Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore مكتبة نور - اليوم النبوي 2

مكتبة نور - اليوم النبوي 2

Published by إيمان بنت مانع, 2021-10-20 08:32:46

Description: مكتبة نور - اليوم النبوي 2

Search

Read the Text Version

‫اليوم النبوي‬ ‫تأليف‬ ‫عبد الوهاب بن ناصر الطريري‬

‫مقدمة‬ ‫في مدينة النَّ ِخيل‪ ..‬مدينة القلوب النَّ رِضة‪ ..‬يسكن قلبه‪ ..‬و ُت ْو ِر ُق عيناه‪..‬‬ ‫فهذا المكا ُن مكا ُنه‪ ..‬والمدين ُة مدين ُته‪ ..‬والأه ُل أه ُله‪ ..‬دخ َل المدين َة فأضا َء منها‬ ‫ك ُّل شيء‪ ،‬وأح َّبه أه ُلها ومظاه ُر الطبيعة فيها؛ فهذا « ُأ ُح ٌد» يح ُّبه ويبادله الح َّب‪..‬‬ ‫هذه الأز َّقة ستعرف خطوتيه‪ ..‬هذا المسجد وتلك الغرفات الصغيرة على جانبه‪..‬‬ ‫هؤلاء الرجال الأوفياء يلت ُّفون حو َله‪ ..‬يحيطون به‪ ..‬يح ُّبهم ويح ُّبونه‪ ..‬يلتقي بهم‬ ‫وينفرد مع الله‪..‬‬ ‫في هذه السيرة اليومية نتر َّحل مع ساعات يوم النبي صلى الله عليه وآله‬ ‫وسلم وكأ َّنا نعيش معه بساطة الحياة العظيمة‪ ،‬وعفوية الحياة الجادة‪ ،‬والتوازن‬ ‫بين مناشط الحياة‪ ،‬والتكامل لاستيفاء الاحتياجات‪.‬‬ ‫ترى حيوية الحياة وتد ُّفقها في تدافع ساعات هذا اليوم‪ ،‬اللحظات في حياته‬ ‫لا تمر عابرة دون استثمار‪.‬‬ ‫كان َي ْع ِقد صفقاته مع الحياة في كل ثانية في بيته‪ ،‬ومسجده‪ ،‬وفي أز َّقة مدينته‪،‬‬ ‫وبيوت أصحابه‪ ،‬وعلى َح ِصير جلوسه‪ ،‬و ُس ْفرة طعامه‪ ،‬وفراش نومه‪.‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‬

‫اليوم النبوي‬ ‫كانت عيون َمن حوله كاميرات شديدة ال ِّد َّقة والملاحظة‪ ،‬حتى الظلام لم‬ ‫يكن ساتر القلوب التي عشقت هذا النبي‪ ،‬وأرادت أن تعرف كيف كان يقضي‬ ‫ليله‪ ،‬وحتى الحيطان لم تكن طويلة لتحجب حياته الخاصة‪ ،‬كانت القلوب‬ ‫والعيون داخلة معه حتى يأوي إلى فراشه‪ ،‬ترمقه في استغراق نومه‪ ،‬وفي وثوب‬ ‫استيقاظه‪.‬‬ ‫لم يكن عاد ًّيا يبدأ من الصباح ويضمر في المساء‪ ،‬تشعر لفرط نشاطه أن كل‬ ‫لحظة هي بداية له‪ ،‬هو رج ُل ا ْقتِنا ِص الفرص ورج ُل اللحظة‪ .‬يفهم بفطرة النبي‬ ‫الرسول أن الدقيقة محسوبة ولها إنجازها‪ ..‬والساعة محسوبة ولها إنجازها‪...‬‬ ‫واليوم محسوب وله إنجازه‪ ...‬والأجل ينصب خيامه على مشارف العمر‪.‬‬ ‫في هذه الصفحات نعيش مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صباحه‬ ‫ومسائه‪ ،‬نمشي معه في أسواق المدينة‪ ،‬نأكل من كفافه‪ ،‬نسمع صوته الحاني‬ ‫مع ِّلماً ‪ ،‬وصوته المُْ ْخبِت مص ِّل ًيا‪ ،‬نجلس على َح ِصيره البسيط الذي كان يجلس‬ ‫عليه‪ ،‬ونأكل من طعامه القليل الذي ُي ْؤ َثر به‪ ،‬يمكنك أن تدخل بيته من وصف‬ ‫صحابته له‪ ..‬ويمكنك أن تراه نائماً وصف له‪ ،‬ويمكنك أن ُجت ِلس في ِح ْجره‬ ‫رضي ًعا‪ ،‬وعلى ظهره طفلاً ‪ ..‬يحظى بدفئه وبركته‪.‬‬ ‫إ ًذا كيف كان يتعامل هذا الإنسان العظيم النبي الكريم مع طبيعته البشرية‬ ‫ومشروعه الرسالي؟!‬ ‫كيف كان يتعامل مع دورة الزمن اليومية؟!‬ ‫كيف كان يقضيها؟!‬ ‫اليوم‬ ‫ النبوي‬

‫اليوم النبوي‬ ‫هذا يوم‪ :‬النبي‪ ،‬الرسول‪ ،‬الإنسان‪ ،‬المسؤول‪ ،‬الأب‪ ،‬الزوج‪ ،‬الصديق‪..‬‬ ‫هذا «اليوم النبوي»‪ ،‬وهذا الكتاب بين يديك‪..‬‬ ‫عبد الوهاب بن ناصر الطريري‬ ‫ ‬ ‫مكة المكرمة ‪1431/7/20‬هـ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫الجمعة ظه ًرا‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‬

‫اليوم النبوي‬ ‫اليوم‬ ‫ النبوي‬

‫أ�نوار الفجر‬ ‫يص َد ُع نو ُر الفجر ظلم َة الليل‪ ،‬ويص َد ُع أذا ُن بلال رضي الله عنه سكو َن‬ ‫المدينة‪ ،‬ويوافي ذلك رسو َل الله صلى الله عليه وآله وسلم نائماً ؛ ليستريح البدن‬ ‫الشريف ساعة ال َّس َحر بعد َس ْبح طويل من قيام الليل‪.‬‬ ‫فإذا َأ َّذ َن بلا ٌل رضي الله عنه استيقظ رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم‪،‬‬ ‫وأو ُل شيء يفعله أن يتناول سواكه فيستاك به()‪ ،‬ثم يقول‪« :‬الحم ُد لله الذي‬ ‫أحيانا بعدما أماتنا‪ ،‬وإليه النشور»()‪.‬‬ ‫  ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)24269 ،23336 ،23242 ،3541‬و«صحيح البخاري»‬ ‫(‪ ،)246‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)746 ،255‬و«سنن أبي داود» (‪،)1353 ،58 ،56 ،55‬‬ ‫و«سنن ابن ماجه» (‪ ،)1191‬و«مختصر قيام الليل» لمحمد بن نصر المروزي (ص ‪،)110‬‬ ‫و«سنن النسائي» (‪ ،)1721 ،1626 ،1621 ،1601 ،1315 ،2‬و«صحيح ابن خزيمة»‬ ‫(‪ ،)1078‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)2441 ،1075 ،1072‬و«عمل اليوم والليلة» لابن‬ ‫السني (‪ ،)762‬و«شعب الإيمان» (‪ ،)1936‬و«سنن البيهقي» (‪ ،)39 ،38/1‬و«فتح‬ ‫الباري» (‪ ،)375/2‬و«فقه العبادة» للشيخ سلمان العودة ( )‪.‬‬ ‫  ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)23286 ،21366 ،18603‬و«صحيح البخاري» (‪،6312‬‬ ‫‪ ،)7395‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)2711‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)5049‬و«جامع الترمذي»‬ ‫(‪ ،)3417‬و«سنن ابن ماجه» (‪ ،)3880‬و«صحيح ابن حبان» (‪.)5539 ،5532‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‬

‫اليوم النبوي‬ ‫ثم يجيب المؤ ِّذ َن بمثل ما يقول‪ ،‬فإذا قال‪ :‬الله أكبر الله أكبر‪ .‬قال‪« :‬الله أكبر‬ ‫الله أكبر»‪ .‬وإذا قال‪ :‬أشهد أن لا إله إلا الله‪ .‬قال‪« :‬وأنا»‪ .‬وإذا قال‪ :‬أشهد أنا‬ ‫محم ًدا رسول الله‪ .‬قال‪« :‬وأنا»‪ .‬وإذا قال‪ :‬ح َّي على الصلاة‪ .‬قال‪« :‬لا حو َل ولا‬ ‫ق َّو َة إِ َاّل بالله»‪ .‬وإذا قال‪ :‬ح َّي على الفلاح‪ .‬قال‪« :‬لا حو َل ولا ق َّو َة إِ اَّل بالله»‪ .‬وإذا‬ ‫قال‪ :‬الله أكبر الله أكبر‪ .‬قال‪« :‬الله أكبر الله أكبر»‪ .‬وإذا قال‪ :‬لا إله إلا الله‪ .‬قال‪:‬‬ ‫«لا إله إلا الله»()‪.‬‬ ‫ثم ينبعث رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬فإن كان به حاجة إلى ال ُغسل‬ ‫اغتسل‪ ،‬وإن كان به حاجة إلى ال ُوضوء تو َّضأ‪.‬‬ ‫وربما قام إلى الصلاة من غير وضوء‪ ،‬فيقال له في ذلك‪ ،‬فيقول‪« :‬تنام عيناي‪،‬‬ ‫ولا ينام قلبي»()‪.‬‬ ‫ثم يص ِّيل ركعتي الفجر؛ فيص يِّل صلا ًة خفيفة‪ ،‬حتى يقول القائل‪ :‬هل قرأ‬ ‫  ينظر‪« :‬الصلاة» لأبي نعيم الفضل بن ُدكين (‪ ،)198 ،196‬و«مسند الدارمي» (‪،)1238‬‬ ‫و«مسند أحمد» (‪ ،)24933‬و«صحيح البخاري» (‪ ،)914‬و«سنن أبي داود» (‪،)526‬‬ ‫و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)1683‬و«المعجم الكبير» للطبراني (‪،720( )372 ،318/19‬‬ ‫‪ ،)874‬و«الدعاء» للطبراني (‪ ،)451 ،440 ،437‬و«المستدرك» (‪ ،)204/1‬و«سنن‬ ‫البيهقي» (‪.)409/1‬‬ ‫  ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)24073 ،1911‬و«صحيح البخاري» (‪،)3569 ،2013 ،1147‬‬ ‫و«صحيح مسلم» (‪ ،)763‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)1341‬و«جامع الترمذي» (‪،)439‬‬ ‫و«سنن النسائي» (‪ ،)1697‬و«صحيح ابن خزيمة» (‪ ،)1166 ،49 ،48‬و«صحيح ابن‬ ‫حبان» (‪.)6368 ،2430‬‬ ‫اليوم‬ ‫ النبوي‬

‫أنوار الفجر‬ ‫اليوم النبوي‬ ‫فيها بأم الكتاب()؟ لشدة ما يخ ِّففها‪ ،‬يقرأ فيها بعد الفاتحة في الركعة الأولى‪ :‬ﱹﭑ‬ ‫ﭒﭓﱸ‪ ،‬وفي الركعة الثانية‪ :‬ﱹﭑﭒﭓﭔﱸ‪ ،‬وأحيانا يقرأ‬ ‫في الركعة الأولى‪ :‬ﱹﭣﭤﭥﭦﭧﭨ‪...‬ﱸ [البقرة‪ ،]136 :‬وفي‬ ‫الثانية‪ :‬ﱹﭭﭮﭯﭰﭱﭲ‪...‬ﱸ [آل عمران‪.)(]64 :‬‬ ‫فإذا فرغ من صلاته؛ فإن كانت زوجته مستيقظة تح َّدث معها حديث المؤانسة‬ ‫والإسعاد‪ ،‬فما ظنك بزوجة مح ِّبة تستفتح أنوار يومها بحديث المودة من زوجها!‬ ‫وإن كانت نائمة اضطجع على ش ِّقه الأيمن حتى يحين موعد إقامة الصلاة()‪.‬‬ ‫فإذا رأى بلا ٌل رضي الله عنه أن النا َس قد اجتمعوا في المسجد أتى إلى رسول‬ ‫  ينظر‪« :‬المصنف» لعبد الرزاق (‪ ،)4792‬و«مسند أحمد» (‪ ،)25315 ،24125‬و«صحيح‬ ‫البخاري» (‪ ،)1171 ،619 ،618‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)736 ،725 - 723‬و«سنن أبي‬ ‫داود» (‪ ،)1255‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)459‬و«سنن ابن ماجه» (‪ ،)1358‬و«سنن النسائي»‬ ‫(‪ ،)1756 ،946 ،685‬و«صحيح ابن خزيمة» (‪ ،)1113‬و«صحيح ابن حبان» (‪،)2466‬‬ ‫و«سنن البيهقي» (‪.)44-43/3‬‬ ‫  ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)25510 ،4909 ،2386 ،2045‬و«صحيح مسلم» (‪،)727 ،726‬‬ ‫و«سنن أبي داود» (‪ ،)1256‬و«سنن ابن ماجه» (‪ ،)1148‬و«سنن النسائي» (‪،)945 ،944‬‬ ‫و«صحيح ابن خزيمة» (‪ ،)1115‬و«المعجم الكبير» للطبراني (‪ ،)13123‬و«المستدرك»‬ ‫(‪ ،)307/1‬و«سنن البيهقي» (‪ ،)42/3‬و«الأحاديث المختارة» للضياء (‪)101/3‬‬ ‫(‪.)2546‬‬ ‫ ينظر‪« :‬مسند الحميدي» (‪ ،)175‬و«صحيح البخاري» (‪ ،)1168 ،1161‬و«صحيح مسلم»‬ ‫(‪ ،)743‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)1263‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)418‬و«صحيح ابن خزيمة»‬ ‫(‪ ،)1122‬و«مسند أبي عوانة» (‪ ،)2157 ،2156‬و«سنن البيهقي» (‪،)45/3( ،)188/2‬‬ ‫و«فتح الباري» (‪.)44/3‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‬

‫اليوم النبوي‬ ‫الله صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬فنادى‪ :‬الصلاة يا رسو َل الله()‪.‬‬ ‫فيخر ُج رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم إليهم‪ ،‬فإذا خرج من بيته رفع‬ ‫َط ْرفه إلى السماء‪ ،‬وقال‪« :‬بسم الله‪ ،‬توكلت على الله‪ ،‬الله َّم إني أعو ُذ بك َأ ْن َأ ِض َّل‬ ‫أو ُأ َض َّل‪ ،‬أو َأ ِز َّل أو ُأ َز َّل‪ ،‬أو َأ ْظلِ َم َأو ُأ ْظ َل َم‪ ،‬أو َأ ْج َه َل أو ُج ْي َه َل َع يَّل»()‪.‬‬ ‫فإذا دخل المسج َد قال‪« :‬بسم الله‪ ،‬والسلا ُم على رسول الله‪ ،‬الله َّم اغف ْر لي‬ ‫ذنوبي‪ ،‬وافت ْح لي أبواب رحمتك‪ ،‬أعوذ بالله العظيم‪ ،‬وبوجهه الكريم‪ ،‬وبسلطانه‬ ‫القديم‪ ،‬من الشيطان ال َّر ِجيم»(‪.)10‬‬ ‫  ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)2572‬و«سنن النسائي» (‪ ،)686‬و«السنن الكبرى» للنسائي (‪،399‬‬ ‫‪ ،)1650 ،1338‬و«مسند أبي عوانة» (‪ ،)2285‬و«أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم»‬ ‫لأبي الشيخ (‪ ،)460‬و«سنن البيهقي» (‪.)7/3‬‬ ‫ ينظر‪« :‬مسند الطيالسي» (‪ ،)1735 ،1712‬و«مسند أحمد» (‪،)26729 ،26704 ،26616‬‬ ‫و«مسند عبد بن حميد» (‪ ،)1536‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)5094‬و«جامع الترمذي»‬ ‫(‪ ،)3427‬و«سنن ابن ماجه» (‪ ،)3884‬و«سنن النسائي» (‪ ،)5539 ،5486‬و«المعجم‬ ‫الكبير» للطبراني (‪ ،)11( )9/24( ،)726( )320/23‬و«المعجم الأوسط» (‪،)2383‬‬ ‫و«الدعاء» للطبراني (‪ ،)420-416 ،414-411‬و«جزء الألف دينار» للقطيعي (‪،)178‬‬ ‫و«المستدرك» (‪ ،)519/1‬و«الدعوات الكبير» للبيهقي (‪ ،)453 ،62‬و«سنن البيهقي»‬ ‫(‪ ،)251/5‬و«نتائج الأفكار» للحافظ ابن حجر (‪.)165-156/1‬‬ ‫‪  (1‬ينظر‪« :‬مصنف عبد الرزاق» (‪ ،)1664‬و«مصنف ابن أبي شيبة» (‪،)29764 ،3412‬‬ ‫و«مسند أحمد» (‪ ،)26419 ،26417 ،26416‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)466‬و«جامع‬ ‫الترمذي» (‪ ،)314‬و«سنن ابن ماجه» (‪ ،)771‬و«المعجم» لأبي يعلى (‪،)6822 ،6754‬‬ ‫و«المعجم الكبير» للطبراني (‪ ،)1043( )2423/22‬و«الدعاء» للطبراني (‪،)424 ،423‬‬ ‫و«الدعوات الكبير» للبيهقي (‪ ،)68‬و«شرح السنة» للبغوي (‪.)481‬‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 10‬النبوي‬

‫اليوم النبوي‬ ‫فإذا رآه بلا ٌل داخلاً المسج َد أقام الصلا َة(‪ ،)11‬وإذا رآه أصحا ُبه قاموا إلى‬ ‫الصلاة(‪.)12‬‬ ‫وربما خرج ورأ ُسه َينْ ُِط ُف(‪ )13‬ما ًء من أثر ال ُغسل‪ ،‬وربما خرج ووقف في‬ ‫مصلاَّ ه‪ ،‬ثم تذ َّكر أنه ُجنُ ٌب ولم يغتسل‪ ،‬فقال لهم‪« :‬مكانكم»‪ .‬ثم رجع إلى بيته‬ ‫فاغتسل‪ ،‬ثم خرج إليهم ورأسه َي ْق ُط ُر ما ًء(‪.)14‬‬ ‫فلم يكن صلى الله عليه وآله وسلم يتك َّتم هذه الأمور ويتح َّرجها‪ ،‬وإنما كان‬ ‫بش ًرا من البشر‪ ،‬يرى النا ُس في حياته وقائ َع حياتهم‪.‬‬ ‫فإذا قام في مصلاَّ ه قال لأصحابه‪َ « :‬س ُّووا صفو َف ُكم وترا ُّصوا؛ فإن تسوية‬ ‫‪  (1‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)20852 ،20849 ،20804‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)606‬و«سنن‬ ‫أبي داود» (‪ ،)537‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)202‬و«صحيح ابن خزيمة» (‪ ،)1525‬و«المعجم‬ ‫الكبير» للطبراني (‪ ،)1912‬و«المستدرك» (‪ ،)286 ،213 ،202-201/1‬و«سنن البيهقي»‬ ‫(‪.)19/2( ،)385/1‬‬ ‫‪ (1‬لقوله صلى الله عليه وآله وسلم‪« :‬إذا ُأقيمت الصلاة‪ ،‬فلا تقوموا حتى تروني قد‬ ‫خرجت»‪ .‬ينظر‪« :‬مسند الطيالسي» (‪ ،)622‬و«مسند أحمد» (‪،)22587 ،22581 ،22533‬‬ ‫و«صحيح البخاري» (‪ ،)909 ،638 ،637‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)604‬و«سنن أبي داود»‬ ‫(‪ ،)540 ،539‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)592‬و«سنن النسائي» (‪ ،)790 ،687‬و«صحيح‬ ‫ابن خزيمة» (‪ ،)1644 ،1526‬و«صحيح ابن حبان» (‪.)1755‬‬ ‫‪ (1‬أي‪ :‬يقطر‪.‬‬ ‫‪ (1‬ينظر‪«:‬مسندأحمد»(‪،)8466،7804،7238‬و«صحيحالبخاري»(‪،)939‬و«صحيح‬ ‫مسلم» (‪ ،)605‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)235‬و«سنن النسائي» (‪ ،)809 ،792‬و«صحيح ابن‬ ‫خزيمة» (‪ ،)1628‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)2236‬و«سنن البيهقي» (‪.)398/2‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪11‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫الصفوف من تمام الصلاة»(‪.)15‬‬ ‫ثم يكبرِّ تكبيرة الإحرام‪ ،‬فيسكت إسكاتة بقدر ما يقول‪« :‬الله َّم باعد بيني‬ ‫وبين خطاياي‪ ،‬كما باعد َت بين المشرق والمغرب‪ ،‬الله َّم ن ِّقني من خطاياي‪،‬‬ ‫كما ُين َّقى الثو ُب الأبي ُض من ال َّد َن ِس‪ ،‬الله َّم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء‬ ‫والبرد»(‪.)16‬‬ ‫ثم يجهر بالفاتحة‪ ،‬فيقرأ قراءة مف َّصلة متر ِّسلة‪ُ ،‬ي َق ِّطع قرا َءته آي ًة آي ًة‪ :‬ﱹﭖ‬ ‫ﭗﭘﭙﱸ‪ .‬ثم يقف‪ ..‬ﱹﭛﭜﱸ‪ .‬ثم يقف‪ ..‬ﱹﭞﭟ‬ ‫ﭠﱸ‪ .‬وكانت قراء ُته م ًّدا‪ ،‬يم ُّد ﱹﭛﱸ‪ ،‬ويم ُّد ﱹﭜﱸ(‪ ،)17‬ويقر ُأقرآ َن‬ ‫‪  (1‬ينظر‪« :‬مسند الطيالسي» (‪ ،)2222 ،2094‬و«مسند أحمد» (‪،12813 ،12011‬‬ ‫‪ ،)14096 ،13778 ،13664 ،12884‬و«مسند الدارمي» (‪ ،)1263‬و«صحيح‬ ‫البخاري» (‪ ،)723 ،719‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)433‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)668‬و«سنن‬ ‫ابن ماجه» (‪ ،)993‬و«سنن النسائي» (‪ ،)845 ،814‬و«مسند أبي يعلى» (‪،)3055 ،2997‬‬ ‫و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)2174 ،2173‬و«سنن البيهقي» (‪.)100 ،99/3( ،)21/2‬‬ ‫‪  (1‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)10408 ،7164‬و«مسند الدارمي» (‪ ،)1244‬و«صحيح‬ ‫البخاري» (‪ ،)744‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)598‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)781‬و«سنن ابن ماجه»‬ ‫(‪ ،)805‬و«سنن النسائي» (‪ ،)895 ،60‬و«مسند أبي يعلى» (‪ ،)6097 ،6081‬و«صحيح‬ ‫ابن خزيمة» (‪ ،)465‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)1778 ،1776 ،1775‬و«الدعاء» للطبراني‬ ‫(‪ ،)521‬و«سنن الدارقطني» (‪ ،)336/1‬و«سنن البيهقي» (‪.)195/2‬‬ ‫‪ (1‬ينظر‪« :‬فضائل القرآن» لأبي ُعبيد (ص ‪ ،)157-156‬و«مسند أحمد» (‪،)26583‬‬ ‫و«سنن أبي داود» (‪ ،)4001‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)2927‬و«صحيح ابن خزيمة» (‪،)493‬‬ ‫و«شرح مشكل الآثار» (‪ ،)5406‬و«المعجم الكبير» للطبراني (‪ ،)603( )278/23‬و«سنن‬ ‫الدارقطني» (‪ ،)3012/1‬و«المستدرك» (‪ ،)232/2‬و«سنن البيهقي» (‪ ،)44/2‬و«شعب‬ ‫الإيمان» (‪ ،)2115‬وما سيأتي في قراءته صلى الله عليه وآله وسلم في صلاة الليل‪.‬‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 12‬النبوي‬

‫اليوم النبوي‬ ‫الفجر‪ ،‬ويطيل القراءة‪ ،‬فيقرأ في صلاته ما بين الستين إلى مائة آية(‪ ،)18‬فإن كان‬ ‫يوم جمعة قرأ في الركعة الأولى‪ :‬ﱹﭑﭒﭓﱸ السجدة‪ ،‬وفي الركعة الثانية‪:‬‬ ‫ﱹﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﱸ [الإنسان‪.)19(]1:‬‬ ‫وربما َقنَ َت أحيا ًنا بعد الركوع من الركعة الثانية في النوازل تنـزل بالمسلمين‪،‬‬ ‫فيدعو ويستنزل الفر َج والنص َر(‪.)20‬‬ ‫فإذا أت َّم صلاته وس َّلم منها قال وهو في مكانه ووج ُهه تِ ْلقاء ال ِقبلة‪َ « :‬أ ْستغف ُر‬ ‫اللهَ‪َ ،‬أستغف ُر الل َه‪َ ،‬أ ْستغف ُر اللهَ‪ ،‬الله َّم أن َت السلا ُم‪ ،‬ومنك السلا ُم‪ ،‬تبارك َت يا ذا‬ ‫‪  (1‬ينظر‪« :‬مسند الطيالسي» (‪ ،)962‬و«مسند أحمد» (‪ ،)19811 ،19793‬و«صحيح‬ ‫البخاري» (‪ ،)599 ،541‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)647 ،461‬و«سنن أبي داود» (‪،)398‬‬ ‫و«سنن ابن ماجه» (‪ ،)818‬و«سنن النسائي» (‪ ،)530‬و«مسند أبي يعلى» (‪ ،)7429‬و«مسند‬ ‫الروياني» (‪ ،)772‬و«صحيح ابن خزيمة» (‪ ،)530 ،528‬و«سنن البيهقي» (‪،436/1‬‬ ‫‪.)389/2( ،)450‬‬ ‫‪ (1‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)10102 ،2906 ،2799‬و«مسند الدارمي» (‪،)1542‬‬ ‫و«صحيح البخاري» (‪ ،)1068 ،891‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)880 ،879‬و«سنن أبي‬ ‫داود» (‪ ،)1074‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)520‬و«سنن ابن ماجه» (‪ ،)821‬و«سنن النسائي»‬ ‫(‪ ،)956‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)1821‬و«المعجم الكبير» للطبراني (‪،)12333 ،10085‬‬ ‫و«سنن البيهقي» (‪.)201/3‬‬ ‫‪ (2‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)18661 ،9149 ،7465‬و«مسند الدارمي» (‪،)1595‬‬ ‫و«صحيح البخاري» (‪ ،)6394 ،4560‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)678 ،677‬و«جامع‬ ‫الترمذي» (‪ ،)401‬و«صحيح ابن خزيمة» (‪ ،)1098‬و«مسند أبي عوانة» (‪-2177‬‬ ‫‪ ،)2179‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)1980‬و«المعجم الكبير» للطبراني (‪،)12311 ،11986‬‬ ‫و«المستدرك» (‪ ،)299/1‬و«سنن البيهقي» (‪ ،)197/2‬و«الأحاديث المختارة» للضياء‬ ‫(‪.)186( )146/4‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪13‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫الجلال والإكرام»(‪.)21‬‬ ‫ثم ينصرف عن يمينه‪ ،‬وربما انصرف عن يساره‪ ،‬فأول ما يسم ُع منه أصحا ُبه‬ ‫إذا أقبل عليهم بوجهه قوله‪« :‬ر ِّب ِقني عذا َب َك يو َم تبع ُث عبا َدك»(‪.)22‬‬ ‫ثم يقول‪« :‬لا إله إلا الله‪ ،‬وحده لا شريك له‪ ،‬له الملك‪ ،‬وله الحمد‪ ،‬وهو‬ ‫على كل شيء قدير‪ ،‬لا حول ولا قوة إلا بالله‪ ،‬لا إله إلا الله‪ ،‬ولا نعب ُد إلا إ َّياه‪ ،‬له‬ ‫النعم ُة‪ ،‬وله الفض ُل‪ ،‬وله الثنا ُء الحس ُن‪ ،‬لا إله إلا الله‪ ،‬مخلصين له الدي َن‪ ،‬ولو كره‬ ‫الكافرو َن‪ ،‬الله َّم لا مانع لما أعطي َت‪ ،‬ولا ُم ْعطِ َي لما منع َت‪ ،‬ولا ينف ُع ذا ال َج ِّد(‪)23‬‬ ‫‪ (2‬ينظر‪« :‬مسند الطيالسي» (‪ ،)1662 ،371‬و«مسند أحمد» (‪،22408 ،22365‬‬ ‫‪ ،)25507‬و«مسند الدارمي» (‪ ،)1348 ،1347‬و«صحيح مسلم» (‪،)592 ،591‬‬ ‫و«سنن أبي داود» (‪ ،)1513 ،1512‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)300-298‬و«سنن ابن ماجه»‬ ‫(‪ ،)928 ،924‬و«سنن النسائي» (‪ ،)1338 ،1337‬و«صحيح ابن خزيمة» (‪،)737 ،736‬‬ ‫و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)2003 - 2000‬و«الدعاء» للطبراني (‪ ،)650-644‬و«مسند‬ ‫الشاميين» (‪ ،)1088‬و«سنن البيهقي» (‪ ،)183/2‬و«الدعوات الكبير» للبيهقي (‪.)112‬‬ ‫‪ (2‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)4383 ،4084 ،3631‬و«مسند الدارمي» (‪،)1352-1350‬‬ ‫و«صحيح البخاري» (‪ ،)852‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)709 - 707‬و«سنن أبي داود»‬ ‫(‪ ،)1042‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)301‬و«سنن ابن ماجه» (‪ ،)931-929‬و«سنن النسائي»‬ ‫(‪ ،)1361-1359‬و«مسند الروياني» (‪ ،)413 ،285‬و«صحيح ابن خزيمة» (‪،1563‬‬ ‫‪ ،)1714 ،1565‬و«مسند أبي عوانة» (‪ ،)2090‬و«صحيح ابن حبان» (‪،)1999-1996‬‬ ‫و«سنن البيهقي» (‪ ،)294/2‬و«شرح السنة» للبغوي (‪.)704‬‬ ‫‪  (2‬أي‪ :‬لا ينفع ذا ال ِغنى عنك غناه‪ ،‬وإنما ينفعه الإيمان والطاعة‪.‬‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 14‬النبوي‬

‫اليوم النبوي‬ ‫منك ال َج ُّد»(‪ .)24‬ثم يس ِّبح اللهَ‪ ،‬ويحمده‪ ،‬ويكبرِّ ه(‪.)25‬‬ ‫‪ (2‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)18158 ،16889‬و«مسند الدارمي» (‪ ،)1349‬و«صحيح‬ ‫البخاري» (‪ ،)844‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)593‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)1505‬و«سنن النسائي»‬ ‫(‪ ،)1343-1341‬و«صحيح ابن خزيمة» (‪ ،)742‬و«صحيح ابن حبان» (‪،)2007-2005‬‬ ‫و«المعجم الكبير» للطبراني (‪ ،)928-925( )392-391/20‬و«الدعاء» للطبراني (‪،679‬‬ ‫‪ ،)704-682 ،680‬و«سنن البيهقي» (‪ ،)185/2‬و«الدعوات الكبير» للبيهقي (‪.)113‬‬ ‫ وينظر أي ًضا‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)16105‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)594‬و«سنن أبي داود»‬ ‫(‪ ،)1507 ،1506‬و«سنن النسائي» (‪ ،)13340 ،1339‬و«مسند أبي يعلى» (‪،)6811‬‬ ‫و«صحيح ابن خزيمة» (‪ ،)741 ،740‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)2010-2008‬و«الدعاء»‬ ‫للطبراني (‪ ،)681‬و«سنن البيهقي» (‪ ،)184/2‬و«الدعوات الكبير» للبيهقي (‪.)116‬‬ ‫‪ (2‬ينظر‪«:‬مسندأحمد»(‪،)21659،21600‬و«صحيحالبخاري»(‪،)6329،843‬و«صحيح‬ ‫مسلم» (‪ ،)597-595‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)1502‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)3413‬و«سنن‬ ‫النسائي» (‪ ،)1350-1348‬و«صحيح ابن خزيمة» (‪ ،)752‬و«صحيح ابن حبان» (‪،)2017‬‬ ‫و«المعجم الكبير» للطبراني (‪ ،)4898‬و«الدعاء» للطبراني (‪ ،)731‬و«المستدرك» (‪،)253/1‬‬ ‫و«سنن البيهقي» (‪ ،)187 - 186/2‬و«الدعوات الكبير» للبيهقي (‪.)332 ،331‬‬ ‫ وقد وردت عدة صور لهذا الذكر‪:‬‬ ‫ أ‪ -‬أن يقول‪« :‬سبحان الله‪ ،‬والحمد لله‪ ،‬ولا إله إلا الله‪ ،‬والله أكبر» خمس وعشرون؛ فالمجموع‬ ‫مائة‪.‬‬ ‫ ب‪ -‬أن يقول‪« :‬سبحان الله‪ ،‬والحمد لله‪ ،‬والله أكبر» ثلا ًثا وثلاثين‪ ،‬وتمام المائة‪« :‬لا إله إلا الله‬ ‫وحده لا شريك له‪ ،‬له الملك‪ ،‬وله الحمد‪ ،‬وهو على كل شيء قدير»‪.‬‬ ‫ ج‪ -‬أن يتمم المائة بقول‪« :‬الله أكبر»‪.‬‬ ‫ د‪ -‬أن يقول‪« :‬سبحان الله‪ ،‬والحمد لله‪ ،‬والله أكبر» تس ًعا وتسعين‪ ،‬ولا يكمل‪.‬‬ ‫ هـ‪ -‬أن يقول من ذلك ثلا ًثا وثلاثين‪« :‬سبحان الله‪ ،‬والحمد لله‪ ،‬والله أكبر»؛ إحدى عشر من‬ ‫كل واحدة‪.‬‬ ‫ و‪ -‬أن يقول من كل واحدة عشرة‪ .‬ينظر‪« :‬فقه العبادة» للشيخ سلمان العودة (‪.)231-230/2‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪15‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫ثم يذكره بجوامع ال ِّذكر‪ ،‬التي يستقبل بها صباح يومه‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫«أصبحنا وأصب َح ال ُمل ُك لله‪ ،‬والحم ُد لله‪ ،‬ولا إل َه إلا الله‪ ،‬وح َد ُه لا شري َك له‪،‬‬ ‫ل ُه المل ُك‪ ،‬وله الحم ُد‪ ،‬وهو على ك ّل شي ٍء قدي ٌر‪ ،‬ر ِّب أس َأ ُلك خي َر ما في هذا اليوم‪،‬‬ ‫وخي َر ما بع َده‪ ،‬وأعو ُذ بك من ش ِّر ما في هذا اليوم‪ ،‬وش ِّر ما بع َده‪ ،‬ر ِّب أعو ُذ بك‬ ‫ِمن ال َك َس ِل‪ ،‬وسو ِء الكِبرَ ‪ ،‬ر ِّب أعو ُذ ب َك ِمن َعذا ٍب في ال َّنا ِر‪ ،‬وعذا ٍب في ال َقب ِر»‪.‬‬ ‫وإذا أمسى قالها أي ًضا‪« :‬أمسينا وأمسى ال ُمل ُك لله»(‪.)26‬‬ ‫«الله َّم إنيِّ أسأ ُل َك العافي َة في ال ُّدنيا والآخرة‪ ،‬الله َّم أسأ ُلك العف َو والعافي َة في‬ ‫ديني و ُد ْنيا َي‪ ،‬وأهلي ومالي‪ ،‬الله َّم اس ُر ْت َع ْوراتي‪ ،‬وآ ِمن َر ْوعاتي‪ ،‬الله َّم اح َف ْظني‬ ‫من بين ي َد َّي ومن َخ ْلفي‪ ،‬وعن يميني‪ ،‬وعن شمالي‪ ،‬ومن َف ْوقي‪ ،‬و َأعو ُذ ب َع َظمتِ َك‬ ‫َأ ْن ُأ ْغتا َل من َح ْتتي(‪ .»)27‬ولم يكن يدعها حين يصبح وحين ُيمسي(‪.)28‬‬ ‫«الله َّم عافِنِي في َب َدني‪ ،‬الله َّم عافِنِي في َسمعي‪ ،‬الله َّم عافِنِي في ب َرصي‪ ،‬لا‬ ‫‪ (2‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)4192‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)2723‬و«سنن أبي داود» (‪،)5071‬‬ ‫و«جامع الترمذي» (‪ ،)3390‬و«مسند أبي يعلى» (‪ ،)5014‬و«صحيح ابن حبان» (‪،)563‬‬ ‫و«المعجم الكبير» للطبراني (‪ ،)1170‬و«الدعاء» للطبراني (‪ ،)295‬و«عمل اليوم والليلة»‬ ‫لابن السني (‪ ،)37 ،36‬و«الدعوات الكبير» للبيهقي (‪.)24‬‬ ‫‪ (2‬يعني‪ :‬الخسف‪.‬‬ ‫‪  (2‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)4785‬و«مسند عبد بن حميد» (‪ ،)837‬و«الأدب المفرد»‬ ‫(‪ ،)1200‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)5074‬و«سنن ابن ماجه» (‪ ،)3871‬و«صحيح ابن حبان»‬ ‫(‪ ،)961‬و«المعجم الكبير» للطبراني (‪ ،)13296‬و«الدعاء» للطبراني (‪ ،)305‬و«عمل اليوم‬ ‫والليلة» لابن السني (‪ ،)40‬و«الدعوات الكبير» للبيهقي (‪ ،)32‬و«الأسماء والصفات»‬ ‫للبيهقي (‪.)276‬‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 16‬النبوي‬

‫اليوم النبوي‬ ‫إل َه إلا أن َت‪ ،‬الله َّم إِني أعو ُذ بك م َن الكف ِر والفقر‪ ،‬الله َّم إني أ ُعو ُذ بك من عذاب‬ ‫القبر‪ ،‬لا إل َه إلا أن َت»‪ .‬يعيدها َثلا ًثا إذا أصبح وإذا أمسى(‪.)29‬‬ ‫ويكثر الاستغفار‪ ،‬فيستغفر اللهَ كل غداة مائة مرة(‪.)30‬‬ ‫ويأتي في أثناء ذلك خ ُدم المدينة‪ ،‬بأيديهم الأقداح فيها الماء؛ يتب َّركون بوضع‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده المباركة في آنيتهم‪ ،‬فما ُيؤتى بإناء إلا‬ ‫غمس فيه يده‪ ،‬وربما أتوا إليه في اليوم الشديد البرد‪ ،‬فيضع يده في آنيتهم(‪.)31‬‬ ‫‪ (2‬ينظر‪« :‬مسند الطيالسي» (‪ ،)909‬و«المصنف» لابن أبي شيبة (‪ ،)29184‬و«مسند أحمد»‬ ‫(‪ ،)20430‬و«الأدب المفرد» (‪ ،)701‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)5090‬و«السنن الكبرى»‬ ‫للنسائي (‪ ،)10407 ،9850‬و«الدعاء» للطبراني (‪ ،)345‬و«عمل اليوم والليلة» لابن‬ ‫السني (‪ ،)69‬و«الدعوات الكبير» للبيهقي (‪.)33‬‬ ‫‪ (3‬ينظر‪« :‬المصنف» لابن أبي شيبة (‪ ،)35075 ،29445‬و«مسند أحمد» (‪،9807 ،5354‬‬ ‫‪ ،)18294 -18291 ،17848‬و«مسند عبد بن حميد» (‪ ،)558‬و«مسند الدارمي»‬ ‫(‪ ،)2723‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)2702‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)1515‬و«سنن ابن ماجه»‬ ‫(‪ ،)3815‬و«السنن الكبرى» للنسائي (‪ ،)10275‬و«مسند الروياني» (‪،)517 ،460‬‬ ‫و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)927 ،926‬و«المعجم الأوسط» للطبراني (‪ ،)3737‬و«الدعاء»‬ ‫للطبراني (‪ ،)1835-1809‬و«المستدرك» (‪ ،)457/2( ،)510/1‬و«أخبار أصبهان»‬ ‫(‪ ،)165/1‬و«سنن البيهقي» (‪.)52/7‬‬ ‫‪  (3‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)12401‬و«مسند عبد بن حميد» (‪ ،)1274‬و«صحيح مسلم»‬ ‫(‪ ،)2324‬و«شعب الإيمان» (‪ ،)1361‬و«دلائل النبوة» للبيهقي (‪ ،)331/1‬و«شرح‬ ‫السنة» للبغوي (‪ ،)3677‬و«إتحاف المهرة» لابن حجر (‪.)653‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪17‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 18‬النبوي‬

‫ال�صباح النبوي‬ ‫ثم تتقارب أطراف الصفوف‪ ،‬فيطيف أصحا ُب رسول الله صلى الله عليه وآله‬ ‫وسلم به وهو جالس في مصلاَّ ه‪ ،‬مقب ٌل بوجهه إليهم‪ ،‬ف ُي ْس ِف ُر لهم ضو ُء الصباح‬ ‫عن ضياء وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬فربما بدأهم بموعظة‪ ،‬كما في‬ ‫حديث ال ِعرباض بن َسارية رضي الله عنه قال‪ :‬وعظنا رسو ُل الله صلى الله عليه‬ ‫وآله وسلم يو ًما بعد صلاة الفجر موعظ ًة َب ِليغ ًة‪َ ،‬ذ َر َف ْت منها العيو ُن‪ ،‬و َو ِج َل ْت‬ ‫منها القلو ُب‪ ،‬فقال رج ٌل‪ :‬إن هذه موعظ ُة ُم َو ِّدع؛ فماذا تعه ُد إلينا يا رسو َل الله؟‬ ‫قال‪« :‬أوصيكم بتقوى الله‪ ،‬والسمع والطاعة‪ ،‬وإ ْن عب ٌد حبش ٌّي‪ ،‬فإنه َمن َي ِع ْش‬ ‫منكم فسيرى اختلا ًفا كثي ًرا‪ ،‬وإ َّياكم ومحدثات الأمور؛ فإنها ضلال ٌة‪ ،‬ف َمن أدرك‬ ‫ذلك منكم فعليه بس َنّتي وسنة الخلفاء الراشدين المهد ِّيين من بعدي‪َ ،‬ع ُّضوا عليها‬ ‫بال َنّوا ِجذ»(‪.)32‬‬ ‫‪  (3‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)17145 ،17144 ،17142‬و«مسند الدارمي» (‪ ،)95‬و«سنن‬ ‫أبي داود» (‪ ،)4607‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)2676‬و«سنن ابن ماجه» (‪ ،)44-42‬و«السنة»‬ ‫لابن أبي عاصم (‪ ،)254 ،33‬و«السنة» للمروزي (‪ ،)72-69‬و«صحيح ابن حبان» (‪،)5‬‬ ‫و«المعجم الكبير» للطبراني (‪ ،)642 ،624-617( )257 ،249-245/18‬و«المعجم‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪19‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫ولم يكن النب ُّي صلى الله عليه وآله وسلم يكثر عليهم هذه ال ِعظات‪ ،‬وإنما كان‬ ‫يتخ َّولهم بها ويتعاهدهم من غير إملال(‪.)33‬‬ ‫وقد يتح َّدث إليهم‪ ،‬كما صلىَّ مرة الصب َح‪ ،‬ثم أقبل على الناس‪ ،‬فقال‪« :‬بينما‬ ‫رج ٌل يسو ُق بقر ًة له قد حمل عليها‪ ،‬التفتت إليه البقرة فقالت‪ :‬إني لم ُأ ْخل ُق لهذا‪،‬‬ ‫ولكني إنما ُخلقت للحرث؟!»‪ .‬فقال النا ُس‪ :‬سبحان الله ‪-‬تع ُّج ًبا وفز ًعا‪ :-‬أبقر ٌة‬ ‫تك َّل ُم؟! فقال رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم‪« :‬فإني ُأو ِم ُن به وأبو بكر‬ ‫وعمر»‪.‬‬ ‫ثم قال‪« :‬بينا را ٍع في غنمه عدا عليه الذئب‪ ،‬فأخذ منها شاة‪ ،‬فطلبه الراعي‬ ‫حتى استنقذها منه‪ ،‬فالتفت إليه الذئ ُب فقال له‪َ :‬من لها يوم ال َّس ُب ِع‪ ،‬يوم ليس لها‬ ‫را ٍع غيري؟!»‪ .‬فقال النا ُس‪ :‬سبحان الله‪ .‬فقال رسو ُل الله صلى الله عليه وآله‬ ‫وسلم‪« :‬فإني ُأو ِم ُن به أنا وأبو بكر وعمر»(‪ .)34‬ولم يكن أبو بكر وعمر حاضرين‬ ‫الأوسط» (‪ ،)66‬و«مسند الشاميين» (‪ ،)1379 ،697 ،437‬و«المستدرك» (‪،)97-95/1‬‬ ‫و«سنن البيهقي» (‪ ،)114/10‬و«شعب الإيمان» (‪،)7516 ،7515 ،7110 ،7109‬‬ ‫و«الترغيب والترهيب» ل ِق َوام السنة (‪.)485 ،342‬‬ ‫‪  (3‬ينظر‪« :‬مسند الطيالسي» (‪ ،)253‬و«مسند أحمد» (‪ ،)4041 ،3587 ،3581‬و«صحيح‬ ‫البخاري» (‪ ،)6411 ،68‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)2821‬و«جامع الترمذي» (‪،)2855‬‬ ‫و«مسند أبي يعلى» (‪ ،)5032‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)4524‬و«مكارم الأخلاق» للخرائطي‬ ‫(‪ ،)274 ،273‬و«الفقيه والمتفقه» للخطيب (‪ ،)933‬و«شرح السنة» للبغوي (‪.)145‬‬ ‫‪  (3‬ينظر‪« :‬مسند الحميدي» (‪ ،)1054‬و«مسند أحمد» (‪ ،)10529 ،7351‬و«صحيح‬ ‫البخاري» (‪ ،)3663 ،3471‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)2388‬و«السنن الكبرى» للنسائي‬ ‫(‪ ،)8114-8111‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)6903 ،6485‬و«الإيمان» لابن منده (‪،256‬‬ ‫‪ ،)257‬و«فنون العجائب» لأبي سعيد النقاش (‪ ،)13-1‬و«كرامات الأولياء» للالكائي‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 20‬النبوي‬

‫اليوم النبوي‬ ‫حينها‪ ،‬ولكن شهد النب ُّي صلى الله عليه وآله وسلم بإيمانهما؛ ليقينه منه‪ ،‬رضي الله‬ ‫عنهما‪.‬‬ ‫وربما أقبل عليهم إذا اجتمعوا حوله فقال لهم‪« :‬هل فيكم مري ٌض نعو ُده؟»‪.‬‬ ‫فإن قالوا‪ :‬لا‪ .‬قال‪«:‬هل فيكم جنازة نشهدها؟»‪ .‬فإن قالوا‪ :‬لا‪ .‬قال‪َ « :‬من رأى‬ ‫منكم رؤيا‪ ،‬فل َي ُق َّصها عيلَّ َأ ْعبرُ ْها؟»‪ .‬فيق ُّصون عليه ُرؤاهم‪ ،‬ف َي ْعبرُ ُها لهم‪ ،‬أو‬ ‫يقول لهم ما شاء الله أن يقول(‪.)35‬‬ ‫ومن ذلك حديث عبد الله بن سلاَ م رضي الله عنه قال‪ :‬رأي ُت رؤيا على‬ ‫عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬رأي ُت كأنيِّ في َر ْو َضة ‪-‬ذكر من َس َعتِها‬ ‫و ُخ رْ َضتهِ ا‪ -‬و ْس َطها عمو ٌد من حديد‪ ،‬أسف ُل ُه في الأرض‪ ،‬وأعلا ُه في السماء‪ ،‬في‬ ‫أعلاه ُعرو ٌة‪ ،‬فقيل لي‪ :‬ا ْر َق‪ .‬قل ُت‪ :‬لا أستطي ُع‪ .‬فأتاني ِمنْ َص ٌف(‪ )36‬فرفع ثيابي من‬ ‫خلفي‪ ،‬ف َر ِقي ُت حتى كن ُت في أعلاها‪ ،‬فأخذ ُت بال ُعروة‪ ،‬فقيل له‪ :‬ا ْس َت ْمسك‪.‬‬ ‫فاستيقظ ُت وإنها لفي يدي‪ ،‬فقصص ُتها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم‪ .‬قال‪:‬‬ ‫«تلك الروض ُة‪ :‬الإسلا ُم‪ ،‬وذلك العمو ُد‪ :‬عمو ُد الإسلام‪ ،‬وتلك ال ُعروة‪ُ :‬عرو ُة‬ ‫الوثقى‪ ،‬فأنت على الإسلام حتى تمو َت»(‪.)37‬‬ ‫وقال م َّرة لأصحابه رضي الله عنهم‪َ « :‬من رأى منكم رؤيا فل َي ُق َّصها؛ َأ ْعبرُ ْها‬ ‫(‪ ،)36‬و«شرح السنة» للبغوي (‪.)3889‬‬ ‫‪ (3‬‬ ‫‪  (3‬أي‪ :‬خادم‪.‬‬ ‫‪ (3‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)23787‬و«صحيح البخاري» (‪ ،)7014 ،3813‬و«صحيح‬ ‫مسلم» (‪ ،)2484‬و«المستدرك» (‪ ،)394/4‬و«شرح السنة» للبغوي (‪ ،)3289‬و«تاريخ‬ ‫دمشق» (‪.)222/29‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪21‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫له»‪ .‬فقال رج ٌل‪ :‬يا رسو َل الله‪ ،‬إني أرى الليلة في المنام ُظ َّل ًة َتنْ ُطِ ُف السم َن والعس َل‪،‬‬ ‫ف َأ َرى النا َس يت َك َّففو َن منها بأيديهم‪ ،‬فالمستكثِ ُر والمست ِق ُّل‪ ،‬و َأ َرى َس َب ًبا واصلاً من‬ ‫السماء إلى الأرض‪ ،‬ف َأ َراك أخذ َت به فعلو َت‪ ،‬ثم أخ َذ به رج ٌل من بعدك َف َعلاَ ‪،‬‬ ‫ثم أخ َذ به رج ٌل آخ ُر َف َعلاَ ‪ ،‬ثم أخ َذ به رج ٌل آخ ُر فانقطع به‪ ،‬ثم ُو ِصل له َف َعلاَ ‪.‬‬ ‫قال أبو بكر‪ :‬يا رسو َل الله‪ ،‬بأبي أنت‪ ،‬والله َل َت َد َعنِّي َف َأ َل ْعبرُ َنهَّ ا‪ .‬قال رسو ُل‬ ‫الله صلى الله عليه وآله وسلم‪« :‬ا ْعبرُ ْ َها»‪ .‬قال أبو بكر‪ :‬أما ال ُّظ َّل ُة‪ ،‬ف ُّظ َّل ُة الإسلام‪،‬‬ ‫وأما الذي َينْ ُِط ُف من السمن والعسل‪ ،‬فالقرآن‪ ،‬حلاو ُته ولينُه‪ ،‬وأما ما َي َت َك َّف ُف‬ ‫النا ُس من ذلك‪ ،‬فالمستكث ُر من القرآن والمس َت ِق ُّل‪ ،‬وأما ال َّسبب الواصل من السماء‬ ‫إلى الأرض‪ ،‬فالح ُّق الذي أنت عليه‪ ،‬تأخذ به ف ُي ْعلي َك اللهُ به‪ ،‬ثم يأخ ُذ به رج ٌل من‬ ‫بعدك‪ ،‬فيعلو به‪ ،‬ثم يأخ ُذ به رج ٌل آخ ُر فيعلو به‪ ،‬ثم يأخ ُذ به رج ٌل آخ ُر فينقطع‬ ‫به‪ ،‬ثم يوصل له فيعلو به‪ ،‬فأخبرني يا رسو َل الله بأبي أنت‪ ،‬أصب ُت أم أخطأ ُت؟‬ ‫قال رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم‪« :‬أصب َت بع ًضا‪ ،‬وأخطأ َت بع ًضا»‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فوالله يا رسو َل الله‪ ،‬ل ُت َح ِّد َثنِّي ما الذي أخطأ ُت؟ قال‪« :‬لا ُتقس ْم»(‪.)38‬‬ ‫ويلاحظ أن ُرؤى الصحابة رضي الله عنهم التي كانوا يق ُّصونها على النبي‬ ‫صلى الله عليه وآله وسلم تفي ُض به ِّمهم الأكبر وقضيتهم الأولى‪ ،‬وهو دينهم‬ ‫ونبيهم‪ ،‬فهم يعيشونه جه ًدا وجها ًدا في يقظتهم‪ ،‬ور ًؤى في منامهم‪ ،‬فيا لله! أي‬ ‫‪ (3‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)2113‬و«صحيح البخاري» (‪ ،)7046‬و«صحيح مسلم»‬ ‫(‪ ،)2269‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)4632 ،3268‬و«جامع الترمذي» (‪،)2294 ،2293‬‬ ‫و«سنن ابن ماجه» (‪ ،)3918‬و«السنة» لابن أبي عاصم (‪ ،)1143‬و«المستدرك» (‪،)71/3‬‬ ‫و«سنن البيهقي» (‪ ،)39 ،38/10( ،)188 ،187/2‬و«شعب الإيمان» (‪.)1826‬‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 22‬النبوي‬

‫اليوم النبوي‬ ‫نفوس تلك التي كانت َتطِي ُف برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬فيمتد ه ُّمها‬ ‫به من يقظتها إلى منامها وأحلامها!‬ ‫وربما ح َّدثهم صلى الله عليه وآله وسلم برؤيا رآها هو‪ ،‬فيق ُّصها عليهم‬ ‫و َي ْعبرُ ها لهم رضي الله عنهم؛ كما في حديث سمرة رضي الله عنه قال‪َ :‬س َأ َلنا‬ ‫رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم يو ًما‪ ،‬فقال‪« :‬هل رأى أح ٌد منكم رؤيا؟»‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬لا‪ .‬قال‪« :‬لك ّنِي رأي ُت الليل َة رجلين آتياني‪ ،‬فأخذا بيدي‪ ،‬فأخرجاني إلى‬ ‫الأرض المق َّدسة‪ .»...‬ثم ذكر حديث ال ُّرؤيا الطويل‪ ،‬وفيه ذكر بعض أحوال‬ ‫المع َّذبي َن‪ ،‬وما يع َّذبو َن عليه‪ ،‬وذكر بعض أحوال الآخرة(‪.)39‬‬ ‫ويتح َّدث الصحاب ُة في هذا المجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم‪،‬‬ ‫فيشاركهم الحدي َث والاستماع‪ ،‬فربما تح َّدثوا عن حياتهم في الجاهلية‪ ،‬وما كانوا‬ ‫يقعون فيه من ُأحمْ ُوقات الجهل التي َت َب َّدى لهم َع َوا ُرها بعد َأ ْن َم َّن الل ُه عليهم‬ ‫بالإسلام‪ ،‬فإذا ذكروها ضحكوا من جهلهم في الجاهلية‪ ،‬ويتب َّسم رسو ُل الله‬ ‫صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬وهو الذي كان ضحكه تب ُّسماً ‪ ،‬ولا يزال صلى الله عليه‬ ‫وآله وسلم في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء(‪.)40‬‬ ‫‪  (3‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)20165‬و«صحيح البخاري» (‪ ،)1386‬و«صحيح مسلم»‬ ‫(‪ ،)2275‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)2294‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)4659‬و«سنن البيهقي»‬ ‫(‪ ،)275/5‬و«إثبات عذاب القبر» للبيهقي (‪ ،)97‬و«شرح السنة» للبغوي (‪.)2053‬‬ ‫‪ (4‬ينظر‪« :‬مسند ابن الجعد» (‪ ،)2661 ،2068‬و«مسند أحمد» (‪ ،)20844‬و«صحيح‬ ‫مسلم» (‪ ،)2322 ،670‬و«سنن النسائي» (‪ ،)1358‬و«مسند أبي عوانة» (‪،)1317‬‬ ‫و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)6259‬و«المعجم الكبير» للطبراني (‪،)2017 ،1999 ،1933‬‬ ‫و«سنن البيهقي» (‪ ،)240/10( ،)52/7‬و«دلائل النبوة» للبيهقي (‪.)323/1‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪23‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫ثم يقوم رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ُحجر نسائه‪ ،‬فإذا دخل‬ ‫البي َت قال‪« :‬الله َّم إني أسأ ُل َك خي َر ال َم ْو َل ِج‪ ،‬وخي َر ال َم ْخ َر ِج‪ ،‬بسم الله َو َل ْجنا‪،‬‬ ‫وبسم الله َخ َر ْجنا‪ ،‬وعلى الله ر ِّبنا تو َّكلنا»(‪.)41‬‬ ‫وأول شيء يبدأ به إذا دخل بيته ال ِّسواك‪ ،‬يط ِّيب به فمه المط َّيب‪ ،‬ويس ِّلم على‬ ‫أهله قائلاً ‪« :‬السلا ُم عليكم‪ ،‬كيف أنتم يا أه َل البيت؟»‪.‬‬ ‫ويطوف على نسائه‪ ،‬يدخل على كل واحدة في ُحجرتها‪ ،‬يس ِّلم عليه َّن ويدعو‬ ‫له َّن‪ ،‬ولا يطيل ال ُمكث(‪.)42‬‬ ‫فربما دخل على إحداهن وهي في مصلاَّ ها وخرج وهي على حالها‪ ،‬كما دخل‬ ‫على ُج َو ْي ِري َة رضي الله عنها وهي في مصلاَّ ها تذكر الله‪ ،‬وخرج وهي على حالها‬ ‫من الذكر(‪.)43‬‬ ‫‪ (4‬‬ ‫‪ (4‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)24795 ،24144 ،13575 ،13025‬و«صحيح البخاري»‬ ‫(‪ ،)4794‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)1428 ،253‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)51‬و«سنن النسائي»‬ ‫(‪ ،)8‬و«مسند أبي يعلى» (‪ ،)3332‬و«صحيح ابن خزيمة» (‪ ،)134‬و«مسند أبي عوانة»‬ ‫(‪ ،)4180 ،477‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)1074‬و«سنن البيهقي» (‪،56/7( ،)34/1‬‬ ‫‪.)300‬‬ ‫‪ (4‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)26758 ،3308 ،2334‬و«الأدب المفرد» (‪ ،)647‬و«صحيح‬ ‫مسلم» (‪ ،)2726‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)1503‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)3555‬و«سنن ابن‬ ‫ماجه» (‪ ،)3808‬و«العرش» لمحمد بن عثمان بن أبي شيبة (‪ ،)4‬و«سنن النسائي» (‪،)1352‬‬ ‫و«الآحاد والمثاني» (‪ ،)3108‬و«صحيح ابن خزيمة» (‪ ،)753‬و«التوحيد» لابن خزيمة‬ ‫(‪ ،)233 ،5‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)832 ،828‬و«الدعاء» للطبراني (‪ ،)1741‬و«سنن‬ ‫البيهقي» (‪ ،)297/6‬و«شعب الإيمان» (‪ ،)596‬و«الدعوات الكبير» للبيهقي (‪.)127‬‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 24‬النبوي‬

‫اليوم النبوي‬ ‫وربما سأ َل عن الطعام‪ ،‬فقال‪« :‬هل عندكم شيء؟»‪ .‬فإن كان ثم َة طعام ُق ِّرب‬ ‫إليه‪ ،‬وغال ًبا ما يكون طعا ًما خفي ًفا‪ ،‬كالتمر وال َح ْيس والأَ ِقط‪ ،‬أو شرا ًبا‪ ،‬كاللبن‬ ‫أو النَّبيذ‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬وربما سأل فيقولون‪ :‬يا رسو َل الله‪ ،‬ما عندنا شيء‪ .‬فيقول‪:‬‬ ‫«فإني إ ًذا صائم»(‪.)44‬‬ ‫‪  (4‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)27301 ،25731 ،24220‬و«صحيح البخاري» (‪،)1494‬‬ ‫و«صحيح مسلم» (‪ ،)1154 ،1076‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)2455‬و«جامع الترمذي» (‪،733‬‬ ‫‪ ،)734‬و«سنن ابن ماجه» (‪ ،)1701‬و«سنن النسائي» (‪ ،)2330-2322‬و«صحيح ابن‬ ‫خزيمة» (‪ ،)2143 ،2141‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)3630‬و«سنن البيهقي» (‪،203/4‬‬ ‫‪ ،)274‬وما سيأتي في قوله صلى الله عليه وآله وسلم عند َعشائه‪.‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪25‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 26‬النبوي‬

‫المجل�س النبوي‬ ‫فإذا أتم صلى الله عليه وآله وسلم طوا َفه على نسائه عاد إلى المسجد‪ ،‬فإذا‬ ‫دخله صلىَّ تحية المسجد عند سارية تس َّمى‪ :‬سارية المهاجرين‪ ،‬وهي متوسطة في‬ ‫الروضة الشريفة‪ ،‬وكان يتح َّرى الصلاة عندها(‪.)45‬‬ ‫ثم يجلس شرقي المسجد في الروضة الشريفة‪ ،‬مستن ًدا إلى ُحجرة عائشة‬ ‫رضي الله عنها‪ ،‬ويجتمع إليه أصحابه‪ ،‬وكان هذا اللقاء معهو ًدا‪ ،‬بحيث إن َمن‬ ‫أراد النب َّي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الوقت‪ ،‬فإنه يأتي إليه في المسجد‪ ،‬وقد‬ ‫يق ُّل الصحاب ُة حو َله أو يكثرون‪ ،‬بحسب فراغهم وظروف حيواتهم‪ ،‬فإن كانوا‬ ‫قليلاً تح َّلقوا حوله‪ ،‬وإن كانوا كثي ًرا جلسوا ِسماَ َطينْ عن َجنْ َب َت ْي ِه(‪ ،)46‬حتى يصل‬ ‫إليه الوافد‪ ،‬ويدنو منه السائل(‪.)47‬‬ ‫‪ (4‬ينظر‪« :‬الطبقات» لابن سعد (‪ ،)307/4‬و«مسند أحمد» (‪،)16542 ،16516‬‬ ‫و«صحيح البخاري» (‪ ،)502‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)509‬و«سنن ابن ماجه» (‪،)1430‬‬ ‫و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)2152 ،1763‬و«المعجم الكبير» للطبراني (‪ ،)6299‬و«سنن‬ ‫البيهقي» (‪.)247/5( ،)271/2‬‬ ‫‪  (4‬أي‪ :‬صفين على يمينه ويساره‪.‬‬ ‫‪  (4‬ينظر‪« :‬سنن أبي داود» (‪ ،)4698‬وما سيأتي في جلوسه صلى الله عليه وآله وسلم بين‬ ‫أصحابه‪.‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪27‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫فإذا جلس إلى أصحابه تح َّدث إليهم‪ ،‬وكان أفصح خلق الله كلا ًما‪ ،‬وأعذبهم‬ ‫حدي ًثا‪ ،‬وأبينهم أدا ًء‪ ،‬ليس كلامه ه ًّذا مسر ًعا‪ ،‬ولا بطي ًئا متق ِّط ًعا‪ ،‬وإنما هو َف ْص ٌل‬ ‫َبينِّ ٌ ‪ ،‬لو شاء العا ُّد أن َي ُع َّده لأحصاه‪ ،‬كما قالت عائشة رضي الله عنها‪« :‬ما كان‬ ‫رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم َيسرْ ِ ُد الحدي َث كسردكم هذا‪ ،‬ولكن كان‬ ‫يتك َّلم بكلام َبينِّ ٍ َف ْص ٍل‪ ،‬يحفظه َمن جلس إليه»(‪.)48‬‬ ‫وغال ًبا ما يأخذ حديثه طابع الحوار المبدوء بالتساؤل‪ :‬فربما ابتدأهم بالسؤال‬ ‫ليسألوه‪ ،‬كقوله‪« :‬ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟»‪ .‬قالوا‪ :‬بلى يا رسو َل الله‪ .‬قال‪:‬‬ ‫«الإشرا ُك بالله‪ ،‬وعقو ُق الوالدين‪ ،‬وشهاد ُة الزور»(‪.)49‬‬ ‫وربما سألهم ليلفت أبصارهم إلى معنى أعظم من المتبادر لهم‪ ،‬كقوله‪:‬‬ ‫«أتدرون َم ِن ال ُم ْفلِ ُس؟»‪ .‬قالوا‪ :‬ال ُمفل ُس فينا َمن لا درهم له ولا متاع‪ .‬فقال‪« :‬إ َّن‬ ‫ال ُم ْفلِ َس من أمتي َمن يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة‪ ،‬ويأتي وقد شت َم هذا‪،‬‬ ‫وقذف هذا‪ ،‬وأك َل مال هذا‪ ،‬وسف َك دم هذا‪ ،‬و َر َضب هذا؛ ف ُيعطى هذا من‬ ‫‪  (4‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)25240 ،24865‬و«صحيح البخاري» (‪ ،)3568‬و«صحيح‬ ‫مسلم» (‪ ،)2493‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)4839 ،3655 ،3654‬و«جامع الترمذي»‬ ‫(‪ ،)3639‬و«السنن الكبرى» للنسائي (‪ ،)10245‬و«مسند أبي يعلى» (‪ ،)4393‬و«صحيح‬ ‫ابن حبان» (‪ ،)7153 ،100‬و«سنن البيهقي» (‪ ،)207/3‬و«الجامع لأخلاق الراوي وآداب‬ ‫السامع» للخطيب البغدادي (‪.)1002‬‬ ‫‪ (4‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)20394 ،12336‬و«صحيح البخاري» (‪،)5976 ،2654‬‬ ‫و«الأدب المفرد» (‪ ،)30/15‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)87‬و«جامع الترمذي» (‪،1901‬‬ ‫‪ ،)3019 ،2301‬و«مسند الروياني» (‪ ،)86‬و«مسند أبي عوانة» (‪ ،)146‬و«الإيمان» لابن‬ ‫منده (‪ ،)475-470‬و«سنن البيهقي» (‪ ،)156 ،121/10‬و«شعب الإيمان» (‪،280‬‬ ‫‪.)7866 ،7482‬‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 28‬النبوي‬

‫اليوم النبوي‬ ‫حسناته‪ ،‬وهذا من حسناته‪ ،‬فإن َفنِيت حسنا ُته قبل أن ُيقضى ما عليه‪ُ ،‬أ ِخ َذ من‬ ‫خطاياهم ف ُطرحت عليه‪ ،‬ثم ُطرح في النار»(‪.)50‬‬ ‫وربما استثار أذهانهم بالسؤال ل ُيجيبوه‪ ،‬كما بدأهم مرة بالسؤال‪ ،‬وقد ُأتي‬ ‫إليه ب ُجماَّ ر َن ْخل‪ ،‬فقال‪« :‬أخبروني بشجرة تشبه الرجل المسلم‪ ،‬لا َي َت َحا ُّت ور ُقها‪،‬‬ ‫ُت ْؤتيِ ُأ ُكلها كل حين؟»‪ .‬فوقعوا في شجر ال َبوادي‪َ ،‬ي ُع ُّدونها عليه‪ ،‬وهو يقول‬ ‫في ك ٍّل‪« :‬لا‪ ..‬لا»‪ .‬ووقع في نفس عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما‬ ‫‪-‬وكان عاشر عشرة هو أصغرهم سنًّا‪ -‬أنها النخلة‪ ،‬فنظر‪ ،‬فإذا في المجلس أبو‬ ‫بكر وعمر‪ ،‬فاستحيا أن يقولها‪ ،‬فقال النب ُّي صلى الله عليه وآله وسلم‪« :‬هي‬ ‫النخلة»(‪.)51‬‬ ‫وكان يك ِّرر بعض كلامه ثلا ًثا؛ ل ُي ْع َقل عنه أو ليبينِّ أهميته‪ ،‬وربما زاد مبالغة‬ ‫في الاهتمام‪ ،‬كقوله وهو يذكر الكبائ َر‪« :‬ألا وقول الزور‪ ،‬ألا وشهادة الزور»‪ .‬فما‬ ‫زال يك ِّررها‪ ،‬حتى قالوا‪ :‬ليته سكت(‪.)52‬‬ ‫‪  (5‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)8414 ،8029‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)2581‬و«جامع الترمذي»‬ ‫(‪ ،)2418‬و«مسند أبي يعلى» (‪ ،)6491‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)7359 ،4411‬و«مساوئ‬ ‫الأخلاق» للخرائطي (‪ ،)40‬و«سنن البيهقي» (‪ ،)93/6‬و«شعب الإيمان» (‪.)338‬‬ ‫‪  (5‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)6468 ،4599‬و«مسند الدارمي» (‪ ،)282‬و«صحيح‬ ‫البخاري» (‪ ،)5444 ،2209 ،61‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)2811‬و«جامع الترمذي»‬ ‫(‪ ،)2867‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)246-244‬و«المعجم الكبير» للطبراني (‪،)13521‬‬ ‫و«أمثال الحديث» للرامهرمزي (‪ ،)33‬و«الأمثال» لأبي الشيخ (‪ ،)355‬و«شعب الإيمان»‬ ‫(‪.)5889‬‬ ‫‪ (5‬تقدم (ص ؟؟)‪.‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪29‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫وربما بدأهم بسؤال مفاجئ لينتهي بهم إلى نتيجة مفاجئة‪ ،‬كما بدأهم قائلاً ‪:‬‬ ‫« َمن أصبح منكم اليوم صائماً ؟»‪ .‬ففجئهم السؤال؛ إذ لم يستعدوا له‪ ،‬ولو عرفوا‬ ‫أنه سيسألهم لصاموا كلهم‪ ،‬فسكتوا جمي ًعا‪ ،‬وأجاب أبو بكر قائلاً ‪ :‬أنا يا رسو َل‬ ‫الله‪ .‬فقال‪َ « :‬من عاد منكم اليوم مري ًضا؟»‪ .‬فسكتوا‪ ،‬وأجاب أبو بكر قائلاً ‪ :‬أنا‬ ‫يا رسو َل الله‪ .‬فقال‪َ « :‬من َتبِ َع منكم اليوم جناز ًة؟»‪ .‬فسكتوا‪ ،‬وقال أبو بكر‪:‬‬ ‫أنا يا رسو َل الله‪ .‬فقال‪َ « :‬من أطع َم منكم اليوم مسكي ًنا؟»‪ .‬فسكتوا‪ ،‬وقال أبو‬ ‫بكر‪ :‬أنا يا رسو َل الله‪ .‬فقال‪« :‬ما اجتمعت هذه الأربع في امرئ في يوم إلا دخل‬ ‫الجنة»(‪.)53‬‬ ‫وربما استخدم وسيلة الإيضاح وهو يتح َّدث‪ ،‬كما ح َّدث مرة عن رفع‬ ‫الأمانة‪ ،‬فقال‪« :‬ينام الرج ُل النوم َة‪ ،‬ف ُتقب ُض الأمان ُة من قلبه‪ ،‬فيبقى َأ َث ُرها مثل‬ ‫ال َو ْك ِت(‪ ،)54‬ثم ينام النوم َة‪ ،‬ف ُتقب ُض الأمان ُة من قلبه‪ ،‬فيظل أث ُرها مثل ال َم ْج ِل(‪،)55‬‬ ‫ك َج ْم ٍر َد ْح َرج َته على ِر ْجلِك فنَ ِف َط‪ ،‬ف َر َتاه ُم ْن َتبرِ ً (‪)56‬ا وليس فيه شيء(‪ .»)57‬ثم أخذ‬ ‫‪ (5‬ينظر‪« :‬فضائل الصحابة» للإمام أحمد (‪ ،)6600‬و«الأدب المفرد» (‪ ،)515‬و«صحيح‬ ‫مسلم» (‪ ،)1028‬و«مسند البزار» (‪ ،)9754‬و«السنن الكبرى» للنسائي (‪،)8107‬‬ ‫و«صحيح ابن خزيمة» (‪ ،)2131‬و«المعجم الكبير» للطبراني (‪ ،)11300‬و«المعجم‬ ‫الأوسط» (‪ ،)3640‬و«شعب الإيمان» (‪ ،)8764‬و«غوامض الأسماء المبهمة» للخطيب‬ ‫(‪.)565 -563/2‬‬ ‫‪  (5‬الوكت‪ :‬سواد في اللون يسير من أثر النار ونحوها‪.‬‬ ‫‪  (5‬المجل‪ :‬أثر العمل في الكف‪ ،‬وهو أثر دائم لا يكاد يزول‪.‬‬ ‫‪ (5‬المنتبر‪ :‬ال َو ِرم المملوء ما ًء‪.‬‬ ‫‪ (5‬‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 30‬النبوي‬

‫اليوم النبوي‬ ‫حصاة ف َد ْح َرجها على قدمه(‪.)58‬‬ ‫وربما استعان بالرسم التوضيحي‪ ،‬كما خ َّط على الأرض خ ًّطا مرب ًعا‪ ،‬وخ َّط‬ ‫خ ًّطا في ال َو َسط خار ًجا منه‪ ،‬وخط ُخ َط ًطا صغا ًرا إلى هذا الذي في ال َو َسط من‬ ‫جانبه الذي في ال َو َسط‪ ،‬ثم قال‪« :‬هذا الإنسا ُن‪ ،‬وهذا أج ُله محُ ي ٌط به‪ ،‬وهذا الذي‬ ‫هو خار ٌج أم ُله‪َ ،‬ي َت َعا َطى الأم َل‪ ،‬والأج ُل َخ ْي َتلِ ُجه دون ذلك‪ ،‬وهذه ال ُخ َط ُط ال ِّصغا ُر‬ ‫الأعرا ُض(‪ ،)59‬فإن أخط َأ ُه هذا نهَ َش ُه هذا‪ ،‬وإن أخط َأ ُه هذا نهَ َش ُه هذا»(‪.)60‬‬ ‫لقد كان هذا المجلس مجلس علم ووعظ‪ ،‬ولكن لم تكن المواعظ ولا التعليم‬ ‫تتم بأسلوب إلقائي أحادي الاتجاه‪ ،‬وإنما بأسلوب ِحواري يعتمد إشراك المتع ِّلم‬ ‫في عملية التعليم‪ ،‬ويعتمد الحوار الذي يتيح النمو العقلي والفكري للمتع ِّلم‪.‬‬ ‫ومما كان ُيع ِّمر هذا المجلس الاستغفار الكثير؛ فقد كان الصحابة يلحظون‬ ‫عدم فتور النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الاستغفار والتوبة‪ ،‬وربما ع ُّدوا له‬ ‫‪  (5‬ينظر‪« :‬مسند الطيالسي» (‪ ،)425‬و«مسند أحمد» (‪ ،)23255‬و«صحيح البخاري»‬ ‫(‪ ،)7086 ،6497‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)143‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)2179‬و«سنن‬ ‫ابن ماجه» (‪ ،)4053‬و«مسند أبي عوانة» (‪ ،)141‬و«الإيمان» لابن منده (‪،)338-336‬‬ ‫و«شعب الإيمان» (‪.)4890‬‬ ‫‪ (5‬‬ ‫‪  (6‬ينظر‪« :‬مسند ابن أبي شيبة» (‪ ،)293‬و«مسند أحمد» (‪ ،)3652‬و«مسند الدارمي»‬ ‫(‪ ،)2729‬و«صحيح البخاري» (‪ ،)6417‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)2454‬و«سنن ابن‬ ‫ماجه» (‪ ،)4231‬و« ِقصرَ الأمل» لابن أبي الدنيا (‪ ،)13‬و«مسند أبي يعلى» (‪،)5243‬‬ ‫و«الأمثال» للرامهرمزي (‪ ،)73‬و«مسند الشاشي» (‪ ،)799‬و«الترغيب والترهيب» ل ِق َوام‬ ‫السنة (‪ ،)173‬و«شعب الإيمان» (‪.)10256‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪31‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫في المجلس الواحد مائة مرة قبل أن يقوم‪« :‬ر ِّب اغف ْر لي و ُت ْب عيلَّ ‪ ،‬إنك أنت‬ ‫ال َّت َّواب الغفور»(‪.)61‬‬ ‫وفي مجلسه ُي ْؤ َتى بصبيان المدينة‪ ،‬فيدعو لهم‪ ،‬ويحنِّكهم(‪ ،)62‬و ُيبرَِّ ك‬ ‫عليهم(‪.)63‬‬ ‫ومن ذلك‪ :‬أن أبا ُأسيد رضي الله عنه َأ َتى بابنه ال ُمنذر إلى رسول الله صلى‬ ‫الله عليه وآله وسلم حين ُولد‪ ،‬فوضعه النب ُّي صلى الله عليه وآله وسلم على‬ ‫َف ِخذه‪ ،‬وأبو ُأسيد جالس‪ ،‬ف َل ِهي(‪ )64‬النب ُّي صلى الله عليه وآله وسلم بشيء بين‬ ‫يديه‪ ،‬ف َأ َم َر أبو ُأسيد بابنه فاح ُتمل من على َف ِخذ رسول الله صلى الله عليه وآله‬ ‫وسلم‪ ،‬ف َأ ْق َلبوه(‪ ،)65‬فاستفا َق(‪ )66‬رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال‪« :‬أين‬ ‫الصب ُّي؟»‪ .‬فقال أبو ُأسيد‪ :‬أ ْقلبناه يا رسو َل الله‪ .‬فقال‪« :‬ما اسمه؟»‪ .‬قال‪ :‬فلا ٌن يا‬ ‫‪  (6‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)4726‬و«مسند عبد بن حميد» (‪ ،)786‬و«الأدب المفرد» (‪،)618‬‬ ‫و«سنن أبي داود» (‪ ،)1516‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)3434‬و«سنن ابن ماجه» (‪،)3814‬‬ ‫و«مسند البزار» (‪ ،)5906‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)927‬و«شعب الإيمان» (‪،)632‬‬ ‫و«الدعوات الكبير» للبيهقي (‪ ،)144‬و«القضاء والقدر» للبيهقي (‪ ،)320‬و«شرح السنة»‬ ‫للبغوي (‪.)1289‬‬ ‫‪ (6‬‬ ‫‪  (6‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)26938 ،19570 ،12795‬و«صحيح البخاري» (‪،3909‬‬ ‫‪ ،)5467 ،5470‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)2146-2144‬و«الآحاد والمثاني» (‪ ،)575‬و«سنن‬ ‫البيهقي» (‪ ،)204/6‬و«شعب الإيمان» (‪.)8621 ،8264 ،8263‬‬ ‫‪ (6‬‬ ‫‪ (6‬‬ ‫‪ (6‬‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 32‬النبوي‬

‫اليوم النبوي‬ ‫رسو َل الله‪ .‬قال‪« :‬لا‪ ،‬ولكن َأ ْس ِم ِه‪ :‬المنذ َر»‪ .‬فسماَّ ه يومئذ‪ :‬المنذ َر(‪.)67‬‬ ‫و ُيؤتى في مجلسه ب َبواكير ثمار النَّ ِخيل؛ حيث كان التمر فاكهة أهل المدينة‬ ‫وقوتهم وغذاءهم‪ ،‬فكانوا يفرحون إذا َر َأ ْوا أول الثمرة‪ ،‬ويأتون به إلى النب ِّي‬ ‫صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬فإذا أخذه قال‪« :‬الله َّم بارك لنا في َث َم ِرنا‪ ،‬وبارك‬ ‫لنا في َم ِدينتنا‪ ،‬وبارك لنا في صا ِعنا‪ ،‬وبارك لنا في ُم ِّدنا‪ ،‬الله َّم إ َّن إبراهي َم عب ُدك‬ ‫وخلي ُلك ونب ُّيك‪ ،‬وإني عب ُدك ونب ُّيك‪ ،‬وإنه دعاك لمكة‪ ،‬وإني أدعوك للمدينة بمثل‬ ‫ما دعاك لمكة ومثله معه»‪ .‬ثم يدعو أصغ َر َمن يحضره من الولدان‪ ،‬فيعطيه ذلك‬ ‫الثمر(‪.)68‬‬ ‫وكان في هذا المجلس فسحة لل ُّط ْر َفة وال ُمزاح الجميل‪ ،‬ولم يكن َوقار المجلس‬ ‫النبوي ولا َمهابة مح َّياه صلى الله عليه وآله وسلم مما يحجز أصحابه عن عفوية‬ ‫الحياة‪ ،‬فها هو صلى الله عليه وآله وسلم يح ِّدث أصحابه‪ ،‬وعنده رج ٌل من أهل‬ ‫البادية فيقول‪« :‬إن رجلاً من أهل الجنة استأذن ر َّبه في ال َّز ْرع‪ ،‬فقال الله له‪ :‬ألس َت‬ ‫‪ (6‬ينظر‪« :‬مسند ابن الجعد» (‪ ،)2936‬و«صحيح البخاري» (‪ ،)6191‬و«الأدب المفرد»‬ ‫(‪ ،)816‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)2149‬و«مسند الروياني» (‪ ،)1037‬و«المعجم الكبير»‬ ‫للطبراني (‪ ،)5793‬و«معرفة الصحابة» لأبي نعيم (‪ ،)6102‬و«شرح السنة» للبغوي‬ ‫(‪.)3376‬‬ ‫‪  (6‬ينظر‪« :‬الموطأ» (‪ ،)1568‬و«مسند الدارمي» (‪ ،)2072‬و«الأدب المفرد» (‪،)362‬‬ ‫و«صحيح مسلم» (‪ ،)1373‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)3454‬و«سنن ابن ماجه» (‪،)3329‬‬ ‫و«السنن الكبرى» للنسائي (‪ ،)10134‬و«فضائل المدينة» لأبي سعيد المف َّضل بن إبراهيم‬ ‫ال َج َندي (‪ ،)4 ،3‬و«مسند أبي عوانة» (‪ ،)3740‬و«شرح مشكل الآثار» (‪ ،)1251‬و«صحيح‬ ‫ابن حبان» (‪ ،)3747‬و«عمل اليوم والليلة» لابن السني (‪ ،)278‬و«الدعوات الكبير»‬ ‫للبيهقي (‪ ،)512‬و«شرح السنة» (‪.)2012‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪33‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫فيما شئ َت؟! فقال‪َ :‬بلىَ يا ر ِّب‪ ،‬ولكني ُأ ِح ُّب أن َأ ْز َر َع‪ .‬قال‪ :‬ف َب َذ َر‪ ،‬ف َبا َد َر ال َّط ْر َف‬ ‫َنبا ُته واستِوا ُؤ ُه وا ْستِ ْح َصا ُد ُه(‪ ،)69‬فكانأمثا َلالجبال‪،‬فيقولالله‪ُ :‬دو َنك يا ابن آد َم؛‬ ‫فإنه لا ُي ْشبِ ُع َك شي ٌء!»‪ .‬فلما فرغ النب ُّي صلى الله عليه وآله وسلم من حديثه قال‬ ‫الأعرابي‪ :‬يا رسو َل الله‪ ،‬والله لا تجده إلا مهاجر ًّيا أو أنصار ًّيا؛ فإنهم أصحاب‬ ‫زرع‪ ،‬وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع‪ .‬فضحك َمن في المجلس‪ ،‬وضحك النب ُّي‬ ‫صلى الله عليه وآله وسلم(‪.)70‬‬ ‫ويبدو أن هذا المجلس هو مجلس استقبال القادمين من الوفود؛ فإن المسافرين‬ ‫عادة يبيتون خارج المدينة‪ ،‬ثم يدخلونها ض ًحى‪ ،‬ف َي ْل َقون النب َّي صلى الله عليه وآله‬ ‫وسلم في هذا المجلس‪.‬‬ ‫ومن ذلك‪ :‬وفد ال ُم رَ ِض ِّيين‪ ،‬وقد أتوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في‬ ‫َص ْدر النهار‪ ،‬فرأى ما بهم من الفقر والفاقة‪َ ،‬ف َت َم َّعر وج ُهه أل ًما لحالهم(‪ ،)71‬ثمخط َب‬ ‫النا َس‪ ،‬وح َّث على الصدقة‪ ،‬حتى اجتمع عنده َك ْومان من طعام وثياب(‪.)72‬‬ ‫‪ (6‬‬ ‫‪  (7‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)10642‬و«صحيح البخاري» (‪ ،)7519 ،2348‬و«مسند‬ ‫البزار» (‪ ،)8759‬و«المعجم الأوسط» للطبراني (‪ ،)7272‬و«العظمة» لأبي الشيخ (‪،)591‬‬ ‫و«صفة الجنة» لأبي نعيم (‪ ،)399‬و«البعث والنشور» للبيهقي (‪.)382‬‬ ‫‪ (7‬‬ ‫‪ (7‬ينظر‪« :‬مسند الطيالسي» (‪ ،)705‬و«المصنف» لابن أبي شيبة (‪ ،)9803‬و«مسند أحمد»‬ ‫(‪ ،)19174‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)1017‬و«الأموال» لابن زنجويه (‪ ،)1959‬و«جامع‬ ‫الترمذي» (‪ ،)2675‬و«سنن ابن ماجه» (‪ ،)203‬و«سنن النسائي» (‪ ،)2554‬و«المعجم‬ ‫الكبير» للطبراني (‪ ،)2372‬و«المعجم الأوسط» (‪ ،)4386‬و«سنن البيهقي» (‪،)175/4‬‬ ‫و«شعب الإيمان» (‪.)3048‬‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 34‬النبوي‬

‫اليوم النبوي‬ ‫ويغلب على الظن أنه المجلس الذي أتى فيه جبرائي ُل عليه السلام في صورة‬ ‫رجل شديد بياض الثياب‪ ،‬شديد سواد ال َّشعر‪ ،‬لا ُيرى عليه أثر السفر‪ ،‬ولا‬ ‫يعرفه أح ٌد‪ ،‬فسأل عن الإسلام والإيمان والإحسان وأشراط الساعة(‪.)73‬‬ ‫وأنه المجلس الذي أتى فيه ِضما ُم بن َث ْعلبة أخو بني سعد بن بكر رضي الله‬ ‫عنه‪ ،‬فأناخ جمله في المسجد‪ ،‬ثم قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم‪ :‬اب َن عبد‬ ‫المطلب؟ قال‪« :‬قد أجبتك»‪ .‬قال‪ :‬إني سائ ُلك‪ ،‬فمش ِّدد عليك في المسألة‪ ،‬فلا‬ ‫تجد عل َّي في نفسك‪ .‬قال‪َ « :‬س ْل َع اَّم بدا لك»‪ .‬فسأله عن أركان الإسلام‪ ،‬ثم قال‪:‬‬ ‫والذي بعثك بالحق‪ ،‬لا أزيد عليهن ولا أنقص‪ .‬فلما ولىَّ ‪ .‬قال النب ُّي صلى الله‬ ‫عليه وآله وسلم‪َ « :‬ف ِق َه الرج ُل‪ ،‬لئن صدق ليدخل َّن الجنة»(‪.)74‬‬ ‫وكان الصحابة رضي الله عنهم يتناوبون الحضور في هذا المجلس النبوي‪،‬‬ ‫كما في حديث عمر رضي الله عنه قال‪ :‬كن ُت أنا وجا ٌر لي من الأنصار في عوالي‬ ‫المدينة‪ ،‬وكنا نتناو ُب النـزو َل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬ينز ُل‬ ‫يو ًما وأنز ُل يو ًما‪ ،‬فإذا نزل ُت جئ ُته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره‪ ،‬وإذا نزل‬ ‫‪ (7‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)9501 ،184‬و«صحيح البخاري» (‪ ،)4777 ،50‬و«صحيح‬ ‫مسلم» (‪.)10-8‬‬ ‫‪ (7‬ينظر‪« :‬مسند الطيالسي» (‪ ،)2449‬و«مسند أحمد» (‪،)22719 ،2380 ،2254‬‬ ‫و«صحيح البخاري» (‪ ،)63‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)486‬و«سنن ابن ماجه» (‪،)1402‬‬ ‫و«سنن النسائي» (‪ ،)2092‬و«صحيح ابن خزيمة» (‪ ،)2358‬و«صحيح ابن حبان»‬ ‫(‪ ،)154‬و«المبهمات» للخطيب (‪ ،)58-55/1‬و«المفهم» للقرطبي (‪،)162 ،157/1‬‬ ‫و«الإصابة» لابن حجر (‪ ،)487-486/3‬و«فتح الباري» (‪ ،)150 ،106/1‬وما سيأتي‬ ‫في ‪....‬؟؟‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪35‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫فعل مثل ذلك(‪.)75‬‬ ‫وكان رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم يجلس في هذا المجلس مع‬ ‫أصحابه كأحدهم‪ ،‬ليس له َشارة تم ِّيزه عنهم‪ ،‬فيجيء الغري ُب فلا يعرفه من‬ ‫بينهم‪ ،‬وربما سأل‪ :‬أيكم ابـ ُن عبد المطلب؟ فلا يجدون ما يم ِّيزون به رسو َل الله‬ ‫صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬إلا بهاؤه‪ ،‬فيقولون‪ :‬هو هذا الأبيض المتكئ‪ .‬فلما رأى‬ ‫الصحابة ذلك‪ ،‬أشاروا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يعملوا له َد َّك ًة من‬ ‫الطين؛ حتى يعرفه القادم‪ ،‬فأذن لهم‪ ،‬وكان ذلك في آخر حياته‪ ،‬عام الوفود‪ ،‬سنة‬ ‫تسع(‪.)76‬‬ ‫وكان صلى الله عليه وآله وسلم ُي َق ِّسم بِشرْ َ ه وإقباله في مجلسه بين أصحابه‪،‬‬ ‫حتى يتف َّرقوا عنه‪ ،‬وك ٌّل يظن أنه أكثرهم ُح ْظ َوة عنده(‪.)77‬‬ ‫وربما ُأهدي للنب ِّي صلى الله عليه وآله وسلم طعا ٌم وهو مع أصحابه‪،‬‬ ‫فيأكلون جمي ًعا‪ ،‬قال َسمرة بن ُجندب رضي الله عنه‪ :‬بينما نحن عند النبي صلى‬ ‫الله عليه وآله وسلم إذ ُأتي بقصعة فيها َث ِري ٌد‪ ،‬قال‪ :‬فأكل‪ ،‬وأكل القو ُم‪ ،‬فلم يزل‬ ‫القو ُم يتداولونها إلى قريب من الظهر؛ يأكل كل قوم ثم يقومون‪ ،‬ويجيء قوم‬ ‫فيتعاقبونه‪ .‬فقال له رجل‪ :‬هل كانت ُت َم ُّد بطعام؟ قال‪ :‬أما من الأرض فلا‪ ،‬إلا‬ ‫‪  (7‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)222‬و«صحيح البخاري» (‪ ،)89‬و«صحيح مسلم» (‪،)1479‬‬ ‫و«جامع الترمذي» (‪ ،)3318‬و«صحيح ابن حبان» (‪.)4187‬‬ ‫‪ (7‬ينظر‪« :‬خلق أفعال العباد» للبخاري (‪ ،)25‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)4698‬و«مسند‬ ‫البزار» (‪ ،)4025‬و«سنن النسائي» (‪ ،)4991‬و«تعظيم قدر الصلاة» (‪ ،)378‬و«فتح‬ ‫الباري» (‪ ،)116/1‬وما تقدم في قدوم ِضمام بن َث ْع َلبة رضي الله عنه‪.‬‬ ‫‪ (7‬‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 36‬النبوي‬

‫اليوم النبوي‬ ‫أن تكون كانت ُت َم ُّد من السماء(‪.)78‬‬ ‫و ُأهدي له صلى الله عليه وآله وسلم شا ٌة‪ ،‬والطعام يومئذ قليل‪ ،‬فقال لأهله‪:‬‬ ‫« َأ ْصلِحوا هذه الشاة‪ ،‬وانظروا إلى هذا الخبز‪ ،‬فا ْث ِردوا واغرفوا عليه»‪ .‬وكانت‬ ‫له صلى الله عليه وآله وسلم َق ْص َع ٌة يقال لها‪ :‬ال َغ َّرا ُء يحملها أربعة رجال‪ ،‬فلما‬ ‫أصبحوا وسجدوا الضحى‪ُ ،‬أتي بتلك القصعة‪ ،‬فالت ُّفوا عليها‪ ،‬فلما كثروا َج َثا‬ ‫رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬فقال أعرابي‪ :‬ما هذه ال ِج ْل َسة؟ قال‪«:‬إ َّن‬ ‫الله ع َّز وج َّل جعلني عب ًدا كريماً ‪ ،‬ولم يجعلني جبا ًرا عني ًدا‪ ،‬ك ُلوا من جوانبها‪،‬‬ ‫و َد ُعوا ِذ ْر َو هَ َتا‪ُ ،‬ي َبا َر ْك فيها»‪ .‬ثم قال‪« :‬خذوا وكلوا‪ ،‬فوا َّلذي نف ُس محم ٍد بيده‪،‬‬ ‫ل ُت ْف َت َح َّن عليكم فار ُس والرو ُم‪ ،‬حتى يكث َر الطعا ُم‪ ،‬فلا ُيذك َر عليه اسم الله عز‬ ‫وجل»(‪.)79‬‬ ‫ويطول هذا المجلس النبوي ويقصرُ ‪ ،‬بحسب الحال‪ ،‬وما يكون فيه من شأن‪،‬‬ ‫حتى إذا تعالىَ النها ُر قام صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬ولم يكن يقوم من مجلسه إلا‬ ‫قال‪« :‬سبحانك الله َّم ربي وبحمدك‪ ،‬أشهد أن لا إله إلا أنت‪ ،‬أستغف ُرك وأتو ُب‬ ‫‪ (7‬ينظر‪« :‬المصنف» لابن أبي شيبة (‪ ،)31708‬و«مسند أحمد» (‪،)20196 ،20135‬‬ ‫و«مسند الدارمي» (‪ ،)56‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)3625‬و«السنن الكبرى» للنسائي‬ ‫(‪ ،)6740‬و«دلائل النبوة» للفريابي (‪ ،)46 ،15 ،14‬و«مسند الروياني» (‪ ،)853‬و«المعجم‬ ‫الكبير» للطبراني (‪ ،)6967‬و«المستدرك» (‪ ،)618/2‬و«دلائل النبوة» للبيهقي (‪.)93/6‬‬ ‫‪  (7‬ينظر‪« :‬سنن أبي داود» (‪ ،)3773‬و«سنن ابن ماجه» (‪ ،)3275 ،3263‬و«أخلاق‬ ‫النبي صلى الله عليه وآله وسلم» لأبي الشيخ (‪ ،)579 ،578‬و«سنن البيهقي» (‪،)283/7‬‬ ‫و«الآداب للبيهقي (‪ ،)440‬و«دلائل النبوة» (‪ ،)334/6‬و«شعب الإيمان» (‪،5461‬‬ ‫‪ ،)5847‬و«الأحاديث المختارة» للضياء (‪ ،)74 ،73( )404-403/3‬و«تاريخ دمشق»‬ ‫(‪.)141/27( ،)394/1‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪37‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫إليك»(‪.)80‬‬ ‫وق َّلما يقوم من مجلس حتى يدعو بهذه الدعوات لأصحابه‪« :‬اللهم ا ْق ِس ْم لنا‬ ‫من خشيتك ما َح ُتو ُل به بيننا وبين معاصيك‪ ،‬ومن طاعتك ما تب ِّل ُغنا به ج َنّتك‪،‬‬ ‫ومن اليقين ما ته ِّون به علينا مصائ َب الدنيا‪ ،‬الله َّم م ِّتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا‬ ‫ما أحييتنا‪ ،‬واجعله الوار َث منا‪ ،‬واجعل َث ْأ َرنا على َمن ظلمنا‪ ،‬وانصرنا على َمن‬ ‫عادانا‪ ،‬ولا تجع ْل مصي َبتنا في ديننا‪ ،‬ولا تجعل الدنيا أكب َر ه ِّمنا‪ ،‬ولا مبلغ علمنا‪،‬‬ ‫ولا تس ِّلط علينا َمن لا يرحمنا»(‪ .)81‬ثم يتف َّرق الصحاب ُة إلى أعمالهم أو إلى بيوتهم؛‬ ‫للقيلولة قبل الظهر‪.‬‬ ‫‪  (8‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)24486 ،19812 ،19769 ،10415‬و«مسند الدارمي»‬ ‫(‪ ،)2658‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)4859-4857‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)3433‬و«مسند‬ ‫البزار» (‪ ،)3848‬و«سنن النسائي» (‪ ،)1327‬و«مسند أبي يعلى» (‪ ،)7426‬و«صحيح ابن‬ ‫حبان» (‪ ،)594‬و«الدعاء» للطبراني (‪ ،)1919-1912‬و«المستدرك» (‪،497-496/1‬‬ ‫‪ ،)537‬و«الدعوات الكبير» للبيهقي (‪ ،)294‬و«الآداب» للبيهقي (‪ ،)259‬و«شعب‬ ‫الإيمان» (‪ ،)620‬و«الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» للخطيب (‪.)1413‬‬ ‫‪  (8‬ينظر‪« :‬جامع الترمذي» (‪ ،)3502‬و«مسند البزار» (‪ ،)5989‬و«السنن الكبرى»‬ ‫للنسائي (‪ ،)10235 ،10234‬و«عمل اليوم والليلة» لابن السني (‪ ،)445‬و«المعجم‬ ‫الصغير» للطبراني (‪ ،)866‬و«الدعاء» للطبراني (‪ ،)1911‬و«المستدرك» (‪،)528/1‬‬ ‫و«الدعوات الكبير» للبيهقي (‪ ،)244‬و«شرح السنة» للبغوي (‪ ،)1374‬و«المجالسة»‬ ‫للدينوري (‪ ،)725‬و«إثارة الفوائد» للعلائي (‪.)244‬‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 38‬النبوي‬

‫زيارات الر�سول‬ ‫�صلى الله عليه و�آله و�سلم‬ ‫وربما ذهب النب ُّي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض َض َحوات الأيام لزيارة‬ ‫َمن يرغب زيار َته من قرابته أو أصحابه‪.‬‬ ‫ومن ذلك ذهابه إلى بيت فاطمة رضي الله عنها؛ ليلقى ابنه الحسن بن علي‬ ‫عليهم السلام‪ ،‬فوقف في فناء البيت ونادى‪َ « :‬أ َث َّم ُل َك ْع(‪َ ،)82‬أ َث َّم ُل َك ْع»‪ .‬حتى‬ ‫خرج له الحسن وهو صبي يسعى‪ ،‬فالتزمه وق َّبله‪ ،‬وهو يقول‪« :‬الله َّم إني ُأ ِح ُّب ُه‪،‬‬ ‫ف َأ ِح َّب ُه‪ ،‬و َأ ِح َّب َمن حُي ُّب ُه»(‪.)83‬‬ ‫وذهب ذات مرة إلى بيت فاطمة رضي الله عنها‪ ،‬فسألها عن زوجها علي‬ ‫رضي الله عنه‪ ،‬قائلاً ‪« :‬أين اب ُن َع ِّمك؟»‪ .‬فقالت‪ :‬كان بيني وبينه شيء فخرج‪.‬‬ ‫فأرسل يبحث عنه‪ ،‬فقيل له‪ :‬هو نائم في المسجد‪ .‬فأتى إليه‪ ،‬وقد سقط ردا ُؤه عن‬ ‫جنبه‪ ،‬و َع ِل َق به التراب‪ ،‬فجعل يمسح عنه التراب‪ ،‬ويقول‪« :‬قم أبا التراب‪ ،‬قم‬ ‫‪ (8‬‬ ‫‪  (8‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)10891 ،8380 ،7398‬و«صحيح البخاري» (‪،2122‬‬ ‫‪ ،)5884‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)2421‬و«صحيح ابن حبان» (‪.)6963‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪39‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫أبا التراب»(‪.)84‬‬ ‫ومن ذلك زيارته لأصحابه رضي الله عنهم‪ ،‬وقد كان يأتي ضعفاء المسلمين‪،‬‬ ‫ويزورهم‪ ،‬ويعو ُد مرضاهم‪ ،‬ويجيب دعوتهم‪ ،‬ويذهب وحده أحيا ًنا‪.‬‬ ‫ومن ذلك إجابته دعوة ُم َليكة جدة أنس بن مالك رضي الله عنهما؛ فقد‬ ‫دعت رسو َل الله صلى الله عليه وآله وسلم لطعام صنعته‪ ،‬فأكل منه‪ ،‬ثم قال‪:‬‬ ‫«قوموا فأص ِّيل لكم»‪ .‬قال أنس‪ :‬فقمت إلى َح ِصير لنا قد ا ْسو َّد من طول ما‬ ‫ُلبِ َس‪ ،‬فنضح ُته بماء‪ ،‬فقام عليه رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬وصفف ُت‬ ‫أنا واليتيم وراءه‪ ،‬والعجوز من ورائنا‪ ،‬فصلىَّ لنا رسو ُل الله صلى الله عليه وآله‬ ‫وسلم ركعتين ثم انصرف(‪.)85‬‬ ‫وربما ذهب ومعه بعض أهل بيته؛ فعن أنس رضي الله عنه‪ ،‬أن جا ًرا لرسول‬ ‫الله صلى الله عليه وآله وسلم فارس ًّيا‪ ،‬كان طيب ال َم َرق‪ ،‬وكانت مرقته أطيب شيء‬ ‫ري ًحا‪ ،‬فصنع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم‪ ،‬ثم جاء يدعوه‪،‬‬ ‫فقال صلى الله عليه وآله وسلم‪« :‬وعائشة معي»‪ .‬فقال‪ :‬لا‪ .‬فقال رسو ُل الله صلى‬ ‫الله عليه وآله وسلم‪« :‬لا»‪ .‬فعاد يدعوه‪ ،‬فقال رسو ُل الله صلى الله عليه وآله‬ ‫وسلم‪« :‬وهذه معي»‪ .‬قال‪ :‬لا‪ .‬قال رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم‪« :‬لا»‪.‬‬ ‫‪  (8‬ينظر‪« :‬مسند ابن أبي شيبة» (‪ ،)107‬و«صحيح البخاري» (‪ ،)3703 ،441‬و«صحيح‬ ‫مسلم» (‪ ،)2409‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)6925‬و«سنن البيهقي» (‪ ،)446/2‬و«مناقب‬ ‫علي» لابن المغازلي (‪ ،)7‬و«تاريخ دمشق» (‪.)17/42‬‬ ‫‪ (8‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)12680 ،12507‬و«صحيح البخاري» (‪،)860 ،380‬‬ ‫و«صحيح مسلم» (‪ ،)658‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)612‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)234‬و«سنن‬ ‫النسائي» (‪ ،)801‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)2205‬و«سنن البيهقي» (‪.)96/3‬‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 40‬النبوي‬

‫اليوم النبوي‬ ‫ثم عاد يدعوه‪ ،‬فقال رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم‪« :‬وهذه»‪ .‬قال‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫في الثالثة‪ ،‬فقاما يتدافعان حتى أتيا منزله(‪.)86‬‬ ‫وعن أنس بن مالك رضي الله عنه‪ ،‬أن خ َّيا ًطا دعا رسو َل الله صلى الله عليه‬ ‫وآله وسلم لطعام صنعه‪ ،‬قال أنس‪ :‬فذهب ُت مع رسول الله صلى الله عليه وآله‬ ‫وسلم إلى ذلك الطعام‪ ،‬فق َّر َب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خب ًزا من‬ ‫َش ِعير و َم َر ًقا فيه ُد َّبا ُء و َق ِدي ٌد(‪ ،)87‬وأقبل على عمله‪ ،‬قال‪ :‬فجعل رسو ُل الله صلى‬ ‫الله عليه وآله وسلم يأكل من ذلك ال ُّد َّباء ويعجبه‪ ،‬ورأيته يتت َّبع ال ُّد َّباء من حول‬ ‫ال َص ْح َفة‪ ،‬فلما رأي ُت ذلك جعل ُت ُأ ْل ِقيه إليه ولا أط َع ُمه‪ ،‬فلم أزل أح ُّب ال ُّد َّبا َء‬ ‫من يومئذ(‪.)88‬‬ ‫وربما ذهب إلى الدعوة هو وبعض أصحابه(‪.)89‬‬ ‫‪  (8‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)13869 ،12243‬و«مسند عبد بن حميد» (‪ ،)1290‬و«صحيح‬ ‫مسلم» (‪ ،)2037‬و«سنن النسائي» (‪ ،)3436‬و«مسند أبي يعلى» (‪ ،)3354‬و«مسند أبي‬ ‫عوانة» (‪ ،)8293‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)5301‬و«الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين»‬ ‫لابن عساكر (ص‪.)87‬‬ ‫‪  (8‬ال ُّد َّباء‪ :‬القرع‪ .‬والقديد‪ :‬اللحم المملح المجفف‪.‬‬ ‫‪ (8‬ينظر‪« :‬صحيح البخاري» (‪ ،)5439 ،5436 ،5420 ،2092‬و«صحيح مسلم»‬ ‫(‪ ،)2041‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)3782‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)4539‬و«سنن البيهقي»‬ ‫(‪ ،)2273/7‬و«شرح السنة» (‪.)2858‬‬ ‫‪ (8‬ينظر ما سيأتي في زياراته صلى الله عليه وآله وسلم (ص؟؟)‪.‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪41‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 42‬النبوي‬

‫يم�شي في ا أل�سواق‬ ‫وكان صلى الله عليه وآله وسلم إذا مشى َي َت َق َّلع و َي َت َك َّفأ‪ ،‬كأنما َينْ َح ِد ُر من‬ ‫َص َبب(‪ ،)90‬وإذا التف َت التف َت جمي ًعا‪ ،‬وكان إذا مشى معه أصحابه َم َش ْوا أمامه‬ ‫وحوله‪ ،‬ولم يكونوا يتبعونه من خلفه‪ ،‬ولم يطأ عقبه رجلان(‪.)91‬‬ ‫وكان يبتسم لكل َمن يلقاه‪ ،‬قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه‪« :‬ما لقيني‬ ‫رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا تبسم في وجهي»(‪.)92‬‬ ‫‪ (9‬أي‪ :‬يرفع رجليه من الأرض بقوة‪ ،‬ويميل إلى الأمام‪ ،‬والمقصود‪ :‬يمشي بتواضع‪ ،‬لا بخيلاء‪.‬‬ ‫‪  (9‬ينظر‪« :‬الطبقات» لابن سعد (‪ ،)417 ،415 ،380-379/1‬و«مسند أحمد» (‪،684‬‬ ‫‪ ،)17846 ،8604 ،3033 ،1053‬و«صحيح البخاري» (‪ ،)5912 ،3561‬و«صحيح‬ ‫مسلم» (‪ ،)2340 ،2330‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)4864 ،4863 ،143‬و«جامع الترمذي»‬ ‫(‪ ،)3648 ،3637 ،1754‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)6312 ،6309‬و«أخلاق النبي صلى‬ ‫الله عليه وآله وسلم» لأبي الشيخ (‪ ،)786 ،216‬و«المستدرك» (‪،)233/2( ،)148/1‬‬ ‫(‪ ،)292/4( ،)370/3‬و«سنن البيهقي» (‪ ،)51/1‬و«دلائل النبوة» للبيهقي (‪،274/1‬‬ ‫‪.)378 ،305‬‬ ‫‪  (9‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)19173‬و«صحيح البخاري» (‪ ،)3035‬و«صحيح مسلم»‬ ‫(‪ ،)2475‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)3821‬و«سنن ابن ماجه» (‪ ،)159‬و«صحيح ابن حبان»‬ ‫(‪.)7200‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪43‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫وقال عبد الله بن الحارث بن َج ْزء رضي الله عنه‪« :‬ما رأي ُت أح ًدا كان أكث َر‬ ‫َت َب ُّسماً من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»(‪.)93‬‬ ‫وكان إذا م َّر بصبيان س َّلم عليهم‪ ،‬ومسح على وجوههم‪ ،‬قال جابر بن‬ ‫سمرة رضي الله عنه‪ :‬خرج النب ُّي صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬وخرج ُت معه‪،‬‬ ‫فاستقبله ِول َدا ٌن‪ ،‬فجع َل يمس ُح َخ ِّد ْي أحدهم واح ًدا واح ًدا‪ ،‬وأما أنا فمس َح‬ ‫َخ ِّدي‪ ،‬فوجد ُت ليده بر ًدا وري ًحا‪ ،‬كأنما أخرجها من ُج ْؤ َن ِة ع َّطار(‪.)94‬‬ ‫وم َّر في المسجد يو ًما‪ ،‬وعصب ٌة من النساء قعو ٌد‪ ،‬ف َأ ْل َوى بيده(‪ )95‬إليه َّن‬ ‫بال َّسلام(‪.)96‬‬ ‫‪  (9‬ينظر‪« :‬الزهد» لابن المبارك (‪ ،)145‬و«مسند أحمد» (‪ ،)17713 ،17704‬و«جامع الترمذي»‬ ‫(‪ ،)3641‬و«مداراة الناس» لابن أبي الدنيا (‪ ،)58‬و«أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم» لأبي‬ ‫الشيخ (‪ ،)173 ،23‬و«شعب الإيمان» (‪ ،)7687‬و«شرح السنة» للبغوي (‪.)3350‬‬ ‫‪ (9‬ينظر‪« :‬مسند الطيالسي» (‪ ،)2144‬و«مسند أحمد» (‪ ،)12724 ،12337‬و«صحيح‬ ‫البخاري» (‪ ،)6247‬و«الأدب المفرد» (‪ ،)1043‬و«صحيح مسلم» (‪،)2329 ،2168‬‬ ‫و«جامع الترمذي» (‪ ،)2696‬و«المعجم الكبير» للطبراني (‪ ،)1944 ،1909‬و«الآداب»‬ ‫للبيهقي (‪ ،)216‬و«الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» للخطيب البغدادي (‪،)942‬‬ ‫و«شرح السنة» للبغوي (‪.)3659‬‬ ‫ وجؤنة العطار‪ :‬سلة صغيرة يحفظ فيها الطيب‪.‬‬ ‫‪ (9‬أي‪ :‬أشار‪.‬‬ ‫‪ (9‬ينظر‪« :‬مسند الحميدي» (‪ ،)366‬و«الطبقات» لابن سعد (‪ ،)320 ،10/8‬و«مسند‬ ‫أحمد» (‪ ،)27589 ،27561 ،19214‬و«مسند الدارمي» (‪ ،)2637‬و«الأدب المفرد»‬ ‫(‪ ،)1047‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)5204‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)2697‬و«سنن ابن ماجه»‬ ‫(‪ ،)3701‬و«المعجم الكبير» للطبراني (‪ ،)436( )173/24( ،)2486‬و«عمل اليوم‬ ‫والليلة» لابن السني (‪ ،)224‬و«شعب الإيمان» (‪ ،)8509‬و«الآداب» للبيهقي (‪.)217‬‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 44‬النبوي‬

‫اليوم النبوي‬ ‫وكان إذا لقي الرجل من أصحابه مسحه ودعا له(‪.)97‬‬ ‫وكان يقف ل َمن يستوقفه في الطريق‪ ،‬وربما استوقفته الجارية والمرأة‪ ،‬فيقف‬ ‫لها‪ ،‬ح َّدث َع ِد ُّي بن َحاتم الطائي رضي الله عنه عن أول ُلقياه النب َّي صلى الله عليه‬ ‫وآله وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬بينا أنا أمشي معه‪ ،‬إذ نادت ُه امرأ ٌة َوغلا ٌم معها‪ :‬يا رسو َل الله‪،‬‬ ‫إ َّن َلنا إلي َك حاج ًة‪ .‬ف َخ َل ْوا به قائماً معهما حتى َأ َو ْي ُت له م ْن طول ا ْلقيام‪ ،‬قل ُت في‬ ‫نفسي‪ :‬أشه ُد أنك َب ِري ٌء م ْن ديني ودي ِن النُّعمان بن المْنذر‪َ ،‬وأنك َلو كن َت َم ِل ًكا لم‬ ‫َي ُق ْم معه صب ٌّي وامرأة طو َل ما أرى‪َ .‬ف َق َذ َف اللهَّ في قلبي له ُح ًّبا(‪.)98‬‬ ‫وكان يمشي بعفوية وتد ُّفق‪ ،‬بعي ًدا عن التز ُّمت والتواقر المتك َّلف؛ فقد م َّر‬ ‫م َّرة في طريقه بشاب َي ْس ُل ُخ شاة‪ ،‬ولم يكن يحسن ال َّس ْل َخ‪ ،‬فحاد إليه‪ ،‬فقال له‪:‬‬ ‫« َتنَ َّح حتى أريك؛ فإني لا َأرا َك ُحتس ُن تس ُل ُخ»‪ .‬فأدخل يده بين الجلد واللحم‪،‬‬ ‫فدحس بها(‪ )99‬حتى توارت إلى ا ِلإ ْبط‪ ،‬ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم‪« :‬هكذا‬ ‫يا غلام فاسلخ»‪ .‬ثم انطلق(‪.)100‬‬ ‫وم َّر في طريقه برجل قد وضع ُب ْر َم َته على النار‪ ،‬فقال له‪« :‬أطاب ْت ُبر َم ُتك؟»‪.‬‬ ‫قال‪ :‬نعم بأبي أنت وأمي يا رسو َل الله‪ .‬فتناول منها َب ْض َع ًة‪ ،‬فجعل َي ْع ُل ُكها(‪)101‬‬ ‫‪  (9‬ينظر‪« :‬سنن النسائي» (‪ ،)267‬و«السنن الكبرى» للنسائي (‪ ،)265‬و«صحيح ابن‬ ‫حبان» (‪ ،)1258‬و«مسند السراج» (‪.)24‬‬ ‫‪  (9‬ينظر‪« :‬الأحاديث الطوال» للطبراني (‪.)1‬‬ ‫‪  (9‬أي‪ :‬أدخلها ودسها‪.‬‬ ‫‪ (10‬ينظر‪« :‬سنن أبي داود» (‪ ،)185‬و«سنن ابن ماجه» (‪ ،)3179‬و«صحيح ابن حبان»‬ ‫(‪ ،)1163‬و«سنن البيهقي» (‪.)22/1‬‬ ‫‪ (10‬أي‪ :‬يمضغها‪.‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪45‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫وهو يسير(‪.)102‬‬ ‫وكان إذا أتى با َب قوم لم يستقبل البا َب من تلقاء وجهه‪ ،‬ولكن يتجافى إلى‬ ‫ركنه الأيمن أو الأيسر؛ فقد كانت الدور صغيرة‪ ،‬ولم يكن على أبوابها يومئذ‬ ‫ُستور‪ ،‬ويقول‪« :‬السلام عليكم‪ ،‬السلام عليكم»(‪.)103‬‬ ‫‪  (10‬ينظر‪«:‬سننأبيداود»(‪،)193‬و«الكنىوالأسماء»للدولابي(‪،)1177/3‬و«الأحاديث‬ ‫المختارة» للضياء (‪.)187( )442/3‬‬ ‫‪ (10‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)17694‬و«الأدب المفرد» (‪ ،)1078‬و«سنن أبي داود»‬ ‫(‪ ،)5186‬و«سنن البيهقي» (‪ ،)339/8‬و«الآداب» للبيهقي (‪ ،)207‬و«شعب الإيمان»‬ ‫(‪ ،)8438 ،8437‬و«الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» للخطيب (‪ ،)221‬و«شرح‬ ‫السنة» للبغوي (‪ ،)3319‬و«الأحاديث المختارة» للضياء (‪.)78( )405/3‬‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 46‬النبوي‬

‫زياراته �صلى الله عليه و�آله و�سلم‬ ‫مع أ��صحابه‬ ‫ومنها زيارته ل ِع ْتبان بن مالك رضي الله عنه؛ فقد دعاه ِعتبا ُن رضي الله عنه‬ ‫ليص يِّل له في بيته‪ ،‬فأتى إليه ض ًحى‪ ،‬ومعه أبو بكر وعمر وبعض أصحابه‪ ،‬فقال‬ ‫له‪« :‬أين تري ُد أن أص ِّيل في بيتك؟»‪ .‬ف َأ َراه ناحية في بيته‪ ،‬وبسط له فيها حصي ًرا‪،‬‬ ‫ور َّش طرفه بالماء‪ ،‬فصلىَّ بهم ركعتين‪ ،‬ثم استبقاه عتبان؛ ليصيب من طعام صنعه‬ ‫له‪ ،‬فجلس و َط ِعم عنده(‪.)104‬‬ ‫وكان ُي ْؤنِس َمن يزورهم‪ ،‬ويسعهم جمي ًعا ب ُّره وحسن خلقه‪ ،‬حتى ِصبيتهم‬ ‫وصغارهم‪.‬‬ ‫قال أنس رضي الله عنه‪ :‬كان النب ُّي صلى الله عليه وآله وسلم أحس َن الناس‬ ‫ُخل ًقا‪ ،‬وكان يغشانا ويخالطنا‪ ،‬وكان لي أخ َفطِيم ‪-‬في الثالثة من عمره‪ -‬وكان‬ ‫إذا زارنا يمازحه ويضاحكه‪ ،‬فزارنا ذات يوم فوجده حزينا‪ ،‬فقال‪« :‬يا أ َّم ُسليم‪،‬‬ ‫ما لي أرى ابنك أبا ُع َمير حزي ًنا َخاثِر النفس(‪)105‬؟»‪ .‬قالت‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬مات‬ ‫‪ (10‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)23770 ،6482‬و«صحيح البخاري» (‪،)1186 ،425‬‬ ‫و«صحيح مسلم» (‪.)33‬‬ ‫‪  (10‬أي‪ :‬ثقيل النفس‪ ،‬غير طيب ولا نشيط‪.‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪47‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫ُن َغيرْ ُ (‪)106‬ه الذي كان يلعب به‪ .‬فأقبل عليه‪ ،‬وجعل يمسح رأسه‪ ،‬ويقول‪« :‬يا أبا‬ ‫ُع َمير‪ ،‬ما فعل النُّ َغيرْ ؟ يا أبا ُع َمير‪ ،‬ما فعل النُّ َغير؟»(‪.)107‬‬ ‫وكان إذا زار أح ًدا من أصحابه و َط ِعم عنده دعا لهم وصلىَّ عليهم؛ فقد‬ ‫زار سع َد ب َن عبادة رضي الله عنه‪ ،‬فجاءه بخبز وزيت‪ ،‬فأكل صلى الله عليه وآله‬ ‫وسلم‪ ،‬ثم قال‪َ « :‬أ ْف َط َر عندكم الصائمو َن‪ ،‬و َأ َك َل طعا َمكم الأبرا َر‪ ،‬وص َّلت‬ ‫عليك ُم الملائك ُة»(‪.)108‬‬ ‫وزار ُبسرْ َ ب َن أبي ُبسرْ رضي الله عنه‪ ،‬فق َّرب إليه طعا ًما و َو ْط َب ًة(‪ ،)109‬فأكل‬ ‫منها‪ ،‬ثم ُأتيِ بشراب فشربه‪ ،‬ثم قال‪« :‬الله َّم بارك لهم في ما رزقتهم‪ ،‬واغف ْر لهم‬ ‫وارحمهم»(‪.)110‬‬ ‫‪ (10‬النغير‪ :‬طائر صغير شبه العصفور‪.‬‬ ‫‪ (10‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)12137‬و«صحيح البخاري» (‪ ،)6203 ،6129‬و«صحيح‬ ‫مسلم» (‪.)2150‬‬ ‫‪ (10‬ينظر‪« :‬مسند أحمد» (‪ ،)12406 ،12177‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)3854‬و«سنن ابن‬ ‫ماجه» (‪ ،)1747‬و«مسند البزار» (‪ ،)6872‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)5296‬و«الدعاء»‬ ‫للطبراني (‪ ،)927-922‬و«سنن البيهقي» (‪ ،)287/7( ،)240/4‬و«الآداب» للبيهقي‬ ‫(‪ ،)268‬و«شعب الإيمان» (‪ ،)6048‬و«الدعوات الكبير» (‪ ،)511‬و«الأحاديث المختارة»‬ ‫للضياء (‪.)1783( )329/2‬‬ ‫‪ (10‬‬ ‫‪ (11‬ينظر‪« :‬مسند الطيالسي» (‪ ،)1375‬و«مسند أحمد» (‪ ،)17673‬و«صحيح مسلم»‬ ‫(‪ ،)2042‬و«سنن أبي داود» (‪ ،)3729‬و«جامع الترمذي» (‪ ،)3576‬و«صحيح ابن‬ ‫حبان» (‪ ،)5297‬و«الدعاء» للطبراني (‪ ،)921 ،920‬و«المستدرك» (‪ ،)107/4‬و«سنن‬ ‫البيهقي» (‪ ،)247/7‬و«الدعوات الكبير» للبيهقي (‪ ،)509‬و«الأحاديث المختارة» للضياء‬ ‫(‪.)21( )386/3‬‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 48‬النبوي‬

‫عيادته المر�ضى‬ ‫ومن زياراته‪ :‬عيادته المرضى‪ ،‬ومن ذلك أن سعد بن عبادة رضي الله عنه‬ ‫اشتكى شكوى‪ ،‬فأتاه النب ُّي صلى الله عليه وآله وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن‬ ‫عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم‪ ،‬فلما دخل عليه‬ ‫وجده قد ُغشيِ عليه‪ ،‬وحوله أهله‪ ،‬فقال‪« :‬قد قضى؟»‪ .‬قالوا‪ :‬لا يا رسو َل الله‪.‬‬ ‫فبكى النب ُّي صلى الله عليه وآله وسلم‪ ،‬فلما رأى القو ُم بكا َء النب ِّي صلى الله عليه‬ ‫وآله وسلم َب َك ْوا‪ ،‬فقال‪َ « :‬ألاَ تسمعون! إن الله لا يع ِّذ ُب ب َد ْمع العين‪ ،‬ولا ب ُح ْزن‬ ‫القلب‪ ،‬ولكن يع ِّذب بهذا ‪-‬وأشار إلى لسانه ‪ -‬أو يرحم»(‪.)111‬‬ ‫ومن ذلك عيادته جابر بن عبد الله رضي الله عنهما‪ ،‬قال جابر‪َ :‬م ِر ْض ُت‬ ‫فعادني رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه أبو بكر ماشيين‪ ،‬وأنا في قومي‬ ‫بني َس ِلمة‪ ،‬فوجدني قد ُأغمي عل َّي‪ ،‬فتوضأ رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم‪،‬‬ ‫ثم ر َّش عل َّي من َوضوئه‪ ،‬فأفقت‪ ،‬فإذا رسو ُل الله صلى الله عليه وآله وسلم‪،‬‬ ‫‪  (11‬ينظر‪« :‬صحيح البخاري» (‪ ،)1304‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)924‬و«شرح معاني الآثار»‬ ‫(‪ ،)6971‬و«صحيح ابن حبان» (‪ ،)3159‬و«شعب الإيمان» (‪ ،)9686‬و«سنن البيهقي»‬ ‫(‪ ،)69/4‬و«شرح السنة» للبغوي (‪.)1529‬‬ ‫اليوم‬ ‫النبوي ‪49‬‬

‫اليوم النبوي‬ ‫فقل ُت‪ :‬يا رسو َل الله‪ ،‬كيف أصنع في مالي‪ ،‬وإنما يرثني كلالة ‪-‬أي‪ :‬لا والد لي ولا‬ ‫ولد‪ -‬فلم يرد عل َّي شي ًئا حتى نزلت آية الميراث(‪.)112‬‬ ‫‪ (11‬ينظر‪« :‬مسند الحميدي» (‪ ،)1229‬و«مسند أحمد» (‪ ،)14298 ،14186‬و«صحيح‬ ‫البخاري» (‪ ،)6723‬و«صحيح مسلم» (‪ ،)1616‬و«سنن أبي داود» (‪،)2887 ،2886‬‬ ‫و«جامع الترمذي» (‪ ،)3015 ،2097 ،2096‬و«سنن ابن ماجه» (‪،)2728 ،1436‬‬ ‫و«سنن النسائي» (‪ ،)138‬و«صحيح ابن خزيمة» (‪ ،)106‬و«مسند أبي عوانة» (‪-5601‬‬ ‫‪.)5608‬‬ ‫اليوم‬ ‫‪ 50‬النبوي‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook