وآله وسلم نائ ٌم على فراشك .فجاءت ،وذاك في الصيف، وقد َع ِر َق النب ُّي صلى الله عليه وآله وسلم حتى استنقع َع َر ُقه على قطعة َأ ِديم على الفراش ،فجعلت ُتنَ ِّشف ذلك العرق وتعصرِ ُ ه في قارور ٍة ،فاستيقظ وهي تصنع ذلك ،فقال« :ما تصنعين يا أم ُسليم؟» .قالت :يا رسو َل الله ،عرقك أجعله في ِط ْيبي ،وأرجو برك َته لصبياننا .قال« :أصب ِت» .ودعا لها بدعاء حسن(.)129 للمحرمية بين أم سليم رضي الله عنها ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،واختلفوا في سبب المحرمية ،من نسب أو رضاع ،أم هي خصوصية له صلى الله عليه وآله وسلم؛ حيث لم يكن يدخل على أحد من النساء غير أزواجه وأم سليم وأختها أم حرام رضي الله عنهن. وينظر« :شرح النووي على صحيح مسلم» ( ،)١٠/١٦( ،)٥٨-٥٧/١٣و«فتح الباري» لابن حجر (.)٨٠-٧٨/١١( ،)٢٠٣/٩ (12ينظر« :صحيح البخاري» ( ،)2844و«صحيح مسلم» ( ،)2455و«مسند البزار» (.)6432 (12ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)2191و«مسند أحمد» (،)13366 ،13310 ،12000 و«صحيح مسلم» ( ،)2332 ،2331و«مسند البزار» ( ،)6796 ،6767و«سنن النسائي» ( ،)5371و«مسند أبي يعلى» ( ،)2795 ،2791و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)281و«صحيح ابن حبان» ( ،)4528و«المعجم الكبير» للطبراني ( ،)297( )122/25و«سنن البيهقي» (.)421/2( ،)254/1 اليوم النبوي 57
اليوم النبوي اليوم 58النبوي
�إلى ُقباء وكان يذهب ض ًحى كل سبت إلى ُق َبا َء ،فيص يِّل في مسجد ُقبا َء ،ويأتي إليه أهل ُقبا َء ،وهم بنو عوف بن الحارث في المسجد ،فيس ِّلمون عليه وهو يص ِّيل، فيشير إليهم(.)130 فإذا ذهب إلى ُقبا َء فإنه ينام القيلولة عند أم َح َرام بنت ِم ْل َحان أخت أم ُسليم وزوجة عبادة بن الصامت رضي الله عنهم ،وهي من محارمه صلى الله عليه وآله وسلم(.)131 فدخل عليها يو ًما ،فأطعمته وجعلت َت ْفِيل رأسه ،فنام رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم ،ثم استيقظ وهو يضحك ،قالت :وما يضحكك يا رسو َل الله؟ (13ينظر« :مسند أحمد» ( ،)23886 ،5860و«صحيح البخاري» (،)1193 ،1191 و«صحيح مسلم» ( ،)1399و«سنن أبي داود» ( ،)927و«جامع الترمذي» (،)368 و«مسند البزار» ( ،)2083 ،1353و«مسند أبي يعلى» ( ،)5638و«صحيح ابن حبان» ( ،)1632 ،1618و«سنن البيهقي» ( ،)248/5( ،)259/2و«الأحاديث المختارة» للضياء ( ،)58-55( )208/3و«فتح الباري» (.)53/3 (13ينظر ما تقدم في دخوله على أم سليم رضي الله عنها. اليوم النبوي 59
اليوم النبوي قال« :نا ٌس من أمتي ُعرضوا عيلَّ ُغزا ًة في سبيل الله ،يركبون َث َب َج هذا البحر()132 ُملو ًكا على الأَ رَِّسة» .قالت :يا رسو َل الله ،ا ْد ُع اللهَ أن يجع َلني منهم .فدعا لها رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم ،ثم وضع رأسه ،ثم استيقظ وهو يضحك، فقالت :وما يضحكك يا رسو َل الله؟ قال« :نا ٌس من أمتي ُعرضوا عيلَّ ُغزا ًة في سبيل الله» .كما قال في الأول ،قالت :يا رسو َل الله ،ا ْد ُع الل َه أن يجع َلني منهم. قال« :أنت من الأ َّولين» .فركبت البح َر في زمان معاوي َة بن أبي سفيان رضي الله عنه ،فصرُ ِ عت عن دابتها حين خرجت من البحر ،ف ُتو ِّفيت شهيدة رضي الله عنها(.)133 (13أي :وسط البحر ،أو ظهر البحر. (13ينظر« :مسند أحمد» ( ،)13520و«صحيح البخاري» ( ،)7001 ،2788و«صحيح مسلم» ( ،)1912و«جامع الترمذي» ( ،)1645و«سنن النسائي» ( ،)3171و«مسند أبي يعلى» ( ،)3677و«مسند أبي عوانة» ( ،)7462-7456و«صحيح ابن حبان» (،)6667 و«دلائل النبوة» للبيهقي ( ،)451-450/6و«فتح الباري» (.)74-73/11 اليوم 60النبوي
أ�م�سيات الر�سول �صلى الله عليه و�آله و�سلم فإذا زالت الشمس َأ َّذن بلا ٌل للظهر ،فيستيقظ صلى الله عليه وآله وسلم من قيلولته إن كان لا يزال نائماً ،ويجُ يب المؤذ َن بمثل ما يقول( ،)134ويتوضأ إن كان به حاجة إلى وضوء( ،)135ثم يص ِّلي في بيته أربع ركعات( ،)136وكان يقول« :إنها (13ينظر ما تقدم في استيقاظه صلى الله عليه وآله وسلم بعد الفجر. (13وربما قام صلى الله عليه وآله وسلم إلى الصلاة من غير وضوء ،فيقال له في ذلك ،فيقول: «تنام عيناي ،ولا ينام قلبي» .كما تقدم. (13ينظر« :مسند أحمد» ( ،)24019و«صحيح مسلم» ( ،)730و«سنن أبي داود» (،)1251 و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)1199و«مسند أبي عوانة» ( ،)2108و«صحيح ابن حبان» ( ،)2475و«سنن البيهقي» (.)471/2 وورد أنه كان يصلي ركعتين ،ولم يذكر ابن عمر رضي الله عنهما أنه صلاهما في بيته. ينظر« :مسند أحمد» ( ،)4506و«مسند الدارمي» ( ،)1437و«صحيح البخاري» (،937 ،)1180 ،1172و«صحيح مسلم» ( ،)729 ،723و«سنن أبي داود» ( ،)1252و«سنن النسائي» ( ،)873و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)1197و«مسند أبي عوانة» ( ،)2109و«سنن البيهقي» (.)471 ،189/2 اليوم النبوي 61
اليوم النبوي ساعة تفتح فيها أبواب السماء ،و ُأح ُّب أن يصع َد لي فيها عم ٌل صال ٌح»(.)137 ثم ينتظر الصلاة في بيته ،وربما كان عنده بعض بنيه ،كالحسن والحسين، ابني فاطمة ،أو أمامة ابنة ابنته زينب؛ فيلاعبهم ،حتى يأذنه بلا ٌل رضي الله عنه بالصلاة فيخرج. وربما ق َّبل إحدى زوجاته وهو خارج إلى الصلاة( ،)138فإذا خرج أقام بلا ٌل رضي الله عنه الصلا َة ،وقام الصحاب ُة رضي الله عنهم إذا َر َأ ْو ُه(.)139 وربما َف ِج َئ ُهم منظ ُره خار ًجا إليهم حاملاً الحسن أو الحسين عليهما السلام، أو حاملاً ابنته أمامة على رقبته ،وربما وضع الصب َّي وصلىَّ وهو إلى جانبه. ومن ذلك أنه خرج مرة ،وهو حامل الحسن أو الحسين ،فتق َّدم فوضعه ،ثم كبرَّ للصلاة ،فصلىَّ ،فسجد في أثناء صلاته سجدة أطالها ،فرفع شدا ُد بن الهاد رضي الله عنه رأ َسه ،فإذا الصب ُّي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ساجد ،فلما قضى رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم صلا َته قال الناس: (13ينظر« :مسند أحمد» ( ،)23551و«جامع الترمذي» ( ،)478و«الآحاد والمثاني» ( ،)2740و«تهذيب الآثار» ( - 1105مسند عمر) ،و«المعجم الكبير» للطبراني (،4037 ،)4038و«المعجم الأوسط» ( ،)4412و«شرح السنة» للبغوي ( ،)890و«الأحاديث المختارة» للضياء (.)367( )11/4 (13ينظر« :مصنف ابن أبي شيبة» ( ،)485و«مسند أحمد» ( ،)25766و«سنن أبي داود» ( ،)179و«جامع الترمذي» ( ،)286و«علل الترمذي الكبير» (ص ،)50و«سنن ابن ماجه» ( ،)502و«سنن النسائي» ( ،)170و«سنن الدارقطني» ( ،)137/1و«سنن البيهقي» ( ،)125/1و«شرح السنة» للبغوي (.)168 (13ينظر ما تقدم في صلاة الصبح. اليوم 62النبوي
اليوم النبوي يا رسو َل الله ،إنك سجد َت سجد ًة أطلتها ،حتى ظننا أنه قد حدث أم ٌر ،أو أنه ُيو َحى إليك! قال« :ك ُّل ذلك لم يكن؛ ولكن ابني ا ْر حَ َت َلنِي ،فكره ُت أن ُأ ْع ِج َل ُه حتى يقض َي حاجته»(.)140 وربما صلىَّ والطفلة على عاتقه ،إذا ركع وضعها ،وإذا قام رفعها ،كما صنع ذلك وهو حامل أمامة بنت زينب رضي الله عنهما(.)141 وكان يص يِّل الظه َر في أول وقتها ،ويقرأ فيها بنحو ثلاثين آية في الركعتين(.)142 (14ينظر« :مصنف ابن أبي شيبة» ( ،)32191و«مسند أحمد» ( ،)27647 ،16033و«العيال» لابن أبي الدنيا» ( ،)219 ،218و«الآحاد والمثاني» ( ،)934و«سنن النسائي» (،)1141 و«شرح مشكل الآثار» ( ،)5580و«المعجم الكبير» للطبراني ( ،)7107و«المستدرك» ( ،)627-626 ،166-165/3و«تاريخ دمشق» (.)161-160/14( ،)216-215/13 (14ينظر« :مسند أحمد» ( ،)22579 ،22524و«صحيح البخاري» ( ،)516و«صحيح مسلم» ( ،)543و«سنن أبي داود» ( ،)917و«العيال» لابن أبي الدنيا ( ،)226و«سنن النسائي» ( ،)1205 ،1204 ،827و«مسند أبي عوانة» ( ،)1740-1734و«صحيح ابن حبان» ( ،)1109و«المعجم الكبير» للطبراني (،)1078 ،1067( )442 ،438/22 و«سنن البيهقي» (.)411 ،311 ،62/2 (14ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)963 ،806و«مسند أحمد» (-21016 ،14969 ،11802 ،)23097 ،21019و«مسند الدارمي» ( ،)1288و«صحيح البخاري» (،)565 ،560 و«صحيح مسلم» ( ،)646 ،619 ،618 ،452و«سنن أبي داود» (،411 ،403 ،397 ،)806 ،804و«جامع الترمذي» ( ،)307و«سنن ابن ماجه» (،)828 ،680 ،674 ،673 و«مسند البزار» ( ،)4261و«سنن النسائي» ( ،)527 ،476 ،475و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)509و«شرح معاني الآثار» ( ،)185/1و«صحيح ابن حبان» (،1828 ،1825 ،)1858و«المعجم الكبير» للطبراني ( ،)1894و«سنن البيهقي» (،)438 ،434 ،385/1 (.)66 ،64 ،63/2 اليوم النبوي 63
اليوم النبوي وربما أطالها أحيا ًنا ،حتى إن الصلاة تقام ،فيذهب الذاه ُب إلى البقيع، فيقضي حاجته ،ثم يذهب إلى أهله فيتوضأ ،ثم يأتي ورسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم في الركعة الأولى؛ مما يط ِّولهُ ا(.)143 وكان ُيسرِ ُّ القراء َة في صلاته ،ف َيعرفون قراء َته باضطراب لحيته ،وربما سمعوا منه الآية والآيتين أحيا ًنا(.)144 فإذا فرغ من صلاته أقبل على أصحابه ،فإن كان قد نزل أم ٌر أو َع َر َض عار ٌض خط َب النا َس بعد صلاة الظهر؛ لأنها وقت اجتماع الناس؛ إذ هم قد نهضوا من قيلولتهم ،فالاجتماع فيها أكثر ،والنفوس جا َّمة مستريحة واعية لما يقال. ومن ذلك :خطبته عندما قدم عليه وفد ال ُم رَض ِّيين ،فرأى ما بهم من الجوع والفاقة ،فخطب بعد صلاة الظهر ،فحم َد الل َه ،وأثنى عليه ،ثم قال« :أما بعد، فإن الله أنزل في كتابه :ﱹﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ (14ينظر« :مسند أحمد» ( ،)11307و«القراءة خلف الإمام» للبخاري ( ،)243و«صحيح مسلم» ( ،)454و«سنن ابن ماجه» ( ،)825و«مسند أبي عوانة» ( ،)1747و«صحيح ابن حبان» ( ،)854و«مسند الشاميين» ( ،)306و«سنن البيهقي» (.)390 ،66/2 (14ينظر« :مسند الطيالسي» ( )626و«مسند أحمد» (،21078 ،21060 ،19418 ،)27215 ،22654و«مسند الدارمي» ( ،)1291و«صحيح البخاري» (،759 ،746 ،)762 ،760و«القراءة خلف الإمام» للبخاري ( ،)289و«صحيح مسلم» (،)451 و«سنن أبي داود» ( ،)801 ،798و«سنن ابن ماجه» ( ،)829 ،826و«سنن النسائي» ( ،)975و«السنن الكبرى» للنسائي ( ،)12525و«صحيح ابن خزيمة» (،505 ،503 ،)1588 ،507و«صحيح ابن حبان» ( )1831-1829 ،1826و«سنن البيهقي» ( ،)193 ،59 ،54 ،37/2و«فتح الباري» (.)245/2 اليوم 64النبوي
اليوم النبوي ﭮﱸ [النساء ،]1 :ﱹﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﱸ [الحشر .]18 :تص َّدق رج ٌل من ديناره ،من درهمه ،من صاع ُب ِّره ،من صاع تمره» .حتى قال« :ولو ب ِش ِّق تمرة» .فح َّث النا َس على الصدقة ور َّغبهم فيها(.)145 ومن ذلك :خطبته يوم قدم عليه ابن ال ُّل ْتبِ َّي ِة رضي الله عنه من ِسعاية كان قد ولاَّ ه عليها ،فقال :يا رسو َل الله ،هذا لكم ،وهذا ُأ ْه ِدي لي .فخطب النا َس بعد صلاة الظهر ،فحمد الله وأثنى عليه ،ثم قال« :أما بع ُد ،فإني أستعم ُل الرج َل منكم على العمل مما و َّالني الل ُه ،فيأتي فيقول :هذا لكم وهذا َهدية ُأهديت لي. أفلا جل َس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه َهديته! والله ،لا يأخ ُذ أح ٌد منكم شي ًئا بغير ح ِّقه إلا َل ِقي الل َه يحمله يوم القيامة ،فل َأ ْع ِر َف َّن أح ًدا منكم َل ِقي اللهَ يحمل بعي ًرا له ُرغا ٌء( ،)146أو بقر ًة لها ُخوا ٌر( ،)147أو شا ًة َت ْي َع ُر( .»)148ثم رفع ي َده حتى ُرؤي بيا ُض إبطه ،يقول« :الله َّم هل بلغ ُت؟»(.)149 (14ينظر ما تقدم في مجلسه صلى الله عليه وآله وسلم بعد صلاة الصبح. (14الرغاء :صوت ضجيج ذوات ال ُخ ِّف. (14الخوار :صوت البقر والغنم. (14بفتح وكسر العين ،أي :تصيح بشدة. (14ينظر« :مسند الشافعي» ( ،)452و«الأم��وال» لأبي عبيد ( ،)562و«مسند أحمد» ( ،)23598و«صحيح البخاري» ( ،)6636 ،2597و«صحيح مسلم» ( ،)1832و«سنن أبي داود» ( ،)2946و«مسند البزار» ( ،)3708 ،3707و«صحيح ابن خزيمة» (،2339 ،)2382و«مسند أبي عوانة» ( ،)7074-7058و«صحيح ابن حبان» ( ،)4515و«سنن البيهقي» (.)158/4 اليوم النبوي 65
اليوم النبوي وصلىَّ الظهر م َّر ًة ،فلما س َّلم قام على المنبر ،فذكر الساع َة ،وذكر أن قبلها أمو ًرا عظا ًما ،ثم قالَ « :من أح َّب أن يسألني عن شيء فليسألني عنه ،فو الله ،لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ،ما دم ُت في مقامي هذا» .فأكثر النا ُس البكا َء، وأكثر رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقولَ « :س ُلوني» .فقام عبد الله بن ُح َذافة رضي الله عنه ،فقال :يا رسو َل اللهَ ،من أبي؟ قال« :أبوك حذافة» .فلما أكث َر رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقولَ « :س ُلوني»َ .ب َر َك عم ُر ،فقال: رضينا بالله ر ًّبا ،وبالإسلام دينًا ،وبمحمد رسولاً .فسكت رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم حين قال عمر ذلك ،ثم قالَ « :أ ْولىَ ( ،)150والذي نف ُس محمد بيده ،لقد ُع ِرضت عيلَّ الجن ُة والنا ُر آن ًفا في ُع ْر ِض هذا الحائط ،فلم َأ َر كاليوم في الخير والشر ،ولو تعلمو َن ما أعل ُم؛ ل َض ِحكتم قليلاً ولبكيتم كثي ًرا» .فما َأ َتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يو ٌم َأ َش ُّد منهَ ،غ َّط ْوا رؤو َس ُهم ولهم َخنِين(.)151 وخطب بعد الظهر في اليوم الذي ُر ِجم فيه ماعز رضي الله عنه ،فقالَ « :أ َو ك َّلما َن َف ْر َنا َغزا ًة في سبيل الله ،تخ َّلف رج ٌل في عيالنا له َنبِي ٌب( )152ك َنبيب ال َّت ْي ِس، (15هي كلمة تهديد ووعيد ،ومعناها :قرب منكم ما تكرهونه. (15ينظر« :مسند أحمد» ( ،)12820 ،12044 ،10531و«صحيح البخاري» (،540 ،92 ،)7089و«الأدب المفرد» ( ،)1184و«صحيح مسلم» ( ،)2359و«مسند أبي يعلى» ( ،)3690 ،3689 ،3134و«صحيح ابن حبان» ( ،)6429 ،6245 ،106و«المستدرك» ( ،)631/3و«الأحاديث المختارة» للضياء (.)2229( )488/2 والخنين :رفع الصوت بالبكاء والنحيب. (15النبيب :صوت التيس عند الجماع. اليوم 66النبوي
اليوم النبوي يمن ُح إح َدا ُه َّن ال ُك ْث َب َة من اللبن( ،)153والله والله ،لا ُأوتى برجل فعل ذلك إلا ن َّك ْل ُت به» .ولم يستغفر له ولم يسبه(.)154 وكأ َّن هذه الخطب تكون في الأمر العارض والشأن العاجل الذي لا يحتمل التأخير إلى يوم الجمعة. ثم يعود صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيته ،فيص ِّيل ركعتين هي راتبة الظهر(.)155 ثم يخرج صلى الله عليه وآله وسلم إلى أصحابه(.)156 وربما جلس لهم إلى العصر ،كما حبس نفسه لوفد عبد َق ْيس من صلاة الظهر إلى صلاة العصر(.)157 وربما ذهب في هذا الوقت لقضاء بعض حاجات المسلمين؛ فقد بلغه أن أهل ُقبا َء؛ بني َعمرو بن عوف كان بينهم ش ٌّر ،وأنهم اقتتلوا ،حتى ترا َم ْوا بالحجارة، فصلىَّ الظهر ،ثم قال لأصحابه« :اذهبوا بنا حتى نصلح بينهم» .وقال لبلال رضي الله عنه« :إذا حضرت صلاة العصر ،ف ُم ْر أبا بكر فليص ِّل بالناس» .فلما (15أي :القليل منه. (15ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)801و«مسند أحمد» ( ،)20979 ،20803و«مسند الدارمي» ( ،)2316و«صحيح مسلم» ( ،)1694 ،1692و«سنن أبي داود» (،)4422 و«مسند أبي عوانة» ( ،)6272-6269و«صحيح ابن حبان» ( ،)4436و«المعجم الكبير» للطبراني ( ،)2049 ،1917و«سنن البيهقي» (.)227 ،226 ،212/8 (15ينظر ما تقدم في صلاته أربع ركعات قبل الظهر. (15ينظر ما سيأتي في الركعتين بعد العصر. (15 اليوم النبوي 67
اليوم النبوي حضرت العصر َأ َّذ َن بلا ٌل ،فلما حانت الصلاة جاء إلى أبي بكر ،فقال :يا أبا بكر، إن رسو َل الله صلى الله عليه وآله وسلم قد ُحبِس وحانت الصلاة ،فهل لك أن َت ُؤ َّم الناس؟ قال :نعم ،إن شئت .فأقام بلال ،وتق َّدم أبو بكر ،فكبرَّ وكبرَّ النا ُس ،وجاء رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم يمشي في الصفوف ،حتى قام في الص ِّف ،فأخ َذ النا ُس في التصفيق ،وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته ،فلما أكث َر النا ُس التصفي َق التفت ،فإذا رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم ،فذهب يتأ َّخر ،فأشار إليه رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم ،أن امكث مكانك .فرفع أبو بكر يده ،فحمد اللهَ ،ورجع ال َق ْه َق َرى وراءه ،حتى قام في الصف ،فتق َّدم رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم ،فصلىَّ للناس ،فلما فرغ أقبل على الناس، فقال« :يا أيها النا ُس ،ما لكم حين نابكم شي ٌء في الصلاة أخذتم في التصفيق؛ إنما التصفيق للنساءَ ،من نابه شي ٌء في صلاته فليقل :سبحان الله .فإنه لا يسمعه أحد حين يقول :سبحان الله .إلا التفت ،يا أبا بكر ،ما منعك أن تص ِّيل بالناس حين أشر ُت إليك؟» .فقال أبو بكر :ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يص ِّيل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(.)158 ومن ذلك ذهابه إلى الأَ ْسواف( ،)159عند بنات َسعد بن ال َّربيعَ ،ي ْق ِسم بينهن (15ينظر« :مسند أحمد» ( ،)22816 ،22801و«صحيح البخاري» (،)7190 ،1218 و«صحيح مسلم» ( ،)421و«سنن أبي داود» ( ،)941 ،940و«سنن النسائي» (،784 ،)5413و«مسند أبي يعلى» ( ،)7545و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)1623 ،853و«مسند أبي عوانة» ( ،)2033و«صحيح ابن حبان» ( ،)2260و«المعجم الكبير» للطبراني (،)5932 و«سنن البيهقي» (.)123 ،122 ،112/3( ،)245/2 (15موضع بالمدينة شامي البقيع. اليوم 68النبوي
اليوم النبوي ميراثهن من أبيهن ،و ُك َّن أو َل نسوة َو ِرث َن من أبيهن في الإسلام ،فذهب إليهم ض ًحى ،ف ُأتيِ ب َغداء من خبز ولحم قد ُصنع له ،فأكل رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم وأكل القو ُم معه ،ثم تو َّضأ للظهر وتو َّضأ القوم معه ،ثم صلىَّ بهم الظهر ،ثم قعد في ما بقي من قسمته له َّن حتى حضر ِت الصلاة وفرغ من أمره منهن ،فردوا إليه فضل َغدائه من الخبز واللحم ،فأكل وأكل القوم معه ،ثم نهض فصلىَّ بهم العصر ،ولم يتوضأ ،ولا أحد من القوم(.)160 (16ينظر« :الطبقات» لابن سعد ( ،)524/3و«مسند أحمد» ( ،)15020 ،14798و«سنن أبي داود» ( ،)2892 ،2891و«جامع الترمذي» ( ،)2092و«سنن ابن ماجه» (،)2720 و«مسند أبي يعلى» ( ،)2039و«سنن الدارقطني» ( ،)78/4و«سنن البيهقي» (،216/6 ،)229و«أسباب النزول» للواحدي (ص.)97 اليوم النبوي 69
اليوم النبوي اليوم 70النبوي
والع�صر وكان إذا ُأ ِّذ َن لصلاة العصر ،انتظر حتى يجتمع النا ُس لها ،وكان ُير ِّغب في صلاة أربع ركعات قبل العصر ،ويقول« :رح َم اللهُ امر ًأ صلىَّ قبل العصر أرب ًعا»(.)161 فإذا اجتمعوا خرج فصلىَّ العص َر ،وكان يصليها في أول وقتها والشمس ح َّية ،حتى قال أنس رضي الله عنه« :ما كان أح ٌد أشد تع ُّجلاً لصلاة العصر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»( .)162وكان يجعل قراءته فيها على النصف (16ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)2048و«مسند أحمد» ( ،)5980 ،1375 ،650و«سنن أبي داود» ( ،)1271و«جامع الترمذي» ( ،)598 ،429،430و«سنن ابن ماجه» (،)1161 و«مسند البزار» ( ،)673و«سنن النسائي» ( ،)874و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)1193و«صحيح ابن حبان» ( ،)2453 ،2444و«سنن البيهقي» ( ،)473/2و«التلخيص الحبير» (.)35/2 (16ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)962و«مسند أحمد» (،19796 ،19767 ،14969 ،)19811و«مسند الدارمي» ( ،)1300و«صحيح البخاري» (،)565 ،560 ،599 ،541 و«صحيح مسلم» ( ،)647 ،646و«سنن أبي داود» ( ،)398 ،397و«سنن النسائي» (،495 ،)527 ،525و«مسند أبي يعلى» ( ،)2103و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)323و«صحيح ابن حبان» ( ،)1528و«شرح معاني الآثار» ( ،)189/1و«سنن البيهقي» (،)436 ،434/1 و«الأحاديث المختارة» (.)105( )68/1 اليوم النبوي 71
اليوم النبوي من صلاة الظهر(.)163 فإذا فرغ من صلاته أقبل على أصحابه ،فإن كان ث َّم حدي ٌث يريد أن يح ِّدثهم ح َّدثهم ،فقد أقبل عليهم مرة بعد انصرافه من صلاة العصر ،فقال« :ما أدري، أح ِّدثكم بشيء أو أسكت!» .فقالوا يا رسو َل الله ،إن كان خي ًرا فح ِّدثنا ،وإن كان غير ذلك ،فالل ُه ورسو ُله أعلم .قال« :ما من مسلم يتط َّهر ،ف ُيتِ ُّم ال َّطهو َر الذي ُكتب عليه ،فيص ّيِل هذه الصلوات الخمس ،إلا كانت كفارات لما بينهن»(.)164 وصلىَّ َم َّر ًة العص َر ،ثم قام يح ِّدثهم ،فكان مما قال« :ما منكم من أحد يتوضأ، فيسبغ ال ُوضو َء ،ثم يقو ُل :أشهد أن لا إله إلا الله ،وأن محم ًدا عبده ورسوله؛ إِ اَّل ُفتحت له أبوا ُب الجنة الثمانية ،يدخ ُل من َأيهِّ ا شاء ،وما من مسلم يتوضأ، ف ُيحس ُن ُوضو َءه ،ثم يقوم فيص ِيّل ركعتين ،مقب ٌل عليهما بقلبه ووجهه ،إِ اَّل َو َج َب ْت له الجنة»(.)165 وكانحدي ُثهإلىأصحابهبعدصلاةالعصرقليلاً بالنسبةلصلاةالظهر؛وذلك (16ينظر ما تقدم في قراءته في صلاة الظهر. (16ينظر« :المصنف» لابن أبي شيبة ( ،)7648و«صحيح مسلم» ( ،)231و«مسند أبي عوانة» ( ،)613و«شعب الإيمان» (.)2559 وينظر أي ًضا« :مسند أحمد» ( ،)406و«صحيح البخاري» ( ،)164 ،160و«صحيح مسلم» (.)226 (16ينظر «مسند أحمد» ( ،)17393و«صحيح مسلم» ( ،)234و«سنن أبي داود» (،)169 و«مسند الروياني» ( ،)251و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)906 ،223 ،222و«صحيح ابن حبان» ( ،)1050و«مسند أبي عوانة» ( ،)606و«المعجم الكبير» للطبراني (،)956( )347/17 و«المستدرك» ( ،)399-398/2و«سنن البيهقي» ( ،)78/1و«شعب الإيمان» (.)2498 اليوم 72النبوي
اليوم النبوي ل َكلاَ ِل الناس ،وحاجتهم إلى الانصراف لإكمال أعمالهم ،وإعداد َعشائهم. فإذا انصرف من صلاة العصر دخل على نسائه ،فيطوف عليه َّن جمي ًعا ،فيدنو من كل امرأة منهن في مجلسه ،ف ُيق ِّبل ويمس ما دون الوقاع ،حتى ينتهي إلى التي هو يومها ،فيبيت عندها(.)166 وربما اجتمعن في بيت التي هو عندها ،ولعل ذلك في أوقات قصر النهار، حيث لا يتسع وقت العصر لطوافه عليهن ،فيجتمعن في بيت التي يأتيها. ومن ذلك :أنهن اجتمعن مرة في بيت عائشة رضي الله عنها ،وجاءت زينب رضي الله عنها ،فلما دخل رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم م َّد يده إليها، فقالت عائشة :هذه زينب! فك َّف النب ُّي صلى الله عليه وآله وسلم يده .فتقاولتا، حتى علت أصواتهما ،وأقيمت الصلاة ،فم َّر أبو بكر على ذلك ،فسمع أصواتهما، فقال :اخرج يا رسو َل الله إلى الصلاة ،وا ْح ُث في أفواههن الترا َب .فخرج النب ُّي صلى الله عليه وآله وسلم ،فقالت عائشة :الآن يقضي النب ُّي صلى الله عليه وآله وسلم صلاته ،فيجيء أبو بكر فيفعل بي ويفعل .فلما قضى النب ُّي صلاته أتاها أبو بكر ،فقال لها قولاً شدي ًدا ،وقال :أتصنعين هذا؟!(.)167 وكان صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل بيته بعد صلاة العصر صلىَّ ركعتين، (16ينظر« :مسند أحمد» ( ،)24765و«سنن أبي داود» ( ،)2135و«المعجم الكبير» للطبراني» ( ،)81( )31/24و«المستدرك» ( ،)186/2و«سنن البيهقي» (.)300 ،74/7 (16ينظر« :مسند أحمد» ( ،)13490 ،13136 ،12014و«صحيح مسلم» (،)1462 و«مسند أبي يعلى» ( ،)3767 ،3745و«مسند أبي عوانة» ( ،)4474و«مستخرج أبي نعيم» (.)3428 اليوم النبوي 73
اليوم النبوي مع أنه كان َينْ َهى عن الصلاة بعد العصر ،وذلك أن وفد عبد ال َق ْيس َأ َت ْوا إليه صلى الله عليه وآله وسلم بالإسلام من قومهم ،فشغلوه عن الركعتين اللتين بعد الظهر ،فقضاهما بعد العصر ،ثم أثبتهما ،وكان إذا صلىَّ صلا ًة أثبتها ،حتى قالت عائشة رضي الله عنها« :والذي ذهب بنفسه ،ما تركهما -أي الركعتين بعد العصر -حتى لقي الله عز وجل»( .)168وكان يقضي فترة بعد العصر غال ًبا في بيته ومع نسائه. وكما يجري في مجلسه مع زوجاته الأُنس الزوجي ،تجري المذاكرة العلمية والأسئلة والاستشكال ،ويتل َّقى ذلك رسو ُل الله ب َرحابة صدر وحسن تل ٍّق ،فها هي عائشة رضي الله عنها تسأله عن أشد ما لقي في دعوته وبلاغه وجهاده، فتقول :يا رسو َل الله ،هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فيقول« :لقد َل ِقي ُت من قومك ،وكان أشد ما َل ِقي ُت منهم يوم ال َع َقبة؛ إذ َع َر ْض ُت نفسي على ابن عبد َيالي َل بن عبد ُكلا ِل ،فلم يجبني إلى ما أرد ُت ،فانطلق ُت وأنا مهمو ٌم على وجهي ،فلم َأ ْس َت ِف ْق إلا ب َق ْرن ال َّثعالب( ،)169فرفع ُت رأسي ،فإذا أنا بسحابة قد أظ َّلتني ،فنظر ُت فإذا فيها جبري ُل ،فناداني فقال :إن الله ع َّز وج َّل قد سمع قو َل قومك لك ،وما ر ُّدوا عليك ،وقد بع َث إلي َك َم َل َك الجبال؛ لتأمره بما ِش ْئ َت (16ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)1484 ،29و«مسند أحمد» (،24235 ،9953 ،118 ،)26560 ،25359و«صحيح البخاري» (،)1631 ،1233 ،593-590 ،587 ،586 و«صحيح مسلم» ( ،)835 ،834 ،825و«جامع الترمذي» ( ،)184و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)1278-1276 ،1271و«صحيح ابن حبان» (-1573 ،1570 ،1543 ،)1576و«سنن البيهقي» (.)452 ،262/2 .... (16 اليوم 74النبوي
اليوم النبوي فيهم .قال :فناداني َم َل ُك الجبال وس َّلم عيلَّ ،ثم قال :يا محم ُد ،إن الل َه قد سمع قو َل قومك لك ،وأنا َم َل ُك الجبال ،وقد بعثني ر ُّبك إليك؛ لتأمرني بأمرك ،فما ِش ْئ َت، إِ ْن ِش ْئ َت أن ُأ ْطبِ َق عليهم الأَ ْخ َش َبينْ ِ ()170؟» .فقال له رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم« :بل أرجو أن خُ ْي ِر َج اللهُ من أصلابهم َمن يعب ُد الل َه وحده ،لا يشرك به شيئا»(.)171 ويح ِّدث زوجه عائشة رضي الله عنها قائلاً َ « :من ُحوسب يوم القيامة ُع ِّذ َب». وكانت لا تسمع شي ًئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه ،فأوردت تساؤلاً واستشكالاً قائلة :أليس قد قال الله عز وجل :ﱹﮀﮁﮂﮃﱸ [الانشقاق .]8 :فقال« :ليس ذاك الحساب ،إنما ذاك ال َع ْرضَ ،من ُنو ِق َش الحسا َب يوم القيامة ُع ِّذ َب»(.)172 وح َّدث مرة زوجته حفصة رضي الله عنها قائلاً « :إني لأرجو َأ ّاَل يدخل النا َر أح ٌد إن شاء الله تعالى ممن شهد بد ًرا والحديبية» .قالت :يا رسو َل الله ،أليس قد قال الله :ﱹﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﱸ [مريم .]71 :قال: (17 (17ينظر« :صحيح البخاري» ( ،)3231و«صحيح مسلم» ( ،)1795و«أخبار مكة» للفاكهي ( ،)2624و«مسند أبي عوانة» ( ،)6904-6902و«صحيح ابن حبان» (،)6561 و«دلائل النبوة» للبيهقي (.)417/2 (17ينظر« :مسند أحمد» ( ،)24200و«صحيح البخاري» ( ،)6537 ،103و«صحيح مسلم» ( ،)2876و«سنن أبي داود» ( ،)3093و«صحيح ابن حبان» ( ،)7369و«المستدرك» (.)57/1 اليوم النبوي 75
اليوم النبوي «ألم تسمعيه يقول :ﱹﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﱸ»([ )173مريم: .]72 وما كانت هذه المراجعة بين المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وزوجاته لتتملولاأنه استثار اليقظة العقلية ،وفتحآفاق التفكير،وجعل المراجعةوالتفاعل العقلي طريق القناعة واليقين. وربما دعاه بع ُض أصحابه بعد صلاة العصر إلى الأمر يحبون أن يشهده معهم ،فيجيبهم لذلك؛ فقد دعاه رج ٌل من بني َس ِلمة بعد صلاة العصر ،فقال :يا رسو َل الله ،إنا نريد أن ننح َر جزو ًرا لنا ،ونح ُّب أن تحضرها .وهذه من مناسبات السرور؛ لقلة اللحم عندهم ،فقال صلى الله عليه وآله وسلم« :نعم» .فانطلق، وانطلق معه بعض أصحابه ،فوجدوا الجزو َر لم تنحر فنُحرت ،ثم ُق ِّطعت ،ثم ُطبخ منها ،فأكلوا قبل أن تغيب الشمس(.)174 (17ينظر« :مسند أحمد» ( ،)27362 ،27042و«صحيح مسلم» ( ،)2496و«سنن ابن ماجه» ( ،)4281و«الآحاد والمثاني» ( ،)3316و«مسند أبي يعلى» ( ،)7044و«صحيح ابن حبان» ( ،)4800و«المعجم الكبير» للطبراني (،)363 ،358( )208 ،206 /23 ( ،)269 ،266( )103 ،102/25و«الأسماء والصفات» للبيهقي (.)344 (17ينظر« :صحيح مسلم» ( ،)624و«مسند أبي عوانة» ( ،)1038و«صحيح ابن حبان» ( ،)1516و«سنن الدارقطني» ( ،)255/1و«مستخرج أبي نعيم» ( ،)1392و«سنن البيهقي» (.)442/1 اليوم 76النبوي
بعد الغروب فإذا َأ َّذ َن المغر ُب لم يلبث إلا قليلاً ،ثم يخرج إلى الصلاة ،فإذا خرج وجد أصحا َبه قد ابتدروا ال َّسواري يص ُّلون ركعتين قبل المغرب؛ حيث كان ير ِّغب فيها ويقول« :ص ُّلوا قبل المغرب ،ص ُّلوا قبل المغرب» .ثم قال في الثالثة« :ل َمن شاء» .وهما ركعتان خفيفتان؛ حيث لم يكن بين أذان المغرب وإقامتها إلا وقت قليل(.)175 فإذا خرج أقيمت الصلاة فصلىَّ المغرب ،وكان يص ِيّل المغرب في أول وقتها، وينصرف فيها قبل حلول الظلام ،بحيث يخرج الرجل ولو رمى لرأى مواقع (17ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)722و«مسند أحمد» ( ،)20552 ،13983و«صحيح البخاري» ( ،)7368 ،1183 ،625 ،503و«صحيح مسلم» ( ،)837و«سنن أبي داود» ( ،)1281و«سنن النسائي» ( ،)682و«مسند الروياني» ( ،)895و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)1289 ،1288و«شرح مشكل الآثار» ( ،)5494و«صحيح ابن حبان» (،1588 ،)1589و«سنن الدارقطني» ( ،)267 ،265 /1و«سنن البيهقي» (،474 ،19/2 .)475 اليوم النبوي 77
اليوم النبوي نبله؛ لانتشار الضياء(.)176 وكانتصلاتهوقراءتهفيهاقصيرةغال ًبا،وربماأطالالقراءةأحيا ًنا؛فقدقرأمرة (سورة الأعراف) ،وقرأ مرة (سورة الطور) ،وقرأ مرة (سورة المرسلات)(.)177 ولم يكن يتح َّدث بعدها كما يتح َّدث في أعقاب الصلوات؛ وذلك لحاجة الناس إلى الانصراف إلى َعشائهم وراحتهم. فإذا صلىَّ المغرب عاد إلى بيته فصلىَّ فيه ركعتين ،سن َة المغرب( ،)178ثمتع َّشى، وهذا هو وقت ال َعشاء غال ًبا ،وربما ق َّدموه قبل صلاة المغرب إذا كانوا صيا ًما؛ ولذا قال صلى الله عليه وآله وسلم« :إذا ُق ِّدم العشاء ،فابدؤا به قبل أن تص ُّلوا صلاة المغرب ،ولا تعجلوا عن َعشائكم»(.)179 (17ينظر« :مسند أحمد» ( ،)17275 ،12136و«صحيح البخاري» ( ،)559و«صحيح مسلم» ( ،)637و«سنن أبي داود» ( ،)416و«سنن ابن ماجه» ( ،)687و«مسند أبي يعلى» ( ،)3308و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)338و«صحيح ابن حبان» ( ،)1515و«المستدرك» ( ،)192/1و«سنن البيهقي» (.)370/1 (17ينظر« :مسند أحمد» ( ،)10882 ،8366 ،7991و«صحيح البخاري» (،)765-763 و«صحيح مسلم» ( ،)463 ،462و«سنن أبي داود» ( ،)812-810و«جامع الترمذي» ( ،)308و«سنن ابن ماجه» ( ،)832 ،831و«سنن النسائي» ( ،)982و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)520-514و«صحيح ابن حبان» ( ،)1837-1832و«سنن البيهقي» (.)392 ،388/2 (17ينظر ما تقدم في أربع ركعات قبل الظهر. (17ينظر« :مسند أحمد» ( ،)24246 ،5806و«صحيح البخاري» ( ،)672و«صحيح مسلم» ( ،)559-557و«جامع الترمذي» ( ،)353و«سنن ابن ماجه» ( ،)933و«سنن النسائي» ( ،)853و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)1651 ،935 ،934و«مسند أبي عوانة» ( ،)1290-1286و«صحيح ابن حبان» ( ،)5209و«سنن البيهقي» (.)73/3 اليوم 78النبوي
اليوم النبوي وكان يأمر أصحا َبه أن يأخذوا معهم إلى َعشائهم فقراء المسلمين ،فيقول: « َمن كان عنده طعام اثنين ،فليأخذ ثال ًثا ،و َمن كان عنده طعام ثلاثة ،فليأخذ راب ًعا»(.)180 وربما أخذ صلى الله عليه وآله وسلم عشرة فذهب بهم إلى بيته ،ليتع َّشى معهم ،إذا كان عنده َو ْفر طعام ،وربما انقلب إلى بيته فلا يجد فيه ما يأكله إلا التمر والماء ،وربما م َّرت به أيام لا يكون في بيته ما يأكله ذو كبد َر ْطبة(.)181 وكان طعا ُمه يوضع على الأرض في ال ُّس ْفرة ،وما أكل صلى الله عليه وآله وسلم على ُِخوا ٍن قط(.)182 فإذا ُق ِّرب طعا ُمه قال« :بسم الله» .و َأ َك َل مما يليه ،ولم تعد أصابعه ما بين (18ينظر« :مسند أحمد» ( ،)1713 ،1712 ،1704و«صحيح البخاري» (،)3581 ،602 و«صحيح مسلم» ( ،)2057و«مسند البزار» ( ،)2263و«مسند أبي عوانة» (،)8398 و«دلائل النبوة» لأبي نعيم ( ،)498و«دلائل البنوة» للبيهقي (.)103/6 (18ينظر« :مسند أحمد» ( ،)24561 ،24232 ،12212 ،9249و«صحيح البخاري» ( ،)6459 ،5383 ،3097 ،2567و«صحيح مسلم» ( ،)2975-2972و«جامع الترمذي» ( ،)3356 ،2472و«سنن ابن ماجه» ( ،)4145 ،4144 ،151و«صحيح ابن حبان» ( ،)5805 ،683و«المستدرك» ( ،)105/4و«سنن البيهقي» ( ،)47/7وما تقدم في الحديث الذي قبله« :من كان عنده طعام اثنين.»... (18ينظر« :الزهد» لهناد ( ،)20و«الزهد» لأحمد (ص ،)14و«مسند أحمد» (،)12325 و«صحيح البخاري» ( ،)5386و«جامع الترمذي» ( ،)2363و«سنن ابن ماجه» (،)3292 و«مسند أبي يعلى» ( ،)3014و«السنن الكبرى» للنسائي ( ،)6634و«شعب الإيمان» (.)8193 ،8192 ،1384 والخوان :ما يؤكل عليه الطعام من منضدة ونحوها ،والسفرة هي :الإناء الذي يوضع فيه الطعام. اليوم النبوي 79
اليوم النبوي يديه ،فيأكل بثلاثة أصابع ،ويأمر بالأكل من جوانب ال َّص ْحفة ،وأن ُتترك ِذروتها(.)183 ولم يكن يتك َّلف في طعامه ،وإنما يأكل ما تيسر ،ويسأل أهله« :هل عندكم شيء» .فربما قالوا :ما عندنا شيء .وربما قالوا :ما عندنا إلا الخل .فيقول« :نِ ْع َم الإدام الخل» .وما عاب طعا ًما ق ُّط ،إن اشتهاه أكله ،وإِلاَّ تركه(.)184 وإذا جلس على الطعام مع أصحابه لم يخل جلوسه من حديث ُيؤنِس به ،أو َأ َد ٍب ُي َربيِّ به ،أو ِع ْل ٍم ينشره. ومن ذلك :أن ُعمر بن أبي َس َلمة رضي الله عنه كان صب ًّيا يتر َّبى في ِحجر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ،فهو ابن زوجه أم سلمة رضي الله عنها، (18ينظر« :مسند أحمد» (،)27169 ،27167 ،23184 ،18970 ،17678 ،16595 و«مسند الدارمي» ( ،)2033و«صحيح مسلم» ( ،)2035-2031و«سنن أبي داود» ( ،)3848 ،3773و«سنن ابن ماجه» ( ،)3275و«السنن الكبرى» للنسائي (،)6898 و«مسند أبي عوانة» ( ،)8285-8264و«صحيح ابن حبان» ( ،)5253-5251و«عمل اليوم والليلة» لابن السني ( ،)464و«الآداب» للبيهقي ( ،)440و«شعب الإيمان» ( ،)5461وما تقدم في أكله صلى الله عليه وآله وسلم مع أصحابه في الضحى ،وما سيأتي في لعق الأصابع والذكر بعد الطعام. وذروة الصحفة :أعلاها. (18ينظر« :مسند أحمد» ( ،)15191 ،14225 ،10421 ،9507و«الزهد» لأحمد (ص ،)10و«مسند الدارمي» ( ،)2048و«صحيح مسلم» (،)2064 ،2052 ،2051 و«سنن أبي داود» ( ،)3820و«جامع الترمذي» ( ،)1839و«مسند أبي عوانة» (-8436 ،)8444و«المعجم الأوسط» للطبراني ( ،)6934و«المعجم الصغير» ( ،)951و«الآداب» للبيهقي ( ،)424و«شعب الإيمان» ( ،)5545 ،5479وما تقدم في دخوله صلى الله عليه وآله وسلم على نسائه في الصباح. اليوم 80النبوي
اليوم النبوي وكان يأكل مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،فكانت يده َتطِيش في ال َّص ْح َفة( ،)185فقال له رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم« :يا غلا ُم ،س ِّم الله، و ُك ْل بيمينِك ،و ُك ْل مما يليك» .قال ُعمر رضي الله عنه :فما زالت تلك طِ ْع َمتي بع ُد(.)186 و ُوضعت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم َق ْص َع ٌة من َث ِريد ولحَ ْم ،فتناو َل ال ِّذرا َع ،وكانت أح َّب ال َّشاة إليه ،فنَ َه َس نهَ ْ َس ًة( ،)187فقال« :أنا س ِّي ُد الناس يوم القيامة» .ثم نهَ َ َس أخرى ،فقال« :أنا س ِّي ُد الناس يوم القيامة». فلما رأى أصحا َبه لا يسألونه قال« :ألا تقولونَ :ك ْي َف ْه؟» .قالواَ :ك ْي َف ْه يا رسو َل الله .قال« :يقو ُم النا ُس لرب العالمين»(.)188 وكان إذا فرغ من طعامه َل َع َق أصابعه ،وكان يأمر ب َل ْعق ال َّص ْح َفة ،ويقول: «إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة»(.)189 (18أي :تتحرك ،فتميل إلى نواحي القصعة ،ولا تقتصر على موضع واحد. (18ينظر« :مسند أحمد» ( ،)16332و«صحيح البخاري» ( ،)5376و«صحيح مسلم» ( ،)2022و«سنن ابن ماجه» ( ،)3267و«مسند أبي عوانة» ( ،)8257-8253و«الآداب» للبيهقي ( ،)399و«سنن البيهقي» (.)277/7 (18ال َّن ْهس :أخذ اللحم بأطراف الأسنان .وال َّن ْهش :الأخذ بجميعها. (18ينظر« :مسند أحمد» ( ،)9623و«صحيح البخاري» ( ،)3340و«صحيح مسلم» ( ،)194و«جامع الترمذي» ( ،)2434و«سنن ابن ماجه» ( ،)3307و«السنة» لابن أبي عاصم ( ،)811و«السنن الكبرى» للنسائي ( ،)11286و«مسند أبي عوانة» (.)437 (18ينظر« :مسند أحمد» ( ،)14089 ،12815و«جامع الترمذي» ( ،)1803و«السنن الكبرى» للنسائي ( ،)6766و«مسند أبي يعلى» ( ،)3377وما تقدم في التسمية على الطعام. اليوم النبوي 81
اليوم النبوي فإذا رفعت مائد ُته قال« :الحمد لله حم ًدا كثي ًرا ط ِّي ًبا مبار ًكا فيه ،الحمد لله الذي كفانا و َأ ْر َوانا ،غير َم ْك ِف ٍّي ،ولا َم ْك ُفو ٍر ،ولا ُم َو َّد ٍع ،ولا ُم ْس َت ْغ ًنى عنه ر َّبنَا ،الله َّم إنك َأ ْط َع ْم َت و َأ ْسقي َت و َأ ْغني َت و َأ ْق َني َت و َه َد ْي َت و َأ ْحيي َت ،الله َّم فلك الحم ُد على ما أعطي َت»(.)190 وكان يغسل فمه بعد الطعام ،وإذا شرب لبنًا غسل فمه ،وقال« :إن له َد َسماً »(.)191 وكان إذا تع َّشى شرب على َعشائه من َنبِيذ(ُ )192نبذ له من الصباح ،كما أنه إذا تغ َّدى في الصباح شرب على َغدائه من َنبيذ ُنبِ َذ له من العشاء(.)193 (19ينظر« :مسند أحمد» ( ،)22168 ،18970 ،18071 ،16595و«مسند الدارمي» ( ،)2023و«صحيح البخاري» ( ،)5459 ،5458و«سنن أبي داود» (،)3849 و«جامع الترمذي» ( ،)3456و«سنن ابن ماجه» ( ،)3284و«السنن الكبرى» للنسائي ( ،)10115و«صحيح ابن حبان» ( ،)5218 ،5217و«عمل اليوم والليلة» لابن السني ( ،)486و«المعجم الكبير» للطبراني ( ،)3372و«المستدرك» ( ،)136/4و«سنن البيهقي» ( ،)286/7و«الدعوات الكبير» للبيهقي ( ،)503وما تقدم في التسمية على الطعام. (19ينظر« :مسند أحمد» ( ،)3123 ،1951و«صحيح البخاري» (،)5609 ،211 و«صحيح مسلم» ( ،)358و«سنن أبي داود» ( ،)196و«جامع الترمذي» ( ،)89و«سنن النسائي» ( ،)187و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)47و«صحيح ابن حبان» ( ،)1158و«أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم» لأبي الشيخ ( ،)603و«سنن البيهقي» (.)159/1 (19تقدم. (19ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)2838 ،2837و«مسند أحمد» (،)2143 ،2068 و«الأشربة» لأحمد ( ،)16و«صحيح مسلم» ( ،)2005 ،2004 ،1999و«سنن أبي داود» ( ،)3713-3711 ،3702و«سنن ابن ماجه» ( ،)3399و«صحيح ابن حبان» (-5384 ،)5386و«سنن البيهقي» (.)300/8 اليوم 82النبوي
اليوم النبوي وإن أكل معه بع ُض زوجاته آنسها على الطعام ،فهو القائل« :ح َّتى اللقم َة ترفعها إلى فم امرأتك صدقة»(.)194 ومن ذلك :ما أخبرت به عائش ُة رضي الله عنها قالت« :كان رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوني فآكل معه وأنا حائض ،وكان يأخذ ال َع ْر َق -وهو العظم عليه شيء من اللحم -ف ُي ْق ِس ُم عل َّي فيه ،ف َأ ْعترَ ِ ُق منه ،ثم أضعه ،فيأخ ُذه فيعتر ُق منه ،ويض ُع فمه حيث وضع ُت فمي من ال َع ْرق ،ويد ُعو بالشراب، ف ُي ْق ِس ُم عل َّي فيه من قبل أن يشرب منه ،فآخذه فأشرب منه ،ثم أضعه ،فيأخذه فيشر ُب منه ،ويض ُع فمه حيث وضع ُت فمي من القدح»(.)195 ويا لله كم من رسالة حب َعبِقة تصل إلى قلب الزوجة المحبوبة من الزوج المحب بمثل هذا الإيناس ال ُم ْب ِهج ،وكيف سيتح َّول الطعام بذلك إلى غذاء للحب ،كما هو غذاء للجسد! (19ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)193و«مسند أحمد» ( ،)1546 ،1480و«صحيح البخاري» ( ،)2742و«صحيح مسلم» ( ،)1628و«سنن أبي داود» ( ،)2864و«جامع الترمذي» ( ،)2116و«صحيح ابن حبان» ( ،)4249و«سنن البيهقي» (.)268/6 (19ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)1617و«مسند أحمد» ( ،)24954 ،24328و«صحيح مسلم» ( ،)300و«سنن أبي داود» ( ،)259و«سنن ابن ماجه» ( ،)643و«سنن النسائي» ( ،)377 ،279و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)110و«صحيح ابن حبان» (.)1360 ،1293 اليوم النبوي 83
اليوم النبوي اليوم 84النبوي
�صلاة الع�شاء ويبقى رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيته إلى أذان العشاء ،ولم يكن ُي َع ِّجل بصلاة العشاء ،وإنما ينتظر ،فإن رآهم اجتمعوا َع َّجل ،وإن رآهم تأخروا َأ َّخر ،وكان يحب تأخيرها ،لولا خوف المشقة على الناس(.)196 وقد أ َّخرها مر ًة ،فجاء عم ُر إليه ،فناداه :يا رسو َل الله ،رقد النسا ُء والولدان. فخرج ورأسه يقطر ،وهو يمسح الماء عن شقه ،ويقول« :إنه للوقت ،لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالصلاة هذه الساعة»(.)197 وكان صلى الله عليه وآله وسلم أخ َّف الناس صلاة في تمَ َام ،وقال أنس رضي (19ينظر« :مسند أحمد» ( ،)14969 ،9591 ،5692 ،4826و«صحيح البخاري» ( ،)569 ،566 ،565 ،560و«صحيح مسلم» ( ،)646 ،638و«سنن أبي داود» (،46 ،)397و«سنن ابن ماجه» ( ،)691 ،690و«سنن النسائي» ( ،)527و«صحيح ابن حبان» ( ،)1540-1538 ،1531و«المستدرك» ( ،)146/1و«سنن البيهقي» (،)449 ،434/1 وما تقدم في أوقات الصلوات الأخرى ،وما سيأتي في تأخير صلاة العشاء. (19ينظر« :مسند الحميدي» ( ،)492و«صحيح البخاري» ( ،)7239و«صحيح مسلم» ( ،)639و«مسند البزار» ( ،)4953و«سنن النسائي» ( ،)532و«مسند أبي يعلى» (،)2398 و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)342و«صحيح ابن حبان» (.)1533 اليوم النبوي 85
اليوم النبوي الله عنه« :ما صلي ُت وراء إمام ق ُّط أخ َّف صلاة ،ولا أت َّم صلاة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»(.)198 وكان يسمع بكاء الصبي مع أمه ،وهو في الصلاة ،فيقرأ بالسورة القصيرة؛ كراهية أن يشق على أمه ،ويقول« :إني لأدخل في الصلاة ،أريد إطالتها ،فأسم ُع بكا َء الصب ِّي ،فأتج َّو ُز في الصلاة؛ مما أعل ُم من شدة َو ْج ِد أمه من بكائه»(.)199 فإذا قضى صلاة العشاء تح َّدث إلى أصحابه ،إن كان َث َّم َة عارض يريد أن يح ِّدثهم به. ومن ذلك :أنه صلىَّ ذات ليلة العشاء في آخر حياته ،فلما س َّلم قام فقال: « َأ َر َأ ْي َت ُك ْم ليل َتكم هذه ،فإ َّن على رأس مائة سنة منها لا َي ْب َقى ممن هو على ظهر الأرض أحد»(.)200 (19ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)2109و«مسند أحمد» ( ،)14655 ،12734و«مسند الدارمي» ( ،)1260و«صحيح مسلم» ( ،)469و«جامع الترمذي» ( ،)237و«سنن النسائي» ( ،)824و«مسند أبي يعلى» ( ،)2852و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)1604و«صحيح ابن حبان» ( ،)1856و«المستدرك» ( ،)216/1و«سنن البيهقي» (.)115/3( ،)232/2 (19ينظر« :مسند أحمد» ( ،)13445 ،12547 ،12067و«صحيح البخاري» (-707 ،)710و«صحيح مسلم» ( ،)470و«سنن أبي داود» ( ،)789و«جامع الترمذي» (،)376 و«سنن ابن ماجه» ( ،)991-989و«سنن النسائي» ( ،)825و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)1610 ،1609و«صحيح ابن حبان» ( ،)2139 ،1886و«سنن الدارقطني» (،)86/2 و«سنن البيهقي» (.)118/3( ،)393/2 (20ينظر« :مسند أحمد» ( ،)6028 ،5617و«صحيح البخاري» ( ،)564 ،116و«صحيح مسلم» ( ،)2537و«سنن أبي داود» ( ،)4348و«جامع الترمذي» ( ،)2251و«صحيح ابن حبان» ( ،)2989و«سنن البيهقي» (.)453/1 اليوم 86النبوي
اليوم النبوي وأ َّخر مر ًة صلاة العشاء ،ثم صلىَّ بأصحابه ،ثم خطبهم ،فقالَ «:ألاَ إ َّن النا َس قد ص َّلوا ثم َر َق ُدوا ،وإنكم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة»(.)201 و َأ ْع َتم مرة بصلاة العشاء ،حتى ابهْ َا َّر اللي ُل ،ثم خر َج صلى الله عليه وآله وسلم فصلىَّ بهم ،فلما قضى صلاته قال ل َمن حضره« :على ِر ْسلِ ُكم ،أبشروا ،إ َّن من نعمة الله عليكم أنه ليس أح ٌد من الناس يص ِّيل هذه الساعة غي ُركم» .فانقلب أصحا ُبه إلى دورهم فرحين ببشرى رسول الله لهم(.)202 وكان حدي ُثه بعد صلاة العشاء ناد ًرا وقصي ًرا؛ لتعب الناس وحاجتهم للنوم؛ ولذا كان يكره الحديث بعدها(.)203 وكان إذا س َّلم مكث في مكانه حتى ينصرف النسا ُء ،فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم ،فإذا قام رسو ُل الله صلى (20ينظر« :المصنف» لابن أبي شيبة ( ،)4074و«مسند أحمد» (،)14743 ،12880 و«صحيح البخاري» ( ،)847و«صحيح مسلم» ( ،)640و«صحيح ابن خزيمة» (،)353 و«صحيح ابن حبان» ( ،)2033و«سنن البيهقي» (.)65/3( ،)374/1 (20ينظر« :مسند أحمد» ( ،)24059 ،6097 ،5611 ،3760و«صحيح البخاري» (،567 ،)3760 ،570و«صحيح مسلم» ( ،)641 ،639و«السنن الكبرى» للنسائي (،)11073 و«صحيح ابن حبان» ( ،)1530وما تقدم في تعجيله صلاة العشاء. (20ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)962و«مسند أحمد» ( ،)19781 ،3686و«صحيح البخاري» ( ،)771 ،599 ،568و«صحيح مسلم» ( ،)647و«سنن أبي داود» (،)4849 و«سنن ابن ماجه» ( ،)701و«تعظيم قدر الصلاة» ( ،)108و«سنن النسائي» (،)495 و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)1339و«مسند أبي عوانة» (.)1079 اليوم النبوي 87
اليوم النبوي الله عليه وآله وسلم قام الرجال(.)204 (20ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)1709و«مسند أحمد» ( ،)26541و«صحيح البخاري» ( ،)870 ،850 ،849و«سنن أبي داود» ( ،)1040و«سنن ابن ماجه» ( ،)932و«سنن النسائي» ( ،)1332و«مسند أبي يعلى» ( ،)7010و«صحيح ابن خزيمة» (،1718 ،)1719و«المعجم الكبير» للطبراني ( ،)832( )355/23و«سنن البيهقي» (،182/2 ،)183و«شرح السنة» للبغوي (.)708 اليوم 88النبوي
ليالي الر�سول �صلى الله عليه و�آله و�سلم ثم يرجع إلى بيته فيصلىِّ ركعتين راتبة العشاء( ،)205ثميجلس ُس َو ْي َع ًةيتح َّدث مع أهله يؤانسهم ويس ُمر معهم قبل أن ينام ،وربما ذهب يس ُمر عند بعض أصحابه ،فيسم ُر عند الأنصار في بعض الليالي ،ويسمر مع أبي بكر وعمر في بيت أبي بكر ،فيتح َّدثون في أمر المسلمين ،فإذا خرج سارا معه يتمتعان بصحبته صلى الله عليه وآله وسلم في الطريق حتى يدخلا معه المسجد(.)206 وربما م َّر في طريقه بقارئ حسن الصوت من أصحابه يقوم بالقرآن ،فيقف مس َت ِم ًعا لهذه القراءة الحسنة ،كما م َّر بأبي موسى الأشعري رضي الله عنه ليل ًة، (20ينظر ما تقدم في أربع ركعات قبل الظهر. (20ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)1256و«المصنف» لابن أبي شيبة ( ،)6689و«مسند أحمد» ( ،)4340 ،178 ،175و«صحيح البخاري» ( ،)4569و«صحيح مسلم» (،763 ،)2055و«جامع الترمذي» ( ،)169و«السنن الكبرى» للنسائي ( ،)8256و«مسند أبي يعلى» ( ،)1517 ،194و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)1341 ،1156و«مسند أبي عوانة» ( ،)1086و«صحيح ابن حبان» ( ،)2034و«المعجم الكبير» للطبراني (،8422 ،8420 ،)572( )242/20( ،)12184و«دلائل النبوة» للبيهقي ( ،)85/6و«الدعوات الكبير» للبيهقي ( ،)232وما سيأتي في دخوله المسجد وابن مسعود رضي الله عنه قائم يصلي. اليوم النبوي 89
اليوم النبوي فوقف َيس َت ِمع إليه ،فلما أصبح لقيه ،فقال له« :يا أبا موسى ،لو رأي َتنِي وأنا أستمع لقراءتك البارحة ،لقد أوتي َت ِم ْز َما ًرا من َم َزامير آل داود»(.)207 ودخل المسج َد ليل ًة ،فإذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قائم يص ِيّل، ير ِّتل سور َة النساء ،فقام صلى الله عليه وآله وسلم يس َت ِمع لقراءته ،ثم قال لأبي بكر وعمرَ « :من رسَّ ه أن يقر َأ القرآ َن َر ْط ًبا كما ُأنزل ،فليق َر ْأ ُه على قراءة ابن أم َع ْب ٍد»(.)208 فإذا دخل المسج َد س َّلم تسليماً ُي ْس ِم ُع اليقظا َن ،ولا ُيو ِق ُظ النائ َم؛ حيث لا يخلو المسجد من فقراء المسلمين الذين ينامون فيه ،ثم يص ِّيل في المسجد قبل أن يدخل بيته(.)209 (20ينظر« :فضائل القرآن» لأبي ُعبيد ( ،)188و«مسند أحمد» (،)24097 ،23033 ،8646 و«صحيح البخاري» ( ،)5048و«صحيح مسلم» ( ،)793و«صحيح ابن حبان» (،)7197 و«المعجم الكبير» للطبراني ( ،)6318و«سنن البيهقي» ( ،)230/10( )12/3و«سرح السنة» للبغوي (.)1219 والمقصود بالمزامير...... : (20ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)332و«فضائل القرآن» لأبي ُعبيد ( ،)678و«مسند أحمد» ( ،)18457 ،4340 ،175 ،35و«سنن ابن ماجه» ( ،)138و«مسند أبي يعلى» (،17 ،16 ،)194و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)1156و«صحيح ابن حيان» ( ،)7067و«المعجم الكبير» للطبراني ( ،)8420و«المستدرك» ( ،)227/2و«سنن البيهقي» ( ،)452/1و«الدعوات الكبير» للبيهقي ( ،)232و«الأحاديث المختارة» للضياء (،14 ،13( )158 ،13 ،12/1 ،)268وما تقدم في سمره صلى الله عليه وآله وسلم. (20ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)1256و«مسند أحمد» ( ،)27183 ،23809و«الأدب المفرد» ( ،)1028و«صحيح مسلم» ( ،)2055و«جامع الترمذي» (،)2987 ،2719 و«المعجم الكبير» للطبراني ( ،)572( )242/20و«دلائل النبوة» للبيهقي (.)85/6 اليوم 90النبوي
اليوم النبوي فإذا دخل بيته ،وأراد أن ينام تخ َّفف من ثيابه ،فأخذ ِخ ْر َقة توضع عند رأس فراشه ،فا َّتزر بها ،وخلع ثوبيه فع َّلقهما ،ثم دخل مع زوجته في لحافها ،وكان فراشه من جلد حشوه ليف ،وله وسادة من جلد حشوها ليف يتو َّسدها هو وزوجته(.)210 فإذا أراد أن ينام وضع سواكه عند رأسه؛ ليستاك به إذا استيقظ ،وكان لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ إلا بدأ بالسواك(.)211 وكان إذا استاك َأ ْع َطى سواكه عائش َة رضي الله عنها لتغسله ،فتبدأ به فتستاك لتصيب أثر ريقه الطيب المبارك ،ثم تغسله وتدفعه إليه(.)212 فكان سواكه نظي ًفا وقري ًبا منه ،يتعاهد به فمه ال َّط ِّيب ال ُم َط َّيب تعاه ًدا شدي ًدا، حتى َخشيِ على أسنانه أن تقع لشدة ما أحفاها بالسواك(.)213 (21ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)23و«مسند أحمد» ( ،)3490 ،2572و«الزهد» لهناد ( ،)741و«الأدب المفرد» ( ،)1163و«صحيح مسلم» ( ،)2082 ،1479و«سنن ابن ماجه» ( ،)4151و«المعدجم الأوسط» للطبراني ( ،)650و«أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم» لأبي الشيخ ( ،)460و«دلائل النبوة» للبيهقي (.)337/1 (21ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)409و«المصنف» لابن أبي شيبة ( ،)1791و«مسند أحمد» ( ،)24900 ،23313 ،5979 ،2488و«صحيح البخاري» ( ،)245و«صحيح مسلم» ( ،)255و«سنن أبي داود» ( ،)57و«التهجد وقيام الليل» لابن أبي الدنيا ( ،)203و«مسند أبي يعلى» ( ،)5749و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)136و«صحيح ابن حبان» (.)1072 (21ينظر« :سنن أبي داود» ( ،)52و«سنن البيهقي» ( ،)39/1و«شرح السنة» للبغوي (.)204 (21ينظر« :مسند أحمد» ( ،)22269 ،16007و«سنن ابن ماجه» ( ،)289و«مسند الروياني» ( ،)1221و«المعجم الكبير» للطبراني ( ،)189( )76/22( ،)7847و«سنن البيهقي» (.)49/7 اليوم النبوي 91
اليوم النبوي وكأن ذلك ليط ِّيب فمه الذي يناجي به ملائك َة ر ِّبه ،كما كان ين ِّحي عنه البقو َل والخضراوات ذوات الرائحة ،ويقول« :ليس ب ُم َح َّر ٍم ،ولكني أستحي من ملائكة الله ،إني أناجي َمن لا تناجي»(.)214 ولذا حافظ على السواك ،فيبدأ به ك َّلما استيقظ ،ويق ِّربه عند رأسه إذا أراد أن ينام. وإذا أوى إلى فراشه قال« :الحم ُد لله الذي َأ ْط َعمنا وسقانا ،وكفانا وآوانا، فكم ممَّن لا كافي له ولا ُم ْؤ ِوي ،الحمد لله الذي َم َّن َع يَّل ف َأ ْف َضل ،والذي أعطاني ف َأ ْج َزل ،الحمد لله على كل حال ،الله َّم ر َّب ك ِّل شيء ،ومال َك ك ِّل شيء ،لك ك ُّل شيء ،أعوذ بك من النار»(.)215 ثم يجمع كفيه المباركتين ،فينفث فيهما ،ويقرأ :ﱹﭑﭒﭓﭔﱸ [الإخلاص ،]1:ﱹ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﱸ [الفلق ،]1:وﱹ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﱸ [الناس ،]1:ثم يمسح بها رأسه ووجهه ،وما أقبل من جسده ثلاث (21ينظر« :صحيح البخاري» ( ،)855و«صحيح مسلم» ( ،)564و«سنن أبي داود» ( ،)3822و«صحيح ابن خزيمة» ( ،)1670و«صحيح ابن حبان» ( ،)2092و«المعجم الكبير» للطبراني ( ،)4077 ،3996و«المستدرك» ( ،)135/4و«سنن البيهقي» (.)76/3 (21ينظر« :مسند أحمد» ( ،)12552 ،5983و«ومسند عبد بن حميد» (،)1351 ،1335 و«صحيح مسلم» ( ،)2715و«سنن أبي داود» ( ،)5058 ،5053و«جامع الترمذي» ( ،)3396و«السنن الكبرى» للنسائي ( ،)10634و«مسند أبي يعلى» (،)5758 ،3523 و«صحيح ابن حبان» ( ،)5540 ،5538و«الدعاء» للطبراني ( ،)894و«الدعوات الكبير» للبيهقي (.)399 ،397 اليوم 92النبوي
اليوم النبوي مرات(.)216 فإذااضطجعاضطجععلى ِش ِّقهالأَيمن،ووضعيدهتحت َخ ِّده،وقال«:الله َّم باسمك أحيا ،وباسمك أموت ،الله َّم ِقنِي عذابك يو َم تبع ُث عبا َدك»(.)217 وله صلى الله عليه وآله وسلم أذكار يقولها عند نومه ،فمنها: «الله َّم ر َّب السماوات ،ور َّب الأرض ،ور َّب العرش العظيم ،ر َّبنا ور َّب ك ِّل شيء ،فال َق الح ِّب وال َّنوى ،ومن ِز َل التورا ِة والإنجيل والفرقان ،أعوذ بك من ش ِّر كل ذي ش ٍّر أنت آخ ٌذ بناصيته ،الله َّم أنت الأو ُل ،فليس قبلك شي ٌء ،وأنت الآخ ُر ،فليس بعدك شي ٌء ،وأنت الظاه ُر ،فليس فوقك شي ٌء ،وأنت الباط ُن، فليس دونك شي ٌء ،اق ِض ع َّنا الدي َن ،و َأ ْغنِنا من الفقر»(.)218 «بسم الله وضع ُت جنبي ،الله َّم اغف ْر لي ذنبي ،وا ْخ َس ْأ شيطاني ،و ُف َّك ِرهاني، (21ينظر« :مسند أحمد» ( ،)24853و«صحيح البخاري» ( ،)5017و«صحيح مسلم» ( ،)2192و«سنن أبي داود» ( ،)5056و«جامع الترمذي» ( ،)3402و«السنن الكبرى» للنسائي ( ،)10624و«صحيح ابن حبان» ( ،)5544و«الدعاء» للطبراني (،)273 و«أخلاق النبي ×» لأبي الشيخ ( ،)477و«الدعوات الكبير» للبيهقي (.408 (21ينظر« :مسند أحمد» ( ،)23286 ،18603 ،18472 ،3796و«صحيح البخاري» ( ،)7394 ،6324 ،6315 ،6312و«الأدب المفرد» ( ،)1215 ،1205و«صحيح مسلم» ( ،)2711و«سنن أبي داود» ( ،)5049و«جامع الترمذي» ( ،)3417 ،3398و«مسند أبي يعلى» ( ،)1711و«صحيح ابن حبان» ( ،)5539 ،5532و«الدعاء» للطبراني (-247 ،)259 ،251و«الدعوات الكبير» للبيهقي (.)402 ،394 ،393 (21ينظر« :مسند أحمد» ( ،)10924 ،9247 ،8960و«الأدب المفرد» ( ،)1212و«صحيح مسلم» ( ،)2713و«سنن أبي داود» ( ،)5051و«سنن ابن ماجه» ( ،)3873و«السنن الكبرى» للنسائي ( ،)7668و«الدعاء» للطبراني (.)261 اليوم النبوي 93
اليوم النبوي و َث ِّقل ميزاني ،واجعلني في ال َّند ِّي الأعلى»(.)219 «الله َّم أسلم ُت نفسي إلي َك ،وو َّجه ُت وجهي إلي َك ،وف َّوض ُت أمري إلي َك، وألجأ ُت ظهري إلي َك ،رغب ًة ورهب ًة إلي َك ،لا َم ْل َج َأ ولا َم ْن َجا من َك إِ اَّل إلي َك، آمن ُت بكتابك الذي أنزل َت ،وبنبي َك الذي أرسل َت»(.)220 وربما قرأ سو ًرا من القرآن ،فيقرأ أحيا ًنا ﱹﭑﭒﭓﱸ السجدة ،وﱹﯜ ﯝﯞﯟﱸ ،وأحيا ًنا (سورة الزمر) ،و(الإسراء) (.)221 ثم يؤان ُس زوج َته بالحديث معها ُسويعة ،ولك أن تتخ َّيل هذه النجوى بين (21ينظر« :سنن أبي داود» ( ،)5054و«الآحاد والمثاني» ( ،)2878و«شرح مشكل الآثار» ( ،)112و«المعجم الكبير» للطبراني ( ،)759 ،758( )298/22و«مسند الشاميين» ( ،)435و«الدعاء» للطبراني ( ،)264و«أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم» لأبي الشيخ ( ،)484و«عمل اليوم والليلة» لابن السني ( ،)714و«المستدرك» (،)549 ،540/1 و«الدعوات الكبير» للبيهقي (.)396 (22ينظر« :مسند الحميدي» ( ،)723و«مصنف ابن أبي شيبة» ( ،)26520و«صحيح البخاري» ( ،)6315و«الأدب المفرد» ( ،)1211و«السنن الكبرى» للنسائي (،)10614 و«صحيح ابن حبان» ( ،)5542و«المعجم الأوسط» للطبراني ( ،)1248و«الدعاء للطبراني ( ،)279 ،239و«أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم» لأبي الشيخ ( ،)518و«الدعوات الكبير» للبيهقي ( ،)413و«شعب الإيمان» ( ،)4706 ،4381و«شرح السنة» للبغوي (.)1316 (22ينظر« :مسند أحمد» ( ،)25556 ،24388 ،14659و«مسند عبد بن حميد» (،)1040 و«سنن الدارمي» ( ،)3411و«جامع الترمذي» ( ،)3406 ،3405 ،2892و«السنن الكبرى» للنسائي ( ،)10551 ،10545-10542و«صحيح ابن خزيمة» (،)1163 و«الدعاء» للطبراني ( ،)272-266و«المستدرك» ( ،)412/2و«الدعوات الكبير» للبيهقي ( ،)412-410و«شرح السنة» للبغوي (.)1208 ،1207 اليوم 94النبوي
اليوم النبوي زوج كريم مح ٍّب وزوجة محُِ َّبة مشوقة في َه ْد َأة الليل وسكون المدينة الجميل، إنها عطاء وجداني يفيض على النفس بأنواع ال َمسرَ َّ ة والإبهاج ،و ُيعطي العلاقة الزوجية ُع ْم ًقا وجدان ًّيا راس ًخا في النفس. وبعد هذه المناجاة الجميلة ،فإن كان به حاجة الرجل إلى زوجته قضى الرغبة الزوجية الخاصة ،فإذا فرغ من المعاشرة ناولته زوجته خرقة فمسح عنه أثر الجماع ،ومسحت هي عنها(.)222 وربما وافق زوج َته أيام طمثها ،فلا ينقطع عنها الإسعاد الزوجي ،فكان يباشر زوجته وهي حائض ،ويأمرها أن َت ْأتزر ،فيصي ُب منها ما يصي ُب الزوج من زوجته غير الجماع(.)223 وفي ذلك إشعار بالرغبة في الزوجة ،وأن هذا العارض الطبيعي لا يقطع ألوا ًنا من التواصل الزوجي ال َب ِهيج. ومن ذلك :حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت :كن ُت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في لحافه ،فوجد ُت ما تجد النساء من الحيضة ،فا ْن َس َل ْل ُت من ال ِّلحاف ،فقال رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلمَ « :أ ُن ِف ْس ِت» .قل ُت :وجدت ما تجد النساء من الحيضة .قال« :ذلك ما كتب اللهُ على بنات آدم» .قالت فانسلل ُت ....... (22؟؟؟؟ (22ينظر« :مسند الطيالسي» ( ،)1624و«مسند أحمد» ( ،)25416و«مسند عبد بن حميد» ( ،)1551و«صحيح البخاري» ( ،)302و«صحيح مسلم» ( ،)293و«سنن أبي داود» ( ،)2167 ،273 ،268و«جامع الترمذي» ( ،)132و«سنن ابن ماجه» (،)638 ،635 و«سنن النسائي» ( ،)281و«صحيح ابن حبان» ( ،)1364و«سنن البيهقي» (.)1543 اليوم النبوي 95
اليوم النبوي فأصلح ُت من شأني ،ثم رجع ُت ،فقال لي رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تعالي فادخلي معي في ال ِّلحاف» .قالت :فأدخلني معه في لحافه(.)224 وكان يغتس ُل من الجنابة قبل أن ينام ،وربما توضأ ونام وأ َّخر الغسل لحين استيقاظه(.)225 وكان يغتسل أحيا ًنا هو وزوجته من إناء واحد ،تختلف أيديهما فيه ،تقول: «دع لي ،دع لي» .ويقول :دعي لي ،دعي لي( .)226وهذا من المؤانسة وامتداد اللهو الجميل بين الزوجين. ثم ينام ،فإذا نام واستغرق في نومه نفخ ـ وهو صوت نفس النائم المرتفع ـ فإذا تق َّلب في فراشه من الليل قال« :لا إله إلا الله الواح ُد القها ُر ،ر ُّب السموات والأرض وما بينهما العزي ُز الغ َّفار»(.)227 (22ينظر« :مسند أحمد» ( ،)26703 ،26525 ،25416و«مسند الدارمي» (،)1044 و«صحيح البخاري» ( ،)323 ،298و«صحيح مسلم» ( ،)296و«سنن ابن ماجه» (،)637 و«مسند أبي يعلى» ( ،)7015و«صحيح ابن حبان» ( ،)1363و«سنن البيهقي» (.)311/1 (22ينظر« :مسند أحمد» ( ،)24453 ،1804و«صحيح مسلم» ( ،)307و«جامع الترمذي» ( ،)2924و«سنن النسائي» ( ،)404و«مسند أبي عوانة» ( ،)790و«المستدرك» (،)153/1 و«سنن البيهقي» (.)200/1 (22ينظر«:مسندأحمد»(،)24723و«صحيحالبخاري»( ،)261و«صحيحمسلم»(،)321 و«سنن النسائي» ( ،)239و«سنن البيهقي» ( ،)188/1و«شرح السنة» للبغوي (.)254 (22ينظر« :مسند أحمد» ( ،)3194و«صحيح البخاري» ( ،)698و«صحيح مسلم» ( ،)763و«السنن الكبرى» للنسائي ( ،)10700 ،7688و«صحيح ابن حبان» (،)2626 و«الدعاء» للطبراني ( ،)764و«المستدرك» ( ،)540/1و«سنن البيهقي» (،)62/7 و«الدعوات الكبير» للبيهقي (.)423 اليوم 96النبوي
اليوم النبوي وكان لا يتق َّلب من الليل إلا أجرى السواك على فمه ،ثم يعود إلى نومه إلى أن ينتصف الليل(.)228 ويبدو أن هذه أطول فترة نوم ينامها النبي صلى الله عليه وآله وسلم. (22ينظر« :مسند عبد بن حميد» ( ،)1127و«مسند أحمد» (،)23461 ،5979 ،3541 و«صحيح البخاري» ( ،)245و«صحيح مسلم» ( ،)746 ،256 ،255و«سنن النسائي» ( ،)1623و«مسند أبي يعلى» ( ،)5661و«المعجم الكبير» للطبراني ( ،)13598وما تقدم في( :إذا أراد أن ينام). اليوم النبوي 97
اليوم النبوي اليوم 98النبوي
نا�شئة الليل فإذا انتصف الليل استيقظ ،ثم جلس يمسح النوم عن وجهه ،وتناول سواكه فدلك به فمه ال َّط ِّيب المبارك ،ثم رفع نظره إلى السماء ،ينظر بتف ُّكر في هدوء الليل وسكونه إلى عظمة الله في خلقه ،وهو يتلو قوله تعالى :ﱹﮉﮊ ﮋ ﮌﮍﮎﮏﮐﮑ ﮒﮓﮔﮕﮖﮗ ﮘﮙ ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠ ﮡﮢﮣﮤ ﮥﮦﮧﮨﮩ...ﱸ إلى أخر الآيات العشر من سورة آل عمران [ ،]200-190ثم يقوم إلى ِقربة مع َّلقة ف ُيطلق رباطها ،ويسكب الماء منها في قدح عنده ،ثم يتوضأ ُوضو ًءا مقت ِص ًدا َساب ًغا ،ثم يلبس إزاره ورداءه ويخلع الخرقة التي كان ي َّتزر بها ،ثم يص ّيِل صلاة الليل(.)229 (22ينظر« :مسند أحمد» ( ،)3541 ،2572 ،2164و«صحيح البخاري» (،183 ،)992و«صحيح مسلم» ( ،)763و«سنن أبي داود» ( ،)1367 ،58 ،56و«سنن ابن ماجه» ( ،)1363و«سنن النسائي» ( ،)1626 ،1620و«صحيح ابن خزيمة» (،)1677 و«صحيح ابن حبان» ( ،)2579و«سنن البيهقي» (،)7/3( ،)89 ،39/1وما تقدم في خلعه إزاره ورداءه ولبسه الخرقة عند النوم ،وما تقدم في تسوكه كلما قام من الليل. اليوم النبوي 99
اليوم النبوي وربما لهج لربه بالذكر والتسبيح والتعظيم قبل أن يبدأ صلاة التهجد ،وكأن ذلك لمزيد الته ُّيؤ والاستفتاح لقيام الليل ،قالت عائشة رضي الله عنها :كان صلى الله عليه وآله وسلم إذا َه َّب م َن ال َّليلَ ،كبرَّ َ عش ًرا ،وحمَ َ َد َعشرْ ً ا ،وقال« :سبحان الله وبِ َح ْم ِد ِه» عش ًرا ،وقال« :سبحان الملك القدوس» عش ًرا ،واستغ َف َر عش ًرا، وه َّل َل عش ًرا ،ثم قال« :الله َّم إنيِّ أعوذ بك من ضيق الدنيا ،وضيق يوم القيامة» َعشرْ ً ا ،ثم يفتتح الصلاة(.)230 وكان يبتد ُئ قيا َمه بركعتين خفيفتين ،وكما كان صلى الله عليه وآله وسلم أخ َّف الناس صلاة إذا صلىَّ بالناس ،فقد كان أطولهَ م صلا ًة إذا صلىَّ لنفسه، فصلاته في الليل أطول صلاته استفتا ًحا وقراءة ودعا ًءا؛ امتثالاً لقول ربه :ﱹﭔ ﭕﭖﭗﱸ [المزمل.)231(]2: والمتأ ِّمل لحاله صلى الله عليه وآله وسلم في ته ُّجده ،يستشعر أن صلاته بالليل صلاة مستغرقة ،قد اجتمعت فيها كل مشاعره وأحاسيسه ونجواه ،وكأنما (23ينظر« :مسند أحمد» ( ،)25102و«سنن أبي داود» ( ،)5085 ،766و«سنن ابن ماجه» ( ،)1356و«مختصر قيام الليل» لمحمد بن نصر المروزي (ص ،)114و«السنن الكبرى» للنسائي ( ،)1707 ،10706و«عمل اليوم والليلة» لابن السني (.)759 (23ينظر« :مسند أحمد» (،)21912 ،21908 ،21680 ،13126 ،12734 ،7748 و«صحيح البخاري» ( ،)708و«صحيح مسلم» ( ،)765 ،469و«سنن أبي داود» (،794 ،)1366و«جامع الترمذي» ( ،)237و«سنن ابن ماجه» ( ،)1362و«مختصر قيام الليل» للمروزي (ص ،)128و«سنن النسائي» ( ،)824و«صحيح ابن خزيمة» (،)1604 ،1150 و«مسند أبي عوانة» ( ،)2243و«صحيح ابن حبان» ( ،)2608 ،1856و«المعجم الكبير» للطبراني ( ،)3310و«المستدرك» ( ،)216/1و«سنن البيهقي» (-114/3( ،)232/2 .)118 ،115 اليوم 100النبوي
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125