Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore قصص الصحابة

قصص الصحابة

Published by كتاب فلاش Flash Book, 2021-03-28 18:49:42

Description: قصص الصحابة

Search

Read the Text Version

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫ﺷﺒﻜﺔ‬ ‫‪M‬‬ ‫معاذ‪ ،‬ويدرك جي ًدا أنه أراد الله ورسوله‪ ،‬ولذا أحبه وقدره بين‬ ‫صحابته وفيهم من هو أكبر منه سنًا وأسبق منه إسلا ًما‪ ،‬ولكنه‬ ‫الإيمان يرفع الصغار ليضعهم بين الكبار‪.‬‬ ‫وي�وم أن بعث�ه رس�ول الله ‪0‬إلى اليم�ن‪ ،‬خ�رج‬ ‫رسول الله ‪0‬يوصي معا ًذا‪.‬‬ ‫ب�ل إن معا ًذا كان راك ًبا على دابته‪ ،‬ورس�ول الله ‪0‬‬ ‫يميش‪ ،‬وهو شرف عظيم لمع�اذ‪ ،‬لم يتحقق لأحد من بعده‪ ،‬من‬ ‫أجل هذا كان صحابة النبي ‪ S‬إذا تكلم معاذ نظروا إليه‬ ‫تعظيماً وإجاللاً لعلمه‪.‬‬ ‫وكثي ًرا ما قرب رس�ول الله ‪ 0‬مع�ا ًذا إلى جواره‪،‬‬ ‫وق ّدم�ه على غيره من الأصحاب الك�رام ولكن الحياة لا تدوم‬ ‫لأحد‪.‬‬ ‫ف�إن رس�ول الله ‪0‬لم�ا ودع معا ًذا وه�و ذاهب إلى‬ ‫اليمن ليعلم أهلها الإسلام قال‪ :‬يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني‬ ‫‪150 n‬‬ ‫‪‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫ﺷﺒﻜﺔ‬ ‫‪M‬‬ ‫بعد عامي هذا‪ ،‬ولعلك تمر بمسجدي هذا وقبري‪ ،‬فبكى معاذ‬ ‫‪ I‬لفراق رسول الله ‪.0‬‬ ‫ث�م التف�ت ينظر إلى المدين�ة بوجهه‪ ،‬فما أن رآه رس�ول الله‬ ‫‪ 0‬حت�ى قال‪ :‬إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وأين‬ ‫كانوا؟‪.‬‬ ‫وتحقق ما أحس به رسول الله ‪ 0‬فقد فارق الدنيا‪،‬‬ ‫وكان مع�اذ غائ ًب�ا عن المدين�ة‪ ،‬ولما وصل الخبر إلي�ه بكى بكاء‬ ‫الأم على ولده�ا‪ ،‬وب�كاء اليتيم على أمه‪ ،‬فقد مات رس�ول الله‬ ‫‪ ،0‬ومضت الحياة بعد ذلك‪.‬‬ ‫زهده وورعه وتقواه‬ ‫ذات مرة بعث عمر غلامه بأربعمائة دينار إلى أبي عبيدة بن‬ ‫الج�راح‪ ،‬وقال له‪ :‬اذهب بهذا الم�ال إلى بيت أبي عبيدة‪ ،‬وانتظر‬ ‫ماذا سيفعل بهذا المال؟‪.‬‬ ‫وذهب الغلام بالمال‪ ،‬فأخذه أبو عبيدة ونادي جاريته قائلاً‬ ‫لها‪ :‬اذهبي بهذه السبعة الدنانير إلى فلان‪n.‬‬ ‫‪151‬‬ ‫‪‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫ﺷﺒﻜﺔ‬ ‫‪M‬‬ ‫وبهذه الخمس�ة إلى فلان‪ ،‬حتى انتهت الدنانير ولم يبق منها‬ ‫شيء‪ ،‬وعاد الغلام إلى عمر يخبره بما كان‪ ،‬فوجد الغلام عمر قد‬ ‫جهز له أربعمائة دينار أخرى وقال له‪ :‬اذهب إلى معاذ بن جبل‪،‬‬ ‫وانتظر ماذا سيفعل بهذا المال؟‪.‬‬ ‫وأخ�ذ معاذ الدنانير من الغلام ون�ادي جاريته فأمرها أن‬ ‫توزع هذا المال‪ ،‬حتى لم يبق إلا ديناران‪.‬‬ ‫فقال�ت زوجته‪ :‬نحن والله فقراء ي�ا معاذ فأعطنا‪ .‬فأعطى‬ ‫لها الدينارين‪.‬‬ ‫ورج�ع الغلام إلى عم�ر يخبره بما كان‪ ،‬فتبس�م عمر قائلاً ‪:‬‬ ‫إنهم إخوة بعضهم من بعض‪.‬‬ ‫كان مع�اذ كبقية الصحابة‪ ،‬ينظ�ر إلى المال أنه مال الله وإنما‬ ‫أعطاه له لكي ينفقه في الخير دائماً ‪ ،‬حتى أنه كان على عهد رسول‬ ‫الله يعط�ي الن�اس من ماله‪ ،‬حتى لم يبق له مال في داره ينفق منه‬ ‫بعد ذلك‪.‬‬ ‫‪152 n‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫ﺷﺒﻜﺔ‬ ‫‪M‬‬ ‫قال أحد التابعين واسمه أبو بحرية‪ :‬دخلت مسجد حمص‬ ‫‪ -‬بالشام ‪.-‬‬ ‫فإذا أنا بفتى حوله الناس جعد((( قطط((( فإذا تكلم كأنما‬ ‫يخرج من فيه((( نور ولؤلؤ‪.‬‬ ‫فقل�ت‪ :‬م�ن هذا؟ قالوا‪ :‬مع�اذ بن جبل‪ ،‬لق�د كانوا جمي ًعا‬ ‫يعرف�ون الفض�ل لمع�اذ ‪ I‬في علم�ه ال�ذي اس�تقاه م�ن‬ ‫رس�ول الله‪ ،0‬حتى قال عمر بن الخطاب‪ :‬من أراد أن‬ ‫يسأل عن الفقه فليسأل معاذ بن جبل‪.‬‬ ‫ولم�ا حضرت الوفاة عم�ر بن الخطاب قال‪ :‬ل�و كان معاذ‬ ‫ح ًيا لاستخلفته‪ .‬فإذا سألني ربي ‪ D‬لماذا استخلفته؟‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬إن رس�ول الله قال‪ :‬إن العلماء إذا حضروا ربهم يوم‬ ‫القيامة كان معاذ أمامهم يسبقهم بمقدار رمية حجر‪.‬‬ ‫‪n 153‬‬ ‫(‪ )1‬أجعد الشعر‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الشديد الجعودة‪.‬‬ ‫(‪ )3‬فمه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫ﺷﺒﻜﺔ‬ ‫‪M‬‬ ‫أم�ا الصح�ابي الجليل عبد الله بن مس�عود فإن�ه يقول‪ :‬إن‬ ‫معاذ بن جبل كان أمة قان ًتا لله حني ًفا‪ ،‬فقال أحد جلس�ائه‪ ،‬هذا‬ ‫إبراهيم يا صحابي رسول الله‪.‬‬ ‫فق�ال عب�د الله ب�ن مس�عود‪ :‬ه�ل ت�دري م�ا الأم�ة؟‬ ‫وما القانت؟‪.‬‬ ‫فق�ال الرج�ل‪ :‬الله أعلم‪ ،‬فقال عبد الله بن مس�عود‪ :‬الأمة‬ ‫هو الذي يعلم الخير‪.‬‬ ‫والقانت‪ :‬هو المطيع لله‪ .D‬وكان معاذ بن جبل ‪I‬‬ ‫يعلم الناس الخير‪ ،‬وكان مطي ًعا لله‪ D‬ورسوله‪.‬‬ ‫حياة ُمعاذ في خلافة عمر‬ ‫كان عم�ر ب�ن الخط�اب ‪ I‬قد من�ع كب�ار الصحابة‬ ‫الخ�روج م�ن المدين�ة إلا بإذنه‪ ،‬وذل�ك لحاجته الش�ديدة إليهم‬ ‫يس�ألهم فيما يخص أمور المس�لمين‪ ،‬ويستشيرهم فيما يحدث من‬ ‫‪154 n‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫ﺷﺒﻜﺔ‬ ‫‪M‬‬ ‫أم�ور جدي�دة‪ ،‬وكان معاذ ب�ن جبل أحد المفضلين لدى عمر‬ ‫‪.I‬‬ ‫ولكن المسلمين يزدادون يو ًما بعد يوم‪ ،‬فأرسل عمر بمعاذ‬ ‫إلى الشام لكي يعلمهم دينهم ويفقههم فيه‪.‬‬ ‫وفي «حم�ص» كان�ت حلق�ة معاذ بن جب�ل ‪ I‬تمتل ُئ‬ ‫بالوافدي�ن م�ن أنح�اء الش�ام ليأخ�ذوا العلم من أعل�م الأمة‬ ‫بالحلال والحرام‪ ،‬وأحبه أهل الشام ح ًبا بال ًغا‪.‬‬ ‫إلا أن أي�ام الده�ر الس�عيدة قليل�ة‪ ،‬فق�د هج�م طاع�ون‬ ‫«عمواس» على المسلمين‪.‬‬ ‫وم�ات أب�و عبيدة ب�ن الج�راح والي الش�ام وأميرها ذلك‬ ‫الوق�ت‪ ،‬ثم جعل «معاذ بن جب�ل» وال ًيا حتى يبعث عمر بوا ٍل‬ ‫آخر‪ ،‬فقام معاذ خطي ًبا في المسلمين يحثهم على الصبر‪.‬‬ ‫‪n 155‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫ﺷﺒﻜﺔ‬ ‫‪M‬‬ ‫فق�ال‪ :‬أيه�ا الناس إن ه�ذا الطاعون رحمة ربك�م‪ ،‬ودعوة‬ ‫نبيك�م‪ ،‬وقبض الصالحين قبلكم‪ ،‬الله�م آت آل معاذ النصيب‬ ‫الأوفر من هذه الرحمة‪.‬‬ ‫وفاة ُمعاذ ‪I‬‬ ‫ويعود معاذ إلى داره فوجد ولده عبد الرحمن أحب أولاده‬ ‫إليه قد ُطعن(((‪.‬‬ ‫فق�ال معاذ له‪ :‬ي�ا عبد الرحمن كيف أنت؟ ق�ال‪ :‬يا أبي إنه‬ ‫الحق من ربك فلا تكونن من الممترين‪.‬‬ ‫فقال معاذ‪ :‬ستجدني إن شاء الله من الصابرين‪.‬‬ ‫وم�ات عبد الرحمن ‪ ،‬ثم مات أخوه الآخر‪ ،‬وبعدها ماتت‬ ‫َز ْو َج َت� ْي ُمع�اذ‪ ،‬وبق�ي ه�و ‪ I‬حت�ى أصاب�ه الطاع�ون‪،‬‬ ‫فلم يقدر على القيام‪ ،‬ورقد في فراشه‪ ،‬فكان ُي ْغ َمى عليه ويفيق‪،‬‬ ‫فإذا أفاق قال‪ :‬رب اقبضني إليك فإنك تعلم أن قلبي يحُ بك‪.‬‬ ‫‪156 n‬‬ ‫(‪ )1‬أصابه الطاعون‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫ﺷﺒﻜﺔ‬ ‫‪M‬‬ ‫ث�م قال لمن حول�ه‪ :‬هل أصبحنا(((؟ فقال�و‪ :‬نعم أصبحنا‬ ‫يا معاذ‪ .‬فقال‪ :‬أعوذ بالله من ليلة صباحها النار‪ ،‬مرح ًبا بالموت‬ ‫مرح ًب�ا‪ ،‬زائر قد غاب عنا‪ ،‬وحبيب جاء على فاقة(((‪ ،‬اللهم إني‬ ‫قد كنت أخافك‪.‬‬ ‫وأن�ا الي�وم أرجوك‪ ،‬إنك لتعلم أني لم أح�ب الدنيا وطول‬ ‫البقاء فيها لكري((( الأنهار‪ ،‬ولا لغرس الأشجار‪ ،‬ولكن لظمأ‬ ‫الهواجر(((‪ ،‬ومكابدة الس�اعات(((‪ ،‬ومزاحم�ة العلماء بالركب‬ ‫عند حلق الذكر‪.‬‬ ‫ثم أس�لم مع�اذ روحه لم�ولاه بعد حي�اة قصيرة الس�نين‪،‬‬ ‫طويلة مليئة بالمواقف الرائعة‪ ،‬وبالعلم الغزير‪.‬‬ ‫(‪ )1‬هل طلع الصبح؟‪.‬‬ ‫(‪ )2‬فقر وشوق وحاجة‪.‬‬ ‫(‪ )3‬حفر الآبار‪.‬‬ ‫(‪ )4‬الصيام في الحر الشديد حتى العطش‪.‬‬ ‫‪n 157‬‬ ‫(‪ )5‬الصبر على الطاعة‪.‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫ﺷﺒﻜﺔ‬ ‫‪M‬‬ ‫وكان�ت وفات�ه في العام الثام�ن عشر للهج�رة‪ .‬وعند قبر‬ ‫مع�اذ لابد أنك ستس�مع دع�اءه وه�و يترنم في ظلامت الليل‬ ‫داع ًي�ا مولاه‪ ،‬اللهم قد نام�ت العيون‪ ،‬وغارت النجوم‪ ،‬وأنت‬ ‫حي قيوم‪ ،‬اللهم طلبى للجنة بطيء‪ ،‬وهربى من النار ضعيف‪،‬‬ ‫الله�م اجعل لي عندك هدى ترده إلى يوم القيامة إنك لا تخُ لف‬ ‫الميعاد‪.‬‬ ‫‪sss‬‬ ‫‪158 n‬‬ ‫‪‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫ﺷﺒﻜﺔ‬ ‫‪M‬‬ ‫‪u‬‬ ‫مقدمة ‪5....................................................‬‬ ‫قصة أبي بكر الصديق ‪8............................. I‬‬ ‫قصة عمر بن الخطاب ‪29...........................I‬‬ ‫قصة عثمان بن عفان ‪53.............................I‬‬ ‫قصة علي بن أبي طالب ‪71.......................... I‬‬ ‫قصة الزبير بن العوام ‪89............................I‬‬ ‫قصة طلحة بن عبيد الله ‪99......................... I‬‬ ‫قصة عبد الرحمن بن عوف ‪109.................... I‬‬ ‫قصة سعد بن أبي وقاص ‪120...................... I‬‬ ‫قصة سعيد بن زيد ‪132............................ I‬‬ ‫قصة أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح ‪138..... I‬‬ ‫‪n 159‬‬ ‫‪ ‬‬

www.alukah.net ‫ﺷﺒﻜﺔ‬ M 148............................ I ‫قصة معاذ بن جبل‬ 159.............................................. ‫الفهرس‬  160 n  


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook