Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore لغتنا الجميلة 2018-2020

لغتنا الجميلة 2018-2020

Published by Noire Ltd, 2020-05-16 06:20:41

Description: لغتنا الجميلة 2018-2020

Search

Read the Text Version

‫لغتنا الجميلة‬



‫تقديم‬ ‫هويتنا العربية بما لها من معاني جميلة و راقية تظهر في سلوكنا و شخصيتنا بشكل مشرف هي‬ ‫اهم أسباب بدء مبادرة لغتنا الجميلة كون اللغة أخلاق ورقي و أسلوب حياة و ليست مفردات‬ ‫لغوية فقط‪ .‬هذه المبادرة الني كان لي شرف حضور اولي خطوتها بالمدرسة الألمانية بالغردقة‬ ‫بحضور رئيس لجنة الخدمة المهنية نيفين عبد الخالق التي ترعي المبادرة ‪.‬‬ ‫هذا العام مع إطلاق المبادرة للعام الثاني نشرف بان تمنح وزيرة الثقافة ايناس عبد الدايم‬ ‫رعيتها لها نظرا لما لمسته من جدية و قيمة لمثل هذه المبادرة‪ .‬نصبو ان يكون المبادرة دورا‬ ‫في للارتقاء بالمعاني النبيلة لتعزيز سلوك الطلاب من خلال التدريب علي كتابة القصة القصيرة‬ ‫و التي تتضمن منظور حضاري و انساني يهدف لتنمية الذوق الأدبي الرفيع و افساح الطريق‬ ‫لملكة الخيال لدي الشباب و كذلك أتقدم بالشكر و التقدير للسيدة فاطمة أبو حطب لما تقوم‬ ‫به من جهد متواصل في هذه المبادرة لكي تستمر و تتقدم و تتطور لتشمل كل ابناء مصر‪.‬‬ ‫محافظ المنطقة الروتارية‬ ‫منطقة ‪٢٤٥١‬‬ ‫شريف والي‬ ‫‪3‬‬



‫ﻋﻦ اﻟ ُﻤﺒﺎدرة‬ ‫ﺗﻮﱄ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﳌﻬﻨﻴﺔ ﺑﺎﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺮوﺗﺎرﻳﺔ ‪ 2451-‬ﻣﴫ إﻫﺘ ﻣﺎ ﻋﻈﻴ ﺑﻨﴩ اﻷﺧﻼﻗﻴﺎت‬ ‫اﻟﺮوﺗﺎرﻳﻪ ﻟﺪي اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻣ رﺳﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻼﺧﻼﻗﻴﺎت واﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻻﺧﺘﺒﺎر‬ ‫اﻟﺮﺑﺎﻋﻲ اﻟﺮوﺗﺎري وﻫﻲ ﻗﻴﻢ اﻟﺼﺪق ‪ ،‬واﻟﻌﺪل ‪ ،‬وﺑﻨﺎء اﻟﻨﻮاﻳﺎ اﻟﺤﺴﻨﻪ واﻟﺼﺪاﻗﻪ‪ ،‬وﺗﺤﻘﻴﻖ اﳌﻨﻔﻌﺔ‬ ‫ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ‪ ،‬وﻟﻘﺪ ﻻ ﺣﻈﺖ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﳌﻬﻨﻴﻪ ﻣﺪي ﻋﺰوف اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ )‬ ‫اﻟﻠﻐﺔ اﻷم( ﰲ اﺣﺎدﻳﺜﻬﻢ وﰲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ﺑﻞ أﻧﻬﻢ ﻳﻠﺠﺄون ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﻠﻐﺎت اﻻﺟﻨﺒﻴﺔ او اﻟﻔﺮاﻧﻜﻮ آراب‬ ‫‪ ،‬وﻗﺪ ﺷﺠﻊ ﻫﺬا ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﳌﻬﻨﻴﺔ ﺑﺎﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺮوﺗﺎرﻳﻪ ﻋﲇ ﺗﺒﻨﻲ اﻃﻼق ﻣﺒﺎدرة ﻟﻐﺘﻨﺎ اﻟﺠﻤﻴﻠﻪ‬ ‫وذﻟﻚ ﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﲇ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻘﺼﻪ اﻟﻘﺼ ة ‪ ،‬واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻬﻢ اﻟﺘﻔﻜ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺧﺘﺒﺎر‬ ‫اﻟﺮﺑﺎﻋﻲ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺗﺪرﻳﺒﻬﻢ ﻋﲇ ﻋﻨﺎﴏ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻘﺼ ه ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮم اﺑﻄﺎل اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻘﺼ ه ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ‬ ‫ﻋﲇ ﺗﺴﺎؤﻻت اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﺮﺑﺎﻋﻲ وﻫﻲ ) ﻫﻞ اﻗﻮل اﻟﺤﻘﻴﻘﻪ ؟ وﻫﻞ ﻣﺎ اﻗﻮﻟﻪ واﻓﻌﻠﻪ ﻳﺤﻘﻖ اﻟﻌﺪاﻟﻪ‬ ‫؟ وﻫﻞ ﻣﺎ اﻗﻮﻟﻪ واﻓﻌﻠﻪ ﻳﺒﻨﻲ ﻧﻮاﻳﺎ ﺣﺴﻨﻪ وﺻﺪاﻗﺎت ﺟﺪﻳﺪه ؟ وﻫﻞ ﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ واﻓﻌﻠﻪ ﻳﻌﻮد ﺑﺎﻟﻨﻔﻊ‬ ‫واﻟﻔﺎﺋﺪه ﻋﲇ اﻟﺠﻤﻴﻊ ؟ ‪ ،‬ﻛ اﻧﻬﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﺟﻴﺪة ﻹﺣﻴﺎء اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﻪ ﻟﺪي اﻟﺸﺒﺎب‪ .‬وﻳﺴﻌﺪ أن‬ ‫أﺗﻮﺟﻪ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﳌﻬﻨﺪس ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ اﻟﻌﻮا ﻣﺤﺎﻓﻆ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺮوﺗﺎرﻳﻪ ﻟﻠﻌﺎم ‪2018/2019‬‬ ‫واﻟﺬي ﺳﻤﺢ وﻳﴪ اﻟﺒﺪء ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺎدرة ﻟﻐﺘﻨﺎ اﻟﺠﻤﻴﻠﻪ ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ اﺗﻮﺟﻪ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر ﴍﻳﻒ‬ ‫واﱄ ﻣﺤﺎﻓﻆ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺮوﺗﺎرﻳﻪ ﻟﻠﻌﺎم اﻟﺮوﺗﺎري ‪ 2019/2020‬ﻟﺪﻋﻤﻪ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒﺎدرة‬ ‫ﻟﻐﺘﻨﺎ اﻟﺠﻤﻴﻠﻪ ‪ ،‬وأود أن أﺗﻮﺟﻪ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻟﻸﺳﺘﺎذة ﻓﺎﻃﻤﻪ أﺑﻮ ﺣﻄﺐ ﻣﻨﺴﻖ ﻣﺒﺎدرة ﻟﻐﺘﻨﺎ اﻟﺠﻤﻴﻠﻪ‬ ‫وﻓﺮﻳﻖ ﻋﻤﻞ اﳌﺒﺎدرة واﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﺗﺤﺖ رﻋﺎﻳﺔ اﻻﺳﺘﺎذه اﻟﺪﻛﺘﻮرة إﻳﻨﺎس ﻋﺒﺪ اﻟﺪاﻳﻢ وزﻳﺮة‬ ‫اﻟﺜﻘﺎﻓﻪ ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ اﺗﻮﺟﻪ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻷﻧﺪﻳﺔ اﻟﺮوﺗﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ دﻋﻤﺖ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺒﺎدرة ﻟﻐﺘﻨﺎ اﻟﺠﻤﻴﻠﻪ‬ ‫ﰲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎت اﻟﻘﺎﻫﺮة‪ ،‬واﻟﺠﻴﺰة واﻻﺳﻜﻨﺪرﻳﻪ ‪ ،‬وﺑﻮرﺳﻌﻴﺪ‪ ،‬وﺳﻮﻫﺎج ‪.‬‬ ‫ان ﻫﺬا اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻳﻀﻢ ﺑﺎﻛﻮرة اﻻﻋ ل اﳌﺘﻤﻴﺰة ﰲ ﻣﺠﺎل ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﻘﺼ ة ‪ ،‬واﻟﺠﻤﻴﻞ ﰲ اﻻﻣﺮ‬ ‫ان ﻣﺒﺎدرة ﻟﻐﺘﻨﺎ اﻟﺠﻤﻴﻠﻪ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﰲ اﳌﺪارس اﻻﻋﺪادﻳﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ اﻧﻬﺎ ﻣﺒﺎدرة ﺷﺎﻣﻠﺔ اﻣﺘﺪت‬ ‫اﻳﻀﺎ اﱄ دور اﳌﺴﻨ واﳌﻼﺟﺊ ودور رﻋﺎﻳﺔ ذوي اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﺨﺎﺻﻪ‪ .‬أﺗﻄﻠﻊ اﱄ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎ أﻛ‬ ‫وأﻛ ﻣﻦ أﺟﻞ إﺣﻴﺎء ﻟﻐﺘﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﻪ واﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ وأن ﺗﺠﻤﻌﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻟﻐﺔ اﻟﻀﺎد ‪ ،‬وان‬ ‫ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﺠﺮد ﺑﺪاﻳﻪ ﻧﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﱰة اﻟﻘﺎدﻣﻪ وأن ﻧﺴﺎﻋﺪ اﺑﻨﺎءﻧﺎ وﺑﻨﺎﺗﻨﺎ ﻋﲇ‬ ‫اﻛﺘﺸﺎف ﻛﻨﻮز اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﻐﻮص ﰲ ﺑﺤﻮرﻫﺎ واﻟﺨﺮوج ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ وﺷﻌﺮ وﻧ‬ ‫وﺧﻼﻓﻪ ‪ ..‬وﻗﺪ ﺻﺪق ﺷﺎﻋﺮ اﻟﻨﻴﻞ ﺣﺎﻓﻆ اﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺣﻴﻨ ﺗﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺎﺋﻼ \" أﻧﺎ اﻟﺒﺤﺮ‬ ‫ﰲ أﺣﺸﺎءه اﻟﺪ ُر ﻛﺎﻣ ٌﻦ ‪ ..‬ﻓﻬﻞ ﺳﺎﺋﻠﻮا اﻟﻐﻮاص ﻋﻦ ﺻﺪﻓﺎ ‪.‬‬ ‫رﺋﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺨﺪﻣﺔ اﳌﻬﻨﻴﻪ‬ ‫اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺮوﺗﺎرﻳﻪ ‪ 2451-‬ﻣﴫ‬ ‫د‪.‬دﻧ‪.‬ﻧﻴﻔﻴﻦ ﻋﻋﺒﺒﺪﺪ ااﻟﺨﺎﻟﻖ‬ ‫‪Ò‬‬



‫اولادنا ‪..‬ولغتنا الجميلة‬ ‫العلم هو اساس المعرفة والتقدم وهو ما اؤكدة أيضاً ‪ ،‬ولكنني أضيف إليه ما اكتسبته في حياتي ‪،‬‬ ‫من خبرات بأنه يوجد دائما أشياء أخري تؤثر علي معرفتك وخطوات تقدمك وهو ما تأكدت منه‬ ‫في تجربتي الأولي عندما اسندت إلي دكتورة نفين عبد الخالق رئيس لجنة الخدمة المهنية ‪ ،‬مبادرة‬ ‫إحياء \" لغتنا الجميلة \" أعجبت بالفكرة لأن تقدم أي مجتمع يأتي بالحفاظ علي هويته ‪ ،‬ولغتنا‬ ‫العربية من اللغات الإنسانية التي لها المكانة العظيمة بين مختلف الشعوب فقد أخذت وفقاً لما‬ ‫صرحت به منظمة اليونسكو الترتيب الرابع علي مستوي العالم لأهميتها ‪.‬‬ ‫إنطلقت المبادة في عام ‪ ٢٠١٩\\ ٢٠١٨‬في العديد من محافظات مصر عن طريق تدريب الطلبة‬ ‫والطالبات علي كتابة القصة القصيرة ‪ ،‬وقد تم تدريب ‪ ٤٠٠‬طالب وطالبة وكانت المفاجئة الحصول‬ ‫علي ‪ ١٨٠‬قصة تعرفت من خلالها علي قدراتهم الأدبية ‪ ،‬ومن خلال أفكارهم والمناقشة معهم‬ ‫‪ ،‬وجدت جيل يبشر بمستقبل باهر وبه أفكار وإمكانات تحتاج الأهتمام بهم وإعطائهم مساحة‬ ‫كبيرة من وقتنا ‪ ،‬فهم أرض خصبة لذرع كل المبادئ والقيم والسلوك الطيب في الحياة ‪ ،‬التعامل‬ ‫والأحتكاك بهذة الشريحة العمرية ممتع إلي أقصي الحدود ‪ ،‬هم يحتاجون منا الكثير والكثير من‬ ‫وقتنا ‪ ،‬الأهتمام بالغة العربية هام ولكن يجب أن يصاحبه أساتذة علم نفس ‪ ،‬وتدريب علي مهن‬ ‫مختلفة ومعرفة ما يطلبه سوق العمل وتحسين مهارتم الحياتية فهم قادة المستقبل ‪ ،‬اؤكد ان‬ ‫هذة المبادرة تحتاج مشروع قومي تتكاتف فيه كل الجهود للنهوض بأولادنا ‪ ،‬لأن للأسف هذه‬ ‫الشريحة لم تنل حظها في الدولة والاعلام والدراما ‪ ،‬إحساسهم إنهم مهمشين وليس لهم دور هام‬ ‫في المجتمع يجعلهم فريسة لأخطاء كثيرة قد تدمرهم ‪ ،‬فعن طريق هذه المبادرة اكتشفت ان‬ ‫أولادنا بخير ويحتاجون ان نمد لهم يد العون لنؤهلهم لقيادة المستقبل ‪ ،‬واليوم نحتفل ب ‪١٢‬‬ ‫فائز وفائزة طبعنا قصصهم ليوقعوا أولي خطواتهم الأدبية ومازالت المبادرة مستمرة للأعوام المقبلة‬ ‫لأكتشاف العديد من المواهب ‪.‬‬ ‫منسق عام المبادرة‬ ‫فاطمة ابو حطب‬ ‫‪7‬‬



‫د‪.‬ﻧﻴﻔﻴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺨﺎﻟﻖ‬ ‫ﺷﻜﺮ ﺧﺎص ﻟﻤﻌﺎﻟﻲ وزﻳﺮة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﻤﺒﺎدرة‬ ‫د‪.‬إﻳﻨﺎس ﻋﺒﺪ اﻟﺪاﻳﻢ‬

‫اﻳﻤﻦ اﻟﺴﻴﺪ‬ ‫اﻧﺠﻲ ﺣﺎﻓﻆ‬ ‫اﻣﻴﻤﺔ اﻟﺸﻴﺦ‬ ‫ﺟﻴﻬﺎن ﻛﺎﻣﻞ‬ ‫راﻓﺪة ﻋﺴﻜﺮ‬ ‫ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺎل‬ ‫ﺳﻮزي إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬ ‫ﺷﻴﺮﻳﻦ اﻟﺒﺮﻋﻲ‬ ‫ﺷﻬﺪ راﺷﺪ‬ ‫ﻋﺎدل ﻋﺒﺪ اﻟﺸﺎﻓﻲ‬ ‫ﻓﻜﺮي ﻋﺒﺪ اﻟﺸﺎﻓﻲ‬ ‫ﻣﺼﻄﻔﻲ ﺻﺎﻟﺢ‬ ‫ﻣﺎﺟﺪة اﻻﻟﻔﻲ‬ ‫ﻣﺤﻤﻮد ﺳﻠﻴﻤﺎن‬ ‫ﻧﺎﻧﺴﻲ اﻟﻤﻬﺪي‬ ‫ﻧﻮرا ﺳﻤﺎﺣﺔ‬ ‫ﻧﺠﻮي ذﻛﻲ‬ ‫ﻧﺴﺮﻳﻦ رﻓﻌﺖ‬ ‫ﻫﺎدر ﻣﻴﺘﻮ‬ ‫‪ÎÍ‬‬

‫ﺷﻜﺮ ﺧﺎص ﻟ ﻧﺪﻳﺔ اﻟﺮوﺗﺎرﻳﻪ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ‬ ‫روﺗﺎري ﺑﻮرﺳﻌﻴﺪ‬ ‫روﺗﺎري ﻧﺎدي اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ‬ ‫روﺗﺎري اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬ ‫روﺗﺎري ﺳﻮﻫﺎج اﻟﺠﺪﻳﺪة‬ ‫روﺗﺎري رﻳﻔﺮ ﻧﺎﻳﻞ‬ ‫ﺷﻜﺮ ﺧﺎص ﻟﺸﺮﻛﻪ ‪ TMT‬ﻟﻠﺘﺠﺎره )‪(Circle K‬‬ ‫د‪.‬ﻣﺤﻤﻮد ﻣﻨﻴﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎن‬ ‫اﻟﻤﻬﻨﺪس ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻜﺮي ﻋﺒﺪ اﻟﺸﺎﻓﻲ‬ ‫أ‪.‬وﺻﻔﻲ ﻣﺠﻠﻲ‬ ‫ﺷﻜﺮ و ﺗﻘﺪﻳﺮ‬ ‫ﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ أدارة ﻣﻄﺎﺑﻊ ﻣﺘﺮوﺑﻮل‬ ‫راﺟﻲ اﻧﻴﺲ إﺳﻜﻨﺪر‬



‫شكر وتقدير‬ ‫تتقدم لجنة الخدمة المهنية بالمنطقة الروتارية ‪ 2451-‬مصر بخالص الشكر والتقدير الى السادة الأساتذة‬ ‫والفنانين من أعضاء هيئة التدريس من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة ‪ ،‬لمساهمتهم الفنية القيمة فى‬ ‫سبيل إخراج هذه المطبوعة الى النور ‪ ،‬وإثرائها فنياً وبصرياً بأعمالهم الفنية بشكل تطوعى ‪ ،‬والذى‬ ‫يعد دعماً لأبنائنا ال ُكتاب الصغار ‪ ،‬من أجل إظهار أعمالهم القصصية الأولى بشكل إحترافى لائق‪...‬‬ ‫ونخص بالشكر‬ ‫الاستاذة الدكتورة‬ ‫صفية القبانى‬ ‫استاذ التصوير الجدارى وعميدة كلية الفنون الجميلة السابقة‬ ‫لجهودها التطوعية فى سبيل اخراج المطبوعة الى النور‬ ‫والسادة الأساتذة‬ ‫والذين تقدموا بالمشاركة بأعمالهم الفنية كرسوم توضيحية بمصاحبة كل قصة قصيرة‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬أشرف ذكى‬ ‫أ‪.‬م ‪.‬د ‪ /‬أشرف مهدى‬ ‫أ‪.‬م ‪.‬د ‪ /‬هند الفلافلى‬ ‫د ‪ /‬محمد تاعب‬ ‫د ‪ /‬جمال الخشن‬ ‫م ‪.‬م ‪ /‬محمد التهامى‬ ‫والفنان الصغير ‪ /‬عبدالله شريف هنداوى‬ ‫والسيد الاستاذ‬ ‫م‪.‬م ايهاب كشكوشة‬ ‫لقيامه بالإخراج الفنى للكتاب وتصميم الغلاف‬ ‫‪13‬‬



‫أسماء الطلاب المشاركين‬ ‫صورة شخصية‬ ‫بيانات الطالب‬ ‫اسم القصة‬ ‫مـ‬ ‫بولين حمدى‬ ‫أبطال ذو‬ ‫‪1‬‬ ‫طبيعة خاصة‬ ‫مدرسة التربية الحديثة‬ ‫صفحة ‪19‬‬ ‫القاهرة‬ ‫نادين تامر عبده‬ ‫اختفاء‬ ‫‪2‬‬ ‫صفحة ‪23‬‬ ‫مدرسة التربية الحديثة‬ ‫القاهرة‬ ‫رنا سيف‬ ‫الأختيار‬ ‫‪3‬‬ ‫صفحة ‪27‬‬ ‫مدرسة التربية الحديثة‬ ‫القاهرة‬ ‫سارة محمود‬ ‫الثقوب‬ ‫‪4‬‬ ‫صفحة ‪31‬‬ ‫مدرسة الخنساء (دمج)‬ ‫الأسكندرية‬ ‫نور فكرى أنور‬ ‫العسل‬ ‫‪5‬‬ ‫المسموم‬ ‫مدرسة المير دى ديو‬ ‫صفحة ‪35‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪15‬‬

‫صورة شخصية‬ ‫بيانات الطالب‬ ‫اسم القصة‬ ‫مـ‬ ‫‪6‬‬ ‫مريم مبروك‬ ‫الورد‬ ‫صفحة ‪39‬‬ ‫مدرسة الخنساء القاهرة‬ ‫الاسكندرية‬ ‫وعد منصور‬ ‫أنا القلم‬ ‫‪7‬‬ ‫صفحة ‪43‬‬ ‫مدرسة السلام الخاصة‬ ‫سوهاج‬ ‫سارة ايهاب محمد‬ ‫الجزاء من‬ ‫‪8‬‬ ‫جنس العمل‬ ‫مدرسة القديس يوسف‬ ‫صفحة ‪47‬‬ ‫الغردقة‬ ‫جودى علاء‬ ‫حب الأصدقاء‬ ‫‪9‬‬ ‫صفحة ‪51‬‬ ‫مدرسة كليوباترا للغات‬ ‫مصر الجديدة‬ ‫احمد ياسر فاروق‬ ‫رحلة نور‬ ‫‪10‬‬ ‫صفحة ‪55‬‬ ‫مدرسة سان مارك‬ ‫الاسكندرية ‪ -‬منطقة وسط‬ ‫‪16‬‬

‫صورة شخصية‬ ‫بيانات الطالب‬ ‫اسم القصة‬ ‫مـ‬ ‫جنا محمد سعيد‬ ‫طـــارق‬ ‫‪11‬‬ ‫وأ ُذنيــــه !‬ ‫مدرسة القديس يوسف للغات‬ ‫صفحة ‪63‬‬ ‫الغردقة‬ ‫سارة سامح وائل‬ ‫عالم بلا‬ ‫‪12‬‬ ‫سرطان‬ ‫مدرسة القديس يوسف للغات‬ ‫صفحة ‪69‬‬ ‫الغردقة‬ ‫شهد تامر منير‬ ‫‪ 13‬لا يمت للواقع‬ ‫مدرسة المردديو‬ ‫بصلة‬ ‫صفحة ‪75‬‬ ‫الاسكندرية ‪ -‬منطقة وسط‬ ‫‪17‬‬



‫أبطال‬ ‫خاصة‬ ‫ذو‬ ‫طبيعة‬ ‫الطالبة‪ /‬بوليـن حمـدى‬ ‫رسوم د‪ .‬هند الفلافلى ‪19‬‬

20

‫أبطال ذو طبيعة خاصة‬ ‫بقلم‪ :‬بولين عماد حلمي‬ ‫وقتما كان رئيس الجمهورية يحضر احتفالية \"قادرون باختلاف\" لذوي القدرات الخاصة ‪ ،‬خطر‬ ‫في ذهني ذلك الصبي الذى رأيته في النادي ذات يوم ولاحظت أنه مختلف عن اللذين في سنه‬ ‫من حيث الشكل والأفعال‪ .‬لم أكمل تلك الخاطرة في ذهني حتى ظهر هذا الصبي في التلفاز كأحد‬ ‫القائمون على تقديم هذا الحفل‪ .‬وقتئذ تذكرت أول مقابلة بيننا والتي كانت البداية الجديدة‬ ‫لأتعلم كيف استمتع بالحياة‪.‬‬ ‫في ذات يوم‪ ،‬كان هذا الصبي يجلس بجوار أهله في النادي بابتسامة عريضة تجذبك إليه لتعرف ما‬ ‫القصة وراء تلك الابتسامة‪ .‬حب أستطلاعى أغرانى لأتكلم معه لأعرف أكثر عن شخصيته التى كانت‬ ‫تبدو فريدة من نوعها‪ .‬فقد كنت أراقبه لبضع ساعات ولاحظت أنه‪ ،‬طوال ذلك الوقت‪ ،‬ابتسامته‬ ‫لم تفارق وجهه‪ .‬لفت أنتباهي أيضاً أنه لم يذهب إليه أي صبي من عمره لكى يلعب معه ‪ ،‬لكن‬ ‫بالعكس كانوا يستهزئون به لأنه كان يقبل كل شخص يقابله مبيناً حبه له‪.‬‬ ‫عندما اقتربت منه لأتعرف عليه هو و أسرته في أول لقاء ‪ ،‬قالت لي والدته ‪\" :‬هل أن ِت أحد‬ ‫أصدقائه؟\" فقلت لها‪\" :‬لا لكني أريد أن اكون صديقة له لأن أبنكم لفت انتباهى‪ ،‬لأنه لا يلعب‬ ‫مع أي أحد من عمره ومع ذلك يبتسم باستمرار‪ .‬وفى الحقيقة تلك الابتسامة هى التى جذبتني‬ ‫لأعرف قصته التى تبدو مثيرة للغاية‪ \".‬ردت الأم بصوت مخنوق و قالت‪\" :‬ابني نادر يعاني من‬ ‫متلازمة داون\"‪ .‬فتعجبت من ردها و سألتها‪\" :‬ما معنى ذلك؟\" فأجابت‪\" :‬متلازمة داون تنتج من‬ ‫وجود نسخة إضافية من كروموسوم ‪ 21‬في خلايا الجسم ‪ ،‬وهذه المتلازمة تتسم بتغيرات في بنية‬ ‫الجسم‪ ،‬وأيضاً ضعف في القدرات الذهنية والنمو البدني وبمظاهر وجهية مميزة\"‪ .‬أخذني الحماس‬ ‫لأعرف أكثر عن هذا المرض وسألتها ‪\" :‬هل كان نادر من صغره يبدو عليه هذه المظاهر المميزة ‪،‬‬ ‫أم كان هناك فحص طبي للتعرف على مرضه؟\" بدا على وجه الأم الانزعاج وقالت‪\" :‬أن ابني ليس‬ ‫مريض ولكنه مميز‪ ،‬ومع ذلك أنا كنت أعلم أنه سوف يولد كذلك عن طريق الفحص الطبي قبل‬ ‫ولادته\"‪ .‬فقلت‪\" :‬لا أريد أن يبدو عليك الانزعاج ولكنى أريد أن أشكرك على استخدامك لتعبير‬ ‫\"مميز\" لأني أعاني من مرض نادر في الجهاز الهضمي ولكني لم ابتسم للحياة بالقدر الذي يبتسم به‬ ‫ابنك\"‪ .‬رد الأم كان مثير للغاية لأنها قالت لي‪\" :‬أيمكنك أن تأتي الأسبوع القادم إلى النادي لتعلمي‬ ‫أكثر عن سر ابتسامته؟\" وافقت لأني كان لدى شعور داخلي ينبهني أن هذا اليوم سوف يعلمني‬ ‫معاني ومبادىء كثيرة في الحياة‪.‬‬ ‫بعد موافقتي على مقابلة أسرة نادر الأسبوع القادم ‪ ،‬كنت أشعر أن الأيام تمر ببطء حتى أتى‬ ‫‪21‬‬

‫الموعد للذهاب إليهم‪ .‬في هذا اليوم كنت أتساءل ما الذي سوف يحدث‪ .‬في يوم اللقاء وعند دخولي‬ ‫من بوابة النادي‪ ،‬وجدت والدة نادر في انتظاري لتقودني إلى أحد قاعات النادي‪ .‬عند دخولي إلى‬ ‫القاعة‪ ،‬شعرت بذهول وعشرات الأسئلة تدور في رأسي ‪ .‬المشهد الذي رأيته كان يضم عدد كبير من‬ ‫المميزين بعضهم كانوا يتحدثون معاً والبعض الآخر كانوا يلعبون مع نادر‪ .‬فقالت لى الأم‪\" :‬هؤلاء‬ ‫هم اللذين جعلوا نادر يبتسم‪ .‬أتعلمين كيف؟\" فردي كان التساؤل عن كيف‪ .‬فقالت ‪ \":‬إنها الإرادة‬ ‫و حب الحياة!\"‬ ‫وأكملت الأم و قالت‪\" :‬انظري إلى هذه الفتاة التي تشبه ملامح نادر‪ ،‬إنها إحدى المذيعات في قناة‬ ‫‪ DMC‬التلفزيونية ‪ ،‬وهذا الرجل الذي بدون أيادي يلعب تنس الطاولة بمهارة عالية ويعد من‬ ‫أحسن اللاعبين‪ .‬أما بالنسبة لهذا الرجل الذى بدون أرجل‪ ،‬فهو أحد السباحين الذين عبروا المانش‪.‬‬ ‫وانظري أيضاً إلى هذا الشاب الذي يصور نادر‪ ،‬فإنه شاعر كبير كان منذ عام مضى يريد أن يظل‬ ‫بمفرده و لكنه الآن تجاوز ذلك بمساعدة هذه المجموعة‪ ،‬أما عن هذه الفتاة التى على الكرسي‬ ‫المتحرك ‪ ،‬فإنها تلعب رياضة التايكوندو وحصلت على عدة جوائز في تلك الرياضة‪ .‬وبالنسبة إلى‬ ‫هذا الفتى الذى يغنى هناك ‪ ،‬للأسف الشديد هو لا يقدر أن يرى‪ .‬أخيراً و ليس آخراً ‪ ،‬هذا الصبي‬ ‫هناك لا يسمع ولا يتكلم ولكنه عازف محترف‪\".‬‬ ‫بعد أن استمعت لأم نادر قلت لها‪ \" :‬شكراً لتحفيزي لكى أمارس الحياة بشكل طبيعي‪ ،‬و لكن‬ ‫أريد أن أسألك ماذا يفعل نادر ليستمتع بالحياة ؟\" فأجابت و قالت‪\" :‬أن ابنى يقوم بالكثير من‬ ‫الأعمال الخيرية وأنشطة أخرى مثل الرياضة ‪ ،‬التمثيل ‪ ،‬الرسم و الغناء\"‪ .‬قلت لها‪ \" :‬أيمكن أن أكون‬ ‫صديقة لنادر لأتعرف أكثر على سر أستمتاعه بالحياة؟\" فرحبت بالفكرة كثيراً‪ .‬وبعد أن أمضيت‬ ‫بعض الوقت مع نادر‪ ،‬أدركت أن الحياة لن تقف عند أى مرض ولكن بإمكاننا أن نجعل أيامنا ذات‬ ‫قيمة و نجعل أنفسنا سعداء‪.‬‬ ‫بينما كنت أتذكر تلك الذكرى التي حدثت منذ أربع سنوات‪ ،‬رأيت في الاحتفالية التى كنت‬ ‫أشاهدها معظم أصدقاء نادر اللذين رأيتهم في النادي‪ .‬وبعد انتهاء الاحتفالية‪ ،‬اتصلت بنادر لكي‬ ‫أهنئه على تقديمه لتلك الاحتفالية الرائعة وشجعته على تقديم المزيد من الاحتفاليات‪.‬‬ ‫في النهاية أقول لكل الناس‪ ،‬لا تستهينوا أو تستهزءوا بهؤلاء الأشخاص المتميزين لأنهم بإمكانهم‬ ‫أن يكونوا ابطال في الخفاء ذو أهمية كبيرة وعظيمة للكثير من الناس التي أنا واحدة منهم ‪ .‬لو‬ ‫لم أتعلم من هؤلاء المبدعين في الاستمتاع بحياتهم برغم ظروفهم ‪ ،‬لكنت الآن راقدة في فراشي‬ ‫بدون إنجاز أى شىء ‪ ،‬ولكنى الآن أعمل أشغال يدوية و أكتب القصص و كان ذلك له أثر كبير على‬ ‫استمتاعى بالحياة‪ .‬أن أضعف الناس جسدياً ‪ ،‬قد يكونوا أكثر الناس أهمية‬ ‫‪22‬‬

23

24

‫اختفاء‬ ‫بقلم‪ :‬نادين تامر عبده‬ ‫نظرت السيدة إلي الأسفل؛تتساقط الدموع علي خديها وهي تلقي نظرة أخيرة علي أهلها وأصدقائها‬ ‫وعلي الشوارع والمتاجر والمساكن والحقول والمعابد والآثار وعلي نهر النيل وكل ما كانت تعلم أنها‬ ‫ستفتقده في رحلتها الطويلة البعيدة‪.‬‬ ‫طوال الطريق ظلت السيدة تفكر قائلة لنفسها‪\":‬هل اتخذت القرار الصحيح أم هل كان علي أن‬ ‫أعطيهم فرصة أخيرة؟ هل سيشعرون بغيابي؟ هل سأعود مرة أخري إليهم أم سأظل بعي ًدا إلي‬ ‫الأبد؟\" أسئلة كثيرة دارت في رأسها في هذه اللحظة ولم تكن تعلم الإجابة لأي منها‪.‬‬ ‫انتهي اليوم الدراسي وأردت العودة سري ًعا إلي المنزل لأعمل على البحث الذي طلبته مدرسة‬ ‫الدراسات الاجتماعية عن حدود مصر وموقعها المتميز بين قارات العالم‪ .‬وصلت المنزل وتناولت‬ ‫طعام الغداء وها أنا أجلس أمام شاشة الحاسوب أبحث عن المعلومات المطلوبة وعن موقع مصر‬ ‫علي خرائط جوجل‪.‬وأنا أدقق النظر وجدت شيئا غريبا!!! يا إلهي هل ما أراه صحي ًحا‪ .‬أخذت أدقق‬ ‫في الخريطة مرة أخري وأتفقدها لكني لم أر حدود مصر‪ .‬أين اختفت مصر؟؟‪.‬أسرعت إلي النافذة‬ ‫لأري هل لاحظ أحد ما حدث ؛ثم اتجهت إلي التلفاز لأشاهد الأخبار ربما أجد تفسي ًرا لما يحدث‪.‬‬ ‫لكني لم أجد شيئًا‪ .‬كنت خائفة ولم أصدق ما رأته عيني ‪.‬هل هذا خطأ في محرك البحث أم ما رأيته‬ ‫كان واق ًعا صحي ًحا؟؟؟‬ ‫حكيت لأمي وأبي عما رأيته وبدأنا في البحث عن إجابة لما يحدث إلي أن قرأنا على أحد المواقع‬ ‫الإخبارية أن مصر تركت شعبها وغادرت إلي بقعة بعيدة في الكرة الأرضية إلى مكان غير مأهول‬ ‫بالسكان‪.‬توسلت إلى أبي أن نجد طريقة للسفر إليها والبحث عنها‪ .‬فكر أبي في صديقه الطيار‬ ‫ووجدنا الحل‪.‬‬ ‫وصلت إلي هذا المكان الغريب والبعيد والموحش لم أسمع فيه سوى أصواتًا عجيبة ولم أر فيه حياة‪.‬‬ ‫بحثت وبحثت عن مصر وفجأة سمعت صوت بكاء شديد‪ .‬تتبعت الصوت ووجدتها قد اتخذت‬ ‫مكانًا لها لتستقر فيه‪ .‬كانت تبدو حزينة ومكتئبة تفتقد الحيوية‪ .‬اقتربت منها بحذر محاولة‬ ‫معرفة سبب هذا الاختفاء‪\" .‬لماذا تبكي يا مصر الحبيبة؟ لماذا رحلت وتركتنا غير آمنين بلا وطن؟\"‪.‬‬ ‫نظرت هي إلي نظرة عتاب وقالت لقد أهملتم في مواردي وأضعتم حضارتي التي استمرت لآلاف‬ ‫السنين ؛خربتم كل شيء‪.‬أعطيتكم فرصة تلو الأخرى ولم تستغلوها‪.‬سئمت من هذا الشعب‪.‬‬ ‫ظننتها انتهت من شكواها لكنها كانت تنظر إلي نهر النيل العظيم بألم وحزن ‪,‬أكملت \"أسرفتم‬ ‫في المياه واستخدمتموها بشكل خاطئ‪ .‬وقد قال الله تعالي في كتابه \"وجعلنا من الماء كل شيء‬ ‫حي\" لكن لا فائدة لم تحافظوا علي الماء ولم تسعوا لترشيده بشتي الطرق بل علي العكس تقومون‬ ‫بتلويثه بإلقاء النفايات والصرف الصحي فيه‪.‬‬ ‫\"نعم‪..‬نحن‪ \"...‬كنت سأكمل محاولة الدفاع عن نفسي وعن الناس إلا أنها تساءلت \"ما كل هذه‬ ‫القمامة الموجودة بالشوارع‪.‬ألم تسمعوا أن النظافة من الإيمان؟ لماذا تلوثون الشوارع إ ًذا؟ ولماذا‬ ‫تلوثون البيئة التي تمدكم بالحياة وبالموارد الطبيعية؟ ما كل هذه المبيدات الحشرية والأسمدة‬ ‫الكيميائية التي تلوث التربة ومخلفات المصانع الملقاة في مياه الشرب؟‪....‬ح ًقا لقد سئمت مما‬ ‫‪25‬‬

‫تحملته علي مدار كل هذه السنوات‪.‬‬ ‫وقفت صامتة في خجل لا أعلم ماذا أقول وكيف أدافع عن شعب مصر‪...‬فهي تبدو في قمة‬ ‫الاستياء والغضب‪.‬وظلت تصيح لقد تماديتم في الإساءة ألم تلاحظي كيف تعاملون بعضكم البعض‬ ‫في الشوارع تخالفون القوانين والقواعد وتتعاملون ببغض وأنانية ‪.‬اختفي الحب والعطاء وانتشرت‬ ‫السرقة والغش والعنف‪.‬‬ ‫\"يا مصر ربما توجد سلبيات ولكن هناك من يريد الخير للوطن ويحافظ عليه ويعمره ويساعد‬ ‫المحتاج ليس الجميع بهذه الصفات التي ذكرتها ؛والهروب ليس هو الحل ؛إن تركتنا للأبد كيف‬ ‫نبقي في أمان كيف نعيش دون بلد ودون اسم ودون حضارة\"‬ ‫ظلت صامتة غير مقتنعة بما قلته وكان لابد أن أعود إلي المنزل لأبلغ الجميع بهذا الحوار ولحثهم‬ ‫على جعل مصر سعيدة وفخورة بشعبها الخلوق النظيف الملتزم ؛وتركتها على وعد بالتغيير و إثبات‬ ‫أن هذا الشعب يستحقها‪.‬‬ ‫في اليوم التالي ذهبت إلي المدرسة وقد عرف الجميع بما حدث وكان أصدقائي في حالة من القلق‬ ‫والفزع لا أحد يعلم ما السبب ولكني طمأنتهم وأخبرتهم بالحوار الذي دار بيني وبين مصر وكيف‬ ‫يمكن للجميع أن يشارك في حل المشكلة وفي إثناء مصر عن قرارها بالرحيل‪ .‬اتفقنا على أن يبدأ كل‬ ‫منا بنفسه وببيته ؛الجميع يحسن من سلوكه وأخلاقه ؛كما اتفقنا علي القيام بحملة علي مواقع‬ ‫التواصل الاجتماعي نتحدث فيها إلي الناس ونخبرهم بما حدث ونحثهم علي معالجة السلبيات التي‬ ‫بسببها رحلت مصر‪.‬‬ ‫عدت إلي المنزل وأسرعت إلي حاسوبي وكتبت رسالة علي الفيسبوك أدعو فيها الجميع إلي معالجة‬ ‫المشكلات المختلفة التي نسببها بسبب الإهمال وطالبت الناس بالتواصل وإرسال مقترحاتهم حتي‬ ‫نغير من حالنا‪ .‬وسرعان ما انتشرت هذه الرسالة ووجدت الآف الرسائل التي يرغب من خلالها‬ ‫الجميع في المشاركة لاستعادة مصر ومحاولة إرضائها بالبدء سري ًعا في حل المشكلات المختلفة وطرح‬ ‫أفكار تعمل علي تقدم المجتمع‪.‬‬ ‫حققت رسالتي صدى واس ًعا وصار الجميع يحاول بذل أقصي جهده لنستعيد بلدنا مرة أخري‪.‬‬ ‫تواصلت مع مصر وطلبت منها أن تتابع ما يحدث من المواطنين فهي تراقب ما يحدث منذ تركت‬ ‫حدودها‪.‬‬ ‫وقد رأت تجاوبًا مع محاولاتي فهاهم المواطنون يقومون بتنظيف الشوارع وتجميلها وكل مسئول‬ ‫في موقعه يحاول إيجاد الحلول للمشكلات المختلفة؛ كان الكل يعمل بجد كبي ًرا وصغي ًرا؛المسئول‬ ‫والمواطن العادي‪.‬‬ ‫مرت الأسابيع والجميع يعمل بجد واجتهاد وكل شخص يحاول التغلب على عيوبه وقد ظهرت‬ ‫نتيجة ذلك علي الأرض ؛اختفت القمامة من الشوارع وانتظمت حركة المرور وقلت الحوادث وتغير‬ ‫لون مياه النيل بعد أن كان بن ًيا عادت إليه زرقته وأصبحت السماء صافية بسبب تقليل الملوثات؛‬ ‫واختفى الفساد والظلم وتغيرت أحوال البلد كثي ًرا‪...‬كانت مصر تراقب من مكانها ما يحدث سعيدة‬ ‫بتعاون المواطنين‪.‬وقررت العودة لمكانها على الخريطة ‪.‬‬ ‫احتفل الشعب بعودة بلده مرة أخرى وشعر بأهمية الوطن‪.‬‬ ‫‪26‬‬

27

28

‫الأختيار‬ ‫بقلم ‪ :‬رنا سيف‬ ‫رفعت عيني إلي الأعلي وفي كل إتجاه حتي وقع نظري علي الباب الأبيض النظيف لهذه الغرفة‬ ‫‪ ،‬كنت أتأمل الأرض التي تطأطأ عليهاأقدام كل الأتين والراحلين ‪ ،‬ذهبت انظر بتدفيق إلي الباب‬ ‫بشباكه الصغير ‪ ،‬ثم وجدت نفسي ألف رأسي حتي تمكنت من رؤية الغرفة بأكملها ‪ ،‬في تلك الأيام‬ ‫كنت أقضي معظم وقتي هناك في الغرفة البيضاء ذات الحوائط البيضاء والكراسي الكثيرة ‪ ،‬الحوائط‬ ‫كانت كالورقة النظيقة بلا خط ولا نقطة تلوث مظهرها الجميل كأنها لوحة جميلة رائعة أخذتني‬ ‫إلي عالم آخر ‪ ،‬عالم الأحلام شعرت بالفرحة فجأة ‪ ،‬لكن ما الفائدة؟ فالفرح ينتهي والأحاسيس تموت‬ ‫‪ ،‬حاولت بلا جدوي ان اتمسك بتللك المشاعر المبهجة مثل طفل صغير يجري وراء عصفور طليق ‪،‬‬ ‫خابت آمالي ورجعت إلي واقعي من جديد ‪.‬‬ ‫وحيدة في هذه الغرفة وسط المقاعد المتراصة كأنها تراقبني ‪ ،‬كلما انتبهت تلك المقاعد إلى وركزت‬ ‫أعينها ناحيتي شعرت بالوحدة أكثر وأكثر ‪ ،‬كأنني أحد الغرباء في هذا المكان الثقيل علي قلبي ‪،‬‬ ‫فوجئت بوقوف الممرضة بجانبي الأيمن تمتلئ أعينها بالحنان وقد جائت للأطمئنان علي ‪ ،‬بدوت‬ ‫تائهة وقلقة ‪ ،‬وفي الطريق إلي الكسي الذي كنت جالسة عليه قبل جولتي القضيرة تلك في عالم‬ ‫الخيالات ‪ ،‬بدأت باروكتي تتزلق من علي رأسي ‪ ،‬أسرعت لأضعها مرة أخري خوفاً من يراها أحد ‪،‬‬ ‫عدت إلي الكرسي وظلت أفكاري تجري في عقلي وأنا أخفض مرة رأسي حتي أري الأرض تحت قدمي‬ ‫‪ ،‬اللذين كانتا تهتزان بشدة في خوف مما سيحدث عندما ينادي علي أسمي ‪.‬‬ ‫لن أنسي أبداً اليوم الذي علمن فيه هذا الخبر القاتل هنا ‪ ،‬في ذلك اليوم سقطت حياتي في حالة من‬ ‫الظلام والكآبة ‪ ،‬شعرت بأن نفسي قد ماتت وأن سعادتي انتهت ألي الأبد ‪ ،‬خابت أمالي في تحقيق‬ ‫أهدافي العظيمة في الحياة ‪ ،‬هذا الموقف علمني طبيعة الحزن ‪ ،‬إنه لا يكتفي بالإستيلاء علي عقلك‬ ‫…‪.‬لا‪..‬إنه لا يتوقف إلا عندما يحتل آخر خلايا جسمك ‪ ،‬يبدأ في عقلك ثم في قلبك ثم يتوغل في‬ ‫جسمك كله ‪ ،‬بدأت بالخوف من المستقبل والحياة كلها بشكل عام ‪ ،‬ثم الشعور بالخجل والوحدة‬ ‫‪..‬هذا الشعور الذي بدأ يرن في عقلي ‪،‬وأنا جالسة وسط الاصدقاء او حتي وسط عائلتي ‪ ،‬لأنني‬ ‫ظننت أنه لن يفهم أحد موقفي وحزني ومشاعري ‪ ،‬انقطعت عن الطعام والشراب حتي اصابني‬ ‫الهزال ‪ ..‬ظل جسمي يضعف واصبحت حركاتي صعبة ……ظل جسمي يضعف أكثرو…اكثز‬ ‫توقفت عن الصلاة لانني قلت في غضب لماذا انا بالذات اصيبت بهذا المرض ؟‬ ‫عشت منتظرة إنتهاء يوماً بعد يوماًحتي آخر يوم في حيلتي‬ ‫في وسط غرقي في مستنقع أفكاري دخلت فتاة في السادسة عشر من عمرها مع والدتها ‪ ،‬ترتدي‬ ‫‪29‬‬

‫ثوباً ابيض جميلاً يغطي أطراف قدميها ‪ ،‬حول رقبتها عقداً فضياً منحوتاً عليه كلمات جذبتني‬ ‫لقرائتها ‪ \"..‬تأمل في جمال الحياة \" هززت رأسي بعدم إقتناع ‪ ،‬لكن هذه الفتاة كان بها شيئ‬ ‫يصعب وصفه ‪ ،‬كانت تبرق كنجمة في السماء ‪ ،‬وجهها باسماً عينيها البنيتين الجميلتين يملؤهما‬ ‫الأمل ‪ ،‬عندما نظرت الي رأسها تذكرت نفسي ‪ ،‬كانت بدون شعرة واحدة ‪ ،‬الفرق بيني وبينها‬ ‫انني ارتدي باروكة ‪ ،‬تأملتها واعجبت بأبتسامتها المشرقة رغم مرضها ‪ ،‬ادركت في هذة اللحظة أن‬ ‫السعادة والحزن إختيار ‪ ،‬فقررت أن أختار السعادة ‪ ،‬أختار الحرية من قيود الألم التي فرضتها علي‬ ‫نفسي ‪ ،‬وبدأت اتعامل مع المرض بقوة وإيمان بالله فتحررت من قيد السرطان ‪.‬‬ ‫‪30‬‬



32

‫الثقوب‬ ‫بقلم ‪ :‬سارة محمود ابراهيم‬ ‫الثقوب تعني باللغه العربيه هي الاماكن التي تم تفصية ما بداخلها نتيجة اله حادة او يدويا‬ ‫ودائما ما يقوم بها الانسان لعمل فتحات في مكان ما او لوضع علامه معينه يحتاج اليها فيما‬ ‫بعد ‪......‬‬ ‫التمهيد ‪ :‬مهند شاب مصري في سن الشباب والمراهقه عصبي المزاج جدا جدا‬ ‫لا يستطيع السيطره علي اعاصبه ابدا ‪.....‬‬ ‫لذا يحشر من حوله دائما وليس له اي علاقات اجتماعيه ناجحة‬ ‫الموضوع ‪ :‬في صباح احدي الايام جلس مهند مع والدة لتناول وجبه الافطار وسط اسرته‬ ‫ومن المعروف عنه انه شخص عصبي جدا سئ المزاج سريع الغضب بشكل لا يصدق وكلما‬ ‫غضب يجرح الناس بأقول وافعال وبشكل دائم‬ ‫فحدث موقف بسيط اثناء تناولهم الافطار فما كان منه الا ان صاح وهاج وتعصب ورمي الاشياء‬ ‫وادوات الافطار التي امامه‬ ‫ظل واله صامتا يشاهده وهو يفعل ذلك حتي قام بأخذه بعيدا حتي لا يشاهده باقي الاسره‬ ‫وقد كان والده رجلا حكيما عاقلا له خبره كبيره بالحياة و اخذه بعيدا حتي لا يجرحه‬ ‫هنا قرر والده ان يعلمه درسا ليصلحة ويقومه ويجعله شخص محبوب من الجميع‬ ‫فاحضر له كيسا مملوءا بالمسامير الصغيره وقال له يابني كلما شعرت بالغضب الشديد وفقدت‬ ‫اعصابك وبدأت تفعل اشياء لا تصلح و تفقدك رشدك عليك ان تقوم بدق مسمارا واحدا في‬ ‫السياج الخشب لحديقة المنزل هنا ‪ .......‬واشار له هذا المكان‬ ‫ولكن لم يكن ادخال المسامير السور الخشب سهلا علي الاخلاق فهو يحتاج الي جهدا ووقت‬ ‫طويل‬ ‫وفي اليوم الاول دق الولد ‪ 37‬مسمرا وتعب كثيرا في دق المسامير فقرر في نفسه ان يحاول ان‬ ‫يملك نفسه عند الغضب حتي لا يعاني دق المسامير‬ ‫ومع مرور الايام نجح الولد في انقاص عدد المسامير التي يدقها يوميا‬ ‫حتي تمكن الولد من ضبط نفسه بشكل نهائي وتخلص من تلك الصفه السيئه الي الابد‬ ‫ومر يومين كاملين والولد لا يدق اي مسمار في السياج‬ ‫فذهب الي والده فرحا وفعلا هناه علي الولد علي هذا التحمل الجيد ولكنه طلبه منه شيئا جيدا‬ ‫هو القيام باحراج جميع المسامير مره اخري من السياج وتعجب مهند من طلب والده لكنه‬ ‫‪33‬‬

‫قام بتنفيذ طلبه فورا فقام الشاب باخراج جميع المسامير وعاد مره اخري لوالده واخبره بهذا‬ ‫الانجاز‬ ‫فاخذه والده وخرجا الي حديقة المنزل واشار له الي السياج ومكان المسامسر‬ ‫وقال له‬ ‫احسنت صنعا يا بني ولكن انطر الان الي هنا واشار بأصبعه علي مكان دق المسامير فوجد بها اثر‬ ‫ثقوابا كثيره جدا ومحفوره في السياج فقال له هذا مستحيل ان يعود يوما كما كان في السابعه مهما‬ ‫صنعت به ولن يعود كما كان سليما‬ ‫فانت كما كما دققت في السياج وثقبته حفرت به ثقبا ثم ثقبا حتي تجمعت الثقوب واصبحت‬ ‫فتحات في الجدار‬ ‫مستحيل ان تعود كما هي الا اذا قمت بتغير السياج كله‬ ‫واخذ يد ابنه لكي يتحسس تلك الثقوب بيديه فوجدها عميقه جدا وقال له ‪ .....‬هكذا تكون‬ ‫افعالك واقولك التي تصدر فيك عند الغضب فانا اراك بعين الاب اعظم رجل في الكون واطيب‬ ‫الشخصيات واكثرها طاعه‬ ‫اما علي المستوي الشخصي والاجتماعي فانا اراك صعب التعامل ولا تسطيع ان تسيطر علي نفسك‬ ‫في اي موقف تتعامل فيه عند الغضب‬ ‫ومهما حاولت ان تعتذر عما صدر فيك وقت غضبك تجاه الناس فلن تمحي ابدا‬ ‫ما قولته وما صدر منك من افعال واقوال لانها كالثقوب تترك اثرا في النفوس ولن تستطيع ان‬ ‫تمحوها فقط‬ ‫رأي الشخص في هذه القصه بانني قد أستفدت منها كثيرا حيث انني وباقي زميلاتي جزئ منهن‬ ‫نتعصب مع بعض علي اتفه المواقف‬ ‫مواقف بسيطة تافهه ونقوم بالخصام بيننا ولمده طويله والسبب بسيط و تافهه‬ ‫بل اننا نغضب و نتبادل الالفاظ الغير لائقه و ننبذ بعض‬ ‫ولكن هنا يجب ان نستفيد من ما نقرأه انا ومن حولي‬ ‫فالحليم هو من يملك نفسه عند الغضب‬ ‫‪34‬‬

35

36

‫بقلم ‪ :‬نور فكرى انور‬ ‫العسل المسموم‬ ‫كانت السعادة تغمرها فاليوم قد بلغت ماسة خمس عشرة عا ًما‪ ،‬فقد انتظرت ماسة هذا اليوم‬ ‫منذ طفولتها؛ فالفتاة الصغيرة المدللة وحيدة والديها أصبحت آنسة و يمكنها الحصول على كامل‬ ‫حريتها الآن‪...‬‬ ‫\"‪-‬أصبح بإمكانها الآن ان تعيش بمفردها و تستقل عن والديها\" هذا ما قالته والدتها من قبل‪.‬‬ ‫كانت تعيش فى وسط غنى و كل ما تتمناه يأتى فى سرعة البرق‪ ،‬غرفتها الواسعة المليئة بالأجهزة‬ ‫التكنولوجية الحديثة‪ ،‬و خزانتها الممتلئة بالملابس و العطور و أثمن الحلى من ذهب أبيض و فضة‬ ‫و أحجار كريمة و كل ما تتمناه أى فتاة فى عمرها‪ .‬كانت تحب والديها كثي ًرا اللذان تركا لها الحرية‬ ‫كاملة لتفعل ما تريد‪...‬‬ ‫\"‪-‬إنه القرن الواحد و العشرون و قد أصبحنا أكثر تفت ًحا على العالم فلتلبس ما تريد و تفعل ما يحلو‬ ‫لها حتى لا تصبح معقدة‪ ،‬فلا دا ٍع لجمود العقول و لنصبح متفتحين عقليًا‪ \".‬هذا كان رد والدها‬ ‫لتفسير طريقة تربيته لابنته و الإجابة عن الأسئلة‪\" :‬أيحق لفتاة فى هذا العمر أن تستقل بنفسها‬ ‫و تعيش بعي ًدا عن عائلتها ؟ أهذه حرية ح ًقا ؟ أيكون بهذه الطريقة التقدم و التفتح العقلى؟‬ ‫كادت ماسة تطفئ الشمع‪ ..‬كانت حفلة كبيرة تحدث عنها الجميع فلم يكن احتفا ًل بميلادها فقط‬ ‫بل أي ًضا حفلة توديع للفتاة التى ستترك بيت والديها و تنتقل إلى بيت آخر تصبح فيه مسئولة‬ ‫عن نفسها و عن كل شئ بمفردها و تستقل تما ًما عن والديها‪ .‬كانت ترتدى فستانًا أحمر قصير و‬ ‫كعب أسود عالى فكان من يراها يقول أنها فتاة فى سن الخمس و عشرين‪ .‬حضر الحفلة عائلتها‬ ‫و صديقاتها و أصدقاءها‪ ،‬كما أن صديقتها سما التى أحبتها كثي ًرا و نصحتها أكثر من مرة ألا تترك‬ ‫بيت والديها و تعيش بمفردها ‪،‬جاءت تعيدها و تنصحها للمرة الأخيرة ‪،‬و لكن ماسة لم تسمع لها‬ ‫و انتقلت الى هذا البيت الجديد ليبدأ مفعول السم‪.‬‬ ‫انتقلت ماسة إلى بيتها و سرعان ما تأقلمت مع الوضع الجديد حيث لم يختلف كثي ًرا عن حياتها فى‬ ‫بيت أبيها ؛فكانت تفعل ما تريد و تلبس ما تشاء و تصاحب من تريد‪ .‬فعلت كل ما تريد خلف‬ ‫ستار التفتح العقلى و الحرية حتى جاء يوم دفع الثمن‪..‬‬ ‫ذهبت ماسة إلى النادى كعادتها و هناك حدث ما غير لها حياتها رأ ًسا على عقب ؛ قابلت شاب‬ ‫فى سن العشرين أعجبت به كثي ًرا و سري ًعا حكت له عن كل شئ فى حياتها و ظنت أنها تحبه‬ ‫ووهمها هو أي ًضا أنه يحبها و ظلا يتقربا من بعضهما البعض و يتحدثا لي ًل مع نها ًرا حتى أن ماسة‬ ‫أهملت دراستها و رسبت فى الامتحانات ‪،‬ولكنه أقنعها أنه يحبها و أنه سيتزوجها فلا دا ٍع للشهادة‬ ‫‪37‬‬

‫\"فالأميرات لا يعملن و لا يحتاجن لشهادات\"‪.‬‬ ‫كانا يتقابلا كثي ًرا و تعلقت به ماسة تعل ًقا شدي ًدا مما جعلها تسمع كل كلمة يقولها حتى جاء اليوم‬ ‫الملعون الذى جعلها فيه تدمن المخدرات و تدخل فى دائرة نهايتها التدمير و خسارة كل شئ‪ ،‬و لم‬ ‫تعد الآن ماسة البنت المرحة المتفتحة بل تمكن الإدمان منها و أصبحت فى حالة ميئوس منها‪ ،‬كما‬ ‫أن الشخص الذى وهمت نفسها أنها أحبته و ضحت بكل شئ لأجله تخلى عنها و تركها فى ساحة‬ ‫حرب واسعة وحدها بدون أهل أو صديق أمام جيش كبير مسلح بالأخطار و الأمراض ‪ .‬دخلت‬ ‫ماسة فى حالة اكتئاب و أخذت تعانى من أمراض نفسية عديدة ‪،‬مما جعلها تزيد من جرعة هذه‬ ‫السموم التى تتناولها و لم تستطيع التوقف و كل مدى تسوء حالتها ‪،‬حتى فقدت كل نقودها و‬ ‫لم يبقى معها ثمن ما تدمن ‪،‬فوصل بها الحال إلى بيع أثاث منزلها ثم إلى سرقة زميلاتها و جيرانها‬ ‫و فى لمح البصر أصبحت ماسة مجرمة كانت لا تصدق ما تفعل و لكنها لا تستطيع السيطرة على‬ ‫نفسها و هى فى حالة الرغبة فى المخدرات حتى أنها سارت فى طريق الانحراف‪ .‬لم تستطيع ماسة‬ ‫التحمل و انتهت حياتها بالانتحار‪...‬‬ ‫لم يصدق أحد ما حدث لها فماسة كانت محبة للحياة! كما ُصدم والديها و ندما ند ًما شدي ًدا‪.‬‬ ‫كانت ماسة ضحية خطأ تفكير والديها‪ ،‬فلو علما أن الماسة غالية و ثمينة ما فرطوا فيها‬ ‫‪38‬‬

‫صصص‬ ‫الورد‬ ‫الطالبة ‪ /‬مريم مبروك‬ ‫رسوم ‪ .‬د‪ /‬هند الفلافلى‬

40

‫الورد‬ ‫بقلم ‪ :‬مريم مبروك‬ ‫المقدمة‪:‬‬ ‫الورود‪ :‬تشغل اكبر الادوار فى حياتنا اليوميه الورود اكثر الاشياء التى ترسم البسمه على وجهنا‬ ‫وتبعث الراحه والتفاؤل والبهجه بألوانها ورائحتها العطره دائما نهدى بها المقربون لقلوبنا لأنه‬ ‫يدل على مكانتهم الغاليه لدينا‪.‬‬ ‫الورود هى الطبيعة الصامتة النابضة بكل انواع الحياه‬ ‫التمهيد‪\" :‬روز\" فتاه فى العشرين من عمرها تعمل لدى محل ورد ملكها حمرة الورود فى شعرها‬ ‫وزرقة السماء فى عينيها وحيده تعرف عملها فقط تطلق على محلها \"بياعة الورد\"‪.‬‬ ‫الموضوع‪:‬‬ ‫فى صباح يوم جديد وشروق شمس جديده وفرصة للسعاده من جديد تذهب \"روز\" لعملها فى‬ ‫طريق محصور بحدائق من يمينه ويساره حدائق مليئه بالورود المتفتحة ذات المنظر الخلاب‪.‬‬ ‫الورود هى امل الحياة‬ ‫عند وصول \"روز\" لمكان عملها الصغير المشع بالتفاؤل والسعادة والبهجه جاء شاب وسيم ضاحكا‬ ‫ليشترى القليل من الورد‬ ‫الشاب‪:‬صباح الخير‬ ‫روز‪:‬صباح النور اقدر اساعد حضرتك ازاي؟‬ ‫الشاب ‪:‬بصراحة انا زعلت حبيبتي وكنت عايز اصالحها وملقتش حاجة احلي من الورد اصالحها بيه‬ ‫خصوصا ان هي بتحب الورد جدا حتي هي اسمها ورده هو انتي اسمك ايه صح ؟؟‬ ‫روز ‪ :‬انا اسمي روز‬ ‫الشاب مبتسما ‪ :‬يعني ورده بس بالفرنساوي‬ ‫روز ‪ :‬بالظبط كدا عشان كدا انا بحب شغلي جدا انا خلصت البوكيه لحضرتك هو اكيد هيعجبها‬ ‫الشاب ‪ :‬هو اكيد هيعجبها هو جميل جدا شكرا‬ ‫كميه البهجة التي كانت علي وجه الشاب اعطت روز طاقه ايجابيه كانت كفيله لتنسيا وحدتها‬ ‫اذا شعرت بالتشاؤم تأمل وردة‬ ‫بعد انتهاء يوم عمل سعيد علي روز عادت لمنزلها سعيده لما حققته اليوم من انجاز نعم انجاز!‬ ‫أليس اسعاد الاخرين انجاز ؟؟‬ ‫لذا تحب روز عملها حب لا يوصف‬ ‫‪41‬‬

‫الورود هي رمز الحب والامل والفرح‬ ‫في صباح اليوم التالي قررت روز ان تغير قليلا من روتينها اليومي فقررت اخذ القليل من الورد‬ ‫وتذهب ل\" دار مسنين \" قريب من عملها‬ ‫وقليل اخر من الورد وتذهب ل\" دار ايتام \" قريب ايضا من مملكة الورد التي تمتلكها روز‬ ‫الورود تهذب النفس والروح‬ ‫فور وصول روز لدار المسنين قامت الناس المقيمه به ترحيبا ب\"روز\" وكأنهم كانوا في انتظارها‬ ‫وفعلا اخبروها انهم كانوا منتظرين زيرتها‬ ‫وكانت وجوههم مليئة بالسعادة والفرحة والحب والتفاؤل وهذا السبب هو اساس حب روز‬ ‫لعملها وهو اسعاد الاخرين‬ ‫بعد انتهاء روز من زيارة المسنين ذهبت لزيارة \" دار الايتام \"‬ ‫وكانت السعادة تملئ وجوه الاطفال وبهجة روز وسعادتها لاسعاهم بالورود والهدايا كانت احدي‬ ‫اسباب سعادة الاطفال ايضا‬ ‫وحدث شئ من الممكن اعتباره تفصيله صغيره ولكنه عالعكس تماما بالنبسة الي روز فكانت هذة‬ ‫التفصيل اكبر تفاصيل هذا اليوم بالنسبه ل \" رزو \"‬ ‫لقد نادت احدي الاطفال روز ب \"ماما \" هذه التفصيله كانت اكبر اسباب اسعاد روز في هذا اليوم‬ ‫وعادت روز كعادتها لمنزلها وضمت انجاز اليوم لباقي انجازتها ودونت هذه الذكري في مذكرتها‬ ‫وكتبت قائله ‪ :‬رغم انه اكبر الانجازات فالدنيا لكن يمكن لكل شخص تحقيق هذا الانجاز انه اسعاد‬ ‫الاخريين‬ ‫روز كل يوم تحب عملها اكثر من اليوم السابق لانه باختصار \" انجاز \"‬ ‫وسبب سعادة كثير من الناس ليست روز فقط المحبه للورود‬ ‫لم تستمر روز علي روتين معين بل كانت تغير الروتين اليومي ‪:‬روتين حياتها ‪ :‬كل يوم لتحويله ل ‪:‬‬ ‫روتين سعادتها ‪:‬‬ ‫لذا توقع ما التغير لليوم التالي ؟؟‬ ‫ولكن تذكر انها ستذهب لعملها في طريق محصور بالحدائق والالوان الجذابه والطبيعه الخلابه‬ ‫وملئ بالورود وتفوح منه رائحة عطر لا يمتلكه بشرا فقط الورود تمتلكه حتي تصل للنهايه وحتما‬ ‫ستكون \" سعادتك \"‬ ‫كلما نظرنا الي وردة نتعلم درس جديد لذا سبحان من ابدعها !‬ ‫لا تكف عن النظر للسعاده وهي فقط تتلخص في\" وردة \"‬ ‫اهداء لكل محب ومحبه للورد‬ ‫‪42‬‬

‫الطالبة ‪ /‬وعد منصور‬ ‫رسوم ‪ /‬محمد التهامى‬ ‫‪43‬‬

44

‫أنا القلم‬ ‫بقلم ‪ :‬وعد منصور‬ ‫أنا القلم دائما ما أري نفسي ذات أهميه كبيره لبعض الناس وهذا بالطبع مايشعرني بالسعاده ‪ ،‬فإني‬ ‫أرغب أن اغير العالم من خلال كتاباتي وأتمني ان يتم أستخدامي دائما للخير لا الشر بكتابة الشئ‬ ‫الصحيح لا للخطأ ‪ ،‬لايهمني أن أجهد في الكتابه فهذا دوري ‪ ،‬وانا طويل وتوجد أقلام أطول مني‬ ‫وأقصر مني ‪ ،‬هذا لايشغلني ‪ ،‬وتوجد فيا الوان كثيره ولكن قيمتي لاتكمن في مظهري الخارجي‬ ‫ولكن في مابداخلي وهو السن الذي يكتب الكلمات وقد يتاكل السن أو ينكسر ولكن يوجد دائما‬ ‫الحل من خلال صديقتي الرائعه البرايه التي تعيد لي سني الجديد لاكتب مره أخري ولا اتوقف ‪.‬‬ ‫وقد أخطئ في الكتابه ولكن لن أحبط من خطأي لوجود صديقتي الاخري الممحاه التي تمحي‬ ‫أخطائي ‪ ،‬فانها تضحي بنفسها من أجلي فكل مره تمحي خطأ لي تقل في حجمها ‪ ،‬فما أروعها ‪.‬‬ ‫وأعتبر نفسي محظوظ فقد يستخدمني رؤساء أعظم الدول في العالم ليكتبوا قرارات هامه تسير‬ ‫بها الدول ويستخدمني الطبيب لكتابه الدواء لينقذ بها حياة مريض ويستخدمني المهندس ليرسم‬ ‫تصميم لمبني كبير ويستخدمني الطالب ليجيب ويرسم‬ ‫له المصير‪ ،‬يسعدني أن أكون في يد الأنسان البسيط ليعبر عن مشاعر بداخله ‪.‬‬ ‫ومع مرور الزمن بدات أري أن أهميتي تقل وذلك لسبب مايسمي بالتكنولوجيا والهواتف‬ ‫المحموله التي تهدر الوقت وتصرف الناس عني ولكني أواجه هذه العقبات والصعوبات وأثق في‬ ‫نفسي وقيمتي وأن مايقدرني هو من يستخدمني في يده ‪.‬‬ ‫‪45‬‬

46



48

‫الجزاء من جنس العمل‬ ‫بقلم ‪ :‬سارة ايهاب محمد‬ ‫يحكي انه كان هناك شخص يدعي راكان يسكن مع عائلته في بيت صغير له مزرعة صغيرة تجلب‬ ‫اليه القليل و لكنه كان قنوع و راضي بما قسمه الله له ‪ ،‬وكان يعطف علي المساكين ‪ ،‬و لا يبخل‬ ‫علي محتاج و لا يرد سائل‪ .‬و كان له ابن و ابنة و زوجة يشهد اليهم بالطيبة و حب الخير و بشاشة‬ ‫الوجه‪ .‬و الي جواره كان يسكن ابن عمه و يدعي خالد ‪ ،‬كان له بيت كبير بمزرعة كبيرة تجلب‬ ‫له الكثير و لكنه كان علي النقيض تماما من ابن عمه ‪ .‬حيث كان بخيلا يعشق المال و الثروة و‬ ‫لا يهتم لأحد و عرف عنه الظلم حيث سبق له الاستيلاء علي ميراث ابن عمه راكان‪ .‬وكان خالد‬ ‫يمتلك في منزله خزانة كبيرة يملؤها بالمال و الحرائر و الذهب و المجوهرات ‪ .‬وكان له ابن كثيرا ما‬ ‫يؤذي الاخرين و يسبب الضيق للجميع حيث كان لا احد يحبه من أهل المدينة‪ .‬و في صباح أحد‬ ‫الايام بينما كانت السماء صافية و الشمس ساطعة و اثناء مرور سرب من العصافير فوق مزرعة‬ ‫راكان‪ ،‬حدث أن اصيب عصفور صغير برصاصة من بندقية ابن خالد‪ .‬فسقط العصفور في مزرعة‬ ‫راكان و قد كسرت احدي جناحيه فشاهده ابن راكان فأسرع عليه وحمله برقة و اخذه الي والده‬ ‫و والدته ليعتنوا به ‪ .‬وبالفعل قاموا بعنايته و رعايته و السهر علي علاجه و الترفيه عنه فبرغم‬ ‫حزن العصفور لفقدانه سربه و مجموعته إلا انه كان سعيدا بمعاملة عائلة راكان له و فرح بحسن‬ ‫معاملته‪ .‬و عندما شفي تماما ودعوه بعيون ممتلئة بالدموع و بقلوب حزينة لفراقه لكي يلحق‬ ‫بسربه‪ .‬و عندما وصل العصفور الي مجموعته و شرح لقائده أسباب تأخره و حكي لهم ما حدث له‬ ‫عند هؤلاء الاناس الطيبين‪ .‬وعندما سمع العصفور القائد ما حدث قرر ان يكافئ هؤلاء الاشخاص‬ ‫علي معروفهم فقام بإعطاء العصفور الصغير حبة و أمره بالعودة وإلقائها في مزرعة راكان و عائلته‬ ‫وبالفعل عاد العصفور و القي الحبة بكل حب و سرور ثم رحل‪ .‬وفي الصباح فؤجئ راكان و عائلته‬ ‫بأن الارض بأمر من الله امتلأت كلها بسنابل قمح ذهبية رائعة وكثيرة لا عدد لها‪ .‬ففرحوا كثيرا‬ ‫و شكروا الله علي فضله و نعمه ‪ ،‬فقاموا بجنيها و بيعها فحققت لهم الكثير من المال‪ .‬فزادتهم‬ ‫هذه الاموال عطفا علي الاخرين فأكثروا من فعل الخير و مساعدة الاخرين‪ .‬وعندما شاهد ابن‬ ‫عمه خالد الغني الذي طرأ علي ابن عمه أخذ يسأل و يسأل حتي عرف بقصة العصفور‪ .‬فأمر ابنه‬ ‫باصطياد عصفور ببندقيته ‪ ،‬وبالفعل ترصد خالد لسرب عصافير مار وقام بتوجيه بندقيته فأصاب‬ ‫عصفور صغير فسقط في مزرعته وقد كسرت احدي جناحيه‪ .‬فأخذه وأعطاه لوالده ليعالجوه‪.‬‬ ‫ولكنهم اهملوه وأساءوا معاملته وبعد أن استطاع الطيران مرة اخري الي حد ما بعد فترة طويلة‬ ‫بسبب الاهمال اطلقوا سراحه وأمروه بان يحضر لهم حبة كالتي احضرها لجاره و أخذوا يحلموا‬ ‫‪49‬‬

‫بالثروة و الغني‪ .‬غادر العصفور و كله الم وحزن لما اصابه‪ .‬عندما وصل العصفور الي مجموعته شكي‬ ‫لهم بعيون باكية ما حدث له من سوء معاملة و ظلم ‪ .‬فأرسل معه القائد حبة وأمره بالقاءها في‬ ‫أرض خالد وبالفعل في الصباح اكتشف خالد بأن أرضه قد اصابها الجفاء و الجدب ولم تعد صالحة‬ ‫للزراعة و امتلأ المنزل بالحشرات التي هاجمتهم و أخذت تدمر كل شئ في المنزل فأصابتهم‬ ‫الحسرة لما حدث لهم بأرضهم و منزلهم و ندموا علي ما فعلوا‪.‬‬ ‫( وبذلك فمن يفعل خير بهدف مساعدة الغير و رضا الله يجني كل خير‪ .‬و من يفعل شئ لهدف‬ ‫و مصلحة ما دون الاهتمام بمشاعر الغير لا يجني أي شئ )‬ ‫‪50‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook