Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore TAUHID STAM

TAUHID STAM

Published by Madzani Nusa, 2021-07-26 10:11:43

Description: TAUHID STAM

Search

Read the Text Version

RUKUN NEGARA Bahawasanya Negara Kita Malaysia mendukung cita-cita hendak; Mencapai perpaduan yang lebih erat dalam kalangan seluruh masyarakatnya; Memelihara satu cara hidup demokrasi; Mencipta satu masyarakat yang adil di mana kemakmuran negara akan dapat dinikmati bersama secara adil dan saksama; Menjamin satu cara yang liberal terhadap tradisi-tradisi kebudayaannya yang kaya dan pelbagai corak; Membina satu masyarakat progresif yang akan menggunakan sains dan teknologi moden; MAKA KAMI, rakyat Malaysia, berikrar akan menumpukan seluruh tenaga dan usaha kami untuk mencapai cita-cita tersebut berdasarkan prinsip-prinsip yang berikut: KEPERCAYAAN KEPADA TUHAN KESETIAAN KEPADA RAJA DAN NEGARA KELUHURAN PERLEMBAGAAN KEDAULATAN UNDANG-UNDANG KESOPANAN DAN KESUSILAAN (Sumber: Jabatan Penerangan, Kementerian Komunikasi dan Multimedia Malaysia)

‫لجنة إعداد وتطوير المناهج بالأزهار الشريف‬ ‫‪٢٠١٩‬‬ ‫‪2019‬‬

‫ڤڠهرڬاءن‬ ‫‪No. Siri Buku: 0204‬‬ ‫‪KPM2019 ISBN 978-967-2212-39-3‬‬ ‫ڤنربيتن بوكو تيک س اين مليبتكن كرجاسام‬ ‫�إتببدروترباريكبتهيويتناميكالننسبيامتويلوجليوساهريارليي�أشڠزاروهلريحصاهللحجشوجرنيدهةررڤ�إةفدعاقلدتاطوادتيحوعيتساليدطرموليلعشراراشهليحدمنخاال�إج�هأبزوراجهههرربيياةلةم�أالدزااتلهبونريڤاحلييجهودشررقيلاليل�أافشيزيايلههڠخر‬ ‫باپق ڤيهق‪ .‬سكالوڠ ڤڠهرڬاءن دان تريما كاسيه‬ ‫الشريف يڠ ممبنركن‪ ،‬سچارا وقف اونتوق توجوان ڤنديديقن دمليسيا‪.‬‬ ‫© ‪2017-2016‬م اوليه ال�أزهر الشريف‬ ‫دتوجوكن كڤد سموا ڤيهق يڠ ترليبت‪:‬‬ ‫چيتقن ڤرتام ‪2019‬‬ ‫• جاوتنكواس ڤنمبهباءيقن ڤروف موک سورت‪،‬‬ ‫© كمنترين ڤنديديقن مليسيا‬ ‫ بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ڤنديديقن‪،‬‬ ‫حق چيڤتا ترڤليهارا‪ .‬مان‪ 2‬باهن دالم بوكو اين تيدق دبنركن دتربيتكن‬ ‫ كمنترين ڤنديديقن مليسيا‪.‬‬ ‫ياتڠاوبولچياهرا‪،‬دڤبراءڬيونقاكدڠننلاايلڬييك‪،‬تراوتنايوڤوکن‪،‬‬ ‫چارا‬ ‫سمولا‪ ،‬دسيمڤن دالم‬ ‫بنتوق‬ ‫دڤيندهكن دالم سبارڠ‬ ‫• جاوتنكواس ڤپـيمقن نسخه سديا كاميرا‪ ،‬‬ ‫ميكانيک‪ ،‬ڤڠڬمبرن سمولا ماهوڤون دڠن چارا ڤراقمن تنڤا كبنرن‬ ‫ بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ڤنديديقن‪ ،‬‬ ‫ترلبيه دهولو درڤد كتوا ڤڠاره ڤلاجرن مليسيا‪ ،‬كمنترين ڤنديديقن‬ ‫مليسيا‪ .‬ڤرونديڠن ترتعلوق كڤد ڤركيراءن رويلتي اتاو هونوراريوم‪.‬‬ ‫ كمنترين ڤنديديقن مليسيا‪.‬‬ ‫• ڤڬاواي‪ ٢‬بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ‬ ‫ ڤنديديقن دان لمباڬ ڤڤريقساءن مليسيا‪،‬‬ ‫ كمنترين ڤنديديقن مليسيا‪.‬‬ ‫دتربيتكن اونتوق كمنترين ڤنديديقن مليسيا اوليه‪:‬‬ ‫ • ڤانل‪ 2‬كاولن موتو دالمن ارس ميڬ‪.‬‬ ‫ارس ميݢ (م) سنديرين برحد (‪)W-164242‬‬ ‫‪ ،20 & ١٨‬جالن داماي ‪،2‬‬ ‫تامن ديسا داماي‪ ،‬سوڠاي مراب‪،‬‬ ‫‪ ٤٣٠٠٠‬كاجڠ‪ ،‬سلاڠور دار ال إ�حسان‪.‬‬ ‫تيليفون‪٠٣-٨٩٢٥ ٨٩٧٥ :‬‬ ‫فکس‪٠٣-٨٩٢٥ ٨٩٨٥ :‬‬ ‫اي‪-‬ميل‪[email protected] :‬‬ ‫لامن ويب‪www.arasmega.com:‬‬ ‫تتايءيکڤ‪:‬س‪0:‬ل‪2‬و‪/‬ت‪6‬و‪ 1‬ڤسوءلييننوتيف‬ ‫تاءيڤ‬ ‫مسواءيزک‬ ‫موک‬ ‫ڤنچيتق‪:‬‬ ‫اتتين ڤريسس سندرين برحد‪،‬‬ ‫‪ ،8‬جالن ڤرايندوسترين ‪،4PP‬‬ ‫تامن ڤرايندوسترين ڤوترا ڤرماي‪ ،‬بندر ڤوترا ڤرماي‪،‬‬ ‫‪ 43300‬سري كمبڠن‪ ،‬سلاڠور‪.‬‬

‫فهرس الموضوعات‬ ‫الصفحة‬ ‫السمعيات‬ ‫الموضوع‬ ‫‪i‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 1‬الملائكة ‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ 2‬الجن والشياطين ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪ 3‬الموت ‬ ‫‪19‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪ 4‬أجل المقتول ‬ ‫‪26‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪ 5‬النفخ في الصور وما اختلف في فنائ ه‬ ‫‪41‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪ 6‬الروح ‬ ‫‪51‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪ 7‬سؤال القبر وعذابه ونعيمه ‬ ‫‪58‬‬ ‫‪ 8‬البعث والحساب ‬ ‫ج‬ ‫‪ 9‬اليوم الآخر ‬ ‫‪ 10‬الشفاعة ‬ ‫‪ 11‬الحسنات والسيئلت ‬ ‫‪ 12‬التوبة ‬ ‫‪ 13‬الذنوب كبائر وصغائ ر‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫‪61‬‬ ‫‪ 14‬حكم مرتكب الكبير ة‬ ‫‪64‬‬ ‫‪ 15‬صحائف الأعمال ‬ ‫‪67‬‬ ‫‪ 16‬الوزن والميزان ‬ ‫‪70‬‬ ‫‪ 17‬الصراط ‬ ‫‪73‬‬ ‫‪ 18‬الحوض ‬ ‫‪75‬‬ ‫‪ 19‬الإيمان بالعرش والكرس ّي القلم واللوح المحفوظ ‬ ‫‪77‬‬ ‫‪ 20‬الجنة والنار ‬ ‫‪82‬‬ ‫‪ 21‬الآثار المترتبة على الإيمان بالسمعيات ‬ ‫‪84‬‬ ‫‪ 22‬الكليات الخمس التي أوجب الشرع حفظها ‬ ‫‪85‬‬ ‫‪ 23‬المعلوم من الدين بالضرور ة‬ ‫‪86‬‬ ‫‪ 24‬الإمامة ‬ ‫‪88‬‬ ‫‪ 25‬الأمر بالمعروف والنهي عن المنك ر‬ ‫‪92‬‬ ‫‪ 26‬خاتمة المنظومة ‬ ‫د‬

‫مقدمة‬ ‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصلاة والسلام على رسول رب العالمين‪ ،‬محمد وعلى آله وصحبه‬ ‫والتابعين أجمعين‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫ ‬ ‫ فهذا هو الجزء الثالث من كتاب (تيسير شرح جوهرة التوحيد) للشيخ إبراهيم‬ ‫البيجوري المقرر على طلاب الصف الثالث الثانوي‪ ،‬وهو امتداد للجزء الثاني الذي‬ ‫تناول موضوعات تتعلق بأفعال العباد‪ ،‬والتوفيق والخذلان‪ ،‬والوعد والوعيد‪ ،‬والصلاح‬ ‫والأصلح‪ ،‬والقضاء والقدر‪ ،‬ورؤية الله تعالى‪ ،‬وحاجة البشر إلى الرسالة‪ ،‬والوحي‬ ‫وأنواعه‪ ،‬والرسل‪ ،‬والواجب في حقهم والمستحيل والجائز‪ ،‬والمعجزة‪ ،‬ومعجزات نبينا ‪،‬‬ ‫وكرامات الأولياء‪ ،‬واعتقادنا في الصحابة ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ويأتي هذا الجزء‪ ،‬ليمكن الطالب من دراسة موضوعات تتعلق بالسمعيات كالملائكة‪،‬‬ ‫والجن والشياطين‪ ،‬والموت‪ ،‬وأجل المقتول‪ ،‬والروح‪ ،‬وسؤال القبر وعذابه ونعيمه‪،‬‬ ‫والبعث‪ ،‬والحساب‪ ،‬واليوم الآخر وما يتعلق به من شفاعة‪ ،‬وحسنات وسيئات‪ ،‬وتوبة‪،‬‬ ‫ووزن وميزان‪ ،‬وصراط‪ ،‬وحوض‪ ،‬وجنة ونار ‪ ..‬والكليات الخمس‪ ،‬والإمامة‪ ،‬والأمر‬ ‫بالمعروف والنهي عن المنكر ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ وقد استهدف الكتاب تقريب وتيسير هذه الموضوعات إلى أذهان الطلاب بأسلوب‬ ‫مبسط‪ ،‬يتواءم مع الواقع ال ُمعاش‪ ،‬رغبة في إعداد جيل قادر على التفكير والابتكار والنقد‪،‬‬ ‫ومواجهة تحديات الواقع الحاضر بحلول مناسبة‪.‬‬ ‫ وقد صيغت موضوعاته بطريقة تتيح للطالب أن يكون ف َّعا ًل داخل الصف‪ ،‬مشار ًكا‬ ‫في نشاطات الدرس وتدريباته المتنوعة ‪ -‬بين مقالية وموضوعية ‪ -‬من أجل تنمية مهارات‬ ‫التفكير العليا‪ ،‬مثل القدرة على الاستنتاج والتلخيص والمقارنة والموازنة ‪ ...‬وغيرها‪.‬‬ ‫ه‬

‫ وقد اهتمت اللجنة التي قامت على إخراج هذا الكتاب بعدة منطلقات أساسية في‬ ‫إعداده نجملها فيما يلي‪:‬‬ ‫‪ 1 .1‬تحديد أهداف عامة للكتاب تسهم في توضيح الرؤية فيما يتعلق بنوعية المحتوى الذي‬ ‫يحتاجه الطلاب‪ ،‬واختيار خبراته التعليمية من معارف ومهارات وطرق تفكير‪...‬‬ ‫‪2 .2‬الاهتمام بالمرحلة العمرية التي يمر بها الطلاب‪ ،‬وهي مرحلة تتطلب فهم المجردات‬ ‫بأسلوب مبسط‪.‬‬ ‫‪3 .3‬الاهتمام باللغة المستخدمة في الكتاب‪ ،‬حيث روعي في الصياغة تيسير ما غمض من‬ ‫عبارات الكتاب‪ ،‬من خلال اختيار جمل بسيطة ومفردات تقع في متناول الطالب‪.‬‬ ‫‪4 .4‬استبعاد ما لا صلة له بعلم التوحيد من تفريعات هي أقرب ما تكون إلى علوم أخرى‬ ‫كالفقه وعلوم اللغة وغيرها‪.‬‬ ‫‪5 .5‬استبعاد أبيات المنظومة التي لا تناسب الطلاب الذين أعدت لهم هذه الطبعة‪.‬‬ ‫‪6 .6‬إضافة عنوان لكل مبحث وعناوين أخرى فرعية تعين على فهم المادة العلمية‪ ،‬وتسهم في‬ ‫إثراء خبرات الطلاب‪ ،‬وزيادة رغبتهم في التعلم‪.‬‬ ‫‪7 .7‬الاهتمام بالتقويم بمعنى إ ْتباع كل درس بعدة اختبارات متنوعة مقالية وموضوعية‬ ‫من شأنها قياس ما ح َّصله الطلاب من معارف ومعلومات وتعمل على زيادة فاعلية‬ ‫تحصيل المعلومات لديهم‪ ،‬على اعتبار أن التقويم له دور مهم في ذلك‪.‬‬ ‫ ‪8 .8‬استبعاد الهوامش والشروحات المضمنة بها‪.‬‬ ‫ وفي النهاية نسأل الله العلي القدير أن يجعل عملنا خال ًصا لوجهه الكريم‪ ،‬وأن يفيد‬ ‫منه طلاب العلم‪ .‬إنه نعم المجيب‪.‬‬ ‫لجنة إعداد وتطوير المناهج بالأزهر الشريف‬ ‫و‬

‫أهداف ُم َق ّرر الصف الثالث الثانوي‬ ‫يتوقع بعد دراسة هذا المقرر تحقيق ما يلي‪:‬‬ ‫‪1212‬يتعرف على المقصود بالشفاعة‪ ،‬مع ِّد ًدا‬ ‫‪1 .1‬يوضح المقصود بالسمعيات وطرق إثباتها‪،‬‬ ‫أنواعها‪ ،‬مفن ًدا الشبهات المثارة حولها‪.‬‬ ‫مع ِّد ًدا قضاياها‪.‬‬ ‫‪ 1313‬يحدد المقصود بالحسنات والسيئات‪،‬‬ ‫‪2 .2‬يتعرف طبيعة الملائكة‪ ،‬وأصنافهم‪،‬‬ ‫ذاك ًرا مراتب تضعيف الحسنات‪.‬‬ ‫وصفاتهم‪ ،‬وحكم الإيمان بهم‪ ،‬مستد ًل‬ ‫‪1414‬يوضح المقصود بالتوبة وشروطها‬ ‫وحكمها‪ ،‬موض ًحا مواطن صحة التوبة‬ ‫بالنقل والعقل على ذلك‪.‬‬ ‫بالنسبة للكافر‪ ،‬وحكم من عاد إلى الذنب‬ ‫‪3 .3‬يفرق بين الجن والشياطين‪ ،‬موض ًحا آراء‬ ‫العلماء في حقيقتهما‪ ،‬مستد ًل على ما يذكر‪.‬‬ ‫بعد التوبة‪.‬‬ ‫‪4 .4‬يذكر حقيقة الموت‪ ،‬مو ِّض ًحا حكم الإيمان به‪.‬‬ ‫‪ 1515‬يصنف أنواع الذنوب‪ ،‬موض ًحا مكفراتها‪.‬‬ ‫‪5 .5‬يوضح آراء أهل السنة والمعتزلة في أجل‬ ‫‪ 1616‬يتعرف على المقصود بالكبائر‪ ،‬موض ًحا‬ ‫المقتول‪ ،‬مستد ًّل على ما يذكر‪.‬‬ ‫أقوال العلماء في مرتكبها‪ ،‬ودليل كل رأي‪.‬‬ ‫‪6 .6‬يب ِّي مذاهب العلماء في الروح‪ ،‬و َع ْجب‬ ‫‪1717‬يذكر المقصود بصحائف الأعمال‪،‬‬ ‫الذنب مستد ًّل على ما يذكر‪.‬‬ ‫موض ًحا طريقة أخذ هذه الصحائف‪،‬‬ ‫‪7 .7‬يوضح حقيقة الروح وآراء العلماء في‬ ‫حدوثها‪ ،‬مستد ًّل على ما يذكر من آراء ‪.‬‬ ‫وحكم الإيمان بثبوتها‪.‬‬ ‫‪1818‬يحدد معنى الوزن والميزان‪ ،‬والصراط‪،‬‬ ‫‪8 .8‬يتعرف على المقصود بالحياة البرزخية‬ ‫والحوض‪ ،‬والعرش‪ ،‬والكرسي‪ ،‬والقلم‪،‬‬ ‫وحقيقة عذاب القبر ونعيمه‪ ،‬مفن ًدا‬ ‫والكاتبين‪ ،‬واللوح المحفوظ‪،‬والجنة والنار‪ ،‬وما‬ ‫الشبهات المثارة حول عذاب القبر‪ ،‬مستد ًّل‬ ‫يرتبط بها من أحكام‪ ،‬مد ِّل ًل على ما يذكر‪.‬‬ ‫‪ 1919‬يتعرف علىالمقصود بالمحافظة علىالكليات‬ ‫على ما يذكر‪.‬‬ ‫‪9 .9‬يتعرفعلىحقيقةالبعثوالحسابوالحشر‪،‬‬ ‫الخمس‪ ،‬راغ ًبا في المحا فظة عليها‪.‬‬ ‫مو ِّض ًحاأنواعالحشر‪،‬ومايرتبطبهامنأحكام‪.‬‬ ‫‪2020‬يوضح المقصود بالإمامة‪ ،‬مح ِّد ًدا شروط‬ ‫‪1010‬يح ِّدد المقصود باليوم الآخر‪ ،‬مع ِّد ًدا‬ ‫الإمام‪ ،‬موض ًحا الأحكام المتعلقة بها‪.‬‬ ‫أسماءه‪ ،‬ذاك ًرا المراد بهول الموقف‪ ،‬مع ِّد ًدا‬ ‫‪2121‬يتعرف على المقصود بالأمر بالمعروف‬ ‫أهوال يوم القيامة‪.‬‬ ‫والنهي عن المنكر‪ ،‬ودليل وجوبهما‪،‬‬ ‫‪1111‬يذكرحكم الإيمان باليوم الآخر‪ ،‬وحكم‬ ‫وشروطهما‪ ،‬موض ًحا كيفية التحلي‬ ‫منكره‪ ،‬موض ًحا علاماته الصغرى والكبرى‪.‬‬ ‫بالفضائل والتخلي عن الرذائل‪.‬‬ ‫ز‬

‫السمعيات‬ ‫هذا هو القسم الثالث من أقسام علم التوحيد الثلاثة‪( :‬الإلهيات النبوات ‪ -‬السمعيات)‬ ‫وقد تسمى الغيبيات أي ًضا‪ ،‬و ُس ِّميت بالسمعيات؛ لأنه لا طريق لمعرفتها إلا الكتاب والسنة‬ ‫والأصل في وصولها إلينا السماع فقط‪ ،‬فلا دخ َل للعقل في الوصول إلى ما يذكر في هذا‬ ‫القسم‪ ،‬ويجب الإيمان به كالملائكة والجن والأرواح واليوم الآخر والجنة والنار‪ ،‬أما تسميتها‬ ‫بالغيبيات فلأنها أمور غائبة عنّا‪ ،‬ولا نستطيع أن نصل للعلم بها عن طريق علومنا المكتسبة‪.‬‬ ‫ وقد يقصد بالغيب كل ما كان غائ ًبا عن الح ّس‪ ،‬وعلى ذلك يدخل فيه الإيمان بوجود‬ ‫الله تعالى‪ ،‬والإيمان بالملائكة‪ ،‬والجن‪ ،‬وقد استعمل القرآن لفظ الغيب في هذا المعنى‪.‬‬ ‫وعليه فإ َّن الغيب أع ُّم من السمعيات‪ ،‬لأن من الغيب ما يلي‪:‬‬ ‫‪1 .1‬ما د َّل عليه السمع‪ ،‬وهو ما يسمى بالسمعيات‪.‬‬ ‫‪2 .2‬غي ٌب أشار إليه السمع‪ ،‬ويطالب الإنسان باستخدام العقل للنظر فيه‪ ،‬حتى يتعرف‬ ‫عليه كإثبات ذات الله تعالى‪.‬‬ ‫‪3 .3‬غي ٌب وضع الله عز وجل أسبابه في الأرض‪ ،‬وطالب العقلاء أن يبحثوا عنها‪،‬‬ ‫كالاكتشافات العلمية‪.‬‬ ‫‪4 .4‬غي ٌب زماني من أخبار الأمم السابقة فعل ما كان في الماضي البعيد أو المستقبل الذي لم يصل‬ ‫إليه الإنسان بعد‪.‬‬ ‫‪5 .5‬غيب مكاني فعل ما أخبر الله عن وقوعه في الأرض أو السماء مما لم يصل إليه الإنسان‪.‬‬ ‫‪6 .6‬غيب بقي في علم الله وس ٌّر من أسراره لا يعلمه أح ٌد إلا هو‪ ،‬وهو المشار إليه في‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫ح‬

‫(‪)1‬‬ ‫ إ ًذا فالسمعيات أخ ُّص من الغيبيات‪ ،‬ويص ُّح القول إن ك َّل أم ٍر سمعي غي ٌب‪ ،‬وليس‬ ‫ك ُّل غي ٍب أم ًرا سمع ًّيا‪.‬‬ ‫ والسمعيات لا سبيل إلى العلم بها إلا النص الصحيح قرآ ًنا كان أو سنة‪ ،‬ولا مجال‬ ‫للاجتهاد فيها إلا في دائرة تحقيق النص وفهمه الفهم السوي في إطار ضوابط الفكر‬ ‫والاستدلال‪.‬‬ ‫قضايا السمعيات‪:‬‬ ‫ونكير‪،‬‬ ‫وسؤا ُل منكر‬ ‫والنش ُر‪،‬‬ ‫إثبا ُت الحش ِر‪،‬‬ ‫ جعلها الإمام الغزال ُّي عشرة أمور هي‪:‬‬ ‫أفضل‬ ‫الإمامة‪ ،‬و َأ َّن‬ ‫وأحكا ُم‬ ‫الجن ِة والنا ِر‪،‬‬ ‫وعذا ُب القبر‪ ،‬والميزا ُن والصرا ُط‪ ،‬وخل ُق‬ ‫الصحابة على حسب ترتيبهم في الخلافة‪ ،‬وشرو ُط الإمامة‪.‬‬ ‫۞۞۞‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬سورة الأنعام‪59 :‬‬ ‫ط‬

‫المناقشة‬ ‫‪1 .1‬عرف السمعيات‪ ،‬وما حكم الإيمان بها؟‬ ‫‪2 .2‬الغيب أعم من السمعيات‪ .‬وضح ذلك‪.‬‬ ‫‪3 .3‬أكمل‪:‬‬ ‫ سميت السمعيات بذلك؟ لأنها ‪.....................‬‬ ‫ سميت الغيبيات بذلك؟ لأنها ‪.....................‬‬ ‫ القضايا السمعية عشرة‪ ،‬هي‪، ................. ، ................ ، ............ :‬‬ ‫‪.............. ، ................. ، ............ ، ............. ،........... ، ..............‬‬ ‫‪................ ،‬‬ ‫ي‬

‫الملائكة‬ ‫‪1‬‬ ‫قال النَاظِ ُم ‪: ‬‬ ‫َو َكـاتِ ُبو َن ِخـي َر ًة َلـ ْن ُ ْي ِم ُلــوا‬ ‫ا ‪ - ٦‬بِ ُك ِّل َع ْب ٍد َحافِـ ُظـو َن ُو ِّك ُلـوا‬ ‫َح َّتى الأنِي َن ِف ال َم َر ْض َك َم ُن ِقل‬ ‫‪ِ - 62‬م ْن َأ ْم ِر ِه َش ْي ًئا َف َع ْل َو َل ْو َذ ِهل‬ ‫َفـ ُر َّب َمـ ْن َجـ َّد لأ ْمـ ٍر َو َصلا‬ ‫‪َ - 63‬ف َحا ِس ِب النَّ ْف َس و َقلل الأ َملا‬ ‫الإيمان بالملائكة أحد أركان الإيمان‪:‬‬ ‫ يجب على كل مك َّلف شر ًعا الإيمان بالملائكة‪ ،‬وذلك بأن يعتقد اعتقا ًدا جاز ًما بأنهم‬ ‫موجودون‪ ،‬وبأنهم مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون‪.‬‬ ‫الدليل على وجودهم ووجوب الإيمان بهم‪:‬‬ ‫قال الله تعالى‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬سورة البقرة‪ .‬الآية‪.285 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫وقال الله تعالى‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ ويجب الإيمان بالملائكة الذين وردت أسماؤهم‪ ،‬أو أوصافهم‪ ،‬أو أصنافهم على‬ ‫التفصيل تفصي ًل‪ ،‬وأ َّما ما ورد ذكرهم إجما ًل فيكون الإيمان بهم إجما ًل‪.‬‬ ‫تعريف الملائكة‪:‬‬ ‫والملائكة في اللغة‪ :‬جمع َم َلك‪ ،‬وأصله مألك من الألوك ثم تصرفوا في لفظه فقالوا‪ :‬ملأك‪ ،‬ثم‬ ‫نقلوا حركة الهمزة إلى اللام وحذفوا الهمزة‪ ،‬فقالوا‪َ :‬م َلك حمعه‪ :‬‏ملائك وملائكة‪ ،‬والأَ ُلوكة‬ ‫بمعنى الرسالة فكأن للملك رسالة يحملها لهذا سمي‏بهذا الاسم‪.‬‬ ‫‏ واصطلا ًحا‪ :‬هم أجسام لطيفة نورانية قادرة على التشكل بأشكال مختلفة في أشكال‬ ‫حسنة‪ ،‬شأنها الطاعة ومسكنها السماوات غال ًبا‪ ،‬ومنهم من يسكن الأرض‪ ،‬وكان الرسل ‪-‬‬ ‫عليهم السلام ‪ -‬يرونهم تار ًة على صورتهم الحقيقية‪ ،‬وتار ًة بأشكال أخرى‪.‬‬ ‫عصمتهم‪ ،‬والدليل عليها‪:‬‬ ‫‏الملائكة معصومون محفوظون من الذنب‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪ )3‬سورة الأنبياء‪ .‬الآية ‪.20 :‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 4‬النحل‪ .‬الآية‪.50-49 :‬‬ ‫(‪ ) 1‬سورة النساء‪ .‬الآية‪136. :‬‬ ‫(‪ )2‬سورة التحريم‪ .‬الآية ‪.6 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫الفرق بين عصمة الملائكة وعصمة الأنبياء‪:‬‬ ‫‏الفرق بين عصمة الملائكة وعصمة الأنبياء أ ّن الملائكة ليس عندهم نزو ٌع إلى المعصية‪ ،‬لعدم‬ ‫وجود الشهوة في تركيبهم‪ ،‬أما الأنبياء فعندهم القابلية للمعصية بفطرتهم‪ ،‬ولكن الله يحفظهم‬ ‫ويحول بينهم وبين المعصية؛ فالعصمة واجبة للأنبياء وللملائكة كما يقول صاحب الجوهرة‪:‬‬ ‫و ِع ْص َم ُة الباري لك ٍل َحتِ ّـ َم*‬ ‫خلق الملائكة‪:‬‬ ‫الملائكة من مخلوقات الله تعالى‪ ،‬خلقها من نور‪ ،‬كما قال رسول الله ‪ُ « :‬خ ِل َق ْت الملائكة من‬ ‫نور‪ ،‬وخلق الجان من مارج من نار‪ ،‬وخلق آدم مما وصف لكم»(‪)1‬‬ ‫أصناف الملائكة‪:‬‬ ‫‏ورد أن الملائكة أصنا ٌف مختلفة‪-‬حسب‪-‬ما يوكل إليهم من أعمال‪ ،‬ومما أثبتته النصوص من‬ ‫أصناف الملائكة ما يلي‪:‬‬ ‫الحافظون والكاتبون‪:‬‬ ‫‪1.1‬الحفظة‪ :‬عهد الله إلى فريق من ملائكته أن يكونوا حفظة لخلقه يحفظونهم من المضار‪ ،‬وهؤلاء‬ ‫الحفظة لأفراد الإنس خاصة‪ ،‬وقيل‪ :‬إن للجن حفظ ًة كذلك‪،‬‬ ‫‏يقول‪-‬سبحانه‪:-‬‬ ‫أي بأمر الله‪)2( .‬‬ ‫‪2.2‬ويقول رسول الله ‪« :‬يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار»‪)3(.‬‬ ‫(‪ ) 3‬متفق عليه‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬اخرجه مسلم‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫(‪ )2‬سورة الرعد‪ .‬الآية‪.11 :‬‬

‫ ويری بعض العلماء أ َّن الحُ ّفا َظ هم ال ُك َّتاب مستدلين بقوله سبحانه‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ ويرى البعض‪ :‬أن (الكاتبين) صن ٌف آخ ُر‪ .‬موصوف بالعلم ومعطوف بغير حرف على‬ ‫الصنف الأول وهم الحفظة‪ .‬ويؤيد هذا الرأي القائل إن الحفظة غير الكتبة الآية الأولى التي بينت‬ ‫مهمة الحافظين‪.‬‬ ‫ كما يؤيده ما ورد من أ ّن الحفظة لا يفارقون العبد أب ًدا‪ ،‬أما الكتبة فإنهم يفارقونه عند ثلاث‬ ‫حالات‪ :‬عند قضاء الحاجة‪ ،‬وعند الجماع‪ ،‬وعند الغسل‪ ،‬كما جاء ذلك في حديث النبي  ‪« :‬إياكم‬ ‫والتعري فإن معكم من لا يفارتكم إلا عند الغائط‪ ،‬وحين يفضي الرجل إلى أهله‪ ،‬فاستحيوا منهم‬ ‫وأكرموهم(»‪)2‬ولا يمنع ذلك من الكتابة فقد يجعل الله لهم علامة على ما يصدر من العبد في هذه‬ ‫الحالات فيكتبونه‪ ،‬ولا يفارقونه في غير هذه الحالات الثلاث حتى ولو كان في بيته جرس‪ ،‬أو‬ ‫كلب‪ ،‬أو صورة‪ ،‬أما ما ورد في الحديث أن الملائكة لا تدخل بي ًتا فيه جرس‪ ،‬أو كلب‪ ،‬أو طورة‪،‬‬ ‫فالمقصود ملائكة الرحمة‪.‬‬ ‫ ذلك‪،‬أموا ِحع ْفددظااللحلهفلظلةع‪:‬بفدقإندماورهدوأمّن لن اكلقل فضرادء‪،‬عالشمعر ّلًة بقالألميالالوقمثضَلاهء املمبابنرهما‪،‬ر‪،‬فلواقيبدل‪:‬معنشإنرفاوذنه‪،،‬وفيقتينلحغوينر‬ ‫عنه حتى َينْفذ‪.‬‬ ‫‪ 3 .3‬الكتبة‪ :‬هنا فريق آخر من الملائكة و َّكلم الله تعالى بكتابة كل ما يصدر عن العبد‪ ،‬والكتبة ‬ ‫ ملكان‪ ،‬كل منهما رقيب أي حافظ‪ ،‬وعتيد أي‪ :‬حاضر‪ ،‬فليس اسم أحدهما رقيبا والآخر ‬ ‫ عتيدا كما يتوهم‪ ،‬يقول ‪ -‬سبحانه ‪:-‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪ ) 3‬سورة ق‪ .‬الآية‪.18 :‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬سورة الانفطا‪ .‬الآية‪.12-10 :‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه الترمذي‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫ويكتبان كل شيء حتى الأنين الصادر منه في المرض‪ ،‬وهما لا يتغيران ما دام ح ًّيا‪ ،‬فإذا مات‬ ‫يقومان على قبره يسبحان ويكتبان ثوابه إلى يوم القيامة إن كان مؤمنًا‪ ،‬ويلعنانه إلى يوم القيامة إ ْن‬ ‫كان كاف ًرا‪.‬‬ ‫الحكمة من الكتابة‪:‬‬ ‫ليست الكتاب ُة لحاجة دعت إليها‪ ،‬فإنه ‪ -‬سبحانه ‪ -‬يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور‪ ،‬وإنما‬ ‫ليقيم الحجة على العبيد يوم يعطى كل منهم كتابه فيقول‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫فلعلهم يستحيون من المعصية إذا علموا أنها ستكتب‪.‬‬ ‫ وقد ورد أن أحد الملكين عن يمين العبد‪ ،‬وهو مختص بكتابة الحسنات‪ ،‬والآخر عن يساره‪،‬‬ ‫وهو مختص بالسيئات‪ ،‬كما ورد أن الأول أمير على الثاني‪ ،‬فإذا فعل العبد حسنة بادر م َلك اليمين‬ ‫لكتابتها‪ ،‬إذا فعل سيئة قال ملك اليسار‪ :‬أأكتب؟ فيقول ملك اليمين‪ :‬لا لعله يستغفر‪ ،‬أو يتوب‪،‬‬ ‫فإذا مضت فترة ولم يتب قال ‪ :‬اكتب أراحنا الله منه‪ ،‬أما المباحات فقيل‪ :‬تكتب وقيل‪ :‬لا‪ ،‬والأصح‬ ‫الأول‪ ،‬لعموم قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ وهما يلازمان الشخص منذ كونه نطفة إلى أن يموت‪ ،‬وقيل‪ :‬يتوارد عليه أربع ٌة‪ ،‬اثنان نها ًرا‬ ‫واثنان ليل ًا‪ ،‬يتعاقبون عند صلاة العصر وعند صلاة الصبح‪.‬‬ ‫ وهل الكتابة حقيقية؟‪ ،‬وهل هي على قرطاس؟‪ ،‬وما آلتها؟ وما مدادها؟ وما لغتها؟‪ ،‬كل‬ ‫هذه أمور غيبية لم يخبزنا الرسول بتفاصيلها فنترك علمها الله تعالى‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬سورة الكهف‪ .‬الآية‪.49 :‬‬ ‫(‪ ) 2‬سورة ق‪ .‬الآية‪.18 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫ومن أصنافهم‪:‬‬ ‫حملة العرش‪ :‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫وخزنة الجنة‪ :‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫وخزنة جهنم‪ :‬قال تعالى‪:‬‬ ‫وملائكة الموت‪ :‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪ ) 3‬سورة المدثر‪ .‬الآية‪.30-26 :‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )4‬سورة الأنفال‪ .‬الآية‪.50 :‬‬ ‫(‪ )1‬سورة الحاقة‪ .‬الآية‪.17 :‬‬ ‫(‪ ) 2‬سورة الزمر‪ .‬الآية‪.73 :‬‬ ‫‪66‬‬

‫صفاتهم‪:‬‬ ‫للملائكة صفات كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪ 1 .1‬العبودية لله – تعالى‪ ، -‬قال سبحانه‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪ 2.2‬الالتزام بأوامر الله تعالى‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫شدي ِد‬ ‫رجل‬ ‫صورة‬ ‫في‬ ‫النب َّي‬ ‫أتى‬ ‫جبريل‬ ‫أ َّن‬ ‫ورد‬ ‫فقد‬ ‫‪ 3.3‬القدرة على التشك ٍل بأشكا ٍل حسن ٍة‪،‬‬ ‫بياض الثياب‪ ،‬شدي ِد سواد الشعر‪.‬‬ ‫‪ 4.4‬لا يأكلون ولا يشربون؛ وإنما خلقوا للعبادة في الدنيا والآخرة‪ .‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪ ) 3‬سورة الذاريات‪ .‬الآية‪.27-26 :‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬سورة الأنبياء‪ .‬الآية‪.28-26 :‬‬ ‫‪77‬‬ ‫(‪ ) 2‬سورة التحريم‪ .‬الآية‪.6 :‬‬

‫‪ 5.5‬ليسوا ذكو ًرا ولا إنا ًثا‪ ،‬ومن وصفهم بالذكورة فهو فاسق‪ ،‬ومن وصفهم بالأنوثة فهو كافر؛‬ ‫لتكذيبه قول الله تعالى‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫وقوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪ 6.6‬لم ُت َر َّكب فيهم الشهوة‪ ،‬فلا تقع منهم معصية‪.‬‬ ‫‪ 7 .7‬هم جند الله‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫حكم إنكار الملائكة‪:‬‬ ‫دل على وجود الملائكة الكتاب والسنة والإجماع فمنكر وجودهم كافر‪.‬‬ ‫(‪ ) 3‬سورة المدثر الآية‪31 :‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬سورة النجم الآية‪27 :‬‬ ‫(‪ ) 2‬سورة الزخرف الآية‪19 :‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪2‬‬ ‫الجن والشياطين‬ ‫الجن والشياطين‪ :‬عا َل من العوالم الغيبية لا يعلم حقيقتهم إلا الله تعالى د ّل على ثبوتهم الكتاب‬ ‫والسنة وإجماع العلماء‪.‬‬ ‫ والج ُّن والشياطين ُأ ّم ٌة عاقل ٌة مم ِّيز ٌة أرسل إليهم رسول الله ﷺ‪ ،‬فهم مأمورون بالإيمان‬ ‫بالله ‪-‬سبحانه‪ -‬وتعالى وتوحيده‪ ،‬والإقرار بالعبودية له‪.‬‬ ‫آراء العلماء في خلق الجن‪:‬‬ ‫والجن من مخلوقات الله تناسلوا من إبليس‪ ،‬كما تناسل الإنس من آدم‪ ،‬ومن هؤلاء وهؤلاء المؤمن‬ ‫والكافر‪ ،‬وهذا رأي الحسن البصري ‪ ،‬وقد ُر ِو َي عن ابن عباس أ ّن َن ْسل إبليس هم الشياطين‪،‬‬ ‫أما الجن َفهم جنس آخر َف ُهم ول ُد الجان‪ ،‬وهم كالإنس منهم المؤمن ومنهم الكافر(‪)1.‬‬ ‫ والرأي الأول أقرب إلى الصواب‪ ،‬فقد ذكر الله سبحانه أنه خلق الجان من مارج من نار‪.‬‬ ‫وقال في حق إبليس إنه‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫وقال على لسانه‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ فالجن إذن مخلوقون من النار‪ ،‬وقد تحولوا إلى أجسام شفافة تستطيع التشكل بما تريد‪ ،‬وفيهم‬ ‫القدرة على رؤيتنا وليس فينا القدرة على رؤيتهم‪ ،‬بقوله سبحانه‪:‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬أخرجه الطبري في تفسيره بسند ضعيف‪.‬‬ ‫(‪ ) 3‬سورة الأعراف‪ .‬الآية‪.12 :‬‬ ‫(‪ ) 4‬سورة الأعراف‪ .‬الآية‪.27 :‬‬ ‫(‪ )2‬سورة الكهف‪ .‬الآية‪.50:‬‬ ‫‪9‬‬

‫دليل ثبوت الجن‪:‬‬ ‫وقد ثبت وجود الجن بالقرآن والسنة‪ ،‬وسميت سورة كاملة باسمهم‪ ،‬ذكر فيها سبحانه استماع‬ ‫الجن إلى دعوة الإسلام‪ ،‬واهتداء فريق منهم بذلك النور‪ :‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫وكان الجن يستمعون إلى القرآن كما يقول سبحانه‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫وقد خاطبهم الله مع الإنس حيث يقول‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪ )3‬سورة الرحمن‪ .‬الآية‪.34-33 :‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬سورة الجن‪ .‬الآية‪.15-14 :‬‬ ‫(‪ )2‬سورة الأحقاف‪ .‬الآية‪.29 :‬‬ ‫‪10‬‬

‫كما يقول – سبحانه – لكافريهم يوم القيامة مقي ًم عليهم العجة‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ وقد أنكر وجو َد الج ِّن جماع ٌة من المتكلمين؛ وصرفوا الآيات عن ظاهرها‪ ،‬وقالوا‪ :‬إن‬ ‫المقصود بالجن والشياطين أولئك الكفرة من الإنس‪ ،‬وهذا قول َبعي ٌد عن الحق فالقرآن صريح‬ ‫في وجود هذا العالم ‪ -‬الجن ‪ -‬وتكليفه كالإنس‪.‬‬ ‫ والسنة كذلك مليئة بهذا المعنى‪ :‬وقد قابلهم‪‬وب َّلغهم الدعوة‪ ،‬واستمعوا إلى القرآن‬ ‫وآمنوا به‪ .‬وقد أثنى عليهم ﷺ لما قرأ سورة «الرحمن» على الناس وسكتوا فقال‪« :‬إن الجن كانوا‬ ‫أحسن منكم‪ ،‬ما قرأت عليهم‪( :‬فبأي آلاء ربكما تكذبان) إلا قالوا‪ :‬ولا بشيء من آلاء ربنا‬ ‫نكذب فلك الحمد»‪)2(.‬‬ ‫الشياطين‪:‬‬ ‫ أما الشياطين فهم عصاة الجن وجنود إبليس‪ ،‬مهمتهم تزيين الشر للإنس والجن‪ ،‬وإبعا ُدهم‬ ‫عن ال َجا َّدة‪ ،‬وفيهم يقول ‪« :‬إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم (»‪)3،‬ويدل على تكليفهم‬ ‫قوله سبحانه‪:‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫وقوله‪:‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬سورة الأنعام‪ .‬الآية‪.130 :‬‬ ‫(‪ )4‬سورة الذاريات‪ .‬الآية‪.56 :‬‬ ‫(‪ )5‬سورة الأنعام‪ .‬الآية‪.130 :‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه الترمذي‪.‬‬ ‫(‪ )3‬متفق عليه‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫وقد افترق العلماء في حقيقة الجن والشياطين إلى قولين‪:‬‬ ‫ الأول‪ :‬أن الجن والشياطين حقيقتهما متغايرة‪ ،‬فالجن أجسام هوائية لطيفة تتشكل ‬ ‫ بأشكال مختلغة وتظهر منها أفعال عجيبة منهم المؤمن المطيع ومنهم الكافر العاصي‪ ،‬‬ ‫ أما الشياطين فهي أجسام نارية‪ ،‬مهمتها إلقاء النفس في الغواية والضلال‪.‬‬ ‫ الثاني‪ :‬أن الجن والشياطين حقيقتهما واحدة وهي أجسام نارية عاقلة قابلة للتشكل بأشكال ‬ ‫ حسنة أو قبيحة‪ ،‬غير أن الج َّن يشمل المطيع والعاصي‪ ،‬أما الشيطان‪ ،‬فهو اسم ‬ ‫ العاصي المتمرد‪.‬‬ ‫ والحاصل‪ :‬أ َّن وجو َد الجن والشياطين أم ٌر ثاب ٌت بالقرآن والسنة‪ ،‬وأنهم ُخ ِلقوا من نار‪ ،‬وأن ‬ ‫ حقيق َت ُه َم واحد ٌة‪ ،‬وأن لك َّل إنسان قرين ًا من الملائكة‪ ،‬وقرينًا من الشياطين‪ ،‬وقرينه ‬ ‫ منالملائكةيأمرهبالخيرويحثهعليه‪،‬وقرينهمنالجنيأمرهبالشرويحثهعليه‪.‬واللهأعلم‪.‬‬ ‫المناقشة‬ ‫‪1.1‬عرف الملائكة لغة واصطلاحا‪.‬‬ ‫‪2.2‬ما حكم الإيمان بالملائكة‪ ،‬وما حكم منكر وجودهم؟ دلل على ما تذكر‪.‬‬ ‫‪3.3‬كيف تفرق بين عصمة الملائكة وعصمة الأنبياء‪.‬‬ ‫‪4.4‬عرف الجن لغة واصطلا ًحا‪.‬‬ ‫‪5.5‬قارن بين الملائكة والجن‪.‬‬ ‫‪6.6‬أثبتت النصوص القرآنية والنبوية أصناف ًا للملائكة‪ ،‬اذكرها‪.‬‬ ‫‪7.7‬كيف تدلل على أن بعض الجن مسلمون؟‬ ‫‪8.8‬هل هناك فرق بين الجن والشياطين؟ وضح ذلك‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫الموت‬ ‫‪3‬‬ ‫َقا َل النَّا ِظ ُم ‪:‬‬ ‫َو َي ْقبِ ُض ال ُّرو َح َر ُسو ُل ا ْلـ َم ْوت‬ ‫‪َ - 64‬و َوا ِج ٌب إِي َم ُن َنا بِا ْلـ َم ْو ِت‬ ‫الإيمان بالموت‪:‬‬ ‫وقوع الموت حقيقة مشاهدة ملموسة وليس من الغيبيات في شيء‪.‬‬ ‫ فكيف يجب الإيمان بالموت؟ الإيمان بالموت الذي ُك ّل ِفنا به شر ًعا على وجهين‪:‬‬ ‫ الأول‪ :‬أن نؤمن َأ َّن كل الخلق إلى فناء‪ ،‬ولا يبقى إلا الله‪-‬تعالى‪-،‬‬ ‫كما قال‪ -‬سبحانه‪:-‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ والمخالفون في هذا هم الدهرية الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر‪ ،‬ويقولون‪« :‬إن هي إلا‬ ‫أرحام تدفع‪ ،‬وأرض تبلع»‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬سورة الرحمن‪.‬الآية‪.27-26 :‬‬ ‫‪13‬‬

‫ الثاني‪َ :‬أ َّن سب َب المو ِت هو انتها ُء آجالِنَا التي ق َّدرها الله تعالى لنا‪.‬‬ ‫ والمخالفون في ذلك هم الطبيعيون الذين ينسبون الأشياء للطبيعة‪ ،‬فيفسرون الموت على أنه‬ ‫بسبب اختلال نظام الطبيعة‪.‬‬ ‫ والله‪-‬تعالى‪-‬أخبرنا َأ َّن الموت يأتي إذا انتهى الأجل المكتوب في علم الله السابق‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ و َأ َّن الموت يكون عن طريق الملائكة التي تتولى إخراج الروح من الجسد‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫وقال تعالى‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ وأ ّن الموت ُسنَّ ُة الله في خلقه لا تتخلف عن أحد‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫وقال تعالى‪:‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫(‪ )4‬سورة الزمر‪.‬مالآية‪.30 :‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 5‬سورة الأنبياء‪ .‬الآية‪.35-34 :‬‬ ‫(‪ ) 1‬سورة النحل‪ .‬الآية‪.61 :‬‬ ‫(‪ )2‬سورة السجدة‪ .‬الآية‪.11 :‬‬ ‫(‪ )3‬سورة الأنعا‪ .‬مالآية‪.61 :‬‬ ‫‪14‬‬

‫والموت بهذا حقيقة مشاهدة محسوسة واقعة فى حياة الناس‪.‬‬ ‫حكم منكر الموث‪:‬‬ ‫ومنكر الموت بهذه الصورة الشرعية المذكورة كاف ٌر؛ لأنه ينكر ما هو مقطوع بثبوته في القرآن والسنة‪.‬‬ ‫تكوين الإنسان‪:‬‬ ‫الإنسا ُن مك َّو ٌن من رو ٍح وجسد‪ ،‬والجسد من عالم الشهادة‪ ،‬يخضح للمعرفة الانسا نية في إدراكه‪،‬‬ ‫وفي الحفاظ عليه ووقايته من الأمراض‪ ،‬وعلاجه إذا تع ّرض لمرض‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪4‬‬ ‫أجل المقتول‬ ‫َقا َل النَّاظِ ُم ‪:‬‬ ‫َغ ْ ُي َه َذا َباطِ ٌل َل ُي ْق َبل‬ ‫‪َ - 65‬و َم ِّي ٌت بِ ُع ْم ِر ِه َم ْن ُي ْق َت ُل‬ ‫تمهيد‬ ‫يجب الإيمان بأن الإنسان وسائر الحيوانات والجن والملائكة لا يموت أحد منهم حتى يتم أجله الذي‬ ‫ق َّدرهاللهلهسواءماتحتفأنفهأمماتمقتو ًلبأيسببمنأسبابالقتلكمنيقتلهغيره‪.‬‬ ‫المقتول وبيان الخلاف في أجله‪:‬‬ ‫أ َّو ًل‪ :‬مذهب أهل السنة أ ّن للإنسان أج ًل واح ًدا‪ ،‬لا يتأخر عنه ولا يتقدم‪ ،‬فالمقتول مات بأجله‬ ‫الذي حدده الله له‪ ،‬كما قال الله تعالى‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ والآية تشمل الأمة الإنسانية وغيرها‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬سورة يونس‪ .‬الآية‪.49 :‬‬ ‫(‪ ) 2‬سورة الأنعام‪ .‬الآية‪.38 :‬‬ ‫‪16‬‬

‫ وعن أنس بن مالك ‪َ ‬أ َّن َرسو َل الله ﷺ قال‪« :‬إِ َّن ُروح ال ُقد ِس َن َف َث في ُروعى أنه لن َتُو َت‬ ‫نفس ح َّتى تستكمل ِر ْزقها وأ َجل َها»(‪)1.‬‬ ‫فمن لم يمت بسبب القتل فإنه سيموت في الأجل الذي حدده الله له‪ .‬فموته بالقتل معناه أ َّن ُع ْم َر ُه‬ ‫المحدد له قد انتهى‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ وعقوبة القاتل على فعله وكسبه‪ ،‬ومخالفته لأمر الله‪-‬تعالى‪-‬في صيانة النفس‪ ،‬وعدم التعدي‬ ‫َأجله‬ ‫في‬ ‫يم َّد‬ ‫وأن‬ ‫رزقه‪،‬‬ ‫الل ُه‬ ‫يع ِّظم‬ ‫أن‬ ‫س َّره‬ ‫«من‬ ‫ﷺ‪:‬‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قول‬ ‫هذا‬ ‫ولا يعارض‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫َر ِ َحه‪)2.(».‬‬ ‫َف ْليص ْل‬ ‫فهذا محمول على واحد من أمرين‪:‬‬ ‫‪1.1‬أن يكون المرا ُد بالم ِّد في العمر‪ :‬البركة فيه؛ حيث يعمل فيه من الأعمال الصالحة الكبيرة العظيمة‬ ‫التي لا يستطيع غيره أن يعملها في أوقات طويلة‪.‬‬ ‫‪2.2‬أ َّن الزيادة الواردة في الحديث بالنسبة لما جاء في صحف الملائكة‪ ،‬وقد يعلق الله‪-‬تعالى‪-‬‬ ‫الزيادة في العمر على الطاعة إظها ًرا لشأنها‪ ،‬وهو‪-‬سبحانه‪ -‬يعلم َأ َّن العبد سيصل رحمه‪ ،‬أو‬ ‫لا يصلها‪ ،‬ولا بد لعلمه‪-‬تعالى‪-‬أن يتحقق‪ ،‬قال الله تعالى‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪ ) 3‬سورة الرعد‪ .‬الآية‪.39 :‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬أخرجه البزار في مسنده وصححه ابن حبان والحاكم‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫(‪ ) 2‬متفق عليه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مذهب المعتزلة‪:‬‬ ‫للمعتزلة في أجل المقتول ثلاثة أقوال‪:‬‬ ‫القول الأول للكعبي من المعتزلة‪ :‬وهو أن القتل فعل العبد القاتل‪ ،‬والموت فعل الله‪ ،‬فالمقتول ليس‬ ‫ميتا واستدل على رأيه بقول الله‪-‬تعالى‪:-‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ ووجه الاستدلال عنده عطف القتل على الموت‪ ،‬والعطف يقتضي المغايرة‪ ،‬مما يدل على‬ ‫َأ َّن المقتول لم يمت‪ ،‬وأن هناك أجلين‪ :‬أجل القتل وأجل الموت‪ ،‬فلو لم يقتل المقتول لعاش إلى‬ ‫أجل موته‪.‬‬ ‫‏ويجاب على هذا بأن معنى الآية‪َ ( :‬و َل ِئن ُّم ُّت ْم) من غير سبب‪َ ( ،‬أ ْو ُقتِ ْل ُت ْم)‬ ‫‏بأن متم بسبب‪.‬‬ ‫ القول الثاني‪ :‬لجمهور المعتزلة‪ :‬وهو أ َّن للمقتول أج ًل واح ًدا‪ ،‬وهو أجل الموت‪ ،‬والقاتل‬ ‫قطع على المقتول أجله‪ ،‬فلو لم يقتله لعاش إلى أجله الذي حدده الله له‪.‬‬ ‫ ‏القول الثالث‪ :‬لأبي الهذيل العلاف‪ .‬أحد أئمتهم ‪ -‬وهو َأ َّن المقتول له أج ٌل واح ٌد وهو الوقت‬ ‫الذي قتل فيه‪ ،‬فلو لم يقتل لمات في الوقت الذي قتل فيه‪ ،‬وهو في هذا يوافق أه َل السن ِة‪.‬‬ ‫المناقشة‬ ‫‪1.1‬ما معنى الإيمان بالموت؟‪ ،‬وما حكم الإيمان به؟‪.‬‬ ‫‪2.2‬ما حكم منكر الموت؟ وما الدليل على فناء الخلق وبقا‪ ،‬الخالق؟‬ ‫‪3.3‬للإنسان أجل واحد عند أهل السنة‪ ،‬فما رأي المعتزلة في ذلك؟‪.‬‬ ‫‪4.4‬كيف تفسر طول العمر في قول النبي  في الحديث ((من سره أن يعظم الله رزقه وأن‬ ‫يم َّد في أجله فليصل رحمه)) ؟‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬سورة آل عمران‪ .‬الآية‪.158 :‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪5‬‬ ‫النفخ في الصور وما اختلف في فنائه‬ ‫َقا َل النَّا ِظ ُم ‪:‬‬ ‫واستظه َر ال ُّسبكي بقاها اللذ ُع ِر ْف‬ ‫‪٦٦‬‏‪ -‬وفي فنـا ال َّنف ِس لـدى النَّ ْف ِخ اخ ُتلِ ْف‬ ‫ال ُحــــ ْز ُّن لـــلبــلى وو َّضــحـــا‬ ‫‪ 7‬‏‪ -6‬عجب ال َّذ َن ِب كالرو ِح لكن َص َّح َحا‬ ‫عـمومه فــاطــلب َلِا قد َلـّ ُصوا‬ ‫‪68‬‏‪ -‬وكــ ُّل شيء هـال ٌك قد خــ َّص ُصوا‬ ‫اختلف العلماءفي فناء النفسأي الروحعند نفخ (إسرافيل)في الصور النفخةأولى‪:‬‬ ‫‪1.1‬فذهبت طائفة إلى الحكم بفنائها عند ذلك لظاهر قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪2.2‬وذهبت طائفة أخرى إلى الحكم بعدم فنائها عند ذلك‪.‬‬ ‫ ‏وأما قبل نفخ إسرافيل في الصور النفخة الأولى‪ ،‬فلا خلاف بين المسلمين في بقائها‪ .‬وتسمى ‬ ‫املوإننلف‪:‬ا اخلُغمةلِاالَئشأكوعةللىاي‪:‬لهأنإرفبنعخكةةاااللنفرنمؤااءس‪.‬اتء(وق‪،‬بل‪)2‬اوليابلذقلحوىكر‏‪،‬عانلكعدايلهأانن‪،‬ب َيحاو ٌّءميوإعللسايهمىامعاللتي‪،‬هصإاللنالةمصليواالكةسنواللماامس‪،‬لتإالقمبا‪َ ،‬مللأذننلهش ُاكص‪،‬ء ِعا َللقه ‬ ‫ ‬ ‫في الدنيا مرة‪ ،‬ف ُجو ِزي بها‪ .‬فجميع الأنبياء بعد الموت تعود إليهم أرواحهم‪ ،‬ثم ُيغشى عليهم ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ عند النفخة الأولى إلا موسى لما حصل له في الدنيا‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬سورة الرحمن‪ .‬الآية‪.26 :‬‬ ‫(‪ ) 2‬هم جبريل وميكا ئيل وإسرافيل وملك الموت‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫ ثم َينفخ إسرافي ُل في الصور النفخة الثانية‪ ،‬وتسمى‪ :‬نفخة البعث‪ .‬فيجمع الله الأروح‬ ‫إلى أجسادها‪.‬‬ ‫وبين النفختين اربعون عا ًما على ما في الصحيحين‬ ‫واختار الإمام تقي الدين ال ُّس ْبكي‪-‬وهو القول المختار ‪ -‬بقاء الروح‪ ،‬لأن العلماء اتفقوا على بقائها‬ ‫بعد الموت لسؤالها في القبر‪ ،‬وتنعيمها‪ ،‬أو تعذيبها فيه‪ .‬والأصل في كل با ٍق استمراره‪ ،‬حتى يظهر‬ ‫ما يصرف عنه‪.‬‬ ‫ فالدليل على بقائها‪ :‬الاستصحاب‪ ،‬فتكون من المستثنى بقوله‪-‬تعالى‪:-‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫عجب الذنب‪:‬‬ ‫هو عظم صغير في آخر سلسلة ظهر الإنسان‪.‬‬ ‫وقد اخ ُتلف في فنائه كالروح‪:‬‬ ‫‪1.1‬فذهب الإمام إسماعيل بن يحيى ال ُمـ َز ِن إلى أنه يبلى ويفنى تمس ًكا بظاهر قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫وفناء الكل يستلزم فناء الجزء‪.‬‬ ‫‪2.2‬وذهب جمهور العلماء إلى أنه لا َي ْبلى للأحاديث الصحيحة‪ .‬ومنها قوله ﷺ‪« :‬كل ابن آدم يأكله‬ ‫التراب إلا عجب الذنب‪ ،‬منه ُخ ِلق‪ ،‬ومنه ُي َر َّكب»‪)3(.‬‬ ‫(‪ )3‬أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬سورة النمل‪ .‬الآية‪.78 :‬‬ ‫(‪ ) 2‬سورة الرحمن‪ .‬الآية‪.26 :‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪3.3‬وأما قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫فقد ذكر العلما‪ ،‬فيه أمرين‪:‬‬ ‫‪1.1‬أن العموم في الآية على غير الأمور التي وردت الأحاديث باستثنائها‪ ،‬كالروح‪ ،‬وعجب‬ ‫الذنب‪ ،‬وأجساد الأنبياء‪ ،‬والشهداء‪ ،‬والعرش‪ ،‬والكرسي‪ ،‬والجنة والنار‪ ،‬والحور العين‪،‬‬ ‫ونحو ذلك‪ ،‬فالآية من العام المخصوص‪.‬‬ ‫‪2.2‬وقال محققو المتأخرين‪ :‬ليس في الآية استثناء ولا تخصيص‪ .‬فمعنى (هالك)‪ :‬قابل للهلاك‪ ،‬كما‬ ‫هو معنى‪( :‬فا ٍن) أي ًضا‪.‬‬ ‫المناقشة‬ ‫‪1.1‬ما اسم الملك الذي ينفخ في(الصور)؟‪ ،‬وكم عدد النفخات؟ وما الدليل من القرآن الكريم؟‬ ‫‪2.2‬اختلف في فناء (الروح) اذكر المذاهب بأدلتها مع الترجيح‪.‬‬ ‫‪3.3‬ما المقصود بعجب الذنب؟ وما المذاهب في بقائه أو فنائه؟ وأيها تختار؟‬ ‫‪4.4‬كيف فهم العلماء قوله تعالى‪:‬‬ ‫وقوله تعالى‪:‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬سورة الرحمن‪ .‬الآية‪.26 :‬‬ ‫‪21‬‬

‫َن ٌّص ِم َن ال َّشا ِر ِع لكِ ْن ُو ِج َدا‬ ‫‪6‬‬ ‫َف َحـ ْس ُب َك ال َّن ُّص ِ َب َذا ال َّسنَ ِد‬ ‫الروح‬ ‫َقا َل النَّاظِ ُم ‪:‬‬ ‫‪ - 69‬و َل َ ُت ْض ِف ال ُّرو ِح إِ ْذ َما َو َردا‬ ‫‪َ - 7 0‬لِالِ ٍك ِه ْي ُصـو َر ٌة َكــال َج َسـ ِد‬ ‫الروح من أمر الله‪-‬تعالى‪-‬لا يعلمها إلا خالقها‪ ،‬وقال تعالى‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ وقد فهم بعض العلماء النهي عن البحث في الروح‪ ،‬وأنها من الغيب الذي استأثر الله بعلمه‪،‬‬ ‫فقال بعضهم‪ :‬البحث فيها مكروه‪ ،‬ومنهم من قال بتحريمه‪ ،‬وهو الإمام الجنيد‪.‬‬ ‫ لكن الكثير من العلماء لم يمنع من البحث فيها‪ ،‬وقالوا‪ :‬ليس في الآية ما يدل على المنع من‬ ‫البحث فيها‪ ،‬بل على العكس‪ ،‬فإن فيها ما يشير إلى الاستفادة من البحث فيها‪ ،‬وهو ما يشير إليه‬ ‫قوله‪-‬تعالى‪:-‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬سورة الإسراء‪ .‬الآية‪.85 :‬‬ ‫(‪ ) 2‬سورة الإسراء‪ .‬الآية‪.85 :‬‬ ‫‪22‬‬

‫واختلف العلماء المجيزون للبحث في الروح‪:‬‬ ‫فمنهم من قال‪ :‬إنها جسم له صورة وأعضاء‪ ،‬كالبدن‪ ،‬وهذا الرأي لبعض المالكية‪.‬‬ ‫ ويرى إمام الحرمين أ َّن الروح جسم لطيف شفاف مشتبك بالجسم كاشتباك الماء بالعود‬ ‫الأخضر‪ ،‬فهي سارية في جميع البدن‪.‬‬ ‫ وذهب جماعة من الصوفية والمعتزلة إلى أنها ليست بجسم ولا َع َرض‪ ،‬بل هي جوهر مجرد‬ ‫يتعلق بالبدن تعلق تدبير‪.‬‬ ‫ وذهب «ال ِع ُّز ب ُن عبد السلام» إلى أن لكل فرد روحين‪ :‬روح اليقظة‪ ،‬وروح الحياة‪ ،‬فإذا‬ ‫خرجت روح اليقظة نام الإنسان‪ ،‬واذا خرجت روح الحياة مات‪ ،‬ولا يعرف مق ّرهما إلا الله تعالى‬ ‫وقد فهم هذا من قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ وليس في الآية ما ينص على وجود روحين لكل إنسان‪ ،‬وإنما هي روح واحدة‪ ،‬و ُش ِّبه النوم‬ ‫بالموت لعدم التمييز‪.‬‬ ‫ ولم يرد ن ٌص شرعي يح ّدد شكل الروح وحقيقتها؛ ولا يتوقف على العلم بحقيقتها ايمان‬ ‫أو عبادة‪ ،‬بل تركت معرفتها والبحث فيها للإنسان؛ ليستفيد من البحث فيها في شئون حياته‪،‬‬ ‫ولتكون آي ًة على الإيمان بالله‪-‬تعالى‪ ،-‬كما هو الشأن في البحث في المخلوقات‪ ،‬وقد قال سبحانه‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬سورة الزمر‪ .‬الآية‪.42 :‬‬ ‫(‪ ) 2‬سورة الذاريات‪ .‬الآية‪.21-20 :‬‬ ‫‪23‬‬

‫حدوث الروح‪:‬‬ ‫أجمع العلماء على حدوث الروح؛ لأنها من العالم‪ ،‬وهو حادث‪.‬‬ ‫لكنهم اختلفوا فيما إذا كانت الروح مخلوقة قبل البدن أم البدن مخلوق قبلها‪ .‬فمنهم من ذهب إلى‬ ‫أن الروح مخلوقة قبل البدن‪.‬‬ ‫ واستدلوا بقوله ‪ -‬تعال‪:-‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫وقول رسول الله ‪« :‬الأرواح جنو ٌد مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف»(‪)2‬‬ ‫‏ فالأرواح يوم أخذت من الظهور كان بعضها يتدابر‪ ،‬وبعضها يتقابل‪ ،‬فما تدابر منها تنافر‬ ‫واختلف‪ ،‬وما تقابل تعارف وائتلف‪ ،‬وذهب بعضهم ‪ -‬ومنهم الإمام أبو حامد الغزالي‪ -‬إلى أن‬ ‫البدن خلق قبل الروح‪.‬‬ ‫ واستدلوا بقوله ‪:‬‬ ‫«إِ َّن َأ َح َد ُك ْم ُ ْي َم ُع َخ ْل ُق ُه ِف َب ْط ِن ُأ َّم ِه َأ ْر َب ِعي َن َي ْو ًما ُن ْط َف ًة‪ُ ،‬ث َّم َي ُكو ُن َع َل َق ًة ِم ْث ُل َذلِ َك‪ُ ،‬ث َّم َي ُكو ُن ُم ْض َغ ًة‬ ‫ِم ْث ُل َذل َك‪ُ ،‬ث َّم ُي ْر ِس ُل ال َم َل ُك َف َينْ ُف ُخ فِي ِه ال ُّرو َح‪)3(»...‬‬ ‫ففي قوله‪« :‬فينفخ فيه الروح» دليل على أ َّن الروح نفخت بعد تكوين الجسد‪ .‬والرأي الأول أرجح‪.‬‬ ‫‏ وأما استدلال الفريق الثاني بحديث نفخ الروح فمردود عليه بأن النفخ لا يفيد الخلق في‬ ‫وقت النفخ‪ ،‬ولكن قد ينفخ ما هو مخلوق من قبل‪.‬‬ ‫(‪ )3‬اكديت (أخرخه البخاري)‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬سورة الأعراف‪ .‬الآية‪.172 :‬‬ ‫(‪ ) 2‬متفق عايه‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫ ‏وذهب أكثر أهل السنة إلى أن الأسلم عدم البحث في الروح؛ حتى لا تز َّل العقول‪ ،‬فتثبت‬ ‫أمو ًرا منتفية‪ ،‬أو تنفي أمو ًرا ثابتة‪.‬‬ ‫َن ٌّص ِم َن ال َّشار ِع ل ِك ْن ُو ِج َدا‬ ‫‏وهذا ما رجحه صاحب الجوهرة حيث قال‪:‬‬ ‫و َل َ ُت ْض ِف ال ُّرو ِح إِ ْذ َما َو َر َدا‬ ‫المناقشة‬ ‫‪1.1‬اشرح مبينًا مذاهب العلماء في جواز البحث في الروح‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪7‬‬ ‫سؤال القبر وعذابه ونعيمه‬ ‫َقا َل النَّاظِ ُم ‪:‬‬ ‫َن ِعي ُم ُه َوا ِج ْب َك َب ْع ِث ال َح ْ ِش‬ ‫‪ُ - 71‬ش َؤا ُل َنا ُث َّم َع َذا ُب ال َق ْ ِب‬ ‫معنى القبر‪:‬‬ ‫ ‏القبر هو كل مكان يضم جسد الميت؛ سواء أكان في بقع ٍة من الأرض‪ ،‬أم في جو ِف الأسماك‪،‬‬ ‫أم في قاع البحر‪ ،‬أم َذ ْري الجسد في الهواء‪ ،‬فالجو الذي تناثر فيه الجس ُد يع ُّد قب ًرا له‪.‬‬ ‫ ‏وإطلاق القبر على المكان من الأرض المعروف من قبيل الغالب‪.‬‬ ‫الحياة البرزخية‪:‬‬ ‫‏الومارلإنحل ُسةاالنفيام ُّرصلب ُةمهريحلالةبرفازخص‪،‬لةوابليحنيااةلحفيياهةاا ُتل َدسن َّيما اىلبتاليحيياف ِةا ارلقبهرازواخيلةحي‪،‬‏اقةااللآ‪-‬خترعةااللىت‪-‬ي‪:‬ينتظرها‪ ،‬وهذه‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ ‏وإذا كانت رو ُح الإنسان متصل ًة بجسده في الدنيا اتصا ًل يتناسب مع الحياة الدنيوية التي‬ ‫يعيشها‪ ،‬فإ َّن الرو َح تعود بعد موت الإنسان ومفارقته للدنيا؛ لتتصل اتصا ًل يتناسب مع ما يلقاه‬ ‫في هذه الحياة البرزخية‪ ،‬مما أخبر به الوحي‪ :‬من سؤال‪ ،‬أو نعيم‪ ،‬أو عذاب‪.‬‬ ‫ واذا كنا في الدنيا نشعر بآثار اتصال الروح بالجسد من غير َأ ْن نرى ذلك الاتصال‪ ،‬أو نشعر‬ ‫دخل‬ ‫بعد الموت لا سبيل لنا إلى إدراكه؛ فقد‬ ‫فإن اتصال الروح بالجسد‬ ‫به شعو ًرا حس ًّيا مباش ًرا‬ ‫لا يعرف أحد شي ًئا عنها إلا صاحبها‪.‬‬ ‫‪ -‬بداية مراح ِل الجزا ِء التي‬ ‫الإنسان ‪ -‬بدخوله قبره‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬سورة المؤمنون‪ .‬الآية‪.100:‬‬ ‫‪26‬‬

‫سؤال القبر‪:‬‬ ‫إذا فارق الإنسان الدنيا ودخل القبر أتاه ملكان‪ :‬أحدهما منكر‪ ،‬والآخر نكير‪ ،‬فيعيدان روحه إلى‬ ‫جسده؛ لتعود له الحياة بالقدر الذي يفهم السؤال‪ ،‬ويجيب عنه‪ ،‬وبقدر ما يشعر بما يلاقيه في هذه‬ ‫المرحلة البرزخية مما ورد في الشرع ‪.‬‬ ‫الأدلة على سؤال القبر‪:‬‬ ‫حديث أنس بن مالك ‪َ ،‬أ َّن ر َس ُو َل الله ﷺ‪َ ،‬قا َل‪« :‬إِ َّن ا ْل َع ْب َد إِ َذا ُو ِض َع ِف َق ْ ِب ِه‪َ ،‬و َت َو َّل َعنْ ُه‬ ‫َأ ْص َحا ُب ُه‪َ ،‬وإ َّن ُه َل َي ْس َم ُع َق ْر َع نِ َعا َِلم‪َ ،‬أ َتا ُه َم َل َكا ِن‪َ ،‬ف ُي ْق ِع َدانِ ِه َفي ُقو َلن‪َ :‬ما ُكنْ َت َت ُقو ُل في ه َذا ال َّر ُجل‬ ‫( ُلِ َح َّمد ﷺ ) َف َّأ َما الم ْؤ ِم ُن َف َي ُقو ُل‪َ :‬أ ْش َه ُد َأ َّن ُه َع ْب ُد الله َو َر ُسو ُل ُه َف ُي ًقا ُل َل ُه‪ :‬ا ْن ُظ ْر إِ َل َم ْق َع ِد َك ِم َن النَّا ِر‪،‬‬ ‫َق ّد َأ ْب َد َل َك الله بِ ِه َم ْق َع ًدا ِم َن ال َجنَّ ِة َف َ َيا ُ َهاِ َجِي ًعا‪)1(.‬‬ ‫ حديث ا ْل َ َبا ِء ْبن َعا ِزب‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِّي ﷺ‪َ ،‬قا َل‪ :‬إِ َذا ُأ ْق ِع َد ال ُم ْؤ ِم ُن ِف َق ْ ِب ِه ُأ ِ َت‪ُ ،‬ث َّم َشه َد َأ ْن َل‬ ‫إِله إِ َّل الله‪َ ،‬و َأ َّن ُمَ َّم ًدا َر ُسو ُل الله‪َ ،‬فذلِ َك َقو ُل ُه ( ُي َث ِّب ُت الل ُه ا َّلذ ِي َن َءا َمنُوا بِا ْل َق ْو ِل ال َّثابِ ِت)(‪)2.‬‬ ‫عموم سؤال القبر جميع المكلفين‪:‬‬ ‫وسؤال القبر عام لجميع المكلفين مؤ ِمنهم وكافِرهم‪ ،‬الطائعين والعصاة؛ لأنه ليس هناك دلي ٌل‬ ‫بتخصيصه بفريق دون آخر‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬متفق عليه‪.‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه البخاري‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫كيفية السؤال‪:‬‬ ‫سؤال الملكين عن الأمور العامة‪ ،‬كما جاء في الأحاديث‪َ ،‬ف ُيس َأ ُل الميت عن ر ِّبه‪ ،‬ودينه‪ ،‬والنبي‬ ‫الذي أرسل إليه‪.‬‬ ‫الدليل على كيفية السؤال‪:‬‬ ‫َع ِن ال َ َبا ِء ب ِن َعا ِز ٍب ‪َ ‬قا َل‪َ :‬خ َر ْجنَا َم َع َر ُسو ِل الله ﷺ ِف ِجنَا َز ِة َر ُج ٍل ِم َن الأَ ْن َصا ِر وفيه‪:‬‬ ‫« َو ُ ْي ِل َسانِ َه َف َي ُقو َل ِن‪َ :‬م ْن َر َّب َك؟ َو َما ِدينُ َك؟ َف َي ُقو ُل‪َ :‬ر ِب الله َو ِدينِي ا ِل ْس َل ُم َف َي ُقو َلن‪َ :‬ما َت ُقو ُل ِف‬ ‫َه َذا ال َّر ُج ِل ا ِّل ِذي ُب ِع َث فِي ُك ْم؟ َف َي ُقو ُل‪ُ :‬ه َو َر ُسو ُل الله ﷺ َف َي ُقو َل ِن‪َ :‬و َما ُي ْد ِري َك؟ َف َي ُقو ُل‪َ :‬جا َء َنا‬ ‫بِا ْل َّب ِينَا ِت من ربنا َفـآ َمن ُت بِ ِه َو َص َّد ْق ُت ُه َو َذلِ َك َق ْو ُل ُه ‪)2()1( :‬‬ ‫ وأ َّما تفا َصي ُل السؤا ِل ف ُي ْس َأ ُل عنها المكلف يو َم القيامة‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬سورة إبراهيم‪ .‬الآية‪.27 :‬‬ ‫(‪ ) 2‬رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫عذاب القبر ونعيمه‪:‬‬ ‫إذا فرغ الملكان من سؤال الميت بدأت نتائج إجايته عن سؤالهما ‪ ،‬يلاقيها في حياته البرزخية‪ ،‬فمن‬ ‫َث َّبتـَه الله‪-‬تعالى‪-‬في السؤال كان في نعيم القبر‪ ،‬ومن لم ُي َث َّبت في السؤال كان في عذاب القبر إلى أن‬ ‫يلقى جزاءه يوم القيامة‪.‬‬ ‫الأدلة على عذاب القبر ونعيمه‪:‬‬ ‫جاءت النصوص الكثيرة دال ًة على عذاب القبر ونعيمه من القرآن الكريم‪ ،‬والسنة النبوية‪.‬‬ ‫من القرآن الكريم‪:‬‬ ‫قوله‪-‬تعالى‪-‬عن قوم نوح ‪: ‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ووجه دلالة الآية أنها عطفت إدخالهم النار على إغراقهم بالفاء‪ ،‬والعطف بالفاء يفيد الترتيب‬ ‫والتعقيب‪ ،‬بمعنى أنهم أدخلوا نا ًرا بعد إغراقهم‪.‬‬ ‫وقوله تعالى عن آل فرعون‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ووجه الدلالة من الآية أنها تح َّدثت عن عرضهم على النار ُغد َّوا وعش ًّيا قبل يوم القيامة‪ ،‬ثم عطفت‬ ‫دخولهمأش َّد العذابيومالقيامة‪،‬والعطفيقتضيالمغايرة‪،‬كماأنيومالقيامةلاغدوةفيهولاعشي‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )1‬سورة نوح‪ .‬الآية‪.25 :‬‬ ‫(‪ ) 2‬سورة غافر‪ .‬الآية‪.46 :‬‬ ‫‪29‬‬

‫وهناك أدل ٌة أخرى من القرآن الكريم تفيد أ َّن المكلف يبدأ يتلقى بعض جزائه بمج َّرد إدباره عن‬ ‫الدنيا‪ ،‬بخروج روحه‪ ،‬كقوله‪-‬تعالى‪:-‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫وقوله‪-‬تعالى‪:-‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫قوله‪-‬تعالى‪:-‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪ )3‬سورة محمد الآية‪.27 :‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬سورة الأنعام‪ .‬الآية‪.93 :‬‬ ‫(‪ ) 2‬سورة الأنفال‪ .‬الآية‪.51-50 :‬‬ ‫‪30‬‬

‫من السنة النبوية المطهرة‪:‬‬ ‫كثرت الأحاديث الدالة على ثبوت نعيم القبر وعذابه ح َّتى بلغت في مجموعها مبلغ التواتر‬ ‫المعنوي‪ .‬فكثي ًرا ما كان النبي ‪« ‬يتع َّوذ من عذاب القبر »‬ ‫وفى الصحيحين َع ْن ابن َع َّباس‪َ ‬م َّر النَّبِ ُّي  َع َل َق ْ َب ْي ِن َف َقا َل ‪« :‬إِ َّنُم َا َل ُي َع َّذبا ِن َو َما ُي َع َّذ َبا ِن ِم ْن‬ ‫َكبِي ٍر ُث َّم َقا َل َب َل َأ َّما َأ َح ُد ُ َها َف َكا َن َي ْس َعى بِالنَّ ِمي َم ِة‪َ ،‬و َأ َّما الآخر َف َكا َن َل َي ْس َت ِت ِم ْن َب ْولِ ِه»(‪)1.‬‬ ‫ وقال رسول الله ‪« :‬إِ َّن َم ا ْل َق ْ ُب َر ْو َض ٌة ِم ْن ِر َيا ِض الجَنَّ ِة َأ ْو ُح ْف َر ُة ِم ْن ُح َف ِر النَّا ِر»(‪)2.‬‬ ‫ وقدأجمعالسلفقبلظهورالمخالفعلىإثباتعذابالقبر‪،‬ولميعرفعنهممخال ٌففيذلك‪.‬‬ ‫المنكرون لنعيم القبر وعذابه‪:‬‬ ‫بدأ يظهر المنكرون لعذاب القبر ونعيمه بظهور البدع وأهل الأهواء قديما وحديثا‪.‬‬ ‫شبهات المنكرين‪:‬‬ ‫لا يستند المنكرون لعذاب القبر ونعيمه إلى أدلة بل إلى شبهات تدفع بأدنى نظر‪ ،‬والسبب في‬ ‫إنكارهم أن عقولهم لم تتسع لما أثبته الله ورسوله؛ لذلك تشابهت شبهاتهم في القديم والحديث‪.‬‬ ‫ فهم يقولون ‪ :‬إننا نرى الميت جثة هامدة‪ ،‬ولا نرى عليه آثار نعيم أو عذاب‪ ،‬ونرى المقتول‬ ‫مصلو ًبا ولا أثر للعذاب والنعيم عليه‪ ،‬وكيف يجمع من ُذ ِّري جسده في الهواء ل ُين َّعم أو ُيع َّذب؟!‪،‬‬ ‫إلى غير ذلك من الاستبعادات‪ ،‬التي هي من جنس استبعادات منكري البعث حيث قالوا‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪ )3‬سورة ق‪ .‬الآية‪.3 :‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬متفق عليه‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫(‪ )2‬رواه الترمذي وقال هذا حديث غريب‪.‬‬

‫الجواب عن شبهات المنكرين‪:‬‬ ‫ويكفي أن يعلم المنكرون أن عذاب القبر ونعيمه من الأمور الممكنة عقل ًا وليست بمستحيلة‬ ‫عقل ًا‪ ،‬وقد أخبر بها القرآن والسنة‪ ،‬وأجمع عليها سلف الأمة قبل ظهور المخالف‪.‬‬ ‫ ولو كان مجر ُد استبعا ِد الشيء سب ًبا في إنكاره؛ لأنكرنا أمو ًرا كثيرة في حياتنا‪ ،‬وكم من أشياء‬ ‫كانت لغرابتها أشبه بالمستحيل‪ ،‬كوسائل الاتصال والنقل الحديثة فقد أصبحت من المألوفات‪.‬‬ ‫ وفي حياتنا ما ُي َق ِّرب لنا إمكانية عذاب القبر ونعيمه؛ فإن النائم بجوارنا قد يتأ ّل أو‬ ‫يتل ّذذ ومن بجواره لا يشعر به‪ ،‬وقد كان النبي ﷺ يرى الم َلك ويحاوره ولا يحس به من‬ ‫يجالسه من أصحابه‪.‬‬ ‫ والأمر داخل في حيز الممكنات وليس من قبيل المستحيلات غاية الأمر أن من الممكنات‬ ‫أمو ًرا لم نشاهدها ولم نتعود على تصورها وهضم كيفيتها فيتخيل الإنسان لأول وهلة أن الأمر‬ ‫مستحيل‪ ،‬فليس عسي ًرا على الله جل وعلا أن يعكس الحياة مرة أخرى على ذرات الجسم سواء‬ ‫كانت مجتمعة في قبر‪ ،‬أو موزعة في فلاة‪ ،‬أو متفرقة في بطن سبع فيعي بذلك السؤال والجواب‬ ‫ويرى الملك ويكلمه والكيفية لا نعملها فحقائق ما بعد الموت متعلقة بنظام مختلف كل الاختلاف‬ ‫عن نظام هذا العالم المرئي لنا‪.‬‬ ‫المناقشة‬ ‫‪1.1‬ما المقصود بالقبر؟ وما المراد بالحياة البرزخية؟‬ ‫‪2.2‬ما الدليل على سؤال القبر؟ وعن أي شيء يسأل الإنسان في قبره؟‬ ‫‪3.3‬ما أدلة نعيم القبر وعذابه من القرآن الكريم‪ ،‬ومن السنة المطهرة؟‬ ‫‪32‬‬

‫َع ْن َع َد ِم و ِقي َل َع ْن َت ْف ِريق‬ ‫‪8‬‬ ‫بِالأَ ْنبِ َيا ِء َو َم ْن َع َل ْي ِهم َن َّصا‬ ‫َو ُر ِّج َح ْت إِ َعـا َد ُة الأ ْع َيا ِن‬ ‫البعث والحساب‬ ‫ح ٌّق ومـا في حـ ِّقه ارتيا ُب‬ ‫َقا َل النَّاظِ ُم ‪:‬‬ ‫‪َ - 7 2‬و ُق ْل ُيعـا ُد الج ِـ ْس ُم بال َّت ْحـ ِقي ِق‬ ‫‪ْ َ - 7 3‬م َضين َلك ْن َذا الخلا ُف ُخ َّصا‬ ‫‪َ - 7 4‬و ِف إِ َعـا َد ِة ال َعـ َر ْض َقــ ْولا ِن‬ ‫‪َ - 75‬و ِف ال َّزمـ ِن َق ْولا ِن َوا ِْل َسـا ُب‬ ‫البعث عبارة عن‪ :‬إحياء الله الموتى وإخراجهم من قبورهم‪ ،‬إما بعد جمع أجزائهم‪ ،‬وإما عن عدم‬ ‫محض أي‪ :‬فناء محض‪ ،‬وذلك استعدا ًدا للحشر والحساب والجزاء وإما إلى جنة وإما إلى نار‪.‬‬ ‫إمكانية البعث‪:‬‬ ‫ولكن‪ :‬هل البعث على هذا الحال أمر ممكن؟ نعم؛ لأن البعث لا يلزم من فرض وقوعه محال فهو‬ ‫أمر ممكن‪ ،‬وكل ممكن جائز الوقوع؛ إذن البعث جائز الوقوع‪ ،‬وأي ًضا؛ لأن القادر على البدء قادر‬ ‫على الإعادة‪ ،‬بل إن الإعادة أهون فى نظر العقلاء‪.‬‬ ‫ الأدلة على البعث‪ :‬لقد ثبت البعث بالكتاب والسنة وإجماع الأمة‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬سور المؤمنون‪ .‬قالآية‪.115 :‬‬ ‫‪33‬‬

‫وقال أي ًضا‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫وبناء على ما سبق فإن البعث سيقع فعل ًا‪ :‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫وقال أي ًضا‪:‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫ويأتي هنا سؤال آخر‪ :‬هل الإعادة عن عدم محض‪ ،‬أو الإعادة عبارة عن جمع الأجزاء‬ ‫المفرقة؟ اختلف المتكلمون في هذه المسألة على رأيين ‪:‬‬ ‫ أما الرأي الأول فيرى‪ :‬أن الناس عندما يموتون تعدم أجسامهم وتفنى‪ ،‬بحيث لا يكون‬ ‫ث َّمة شيء ولا يكون هناك أي أثر للجسم‪ ،‬وهذا هو العدم المحض‪.‬‬ ‫(‪ )3‬سورة يونس‪ .‬الآية‪.53 :‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ )4‬سورة التغابن‪ .‬الآية‪.7 :‬‬ ‫(‪ )1‬سورة يس‪ .‬الآيتان‪.79-78 :‬‬ ‫(‪ )2‬سورة الأنبياء‪.‬الآية‪.103 :‬‬ ‫‪34‬‬

‫ويستدل أصحاب هذا الرأي ببعض الآيات القرآنية منها قوله ‪ -‬تعالى‪:-‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ومنها أي ًضا‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫والفناء فى الآية الأولى والهلاك فى الآية الثانية بمعنى العدم‪.‬‬ ‫ أما الرأي الثاني فيرى‪َ :‬أ َّن الناس عندما يموتون تتفرق أجسامهم وتتحول هذه الأجسام إلى‬ ‫أجزاء مفرقة‪ ،‬وتخرج هذه الأجزاء وتتحول من مادة إلى مادة أخرى‪ ،‬وذلك مع الاحتفاظ بأساس‬ ‫المادة الأصلية التي يتكون منها الجسم‪.‬‬ ‫ ويستدل أصحاب هذا الرأي ببعض الآيات القرآنية منها قوله تعالى لسيدنا إبراهيم عندما‬ ‫سأله عن كيفية إحياء الموتى‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ومنها أي ًضا‪:‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫ وعلى كلا الرأيين لابد للمكلف أن يعتقد بالمعاد‪ ،‬ولا يلزم أن يعتقد بأحد الرأيين‪ ،‬وأن يعتقد‬ ‫أن ال ُم َعاد هو الجسم الأول بعينه وليس مثيل ًا له‪ ،‬وإلا لزم أن الجسم ال ُمثاب أو المعذب ليس هو‬ ‫الجسم الذي أطاع وعصى‪.‬‬ ‫ والإعادة تشمل الأجسام أي الأجزاء الأصلية من الجسم كاليد والقدم‪ ،‬أما الأجزاء التي‬ ‫تزول مثل الشعر والأظافر فإنها لا تعود‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 3‬سورة القيامة‪ .‬الآية‪.26 :‬‬ ‫(‪ )1‬سورة الرحمن‪ .‬الآية‪.26 :‬‬ ‫(‪ ) 4‬سورة القيامة‪ .‬الآية‪.4-3 :‬‬ ‫(‪ )2‬سورة القصص‪ .‬الآية‪.88 :‬‬ ‫‪35‬‬

‫حكم إعادة الأعراض‪:‬‬ ‫أما الأعراض فقد اخ ُت ِلف فيها‪ :‬فقيل‪ :‬تعود‪ ،‬وعلى هذا فهي تشمل الأعراض اللازمة فقط‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫الطول والعرض واللون‪ ،‬بخلاف الأعراض غير اللازمة مثل‪ :‬الأصوات‪.‬‬ ‫ وقيل الإعادة لا تشمل الأعراض؛ لأنه يلزم عليها اجتماع المتنافيات كالطول والقصر‪،‬‬ ‫والكبر والصغر‪ ،‬و ُرد عليهم‪ :‬بأن إعادة العرض ليست دفعة واحدة بل على التدريج كما كانت في‬ ‫الدنيا‪ ،‬لكن يمر عليه جميع الأعراض كلمح البصر‪ ،‬والتفويض في مثل هذه الأمور أفضل‪ ،‬وكذا‬ ‫الأمر في إعادة الزمان‪.‬‬ ‫ وقد ورد أن الأرض لا تأكل أجسام الأنبياء ولا تبلي أبدانهم‪ ،‬وكذلك بعض الصالحين‬ ‫والشهداء والعلماء‪ ،‬لا تبلى أبدانهم‪ ،‬فإعادتهم لا تكون عن تفريق أو عدم‪.‬‬ ‫الحشر‪:‬‬ ‫ هو َس ْوق الناس جميع ًا إلى الموقف الذي يحاسبون فيه بعد بعثهم من قبورهم‪ ،‬ومكان الموقف‬ ‫هو ا لأرض المبدلة كما يقول سبحانه‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬سورة إبراهيم‪ .‬الآية‪.38 :‬‬ ‫‪36‬‬

‫أنواع الحشر أربعة‪ :‬اثنان في الدنيا‪ ،‬واثنان في الآخرة‪.‬‬ ‫ الحشر الأول في الدنيا وهو‪ :‬إخراج اليهود من جزيرة العرب‪ ،‬وهو الوارد في قوله تعالى‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ الحشر الثاني في الدنيا وهو‪ :‬النار التي تخرج من عدن باليمن قرب قيام الساعة فتسوق الكفار إلى‬ ‫المحشر‪ ،‬فتكون معهم على جميع أحوالهم فتبيت معهم حيث باتوا‪ ،‬وتقيل معهم حيث قالوا‪)2(.‬‬ ‫الحشر الثالث في الآخرة وهو‪ :‬حشر الناس إلى الموقف‪.‬‬ ‫ الحشر الرابع في الاخرة وهو‪ :‬صرف الناس من الموقف إلى الجنة أوالنار‪.‬‬ ‫هل الحشر لجميع المخلوقات أو لبعضهم؟‬ ‫ذهب المحققون إلى أن كل من يحتاج إلى الفصل ُ ْيشر‪ ،‬ولا يختص الأمر بمن يحتاج إلى الجزاء‪،‬‬ ‫وعلى ذلك يحشر الإنس والجن والملائكة والحيوانات من بهائم ووحو ٍش‪.‬‬ ‫ ويؤيد هذا الرأي قوله قوله‪« : ‬حتى يقضي للشاة الجماء من الشاة القرناء»(‪)،3‬والحكمة من‬ ‫حشر البهائم إظهار كمال عدل الله تعالى‪.‬‬ ‫ وذهبالبعضإلىأنهلايحشرإلامن ُيازىفيكونالحشرمقصو ًراعلىالثقلين‪:‬الإنسوالجن‪.‬‬ ‫مراتب الناس في الحشر‪:‬‬ ‫ومراتب الناس في الحشر متفاوت ٌة‪ ،‬فمنهم الراكب ومنهم الزاحف على رجليه ومنهم الماشي على‬ ‫بطنه‪ ،‬وك ٌّل على حسب عمله‪.‬‬ ‫ وأول من تنشق الأرض عنه نبينا محمد ﷺ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬أخرجه مسلم‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬سورة الحشر‪ .‬الآية‪.2 :‬‬ ‫(‪ ) 2‬تقيل وقالوا‪ :‬من القيلولة وهو الراحة وقت الظهر‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫معنى الحساب‪:‬‬ ‫الحساب لغة‪ :‬العدد‪ ،‬واصطلا ًحا‪ :‬توقيف الله الناس على أعمالهم خي ًرا كانت‪ ،‬أو ش ًرا‪ ،‬قو ًل كان ْت‪،‬‬ ‫أو فعل ًا‪ ،‬بعد أخذ كتبهم‪.‬‬ ‫ ويمكن أن يقال‪ :‬هو اطلاع الله العباد على أعمالهم خي ًرا كانت‪ ،‬أو ش ًرا‪ ،‬قو ًل كان ْت‪ ،‬أو فع ًل‪،‬‬ ‫أو اعتقا ًدا‪.‬‬ ‫عموم الحساب ‪:‬‬ ‫ويكون الحساب لجميع المكلفين من إنس وجان مؤمنين وكافرين‪ ،‬إ َّل َم ْن وردت السنة بدخولهم‬ ‫الجنة من غير حساب؛ تكري ًم لهم‪ ،‬ففي الحديث «يدخل الجنة من َأمتي سبعون ألفا ليس عليهم‬ ‫حساب‪ ،‬فقيل له هلا استزدت ربك‪ ،‬فقال‪ :‬استزدته فزادني مع كل واحد من السبعين أل ًفا سبعين‬ ‫أل ًفا‪ ،‬فقيل هلا استزدت ربك؟ فقال‪ :‬استزدته فزادني ثلاث حثيات بيده الكريمة»(‪)1.‬‬ ‫أحوال الناس في الحساب‪:‬‬ ‫وإذا كان من المؤمنين من يدخل الجنة بغير حساب‪ ،‬فهناك من الكافرين من يدخل النار بغير‬ ‫حساب؛ لشدة الغضب عليهم ولعظم جرمهم‪.‬‬ ‫ فالناس تجاه الحساب ثلاثة أقسام‪ :‬طائفة تدخل الجنة بغير حساب‪ ،‬وطائفة تدخل النار بغير‬ ‫حساب‪ ،‬وطائفة توقف للحساب‪ ،‬وبهذا يجمع بين النصوص الواردة في هذا الشأن‪.‬‬ ‫ وهنا مسألة خلافية‪ :‬وهي كيف ُيوقف الل ُه الناس على أعمالهم‪ ،‬أو كيف يحاسبهم؟‬ ‫قيل يكلمهم الله ‪ -‬سبحانه ‪ -‬في شأن أعمالهم‪ ،‬وما لهم من ثواب‪ ،‬وما عليهم من عقاب وهذا ما‬ ‫تشهد له الأحاديث الصحيحة‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫(‪ ) 1‬أخرجه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب‪.‬‬ ‫‪38‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook