Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore STAM_2019_DP_Tafsir_An-Nasafi_Al-Thalith_Tingkatan_6

STAM_2019_DP_Tafsir_An-Nasafi_Al-Thalith_Tingkatan_6

Published by Madzani Nusa, 2021-07-26 10:12:21

Description: STAM_2019_DP_Tafsir_An-Nasafi_Al-Thalith_Tingkatan_6

Search

Read the Text Version

‫جزء الذاريات‬ ‫للصف الثالث الثانوي‬ ‫لـجنة إعداد وتطوير الـمناهج بالأزهر الشريف‬ ‫‪2019‬‬

‫‪KEMENTERIAN‬‬ ‫‪PENDIDIKAN‬‬ ‫‪MALAYSIA‬‬ ‫ڤڠهرݢأن‬ ‫‪NO. SIRI BUKU: 0209‬‬ ‫ڤنربيتن بوکو تيک س اين مليبتکن کرجاسام باپق‬ ‫‪KPM2019 ISBN 978-967-2250-74-6‬‬ ‫ڤيهق‪ .‬سکالوڠ ڤڠهرڬأن دان تريما كاسيه دتوجوكن‬ ‫بوكو اين تيسير تفسير النسفي جزء الذاريات للصف الثالث الثانوي اياله‬ ‫تربيتن سمولا يڠ صح درڤد تيسير تفسير النسفي جزء الذاريات للصف‬ ‫كڤد سموا ڤيهق يڠ ترليبت‪:‬‬ ‫الثالث الثانوي اوليه لـجنة إعداد وتطوير الـمناهج بالأزهر الشريف يڠ‬ ‫دتربيتكن اوليه ڤيهق الازهر الشريف يڠ ممبنركن سچارا واقف اونتوق‬ ‫ •جاوتنكواس ڤنمبهبأيقن ڤروف موک‬ ‫سورت‪ ،‬بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي‬ ‫توجوان ڤنديديقن د مليسيا‪.‬‬ ‫ڤنديديقن‪ ،‬كمنترين ڤنديديقن مليسيا‪.‬‬ ‫© ‪2016‬م اوليه الازهر الشريف‬ ‫چيتقن ڤرتام ‪2019‬‬ ‫ •جاوتنكواس ڤپيمقن نسخه سديا كاميرا‪،‬‬ ‫بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ڤنديديقن‪،‬‬ ‫© كمنترين ڤنديديقن مليسيا‬ ‫كمنترين ڤنديديقن مليسيا‪.‬‬ ‫حق چيڤتا ترڤليهارا‪ .‬مان‪ 2‬باهن دالـم بوكو اين تيدق دبنركن دتربيتكن‬ ‫سـمولا‪ ،‬دسيـمڤن دالم چارا يڠ بوليه دڤرڬوناکن لاڬي‪ ،‬اتاوڤون دڤيندهكن‬ ‫ •ڤڬاواي‪ ٢‬بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي‬ ‫دالـم سبارڠ بنتوق اتاو چارا‪ ،‬بأيق دڠن چارا ايليترونيک‪ ،‬ميكانيک‪،‬‬ ‫ڤنديديقن‪ ،‬كمنترين ڤنديديقن مليسيا‪.‬‬ ‫ڤڠڬمبرن سـمولا ماهوڤون دڠن چارا ڤراكامن تنڤا كبنرن ترلبيه دهولو‬ ‫درڤد كتوا ڤڠاره ڤلاجرن مليسيا‪ ،‬كمنترين ڤنديديقن مليسيا‪ .‬ڤرونديڠن‬ ‫ •لمباڬ ڤڤريقسأن مليسيا‪.‬‬ ‫ترتعلوق كڤد ڤركيرأن رويلتي اتاو هونوراريوم‪.‬‬ ‫دتربيتكن اونتوق كمنترين ڤنديديقن مليسيا اوليه‪:‬‬ ‫موستريد سنديرين برحد‬ ‫نومبور ‪ ،33‬جالن ‪ ،6SBC‬تامن سري باتو كيۏس‪،‬‬ ‫‪ 68100‬باتو كيۏس‪ ،‬سلاڠور‪.‬‬ ‫ريک لتق دان اتور حروف‪:‬‬ ‫موستريد سنديرين برحد‬ ‫موک تايڤ تيک س‪ :‬لوتوس لينوتيڤ‬ ‫ساءيز موك تايڤ تيكس‪ 16 :‬ڤوين‬ ‫دچيتق اوليه‪:‬‬ ‫اسليتا سنديرين برحد‬ ‫لوت ‪ ،20 & 18‬جالن ‪01/4‬بي‬ ‫سڤريڠ كريست ايندوستريال ڤرق‬ ‫‪ 68100‬باتو كيۏس‪ ،‬سلاڠور‬

‫و‬ ‫المحتويات‬ ‫‪1‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪2‬‬ ‫أهداف الدراسة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫سورة الذاريات (مكية وهي‪ :‬ستون آية)‬ ‫‪7‬‬ ‫‪9‬‬ ‫البعث حق ‬ ‫‪13‬‬ ‫جزاء المتقين وصفاتهم ‬ ‫‪ 15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ضيف إبراهيم ‬ ‫‪17‬‬ ‫الاتعاظ بهلاك المشركين السابقي ن‬ ‫‪18‬‬ ‫العبادة هي المقصود الأعظم ‬ ‫‪21‬‬ ‫من الأسرار البلاغي ة‬ ‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬ ‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة ‬ ‫‪29‬‬ ‫الأسئلة ‬ ‫‪30‬‬ ‫سورة الطور (مكية وهي‪ :‬تسع وأربعون آية)‬ ‫نعيم المتقين ‬ ‫حفظ الله تعالى لنبيه ‪ ‬‬ ‫من الأسرار البلاغية ‬ ‫بعض ما يستفاد من الآيا ت‬ ‫الأسئلة ‬ ‫ج‬

‫‪31‬‬ ‫سورة النجم (مكية وهي‪ :‬اثنتان وستون آية)‬ ‫‪32‬‬ ‫‪35‬‬ ‫صدق الوحي ‬ ‫‪37‬‬ ‫عدم فائدة الأصنام ‬ ‫‪38‬‬ ‫تسمية المشركين الملائكة بنات الله ‬ ‫‪39‬‬ ‫جزاء المسيئين والمحسني ن‬ ‫‪40‬‬ ‫توبيخ بعض المشركي ن‬ ‫‪41‬‬ ‫من مظاهر العدل الإلهي ‬ ‫‪42‬‬ ‫من مظاهر قدرة الله تعالى ‬ ‫‪43‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الاتعاظ بالقران ‬ ‫‪46‬‬ ‫من الأسرار البلاغية ‬ ‫بعض ما يستفاد من السورة الكريم ة‬ ‫الأسئلة ‬ ‫‪47‬‬ ‫سورة القمر (مكية وهي‪ :‬خمس وخمسون آية)‬ ‫‪48‬‬ ‫‪50‬‬ ‫قرب وقوع الساعة ‬ ‫‪55‬‬ ‫الاتعاظ بهلاك المكذبين من الأمم السابق ة‬ ‫‪55‬‬ ‫توبيخ مشركى مكة على عدم الاعتبار بهلاك السابقي ن‬ ‫‪57‬‬ ‫‪59‬‬ ‫جزاء المجرمين والمتقين ‬ ‫‪60‬‬ ‫من الأسرار البلاغية ‬ ‫بعض ما يستفاد من السورة الكريم ة‬ ‫الأسئلة ‬ ‫د‬

‫‪61‬‬ ‫سورة الرحمن (مدينة وهي‪ :‬ثمان وسبعون آية)‬ ‫‪62‬‬ ‫‪66‬‬ ‫من نعم الله على َخ ْلق ه‬ ‫‪71‬‬ ‫من دلائل قدرته تعالى ‬ ‫‪73‬‬ ‫‪77‬‬ ‫أهوال يوم القيام ة‬ ‫‪78‬‬ ‫فضل الخائفين من الله وجزاؤهم ‬ ‫‪79‬‬ ‫من الأسرار البلاغية ‬ ‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة ‬ ‫الأسئلة ‬ ‫‪80‬‬ ‫سورة الواقعة (مدنية وهي‪ :‬سبع وتسعون آية)‬ ‫‪81‬‬ ‫‪82‬‬ ‫أصناف الناس يوم القيامة ‬ ‫‪84‬‬ ‫السابقون صفاتهم وجزاؤهم ‬ ‫‪85‬‬ ‫‪87‬‬ ‫أصحاب اليمين وجزاؤهم ‬ ‫‪91‬‬ ‫أصحاب الشمال وجزاؤهم ‬ ‫‪94‬‬ ‫‪96‬‬ ‫براهين البع ث‬ ‫‪97‬‬ ‫صدق القرآن ‬ ‫‪98‬‬ ‫من الأسرار البلاغية ‬ ‫لطيفة ‬ ‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة ‬ ‫الأسئلة ‬ ‫ه‬

‫سورة الحديد (مكية وهي‪ :‬تسع وعشرون آية) ‪99‬‬ ‫تسبيح الله وتنزيه ه ‪100‬‬ ‫الحث على الإيمان والإنفاق ‪102‬‬ ‫حال المنافقين يوم القيامة ‪104‬‬ ‫تحذير المؤمنين من الغفلة عما نزل من القرآ ن ‪106‬‬ ‫حقارة الدنيا وتعظيم أمر الآخرة ‪108‬‬ ‫الإيمان بالقضاء والقدر ‪110‬‬ ‫الغاية من بعثه الرسول ‪112‬‬ ‫من الأسرار البلاغي ة ‪115‬‬ ‫بعض ما يستفاد من السورة الكريم ة ‪117‬‬ ‫الأسئلة ‪119‬‬ ‫‪120‬‬ ‫معاني المفردات‬ ‫و‬

‫مقدمة‬ ‫الحمـد لله رب العالمـن‪ ،‬والصـاة والسـام عـى أشرف المرسـلين سـيدنا محمـد‪ ،‬وعلى‬ ‫آلـه وأصحابـه أجمعـن‪ .‬وبعد؛‬ ‫فهـذا كتـاب «تيسـر تفسـر النسـفي لجـزء الذاريـات»‪ ،‬المقـرر عـى الصـف الثالـث‬ ‫الثانــوي‪ ،‬تو ّخينــا فيــه تســهيل العبــارة‪ ،‬وتوضيحهــا بــا يتناســب وعقــول أبنائنــا‬ ‫الطــاب‪ ،‬وراعينــا فيــه الآتي‪:‬‬ ‫ ‪1-‬تقسيم السورة إلى موضوعات رئيسة‪.‬‬ ‫ ‪2-‬حذف القراءات غير المتواترة‪ ،‬والتي لا يتعلق بها المعنى‪.‬‬ ‫ ‪3-‬عزو الآيات المستشهد بها أثناء التفسير إلى سورها‪.‬‬ ‫ ‪4-‬تخريج الأحاديث وأسباب النزول والحكم عليها‪.‬‬ ‫ ‪5-‬استخراج الأسرار البلاغية من كل سورة‪.‬‬ ‫ ‪6-‬ذكر الدروس المستفادة من السورة‪.‬‬ ‫ ‪7-‬إضافة أسئلة في نهاية كل سورة‪.‬‬ ‫والله نسـأل أن ينفـع بعملنـا هـذا الطـاب‪ ،‬وأن يرزقنـا عليـه جزيـل الثـواب‪ ،‬وصـى‬ ‫الله عـى سـيدنا محمـ ٍد‪ ،‬وعـى آلـه وأصحابـه وسـلم‪.‬‬ ‫لجنة تطوير المناهج بالازهر الشريف‬ ‫ز‬

‫أهداف الدراسة‬ ‫بنهاية د ارسة مادة التفسير ُيتوقع من الطالب أن‪:‬‬ ‫ ‪1-‬يعرف مقاصد سور جزء الذاريات‪ ،‬وما اشتملت عليه من موضوعات‪.‬‬ ‫ ‪2-‬يعرف معاني المفردات الغامضة‪.‬‬ ‫ ‪3-‬يقف على التفسير التحليلي للآيات‪.‬‬ ‫ ‪4-‬يقف على أوجه الإعراب‪.‬‬ ‫ ‪5-‬يتذوق الأسرار البلاغية للقرآن من خلال سور جزء الذاريات‪.‬‬ ‫ ‪6-‬يستنبط الدروس المستفادة من السور‪.‬‬ ‫ح‬

‫سورة الذاريات‬ ‫(مكية وهي‪ :‬ستون آية)‬ ‫ •الاتعاظ بهلاك المشركين السابقين‬ ‫ •البعث حق‬ ‫ •العبادة هي المقصود الأعظم‬ ‫ •جزاء المتقين وصفاتهم‬ ‫‪1‬‬ ‫ •ضيف إبراهيم‬

‫ﱹﭐ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ‬ ‫ﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆ ﱁﱂﱃﱄﱅ‬ ‫ﱆﱇﱈﱉﱸ‬ ‫البعث حق‪:‬‬ ‫ﱹﲳﱸ الرياح؛ لأ َّنا تذرو التراب وغيره‪ ،‬والواو للقسم‪ ،‬والذاريات ُم ْق َسم‬ ‫به ﱹﲴﱸ مصدر (مفعول مطلق) منصوب‪ ،‬والعامل فيه اسم الفاعل (الذاريات)‬ ‫ﱹﲶﱸ السحاب لأنها تحمل المطر ﱹﲷﱸ أي‪ :‬ثقل ًا من الماء‪ ،‬وهو مفعول الحاملات‬ ‫ﱹﲹﱸ الفلك ﱹﲺﱸ جر ًيا ذا يسر‪ ،‬أي‪ :‬ذا سهولة ﱹﲼ ﲽﱸ الملائكة؛‬ ‫لأنها تقسم الأمور من الأمطار‪ ،‬والأرزاق‪ ،‬وغيرهما‪ ،‬أو تفعل التقسيم مأمورة بذلك‪ ،‬أو تتولى‬ ‫تقسيم أمر العباد‪ ،‬فجبريل للوحي‪ ،‬وميكائيل للرحمة‪ ،‬وملك الموت لقبض الأرواح‪ ،‬وإسرافيل‬ ‫للنفخ في الصور‪ ،‬ويجوز أن يراد بالمقسمات الرياح لاغير؛ لأنها تنشئ السحاب‪ ،‬و ُت ِق ُّل ُه‪،‬‬ ‫وتصرفه‪ ،‬وتجري في الج ّو جر ًيا سه ًل‪ ،‬وتقسم الأمطار بتصريف السحاب ﱹﲿ ﳀﱸ‬ ‫جواب القسم‪ ،‬و�ما� موصولة‪( ،‬أي‪ :‬الذي توعدونه)‪ ،‬أو مصدرية‪( ،‬أي َو ْعدكم)‪ ،‬والموعود‬ ‫البعث ﱹﳁﱸ وعد صادق‪ ،‬وصف الوعد بالصدق مبالغة‪ ،‬كعيش ٍة راضي ٍة‪ ،‬أي‪ :‬ذات رضا‬ ‫ﱹﳃ ﳄﱸ الجزاء على الأعمال ﱹﳅﱸ لكائن ﱹﱁﱸ هذا قسم آخر‬ ‫ﱹﱂ ﱃﱸ الطرائق الحسنة‪ ،‬مثل‪ :‬ما يظهر على الماء من هبوب الريح‪ ،‬وكذلك حبك الشعر‪:‬‬ ‫آثار َت َثنِّيه وتكسره‪ ،‬جمع َحبِ ْي َكة‪ ،‬كطريقة وطرق‪ ،‬وعن الحسن‪ُ :‬ح ُب ُك َها نجومها‪ ،‬جمع حباك‬ ‫ﱹﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱸ أي‪ :‬قولهم في الرسول‪ :‬ساحر‪ ،‬وشاعر‪ ،‬ومجنون‪ ،‬وفي القرآن‪ :‬سحر‪،‬‬ ‫وشعر‪ ،‬وأساطير الأولين‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﱹﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗ‬ ‫ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡﱢ ﱣ ﱤ ﱥ‬ ‫ﱦﱧﱨﱩﱪﱸ‬ ‫ﱹﱊ ﱋ ﱌ ﱍﱸ الضمير للقرآن‪ ،‬أو الرسول ‪ ،‬أي‪ُ :‬ي ْ َص ُف عنه من صرف‪،‬‬ ‫ال َّصف الذي لا صرف أشد منه وأعظم‪ ،‬أو ُي ْ َص ُف عنه َم ْن ُ ِصف في سابق علم الله تعالى‪،‬‬ ‫أي‪ :‬علم فيما لم يزل أنه مصروف عن الحق لا يؤمن‪ ،‬أقسم بالذاريات على أن وقوع أمر‬ ‫القيامة حق‪ ،‬ثم أقسم بالسماء على أنهم في قول مختلف في وقوعه‪ ،‬فمنهم شا ّك ومنهم جاحد‪،‬‬ ‫ثم قال‪ :‬يؤفك عن الإقرار بأمر القيامة من هو مأفوك ﱹﱏﱸ لعن‪ ،‬وأصله الدعاء بالقتل‬ ‫والهلاك ﱹﱐﱸ الكذابون المق ِّدرون ما لا يصح‪ ،‬وهم أصحاب القول المختلف‬ ‫ﱹﱒ ﱓ ﱔ ﱕﱸ في جهل يغمرهم ﱹﱖﱸ غافلون عما ُأمروا به ﱹﱘﱸ فيقولون‬ ‫ﱹﱙ ﱚ ﱛﱸ أي‪ :‬متى يوم الجزاء‪ ،‬وتقديره‪ :‬أيان وقوع يوم الدين؛ وانتصب اليوم الواقع‬ ‫في جواب الشرط بفعل مضمر دل عليه السؤال أي‪ :‬يقع ﱹﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡﱸ يفتنون‪:‬‬ ‫ﱸ أي تقول لهم خزنة النار‪ :‬ذوقوا عذابكم وإحراقكم بالنار‬ ‫يحرقون ويعذبون ﱹ‬ ‫ﱹﱥﱸ مبتدأ‪ ،‬خبره ﱹﱦ ﱸ أي‪ :‬هذا العذاب هو الذي ﱹﱧ ﱨ ﱩﱸ في‬ ‫الدنيا بقولكم ﱹﱱ ﱲ ﱳ ﱸ (سورة الأعراف‪ .‬الآية‪.)70 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﱹﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱵﱴ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ‬ ‫ﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇ‬ ‫ﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﱸ‬ ‫ج ازء المتقين وصفاتهم‪:‬‬ ‫ثم ذكر حال المؤمنين فقال‪ :‬ﱹﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯﱸ أي‪ :‬تكون العيون‪ ،‬وهي‬ ‫الأنهار الجارية‪ ،‬بحيث يرونها‪ ،‬وتقع عليها أبصارهم‪ ،‬لا أنهم فيها ﱹﱱ ﱲ ﱳ ﱵﱴﱸ‬ ‫قابلين لكل ما أعطاهم من الثواب‪ ،‬راضين به‪ ،‬وآخذين حال ﱹﱶ ﱷ ﱸ ﱹﱸ‬ ‫قبل دخول الجنة في الدنيا ﱹﱺﱸ قد أحسنوا أعمالهم‪ ،‬وتفسير إحسانهم ما بعده‬ ‫ﱹﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁﱸ ينامون‪� ،‬وما� مزيدة للتوكيد‪ ،‬و ﱹﲁﱸ خبر‬ ‫ﱹﱜﱸ والمعنى‪ :‬كانوا يهجعون في طائفة قليلة من الليل‪ ،‬أو مصدرية‪ ،‬والتقدير‪ :‬كانوا قليل ًا‬ ‫من الليل هجوعهم‪ ،‬ولا يجوز أن تكون �ما� نافية‪ ،‬على معنى أنهم لا يهجعون من الليل قليل ًا‬ ‫ويقومونه كله ﱹﲃ ﲄ ﲅﱸ وصفهم بأنهم يحيون الليل متهجدين‪ ،‬فإذا أ ْسحروا‬ ‫أخذوا في الاستغفار‪ ،‬كأنهم أسلفوا في ليلهم الجرائم فهم يكثرون الاستغفار منها‪ ،‬وال َّسحر‪:‬‬ ‫السدس الأخير من الليل ﱹﲇ ﲈ ﲉ ﲊﱸ لمن يسأل لحاجته ﱹﲋﱸ‬ ‫أي‪ :‬الذي يتعرض للحرمان ولا يسأل الناس حياء ﱹﲍ ﲎ ﲏﱸ تدل على الصانع‪،‬‬ ‫وقدرته‪ ،‬وحكمته‪ ،‬وتدبيره؛ حيث هي مبسوطة لما فوقها‪ ،‬وفيها المسالك والطرق للمتقلبين‬ ‫فيها‪ ،‬وهي ُمَ َّزأة؛ فمن سهل‪ ،‬ومن جبل‪ ،‬وصلبة‪ ،‬ورخوة‪ ،‬وطيبة التربة‪ ،‬ومالحة التربة‪ ،‬وفيها‬ ‫عيون متفجرة‪ ،‬ومعادن عجيبة‪ ،‬ودواب منبثة مختلفة الصور والأشكال‪ ،‬متباينة الهيئات والأفعال‬ ‫ﱹﲐﱸ للموحدين‪ ،‬الذين سلكوا الطريق السوي البرهاني المو ّصل إلى المعرفة‪ ،‬فهم‬ ‫ناظرون بعيون باصرة‪ ،‬وأفهام نافذة‪ ،‬كلما رأوا آية عرفوا وجه تأملها فازدادوا يقينًا على يقينهم‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫ﱹ ﲒ ﲔﲓ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝﱸ‬ ‫ﱹﲒ ﲓﲔﱸ في حال خلقها وتنقلها من حال إلى حال‪ ،‬وفي بواطنها وظواهرها ِم ْن‬ ‫عجائب ال َف ْطر وبدائع ال َخ ْلق ما تتحير فيه الأذهان‪ ،‬وحسبك بالقلوب وما ركز فيها من العقول‪،‬‬ ‫وبالألسن والنطق ومخارج الحروف‪ ،‬وما في تركيبها وترتيبها‪ ،‬ولطائفها من الآيات الساطعة‪،‬‬ ‫والبينات القاطعة على حكمة مدبرها‪ ،‬وصانعها‪ ،‬مع الأسماع‪ ،‬والأبصار‪ ،‬والأطراف‪ ،‬وسائر‬ ‫الجوارح وتيسرها لما ُخ ِلقت له‪ ،‬وما َس َّوى في الأعضاء من المفاصل‪ ،‬للانعطاف‪ ،‬والتثني‪،‬‬ ‫فإنه إذا تيبس منها شيء جاء العجز‪ ،‬وإذا استرخى أناخ الذل‪ ،‬فتبارك الله أحسن الخالقين‬ ‫ﱹﲕ ﲖﱸ تنظرون نظر من يعتبر ﱹﲘ ﲙ ﲚﱸ أي‪ :‬المطر؛ لأنه سبب‬ ‫الأقوات‪ ،‬وعن الحسن أنه كان إذا رأى السحاب قال لأصحابه‪ :‬فيه والله رزقكم ولكنكم‬ ‫ُترمونه بخطاياكم ﱹﲛ ﲜﱸ أي‪ :‬الجنة‪ ،‬أو أراد أن ما ترزقونه في الدنيا‪ ،‬وما توعدونه في‬ ‫الآخرة‪ ،‬كله مقدور مكتوب في السماء‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫ﱹ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧﱸ‬ ‫ﱹﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢﱸ الضمير في ﱹﲡﱸ يعود إلى الرزق‪ ،‬أو إلى ما توعدون‬ ‫ﱹﲣ ﲤ ﲥ ﲦﱸ قرأ ( ِم ْث ُل) بالرفع حمزة والكسائي؛ على أنه صفة للحق‪ ،‬أي‪ :‬حق‬ ‫مثل نطقكم‪ ،‬وقرأ غيرهم بالنصب‪ ،‬أي‪ :‬إنه لحق ح ًقا مثل نطقكم‪ ،‬وعن الأَ ْص َمعي أنه قال‪:‬‬ ‫أقبلت من جامع البصرة فطلع أ ْع َراب ٌّي على َق ُعود‪ ،‬فقال‪ :‬من الرجل؟ فقلت‪ :‬من بني أصمع‪،‬‬ ‫قال‪ :‬من أين أقبلت؟ قلت‪ :‬من موضع يتلى فيه كلام الله‪ ،‬قال‪ :‬اتل عل ّي‪ ،‬فتلوت ﱹﲳﱸ‪،‬‬ ‫فلما بلغت قوله‪ :‬ﱹﲘ ﲙ ﲚﱸ قال‪ :‬حسبك‪ ،‬فقام إلى ناقته‪ ،‬فنحرها‪ ،‬ووزعها على‬ ‫من أقبل وأدبر‪ ،‬وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما‪ ،‬وولى‪ ،‬فلما حججت مع الرشيد َو َط ِف ْق ُت‬ ‫َأ ُطوف‪ ،‬فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت رقيق‪ ،‬فالتفت فإذا أنا بالأعرابي قد نحل وا ْص َف َّر‪ ،‬فس َّلم‬ ‫عل ّي واستقرأ السورة‪ ،‬فلما بلغت الآية صاح وقال‪ :‬ﱹﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌﱸ(سورة‬ ‫الأعراف‪ .‬الآية‪ ،)44:‬ثم قال‪ :‬وهل غير هذا؟ فقرأت‪ :‬ﱹﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢﱸ‬ ‫فصاح وقال‪ :‬يا سبحان الله‪َ ،‬م ْن ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف‪ ،‬لم يصدقوه بقوله حتى‬ ‫حلف‪ ،‬قالها ثلا ًثا‪ ،‬وخرجت معها نفسه ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫ﱹ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲴﲳ ﲵ‬ ‫ﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃ‬ ‫ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉﳊ ﳋ ﳌ ﳍﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ‬ ‫ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳡﳠ‬ ‫ﳢﳣﳤﳥﳦﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊ‬ ‫ﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘ‬ ‫ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ‬ ‫ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰﱸ‬ ‫ضيف إب ارهيم‪:‬‬ ‫ﱹﲨ ﲩﱸ تفخيم للحديث‪ ،‬وتنبيه على أنه ليس من علم رسول الله ‪ ‬وإنما عرفه‬ ‫بالوحي‪ ،‬ﱹﲪ ﲫ ﲬﱸ الضيف للواحد والجماعة‪ ،‬كالصوم وال َّز ْور بوزن‬ ‫الضيف‪ ،‬أي‪ :‬الزائرون؛ لأ َّنه في الأصل مصدر‪ ،‬وجعلهم ضي ًفا؛ لأ َّنم كانوا في صورة الضيف‬ ‫حيث أضافهم إبراهيم‪ ،‬أو لأنهم كانوا في حسبانه كذلك ﱹﲭﱸ عند الله؛ لقوله تعالى‪:‬‬ ‫ﱹﱘ ﱙ ﱚﱸ(سورة الأنبياء‪ .‬الأية‪ ،)26 :‬وقيل‪ :‬خدمهم بنفسه‪ ،‬وأخدمهم‬ ‫امرأته‪ ،‬و َع َّجل لهم ال ِقرى‪ ،‬وهو ما يقدم للضيف ﱹﲯ ﲰ ﲱﱸ نصب بـ ﱹﲭﱸ‬ ‫إذا ُف ِّس بإكرام إبراهيم لهم‪ ،‬وإلا فبإضمار اذكر ﱹﲲ ﲴﲳﱸ مصدر سا ٌّد مسد الفعل مستغ ٍن‬ ‫به عنه‪ ،‬وأصله نسلم عليكم سلا ًما ﱹﲵ ﲶﱸأي‪ :‬عليكم سلام‪ ،‬فهو مرفوع على الابتداء‪،‬‬ ‫وخبره محذوف‪ ،‬والعدول إلى الرفع؛ للدلالة على إثبات السلام(‪ ،)1‬كأنه قصد أن يـحيـيهم‬ ‫بأحسن مما َح َّيوه به‪ ،‬أخ ًذا بأدب الله‪ ،‬وهذا أي ًضا من إكرامه لـهم‪ ،‬ﱹﲷ ﲸﱸ أي‪:‬‬ ‫أنتم قوم منكرون‪ ،‬فع ِّرفوني من أنتم ﱹﲺ ﲻ ﲼﱸ‪ ،‬فذهب إليهم في خفية من ضيوفه‪،‬‬ ‫(‪ )1‬لأن دلالة الجملة الاسمية أقوى وأوكد من الجملة الفعلية‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫ومن أدب ال ُم ِضيف أن يخفي أمره وأن يبادر بال ِقرى‪ :‬وهو ما ُيق َّدم للضيف من غير أن يشعر‬ ‫به الضيف‪ ،‬حذ ًرا من أن يمنعه‪ ،‬ﱹﲽ ﲾ ﲿﳀ ﳁ ﳂﱸ ليأكلوا منه فلم‬ ‫يأكلوا ﱹﳃ ﳄ ﳅﱸ أنكر عليهم ترك الأكل‪ ،‬أو َح َّثهم عليه ﱹﳇﱸ فأضمر‬ ‫ﱹﳈ ﳉﳊﱸ خوف ًا؛ لأن من لم يأكل طعامك‪ ،‬لم يـحفظ ذمامك‪.‬‬ ‫عن ابن عباس‪ :‬وقع في نفسه أنهم ملائكة ُأر ِسلوا للعذاب ﱹﳋ ﳌ ﳍﳎﱸ إنا‬ ‫رسل الله ﱹﳏ ﳐ ﳑﱸ أي‪ :‬يبلغ ويعلم‪ ،‬والمبشر به إسحاق عند الجمهور‬ ‫ﱹﳓ ﳔ ﳕ ﳖﱸ في صيحة‪ ،‬من صر القلم والباب‪ ،‬قال الزجاج‪ :‬ال َّ َّص ِة‪ :‬شدة‬ ‫الصياح ههنا‪ ،‬ومحله النصب على الحال‪ ،‬أي‪ :‬فجاءت َصا َّرة‪ ،‬وقيل‪ :‬فأخذت في صياح‪ ،‬و َ َّص ُتا‬ ‫قولها‪ :‬يا ويلتا ﱹﳗ ﳘﱸ فلطمت وجهها ببسط يديها‪ ،‬وقيل‪ :‬فضربت بأطراف‬ ‫أصابعها جبهتها‪ ،‬كما يفعل المتعجب ﱹﳙ ﳚ ﳛﱸ أي‪ :‬أنا عجوز فكيف َألِ ُد؟! كما‬ ‫قالت ﱹﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱸ (سورة هود‪ .‬الآية‪ )72 :‬ﱹﳝ ﳞﱸ‬ ‫مثل ذلك الذي قلنا‪ ،‬وأخبرنا به ﱹﳟ ﳠﳡﱸ أي‪ :‬إنما نخبرك عن الله تعالى‪ ،‬والله قادر على ما‬ ‫تستبعدين ﱹﳢ ﳣ ﳤﱸ في فعله ﱹﳥﱸ فلا يخفى عليه شيء‪ ،‬ولما علم إبراهيم‬ ‫أنهم ملائكة‪ ،‬وأنهم لا ينزلون إلا بأمر الله رسل ًا في بعض الأمور ﱹﱂ ﱃ ﱄﱸ أي‪ :‬فما‬ ‫شأنكم؟ وما طلبكم؟ وفيم ُأر ِسلتم؟ ﱹﱅ ﱆﱸ ُأر ِسلتم بالبشارة خاصة‪ ،‬أو لأمر آخر‬ ‫أو لهما م ًعا ﱹﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍﱸ أي‪ :‬قوم لوط ﱹﱏ ﱐ ﱑ ﱒ‬ ‫ﱓﱸ ويسمى السجيل‪ :‬وهو طينٌ ُأدخل النار حتى صار في صلابة الحجارة (‪ )1‬ﱹﱕﱸ‬ ‫معلمة‪ ،‬من السومة‪ ،‬وهي العلامة‪ ،‬على كل واحد منها اسم َم ْن َ ْي ِلك به ﱹﱖ ﱗﱸ في ملكه‬ ‫وسلطانه ﱹﱘﱸ سماهم مسرفين كما سماهم عادين؛ لإسرافهم‪ ،‬وعدوانهم في عملهم‪،‬‬ ‫حيث لم يقتنعوا بها ُأبيح لهم ﱹﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱸ في القرية‪ ،‬ولم يجر لها ذكر‪ ،‬لكونها معلومة‬ ‫ﱹﱞ ﱟ ﱸ يعني لو ًطا ومن آمن به ﱹ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧﱸ‬ ‫أي‪ :‬غير أهل بيت‪ ،‬وفيه دليل على أن الإيمان والإسلام واحد؛ لأن الملائكة سموهم مؤمنين‬ ‫ومسلمين هنا ﱹﱩ ﱪﱸ في القرية ﱹﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯﱸ علامة يعتبر بها‬ ‫الخائفون دون القاسية قلوبهم‪.‬‬ ‫(‪ )1‬وذلك لقوله تعالى ﱹ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌﱸ سورة هود‪ .‬الأية‪.82 :‬‬ ‫‪8‬‬

‫ﱹﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽ‬ ‫ﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋ‬ ‫ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐﱸ‬ ‫الاتعاظ بهلاك المشركين السابقين‪:‬‬ ‫ﱹﱱ ﱲﱸ معطوف على ﱹﲍ ﲎ ﲏﱸ‪ ،‬أو على قوله ‪ :‬ﱹﱩ ﱪ ﱫﱸ‬ ‫على معنى‪ :‬وجعلنا في موسى آية‪ ،‬كقوله‪ :‬علفتها تبنًا وماء بار ًدا أي‪ :‬وسقيتها ماء بار ًدا؛‬ ‫حيث حذف الفعل للعلم به ﱹﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸﱸ بحجة ظاهرة‪،‬‬ ‫وهي‪ :‬اليد‪ ،‬والعصا ﱹﱺﱸ فأعرض عن الإيمان ﱹﱻﱸ بما كان يتقوى به من جنوده‬ ‫وملكه‪ ،‬والركن‪ :‬ما يركن إليه الإنسان من مال وجند ﱹﱼ ﱽﱸ أي‪ :‬هو ساحر‬ ‫ﱹﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇﱸ آ ٍت بما يلام عليه من كفره‬ ‫وعناده‪ ،‬وإ َّنـ َم و ُصف يونس ‪ ‬به في قوله تعالى‪ :‬ﱹﭐﲋ ﲌ ﲍ ﲎﱸ (سورة‬ ‫الصفات‪ .‬الآية‪)142 :‬؛ لأ َّن موجبات اللوم تختلف‪ ،‬وعلى حسب اختلافها تختلف مقادير‬ ‫اللوم‪ ،‬فالكافر ملوم على مقدار كفره‪ ،‬ومرتكب الكبيرة والصغيرة والذلة كذلك‪ ،‬والجملة‬ ‫مع الواو حال من الضمير في ﱹﲁﱸ‪ ،‬ﱹﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏﱸ هي‬ ‫التي لا خير فيها من إنشاء مطر‪ ،‬أو إلقاح شجر‪ ،‬وهي ريح الهلاك‪ ،‬واختلف فيها‪ ،‬والأظهر‬ ‫أنها ال َّد ُبور (بفتح الدال)؛ لقوله ‪� ‬نصرت بال َّصبا (‪ )1‬واهلكت عاد بال َّد ُبور(‪.)3(�)2‬‬ ‫(‪ ) 1‬ال َّصبا‪ :‬ريح شرقية‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ال َّدبور‪:‬ريح غربية‪.‬‬ ‫(‪ )3‬رواه البخاري‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫ﱹﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟ‬ ‫ﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬ‬ ‫ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲹﲸ ﲺ‬ ‫ﲻ ﲼ ﲽ ﲾﱸ‬ ‫ﱹﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙﱸ هو كل ما ر َّم‪ ،‬أي‪ :‬بلي وتفتت‬ ‫من َع ْظم أو نبات أو غير ذلك‪ ،‬والمعنى‪ :‬ما تترك من شيء َه َّبت عليه من أنفسهم وأنعامهم‬ ‫وأموالهم إلا أهلكته ﱹﲛ ﲜﱸ آية أيضا ﱹﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢﱸ تفسير قوله‪:‬‬ ‫ﱹﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳﱸ (سورة هود‪ .‬الآية‪ )65 :‬ﱹﲤ ﲥ ﲦ ﲧﱸ‬ ‫فاستكبروا عن امتثاله ﱹﲨ ﲩﱸ العذاب‪ ،‬وكل عذاب مهلك صاعقة‪،‬‬ ‫ﱹﲪ ﲫﱸ؛ لأنها كانت نها ًرا يعاينونها ﱹﲭ ﲮ ﲯ ﲰﱸ أي‪ :‬هرب‪ ،‬أو‬ ‫هو من قولهم ما يقوم به إذا عجز عن دفعه ﱹﲱ ﲲ ﲳﱸ ممتنعين من العذاب‬ ‫ﱹﲵ ﲶﱸ أي‪ :‬وأهلكنا قوم نوح؛ لأن ما قبله يدل عليه‪ ،‬أو واذكر قوم نوح‪ ،‬و َق َر َأ‬ ‫(قوم) بالجر أبو عمرو والكسائي وحمزة‪ ،‬أي‪ :‬وفي قوم نوح آية ﱹﲷ ﲸﲹﱸ من قبل هؤلاء‬ ‫المذكورين ﱹﲺ ﲻ ﲼ ﲽﱸ كافرين‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫ﱹﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇ‬ ‫ﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒ‬ ‫ﳓ ﳔﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ ﳢﳡ ﳣ‬ ‫ﳤﳥﳦﳧﳨﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊ‬ ‫ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱑﱐ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ‬ ‫ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟﱠ ﱡﱢﱸ‬ ‫ﱹﲿﱸ نصب بفعل يفسره ﱹﳀ ﳁﱸ بقوة‪ ،‬والأيد القوة‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪:‬‬ ‫ﱹﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱊﱉﱸ (سورة ص‪ .‬الآية‪ )17 :‬أي‪ :‬ذا القوة ﱹﳂ ﳃﱸ‬ ‫لقادرون من الوسع وهو الطاقة‪ ،‬والموسع القوي على الإنفاق‪ ،‬أو لموسعون ما بين السماء‬ ‫والأرض ﱹﳅ ﳆﱸ بسطناها و مهدناها‪ ،‬وهي منصوبة بفعل مضمر‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫فرشنا الأرض فرشناها ﱹﳇ ﳈﱸ نحن ﱹﳊ ﳋ ﳌﱸ من الحيوان (‪)1‬‬ ‫ﱹﳍ ﳎﱸ ذك ًرا وأنثى‪.‬‬ ‫وعن الحسن‪ :‬السماء والأرض‪ ،‬والليل والنهار‪ ،‬والشمس والقمر‪ ،‬والبر والبحر‪ ،‬والموت‬ ‫والحياة‪ ،‬فع َّد َد أشياء‪ ،‬وقال‪ :‬كل اثنين منها زوج والله تعالى فرد لا مثل له ﱹﳏ ﳐﱸ‬ ‫أي‪ :‬فعلنا ذلك كله‪ ،‬من بناء السماء‪ ،‬وفرش الأرض‪ ،‬وخلق الأزواج؛ لتتذكروا فتعرفوا‬ ‫الخالق‪ ،‬وتعبدوه ﱹﳒ ﳓ ﳕﳔﱸ أي‪ :‬من الشرك إلى الإيمان بالله‪ ،‬أو من طاعة الشيطان‬ ‫إلى طاعة الرحمن‪ ،‬أو مما سواه إليه ﱹﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ‬ ‫(‪ )1‬لابد من الاطلاق والتفسير غير جيد ويـميز فيما ثُبت لما بعده منكلام الحسن والعلم الحديث يظهر ذلك في الكهرباء والذرة‬ ‫وغيرها وهي دليل عل أحاديث سبحانه‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫ﳢﳡ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦ ﳧﱸ والتكرير للتوكيد‪ ،‬والإطالة في الوعيد أبلغ ﱹﱁﱸ‬ ‫أي‪ :‬مثل تكذيب المشركين الرسول ‪ ‬وتسميته ساح ًرا أو مجنو ًنا‪ ،‬ثم فسر ما أجمل بقوله‪:‬‬ ‫ﱹﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆﱸ من قبل قومك ﱹﱇ ﱈ ﱉ ﱊﱸ هو ﱹﱋ ﱌ ﱍﱸ‬ ‫رموهم بالسحر‪ ،‬أو الجنون؛ لجهلهم ﱹﱏ ﱑﱐﱸ الضمير للقول‪ ،‬أي‪ :‬أتواصى الأولون‬ ‫والآخرون بهذا القول‪ ،‬حتى قالوه جمي ًعا متفقين عليه ﱹﱒ ﱓ ﱔ ﱕﱸ أي‪ :‬لم يتواصوا‬ ‫به؛ لأنهم لم يتلاقوا في زمان واحد‪ ،‬بل جمعتهم العلة الواحدة وهي الطغيان‪ ،‬والطغيان هو‬ ‫الحامل عليه ﱹﱗ ﱘﱸ فأعرض عن الذين كررت عليهم الدعوة فلم يجيبوا عنا ًدا‬ ‫ﱹﱙ ﱚ ﱛﱸ فلا لوم عليك في إعراضك بعدما بلغت الرسالة وبذلت مجهودك في البلاغ‬ ‫والدعوة ﱹ ﱝ ﱸ و ِع ْظ بالقرآن ﱹﱞ ﱟ ﱠ ﱡﱸ بأن تزيد في عملهم ‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫ﱹﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱ‬ ‫ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻﱸ‬ ‫العبادة هي المقصود الأعظم ‪:‬‬ ‫ﱸ العبادة إن ُحِ َلت على حقيقتها‪ ،‬فلا تكون‬ ‫ﱹ‬ ‫الآية عامة؛ بل المراد بها المؤمنون من الفريقين‪ .‬دليله السياق‪ ،‬أعني ﱹ‬ ‫ﱸ وهذا لأنه لا يجوز أن يخلق الذين علم منهم أنهم لا يؤمنون للعبادة؛ لأنه إذا‬ ‫خلقهم للعبادة‪ ،‬وأراد منهم العبادة‪ ،‬فلا بد أن توجد منهم‪ ،‬فإذا لم يؤمنوا علم أنه خلقهم لجهنم‪،‬‬ ‫كما قال‪ :‬ﱹﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱈﱇﱸ (سورة الأعراف‪ .‬الآية ‪ ،)179 :‬وقيل‪:‬‬ ‫إلا لآمرهم بالعبادة‪ ،‬وهو منقول عن علي رضي الله عنه؛ وقيل‪ :‬إلا ليكونوا عبا ًدا لي‪ ،‬والوجه أن‬ ‫تحمل العبادة على التوحيد‪ ،‬فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما‪ :‬كل عبادة في القرآن فهي توحيد‪،‬‬ ‫والكل يوحدونه في الآخرة؛ لما عرف أن الكفار كلهم مؤمنون موحدون في الآخرة دليله قوله‪:‬‬ ‫ﱹﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﱈﲤﱸ (سورة الأنعام‪ .‬الآية ‪.)23 :‬‬ ‫نعم قد أشرك البعض في الدنيا لكن مدة الدنيا بالإضافة إلى الأبد أقل من يوم‪ ،‬ومن اشترى‬ ‫غلا ًما وقال‪ :‬ما اشتريته إلا للكتابة‪ ،‬كان صاد ًقا في قوله ما اشتريته إلا للكتابة‪ ،‬وإن استعمله‬ ‫في يوم من عمره لعمل آخر ﱹﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮﱸ ما خلقتهم ليرزقوا أنفسهم‪ ،‬أو واح ًدا‬ ‫من عبادي‪ :‬ﱹﱯ ﱰ ﱱ ﱲﱸ قال ثعلب‪ :‬أن يطعموا عبادي وهي إضافة تخصيص‬ ‫ﱹﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺﱸ الشديد القوة‪ ،‬والمتين بالرفع صفة لذو‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫ﱹﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄ ﲅﲆ‬ ‫ﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﱸ‬ ‫ﱹﱼ ﱽ ﱾﱸ رسول الله بالتكذيب من أهل مكة ﱹﱿ ﲀ ﲁ‬ ‫ﲂﱸ نصي ًبا من عذاب الله‪ ،‬مثل نصيب أصحابهم ونظرائهم من القرون ال ُم ْه َل َكة‪ ،‬قال‬ ‫الزجاج‪ :‬ال َّذ ُنو ُب في اللغة النَّ ِصي ُب ﱹﲃ ﲄﱸ أي نزول العذاب‪ ،‬وهذا جواب النضر‬ ‫بن الحارث وأصحابه حين استعجلوا العذاب(‪ )1‬ﱹﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ‬ ‫ﲌﱸ أي‪ :‬من يوم القيامة‪ ،‬وقيل‪ .‬من يوم بدر‪ ،‬وقد نزل بـهم العذاب الموعود يوم بدر‪،‬‬ ‫ولهم في الآخرة أشد العذاب‪ .‬والله أعلم‪.‬‬ ‫وهو المراد بقوله تعالى‪ :‬ﱹﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﱸ سورة المعارج ‪ .‬الآيتان‪.1،2 :‬‬ ‫(‪ )1‬‬ ‫وقوله تعالى ﱹ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ‬ ‫ﲶ ﲷ ﲸﱸسورة الأنفال‪ ،‬الآية ‪.32 :‬‬ ‫‪14‬‬

‫من الأس ارر البلاغية‪:‬‬ ‫في قوله تعالى‪ :‬ﱹﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ‬ ‫ﲭﱸ استفهام للتشويق والتفخيم‪.‬‬ ‫في قوله تعالى‪ :‬ﱹﱺ ﱻﱸ‪ .‬استعارة ؛ حيث‬ ‫استعار الركن للجنود؛ لأ ّن فرعون يتقوى بهم‪.‬‬ ‫في قوله تعالى‪ :‬ﱹﲆ ﲇﱸ مجاز عقلي؛ حيث‬ ‫أطلق اسم الفاعل على اسم المفعول‪ ،‬والمعنى أنه‬ ‫ملام على طغيانه‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‪:‬‬ ‫لله أن يقسم بما يشاء من خلقه‪ ،‬للفت الأنظار إلى بديع صنعه تعالى‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الجنة تنال بالأعمال الصالحة‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫إكرام الضيف من مكارم الأخلاق‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫المقصود الأعظم من خلق الإنس والجن هو عبادة الله تعالى‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الرزق بيد الله تعالى لا غير‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫اتخاذ العظة والعبرة من قصص السابقين‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫الأسئلة‬ ‫س‪ 1‬ما معنى‪ :‬الذاريات؟ و ِ َل ُس ِّميت بذلك؟ وما المراد بقوله تعالى‬ ‫ﱹﲹﲺﱸ؟ومانوع(ما)فيقولهتعالى‪:‬ﱹﲿﳀﱸ؟‬ ‫س‪ 2‬لماذا أثبت القيامة وأكد الجزاء والحساب فيها بأسلوب القسم؟‬ ‫س‪ 3‬ما المراد بقوله تعالى‪ :‬ﱹﱁ ﱂ ﱃﱸ؟ ولمن الضمير في قوله‬ ‫تعالى‪ :‬ﱹﱊ ﱋﱸ؟ وما معناه؟‬ ‫س‪ 4‬ماالمرادبقولهتعالى‪:‬ﱹﱕﱖﱗﱸ؟وماإعرابﱹﱱﱲﱸ؟‬ ‫و ِّضح السر البلاغي فيما يأتي‪:‬‬ ‫ )أ(في قوله تعالى‪ :‬ﱹﲨ ﲩ ﲪ ﲫ‬ ‫س‪5‬‬ ‫ﲬ ﲭﱸ‬ ‫ )ب(في قوله تعالى ‪ :‬ﱹﱺ ﱻﱸ‬ ‫ )ج(في قوله تعالى ‪ :‬ﱹﲆ ﲇﱸ‬ ‫س‪ 6‬أذكر ما يستفاد من السورة الكريمة ‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫سورة الطور‬ ‫(مكية وهي‪ :‬تسع وأربعون آية)‬ ‫ •نعيم المتقين‬ ‫ •حفظ الله تعالى لنبيه ‪‬‬ ‫‪18‬‬

‫ﱹﭐ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ‬ ‫ﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡ‬ ‫ﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﱸ‬ ‫ﱹﲎﱸ هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى ‪ ‬ﱹﲐ ﲑﱸ هو‬ ‫القرآن‪ ،‬و ُن ِّكر؛ لأنه كتاب مخصوص من بين سائر الكتب‪ ،‬أو اللوح المحفوظ‪ ،‬أو التوراة‬ ‫ﱹﲓ ﲔﱸ هو الصحيفة‪ ،‬أو الجلد الذي يكتب فيه ﱹﲕﱸ مفتوح لا ختم عليه‬ ‫ﱹﲗ ﲘﱸ وهو بيت في السماء حيال الكعبة‪ ،‬وعمرانه بكثرة زواره من الملائكة‪،‬‬ ‫ُروي أنه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك‪ ،‬ويخرجون‪ ،‬ثم لا يعودون إليه أب ًدا (‪)1‬؛ وقيل‪:‬‬ ‫الكعبة؛ لكونها معمورة بالحجاج والعمار ﱹﲚ ﲛﱸ أي‪ :‬السماء‪ ،‬أو العرش‬ ‫ﱹﲝﱸ المملوء‪ ،‬أو الموقد‪ ،‬والواو في ﱹﲎﱸ للقسم والبواقي للعطف‪ ،‬وجواب‬ ‫القسم ﱹﲠ ﲡ ﲢﱸ أي‪ :‬الذي أوعد الكفار به ﱹﲣﱸ لنازل‪ ،‬قال جبير بن مطعم‪:‬‬ ‫أتيت رسول الله ﷺ؟ ُأ َك ِّل ُمه في الأسارى‪ ،‬فلقيته في صلاة الفجر يقرأ سورة الطور‪ ،‬فلما بلغ‬ ‫ﱹﲠ ﲡ ﲢ ﲣﱸ أسلمت؛ خو ًفا من أن ينزل العذاب(‪ )2‬ﱹﲥ ﲦ ﲧ ﲨﱸ لا يمنعه‬ ‫مانع‪ ،‬والجملة صفة لواقع�‪ ،‬أي‪ :‬واقع غير مدفوع ‪ ،‬والعامل في ﱹﲪﱸ‪ ،‬ﱹﭐﲣﱸ أي‪ :‬يقع‬ ‫في ذلك اليوم‪ ،‬أو اذكر‪.‬‬ ‫رواه البخاري‪.‬‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫قال الحافظ ابن حجر لم أجده هكذا‪ ،‬والذي جاء في الصحيح �أن ذلك في صلاة المغرب� وأنه قال لما سمع ﱹ ﱚ ﱛ‬ ‫(‪) 2‬‬ ‫ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱸ إلى آخرهكاد قلبي يطير حاشية الكشاف‪ 409/4‬ط الريان‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫ﱹﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳ‬ ‫ﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾ‬ ‫ﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉ‬ ‫ﳊﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋ‬ ‫ﱌ ﱍ ﱎﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱸ‬ ‫ﱹﲪ ﲫﱸ تدور كالرحى مضطربة ﱹﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱﱸ‬ ‫في الهواء‪ ،‬كالسحاب؛ لأنها تصير هباء منثو ًرا ﱹﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ‬ ‫ﲺ ﲻﱸ أصل الخوض المشي في الماء‪ ،‬ثم غلب في الاندفاع في الباطل والكذب‪ ،‬ومنه‬ ‫قوله‪ :‬ﱹﭐﳯ ﳰ ﳱ ﳲﱸ (سورة المدثر‪ .‬الآية ‪ )45 :‬ويبدل ﱹﲽ ﲾ ﲿ‬ ‫ﳀ ﳁ ﳂﱸ من ﱹﲪ ﲫﱸ‪ ،‬وال َّد ُّع‪ :‬الدفع العنيف‪ ،‬وذلك أن خزنة النار َي ُغ ُّلون‬ ‫أيدي المكذبين إلى أعناقهم‪ ،‬ويجمعون نواصيهم إلى أقدامهم‪ ،‬ويدفعونهم إلى النار دف ًعا على‬ ‫وجوههم‪ ،‬وز ًّخا أي‪ :‬دفعا في أقفيتهم‪ ،‬فيقال لهم ﱹﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉﱸ‬ ‫في الدنيا ﱹﱁ ﱂﱸ ﱹﱂﱸ‪ :‬مبتدأ‪ ،‬و ﱹَ ِس ۡح ٌرﱸ خبره‪ ،‬يعني كنتم تقولون للوحي‬ ‫هذا سحر‪ ،‬أفسحر هذا؟ يريد أهذا الذي ترونه أي ًضا سح ًرا؟ ﱹﱃ ﱄ ﱅ ﱆﱸ كما‬ ‫كنتم لا تبصرون في الدنيا‪ ،‬يعني أم أنتم ُع ْمي عن المخبر عنه ‪ ،‬كما كنتم عم ًيا عن الخبر‪ ،‬وهذا‬ ‫تقريع وكتهم ﱹﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱏﱎﱸ خبر ﱹﱍﱸ محذوف‪،‬‬ ‫أي سواء عليكم الأمران الصبر وعدمه‪ ،‬وقيل على العكس وعلل استواء الصبر وعدمة بقوله‬ ‫تعالى‪ :‬ﱹﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔﱸ لأن الصبر إنما يكون له مزية على الجزع؛ لنفعه في‬ ‫العاقبة‪ ،‬بأن يجازي عليه الصابر جزاء الخير‪ ،‬فأما الصبر على العذاب‪ ،‬الذي هو الجزاء‪ ،‬ولا‬ ‫عاقبة له ولا منفعة‪ ،‬فلا مزية له عليه‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫ﱹﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝ ﱞﱟ‬ ‫ﱠ ﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩ‬ ‫ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱰﱯ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ‬ ‫ﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽ‬ ‫ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲃﲂ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﱸ‬ ‫نعيم المتقين ‪:‬‬ ‫ﱹﱖ ﱗ ﱘ ﱙﱸ في أية جنات ﱹﱚﱸ وأي نعيم‪ ،‬بمعنى الكمال في الصفة‪،‬‬ ‫أو في جنات ونعيم مخصوصة بالمتقين‪ ،‬خلقت لهم خاصة ﱹﱜﱸ حال من الضمير‬ ‫المستكن في الجار والمجرور ﱹﱘ ﱙﱸ‪ ،‬والجار والمجرور في محل رفع خبر إن‪ ،‬والتقدير‪ :‬إن‬ ‫ﱸ‪ ،‬وعطف قوله‬ ‫المتقين استقروا في جنات ونعيم‪ ،‬حال كونهم متلذذين ﱹ‬ ‫ﱸ على ﱹﱘ ﱙﱸ‪ ،‬أي‪ :‬إن المتقين استقروا في جنات ووقاهم ربهم‪ ،‬أو‬ ‫ﱹ‬ ‫ﱸ على أن تجعل �ما� مصدرية‪ ،‬والمعنى فاكهين بإيتائهم ربهم‪ ،‬ووقايتهم‬ ‫على ﱹ‬ ‫ﱸ يقال لهم ﱹﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪﱸ أكل ًا وشر ًبا هني ًئا‪،‬‬ ‫ﱹ‬ ‫أو طعا ًما وشرا ًبا هني ًئا‪ ،‬وهو الذي لا تنغيص فيه ﱹﱬﱸ حال من الضمير في ﱹﱥ‬ ‫ﱦﱸ ﱹﱭ ﱮﱸ جمع سرير ﱹ ﱰﱯﱸ موصول بعضها ببعض ﱹﱱﱸ‬ ‫َو َق َر َّناهم ﱹﱲﱸ جمع حوراء ﱹﱳﱸ عظام الأعين حسانها ﱹﱵ ﱶﱸ مبتدأ‪،‬‬ ‫وﱹﱺ ﱻﱸ خبره ﱹﱷﱸ قرأ‪َ ( :‬و َأ ْت َب ْعنَ ُه ْم) أبو عمرو ﱹﱼﱸ أولادهم‬ ‫ﱹﱹﱸ حال من الفاعل ﱹﱺ ﱻ ﱼﱸ أي‪ :‬نلحق الأولاد بإيمانهم وأعمالهم‬ ‫درجات الآباء‪ ،‬وإن َق ُصت أعمال الذرية عن أعمال الآباء‪ ،‬وقيل‪ :‬إن الذرية وإن لم يبلغوا َم ْب َل ًغا‬ ‫‪21‬‬

‫يكون منهم الإيمان استد َل ًل‪ ،‬وإنما تلقنوا منهم تقلي ًدا‪ ،‬فهم يلحقون بالآباء ﱹﱽ ﱾ‬ ‫ﱿ ﲀﱸ ﱹﲁ ﲂﱸ وما نقصناهم من ثواب عملهم من شيء‪( ،‬من) الأولى متعلقة‬ ‫بألتناهم والثانية زائدة ﱹﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈﱸ أي‪ :‬مرهون‪ ،‬فنفس المؤمن مرهونة‬ ‫بعمله و ُتـجازى به‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫ﱹﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ‬ ‫ﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟ‬ ‫ﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪ‬ ‫ﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵ‬ ‫ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲼﲻ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﱸ‬ ‫ﱹﲊﱸ وزدناهم في وقت بعد وقت ﱹﲋ ﲌ ﲍ ﲎﱸ وإن لم‬ ‫يطلبوا ﱹﲐ ﲑ ﲒﱸ خم ًرا‪ ،‬أي‪ :‬يتعاطون ويتبادلون هم وجلساؤهم من أقربائهم‪،‬‬ ‫يتناول هذا الكأس من يد هذا‪ ،‬وهذا من يد هذا ﱹﲓ ﲔ ﲕﱸ في شربها ﱹﲖ ﲗﱸ‬ ‫أي‪ :‬لا يجري بينهم باطل‪ ،‬ولا ما فيه إثم‪ ،‬لو فعله فاعل في دار التكليف‪ ،‬من الكذب‪،‬‬ ‫والشتم‪ ،‬ونحوهما‪ ،‬كشاربي خمر الدنيا‪ ،‬لأن عقولهم ثابتة‪ ،‬فيتكلمون بال ِح َكم والكلام الحسن‬ ‫ﱹﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞﱸ مملوكون لهم مخصوصون بهم ﱹﲞﱸ من‬ ‫بياضهم وصفائهم ﱹﲟ ﲠﱸ في الصدف؛ لأنه (رط ًبا) أحسن وأصفى‪ ،‬أو مخزون‪:‬‬ ‫لأنه لا يخزن إلا الثمين الغالي القيمة ﱹﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦﱸ يسأل بعضهم‬ ‫بع ًضا عن أحواله وأعماله وما استحق به نيل ما عند الله ﱹﲨ ﲩ ﲪﱸ أي‪ :‬في الدنيا‬ ‫ﱹﲬ ﲭ ﲮﱸ أرقاء القلوب من خشية الله‪ ،‬أو خائفين من نزع الإيمان وفوت الأمان‪،‬‬ ‫أو من رد الحسنات والأخذ بالسيئات ﱹ ﲰ ﲱ ﲲﱸ بالمغفرة والرحمة ﱹﲳ ﲴ‬ ‫ﲵ�ﱸ هي‪ :‬الريح الحارة التي تدخل المسام‪ ،‬فسميت بها نار جهنم لأنها بهذه الصفة‬ ‫ﱹﲷ ﲸ ﲹ ﲺﱸ من قبل لقاء الله تعالى والمصير إليه يعنون في الدنيا ﱹ ﲼﲻ ﲼﱸ نعبده‬ ‫ولا نعبد غيره‪ ،‬ونسأله الوقاية ﱹﲽ ﲾ ﲿﱸ المحسنﱹﳀﱸ العظيم الرحمة الذي إذا‬ ‫ُعبِد أثاب‪ ،‬وإذا ُس ِئ َل أجاب‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫ﱹﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ‬ ‫ﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗ‬ ‫ﳘ ﳙ ﱁ ﱂ ﱃ ﱅﱄ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ‬ ‫ﱌ ﱎﱍ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ‬ ‫ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱟﱠ ﱡﱢ ﱸ‬ ‫ﱹﳂﱸ فاثبت على تذكير الناس وموعظتهم ﱹﳃ ﳄ ﳅ ﳆﱸ برحمة ربك‬ ‫وإنعامه عليك بالنبوة ورجاحة العقل ﱹﳇ ﳈ ﳉﱸ كما زعموا(‪ ،)1‬وهو في‬ ‫موضع الحال‪ ،‬والتقدير‪ :‬لست كاهنًا ولا مجنو ًنا ملتب ًسا بنعمة ربك‪ :‬ﱹﳋ ﳌﱸ هو‬ ‫ﱹﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑﱸ حوادث الدهر‪ ،‬أي‪ :‬ننتظر نوائب الزمان فيهلك كما هلك‬ ‫من قبله من الشعراء زهير والنابغة و ﱹﱁﱸ في أوائل هذه الآي منقطعة بمعنى بل والهمزة‪،‬‬ ‫فتفيد الإضراب والاستفهام ﱹ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘﱸ أتربص‬ ‫هلاككم كما تتربصون هلاكي ﱹﱁ ﱂ ﱃﱸ عقولهم ﱹﱄﱸ التناقض في القول‪،‬‬ ‫وهو قولهم‪ :‬كاهن‪ ،‬وشاعر‪ ،‬مع قولهم‪ :‬مجنون وكانت قريش ُي ْد َع ْون أهل الأحلام والنُّهي‬ ‫ﱹﱆ ﱇ ﱈ ﱉﱸ مجاوزون الح ّد في العناد مع ظهور الحق لهم‪ ،‬وإسناد الأمر إلى الأحلام مجاز‬ ‫ﱹﱋﱌ ﱎﱍﱸاختلقهمحمد‪‬منتلقاءنفسهﱹﱏﱸردعليهم‪،‬أي‪:‬ليسالأمركمازعموا‬ ‫ﱹﱐ ﱑﱸفلكفرهم وعنادهم يرمون بهذه المطاعن مع علمهم ببطلان قولهم وأنه ليس‬ ‫بِ ُم َت َق ِّول؛لعجزالعربعنه‪،‬ومامحمدإلاواحدمنالعربﱹﱓ ﱔﱸمختلقﱹﱕ ﱸ‬ ‫مثلالقرآنﱹﱖ ﱗ ﱘﱸفيأنمحم ًدا َت َق َّو َلهمنتلقاءنفسه؛لأنهبلسانهموهمفصحاء‬ ‫ﱹﱚ ﱛﱸ أم أحدثوا و ُق ِّد ُروا التقدير الذي عليه ف ْطرتهم ﱹﱜ ﱝ ﱞﱸ من غير ُم َق ِّدر‬ ‫ﱹ ﱟ ﱠ ﱡﱸ أم هم الذين خلقوا أنفسهم؛ حيث لا يعبدون الخالق‪.‬‬ ‫(‪ )1‬وذلك مثل ما بين الله تعالى قولهم ‪ :‬ﱹﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﱸ سورة الحجر‪. 6:‬‬ ‫‪24‬‬

‫ﱹﱣ ﱤ ﱥ ﱦﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ‬ ‫ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸﱹ‬ ‫ﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃ‬ ‫ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌﱸ‬ ‫وقيل‪َ :‬أ ُخ ِل ُقوا من أجل لا شيء من جزاء ولا حساب‪ ،‬أم هم الخالقون فلا يأتمرون‬ ‫ﱹ ﱣ ﱤ ﱥ ﱧﱦ ﱸ فلا يعبدون خالقهما ﱹﱨ ﱩ ﱪﱸ أي‪ :‬لايتدبرون‬ ‫في الآيات‪ ،‬فيعلموا خالقهم وخالق السماوات والأرض ﱹﱬ ﱭ ﱮ ﱯﱸ من النبوة‬ ‫والرزق وغيرهما‪ ،‬فيخصوا من شاءوا بما شاءوا ﱹﱰ ﱱ ﱲﱸ الأرباب الغالبون‬ ‫حتى يدبروا أمر الربوبية‪ ،‬ويبنوا الأمور على مشيئتهم ﱹﱴ ﱵ ﱶﱸ منصو ٌب يرتقون به إلى‬ ‫السماء ﱹﱷ ﱸﱸ كلام الملائكة وما يوحى إليهم من علم الغيب‪ ،‬حتى يعلموا ما هو‬ ‫كائن ِم ْن َت َق ُّدم هلاكه على هلاكهم وظفرهم في العاقبة دونه كما يزعمون‪ ،‬قال ال َّز َّجاج‪ :‬يستمعون‬ ‫فيه‪ ،‬أي‪:‬عليه ﱹﱺ ﱻ ﱼ ﱽﱸ بحجة واضحة تصدق استماع مستمعهم‬ ‫ﱹﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃﱸ ثم َس َّفه احلامهم حيث اختاروا لله ما يكرهون‪ ،‬وهم حكماء عند‬ ‫أنفسهم ﱹﲅ ﲆ ﲇﱸ على التبليغ والإنذار ﱹﲈ ﲉ ﲊ ﲋﱸ ال َم ْغرم أن يلتزم‬ ‫الإنسان ما ليس عليه‪ ،‬أي‪ :‬لزمهم مغرم ثقيل‪ ،‬فزهدهم ذلك في اتباعك‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫ﱹ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲖﲕ ﲗ ﲘ‬ ‫ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲡﲠ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ‬ ‫ﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱ‬ ‫ﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽ‬ ‫ﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉ‬ ‫ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳓﳒ ﳔ ﳕ‬ ‫ﳖﳗﳘﳙﳚﳛﳜﳝﳞﳟﱸ‬ ‫ﱹﲍ ﲎ ﲏﱸ أي‪ :‬اللوح المحفوظ ﱹﲐ ﲑﱸ ما فيه حتى يقولوا لا ُن ْب َعث‪،‬‬ ‫وإن ُبعثنا لم ُن َع َّذب ﱹﲓ ﲔ ﲖﲕﱸ وهو كيدهم في دار الندوة برسول الله ﷺ وبالمؤمنين رضي‬ ‫الله عنهم ﱹﲗ ﲘﱸ إشارة إليهم‪ ،‬أو أريد بهم كل من كفر بالله تعالى ﱹﲙ ﲚﱸ‬ ‫هم الذين يعود عليهم وبال كيدهم‪ ،‬ويحيق بهم مكرهم‪ ،‬وذلك أنهم ُقتلوا يوم بدر‪ ،‬أو المغلوبون‬ ‫في الكيد ِم ْن كايدته َف ِكد ُّته ﱹﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲡﲠﱸ يمنعهم من عذاب الله ﱹﲢ ﲣ ﲤ‬ ‫ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮﱸ والكسف‪ :‬القطعة‪ ،‬وهو جواب‬ ‫قولهم ﱹﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌﱸ (سورة الإسراء الآية ‪ ،)92 :‬يريد‬ ‫أنهم لشدة طغيانهم وعنادهم لو أسقطناه عليهم لقالوا هذا سحاب ﱹﲯﱸ قد ر ُك ِم‪ ،‬أي‪ :‬جمع‬ ‫بعضه على بعض يمطرنا‪ ،‬ولم يصدقوا أنه كسف ساقط للعذاب ﱹﲱ ﲲ ﲳ ﲴ‬ ‫ﲵ ﲶ ﲷﱸ قرأ بضم الياء‪ :‬عاصم وابن عامر‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫وقرأ الباقون بفتح الياء ( َيصعقون)‪ ،‬يقال‪ :‬صعقه فصعق‪ ،‬وذلك عند النفخة الأولى‪ ،‬نفخة‬ ‫الصعق ﱹﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄﱸ ﱹﳅﱸ وإن‬ ‫لهؤلاء الظلمة ﱹﳆ ﳇ ﳈﱸ دون يوم القيامة‪ ،‬وهو القتل ببدر‪ ،‬والقحط سبع سنين‪،‬‬ ‫وعذاب القبر ﱹﳉ ﳊ ﳋ ﳌﱸ ذلك‪.‬‬ ‫حفظ الله تعالى لنبيه ‪:‬‬ ‫ثم أمره بالصبر إلى أن يقع بهم العذاب‪ ،‬فقال ﱹﳎ ﳏ ﳐﱸ بإمهالهم‪ ،‬وبما يلحقك‬ ‫فيه من المشقة ﱹﳑ ﳓﳒﱸ أي ‪ :‬بحيث نراك ونحفظك‪َ ،‬و َ َج َع العين؛ ِلَ َّن الضمير بلفظ‬ ‫الجماعة‪ ،‬ألا ترى إلى قوله تعالى‪ :‬ﱹﱜ ﱝ ﱞ ﱸ (سورة طه‪ :‬الآية‪.)39 :‬‬ ‫ﱹﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘﱸ للصلاة‪ ،‬وهو ما يقال بعد التكبير سبحانك اللهم‬ ‫وبحمدك‪ ،‬أو من أي مكان قمت‪ ،‬أو من منامك ﱹﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞﱸ وإذا‬ ‫أدبرت النجوم من آخر الليل‪ ،‬والمراد الأمر بقول‪ :‬سبحان الله وبحمده‪ ،‬في هذه الأوقات‪،‬‬ ‫وقيل‪ :‬التسبيح‪ :‬الصلاة إذا قام من نومه‪ ،‬ومن الليل صلاة العشاءين المغرب والعشاء‪ ،‬وإدبار‬ ‫النجوم‪ ،‬صلاة الفجر‪ ،‬وبالله التوفيق‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫من الأس ارر البلاغية‪:‬‬ ‫الإهانة والتوبيخ في قوله تعالى‪ :‬ﱹﱈ‬ ‫ﱉ ﱊ ﱋ ﱌﱸ‪.‬‬ ‫في قوله تعالى‪ :‬ﱹﱁ ﱂ ﱃ ﱅﱄﱸ كت ُّهم بهم‪.‬‬ ‫في قوله تعالى‪ :‬ﱹﲞ ﲟ ﲠﱸ‪:‬‬ ‫تشبيه مرسل مجمل‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫بعض ما يستفاد من السورة الكريمة‪:‬‬ ‫وقوع العذاب لا محالة بالكفار والمكذبين‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫انتفاع الذرية المؤمنة بالعمل الصالح لآبائهم‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫تسفيه عقول المشركين ؛ لتكذيبهم رسول الله ‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الله تعالى يأمر نبيه ‪ ‬بالذكر في الليل والنهار‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪29‬‬

‫الأسئلة‬ ‫س‪ 1‬ما معنى‪ :‬الطور؟ وما المراد بقوله تعالى‪ :‬ﱹ ﲐ ﲑﱸ؟‬ ‫وما السقف المرفوع؟‬ ‫س‪ 2‬ما إعراب قوله تعالى‪ :‬ﱹﲪ ﲫ ﲬﱸ؟ وما معناه؟ و ما‬ ‫المراد بتسيير الجبال؟ وما معنى ال َّد ّع في قوله تعالى‪ :‬ﱹﲾﱸ؟‬ ‫س‪ 3‬ما إعراب قوله تعالى‪ :‬ﱹﱬﱸ؟ وما معنى سرر؟ وما المراد‬ ‫بقوله ‪ :‬ﱹﱲ ﱳﱸ؟‬ ‫س‪ 4‬وضح السر البلاغي فيما يأتي‪:‬‬ ‫ )أ(قوله تعالى ‪ :‬ﱹﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌﱸ‬ ‫ )ب(قوله تعالى ‪ :‬ﱹﱁ ﱂ ﱃ ﱄﱅﱸ‬ ‫ )ج(قوله تعالى ‪ :‬ﱹﲞ ﲟ ﲠﱸ‬ ‫س‪ 5‬اذكر ما يستفاد من السورة الكريمة ‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫سورة النجم‬ ‫(مكية وهي‪ :‬اثنتان وستون آية)‬ ‫ •توبيخ بعض المشركين‬ ‫ •صدق الوحي‬ ‫ •من مظاهر العدل الإلهي‬ ‫ •من مظاهر قدرة الله تعالى‬ ‫ •عدم فائدة الأصنام‬ ‫ •الاتعاظ بالقران‬ ‫ •تسمية المشركين الملائكة‬ ‫بنات الله‬ ‫ •جزاء المسيئين والمحسنين‪0‬‬ ‫‪31‬‬

‫ﱹﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ‬ ‫ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝﱸ‬ ‫صدق الوحي ‪:‬‬ ‫ﱹﱁﱸ أقسم بجنس النجوم ﱹﱂ ﱃﱸ إذا غرب‪ ،‬أو انتثر يوم القيامة‪ ،‬وجواب‬ ‫القسم ﱹﱅ ﱆﱸ ما عدل عن قصد الحق ﱹﱇﱸ أي‪ :‬محمد ‪ ،‬والخطاب لقريش(‪)1‬‬ ‫ﱹﱈ ﱉﱸ ما وقع في اتباع الباطل‪ ،‬وقيل‪ :‬الضلال نقيض الهدى‪ ،‬والغي نقيض الرشد‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫هو مهتد راشد‪ ،‬وليس كما تزعمون من نسبتكم إياه إلى الضلال والغي‪.‬‬ ‫ﱹﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔﱸ أي‪ :‬وما أتاكم به من القرآن ليس‬ ‫بمنطق يصدر عن هواه ورأيه‪ ،‬إ َّنما هو وحي من عند الله ُيو َحى إليه‪.‬‬ ‫ﱹﱖﱸ َع َّل َم محم ًدا ‪ ‬ﱹﱗ ﱘﱸ َم َلك شديد قواه‪ ،‬وهو جبريل ‪‬عند‬ ‫الجمهور‪ .‬ومن مظاهر قوته‪ :‬أ َّنه اقتلع قرى قوم لوط من الماء الأسود‪ ،‬وحملها على جناحه‪،‬‬ ‫ورفعها إلى السماء ثم قلبها‪ ،‬وصاح صيحة بثمود فأصبحوا جاثمين‪ .‬ﱹﱚ ﱛﱸ ذو منظر‬ ‫حسن ﱹﱜﱸ فاستقام على صورته الحقيقية‪ ،‬دون الصورة الآدمية التي كان ينزل بها على‬ ‫الرسول ‪.‬‬ ‫(‪َ )1‬وعَّب يلفظ صاحبكم والمقصود به النبي محمد ‪ ‬لأنه صاحبهم طوال أربعين سنة لم تَ ُشبْه شائنة أو شيء ُيِ ُّل بالمروءة‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫ﱹ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡﱢﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ‬ ‫ﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹ‬ ‫ﱺ ﱻ ﱼﱸ‬ ‫وذلك أ َّن رسول الله ‪ ‬أح َّب أن يراه في صورته الحقيقية‪ ،‬فاستوى له في الأفق الأعلى ‪-‬‬ ‫وهو أفق الشمس ‪ -‬فملأ الأفق‪ ،‬وقيل ‪ :‬ما رآه أحد من الأنبياء ‪ ‬في صورته الحقيقية سوى‬ ‫محمد ‪ ‬مرتين مرة في الأرض ومرة في السماء(‪.)1‬‬ ‫ﱹ ﱞﱸ أي‪ :‬جبريل ‪ ‬ﱹ ﱟ ﱠﱸ مطلع الشمس‪ .‬ﱹ ﱢ ﱣﱸ جبريل من‬ ‫رسول الله ‪.‬‬ ‫ﱹﱤﱸ فزاد في القرب‪ ،‬والتدلي‪ :‬هو النزول بقرب الشيء‪.‬‬ ‫ﱹﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪﱸ مقدار قوسين عربيتين‪ ،‬أو أقرب من ذلك‪.‬‬ ‫ﱹﱩ ﱪﱸ أي‪ :‬على تقديركم‪ ،‬وهذا لأنهم خوطبوا على لغتهم‪ ،‬ومقدار فهمهم‪ ،‬وهم‬ ‫يقولون‪ :‬هذا قدر رمحين أو أنقص‪.‬‬ ‫ﱹﱬﱸ جبريل ‪ ‬ﱹﱭ ﱮﱸ إلى عبد الله محمد ‪ ،‬ولم ُ ْي ِر له ‪ -‬تعالى ‪ِ -‬ذ ْك ًرا ‪،‬‬ ‫لكونه في غاية الظهور‪.‬‬ ‫ﱹﱯ ﱰﱸ أبـهم سبحانه ما أوحاه تفخي ًم للوحي الذي ُأوحي إليه‪،‬‬ ‫ﱹﱲ ﱳ ﱴﱸ فؤاد محمد ‪ ‬ﱹ ﱵ ﱶﱸ يعني‪ :‬ما رآه بعينه وعرفه بقلبه‪ ،‬ولم يشك‬ ‫في أ َّن ما رآه حق ﱹﱸﱸ أفتجادلونه على ما يراه معاينة‪ ،‬من المراء وهو المجادلة في الباطل‬ ‫ﱹﱹ ﱺ ﱻﱸ‪.‬‬ ‫(‪ ) 1‬قال الحافظ ابن حجر‪ :‬لم أجده هكذا وفي الصحيحين من رواية مسروق عن عائشة �أنا أول من سأل رسول الله ‪ ‬فقال ‪ :‬إنما هو‬ ‫جبريل لم أره على صورته التي رأيته عليها غير هاتين المرتين حاشية الهشاك ‪ .419/4‬وراجع صحيح مسلم ‪ 159/1‬حديث رقم ‪.�287‬‬ ‫‪33‬‬

‫ﱹﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ‬ ‫ﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙ‬ ‫ﲚ ﲛ ﲜﱸ‬ ‫ﱹﱽ ﱾﱸ رأى محم ٌد جبري َل ‪ ‬ﱹﱿ ﲀﱸ مرة أخرى من النزول‪ُ ،‬نصبت النَّ ْز َلة‬ ‫َن ْص َب الظرف الذي هو مرة‪ ،‬أي‪ :‬نزل عليه جبريل ‪ ‬نزلة أخرى في صورة نفسه فرآه عليها‪،‬‬ ‫وذلك ليلة المعراج ﱹﲂ ﲃ ﲄﱸ الجمهور‪ :‬على َأ َّنَا شجرة نبق في السماء السابعة‬ ‫عن يمين العرش‪ ،‬والمنتهى بمعنى موضع الانتهاء‪ ،‬أو الانتهاء َك َأ َّنَا في منتهى الجنة وآخرها‪،‬‬ ‫وما وراءها لا يعلمه إلا الله تعالى ﱹﲆ ﲇ ﲈﱸ أي‪ :‬الجنة التي يصير إليها المتقون‪،‬‬ ‫وقيل‪ :‬تأوي إليها أرواح الشهداء‪.‬‬ ‫ﱹﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎﱸ أي ‪ ( :‬رآه إذ يغشى السدرة ما يغشى) ‪ ،‬وهو تعظيم وتكثير‬ ‫لما يغشاها‪ ،‬وقد قيل ‪ :‬يغشاها ال َج ُّم الغفير من الملائكة ‪ ،‬يعبدون الله تعالى عندها ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬ ‫يغشاها َف َرا ٌش من ذهب ﱹﲐ ﲑ ﲒﱸ بصر رسول الله ‪ ‬أي‪ :‬ما عدل عن رؤية العجائب‬ ‫التي م َّر برؤيتها ومكن منها ﱹﲓ ﲔﱸ وما جاوز ما أمر برؤيته ﱹﲖ ﲗﱸ والله لقد رأى‬ ‫ﱹﲘ ﲙ ﲚ ﲛﱸ الآيات التي هي كبراها‪ ،‬و ُعظماها‪ ،‬يعني‪ :‬حين رقي به إلى السماء‬ ‫فرأى عجائب الملكوت‪.‬‬ ‫‪34‬‬

‫ﱹﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﱸ‬ ‫عدم فائدة الأصنام ‪:‬‬ ‫ﱹﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤﱸ أي‪ :‬أخبرونا عن هذه الأشياء‬ ‫التي تعبدونها من دون الله عز وجل‪ ،‬هل لها من القدرة والعظمة التي ُوصف بها رب العزة‬ ‫سبحانه وتعالى؟! واللات‪ ،‬والعزى‪ ،‬ومناة‪ ،‬أصنام لهم‪ ،‬وهي مؤنثات‪ ،‬فاللات‪ :‬اسم لصنم‬ ‫كان لثقيف بالطائف‪ ،‬والعزى‪ :‬كانت لِ َغ ْط َفان‪ ،‬ومناة صخرة كانت لهُ َذيل و ُخزاعة‪ ،‬وقيل‬ ‫لثقيف‪ ،‬و َك َأ َّنَا سميت مناة؛ لأ ّن دماء النسائك كانت ُتنى عندها‪ ،‬أي‪ُ :‬تراق ﱹﲣﱸ‬ ‫هي صفة ذم‪ ،‬أي‪ :‬المتأخرة الوضيعة المقدار‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬ﱹﱚ ﱛ ﱜﱸ‬ ‫(سورة الأعراف‪ .‬الآية ‪.)38 :‬‬ ‫‪35‬‬

‫ﱹﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ‬ ‫ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ‬ ‫ﳁ ﳂ ﳄﳃ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ‬ ‫ﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙﳚﳛﳜ‬ ‫ﳝﳞﳟﳠﳡﳢﳣﳤﳥﳦﳧﱸ‬ ‫ﱹﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬﱸ؛ أي َج ْع ُل ُكم الله البنات ولكم البنين‬ ‫ﱹﲭﱸ أي‪ :‬جائرة‪ .‬ﱹﲯ ﲰﱸ ما الأصنام ﱹﲱ ﲲﱸ ليس تحتها في الحقيقة‬ ‫مس َّميات؛ ِلَ َّنكم َت َّدعون الأُ ُلوهية لما هو أبعد شيء منها وأشد منافاة لها ﱹﲳﱸ أي‪:‬‬ ‫سميتم بها‪ ،‬يقال‪ :‬سميته زي ًدا‪ ،‬أو سميته بزيد ﱹ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻﲼ ﱸ‬ ‫ُح ّجة ﱹﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﱸ إلا توهم أن ما هم عليه حق ﱹﳁ ﳂ ﳃﱸ‪ ،‬وما‬ ‫تشتهيه أنفسهم ﱹﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉﱸ الرسول والكتاب فتركوه‪ ،‬ولم يعملوا به‬ ‫ﱹﳋ ﳌ ﳍ ﳎﱸ أم المنقطعة‪ ،‬ومعنى الهمزة فيها الإنكار‪ ،‬أي‪ :‬ليس للإنسان يعني ‪-‬‬ ‫الكافر ‪ -‬ما تمنّى من شفاعة الأصنام‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬هو تمني بعضهم أن يكون هو النبي ﱹﳐ ﳑ ﳒﱸ أي‪ :‬هو مالكهما‪،‬‬ ‫وله الحكم فيهما‪ ،‬يعطى النبوة والشفاعة َم ْن شاء وارتضى؛ لا َم ْن تمَنَّى ﱹﳕ ﳖ ﳗ ﳘ‬ ‫ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦ ﱸ يعني‪ :‬أ ّن‬ ‫أمر الشفاعة ض ِّيق‪ ،‬فإ ّن الملائكة مع ُق ْربِـ ِهم وكثرتهم لو شفعوا بأجمعهم لأحد لم ُت ْغ ِن شفاعتهم‬ ‫شي ًئا قط‪ ،‬ولا تنفع إلا إذا شفعوا من بعد ان يأذن الله في الشفاعة لـ َم ْن يشاء الشفاعة له‪ ،‬ويرضاه‬ ‫ويراه أه ًل لأن يشفع له‪ ،‬فكيف َت ْش َفع الأصنام إليه لعابديها؟!‬ ‫‪36‬‬

‫ﱹﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ‬ ‫ﱎ ﱏﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱕﱔ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ‬ ‫ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭﱮ ﱯ‬ ‫ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻﱸ‬ ‫تسمية المشركين الملائكة بنات الله‪:‬‬ ‫ﱹﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇﱸ أي‪ :‬كل واحد منهم ﱹﱈ ﱉﱸ؛‬ ‫لأنهم إذا قالوا‪ :‬الملائكة بنات الله‪ ،‬فقد َس َّموا ك َّل واح ٍد منهم بن ًتا‪ ،‬وهي تسمية الأنثى ﱹﱋ ﱌ‬ ‫ﱍ ﱎ ﱐﱏ ﱸ وما لهم به من علم بهذا القول‪ ،‬أي‪ :‬بما يقولون ﱹ ﱑ ﱒ ﱓ ﱕﱔﱸ هو‬ ‫تقليد الآباء ﱹ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜﱸ أي‪ :‬إنما يعرف الحق الذي هو حقيقة الشيء‬ ‫بالعلم والتيقن‪ ،‬لا بالظن والتوهم ﱹ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱸ فأعرض ع َّم ْن رأيته‬ ‫ُمعر ًضا عن ذكر الله أي‪ :‬القرآن‪ .‬ﱹﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨﱸ اختيارهم الدنيا والرضا بها‪.‬‬ ‫ﱹﱪﱸ أي‪ :‬اختيارهم الدنيا والرضا بها ﱹﱫ ﱬ ﱭﱮ ﱸ منتهى علمهم ﱹﱯ ﱰ‬ ‫ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺﱸ أي‪ :‬هو أعلم بالضا ِّل والمهتدي ويجازيهما‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫ﱹﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈ‬ ‫ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓﲔ ﲕ‬ ‫ﲖ ﲗ ﲙﲘ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ‬ ‫ﲥ ﲧﲦ ﲨ ﲩ ﲫﲪ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﱸ‬ ‫ج ازء المسيئين والمحسنين‪:‬‬ ‫ﱹﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇﱸ بعقاب ما عملوا‬ ‫من السوء‪ ،‬أو بسبب ما عملوا من السوء ﱹﲈ ﲉ ﲊ ﲋﱸ بالمثوبة الحسنى‬ ‫وهي الجنة‪ ،‬أو بسبب الأعمال الحسني‪.‬‬ ‫والمعنى‪َ :‬أ َّن الله عز وجل إ َّنما خلق العالم وس َّوى هذا الملكوت؛ ليجزي المحسن من المك َّلفين‬ ‫والمسيء منهم‪ ،‬إذ ال َم ِلك َأ ْه ٌل لنصر الأولياء وقهر الأعداء‪.‬‬ ‫ﱹﲍﱸ بدل من ﱹﲉ ﲊﱸ في محل نصب أو في محل رفع على المدح‪ ،‬أي ‪ :‬هم‬ ‫الذين ﱹﲎ ﲏ ﲐﱸ أي‪ :‬الكبائر من الإثم؛ لأ َّن الإثم جنس يشتمل على كبائر‬ ‫وصغائر‪ ،‬والكبائر الذنوب التي يكبر عقابها ﱹﲑﱸ أفحش من الكبائر‪ ،‬كأ َّنه قال‪:‬‬ ‫والفواحش منها خاصة قيل‪ :‬الكبائر ما أوعد الله عليه النار‪ ،‬كالشرك بالله وعقوق الوالدين‪،‬‬ ‫والفواحش‪ :‬ما شرع فيها الحد‪ ،‬كالقتل العمد والزنى والقذف والشرب ﱹﲒ ﲔﲓﱸ أي‪:‬‬ ‫الصغائر‪ ،‬والاستثناء منقطع؛ لأنه ليس من الكبائر والفواحش‪ ،‬وهو كالنظرة والقبلة واللمسة‬ ‫والغمزة ﱹﲕ ﲖ ﲗ ﲘﲙﱸ فيغفر ما شاء من الذنوب من غير توبة ﱹﲚ ﲛ ﲜ‬ ‫ﲝ ﲞﱸ أي‪ :‬خلق أباكم ﱹﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣﱸ جمع جنين ﱹﲤ ﲥ ﲧﲦ ﲨ‬ ‫ﲩ ﲫﲪﱸ فلا تنسبوها إلى زكاء العمل وزيادة الخير والطاعات‪ ،‬أو إلى الزكاة والطهارة‬ ‫من المعاصي ولا ُت ْثنُوا عليها‪ ،‬فقد علم الله الزكي منكم والتقي أو ًل وآخ ًرا قبل أن يخرجكم من‬ ‫صلب آدم ‪ ،‬وقبل أن تخرجوا من بطون أمهاتكم‪ .‬وحكم المدح إذا كان على سبيل الإعجاب‬ ‫والرياء منه ٌي عنه‪ ،‬وإذا كان على سبيل الاعتراف بالنعمة‪ ،‬فإنه جائز؛ لأ َّن المس َّرة بالطاعة طاعة‬ ‫وذكرها شكر ﱹﲬ ﲭ ﲮ ﲯﱸ فاكتفوا بعلمه عن علم الناس وبجزائه عن ثناء الناس‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫ﱹﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽ‬ ‫ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊﱸ‬ ‫توبيخ بعض المشركين‪:‬‬ ‫ﱹ ﲱ ﲲ ﲳﱸ أعرض عن الإيمان ﱹ ﲵ ﲶ ﲷ ﱸ قطع َع ِط َّيته‬ ‫وأمسك‪ ،‬وأصله إكداء الحافر وهو أن تلقاه كدية‪ :‬وهي صلابه كالصخرة فيمسك عن الحفر‪.‬‬ ‫عن ابن عباس ‪ :‬أ َّنـها نزلت فِي َم ْن كفر بعد الإيمان‪ ،‬وقال مجاهد وابن زيد‪ :‬نزلت في الوليد‬ ‫بن المغيرة‪ ،‬وكان قد ا َّتبع رسول الله ‪ ‬فع َّيه بعض الكافرين‪ ،‬وقال له‪ :‬ترك َت دين الأشياخ‪،‬‬ ‫وزعم َت أ َّنـهم في النار‪ ،‬قال‪ :‬إ ِّن خشي ُت عذاب الله‪ ،‬فضمن له إن هو أعطاه شي ًئا من ماله‬ ‫ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الله‪ ،‬ففعل‪ ،‬وأعطى الذي عاتبه بع َض ما ضمن له‪ ،‬ثم‬ ‫بخل به ومنعه‪ .‬ﱹ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽﱸ أي‪ :‬فهو يعلم أ َّن ما ضمنه من عذاب الله حق‬ ‫ﱹﲿ ﳀ ﳁﱸ ُيـ ْخ َب ﱹﳂ ﳃ ﳄ ﳅﱸ أي‪ :‬التوراة ﱹﳇ ﱸ أي‪ :‬وفي‬ ‫صحف إبراهيم ﱹﳈ ﳉﱸ أي‪ :‬و َّف وأتم‪ ،‬كقوله‪:‬ﱹ ﲚﲙﱸ(سورةالبقرة‪.‬الآية‪،)124:‬‬ ‫وإطلاقه ليتناول كل وفاء‪ ،‬وعن الحسن‪ :‬ما أمره الله بشيء إلا و َّف به‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫ﱹﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ‬ ‫ﳗﳘﳙﳚﳛﳜﳝﳞﳟﳠﳡﳢﳣ‬ ‫ﳤ ﳥﳦﱸ‬ ‫من مظاهر العدل الإلهي ‪:‬‬ ‫ث َّم أعلم بمـا في صحف موسى وإبراهيم فقال‪ :‬ﱹﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏﱸ ﱹﳌﱸ‬ ‫من وزر يزر إذا اكتسب وز ًرا وهو الإثم‪« ،‬أ ْن» المخففة من الثقيلة‪ ،‬والمعنى‪ :‬أ َّنه لا تزر‪ ،‬والضمير‬ ‫ضمير الشأن‪ ،‬ومحل( َأ ْن) وما بعدها الجر بد ًل من ﱹﳃ ﳄ ﳅﱸ‪ ،‬او في محل رفع‪ :‬خبر‬ ‫مبتدأ محذوف تقديره‪ :‬هو أن لا تزر‪ ،‬كأ َّنه قال‪ :‬وما في صحف موسى وإبراهيم؟ فقيل‪ :‬ألا تزر‬ ‫وازرة وزر اخرى‪ ،‬أي‪ :‬ألا تحمل نفس ذنب نفس ﱹﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖﱸ إلا‬ ‫سعيه‪ ،‬وهذه أي ًضا ممَّا في صحف إبراهيم وموسى ‪.‬‬ ‫ﱹﳘ ﳙ ﳚ ﳛﱸ أي ‪ :‬يرى هو سعيه يوم القيامة في ميزانه‪.‬‬ ‫ﱹﳝ ﳞﱸ ث َّم ُيزى العبد سعيه ‪ُ ،‬يقال‪ :‬جزاه الله عمله‪ ،‬وجزاه على عمله بحذف الجار‬ ‫وإيصال الفعل‪ ،‬ويجوز أن يكون الضمير للجزاء ‪ ،‬ث َّم ف َّسه بقوله‪ :‬ﱹﳟ ﳠﱸ‪ ،‬أو‬ ‫أبدله عنه‪ .‬ﱹﳢ ﳣ ﳤ ﳥﱸ هذا كله في الصحف الأولى‪ ،‬والمنتهى مصدر بمعنى‬ ‫الانتهاء‪ ،‬أي‪ :‬ينتهي إليه الخلق ويرجعون إليه‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫ﱹﳧ ﳨ ﳩ ﳪ ﳫ ﳬ ﳭ ﳮ ﳯ ﳰ ﱁ ﱂ‬ ‫ﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎ‬ ‫ﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜ‬ ‫ﱝﱞ ﱟ ﱠﱡ ﱢﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱨﱧ ﱩ ﱪ ﱫ‬ ‫ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵﱸ‬ ‫من مظاهر قدرة الله تعالى ‪:‬‬ ‫جاء ذلك في قوله تعالى‪ :‬ﱹﳧ ﳨ ﳩ ﳪﱸ خلق الضحك والبكاء‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫خلق الفرح والحزن‪ ،‬وقيل‪ :‬أضحك المؤمنين في الآخرة بالمواهب‪ ،‬وأبكاهم في الدنيا بالنوائب‪.‬‬ ‫ﱹﳬ ﳭ ﳮ ﳯﱸ قيل‪ :‬أمات الآباء وأحيا الأبناء‪ ،‬أو أمات بالكفر وأحيا بالإيمان‪،‬‬ ‫أو أمات هنا وأحيا هناك‪.‬‬ ‫ﱹﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅﱸ الصنفين ﱹ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊﱸ إذا ُتدفق‬ ‫في الرحم‪ .‬ﱹﱌ ﱍ ﱎ ﱏﱸ الإحياء بعد الموت ﱹﱑ ﱒ ﱓ ﱔﱸ أي‪:‬‬ ‫وأعطى ال ِقنْ َي َة‪ ،‬وهي‪ :‬المال الذي عزمت أن لا تخرجه من يدك ﱹﱖ ﱗ ﱘ ﱙﱸ هو‬ ‫كوكب يطلع بعد الجوزاء في شدة الحر وكانت خزاعة تعبدها‪ ،‬فأعل َم الله أ َّنه رب معبودهم‬ ‫هذا ﱹ ﱛ ﱜ ﱝﱞ ﱸهم قوم هود‪ ،‬وعاد الأخرى إِ َر ْم‪ .‬ﱹ ﱠﱡ ﱢ ﱸ‬ ‫ﱹﱤ ﱥﱸ أي‪ :‬وأهلك قوم نوح ﱹﱦ ﱧﱸ من قبل عاد وثمود ﱹﱩ ﱪ ﱫ‬ ‫ﱬ ﱭﱸ من عاد وثمود؛ لأنهم كانوا يضربونه حتى لا يكون به َح َراك‪ ،‬وينفرون عنه‬ ‫حتى كانوا يحذرون صبيانهم أن يسمعوا منه‪ .‬ﱹﱯﱸ قرى قوم لوط التي ائتفكت‬ ‫بأهلها‪ ،‬أي‪ :‬انقلبت ﱹﱰﱸ أي‪ :‬رفعها إلى السماء على جناح جبريل ثم أهواها إلى الأرض‪،‬‬ ‫أي‪ :‬أسقطها‪ ،‬ﱹﱯﱸ منصوبة بأهوى على أ َّنـها مفعول به ﱹ ﱲﱸ ألبسها‬ ‫ﱹﱳ ﱴﱸ ما غ َّطى‪ ،‬وهو تهويل وتعظيم َلِا ُص َّب عليها من العذاب‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫ﱹﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ‬ ‫ﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍ‬ ‫ﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗ‬ ‫ﲘﲙﲚ ﲛ ﲜ ﲝﱸ‬ ‫الاتعاظ بالقرآن‪:‬‬ ‫ﱹﱶ ﱷ ﱸﱸ أيها المخاطب ﱹﱹﱸ تتشكك بما أولاك من النعم‪ ،‬أو‬ ‫بما كفاك من النقم ﱹﱻ ﱼﱸ أي‪ :‬محمد ‪ ‬منذر ﱹ ﱽ ﱾ ﱿﱸ من المنذرين‬ ‫الأولين‪ ،‬وقال ﱹﱿﱸ أي‪ :‬إنذار من جنس الإنذارات الأولى التي أنذر بها من قبلكم‬ ‫ﱹﲁ ﲂﱸ قربت القيامة الموصوفة بالقرب في قوله تعالى ﱹﲞ ﲟﱸ (سورة‬ ‫القمر‪ .‬الآية ‪ )1 :‬ﱹﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉﱸ؛ أي‪ :‬ليس لها نفس كاشفة‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫مبينة متى تقوم‪ ،‬أو ليس لها نفس كاشفة‪ ،‬أي‪ :‬قادرة على كشفها إذا وقعت إلا الله تعالى غير‬ ‫أ َّنه لا يكشفها ﱹﲋ ﲌ ﲍﱸ أي‪ :‬القرآن ﱹﲎﱸ إنكا ًرا ﱹﲐﱸ‬ ‫استهزا ًء ﱹﲑ ﲒﱸ خشو ًعا‪.‬‬ ‫ﱹﲔ ﲕﱸ غافلون‪ ،‬أو لاَ ُهون لاعبون ﱹﲗ ﲘ ﲚﲙ ﲛ ﲜﱸ أي‪:‬‬ ‫فاسجدوا لله ‪ ،‬واعبدوه ‪ ،‬ولا تعبدوا الآلهة المزعومة‪ ،‬كالأصنام‪.‬‬ ‫‪42‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook