RUKUN NEGARA Bahawasanya Negara Kita Malaysia mendukung cita-cita hendak; Mencapai perpaduan yang lebih erat dalam kalangan seluruh masyarakatnya; Memelihara satu cara hidup demokrasi; Mencipta satu masyarakat yang adil di mana kemakmuran negara akan dapat dinikmati bersama secara adil dan saksama; Menjamin satu cara yang liberal terhadap tradisi-tradisi kebudayaannya yang kaya dan pelbagai corak; Membina satu masyarakat progresif yang akan menggunakan sains dan teknologi moden; MAKA KAMI, rakyat Malaysia, berikrar akan menumpukan seluruh tenaga dan usaha kami untuk mencapai cita-cita tersebut berdasarkan prinsip-prinsip yang berikut: KEPERCAYAAN KEPADA TUHAN KESETIAAN KEPADA RAJA DAN NEGARA KELUHURAN PERLEMBAGAAN KEDAULATAN UNDANG-UNDANG KESOPANAN DAN KESUSILAAN (Sumber: Jabatan Penerangan, Kementerian Komunikasi dan Multimedia Malaysia)
لجنة إعداد وتطوير المناهج بالأزهار الشريف ٢٠١٩ 2019
ڤڠهرڬاءن No. Siri Buku: 0204 KPM2019 ISBN 978-967-2212-39-3 ڤنربيتن بوكو تيک س اين مليبتكن كرجاسام �إتببدروترباريكبتهيويتناميكالننسبيامتويلوجليوساهريارليي�أشڠزاروهلريحصاهللحجشوجرنيدهةررڤ�إةفدعاقلدتاطوادتيحوعيتساليدطرموليلعشراراشهليحدمنخاال�إج�هأبزوراجهههرربيياةلةم�أالدزااتلهبونريڤاحلييجهودشررقيلاليل�أافشيزيايلههڠخر باپق ڤيهق .سكالوڠ ڤڠهرڬاءن دان تريما كاسيه الشريف يڠ ممبنركن ،سچارا وقف اونتوق توجوان ڤنديديقن دمليسيا. © 2017-2016م اوليه ال�أزهر الشريف دتوجوكن كڤد سموا ڤيهق يڠ ترليبت: چيتقن ڤرتام 2019 • جاوتنكواس ڤنمبهباءيقن ڤروف موک سورت، © كمنترين ڤنديديقن مليسيا بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ڤنديديقن، حق چيڤتا ترڤليهارا .مان 2باهن دالم بوكو اين تيدق دبنركن دتربيتكن كمنترين ڤنديديقن مليسيا. ياتڠاوبولچياهرا،دڤبراءڬيونقاكدڠننلاايلڬييك،تراوتنايوڤوکن، چارا سمولا ،دسيمڤن دالم بنتوق دڤيندهكن دالم سبارڠ • جاوتنكواس ڤپـيمقن نسخه سديا كاميرا ، ميكانيک ،ڤڠڬمبرن سمولا ماهوڤون دڠن چارا ڤراقمن تنڤا كبنرن بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ڤنديديقن ، ترلبيه دهولو درڤد كتوا ڤڠاره ڤلاجرن مليسيا ،كمنترين ڤنديديقن مليسيا .ڤرونديڠن ترتعلوق كڤد ڤركيراءن رويلتي اتاو هونوراريوم. كمنترين ڤنديديقن مليسيا. • ڤڬاواي ٢بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ڤنديديقن دان لمباڬ ڤڤريقساءن مليسيا، كمنترين ڤنديديقن مليسيا. دتربيتكن اونتوق كمنترين ڤنديديقن مليسيا اوليه: • ڤانل 2كاولن موتو دالمن ارس ميڬ. ارس ميݢ (م) سنديرين برحد ()W-164242 ،20 & ١٨جالن داماي ،2 تامن ديسا داماي ،سوڠاي مراب، ٤٣٠٠٠كاجڠ ،سلاڠور دار ال إ�حسان. تيليفون٠٣-٨٩٢٥ ٨٩٧٥ : فکس٠٣-٨٩٢٥ ٨٩٨٥ : اي-ميل[email protected] : لامن ويبwww.arasmega.com: تتايءيکڤ:س0:ل2و/ت6و 1ڤسوءلييننوتيف تاءيڤ مسواءيزک موک ڤنچيتق: اتتين ڤريسس سندرين برحد، ،8جالن ڤرايندوسترين ،4PP تامن ڤرايندوسترين ڤوترا ڤرماي ،بندر ڤوترا ڤرماي، 43300سري كمبڠن ،سلاڠور.
فهرس الموضوعات الصفحة السمعيات الموضوع i 1الملائكة 1 9 2الجن والشياطين 13 16 3الموت 19 22 4أجل المقتول 26 33 5النفخ في الصور وما اختلف في فنائ ه 41 45 6الروح 51 53 7سؤال القبر وعذابه ونعيمه 58 8البعث والحساب ج 9اليوم الآخر 10الشفاعة 11الحسنات والسيئلت 12التوبة 13الذنوب كبائر وصغائ ر
الصفحة الموضوع 61 14حكم مرتكب الكبير ة 64 15صحائف الأعمال 67 16الوزن والميزان 70 17الصراط 73 18الحوض 75 19الإيمان بالعرش والكرس ّي القلم واللوح المحفوظ 77 20الجنة والنار 82 21الآثار المترتبة على الإيمان بالسمعيات 84 22الكليات الخمس التي أوجب الشرع حفظها 85 23المعلوم من الدين بالضرور ة 86 24الإمامة 88 25الأمر بالمعروف والنهي عن المنك ر 92 26خاتمة المنظومة د
مقدمة الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على رسول رب العالمين ،محمد وعلى آله وصحبه والتابعين أجمعين ،وبعد: فهذا هو الجزء الثالث من كتاب (تيسير شرح جوهرة التوحيد) للشيخ إبراهيم البيجوري المقرر على طلاب الصف الثالث الثانوي ،وهو امتداد للجزء الثاني الذي تناول موضوعات تتعلق بأفعال العباد ،والتوفيق والخذلان ،والوعد والوعيد ،والصلاح والأصلح ،والقضاء والقدر ،ورؤية الله تعالى ،وحاجة البشر إلى الرسالة ،والوحي وأنواعه ،والرسل ،والواجب في حقهم والمستحيل والجائز ،والمعجزة ،ومعجزات نبينا ، وكرامات الأولياء ،واعتقادنا في الصحابة . ويأتي هذا الجزء ،ليمكن الطالب من دراسة موضوعات تتعلق بالسمعيات كالملائكة، والجن والشياطين ،والموت ،وأجل المقتول ،والروح ،وسؤال القبر وعذابه ونعيمه، والبعث ،والحساب ،واليوم الآخر وما يتعلق به من شفاعة ،وحسنات وسيئات ،وتوبة، ووزن وميزان ،وصراط ،وحوض ،وجنة ونار ..والكليات الخمس ،والإمامة ،والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وقد استهدف الكتاب تقريب وتيسير هذه الموضوعات إلى أذهان الطلاب بأسلوب مبسط ،يتواءم مع الواقع ال ُمعاش ،رغبة في إعداد جيل قادر على التفكير والابتكار والنقد، ومواجهة تحديات الواقع الحاضر بحلول مناسبة. وقد صيغت موضوعاته بطريقة تتيح للطالب أن يكون ف َّعا ًل داخل الصف ،مشار ًكا في نشاطات الدرس وتدريباته المتنوعة -بين مقالية وموضوعية -من أجل تنمية مهارات التفكير العليا ،مثل القدرة على الاستنتاج والتلخيص والمقارنة والموازنة ...وغيرها. ه
وقد اهتمت اللجنة التي قامت على إخراج هذا الكتاب بعدة منطلقات أساسية في إعداده نجملها فيما يلي: 1 .1تحديد أهداف عامة للكتاب تسهم في توضيح الرؤية فيما يتعلق بنوعية المحتوى الذي يحتاجه الطلاب ،واختيار خبراته التعليمية من معارف ومهارات وطرق تفكير... 2 .2الاهتمام بالمرحلة العمرية التي يمر بها الطلاب ،وهي مرحلة تتطلب فهم المجردات بأسلوب مبسط. 3 .3الاهتمام باللغة المستخدمة في الكتاب ،حيث روعي في الصياغة تيسير ما غمض من عبارات الكتاب ،من خلال اختيار جمل بسيطة ومفردات تقع في متناول الطالب. 4 .4استبعاد ما لا صلة له بعلم التوحيد من تفريعات هي أقرب ما تكون إلى علوم أخرى كالفقه وعلوم اللغة وغيرها. 5 .5استبعاد أبيات المنظومة التي لا تناسب الطلاب الذين أعدت لهم هذه الطبعة. 6 .6إضافة عنوان لكل مبحث وعناوين أخرى فرعية تعين على فهم المادة العلمية ،وتسهم في إثراء خبرات الطلاب ،وزيادة رغبتهم في التعلم. 7 .7الاهتمام بالتقويم بمعنى إ ْتباع كل درس بعدة اختبارات متنوعة مقالية وموضوعية من شأنها قياس ما ح َّصله الطلاب من معارف ومعلومات وتعمل على زيادة فاعلية تحصيل المعلومات لديهم ،على اعتبار أن التقويم له دور مهم في ذلك. 8 .8استبعاد الهوامش والشروحات المضمنة بها. وفي النهاية نسأل الله العلي القدير أن يجعل عملنا خال ًصا لوجهه الكريم ،وأن يفيد منه طلاب العلم .إنه نعم المجيب. لجنة إعداد وتطوير المناهج بالأزهر الشريف و
أهداف ُم َق ّرر الصف الثالث الثانوي يتوقع بعد دراسة هذا المقرر تحقيق ما يلي: 1212يتعرف على المقصود بالشفاعة ،مع ِّد ًدا 1 .1يوضح المقصود بالسمعيات وطرق إثباتها، أنواعها ،مفن ًدا الشبهات المثارة حولها. مع ِّد ًدا قضاياها. 1313يحدد المقصود بالحسنات والسيئات، 2 .2يتعرف طبيعة الملائكة ،وأصنافهم، ذاك ًرا مراتب تضعيف الحسنات. وصفاتهم ،وحكم الإيمان بهم ،مستد ًل 1414يوضح المقصود بالتوبة وشروطها وحكمها ،موض ًحا مواطن صحة التوبة بالنقل والعقل على ذلك. بالنسبة للكافر ،وحكم من عاد إلى الذنب 3 .3يفرق بين الجن والشياطين ،موض ًحا آراء العلماء في حقيقتهما ،مستد ًل على ما يذكر. بعد التوبة. 4 .4يذكر حقيقة الموت ،مو ِّض ًحا حكم الإيمان به. 1515يصنف أنواع الذنوب ،موض ًحا مكفراتها. 5 .5يوضح آراء أهل السنة والمعتزلة في أجل 1616يتعرف على المقصود بالكبائر ،موض ًحا المقتول ،مستد ًّل على ما يذكر. أقوال العلماء في مرتكبها ،ودليل كل رأي. 6 .6يب ِّي مذاهب العلماء في الروح ،و َع ْجب 1717يذكر المقصود بصحائف الأعمال، الذنب مستد ًّل على ما يذكر. موض ًحا طريقة أخذ هذه الصحائف، 7 .7يوضح حقيقة الروح وآراء العلماء في حدوثها ،مستد ًّل على ما يذكر من آراء . وحكم الإيمان بثبوتها. 1818يحدد معنى الوزن والميزان ،والصراط، 8 .8يتعرف على المقصود بالحياة البرزخية والحوض ،والعرش ،والكرسي ،والقلم، وحقيقة عذاب القبر ونعيمه ،مفن ًدا والكاتبين ،واللوح المحفوظ،والجنة والنار ،وما الشبهات المثارة حول عذاب القبر ،مستد ًّل يرتبط بها من أحكام ،مد ِّل ًل على ما يذكر. 1919يتعرف علىالمقصود بالمحافظة علىالكليات على ما يذكر. 9 .9يتعرفعلىحقيقةالبعثوالحسابوالحشر، الخمس ،راغ ًبا في المحا فظة عليها. مو ِّض ًحاأنواعالحشر،ومايرتبطبهامنأحكام. 2020يوضح المقصود بالإمامة ،مح ِّد ًدا شروط 1010يح ِّدد المقصود باليوم الآخر ،مع ِّد ًدا الإمام ،موض ًحا الأحكام المتعلقة بها. أسماءه ،ذاك ًرا المراد بهول الموقف ،مع ِّد ًدا 2121يتعرف على المقصود بالأمر بالمعروف أهوال يوم القيامة. والنهي عن المنكر ،ودليل وجوبهما، 1111يذكرحكم الإيمان باليوم الآخر ،وحكم وشروطهما ،موض ًحا كيفية التحلي منكره ،موض ًحا علاماته الصغرى والكبرى. بالفضائل والتخلي عن الرذائل. ز
السمعيات هذا هو القسم الثالث من أقسام علم التوحيد الثلاثة( :الإلهيات النبوات -السمعيات) وقد تسمى الغيبيات أي ًضا ،و ُس ِّميت بالسمعيات؛ لأنه لا طريق لمعرفتها إلا الكتاب والسنة والأصل في وصولها إلينا السماع فقط ،فلا دخ َل للعقل في الوصول إلى ما يذكر في هذا القسم ،ويجب الإيمان به كالملائكة والجن والأرواح واليوم الآخر والجنة والنار ،أما تسميتها بالغيبيات فلأنها أمور غائبة عنّا ،ولا نستطيع أن نصل للعلم بها عن طريق علومنا المكتسبة. وقد يقصد بالغيب كل ما كان غائ ًبا عن الح ّس ،وعلى ذلك يدخل فيه الإيمان بوجود الله تعالى ،والإيمان بالملائكة ،والجن ،وقد استعمل القرآن لفظ الغيب في هذا المعنى. وعليه فإ َّن الغيب أع ُّم من السمعيات ،لأن من الغيب ما يلي: 1 .1ما د َّل عليه السمع ،وهو ما يسمى بالسمعيات. 2 .2غي ٌب أشار إليه السمع ،ويطالب الإنسان باستخدام العقل للنظر فيه ،حتى يتعرف عليه كإثبات ذات الله تعالى. 3 .3غي ٌب وضع الله عز وجل أسبابه في الأرض ،وطالب العقلاء أن يبحثوا عنها، كالاكتشافات العلمية. 4 .4غي ٌب زماني من أخبار الأمم السابقة فعل ما كان في الماضي البعيد أو المستقبل الذي لم يصل إليه الإنسان بعد. 5 .5غيب مكاني فعل ما أخبر الله عن وقوعه في الأرض أو السماء مما لم يصل إليه الإنسان. 6 .6غيب بقي في علم الله وس ٌّر من أسراره لا يعلمه أح ٌد إلا هو ،وهو المشار إليه في قوله تعالى: ح
()1 إ ًذا فالسمعيات أخ ُّص من الغيبيات ،ويص ُّح القول إن ك َّل أم ٍر سمعي غي ٌب ،وليس ك ُّل غي ٍب أم ًرا سمع ًّيا. والسمعيات لا سبيل إلى العلم بها إلا النص الصحيح قرآ ًنا كان أو سنة ،ولا مجال للاجتهاد فيها إلا في دائرة تحقيق النص وفهمه الفهم السوي في إطار ضوابط الفكر والاستدلال. قضايا السمعيات: ونكير، وسؤا ُل منكر والنش ُر، إثبا ُت الحش ِر، جعلها الإمام الغزال ُّي عشرة أمور هي: أفضل الإمامة ،و َأ َّن وأحكا ُم الجن ِة والنا ِر، وعذا ُب القبر ،والميزا ُن والصرا ُط ،وخل ُق الصحابة على حسب ترتيبهم في الخلافة ،وشرو ُط الإمامة. ۞۞۞ ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1سورة الأنعام59 : ط
المناقشة 1 .1عرف السمعيات ،وما حكم الإيمان بها؟ 2 .2الغيب أعم من السمعيات .وضح ذلك. 3 .3أكمل: سميت السمعيات بذلك؟ لأنها ..................... سميت الغيبيات بذلك؟ لأنها ..................... القضايا السمعية عشرة ،هي، ................. ، ................ ، ............ : .............. ، ................. ، ............ ، ............. ،........... ، .............. ................ ، ي
الملائكة 1 قال النَاظِ ُم : َو َكـاتِ ُبو َن ِخـي َر ًة َلـ ْن ُ ْي ِم ُلــوا ا - ٦بِ ُك ِّل َع ْب ٍد َحافِـ ُظـو َن ُو ِّك ُلـوا َح َّتى الأنِي َن ِف ال َم َر ْض َك َم ُن ِقل ِ - 62م ْن َأ ْم ِر ِه َش ْي ًئا َف َع ْل َو َل ْو َذ ِهل َفـ ُر َّب َمـ ْن َجـ َّد لأ ْمـ ٍر َو َصلا َ - 63ف َحا ِس ِب النَّ ْف َس و َقلل الأ َملا الإيمان بالملائكة أحد أركان الإيمان: يجب على كل مك َّلف شر ًعا الإيمان بالملائكة ،وذلك بأن يعتقد اعتقا ًدا جاز ًما بأنهم موجودون ،وبأنهم مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. الدليل على وجودهم ووجوب الإيمان بهم: قال الله تعالى: ()1 ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1سورة البقرة .الآية.285 : 1
وقال الله تعالى: ()1 ويجب الإيمان بالملائكة الذين وردت أسماؤهم ،أو أوصافهم ،أو أصنافهم على التفصيل تفصي ًل ،وأ َّما ما ورد ذكرهم إجما ًل فيكون الإيمان بهم إجما ًل. تعريف الملائكة: والملائكة في اللغة :جمع َم َلك ،وأصله مألك من الألوك ثم تصرفوا في لفظه فقالوا :ملأك ،ثم نقلوا حركة الهمزة إلى اللام وحذفوا الهمزة ،فقالواَ :م َلك حمعه :ملائك وملائكة ،والأَ ُلوكة بمعنى الرسالة فكأن للملك رسالة يحملها لهذا سميبهذا الاسم. واصطلا ًحا :هم أجسام لطيفة نورانية قادرة على التشكل بأشكال مختلفة في أشكال حسنة ،شأنها الطاعة ومسكنها السماوات غال ًبا ،ومنهم من يسكن الأرض ،وكان الرسل - عليهم السلام -يرونهم تار ًة على صورتهم الحقيقية ،وتار ًة بأشكال أخرى. عصمتهم ،والدليل عليها: الملائكة معصومون محفوظون من الذنب: ()2 قال تعالى: ()3 قال تعالى: قال تعالى: ()4 ( )3سورة الأنبياء .الآية .20 : ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 4النحل .الآية.50-49 : ( ) 1سورة النساء .الآية136. : ( )2سورة التحريم .الآية .6 : 2
الفرق بين عصمة الملائكة وعصمة الأنبياء: الفرق بين عصمة الملائكة وعصمة الأنبياء أ ّن الملائكة ليس عندهم نزو ٌع إلى المعصية ،لعدم وجود الشهوة في تركيبهم ،أما الأنبياء فعندهم القابلية للمعصية بفطرتهم ،ولكن الله يحفظهم ويحول بينهم وبين المعصية؛ فالعصمة واجبة للأنبياء وللملائكة كما يقول صاحب الجوهرة: و ِع ْص َم ُة الباري لك ٍل َحتِ ّـ َم* خلق الملائكة: الملائكة من مخلوقات الله تعالى ،خلقها من نور ،كما قال رسول الله ُ « :خ ِل َق ْت الملائكة من نور ،وخلق الجان من مارج من نار ،وخلق آدم مما وصف لكم»()1 أصناف الملائكة: ورد أن الملائكة أصنا ٌف مختلفة-حسب-ما يوكل إليهم من أعمال ،ومما أثبتته النصوص من أصناف الملائكة ما يلي: الحافظون والكاتبون: 1.1الحفظة :عهد الله إلى فريق من ملائكته أن يكونوا حفظة لخلقه يحفظونهم من المضار ،وهؤلاء الحفظة لأفراد الإنس خاصة ،وقيل :إن للجن حفظ ًة كذلك، يقول-سبحانه:- أي بأمر الله)2( . 2.2ويقول رسول الله « :يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار»)3(. ( ) 3متفق عليه. ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1اخرجه مسلم. 3 ( )2سورة الرعد .الآية.11 :
ويری بعض العلماء أ َّن الحُ ّفا َظ هم ال ُك َّتاب مستدلين بقوله سبحانه: ()1 ويرى البعض :أن (الكاتبين) صن ٌف آخ ُر .موصوف بالعلم ومعطوف بغير حرف على الصنف الأول وهم الحفظة .ويؤيد هذا الرأي القائل إن الحفظة غير الكتبة الآية الأولى التي بينت مهمة الحافظين. كما يؤيده ما ورد من أ ّن الحفظة لا يفارقون العبد أب ًدا ،أما الكتبة فإنهم يفارقونه عند ثلاث حالات :عند قضاء الحاجة ،وعند الجماع ،وعند الغسل ،كما جاء ذلك في حديث النبي « :إياكم والتعري فإن معكم من لا يفارتكم إلا عند الغائط ،وحين يفضي الرجل إلى أهله ،فاستحيوا منهم وأكرموهم(»)2ولا يمنع ذلك من الكتابة فقد يجعل الله لهم علامة على ما يصدر من العبد في هذه الحالات فيكتبونه ،ولا يفارقونه في غير هذه الحالات الثلاث حتى ولو كان في بيته جرس ،أو كلب ،أو صورة ،أما ما ورد في الحديث أن الملائكة لا تدخل بي ًتا فيه جرس ،أو كلب ،أو طورة، فالمقصود ملائكة الرحمة. ذلك،أموا ِحع ْفددظااللحلهفلظلةع:بفدقإندماورهدوأمّن لن اكلقل فضرادء،عالشمعر ّلًة بقالألميالالوقمثضَلاهء املمبابنرهما،ر،فلواقيبدل:معنشإنرفاوذنه،،وفيقتينلحغوينر عنه حتى َينْفذ. 3 .3الكتبة :هنا فريق آخر من الملائكة و َّكلم الله تعالى بكتابة كل ما يصدر عن العبد ،والكتبة ملكان ،كل منهما رقيب أي حافظ ،وعتيد أي :حاضر ،فليس اسم أحدهما رقيبا والآخر عتيدا كما يتوهم ،يقول -سبحانه :- ()3 ( ) 3سورة ق .الآية.18 : ــــــــــــــــــــــــــــ ( )1سورة الانفطا .الآية.12-10 : ( )2أخرجه الترمذي. 4
ويكتبان كل شيء حتى الأنين الصادر منه في المرض ،وهما لا يتغيران ما دام ح ًّيا ،فإذا مات يقومان على قبره يسبحان ويكتبان ثوابه إلى يوم القيامة إن كان مؤمنًا ،ويلعنانه إلى يوم القيامة إ ْن كان كاف ًرا. الحكمة من الكتابة: ليست الكتاب ُة لحاجة دعت إليها ،فإنه -سبحانه -يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ،وإنما ليقيم الحجة على العبيد يوم يعطى كل منهم كتابه فيقول: ()1 فلعلهم يستحيون من المعصية إذا علموا أنها ستكتب. وقد ورد أن أحد الملكين عن يمين العبد ،وهو مختص بكتابة الحسنات ،والآخر عن يساره، وهو مختص بالسيئات ،كما ورد أن الأول أمير على الثاني ،فإذا فعل العبد حسنة بادر م َلك اليمين لكتابتها ،إذا فعل سيئة قال ملك اليسار :أأكتب؟ فيقول ملك اليمين :لا لعله يستغفر ،أو يتوب، فإذا مضت فترة ولم يتب قال :اكتب أراحنا الله منه ،أما المباحات فقيل :تكتب وقيل :لا ،والأصح الأول ،لعموم قوله تعالى: ()2 وهما يلازمان الشخص منذ كونه نطفة إلى أن يموت ،وقيل :يتوارد عليه أربع ٌة ،اثنان نها ًرا واثنان ليل ًا ،يتعاقبون عند صلاة العصر وعند صلاة الصبح. وهل الكتابة حقيقية؟ ،وهل هي على قرطاس؟ ،وما آلتها؟ وما مدادها؟ وما لغتها؟ ،كل هذه أمور غيبية لم يخبزنا الرسول بتفاصيلها فنترك علمها الله تعالى. ــــــــــــــــــــــــــــ ( )1سورة الكهف .الآية.49 : ( ) 2سورة ق .الآية.18 : 5
()1 ومن أصنافهم: حملة العرش :قال تعالى: ()2 وخزنة الجنة :قال تعالى: ()3 ()4 وخزنة جهنم :قال تعالى: وملائكة الموت :قال تعالى: ( ) 3سورة المدثر .الآية.30-26 : ــــــــــــــــــــــــــــ ( )4سورة الأنفال .الآية.50 : ( )1سورة الحاقة .الآية.17 : ( ) 2سورة الزمر .الآية.73 : 66
صفاتهم: للملائكة صفات كثيرة ،منها: 1 .1العبودية لله – تعالى ، -قال سبحانه: ()1 2.2الالتزام بأوامر الله تعالى: ()2 شدي ِد رجل صورة في النب َّي أتى جبريل أ َّن ورد فقد 3.3القدرة على التشك ٍل بأشكا ٍل حسن ٍة، بياض الثياب ،شدي ِد سواد الشعر. 4.4لا يأكلون ولا يشربون؛ وإنما خلقوا للعبادة في الدنيا والآخرة .قال تعالى: ()3 ( ) 3سورة الذاريات .الآية.27-26 : ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1سورة الأنبياء .الآية.28-26 : 77 ( ) 2سورة التحريم .الآية.6 :
5.5ليسوا ذكو ًرا ولا إنا ًثا ،ومن وصفهم بالذكورة فهو فاسق ،ومن وصفهم بالأنوثة فهو كافر؛ لتكذيبه قول الله تعالى: ()1 وقوله تعالى: ()2 6.6لم ُت َر َّكب فيهم الشهوة ،فلا تقع منهم معصية. 7 .7هم جند الله ،قال تعالى: ()3 حكم إنكار الملائكة: دل على وجود الملائكة الكتاب والسنة والإجماع فمنكر وجودهم كافر. ( ) 3سورة المدثر الآية31 : ــــــــــــــــــــــــــــ ( )1سورة النجم الآية27 : ( ) 2سورة الزخرف الآية19 : 8
2 الجن والشياطين الجن والشياطين :عا َل من العوالم الغيبية لا يعلم حقيقتهم إلا الله تعالى د ّل على ثبوتهم الكتاب والسنة وإجماع العلماء. والج ُّن والشياطين ُأ ّم ٌة عاقل ٌة مم ِّيز ٌة أرسل إليهم رسول الله ﷺ ،فهم مأمورون بالإيمان بالله -سبحانه -وتعالى وتوحيده ،والإقرار بالعبودية له. آراء العلماء في خلق الجن: والجن من مخلوقات الله تناسلوا من إبليس ،كما تناسل الإنس من آدم ،ومن هؤلاء وهؤلاء المؤمن والكافر ،وهذا رأي الحسن البصري ،وقد ُر ِو َي عن ابن عباس أ ّن َن ْسل إبليس هم الشياطين، أما الجن َفهم جنس آخر َف ُهم ول ُد الجان ،وهم كالإنس منهم المؤمن ومنهم الكافر()1. والرأي الأول أقرب إلى الصواب ،فقد ذكر الله سبحانه أنه خلق الجان من مارج من نار. وقال في حق إبليس إنه: ()2 وقال على لسانه: ()3 فالجن إذن مخلوقون من النار ،وقد تحولوا إلى أجسام شفافة تستطيع التشكل بما تريد ،وفيهم القدرة على رؤيتنا وليس فينا القدرة على رؤيتهم ،بقوله سبحانه: ()4 ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1أخرجه الطبري في تفسيره بسند ضعيف. ( ) 3سورة الأعراف .الآية.12 : ( ) 4سورة الأعراف .الآية.27 : ( )2سورة الكهف .الآية.50: 9
دليل ثبوت الجن: وقد ثبت وجود الجن بالقرآن والسنة ،وسميت سورة كاملة باسمهم ،ذكر فيها سبحانه استماع الجن إلى دعوة الإسلام ،واهتداء فريق منهم بذلك النور :قال تعالى: ()1 وكان الجن يستمعون إلى القرآن كما يقول سبحانه: ()2 وقد خاطبهم الله مع الإنس حيث يقول: ()3 ( )3سورة الرحمن .الآية.34-33 : ــــــــــــــــــــــــــــ ( )1سورة الجن .الآية.15-14 : ( )2سورة الأحقاف .الآية.29 : 10
كما يقول – سبحانه – لكافريهم يوم القيامة مقي ًم عليهم العجة: ()1 وقد أنكر وجو َد الج ِّن جماع ٌة من المتكلمين؛ وصرفوا الآيات عن ظاهرها ،وقالوا :إن المقصود بالجن والشياطين أولئك الكفرة من الإنس ،وهذا قول َبعي ٌد عن الحق فالقرآن صريح في وجود هذا العالم -الجن -وتكليفه كالإنس. والسنة كذلك مليئة بهذا المعنى :وقد قابلهموب َّلغهم الدعوة ،واستمعوا إلى القرآن وآمنوا به .وقد أثنى عليهم ﷺ لما قرأ سورة «الرحمن» على الناس وسكتوا فقال« :إن الجن كانوا أحسن منكم ،ما قرأت عليهم( :فبأي آلاء ربكما تكذبان) إلا قالوا :ولا بشيء من آلاء ربنا نكذب فلك الحمد»)2(. الشياطين: أما الشياطين فهم عصاة الجن وجنود إبليس ،مهمتهم تزيين الشر للإنس والجن ،وإبعا ُدهم عن ال َجا َّدة ،وفيهم يقول « :إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم (»)3،ويدل على تكليفهم قوله سبحانه: ()4 وقوله: ()5 ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1سورة الأنعام .الآية.130 : ( )4سورة الذاريات .الآية.56 : ( )5سورة الأنعام .الآية.130 : ( )2أخرجه الترمذي. ( )3متفق عليه. 11
وقد افترق العلماء في حقيقة الجن والشياطين إلى قولين: الأول :أن الجن والشياطين حقيقتهما متغايرة ،فالجن أجسام هوائية لطيفة تتشكل بأشكال مختلغة وتظهر منها أفعال عجيبة منهم المؤمن المطيع ومنهم الكافر العاصي ، أما الشياطين فهي أجسام نارية ،مهمتها إلقاء النفس في الغواية والضلال. الثاني :أن الجن والشياطين حقيقتهما واحدة وهي أجسام نارية عاقلة قابلة للتشكل بأشكال حسنة أو قبيحة ،غير أن الج َّن يشمل المطيع والعاصي ،أما الشيطان ،فهو اسم العاصي المتمرد. والحاصل :أ َّن وجو َد الجن والشياطين أم ٌر ثاب ٌت بالقرآن والسنة ،وأنهم ُخ ِلقوا من نار ،وأن حقيق َت ُه َم واحد ٌة ،وأن لك َّل إنسان قرين ًا من الملائكة ،وقرينًا من الشياطين ،وقرينه منالملائكةيأمرهبالخيرويحثهعليه،وقرينهمنالجنيأمرهبالشرويحثهعليه.واللهأعلم. المناقشة 1.1عرف الملائكة لغة واصطلاحا. 2.2ما حكم الإيمان بالملائكة ،وما حكم منكر وجودهم؟ دلل على ما تذكر. 3.3كيف تفرق بين عصمة الملائكة وعصمة الأنبياء. 4.4عرف الجن لغة واصطلا ًحا. 5.5قارن بين الملائكة والجن. 6.6أثبتت النصوص القرآنية والنبوية أصناف ًا للملائكة ،اذكرها. 7.7كيف تدلل على أن بعض الجن مسلمون؟ 8.8هل هناك فرق بين الجن والشياطين؟ وضح ذلك. 12
الموت 3 َقا َل النَّا ِظ ُم : َو َي ْقبِ ُض ال ُّرو َح َر ُسو ُل ا ْلـ َم ْوت َ - 64و َوا ِج ٌب إِي َم ُن َنا بِا ْلـ َم ْو ِت الإيمان بالموت: وقوع الموت حقيقة مشاهدة ملموسة وليس من الغيبيات في شيء. فكيف يجب الإيمان بالموت؟ الإيمان بالموت الذي ُك ّل ِفنا به شر ًعا على وجهين: الأول :أن نؤمن َأ َّن كل الخلق إلى فناء ،ولا يبقى إلا الله-تعالى-، كما قال -سبحانه:- ()1 والمخالفون في هذا هم الدهرية الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ،ويقولون« :إن هي إلا أرحام تدفع ،وأرض تبلع». ــــــــــــــــــــــــــــ ( )1سورة الرحمن.الآية.27-26 : 13
الثانيَ :أ َّن سب َب المو ِت هو انتها ُء آجالِنَا التي ق َّدرها الله تعالى لنا. والمخالفون في ذلك هم الطبيعيون الذين ينسبون الأشياء للطبيعة ،فيفسرون الموت على أنه بسبب اختلال نظام الطبيعة. والله-تعالى-أخبرنا َأ َّن الموت يأتي إذا انتهى الأجل المكتوب في علم الله السابق ،قال تعالى: ()1 و َأ َّن الموت يكون عن طريق الملائكة التي تتولى إخراج الروح من الجسد ،قال تعالى: ()2 وقال تعالى: ()3 وأ ّن الموت ُسنَّ ُة الله في خلقه لا تتخلف عن أحد ،قال تعالى: ()4 وقال تعالى: ()5 ( )4سورة الزمر.مالآية.30 : ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 5سورة الأنبياء .الآية.35-34 : ( ) 1سورة النحل .الآية.61 : ( )2سورة السجدة .الآية.11 : ( )3سورة الأنعا .مالآية.61 : 14
والموت بهذا حقيقة مشاهدة محسوسة واقعة فى حياة الناس. حكم منكر الموث: ومنكر الموت بهذه الصورة الشرعية المذكورة كاف ٌر؛ لأنه ينكر ما هو مقطوع بثبوته في القرآن والسنة. تكوين الإنسان: الإنسا ُن مك َّو ٌن من رو ٍح وجسد ،والجسد من عالم الشهادة ،يخضح للمعرفة الانسا نية في إدراكه، وفي الحفاظ عليه ووقايته من الأمراض ،وعلاجه إذا تع ّرض لمرض. 15
4 أجل المقتول َقا َل النَّاظِ ُم : َغ ْ ُي َه َذا َباطِ ٌل َل ُي ْق َبل َ - 65و َم ِّي ٌت بِ ُع ْم ِر ِه َم ْن ُي ْق َت ُل تمهيد يجب الإيمان بأن الإنسان وسائر الحيوانات والجن والملائكة لا يموت أحد منهم حتى يتم أجله الذي ق َّدرهاللهلهسواءماتحتفأنفهأمماتمقتو ًلبأيسببمنأسبابالقتلكمنيقتلهغيره. المقتول وبيان الخلاف في أجله: أ َّو ًل :مذهب أهل السنة أ ّن للإنسان أج ًل واح ًدا ،لا يتأخر عنه ولا يتقدم ،فالمقتول مات بأجله الذي حدده الله له ،كما قال الله تعالى: ()1 والآية تشمل الأمة الإنسانية وغيرها ،قال تعالى: ()2 ــــــــــــــــــــــــــــ ( )1سورة يونس .الآية.49 : ( ) 2سورة الأنعام .الآية.38 : 16
وعن أنس بن مالك َ أ َّن َرسو َل الله ﷺ قال« :إِ َّن ُروح ال ُقد ِس َن َف َث في ُروعى أنه لن َتُو َت نفس ح َّتى تستكمل ِر ْزقها وأ َجل َها»()1. فمن لم يمت بسبب القتل فإنه سيموت في الأجل الذي حدده الله له .فموته بالقتل معناه أ َّن ُع ْم َر ُه المحدد له قد انتهى. وعقوبة القاتل على فعله وكسبه ،ومخالفته لأمر الله-تعالى-في صيانة النفس ،وعدم التعدي َأجله في يم َّد وأن رزقه، الل ُه يع ِّظم أن س َّره «من ﷺ: الله رسول قول هذا ولا يعارض عليها. َر ِ َحه)2.(». َف ْليص ْل فهذا محمول على واحد من أمرين: 1.1أن يكون المرا ُد بالم ِّد في العمر :البركة فيه؛ حيث يعمل فيه من الأعمال الصالحة الكبيرة العظيمة التي لا يستطيع غيره أن يعملها في أوقات طويلة. 2.2أ َّن الزيادة الواردة في الحديث بالنسبة لما جاء في صحف الملائكة ،وقد يعلق الله-تعالى- الزيادة في العمر على الطاعة إظها ًرا لشأنها ،وهو-سبحانه -يعلم َأ َّن العبد سيصل رحمه ،أو لا يصلها ،ولا بد لعلمه-تعالى-أن يتحقق ،قال الله تعالى: ()3 ( ) 3سورة الرعد .الآية.39 : ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1أخرجه البزار في مسنده وصححه ابن حبان والحاكم. 17 ( ) 2متفق عليه.
ثانيا :مذهب المعتزلة: للمعتزلة في أجل المقتول ثلاثة أقوال: القول الأول للكعبي من المعتزلة :وهو أن القتل فعل العبد القاتل ،والموت فعل الله ،فالمقتول ليس ميتا واستدل على رأيه بقول الله-تعالى:- ()1 ووجه الاستدلال عنده عطف القتل على الموت ،والعطف يقتضي المغايرة ،مما يدل على َأ َّن المقتول لم يمت ،وأن هناك أجلين :أجل القتل وأجل الموت ،فلو لم يقتل المقتول لعاش إلى أجل موته. ويجاب على هذا بأن معنى الآيةَ ( :و َل ِئن ُّم ُّت ْم) من غير سببَ ( ،أ ْو ُقتِ ْل ُت ْم) بأن متم بسبب. القول الثاني :لجمهور المعتزلة :وهو أ َّن للمقتول أج ًل واح ًدا ،وهو أجل الموت ،والقاتل قطع على المقتول أجله ،فلو لم يقتله لعاش إلى أجله الذي حدده الله له. القول الثالث :لأبي الهذيل العلاف .أحد أئمتهم -وهو َأ َّن المقتول له أج ٌل واح ٌد وهو الوقت الذي قتل فيه ،فلو لم يقتل لمات في الوقت الذي قتل فيه ،وهو في هذا يوافق أه َل السن ِة. المناقشة 1.1ما معنى الإيمان بالموت؟ ،وما حكم الإيمان به؟. 2.2ما حكم منكر الموت؟ وما الدليل على فناء الخلق وبقا ،الخالق؟ 3.3للإنسان أجل واحد عند أهل السنة ،فما رأي المعتزلة في ذلك؟. 4.4كيف تفسر طول العمر في قول النبي في الحديث ((من سره أن يعظم الله رزقه وأن يم َّد في أجله فليصل رحمه)) ؟. ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1سورة آل عمران .الآية.158 : 18
5 النفخ في الصور وما اختلف في فنائه َقا َل النَّا ِظ ُم : واستظه َر ال ُّسبكي بقاها اللذ ُع ِر ْف ٦٦ -وفي فنـا ال َّنف ِس لـدى النَّ ْف ِخ اخ ُتلِ ْف ال ُحــــ ْز ُّن لـــلبــلى وو َّضــحـــا 7 -6عجب ال َّذ َن ِب كالرو ِح لكن َص َّح َحا عـمومه فــاطــلب َلِا قد َلـّ ُصوا 68 -وكــ ُّل شيء هـال ٌك قد خــ َّص ُصوا اختلف العلماءفي فناء النفسأي الروحعند نفخ (إسرافيل)في الصور النفخةأولى: 1.1فذهبت طائفة إلى الحكم بفنائها عند ذلك لظاهر قوله تعالى: ()1 2.2وذهبت طائفة أخرى إلى الحكم بعدم فنائها عند ذلك. وأما قبل نفخ إسرافيل في الصور النفخة الأولى ،فلا خلاف بين المسلمين في بقائها .وتسمى املوإننلف:ا اخلُغمةلِاالَئشأكوعةللىاي:لهأنإرفبنعخكةةاااللنفرنمؤااءس.اتء(وق،بل)2اوليابلذقلحوىكر،عانلكعدايلهأانن،ب َيحاو ٌّءميوإعللسايهمىامعاللتي،هصإاللنالةمصليواالكةسنواللماامس،لتإالقمباَ ،مللأذننلهش ُاكص،ء ِعا َللقه في الدنيا مرة ،ف ُجو ِزي بها .فجميع الأنبياء بعد الموت تعود إليهم أرواحهم ،ثم ُيغشى عليهم عند النفخة الأولى إلا موسى لما حصل له في الدنيا. ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1سورة الرحمن .الآية.26 : ( ) 2هم جبريل وميكا ئيل وإسرافيل وملك الموت. 19
ثم َينفخ إسرافي ُل في الصور النفخة الثانية ،وتسمى :نفخة البعث .فيجمع الله الأروح إلى أجسادها. وبين النفختين اربعون عا ًما على ما في الصحيحين واختار الإمام تقي الدين ال ُّس ْبكي-وهو القول المختار -بقاء الروح ،لأن العلماء اتفقوا على بقائها بعد الموت لسؤالها في القبر ،وتنعيمها ،أو تعذيبها فيه .والأصل في كل با ٍق استمراره ،حتى يظهر ما يصرف عنه. فالدليل على بقائها :الاستصحاب ،فتكون من المستثنى بقوله-تعالى:- ()1 عجب الذنب: هو عظم صغير في آخر سلسلة ظهر الإنسان. وقد اخ ُتلف في فنائه كالروح: 1.1فذهب الإمام إسماعيل بن يحيى ال ُمـ َز ِن إلى أنه يبلى ويفنى تمس ًكا بظاهر قوله تعالى: ()2 وفناء الكل يستلزم فناء الجزء. 2.2وذهب جمهور العلماء إلى أنه لا َي ْبلى للأحاديث الصحيحة .ومنها قوله ﷺ« :كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب ،منه ُخ ِلق ،ومنه ُي َر َّكب»)3(. ( )3أخرجه البخاري ومسلم. ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1سورة النمل .الآية.78 : ( ) 2سورة الرحمن .الآية.26 : 20
3.3وأما قوله تعالى: ()1 فقد ذكر العلما ،فيه أمرين: 1.1أن العموم في الآية على غير الأمور التي وردت الأحاديث باستثنائها ،كالروح ،وعجب الذنب ،وأجساد الأنبياء ،والشهداء ،والعرش ،والكرسي ،والجنة والنار ،والحور العين، ونحو ذلك ،فالآية من العام المخصوص. 2.2وقال محققو المتأخرين :ليس في الآية استثناء ولا تخصيص .فمعنى (هالك) :قابل للهلاك ،كما هو معنى( :فا ٍن) أي ًضا. المناقشة 1.1ما اسم الملك الذي ينفخ في(الصور)؟ ،وكم عدد النفخات؟ وما الدليل من القرآن الكريم؟ 2.2اختلف في فناء (الروح) اذكر المذاهب بأدلتها مع الترجيح. 3.3ما المقصود بعجب الذنب؟ وما المذاهب في بقائه أو فنائه؟ وأيها تختار؟ 4.4كيف فهم العلماء قوله تعالى: وقوله تعالى: ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1سورة الرحمن .الآية.26 : 21
َن ٌّص ِم َن ال َّشا ِر ِع لكِ ْن ُو ِج َدا 6 َف َحـ ْس ُب َك ال َّن ُّص ِ َب َذا ال َّسنَ ِد الروح َقا َل النَّاظِ ُم : - 69و َل َ ُت ْض ِف ال ُّرو ِح إِ ْذ َما َو َردا َ - 7 0لِالِ ٍك ِه ْي ُصـو َر ٌة َكــال َج َسـ ِد الروح من أمر الله-تعالى-لا يعلمها إلا خالقها ،وقال تعالى: ()1 وقد فهم بعض العلماء النهي عن البحث في الروح ،وأنها من الغيب الذي استأثر الله بعلمه، فقال بعضهم :البحث فيها مكروه ،ومنهم من قال بتحريمه ،وهو الإمام الجنيد. لكن الكثير من العلماء لم يمنع من البحث فيها ،وقالوا :ليس في الآية ما يدل على المنع من البحث فيها ،بل على العكس ،فإن فيها ما يشير إلى الاستفادة من البحث فيها ،وهو ما يشير إليه قوله-تعالى:- ()2 ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1سورة الإسراء .الآية.85 : ( ) 2سورة الإسراء .الآية.85 : 22
واختلف العلماء المجيزون للبحث في الروح: فمنهم من قال :إنها جسم له صورة وأعضاء ،كالبدن ،وهذا الرأي لبعض المالكية. ويرى إمام الحرمين أ َّن الروح جسم لطيف شفاف مشتبك بالجسم كاشتباك الماء بالعود الأخضر ،فهي سارية في جميع البدن. وذهب جماعة من الصوفية والمعتزلة إلى أنها ليست بجسم ولا َع َرض ،بل هي جوهر مجرد يتعلق بالبدن تعلق تدبير. وذهب «ال ِع ُّز ب ُن عبد السلام» إلى أن لكل فرد روحين :روح اليقظة ،وروح الحياة ،فإذا خرجت روح اليقظة نام الإنسان ،واذا خرجت روح الحياة مات ،ولا يعرف مق ّرهما إلا الله تعالى وقد فهم هذا من قوله تعالى: ()1 وليس في الآية ما ينص على وجود روحين لكل إنسان ،وإنما هي روح واحدة ،و ُش ِّبه النوم بالموت لعدم التمييز. ولم يرد ن ٌص شرعي يح ّدد شكل الروح وحقيقتها؛ ولا يتوقف على العلم بحقيقتها ايمان أو عبادة ،بل تركت معرفتها والبحث فيها للإنسان؛ ليستفيد من البحث فيها في شئون حياته، ولتكون آي ًة على الإيمان بالله-تعالى ،-كما هو الشأن في البحث في المخلوقات ،وقد قال سبحانه: ()2 ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1سورة الزمر .الآية.42 : ( ) 2سورة الذاريات .الآية.21-20 : 23
حدوث الروح: أجمع العلماء على حدوث الروح؛ لأنها من العالم ،وهو حادث. لكنهم اختلفوا فيما إذا كانت الروح مخلوقة قبل البدن أم البدن مخلوق قبلها .فمنهم من ذهب إلى أن الروح مخلوقة قبل البدن. واستدلوا بقوله -تعال:- ()1 وقول رسول الله « :الأرواح جنو ٌد مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف»()2 فالأرواح يوم أخذت من الظهور كان بعضها يتدابر ،وبعضها يتقابل ،فما تدابر منها تنافر واختلف ،وما تقابل تعارف وائتلف ،وذهب بعضهم -ومنهم الإمام أبو حامد الغزالي -إلى أن البدن خلق قبل الروح. واستدلوا بقوله : «إِ َّن َأ َح َد ُك ْم ُ ْي َم ُع َخ ْل ُق ُه ِف َب ْط ِن ُأ َّم ِه َأ ْر َب ِعي َن َي ْو ًما ُن ْط َف ًةُ ،ث َّم َي ُكو ُن َع َل َق ًة ِم ْث ُل َذلِ َكُ ،ث َّم َي ُكو ُن ُم ْض َغ ًة ِم ْث ُل َذل َكُ ،ث َّم ُي ْر ِس ُل ال َم َل ُك َف َينْ ُف ُخ فِي ِه ال ُّرو َح)3(»... ففي قوله« :فينفخ فيه الروح» دليل على أ َّن الروح نفخت بعد تكوين الجسد .والرأي الأول أرجح. وأما استدلال الفريق الثاني بحديث نفخ الروح فمردود عليه بأن النفخ لا يفيد الخلق في وقت النفخ ،ولكن قد ينفخ ما هو مخلوق من قبل. ( )3اكديت (أخرخه البخاري). ــــــــــــــــــــــــــــ ( )1سورة الأعراف .الآية.172 : ( ) 2متفق عايه. 24
وذهب أكثر أهل السنة إلى أن الأسلم عدم البحث في الروح؛ حتى لا تز َّل العقول ،فتثبت أمو ًرا منتفية ،أو تنفي أمو ًرا ثابتة. َن ٌّص ِم َن ال َّشار ِع ل ِك ْن ُو ِج َدا وهذا ما رجحه صاحب الجوهرة حيث قال: و َل َ ُت ْض ِف ال ُّرو ِح إِ ْذ َما َو َر َدا المناقشة 1.1اشرح مبينًا مذاهب العلماء في جواز البحث في الروح. 25
7 سؤال القبر وعذابه ونعيمه َقا َل النَّاظِ ُم : َن ِعي ُم ُه َوا ِج ْب َك َب ْع ِث ال َح ْ ِش ُ - 71ش َؤا ُل َنا ُث َّم َع َذا ُب ال َق ْ ِب معنى القبر: القبر هو كل مكان يضم جسد الميت؛ سواء أكان في بقع ٍة من الأرض ،أم في جو ِف الأسماك، أم في قاع البحر ،أم َذ ْري الجسد في الهواء ،فالجو الذي تناثر فيه الجس ُد يع ُّد قب ًرا له. وإطلاق القبر على المكان من الأرض المعروف من قبيل الغالب. الحياة البرزخية: الومارلإنحل ُسةاالنفيام ُّرصلب ُةمهريحلالةبرفازخص،لةوابليحنيااةلحفيياهةاا ُتل َدسن َّيما اىلبتاليحيياف ِةا ارلقبهرازواخيلةحي،اقةااللآ-خترعةااللىت-ي:ينتظرها ،وهذه ()1 وإذا كانت رو ُح الإنسان متصل ًة بجسده في الدنيا اتصا ًل يتناسب مع الحياة الدنيوية التي يعيشها ،فإ َّن الرو َح تعود بعد موت الإنسان ومفارقته للدنيا؛ لتتصل اتصا ًل يتناسب مع ما يلقاه في هذه الحياة البرزخية ،مما أخبر به الوحي :من سؤال ،أو نعيم ،أو عذاب. واذا كنا في الدنيا نشعر بآثار اتصال الروح بالجسد من غير َأ ْن نرى ذلك الاتصال ،أو نشعر دخل بعد الموت لا سبيل لنا إلى إدراكه؛ فقد فإن اتصال الروح بالجسد به شعو ًرا حس ًّيا مباش ًرا لا يعرف أحد شي ًئا عنها إلا صاحبها. -بداية مراح ِل الجزا ِء التي الإنسان -بدخوله قبره ــــــــــــــــــــــــــــ ( )1سورة المؤمنون .الآية.100: 26
سؤال القبر: إذا فارق الإنسان الدنيا ودخل القبر أتاه ملكان :أحدهما منكر ،والآخر نكير ،فيعيدان روحه إلى جسده؛ لتعود له الحياة بالقدر الذي يفهم السؤال ،ويجيب عنه ،وبقدر ما يشعر بما يلاقيه في هذه المرحلة البرزخية مما ورد في الشرع . الأدلة على سؤال القبر: حديث أنس بن مالك َ ،أ َّن ر َس ُو َل الله ﷺَ ،قا َل« :إِ َّن ا ْل َع ْب َد إِ َذا ُو ِض َع ِف َق ْ ِب ِهَ ،و َت َو َّل َعنْ ُه َأ ْص َحا ُب ُهَ ،وإ َّن ُه َل َي ْس َم ُع َق ْر َع نِ َعا َِلمَ ،أ َتا ُه َم َل َكا ِنَ ،ف ُي ْق ِع َدانِ ِه َفي ُقو َلنَ :ما ُكنْ َت َت ُقو ُل في ه َذا ال َّر ُجل ( ُلِ َح َّمد ﷺ ) َف َّأ َما الم ْؤ ِم ُن َف َي ُقو ُلَ :أ ْش َه ُد َأ َّن ُه َع ْب ُد الله َو َر ُسو ُل ُه َف ُي ًقا ُل َل ُه :ا ْن ُظ ْر إِ َل َم ْق َع ِد َك ِم َن النَّا ِر، َق ّد َأ ْب َد َل َك الله بِ ِه َم ْق َع ًدا ِم َن ال َجنَّ ِة َف َ َيا ُ َهاِ َجِي ًعا)1(. حديث ا ْل َ َبا ِء ْبن َعا ِزبَ ،ع ِن النَّبِ ِّي ﷺَ ،قا َل :إِ َذا ُأ ْق ِع َد ال ُم ْؤ ِم ُن ِف َق ْ ِب ِه ُأ ِ َتُ ،ث َّم َشه َد َأ ْن َل إِله إِ َّل اللهَ ،و َأ َّن ُمَ َّم ًدا َر ُسو ُل اللهَ ،فذلِ َك َقو ُل ُه ( ُي َث ِّب ُت الل ُه ا َّلذ ِي َن َءا َمنُوا بِا ْل َق ْو ِل ال َّثابِ ِت)()2. عموم سؤال القبر جميع المكلفين: وسؤال القبر عام لجميع المكلفين مؤ ِمنهم وكافِرهم ،الطائعين والعصاة؛ لأنه ليس هناك دلي ٌل بتخصيصه بفريق دون آخر. ــــــــــــــــــــــــــــ ( )1متفق عليه. ( )2أخرجه البخاري. 27
كيفية السؤال: سؤال الملكين عن الأمور العامة ،كما جاء في الأحاديثَ ،ف ُيس َأ ُل الميت عن ر ِّبه ،ودينه ،والنبي الذي أرسل إليه. الدليل على كيفية السؤال: َع ِن ال َ َبا ِء ب ِن َعا ِز ٍب َ قا َلَ :خ َر ْجنَا َم َع َر ُسو ِل الله ﷺ ِف ِجنَا َز ِة َر ُج ٍل ِم َن الأَ ْن َصا ِر وفيه: « َو ُ ْي ِل َسانِ َه َف َي ُقو َل ِنَ :م ْن َر َّب َك؟ َو َما ِدينُ َك؟ َف َي ُقو ُلَ :ر ِب الله َو ِدينِي ا ِل ْس َل ُم َف َي ُقو َلنَ :ما َت ُقو ُل ِف َه َذا ال َّر ُج ِل ا ِّل ِذي ُب ِع َث فِي ُك ْم؟ َف َي ُقو ُلُ :ه َو َر ُسو ُل الله ﷺ َف َي ُقو َل ِنَ :و َما ُي ْد ِري َك؟ َف َي ُقو ُلَ :جا َء َنا بِا ْل َّب ِينَا ِت من ربنا َفـآ َمن ُت بِ ِه َو َص َّد ْق ُت ُه َو َذلِ َك َق ْو ُل ُه )2()1( : وأ َّما تفا َصي ُل السؤا ِل ف ُي ْس َأ ُل عنها المكلف يو َم القيامة. ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1سورة إبراهيم .الآية.27 : ( ) 2رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه. 28
عذاب القبر ونعيمه: إذا فرغ الملكان من سؤال الميت بدأت نتائج إجايته عن سؤالهما ،يلاقيها في حياته البرزخية ،فمن َث َّبتـَه الله-تعالى-في السؤال كان في نعيم القبر ،ومن لم ُي َث َّبت في السؤال كان في عذاب القبر إلى أن يلقى جزاءه يوم القيامة. الأدلة على عذاب القبر ونعيمه: جاءت النصوص الكثيرة دال ًة على عذاب القبر ونعيمه من القرآن الكريم ،والسنة النبوية. من القرآن الكريم: قوله-تعالى-عن قوم نوح : ()1 ووجه دلالة الآية أنها عطفت إدخالهم النار على إغراقهم بالفاء ،والعطف بالفاء يفيد الترتيب والتعقيب ،بمعنى أنهم أدخلوا نا ًرا بعد إغراقهم. وقوله تعالى عن آل فرعون: ()2 ووجه الدلالة من الآية أنها تح َّدثت عن عرضهم على النار ُغد َّوا وعش ًّيا قبل يوم القيامة ،ثم عطفت دخولهمأش َّد العذابيومالقيامة،والعطفيقتضيالمغايرة،كماأنيومالقيامةلاغدوةفيهولاعشي. ــــــــــــــــــــــــــــ ( )1سورة نوح .الآية.25 : ( ) 2سورة غافر .الآية.46 : 29
وهناك أدل ٌة أخرى من القرآن الكريم تفيد أ َّن المكلف يبدأ يتلقى بعض جزائه بمج َّرد إدباره عن الدنيا ،بخروج روحه ،كقوله-تعالى:- ()1 وقوله-تعالى:- ()2 قوله-تعالى:- ()3 ( )3سورة محمد الآية.27 : ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1سورة الأنعام .الآية.93 : ( ) 2سورة الأنفال .الآية.51-50 : 30
من السنة النبوية المطهرة: كثرت الأحاديث الدالة على ثبوت نعيم القبر وعذابه ح َّتى بلغت في مجموعها مبلغ التواتر المعنوي .فكثي ًرا ما كان النبي « يتع َّوذ من عذاب القبر » وفى الصحيحين َع ْن ابن َع َّباسَ م َّر النَّبِ ُّي َع َل َق ْ َب ْي ِن َف َقا َل « :إِ َّنُم َا َل ُي َع َّذبا ِن َو َما ُي َع َّذ َبا ِن ِم ْن َكبِي ٍر ُث َّم َقا َل َب َل َأ َّما َأ َح ُد ُ َها َف َكا َن َي ْس َعى بِالنَّ ِمي َم ِةَ ،و َأ َّما الآخر َف َكا َن َل َي ْس َت ِت ِم ْن َب ْولِ ِه»()1. وقال رسول الله « :إِ َّن َم ا ْل َق ْ ُب َر ْو َض ٌة ِم ْن ِر َيا ِض الجَنَّ ِة َأ ْو ُح ْف َر ُة ِم ْن ُح َف ِر النَّا ِر»()2. وقدأجمعالسلفقبلظهورالمخالفعلىإثباتعذابالقبر،ولميعرفعنهممخال ٌففيذلك. المنكرون لنعيم القبر وعذابه: بدأ يظهر المنكرون لعذاب القبر ونعيمه بظهور البدع وأهل الأهواء قديما وحديثا. شبهات المنكرين: لا يستند المنكرون لعذاب القبر ونعيمه إلى أدلة بل إلى شبهات تدفع بأدنى نظر ،والسبب في إنكارهم أن عقولهم لم تتسع لما أثبته الله ورسوله؛ لذلك تشابهت شبهاتهم في القديم والحديث. فهم يقولون :إننا نرى الميت جثة هامدة ،ولا نرى عليه آثار نعيم أو عذاب ،ونرى المقتول مصلو ًبا ولا أثر للعذاب والنعيم عليه ،وكيف يجمع من ُذ ِّري جسده في الهواء ل ُين َّعم أو ُيع َّذب؟!، إلى غير ذلك من الاستبعادات ،التي هي من جنس استبعادات منكري البعث حيث قالوا: ()3 ( )3سورة ق .الآية.3 : ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1متفق عليه. 31 ( )2رواه الترمذي وقال هذا حديث غريب.
الجواب عن شبهات المنكرين: ويكفي أن يعلم المنكرون أن عذاب القبر ونعيمه من الأمور الممكنة عقل ًا وليست بمستحيلة عقل ًا ،وقد أخبر بها القرآن والسنة ،وأجمع عليها سلف الأمة قبل ظهور المخالف. ولو كان مجر ُد استبعا ِد الشيء سب ًبا في إنكاره؛ لأنكرنا أمو ًرا كثيرة في حياتنا ،وكم من أشياء كانت لغرابتها أشبه بالمستحيل ،كوسائل الاتصال والنقل الحديثة فقد أصبحت من المألوفات. وفي حياتنا ما ُي َق ِّرب لنا إمكانية عذاب القبر ونعيمه؛ فإن النائم بجوارنا قد يتأ ّل أو يتل ّذذ ومن بجواره لا يشعر به ،وقد كان النبي ﷺ يرى الم َلك ويحاوره ولا يحس به من يجالسه من أصحابه. والأمر داخل في حيز الممكنات وليس من قبيل المستحيلات غاية الأمر أن من الممكنات أمو ًرا لم نشاهدها ولم نتعود على تصورها وهضم كيفيتها فيتخيل الإنسان لأول وهلة أن الأمر مستحيل ،فليس عسي ًرا على الله جل وعلا أن يعكس الحياة مرة أخرى على ذرات الجسم سواء كانت مجتمعة في قبر ،أو موزعة في فلاة ،أو متفرقة في بطن سبع فيعي بذلك السؤال والجواب ويرى الملك ويكلمه والكيفية لا نعملها فحقائق ما بعد الموت متعلقة بنظام مختلف كل الاختلاف عن نظام هذا العالم المرئي لنا. المناقشة 1.1ما المقصود بالقبر؟ وما المراد بالحياة البرزخية؟ 2.2ما الدليل على سؤال القبر؟ وعن أي شيء يسأل الإنسان في قبره؟ 3.3ما أدلة نعيم القبر وعذابه من القرآن الكريم ،ومن السنة المطهرة؟ 32
َع ْن َع َد ِم و ِقي َل َع ْن َت ْف ِريق 8 بِالأَ ْنبِ َيا ِء َو َم ْن َع َل ْي ِهم َن َّصا َو ُر ِّج َح ْت إِ َعـا َد ُة الأ ْع َيا ِن البعث والحساب ح ٌّق ومـا في حـ ِّقه ارتيا ُب َقا َل النَّاظِ ُم : َ - 7 2و ُق ْل ُيعـا ُد الج ِـ ْس ُم بال َّت ْحـ ِقي ِق ْ َ - 7 3م َضين َلك ْن َذا الخلا ُف ُخ َّصا َ - 7 4و ِف إِ َعـا َد ِة ال َعـ َر ْض َقــ ْولا ِن َ - 75و ِف ال َّزمـ ِن َق ْولا ِن َوا ِْل َسـا ُب البعث عبارة عن :إحياء الله الموتى وإخراجهم من قبورهم ،إما بعد جمع أجزائهم ،وإما عن عدم محض أي :فناء محض ،وذلك استعدا ًدا للحشر والحساب والجزاء وإما إلى جنة وإما إلى نار. إمكانية البعث: ولكن :هل البعث على هذا الحال أمر ممكن؟ نعم؛ لأن البعث لا يلزم من فرض وقوعه محال فهو أمر ممكن ،وكل ممكن جائز الوقوع؛ إذن البعث جائز الوقوع ،وأي ًضا؛ لأن القادر على البدء قادر على الإعادة ،بل إن الإعادة أهون فى نظر العقلاء. الأدلة على البعث :لقد ثبت البعث بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ،قال تعالى: ()1 ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1سور المؤمنون .قالآية.115 : 33
وقال أي ًضا: ()1 وقال: ()2 وبناء على ما سبق فإن البعث سيقع فعل ًا :قال تعالى: ()3 وقال أي ًضا: ()4 ويأتي هنا سؤال آخر :هل الإعادة عن عدم محض ،أو الإعادة عبارة عن جمع الأجزاء المفرقة؟ اختلف المتكلمون في هذه المسألة على رأيين : أما الرأي الأول فيرى :أن الناس عندما يموتون تعدم أجسامهم وتفنى ،بحيث لا يكون ث َّمة شيء ولا يكون هناك أي أثر للجسم ،وهذا هو العدم المحض. ( )3سورة يونس .الآية.53 : ــــــــــــــــــــــــــــ ( )4سورة التغابن .الآية.7 : ( )1سورة يس .الآيتان.79-78 : ( )2سورة الأنبياء.الآية.103 : 34
ويستدل أصحاب هذا الرأي ببعض الآيات القرآنية منها قوله -تعالى:- ()1 ومنها أي ًضا: ()2 والفناء فى الآية الأولى والهلاك فى الآية الثانية بمعنى العدم. أما الرأي الثاني فيرىَ :أ َّن الناس عندما يموتون تتفرق أجسامهم وتتحول هذه الأجسام إلى أجزاء مفرقة ،وتخرج هذه الأجزاء وتتحول من مادة إلى مادة أخرى ،وذلك مع الاحتفاظ بأساس المادة الأصلية التي يتكون منها الجسم. ويستدل أصحاب هذا الرأي ببعض الآيات القرآنية منها قوله تعالى لسيدنا إبراهيم عندما سأله عن كيفية إحياء الموتى: ()3 ومنها أي ًضا: ()4 وعلى كلا الرأيين لابد للمكلف أن يعتقد بالمعاد ،ولا يلزم أن يعتقد بأحد الرأيين ،وأن يعتقد أن ال ُم َعاد هو الجسم الأول بعينه وليس مثيل ًا له ،وإلا لزم أن الجسم ال ُمثاب أو المعذب ليس هو الجسم الذي أطاع وعصى. والإعادة تشمل الأجسام أي الأجزاء الأصلية من الجسم كاليد والقدم ،أما الأجزاء التي تزول مثل الشعر والأظافر فإنها لا تعود. ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 3سورة القيامة .الآية.26 : ( )1سورة الرحمن .الآية.26 : ( ) 4سورة القيامة .الآية.4-3 : ( )2سورة القصص .الآية.88 : 35
حكم إعادة الأعراض: أما الأعراض فقد اخ ُت ِلف فيها :فقيل :تعود ،وعلى هذا فهي تشمل الأعراض اللازمة فقط ،مثل: الطول والعرض واللون ،بخلاف الأعراض غير اللازمة مثل :الأصوات. وقيل الإعادة لا تشمل الأعراض؛ لأنه يلزم عليها اجتماع المتنافيات كالطول والقصر، والكبر والصغر ،و ُرد عليهم :بأن إعادة العرض ليست دفعة واحدة بل على التدريج كما كانت في الدنيا ،لكن يمر عليه جميع الأعراض كلمح البصر ،والتفويض في مثل هذه الأمور أفضل ،وكذا الأمر في إعادة الزمان. وقد ورد أن الأرض لا تأكل أجسام الأنبياء ولا تبلي أبدانهم ،وكذلك بعض الصالحين والشهداء والعلماء ،لا تبلى أبدانهم ،فإعادتهم لا تكون عن تفريق أو عدم. الحشر: هو َس ْوق الناس جميع ًا إلى الموقف الذي يحاسبون فيه بعد بعثهم من قبورهم ،ومكان الموقف هو ا لأرض المبدلة كما يقول سبحانه: ()1 ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1سورة إبراهيم .الآية.38 : 36
أنواع الحشر أربعة :اثنان في الدنيا ،واثنان في الآخرة. الحشر الأول في الدنيا وهو :إخراج اليهود من جزيرة العرب ،وهو الوارد في قوله تعالى: ()1 الحشر الثاني في الدنيا وهو :النار التي تخرج من عدن باليمن قرب قيام الساعة فتسوق الكفار إلى المحشر ،فتكون معهم على جميع أحوالهم فتبيت معهم حيث باتوا ،وتقيل معهم حيث قالوا)2(. الحشر الثالث في الآخرة وهو :حشر الناس إلى الموقف. الحشر الرابع في الاخرة وهو :صرف الناس من الموقف إلى الجنة أوالنار. هل الحشر لجميع المخلوقات أو لبعضهم؟ ذهب المحققون إلى أن كل من يحتاج إلى الفصل ُ ْيشر ،ولا يختص الأمر بمن يحتاج إلى الجزاء، وعلى ذلك يحشر الإنس والجن والملائكة والحيوانات من بهائم ووحو ٍش. ويؤيد هذا الرأي قوله قوله« : حتى يقضي للشاة الجماء من الشاة القرناء»()،3والحكمة من حشر البهائم إظهار كمال عدل الله تعالى. وذهبالبعضإلىأنهلايحشرإلامن ُيازىفيكونالحشرمقصو ًراعلىالثقلين:الإنسوالجن. مراتب الناس في الحشر: ومراتب الناس في الحشر متفاوت ٌة ،فمنهم الراكب ومنهم الزاحف على رجليه ومنهم الماشي على بطنه ،وك ٌّل على حسب عمله. وأول من تنشق الأرض عنه نبينا محمد ﷺ. ( )3أخرجه مسلم. ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1سورة الحشر .الآية.2 : ( ) 2تقيل وقالوا :من القيلولة وهو الراحة وقت الظهر. 37
معنى الحساب: الحساب لغة :العدد ،واصطلا ًحا :توقيف الله الناس على أعمالهم خي ًرا كانت ،أو ش ًرا ،قو ًل كان ْت، أو فعل ًا ،بعد أخذ كتبهم. ويمكن أن يقال :هو اطلاع الله العباد على أعمالهم خي ًرا كانت ،أو ش ًرا ،قو ًل كان ْت ،أو فع ًل، أو اعتقا ًدا. عموم الحساب : ويكون الحساب لجميع المكلفين من إنس وجان مؤمنين وكافرين ،إ َّل َم ْن وردت السنة بدخولهم الجنة من غير حساب؛ تكري ًم لهم ،ففي الحديث «يدخل الجنة من َأمتي سبعون ألفا ليس عليهم حساب ،فقيل له هلا استزدت ربك ،فقال :استزدته فزادني مع كل واحد من السبعين أل ًفا سبعين أل ًفا ،فقيل هلا استزدت ربك؟ فقال :استزدته فزادني ثلاث حثيات بيده الكريمة»()1. أحوال الناس في الحساب: وإذا كان من المؤمنين من يدخل الجنة بغير حساب ،فهناك من الكافرين من يدخل النار بغير حساب؛ لشدة الغضب عليهم ولعظم جرمهم. فالناس تجاه الحساب ثلاثة أقسام :طائفة تدخل الجنة بغير حساب ،وطائفة تدخل النار بغير حساب ،وطائفة توقف للحساب ،وبهذا يجمع بين النصوص الواردة في هذا الشأن. وهنا مسألة خلافية :وهي كيف ُيوقف الل ُه الناس على أعمالهم ،أو كيف يحاسبهم؟ قيل يكلمهم الله -سبحانه -في شأن أعمالهم ،وما لهم من ثواب ،وما عليهم من عقاب وهذا ما تشهد له الأحاديث الصحيحة. ــــــــــــــــــــــــــــ ( ) 1أخرجه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب. 38
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108