Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore الفاتيكان العلماني أو سدنة العجل الذهبي وثورة الاسلام - القسم الرابع - أبو يعرب المرزوقي

الفاتيكان العلماني أو سدنة العجل الذهبي وثورة الاسلام - القسم الرابع - أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2017-05-01 12:31:58

Description: نحاول في هذا الفصل الرابع من "الفاتيكان العلماني" الجواب عن السؤال الثاني بعد أن وصفنا الحال بسلم تصاعدي لفساد معاني الإنسانية لدى نخبنا.
اعتمدنا في الوصف المنحنى التصاعدي لفساد معاني الإنسانية من السلطان الرمزي (نخبة الرؤى) إلى السلطان الفعلي (نخبة الإرادة)، ونعكس، فالتعليل، وذلك بمقتضى منطق ابن خلدون في تفسير فساد معاني الإنسانية: فهو يعلله في السياسية ببعديها، التربوي والحكمي، بالعنف والاضطهاد المعطل لقوى النفس.
لكن ذلك لا يكفي لفهم التحولات الحضارية، التي هي موضوع التاريخ المديد. فله تعليل أعمق: الترف القاتل للقوى العضوية بما يشبه الإعياء الوجودي.
والإعياء الوجودي مع فساد معاني الإنسانية، يمثلان عزوفا عن الحياة أو فقدانا العنفوان العضوي الملازم، لتغير حقب التاريخ المديدة بقانون التراكم.
والمعلوم أن نظرية ابن خلدون الفلسفية (ويطابقها ترجمته الدينية لها) تتألف من مستويين يناظران مقومي الإنسان: الاستعمار في الأرض، والاستخلاف فيها.
والأول، كما أسلفنا، يغلب عليه القانون الطبيعي، والثاني يغلب عليه القانون الخلقي، دون أن يخلو الأول من الأخلاق، والثاني من الطبيعة، لوحدة البعدين.

Search

Read the Text Version

‫الفاتيكان العلماني‬ ‫‪ -‬الفصل الرابع ‪-‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫أو سدنة العجل الذهبي وثورة الإسلام‬ ‫‪ -‬الفصل الرابع ‪-‬‬



‫نحاول في هذا الفصل الرابع من \"الفاتيكان العلماني\" الجواب عن السؤال الثاني بعد أن‬ ‫وصفنا الحال بسلم تصاعدي لفساد معاني الإنسانية لدى نخبنا‪.‬‬‫اعتمدنا في الوصف المنحنى التصاعدي لفساد معاني الإنسانية من السلطان الرمزي (نخبة‬‫الرؤى) إلى السلطان الفعلي (نخبة الإرادة)‪ ،‬ونعكس‪ ،‬فالتعليل‪ ،‬وذلك بمقتضى منطق‬‫ابن خلدون في تفسير فساد معاني الإنسانية‪ :‬فهو يعلله في السياسية ببعديها‪ ،‬التربوي‬ ‫والحكمي‪ ،‬بالعنف والاضطهاد المعطل لقوى النفس‪.‬‬‫لكن ذلك لا يكفي لفهم التحولات الحضارية‪ ،‬التي هي موضوع التاريخ المديد‪ .‬فله تعليل‬ ‫أعمق‪ :‬الترف القاتل للقوى العضوية بما يشبه الإعياء الوجودي‪.‬‬‫والإعياء الوجودي مع فساد معاني الإنسانية‪ ،‬يمثلان عزوفا عن الحياة أو فقدانا العنفوان‬ ‫العضوي الملازم‪ ،‬لتغير حقب التاريخ المديدة بقانون التراكم‪.‬‬‫والمعلوم أن نظرية ابن خلدون الفلسفية (ويطابقها ترجمته الدينية لها) تتألف من‬ ‫مستويين يناظران مقومي الإنسان‪ :‬الاستعمار في الأرض‪ ،‬والاستخلاف فيها‪.‬‬‫والأول‪ ،‬كما أسلفنا‪ ،‬يغلب عليه القانون الطبيعي‪ ،‬والثاني يغلب عليه القانون الخلقي‪،‬‬ ‫دون أن يخلو الأول من الأخلاق‪ ،‬والثاني من الطبيعة‪ ،‬لوحدة البعدين‪.‬‬‫وعلمه بما يحيل إلى البعدين وتداخلهما‪\" :‬علم العمران البشري (الاستعمار في الارض)‬ ‫والاجتماع الإنساني (الاستخلاف فيها)‪ :‬تكامل الطبيعي والخلقي‪.‬‬‫وهنا تبرز الآليات التي نريد استعمالها لفهم مسار فساد معاني الإنسانية‪ ،‬التي تفسير‬ ‫الانحطاط الذي ينتهي عادة بزوال الجماعة التي تصاب به‪.‬‬ ‫‪61‬‬

‫والمسار مضاعف‪ :‬وهو تطور الجماعات بمقتضى الانتظام العضوي (أنظمة الجماعة) ومسار‬ ‫الجماعات بمقتضى الانتظام الخلقي (أنظمة الدولة)‪ :‬خمس للنظامين‪.‬‬‫ولنبدأ بمفهوم أسال الكثير من الحبر بسبب استعمال ابن خلدون لمفهوم العرب بمعنيين‪:‬‬ ‫القوم والدرجة الأقصى في البداوة نظيرا للأعراب والعرب في القرآن‪.‬‬‫فالعرب‪ ،‬بمعنى الدرجة القصوى من البداوة‪ ،‬يستعملها ابن خلدون في كلامه على كل سكان‬ ‫الصحاري من رعاة الإبل‪ ،‬أو المرحلة الأولى من البداوة عامة‪.‬‬‫والدليل‪ ،‬أنه يستعمل الكلمة ويحيل للأفغان والمغول وبعض سكان الجزيرة العربية‪ ،‬من‬ ‫رعاة الإبل‪ ،‬والأبعد عن منازل الحضر من الجماعات البشرية‪.‬‬‫ويناظر هذا المفهوم الواصف للجماعات‪ ،‬مفهوم نظام العصبية‪ ،‬الذي يعتبره مفضيا للهرج‪،‬‬ ‫والذي هو بداية الانتظام السياسي بالشوكة دون عقد سياسي وخلقي‪.‬‬‫وهو يشبه مفهوم الحالة الطبيعية في نظريات الدولة في قرن التنوير‪ ،‬لكنه ليس فرضية‪،‬‬ ‫كما في هذه الحالة‪ ،‬بل يعتبره ابن خلدون حقيقة تاريخية فعلية‪.‬‬‫ويلي ذلك خمس أنظمة سياسية‪ ،‬مثلما يلي العرب (الأعراب) خمس أنظمة جماعية من‬ ‫النسيج الاجتماعي‪ ،‬مناظرة لها في الانتقال من البداوة إلى الحضارة‪.‬‬‫ففي النظام السياسي نجد عقدا دينيا لصالح أصحاب السلطان الرمزي وبداية انتظام‬ ‫الجماعة بالعرف‪ ،‬وهي بداية الاستقرار‪ .‬ولا يقتضي الاستقرار المكاني‪.‬‬‫فإذا حصل الاستقرار في المكان‪ ،‬يصبح العقد الديني أكثر عدلا‪ ،‬لأنه هو الذي يؤسس‬ ‫عبودية للإله وليس للوسطاء‪ ،‬وهو شبه شامل لمصلحة الحاكم والمحكوم‪.‬‬‫لكن الاستقرار يؤدي إلى الدعة‪ ،‬فينتقل الحكام من بساطة البداوة إلى تعقيد الحضارة‪،‬‬ ‫وبالتدريج يتم إبداع الحيل السياسية بحكم العقل لصالح الحاكمين‪.‬‬‫وغالبا ما يحصل ذلك عندما يريد الحاكم الانفراد بالمجد‪ ،‬فيعوض العصبية القبلية بعصبية‬ ‫الولاء من الموالي والخدم الذين ليس لهم صلة نسب‪ ،‬بل هم خدم‪.‬‬‫فتبدأ المرحلة التي تمتد يد الموالي للمشاركة في الحكم‪ ،‬فيصبح النظام العقلي من حيل‬ ‫الحكم جامعا بين مصالح الحكام وخدمهم‪ ،‬أي بعض المحكومين‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫لكن نظام الجماعة المجتمعي‪ ،‬ونظام الجماعة السياسي‪ ،‬مزيج من هذه المراحل‪ :‬من فوضى‬ ‫العصبية إلى غاية الترف‪ ،‬ومن العقد الديني إلى غاية العقد العقلي‪.‬‬‫وفي خلال ذلك يحدث تياران متعاكسان‪ :‬من البداوة إلى الحضارة تأثير التغذية الطبيعية‬ ‫والعضوية‪ ،‬ومن الحضارة إلى البداوة تأثير التغذية الثقافية‪.‬‬‫لكأن التحضير يقتل القوى العضوية بالتدريج‪ ،‬والتبدي يحييها بالتدريج‪ ،‬فيكون التبادل‬ ‫بين المسارين تبادلا عضويا وحضاريا‪ :‬تعاوض بين الطبيعي والثقافي‪.‬‬‫وهنا يورد ابن خلدون دور الغزوات البدائية للمراكز الحضارية‪ ،‬بوصفها مصدر التجديد‬ ‫الحيوي الذي يمدد عمر الحضارات لتوالي القوى الحيوية عليها‪.‬‬‫ويشترط بألا يكون مستوى البداوة مرحلة الانتظام الجماعي والعصبي‪ ،‬وهي المرحلة التي‬ ‫يسميها مرحلة العرب في جميع الأمم‪ ،‬لتنافيها الكلي مع الحضارة‪.‬‬‫مثال بني هلال‪ ،‬لسوء الحظ قبيلتي منهم والذين‪-‬بحسب رواية ابن خلدون‪ -‬خربوا حضارة‬ ‫تونس لتأديب فاطميي مصر لصنهاجة‪.‬‬‫ما مغزى هذه القصة كلها؟ التفسير بعلاقة القانون الطبيعي بالقانون الخلقي في نظرية‬ ‫الدولة‪ ،‬بالتناظر مع مقومي الإنسان مستعمرا وخليفة في الأرض‪.‬‬‫وكل الحالات التي ذكرناها حدثت في التاريخ الإسلامي‪ ،‬لكن ابن خلدون لم يستمدها‬ ‫استقراء‪ ،‬بل هي نتيجة علاقة القانونين في تعينهما‪ :‬عمران واجتماع‪.‬‬‫فهو يقابل بين عمران واجتماع من حيث انتظام الجماعة للاستعمار وللاستخلاف في الأرض‪،‬‬ ‫ويقابل بين البشري والإنساني من حيث انتظام الحكم السياسي‪.‬‬‫وبصورة أدق وبمفهومات ابن خلدون‪ ،‬فالانتظام الأول لمادة العمران‪ ،‬والانتظام الثاني‬ ‫لصورته‪ ،‬والتلازم بين المادة والصورة هو التلازم بين الطبيعي والثقافي‪.‬‬ ‫ومن دون العمران يمتنع الاجتماع‪ ،‬ومن دون البشري يمتنع الإنساني‪:‬‬ ‫‪ -‬الأول في الحالتين يغلب عليه الطبيعي والمادي‪.‬‬ ‫‪ -‬والثاني فيهما يغلب عليه الخلقي والرمزي‪.‬‬ ‫‪63‬‬

‫حان الآن أوان الكلام في طروء الانحطاط المتدرج بدأ بنخبة الإرادة‪ ،‬فالمعرفة فالقدرة‪،‬‬ ‫فالحياة‪ ،‬فالوجود‪ :‬ترتيب تعليل الفصل الثالث عكس وصف الفصل الثاني‪.‬‬‫وسأواصل عرض راي ابن خلدون‪ ،‬لنعلم أن نظرية الدولة‪ ،‬بخلاف ما يتوهم الكثير من‬ ‫السخفاء‪ ،‬لم تكن غائبة في فكر المسلمين‪ ،‬بل هي دائمة الحضور‪.‬‬‫ويبدأ ابن خلدون التفسير بعاملي القوة الحاكمة وأداتيها العسكرية والمالية‪ .‬فالحكم‬‫يشرع الحاكم بالتفرد بالحكم‪ ،‬فيقرب الموالي ويستعمل المرتزقة‪ ،‬وبالتدريج‪ ،‬يغتصب‬‫الموالي والمرتزقة الحكم‪ ،‬ومن الأمثلة أن الرشيد رغم نكبه للبرامكة لم يحم الدولة‪،‬‬ ‫فخرجت بين أيدي العصبية العربية مباشرة بعده‪.‬‬‫قتل ابنه من العربية‪ ،‬وساد ابنه من الفارسية‪ ،‬وانتهى الأمر بسيادة ابنه من الام التركية‪،‬‬ ‫واصبحت الحامية هي الحاكمة بأمر الخلافة منذئذ إلى سقوطها‪.‬‬‫والحامية تحكم بالاستبداد والعنف والفساد‪ ،‬فأفسدوا معاني الإنسانية‪ .‬لكن ذلك متلازم‬ ‫مع استبداد رمزي لنخبة الرؤى التي تضفي عليهم الشرعية‪.‬‬‫وهي لا تضفي الشرعية بمعنى التشكيك في أمانتها‪ ،‬فتكون مثلا من جنس فقهاء البلاط‪،‬‬ ‫بل لعلة أعمق‪ ،‬هي كما سبق أن بينت قلب علوم الملة للآية ‪ 53‬من سورة فصلت‪.‬‬‫فالفقه والتصوف عمليا‪ ،‬والكلام والفلسفة نظريا‪ ،‬علوم زائفة لأنها تركت الشاهد المعلوم‬ ‫واهتمت بالغيب المجهول‪ ،‬فكانت رجما لتأسيس دور الوساطة الروحية‪.‬‬‫لذلك تحولت كل العلوم العملية خاصة‪ ،‬إلى ما يشبه ويل للمصلين في قضايا الحكم وشروطه‬‫الدستورية‪ :‬بات قانون الطوارئ أصلا‪ ،‬والدستور القرآني فرعا وأيدوا ذلك بالحديث‪،‬‬‫سواء الموضوع أو الذي كان مشروطا بظرفه في حالات الحرب والطوارئ المؤقتة خلال إدارة‬ ‫الرسول نفسه لدولة ناشئة لم يشتد عودها‪.‬‬‫وبذلك أصبح نظام التربية مثل نظام الحكم‪ ،‬معتمدا العنف المادي والرمزي‪ ،‬وهو ما أفسد‬ ‫معاني الإنسانية بمصطلح ابن خلدون فاستسلم الجميع للاشرعية‪.‬‬‫والمرحلة الموالية لتعليل الانحطاط‪ ،‬هي فقدان العلماء لدور الإبداع المحقق لشروط‬‫الاستعمار في الأرض بسبب قلب الآية ‪ 53‬من سورة فصلت‪ :‬لا علم بالآفاق وبالأنفس‪ .‬ولما‬ ‫‪64‬‬

‫كان القصد بالآفاق الطبيعة والتاريخ‪ ،‬والقصد بالأنفس دور الإنسان في صلته بهما‬‫وانعكاس علاقته بهما في نفسه‪ ،‬أصبحت المعرفة تخريفا في الغيب‪ ،‬وأصبح الأمر المنهي عنه‬‫نصا في الآية ‪ 7‬من آل عمران‪ ،‬أهم مباحث الكلام والتصوف والفلسفة وأصول الفقه‪ ،‬بحيث‬ ‫تحقق ما وصفت الآية‪ :‬زيغ القلوب وإرادة الفتنة‪.‬‬‫أصبح ما وظيفته تحقيق شروط الاستعمار في الارض محققا لشروط الحرب الأهلية الدائمة‬ ‫بمعارف زائفة لا تثبت ولا تنفي علميا‪ ،‬بل تفرض بالعنف والقوة‪.‬‬‫بعد هذا المستوى الثاني من فساد معاني الإنسانية‪ ،‬نصل الى المستوى الثالث‪ ،‬مستوى‬ ‫القدرة الاقتصادية ليس ثمرة العمل‪ ،‬بل ثمرة الغزو والمصادرة‪.‬‬‫وقد ركز ابن خلدون على هذا العالم الثالث‪ ،‬بل كاد يحصر الظلم فيما يتعلق به ودور‬ ‫السلطة الجائرة في افتكاك الأرزاق بالجباية والمصادرة والمتاجرة‪.‬‬‫يبدأ الفساد بطغيان الحامية ماديا‪ ،‬فطغيان العلماء رمزيا‪ ،‬فيفسد الحكم والتربية ويتوقف‬ ‫الإنتاج المادي ويصبح غاية الإنتاج الرمزي شعر المديح‪.‬‬‫يفسد الحكم والعلم والإنتاج المادي والإنتاج الرمزي‪ ،‬ويلازم الأول الأخير فساد الرؤى‪،‬‬ ‫وهو في حالتنا تحريف الرؤى القرآنية في النظر والعمل‪.‬‬‫وذلك هو عين الانحطاط الذي سيطر على الأمة منذ أن انتقلت من حكم ذاتها بذاتها إلى‬ ‫حكم الحاميات‪ ،‬وهي في الغالب من المرتزقة ومعها الموالي للإدارة‪.‬‬‫ولست بحاجة للذهاب إلى الماضي لأقنع القارئ‪ .‬فليلتفت حوله وسيرى أن الحال كما وصفها‬ ‫ابن خلدون‪ ،‬وخاصة في البلاد التي يتوهم أصحابها أنهم أغنياء‪.‬‬‫وهذا يعني أن الجماعة غائبة وأن الدولة كاذبة‪ ،‬لأنها في الحقيقة جماعة مستبدة وفاسدة‬ ‫تعتبر الجماعة عبيدا تستغلهم استغلال المزارع لمواشيه‪.‬‬‫بينت‪ ،‬استنادا إلى ابن خلدون‪ ،‬منطق طروء الفساد إلى معاني الإنسانية التي يعتبرها ابن‬ ‫خلدون مؤذنة بنهاية الجماعة‪ ،‬لكني أومن بأن الاستئناف ممكن‪.‬‬‫وحتى ابن خلدون فهو حتما يؤمن بإمكانه وإلا لما كتب ما كتب‪ :‬فهو يشخص الداء‪ ،‬ومن ثم‬ ‫يؤمن بإمكانية العلاج‪ ،‬ولو بعد حين‪.‬‬ ‫‪65‬‬

‫وأعتقد أن الشباب شرع فيه‪.‬‬‫فحتى البلاد المعادية‪ ،‬للثورة لم تكن بمنأى عن أفكار شباب الثورة التي انطلقت من تونس‪:‬‬ ‫فسريانها كسريان النار في الهشيم لدى شباب الأمة كلهم‪.‬‬ ‫وتلك هي علة حربهم على ثورة الشباب‪.‬‬‫لكن غباءهم دفعهم إلى الحل الذي سيزيد الثورة أوارا‪ :‬كان يمكن أن يحدوا بطرق أخرى‬ ‫بدل المجابهة التي تقويها‪.‬‬‫والشيء الثابت‪ ،‬أن كل شباب الأمة‪-‬إذا ما استثنينا المستفيدين من الأنظمة الفاسدة‬ ‫والمستبدة‪ ،‬وهم قلة‪ -‬من صف الثورة‪ ،‬ونصرها آت من الخليج إلى المحيط‪.‬‬‫أكتب في الموضوع بهدف مساعدة الشباب على فهم الاستراتيجية الناجعة‪ :‬لا يمكن التحرر‬ ‫من فاتيكان الصهيونية وفاتيكان الصفوية من دون ثورة الشباب‪.‬‬ ‫‪66‬‬



‫‪02 01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬