Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore الفضاء العام - الفصل الرابع - أبو يعرب المرزوقي

الفضاء العام - الفصل الرابع - أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2017-04-04 12:54:53

Description: أما في حالة عكس العلاقة السابقة وقيس الفضاء العام بالمعنى الوجودي على الفضاء العام بالمعنى السياسي فإن ما يحرر من خصوصية البدن هو التعري وما يحرر من الخيال الذاتي هو الخيال الجمعي في الفنون السينمائية والمسرحية وما يحرر من خصوصية الاختلاف الجنسي هو التوحيد بين الجنسين وما يحرر من الخصوصية الرمزية هو فرض نظام تواصل واحد ونمط ثقافي واحد (العولمة) وما يحرر من الفاصلة بين الإنساني وما سواه هو اعتبار كل شيء ناطقا.

Search

Read the Text Version

‫الفصل الرابع‪:‬‬ ‫التعميق بالتزمن‬‫الأسماء والبيان‬







‫أما في حالة عكس العلاقة السابقة وقيس الفضاء العام بالمعنى الوجودي على الفضاء‬‫العام بالمعنى السياسي فإن ما يحرر من خصوصية البدن هو التعري وما يحرر من الخيال‬‫الذاتي هو الخيال الجمعي في الفنون السينمائية والمسرحية وما يحرر من خصوصية‬‫الاختلاف الجنسي هو التوحيد بين الجنسين وما يحرر من الخصوصية الرمزية هو فرض‬‫نظام تواصل واحد ونمط ثقافي واحد (العولمة) وما يحرر من الفاصلة بين الإنساني وما‬ ‫سواه هو اعتبار كل شيء ناطقا‪.‬‬ ‫‪ .1‬التعري‪:‬‬‫فالتعري ويقابل التغطي كلاهما تحدده العلاقة بين الفضاءين إذ يكون التجاوز جامعا‬‫بين المكاني السياسي والزماني الوجودي بحيث لا يبقى فاصلا بين الفضاءين إلا ما هو حاجز‬‫طبيعي أعني ما يخفيه البدن نفسه متحررا مما أضافه إليه الإنسان من رداء يخفي تعبيره‬ ‫المباشر‪.‬‬ ‫‪ .2‬الفرجة‪:‬‬‫عندما يتعرى كل شيء يصبح كل شيء عرضا للفرجة إلى حد لا يبقى للفرجة من تأثير‬‫ويصبح المتفرجون باحثين عما وراء الحواجز الطبيعية طلبا للبواطن التي تتجاوز العيني‬‫إلى المعاني المجردة فننتقل من الحيوي إلى الجمالي ومن العضوي إلى الروحي ومن الوجود‬‫المحسوس إلى الوجود المعقول خياليا فيستمتع الإنسان بالخيالي أكثر من استمتاعه بالحقيقي‬ ‫أو الواقعي تسليما بأن المحسوس هو الحقيقي والواقعي‪.‬‬ ‫‪ .3‬نفي كل تمييز بين الأجناس‪:‬‬‫لا فرق بين الرجل والمرأة وفي هذه الحالة لا يكون الفرق الجنسي الذي تعتبره الفلسفة‬‫من المقوم المادي وليس من المقوم الصوري مهما بل المهم هو الشوق بصرف النظر عن الجنسين‬ ‫الطبيعيين أعني الجاذبية التي تقبل الفصل عن الجنس بمعناه العضوي‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪ .4‬النمط الثقافي واللغة الواحدة‪:‬‬‫وغاية هذا التجاوز للفواصل بين الفضاءين العام والخاص يتحول إلى نفي التعدد الثقافي‬‫واللساني ومحاولة فرض نمط واحد يعود فيه البشر إلى حياة وظيفية خالصة في شبه مكنة‬‫انتاج مادي ورمزي ليس واقعيا فيها إلا الانتساب إلى هذه المكنة وما سواها هو العيش في‬ ‫فضاء خيالي عامه وخاصه أشبه بمسرحية كونية‪.‬‬ ‫‪ .5‬جعل كل شيء متواصلا مع الإنسان‪:‬‬‫وبذلك يصبح الكون كله بلا حدود فاصلة بين أنواعه وأجناسه لكأن كل شيء صار‬‫متواصلا حتى وإن كان مدار التواصل وأدواته مشتقة من النطق الإنساني مع طغيان سوء‬‫التفاهم والتواصل الدال على التفاهم‪ .‬ذلك أن هذا التواصل العام هو في الحقيقة اكتشاف‬‫استحالة التواصل لأن كل إنسان يصبح عالما خاصا لا يمكن لغيره أو حتى له أن ينفذ إليه‪.‬‬‫والرمز المطلق لهذه الحالة هو يوم الحساب حيث يصبح كل شيء ناطقا وشاهدا على صاحبه‬ ‫في شفافية مطلقة‪ :‬إذ يصبح البصر حديدا‪.‬‬ ‫‪22‬‬





‫‪02 01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook