اتحاد الكتاب والأدباء الســـورييــن الأحرار مج ّل ُة ورق أدب ّية ثقاف ّية فكر ّية ف ّصلية الكترون ّية نيسان ٢٠٢١م العدد٢ اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 1 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
مج ّل ُة ورق أدب ّية ثقاف ّية فكر ّية ف ّصلية الكترون ّية الأحرار السور ّيين والأدباءِ الك ّتا ِب ّ عن تصد ُر اتا ِد مدي ُر الت ّحري ِر محمد أمين أبو بكر ّ رئ ّيس ُة الرشيد عفاف الت ّحرير للمراسل ِة والتواص ِل مع إدارةِ المجلة البري ُد الإلكتروني [email protected]
جدول المحتويات أولاً :التمهيد8 : ضواب ُط النّش ِر في مجلّ ِة ور ق 9 الافتتاحية | رئيّسة التحرير عفاف محمد الرشيد 11 ً ثانيا :الدراسات الفكرية والتراثية12 : الفوضى في الأدب والبحث عن الإشباع الروحي | بقلم غادة قويدر 13 ك ْم أُوتِيْنا ِم َن ال ِعلْم؟ | مح ّمد ياسين نعسا ن 16 ً ثالثا :الشعر26 : مل ٌك على أبوابها ضلّي ُل | الشاعر علي صالح الجاس م 27 صرخ ُة الجر ِح | الشاعر محمد نادر الرزوق 30 أنثى من الماء | الشاعر حسين أحمد الحسين 32 المطالع | الشاعر طالب سليمان الشنتوت 34 رؤى وأطياف | الشاعر محمد نادر فرج -أبو همام 36 طفولة منسية | الشاعر عمر كرن و 38 سيزيف | الشاعر عبد الباسط عليان 39 شع ٌب أنا | الشاعر محمد أحمد عز الدين 41 رسو ُل الأم ْل | الشاعر أكرم عطوة 42 جوع الفجر | الشاعر صلاح العيس ى 44 سقط النصيف | الشاعر محمد كمال قجة 45 َ َ 47 كناعنة أحمد صالح الشاعر | ()1 أدنى أو نثرية قا َب َقو َسي ِن مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 6
راب ًعا :القصة52 : مدين ُة الأروا ِح ال َّذابلة | أسامة آغ ي 53 زيتون المعتقل وزيتون أم خالد | محمد الغان م 57 الشعب يريد | جهان سيد عيس ى 59 أنا وج َّدتي والحمار | د .عيسى ضيف الله حداد 60 طيور بلا أجنحة | شذا برغوث 63 انتظار | عبد الله أبو ك ّشة 68 أصوات | محاسن سبع العرب 69 َحا ْس | فيصل عكل ة 70 درويش ما بعد الحدث | ألماز علو 73 خام ًسا :ضيف العدد 84 مؤسس اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار الشاعر محمد إقبال بلّو | عبد القادر ح ّمود 85 ساد ًسا :دراسات أدبية ونقدية102 : ف ُّن الق َّص ِة القصير ِة | عبد الغني حمادة 103 تناغم بين الفن الروائي والفن التشكيلي في رواية اللحاف للكاتب أيمن ناصر | عفاف الرشي د 108 إلماعات نقديّة في مجموعة (ال ّشعب يريد) للقا ّصة جهان سيد عيسى | محمد بشير الخلف 116 ال ُبعد الاجتماعي في رواية (هنا ترقد الغاوية) للروائي اللبناني محمد إقبال حرب | محمد فتحي المقداد 122 ساب ًعا :شهداء الثورة130 : الشهي ُد الأديب عبد الهادي قاشيط (2013 -1967م) | عبد القادر حمود 131 ثام ًنا :أقلام واعدة138 : انتماء | جنى الغان م 139 مأساة سعيد 141 جاهد بصمت واستشهد بصمت 148 اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 7 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
أول ًا التمهيد: مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 8
ضواب ُط ال ّنش ِر في مج ّل ِة ورق: ً ً الأدب ّيـ ِة، الفنـو ِن مختلـ ِف في الإبداع ّيـ ِة، بالنّصـو ِص ورق مج ّلـ ُة تر ّحـ ُب .1 ونـرا، شـعرا وبال ّدراسـا ِت ال ّلغو ّيـ ِة ،والأدب ّيـ ِة ،والنقديّـ ِة ،مـع الحفـاوةِ والاهتمـا ِم بجيـ ِل ال ّشـبا ِب ،وأد ِب الأطفـا ِل ،وجميـ ِع ألـوا ِن الفـ ّن ال ّتشـكيل ِّي ،وال ّتطبيـ ِّي ،والخـ ّط العـرب ّي ،وبمـا يتناسـ ُب مـع ّ ال ّسـامي ِة. وأهدافِهـا المجلـ ِة، رسـال ِة ال ّدين ّي َة. ال ّرمو َز تم ُّس ّ الموا ُّد ُت ْق َب ُل لا .2 التي والعنصر ّي ِة. ال ّطائف ّي ِة ال ّنعرا ِت تُثي ُر ّ الموا ُّد ُت ْق َب ُل لا .3 التي .4أ ْن تكــو َن المــا ّد ُة خاليــ ًة قــد َر الإمــا ِن ِمــ َن الأخطــا ِء ال ّنحو ّيــ ِة ،والإملائ ّيــ ِة، والمطبع ّيـ ِة ،مـع ضبـ ِط أواخـ ِر الكلمـا ِت بالحـركا ِت المناسـب ِة ،وضبـ ِط الكلمـا ِت بالحـركا ِت ال ّتقيــ ِم ّ أمكنتِهــا. في علامــا ِت بوضــ ِع الاهتمــا ِم مــع المعــ ٰى، لتوضيــ ِح اللزمــ ِة .5إرسـا ُل المـا ّدةِ بصيغـ ِة ملـ ّف dorWمـع تعريـ ٍف قصـ ٍر بالكاتـ ِب ،وصـور ٍة شـخص ّي ٍة له، والعنـوا ِن المف ّصـ ِل ،ورقـ ِم الهاتـ ِف. .6يج ُب ضب ُط القصائ ِد بالحركا ِت بشك ٍل كام ٍل. .7تُرف ُق ال ّدراس ُة بقائم َ ْت المصادرِ والمراج ِع ،في نهاي ِة البح ِث. ـ ُه، عر ُض يتـ ُّم ّ الكتـا ِب ـا ِف غ صـورةِ ـا ُق إرف يسـتوج ُب الكتـ ِب، ـراءا ِت ق في .8 الي النّـ ِر. وسـن ِة ومق ِّرهـا، ـ ِر، النّ ودا ُر ّ ـ ُم واس وعنوانُـ ُه، مؤل ِفـ ِه، .9تفسـ ُح المج ّلـ ُة المجـا َل أمـا َم ال ُك ّتـا ِب ا ّليـ َن يشـاركو َن بأبحـا ٍث متمـ ّز ٍة ،ودراسـا ٍت نقديّـ ٍة هادفـ ٍة ،تـري الحركـ َة الأدب ّيـ َة وال ّثقاف ّيـ َة ،للمسـاهم ِة في جميـ ِع الأعـدا ِد ال ّصـادرةِ اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 9 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
ّ في المعتمـدةِ النّـ ِر شرو ِط وفـ َق ورق، ّ مـن المجلـ ِة. مجلـ ِة .10إرفا ُق الموا ِّد المترجم ِة بالأص ِل المتر َج ِم ،وتعري ٌف بكات ِب ال ّن ِّص. .11الموا ُّد ا ّلتي لم َت َن ِل القبو َل تتح ّف ُظ المج ّل ُة عن ذك ِر أسبا ِب عد ِم قبو ِلا. نظـ ِر وجهـ ِة عـن بالـ ّرورةِ يعـ ّ ُر ولا كاتبِـ ِه، رأ ِي عـن يعـ ّ ُر ّ في يُنـ ُر مـا .12 المجلـ ِة المج ّلـ ِة والمشرفـ َن عليهـا. قبـ َل كاتبِهـا إل ٰى تُعـا ُد َ التّحريـ ِر إدارةُ تقـر ُح ّ وال ّدراسـا ُت الأبحـا ُث .13 تعديلهـا، الـي ال ّنـ ِر لإجـراءِ التّعديـا ِت المطلوبـ ِة. .14لا تدف ُع المجلّ ُة مكافآ ٍت مال ّي ًة ع ّما يُنش ُر فيها. مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 10اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
الافتتاحية رئيّسة التحرير عفاف محمد الرشيد والأدبــا ِء ال ُك ّتــا ِب ّ منابــ ِر مــن منــ ٌر الفصل ّيــ ُة، الإلكترون ّيــ ُة (ورق) مجلّــ ُة اتــا ِد َ ال ّسـور ّي ِة ال ّثـورةِ قيـ َم يدعـ ُم رصـ ٍن ثقـاف ٍّي ركـ ٍن لبنـا ِء الأحـرا ِر، ال ّسـور ّيي َن وأهدافهـا ال ّنبيلـ َة ،ترصـ ُد الحركـ َة الأدب ّيـ َة عل ٰى جميـ ِع الأصعـدةِ ،لتوثيـ ِق مراحـ ِل ال ّثـورةِ بـالأد ِب والفكــ ِر ،فــ َي تهتــ ُّم بجميــ ِع حقــو ِل الأد ِب و المعرفــ ِة ،من َه ُجهــا احــرا ُم الــرأ ِي ،وبنــا ُء ال ّثـور ُة ر ّسـ َخ ْتها ّ الأخلاق ّيـ َة رواف َدهـا تسـتم ُّد الـي ـ ِم القي ِمـ َن حضـار ّي، حـوا ٍر أواص ِر ال ّسـور ّي ُة المباركـ ُة ،تنـ ُر الإبـداعا ِت الأدب ّيـ َة في ال ّشـع ِر والق ّصـ ِة ،والأبحـا َث وال ّدراسـا ِت النّقديــ َة ،والمتابعــا ِت ال ّثقاف ّيــ َة في المــر ِح وال ّســينما والموســيق ٰى والفنــو ِن ال ّتشــكيل ّي ِة والخــ ِّط العــرب ِّي ،تهتــ ُّم بعــرو ِض ال ُك ُتــ ِب الق ّيمــ ِة فى العلــو ِم الإنســان ّي ِة ،وال ّدراســا ِت ّ وأد ِب ال ّشـبا ِب بجيـل الحفـاوةِ مـع وآداب ِه ـا، العرب ّيـ ِة اللغـ ِة مجـا ِل في البحث ّيـ ِة الفكر ّيـ ِة الأطفـا ِل ،إنِّهـا مظ ّلـ ٌة ثقاف ّيـ ٌة وطن ّيـ ٌة ،تسـ ٰى لنـ ِر بيئـ ٍة تحـر ُم ح ّر ّيـ َة ال ّتعبـرِ ضمـ َن إطـا ِر الموضوع ّيـ ِة ،غاي ُتهـا تحقيـ ُق أهـدا ِف ال ّثـورةِ ،وإرادةِ ال ّشـع ِب ال ّسـور ِّي في التّغيـ ِر مـن أجـ ِل سـوري َة القادمـ ِة ،دولـ ِة العدالـ ِة واحـرا ِم الإنسـا ِن ،ترحـب بأدبـاء الوطـ ِن العـرب ِّي وفك ِر ِهـ ُم ال ّداعـ ِم للح ّر ّيـ ِة وال ّتحـ ّررِ. مج ّلـ ُة (ورق) لي َسـ ْت تابعـ ًة لأ ِّي جهـ ٍة ،وبـأ ِّي صفـ ٍة كانَـ ْت ،ولي َسـ ْت مم َّولـ ًة مـن أ ِّي جهـ ٍة ،تط ّوع ّيـ ٍة ،تتبـ ّ ٰى قِ َيـ َم ال ّثـورةِ ال ّسـور ّي ِة المباركـ ِة في بنـا ِء وطـ ٍن يليـ ُق بال ّسـور ّيي َن وحضارتِهـم وتاريخِ ِهـ ُم العريـ ِق .عا َشـ ْت سـوري ُة حـ ّر ًة وعا َش شـع ُبها العظيـ ُم. اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 11 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
ثان ًيا الدراسات الفكرية والتراثية. مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 12اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
الفوضى في الأدب والبحث عن الإشباع الروحي. بقلم غادة قويدر إ ّن مـن نتائـج القوميـة العربيـة التمـازج بـن الثقافـات الدخيلـة والثقافـة العربيـة، وكانـت اللغـة هي المتأثـر الأكـر في هـذا التمـازج ،يليهـا الأدب مـن زمـن فتـح بـاد فـارس ومـا تركتـه هـذه الفتوحـات مـن انعكاسـات على الأدب العـربي وعلى كافـة أمـور الحيـاة في الحضـارة العربيـة ،وقـد وجـد العديـد مـن المنافسـن للأدبـاء العـرب لاسـيما في الشـعر العـربي ،ومثـال ذلـك الشـعراء مـن بـي فـارس ممـن يتقنـون العربيـة والشـعر العـربي أكـر مـن الشـعراء نفسـهم في عهـد بـي أميـة ،وهـم مـن القوميـة الفارسـية أصـاً ،لكنهـم عرفـوا العربيـة وأتقنوهـا بعـد اعتناقهـم الإسـام واحتكاكهـم بالحضـارة العربيــة في كافــة مجالاتهــا مــن ثقافــ ٍة وتجــار ٍة ومهــ ٍن ونســ ٍب وأكــر مــا ظهــر هــذا في الجزيـرة العربيـة ،وبالرغـم مـن مـرور اللغـة العربيـة بـأدوا ٍر متعـدد ٍة ،وخضوعهـا متح ّدثيهـا ً لسـان وعلى وناضلـت كافحـت نراهـا تمامـا، والبـر الأرض كمـا للاسـتعمار ومحبيهـا لإثبـات كينونتهـا وتواجدهـا على مـر العصـور إلى وقتنـا الحـاضر ،فاللغـة ليـس اللسـان الذي يلهـج بهـا فقـط بـل هي القلـ ُب الذي يتبناهـا بـكل خفقـ ٍة ،وتتغـ ّزل بهـا المشــاعر ،وتطــرب لهــا الأســما ُع ،ولذلــك كانــت هي المــرب الحســا ُس والســوط الذي يحملــه أي محتــل لتفرقــة الأمــ ِة وبســط ســيطرته .ولــو لــم تكــن اللغــة العربيــة هي لغـة الحـق والجـاذب الـروحي والعقائـدي للعـرب لمـا صمـد َت أمـام التح ّديـات الكبـرة اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 13 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
الـي تواجههـا ويواجههـا الإنسـان العـربي في كل زمـان ومـان ،فالأمـة العربيـة ليسـت عربيـة اللسـان فقـط بـل عربيـة الشـعور والـروح ،والعـربي لا يـكاد ينفصـ ُل عـن المـان الذي يـولد فيـه إلا ويتنازعـه الحنـن والشـوق إليـه ،هي الفطـرة المصبـوغ فيهـا بـي يعـرب أينمـا حلـوا أو حيـث رحلـوا ،وهـذا إن دل على شيء إنمـا يـدل على قـوة الديـن الإسـامي الذي بانتشـاره انتـرت هـذه اللغـة وخرجـت إلى الكثـر مـن أصقـاع الأرض، والذي جعــل لغــة التفاضــل بــن البــر هي التقــوى وليــس العــرق واللــون ،والشــعر العــربي كان المكــون الأســاسي لنقــل الســر والأحــداث ،إضافــة إلى الفنــون الأخــرى، لكـن للشـعر العـربي صبغتـه الخاصـة في اخـراق الوجـدان والشـعور ،ولتحويـل مجـرى الحـدث السـياسي والاقتصـادي أمـام هـذا التكاثـر والانفتـاح القـومي الذي أهل ّتـه لغتنـا ً الأم للإنسـان العـربي لأن يؤثـر ويتأثـر إيجابـا لا سـلبا في تغيـر الإنسـان العـربي حسـب مـا تتطلـب الظـروف الراهنـة ،ولكـن أن تُزجنـا التحديـات السياسـية الـي تـكاد تتغلـب على أقلامنـا وتحولنـا إلى ُدمى بـا عقـول ولا مشـاعر ،تحركهـا البواعـث النفسـية والاجتماعيـة الـي فرضتهـا الهيمنـة الفكريـة على لغتنـا ونسـجينا لنكتـب بمشـاعر موتـور ٍة تبحـث عـن بصيـص فـر ٍح يشـب ُع هـذه الأرواح الـي تـدور في فـرا ٍغ أجـو ٍف، ًّ والذي يـكاد أن يكـون مزيفـا في كثـر مـن الأحيـان ،دون الرجـوع إلى مـا هـو أقـوى ِمـن ذلـك إلى َمـن يمتلـك هـذه الـروح يمنحهـا ويقبضهـا سـاعة شـاء ،هـذا مـا أعزيـه إلى التشـتت الفكـري والألـم العقائـدي الذي بتنـا نتخبـ ُط فيـه ،ومـا أثمـ َر علينـا سـوى فــوضى في الأدب نتيجــة لفــوضى النســغ المغــذي لهــذا الأدب ،لا لــيء يرتــي بنــا كأمـة بـل إلى مزيـد مـن الضيـاع ،وكأننـا لسـنا بمبتكريـن ولا مجدديـن ولا حداثيـن بـل تغلبـت علينـا فـوضى المشـاعر ،فبتنـا نسـكبها مـن غـر تدليـل ونقتـ ُل الحاضنـ ُة فما نسـجناه، ًً إشـباعا بهـا نـدرك بأننـا ظن ّنـا وكل أرواحنـا، وهي الأولى ذاتيـا ووهمـا نحـن مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 14اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
أغـا ٍل في تجعلنـا أن قبـل أقلامنـا ونحاسـ ُب نطـر ُح فيمـا والتدبّـر ّ إلى أحوجنـا التفكـر أبنـاء مـن بالأوائـ ِل نقتـدي وأن ونتاجنـا، بلغتنـا ً نُقتـ ُل وبالتـالي منهـا، ننفـ ُك لا يقينـا أمتنـا الذيـن مازالـوا مشـاعل الهدايـة بكتبهـم ونتاجهـم الأدبي وبحثهـم العلـي لكافـة ًً ً الأمـم تطبيقـا ومنهجـا وسـلوكا ،وأن نبتعـد عـن التقليـد الأعـى لأمـ ٍم غربيـ ٍة تفصلنـا عنهـا الديانـة والعـرف والتقاليـد ،ونحافـظ على قوميتنـا العربيـة وهويتنـا الأدبيـة عربيـ ًة بجوهرهـا ،هـذه القوميـة الـي كان نبضنـا الأول فيهـا هـو الشـعر والنبـ ُض الثـاني هـو ّ القـرآن الكريـم بـكل روحانيتهمـا ،بعيـدا عـن التكلـف في ضغـط السـهل مـن القـو ِل وز ِج المضغــو ِط في قولبــ ٍة لا تتســع لهيكلــ ِه ،ولا تســتطع أنفاســنا أن تدركــه ،فكيــف ً تســتطع مشــاعرنا أن تســتوعبه وتتراقــص على أنغامــه ،إن هــو كان لا يحمــل نغمــا ولا جماليـ ًة تـأس ُر العـن وتـ ُر الخاطـر . اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 15 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
ك ْم ُأو ِت ْينا ِم َن ال ِع ْلم؟ مح ّمد ياسين نعسان تمهيد: ُت ْع َت َ ُب لغايـ ٍة للوصـو ِل المتواصلـ ِة البحـ ِث رحلـ َة َ الأر ِض هـذه على الإنسـا ُن ُو ِجـ َد وبـدأ مـن أهـ ِّم الغايـا ِت إ ْن لَـ ْم تكـ ْن أه ُّمهـا على الإطـاق ،ألا وهي (ال َّسـيطر ُة على ال َّطبيعـة)، فكانـ ْت للإنسـا ِن ً ً ً ً تشـ ِّ ُل الطبيع ّيـ ُة الظواهـ ُر كانـ ِت حيـث دائمـا وقلقـا ورعبـا هاجسـا هـذهِ الغايـ ُة الأولى (ال َّسـيطر ُة على ال َّطبيعـ ِة) متعـ ِّد َد َة الأشـا ِل والأسـاليب.. وعندمـا كان يشـع ُر الإنسـا ُن بال َع ْجـ ِز عـن مواجهـ ِة هـذه ال َّظواهـ ِر وعـد ِم القـدرةِ على فه ِمهـا وتج ُّنـ ِب أضرارهـا ،كان يجنـ ُح إلى الاستسـا ِم لهـا فأنتـ َج الأسـاطي َر لمحاولـ ِة تفسـ ِر وفكـر ُة ـ ُف َّ المتعـددةِ الآلهـة ظواهرهـا، خلـف تق الـي ـة الخارق القـوى وتفسـرِ ال َّطبيعـة جـاء ْت مـن محاولـة إدخـا ِل بعـض الطمأنينـة لنفـس الإنسـا ِن الحائـ ِر أمـام ظواهـ ٍر لا يعلـ ُم عق ّلــ ُه يُعمــل الإنســا ُن متق ِّدمــ ٍة ً بلــو ِغ ســبي ِل في أن اســتطاع مراحــل وفي شــيئا، عنهــا غايتِــ ِه ال ُقصــوى مــن خــال فــرض نفــوذه على الطبيعــة فأو َجــ َد حلــولاً لبعــض المشــاكل مثـل فيضـان الأنهـار وال ُّسـيول ،فقـا َم ببنـاء ال ُّسـدو ِد و َشـ ِّق الـ ّرع فنجـ َح لحـ ٍّد كبـ ٍر في واسـتفا َد تخ ِلِّ ُفـه، َّ على حضـارا ٍت إنشـا ِء في الميـاه هـذه من كانـت الـي الكبـر الخـراب ضبـط ال ُمتنقلـة الحيـاةِ حالـة ِمـ ْن ّ والنّـار ال ِّزراعـة لاكتشـا ِف إضافـ ًة الأنهـار، أطـراف والتخلـص حسـ َب الفصـول المناخيـة ،فنشـأ ْت بعـ ُض العلـوم الضروريـة لحيـاة الإنسـان الأول ِّي مثـ َل علـ ِم ال َفلـك الذي كان مه ّمـاً لرصـ ِد حركـ ِة الأمطـار وعلـ ِم الحسـا ِب والهندسـ ِة.. مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 16اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
لقــد اقتــر ِت العلــو ُم على مــا هــو ضرور ٌّي ونافــ ٌع لذلــك ُســ ِّم َي ْت مرحلــ َة المعرفــ ِة مرحلــ ِة مــن انتقــ َل ثــ َّم الإنســان، لبقــاء ضرور ٌّي هــو بمــا إلا ُت ْعــ َى لا َّ العمل َّيــ ِة الــي اتقـا ِء ش ّر ال َّطبيعـة إلى مرحلـة الاسـتفادةِ مـن ظواهرهـا والسـيطرةِ عليهـا والتح ُّكـ ِم بهــا وإخضاعهــا لرغباتِــ ِه وتســخي ِرها لخدمتِــ ِه ورفاه َّيتِــه.. ْ ق ّوة ال ِعلم: كان ْت رحل ُة المعرف ِة الإنسان َّي ِة تسي ُر في اتجاهي ِن اثنين: 1.الاتجـا ُه الأ َّو ُل :كانـت غاي ُتـ ُه هي الوصـو ُل للحقيقـ ِة ال ُم ْطلَقـ ِة في الكـون والإنسـان فـر َز في هـذا الجانـب (الفلاسـفة ورجـال ال ِّدين).. 2.الاتجـاهُ ال َّثـاني :كانـ ْت غاي ُتـ ُه تحقيـق ال َّراحـة والـ ّ ّذة والحضـارة فـرز في هـذا الجانـب (العلمـاء ال ّطبيعيـون والما ّديـون).. هـذا ،وقـد بلـ َغ العلـ ُم المـاد ُّي مراحـ َل متطـ ِّور ٍة جـداً في عصـور النَّهضـة الأوروبيـة وخاصـة عندمـا أصبحـت العلـو ُم ت َّتخـ ُذ مناهـ َج للبحـث العلـي م َّكن ْتهـا مـن الوصـول ظه َر عندمـا وخا َّص ٍة وملحـو ٍظ كبـ ٍر بشـ ٍل العلـوم تطـ ُّورِ في سـاهم ْت ُ لاكتشـافا ٍت كـرى المنهـ َج التجريـ ُّي على يـ ِد (غاليليـه) ومـن ثـم تب َّنـاهُ الفيلسـو ُف الإنكلـز ُّي (جـون لـوك). إ َّن المنهــ َج التجريــ َّي يعتمــ ُد على سلســل ٍة مــن الخطــوات للوصــول إلى قوانــن ُ ـرةِ ال َّظاه لمعالجـ ِة فرض َّيـ ٍة إنش ـاء ـ َّم ث وم ـن «المش ـاهدة»، أو بالملاحظ ـة ـدأ يب العل ـم، أو المشـل ِة ،ومـن ثـ َّم إقامـ ِة تجـار َب على تلـك الفرض َّيـ ِة للتح ُّقـ ِق مـن ص َّحتهـا إلى باهـراً ً في نجاحـا لاقى المنهـج وهـذا علـ ٍّي، قانـو ٍن صياغـ ِة ثـ َّم ومـن البرهـان، إقامـ ِة مجـال العلـوم ال َّطبيع َّيـ ِة حيـث م َّكـن الإنسـا َن مـن الاقـرا ِب مـن بلـو ِغ غايتِـ ِه الَّتي اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 17 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
والكيمياء والفيزيـاء الأحيـاء عل ُم فبلـ َغ ال َّطبيعـة)، على (ال َّسـيطرة ً عنهـا تح َّدثْنـا آنفـا ـ ًة ها َّم ـ َل مراح التكنولوج َّيـ ِة ـوم والعل ـ ِّب ال ّط وعل ـوم أنواعه ـا َّ ـات والهندس بكافـ ِة في التطـ ُّورِ جعلـ ِت البـ َر قادريـن على محـاكاة كثـ ٍر مـن ظواهـر العالـم وال َّطبيعـة مـن ال َّطـران والإبحـار إلى بنـاء ناطحـات ال َّسـحاب والتح ُّكـم بالمسـافات وإنشـاء نقـ ِل في ال َّزمـ ِن مـن الكثـر واختصـار َ وجـ َه غـ َّرت َّ الاتِّصـال شـبكات العالـم الـي الإنسـا َن ـ ِت َّ ـي َّ الفضائ َّيـ ِة ال َم ْر َكبـات ـ ِة صناع إلى بالإضافـ ِة هـذا المعلومـة، مكن ال مـن اخـراق ال َح ْجـ ِز الأرض ِّي والانطـا ِق للعالـ ِم المجهـول ،ولا ننـى التطـ ّو َر الكبـ َر في علـم ال ِّزراعـة والذي م َّكـن الإنسـان مـن التح ُّكـم بكميـة ونوع َّيـة وتوقيـت بــل ال َّســنو ّيَة وبــالدورة بالمنــاخ ً الإنســا ُن َي ُعــ ِد فلــم المحاصيــل، إنتــاج محكومــا وصـل أنّـه حـ ّى مثـاً)، البلاسـتيك ّية (البيـوت رغبتـه حسـب ً ينتـ ُج أصبـح مناخـا لمرحلـة تحديـد نوع ّيـة ال ُم ْن َتـ ِج مـن خـال علـم الجينـات وتحسـن ال ّسـالة النّبات ّيـة والحيوان ّيـة (المداجـن والهرمونـات الصناع ّيـة) وذلـك مـن خـا ِل التح ُّكـ ِم بالبنـ ِك الـوراث ِّي ،هـذه القفـزات العلم ّيـة الكـرى لـم تكـن إيجاب ّيـة بالكامـل على مجـرى حياة الإنسـان ،فمـن جهـ ٍة و َّفـر ْت له الحضـار َة وال ّرفاه ّيـ َة الكاملـ َة والقـدر َة على التح ُّكـ ِم َّ ُ حيـث والخـراب، ال َّدمـار مـن المزيـ َد وفـر ِت أخـرى جهـ ٍة ومـن الأحـداث، بمجريـا ِت ـ ْت جعل َّ ـ َرةِ والمد ِّم ـ ِة الف َّتاك ـلح ِة الأس تطوي ـر في ـرى ُ ـ ًة نهض العالَـ ُم ـه َد ش وال ـي ك مـو َت آلا ِف البـ ِر ودمـا َر مـد ٍن بأكملِهـا لا يحتـا ُج أكـ َر مـن ضغطـة ز ٍّر.. لقـد تطـ َّو َر علـ ُم الطـ ِّب بشـ ٍل لافـ ٍت حيـث بـدأ ِت الإحصائيـا ُت تتحـ َّد ُث عـن انخفـا ِض نسـب ِة الوف ّيا ِت َّ المتق ِّدمـة ال ّصح ّيـة ويعـو ُد ً المتق ِّدمـ ِة الـي للأوبئـة علاجـا ٍت واكتشـاف ال ِّرعايـة لتوفـر ذلـك طبيـا البـا ِد في ـ ُّد ُم التَّق َّ ـا ٍت وف َّي ـداد أع عـن ُمرعبـة إحصائ ّيـا ٌت ـاك هن ـل وبالمقاب الأرواح، ملايـن ـ ُد تحص كانـت خلفهـا العلـ ُّي ذاتَـ ُه مثـل حـوادث ال َّسـيارات والطيـارات والمـا ّس الكهربـائ ِّي والأسـلح ِة الحديثـ ِة الف ّتاكـة.. مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 18اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
الأخلاق والعلم: تعتمــ ُد حيــث الَصــدر، في يكمــ ُن والعلــ ِم الأخــا ِق بــن الجوهــر َّي َ إ َّن الاختــاف الاخــا ُق على المعايــر ،أي إنَّهــا علــو ٌم معيار ِّيــ ٌة تــدرس الق َيــ َم وتــدرس مــا يجــب أن يكـون ،على عكـس العلـم حيـث يـدرس مـا هـو كائـ ٌن وموجـو ٌد ومحسـو ٌس ويخضـ ُع للتجربـ ِة ولا يهتـ ُّم العلـ ُم بمـا يجـب أن تكـون عليـه الحيـاة إنَّمـا يهتـ ُّم بمـا هي عليـه ـه. قوانين ـاف واكتش َ ـذا ه ـر تفس ـاو ُل ويح ـا ُة الحي العال ـم لـم يسـتط ِع العلـ ُم أو العقـ ُل أن يثبـ َت القيـ َم الأخلاقيـ َة ولـن يسـتطيع ،لأ َّن القيـ َم الأخلاقيـ َة لا يمكـن البرهنـة عليهـا بالعقـل أو بالعلـم «التَّجربـة» ،ويعـو ُد ذلـك لأ َّن العقـ َل وقوانينـه لا تتناسـب مـع الق َيـم ،وأبـر ُز مثـا ٍل على ذلـك أ َّن مـن قوانـن العقـل «الغائيـة» أي لـ ِّل فعـ ٍل غايـة تح ِّر ُكـ ُه بينمـا الأفعـال الأخلاقية لا يمكـن رب َطهـا بغايا ٍت ولا تعنيهـا الغايـا ُت بالأصـل ،فال ِّصـدق مثـاً قيمـة أخلاقيـة لا يمكـن إيجـاد مـ ِّر ٍر عقـ ٍّي لمـاذا يجـ ُب علي أ ْن أكـو َن صادقـاً دائمـاً ،أو كيـف نسـتطيع أن نـ ِّر َر للفقـر أ ْن لا فعـ ٌل السرقـة إ َّن له نقـو َل أ ْن إل ّا مشروعـ ٍة، غـر بطـر ٍق جمعهـا َّ الغـ ِّي أمـوال يـرق الـي لا أخـاق ٌّي بـك ّل الحـالات. إذ ْن ،الأخـا ُق قِ َيـ ٌم تسـتم ُّد أهمي َتهـا مـن ذاتهـا وليـس مـن النَّتائـج المترتِّبـة على تلـك الأفعـال ،بينمـا العلـم يحكـم على قيمـة الـ َّيء أو الفعـل مـن خـال نتائجـه ونفع َّيتـه بالنسـبة للإنسـان.. وتبــى العلاقــ ُة بــن العلــم والأخــاق علاقــة فــر ِض ســيطر ٍة ،حيــث الأخــاق قوانينـه يفـرض أن يريـد ً والعلـم لقوانينهـا العلم َّيـة الاكتشـافات إخضـا َع تريـ ُد أيضـا على الأخــاق ،وهــذا مــا حــدث مــن اعــراض الأخلاقيــن ورجــا ِل ال ِّديــ ِن على فكــرةِ اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 19 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
يُنـي ّ ال َّرحيـ َم) (القتـ َل يسـ ّى مـا على كذلـك والاعـرا ِض البـر ِّي)، (الاستنسـا ِخ الي حيــاة إنســا ٍن مريــ ٍض ليــس له أمــ ٌل بال ِّشــفاء ط ِّب َّيــاً ،وبالمقابــل نــرى محــاولا ِت العلــ ِم التَّجريـ ِّي لتسـخي ِر الأخـاق وإخضاعهـا لقوانـن العلـم ،حيـث قـام أنصـا ُر «المذهـ ِب الطبيـ ِّي» بوضـ ِع معايـ َر جديـد ًة للق َيـم (البراغمات َّيـة النَّفع َّيـة) ،فأقـ ّروا بـأ َّن «الخـر»- والذي هــو عمــود موضــوع الأخــاق -لا يح ِّقــق منفعــي وســعادتي بغــ ِّض النَّظــر عــن ُ وتم َّثـ َل الإغري ـق ـذ من ـاه ّ ه ـذا ظه ـر ولق ـد ـا، عليه يترتَّـ ُب وم ـا الأخ ـرى نتائج ـه الات بالمدرســة (الأبيقوريــة) ومــازال حــ ّى أيا ِمنــا هــذه ،ونــرى في أيامنــا هــذه أ َّن سياســة ال ُّدول المتق ِّدمـة تعتمـد على هـذه الفلسـفة الأخلاق َّيـة ،فقتـ ُل مليـون إنسـا ٍن في الغـزو الأمريكـي للعـراق في 2003م لـم يعتـ ْرهُ المجتمـ ُع الأمريكـ ُّي عمـاً لا أخلاق َّيـاً لأنَّـ ُه إبــادةِ حادثــ ُة ً كذلــك الأمريك َّيــ ِة، الم َّتحــدةِ للولايــات و»الخــ َر» المنفعــ َة يح ِّقــ ُق أيضــا الهنـود ال ُح ْمـر.. الأخلا ُق وال ِّدين: يقـو ُل الفيلسـو ُف الألمـان ُّي كانـط (إنَّنـا نعيـ ُش في عالَـ ٍم نـرى فيـه المظلـو َم يمـو ُت دون أن يقتـ ّص مـن ال َّظالـم ،وأ َّن ال َّظالـ َم يمـو ُت دون أن ُي ْق ًتـ ًّص منـه ،فلابـ ّد مـن وجـود عالـ ٍم آخـ ٍر بعـد هـذا العالـم ينـا ُل فيـه المظلـو ُم ح َّقـه مـن ال َّظالـم ،ولابـ َّد أ ْن يُديـ َر هـذا العالـم إلهٌ عاد ٌل) ،لقـد أص َّر «كانـط» على وجـود إل ٍه عاد ٍل لأ َّن وجـو َد ُه ضرور ٌة لحفـظ الأخـاق ،إذن َّ موضوع ّيـ ٌة البَـ َر.. على نف َسـها تفـر ُض بذاتِهـا، مسـتقلة قيـ ٌم الأخلاقيـة، فالقيـم ولكـ ْن لابـ َّد مـن معرفـ ِة الإجابـ ِة على التَّسـاؤلا ِت التَّاليـ ِة :كيـف يُمكـ ُن للمل ِحـ ِد مفــار ٍق َ مــن مســتم َّد ٌة القيــ ُم كانــ ِت إذا ســلوكه، في الأخلاقيــ َة القيــ َم يتم َّثــ َل أ ْن عالــ ٍم ً دائمـا فالملحـ ُد ال ُمفـارق؟! العالـم بهـذا يؤمـ ُن لا مـن بهـا يلـز ُم ولمـاذا هـذا؟!، لعال ِمنـا مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 20اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
يحــاو ُل أن يُظهــ َر ويــ َّدعي بأنــه يتم َّثــل قيــم الإنســانية والخير ّيــة ،وهــو بــذات الوقــت يرفـ ُض وجـو َد شي ٍء سـوى المـا ّدة ،وأ َّن هـذه الحيـاة عبـارة عـن ص ْدفـة ،وأ َّن الإنسـان فيهـا غبـا ٌر لا قيمـة له ،وأ َّن نهايتـه للعـدم ،فلمـاذا يُلـ ِز ُم نف َسـ ُه بقيـ ٍم أخلاق ّيـ ٍة يُمكـ ُن أ ْن لا يجـ َد ثما َرهـا في هـذه ال ُّدنيـا ،كيـف يـررون ذلـك!؟ ،فهـذا طبيـ ُب الأعصـا ِب ال ُملحـ ِد «سـام هارتـس» يقـو ُل إ َّن العلـ َم هـو الذي يكشـف عـن القيـم وإ َّن القيـ َم هي حقائـ ٌق وإ َّن الأخلاق ّيـ َة، القيـ َم ـ ِد ُد يح ّ هـو التَّجريـ َّي العلـ َم وإ َّن البشر ّيَـة، لرخـاء ـ َّخ َر ٌة مس الي الواجـ َب الأخـاق َّي هـو مـا يح ِّقـ ُق ال َّرخـا َء للكائنـات. ويبــدو مــن تخ ُّبــ ِط «هارتــس» في محاولــ ِة إيجــا ِد أســ ٍس واقع َّيــ ٍة لمصــادرِ ال ِق َيــ ِم الأخلاق َّيـ ِة ،أ َّن هـذه القيـم تفـر ُض نفسـها على الإنسـان فإنّهـا تملـك سـلط ًة عليـه وعلى القيــم. لتلــك ً يجــ َد أن يحــاول معتقــده حســب ٌّ ولكــن المجتمــع مصــدرا كل تسـتند عقـد ٍّي أو نظـر ٍّي أسـا ٍس وجـود دون فقـط ً القيـ َم يتم َّثـ ُل الملحـ ُد نعـم، عمليـا إليـه ،ودليـل ذلـك أنَّـه غـ ُر مسـتع ٍّد لل َّتضحيـة بحياتـه مـن أجـل تحقيـق تلـك القيـم، سـتكو ُن ـ ٍر آخ عالَـ ٍم بوجـو ِد يقيـ ٍّي علـ ٍم على كان إذا إلا ً رو َحـ ُه يقـ ِّدم ـ ٌد أح ـا ف قربانـا فيـه تلـك الـروح في حـا ٍل أحسـن ممـا كانـ ْت عليـه. اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 21 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
إلا قليلا: قـا َل الل ُه تعـالى( :ويسـألونَ َك عـن الـ ُّرو ِح قُـ ِل الـرو ُح ِمـ ْن َأ ْمـ ِر ر ّب ومـا أوتيتـ ْم ِمـ َن ِّ صالحـ ٌة أ َّن ّ ولا ومـا ٍن زمـا ٍن لـل القـرآن آيـا ِت وبمـا ،)85 (الإسراء قليـا)، إلا العلـ ِم بـالآتي: التفكـر لنـا يحـ ُّق الأحـوال، تبـ ّدل رغـم حقيقتهـا مـن ً تفقـ َد أ ْن يمكـ ُن شـيئا َت َّدثنـا مـا ك ِّل رغـم ً ً 1400 نحـو منـذ تتغـ َّ ْر لـم ثابتـ ٌة الـ(قليـا) هـذه هـل تقريبـا عامـا عنـه مـن تقـ ُّد ٍم علـ ٍّي ح َّق َقـ ُه الإنسـا ُن على مسـتوى سـيطرتِ ِه على ال َّطبيعـ ِة ،وهـ ْل هـذا هـذا؟.. يومنـا إلى ً يـزا ُل لا الأيـام تلـك منـذ منـه أوتينـا َّ القليـ ُل العلـ ُم قليـا الي لقـد حـاو َل دارويـن في كتابـه (أصـل الأنـواع) أن يصـ َل لمعرفـة كيـف ُو ِج ْدنـا في هذا العالـم ومعرفـ ِة حقيقـ ِة وجـو ِد هـذا العالـم بحـ ِّد ذاتـه ،وأراد أن يُعطـي نتائ َج أبحاثـه صف ًة علم ّيـ ًة لـي تتحـ ّو َل إلى قوانـن علم ّيـة ،لكـ َّن المنهـ َج العلـ َّي التَّجريـ َّي يقـو ُل لابـ ّد لرحلـ ِة الوصـو ِل للقوانـ ِن العلم َّيـ ِة المثبتـ ِة أن تمـ ّر بمرحلـة الملاحظـة (المشـاهدة) ومـن ثـ ّم التَّجربـة ومـن ثـ َّم قانـون علـ ّي ،فالـر ّد على دارويـن بسـي ٌط ولا يحتـاج للكثـر مـن التَّعقيـد ،ف ِمـ ْن قـو ِلِ تعـالى في سـورة الكهـف( :مـا أشـه ْدتُهم خلـ َق السـماوا ِت والأر َض ولا خلـ َق أنف ِسـ ِهم ومـا كنـ ُت م َّتخـ َذ ال ُمضلّـن عضـدا) ( ،)51وبالتَّحديـ ِد كلمـة (مـا تتح َّقـ َق َّ يخـ ُّل أشـه ْدتُهم)، ـ ّى ح ـاهدة ال ُمش مـن له بـ َّد لا الي العلـ ِّي بالمنهـج لا وهـذا أكـر... لا واسـ ٍع خيـا ٍل صاحـ َب دارويـن يكـو ُن وبهـذا ً ً ويصبـ َح أركانُـ ُه علميـا، قانونـا وحقيقـ َة الـ ُّرو َح يخـ ّص ّ العلـم طبعـاً قليـاً، إل ّا ْ مـن ْ لَـ ْم بالفعـ ِل الي ال ِعلـ ِم يصلنـا وجـود الإنسـان وليـس العلـم ال َّطبيـ ّي ،فالعقـل الإنسـان ُّي قـاد ٌر على تحقيـق الكثـر في مجـال العلـم ال َّطبيـ ّي ،أمـا المعرفـة الوجوديّـة الكـرى أو مـا يسـ َّى (الميتافيزيقيـا) أو عالـم الغيـب أو العالـم ال ُمفـارق فـي معرفـ ٌة عص ّيـ ٌة على عقولنـا الَّـي لا تتجـاو ُز حـدو َد مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 22اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
الطبيعـة الماديَّـة ،ولا يقتـ ُر الأمـ ُر على العالـم المفـار ِق بـل حـ ّى النَّ ْفـس البشر ّيـة لا زالـت النَّظريـا ُت النفسـ َّي ُة قـاصرةً على الفهـم الكامـل لمداخـل هـذه النَّفـس وغيرهـا مـن المواضيـع الإنسـان َّية.. التسليم لله: َّ ال َّطبيعـة على سـيطرتنا مـن جـ ّداً متق ِّدمـ ٍة لمرحلـ ٍة كبـ ٍر ُ ولقـد هـذا الـي وصلنـا نعيــ ُش فيهــا ،ولكــ َّن لل َّطبيعــ ِة حتم ّيــ ٌة تحك ُمهــا ،وللإنســان َقــ َد ُره ،والتَّســليم بهــذا ال َقـ َدرِ هـو الفكـرة النهائ َّيـة العليـا للإسـام ،فـأ ّي شـ ٍل يأخـذ هـذا القـدر؟!.. د ْعنـا ننظـ ْر في حياتِنـا لـرى مـا تبـ ّى مـن خططنـا العزيـزة على أنفسـنا ومـا تبـ ّى مـن أحلامنـا! ،ألـم نـأ ِت إلى هـذا العالـم بـا حـو ٍل ولا قـو ٍة لنـا في ذلـك؟! ،ثـ َّم واجهنـا تركيب َتنـا ال َّشـخص َّي َة و ُمنحنـا قـدراً مـن ال َّذكاء َقـ َّل أو كـ ُر ،وملامـ َح ج َّذابـ ًة أو من ِّفـر ًة، وتركيبـ ًة بدن َّيـ ًة رياض َّيـ ًة أو َق َز ِم َّيـ ًة ،ونشـأنا في قـر ملـ ٍك أو كـوخ شـ َّحا ٍذ ،في أوقـا ٍت عصيبــ ٍة مــن زمــن الإســام تحــت حكــم طاغيــ ٍة ج ّبــا ٍر أو أمــ ٍر نبيــ ٍل ،وفي ظــرو ٍف نسـ ِّميها َّ محـدود ٌة استشـارتُنا وتاريخ َّيـ ٍة جغراف َّيـ ٍة الـي تلـك ه َي كـم بشـأنها، يتـ ّم لـم إرادتنـا؟ ،وكـم هـو هائـ ٌل وغـر محـدود َق َد ُرنـا؟!.. إ َّن أكـ َر مفهـو ٍم للحر ّيَـ ِة الإنسـان َّي ِة يكمـ ُن في مواصلـ ِة إيمانِنـا بالقـدر ،ولا يعـي ذلـك الاستسـام بـل التَّسـليم ،نعـم ،لقـد سـيط ْرنا على ال َّطبيعـة إلى حـ ٍّد كبـ ٍر ولكـ ْن هـل سـيطرنا على مجريـا ِت حياتنـا في هـذه ال َّطبيعـة؟!... ولــي نــدر َك حقيقــة وضعنــا في هــذا العالــم يعــي أن نســلّم لله ،وأن لا يحملُنــا نتق ّبـل أن علينـا عليـه، ّ شيء بـك ِّل الإحاطـة في جهودنـا نبـ ّدد أن على الوهـ ُم والتغلـب اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 23 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
فالتّسـليم وإرادتـه، الله َقـ َد ُر والمـان فال ّزمـان بميلادنـا أحاطـا ّ والمـان ال َّزمـان الليـن ولا لهـا حـ َّل لا َّ المأسـاو َيّة الحيـاة ظـروف مـن للخـروج الوحيـدة ال َّطريقـة هـو لله الـي معـى... إ َّن الإسـا َم لـم يأخـ ِذ اسـ َم ُه مـن قوانينِـ ِه ومح َّرماتِـ ِه بـل مـن ال َّسـام بـن النَّفـس ال ّت ّواقـة للخلـود وبـن ال َقـ َد ِر المحتـوم ،الإسـام هـو لحظـ ٌة فار ٌقـة تنقـدح فيهـا شرارةُ وع ٍي باطــ ٍّي مــن قــ َّوةِ النَّ ْفــ ِس في مواجهــ ِة محــ ِن ال َّزمــانِ ،مــ ْن الته ُّيــؤ لاحتمــال ك ّل مــا يـأتي بـه الوجـو ُدِ ،مـ ْن حقيقـ ِة التَّسـليم لله ،إنَّـ ُه ال ِّنظـا ُم الأمثـ ُل للخـاص ،إنَّـ ُه النِّظـا ُم مع الـ ِّراع رحلـ ُة بـه بـدأ ْت َّ ال َّصفـاءِ بنفـ ِس الأ َّو ِل لمو ِج ِدهـا النَّ ْفـ ِس لعـودةِ الأمثـ ُل الي ـ ِغ فلتص (الج َّنـة)، ـا منه بـدأ ْت َّ النُّقطـ ِة لذات ـو ُل والوص ال ُّدنيـا)، (الحيـاة ال َّطبيعـة الـي نفو ُسـنا لنـدا ِء مو ِج ِدهـا( :يـا أ َّي ُتهـا النفـ ُس المطمئ َّنـ ُة ارجـي إلى ر ِّبـ ِك راضيـ ًة مرض َّيـ ًة فادخـي في ِعبـادي وادخـي ج َّنـي) ..أجـ ْل ،إ َّن تلـ َك الطمأني َنـ َة لا يمكـ ُن لنـا الحصـو ُل لله)... (التَّسـليم الأسـى بالحقيقـ ِة نؤ ِّطـ ْرهُ لـم مـا ْ مـن أوتينـا مهمـا عليهـا العلـم مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 24اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 25 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
ثال ًثا الشعر مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 26اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
مل ٌك على أبوابها ض ّلي ُل الشاعر علي صالح الجاسم وال ّســائرون عليــه َثــ َّم قليــ ُل لا تبتئــ ْس هــذا ال ّطريــق طويــ ُل ســتطو ُل حلمــه ســناب ُل ً كـ ْن أنـ َت مفتـاح البدايـة وانتـ ْر قمحــا لا يثنيَ ْنــ َك تخــ ّو ٌف وخمــو ُل اقصــ ْد بمشــي َك س ْر بغــر تــر ّد ٍد تخبرهــم حكايــ َة مــا جــى قابيــ ُل الأحفـا ُد ـك حول ـتجل ُس.. س ً يوم ـا كيـف يصـول في سـاحاتنا ويجـو ُل؟ ال ّنمــرود عــن ســتخبرهم ً حتمــا عـن طعنـ ٍة في الظهـر حـن تغيـ ُل عــن لعنــة ال ّســارين في أنفاســنا جــراً إلى أوهامهــم ســتدو ُل عـن جوقـة الحمـى تظـ ُّن دما َءنـا عـن هيئـة الأمـم الـي ا ّتـد ْت على أشــائنا ،والقاتلــون مغــو ُل ســتقول ك ّنــا ُعــ َّزلاً إلاَّ ِمــ َن الأحــام تنســ ُجها الغــدا َة فصــو ُل في فهمهــا لا يُق َبــ ُل التأويــ ُل اضبـ ْط جمـوح الوقـتَ ..د ِّو ْن فكـرةً «ســ ّج ْل بــرأس الصفحــة الأولى» العروبــ ُة كذبــ ٌة ودماؤهــا بــرو ُل سـ ّج ْل بـأ ْن قـد صـار يا مـا صار في ُشــلّ ْت يمــن الكبريــاء بموطــ ٍن هــذي ال ّربــا إذ يُقــذ ُف البرميــ ُل يُصليــه نــاراً خائــ ٌن وعميــ ُل اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 27 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
ورصاصــ ُه في صدرنــا مغلــو ُل نـادى إلى الأقـى الشريـف وقاح ًة قـد حـ َّط هولاكـو بجيـب قميصـه حتفـاً ،فليـس لمـا اسـتباح مثيـ ُل ضاقـ ْت بـك ِّل جهاتهـا ال ّدنيـا بنـا ـبي ُل؟ س الخ ـاص إلى فكي ـف ً ذرعا المســدو ُل مو ُجهــا ْ لــم حــى البحــار على رحابــة صدرهــا يحتملنــا يكتـ ْب خلا َص َك سـي ُف َك المسـلو ُل س ْر في طريقــ َك ســ ّيداً في نفســه للعتــ ِق ..ليــس كمثلهــا ســ ّجي ُل ـا َ ترجـ ْم .. الـروح ـماء س لـ ّو ْن نحــو اليبــاب مــع المســاء َجهــو ُل توقه منفــا َي قافلــة الغيــاب يج ّرهــا إلى ال ّديــار فــؤاد َي المشــغو ُل منفـا َي منـذ قفل ُت يحملـي الحني ُن نهــ َب النّفــاق المــ ّر وهــو يســي ُل منفـا َي أهـي ال ّط ّيبـون وقـد غـدوا ســتمي ُل أكبادهــم على ً مــر ُدوا عليــه كأ ّن في غلوائــه ريحــا ســتمي ُل أكبادهــم على ً ســتمي ُل أكبادهــم على ً ريحــا ريحــا جيــ ٌل ،ويُــول َد للكرامــة جيــ ُل نحتــاج تيــه الأربعــن لينتــي الحــ ُّق ناصيــ ُة ال ّصبــاح ســتنتشي في رســمه للثائريــن ســهو ُل سـيط ُّل مـن هـام الجبـال سـحاب ٌة لل ّظامئــن فترتويــه طلــو ُل اكتــ ْب على جدرانهــا :هــذا الذي قــد قــاله القــرآ ُن والإنجيــ ُل انظــ ْر أمامــك جــاو ِز البحــر الذي لـك موع ٌد في ال ّشـام فاختص ِر المدى في منتهــاه ربي ُعــ َك المأمــو ُل وأز ْح لثــا َم الليــل يــا جبريــ ُل مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 28اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
في ج ّوهــا ،والياســمي ُن َذهــو ُل ذا قاســيو ُن يشــ ُّم ريحــ َك عابقــاً بــردى يص ّفــ ُق إذ رآك تصــو ُل يــا أيُّهــا الحــ ُّر النّبيــ ُل ألا تــرى؟ ملــ ٌك على أبوابهــا ض ّليــ ُل هـذا البشـ ُر وذا قمي ُصـ َك أخـ ٌر اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 29 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
صرخ ُة الجر ِح الشاعر محمد نادر الرزوق وصرخـ ُة الجـر ِح مـ ّن أرض الحضارات أت ّيـ ُت أ ّحـ ُل آلامي ومأسـاتي وأرسـل ْتها إلى أهـ ِل المـروءا ِت وشـع ُر هند التي .ق ْصت .ضفائِرها وصو ُت ث ّكلى تنادي أين أمتنا أين الصناديد فرسـان الرهانات أيـن الذيـن يبيعون النفوس إذا حرائر الشام سيقت للخطيئات أليـس في ُأ ّمـة الإسـام معتص ٌم لـي يضمـ َد يـا قـومي جراحاتي وكيـف ترضون أ ّن ت ُسـى حرائركم وأ ّن تُدن َس أعرا ُض العفيفا ِت ولا مددتّم إلى الث ّك أياديكم ولا مسـحتم على رأس اليتيمـات أما رأيتم نزيف الجرح في جسـدي أما رأيتم سـاكين العصابات مـدى اللئـام بأعماقي تمزقني ولم تلام ْس سـماع العرب صرخاتي ب ّئس الأخوة لا رح ٌم ولا صل ٌة ولا انتسـا ٌب لأفعا ٍل حميدات ما أفلحت أم ٌة تدعى لمكرمة أو ت ُستغاث لإنقاذ الضعيفات طو ْت صحائفها الغرا ُء وافتتحت يـا ويـح أ ّمك يـا ابن العـرب قد ولدت ً مـا أفلـ َح العـرب إلا في تخاذلهم صحائفا كالليالي المدلهمات ً أخا رماك بمران العداوات ُ وسـي نبتهـم خلف الملذات مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 30اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
وأنهكتها بأنواع الهزيمات عرو ُشهم أورث ْت عاراً لأمتنا وكم تسـابق فرسـان الفتوحات كم هبت الشـام يا قـومي لنجدتكم ولـم يضنـوا بـأرواح أبيات فلـم يغضـوا عـن المكلوم طرفهم فيهرعون على بعد المسـافات قلوبهم تسمع الشكوى وإن بعدت وتنعمون بأكناف الإهانات ما بالكم تحسبون الظلم مكرمة ولا ركبتـم على ظهـر المغـرات كأن شيبان ما كانت عشيرتكم حلم الذباب بأكياس النفايات أعياكم الذل حتى بات حلمكم عاشـت بمحرابها كل الديانات أليست الشام أرض الأنبياء وقد من الظلام بأنوار الهدايات منهـا انطلقنا إلى الدنيا نحررها ذلا وما ركنوا إلا لميقات يا شام أهلك جند الله ما ألفوا أو أن تكالب أصحاب الضغينات مـا همهـم أن تـداعى نحوها أمم تنـر في كل يـوم ألـف مشـاة يا شام صبراً فمازالت مشاعلنا لنـرة الحـق في كل المكانـات رجالـك اليوم كالطوفان قد نفروا ومن تمسك في حبل السماوات والله ينـر مـن هبوا لنصرته يلوي سـواعدنا جمع الحثالات أجل سنهدم عرش الحاقدين ولن وسـوف نرفع فوق الشـمس راياتي وندفـع الذل عن أهلي وعن وطني اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 31 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
أنثى من الماء الشاعر حسين أحمد الحسين ِشـعـ ِري َو َشـع ُر ِك والـــ ِمصبا ُح والـ َو َر ُق لَــ ْيــ َل ِن واتَّــ َحــ َدايَـحـ ُدو ُهـ َماالأَ َر ُق يُـ َغــالِ ُب الـ َم ْو َج َر ْشـ ُف الـ َما ِء والـ َغ َر ُق َقــ ْمــ ُح الـ َّضـ َفـائِ ِر َشــ َّل ٌل يُـ َحـا ِ ُص ِن و َجـ َّنــ َتا ِن َجـ َنـا َها الـ َّر ْمـ ُش والـ َحـ َد ُق َعـ ْيـ َنا ِك َ ..د ْفــ ُق َربِـيـ ٍع َهــ َّز أ ْز ِمـ َنـ ِت أنَـا ِمـ ُل الـ َّشـو ِق فــي َكـ َّفـ ّي تَـ ْسـ َتبِ ُق ُمــ ْد َهـا َمـ َتــا ِن إذا َكـ ْفـ َكـ ْفــ ُت ِظـلَّـ ُهـ َمـا فــي َط ْفـ َرةِ ال َبـو ِح يَص ُحو فِي ِه َمـا الأل ُق تَــلُـ ُّمـنِــي َو َطـــ َنـــاً أ ْســــــ َوا ُرهُ ِمــــ َز ُق َخـــ َّدا ِن وانطفأا لَـ َّمـــا َهـ َمـى َغـ َسـ ٌق مــن َعــب َق ِر الـ ِّشع ِر فـي َعـين َّي تَـ ْنبَثِ ُق َهــلَّ ْت م َن ال َغيـ ِب ت َـ ْ ِري َو ْ َه ُم ْ ِش َق ٌة َســ َّحـ ْت ُفــ َراتَـاًعـلـى َكـ َّفـ ّي تَـ ْنـ َزلِ ُق ُأ ْنـ َى مـ َن ال َمـاءِ َتْـري في ُع َبـا ِب َدمي ُأنْـ َثـى ِمــ َن الـ َمـا ِء َأنّــى َز َّمـنِـي َظـ َم ٌأ َفـ َيـ ْس ُج ُد الـ َحـر ُف لَـ َّما يُـ ْ ِش ُق الـ َفلَ ُق يُــ َسـ ِّبـ ُحالل َهفــــيآيَــاتِـ َهـاالــ َعـ َبـ ُق تُـ َز ْمـ ِز ُم الـ ِّشـع َر نُــ َّوا َراً عـلـى َشـ َفـ ِت تَـ َنـ َّف َس الــ َور ُد فِـيـ َها ُكـلَّـ َما ابْـتَ َس َم ْت بَــر َقـاًيُـ َبـ ْس ِم ُل فــي أ ْهـ َدابِـ ِه الـ َغـ َس ُق َو َغـلَّـ َق ْت ِخـد َر َهـــا الأشـوا ُق والـ ُّط ُر ُق تَـ ْبـ ِك وتَـ ْضـ َح ُك َغـيـ َماً َهــ َّل بَـا ِرقُـ ُه َفـ َسـا َل مــن َكـ ِّفـ َها الـ ُّتـ ّفا ُح والـ َحـ َب ُق ِسـ ُّتــو َن َعـا َمـاً ومــا َزالـــ ْت تُـ َرا ِو ُدني َأ ْعـ َتـ ْد ُت ُمـ َّتـ َكأً فــي َصــر ِح أورِ َدتِـي مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 32اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
َشــ ْم َعاً عــى َدمــ ِع ِه الأوجا ُع تَص َط ِف ُق َأو َقـــد ُت ُكــــ َّل تَـ َبـا ِريحي تُـ َسـا ِم ُر ِن َأيْــ َق ْظ ُت أنْــ َدلُ َساً فــي َو ْج ِه َها َف َص َح ْت َشـ ْم ُس ال ُع ُصو ِر َو َما َج ال َّشـ ْه ُد وال َّشـ َف ُق َو َسـيـ ُف َطــا ِر َق فــي الـ َخ َّدي ِن يَـأْتَلِ ُق ُخـ ُيـو ُل ُعـ ْقـ َب َة تَـ ْجـ ِري فــي تَـ َرائِـبِ َها بَــــو ُح الــمـــآ ِذ ِن بِـالـ َّتـ ْذ َكرِ يَـ ْخـ َتـنِ ُق تَــ ُفو ُح َشــا َماً َو ُصـ ْب ُح الــ َيا َس ِمي ِن هو ًى نَــ ْخــ َلًبِـ ُعـ ْر ُجـونِ ِهالأ ْقــ َمـا ُرتَـ َّتـ ِسـ ُق تَـ ِمـي ُس بَـ ْغـ َدا ُد فِـيـ َها ُكـلَّـ َما َخـ َطـ َر ْت َفــجـا َءيَـ ْسـ ُكـ ُنني ِمـــ ْنلَـ ْيـلِ َهاالأَ َر ُق َقـ َبــ ْس ُت ِمــ ْن نِـيلِ َها َضــو َءاً يُـؤان ِ ُس ِن َفــ َعــا َد ُمـ ْرتَـ ِجـ َفـاًيَـ ْجـ َتـا ُح ُهالـ َقـلَـ ُق َأرسـلـ ُت ُهـ ْد ُهـ َد أحـلا ِمـي إلــى َسـ َبأ ٍ َو َســــ ُّد َمــــأرِ َببِــالأَعـرا ِبيَـ ْنـ َفـلِ ُق َفـ َغـابَـ ُةالـ ُعـ ْمـ ِربِــالأَو َطـا ِنتَـحـ َتـ ِر ُق َفـ َعــر ُش بِـل ِقي َس َمــر ُصو ٌد بِـ ِذي يَـ َز ٍن َطـ ِفـ ْق ُت َأ ْخـ ِصـ ُف مــن َجـ َّناتِ َها َو َر َقـاً اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 33 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
المطالع الشاعر طالب سليمان الشنتوت َو تُنبيـ َك ع ْن حجـ ِم الجرا ِح المدام ُع بَقـدرِ جما ِل البو ِح ت َسـمو ال َم َطال ُع عظيـ ٌم هطـو ُل الشـع ِر ِمث َل سـحاب ٍة لام ُع الشـو ِق ِمـ َن بـر ٌق َم ّسـها َ كأ َّن بنـا ِت الشـع ِر حـ َن تَـألأ ْت إِذا َفتحملـ َك الأحـا ُم فـو َق ُعرو ِشـها بـدو ٌر ُأزيلـ ْت عـ ْن سـناها البراقـ ُع و تسـقي َك مـ ْن عذ ِب البيـا ِن المناب ُع سـاط ُع و البد ُر ُ يُغا ِز ُلـا و تُلـ ِي ب َك الأشـوا ُق في ُح ْض ِن ِضف ٍة الصفصاف على وجنــ ِة المشــتا ِق خــا ٌل و طابــ ُع كأ ّن انعـا َس النـورِ فـو َق ميا ِههـا و تُهـدي إلي َك الشـه َد بِك ُر عرائ ٍش تَدلـ ْت قُبيـ َل الجني و القطـ ُف يان ُع ت َ ْشــ َت ُّم َك الآفــا ُق كالأ ِم لابنهــا و وتشـتاقُ َك الشـطآ ُن و المو ُج راج ُع ل َت َه ُبنــا يــو َم اللقــا ِء القواطــ ُع َنــو ُز ســما َء الصــ ِر صــراً َو إِننــا تفيـ ُض إذا كـ ُّف السـحا ِب تُمانِـ ُع نُلا ِمـ ُس مـا َء البحـ ِر َيلـو و َك ُفنـا ُسـجوداً َف ُتصغي في السـما ِء المسـام ُع لواعــ ٍج َ الأر ِض لخــ ِّد ن ُــ ِ ُّر نــوى ليرتَــ َّد نــو ٌر ح َّجبتــ ُه المواجــ ُع ف ِم ْن ياسـمي ِن الشـا ِم هاتـوا قمي َص ُه َتلَّـ ْت بِبعـ ِض النـا ِس بِضـ ُع َمكار ٍم المراجـ ُع المكرمـا ِت ِّ و نحـ ُن لِـل مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 34اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
نُطلِ ُقهــا حــى تمــو َت المطامــ ُع ًُ الدنيـا َ إِ َذا بَر ْزنَــا لهــا كالمــو ِج إ ْذ يَتدافــ ُع أناسـا بِزي ِفهـا أغـو ِت تَ َرانــا بســاحا ِت الشــآ ِم نُبايِــ ُع َو إ ْن َأبـ َد ِت الحر ُب الضرو ُس نُيو َبها تُذيـ ُب سـني َن العم ِر في َهـا الفواج ُع َو لا القو ُس َمشـدو ٌد َو لا السـي ُف َقا ِط ُع ُ َ ُع ـدا ُد بغ إذا َض َّفـر ْت لَعمـ ُر َك لـ ْم يلـ َق البطولـ َة خانـ ُع فرات ِه ـا ـرف َو يمنـ َع ليـ َل الظلـ ِم و الـ ِر واز ُع ُمقيم ٌة ُ و قـر ٍن نص ُف مـى َأحـ ُّب مـ َن ال ُدنيـا إِذا الـرأ ُس خاض ُع العجـاف َو أخلاقُنــا قــ ْد َهذب ْتهــا الجوامــ ُع بَاسـماً الثغ ِر بار َق يَدنو الفجـ ُر َ فللحـ ِق فرسـا ٌن و للـ ِّر راد ُع فـا تُــدا ُر إِذا ثــا َر الحســا ُم الممانِــ ُع و نُث ِمـ ُر جـوداً إ ْن أ َت الـ َّي َجائِـ ُع َف َيـا مـ ْن تَـرو ُم المجـ َد م ْن غـ ِر ِه َّم ٍة فأنـ َت َك ُف ِّل الشـا ِم لا شـ َّك َرائِ ُع لقـ ْد آ َن للصبـ ِح الدمشـ ِ ِّي َأ ْن يُـ َرى َو ِعطـر َك فـوا ٌح َو َوجهـ َك َسـا ِط ُع لَصمصامـ ٌة في الحر ِب يَعلـو َصليلُها عـ ِن الحـ ِق في ُ ِّك البـا ِد نُدافِـ ُع َمآ ِذنُنــا فــو َق البــا ِد بَيــار ٌق يزلـز ُل عـر َش الظل ِم و هـ َو يُقارِ ُع لنـا الصول ُة ال ُكـرى َو إِ ْن طـا َل بُع ُدها َهـوى عـر ُش كـرى ،ليـ َس للظلـ ِم صولة َنــو ُع و نَعــ َرى و النفــو ُس َأبيــ ٌة َ َف ُع ْد البعـا ُد طا َل ق ْد َأيَـا صبـ ُح لا سـيأتي َك م ْن َأ ْقـ َى المدين ِة َضا ِحكاً َطوي َنـا جـرا َح ال ُعمـ ِر ثُ ْرنـا َو إِننـا َفأَع َظـ ُم َمـا في العمـ ِر َو ْق َفـ ُة فار ٍس اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 35 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
رؤى وأطياف الشاعر محمد نادر فرج -أبو هما م َحنايانــا في عا َشــ ْت َ َشــوقاً إنّــا تَهيــ ُج بنــا الأَشــجا ُن ،تغم ُرنــا ِلطيــاف كانــا ّ َحنينــاً. وتســتفي ُض تَهفـو لهـا الـ ُّرو ُح .ت َشـكو َهـ َّم ُغربتِنـا لــذي َ ًَ ال َوجــ ِد َغمــرةِ في نَبــي َجــواً وريــا ُح ال َبــ ِن تَغم ُرنــا وتنانــا أشــواقا يـا ُصبـ ُح .هـ ْل فـا َض فيـ َك ال َفجـ ُر ُمبتسـماً مــ َع النَّســي ِم يواســينا و َيرعانــا.؟ تلـك ال ُّربـو ِع يُنـاغي القلـ َبَ .ولهانا.؟؟ وهــ ْل لهُ َهمســا ٌت كالنَّســي ِم على َ تَرجيــ ُع بــ ِه ال ِّضفــا ِف تلــ َك مـا أجمـ َل ال َحـو َر يُهـي بال َحفيـ ِف على نوانــا تغــاز ُل ال َفجــ َر َمســحوراً ونشــوانا و َيصــد ُح ال َّطــ ُر أنغامــاً لهــا َشــ َج ٌن يلامــ ُس الأفــ َق ف َّياضــاً ليلقانــا ويهمـ ُس النَّهـ ُر في النَّجـوى َك َدفـ ِق صـد ًى ُ َعــ َّز مــا إذا يمــو ُر َطيفــاً َخــ َدي ُذرى في ً ويســتفي ُض لقيانــا حنينــا َ َأعاصــراً. فيــ َك تثــ ُر يـا قلـ ُب هـذي ُطيـو ُف ال َفج ِر سـاهم ًة وأغضانــا له أعــ َّد ْت َحنايــا القلــ ِب أوطانــا فا َضـ ْت مـ َع ال َّشـو ِق والنَّجـوى على ُحلُ ٍم نيرانــا فيــ ِه َ البُعــ ُد، بــ ِه َ و َك ْم ال َحنـ ِن َ مـن ال َوجـ ُد فها َجـ ُه أورى أذرى فيـ ِض طيــ ٍف تَم َّهــ َد في الأغضــا ِن أركانــا رؤى ال َجميـ ِل ال َبد ِر مـ َع ُ ذا كـ ْم أنـاجي مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 36اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
وإيمانــا ً بي ويحفــ ُز ح ّبــاً. في ك ِّل بارقــ ٍة ألقــا ُه يَغمــ ُرني عزمــا. في جنــة الخُــ ِد ،بال ُّرضــوا ِن يلقانــا لا زلــ َت يــا أبــي روحــاً تح ِلّــ ُق بي فيهــا نُنــاغي ال ُّربــا َروضــاً .و ِوديانــا َســناً ال ُّربــو ِع ُ على نــزا ُل ولا أفــ ِق أزمانــا َ مــ َع فيــ ِه تَطــو ُف رؤ ًى ُ اَلنَّجوى في ال َّصـ ِّب لدى هاجـ ْت الأحــا ِم طيـوف تهيــ ُج فيــه مــ َن الأشــوا ِق بُركانــا قـ ْد َأو َقـ َد البُعـ ُد في ر ْحـ ِب ال َخيـا ِل ُمـ ًى ونَلتــي في ُربــا الأوطــا ِن إخوانــا ُمشــفق ًة الأقــدا ُر ت ُســع ُف ُه َ هــ ْل ســوف إلى ال ُّربــو ِع .فنلقاهــا وتلقانــا َولهــاً ً فــؤادي يَتــو ُق ذا كــ ْم ســاهما وأنــ َت َوحــد َك مــن نُفضيــ ِه َشــكوانا يــار ُّب ليــ َس لنــا إلا َك يَرحمُنــا اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 37 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
طفولة منسية الشاعر عمر كرنو حدثــا فهــا أمهلتــك قليــا طالتـك أحـداث الزمـان ولـم تـزل قمـم الجبـال فكـم حملـت ثقيـا وحملــت أعبــاء تنــوء بحملهــا واليــوم في العشريــن صرت طويــا كنـت ابن عـر حين طـار شرارها عهــد الطفولــة أنــة وعويــا يــا للطفولــة في براءتهــا قضــت يــر قاتــا بعدالــة مقتــولا طفــل رأى ظلمــا بــا ســبب ولــم حي ولــم يــرض الحيــاة ذليــا مــا ذنبــه إلا بــأن ضمــره بــأن تلاقــوا للغــراب بديــا أودعتمــوه بخيمــة ووعدتمــوه خلــف الســتائر في العــراء فحــولا هـذي الخيـام برغـم قسـوتها حوت يومــا فكيــف وأنــت بــت عليــا أتريــد قهــر عزيمــة لــم ترتعــد حمقــاء تشــبه في الجســوم عجــولا أتدنــس الأرض الطهــور بثلــة ســل إن أردت الصــارم المصقــولا هــذي البــاد عزيــزة برجالهــا لرأيــت سرد الحادثــات خجــولا إن حــول التاريــخ عنــا طرفــه فلــك نكــون بــه عليــه دليــا مــا المجــد إلا نحــن أو مــن دار في مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 38اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
و الخيبا ُت سيزيف و الأشعا ُر داخلها الشاعر عبد الباسط عليان و قل ًبا مثلها سيزي ُف. . في الحب يا سيزي ُف كم سيمو ُت أو في الحر ِب جاه ْل بعد َك ْ جرب َت أن تمضي إلى غدك التعي ِس من يحاول !! بكل ما أوتي َت يا أن َت ! كم ستنو ُء بع َد َك من أم ٍل و ظه ُر الح ِّظ ِم ْن كواه ْل مائ ْل ها أن َت أن َت فك ْم ستبقى و حمل َت سي َف َك أده ًرا دونما أم ٍل حتى انحنى تحاول !! يا لانحناءات جرب َت تحم ُل خيم ًة السناب ْل !! و حقائ ًبا اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 39 تتزاح ُم الأحلا ُم و الآلا ُم مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
ً جرب َت تحمل ُه مقتول و قات ْل و تجري فوق أعواد المشان ِق مادام يخف ُق في جناحا ِت النّسو ِر شام ًخا كالنا ِر محل ًقا وتدو ُر في ك ّفي ِه أر ٌض في رأس و الكواكب خ ْل َف ُه المشاع ْل لا بأ َس بال ّسور ّي أن يبقى تعدو على أم ٍل يدثّ ُر فيه و من عيني ِه تنبج ُس آلاف الأيائ ٍل الدمام ْل لا بأس أن يبقى طري ًدا مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م أو شهي ًدا لا يساو ُم لا يخات ُل لا يجام ْل لا بأ َس إن سار ْت حكايت ُه بعي ًدا عن مسارا ِت الجداو ْل مادا َم م ْن في الكون 40اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
شع ٌب أنا الشاعر محمد أحمد عز الدين وتعيـد خلـف الشـمس حـ ّر مقالي ً وتكـون مهمـا طـر َت تحـت نعـالي عبثــا تحــاول أن تميــت نضــالي محروقــة الأطــراف للأنــذال الزهــر الجميــل لســلة العــذال سـأكون فـوق الغيـم مهمـا خنتـي الكبــش الذبيــح لأمــة الأنفــال بالخــر والأفــار والأفعــال فأنــا مــن الأحــرار بعــض رســال ٍة والنــور في القمــراء بعــض هــالي وأنــا ســحاب الخــر للمــرعى ،أنــا ومـن الحديد أشـيد حصـن خصالي تـد الجهـات ،مـن الجنـوب شـمالي وأنــا رغيــف الخـز للجــوعى ،أنــا والســاعة الحمــراء قــرن نــزالي شــع ٌب أنــا ،ح ّي الفســائل ،مــر ٌع صــوت النواعــر الرخيــم ببــالي في جيد َي الشـمس الصبـوح تألقت برشــيده وعقــاله الم ّيــال مـن قاسـيون أقـ ّد قلـب عزيمـي لا شيء مثــل حســيبها الكيــالي أمــي على الأعنــاق غــر مبــال وعلى جـدار المـوت كانـت صرخـي في حمــ َي الدهــر الطويــل هنيهــ ٌة غاب الشــمال بســيفه ورصاصــه والديــر مــزول الأكابــر شــام ٌخ لا شيء يشــبه إدلــب الخــراء لا هــذا أنــا تــرس الزمــان ونصلــه اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 41 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
رسو ُل الأم ْل الشاعر أكرم عطوة سيأت ْي قبل أ ْن يأت ْي الصبا ْح سيأت ْي ُمتأخراً ..لك ّنه سيأت ْي الموتى زنزانة من الشم ُس َ أ ْن وقبل ْ ترج كمط ٍر من بعد جفاف وم ْن قصور الأمرا ْء ْ يَنتظ ُر كزيتو ٍن القطاف ينطف ْئ لا نو ٍر من .. ًَ حاملاً سيأت ْي سيأت ْي ُمتعباً ..لك ّنه سيأت ْي قبسا يُضي ُء شموعنا المطفأ ْة كفار ٍس يَمتط ْي المستحي ْل ويَمس ُح دموعنا المختبئ ِة يُعان ُق الغيمة ..كالنخي ْل في أعين الأطفا ِل .. ذاك الذي انتظرناه في برد الشتا ْء في غضب الكبريا ْء يَتخطى حاجز اليأ ِس في العراءِ .. وفي الرمضا ْء جدار الخو ِف فلسفة الجبنا ْء في خيام اللجو ِء ُعروش ال ُذ ِّل في غرف الجو ِع وفي بيوت الفقرا ْء حصون الغربا ْء يَنتز ُع الثورة من عجزها .. في أقبية السجو ِن .. وحين تُغلق العيو ْن من قيدها مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 42اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
سيأت ْي ..سيأت ْي ومن ت َس ّلط الأخوة الأعدا ْء وحينما يأت ْي من المتهالكين على مقعد وه ٍم ستأت ْي للظالمين ..ساع ُة الأج ْل عند أقدام قيص ْر اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 43 من الصاعدين على جماجم الشهدا ْء سيأت ْي ..وإ ْن تأخ ْر ل َينتزع وردةً حمراء من راي ٍة خضرا ْء ليلتح َم مع َعلَم الوطن المج ّزأ في خارطة الطري ْق في سياسة التمزي ْق ليلتح َم مع َعلَم الوطن المتو ّحد فينا .. كشريعة السما ِء ..كعزيمة الأنبيا ْء لن تستطيع رياح المساءِ أن تُطفئ نوراً وص ْل لن تستطيع عيون السلاطين أن تَهزم رسول الأم ْل سيأت ْي ُمتعباً ..بِلا كس ْل سيأت ْي ُمتأخراً ..بِلا كل ْل سيأت ْي ُمبتسماً ..بِلا خو ٍف بِلا وج ْل مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
جوع الفجر الشاعر صلاح العيسى شكت ُكم أر ُضنا العربي ُة الخضرا ُء في المه ِد... بدارِ ال ُعر ِب يحيا الجو ُع والفق ُر.. في اللح ِد... حمرا َء َ جعلتم من فأنتم شكلها يحُ ُل الظل ُم... والأكدا ُر ... توارث ُتم جرائ َم ُكم ف ِمن وغ ٍد إلى وغ ِد... والعس ُر.... َدفن ُتم ِعز َة التاري ِخ و الأحقا ِب و المج ِد.. ينا ُم بسا ِحها القه ُر و ِهن ُتم في هوا ِن الأخ ِت في القي ِد.. يجو ُع الطي ُر ... وفي ال ُصندو ِق قد كن ُتم كما الخِرفان .. والأحجا ُر... ً والإنسا ُن.. الأزما ْن.. مع مختبأ تلقاهُ لن القل ِب سوا َد والفج ُر.. وقط ُر الما ِء فضا ٌح لما في داخ ِل الألوا ْن.. فكم في الدارِ من غص ٍن يفو ُح بجوفِ ِه الخي ُر أتُرضيكم دمو ُع الطف ِل فهل ِخل ُتم بأ ّن عرو َشكم تبقى..؟ والنسو ْة... تمو ُت كرام ُة النخو ْة.. بح ِق اللهِ هل فرعو ُن أو هاما ُن أو نيرو ُن بك ِل مغار ٍة نعو ْة.. عا َش العيش َة الأنقى.. 44اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار فهل أن ُتم سوى حمقى .. ف ُهم في القب ِر قد ناموا.. وما أخذوا من الدنيا سوى كف ٍن به داموا. مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
سقط النصيف الشاعر محمد كمال قجة ويكابـد الجـرح المـدمى بالنزيـف مـاذا دهـاك تكابـد الألـم العنيف ئـد فارتمـت لتلـم أحـزان الخريف مـاذا جنيـت على المدى غـر القصا ح أمـا تحرك سـاكن بـن الحفيف تـرك الصـدى دنيـاك تطويهـا الريـا وجـل يحدث في المأسي يسـتضيف يــروي تجاعيــد الحيــاة يهيــم في أوجـاع تنبـض بـن آهـات الحروف عامـا يضـاف لحزنـك الدهـري والـ ــشش في الخرائب لا جدار ولا سـقوف أرخى الظـام سـدوله ومضى يعشــ ــق يسـتغيث بظلمة الليل الكثيف هـل تسـمع الشـهقات كم غصـت بحلـ ــن على المعابـر والمفـارق والكهوف يــؤوي جــراح الميتــن المتعبيــ المســافر في رحى الهجــر المخيــف والريـح تمتشـق السـحاب تـراود الشـجر ء ونظــرة دونيــة أنتــم ضيــوف وشـوارع المنـى يضـج بهـا الشـقا ء سـوى الفواجع والمذابـح والحتوف والصمـت يطبـق لا أنيـس ولا نـدا حــر ينــادي أوصديــق أو حليــف مـاذا عن الوطـن القتيـل أليس من ح لـل لـص لا معـن ولا رديـف ويــاه يــا وطــي المبــاح المســتبا يلقى جدار يسـر الجسـد الضعيف أرنــو إلى شــعب تمــزق ليتــه أحــزان تغمــره المــآسي يــا لطيــف تـاه الغريـب على الدروب تنوشـه الـ اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 45 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
ــبث بالكلام كأنه القـرد الظريف وأكاد أسـمع قهقهـات الوغـد يعــ ــل لذلك المهبول بالقول السـخيف يســتضحك الجمهــور بالعنــق الطويــ حـك ينتـي كالياسـمين على الرصيف نـم يـا غريب على الرصيـف لعل جر لـك مـن خضـاب الغيـم والسـيل الكثيـف نـم يـا حبيـب على الرصيـف فربمـا ء تظـل حـن الموت شـامخة الوقوف لا تنحــي الأشــجار إلا للعطــا مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 46اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
نثرية (قا َب َقو َسي ِن َأو َأدنى ())1 الشاعر صالح أحمد كناعنة ال ُّر َؤى... لتُ َش ِّ َك عا َدت َ َعن ُم َع ِّ َبةً َ َت َت َكَّ ُم اليو َم قناعا ٍت؛ الأيدي َز َم ًنا، َح َي ِويَّتِ ِه ِمن َج َّردوهُ أ ْن بَع َد يَض َح َك؛ َ ِلو ِمنا آ َن أن َو َقد عا َد ْت لَ َتو َرهُ الأمطا ُر . بِ َكل َ ٍك»، «نا َء َّ َ إِلى َأتَ َكلَّ ُم ُكن ُت الي ل ِل إِلى َ و َأ ُش ُّد ُص ِّم بَلا َدتي، ُ َجن َد ٍل في أمراسي تو ِم ... أمضي َ َأخي ًرا لي ت َ َس ّن ما َ التَّثاقُ ِل؛ ِم َن َرصيدي لِ َسح ِب ِم ّن َ في أن ِلأمضي...إِذا محاول ٍة َخفي ًفا إلى ما ي ُ َش ِّ ُك ُأمنِ َي ًة؛ َو َج َد ْت أخي ًرا رو ًحا لِتَس ُك َنها . *** الْ ُم َتآ ِكَة... اليو َم؛ َأص َبح ُت ِلأَ ِج َد َل ِ َل َمطرو ًحا ... ُ َخي َمتي ثق ِب ِمن البا ِديَ ِة ال ّساقِ َي ِة إِلى ت ُشي ُر َو َيدي . الوا ِط َئة َ َع ِن بَعي ًدا ِلَ ُج ّراني سا َ َّق َو َأ ُح ُّث الأما ِك ِن َ َ َأ ِج ْد َولَم ... َر َحلوا َوقد و ِعز َوتِها، َعشي َرتِها، وأطلا ِل للى، ِ ِلك ِر َرغ َب ًة نَف ِ َس في أص َبح ُت، اليو َم؛ وما َأك َ َث ال ّرا ِحلي َنَ ،و ُكَّما تَرا َك َم ال َّض َج ُر ،شا ّدي َن ال ِّرحا َل ِمن قا ٍع إلى قاع. *** . ال ّذاكِ َرة في َمكانًا َلُ َأ ِج ْد َ َطري ٍق َع َتُ ّراني َق َدما َي كانَت حي َن يَغ ِسلُني؛ الم َط ُر كا َن لم ! ُهناك ِمن َي ُعد َ َوصوتي ؛ َصخ ُت َع َج ًبا! لم اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 47 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
. الحياة إِلى َطريقي ي َ ُس َّد َ ال َبعي ِد، ال َّصدى ِم َن َخوفي لم ... َقب ُل ِمن َطري ًقا َأتَأَ َّم ْل َ َوكما ال َّطري َق؛ تَأَ َّمل ُت لم َوحي ُث كانَ ِت الأَيا ُم َت َتوالى ،والأَنفا ُس َت َتقا َط ُع. ِميز ًة. لِل َكلا ِم َي ُعد َ َحي ُث َطريقي... تَأَ َّمل ُت لم َو َص َع ْد ُت ...لا ت َس َتوقِ ُفني ال َكِما ُت ُ َم َّر َد ًة َع القا ِر َعة . نا ِس ًيا َمن ِس ًيا ُكن ُت َأسي ُر إِلى نَها ٍر تَ َذ َّك َرني ! َّ حا ِملَ ًة ت َسو ُد َطويلا. َز َم ًنا َجرا َءتِها ِمن َج َّردوني التي َعوا ِص َفها َحولي، ِمن والحياةُ *** ها ِ َه الأمطا ُر تَه ُط ُل ... واللي ُل ي َس َتلقي َع ال ّسابِلَة. ، َ تُدا ِع ُب النّا ُر قلبي . َ الْ َمن َف َملا ِم ِح ُ َّك ُم َتجاوِ ًزا ال َّطري َق، أس َتعي ُد وأنا الأخيرِ تَن َش ُط ال ّذاكِ َر ُة ِمن َجدي ٍد ، تُلب ُسني ثَو َب َمزاياها الأَخي َرةِ ، . بَ َصماتِ ِه ن َش َر يُعي ُد يَو ًما؛ َأ َح َّبني ّ والم َط ُر الي َأخلَ ُع َع ّن َملا ِم َح النَّهارا ِت ال ّذابِلَ ِة ... َ . َ ِظلال ومن تاويها، ِمن أض َح ُك فرا ِغها *** لا يَكا ُد الم َط ُر َي ْ َب ُحني ... اخ َتفى! َولا ِخف ُت... َ فما مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 48اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
و َيت َب ُعني. إِلي ِه، َ أجري ضا ِح ًكُ ،مض ِح ًك ! لا يَرجو ُه اللَّي ُل ،ولا تَ ُص ُّدهُ الحياةُ ! . َفرا َغها َخلَ َعت ّ ِ َلياتي ِظلاً ؛ أطلُ ُب ُه وأنا التي *** َأس َر َع ِم ّما يَبدو َت َت َقلَّ ُب الحياة . ما عا َد الم َط ُر ِ َلخ ُن َقني؛ َك ُدخا ٍن َأطلَ َق ُه الماضي . ي ُشبِ ُهني َمطري هذا ال َيوم . تَأُهشبِدا ُههنايلِ َدَعموا َع ُِةص ُِمفش َقتال ٍقٍب ِ ُل؛لبِو ِغكيااللٍّنه ََفمنِة؛ ِبِ َِّنسهاال ٍّررقَأنَدةهِ .ى لَلَ َم َة َعبا َءتِ ِه ؛ *** أس َر َع ِم ّما يَبدو َت َت َقلَّ ُب الحياة . ما عا َد الم َط ُر ِ َلحبِ َسني... َح َّر َرني َمطري هذا ال َيوم ! َف َر َك ْض ُتَ ...كرو ٍح َو َج َدت ضا َّلَها ؛ تَ َرك ُت ِحكاياتي َخلفي. َأجتا ُز نَفسي... أذو ُب في َو َه ِج النَّهار. *** اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار 49 مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م
أس َر َع ِم ّما يَبدو َت َت َقلَّ ُب الحياة ! َ ُمن َف ِر ًدا ،ضا ِح ًكَ ،جلس ُت َأتَكلَّ ُم إلى ال ّنهار ... رِحالا َمعنا، ت َش ُّد أروا َحنا، تُدا ِع ُب النّارِ إلى ال ُخيو َط... أ ُش ُّد ال َب َ َص، أم ُّد إلى َحي ُث يو َ ُل يَو ٌم َجدي ٌدَ ،م َط ٌر نَب َرتُه عا ِ َلة . ِ َبي ٍط ي َ ُش ُّد ال ُّرجو َع الأَكي َد، َ ُم َت َكِّ َم ًة، الأيدي َي َع ُل ُطقو َسنا، َ تَرمي إِلنا و َأس َر َع ِم ّما يَبدو نَعو ُد؛ ُطفولَ َة فج ٍر؛ ِدماهُ النَّدى ، ونَدا ُه الإشا َرة . مجلة ورق | العدد الثاني -نيسان ٢٠٢١م 50اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152