Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore قانون التساخر بين السخرية والتسخير السياسيين- القسم الثاني – أبو يعرب المرزوقي

قانون التساخر بين السخرية والتسخير السياسيين- القسم الثاني – أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2022-08-22 22:22:52

Description: قانون التساخر بين السخرية والتسخير السياسيين- القسم الثاني – أبو يعرب المرزوقي

Search

Read the Text Version

‫––‬ ‫به الإنسان مقوما لكيانه العضوي بالحواس ولكيانه الروحي بالعقل للنظر‬ ‫ولفاعليتهما بالإرادة ولذلك فالجواب الديني عقد يصحب النظر وعزم يصحب‬ ‫العمل‬ ‫وهو المنطلق الذي يبنى عليه استعمال الجهازين والخيار هو بين حلين الديني‬ ‫والفلسفي المطلقين بالتنافي أو المتكاملين باثر احدهما في الثاني إذا سلمنا بأن لهما‬ ‫ما يشتركان فيه مع تقديم وتأخير لدورهما‪:‬‬ ‫• فالبدايات في الخلق‪ :‬الجواب عن سؤال لماذا يوجد شيء بدل لا شيء؟‬ ‫• والبدايات في الأمر‪ :‬لماذا ما يوجد يكون بكيف وجوده بدلا من غيره؟‬ ‫• كلها تبدو أكثر تناسقا في القصة القرآنية منها في القصة المزعومة علمية‪.‬‬ ‫فالقصة القرآنية تفترض نموذج الهندسة العقلية‬ ‫وهي هندسة تعلل البدايتين بدلا من اعتبارهما يحصلان بتراكم الصدف‬ ‫اللامتناهي دون بداية أو ببداية تتضمن كل حلقات التراكم الهادف فتكون في‬ ‫الغاية مقدمة لأصل النظام أساسا لغائية تراكم الصدف ل كنها لا تفسر اللغز‬ ‫الحقيقي أي البداية وماقبلها وما بعدها‪.‬‬ ‫‪97‬‬

‫––‬ ‫فحتى لو سلمنا بحادثة الانفجار ال كبير ونسبة التراكم المحقق لمشروع ناجح في الخلق‬ ‫والأمر وسلمنا بحر ية تمديد الزمان حتى يحصل ما يشبه النظام في مجموع الأعداد‬ ‫ال كبرى فإن ذلك يقتضي أن يكون العدد لا متناهيا ومثله الزمان‬ ‫ومن ثم فالحصيلة التي نراها لا تنفي أن يكون ذلك عين ما تعنيه قصة السرمدية‬ ‫في علاقة الخلق والامر بمدبر حكيم هو نظر ية الرحمن في هذه السورة‪ .‬وإذن‬ ‫فيمكن اعتبار \"منظور الرحمن\" مناسبا للقبول بالقصة القرآنية التي لا تز يل اللغز‪.‬‬ ‫ل كنها تحرر من وهم حله بطر يقة أفضل هي طر يقة الخلق الذاتي للطبيعة ما دام‬ ‫العلم لا يعتبرها سرمدية ومن ثم فهو يعتبرها ذات بداية ونهاية وتوسط بينهما هو‬ ‫المسار الذي يتمثل فيه الإلغاز الذي ليس له حل علمي أفضل من الحل الديني‪.‬‬ ‫فوجود النظام رغم الفوضى وقدرة الإنسان على التعامل مع الطبيعة ومعرفة‬ ‫بعض قوانينها وقدرته على التعامل مع التاريخ واختيار النظام الممكن من‬ ‫الاستعمار في الأرض بقيم الاستخلاف أو حتى بعدمها‪ .‬والمشكل لا معنى له‬ ‫في ذاته‬ ‫بل معناه مرتبط بعلاقة الإنسان بذاته وبغيره وبالعالمين الطبيعي والتاريخي وهو‬ ‫ما يجعل العلم الرئيس هو علم السياسة المبني على هذين التصورين للمعادلة‬ ‫‪98‬‬

‫––‬ ‫الوجودية التي لا يخلو اجتماع إنساني من الارتباط بهما أي الرؤ ية الدينية‬ ‫والرؤ ية اللادينية مع غلبة المعقولية على الأولى أكثر من غلبتها على الثاني‪.‬‬ ‫‪99‬‬

‫‪–-‬‬ ‫‪-‬الفصل الحادي عشر –‬ ‫ومن ثم فالعلم الرئيس‪-‬الارشيتاكتونيك‪-‬الأفضل من المنظور الديني ليس ما‬ ‫بعد الطبيعة بل هو ما يصل التاريخ بما بعده لأن الطبيعة لا يكون لها ما بعد إلا‬ ‫بفضل الوصل بين استعمار الإنسان في الأرض باستخلافه فيها‪:‬‬ ‫فالبحث عما بعد للطبيعة يفسر نظامها وقوانينها مصدر دوره الآلي في الاستعمار‬ ‫في الأرض‬ ‫والبحث عما بعد التاريخ نظامه وسننه مصدر دوره الغائي في الاستخلاف فيها‬ ‫والثاني شرط نجاح الأول إن صلح وشرط فشله إن فسد‬ ‫فيكون التراتب الفلسفي بين شروط الاستعمار في الأرض الآلية وشروطه‬ ‫الاستخلاف الغائية مقدما للأول على الثاني قبل التحرر من القول بالمطابقة في‬ ‫النظر والعقد وبالتمام في العمل والشرع لتوهم الإنسان بأنه قادر على العلم المحيط‬ ‫والعمل التام‪.‬‬ ‫ل كن الفلسفة انتهت إلى نقد ذاتي حررها من هذا الوهم وصارت تقول بما يقول‬ ‫به الدين معترفة بنسبية العلم والعمل الإنسانيين وانتهت إلى التراتب المقابل تقديما‬ ‫للثاني على الأول تقديما علتهكون الثاني علةكون الإنسان هو الذي بوسعه تجاوز‬ ‫الطبيعة إلى ما ورائها بما جهز به طلبا لشروط العلاقة بين الغاية والأداة أي بين‬ ‫‪100‬‬

‫‪–-‬‬ ‫الاستخلاف في الأرض لإنجاح الاستعمار فيها بحيث تكون الإرادة والفضيلة‬ ‫شرط استعمال العقل العقل والمعرفة‪ :‬وذلك هو معنى استخلافه‪.‬‬ ‫والإسلام اختار هذه العلاقة بوصفها ما يشترك فيه الفلسفي والديني أي ما‬ ‫يجعل الإنسان قادرا على الاستعمار في الأرض بعلم القدر المناسب له من قوانين‬ ‫الطبيعة وعلى الاستخلاف فيها من عمل القدر المناسب بسنن التاريخ‬ ‫من حيث وجودهما خارج ذاته وفي ذاته أي في كيانه العضوي وكيانه الروحي‬ ‫والجماعة حاضرة في كيانيه ببعديها الطبيعي (كيانه العضوي) والتاريخي (الروحي)‬ ‫مع ما بعد ربوبي روحي في الدين وربوبي طبيعي في الفلسفة‪.‬‬ ‫وهذا هو مضمون الرسالة الخاتمة أي البعد الخامس من الرسالة لأن الأبعاد‬ ‫الأربعة الأولى ممهدة له‪:‬‬ ‫• فالبعد الخامس والأخير في الرسالة هو ما يطلبه الإسلام من الإنسان‬ ‫بالإيقاظ والتذكير‪ :‬استعمال جهاز يه المعرفي والخلقي لتحقيق شروط الاستعمار‬ ‫في الأرض تحقيقا يؤهله للاستخلاف‪.‬‬ ‫• والأول هو تعر يفه بالمرسل أي الله الذي هو أقرب إلى الإنسان من حبل‬ ‫الوريد وهو ما يجعل القرآن كله حوار بينه وبين الإنسان‬ ‫‪101‬‬

‫‪–-‬‬ ‫• والثاني تعر يفه بذاته أي المرسل إليه الذي جهز بما يجعله أهلا للعبادة الحرة‬ ‫قبولا كما تبين ذلك سورة التي تتكلم على كيفية التحرر من الخسر أو الرد أسفل‬ ‫سافلين بفضل التذكر الذي يجعله يؤمن و يعمل صالحا في سلوكه الفردي ويتواصى‬ ‫بالحق في استعمال جهازه المعرفي فيكون مجتهدا دائما (عقله) ويتواصى بالصبر‬ ‫في استعمال جهازه الخلقي فيكون مجاهدا دائما (إرادته)‬ ‫• والثالث تعر يفه بالرسول الخاتم باعتباره نموذجا للسياسي العارف باستراتيجية‬ ‫التربية الموقظة والمذكرة وباستراتيجية الحكم الذي يجعل الإنسان فردا وجماعة‬ ‫مصدر الكل سلطة في تنظيم حياته إذا تذكر وتحرر من الاخلاد إلى الأرض‪.‬‬ ‫• والرابع منهج التبليغ الذي هو عين الاستراتيجية السياسية بالتربية والحكم‬ ‫الهادفين لتوحيد الإنسانية وتحريرها من السلطان الروحي الوسيط (ال كنسية)‬ ‫والسلطان السياسي الوصي (الحكم بالحق الإلهي) وذلك بجعل الأمة مصدر كل‬ ‫سلطة (الشورى ‪.)38‬‬ ‫لا شيء أكثر من ذلك أو دون ذلك يوجد في نص القرآن من حيث هو‬ ‫إيقاظ وتذكير بالجهازين ووظيفتهما بطر يقتين هما جوهر الاستراتيجية السياسية‬ ‫وحقيقة الدولة ونقد لتحر يف هذه المضامين بسبب فساد الجهازين أو تخليهما‬ ‫على وظيفتيهما‪:‬‬ ‫‪102‬‬

‫‪–-‬‬ ‫فالتربية تصقل جهازي الإنسان أي الإرادة والعقل وترشد استعمالهما في‬ ‫الاستعمار في الأرض وفي الاستخلاف لذلك فالكلام على استعمال الجهازين‬ ‫يعتبر مدار جل آيات القرآن التي تبين عسر تحقيق هذه المهمة‪.‬‬ ‫وحكم الجماعة لنفسها بنفسها بالسهر على التساخر في التبادل العادل بالتعاوض‬ ‫والتساخر في التواصل الصادق بالتفاهم‪ .‬وذلك هو العيش المشترك بمقتضى‬ ‫مبدأي ثورة الإسلام لتوحيد الإنسانية بالأخوة (النساء ‪ )1‬والمساواة (الحجرات‬ ‫‪.)13‬‬ ‫ولأن المهمة بمستو ييها شديدة العسر تضمنت امثولة الاستخلاف عصيانين من‬ ‫الكائنين اللذين يعتبرهما القرآن لم يخلقا إلا لعبادة الرب ‪-‬الإنس والجان‪ -‬وكان‬ ‫عصيان ابليس مقدما على عصيان آدم تشخيصا دراميا‬ ‫لما يترتب على المقابلة بين عبادة الله التي تتلو تبين الرشد من الغي أي الدالة‬ ‫على الخيار الحر والعبودية لغيره أي الوثنية التي تتقدم على تبين الرشد من الغي‬ ‫والتي هي عبادة الطاغوت‪.‬‬ ‫وتلك هي علة وصف الإنسان بكونه الخصيم المبين في الحوار الذي يهدف إلى‬ ‫ايقاظه وتذكيره بأنه لم يخلق ويجهز بالجهازين إلا من اجل العبادة بمستو ييها أي‬ ‫تعمير الأرض بقيم الاستخلاف فيها‪.‬‬ ‫‪103‬‬

‫‪–-‬‬ ‫وسأكتفي في خاتمة هذه المحاولة في جزئها الثاني اعدادا لما سياتي من الأجزاء‬ ‫بثلاث امثلة من القرآن أولها يتعلق بعلاقة القرآن بالإنس والجان في سورة‬ ‫الرحمن والثاني بعلاقة الديني والتاريخي في سورة هود ل كن المثال الأخير بعلاقة‬ ‫السياسي بالرؤى التي تعتمد استراتيجية الاستعمار في الأرض بقيم الاستخلاف‬ ‫في سورة يوسف‬ ‫اذكر هذا المثال هنا دون أن ادرسه لأنه سيكون مع الوصلتين بين المثال‬ ‫الأول والمثال الثاني ثم بين المثال الثاني وبينه من نصيب الجزء الثالث من‬ ‫البحث في التساخر الذي خصصت له خمسة أجزاء سيأتي بيان علاقتها بما تقدم‬ ‫في الإبان‪.‬‬ ‫والأمثلةكلها تجمع بين خصائص الشعر المطلق الذي حير المتلقين لجمعه بين ما‬ ‫يتجاوز أساليب الشعر العربي بالخطاب دون التمثيل الدرامي وأساليب الشعر‬ ‫اليوناني الذي يضيف الخطاب الدرامي حتى يكون به متجاوزا الاقتصار على لغة‬ ‫قوم دون قوم لأن الخطاب الدرامي دلالاته هي عين مجراه لكأنه تعبير بدني‬ ‫أساسه الإشارة المشهدية أكثر من مضمون الخطاب‪ .‬وبعبارة حديثة فإن‬ ‫الخطاب اللساني فيه يشبه السينار يو والخطاب الدرامي يشبه مجرى الأحداث‬ ‫الفعلية متعينة في أدوار الممثلين وليس الكلام عليها‪.‬‬ ‫‪104‬‬

‫‪–-‬‬ ‫المثال الأول‪ :‬سورة الرحمن‪.‬‬ ‫تقدم علم القرآن‪ :‬ما دلالته؟‬ ‫لمن عمله أم هو جواب على بدعة خلق القرآن لأنه تعليم سرمدي هو ما تتضمنه‬ ‫الرسالة الفاتحة والخاتمة في مشروع استخلاف الإنسان الذي خلق بعد ذلك‬ ‫حتى يحمل مسؤولية الاستخلاف في الأرض بشرط تعميرها بقيمه وهو امتحان‬ ‫لأهليته لهذه المهمة‪ .‬وتلك هي العبادة المنتظرة من الإنسان‪.‬‬ ‫ما دور الجن في المسألة؟‬ ‫ما كانت \"القصة\" التي ترمز إلى الاستخلاف تكون ذات حبكة تبرز دلالة‬ ‫علاقة الرب بالإنسان ‪-‬وهي علاقة عرفها القرآن بكونها مباشرة غنية عن الوسيط‬ ‫الروحي (ال كنسية) والوصي السياسي (الحكم بالحق الإلهي) أي عما هو أصل‬ ‫كل تحر يف من دون رمز لممثل للعصيان‪ .‬وذلك الممثل يؤدي دور الجني‬ ‫العاصي أي الشيطان فيكون عصيانه من جنس وصف الإنسان بكونه خصيما‬ ‫مبينا؟‬ ‫لذلك فالرحمان تتكلم على الرمزين الإنسان والشيطان بوصفهما المخاطبين فيها ما‬ ‫يعني أن الرحمة هنا تتعلق بالجن والإنسان الآبقين و يكون الاستعمار في الأرض‬ ‫‪105‬‬

‫‪–-‬‬ ‫والاستخلاف فيها فعل تحرير من الأبق لتكون العبادة بديلا من العبودية لأنها‬ ‫اختيار ية‪.‬‬ ‫وتلك هي الرحمة التي هي هداية النجدين التي تمكن من اقتحام العقبة أي فك‬ ‫الرقبة واطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة ومسكينا ذا متربة وهو‬ ‫الاستعمار في الأرض بقيم الاستخلاف فيكون استخلاف الإنسان والجان‬ ‫هادفا لتحقيق ظرفيات الرحمة الإلهية بتوسطهما في دور الذات والموضوع أي‬ ‫فاعلا ثمراتها ومنفعلا بها؟‬ ‫خلق الإنسان‪ :‬ما دلالته‪.‬‬ ‫وكيف نجمع بين قصتي خلق الإنسان في القرآن وهما تبدوان متناقضتين مطلق‬ ‫التناقض؟ فالقصة الأولى تتكلم على ما يشبه فعل صانع الفخار والثانية تتكلم على‬ ‫ما يشبه فعل الحياة بالخلق من نفس واحدة‪.‬‬ ‫ولا يمكن التوفيق بين القصتين إلا بجعل القصة الأولى تتعلق بمرحلة صنع‬ ‫النموذج والثانية بتحقيقه بعملية التخلق الحيوي من النفس الواحدة حتى يصبح‬ ‫بداية التلاقح بين الذكورة والأنوثة‪.‬‬ ‫وإذن فآدم هو ما في النفس الواحدة مصدرا للجنسين لأن الحيوان المنوي هو‬ ‫محدد الجنس بايولوجيا وليس البو يضة حتى وإن كان للمرأة دور خفي في تحديد‬ ‫‪106‬‬

‫‪–-‬‬ ‫الجنس بالإفرازات التي تتدخل في قدرة الحيوان المنوي على الوصول إلى‬ ‫البو يضة إذ لعل بعضها يشجع الأطول عمرا ويحول دون الأقصر عمرا من‬ ‫الوصول للبو يضة‪.‬‬ ‫فالغالب على دور المرأة هو كونها مصدر غذاء الحياة وهو سهم أكبر من مجرد‬ ‫دور \"التذكير\" الذي للحيوان المنوي حتى تثمرة البو يضةكما في التأبير‪ .‬ولها دور في‬ ‫الوراثة البيولوجية التي يحملها الجنين بعد التلقيح الآتي من الحيوان المنوي مثل‬ ‫التأبير في النخل والتذكير في كل الكائنات الحية التي هي مبنية على الزوجية‪.‬‬ ‫فإذا كان ذلك كذلك فهل يمكن القول إن البو يضة لا تتضمن إلا هذين‬ ‫الأمرين الغذاء وحصة الموروث العضوي الذي للأنثى في الجنين دون ما ينسب‬ ‫إلى الذكر أم إن آدم هو في آن الإنسان قبل الفصل بين الجنسين؟‬ ‫ل كن كيف التوفيق مع آيتي الميثاق المتعلقتين بالأخذ من ظهور الآباء‬ ‫(الأعراف‪ :‬وَِإ ْذ َأخَذَ رَبُّ َك مِن ب َنِي آدَمَ مِن ُظهُورِهِ ْم ذُرِ ُّيتَه ُ ْم و َأشْهَدَه ُ ْم ع َل َى‬ ‫َأنفُسِهِ ْم َأل َ ْس ُت ب ِرَب ِكُ ْم ق َال ُواْ بلَ َى ش َهِ ْدن َا َأن ت َقُول ُواْ ي َوْمَ ال ْقِي َامَةِ ِإ ُنّا ُك ُّنا عَ ْن ه َذَا‬ ‫غ َافِل ِينَ* َأ ْو ت َقُول ُواْ ِإنم َا َأشْرَكَ آب َاؤُن َا مِن ق َبْ ُل وَكُنا ذُرِ ية ً مِن ب َعْدِهِ ْم َأف َتُهْل ِكُناَ ب ِم َا ف َع َ َل‬ ‫الْم ُبْطِل ُو َن* وَكَذَل ِ َك ن ُفَ ِص ُل الآي َا ِت وَل َعَلهُ ْم ي َرْ ِجع ُونَ)‪.‬‬ ‫‪107‬‬

‫‪–-‬‬ ‫والجمع بين الجنسين ليس مستبعدا لأننا نلاحظ دائما أنه ما تزال منه بعض‬ ‫الآثار في المثلية الجنسية بين الذكور وكذلك بين الإناث لان هذه المثلية ليست‬ ‫كلها ثقافية بل بعضها عضوي حقيقي‪ .‬فمن الذكور من هو متخنث بعلامات‬ ‫عضو ية ومن الإناث من هي مترجلة بعلامات عضو ية‪.‬‬ ‫وما يثبت القصة الأولى أن الأمر يتعلق بصنع الفخار ثم النفخ فيه لينتقل من‬ ‫صنع النموذج إلى الخروج من النفس الواحدة التي هي الحياة ومنها خرج النموذج‬ ‫ولا بد أن يكون مؤلفا من الجنسين الذكر والأنثى حتى وإن لم يرد ذكر الجنسين‬ ‫الذكر والأنثى إلا بعد خلق الزوج الذي خرج من النفس الواحدة ثم تغشاها‬ ‫(الأعراف ‪ )189‬فحملت منه ليبث منهما رجالا كثيرا ونساء (النساء ‪.)1‬‬ ‫ثم تعليمه الأسماء من أجل تأهيله للاستخلاف ثم حصول العصيان ثم الإخراج‬ ‫من الجنة ثم تلقي الكلمات ثم العفو‪ .‬والكلمات لا بد أن تكون مضمون الرسالة‬ ‫الفاتحة التي هي في آن الرسالة الخاتمة وبها ثنت سورة الرحمن بمنظور الخالق‬ ‫الرحيم الذي علم الإنسان بجنسيه البيان بنوعيه المعبر عن الحقيقة والمقصور على‬ ‫الأسماء المخادعة التي ليس وراءها مسميات حقيقية‪.‬‬ ‫علمه البيان‪ :‬ما دلالتها؟‬ ‫‪108‬‬

‫‪–-‬‬ ‫تبين من الآيتين أن البيان هو القدرة على التلقي والبث الناطقين أي العبارة‬ ‫اللغو ية تلقيا وبثا ل كنها قد لا تكون بيانا صادقا في البث وبيانا مطابقا في التلقي‬ ‫فيصبح البيان ‪-‬اللغة‪-‬أداة خداع وغالبا ما يعسر حصول ذلك في البيان بالإشارة‬ ‫البدنية التي يدركها البصر‬ ‫إذا لم يفقد البصيرة التي تمكن من فهم الإشارة‪ .‬وإذن فالبيان يتضمن وجهي‬ ‫العلاقة بالحقيقة التواصلية الصادق منها والكاذب وهو ما يرمز إليه الخوار في‬ ‫دين العجل والاسماء التي يسميها الناس دون أن تكون دالة على مسميات‬ ‫حقيقية بل هي للخداع وهو جوهر النفاق‪.‬‬ ‫الشمس والقمر بحسبان‪ :‬ما دلالتها؟‬ ‫هي دلالة على علاقة الإنسان بالعالم الطبيعي المرموز إليه هنا بأكثر تمظهراته‬ ‫حضورا للوعي الإنساني ليلا ونهارا وحسبان للزمان ومن ثم شرطا في نظام‬ ‫الحياة الفردية والجماعية‪.‬‬ ‫الآية الواصلة برفع السماء ووضع الميزان‪ :‬ما دلالتها؟‬ ‫كل مضمون سورة الرحمن مداره حول هذه العلاقة بين الاستخلاف (رفع‬ ‫السماء) والاستعمار في الدنيا (وضع الميزان) ومخاطبة المشخصين لدراما‬ ‫الاستخلاف أي الأنس والجان برمز الثقلين ‪-‬من الموجودات‬ ‫‪109‬‬

‫‪–-‬‬ ‫التي لها شرطا التكليف أي العقل والإرادة‪ -‬اللذين لم يخلقا إلا لعباده الرحمان‬ ‫وفيها الكلام على علاقة حياتيهما بعالميهما عالم الشهادة وعالم الغيب في علاقة‬ ‫بسلوكهما في الأول بمقتضى العمل بقيم الثاني أو بمقتضى التنكر لها والجزاء‬ ‫والعقاب المترتب عليهما‪.‬‬ ‫لعل هذه المحاولة فيها ما يبدو وكأني انهي عن خلق وآتي مثله‪ :‬فما استخرجه‬ ‫من القرآن ليس مما يعلم ولا مما يعمل بل هو مما جهز به الإنسان وينساه‬ ‫ويخاطب به القرآن البشر كلهم للإيقاظ والتذكير‬ ‫معتمدا أسلوب الإشارات ليس إلى مضمون معرفي وقيمي محددين بل إلى‬ ‫شروط البحث عنهما التي يغفل عنها الإنسان من حيث هو إنسان وهي مفطورة‬ ‫في كيانيه البدني والروحي‪.‬‬ ‫الإشارات القرآنية توقظها بالتذكير بها لأنها قائمة في كيان الإنسان الناسي لدور‬ ‫ما جهز به ولوظائفه في ما خلق له ليحصل بالنظر والعمل على شروط بقائه‬ ‫الدنيوي والأخروي‪.‬‬ ‫ولو لم يكن الامر كذلك وكان متعلقا بما يتعلمه الإنسان من المضامين خلال‬ ‫تاريخه وليس بشروط التعلم عامة لكان الخطاب مستحيل الفهم‪ .‬فلا معنى لرسالة‬ ‫يكون هدفها اقناع الإنسان بمضمونها الذي ليس في متناوله فهمه‪.‬‬ ‫‪110‬‬

‫‪–-‬‬ ‫لذلك فلا أحد من المخاطبين في بداية الإسلام تكلم على الغاز علمية أو اعجاز‬ ‫علمي بل كان مفعول القرآن مستمد من حكمة التذكير والتحذير وبلاغة التأشير‬ ‫والتدليل‪ .‬ولعل أبرز ما حير فصحاء العرب الأول وفحول شعرائهم جمعه‬ ‫العجيب بينهما‬ ‫• فنيات الشعر العربي‬ ‫• وفنيات الشعر اليوناني‬ ‫أي تجاوز الشعر بمعناه العربي وتجاوز الشعر بمعناه اليوناني أي مشاهد التمثيل‬ ‫الدرامي‪ .‬فالمشاهد القرآنيةكلها شعر درامي‪ .‬وهي ظاهرة لم تغب عن ابن رشد‬ ‫في شرحه لكتاب ارسطو في الشعر‪.‬‬ ‫وهذه مما لا يحتاج إلى معرفة قوانين الطبيعة وسنن التاريخ بل يكتفي فيها القرآن‬ ‫إلى الإشارة إلى ما يجمع بينهما أي النظام الذي هو مصدر ادلتهكلها على فعل‬ ‫الرب في ال كون‪ :‬الخلق والأمر وكلاهما لا يقبلان العلم ولا العمل الإنسانيين‪.‬‬ ‫فالإنسان ليس خالقا ولا آمرا إلا استعار يا والجميع يعلم ذلك بمن فهم أجهل‬ ‫البشر‪ :‬فالقرآن لما يقول للمزارعين أأنتم أم نحن الزارعون يفهم المزارع القصد‬ ‫بمعنى أن زرع الإنسان استعاري لأن شروط حياة المزروع ليس بيده فهو يزرع‬ ‫ل كن اغتذاء المزروع من التربة ومن الماء والهواء كلها ليست بيده‪.‬‬ ‫‪111‬‬

‫‪–-‬‬ ‫وبهذا المعنى فأفعال العباد قضية فلسفية ودينية تتجلى فيها ما انتهت إليه الفلسفة‬ ‫لما تداركت خرافة العلم المحيط والعمل التام رغم نكوص هيجل وماركس إليهما‬ ‫وعودة ما بعد الحداثة إلى الميثولوجيا اليونانية ثمرة للنكوص الهيجلي وال كنطي‬ ‫لوهم العلم المطلق والتاريخ حكما نهائيا للتخلص من الحلول التي انتهت إليها‬ ‫حضارتا الأديان المنزلة أي الإسلام والمسيحية بنظر ية العالمين عالم الشهادة وعالم‬ ‫الغيب كما يتجلى في النقد من ديكارت إلى كنط في الحضارة المسيحية ومن‬ ‫الغزالي ابن خلدون في الحضارة الإسلامية‪.‬‬ ‫أما الشاهد الأخير فسأنتخبه بتعديل طفيف من بحثي الذي شاركت به في‬ ‫ندوة التجديد التي نظمها المؤتمر العلمي الرابع لهيأة علماء المسلمين في العراق‬ ‫الخاص بالتجديد في الدراسات الإسلامية بإستنبول‪ .‬ذلك أني فيهما عرفت ما‬ ‫أعنيه باستراتيجية القرآن التوحيدية للإنسان‬ ‫وجمعها بين الديني في الأديان كما يتجلى في القرآن ال كريم والفلسفي في‬ ‫الفلسفات كما تتجلى في طبيعة الاستدلال مع التخلي عما كان يميز بينهما من‬ ‫دعوى الإحاطة في النظر والعقد أو عدمها والتمام في العمل والشرع أو عدمه‪.‬‬ ‫‪112‬‬

‫‪–-‬‬ ‫فالفلاسفةكانوا مغرورين يزعمون الإحاطة في النظر والعقد والتمام في العمل‬ ‫والشرع‪ .‬ل كن التقدم في العلم وتطبيقاته وفي العمل منجزاته اثبت لهم أن هذين‬ ‫الوهمين يدلان على قصر نظر في نظر ية المعرفة وطول أمل في نظر ية العمل‪.‬‬ ‫فعاد الفلاسفة إلى الرشد بفضل المدرسة النقدية العربية أولا (من بداية‬ ‫الوعي بهذا الفرق إلى غايته عند ابن خلدون) ثم الألمانية ثانيا (من ديكارت‬ ‫إلى كنط)‪.‬‬ ‫ذلك أن هذا التخلي عن الإحاطة والتمام تحقق في الدين انطلاقا من تعر يف‬ ‫العلاقة بين فلسفة التاريخ من حيث هي بحث في شروط قيام الإنسان من حيث‬ ‫كيانه العضوي والروحي في عالم الشهادة وفلسفة ما بعد التاريخ‬ ‫من حيث هي بحث في شروط الوجود عامة ووجود الإنسان خاصة ومن ثم‬ ‫في ما يجعلهما غير مكتفيين بذاتهما وحاجتهما إلى عالم الغيب أي ما يعلل اختيار‬ ‫الوجود بدل العدم واختيار كيفه الحاصل من الممكن بدل غيره‪.‬‬ ‫وقد سبق أن شرحت في ما صدر من محاولتي التفسير الفلسفي للقرآن سورة‬ ‫هود من حيث البنية المنطقية والتناظر بين عناصرها الثلاثة الأولى وعناصرها‬ ‫الثلاثة الأخيرة وصلتها بالقلب بين الثلاثتين ول كن بالاقتصار على الدلالة الدينية‬ ‫دون الدلالة التاريخية وخاصة دون البحث في العلاقة بين الوجهين‪.‬‬ ‫‪113‬‬

‫‪–-‬‬ ‫لم أركز على المعوقات التاريخية التي هي الوجه الثاني من السورة وهي المتعلقة‬ ‫بالتاريخ في صلة بالدين فهذه المعوقات تتجلى في التاريخ ومن خلالها يبين القرآن‬ ‫معنى الديني في الأديان والفلسفي في الفلسفات ومحاولة تذليلها بالتربية والحكم‬ ‫لتحقيق شروط الوصل بين عالم الشهادة الذي يمثل شبه أمر واقع‬ ‫وعالم الغيب الذي يمثل شبه امر واجب فيكون شد الأول للثاني هو جعل‬ ‫الاستعمار في الأرض خاضعا لقيم الاستخلاف فيها‪ .‬وقد احصت السورة سبع‬ ‫قضيا عرضت فيها الحل لعلاج علاقة دور الديني ودور المعوقات التاريخية‪:‬‬ ‫• رسالة نوح‪ :‬المعوق التاريخي هو طغيان الطبيعة ورمزه الطوفان والحل الذي‬ ‫يقدمه الدين هو الحل التقني والزراعي‪ .‬صنع السفينة واخذ زوجين اثنين من‬ ‫كل شيء لاستئناف الحياة بعد الطوفان‪.‬‬ ‫• رسالة هود‪ :‬طغيان الاستبداد بالثروة ورمزه سلطة الأغنياء والحل هو‬ ‫التغلب على الاستكبار بتحرير المستضعفين‪.‬‬ ‫• رسالة صالح‪ :‬طغيان الاستبداد بالماء ورمزه حرمان الناقة التي هي رمز‬ ‫المحافظة على الماء أول أصل للحياة والعلاج هو قسمة الماء العادلة والمحافظة عليه‬ ‫كما تحافظ الناقة عليه في بلد كان معروفا بالقلت التي تجمع الماء لقلته‪.‬‬ ‫‪114‬‬

‫‪–-‬‬ ‫• حضور إبراهيم هو المركز دون خوض في رسالته‪ .‬ولذلك فهي توجد بين‬ ‫الرسالات الثلاث المتقدمة عليها والرسالات الثلاث التي تليها في سورة هود‬ ‫التي تحدد المعوقات الحائلة دون الاستعمار في الأرض بقيم الاستخلاف‪.‬‬ ‫وهي تمثل الحل الأسمى الذي تعود إليه الرسالة الفاتحة والخاتمة للانطلاق من‬ ‫المبدأ الذي يتجاوز عبادة ما كان يرمز إلى نظام الطبيعة في الميثولوجيا أي عبادة‬ ‫الافلاك إلى مبدع الخلق والأمر‪.‬‬ ‫فآيات الأفول التي ترمز إلى هذا التجاوز فيها علاج المعضلات التي تعرف‬ ‫الديني في الأديان والفلسفي في الفلسفات بتجاوز الميثولوجيات والتي لأجلها‬ ‫كان الإسلام ابراهيمية محدثة أو حنيفية محدثة تحقق في التاريخ الفعلي‬ ‫ما لم يحققه إبراهيم إلا في مستوى التصور الذي يعتبر منطلق الرسالة الخاتمة‬ ‫ليكون محمد إبراهيم الثاني الذي يشرع في انجاز المشروع الذي تضمنته الكلمات‬ ‫التي تلقاها آدم ولم يفصح عنها وصارت عين مضمون القرآن ال كريم لأنها هي‬ ‫عين ما كلف به آدم وأبناؤه من استخلاف‪.‬‬ ‫• رسالة لوط‪ :‬العائق يتعلق بمصدر الحياة الثاني أي الجنس‪ .‬ومثلما أن الماء‬ ‫هو الأصل الأول لوجود الحياة فإن الجنس هو الأصل الثاني لبقائها‪ .‬فساد‬ ‫الأول زوالها عامة وفساد الثاني زوال الإنسانية‪.‬‬ ‫‪115‬‬

‫‪–-‬‬ ‫• رسالة شعيب‪ :‬العائق شروط التعاوض العادل في التبادل وذلك بوضع‬ ‫المكاييل والموازين التي تحول دون التطفيف‪.‬‬ ‫• رسالة موسى‪ :‬التحرر من طغيان التاريخ نظير التحرر من طغيان الطبيعة‪.‬‬ ‫فيكون السورة مؤطرة بثورتين لتحرير الإنسان المستخلف‪ :‬ثورة ضد الطغيان‬ ‫الطبيعي ورمزه الطوفان أي إن مصدر الحياة يصبح قاتلا وثورة ضد الطغيان‬ ‫السياسي ورمزه النظام الفرعوني أي إن مصدر حماية الإنسان يصبح مدمرا‬ ‫للإنسان‪.‬‬ ‫• الرسالة الخاتمة أيضا لم تذكر في السورة ل كن المخاطب فيها هو الرسول الذي‬ ‫يذكر بها وله علاقة بينة بابراهيم الذي يتوسط بين الرسالات الثلاث الأولى‬ ‫والرسالات الثلاث الأخيرة‪ .‬والرسالة الخاتمة هي كما بينا عين الرسالة الفاتحة‬ ‫وهي نظام التربية (الم كي خاصة) والحكم (المدني خاصة) الذي يعالج هذه‬ ‫القضايا لتحقيق الحريتين وذلك بتأو يل رسالة إبراهيم الذي أشار إلى ضرورة‬ ‫التحرر من عبادة الافلاك وطلب المبدأ وراء العالم الطبيعي والتاريخ دون‬ ‫جواب‪ .‬والجواب هو الرسالة الخاتمة‪.‬‬ ‫والملاحظ أن الرسل كلهم باستثناء موسى لا علاقة لهم بفكرة سيطرة اليهود‬ ‫على الأديان المنزلة وهي فكرة علتها الخلط بين ملوك بني إسرائيل والرسل الذين‬ ‫‪116‬‬

‫‪–-‬‬ ‫لهم رسالات سماو يةإذ حتى عيسى فإنه لم تكن له رسالة سماو ية لأنه أتى بوصفه‬ ‫مؤولا للتوراة ومصلحا لتحر يف اليهود لها وتحر يف دوره هو الذي جعل‬ ‫التحر يف الديني المطلق يحصل أي نظر ية التثليث واعتباره ابن الله‪.‬‬ ‫وكل ما نراه اليوم من تأليه الإنسان الذي انتهى إلى ترذيله وشيطنته بسبب‬ ‫تحوله إلى ما وصفته الملائكة لما استغربت استخلافه باعتباره سفاكا للدماء‬ ‫ومفسدا في الأرض وصفا أمينا لما آل إليه أمره بسبب التحر يف‬ ‫وليس بسبب ما جهز به ليكون كما تصفه سورة العصر إذا هو تذكر فعاد إلى‬ ‫التقويم الأحسن واستثنى نفسه من الخسر بالشروط الأربعة التي أصلها الذي‬ ‫هو خامسها أي تذكر التقويم الأحسن‪:‬‬ ‫• تذكر التقويم الاحسن المخرج من الرد أسفل سافلين أو الخسر‬ ‫• الإيمان‬ ‫• العمل الصالح‬ ‫• التواصي بالحق‬ ‫• التواصي بالصبر‪.‬‬ ‫‪117‬‬

–- 118