Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore مجلة ورق | العدد الثاني - نيسان ٢٠٢١

مجلة ورق | العدد الثاني - نيسان ٢٠٢١

Published by feeqdesign, 2021-05-28 12:16:47

Description: مجلة أدبية ثقافية فكرية فصلية إلكترونية
يصدرها إتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار

Keywords: شعر,نثر,أدب,مجلة فكرية,مجلة أدبية,إتحاد الكتاب

Search

Read the Text Version

‫اتحاد الكتاب والأدباء‬ ‫الســـورييــن الأحرار‬ ‫مج ّل ُة ورق‬ ‫أدب ّية ثقاف ّية فكر ّية ف ّصلية الكترون ّية‬ ‫نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫العدد‪٢‬‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪1‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬







‫مج ّل ُة ورق‬ ‫أدب ّية ثقاف ّية فكر ّية ف ّصلية الكترون ّية‬ ‫الأحرار‬ ‫السور ّيين‬ ‫والأدباءِ‬ ‫الك ّتا ِب‬ ‫ّ‬ ‫عن‬ ‫تصد ُر‬ ‫اتا ِد‬ ‫مدي ُر الت ّحري ِر محمد أمين أبو بكر‬ ‫ّ‬ ‫رئ ّيس ُة‬ ‫الرشيد‬ ‫عفاف‬ ‫الت ّحرير‬ ‫للمراسل ِة والتواص ِل مع إدارةِ المجلة‬ ‫البري ُد الإلكتروني ‪[email protected]‬‬

‫جدول المحتويات‬ ‫أولاً‪ :‬التمهيد‪8 :‬‬ ‫ضواب ُط النّش ِر في مجلّ ِة ور ق ‪9‬‬ ‫الافتتاحية | رئيّسة التحرير عفاف محمد الرشيد ‪11‬‬ ‫ً‬ ‫ثانيا ‪ :‬الدراسات الفكرية والتراثية‪12 :‬‬ ‫الفوضى في الأدب والبحث عن الإشباع الروحي | بقلم غادة قويدر ‪13‬‬ ‫ك ْم أُوتِيْنا ِم َن ال ِعلْم؟ | مح ّمد ياسين نعسا ن ‪16‬‬ ‫ً‬ ‫ثالثا‪ :‬الشعر‪26 :‬‬ ‫مل ٌك على أبوابها ضلّي ُل | الشاعر علي صالح الجاس م  ‪27‬‬ ‫صرخ ُة الجر ِح | الشاعر محمد نادر الرزوق ‪30‬‬ ‫أنثى من الماء | الشاعر حسين أحمد الحسين ‪32‬‬ ‫ المطالع | الشاعر طالب سليمان الشنتوت ‪34‬‬ ‫رؤى وأطياف | الشاعر محمد نادر فرج ‪ -‬أبو همام ‪36‬‬ ‫طفولة منسية | الشاعر عمر كرن و ‪38‬‬ ‫سيزيف | الشاعر عبد الباسط عليان ‪39‬‬ ‫شع ٌب أنا | الشاعر محمد أحمد عز الدين ‪41‬‬ ‫رسو ُل الأم ْل | الشاعر أكرم عطوة ‪42‬‬ ‫جوع الفجر | الشاعر صلاح العيس ى ‪44‬‬ ‫سقط النصيف | الشاعر محمد كمال قجة ‪45‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪47‬‬ ‫كناعنة‬ ‫أحمد‬ ‫صالح‬ ‫الشاعر‬ ‫|‬ ‫(‪)1‬‬ ‫أدنى‬ ‫أو‬ ‫نثرية قا َب َقو َسي ِن‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬ ‫‪6‬‬

‫راب ًعا‪ :‬القصة‪52 :‬‬ ‫مدين ُة الأروا ِح ال َّذابلة | أسامة آغ ي ‪53‬‬ ‫زيتون المعتقل وزيتون أم خالد | محمد الغان م ‪57‬‬ ‫الشعب يريد | جهان سيد عيس ى ‪59‬‬ ‫أنا وج َّدتي والحمار | د‪ .‬عيسى ضيف الله حداد ‪60‬‬ ‫طيور بلا أجنحة | شذا برغوث ‪63‬‬ ‫انتظار | عبد الله أبو ك ّشة ‪68‬‬ ‫أصوات | محاسن سبع العرب ‪69‬‬ ‫َحا ْس | فيصل عكل ة ‪70‬‬ ‫درويش ما بعد الحدث | ألماز علو ‪73‬‬ ‫خام ًسا‪ :‬ضيف العدد ‪84‬‬ ‫مؤسس اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار الشاعر محمد إقبال بلّو | عبد القادر ح ّمود ‪85‬‬ ‫ساد ًسا‪ :‬دراسات أدبية ونقدية‪102 :‬‬ ‫ف ُّن الق َّص ِة القصير ِة | عبد الغني حمادة ‪103‬‬ ‫تناغم بين الفن الروائي والفن التشكيلي في رواية اللحاف للكاتب أيمن ناصر | عفاف الرشي د ‪108‬‬ ‫إلماعات نقديّة في مجموعة (ال ّشعب يريد) للقا ّصة جهان سيد عيسى | محمد بشير الخلف  ‪116‬‬ ‫ال ُبعد الاجتماعي في رواية (هنا ترقد الغاوية) للروائي اللبناني محمد إقبال حرب | محمد فتحي المقداد ‪122‬‬ ‫ساب ًعا‪ :‬شهداء الثورة‪130 :‬‬ ‫الشهي ُد الأديب عبد الهادي قاشيط (‪2013 -1967‬م) | عبد القادر حمود ‪131‬‬ ‫ثام ًنا‪ :‬أقلام واعدة‪138 :‬‬ ‫انتماء | جنى الغان م ‪139‬‬ ‫مأساة سعيد ‪141‬‬ ‫جاهد بصمت واستشهد بصمت ‪148‬‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪7‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫أول ًا‬ ‫التمهيد‪:‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬ ‫‪8‬‬

‫ضواب ُط ال ّنش ِر في مج ّل ِة ورق‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الأدب ّيـ ِة‪،‬‬ ‫الفنـو ِن‬ ‫مختلـ ِف‬ ‫في‬ ‫الإبداع ّيـ ِة‪،‬‬ ‫بالنّصـو ِص‬ ‫ورق‬ ‫مج ّلـ ُة‬ ‫تر ّحـ ُب‬ ‫‪.1‬‬ ‫ونـرا‪،‬‬ ‫شـعرا‬ ‫وبال ّدراسـا ِت ال ّلغو ّيـ ِة‪ ،‬والأدب ّيـ ِة‪ ،‬والنقديّـ ِة‪ ،‬مـع الحفـاوةِ والاهتمـا ِم بجيـ ِل ال ّشـبا ِب‪ ،‬وأد ِب‬ ‫الأطفـا ِل‪ ،‬وجميـ ِع ألـوا ِن الفـ ّن ال ّتشـكيل ِّي‪ ،‬وال ّتطبيـ ِّي‪ ،‬والخـ ّط العـرب ّي‪ ،‬وبمـا يتناسـ ُب مـع‬ ‫ّ‬ ‫ال ّسـامي ِة‪.‬‬ ‫وأهدافِهـا‬ ‫المجلـ ِة‪،‬‬ ‫رسـال ِة‬ ‫ال ّدين ّي َة‪.‬‬ ‫ال ّرمو َز‬ ‫تم ُّس‬ ‫ّ‬ ‫الموا ُّد‬ ‫ُت ْق َب ُل‬ ‫لا‬ ‫‪.2‬‬ ‫التي‬ ‫والعنصر ّي ِة‪.‬‬ ‫ال ّطائف ّي ِة‬ ‫ال ّنعرا ِت‬ ‫تُثي ُر‬ ‫ّ‬ ‫الموا ُّد‬ ‫ُت ْق َب ُل‬ ‫لا‬ ‫‪.3‬‬ ‫التي‬ ‫‪ .4‬أ ْن تكــو َن المــا ّد ُة خاليــ ًة قــد َر الإمــا ِن ِمــ َن الأخطــا ِء ال ّنحو ّيــ ِة‪ ،‬والإملائ ّيــ ِة‪،‬‬ ‫والمطبع ّيـ ِة‪ ،‬مـع ضبـ ِط أواخـ ِر الكلمـا ِت بالحـركا ِت المناسـب ِة‪ ،‬وضبـ ِط الكلمـا ِت بالحـركا ِت‬ ‫ال ّتقيــ ِم‬ ‫ّ‬ ‫أمكنتِهــا‪.‬‬ ‫في‬ ‫علامــا ِت‬ ‫بوضــ ِع‬ ‫الاهتمــا ِم‬ ‫مــع‬ ‫المعــ ٰى‪،‬‬ ‫لتوضيــ ِح‬ ‫اللزمــ ِة‬ ‫‪ .5‬إرسـا ُل المـا ّدةِ بصيغـ ِة ملـ ّف ‪ dorW‬مـع تعريـ ٍف قصـ ٍر بالكاتـ ِب‪ ،‬وصـور ٍة شـخص ّي ٍة له‪،‬‬ ‫والعنـوا ِن المف ّصـ ِل‪ ،‬ورقـ ِم الهاتـ ِف‪.‬‬ ‫‪ .6‬يج ُب ضب ُط القصائ ِد بالحركا ِت بشك ٍل كام ٍل‪.‬‬ ‫‪ .7‬تُرف ُق ال ّدراس ُة بقائم َ ْت المصادرِ والمراج ِع‪ ،‬في نهاي ِة البح ِث‪.‬‬ ‫ـ ُه‪،‬‬ ‫عر ُض‬ ‫يتـ ُّم‬ ‫ّ‬ ‫الكتـا ِب‬ ‫ـا ِف‬ ‫غ‬ ‫صـورةِ‬ ‫ـا ُق‬ ‫إرف‬ ‫يسـتوج ُب‬ ‫الكتـ ِب‪،‬‬ ‫ـراءا ِت‬ ‫ق‬ ‫في‬ ‫‪.8‬‬ ‫الي‬ ‫النّـ ِر‪.‬‬ ‫وسـن ِة‬ ‫ومق ِّرهـا‪،‬‬ ‫ـ ِر‪،‬‬ ‫النّ‬ ‫ودا ُر‬ ‫ّ‬ ‫ـ ُم‬ ‫واس‬ ‫وعنوانُـ ُه‪،‬‬ ‫مؤل ِفـ ِه‪،‬‬ ‫‪ .9‬تفسـ ُح المج ّلـ ُة المجـا َل أمـا َم ال ُك ّتـا ِب ا ّليـ َن يشـاركو َن بأبحـا ٍث متمـ ّز ٍة‪ ،‬ودراسـا ٍت‬ ‫نقديّـ ٍة هادفـ ٍة‪ ،‬تـري الحركـ َة الأدب ّيـ َة وال ّثقاف ّيـ َة‪ ،‬للمسـاهم ِة في جميـ ِع الأعـدا ِد ال ّصـادرةِ‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪9‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫ّ‬ ‫في‬ ‫المعتمـدةِ‬ ‫النّـ ِر‬ ‫شرو ِط‬ ‫وفـ َق‬ ‫ورق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مـن‬ ‫المجلـ ِة‪.‬‬ ‫مجلـ ِة‬ ‫‪ .10‬إرفا ُق الموا ِّد المترجم ِة بالأص ِل المتر َج ِم‪ ،‬وتعري ٌف بكات ِب ال ّن ِّص‪.‬‬ ‫‪ .11‬الموا ُّد ا ّلتي لم َت َن ِل القبو َل تتح ّف ُظ المج ّل ُة عن ذك ِر أسبا ِب عد ِم قبو ِلا‪.‬‬ ‫نظـ ِر‬ ‫وجهـ ِة‬ ‫عـن‬ ‫بالـ ّرورةِ‬ ‫يعـ ّ ُر‬ ‫ولا‬ ‫كاتبِـ ِه‪،‬‬ ‫رأ ِي‬ ‫عـن‬ ‫يعـ ّ ُر‬ ‫ّ‬ ‫في‬ ‫يُنـ ُر‬ ‫مـا‬ ‫‪.12‬‬ ‫المجلـ ِة‬ ‫المج ّلـ ِة والمشرفـ َن عليهـا‪.‬‬ ‫قبـ َل‬ ‫كاتبِهـا‬ ‫إل ٰى‬ ‫تُعـا ُد‬ ‫َ‬ ‫التّحريـ ِر‬ ‫إدارةُ‬ ‫تقـر ُح‬ ‫ّ‬ ‫وال ّدراسـا ُت‬ ‫الأبحـا ُث‬ ‫‪.13‬‬ ‫تعديلهـا‪،‬‬ ‫الـي‬ ‫ال ّنـ ِر لإجـراءِ التّعديـا ِت المطلوبـ ِة‪.‬‬ ‫‪ .14‬لا تدف ُع المجلّ ُة مكافآ ٍت مال ّي ًة ع ّما يُنش ُر فيها‪.‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 10‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫الافتتاحية‬ ‫رئيّسة التحرير عفاف محمد الرشيد‬ ‫والأدبــا ِء‬ ‫ال ُك ّتــا ِب‬ ‫ّ‬ ‫منابــ ِر‬ ‫مــن‬ ‫منــ ٌر‬ ‫الفصل ّيــ ُة‪،‬‬ ‫الإلكترون ّيــ ُة‬ ‫(ورق)‬ ‫مجلّــ ُة‬ ‫اتــا ِد‬ ‫َ‬ ‫ال ّسـور ّي ِة‬ ‫ال ّثـورةِ‬ ‫قيـ َم‬ ‫يدعـ ُم‬ ‫رصـ ٍن‬ ‫ثقـاف ٍّي‬ ‫ركـ ٍن‬ ‫لبنـا ِء‬ ‫الأحـرا ِر‪،‬‬ ‫ال ّسـور ّيي َن‬ ‫وأهدافهـا‬ ‫ال ّنبيلـ َة‪ ،‬ترصـ ُد الحركـ َة الأدب ّيـ َة عل ٰى جميـ ِع الأصعـدةِ‪ ،‬لتوثيـ ِق مراحـ ِل ال ّثـورةِ بـالأد ِب‬ ‫والفكــ ِر‪ ،‬فــ َي تهتــ ُّم بجميــ ِع حقــو ِل الأد ِب و المعرفــ ِة‪ ،‬من َه ُجهــا احــرا ُم الــرأ ِي‪ ،‬وبنــا ُء‬ ‫ال ّثـور ُة‬ ‫ر ّسـ َخ ْتها‬ ‫ّ‬ ‫الأخلاق ّيـ َة‬ ‫رواف َدهـا‬ ‫تسـتم ُّد‬ ‫الـي‬ ‫ـ ِم‬ ‫القي‬ ‫ِمـ َن‬ ‫حضـار ّي‪،‬‬ ‫حـوا ٍر‬ ‫أواص ِر‬ ‫ال ّسـور ّي ُة المباركـ ُة‪ ،‬تنـ ُر الإبـداعا ِت الأدب ّيـ َة في ال ّشـع ِر والق ّصـ ِة‪ ،‬والأبحـا َث وال ّدراسـا ِت‬ ‫النّقديــ َة‪ ،‬والمتابعــا ِت ال ّثقاف ّيــ َة في المــر ِح وال ّســينما والموســيق ٰى والفنــو ِن ال ّتشــكيل ّي ِة‬ ‫والخــ ِّط العــرب ِّي‪ ،‬تهتــ ُّم بعــرو ِض ال ُك ُتــ ِب الق ّيمــ ِة فى العلــو ِم الإنســان ّي ِة‪ ،‬وال ّدراســا ِت‬ ‫ّ‬ ‫وأد ِب‬ ‫ال ّشـبا ِب‬ ‫بجيـل‬ ‫الحفـاوةِ‬ ‫مـع‬ ‫وآداب ِه ـا‪،‬‬ ‫العرب ّيـ ِة‬ ‫اللغـ ِة‬ ‫مجـا ِل‬ ‫في‬ ‫البحث ّيـ ِة‬ ‫الفكر ّيـ ِة‬ ‫الأطفـا ِل‪ ،‬إنِّهـا مظ ّلـ ٌة ثقاف ّيـ ٌة وطن ّيـ ٌة‪ ،‬تسـ ٰى لنـ ِر بيئـ ٍة تحـر ُم ح ّر ّيـ َة ال ّتعبـرِ ضمـ َن‬ ‫إطـا ِر الموضوع ّيـ ِة‪ ،‬غاي ُتهـا تحقيـ ُق أهـدا ِف ال ّثـورةِ‪ ،‬وإرادةِ ال ّشـع ِب ال ّسـور ِّي في التّغيـ ِر‬ ‫مـن أجـ ِل سـوري َة القادمـ ِة‪ ،‬دولـ ِة العدالـ ِة واحـرا ِم الإنسـا ِن‪ ،‬ترحـب بأدبـاء الوطـ ِن‬ ‫العـرب ِّي وفك ِر ِهـ ُم ال ّداعـ ِم للح ّر ّيـ ِة وال ّتحـ ّررِ‪.‬‬ ‫مج ّلـ ُة (ورق) لي َسـ ْت تابعـ ًة لأ ِّي جهـ ٍة‪ ،‬وبـأ ِّي صفـ ٍة كانَـ ْت‪ ،‬ولي َسـ ْت مم َّولـ ًة مـن أ ِّي‬ ‫جهـ ٍة‪ ،‬تط ّوع ّيـ ٍة‪ ،‬تتبـ ّ ٰى قِ َيـ َم ال ّثـورةِ ال ّسـور ّي ِة المباركـ ِة في بنـا ِء وطـ ٍن يليـ ُق بال ّسـور ّيي َن‬ ‫وحضارتِهـم وتاريخِ ِهـ ُم العريـ ِق‪ .‬عا َشـ ْت سـوري ُة حـ ّر ًة وعا َش شـع ُبها العظيـ ُم‪.‬‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪11‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫ثان ًيا‬ ‫الدراسات الفكرية والتراثية‪.‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 12‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫الفوضى في الأدب‬ ‫والبحث عن الإشباع الروحي‪.‬‬ ‫بقلم غادة قويدر‬ ‫إ ّن مـن نتائـج القوميـة العربيـة التمـازج بـن الثقافـات الدخيلـة والثقافـة العربيـة‪،‬‬ ‫وكانـت اللغـة هي المتأثـر الأكـر في هـذا التمـازج‪ ،‬يليهـا الأدب مـن زمـن فتـح بـاد‬ ‫فـارس ومـا تركتـه هـذه الفتوحـات مـن انعكاسـات على الأدب العـربي وعلى كافـة أمـور‬ ‫الحيـاة في الحضـارة العربيـة‪ ،‬وقـد وجـد العديـد مـن المنافسـن للأدبـاء العـرب لاسـيما‬ ‫في الشـعر العـربي ‪ ،‬ومثـال ذلـك الشـعراء مـن بـي فـارس ممـن يتقنـون العربيـة والشـعر‬ ‫العـربي أكـر مـن الشـعراء نفسـهم في عهـد بـي أميـة‪ ،‬وهـم مـن القوميـة الفارسـية‬ ‫أصـاً‪ ،‬لكنهـم عرفـوا العربيـة وأتقنوهـا بعـد اعتناقهـم الإسـام واحتكاكهـم بالحضـارة‬ ‫العربيــة في كافــة مجالاتهــا مــن ثقافــ ٍة وتجــار ٍة ومهــ ٍن ونســ ٍب وأكــر مــا ظهــر هــذا‬ ‫في الجزيـرة العربيـة‪ ،‬وبالرغـم مـن مـرور اللغـة العربيـة بـأدوا ٍر متعـدد ٍة‪ ،‬وخضوعهـا‬ ‫متح ّدثيهـا‬ ‫ً‬ ‫لسـان‬ ‫وعلى‬ ‫وناضلـت‬ ‫كافحـت‬ ‫نراهـا‬ ‫تمامـا‪،‬‬ ‫والبـر‬ ‫الأرض‬ ‫كمـا‬ ‫للاسـتعمار‬ ‫ومحبيهـا لإثبـات كينونتهـا وتواجدهـا على مـر العصـور إلى وقتنـا الحـاضر‪ ،‬فاللغـة ليـس‬ ‫اللسـان الذي يلهـج بهـا فقـط بـل هي القلـ ُب الذي يتبناهـا بـكل خفقـ ٍة‪ ،‬وتتغـ ّزل بهـا‬ ‫المشــاعر‪ ،‬وتطــرب لهــا الأســما ُع‪ ،‬ولذلــك كانــت هي المــرب الحســا ُس والســوط الذي‬ ‫يحملــه أي محتــل لتفرقــة الأمــ ِة وبســط ســيطرته‪ .‬ولــو لــم تكــن اللغــة العربيــة هي‬ ‫لغـة الحـق والجـاذب الـروحي والعقائـدي للعـرب لمـا صمـد َت أمـام التح ّديـات الكبـرة‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪13‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫الـي تواجههـا ويواجههـا الإنسـان العـربي في كل زمـان ومـان‪ ،‬فالأمـة العربيـة ليسـت‬ ‫عربيـة اللسـان فقـط بـل عربيـة الشـعور والـروح‪ ،‬والعـربي لا يـكاد ينفصـ ُل عـن‬ ‫المـان الذي يـولد فيـه إلا ويتنازعـه الحنـن والشـوق إليـه‪ ،‬هي الفطـرة المصبـوغ فيهـا‬ ‫بـي يعـرب أينمـا حلـوا أو حيـث رحلـوا‪ ،‬وهـذا إن دل على شيء إنمـا يـدل على قـوة الديـن‬ ‫الإسـامي الذي بانتشـاره انتـرت هـذه اللغـة وخرجـت إلى الكثـر مـن أصقـاع الأرض‪،‬‬ ‫والذي جعــل لغــة التفاضــل بــن البــر هي التقــوى وليــس العــرق واللــون‪ ،‬والشــعر‬ ‫العــربي كان المكــون الأســاسي لنقــل الســر والأحــداث‪ ،‬إضافــة إلى الفنــون الأخــرى‪،‬‬ ‫لكـن للشـعر العـربي صبغتـه الخاصـة في اخـراق الوجـدان والشـعور‪ ،‬ولتحويـل مجـرى‬ ‫الحـدث السـياسي والاقتصـادي أمـام هـذا التكاثـر والانفتـاح القـومي الذي أهل ّتـه لغتنـا‬ ‫ً‬ ‫الأم للإنسـان العـربي لأن يؤثـر ويتأثـر إيجابـا لا سـلبا في تغيـر الإنسـان العـربي حسـب‬ ‫مـا تتطلـب الظـروف الراهنـة‪ ،‬ولكـن أن تُزجنـا التحديـات السياسـية الـي تـكاد‬ ‫تتغلـب على أقلامنـا وتحولنـا إلى ُدمى بـا عقـول ولا مشـاعر‪ ،‬تحركهـا البواعـث النفسـية‬ ‫والاجتماعيـة الـي فرضتهـا الهيمنـة الفكريـة على لغتنـا ونسـجينا لنكتـب بمشـاعر‬ ‫موتـور ٍة تبحـث عـن بصيـص فـر ٍح يشـب ُع هـذه الأرواح الـي تـدور في فـرا ٍغ أجـو ٍف‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫والذي يـكاد أن يكـون مزيفـا في كثـر مـن الأحيـان ‪ ،‬دون الرجـوع إلى مـا هـو أقـوى‬ ‫ِمـن ذلـك إلى َمـن يمتلـك هـذه الـروح يمنحهـا ويقبضهـا سـاعة شـاء‪ ،‬هـذا مـا أعزيـه‬ ‫إلى التشـتت الفكـري والألـم العقائـدي الذي بتنـا نتخبـ ُط فيـه‪ ،‬ومـا أثمـ َر علينـا سـوى‬ ‫فــوضى في الأدب نتيجــة لفــوضى النســغ المغــذي لهــذا الأدب‪ ،‬لا لــيء يرتــي بنــا‬ ‫كأمـة بـل إلى مزيـد مـن الضيـاع‪ ،‬وكأننـا لسـنا بمبتكريـن ولا مجدديـن ولا حداثيـن‬ ‫بـل تغلبـت علينـا فـوضى المشـاعر‪ ،‬فبتنـا نسـكبها مـن غـر تدليـل ونقتـ ُل الحاضنـ ُة‬ ‫فما‬ ‫نسـجناه‪،‬‬ ‫ًً‬ ‫إشـباعا‬ ‫بهـا‬ ‫نـدرك‬ ‫بأننـا‬ ‫ظن ّنـا‬ ‫وكل‬ ‫أرواحنـا‪،‬‬ ‫وهي‬ ‫الأولى‬ ‫ذاتيـا ووهمـا نحـن‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 14‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫أغـا ٍل‬ ‫في‬ ‫تجعلنـا‬ ‫أن‬ ‫قبـل‬ ‫أقلامنـا‬ ‫ونحاسـ ُب‬ ‫نطـر ُح‬ ‫فيمـا‬ ‫والتدبّـر‬ ‫ّ‬ ‫إلى‬ ‫أحوجنـا‬ ‫التفكـر‬ ‫أبنـاء‬ ‫مـن‬ ‫بالأوائـ ِل‬ ‫نقتـدي‬ ‫وأن‬ ‫ونتاجنـا‪،‬‬ ‫بلغتنـا‬ ‫ً‬ ‫نُقتـ ُل‬ ‫وبالتـالي‬ ‫منهـا‪،‬‬ ‫ننفـ ُك‬ ‫لا‬ ‫يقينـا‬ ‫أمتنـا الذيـن مازالـوا مشـاعل الهدايـة بكتبهـم ونتاجهـم الأدبي وبحثهـم العلـي لكافـة‬ ‫ًً‬ ‫ً‬ ‫الأمـم تطبيقـا ومنهجـا وسـلوكا‪ ،‬وأن نبتعـد عـن التقليـد الأعـى لأمـ ٍم غربيـ ٍة تفصلنـا‬ ‫عنهـا الديانـة والعـرف والتقاليـد‪ ،‬ونحافـظ على قوميتنـا العربيـة وهويتنـا الأدبيـة عربيـ ًة‬ ‫بجوهرهـا‪ ،‬هـذه القوميـة الـي كان نبضنـا الأول فيهـا هـو الشـعر والنبـ ُض الثـاني هـو‬ ‫ّ‬ ‫القـرآن الكريـم بـكل روحانيتهمـا‪ ،‬بعيـدا عـن التكلـف في ضغـط السـهل مـن القـو ِل‬ ‫وز ِج المضغــو ِط في قولبــ ٍة لا تتســع لهيكلــ ِه‪ ،‬ولا تســتطع أنفاســنا أن تدركــه‪ ،‬فكيــف‬ ‫ً‬ ‫تســتطع مشــاعرنا أن تســتوعبه وتتراقــص على أنغامــه‪ ،‬إن هــو كان لا يحمــل نغمــا ولا‬ ‫جماليـ ًة تـأس ُر العـن وتـ ُر الخاطـر ‪.‬‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪15‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫ك ْم ُأو ِت ْينا ِم َن ال ِع ْلم؟‬ ‫مح ّمد ياسين نعسان‬ ‫تمهيد‪:‬‬ ‫ُت ْع َت َ ُب‬ ‫لغايـ ٍة‬ ‫للوصـو ِل‬ ‫المتواصلـ ِة‬ ‫البحـ ِث‬ ‫رحلـ َة‬ ‫َ‬ ‫الأر ِض‬ ‫هـذه‬ ‫على‬ ‫الإنسـا ُن‬ ‫ُو ِجـ َد‬ ‫وبـدأ‬ ‫مـن أهـ ِّم الغايـا ِت إ ْن لَـ ْم تكـ ْن أه ُّمهـا على الإطـاق‪ ،‬ألا وهي (ال َّسـيطر ُة على ال َّطبيعـة)‪،‬‬ ‫فكانـ ْت‬ ‫للإنسـا ِن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تشـ ِّ ُل‬ ‫الطبيع ّيـ ُة‬ ‫الظواهـ ُر‬ ‫كانـ ِت‬ ‫حيـث‬ ‫دائمـا‬ ‫وقلقـا‬ ‫ورعبـا‬ ‫هاجسـا‬ ‫هـذهِ الغايـ ُة الأولى (ال َّسـيطر ُة على ال َّطبيعـ ِة) متعـ ِّد َد َة الأشـا ِل والأسـاليب‪..‬‬ ‫وعندمـا كان يشـع ُر الإنسـا ُن بال َع ْجـ ِز عـن مواجهـ ِة هـذه ال َّظواهـ ِر وعـد ِم القـدرةِ على‬ ‫فه ِمهـا وتج ُّنـ ِب أضرارهـا‪ ،‬كان يجنـ ُح إلى الاستسـا ِم لهـا فأنتـ َج الأسـاطي َر لمحاولـ ِة تفسـ ِر‬ ‫وفكـر ُة‬ ‫ـ ُف‬ ‫َّ‬ ‫المتعـددةِ‬ ‫الآلهـة‬ ‫ظواهرهـا‪،‬‬ ‫خلـف‬ ‫تق‬ ‫الـي‬ ‫ـة‬ ‫الخارق‬ ‫القـوى‬ ‫وتفسـرِ‬ ‫ال َّطبيعـة‬ ‫جـاء ْت مـن محاولـة إدخـا ِل بعـض الطمأنينـة لنفـس الإنسـا ِن الحائـ ِر أمـام ظواهـ ٍر لا يعلـ ُم‬ ‫عق ّلــ ُه‬ ‫يُعمــل‬ ‫الإنســا ُن‬ ‫متق ِّدمــ ٍة‬ ‫ً‬ ‫بلــو ِغ‬ ‫ســبي ِل‬ ‫في‬ ‫أن‬ ‫اســتطاع‬ ‫مراحــل‬ ‫وفي‬ ‫شــيئا‪،‬‬ ‫عنهــا‬ ‫غايتِــ ِه ال ُقصــوى مــن خــال فــرض نفــوذه على الطبيعــة فأو َجــ َد حلــولاً لبعــض المشــاكل‬ ‫مثـل فيضـان الأنهـار وال ُّسـيول‪ ،‬فقـا َم ببنـاء ال ُّسـدو ِد و َشـ ِّق الـ ّرع فنجـ َح لحـ ٍّد كبـ ٍر في‬ ‫واسـتفا َد‬ ‫تخ ِلِّ ُفـه‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫على‬ ‫حضـارا ٍت‬ ‫إنشـا ِء‬ ‫في‬ ‫الميـاه‬ ‫هـذه‬ ‫من‬ ‫كانـت‬ ‫الـي‬ ‫الكبـر‬ ‫الخـراب‬ ‫ضبـط‬ ‫ال ُمتنقلـة‬ ‫الحيـاةِ‬ ‫حالـة‬ ‫ِمـ ْن‬ ‫ّ‬ ‫والنّـار‬ ‫ال ِّزراعـة‬ ‫لاكتشـا ِف‬ ‫إضافـ ًة‬ ‫الأنهـار‪،‬‬ ‫أطـراف‬ ‫والتخلـص‬ ‫حسـ َب الفصـول المناخيـة‪ ،‬فنشـأ ْت بعـ ُض العلـوم الضروريـة لحيـاة الإنسـان الأول ِّي مثـ َل‬ ‫علـ ِم ال َفلـك الذي كان مه ّمـاً لرصـ ِد حركـ ِة الأمطـار وعلـ ِم الحسـا ِب والهندسـ ِة‪..‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 16‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫لقــد اقتــر ِت العلــو ُم على مــا هــو ضرور ٌّي ونافــ ٌع لذلــك ُســ ِّم َي ْت مرحلــ َة المعرفــ ِة‬ ‫مرحلــ ِة‬ ‫مــن‬ ‫انتقــ َل‬ ‫ثــ َّم‬ ‫الإنســان‪،‬‬ ‫لبقــاء‬ ‫ضرور ٌّي‬ ‫هــو‬ ‫بمــا‬ ‫إلا‬ ‫ُت ْعــ َى‬ ‫لا‬ ‫َّ‬ ‫العمل َّيــ ِة‬ ‫الــي‬ ‫اتقـا ِء ش ّر ال َّطبيعـة إلى مرحلـة الاسـتفادةِ مـن ظواهرهـا والسـيطرةِ عليهـا والتح ُّكـ ِم‬ ‫بهــا وإخضاعهــا لرغباتِــ ِه وتســخي ِرها لخدمتِــ ِه ورفاه َّيتِــه‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫ق ّوة‬ ‫ال ِعلم‪:‬‬ ‫كان ْت رحل ُة المعرف ِة الإنسان َّي ِة تسي ُر في اتجاهي ِن اثنين‪:‬‬ ‫ ‪1.‬الاتجـا ُه الأ َّو ُل‪ :‬كانـت غاي ُتـ ُه هي الوصـو ُل للحقيقـ ِة ال ُم ْطلَقـ ِة في الكـون والإنسـان فـر َز‬ ‫في هـذا الجانـب (الفلاسـفة ورجـال ال ِّدين)‪..‬‬ ‫ ‪2.‬الاتجـاهُ ال َّثـاني‪ :‬كانـ ْت غاي ُتـ ُه تحقيـق ال َّراحـة والـ ّ ّذة والحضـارة فـرز في هـذا الجانـب‬ ‫(العلمـاء ال ّطبيعيـون والما ّديـون)‪..‬‬ ‫هـذا‪ ،‬وقـد بلـ َغ العلـ ُم المـاد ُّي مراحـ َل متطـ ِّور ٍة جـداً في عصـور النَّهضـة الأوروبيـة‬ ‫وخاصـة عندمـا أصبحـت العلـو ُم ت َّتخـ ُذ مناهـ َج للبحـث العلـي م َّكن ْتهـا مـن الوصـول‬ ‫ظه َر‬ ‫عندمـا‬ ‫وخا َّص ٍة‬ ‫وملحـو ٍظ‬ ‫كبـ ٍر‬ ‫بشـ ٍل‬ ‫العلـوم‬ ‫تطـ ُّورِ‬ ‫في‬ ‫سـاهم ْت‬ ‫ُ‬ ‫لاكتشـافا ٍت‬ ‫كـرى‬ ‫المنهـ َج التجريـ ُّي على يـ ِد (غاليليـه) ومـن ثـم تب َّنـاهُ الفيلسـو ُف الإنكلـز ُّي (جـون لـوك)‪.‬‬ ‫إ َّن المنهــ َج التجريــ َّي يعتمــ ُد على سلســل ٍة مــن الخطــوات للوصــول إلى قوانــن‬ ‫ُ‬ ‫ـرةِ‬ ‫ال َّظاه‬ ‫لمعالجـ ِة‬ ‫فرض َّيـ ٍة‬ ‫إنش ـاء‬ ‫ـ َّم‬ ‫ث‬ ‫وم ـن‬ ‫«المش ـاهدة»‪،‬‬ ‫أو‬ ‫بالملاحظ ـة‬ ‫ـدأ‬ ‫يب‬ ‫العل ـم‪،‬‬ ‫أو المشـل ِة‪ ،‬ومـن ثـ َّم إقامـ ِة تجـار َب على تلـك الفرض َّيـ ِة للتح ُّقـ ِق مـن ص َّحتهـا إلى‬ ‫باهـراً‬ ‫ً‬ ‫في‬ ‫نجاحـا‬ ‫لاقى‬ ‫المنهـج‬ ‫وهـذا‬ ‫علـ ٍّي‪،‬‬ ‫قانـو ٍن‬ ‫صياغـ ِة‬ ‫ثـ َّم‬ ‫ومـن‬ ‫البرهـان‪،‬‬ ‫إقامـ ِة‬ ‫مجـال العلـوم ال َّطبيع َّيـ ِة حيـث م َّكـن الإنسـا َن مـن الاقـرا ِب مـن بلـو ِغ غايتِـ ِه الَّتي‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪17‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫والكيمياء‬ ‫والفيزيـاء‬ ‫الأحيـاء‬ ‫عل ُم‬ ‫فبلـ َغ‬ ‫ال َّطبيعـة)‪،‬‬ ‫على‬ ‫(ال َّسـيطرة‬ ‫ً‬ ‫عنهـا‬ ‫تح َّدثْنـا‬ ‫آنفـا‬ ‫ـ ًة‬ ‫ها َّم‬ ‫ـ َل‬ ‫مراح‬ ‫التكنولوج َّيـ ِة‬ ‫ـوم‬ ‫والعل‬ ‫ـ ِّب‬ ‫ال ّط‬ ‫وعل ـوم‬ ‫أنواعه ـا‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫والهندس‬ ‫بكافـ ِة‬ ‫في التطـ ُّورِ جعلـ ِت البـ َر قادريـن على محـاكاة كثـ ٍر مـن ظواهـر العالـم وال َّطبيعـة‬ ‫مـن ال َّطـران والإبحـار إلى بنـاء ناطحـات ال َّسـحاب والتح ُّكـم بالمسـافات وإنشـاء‬ ‫نقـ ِل‬ ‫في‬ ‫ال َّزمـ ِن‬ ‫مـن‬ ‫الكثـر‬ ‫واختصـار‬ ‫َ‬ ‫وجـ َه‬ ‫غـ َّرت‬ ‫َّ‬ ‫الاتِّصـال‬ ‫شـبكات‬ ‫العالـم‬ ‫الـي‬ ‫الإنسـا َن‬ ‫ـ ِت‬ ‫َّ‬ ‫ـي‬ ‫َّ‬ ‫الفضائ َّيـ ِة‬ ‫ال َم ْر َكبـات‬ ‫ـ ِة‬ ‫صناع‬ ‫إلى‬ ‫بالإضافـ ِة‬ ‫هـذا‬ ‫المعلومـة‪،‬‬ ‫مكن‬ ‫ال‬ ‫مـن اخـراق ال َح ْجـ ِز الأرض ِّي والانطـا ِق للعالـ ِم المجهـول‪ ،‬ولا ننـى التطـ ّو َر الكبـ َر‬ ‫في علـم ال ِّزراعـة والذي م َّكـن الإنسـان مـن التح ُّكـم بكميـة ونوع َّيـة وتوقيـت‬ ‫بــل‬ ‫ال َّســنو ّيَة‬ ‫وبــالدورة‬ ‫بالمنــاخ‬ ‫ً‬ ‫الإنســا ُن‬ ‫َي ُعــ ِد‬ ‫فلــم‬ ‫المحاصيــل‪،‬‬ ‫إنتــاج‬ ‫محكومــا‬ ‫وصـل‬ ‫أنّـه‬ ‫حـ ّى‬ ‫مثـاً)‪،‬‬ ‫البلاسـتيك ّية‬ ‫(البيـوت‬ ‫رغبتـه‬ ‫حسـب‬ ‫ً‬ ‫ينتـ ُج‬ ‫أصبـح‬ ‫مناخـا‬ ‫لمرحلـة تحديـد نوع ّيـة ال ُم ْن َتـ ِج مـن خـال علـم الجينـات وتحسـن ال ّسـالة النّبات ّيـة‬ ‫والحيوان ّيـة (المداجـن والهرمونـات الصناع ّيـة) وذلـك مـن خـا ِل التح ُّكـ ِم بالبنـ ِك‬ ‫الـوراث ِّي‪ ،‬هـذه القفـزات العلم ّيـة الكـرى لـم تكـن إيجاب ّيـة بالكامـل على مجـرى حياة‬ ‫الإنسـان‪ ،‬فمـن جهـ ٍة و َّفـر ْت له الحضـار َة وال ّرفاه ّيـ َة الكاملـ َة والقـدر َة على التح ُّكـ ِم‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫حيـث‬ ‫والخـراب‪،‬‬ ‫ال َّدمـار‬ ‫مـن‬ ‫المزيـ َد‬ ‫وفـر ِت‬ ‫أخـرى‬ ‫جهـ ٍة‬ ‫ومـن‬ ‫الأحـداث‪،‬‬ ‫بمجريـا ِت‬ ‫ـ ْت‬ ‫جعل‬ ‫َّ‬ ‫ـ َرةِ‬ ‫والمد ِّم‬ ‫ـ ِة‬ ‫الف َّتاك‬ ‫ـلح ِة‬ ‫الأس‬ ‫تطوي ـر‬ ‫في‬ ‫ـرى‬ ‫ُ‬ ‫ـ ًة‬ ‫نهض‬ ‫العالَـ ُم‬ ‫ـه َد‬ ‫ش‬ ‫وال ـي‬ ‫ك‬ ‫مـو َت آلا ِف البـ ِر ودمـا َر مـد ٍن بأكملِهـا لا يحتـا ُج أكـ َر مـن ضغطـة ز ٍّر‪..‬‬ ‫لقـد تطـ َّو َر علـ ُم الطـ ِّب بشـ ٍل لافـ ٍت حيـث بـدأ ِت الإحصائيـا ُت تتحـ َّد ُث عـن انخفـا ِض نسـب ِة الوف ّيا ِت‬ ‫َّ‬ ‫المتق ِّدمـة‬ ‫ال ّصح ّيـة‬ ‫ويعـو ُد‬ ‫ً‬ ‫المتق ِّدمـ ِة‬ ‫الـي‬ ‫للأوبئـة‬ ‫علاجـا ٍت‬ ‫واكتشـاف‬ ‫ال ِّرعايـة‬ ‫لتوفـر‬ ‫ذلـك‬ ‫طبيـا‬ ‫البـا ِد‬ ‫في‬ ‫ـ ُّد ُم‬ ‫التَّق‬ ‫َّ‬ ‫ـا ٍت‬ ‫وف َّي‬ ‫ـداد‬ ‫أع‬ ‫عـن‬ ‫ُمرعبـة‬ ‫إحصائ ّيـا ٌت‬ ‫ـاك‬ ‫هن‬ ‫ـل‬ ‫وبالمقاب‬ ‫الأرواح‪،‬‬ ‫ملايـن‬ ‫ـ ُد‬ ‫تحص‬ ‫كانـت‬ ‫خلفهـا‬ ‫العلـ ُّي ذاتَـ ُه مثـل حـوادث ال َّسـيارات والطيـارات والمـا ّس الكهربـائ ِّي والأسـلح ِة الحديثـ ِة الف ّتاكـة‪..‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 18‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫الأخلاق والعلم‪:‬‬ ‫تعتمــ ُد‬ ‫حيــث‬ ‫الَصــدر‪،‬‬ ‫في‬ ‫يكمــ ُن‬ ‫والعلــ ِم‬ ‫الأخــا ِق‬ ‫بــن‬ ‫الجوهــر َّي‬ ‫َ‬ ‫إ َّن‬ ‫الاختــاف‬ ‫الاخــا ُق على المعايــر‪ ،‬أي إنَّهــا علــو ٌم معيار ِّيــ ٌة تــدرس الق َيــ َم وتــدرس مــا يجــب أن‬ ‫يكـون‪ ،‬على عكـس العلـم حيـث يـدرس مـا هـو كائـ ٌن وموجـو ٌد ومحسـو ٌس ويخضـ ُع‬ ‫للتجربـ ِة ولا يهتـ ُّم العلـ ُم بمـا يجـب أن تكـون عليـه الحيـاة إنَّمـا يهتـ ُّم بمـا هي عليـه‬ ‫ـه‪.‬‬ ‫قوانين‬ ‫ـاف‬ ‫واكتش‬ ‫َ‬ ‫ـذا‬ ‫ه‬ ‫ـر‬ ‫تفس‬ ‫ـاو ُل‬ ‫ويح‬ ‫ـا ُة‬ ‫الحي‬ ‫العال ـم‬ ‫لـم يسـتط ِع العلـ ُم أو العقـ ُل أن يثبـ َت القيـ َم الأخلاقيـ َة ولـن يسـتطيع‪ ،‬لأ َّن القيـ َم‬ ‫الأخلاقيـ َة لا يمكـن البرهنـة عليهـا بالعقـل أو بالعلـم «التَّجربـة»‪ ،‬ويعـو ُد ذلـك لأ َّن‬ ‫العقـ َل وقوانينـه لا تتناسـب مـع الق َيـم‪ ،‬وأبـر ُز مثـا ٍل على ذلـك أ َّن مـن قوانـن العقـل‬ ‫«الغائيـة» أي لـ ِّل فعـ ٍل غايـة تح ِّر ُكـ ُه بينمـا الأفعـال الأخلاقية لا يمكـن رب َطهـا بغايا ٍت‬ ‫ولا تعنيهـا الغايـا ُت بالأصـل‪ ،‬فال ِّصـدق مثـاً قيمـة أخلاقيـة لا يمكـن إيجـاد مـ ِّر ٍر‬ ‫عقـ ٍّي لمـاذا يجـ ُب علي أ ْن أكـو َن صادقـاً دائمـاً‪ ،‬أو كيـف نسـتطيع أن نـ ِّر َر للفقـر أ ْن لا‬ ‫فعـ ٌل‬ ‫السرقـة‬ ‫إ َّن‬ ‫له‬ ‫نقـو َل‬ ‫أ ْن‬ ‫إل ّا‬ ‫مشروعـ ٍة‪،‬‬ ‫غـر‬ ‫بطـر ٍق‬ ‫جمعهـا‬ ‫َّ‬ ‫الغـ ِّي‬ ‫أمـوال‬ ‫يـرق‬ ‫الـي‬ ‫لا أخـاق ٌّي بـك ّل الحـالات‪.‬‬ ‫إذ ْن‪ ،‬الأخـا ُق قِ َيـ ٌم تسـتم ُّد أهمي َتهـا مـن ذاتهـا وليـس مـن النَّتائـج المترتِّبـة على تلـك‬ ‫الأفعـال‪ ،‬بينمـا العلـم يحكـم على قيمـة الـ َّيء أو الفعـل مـن خـال نتائجـه ونفع َّيتـه‬ ‫بالنسـبة للإنسـان‪..‬‬ ‫وتبــى العلاقــ ُة بــن العلــم والأخــاق علاقــة فــر ِض ســيطر ٍة‪ ،‬حيــث الأخــاق‬ ‫قوانينـه‬ ‫يفـرض‬ ‫أن‬ ‫يريـد‬ ‫ً‬ ‫والعلـم‬ ‫لقوانينهـا‬ ‫العلم َّيـة‬ ‫الاكتشـافات‬ ‫إخضـا َع‬ ‫تريـ ُد‬ ‫أيضـا‬ ‫على الأخــاق‪ ،‬وهــذا مــا حــدث مــن اعــراض الأخلاقيــن ورجــا ِل ال ِّديــ ِن على فكــرةِ‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪19‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫يُنـي‬ ‫ّ‬ ‫ال َّرحيـ َم)‬ ‫(القتـ َل‬ ‫يسـ ّى‬ ‫مـا‬ ‫على‬ ‫كذلـك‬ ‫والاعـرا ِض‬ ‫البـر ِّي)‪،‬‬ ‫(الاستنسـا ِخ‬ ‫الي‬ ‫حيــاة إنســا ٍن مريــ ٍض ليــس له أمــ ٌل بال ِّشــفاء ط ِّب َّيــاً‪ ،‬وبالمقابــل نــرى محــاولا ِت العلــ ِم‬ ‫التَّجريـ ِّي لتسـخي ِر الأخـاق وإخضاعهـا لقوانـن العلـم‪ ،‬حيـث قـام أنصـا ُر «المذهـ ِب‬ ‫الطبيـ ِّي» بوضـ ِع معايـ َر جديـد ًة للق َيـم (البراغمات َّيـة النَّفع َّيـة)‪ ،‬فأقـ ّروا بـأ َّن «الخـر»‪-‬‬ ‫والذي هــو عمــود موضــوع الأخــاق‪ -‬لا يح ِّقــق منفعــي وســعادتي بغــ ِّض النَّظــر عــن‬ ‫ُ‬ ‫وتم َّثـ َل‬ ‫الإغري ـق‬ ‫ـذ‬ ‫من‬ ‫ـاه‬ ‫ّ‬ ‫ه ـذا‬ ‫ظه ـر‬ ‫ولق ـد‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫يترتَّـ ُب‬ ‫وم ـا‬ ‫الأخ ـرى‬ ‫نتائج ـه‬ ‫الات‬ ‫بالمدرســة (الأبيقوريــة) ومــازال حــ ّى أيا ِمنــا هــذه‪ ،‬ونــرى في أيامنــا هــذه أ َّن سياســة‬ ‫ال ُّدول المتق ِّدمـة تعتمـد على هـذه الفلسـفة الأخلاق َّيـة‪ ،‬فقتـ ُل مليـون إنسـا ٍن في الغـزو‬ ‫الأمريكـي للعـراق في ‪2003‬م لـم يعتـ ْرهُ المجتمـ ُع الأمريكـ ُّي عمـاً لا أخلاق َّيـاً لأنَّـ ُه‬ ‫إبــادةِ‬ ‫حادثــ ُة‬ ‫ً‬ ‫كذلــك‬ ‫الأمريك َّيــ ِة‪،‬‬ ‫الم َّتحــدةِ‬ ‫للولايــات‬ ‫و»الخــ َر»‬ ‫المنفعــ َة‬ ‫يح ِّقــ ُق‬ ‫أيضــا‬ ‫الهنـود ال ُح ْمـر‪..‬‬ ‫الأخلا ُق وال ِّدين‪:‬‬ ‫يقـو ُل الفيلسـو ُف الألمـان ُّي كانـط (إنَّنـا نعيـ ُش في عالَـ ٍم نـرى فيـه المظلـو َم يمـو ُت دون‬ ‫أن يقتـ ّص مـن ال َّظالـم‪ ،‬وأ َّن ال َّظالـ َم يمـو ُت دون أن ُي ْق ًتـ ًّص منـه‪ ،‬فلابـ ّد مـن وجـود عالـ ٍم‬ ‫آخـ ٍر بعـد هـذا العالـم ينـا ُل فيـه المظلـو ُم ح َّقـه مـن ال َّظالـم‪ ،‬ولابـ َّد أ ْن يُديـ َر هـذا العالـم‬ ‫إلهٌ عاد ٌل)‪ ،‬لقـد أص َّر «كانـط» على وجـود إل ٍه عاد ٍل لأ َّن وجـو َد ُه ضرور ٌة لحفـظ الأخـاق‪ ،‬إذن‬ ‫َّ‬ ‫موضوع ّيـ ٌة‬ ‫البَـ َر‪..‬‬ ‫على‬ ‫نف َسـها‬ ‫تفـر ُض‬ ‫بذاتِهـا‪،‬‬ ‫مسـتقلة‬ ‫قيـ ٌم‬ ‫الأخلاقيـة‪،‬‬ ‫فالقيـم‬ ‫ولكـ ْن لابـ َّد مـن معرفـ ِة الإجابـ ِة على التَّسـاؤلا ِت التَّاليـ ِة‪ :‬كيـف يُمكـ ُن للمل ِحـ ِد‬ ‫مفــار ٍق‬ ‫َ‬ ‫مــن‬ ‫مســتم َّد ٌة‬ ‫القيــ ُم‬ ‫كانــ ِت‬ ‫إذا‬ ‫ســلوكه‪،‬‬ ‫في‬ ‫الأخلاقيــ َة‬ ‫القيــ َم‬ ‫يتم َّثــ َل‬ ‫أ ْن‬ ‫عالــ ٍم‬ ‫ً‬ ‫دائمـا‬ ‫فالملحـ ُد‬ ‫ال ُمفـارق؟!‬ ‫العالـم‬ ‫بهـذا‬ ‫يؤمـ ُن‬ ‫لا‬ ‫مـن‬ ‫بهـا‬ ‫يلـز ُم‬ ‫ولمـاذا‬ ‫هـذا؟!‪،‬‬ ‫لعال ِمنـا‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 20‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫يحــاو ُل أن يُظهــ َر ويــ َّدعي بأنــه يتم َّثــل قيــم الإنســانية والخير ّيــة‪ ،‬وهــو بــذات الوقــت‬ ‫يرفـ ُض وجـو َد شي ٍء سـوى المـا ّدة‪ ،‬وأ َّن هـذه الحيـاة عبـارة عـن ص ْدفـة‪ ،‬وأ َّن الإنسـان فيهـا‬ ‫غبـا ٌر لا قيمـة له‪ ،‬وأ َّن نهايتـه للعـدم‪ ،‬فلمـاذا يُلـ ِز ُم نف َسـ ُه بقيـ ٍم أخلاق ّيـ ٍة يُمكـ ُن أ ْن لا‬ ‫يجـ َد ثما َرهـا في هـذه ال ُّدنيـا‪ ،‬كيـف يـررون ذلـك!؟‪ ،‬فهـذا طبيـ ُب الأعصـا ِب ال ُملحـ ِد‬ ‫«سـام هارتـس» يقـو ُل إ َّن العلـ َم هـو الذي يكشـف عـن القيـم وإ َّن القيـ َم هي حقائـ ٌق‬ ‫وإ َّن‬ ‫الأخلاق ّيـ َة‪،‬‬ ‫القيـ َم‬ ‫ـ ِد ُد‬ ‫يح‬ ‫ّ‬ ‫هـو‬ ‫التَّجريـ َّي‬ ‫العلـ َم‬ ‫وإ َّن‬ ‫البشر ّيَـة‪،‬‬ ‫لرخـاء‬ ‫ـ َّخ َر ٌة‬ ‫مس‬ ‫الي‬ ‫الواجـ َب الأخـاق َّي هـو مـا يح ِّقـ ُق ال َّرخـا َء للكائنـات‪.‬‬ ‫ويبــدو مــن تخ ُّبــ ِط «هارتــس» في محاولــ ِة إيجــا ِد أســ ٍس واقع َّيــ ٍة لمصــادرِ ال ِق َيــ ِم‬ ‫الأخلاق َّيـ ِة‪ ،‬أ َّن هـذه القيـم تفـر ُض نفسـها على الإنسـان فإنّهـا تملـك سـلط ًة عليـه وعلى‬ ‫القيــم‪.‬‬ ‫لتلــك‬ ‫ً‬ ‫يجــ َد‬ ‫أن‬ ‫يحــاول‬ ‫معتقــده‬ ‫حســب‬ ‫ٌّ‬ ‫ولكــن‬ ‫المجتمــع‬ ‫مصــدرا‬ ‫كل‬ ‫تسـتند‬ ‫عقـد ٍّي‬ ‫أو‬ ‫نظـر ٍّي‬ ‫أسـا ٍس‬ ‫وجـود‬ ‫دون‬ ‫فقـط‬ ‫ً‬ ‫القيـ َم‬ ‫يتم َّثـ ُل‬ ‫الملحـ ُد‬ ‫نعـم‪،‬‬ ‫عمليـا‬ ‫إليـه‪ ،‬ودليـل ذلـك أنَّـه غـ ُر مسـتع ٍّد لل َّتضحيـة بحياتـه مـن أجـل تحقيـق تلـك القيـم‪،‬‬ ‫سـتكو ُن‬ ‫ـ ٍر‬ ‫آخ‬ ‫عالَـ ٍم‬ ‫بوجـو ِد‬ ‫يقيـ ٍّي‬ ‫علـ ٍم‬ ‫على‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫إلا‬ ‫ً‬ ‫رو َحـ ُه‬ ‫يقـ ِّدم‬ ‫ـ ٌد‬ ‫أح‬ ‫ـا‬ ‫ف‬ ‫قربانـا‬ ‫فيـه تلـك الـروح في حـا ٍل أحسـن ممـا كانـ ْت عليـه‪.‬‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪21‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫إلا قليلا‪:‬‬ ‫قـا َل الل ُه تعـالى‪( :‬ويسـألونَ َك عـن الـ ُّرو ِح قُـ ِل الـرو ُح ِمـ ْن َأ ْمـ ِر ر ّب ومـا أوتيتـ ْم ِمـ َن‬ ‫ِّ‬ ‫صالحـ ٌة‬ ‫أ َّن‬ ‫ّ‬ ‫ولا‬ ‫ومـا ٍن‬ ‫زمـا ٍن‬ ‫لـل‬ ‫القـرآن‬ ‫آيـا ِت‬ ‫وبمـا‬ ‫‪،)85‬‬ ‫(الإسراء‬ ‫قليـا)‪،‬‬ ‫إلا‬ ‫العلـ ِم‬ ‫بـالآتي‪:‬‬ ‫التفكـر‬ ‫لنـا‬ ‫يحـ ُّق‬ ‫الأحـوال‪،‬‬ ‫تبـ ّدل‬ ‫رغـم‬ ‫حقيقتهـا‬ ‫مـن‬ ‫ً‬ ‫تفقـ َد‬ ‫أ ْن‬ ‫يمكـ ُن‬ ‫شـيئا‬ ‫َت َّدثنـا‬ ‫مـا‬ ‫ك ِّل‬ ‫رغـم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪1400‬‬ ‫نحـو‬ ‫منـذ‬ ‫تتغـ َّ ْر‬ ‫لـم‬ ‫ثابتـ ٌة‬ ‫الـ(قليـا)‬ ‫هـذه‬ ‫هـل‬ ‫تقريبـا‬ ‫عامـا‬ ‫عنـه مـن تقـ ُّد ٍم علـ ٍّي ح َّق َقـ ُه الإنسـا ُن على مسـتوى سـيطرتِ ِه على ال َّطبيعـ ِة‪ ،‬وهـ ْل هـذا‬ ‫هـذا؟‪..‬‬ ‫يومنـا‬ ‫إلى‬ ‫ً‬ ‫يـزا ُل‬ ‫لا‬ ‫الأيـام‬ ‫تلـك‬ ‫منـذ‬ ‫منـه‬ ‫أوتينـا‬ ‫َّ‬ ‫القليـ ُل‬ ‫العلـ ُم‬ ‫قليـا‬ ‫الي‬ ‫لقـد حـاو َل دارويـن في كتابـه (أصـل الأنـواع) أن يصـ َل لمعرفـة كيـف ُو ِج ْدنـا في هذا‬ ‫العالـم ومعرفـ ِة حقيقـ ِة وجـو ِد هـذا العالـم بحـ ِّد ذاتـه‪ ،‬وأراد أن يُعطـي نتائ َج أبحاثـه صف ًة‬ ‫علم ّيـ ًة لـي تتحـ ّو َل إلى قوانـن علم ّيـة‪ ،‬لكـ َّن المنهـ َج العلـ َّي التَّجريـ َّي يقـو ُل لابـ ّد‬ ‫لرحلـ ِة الوصـو ِل للقوانـ ِن العلم َّيـ ِة المثبتـ ِة أن تمـ ّر بمرحلـة الملاحظـة (المشـاهدة) ومـن‬ ‫ثـ ّم التَّجربـة ومـن ثـ َّم قانـون علـ ّي‪ ،‬فالـر ّد على دارويـن بسـي ٌط ولا يحتـاج للكثـر مـن‬ ‫التَّعقيـد‪ ،‬ف ِمـ ْن قـو ِلِ تعـالى في سـورة الكهـف‪( :‬مـا أشـه ْدتُهم خلـ َق السـماوا ِت والأر َض‬ ‫ولا خلـ َق أنف ِسـ ِهم ومـا كنـ ُت م َّتخـ َذ ال ُمضلّـن عضـدا) (‪ ،)51‬وبالتَّحديـ ِد كلمـة (مـا‬ ‫تتح َّقـ َق‬ ‫َّ‬ ‫يخـ ُّل‬ ‫أشـه ْدتُهم)‪،‬‬ ‫ـ ّى‬ ‫ح‬ ‫ـاهدة‬ ‫ال ُمش‬ ‫مـن‬ ‫له‬ ‫بـ َّد‬ ‫لا‬ ‫الي‬ ‫العلـ ِّي‬ ‫بالمنهـج‬ ‫لا‬ ‫وهـذا‬ ‫أكـر‪...‬‬ ‫لا‬ ‫واسـ ٍع‬ ‫خيـا ٍل‬ ‫صاحـ َب‬ ‫دارويـن‬ ‫يكـو ُن‬ ‫وبهـذا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ويصبـ َح‬ ‫أركانُـ ُه‬ ‫علميـا‪،‬‬ ‫قانونـا‬ ‫وحقيقـ َة‬ ‫الـ ُّرو َح‬ ‫يخـ ّص‬ ‫ّ‬ ‫العلـم‬ ‫طبعـاً‬ ‫قليـاً‪،‬‬ ‫إل ّا‬ ‫ْ‬ ‫مـن‬ ‫ْ‬ ‫لَـ ْم‬ ‫بالفعـ ِل‬ ‫الي‬ ‫ال ِعلـ ِم‬ ‫يصلنـا‬ ‫وجـود الإنسـان وليـس العلـم ال َّطبيـ ّي‪ ،‬فالعقـل الإنسـان ُّي قـاد ٌر على تحقيـق الكثـر في‬ ‫مجـال العلـم ال َّطبيـ ّي‪ ،‬أمـا المعرفـة الوجوديّـة الكـرى أو مـا يسـ َّى (الميتافيزيقيـا) أو‬ ‫عالـم الغيـب أو العالـم ال ُمفـارق فـي معرفـ ٌة عص ّيـ ٌة على عقولنـا الَّـي لا تتجـاو ُز حـدو َد‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 22‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫الطبيعـة الماديَّـة‪ ،‬ولا يقتـ ُر الأمـ ُر على العالـم المفـار ِق بـل حـ ّى النَّ ْفـس البشر ّيـة لا‬ ‫زالـت النَّظريـا ُت النفسـ َّي ُة قـاصرةً على الفهـم الكامـل لمداخـل هـذه النَّفـس وغيرهـا مـن‬ ‫المواضيـع الإنسـان َّية‪..‬‬ ‫التسليم لله‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ال َّطبيعـة‬ ‫على‬ ‫سـيطرتنا‬ ‫مـن‬ ‫جـ ّداً‬ ‫متق ِّدمـ ٍة‬ ‫لمرحلـ ٍة‬ ‫كبـ ٍر‬ ‫ُ‬ ‫ولقـد‬ ‫هـذا‬ ‫الـي‬ ‫وصلنـا‬ ‫نعيــ ُش فيهــا‪ ،‬ولكــ َّن لل َّطبيعــ ِة حتم ّيــ ٌة تحك ُمهــا‪ ،‬وللإنســان َقــ َد ُره‪ ،‬والتَّســليم بهــذا‬ ‫ال َقـ َدرِ هـو الفكـرة النهائ َّيـة العليـا للإسـام‪ ،‬فـأ ّي شـ ٍل يأخـذ هـذا القـدر؟!‪..‬‬ ‫د ْعنـا ننظـ ْر في حياتِنـا لـرى مـا تبـ ّى مـن خططنـا العزيـزة على أنفسـنا ومـا تبـ ّى‬ ‫مـن أحلامنـا!‪ ،‬ألـم نـأ ِت إلى هـذا العالـم بـا حـو ٍل ولا قـو ٍة لنـا في ذلـك؟!‪ ،‬ثـ َّم واجهنـا‬ ‫تركيب َتنـا ال َّشـخص َّي َة و ُمنحنـا قـدراً مـن ال َّذكاء َقـ َّل أو كـ ُر‪ ،‬وملامـ َح ج َّذابـ ًة أو من ِّفـر ًة‪،‬‬ ‫وتركيبـ ًة بدن َّيـ ًة رياض َّيـ ًة أو َق َز ِم َّيـ ًة‪ ،‬ونشـأنا في قـر ملـ ٍك أو كـوخ شـ َّحا ٍذ‪ ،‬في أوقـا ٍت‬ ‫عصيبــ ٍة مــن زمــن الإســام تحــت حكــم طاغيــ ٍة ج ّبــا ٍر أو أمــ ٍر نبيــ ٍل‪ ،‬وفي ظــرو ٍف‬ ‫نسـ ِّميها‬ ‫َّ‬ ‫محـدود ٌة‬ ‫استشـارتُنا‬ ‫وتاريخ َّيـ ٍة‬ ‫جغراف َّيـ ٍة‬ ‫الـي‬ ‫تلـك‬ ‫ه َي‬ ‫كـم‬ ‫بشـأنها‪،‬‬ ‫يتـ ّم‬ ‫لـم‬ ‫إرادتنـا؟‪ ،‬وكـم هـو هائـ ٌل وغـر محـدود َق َد ُرنـا؟!‪..‬‬ ‫إ َّن أكـ َر مفهـو ٍم للحر ّيَـ ِة الإنسـان َّي ِة يكمـ ُن في مواصلـ ِة إيمانِنـا بالقـدر‪ ،‬ولا يعـي‬ ‫ذلـك الاستسـام بـل التَّسـليم‪ ،‬نعـم‪ ،‬لقـد سـيط ْرنا على ال َّطبيعـة إلى حـ ٍّد كبـ ٍر ولكـ ْن‬ ‫هـل سـيطرنا على مجريـا ِت حياتنـا في هـذه ال َّطبيعـة؟!‪...‬‬ ‫ولــي نــدر َك حقيقــة وضعنــا في هــذا العالــم يعــي أن نســلّم لله‪ ،‬وأن لا يحملُنــا‬ ‫نتق ّبـل‬ ‫أن‬ ‫علينـا‬ ‫عليـه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫شيء‬ ‫بـك ِّل‬ ‫الإحاطـة‬ ‫في‬ ‫جهودنـا‬ ‫نبـ ّدد‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫الوهـ ُم‬ ‫والتغلـب‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪23‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫فالتّسـليم‬ ‫وإرادتـه‪،‬‬ ‫الله‬ ‫َقـ َد ُر‬ ‫والمـان‬ ‫فال ّزمـان‬ ‫بميلادنـا‬ ‫أحاطـا‬ ‫ّ‬ ‫والمـان‬ ‫ال َّزمـان‬ ‫الليـن‬ ‫ولا‬ ‫لهـا‬ ‫حـ َّل‬ ‫لا‬ ‫َّ‬ ‫المأسـاو َيّة‬ ‫الحيـاة‬ ‫ظـروف‬ ‫مـن‬ ‫للخـروج‬ ‫الوحيـدة‬ ‫ال َّطريقـة‬ ‫هـو‬ ‫لله‬ ‫الـي‬ ‫معـى‪...‬‬ ‫إ َّن الإسـا َم لـم يأخـ ِذ اسـ َم ُه مـن قوانينِـ ِه ومح َّرماتِـ ِه بـل مـن ال َّسـام بـن النَّفـس‬ ‫ال ّت ّواقـة للخلـود وبـن ال َقـ َد ِر المحتـوم‪ ،‬الإسـام هـو لحظـ ٌة فار ٌقـة تنقـدح فيهـا شرارةُ‬ ‫وع ٍي باطــ ٍّي مــن قــ َّوةِ النَّ ْفــ ِس في مواجهــ ِة محــ ِن ال َّزمــان‪ِ ،‬مــ ْن الته ُّيــؤ لاحتمــال ك ّل مــا‬ ‫يـأتي بـه الوجـو ُد‪ِ ،‬مـ ْن حقيقـ ِة التَّسـليم لله‪ ،‬إنَّـ ُه ال ِّنظـا ُم الأمثـ ُل للخـاص‪ ،‬إنَّـ ُه النِّظـا ُم‬ ‫مع‬ ‫الـ ِّراع‬ ‫رحلـ ُة‬ ‫بـه‬ ‫بـدأ ْت‬ ‫َّ‬ ‫ال َّصفـاءِ‬ ‫بنفـ ِس‬ ‫الأ َّو ِل‬ ‫لمو ِج ِدهـا‬ ‫النَّ ْفـ ِس‬ ‫لعـودةِ‬ ‫الأمثـ ُل‬ ‫الي‬ ‫ـ ِغ‬ ‫فلتص‬ ‫(الج َّنـة)‪،‬‬ ‫ـا‬ ‫منه‬ ‫بـدأ ْت‬ ‫َّ‬ ‫النُّقطـ ِة‬ ‫لذات‬ ‫ـو ُل‬ ‫والوص‬ ‫ال ُّدنيـا)‪،‬‬ ‫(الحيـاة‬ ‫ال َّطبيعـة‬ ‫الـي‬ ‫نفو ُسـنا لنـدا ِء مو ِج ِدهـا‪( :‬يـا أ َّي ُتهـا النفـ ُس المطمئ َّنـ ُة ارجـي إلى ر ِّبـ ِك راضيـ ًة مرض َّيـ ًة‬ ‫فادخـي في ِعبـادي وادخـي ج َّنـي)‪ ..‬أجـ ْل‪ ،‬إ َّن تلـ َك الطمأني َنـ َة لا يمكـ ُن لنـا الحصـو ُل‬ ‫لله)‪...‬‬ ‫(التَّسـليم‬ ‫الأسـى‬ ‫بالحقيقـ ِة‬ ‫نؤ ِّطـ ْرهُ‬ ‫لـم‬ ‫مـا‬ ‫ْ‬ ‫مـن‬ ‫أوتينـا‬ ‫مهمـا‬ ‫عليهـا‬ ‫العلـم‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 24‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪25‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫ثال ًثا‬ ‫الشعر‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 26‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫مل ٌك على أبوابها ض ّلي ُل ‬ ‫الشاعر علي صالح الجاسم‬ ‫وال ّســائرون عليــه َثــ َّم قليــ ُل‬ ‫لا تبتئــ ْس هــذا ال ّطريــق طويــ ُل‬ ‫ســتطو ُل‬ ‫حلمــه‬ ‫ســناب ُل‬ ‫ً‬ ‫كـ ْن أنـ َت مفتـاح البدايـة وانتـ ْر‬ ‫قمحــا‬ ‫لا يثنيَ ْنــ َك تخــ ّو ٌف وخمــو ُل‬ ‫اقصــ ْد بمشــي َك س ْر بغــر تــر ّد ٍد‬ ‫تخبرهــم حكايــ َة مــا جــى قابيــ ُل‬ ‫الأحفـا ُد‬ ‫ـك‬ ‫حول‬ ‫ـتجل ُس‪..‬‬ ‫س‬ ‫ً‬ ‫يوم‬ ‫ـا‬ ‫كيـف يصـول في سـاحاتنا ويجـو ُل؟‬ ‫ال ّنمــرود‬ ‫عــن‬ ‫ســتخبرهم‬ ‫ً‬ ‫حتمــا‬ ‫عـن طعنـ ٍة في الظهـر حـن تغيـ ُل‬ ‫عــن لعنــة ال ّســارين في أنفاســنا‬ ‫جــراً إلى أوهامهــم ســتدو ُل‬ ‫عـن جوقـة الحمـى تظـ ُّن دما َءنـا‬ ‫عـن هيئـة الأمـم الـي ا ّتـد ْت على‬ ‫أشــائنا ‪ ،‬والقاتلــون مغــو ُل‬ ‫ســتقول ك ّنــا ُعــ َّزلاً إلاَّ ِمــ َن‬ ‫الأحــام تنســ ُجها الغــدا َة فصــو ُل‬ ‫في فهمهــا لا يُق َبــ ُل التأويــ ُل‬ ‫اضبـ ْط جمـوح الوقـت‪َ ..‬د ِّو ْن فكـرةً‬ ‫«ســ ّج ْل بــرأس الصفحــة الأولى»‬ ‫العروبــ ُة كذبــ ٌة ودماؤهــا بــرو ُل‬ ‫سـ ّج ْل بـأ ْن قـد صـار يا مـا صار في‬ ‫ُشــلّ ْت يمــن الكبريــاء بموطــ ٍن‬ ‫هــذي ال ّربــا إذ يُقــذ ُف البرميــ ُل‬ ‫يُصليــه نــاراً خائــ ٌن وعميــ ُل‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪27‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫ورصاصــ ُه في صدرنــا مغلــو ُل‬ ‫نـادى إلى الأقـى الشريـف وقاح ًة‬ ‫قـد حـ َّط هولاكـو بجيـب قميصـه‬ ‫حتفـاً ‪ ،‬فليـس لمـا اسـتباح مثيـ ُل‬ ‫ضاقـ ْت بـك ِّل جهاتهـا ال ّدنيـا بنـا‬ ‫ـبي ُل؟‬ ‫س‬ ‫الخ ـاص‬ ‫إلى‬ ‫فكي ـف‬ ‫ً‬ ‫ذرعا‬ ‫المســدو ُل‬ ‫مو ُجهــا‬ ‫ْ‬ ‫لــم‬ ‫حــى البحــار على رحابــة صدرهــا‬ ‫يحتملنــا‬ ‫يكتـ ْب خلا َص َك سـي ُف َك المسـلو ُل‬ ‫س ْر في طريقــ َك ســ ّيداً في نفســه‬ ‫للعتــ ِق ‪ ..‬ليــس كمثلهــا ســ ّجي ُل‬ ‫ـا‬ ‫َ‬ ‫ترجـ ْم‬ ‫‪..‬‬ ‫الـروح‬ ‫ـماء‬ ‫س‬ ‫لـ ّو ْن‬ ‫نحــو اليبــاب مــع المســاء َجهــو ُل‬ ‫توقه‬ ‫منفــا َي قافلــة الغيــاب يج ّرهــا‬ ‫إلى ال ّديــار فــؤاد َي المشــغو ُل‬ ‫منفـا َي منـذ قفل ُت يحملـي الحني ُن‬ ‫نهــ َب النّفــاق المــ ّر وهــو يســي ُل‬ ‫منفـا َي أهـي ال ّط ّيبـون وقـد غـدوا‬ ‫ســتمي ُل‬ ‫أكبادهــم‬ ‫على‬ ‫ً‬ ‫مــر ُدوا عليــه كأ ّن في غلوائــه‬ ‫ريحــا‬ ‫ســتمي ُل‬ ‫أكبادهــم‬ ‫على‬ ‫ً‬ ‫ســتمي ُل‬ ‫أكبادهــم‬ ‫على‬ ‫ً‬ ‫ريحــا‬ ‫ريحــا‬ ‫جيــ ٌل ‪ ،‬ويُــول َد للكرامــة جيــ ُل‬ ‫نحتــاج تيــه الأربعــن لينتــي‬ ‫الحــ ُّق ناصيــ ُة ال ّصبــاح ســتنتشي‬ ‫في رســمه للثائريــن ســهو ُل‬ ‫سـيط ُّل مـن هـام الجبـال سـحاب ٌة‬ ‫لل ّظامئــن فترتويــه طلــو ُل‬ ‫اكتــ ْب على جدرانهــا‪ :‬هــذا الذي‬ ‫قــد قــاله القــرآ ُن والإنجيــ ُل‬ ‫انظــ ْر أمامــك جــاو ِز البحــر الذي‬ ‫لـك موع ٌد في ال ّشـام فاختص ِر المدى‬ ‫في منتهــاه ربي ُعــ َك المأمــو ُل‬ ‫وأز ْح لثــا َم الليــل يــا جبريــ ُل‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 28‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫في ج ّوهــا‪ ،‬والياســمي ُن َذهــو ُل‬ ‫ذا قاســيو ُن يشــ ُّم ريحــ َك عابقــاً‬ ‫بــردى يص ّفــ ُق إذ رآك تصــو ُل‬ ‫يــا أيُّهــا الحــ ُّر النّبيــ ُل ألا تــرى؟‬ ‫ملــ ٌك على أبوابهــا ض ّليــ ُل‬ ‫هـذا البشـ ُر وذا قمي ُصـ َك أخـ ٌر‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪29‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫صرخ ُة الجر ِح‬ ‫الشاعر محمد نادر الرزوق‬ ‫وصرخـ ُة الجـر ِح مـ ّن أرض الحضارات‬ ‫أت ّيـ ُت أ ّحـ ُل آلامي ومأسـاتي‬ ‫وأرسـل ْتها إلى أهـ ِل المـروءا ِت‬ ‫وشـع ُر هند التي‪ .‬ق ْصت‪ .‬ضفائِرها‬ ‫وصو ُت ث ّكلى تنادي أين أمتنا‬ ‫أين الصناديد فرسـان الرهانات‬ ‫أيـن الذيـن يبيعون النفوس إذا‬ ‫حرائر الشام سيقت للخطيئات‬ ‫أليـس في ُأ ّمـة الإسـام معتص ٌم‬ ‫لـي يضمـ َد يـا قـومي جراحاتي‬ ‫وكيـف ترضون أ ّن ت ُسـى حرائركم‬ ‫وأ ّن تُدن َس أعرا ُض العفيفا ِت‬ ‫ولا مددتّم إلى الث ّك أياديكم‬ ‫ولا مسـحتم على رأس اليتيمـات‬ ‫أما رأيتم نزيف الجرح في جسـدي‬ ‫أما رأيتم سـاكين العصابات‬ ‫مـدى اللئـام بأعماقي تمزقني‬ ‫ولم تلام ْس سـماع العرب صرخاتي‬ ‫ب ّئس الأخوة لا رح ٌم ولا صل ٌة‬ ‫ولا انتسـا ٌب لأفعا ٍل حميدات‬ ‫ما أفلحت أم ٌة تدعى لمكرمة‬ ‫أو ت ُستغاث لإنقاذ الضعيفات‬ ‫طو ْت صحائفها الغرا ُء وافتتحت‬ ‫يـا ويـح أ ّمك يـا ابن العـرب قد ولدت‬ ‫ً‬ ‫مـا أفلـ َح العـرب إلا في تخاذلهم‬ ‫صحائفا كالليالي المدلهمات‬ ‫ً‬ ‫أخا رماك بمران العداوات‬ ‫ُ‬ ‫وسـي نبتهـم خلف الملذات‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 30‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫وأنهكتها بأنواع الهزيمات‬ ‫عرو ُشهم أورث ْت عاراً لأمتنا‬ ‫وكم تسـابق فرسـان الفتوحات‬ ‫كم هبت الشـام يا قـومي لنجدتكم‬ ‫ولـم يضنـوا بـأرواح أبيات‬ ‫فلـم يغضـوا عـن المكلوم طرفهم‬ ‫فيهرعون على بعد المسـافات‬ ‫قلوبهم تسمع الشكوى وإن بعدت‬ ‫وتنعمون بأكناف الإهانات‬ ‫ما بالكم تحسبون الظلم مكرمة‬ ‫ولا ركبتـم على ظهـر المغـرات‬ ‫كأن شيبان ما كانت عشيرتكم‬ ‫حلم الذباب بأكياس النفايات‬ ‫أعياكم الذل حتى بات حلمكم‬ ‫عاشـت بمحرابها كل الديانات‬ ‫أليست الشام أرض الأنبياء وقد‬ ‫من الظلام بأنوار الهدايات‬ ‫منهـا انطلقنا إلى الدنيا نحررها‬ ‫ذلا وما ركنوا إلا لميقات‬ ‫يا شام أهلك جند الله ما ألفوا‬ ‫أو أن تكالب أصحاب الضغينات‬ ‫مـا همهـم أن تـداعى نحوها أمم‬ ‫تنـر في كل يـوم ألـف مشـاة‬ ‫يا شام صبراً فمازالت مشاعلنا‬ ‫لنـرة الحـق في كل المكانـات‬ ‫رجالـك اليوم كالطوفان قد نفروا‬ ‫ومن تمسك في حبل السماوات‬ ‫والله ينـر مـن هبوا لنصرته‬ ‫يلوي سـواعدنا جمع الحثالات‬ ‫أجل سنهدم عرش الحاقدين ولن‬ ‫وسـوف نرفع فوق الشـمس راياتي‬ ‫وندفـع الذل عن أهلي وعن وطني‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪31‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫أنثى من الماء‬ ‫الشاعر حسين أحمد الحسين‬ ‫ِشـعـ ِري َو َشـع ُر ِك والـــ ِمصبا ُح والـ َو َر ُق‬ ‫لَــ ْيــ َل ِن واتَّــ َحــ َدايَـحـ ُدو ُهـ َماالأَ َر ُق‬ ‫يُـ َغــالِ ُب الـ َم ْو َج َر ْشـ ُف الـ َما ِء والـ َغ َر ُق‬ ‫َقــ ْمــ ُح الـ َّضـ َفـائِ ِر َشــ َّل ٌل يُـ َحـا ِ ُص ِن‬ ‫و َجـ َّنــ َتا ِن َجـ َنـا َها الـ َّر ْمـ ُش والـ َحـ َد ُق‬ ‫َعـ ْيـ َنا ِك ‪َ ..‬د ْفــ ُق َربِـيـ ٍع َهــ َّز أ ْز ِمـ َنـ ِت‬ ‫أنَـا ِمـ ُل الـ َّشـو ِق فــي َكـ َّفـ ّي تَـ ْسـ َتبِ ُق‬ ‫ُمــ ْد َهـا َمـ َتــا ِن إذا َكـ ْفـ َكـ ْفــ ُت ِظـلَّـ ُهـ َمـا‬ ‫فــي َط ْفـ َرةِ ال َبـو ِح يَص ُحو فِي ِه َمـا الأل ُق‬ ‫تَــلُـ ُّمـنِــي َو َطـــ َنـــاً أ ْســــــ َوا ُرهُ ِمــــ َز ُق‬ ‫َخـــ َّدا ِن وانطفأا لَـ َّمـــا َهـ َمـى َغـ َسـ ٌق‬ ‫مــن َعــب َق ِر الـ ِّشع ِر فـي َعـين َّي تَـ ْنبَثِ ُق‬ ‫َهــلَّ ْت م َن ال َغيـ ِب ت َـ ْ ِري َو ْ َه ُم ْ ِش َق ٌة‬ ‫َســ َّحـ ْت ُفــ َراتَـاًعـلـى َكـ َّفـ ّي تَـ ْنـ َزلِ ُق‬ ‫ُأ ْنـ َى مـ َن ال َمـاءِ َتْـري في ُع َبـا ِب َدمي‬ ‫ُأنْـ َثـى ِمــ َن الـ َمـا ِء َأنّــى َز َّمـنِـي َظـ َم ٌأ‬ ‫َفـ َيـ ْس ُج ُد الـ َحـر ُف لَـ َّما يُـ ْ ِش ُق الـ َفلَ ُق‬ ‫يُــ َسـ ِّبـ ُحالل َهفــــيآيَــاتِـ َهـاالــ َعـ َبـ ُق‬ ‫تُـ َز ْمـ ِز ُم الـ ِّشـع َر نُــ َّوا َراً عـلـى َشـ َفـ ِت‬ ‫تَـ َنـ َّف َس الــ َور ُد فِـيـ َها ُكـلَّـ َما ابْـتَ َس َم ْت‬ ‫بَــر َقـاًيُـ َبـ ْس ِم ُل فــي أ ْهـ َدابِـ ِه الـ َغـ َس ُق‬ ‫َو َغـلَّـ َق ْت ِخـد َر َهـــا الأشـوا ُق والـ ُّط ُر ُق‬ ‫تَـ ْبـ ِك وتَـ ْضـ َح ُك َغـيـ َماً َهــ َّل بَـا ِرقُـ ُه‬ ‫َفـ َسـا َل مــن َكـ ِّفـ َها الـ ُّتـ ّفا ُح والـ َحـ َب ُق‬ ‫ِسـ ُّتــو َن َعـا َمـاً ومــا َزالـــ ْت تُـ َرا ِو ُدني‬ ‫َأ ْعـ َتـ ْد ُت ُمـ َّتـ َكأً فــي َصــر ِح أورِ َدتِـي‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 32‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫َشــ ْم َعاً عــى َدمــ ِع ِه الأوجا ُع تَص َط ِف ُق‬ ‫َأو َقـــد ُت ُكــــ َّل تَـ َبـا ِريحي تُـ َسـا ِم ُر ِن‬ ‫َأيْــ َق ْظ ُت أنْــ َدلُ َساً فــي َو ْج ِه َها َف َص َح ْت‬ ‫َشـ ْم ُس ال ُع ُصو ِر َو َما َج ال َّشـ ْه ُد وال َّشـ َف ُق‬ ‫َو َسـيـ ُف َطــا ِر َق فــي الـ َخ َّدي ِن يَـأْتَلِ ُق‬ ‫ُخـ ُيـو ُل ُعـ ْقـ َب َة تَـ ْجـ ِري فــي تَـ َرائِـبِ َها‬ ‫بَــــو ُح الــمـــآ ِذ ِن بِـالـ َّتـ ْذ َكرِ يَـ ْخـ َتـنِ ُق‬ ‫تَــ ُفو ُح َشــا َماً َو ُصـ ْب ُح الــ َيا َس ِمي ِن هو ًى‬ ‫نَــ ْخــ َلًبِـ ُعـ ْر ُجـونِ ِهالأ ْقــ َمـا ُرتَـ َّتـ ِسـ ُق‬ ‫تَـ ِمـي ُس بَـ ْغـ َدا ُد فِـيـ َها ُكـلَّـ َما َخـ َطـ َر ْت‬ ‫َفــجـا َءيَـ ْسـ ُكـ ُنني ِمـــ ْنلَـ ْيـلِ َهاالأَ َر ُق‬ ‫َقـ َبــ ْس ُت ِمــ ْن نِـيلِ َها َضــو َءاً يُـؤان ِ ُس ِن‬ ‫َفــ َعــا َد ُمـ ْرتَـ ِجـ َفـاًيَـ ْجـ َتـا ُح ُهالـ َقـلَـ ُق‬ ‫َأرسـلـ ُت ُهـ ْد ُهـ َد أحـلا ِمـي إلــى َسـ َبأ ٍ‬ ‫َو َســــ ُّد َمــــأرِ َببِــالأَعـرا ِبيَـ ْنـ َفـلِ ُق‬ ‫َفـ َغـابَـ ُةالـ ُعـ ْمـ ِربِــالأَو َطـا ِنتَـحـ َتـ ِر ُق‬ ‫َفـ َعــر ُش بِـل ِقي َس َمــر ُصو ٌد بِـ ِذي يَـ َز ٍن‬ ‫َطـ ِفـ ْق ُت َأ ْخـ ِصـ ُف مــن َجـ َّناتِ َها َو َر َقـاً‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪33‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫المطالع‬ ‫الشاعر طالب سليمان الشنتوت‬ ‫َو تُنبيـ َك ع ْن حجـ ِم الجرا ِح المدام ُع‬ ‫بَقـدرِ جما ِل البو ِح ت َسـمو ال َم َطال ُع‬ ‫عظيـ ٌم هطـو ُل الشـع ِر ِمث َل سـحاب ٍة‬ ‫لام ُع‬ ‫الشـو ِق‬ ‫ِمـ َن‬ ‫بـر ٌق‬ ‫َم ّسـها‬ ‫َ‬ ‫كأ َّن بنـا ِت الشـع ِر حـ َن تَـألأ ْت‬ ‫إِذا‬ ‫َفتحملـ َك الأحـا ُم فـو َق ُعرو ِشـها‬ ‫بـدو ٌر ُأزيلـ ْت عـ ْن سـناها البراقـ ُع‬ ‫و تسـقي َك مـ ْن عذ ِب البيـا ِن المناب ُع‬ ‫سـاط ُع‬ ‫و البد ُر‬ ‫ُ‬ ‫يُغا ِز ُلـا‬ ‫و تُلـ ِي ب َك الأشـوا ُق في ُح ْض ِن ِضف ٍة‬ ‫الصفصاف‬ ‫على وجنــ ِة المشــتا ِق خــا ٌل و طابــ ُع‬ ‫كأ ّن انعـا َس النـورِ فـو َق ميا ِههـا‬ ‫و تُهـدي إلي َك الشـه َد بِك ُر عرائ ٍش‬ ‫تَدلـ ْت قُبيـ َل الجني و القطـ ُف يان ُع‬ ‫ت َ ْشــ َت ُّم َك الآفــا ُق كالأ ِم لابنهــا‬ ‫و وتشـتاقُ َك الشـطآ ُن و المو ُج راج ُع‬ ‫ل َت َه ُبنــا يــو َم اللقــا ِء القواطــ ُع‬ ‫َنــو ُز ســما َء الصــ ِر صــراً َو إِننــا‬ ‫تفيـ ُض إذا كـ ُّف السـحا ِب تُمانِـ ُع‬ ‫نُلا ِمـ ُس مـا َء البحـ ِر َيلـو و َك ُفنـا‬ ‫ُسـجوداً َف ُتصغي في السـما ِء المسـام ُع‬ ‫لواعــ ٍج‬ ‫َ‬ ‫الأر ِض‬ ‫لخــ ِّد‬ ‫ن ُــ ِ ُّر‬ ‫نــوى‬ ‫ليرتَــ َّد نــو ٌر ح َّجبتــ ُه المواجــ ُع‬ ‫ف ِم ْن ياسـمي ِن الشـا ِم هاتـوا قمي َص ُه‬ ‫َتلَّـ ْت بِبعـ ِض النـا ِس بِضـ ُع َمكار ٍم‬ ‫المراجـ ُع‬ ‫المكرمـا ِت‬ ‫ِّ‬ ‫و نحـ ُن‬ ‫لِـل‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 34‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫نُطلِ ُقهــا حــى تمــو َت المطامــ ُع‬ ‫ًُ‬ ‫الدنيـا‬ ‫َ‬ ‫إِ َذا‬ ‫بَر ْزنَــا لهــا كالمــو ِج إ ْذ يَتدافــ ُع‬ ‫أناسـا بِزي ِفهـا‬ ‫أغـو ِت‬ ‫تَ َرانــا بســاحا ِت الشــآ ِم نُبايِــ ُع‬ ‫َو إ ْن َأبـ َد ِت الحر ُب الضرو ُس نُيو َبها‬ ‫تُذيـ ُب سـني َن العم ِر في َهـا الفواج ُع‬ ‫َو لا القو ُس َمشـدو ٌد َو لا السـي ُف َقا ِط ُع‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُع‬ ‫ـدا ُد‬ ‫بغ‬ ‫إذا َض َّفـر ْت‬ ‫لَعمـ ُر َك لـ ْم يلـ َق البطولـ َة خانـ ُع‬ ‫فرات ِه ـا‬ ‫ـرف‬ ‫َو يمنـ َع ليـ َل الظلـ ِم و الـ ِر واز ُع‬ ‫ُمقيم ٌة‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫قـر ٍن‬ ‫نص ُف‬ ‫مـى‬ ‫َأحـ ُّب مـ َن ال ُدنيـا إِذا الـرأ ُس خاض ُع‬ ‫العجـاف‬ ‫َو أخلاقُنــا قــ ْد َهذب ْتهــا الجوامــ ُع‬ ‫بَاسـماً‬ ‫الثغ ِر‬ ‫بار َق‬ ‫يَدنو‬ ‫الفجـ ُر‬ ‫َ‬ ‫فللحـ ِق فرسـا ٌن و للـ ِّر راد ُع‬ ‫فـا‬ ‫تُــدا ُر إِذا ثــا َر الحســا ُم الممانِــ ُع‬ ‫و نُث ِمـ ُر جـوداً إ ْن أ َت الـ َّي َجائِـ ُع‬ ‫َف َيـا مـ ْن تَـرو ُم المجـ َد م ْن غـ ِر ِه َّم ٍة‬ ‫فأنـ َت َك ُف ِّل الشـا ِم لا شـ َّك َرائِ ُع‬ ‫لقـ ْد آ َن للصبـ ِح الدمشـ ِ ِّي َأ ْن يُـ َرى‬ ‫َو ِعطـر َك فـوا ٌح َو َوجهـ َك َسـا ِط ُع‬ ‫لَصمصامـ ٌة في الحر ِب يَعلـو َصليلُها‬ ‫عـ ِن الحـ ِق في ُ ِّك البـا ِد نُدافِـ ُع‬ ‫َمآ ِذنُنــا فــو َق البــا ِد بَيــار ٌق‬ ‫يزلـز ُل عـر َش الظل ِم و هـ َو يُقارِ ُع‬ ‫لنـا الصول ُة ال ُكـرى َو إِ ْن طـا َل بُع ُدها‬ ‫َهـوى عـر ُش كـرى ‪ ،‬ليـ َس للظلـ ِم صولة‬ ‫َنــو ُع و نَعــ َرى و النفــو ُس َأبيــ ٌة‬ ‫َ‬ ‫َف ُع ْد‬ ‫البعـا ُد‬ ‫طا َل‬ ‫ق ْد‬ ‫َأيَـا صبـ ُح‬ ‫لا‬ ‫سـيأتي َك م ْن َأ ْقـ َى المدين ِة َضا ِحكاً‬ ‫َطوي َنـا جـرا َح ال ُعمـ ِر ثُ ْرنـا َو إِننـا‬ ‫َفأَع َظـ ُم َمـا في العمـ ِر َو ْق َفـ ُة فار ٍس‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪35‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫رؤى وأطياف‬ ‫الشاعر محمد نادر فرج ‪ -‬أبو هما م‬ ‫َحنايانــا‬ ‫في‬ ‫عا َشــ ْت‬ ‫َ‬ ‫َشــوقاً‬ ‫إنّــا تَهيــ ُج بنــا الأَشــجا ُن‪ ،‬تغم ُرنــا‬ ‫ِلطيــاف‬ ‫كانــا‬ ‫ّ‬ ‫َحنينــاً‪.‬‬ ‫وتســتفي ُض‬ ‫تَهفـو لهـا الـ ُّرو ُح‪ .‬ت َشـكو َهـ َّم ُغربتِنـا‬ ‫لــذي‬ ‫َ‬ ‫ًَ‬ ‫ال َوجــ ِد‬ ‫َغمــرةِ‬ ‫في‬ ‫نَبــي َجــواً وريــا ُح ال َبــ ِن تَغم ُرنــا‬ ‫وتنانــا‬ ‫أشــواقا‬ ‫يـا ُصبـ ُح‪ .‬هـ ْل فـا َض فيـ َك ال َفجـ ُر ُمبتسـماً‬ ‫مــ َع النَّســي ِم يواســينا و َيرعانــا‪.‬؟‬ ‫تلـك ال ُّربـو ِع يُنـاغي القلـ َب‪َ .‬ولهانا‪.‬؟؟‬ ‫وهــ ْل لهُ َهمســا ٌت كالنَّســي ِم على‬ ‫َ‬ ‫تَرجيــ ُع‬ ‫بــ ِه‬ ‫ال ِّضفــا ِف‬ ‫تلــ َك‬ ‫مـا أجمـ َل ال َحـو َر يُهـي بال َحفيـ ِف على‬ ‫نوانــا‬ ‫تغــاز ُل ال َفجــ َر َمســحوراً ونشــوانا‬ ‫و َيصــد ُح ال َّطــ ُر أنغامــاً لهــا َشــ َج ٌن‬ ‫يلامــ ُس الأفــ َق ف َّياضــاً ليلقانــا‬ ‫ويهمـ ُس النَّهـ ُر في النَّجـوى َك َدفـ ِق صـد ًى‬ ‫ُ‬ ‫َعــ َّز‬ ‫مــا‬ ‫إذا‬ ‫يمــو ُر‬ ‫َطيفــاً‬ ‫َخــ َدي‬ ‫ُذرى‬ ‫في‬ ‫ً‬ ‫ويســتفي ُض‬ ‫لقيانــا‬ ‫حنينــا‬ ‫َ‬ ‫َأعاصــراً‪.‬‬ ‫فيــ َك‬ ‫تثــ ُر‬ ‫يـا قلـ ُب هـذي ُطيـو ُف ال َفج ِر سـاهم ًة‬ ‫وأغضانــا‬ ‫له أعــ َّد ْت َحنايــا القلــ ِب أوطانــا‬ ‫فا َضـ ْت مـ َع ال َّشـو ِق والنَّجـوى على ُحلُ ٍم‬ ‫نيرانــا‬ ‫فيــ ِه‬ ‫َ‬ ‫البُعــ ُد‪،‬‬ ‫بــ ِه‬ ‫َ‬ ‫و َك ْم‬ ‫ال َحنـ ِن‬ ‫َ‬ ‫مـن‬ ‫ال َوجـ ُد‬ ‫فها َجـ ُه‬ ‫أورى‬ ‫أذرى‬ ‫فيـ ِض‬ ‫طيــ ٍف تَم َّهــ َد في الأغضــا ِن أركانــا‬ ‫رؤى‬ ‫ال َجميـ ِل‬ ‫ال َبد ِر‬ ‫مـ َع‬ ‫ُ‬ ‫ذا‬ ‫كـ ْم‬ ‫أنـاجي‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 36‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫وإيمانــا‬ ‫ً‬ ‫بي‬ ‫ويحفــ ُز‬ ‫ح ّبــاً‪.‬‬ ‫في ك ِّل بارقــ ٍة ألقــا ُه يَغمــ ُرني‬ ‫عزمــا‪.‬‬ ‫في جنــة الخُــ ِد‪ ،‬بال ُّرضــوا ِن يلقانــا‬ ‫لا زلــ َت يــا أبــي روحــاً تح ِلّــ ُق بي‬ ‫فيهــا نُنــاغي ال ُّربــا َروضــاً‪ .‬و ِوديانــا‬ ‫َســناً‬ ‫ال ُّربــو ِع‬ ‫ُ‬ ‫على‬ ‫نــزا ُل‬ ‫ولا‬ ‫أفــ ِق‬ ‫أزمانــا‬ ‫َ‬ ‫مــ َع‬ ‫فيــ ِه‬ ‫تَطــو ُف‬ ‫رؤ ًى‬ ‫ُ‬ ‫اَلنَّجوى‬ ‫في‬ ‫ال َّصـ ِّب‬ ‫لدى‬ ‫هاجـ ْت‬ ‫الأحــا ِم‬ ‫طيـوف‬ ‫تهيــ ُج فيــه مــ َن الأشــوا ِق بُركانــا‬ ‫قـ ْد َأو َقـ َد البُعـ ُد في ر ْحـ ِب ال َخيـا ِل ُمـ ًى‬ ‫ونَلتــي في ُربــا الأوطــا ِن إخوانــا‬ ‫ُمشــفق ًة‬ ‫الأقــدا ُر‬ ‫ت ُســع ُف ُه‬ ‫َ‬ ‫هــ ْل‬ ‫ســوف‬ ‫إلى ال ُّربــو ِع‪ .‬فنلقاهــا وتلقانــا‬ ‫َولهــاً‬ ‫ً‬ ‫فــؤادي‬ ‫يَتــو ُق‬ ‫ذا‬ ‫كــ ْم‬ ‫ســاهما‬ ‫وأنــ َت َوحــد َك مــن نُفضيــ ِه َشــكوانا‬ ‫يــار ُّب ليــ َس لنــا إلا َك يَرحمُنــا‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪37‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫طفولة منسية‬ ‫الشاعر عمر كرنو‬ ‫حدثــا فهــا أمهلتــك قليــا‬ ‫طالتـك أحـداث الزمـان ولـم تـزل‬ ‫قمـم الجبـال فكـم حملـت ثقيـا‬ ‫وحملــت أعبــاء تنــوء بحملهــا‬ ‫واليــوم في العشريــن صرت طويــا‬ ‫كنـت ابن عـر حين طـار شرارها‬ ‫عهــد الطفولــة أنــة وعويــا‬ ‫يــا للطفولــة في براءتهــا قضــت‬ ‫يــر قاتــا بعدالــة مقتــولا‬ ‫طفــل رأى ظلمــا بــا ســبب ولــم‬ ‫حي ولــم يــرض الحيــاة ذليــا‬ ‫مــا ذنبــه إلا بــأن ضمــره‬ ‫بــأن تلاقــوا للغــراب بديــا‬ ‫أودعتمــوه بخيمــة ووعدتمــوه‬ ‫خلــف الســتائر في العــراء فحــولا‬ ‫هـذي الخيـام برغـم قسـوتها حوت‬ ‫يومــا فكيــف وأنــت بــت عليــا‬ ‫أتريــد قهــر عزيمــة لــم ترتعــد‬ ‫حمقــاء تشــبه في الجســوم عجــولا‬ ‫أتدنــس الأرض الطهــور بثلــة‬ ‫ســل إن أردت الصــارم المصقــولا‬ ‫هــذي البــاد عزيــزة برجالهــا‬ ‫لرأيــت سرد الحادثــات خجــولا‬ ‫إن حــول التاريــخ عنــا طرفــه‬ ‫فلــك نكــون بــه عليــه دليــا‬ ‫مــا المجــد إلا نحــن أو مــن دار في‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 38‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫و الخيبا ُت‬ ‫سيزيف‬ ‫و الأشعا ُر داخلها‬ ‫الشاعر عبد الباسط عليان‬ ‫و قل ًبا مثلها‬ ‫سيزي ُف‪. .‬‬ ‫في الحب‬ ‫يا سيزي ُف‬ ‫كم سيمو ُت‬ ‫أو في الحر ِب‬ ‫جاه ْل‬ ‫بعد َك‬ ‫ْ‬ ‫جرب َت أن تمضي إلى غدك التعي ِس‬ ‫من يحاول !!‬ ‫بكل ما أوتي َت‬ ‫يا أن َت !‬ ‫كم ستنو ُء بع َد َك‬ ‫من أم ٍل‬ ‫و ظه ُر الح ِّظ‬ ‫ِم ْن‬ ‫كواه ْل‬ ‫مائ ْل‬ ‫ها أن َت أن َت فك ْم ستبقى‬ ‫و حمل َت سي َف َك أده ًرا‬ ‫دونما أم ٍل‬ ‫حتى انحنى‬ ‫تحاول !!‬ ‫يا لانحناءات‬ ‫جرب َت تحم ُل خيم ًة‬ ‫السناب ْل !!‬ ‫و حقائ ًبا‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪39‬‬ ‫تتزاح ُم الأحلا ُم‬ ‫و الآلا ُم‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫ً‬ ‫جرب َت تحمل ُه‬ ‫مقتول‬ ‫و قات ْل‬ ‫و تجري فوق أعواد المشان ِق‬ ‫مادام يخف ُق في جناحا ِت النّسو ِر‬ ‫شام ًخا كالنا ِر‬ ‫محل ًقا‬ ‫وتدو ُر في ك ّفي ِه أر ٌض‬ ‫في رأس‬ ‫و الكواكب خ ْل َف ُه‬ ‫المشاع ْل‬ ‫لا بأ َس بال ّسور ّي أن يبقى‬ ‫تعدو‬ ‫على أم ٍل يدثّ ُر فيه‬ ‫و من عيني ِه تنبج ُس‬ ‫آلاف‬ ‫الأيائ ٍل‬ ‫الدمام ْل‬ ‫لا بأس أن يبقى طري ًدا‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫أو شهي ًدا‬ ‫لا يساو ُم‬ ‫لا يخات ُل‬ ‫لا يجام ْل‬ ‫لا بأ َس إن سار ْت حكايت ُه‬ ‫بعي ًدا‬ ‫عن‬ ‫مسارا ِت‬ ‫الجداو ْل‬ ‫مادا َم م ْن في الكون‬ ‫‪ 40‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫شع ٌب أنا‬ ‫الشاعر محمد أحمد عز الدين‬ ‫وتعيـد خلـف الشـمس حـ ّر مقالي‬ ‫ً‬ ‫وتكـون مهمـا طـر َت تحـت نعـالي‬ ‫عبثــا تحــاول أن تميــت نضــالي‬ ‫محروقــة الأطــراف للأنــذال‬ ‫الزهــر الجميــل لســلة العــذال‬ ‫سـأكون فـوق الغيـم مهمـا خنتـي‬ ‫الكبــش الذبيــح لأمــة الأنفــال‬ ‫بالخــر والأفــار والأفعــال‬ ‫فأنــا مــن الأحــرار بعــض رســال ٍة‬ ‫والنــور في القمــراء بعــض هــالي‬ ‫وأنــا ســحاب الخــر للمــرعى‪ ،‬أنــا‬ ‫ومـن الحديد أشـيد حصـن خصالي‬ ‫تـد الجهـات‪ ،‬مـن الجنـوب شـمالي‬ ‫وأنــا رغيــف الخـز للجــوعى‪ ،‬أنــا‬ ‫والســاعة الحمــراء قــرن نــزالي‬ ‫شــع ٌب أنــا‪ ،‬ح ّي الفســائل‪ ،‬مــر ٌع‬ ‫صــوت النواعــر الرخيــم ببــالي‬ ‫في جيد َي الشـمس الصبـوح تألقت‬ ‫برشــيده وعقــاله الم ّيــال‬ ‫مـن قاسـيون أقـ ّد قلـب عزيمـي‬ ‫لا شيء مثــل حســيبها الكيــالي‬ ‫أمــي على الأعنــاق غــر مبــال‬ ‫وعلى جـدار المـوت كانـت صرخـي‬ ‫في حمــ َي الدهــر الطويــل هنيهــ ٌة‬ ‫غاب الشــمال بســيفه ورصاصــه‬ ‫والديــر مــزول الأكابــر شــام ٌخ‬ ‫لا شيء يشــبه إدلــب الخــراء لا‬ ‫هــذا أنــا تــرس الزمــان ونصلــه‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪41‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫رسو ُل الأم ْل‬ ‫الشاعر أكرم عطوة‬ ‫سيأت ْي قبل أ ْن يأت ْي الصبا ْح‬ ‫سيأت ْي ُمتأخراً ‪ ..‬لك ّنه سيأت ْي‬ ‫الموتى‬ ‫زنزانة‬ ‫من‬ ‫الشم ُس‬ ‫َ‬ ‫أ ْن‬ ‫وقبل‬ ‫ْ‬ ‫ترج‬ ‫كمط ٍر من بعد جفاف‬ ‫وم ْن قصور الأمرا ْء‬ ‫ْ‬ ‫يَنتظ ُر‬ ‫كزيتو ٍن‬ ‫القطاف‬ ‫ينطف ْئ‬ ‫لا‬ ‫نو ٍر‬ ‫من‬ ‫‪..‬‬ ‫ًَ‬ ‫حاملاً‬ ‫سيأت ْي‬ ‫سيأت ْي ُمتعباً ‪ ..‬لك ّنه سيأت ْي‬ ‫قبسا‬ ‫يُضي ُء شموعنا المطفأ ْة‬ ‫كفار ٍس يَمتط ْي المستحي ْل‬ ‫ويَمس ُح دموعنا المختبئ ِة‬ ‫يُعان ُق الغيمة ‪ ..‬كالنخي ْل‬ ‫في أعين الأطفا ِل ‪..‬‬ ‫ذاك الذي انتظرناه في برد الشتا ْء‬ ‫في غضب الكبريا ْء‬ ‫يَتخطى حاجز اليأ ِس‬ ‫في العراءِ ‪..‬‬ ‫وفي الرمضا ْء‬ ‫جدار الخو ِف‬ ‫فلسفة الجبنا ْء‬ ‫في خيام اللجو ِء‬ ‫ُعروش ال ُذ ِّل‬ ‫في غرف الجو ِع‬ ‫وفي بيوت الفقرا ْء‬ ‫حصون الغربا ْء‬ ‫يَنتز ُع الثورة من عجزها ‪..‬‬ ‫في أقبية السجو ِن ‪..‬‬ ‫وحين تُغلق العيو ْن‬ ‫من قيدها‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 42‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫سيأت ْي ‪ ..‬سيأت ْي‬ ‫ومن ت َس ّلط الأخوة الأعدا ْء‬ ‫وحينما يأت ْي‬ ‫من المتهالكين على مقعد وه ٍم‬ ‫ستأت ْي للظالمين ‪ ..‬ساع ُة الأج ْل‬ ‫عند أقدام قيص ْر‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪43‬‬ ‫من الصاعدين على جماجم الشهدا ْء‬ ‫سيأت ْي ‪ ..‬وإ ْن تأخ ْر‬ ‫ل َينتزع وردةً حمراء من راي ٍة خضرا ْء‬ ‫ليلتح َم مع َعلَم الوطن المج ّزأ‬ ‫في خارطة الطري ْق‬ ‫في سياسة التمزي ْق‬ ‫ليلتح َم مع َعلَم الوطن المتو ّحد فينا ‪..‬‬ ‫كشريعة السما ِء ‪ ..‬كعزيمة الأنبيا ْء‬ ‫لن تستطيع رياح المساءِ‬ ‫أن تُطفئ نوراً وص ْل‬ ‫لن تستطيع عيون السلاطين‬ ‫أن تَهزم رسول الأم ْل‬ ‫سيأت ْي ُمتعباً ‪ ..‬بِلا كس ْل‬ ‫سيأت ْي ُمتأخراً ‪ ..‬بِلا كل ْل‬ ‫سيأت ْي ُمبتسماً ‪ ..‬بِلا خو ٍف‬ ‫بِلا وج ْل‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫جوع الفجر‬ ‫الشاعر صلاح العيسى‬ ‫شكت ُكم أر ُضنا العربي ُة الخضرا ُء في المه ِد‪...‬‬ ‫بدارِ ال ُعر ِب يحيا الجو ُع‬ ‫والفق ُر‪..‬‬ ‫في اللح ِد‪...‬‬ ‫حمرا َء‬ ‫َ‬ ‫جعلتم‬ ‫من‬ ‫فأنتم‬ ‫شكلها‬ ‫يحُ ُل الظل ُم‪...‬‬ ‫والأكدا ُر ‪...‬‬ ‫توارث ُتم جرائ َم ُكم ف ِمن وغ ٍد إلى وغ ِد‪...‬‬ ‫والعس ُر‪....‬‬ ‫َدفن ُتم ِعز َة التاري ِخ و الأحقا ِب و المج ِد‪..‬‬ ‫ينا ُم بسا ِحها القه ُر‬ ‫و ِهن ُتم في هوا ِن الأخ ِت في القي ِد‪..‬‬ ‫يجو ُع الطي ُر ‪...‬‬ ‫وفي ال ُصندو ِق قد كن ُتم كما الخِرفان ‪..‬‬ ‫والأحجا ُر‪...‬‬ ‫ً‬ ‫والإنسا ُن‪..‬‬ ‫الأزما ْن‪..‬‬ ‫مع‬ ‫مختبأ‬ ‫تلقاهُ‬ ‫لن‬ ‫القل ِب‬ ‫سوا َد‬ ‫والفج ُر‪..‬‬ ‫وقط ُر الما ِء فضا ٌح لما في داخ ِل الألوا ْن‪..‬‬ ‫فكم في الدارِ من غص ٍن يفو ُح بجوفِ ِه الخي ُر‬ ‫أتُرضيكم دمو ُع الطف ِل‬ ‫فهل ِخل ُتم بأ ّن عرو َشكم تبقى‪..‬؟‬ ‫والنسو ْة‪...‬‬ ‫تمو ُت كرام ُة النخو ْة‪..‬‬ ‫بح ِق اللهِ هل فرعو ُن أو هاما ُن أو نيرو ُن‬ ‫بك ِل مغار ٍة نعو ْة‪..‬‬ ‫عا َش العيش َة الأنقى‪..‬‬ ‫‪ 44‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬ ‫فهل أن ُتم سوى حمقى ‪..‬‬ ‫ف ُهم في القب ِر قد ناموا‪..‬‬ ‫وما أخذوا من الدنيا‬ ‫سوى كف ٍن به داموا‪.‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫سقط النصيف‬ ‫الشاعر محمد كمال قجة‬ ‫ويكابـد الجـرح المـدمى بالنزيـف‬ ‫مـاذا دهـاك تكابـد الألـم العنيف‬ ‫ئـد فارتمـت لتلـم أحـزان الخريف‬ ‫مـاذا جنيـت على المدى غـر القصا‬ ‫ح أمـا تحرك سـاكن بـن الحفيف‬ ‫تـرك الصـدى دنيـاك تطويهـا الريـا‬ ‫وجـل يحدث في المأسي يسـتضيف‬ ‫يــروي تجاعيــد الحيــاة يهيــم في‬ ‫أوجـاع تنبـض بـن آهـات الحروف‬ ‫عامـا يضـاف لحزنـك الدهـري والـ‬ ‫ــشش في الخرائب لا جدار ولا سـقوف‬ ‫أرخى الظـام سـدوله ومضى يعشــ‬ ‫ــق يسـتغيث بظلمة الليل الكثيف‬ ‫هـل تسـمع الشـهقات كم غصـت بحلـ‬ ‫ــن على المعابـر والمفـارق والكهوف‬ ‫يــؤوي جــراح الميتــن المتعبيــ‬ ‫المســافر في رحى الهجــر المخيــف‬ ‫والريـح تمتشـق السـحاب تـراود الشـجر‬ ‫ء ونظــرة دونيــة أنتــم ضيــوف‬ ‫وشـوارع المنـى يضـج بهـا الشـقا‬ ‫ء سـوى الفواجع والمذابـح والحتوف‬ ‫والصمـت يطبـق لا أنيـس ولا نـدا‬ ‫حــر ينــادي أوصديــق أو حليــف‬ ‫مـاذا عن الوطـن القتيـل أليس من‬ ‫ح لـل لـص لا معـن ولا رديـف‬ ‫ويــاه يــا وطــي المبــاح المســتبا‬ ‫يلقى جدار يسـر الجسـد الضعيف‬ ‫أرنــو إلى شــعب تمــزق ليتــه‬ ‫أحــزان تغمــره المــآسي يــا لطيــف‬ ‫تـاه الغريـب على الدروب تنوشـه الـ‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪45‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫ــبث بالكلام كأنه القـرد الظريف‬ ‫وأكاد أسـمع قهقهـات الوغـد يعــ‬ ‫ــل لذلك المهبول بالقول السـخيف‬ ‫يســتضحك الجمهــور بالعنــق الطويــ‬ ‫حـك ينتـي كالياسـمين على الرصيف‬ ‫نـم يـا غريب على الرصيـف لعل جر‬ ‫لـك مـن خضـاب الغيـم والسـيل الكثيـف‬ ‫نـم يـا حبيـب على الرصيـف فربمـا‬ ‫ء تظـل حـن الموت شـامخة الوقوف‬ ‫لا تنحــي الأشــجار إلا للعطــا‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 46‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫نثرية (قا َب َقو َسي ِن َأو َأدنى (‪))1‬‬ ‫الشاعر صالح أحمد كناعنة‬ ‫ال ُّر َؤى‪...‬‬ ‫لتُ َش ِّ َك‬ ‫عا َدت‬ ‫َ‬ ‫َعن‬ ‫ُم َع ِّ َبةً‬ ‫َ‬ ‫َت َت َكَّ ُم‬ ‫اليو َم‬ ‫قناعا ٍت؛‬ ‫الأيدي‬ ‫َز َم ًنا‪،‬‬ ‫َح َي ِويَّتِ ِه‬ ‫ِمن‬ ‫َج َّردوهُ‬ ‫أ ْن‬ ‫بَع َد‬ ‫يَض َح َك؛‬ ‫َ‬ ‫ِلو ِمنا‬ ‫آ َن‬ ‫أن‬ ‫َو َقد عا َد ْت لَ َتو َرهُ الأمطا ُر ‪.‬‬ ‫بِ َكل َ ٍك»‪،‬‬ ‫«نا َء‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫إِلى‬ ‫َأتَ َكلَّ ُم‬ ‫ُكن ُت‬ ‫الي‬ ‫ل ِل‬ ‫إِلى‬ ‫َ‬ ‫و َأ ُش ُّد‬ ‫ُص ِّم‬ ‫بَلا َدتي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َجن َد ٍل في‬ ‫أمراسي‬ ‫تو ِم‬ ‫‪...‬‬ ‫أمضي‬ ‫َ‬ ‫َأخي ًرا‬ ‫لي‬ ‫ت َ َس ّن‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫التَّثاقُ ِل؛‬ ‫ِم َن‬ ‫َرصيدي‬ ‫لِ َسح ِب‬ ‫ِم ّن‬ ‫َ‬ ‫في‬ ‫أن‬ ‫ِلأمضي‪...‬إِذا‬ ‫محاول ٍة‬ ‫َخفي ًفا إلى ما ي ُ َش ِّ ُك ُأمنِ َي ًة؛ َو َج َد ْت أخي ًرا رو ًحا لِتَس ُك َنها ‪.‬‬ ‫***‬ ‫الْ ُم َتآ ِكَة‪...‬‬ ‫اليو َم؛ َأص َبح ُت ِلأَ ِج َد َل ِ َل َمطرو ًحا ‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫َخي َمتي‬ ‫ثق ِب‬ ‫ِمن‬ ‫البا ِديَ ِة‬ ‫ال ّساقِ َي ِة‬ ‫إِلى‬ ‫ت ُشي ُر‬ ‫َو َيدي‬ ‫‪.‬‬ ‫الوا ِط َئة‬ ‫َ‬ ‫َع ِن‬ ‫بَعي ًدا‬ ‫ِلَ ُج ّراني‬ ‫سا َ َّق‬ ‫َو َأ ُح ُّث‬ ‫الأما ِك ِن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َأ ِج ْد‬ ‫َولَم‬ ‫‪...‬‬ ‫َر َحلوا‬ ‫َوقد‬ ‫و ِعز َوتِها‪،‬‬ ‫َعشي َرتِها‪،‬‬ ‫وأطلا ِل‬ ‫للى‪،‬‬ ‫ِ ِلك ِر‬ ‫َرغ َب ًة‬ ‫نَف ِ َس‬ ‫في‬ ‫أص َبح ُت‪،‬‬ ‫اليو َم؛‬ ‫وما َأك َ َث ال ّرا ِحلي َن‪َ ،‬و ُكَّما تَرا َك َم ال َّض َج ُر‪ ،‬شا ّدي َن ال ِّرحا َل ِمن قا ٍع إلى قاع‪.‬‬ ‫***‬ ‫‪.‬‬ ‫ال ّذاكِ َرة‬ ‫في‬ ‫َمكانًا‬ ‫َلُ‬ ‫َأ ِج ْد‬ ‫َ‬ ‫َطري ٍق‬ ‫َع‬ ‫َتُ ّراني‬ ‫َق َدما َي‬ ‫كانَت‬ ‫حي َن‬ ‫يَغ ِسلُني؛‬ ‫الم َط ُر‬ ‫كا َن‬ ‫لم‬ ‫!‬ ‫ُهناك‬ ‫ِمن‬ ‫َي ُعد‬ ‫َ‬ ‫َوصوتي‬ ‫؛‬ ‫َصخ ُت‬ ‫َع َج ًبا!‬ ‫لم‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪47‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫‪.‬‬ ‫الحياة‬ ‫إِلى‬ ‫َطريقي‬ ‫ي َ ُس َّد‬ ‫َ‬ ‫ال َبعي ِد‪،‬‬ ‫ال َّصدى‬ ‫ِم َن‬ ‫َخوفي‬ ‫لم‬ ‫‪...‬‬ ‫َقب ُل‬ ‫ِمن‬ ‫َطري ًقا‬ ‫َأتَأَ َّم ْل‬ ‫َ‬ ‫َوكما‬ ‫ال َّطري َق؛‬ ‫تَأَ َّمل ُت‬ ‫لم‬ ‫َوحي ُث كانَ ِت الأَيا ُم َت َتوالى‪ ،‬والأَنفا ُس َت َتقا َط ُع‪.‬‬ ‫ِميز ًة‪.‬‬ ‫لِل َكلا ِم‬ ‫َي ُعد‬ ‫َ‬ ‫َحي ُث‬ ‫َطريقي‪...‬‬ ‫تَأَ َّمل ُت‬ ‫لم‬ ‫َو َص َع ْد ُت‪ ...‬لا ت َس َتوقِ ُفني ال َكِما ُت ُ َم َّر َد ًة َع القا ِر َعة ‪.‬‬ ‫نا ِس ًيا َمن ِس ًيا ُكن ُت َأسي ُر إِلى نَها ٍر تَ َذ َّك َرني !‬ ‫َّ‬ ‫حا ِملَ ًة‬ ‫ت َسو ُد‬ ‫َطويلا‪.‬‬ ‫َز َم ًنا‬ ‫َجرا َءتِها‬ ‫ِمن‬ ‫َج َّردوني‬ ‫التي‬ ‫َعوا ِص َفها‬ ‫َحولي‪،‬‬ ‫ِمن‬ ‫والحياةُ‬ ‫***‬ ‫ها ِ َه الأمطا ُر تَه ُط ُل ‪...‬‬ ‫واللي ُل ي َس َتلقي َع ال ّسابِلَة‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫َ‬ ‫تُدا ِع ُب‬ ‫النّا ُر‬ ‫قلبي‬ ‫‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الْ َمن َف‬ ‫َملا ِم ِح‬ ‫ُ َّك‬ ‫ُم َتجاوِ ًزا‬ ‫ال َّطري َق‪،‬‬ ‫أس َتعي ُد‬ ‫وأنا‬ ‫الأخيرِ‬ ‫تَن َش ُط ال ّذاكِ َر ُة ِمن َجدي ٍد ‪،‬‬ ‫تُلب ُسني ثَو َب َمزاياها الأَخي َرةِ ‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بَ َصماتِ ِه‬ ‫ن َش َر‬ ‫يُعي ُد‬ ‫يَو ًما؛‬ ‫َأ َح َّبني‬ ‫ّ‬ ‫والم َط ُر‬ ‫الي‬ ‫َأخلَ ُع َع ّن َملا ِم َح النَّهارا ِت ال ّذابِلَ ِة ‪...‬‬ ‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِظلال‬ ‫ومن‬ ‫تاويها‪،‬‬ ‫ِمن‬ ‫أض َح ُك‬ ‫فرا ِغها‬ ‫***‬ ‫لا يَكا ُد الم َط ُر َي ْ َب ُحني ‪...‬‬ ‫اخ َتفى!‬ ‫َولا‬ ‫ِخف ُت‪...‬‬ ‫َ‬ ‫فما‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 48‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬

‫و َيت َب ُعني‪.‬‬ ‫إِلي ِه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أجري‬ ‫ضا ِح ًك‪ُ ،‬مض ِح ًك !‬ ‫لا يَرجو ُه اللَّي ُل‪ ،‬ولا تَ ُص ُّدهُ الحياةُ !‬ ‫‪.‬‬ ‫َفرا َغها‬ ‫َخلَ َعت‬ ‫ّ‬ ‫ِ َلياتي‬ ‫ِظلاً‬ ‫؛‬ ‫أطلُ ُب ُه‬ ‫وأنا‬ ‫التي‬ ‫***‬ ‫َأس َر َع ِم ّما يَبدو َت َت َقلَّ ُب الحياة ‪.‬‬ ‫ما عا َد الم َط ُر ِ َلخ ُن َقني؛ َك ُدخا ٍن َأطلَ َق ُه الماضي ‪.‬‬ ‫ي ُشبِ ُهني َمطري هذا ال َيوم ‪.‬‬ ‫تَأُهشبِدا ُههنايلِ َدَعموا َع ُِةص ُِمفش َقتال ٍقٍب ِ ُل؛لبِو ِغكيااللٍّنه ََفمنِة؛ ِبِ َِّنسهاال ٍّررقَأنَدةهِ ‪.‬ى لَلَ َم َة َعبا َءتِ ِه ؛‬ ‫***‬ ‫أس َر َع ِم ّما يَبدو َت َت َقلَّ ُب الحياة ‪.‬‬ ‫ما عا َد الم َط ُر ِ َلحبِ َسني‪...‬‬ ‫َح َّر َرني َمطري هذا ال َيوم !‬ ‫َف َر َك ْض ُت‪َ ...‬كرو ٍح َو َج َدت ضا َّلَها ؛‬ ‫تَ َرك ُت ِحكاياتي َخلفي‪.‬‬ ‫َأجتا ُز نَفسي‪...‬‬ ‫أذو ُب في َو َه ِج النَّهار‪.‬‬ ‫***‬ ‫اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار ‪49‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬

‫أس َر َع ِم ّما يَبدو َت َت َقلَّ ُب الحياة !‬ ‫َ‬ ‫ُمن َف ِر ًدا‪ ،‬ضا ِح ًك‪َ ،‬جلس ُت َأتَكلَّ ُم إلى ال ّنهار ‪...‬‬ ‫رِحالا‬ ‫َمعنا‪،‬‬ ‫ت َش ُّد‬ ‫أروا َحنا‪،‬‬ ‫تُدا ِع ُب‬ ‫النّارِ‬ ‫إلى‬ ‫ال ُخيو َط‪...‬‬ ‫أ ُش ُّد‬ ‫ال َب َ َص‪،‬‬ ‫أم ُّد‬ ‫إلى َحي ُث يو َ ُل يَو ٌم َجدي ٌد‪َ ،‬م َط ٌر نَب َرتُه عا ِ َلة ‪.‬‬ ‫ِ َبي ٍط ي َ ُش ُّد ال ُّرجو َع الأَكي َد‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُم َت َكِّ َم ًة‪،‬‬ ‫الأيدي‬ ‫َي َع ُل‬ ‫ُطقو َسنا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫تَرمي‬ ‫إِلنا‬ ‫و َأس َر َع ِم ّما يَبدو نَعو ُد؛‬ ‫ُطفولَ َة فج ٍر؛ ِدماهُ النَّدى ‪،‬‬ ‫ونَدا ُه الإشا َرة ‪.‬‬ ‫مجلة ورق | العدد الثاني ‪ -‬نيسان ‪٢٠٢١‬م‬ ‫‪ 50‬اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook