نبدأ بسم الله #تدبر_سورة_مريم )كهيعص( الله أعلم بمرادها جاء في الدعاء \"أو استأثرت به في علم الغيب عندك\"رواه أحمد فهذا مما استأثر الله بعلمه ) ذِكْرُ َرحْمَتِ رَبِّ َك َعبْدَهُ َز َك ِريَّا( يرحم الله من يناديه فتذكره دائما اجابة الدعاء رحمة من الله لعبده ) ِذكْرُ رَحْ َم ِت َربِّ َك َع ْب َد ُه زَكَ ِر َّيا( من حقق العبودية رحم ) ِذكْرُ رَ ْحمَتِ َربِّ َك َعبْدَهُ َز َك ِر َّيا( ) ِذ ْكرُ َر ْحمَتِ َر ِّب َك َعبْ َدهُ َز َكرِ َّيا( ذكر الله من \"أسماء الصالحين\" كثير ولم يذكر من السيء إلا قلة ِ ) إذْ نَا َدىٰ َر َّب ُه نِدَا ًء خَ ِفيًّا( فوائد الدعاء الخفي: -إن لم يجب لايقال:يدعو ولم يجب -لو أجيب أعلي بأكثر من منزلته القلوب المتعلقة بالله لا تلجأ إلا إليه ) ِإذْ نَا َدىٰ َر َبّهُ نِدَاءً خَ ِف ًّيا( خير الدعاء اخفاءه بينك وبين ربك )إِ ْذ َنادَ ٰى رَ َبّ ُه نِ َدا ًء َخفِ ّيًا(
المؤمن مستمر في الدعاء في كل حال فلا حول ولا قوة إلا بالله )إِ ْذ نَادَىٰ َر ّبَهُ ِندَاءً خَ ِف ًّيا( ) إِ ْذ َنادَىٰ رَبَّ ُه نِدَا ًء خَ ِف ًّيا( والسر عنده ﷻ علانية ولا يخفى عليه خافية ) إِ ْذ نَا َد ٰى َربَّ ُه ِندَاءً خَفِيًّا( نادى ربه ؛ ولم يقل:دعاه لأن النداء فيه تضرع وتذلل لله ﷻ الأنبياء هم أعلم الناس بالله وزكريا نادى نداء خفي )إِ ْذ َنا َدى َربَّهُ ِن َداءً خَفِ ًّيا( فلاشك أنه خير لك \"فبهداهم اقتده” جميع دعاء الأنبياء في القرآن \" :يارب \" )قَالَ رَ ِبّ إِ ِّني َوهَنَ الْعَظْ ُم مِ ِّني( الدعاء بلسان الحال ) َقا َل رَ ِبّ ِإنِّي وَهَ َن الْعَظْمُ مِ ّنِي وَاشْتَ َعلَ ال َّرأْ ُس َشيْبًا( توسل إلى الله بضعفك وقلة حيلتك )قَالَ رَبِّ ِإ ِّني وَ َهنَ الْعَظْ ُم ِم ِّني( رسل قرب الأجل: )إِنِّي وَهَ َن الْ َع ْظ ُم مِ ِنّي وَاشْتَ َع َل ال َّر ْأ ُس َشيْ ًبا(
السعيد من دعا فأجيبت دعوته وشقي من ترك الدعاء )وَلَمْ َأكُنْ بِ ُدعَائِ َك َربِّ شَ ِق ًّيا( الخوف الطبيعي لايقدح في كمال الإيمان ) َو ِإنِّي ِخفْتُ المَْوَالِ َي ِمنْ وَرَا ِئي( ) َو ِإ ِنّي ِخ ْفتُ ال َْم َوا ِل َي مِ ْن َورَائِي( الموالي:القرابة خاف من ضياع الدين كما حصل لبني اسرائيل فأراد ولدا صالحا يقيمه )وَكَا َنتِ ا ْمرَ َأ ِتي َعاقِ ًرا( قال:عاقرا ،ولم يقل:عاقرة لفظ يطلق على الذكر والأنثى عقيم وعاقر: عاقر:لاتنجب بسبب)وَكَانَتِ ام َر َأتِي َعا ِقرًا( قال):وأصلحنا له زوجه( عقيم:لاتنجب أبدا) َو َقالَت عَ ُجو ٌز َعقِي ٌم( الهبة:العطاء بلا عوض أو غرض لذا قال زكرياء) َف َهبْ لِي مِنْ َلدُ ْن َك َو ِل ًيّا( ولم يقل:أرزقني أو أعطني لأنك يارب تهب تفضلا )وَإِنِّي خِفْتُ ال َْم َوا ِليَ مِ ْن َو َرا ِئي َو َكا َنتِ امْ َر َأتِي عَاقِ ًرا( قال:امرأتي لأنها لم تنجب بعد
تقديم السبب قبل المسألة )وَإِنِّي ِخفتُ ال َم َوالِيَ ِمن َو َرا ِئي َو َكانَ ِت امر َأ ِتي َعا ِقرًا َفهب ِلي ِمن لَدُنكَ وَلِيًّا( ) وَ ِإنِّي ِخ ْف ُت ال َمْوَا ِل َي ِمنْ وَ َرائِي( قدم زكريا لحاجته ويناجي ربه ،وهو يعلم ﷻ لكنهم يجدون للمناجاة لذة وأنس ) يَ ِرثُنِي وَيَ ِرثُ مِ ْن آلِ َي ْعقُوبَ( حديث\" :الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثو العلم\"رواه الترمذي/صحيح َ ) يرِ ُث ِني َويَ ِر ُث ِم ْن آلِ َي ْع ُقوبَ( \"كان زكرياء نجارا\"رواه مسلم وماتظن تركته !! لكنه ورث العلم والدين وخاف ضياعه.. أهل المعالي يبنون مستقبلا زكريا ينظر للغد ويستعد له ) َي ِرثُنِي وَ َيرِ ُث مِ ْن آ ِل يَ ْعقُو َب ۖ َواجْعَلْ ُه َر ِّب رَ ِضيّا( كانت اليهود تسوسهم الأنبياء فكلما مات نبي أتى آخر لذا قال زكرياء :آل يعقوب )يَرِ ُثنِي وَ َي ِر ُث مِ ْن آلِ يَعْ ُقوب( )وَاجْعَ ْل ُه َر ِّب رَ ِضيًّا( ليس الهدف وجود الذرية فحسب ولكن أيضا رضي فإذا رضي الله عنه رضي عنه الناس
كل أب يرجو أن يكون ابنه خير منه )يَ ِرثُنِي وَيَ ِرثُ ِمن آ ِل يَع ُقو َب( زكريا يود أن يكون ولده يعلم علمه وعلم آل يعقوب قاطبة ناداه يارب .. فأتى الجواب يازكريا ..ثم بشره )يَا زَ َكرِ َيّا ِإ ّنَا ُنبَ ّشِ ُركَ ِبغُلاَمٍ اسْمُهُ َيحْيَ ٰى( ) ِإ َّنا نُ َب ِّشرُكَ بِغُل َا ٍم اسْمُ ُه َيحْ َي ٰى( اختيار الأسماء ذات التفاؤل الحسن يحيى حياة طيبة ،ويحيي القلوب الغافلة غالبا الرضيع إذا بقي أكثر من سبعة أيام فسيعيش فبشره الله بغلام لتتم البشارة ) َيا َزكَرِيَّا إِ َّنا ُن َب ِّش ُر َك ِب ُغلاَ ٍم( )ا ْس ُم ُه َيحْ َيىٰ َل ْم نجَْعَلْ َل ُه مِ ْن َقبْ ُل َسمِ ًّيا( -إما أنه لايوجد هذا الاسم قبله -أو لايوجد من يساويه أدب الأنبياء ومراعاة المرأة: )وكان ِت امر َأ ِتي َعاقِرًا وقد بَلغتُ من الكِ َب ِر ِع ِت ّيًا( قال:أنا كبير ؛ ولم:يقل امرأتي كبيرة ) َأ َّنى يَ ُكونُ ِلي غُل َامٌ وَ َكا َن ِت امرأَ ِتي عَاقِرًا وَقَد َب َلغْ ُت مِنَ الكِبَرِ ِع ِت ّيًا( اعلم أن الله على كل شيء قدير
لاتنظر للأسباب ولكن تؤمن بقدرة الله )أَنى يَكُونُ لي غُلا ٌم َو َكا َن ِت امر َأتِي عَا ِق ًرا َوقَد بَ َلغتُ من الكِبَ ِر عِ ِتيًّا( مهما كان الأمل ضعيفا ،فقدرة الله فوق كل شيء )أنى َي ُكو ُن لِي غُلا ٌم وكانتِ امر َأ ِتي َعا ِقرًا وَ َقد بلغت مِنَ ال ِك َبرِ عتيا( مهما قوي عقلك فهو ضعيف في ادراك حكمة الله وعلمه ) َأنى يَ ُكو ُن لي ُغلامٌ وكانتِ امرأَ ِتي عَا ِق ًرا و َقد ب َلغتُ من الكبر عتيا( حتى النبي زكرياء تعجب )أَ َّن ٰى َيكُونُ ِلي غُلاَمٌ َوكَا َن ِت امْرَ َأتِي عَا ِق ًرا وَ َق ْد بَ َل ْغتُ مِ َن الْكِبَرِ ِع ِتيًّا( من الطبيعي أن تعجب من قدرة الله مع إيمانك الكامل بحكمته ) َأ َّنى َيكُونُ لِي ُغل َامٌ وَ َكانَ ِت امرأَ ِتي عَا ِقرًا( لاتقطع باب الرجاء فالله كريم )قَا َل َر ُّب َك هُوَ َع َل ّيَ َهيِّن( من أخرج يحيى من صلب شيخ كبير وأم عقيم قادر أن يحيي قلبك ويحقق آمالا كنت ترجوها فقل:يارب )قالَ َر ُبّكَ هُ َو َع َل ّيَ َه ِّينٌ( ) قَالَ رَبِّ ا ْجعَل لِي آيَةً( قال ابن الجوزي:وإنما طلب زكريا آية \"ليحمدالله\" من أول الحمل حتى لايذهب عليه زمان لم يحمد فيه
قَالَ آ َي ُتكَ َأ َّلا ُت َك ِّل َم ال ّنَاسَ ثَل َا َث َليَالٍ سَوِيًّا( ثلاث ليال لايتكلم وهو سوي مابه من بأس الحفاظ على الرباط الزوجي فوق جميع الأهداف ولو كان ذرية ) َو َكا َنتِ ا ْم َرأَ ِتي َعاقِرًا وَ َقد َبلَغتُ مِنَ ال ِكبَ ِر عِتِ ًّيا( قول زكريا: )قَالَ َر ِبّ ا ْج َع ْل لِي آ َيةً( كقول إبراهيم: ) َولَٰكِنْ ِليَطْمَ ِئنَّ قَ ْلبِي( أمر الدعوة يتأجج في نفوسهم زكريا لايتكلم فأشار إليهم إشارة )فخرج على قومه مِنَ المحِْ َرابِ فَ َأوْحَ ٰى ِإ َل ْي ِه ْم أن سبحوا( الإشارة ليست كلاما )قَالَ آيَ ُتكَ َأ َلّا تُ َكلِّ َم ال َّنا َس( ) َف َأوْحَىٰ ِإ َليْهِمْ َأ ْن سَ ّبِحُوا( يبدو أن زكريا كان له مكان خاص للعبادة ) َفخَ َر َج عَلَ ٰى قَوْ ِم ِه مِنَ الم ْحِ َرابِ( ) َأ ْن سَ ِّب ُحوا بُ ْك َرةً وَ َعشِ ًّيا( ) َفسُبْ َحا َن اللَّهِ ِحي َن ت ْمُسُو َن وَ ِحينَ تُ ْصبِحُو َن( ) أَنْ َس ِّبحُوا ُبكْرَةً وَعَ ِش ًّيا( خص التسبيح بكرة وعشي! بكرة تنزيه لسلطان الله أن يطلع بعد غياب وعند العشي تنزيه أن يغيب
ثلاث ليال طويلة أن تتوقف الدعوة ) َف َأ ْو َح ٰى ِإ َليْ ِه ْم َأ ْن َس ِبّ ُحوا ُبكْرَ ًة َوعَ ِش ًّيا( )فَ َأوْحَى إِ َليهِم َأن َس ِّبحُوا بُ ْك َر ًة َو َع ِش ًيّا( أشار زكريا اشارة وفهموه اجعل بينك وبين المتربي اشارة يفهمها دون كلام قد تكون الدعوة بالاشارة وتكون أبلغ من كلام ) َف َأوْ َح ٰى ِإلَيْ ِه ْم أَ ْن سَبِّ ُحوا بُكْ َرةً َو َعشِيًّا( )فَأَ ْو َح ٰى إِلَ ْيهِمْ أَ ْن َس ِبّ ُحوا بُكْ َر ًة وَ َع ِش ًّيا( قد يكون للتسبيح اشارة معينة أو قد يكون سبحوا أي الصلاة )فَ َخ َرجَ عَلَ ٰى َق ْومِهِ( المؤمن لا يعتزل الناس بل يخالطهم ويدعوهم ويصبر ) َفخَ َر َج َعلَىٰ قَ ْومِهِ ِم َن الم ِحْ َراب( اتخاذ أماكن خاصة للعبادة يحترمها المتربي ويعلم أنك في شغل فلا يؤذيك على قدر أخذك للعلم ترزق الحكمة ) َيا يَ ْحيَ ٰى ُخذِ الْكِتَابَ ِبقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْ َنا ُه الحُْكْ َم َص ِب ّيًا( ليست الحكمة بكبر السن وكثرة التجارب فقد تؤتى الصغار ) َيا َي ْح َيىٰ خُ ِذ ا ْلكِ َتابَ بِ ُقوَّةٍ َوآتَ ْينَاهُ ال ُْحكْمَ صَبِ ًّيا(
مقومات الداعية: قوة تلقي وآداء ومنهج وعمل وزكاة نفس وتقوى ) َيايَحيَى ُخ ِذ الكِتَابَ بِقُ ّوَ ٍة( )وَ َز َكاةً َو َكانَ َت ِق ًّيا( قال المفسرين: قيل ليحيى -عليه السلام -وهو صبي :تعال نلعب فقال:مالهذا خلقت ) َوآتَيْنَا ُه الحُْكْ َم صَ ِبيًّا( ) يَا َي ْحيَى ُخذِ ال ِكتَابَ ِبقُ ّوَةٍ( من أخذ القرآن بقوة: -تصلح عقيدته -ويعذب لسانه -ويسمو تفكيره -ويعلو قدره -وتقوى حجته حكمة وحنان وتقوى إذا اجتمعت فخير على خير )وَحَ َنا ًنا مِنْ لَدُ ّنَا َوزَكَا ًة ۖ َو َكا َن تَ ِقيًّا( )وَ َح َنانًا مِنْ َل ُدنَّا وَ َز َكا ًة( الزكاة بمعنى: -الطهارة:الطهارة من الآثام -والزيادة:التحلي بمكارم الاخلاق
) َيا يَحْيَ ٰى ُخ ِذ الْكِ َتا َب ِب ُق ّوَ ٍة( أخذ الكتاب بقوة يورث تزكية النفس والتقوى ) َو َزكَا ًة َو َكا َن َتقِ ّيًا( ) َو َب ًّرا ِبوَا ِل َد ْي ِه وَ َل ْم َي ُك ْن َج َبّارًا َع ِص ًّيا( لما زكى نفسه اتقى ربه ثم بر بوالديه خصوصا وهما كبيرين جبار من لم يبر بوالديه ) َوبَرًّا بِ َوا ِلدَ ْي ِه َولَ ْم يَكُنْ َجبَّا ًرا َعصِيًّا( َ ) وكَانَ َت ِق ًّيا * وَ َبرًّا بِ َوا ِل َد ْي ِه( التقي بر بوالديه ) َو َب ّرًا بِوَالِ َد ْي ِه َولَ ْم َي ُكنْ جَبَّارًا َع ِصيًّا( البر من مكارم الرجولة و \"أهل الكمالات” حث المتعلم على القوة والرصانة العلمية وتوجيهه للمسلك الرشيد )يَا َي ْح َي ٰى خُذِ الْكِ َتا َب ِبقُ َّو ٍة( )وَ َسل َامٌ( على يحيى: َِ -ي ْو َم وُ ِلدَ:اقباله على الدنيا -وَ َيوْمَ ي ُمَوت:ثم وداعها َ ُ-ويَوْ َم ُي ْبعَ ُث َح ًّيا:في الآخرة
) َو َسلاَ ٌم َع َل ْيهِ َيوْ َم وُ ِل َد وَ َيوْ َم ي َُموتُ َو َي ْو َم \"يُ ْب َع ُث\" حَيًّا( استغلال المواقف لإعطاء درس ..اثبات البعث ) وسلام عليه( ماأعظم السلام في حياة المؤمن حتى في الجنة )وَالملائكةُ َيدخلُونَ َعلَيهِم مِن ُك ِّل َبا ٍب * سَلاَ ٌم َعلَيْكُم( صلاح الآباء يدرك البنين الأب صالح والابن صالح )وَ َسلاَمٌ َعلَيْهِ َيوْ َم وُلِ َد وَ َيوْ َم ي َُمو ُت َويَوْ َم يُبْعَثُ َحيًّا( ) َوا ْذكُرْ ِفي الْ ِك َتا ِب َم ْريمَ( لأنها من الكمل قالﷺ\"ﻭلم يكمل من النساء:ﺇلا ﺁسية امرﺃﺓ فرعوﻥ،ومريم بنت عمران\"رواه البخاري )وَاذ ُكر ِفي ال ِكتَابِ َمريمَ( يقول اللهﷻ\"فإﻥ ﺫكرني في نفسه ﺫكرته في نفسي،ﻭﺇﻥ ﺫكرني في ملإ ﺫكرته في ملإ خير منهم\"رواه البخاري )وَا ْذكُ ْر فِي الْكِ َتابِ مَ ْري َم ِإذِ ا ْنتَ َبذَتْ ِمنْ َأهْلِ َها( انتبذت من أهلها ،ولم تنبذ أهلها لأنها تفرغت للعبادة ) ِإذِ ا ْن َت َب َذ ْت ِمنْ أَ ْه ِلهَا َمكَانًا شَرْقِ ّيًا( فاتخذ النصارى الشرق قبلة لهم
َ ) فاتخَ َذت مِن دُو ِن ِهم ِح َجابًا َف َأرسَلنا ِإ َليهَا رُوحَنَا( إنما يصنع المجد من وراء الحجاب لا خلعه
َ ) قالَ ْت إِنِّي أَ ُعوذُ بِال ّرَحْ َٰم ِن ِم ْنك( قالت:أعوذ بالرحمن ،ولم تقل:أعوذ بالله طلبا للرحمة باسلوب التعريض أبلغ موعظة :اتق الله ) َقا َلتْ إِنِّي َأعُوذُ ِبال َّرحْ َٰم ِن ِم ْن َك ِإ ْن ُكنْتَ \" َت ِق ًّيا\" (
)قا َل إِ َنّمَا َأ َنا رَ ُسولُ رَبِّ ِك ل َِأ َه َب لَكِ غُل َا ًما زَ ِك ًّيا( -عرف بنفسك إن جهلك الشخص -كل من يبلغ عن الله فهو رسول تزكية النفس صفة أهل الكمال وصف عيسى بالزكاة )قَالَ إِ َنّ َما أَنَا َرسُو ُل رَبِّ ِك ل َأِهَ َب َل ِك غُلاَ ًما \"زَ ِكيًّا( )لأَِهَ َب لَكِ غُل َا ًما َزكِيًّا( قد تأت الهبات من حيث لا تحتسب وتتفجر حتى الصخور لو كان رزقك داخلها قد يخرج الأمل من رحم اليأس )قالَ رَ ّبِ أَنى َي ُكونُ ِلي غلامٌ َو َكا َن ِت ام َرأَ ِتي عَاقِ ًرا وَقد بَ َلغتُ ِمنَ الكبرِ عِتِيا( ) قَالَ ْت أَ َّن ٰى يَ ُكونُ ِلي ُغلاَمٌ وَ َل ْم يمَْ َس ْسنِي َبشَ ٌر وَلَمْ َأكُ َب ِغ ًيّا( راجعت ربها سبحانه كما راجعه النبيﷺ )قَا َلت أَ ّنَى يَ ُكو ُن لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يمَ َسس ِني بَشَ ٌر وَ َلم أَ ُك بَغِ ّيًا( برأت نفسها بأمرين:لم أمس ولم أكن من الزواني ) َو ِلنَجْعَلَهُ آ َيةً ِلل َّنا ِس \" َورَ ْح َمة\"ً ِمنَّا( الأنبياء رحمة من الله إلى خلقه يرشدون الجاهل ويوقظون الغافل
)قالَ كَذ ِل ِك قالَ رَبُّ ِك ُه َو َع َل َّي هَ ِّي ٌن( من هان عليه جلب ابن بلا أب بحكمته فهو قادر أن يفرج عنك برحمته ويرزقك بفضله التقي يبتعد عن أماكن النساء غير المحارم )قَا َل ْت ِإنِّي َأ ُعو ُذ ِبالرَّ ْح ٰمَ ِن مِ ْنكَ إِنْ ُك ْنتَ َتقِ ًيّا( ) َقالَ رَ ُّبكِ هُوَ عَلَ َيّ َه ِّي ٌن( هل تأملت الآية .. إن كل شيء هين على الله فلا تحزن ولا تيأس والله كريم لطيف ودود - في العبادة شرقيا):إِ ِذ انْتَبَذَت مِ ْن َأهْلِ َها مَكَانًا شَرْ ِقيًّا( -في الحمل قصياَ ):فانْ َتبَ َذت ِب ِه مَ َكا ًنا قَ ِص ًّيا( قد يكون البعد أحيانا حلا لبعض مشاكلنا )فَحَمَلَتْهُ فَا ْن َت َب َذتْ بِهِ مَكَا ًنا قَصِ ّيًا( لايحمل الله نفسا إلا طاقتها ولايختار لها \"سبحانه\" إلا أهلها من سيطيق ك مريم )فَ َحمَ َلت ُه َفانتَبَذَت به َم َكا ًنا قَ ِصيًّا( ) فَحَ َملَ ْتهُ َفانْ َت َبذَ ْت بِ ِه َمكَا ًنا َق ِصيًّا( الفا:للتعقيب أي حملت مباشرة ولا دليل على كونه أقل من تسعة أشهر
) فَأَ َجاءَ َها المخَْا ُض إِ َلىٰ ِجذْ ِع( قال:المخاض ،ولم يقل:الولادة تهويلا للحالة التي كانت عليها بلا معين ولا مؤنس )فَ َأ َجا َء َها الم ْخَاضُ إِ َلىٰ جِذْعِ ال َنّخْ َلة( قال :أجاء ،ولم يقل :جاء لأن آلام المخاض كان سببا لذهابها إلى الجذع )فَ َأجَاءَهَا الم َخا ُض إلى ِج ْذ ِع ال َّنخ َلة( أتت لجذع نخلة لتستتر به و\"كان النبي ﷺ يحب أن يستتر بهدف أو حائش نخل\"رواه مسلم
) َف َأجَاءَهَا المخَْا ُض ِإلَ ٰى جِ ْذعِ ال َنّخْ َلةِ( قد تكون الأماكن لاتساوي قدر الساكن ولدت عيسى عند نخلة )فَ َأجَا َءهَا الم َخْاضُ إِ َل ٰى جِ ْذعِ ال َّنخْلَةِ( لاينفع المولود فخامة مكان إهلاله ولاينقصة قلة مكان ولادته َ ) ف َنا َدا َها ِمن ت َحتهَا أَلاتحَزَ ِني( اختلفوا من المنادي قلت-والله أعلم:-أنه عيسى إذ كيف يكون جبريل تحتها وكيف أشارت إليه َ ) ألَّا ت َْح َزنِي َق ْد جَ َع َل رَبُّ ِك ت َْح َت ِك َس ِر ّيًا( تحت بعض الأحزان تختفي العطايا لايستشعرها إلا النفوس المطمئنة ) فَ َنا َداهَا َمن تحَتهَا( القراءة بالفتحَ -من:-قراءة ابن كثير وأبوعمرو وابن عامر وشعبة وعليها تكون اسما موصولا-أي الذي تحتها )أَ َلّا ت َْح َز ِني قَ ْد جَ َعلَ رَ ّبُ ِك تحَْتَ ِك َسرِ ًّيا( سريا:جدول ماء الماء-سبحان الله-نجى الله به أناس وأهلك آخرين َ ) و ُه ِزّي إِ َليكِ ِب ِجذْ ِع ال َّن ْخ َلةِ تُسَا ِق ْط َعلَيكِ ُر َط ًبا َجنِ ًيّا( لاتحزني فقد يسر الله لك كل ماقد تحتاجي ماء وغذاء
اعملي بالاسباب ) َوهُزِّي إِلَيْكِ ِب ِج ْذعِ ال ّنَخْلَةِ( وسيأتيك ُ ) ر َط ًبا َج ِن ًّيا( فهو أفضل ماتتغذي به ) وَهُ ِزّي ِإلَيْكِ ِب ِج ْذعِ ال َّن ْخ َلة( قال:هزي إليك ،ولم يقل:هزي الجذع لأن الجذع هزه صعب وهي ضعيفة فمجرد هز ينزل الرطب َ ) وهُزِّي ِإ َليْ ِك ِبجِذْعِ النَّخْ َلةِ تُ َسا ِقطْ َع َليْ ِك رُطَبًا َج ِن ًّيا( النخلة\" :شبهها النبيﷺ بالمسلم\"رواه البخاري ) َوهُ ِّزي ِإ َليكِ ِب ِجذْعِ ال َنّخْ َل ِة ُت َساقط َع َلي ِك رُطَبًا َج ِنيًّا( ليس بصحيح أن النخلة عمة \"أكرموا عمتكم النخلة\"موضوع َ ) وهُزِّي ِإلي ِك ِب ِجذع النَّخ َلةِ تُسَاقطْ َع َليكِ ُر َطبًا َج ِنيًّا( لايوجد دليل أن الجذع كان يابسا ثم أثمر لكن قاله بعضهم اختلفوا هل عيسى ولد بالصيف الذي فيه يجنى النخل أم في الشتاءوأن النخلةطابت على وجه أنها آية وأيا كان فلايضر الجهل به ولاينفع
)فإما تَ َريِ َّن من الب َشرِ أحدا َفقُو ِلي إِنِّي َنذر ُت ِللرَّحمن صَوما فلن أكلم اليوم أنسيا( سؤال\"المتطفلين\"خير علاجه الصمت )فَكُلِي َواشْ َر ِبي َوقَ ِرّي َع ْي ًنا( عادة الحزين تعاف نفسه الطعام والشراب فقال:لاتحزني وكلي واشربي وسنقر عينك َ ) فقُولِي ِإنِّي َن َذرْتُ لِلرَّ ْحمَٰ ِن صَ ْو ًما فَ َلنْ ُأ َك ِلّمَ الْيَوْ َم ِإ ْن ِسيًّا( على قدر الألم يعجز اللسان عن الكلا
)فَ َأتَ ْت ِبهِ َق ْومَهَا ت َحْ ِملُهُ( براءة ونقاء َ ) فقُولِي ِإ ِّني َنذَرْ ُت لِل َّرحْ َٰمنِ صَ ْو ًما( النذر مكروه لكن من نذر أن يطيع الله فليطعه قوة الإيمان تعين على تحمل مصاعب الحياة ولذا ) َفأَ َت ْت ِبهِ َق ْومَهَا ت ْحَمِ ُلهُ( لأن الله معها وناصرها لما قدمت نجراﻥ قالوا:ﺇنكم تقرءﻭﻥ)ياﺃخت هاﺭﻭﻥ(ﻭموسى قبل عيسى بكذا قال النبيﷺ:ﺇنهم كانوا يسموﻥ بأنبيائهم ﻭالصالحين قبلهم\"مسلم صلاح الوالدين يؤثر على الأبناء وجو الأسرة ) َياأُخْتَ َهارُونَ مَا َكانَ َأبُوكِ امرَأَ َسوْ ٍء وَمَاكَا َن ْت أُ ّمُ ِك بَ ِغيًّا( ) يَا أُخْتَ َهارُونَ( هارون ليس النبي أخ موسى لكنه رجل صالح وقد يكون أخوها نظرة المجتمع :أن البنت من هي أمها ؟! فقالوا: )مَا َكانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ َو َما كَا َنتْ أمك بغيا(
) َما َكانَ َأ ُبو ِك امْ َرأَ َسوْءٍ َو َما َكانَ ْت ُأمُّ ِك َب ِغ ًّيا( قوم مريم كانوا أناس أطهار لا يقبلون الفواحش
َ ) قا َل ِإ ِّني عَبْدُ اللَّ ِه آ َتانِيَ ا ْلكِ َتا َب َوجَ َعلَ ِني نَ ِبيًّا( أول ماقال عرف بنفسه \"إني عبدالله” )وَأَوْ َصا ِني ِبال َّصل َا ِة وَال َّز َكا ِة َما دُ ْم ُت َح ّيًا( نبي ومبارك ووصاه بالصلاة نحن أحق بهذه الوصية )وجعلني ُمبَا َر ًكا أي َن مَاكُنتُ( مبارك في هداية الخلق وشفاءهم على يديه )وأب ِرئُ الأكم َه َوالأَبر َص وأحيي الموتى بإذن الله( التكليف يسقط بالموت ) َوأَوْصَانِي بِالصَّلاَ ِة َوال َّزكَا ِة َما ُدمْ ُت حَيًّا(
شقي من لم يبر أمه )وَبَرًّا ِبوَا ِل َد ِتي وَلَمْ َي ْج َعلْ ِني َجبَّا ًرا شَ ِق ًّيا( البر صفة أهل الكمال ) َوبَ ًّرا ِب َوالِ َدتِي َو َلمْ َي ْج َع ْلنِي جَبَّا ًرا شَ ِقيًّا( مريم قرت عينها بولدها حال ولادته )فكلي واشربي وقري عينا( وبعد كبره ) َوبَ ّرًا بِ َوالِ َد ِتي(
إذا كان أمر الله ) َي ُقولُ َلهُ ُكنْ َفيَ ُكونُ( فثق بربك وتوسل إليه فهو الكريم ) َما َكا َن لِ َّلهِ َأنْ يَ َتّخِ َذ مِنْ وَ َل ٍد( ضلت الأمم وهديت للحق فاحمد الله واسأله الثبات )ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون( من ادعى لله الولد فقد نفى عنه هيمنته الكامله سبحانه ) َما َكا َن ِل َلّ ِه أَ ْن يَ َتّ ِخذَ مِ ْن َو َلدٍ( من لم يلد فليس له والد ) َلمْ َي ِلدْ وَ َل ْم يُو َل ْد( تعالى الله ﷻ ) َما َكانَ لِلَّهِ أَنْ يَ ّتَخِذَ مِ ْن وَ َل ٍد ۖ \" ُسبْ َحانَه ُ\"( الولد في مقام الألهية نقص وفي مقام البشر كمال ) إِ َذا قَ َض ٰى َأمْرًا َف ِإنَّ َما يَ ُقولُ لَ ُه ُك ْن فَيَكُو ُن( أمر الله بعد الكاف والنون حتى تكون \"كن”
) وَإِنَّ اللَّ َه رَ ِبّي َورَبُّ ُكمْ َفا ْع ُبدُوهُ( -إما أن يكون تتمة لكلام عيسى -أو مما قيل للنبي ﷺ أن يقوله َ ) وإِنَّ اللَّهَ َر ِّبي وَرَ ُّبكُمْ فَا ْعبُ ُدو ُه ۚ َهٰ َذا ِصرَا ٌط مُّسْتَ ِقي ٌم( العبودية الحقة :هي الصراط المستقيم )وَإِنَّ الله َربي َو َر ُّبكم فَا ْعبدُو ُه هذا ِص َرا ٌط ُّمس َت ِقيمٌ( وردت الأية في ثلاث مواضع: -ال عمران -مريم -الزخرف)هو ربي( من هدي للعبودية لم يضل الطريق المستقيم )وَ ِإ ّنَ اللَّ َه َر ِبّي وَ َر ُّبكُمْ َفا ْعبُ ُدوهُ ۚ هَٰ َذا ِصرَا ٌط مُسْتَ ِقيمٌ( تدعو في كل صلاة اهدنا الصراط المستقيم ) َوإِ َّن ال َّل َه َربِّي وَرَ ُّبكُمْ َفا ْعبُ ُدوهُ ۚ ٰهَ َذا صِ َرا ٌط ُمسْتَقِيم( )فَا ْختَ َلفَ الأَْحْ َزابُ ِمنْ َبيْنِ ِهمْ( اختلف النصارى في عيسى ثلاث أقوال: -أنه الله ﷻ -أنه ابن الله -أنه ثالث ثلاثة ) َفاختل َف الأَْحْ َزابُ مِنْ َبيْنِ ِه ْم فَوَ ْي ٌل لِ َّل ِذينَ َكفَ ُروا ِمن َمشْهَ ِد َيوم َع ِظي ٍم( اختلفوا ولا أحد توصل للحقيقة
) َلٰكِ ِن الظَّالمُِو َن الْ َي ْومَ فِي َضلاَ ٍل مُبِينٍ( ظلم نفسه بالكفر فضل الطريق كمن يمشي مكبا على وجهه ) أَ ْسمِعْ بِ ِه ْم َوأَ ْب ِص ْر يَ ْو َم َي ْأ ُتو َن َنا( من صيغ التعجب افعل به فما أشد أسماعهم وأبصراهم ) وَ َأنْ ِذ ْر ُهمْ َيوْمَ ال َحْ ْس َرةِ( يقع أمر فأحد يسر به ويفرح والأخر يصبح شرا ووبالا عليه فالمؤمن يفرح والكافر يتحسر كم تجلب الحسرة من بؤس فتجنبها )ثُمَّ َتكُو ُن َعلَيْ ِهم حَ ْس َرةً( )وَ َأنْ ِذ ْر ُهم َي ْو َم ال َْح ْس َر ِة ِإ ْذ قُضِ َي ال َْأ ْم ُر( ) وَ ُه ْم فِي غَفْلَ ٍة َوهُمْ لاَ يُؤْمِ ُنونَ( قاﻝ ابن عباﺱ:ليأتين على الناﺱ ﺯماﻥ يكوﻥ همة ﺃحدهم فيه بطنه ﻭﺩينه هواﻩ
أيها اللاهي في وحل الغفلة وغارق في مسنقع الشهوات تذكر !! ) َو َأنْذِ ْرهُم يَوْمَ الحَْ ْسرَةِ( التوبة أمامك !! فقلي: متى! ) وَأَنْ ِذ ْرهُمْ يَ ْو َم ال ْحَ ْسرَ ِة إِ ْذ ُقضِيَ ال َْأمْرُ وَهُ ْم فِي َغ ْفلَةٍ( غفلوا .. ثم تحسروا استيقظ قبل أن تتحسر ملك الإنسان آني زائل وملك الله دائم كامل ) ِإنَّا َنحْنُ َنرِ ُث ال َْأرْ َض َو َم ْن عَلَيْ َها( مهما زاد الظلم وأخذت الحقوق وتجبر الطغاة فلا تيأس )إِ ّنَا َنحنُ نَ ِر ُث الأَْر َض وَمَن عَ َليهَا وَإِ َلي َنا ُيرْجَ ُعو َن( ﴾ إِ ّنا نَحنُ نَ ِر ُث ال َأر َض َومَن عَ َليها َو ِإ َلينا يُرجَعونَ﴿ استعد لهذا الرجوع فسيأت الناس فرادى لامال ولاناصر ) َوا ْذكُرْ ِفي ا ْلكِ َتابِ ِإ ْب َراهِي َم( ذكر إبراهيم بعد قصة عيسى تذكيرا لأهل الكتاب وللعرب بجدهم الصالح
اذكر للمتربي نماذج صالحة وأساليب دعوتهم ) َواذْكُرْ ِفي ا ْلكِتَابِ ِإ ْبرَا ِهي َم( )إِ َّن ُه َكانَ صِ ّدِيقًا َنبِ ًّيا( نال أبو بكر صفة الصديقية التي وصف بها الأنبياء \"ياله من شرف” أولى الناس بالنصح أبوك )إِذ قَالَ لأَِ ِبيهِ يَا َأبَتِ ِل َم تَعبدُ مَا لا َيسمَعُ وَلاَيُ ْبصِرُ َولاَ ُيغْ ِني عَ ْن َك َشيْئًا( ذم الخطأ لا صاحب الخطأ )إِذ َقالَ ل َأِ ِبيهِ َيا َأ َبتِ ِلمَ تَعبُ ُد َما ل َايَسمَ ُع وَلاَ ُيب ِصرُ وَلاَ ُي ْغ ِني عَنْكَ شَ ْي ًئا( من لايسمع ولايبصر فليس أهلا للعبادة ياعباد القبور )لِمَ َتعْبُدُ َمال َا يَس َم ُع َول َا ُيبْ ِص ُر وَل َا ُي ْغ ِني َعنْ َك شَ ْي ًئا( َ \" ) يا أَبَتِ\" ِل َم تَ ْع ُب ُد مَا لاَ َي ْس َم ُع وَلاَ ُيبْصِ ُر َول َا يُغْنِي عَ ْن َك َشيْئًا( وإن أخطأ فكن لطيفا يستحث الذهن للتفكير بطرح سؤال) َيا أَبَ ِت ِل َم تَعْبُ ُد مَا ل َا يَ ْس َمعُ وَل َا ُي ْب ِص ُر َولاَ يُ ْغ ِني عَ ْن َك شَيْئًا( قد تتغير القناعة بطرح اسأله دون جواب )يَا َأ َبتِ ِل َم تَعْ ُب ُد َما ل َا َيسْ َم ُع وَلاَ ُيبْصِ ُر َولاَ يُغْ ِني َع ْن َك َشيْ ًئا( أولى الناس بالنصح والديك ) ِإذ َقالَ ل َِأبِي ِه َياأَ َبتِ ِل َم تَعب ُد َما لا َيس َم ُع وَل َا ُي ْب ِصرُ َولاَيُغني َعن َك َشيئًا(
ِ ) إ ّنِي قَد َجا َء ِني ِمنَ العِل ِم مَا َلم يَ ْأتِكَ فَا َّت ِبعني َأهدكَ صِ َرا ًطا َس ِويًّا( فيه دليل على أن العالم أحق بالاتباع لاتجعل نفسك عالما والناس جهال )إِ ِنّي قَ ْد َجا َءنِي مِنَ الْ ِعلْ ِم َما لَ ْم َي ْأ ِت َك( لم يصفه بالجهل َ ) فاتَّ ِب ْع ِني أَهْ ِد َك صِرَا ًطا سَوِيًّا( الهداية في اتباع نهج الأنبياء
) إِ َّن ال َّشيْطَانَ َكا َن ِللرَّ ْح ٰمَنِ عَ ِصيًّا( قال :للرحمن عصيا ؛ ولم يقل :لله عصيا تذكيرا برحمة الله حتى يتداركها )يَا َأ َبتِ ِإ ِنّي َأ َخا ُف أَ ْن يمَ َسّ َك( اظهار الشفقة على صاحب الخطأ )يَا َأ َب ِت إِ ِّني َأ َخافُ أَ ْن ي َم َسّ َك عَ َذابٌ ِم َن الرَّ ْح ٰمَ ِن( لم يجزم إبراهيم بدخوله النار رغم أنه كان يعبد أصناما
)قالَ أَرا ِغ ٌب َأنتَ عَن آلِ َهتي يا إِبراهي ُم( الابن المؤمن يقول:ياأبتي والكافر يقول:ياإبراهيم المؤمن عذب الألفاظ ﴾ قالَ أَرا ِغ ٌب أَنتَ َعن آ ِلهَتي يا إِبراهيمُ لَئِن لَم تَنتَ ِه لأَر ُج َم َنّكَ وَاه ُجرني مَلِ ّيًا﴿ الهجر من أساليب التأديب أَ َرا ِغ ٌب أَن َت عَن آ ِل َه ِتي ياإِب َرا ِهي ُم( كفى بهذه الألهة سوءا أن يضيفها لنفسه \"آلهتي\" فهو من صنعها خالق يعبد مخلوق؟ )لَ ِئن لَم تَن َتهِ ل َأرجمَ َّن َك وَاهجُر ِني مَ ِليا( إبراهيم يحاور والأب حاد الطبع قاسي القلب وهل من الأبوة الرجم؟ إنه الكفر ) َلئِ ْن َل ْم تَنْ َت ِه لأَرْجُ َمنَّ َك ۖ َوا ْهجُرْنِي َملِيًّا( قال:واهجرني ؛ ولم يقل:وأهجرك تحقيرا له ولفعله َ ) ل ِئ ْن لَمْ تَ ْنتَ ِه لأَرْجُمَ َنّ َك( قيل: -أرجمنك بالحجارة حتى الموت -أو أرجمنك بالسخرية والاستهزاء
َ ) لئِ ْن َلمْ َت ْن َتهِ لأَرْ ُج َمنَّ َك ۖ َواهْجُرْ ِني مَ ِل ًّيا( من العتو أن تقابل النصح بالعنف والقسوة ) وَاهْجُ ْرنِي مَ ِليًّا( مليا :أي اهجرني زمنا طويلا ومنه الملاوة من الدهر \"أي مدة طويلة” ﴾قا َل َسلا ٌم َعلَيكَ َس َأستَغ ِف ُر َل َك رَبّي إِ َّنهُ كانَ بي حَ ِفيًّا﴿ ادفع بالتي هي أحسن تأمل كيف كان الحوار ) َقا َل َسل َامٌ عَ َل ْي َك ۖ سَ َأسْ َت ْغ ِف ُر لَ َك َر ِّبي( هذا كان قبل نهي إبراهيم عن الاستغفار لأبيه )إنه كَانَ ِبي َح ِف ّيًا( قبل عمر الحجر الأسود ﻭالتزمه ،ﻭقاﻝ :ﺭﺃيت ﺭسوﻝ اللهﷺ بك حفيا\"رواه مسلم اصبر على خصمك ولاتنتصر لذاتك وتجاهل بذاءة أقوالهم قال الأب) :لأَ ْرجُ َم َنّكَ( فقال الابن):سَ َأسْ َتغْ ِف ُر َلكَ َر ِّبي( اقطع حديث المجادل بالتحية والدعاء )قَالَ َسل َامٌ عَ َليْ َك ۖ سَ َأسْ َت ْغفِ ُر َل َك َر ِبّي( ) قال َسلاَمٌ عَ َلي َك( هذا سلام متاركة لاسلام تحية ورد النهي عن تحية الكافر قالﷺ\"لاتبدءﻭا اليهوﺩ ﻭلاالنصاﺭﻯ بالسلاﻡ\"رواه مسلم
َ ) قا َل َسلاَمٌ عَ َليْ َك ۖ َس َأسْتَ ْغفِ ُر َلكَ رَ ِّبي( اخبار من تدعو له لإيجاد ألفة أو ابقاء ود أقصاه الوالد ) َوا ْهجُ ْر ِني َم ِل ّيًا( فقربه الخالق )إِنَّهُ كَا َن بِي َح ِف ًّيا( بعد في ذات الله قرب فيما هو خير منه ) ِإنَّ ُه َكانَ بِي َح ِف ًيّا( -تفاوت مقامات الصالحين عند رب العالمين -لطف الله وحفاوته بعبده التقي النقي الشفاعة للغير فيما تقدر عليه قال إبراهيم )سَأَ ْستَ ْغ ِف ُر َل َك َر ّبِي( الداعية حليم )لَ ِئ ْن َلم َتنْ َتهِ لأَرْجُ َم َّنكَ َواهْجُرنِي َملِيًّا * َقا َل سَلاَ ٌم عَلَيكَ َس َأ ْس َت ْغ ِف ُر لَ َك رَ ِبّي(
) َع َسىٰ أَ َّلا أَكُو َن ِب ُدعَا ِء رَ ّبِي شَ ِق ًّيا( تأدب الخليل مع ربه فقال :عسى ولم يجزم )وَ َأدْ ُعو َربِّي عَسَ ٰى َأ َّلا َأ ُكو َن بِ ُد َعاءِ َر ّبِي َشقِيًّا( الدعاء في القرآن: -دعاء عبادة -ودعاء مسألة وطلب )وَ َأعْ َتزِلُكُمْ وَمَا تَ ْدعُونَ ِم ْن دُونِ اللَّ ِه َوأَدْعُو رَ ِبّي( اعتزال خير من مخالطة أهل الضلال ) َو َأعْتَ ِز ُلكُم وَمَاتَ ْد ُعو َن مِن ُدو ِن الل ِه َوأَدعوا ربي( قال:وماتدعون ؛ ولم يقل:وماتعبدون لأن من دعى غير قادر فقد عبده )وأع َت ِز ُل ُكم َو َماتَد ُعونَ من ُدو ِن الل ِه وَأَدعو رَبِّي( قال:ربي \"بالاضافة\" لأن إبراهيم كان منفردا بالعبادة فكان أمة وحده
َ ) ف َلمَّا اعْ َتزَلَ ُهم وَ َما يَعْ ُبدُو َن مِن ُدونِ ال َلّهِ َو َهب َنا َلهُ ِإس َحا َق َو َي ْع ُقو َب( هجر لله البلاد فأتاه الأولاد ) وَ َهب َنا لَهُ ِإ ْسحَا َق َويَ ْع ُقو َب وَكُل ًاّ َج َع ْل َنا َن ِب ّيًا( كل الأنبياء بعد إبراهيم من ذريته )وجعلنا في ذريته النبوة( قال ابراهيم ) َوأَعْتَزِلُ ُكم( وفعله ) َف َل َّما ا ْعتَزَلَ ُهمْ( فالأنبياء لايعزمون على شيء إلافعلوا )فإذا عزمت فتوكل على الله( )وَهَبْ َنا لَهُ إِسْحَا َق َو َيعْ ُقوبَ( ولم يذكر إسماعيل لأنه بعد عزلة قومه استأنس بهما أما إسماعيل فبمكة جوار البيت الحرام )وَكُل ًاّ َج َع ْلنَا َن ِب ًّيا( قال:جعلنا نبيا ؛ ولم يقل:جعلنا أنبياء لأن لفظة \"كل\" تكفي )وكلا( من أخلص قلبه لله عصمه عن رؤية العصاة ) َو َأعتزلكم وماتدعو َن من دُو ِن اللهِ( أم جريج قالت:اللهم لاتمته حتى تريه وجوه المومسات )فَلَ َّما ا ْعتَزَ َلهُ ْم َو َما يَعْ ُبدُونَ مِ ْن ُدو ِن اللَّه( اعتزال أهل الضلال خوفا على الدين فكثرة مخالطتهم تفسد القلب
لاتنظر لمقاطع أو حسابات مضلله فقد تدخل قلبك شبهة لاتخرج أبدا وكن ك إبراهيم ) َوأَ ْعتَ ِزلُكُم َو َما َتدْ ُعو َن مِ ْن دُو ِن الله( من الأساليب التربوية: الثناء على القدوات )وَ َو َه ْبنَا َل ُه ْم ِم ْن َر ْحمَ ِت َنا وَ َج َع ْل َنا لَ ُه ْم لِ َسانَ صِدْ ٍق َع ِليًّا( جزى الله إبراهيم بالعقب الصالح )وهَبنا َل ُه إِسحَا َق ويعقوبَ( وتعداه للبنين بالذكر الحسن )وَجَ َعلنا لهم ل َسانَ صِدْ ٍق عليا( الهبة رحمة )وَوَهَ ْب َنا َل ُهمْ ِمنْ رَحْ َمتِ َنا( ومن أسماء الله الحسنى الوهاب الذكر الحسن نعمة يمن الله بها على من يشاء ) َو َجعَلْ َنا َل ُه ْم ِلسَانَ ِص ْد ٍق َع ِل ًيّا( اجعل لنفسك ذكرا حسنا دعى بها إبراهيم )واج َعل لِي ِلسَانَ صِدقٍ في الآخرين( وأجيب )وَجَعَلنَا َلهُم لِسَانَ صِدقٍ عَ ِليًّا(
َ ) وا ْذ ُكرْ فِي ا ْل ِك َتا ِب ُموسَىٰ ۚ إِ َنّهُ كَانَ مُخْ َلصًا وَ َكانَ رَ ُسول ًا نَ ِبيًّا( تشريف أن يذكر فكيف وقد أثنى عليه )إِنَّهُ َكا َن ُمخْ َلصًا َو َكا َن رَ ُسولاً نَبِ ّيًا( مخلصا تقرأ: -بفتح اللام:أي اصطفاه -بكسر اللام:مخلص في دعوته )وَا ْذ ُكر فِي الْكِتَابِ ُمو َسى ِإ َنّهُ َكانَ مُخْلَ ًصا وَكَانَ رَ ُسولاً َن ِبيًّا( جمع بين نبي ورسول فهو أمر بشرع وإبلاغه ) وَاذْكُ ْر ِفي ا ْلكِ َتا ِب مُو َسىٰ ۚ ِإ َّنهُ َكا َن ُم ْخ َلصًا( وصف موسى بمخلص: -إما لأنه كلمه ﷻ -أو لأنه قابل أعتى الجبابرة
) َونَادَ ْي َناهُ ِم ْن َجانِ ِب ال ُّطو ِر الأَْيمَْنِ َوقَ َّربْ َناهُ نجَِ ًّيا( اثبات صفة الكلام لله كما يليق بجلاله ﷻ } وَوَ َهبْنَا َل ُه ِمن رَّ ْح َمتِ َنا َأخَاهُ َها ُرونَ َنبِيًّا{ الأخوة نعمة فكيف لو ساندك وأعانك لاشك إنها من رحمات الله } َووَ َهبْنَا لَهُ مِن َّرحْ َم ِت َنا َأخَاهُ هَارُونَ َنبِيًّا{ اشفعوا تؤجروا\" رواه البخاري ومسلم وموسى شفع لأخيه َ ) واذْ ُك ْر ِفي ا ْلكِ َتا ِب ِإ ْس َماعِي َل ۚ إِنَّهُ كَانَ صَا ِدقَ الْوَعْ ِد( الوفاء بالوعد:صفة اشتهرت عند العرب وإسماعيل جدهم ) َونَا َدينَا ُه ِمن َجا ِن ِب ال ّطُورِ الأيم ِن َو َق َرّبنَاهُ ن َجِيًّا( نداء من بعيد وكلام من قريب اثبات أن اللهﷻتكلم بصوت وحرف َ ) و َكانَ يَ ْأمُ ُر َأهْ َل ُه ِبال َّصلاَ ِة وَالزَّ َكاةِ وَكَانَ عِ ْن َد َر ّبِهِ مَ ْرضِيًّا( من واجبات رب الأسرة الأمر بالصلاة )وَ َكانَ يَأْمُرُ أَهْلَ ُه ِبال ّصَل َاةِ َوال ّزَكَاة( يأمرهم بالصلاة والزكاة لأنه بهما سيصلح أمر دينهم ودنياهم ) وَ َكا َن َي ْأمُ ُر َأهْلَهُ بِال َصّل َاةِ َوالزَّ َكاةِ( أهلك أولى الناس بوعظك وارشادك ونصحك فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع
) وَ َكانَ َيأْمُ ُر أَ ْه َل ُه بِالصَّل َاةِ وَال َّز َكا ِة( الزكاة بركة في المال وطهرة له والصلاة بركة في الوقت وتهذيب للذات ) وَكَانَ \" َي ْأمُر ُ\" أَهْلَهُ ِبال َّصلاَةِ وَالزَّ َكاة( أنه يأمر بالصلاة أمرا ، وليس يحث أو يقنع )وكا َن يَأْمُرُ َأ ْه َل ُه بِال َّصل َا ِة َوال َّزكَاةِ( الصلاة والزكاة والصيام موجودة في جميع الشرائع السابقة لكن يختلف التطبيق )وَ َكا َن يَ ْأ ُم ُر َأ ْه َلهُ بِال َصّل َاةِ َوال َّزكَا ِة( الصلاة والزكاة متلازمان ركنان أساسيان يجب الحفاظ عليهما والأمر بهما الأنبياء وصفاتهم: ُموسَىِ :إنه كَانَ ُمخلَصًا ِإس َما ِعيلَ:إِنّه َكا َن صَادِ َق الوَعد ِإدريسََ :ورَفَع َناهُ مَ َكانًا عَ ِل ًّيا قالﷺ:فأتينا السماءالرابعة قيل:من هذا؟ قاﻝ:جبريل قيل:من معك؟ قيل:محمد قال:فأتيت على ﺇﺩﺭيس،فسلمت عليه قاﻝ:مرحبا بك من ﺃﺥ ﻭنبي
قال البخاري رحمه الله:باب ذكر إدريس:ﻭهو جد ﺃبي نوﺡ ،ﻭيقاﻝ جد نوﺡ عليهما السلاﻡ ،ﻭقوﻝ الله تعالى} :ﻭﺭفعناﻩ مكانا عليا{
الصلاة هي ارث مابقي من النبوات )فَ َخلَ َف ِمن بَعْ ِدهِمْ خَلْ ٌف أَضَا ُعوا ال ّصَلاَ َة( الصلاة تحميك من نزغات الشهوات )فَ َخ َل َف مِن بَعدهم خلف أَ َضاعُوا الصلاة َواتبعوا الشَّهَ َوا ِت( اضاعوا صلاتهم فتبعوا شهواتهم كن خير خلف لخير سلف وحافظ على صلاتك ) َفخَلَ َف ِمن بَ ْعدِ ِهمْ َخ ْلفٌ َأ َضا ُعوا ال َصّل َاةَ وَا َّت َبعُوا ال َّش َهوَاتِ( )فَ َخ َلفَ مِن َب ْعدِ ِهم َخلْ ٌف َأضَا ُعوا الصَّلاَةَ وَا َّت َب ُعوا الشَّهَوَا ِت فَ َس ْوفَ َيلْ َق ْو َن َغ ّيًا( غاوي من ضيع صلاته ) أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات( لو قيد الحق باتباع الشهوات لفسدت الأرض )ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض( َ ) ف َخ َلفَ ِمن َبعْ ِد ِه ْم خَ ْل ٌف َأ َضاعُوا ال َّصل َا َة( قال:أضاعوا ،ولم يقل:تركوا إما ضيعوا الوقت أوضيعوا الأركان َ ) ف َخ َل َف ِمن بَعْدِهِ ْم َخلْفٌ َأ َضا ُعوا ال َصّلاَ َة وَاتَّ َبعُوا الشَّ َه َوا ِت( من تبع هواه حرم طاعة الله
التوبة تجب ما قبلها }إِلَّا َمن تَا َب َوآمَ َن َو َع ِملَ صَال ِحًا فَأُو َٰلئِكَ يَ ْدخُلُو َن ال َجْنَّةَ ولايُ ْظ َلمُونَ َش ْيئًا
من نعيم الجنة أن لا تسمع لغوا وأكرم به من نعيم )لَّا يَسْمَ ُعونَ فِيهَا َلغْوًا إِلَّا َسل َا ًما( ما أكثر اللغو في زماننا الطعام يعرض على أهل الجنة بوقتين حتى لا تسأم النفوس )وَلَ ُه ْم رِزْقُ ُه ْم فِيهَا ُبكْرَ ًة َوعَ ِشيًّا( السلام تحية أهل الدنيا مع اخوانهم وفي صلاتهم وفي الجنة تحيهم حتى الملائكة )لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا ِإ َّلاسَل َامًا( وهل يتقاتل الناس إلا على الرزق والغنى وخوف الفقر !! لكن في الجنة رزقك مكفي )وَلَهُمْ رِ ْز ُقهُمْ ِفيهَا بُكْرَ ًة وَ َع ِشيًّا( من كثرة لغونا تفاقمت خلافتنا وزادت قطيعتنا أما في الجنة )لاَيَس َمعُو َن ِفي َها َلغ ًوا ِإ َلّا سَلاَمًا( ونزع الغل من قلوبهم الجنة للمتقين } ِت ْل َك ال ْجَنَّةُ الَّ ِتي نُورِثُ مِ ْن ِعبَا ِدنَا مَن كَا َن تَ ِق ًيّا{ قاﻝ ﺭسوﻝ اللهﷺلجبريل:مايمنعك ﺃﻥ تزﻭﺭنا ﺃكثر مما تزﻭﺭنا\" فنزلت):ﻭمانتنزﻝ ﺇلا بأمر ﺭبك له ما بين ﺃيدينا ﻭما خلفنا(رواه البخاري
قال أبوالدرداء:ماﺃحل الله في كتابه فهوحلاﻝ ﻭماحرﻡ فهوحراﻡ ﻭماسكت عنه فهوعافية فاقبلوا من الله عافيتهوتلا)ﻭماكاﻥ ﺭبك نسيا(بيهقي ) َر ّبُ ال َّس َم َوا ِت وَال َْأ ْرضِ َو َما َب ْينَهُ َما( تتقدم السموات على الأرض في القرآن دائما !! تقديم تشريف لأن فيها الله ) وَمَا َن َت َن ّزَلُ إِ َلّا ِب َأمْ ِر َر ِبّ َك( الملائكة لا تنزل إلا بأمر الله قال:نتنزل ؛ ولم يقل:ننزل لأنه تنزل بهدوء وتدرج ) فَا ْع ُب ْد ُه وَا ْص َط ِب ْر لِ ِع َبادَتِ ِه( ظهرت جمع من الكلمات في القرآن بزيادة \"الطاء\" مثل :اصطبر ،يصطرخ ،تصطلون ) َفا ْعبُدْهُ َوا ْص َط ِب ْر ِل ِعبَادَتِهِ( قال:اصطبر ؛ ولم يقل:اصبر الزيادة في المبنى زيادة في المعنى فهو زيادة في الصبر أنواع الصبر: -صبر على الطاعة) َواصطبر لِ ِع َبادَتِ ِه( -صبر عن المعصية)إنه من يتق ويصبر( -صبر على الأقدار)اصبر على ما يقولون(
) رب السماوات والأرض( يجمع السموات ويفرد الأرض في القرآن !! لأن جمع الأرض جمع شاذ في لغة العرب ) ويقول الإنسان أإ َذا مامت لسوف أخرج حيا( قال الله\":ﻭيكذبني ﻭماينبغي له ﻭﺃما تكذيبه فقوله :ليس يعيدني كما بدﺃني\"رواه البخاري َ ) و َيقُو ُل الإِْنْ َسا ُن َأ ِإذَا َما ِم ُّت َل َسوْفَ ُأخْرَ ُج َحيًّا( سؤال غافل لاه عنيد ليسول لنفسه أن يصنع ما شاء حيث شاء أنسيت؟ } َأوَلاَ يَذْكُرُ ال ِْإن َسانُ أَ َّنا خَلَ ْقنَاهُ ِمن قَ ْبلُ َولَ ْم يَ ُك َش ْيئًا{ لو اجتمع العقلاء ليثبتوا البعث فلن يجدوا أتم من قوله } َأول َا َيذكُ ُر الإِن َسانُ أَ ّنَا َخ َلقناهُ من قَبلُ و َلم َيكُ شَيئًا{ } َأولا َيذكُ ُر الإِن َسانُ أَنَّا خلَقنا ُه من قَب ُل و َلم يَكُ َشيئا{ تذكير للإنسان أنه خلق من عدم وأن من أحياه قادر على بعثه }أولاَ يذكُرُ الإِنسَا ُن أَنَّا َخلَقناهُ من قَبلُ و َلم يَ ُك شَي ًئا{ قال:أولا يذكر ،ولم يقل:أولا يعلم لأنه يقر أن الله خلقه } أَول َا َيذكُرُ الإِنسَانُ أنا خَلَقناهُ من قَبلُ و َلم َيكُ شَي ًئا{ كنت لاشيء فمن الطبيعي أن تكون لاتعلم لكن العيب ألاتتعل
} فوربك َل َن ْح ُش َر َّنهُمْ وَالشَّيَا ِطي َن ثُمَّ لَ ُنحضِرَنَّ ُهمْ حَ ْو َل َجهَنَّ َم ِجثيا( ماظنك بمن حشر مع الشياطين نعوذبالله َ } فوَ َر ِّب َك لَ َن ْحشُ َر ّنَ ُهمْ وَالشَّ َياطِي َن ثُ َمّ لَنُ ْح ِضرَ َّن ُه ْم حَوْلَ َجهَ َنّ َم جِثِ ًيّا{ الاحضار في القرآن عقوبة ُ ) ثمَّ َل ُن ْحضِرَ َّنهُمْ َح ْولَ َجهَنَّ َم جِ ِثيًّا( يجثون على ركبهم من هول فزعهم تكاد لا تحملهم أقدامهم يبدأ بأشد الناس ظلما وعتوا }ثُمَّ لَ َنن ِز َع ّنَ مِن كُ ِّل شِي َعةٍ َأيُّهُمْ أَ َش ُدّ عَ َلى ال ّرَ ْح ٰمَنِ عِتِ ًّيا{ )ثُ َمّ لَنَنْ ِز َعنَّ ِمن كُ ِّل شِي َع ٍة َأ ُّي ُهم أَشَ ُّد على ال ّرَحمَن عِ ِت ّيًا( عقوبة وقال:الرحمن ،رحيم ويعصونه ولايطيعونه من خلقهم وأحصاهم عدا فهو أعلم بهم فردا فردا )ثُ َّم َلنَ ْحنُ َأ ْعلَمُ ِبا َلّذِينَ ُهمْ َأوْلَىٰ ِب َها ِصلِيًّا( قال ﷺ:لايموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم\"رواه البخاري قال أبو عبدالله)وَ ِإن ّمِنكُمْ إِ ّلَا وَارِدُهَا( قالﷺ:لايدخل النار إن شاءالله من أصحاب الشجرةأحد،قالت حفصة:بلى فانتهرها قالت:وإن منكم إلاواردها قال:ثم ننجي الذين اتقوا\"مسلم
َ ) و ِإنْ مِنْكُمْ ِإ َّلا َوارِ ُدهَا( اختلفوا في الورود: -قيل:دخولها وتكون للمؤمن بردا وسلاما -وقيل:المرور على الصراط ُ } ث َّم ُننَ ِّجي الَّ ِذي َن ا َّت َقوا وَّ َنذَرُ الظَّالمِي َن فِيهَا جِ ِثيًّا{ هلا اتقيت لعلك تنجو !! } ثُ َّم نُ َن ِجّي الَّذِي َن ا ّتَقَوا ّوَ َن َذرُ ال َّظال ِمي َن ِفي َها ِجثِ ًّيا{ الظالم خسر نفسه والناس ودنياه وأخراه }وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا{ يظن الكفار أن المال هو السعادة ) قا َل الذِي َن َك َف ُروا ِللذي َن آ َم ُنوا أَ ّيُ الف ِري َقينِ خَيرٌ َم َقا ًما َو َأحسنُ ن ِد ّيًا( هذا أسلوب مقارنة للصد عن الحق ) قا َل الذينَ كَفَ ُروا لِلَّ ِذينَ آمَنُوا أَ ُّي ا ْلفَ ِريقَي ْنِ َخيْ ٌر مَ َقا ًما َو َأحسَ ُن َن ِد ًّيا( لا تفصل الوسيلة عن غايتها َ ) و َكمْ َأهْ َلكْ َنا قَ ْبلَ ُه ْم ِم ْن َقرْنٍ ُهمْ َأ ْحسَ ُن َأ َثا ًثا َورِ ْئيًا( انظر للنهايات لا تنظر للبدايات
أهلك الله قرونا عاشت قمة الحضارة والعتو لكن للظالم يوم )وكم أَه َلكنَا َقبْ َل ُهم مِن قَرن ُهم َأ ْحسَنُ َأ َثاثًا َورِ ْئيًا( ضل عقل لا يؤمن إلا بما يشاهد )حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا( من أنكر اليوم عرف غدا ) َفسَ َي ْع َلمُو َن مَ ْن ُهوَ َش ٌرّ َّمكَانًا وَأَ ْض َعفُ جُن ًدا(
)قُ ْل مَن َكانَ فِي ال َضّل َا َل ِة َف ْل َي ْم ُددْ َل ُه ال َّر ْح َٰمنُ َم ًدّا( الضلال في القرآن: -إما ضد الهدى -أو ضد الصواب الإيمان يزيد وينقص )وَ َيزِي ُد ال َلّ ُه ا َلّ ِذينَ اهْتَدَوْا هُ ًدى( ) َوالبَاقِ َيا ُت ال َّصال َحِا ُت خَي ٌر عِنْدَ َر ّبِ َك َث َوابًا َوخَ ْي ٌر مَ َر ًّدا( سلم المؤمنون من العذاب ووعدهم بالخير والنعيم )وَالباقياتُ الصالحا ُت خي ٌر عندَ ربكَ ث َوابًا( ورد في الحديث:أن الباقيات الصالحات:التسبيح والتحميد والتهليل رواه أحمد وغيره
Search