www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M وذات ي�وم قام عمر من نومه ليروي للمس�لمين عن رؤيا رآها في نومه ،فلقد رأى في نومه كأن دي ًكا نقره نقرتين ،والديك عن�د الع�رب هو الأجنب�ي ،فقال عم�ر :يرزقني الله الش�هادة، ويقتلني أعجمي(((. استشهاد عمر ومرت الأيام والمس�لمون يرتقبون تحقق هذه الرؤيا ،وهم يعلمون أن عمر صادق في كل ما يقول ،لكنهم تمنوا أن يمد الله في عمره ،ولوأخذ من أعمارهم ،ولكن س�يف القدر أسرع من درع الحذر. كان في المدين�ة رجل يس�مى «فيروز» ،وه�و من الأعاجم -أي ليس من العرب -بل كان فارس ًيا ،وكان قد اشتكى لعمر من كثرة الضرائب. فسأله عمر :ما عملك؟ قال :نجار ،حداد ،نقاش. قال عمر :فما ضريبتك؟ قال :درهم واحد. ( )1الأعجمي :هو من كان من غير العربn. 50
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M فقال عمر:أعمالك كثيرة وضريبتك قليلة. فقال عمر :س�معت أنك تصن�ع رحى تدور بالرياح قال: نع�م س�أصنع لك رح�ى يتحدث بها م�ن بالمرشق والمغرب، فق�ال عمر :ه�ددني العبد ،وكان في نية عم�ر أن يخفف ضريبة الرجل. وخ�رج عم�ر يو ًم�ا لصلاة الصب�ح ،وس�وى صف�وف المس�لمين ،ودخ�ل في الصلاة ،فخ�رج ه�ذا الكاف�ر الفارسي فطع�ن عم�ر ثلاث طعن�ات ،كان�ت طعنة منهن تح�ت السرة، ولم يستطع عمر أن يكمل الصلاة. فصلى بالمس�لمين عبد الرحمن بن عوف ،Iفلما أفاق عمر قال :هل صلى المسلمون؟. قال�وا :نع�م ،ولم�ا عل�م أن قاتل�ه لي�س م�ن الع�رب ولا م�ن المس�لمين ق�ال :الحم�د لله ال�ذي لم يجع�ل قاتيل يس�جد سجدة لله. n 51
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M ث�م توج�ه إلى الله تعالى يدعوه قائًل�اً :اللهم أتعبت نفسي، وحرم�ت أهلي ،وإني أرج�و أن أخرج من الدنيا لا لي ولا عل ّي، لا أجر لي ،ولا وزر علي. واش�تدت س�كرات الم�وت على الف�اروق ،فبع�ث ولده يس�تأذن م�ن أم المؤمنين عائش�ة ك�ي يدفن بجوار رس�ول الله وأبي بكر الصديق Lفأذنت له. وفاض�ت نفس الف�اروق ،وصعدت روح�ه إلى الله تعالى وحمل�ه المس�لمون إلى قربه ،فدفن بج�وار صاحبيه رس�ول الله 0وأبي بكر ،فلق�د جمعهما الموت بعد أن فرقهما ،وبقي قول النبي « :0إن الإس�ل�ام ليبكي على موت عمر بن الخطاب». sss 52 n
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M عثمان بن عفان I عثم��ان بن عف��ان :هو عثمان بن عفان ب�ن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي. أم��ه :أروي بنت كريز بن ربيعة أس�لمت م�ع ابنها عثمان .I زوج�ه رس�ول الله 0أم كلث�وم بع�د وف�اة رقي�ة وقال« :لو كانت عندي ثالثة لزوجتها عثمان». وس�مى ذا النوري�ن؛ لأن�ه ت�زوج بنت�ي رس�ول الله .0 إسلام عثمان I لم يك�ن عثمان ب�ن عفان يعل�م أن الله قد بعث رس�ول الله 0إلى الن�اس جمي ًع�ا ،وكان قليل م�ن الناس هم الذين عرفوا ببعثته ورسالته ومنهم أبو بكر الصديق. n 53
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M أم�ا عثامن بن عفان فقد دخ�ل يو ًما بيت�ه حزينًا حين علم بزواج رقية بنت رسول الله بعتبة بن أبي لهب ،وكانت رقية ذات جمال ،فجاءت خالة لعثمان اسمها «سعدي بنت كريز» وكانت كاهنة ،فبشرته بأنه س�يتزوج منها ،وأنه سيكون من أتباع النبي الذي يدعو إلى توحيد الله وترك عبادة الأصنام. ولما عاد عثمان من رحلة الش�ام ف ّكر فيما سمعه من خالته، وم�ا س�معه من الصوت ال�ذي ن�اداه في رحلت�ه ،وتمنى عثمان لو قابل هذا النبي الجديد ،ولكن من يدله عليه؟. وإذا بالله تعالى يجعل من أبي بكر الصديق طري ًقا لعثمان كي يصل إلى رسول الله ،فدله عليه فذهب إلى بيت رسول الله فقال ل�ه النبي :أجب يا عثامن داعي الله ،فأجاب عثامن داعي الله، وأسلم ليكون هو الخامس أو السادس بين من أسلموا. كان عثامن بن عفان هو فتى قريش الأول ،فلقد كان غن ًيا في ماله ،كريم الأخلاق في نفسه ،شريف النسب في قومه ،حتى أن المرأة في قريش حين كانت تداعب طفلها تقول له: 54 n
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M أح����ب����ك وال����رحم����ن ح���ب ق���ري���ش ع��ث��م��ان فلما علموا بإسلامه تحول الحب إلى كراهية ش�ديدة ،لأن رجلاً في وزن عثمان وغناه وشرفه سيتس�بب إسلامه في إسلام عدد كبير من شباب مكة الذين يحبون عثمان ويتشبهون به. وكام أوذي كثير من الصحابة قام «الحكم بن أبي العاص» ع�م عثامن بن عف�ان ،ف�كان يربط عثامن بالحب�ال ويمنع عنه الطعام ،ويقول له :ارجع إلى دين آبائك ،فوالله لا أتركك حتى تترك دين محمد. وعثامن صاب�ر محتس�ب ،يتحم�ل الأذى في س�بيل الله، ولم يجد الحكم وسيلة أخرى لتعذيب عثمان غير وسيلة شيطانية، فق�د كان يلف عثامن في الحصير ،ثم يوقد الن�ار تحته ،فيخرج الدخان يكاد عثمان أن يختنق منه ويموت ،ولكن يرتفع صوت عثامن :لا والله لا أت�رك دين�ي ،لا والله لا أف�ارق نبيي ،وكلما ازداد تعذي�ب الحكم لعثمان ،ازداد تمس�ك عثامن بدينه ،حتى يئس عمه منه فتركه يفعل ما يشاء. n 55
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M زواج عثمان من رقية بنت رسول الله كان أب�و لهب أش�د الناس ع�داوة للنب�ي وزوجته خديجة بنت خويلد ،وكانت زوجته «أم جميل بنت حرب» امرأة س�يئة الخلق ،سماها القرآن «حمالة الحطب»؛ لأنها كانت تكيد لرسول الله وتحاربه وتكرهه. وأراد أب�و له�ب وزوجت�ه أن يؤذيا رس�ول الله 0 فأمرا ولديهما عتبة وعتيبة أن يطلقا رقية وأم كلثوم ابنتي رسول الله ،وكا ن عثمان يريد الزواج برقية. فلام طلق�ت ذه�ب إلى رس�ول الله 0فخطبه�ا من�ه ،فزوجها إياه ،وكان عثمان ش�ا ًبا جميل الوجه بهي الطلعة، وكذلك كانت رقية حسنة الوجه ،بهية الطلعة ،وكيف لا وهي بن�ت رس�ول الله ،0وبن�ت خديج�ة ،Jف�كان ُعرس عثمان ورقية عر ًسا رائ ًعا حتى غنت جواري مكة: أجمل زوجين رآهما إنسان رق��ي��ة وزوج��ه��ا عثمان 56 n
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M وازدادت كراهي�ة قريش لعثمان بعد زواجه من رقية ،فقد علموا حب عثمان لرسول الله ،وحب رسول الله لعثمان ،فاشتد الأذى لعثمان وزوجته ،فحاربته قريش في تجارته ،حتى ضاقت مكة بعثمان ورقية ،فهاجر عثمان إلى الحبشة ومعه رقية. وهن�ا نظر النبي 0إلى عثمان ورقية وهما مهاجران فقال« :صحب الله عثمان ورقية ،إن عثمان لأول من هاجر بأهله بعد نبي الله لوط». ولكن ش�وق رقي�ة إلى مكة ع َّج�ل بعودة عثامن إليها من الحبش�ة ،فلام عادا وجدا أم المؤمنين خديج�ة قد ماتت فحزنت رقيةعلى أمها ،وتأثر عثمان لوف�اة خديجة ،وعوضهما الله بطفل صغير سماه رسول الله« :عبد الله». وهاج�ر عثامن بع�د ذل�ك إلى المدينة م�ع بقية المس�لمين، ون�ادى منادي الجه�اد :يا خي�ل الله اركبي .ولك�ن عثمان كان بجوار زوجته رقية التي مرضت مر ًضا شدي ًدا بعد وفاة ولدها «عبد الله». n 57
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M فاس�تأذن عثمان من النب�ي 0ليظل بجوار زوجته المريضة فأذن له ،ولذلك تخلف عثمان عن غزوة «بدر» ،غير أن النب�ي 0أعط�اه من غنائ�م هذه الغزوة فيام بعد فكان كمن حضر هذه الغزوة. وع�اد المس�لمون م�ن ب�در منتصري�ن ،واختلطت بس�مة الانتصار بدموع الحزن ،فقد ماتت رقية بنت رس�ول الله وظل عثمان بلا زوجة ،فقد كا ن صه ًرا للنبي ،Sأما الآن فقد انقطع النسب مع رسول الله .0 وأراد عمر أن ي�زوج عثمان من ابنته حفصة ،ولكن عثمان لم يقب�ل بذلك ،فاش�تكى عمر للنبي ،0فقال رس�ول الله لعمر :يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ،ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة ،وتزوج رسول الله بحفصة. أما عثامن فقد زوجه النبي 0م�ن أم كلثوم التي ظل�ت بلا زوج منذ طلقه�ا ابن أبي له�ب ،فكأنام ادخرها الله لعثمان كي تكون زوجة له. 58 n
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M وي�وم أن تزوج عثامن بأم كلث�وم صار ه�و «ذا النورين» لزواج�ه بابنت�ي رس�ول الله ،ولم يت�زوج بنت�ي نبي غير عثمان ،Iوظل�ت أم كلث�وم زوجة لعثمان حت�ى ماتت في العام التاس�ع للهج�رة ،فلام مات�ت «أم كلث�وم» ح�زن عثامن حز ًنا ش�دي ًدا؛ لعلمه أن رس�ول الله ليس عنده بن�ت يتزوجها ،فقال رسول الله لعثمان :لو كان عندي ثالثة لزوجتها عثمان. حياء عثمان وإنفاقه في سبيل الله ارتبطت بعض الأسامء ببعض الأعمال والصفات ،فعمر ابن الخطاب مثلاً ارتبط اس�مه بالعدل ،وأبو بكر ارتبط اس�مه باللين والرحمة. أما عثمان فإن اسمه قد ارتبط بشيئين مهمين وهما: إنفاق المال في سبيل الله ،والحياء .فأما الإنفاق في سبيل الله فعثامن واحد من رواد ه�ذا المجال ،فقد كانت أموال عثمان في خدمة المسلمين والإسلام منذ اللحظة التي فارق فيها الكفر، وأعلن فيها الإسلام. n 59
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M كان�ت بئر «رومة» هي البئر التي يشرب منها أهل المدينة، وكان يملكها يهودي يتحكم في المسلمين. فق�ال النب�ي« :0م��ن يش�ت�ري لن��ا «بئ��ر رومة» ويكون دلوه مع المسلمين لا يزيد عنهم في شيء؟». وخ�رج عثمان من بين الصفوف ،فذهب إلى هذا اليهودي يطل�ب منه شراء ه�ذه البئر ،فأبى اليه�ودي إلا أن يبيع نصفها لعثامن باثن�ي عشر ألف دره�م ،وهو مبلغ يصل�ح لأن يكون رأس م�ال لخمس�ة تجار في ذل�ك الوقت ،فواف�ق عثمان ،ودفع المال شريطة أن يكون البئر يو ًما لعثمان ،ويو ًما آخر لليهودي. وفي ي�وم عثامن كان المس�لمون يشربون ،ويدخ�رون الماء لي�وم آخر ،فلما رأى اليهودي أنه لا يبي�ع الماء ،ذهب إلى عثمان وباع�ه النص�ف الباق�ي بثماني�ة آلاف دره�م .ويو ًما م�ا نادى رس�ول الله« :0من يوس��ع لنا مس��جدنا هذا ويكون له بيت في الجنة؟». 60 n
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M ولم يك�ن إلا م�ا ل عثامن هو الذي يدفع ليتس�ع المس�جد النب�وي م�ن أجل المس�لمين حتى رضي رس�ول الله 0 عن عثمان ،Iأما غزوة تبوك فكانت هي «غزوة ال ُعسرة» الت�ي لم يك�ن رس�ول الله يمل�ك فيه�ا أم�والاً يجهر بها جيش�ه للذه�اب لح�رب ال�روم أكرب دول الأرض في ذل�ك الوقت، وج�اء عمر بنص�ف ماله ،وجاء أب�و بكر بماله كل�ه ،ودفع كل المس�لمين ما يقدرون عليه ،ولك�ن لم تكف هذه الأموال ،فقام النبي 0يخطب في المس�لمين يحثهم على الصدقة ،فقال عثمان :يا رسول الله عل ّي مائة بعير بكل ما يلزمها. ث�م ق�ام رس�ول الله 0خطي ًب�ا م�رة أخ�رى ،فقام عثمان يقول :يا رسول الله عل ّي مائة أخرى. وفي الثالثة قام عثمان يقول :يا رسول الله عل ّي مائة أخرى. وعاد رس�ول الله 0إلى بيته فوج�د عثمان ينتظره، ليصب ألف درهم أخرى في حجر رسول الله .0 n 61
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M وأمام هذا لم يجد رس�ول الله 0خي ًرا من أن يظل طيل�ة اللي�ل يدعو لعثامن قائًل�اً « :اللهم عثم��ان رضي ُت عنه ف��ارض عنه» حتى طل�ع الفجر ،وعلم رس�ول الله 0 أن ربه قد استجاب له. وبع�د وفاة النب�ي ،0وفي عام الرم�ادة صحا أهل المدين�ة في ج�وف الليل على ص�وت قافلة تجاري�ة ،وصلت إلى المدين�ة ،وكانت مليئة بكل أصناف الأطعمة ،وقام التجار ك ٌل يريدها لنفسه لكي يحقق مكس ًبا وفي ًرا منها. وكان صاح�ب القافل�ة ه�و عثمان ،Iفق�ال التجار لعثمان :ندفع لك ضعف القافلة؟ قال :لا. قالوا :ثلاثة أضعافها .قال :لا أقبل؛ فهناك من س�يدفع لي زيادة. قال�وا :كيف ،ونحن أول من ج�اء إليك ،وليس في المدينة تجار غيرن�ا؟ فقال :إن تاج ًرا س�يعطيني الدرهم بعشرة دراهم 62 n قد اشتراها مني.
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M وتعج�ب الجمي�ع من يك�ون ه�ذا التاجر؟ ،فنظ�ر عثمان وق�ال :إنه الله يعطي بالحس�نة عشر أمثاله�ا ،لقد تصدقت بهذه القافلة على المسلمين. واليشء الث�اني الذي ارتب�ط بعثمان Iه�و «الحياء» والحياء هو خلق الإسلام الأول. ولق�د كان عثامن Iحي ًيا م�ن الله تع�الى ،حتى قال عنه الحسن البصري :كان عثمان في بيته ليس معه أحد ،والباب علي�ه مغلق ،ولم يكن يضع ثوبه ليفيض عليه الماء ،فكان الحياء يمنعه من ذلك. وتروي أم المؤمنين عائش�ة أن النبي 0كان جال ًسا كاش ًفا عن فخذه فاستأذن أبو بكر ،فأذن له وهو على حاله. ثم استأذن عمر فأذن له وهو على حاله ،ثم استأذن عثمان، فشد رسول الله ثيابه ،فسألته أم المؤمنين عائشة عن سبب شده ثياب�ه لما دخل عثمان ،فقال رس�ول الله « :0يا عائش��ة ألا أستحيي من رجل والله إن الملائكة لتستحيي منه». n 63
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M والحي�اء لا يكون إلا من رجل مؤمن ،كان الإيمان قو ًيا في قلبه ،وعثمان Iقوي الإيمان بلا شك. ولع�ل كثي ًرا من الن�اس لا يعرف أن عثامن Iكان يحفظ القرآن الكريم كاملاً ،بل وكان كات ًبا للوحي أي ًضا ،فكان عثمان يحب القرآن ح ًّبا شدي ًدا. وه�و الذي قال للناس :لو طهرتم قلوبكم ما ش�بعتم من كلام ربكم. ولك�ن العمل الأعظم الذي يظل ش�اه ًدا لعثامن إلى يوم القيام�ة ه�و جمعه الق�رآن في مصحف واح�د لازال حتى الآن يعرف باسمه وهو «المصحف العثماني». فلقد نظر عثمان إلى المسلمين فوجد عددهم يزداد يو ًما عن الآخر ،وغير العرب حين ينطقون القرآن ،كانوا ينطقونه بطريقة خاطئة ،فخاف عثمان على القرآن من التغيير والتحريف. فأمر «زيد بن ثابت» Iأن يجمع القرآن من المصحف ال�ذي جمع�ه أيام أبي بكر وعم�ر ،ويكتب ه�ذا المصحف لكلn 64
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M البلاد الإسلامية ،ويحرق المصاحف الأخرى ففعل ،ولا زال ه�ذا المصح�ف هو الذي نق�رأ فيه حت�ى يومنا هذا ،وس�يقرأه الناس إلى يوم القيامة. ولق�د كان الصحابة جمي ًعا يوافق�ون عثمان في هذه الخطوة ومنهم علي بن أبي طالب ،وحذيفة بن اليمان. وكي�ف لا يوافقونه وهم يعرف�ون أن عثمان محب للقرآن، وإن عثمان نفسه آية من آيات القرآن. فه�و الذي أنزل الله تعالى فيه قوله[ :ﯦﯧﯨﯩﯪ ﯫﯬﯭ ﯮ ﯯﯰﯱ] [.]9 :E ف�كان الصحاب�ة يقول�ون :ه�ذا ه�و عثامن ب�ن عف�اف .I خلافة عثمان I تولى عثامن الخلافة بعد موت عم�ر بن الخطاب،I فكان خير المس�لمين وأفضلهم بعد أبي بكر وعمر ،وفي خلافة عثمان زادت مس�احة البلاد الإسلامية ،وفتح الله على المسلمينn 65
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M بلا ًدا كثيرة منها جزيرة «قبرص» وبلاد «خراسان» و«أرمينية» وبلاد المغرب العربي. وزادت الأم�وال الت�ي كان�ت ت�أتي للمس�لمين م�ن كل مكان. أما عثمان فكان Iلا يريد من الدنيا شي ًئا فرغم غناه قبل الإسلام وبعده ،إلا أنه حينما تولى الخلافة ،كان يعيش حياة البسطاء ،فكان يطعم طعام الإمارة ويأكل الخل والزيت. وكان يدخل إلى المس�جد ينام على الحصير وقد جعل يده وس�ادة له ،وأثر الحصير في جنبه ،والمس�لمون ينظ�رون إليه، فيقولون: هذا أمير المؤمنين ،وكان إذا جاء الرجل يطلب منه ش�ي ًئا يقوم معه فلا يرده إلا وقد قضيت حاجته. وفي اللي�ل كان عثمان يقوم ليصلي ويتهجد لله تعالى ،فكان لا يوق�ظ خدم�ه وه�و الش�يخ الكبير ال�ذي يحت�اج إلى م�ن 66 n يساعده.
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M فقال له بعض الناس :أيقظ الخدم ليساعدوك. فيقول عثمان :إننا نستخدمهم بالنهار ،والليل لهم فدعوهم ليناموا. ولم يك�ن عثامن في حزم�ه وش�دته أقل من عم�ر ،بل كان ش�دي ًدا قو ًي�ا م�ع المخطئين في عمله�م ،وفي عه�ده انترشت عادات س�يئة كثيرة مثل صيد الحامم ،فكان يعين من يقبض له على الش�باب الذي يلهو ويصي�د الحمام أو يشرب الخمر ،حتى عاد الناس مرة أخرى إلى الصواب. وعاش المس�لمون أفض�ل عصورهم ،واغتن�وا أيام عثمان غني كبي ًرا ،فكان عثمان ينادي في الناس ،هيا لأُ ْعطِ َياتِ ُكم -أي م�ا تأخ�ذون من بيت الم�ال -فيذهبون إليه ليأخ�ذوا المال .ثم ينادي :هيا إلى السمن والعسل ،فيذهبون إليه ليأخذوا السمن والعس�ل .والقامش ،والمس�ك والزبي�ب ،وق�د امتألت ديار المسلمين بالخيرات ...ولكن... n 67
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M استشهاد عثمان I كان رس�ول الله 0يو ًم�ا في حديق�ة م�ن حدائ�ق المدينة ومعه أبو موسى الأشعري ،فطرق رجل الباب. فقال رسول الله 0لأبي موسى :افتح الباب وبشره بالجن�ة ،فوجده أبا بكر فبشره بالجنة ،ثم كان الطارق الثاني هو عم�ر Iفبرشه بالجنة ،وطرق رجل ثال�ث الباب ،فقال النبي 0لأبي موس�ى :افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه ،فكان هو عثمان ،Iفلما سمع عثمان هذا قال :الله المستعان. فعل�م عثمان أن الله س�يبتليه يو ًما من الأيام ف�إذا صبر فله الجنة ،فكان يصبر على كل من يؤذيه حتى جاء وعد الله ورسوله لعثمان. فقام�ت الفتن�ة في عه�د عثامن ،حي�ث كان س�ببها رجل يهودي أس�لم ظاه ًرا ،ولكنه كان مبغ ًضا للإسلام والمس�لمين وهو «عبد الله بن سبأ»n . 68
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M فأش�اع هذا الرج�ل كذ ًبا أن عثمان قد غير في شريعة الله، وأن�ه ظالم يح�ابي أقرباءه ،ويع�زل الولاة الذي�ن عينهم عمر بن الخطاب. وفتح المس�لمون أذنهم لهذا اليه�ودي ،فكانت فتنة عمياء صامء ،وج�اء الثوار من المس�لمين الجدد الذي�ن لم يعرفوا قدر عثمان ،Iوسبقه للإسلام. جاءوا فحاصروا دار عثمان ومنعوا عنه الطعام وهو الذي أطعم من قبل بماله المس�لمين ،ومنعوا عنه الشراب وهو الذي اشرتى بئر رومة للمس�لمين ،وحاصروا بيته وهو الذي وسع المسجد من ماله من ذي قبل. وظ�ل حصارهم لعثمان أربعين يو ًما وهو صابر محتس�ب، حتى جاءه رسول الله وأبو بكر وعمر في نومه فقالوا له :إنك تفطر عندنا الليلة. وص�ام عثامن هذا الي�وم ،وجع�ل المصحف ال�ذي جمعه أمامه يق�رأ فيه ،حتى دخل هؤلاء الثوار عليه وهو يتلو القرآنn 69
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M فلم يلتفت إليهم حتى ضرب أحدهم المصحف بقدمه ،ولطم عثمان بيده ،فوقع عثمان وبين يديه المصحف ،ثم طعنوه فقتلوه شهي ًدا مظلو ًما ،قد سالت دماؤه على كتاب الله .D ومنذ ذلك اليوم الذي قتل فيه عثمان ،و ُس� ّل سيف الفتنة، لم تخم�د ن�ار الفتنة ،ولم يغمد س�يفها ،فلا زال�ت الأمة تحارب بعضها البعض. وهناك في السماء حيث العدل الإلهي ،يقف عثمان أمام ربه يش�كوه ما فعله المسلمون به ،ويقول :يار ب انظر ماذا فعل بي عبادك المؤمنون!!!. sss 70 n
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M علي بن أبي طالب I علي بن أبي طالب :هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن هاشم الهاشمي ،ابن عم رسول الله ،0وزوج ابنته فاطمة الزهراء ،وأحد العشرة المبشرين بالجنة ،وأول من أسلم من الصبيان. لم�ا ت�وفي أبو طال�ب عاد رس�ول الله 0م�ن عنده ومع�ه أفضل وخير أبنائ�ه وأكرمهم وأصغره�م وهو على بن أبي طالب. ع�اد به رس�ول الله 0إلى بيته الكري�م ،ليرعاه في بيته ،و ُيربيه على عينه. علي في رعاية رسول الله 0 ع�اش عيل ب�ن أبي طال�ب في رعاي�ة النب�ي،0 فلم يسجد لصنم في الجاهلية ،ولم َي ْل ُه كبقية الصبيان ،ولكنه كان ينظ�ر إلى ابن عمه محمد 0فيراه خير الناس وأفضلهمn، 71
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M فراح يتعلم من�ه الأخلاق القويمة ،والأفع�ال الكريمة ،فكان صورة ثانية منه.0 ووس�ط ظلمات مك�ة الحالك�ة ،يبزغ ن�ور النب�وة ،وينزل جبري�ل ،Sفي غ�ار ح�راء برس�الة الإسلام ،ليتلو أول كلمة من كلمات القرآن [ﭻ]. ويصب�ح محم�د 0رس�ولاً للن�اس جمي ًع�ا ،ويعود رس�ول الله إلى داره لتؤم�ن خديج�ة ب�ه ،ث�م يتبعه�ا عيل ب�ن أبي طال�ب الذي لم يكن عمره وقتها قد جاوز السادس�ة ،وهو أمر عجيب ح ًقا. ولي�س العج�ب في إسلام علي ب�ن أبي طال�ب؛ لأنه تربي صغي ًرا في حجر النبي ،0بل العجب هو الطريقة التي أس�لم به�ا ،لق�د ع�رض رس�ول الله 0الإسلام عليه فوافق فو ًرا. ولكن النبي أمره أن يستأذن أباه في ذلك. فقال علي :وهل استأذن الله أبي يوم خلقني؟n. 72
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M ومنذ هذه اللحظة كان علي يتبع رس�ول الله 0في كل خطوات�ه وحركات�ه ،ويصلي خلفه ،ويبك�ي من أجله ،كان يتبع�ه كما يتبع الجم�ل الصغير أمه لا ينفص�ل عنها ،ثم يصرخ قائًل�اً حين ي�رى المشركين ي�ؤذون رس�ول الله :0أنا أنصرك عليهم يا رسول الله. كان رس�ول الله يرى في علي المؤمن الصغير الس�ن ،الكبير القلب والعقل ،حتى صار بحق «فتى الإيمان» ،وكان علي يرى في رس�ول الله 0القدوة الحس�نة ،والأسوة ،ويرى فيه العلم ،والأدب ،فاكتس�ب منه أمو ًرا كثيرة ،فبينما كان صبيان مك�ة يلعب�ون ويله�ون ،كان علي خلف رس�ول الله 0 يتعل�م علمه ،ويتخلق بخلق�ه ،وبكل ما يقوله ،حتى صار علي أسد الله في غابة الكفر. فدى علي رسول الله 0بنفسه خرج رس�ول الله 0ومع�ه علي بن أبي طالب حتى وصلا إلى الكعبة. n 73
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M وهن�اك قال النبي 0لعيل :اجلس ،فجلس علي، فصعد رسول الله على َكتِ َف ْي عل ٍّي. فق�ام عيل لك�ي ينه�ض برس�ول الله ،0ولكن�ه كان ضعي ًف�ا فلم يس�تطع أن ينهض به ،فق�ال النبي 0 لِ َعِل�يِ ّ :اصع�د أن�ت على كتف�ي ،وصع�د عيل ف�وق كتف�ي رس�ول الله ،0فنه�ض ب�ه النب�ي ،0حت�ى تصور علي أنه لو أراد أن يمس�ك نجوم السامء لأمس�كها ،ثم صعد عيل الكعبة ،وكان عليها تمثال م�ن نحاس ،فجعل يهزه يمينًا وشمالاً حتى سقط فانكسر كما يتكسر الزجاج. ث�م انطل�ق علي ورس�ول الله 0بعد ذل�ك يجريان حت�ى لا يراهما أح�د ،وهما يختبئان في البيوت خش�ية أن يراهما الناس. وفي مهم�ة ه�ي الأصع�ب في حي�اة عيل Iيأم�ره رس�ول الله 0أن ين�ام في سري�ره ليل�ة الهج�رة ليصبح علي أول فدائي في الإسلام ،ولكن تعالوا لنرى كيف س�ارت 74 n
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M الأم�ور في ه�ذه الليل�ة؟ إن النب�ي 0خ�رج م�ن بيته، والكفار حوله قد جاءوا لقتله والتخلص منه. ولك�ن الله تع�الى أرس�ل الن�وم عليهم فخرج رس�ول الله 0وه�م نائم�ون فل�م ي�روه وه�و يض�ع الرتاب على رؤوس�هم ،ووصل النب�ي 0إلى دار علي وق�ال له :نم على فراشي ،وتس�ج((( بربدي((( الأخضر ،فنم في�ه ،فإنه لن يخل�ص إلي�ك شيء تكرهه منهم ،وكان رس�ول الله 0 إذا نام تغطى بهذا البرد. ودخل علي Iليتغطى بغطاء رس�ول الله 0 الذي طالما نزل فيه الوحي. ون�ال بذلك شر ًفا عظيماً ،لقد نام دون أن يخش�ى الواقفين على باب رس�ول الله 0بس�يوفهم ،يري�دون قتله ،فلم يك�ن يهاب أبا جهل ورفاقه؛ لأن رس�ول الله 0طمأنه أنه لن يصاب بالأذى. ( )2غطائيn. ( )1تغطى. 75
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M ودخ�ل المشركون عليه ،فلما كش�فوا الغط�اء وجدوه عل ًيا لا رس�ول الله ،فقالوا :أين محم�د؟ فقال في ثبات وثقة :لا علم لي به. إنها الش�جاعة التي تعلمها علي من رسول الله ،0 ث�م هي الثقة في وع�د الله لنبيه أنه لن يصاب ب�أي أذى ،وهذه هي صفات المؤمنين الصادقين. ورح�ل النب�ي 0إلى المدين�ة ،وبق�ي عيل في مكة ليؤدي مهمة أخرى ،وهي رد الودائع والأمانات لأهلها والتي تركوه�ا لرس�ول الله ،0فرده�ا علي إليه�م ،فكان هو القوي الأمين. فتح علي لخيبر ب�دأ النب�ي 0حيات�ه في المدين�ة ب�أن آخ�ي بين المهاجرين والأنصار ،ف�كان الرجل من الأنصار يأخذ الرجل م�ن المهاجرين إلى داره ليقيم بها ويقاس�مه ماله وداره ،وذهب 76 n
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M الناس ولم يبق إلا علي Iلم ُي َؤا ِخ رسول الله 0بينه وبين أحد. فقال علي :يا رسول الله آخيت بين الناس جمي ًعا وتركتني. فق�ال النب�ي« :0ي��ا عل��ي أن��ت أخ��ي في الدني��ا والآخرة». وفي غ�زوة بدر ع َّز الإسلام ،وكان�ت المعارك قديًم�اً تبدأ أولاً بالمب�ارزة بين بع�ض الجنود ،ثم تنش�ب المعرك�ة ويلتحم الجيشان. ويوم بدر خرج رؤوس الكفر عتبة بن ربيعة وأخوه َشيبة، وول�ده الولي�د ب�ن عتب�ة ،فقالوا :هل م�ن مب�ارز؟ فخرج من المس�لمين معاذ ومع�وذ ابنا عفراء ،وعبد الله ب�ن رواحة ،وهم من الأنصار ،فقال المشركون :إنما نريد أولاد عمنا -يقصدون المهاجرين. فنادى رس�ول الله :0قم يا حمزة بن عبد المطلب، قم يا عبيدة بن الحارث ،قم يا علي بن أبي طالبn. 77
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M فق�ام الثلاثة من آل بيت رس�ول الله 0فقتل حمزة ش�يبة ،وبارز عيل الوليد بن عتبة فتى مكة وفارس�ها ،فصرعه وقتل�ه ،وأصاب عتبة ب�ن ربيعة عبيدة بن الح�ارث ،فقام حمزة وعيل فقتلا عتب�ة ،وع�اد عيل إلى صف�وف المس�لمين يحم�ل الراي�ة لرس�ول الله ،0ويرى المس�لمون في علي أس� ًدا هصو ًرا((( ،وبطلاً قو ًيا يصرع المشركين بسيفه ورمحه. وفي غزوة خيبر ،أعطى رس�ول الله 0اللواء لعمر ابن الخطاب ليفتح حصون خيبر ولكنه لم يقدر فعاد. فأعط�ى رس�ول الله 0الل�واء للمق�داد بن عمرو فعاد ولم يستطع أن يفتح حصون خيبر هو الآخر. فقال النب�ي « :0لأعطين الراية غ ًدا رجلاً يحب الله ورس��وله ،ويحب��ه الله ورس��وله» ،فق�ام الصحاب�ة جمي ًعا في الي�وم الت�الي ك ٌل يريد أن يأخذ الراية ،ولكن من لها س�وى علي .I 78 n ( )1شجا ًعا مغوا ًرا.
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M فقال رسول الله « :0أين علي بن أبي طالب»؟. فقال�وا :إن�ه مري�ض يش�تكي عين�ه؟ ،ولكن رس�ول الله 0قال« :أرس��لوا إليه» ،فجاء علي ،فبصق رس�ول الله 0في عيني�ه ودعا له فش�فاه الله كأن لم يك�ن في عينه ألم ولا وجع ،ثم أعطى رسول الله 0الراية عل ًيا. وق�ال له« :لأن يهدي الله ب��ك رجلاً واح ًدا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت». وذه�ب على ليق�ف على ب�اب حصن من حص�ون خيبر، وحاول الصحابة أن يخلعوا هذا الباب ،فلم يستطع أحد منهم أن يرفعه ،فقام إليه علي فرفعه بيد واحدة ،فسألوه عن سر قوته فقال :هذا عون الله ومدده. وص�اح علي في يه�ود خبير ففزع�وا وخاف�وا ،وتفرقوا في البلاد ،وفتح الله خيبر على يديه. وفي غ�زوة الخندق قام فارس من المشركين اس�مه «عمرو اب�ن ود» ،وكان أش�هر ف�ارس في الجزي�رة العربي�ة حتى قدره n 79 أعداؤه بألف رجل.
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M وأراد هذا الكافر رجلاً من المس�لمين يبارزه ،فقام الأس�د من مخبئه ،ليقول :أنا لك يا عمرو بن ود. ولم يكن هذا الأس�د س�وى علي Iالذي كان صغير الس�ن وقته�ا ،فق�ال عم�رو ب�ن ود :إن أب�اك كان لي صدي ًق�ا ولا أريد أن أقتلك. فقال علي :ولكني أريد أن أقتلك ،وبارز علي عمرو بن ود حتى صرعه ،وطرحه على الأرض ثم قطع رأس�ه وجاء بها إلى رس�ول الله ،0فكبر المسلمون فر ًحا بنصر الله لعلي بن أبي طالب فتى الإيمان ،ورجل الإسلام. حب رسول الله 0لعلي أح�ب رس�ول الله 0عل ًي�ا ح ًب�ا ش�دي ًدا ،حت�ى أن بع�ض المس�لمين جاءوا يش�تكون من علي فقام رس�ول الله 0خطي ًبا في المسلمين على منبره وفي مسجده. ث�م قال« :أيها الناس لا تش��كوا علًي��ا ،فوالله إنه لجيش 80 n في ذات الله».
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M وكان�ت آخ�ر غ�زوة غزاه�ا النب�ي 0ه�ي غزوة تبوك ،ويومها ترك رس�ول الله 0عل ًيا في المدينة ليدافع عنها ضد أي عدوان وليكون على النساء والأطفال. ولكن عل ًيا بكى شو ًقا إلى الجهاد في سبيل الله ليقاتل أعداء الله. فن�زل رس�ول الله 0إلي�ه وق�ال ل�ه« :يا عيل أما ت�رضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موس�ى إلا أنه لا نبي بعدي». وهذه مكانة عظيمة ،فلقد كان هارون Sنب ًيا وزي ًرا لأخيه موسى كليم الله ،وهكذا كان علي Iلكنه ليس نب ًّيا كهارون .S وكان رس�ول الله 0يقول عن عيل« :لا يحبه إلا مؤمن ولا ُيْب ِغ ُضه إلا منافق». وقال عنه في مرة أخرى« :من كنت مولاه فعلي مولاه». n 81
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M ومن ش�دة حب رس�ول الله 0لعلي زوج�ه بابنته الطاهرة المطهرة السيدة فاطمة الزهراء ،وقال لها في ليلة الزفاف: «لقد تركت�ك وديعة((( عند أقوى الناس إيما ًنا ،وأكثرهم علماً، وأفضلهم أخلا ًقا ،وأشجعهم نف ًسا». وكانعليهو الذي يداويرسولالله0فيمرضه، وكان رسول الله يستند عليه حين ينتقل من دار إلى أخرى وهو مريض ،فلما توفي النبي 0لم يغسله إلا علي. وكان هو الوحيد الذي نزل مع رس�ول الله 0إلى قبره ،فدفنه بعد أن بكاه وحزن عليه حز ًنا شدي ًدا. عدل وتقوي علي كان عبد الله بن عباس Lيسمى «حبر الأمة» لكثرة علم�ه ،وه�و ال�ذي دعا له رس�ول الله بأن يفقه�ه الله في الدين وب�أن يعلمه التأويل ،وكان الصحاب�ة جمي ًعا يتعجبون من كثرة 82 n ( )1أمانة.
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M علمه ،وسئل ابن عباس ذات مرة :أين علمك من علم علي بن أبي طالب؟ فقال :كقطرة مطر إلى البحر العظيم. وح ًقا كا ن علي Iعال ًما يعرف خبايا القرآن وأسراره، ويعرف أس�باب نزوله ،ويحفظه ع�ن ظهر قلب حتى قال :لقد آتاني الله قل ًبا عقولاً ،ولسا ًنا سؤولاً . فكان يعقل بقلبه ما يس�معه من النبي ،0ويس�أله ع�ن كل شيء حتى ص�ار بح ًرا عظيًم�اً من العل�م ،ومن الذين عرف�وا للإمام علي حقه وق�دره كان عمر بن الخطاب I الذي قال :لا أبقاني الله في أرض ليس فيها علي بن أبي طالب. ولعل الناس جمي ًعا يعرفون من هو عمر؟ إنه العادل العالم صاحب الش�دة في دي�ن الله ،وذو الرأي الس�ديد ،هذا الرجل يقول عن علي بن أبي طالب :لو لا علي لهلك عمر. وهك�ذا أصبح علي Iحام ًيا لدولة عمر من الضياع والسقوط باعتراف عمر نفسه. n 83
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M في ذات مرة اختصم علي مع أحد اليهود في درع ادعى على أنها له ،وادعى اليهودي أنها له ،فاحتكما إلى عمر بن الخطاب. فلام دخلا علي�ه ،قال عم�ر لليه�ودي :اجلس ي�ا فلان، ون�اداه باس�مه ،ث�م توج�ه إلى عيل Iوق�ال له:اجلس يا أبا الحسن. وكان العربي إذا أراد تكريم صاحبه ناداه يا أبا فلان. ثم قال عمر لعلي :هل لديك دليل على أن هذه الدرع لك؟ فقال :لا. فقال عمر لليهودي :تقسم بالله أن هذه درعك؟. ق�ال اليه�ودي :نعم ،ثم أقس�م ب�الله فحكم عم�ر بالدرع لليهودي ،ثم انصرف اليهودي ،وبقي علي بن أبي طالب ،وقد ظه�رت على وجهه علام�ات الغضب ،فقال عم�ر :أظنك قد غضبت لأني أعطيت الدرع لليهودي. فقال علي :Iلا يا أمير المؤمنين ،ولكنك حينما دخلنا علي�ك قلت ل�ه :اجلس يا فلان وناديته باس�مه ،ث�م ناديتني 84 n «يا أبا الحسن».
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M وإن من العدل أن ُت َّس�وي بيننا حتى في النداء ،وفرح عمر ابن الخطاب بعلي بن أبي طالب الذي حفظ له دولته ،وكان عو ًنا له على إقامة العدل ،ولم لا وهو ابن عم رسول الله ،والذي تربي في حجر النبي.0 ولق�د قالوا عنه :كان علي س�هماً صائ ًبا من س�هام الله على ع�دوه ،ورب�اني هذه الأمة .وكان علي يدع�و ربه فيقول :كفاني ع ًزا أن تكون لي ر ًبا ،وكفى بي فخ ًرا أن أكون لك عب ًدا ،أنت لي كما أحب ،فوفقني لما تحب. م�ات عمر بن الخط�اب ،ثم تولى الخلافة عثامن بن عفان ،Iوحاصره الثوار في داره ومنعوا عنه الطعام والشراب، فأسرع علي بن أبي طالب Iينصحهم ويقول لهم: اسمعوا قولي ،فإن فارس والروم تأسر أعداءها فتطعمهم وتسقيهم،وإنعثمانبريءلميفعللكمشي ًئافأطعموهواسقوه، ولكن الثوار لم يستمعوا له ،فخلع عمامته ،وألقاها في دار عثمان ليعلم أنه قد حضر ولم يستطع أن يفعل مع الثوار شي ًئا. n 85
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M وبع�ث بالحس�ن والحسين يدافعان ع�ن عثمان .I ولكن سيف الفتنة قطع رأس عثمان .I وفي ظروف س�يئة تولى عيل Iالخلافة ليصبح رابع الخلفاء الراشدين. وكان ق�د رفض الخلافة حتى أرغم�ه الناس عليها ،فاتخذ الكوفة عاصمة للخلافة ،ودارت حروب بينه وبين معاوية بن أبي سفيان Iفي معركة الجمل ،ومعركة صفين. وكان عيل وه�و خليفة للمس�لمين يحمل طع�ام أهله من السوق لا يسمح لأحد أن يحمله عنه ،ويقول :صاحب العيال أولى بحمل طعامه. وج�اع هو وأهل�ه ذات مرة ولي�س معه مال وه�و خليفة للمسلمين ،فحمل س�يفه وذهب إلى السوق ونادى قائلاً :من يشرتي هذا الس�يف مني؟ فوالله لقد دافعت به عن رسول الله ،0وكان يلبس ثو ًبا مرق ًعا يسير به بين المسلمين. 86 n
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M وجاءه س�من وعسل ليوزعه على المس�لمين فجاءت ابنته أم كلثوم فأخذت منه ،فبعث إلى الوزانين((( فقدروا ما أخذته أم كلثوم بخمسة دراهم. فبع�ث إليه�ا قائًل�اً :ابعث�ي إلى بخمس�ة دراه�م ،ورفض Iأن يأكل هو وآل بيته من مال المسلمين. وفي معرك�ة «صفين» انقس�م جيش عيل ،Iحتى ظهرت فرقة «الخوارج» الذين رأوا أن يقتلوا عل ًيا .I وقبل موته بيوم أو يومين ،رأى علي عبد الرحمن بن ملجم وهو الذي قتله. فقال علي له :ما الذي يمنعك يا أش�قى الناس من بيعتي، والله ليسيلن الدم من رأسي أو لحيتي. وتعج�ب القاتل كيف عرف علي أنه س�يقتله ،ولم يكن قد أبلغ أح ًدا بهذا. وقال له بعض الناس :اتق الله يا علي فإنك ميت. ( )1الذين يزنون الأشياء بدقةn . 87
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M فقال لهم :بل مقتول إن شاء الله. وم�ا هي إلا أيام قلائل حت�ى خرج علي إلى الصلاة فطعنه عبد الرحمن بن ملجم فقتله ش�هي ًدا ،ويفقد الإسلام رجلاً من العرشة المبشري�ن بالجن�ة ،وصع�دت روح عيل إلى الله D لتلح�ق بأخي�ه واب�ن عمه ورس�وله 0بع�د أن جاهد جهاد الأبطال ،ومات موت الشهداء .I sss 88 n
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M الزبير بن العوام I الزب�ي�ر ب��ن الع��وام :ه�و الزبير ب�ن العوام ب�ن خويلد بن عب�د العزى بن قصى ب�ن كلاب .أمه :صفية بنت عبد المطلب، عمة رس�ول الله .0كان أول س�يف ُسل في سبيل الله، وأول جندي من جنود الإسلام. إسلام الزبير بن العوام أسلم الزبير مبك ًرا في مكة وكان عمره وقتها ثمانى سنوات فق�ط ،لكن الإيامن لا ُيفرق بين صغير وكبير ،ب�ل لا يعترف الإيمان إلا بالقلب الطاهر النقي. وكالعادة فمن كان يؤمن بالله ورسوله في مكة يذوق ألوا ًنا م�ن الع�ذاب والأذى ،ووقع الزبير بن العوام كبقية المس�لمين تحت أصناف الأذى والعذاب. لقد علم عمه بإسلامه ،فلفه في حصير من ورق الشجر، ثم يش�عل النار تحته ،فيصعد الدخ�ان كثي ًفا يكاد الزبير يموتn 89
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M مختن ًق�ا منه ،ولكن�ه لن يعود إلى نار الكفر بع�د أن رعى في جنة الإيامن ،فكان�ت نيران عمه كظل ظلي�ل يتمتع في�ه ،فقد نور الإيامن قلبه ،فلم يهتم بام يلاقيه من الأذى والعنت في س�بيل الله ،وعلا صوت الزبير يرد على عمه: «لا والله لا أعود للكفر أب ًدا». وثب�ت الزبير على إسلامه ،وزاد اضطه�اد المشركين له، ولما هاجر المس�لمون إلى الحبش�ة هاجر الزبير معهم في المرتين، إلا أن�ه لم يتحم�ل الابتعاد عن رس�ول الله ،0فاس�تبد به الش�وق ،وعاد إلى مكة ليش�ارك رسول الله 0آلامه ومحنته في مكة. وهاجر الزبير مع المسلمين إلى المدينة ليبدأ جهاده في سبيل الله ضد معسكر الشرك والكفر. شجاعة الزبير في غزوة بدر خ�رج ثلاثمائة رجل وس�بعة عشر إلى بدر لملاقاة المشركين في أعظ�م غزوة في الإسلام ،وكان عدد المشركين يومها ألفn 90
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M رجل أي أن كل مقاتل من ا لمسلمين أمامه ثلاثة رجال يقاتلهم وح�ده ،ولك�ن الرجل من المس�لمين وقتها كان يس�اوي ألف فارس وحده. وكان الزبير Iق�د لب�س عب�اءة صف�راء ،وجعل�ه رس�ول الله 0على ميمنة الجيش لعلمه بش�جاعة الزبير وقوته ،وأبلي الزبير يوم بدر بلا ًء حسنًا. ورأى النبي 0الزبير فقال له :قاتل يا زبير. فقال :لست الزبير. فعل�م رس�ول الله 0أنه ملك م�ن الملائكة قد نزل على ص�ورة الزبير ،Iوكان الزبير يوم أح�د من الذين ثبت�وا ح�ول رس�ول الله ،0وداف�ع عن�ه يومه�ا ض�د المشركين ثم انطل�ق وراء جيش المشركين بعد غ�زوة أحد مع أبي بك�ر Iيطاردانهم ،فخشي المشركون وعادوا سري ًعا، لما رأوا الزبير فارس مكة وجندي الإسلام. n 91
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M أمافييومالخندقفقدكانالوضعسي ًئابالنسسبةللمسلمين حت�ى أن الرج�ل منهم لم يكن يس�تطع أن يدخل إلى الخلاء من ش�دة الحصار خش�ية أن يقتل ،وزاد الأمر س�و ًءا حينما أخلف بن�و قريظ�ة من اليه�ود عهدهم م�ع النب�ي 0وفتحوا الطري�ق للمشركين للدخ�ول إلى المدين�ة .فن�ادى رس�ول الله 0في المسلمين :من يذهب إلى بني قريظة ليقاتلهم؟. ووس�ط ه�ذه الأج�واء المليئ�ة بالخ�وف لم يش�أ أح�د من المسلمين أن يخرج لحرب هؤلاء. فقام الزبير قائلاً أنا يا رسول الله أخرج. وكررها رسول الله 0فلم يخرج سوى الزبير ،فقال ل�ه النبي« :0فداك أبي وأمي ،إن لكل نبي حوارًّيا(((، وحواريي الزبير» .ومن يومها صار الزبير «حواري رسول الله .»0 ( )1الحواري :الصاحب المؤمن ،الشديد الصداقة لصاحبهn. 92
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M وخرج الزبير لقتال بني قريظة ،فوجد أمه صفية قد قتلت يهود ًيا كان يتجس�س على نس�اء المس�لمين ،وهك�ذا كان الابن وأمه في خدمة دين الله.D حياة الزبير في خلافة أبي بكر الصديق وم�ات رس�ول الله ، 0وولي الخلاف�ة أب�و بك�ر ،Iوبعده عمر بن الخطاب .I وكان الزبير Iأحد جنود الإسلام الأقوياء الذين يقف�ون في مقدمة الجيوش الغازية لتفت�ح بلاد الشرك طم ًعا في دخول أهلها في الإسلام ،وإنقاذهم من نار الكفر. وانطل�ق الزبير بس�يفه يحص�د رق�اب المشركين ،ويفتح البلدان فيدخل أهلها في دين الله أفوا ًجا. ه�ا هو يتذكر يوم بني قريظة حين صرخ قائلاً :يوم كيوم حمزة ،وصعد إلى الحصن ومعه علي بن أبي طالب ففتحا حصون اليهود ،وظل مش�هد مقتل حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله 0وأس�د الله ورس�وله ،وخ�ال الزبير في عين الزبيرn 93
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M باق ًي�ا حتى م�ات ،فكان إذا دخل إلى معرك�ة تذكره وهو يقاتل المشركين قتال الليوث المهتاجة(((. ه�ا ه�و يوم «اليرم�وك» في فتوح الش�ام تس�اوي صرخته وحدها جي ًش�ا كاملاً فينهزم أعداء الله أمام�ه ،ويفرون كما تفر الفئران المذعورة. ومن حس�ن الطال�ع أن الزبير Iكان ضمن جيش عم�رو بن الع�اص الذي ج�اء ليفتح مصر ،ويدخل الإسلام فيها. وأم�ام حص�ن بابلي�ون وق�ف المس�لمون وق�د تحطم�ت جهودهم على صخرة هذا الحصن المنيع فلم يقدروا على فتحه، وطال الحصار شهو ًرا ،حتى ه ّب الزبير في عمل بطولي رائع. فق�ال في ثبات المؤمنين :إني أهب((( نفسي لله ،أرجو أن يفتح الله بذلك على المسلمين. 94 n ( )1الأسود القوية. ( )2أعطى وأمنح.
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M ووض�ع الزبير س�لماً على ج�دار الحصن ثم صع�د وقال لأصحابه :إذا سمعتم تكبيري فكبروا. وصع�د الزبير على س�لم الحص�ن ،وتبعه المس�لمون ،ثم كرب((( الزبير ،وكبر المس�لمون وراءه ،ود ّب الرعب في قلوب ال�روم فتركوا الحصن ،ففتح�ه الزبير Iوحده ،وفتحت مصر كلها بعد ذلك مدينة تلو الأخرى. ولقد عرف المس�لمون تضحيات الزبير وجهاده حتى قال أح�د المس�لمين :لقد نظ�رت إلى صدر الزبير ،وفي صدره مثل عيون الماء(((من ضرب السيوف ،وطعن الرماح. كان الزبير Iيتمنى الش�هادة والموت في س�بيل الله، وكثي ًرا ما دخل المعارك وهو يحمل روحه على كفه ،ولكن طيلة معارك الإسلام لم يقتل الزبير .I ومن ش�دة حبه للش�هادة س�مى أولاده بأسامء الشهداء، فسمى ولده عبد الله على اسم عبد الله بن جحش أول من سمي أمير المؤمنين ،وهو الشهيد المجدع الذي استشهد يوم أحد. ( )2الآبارn. ( )1قال :الله أكبر. 95
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M أما ولده «مصعب» فهو س�م ّي «مصعب بن عمير» شهيد أحد وأول س�فير في الإسلام« ،وحمزة» هو الس�مي لأسد الله ورسوله حمزة بن عبد المطلب. وهكذا كان أولاده جمي ًعا. ولق�د كان الزبير مث�ل طلحة ب�ن عبي�د الله Iغن ًيا بماله ،كريماً في عطائه ،كثير الصدقة ،يوزع على الفقراء ماله كله لا يبقي لنفسه شي ًئا ،بل نفسه وماله في سبيل الله. وع�اش طلح�ة والزبير أخ�وان في الله حت�ى ق�ال النب�ي « :0طلحة والزبير جاراي في الجنة». وبعد موت عثمان Iحارب الزبير وطلحة ضد علي اب�ن أبي طالب Iفي معركة الجمل ،فخرج علي إلى الزبير وقال له :يا زبير ،ألم تس�مع قول رس�ول الله لك :إنك ستقاتل عل ًيا وأنت له ظالم. فلام س�مع الزبير ذل�ك تذكر ق�ول النبي ،وانس�حب من المعركة هو وطلحة بن عبيد الله. 96 n
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M ولك�ن أهل الفتنة أب�وا((( إلا قتل الزبير ،وطلحة ،فقتل طلحة أولاً . وبينام الزبير يصيل إذ رماه رجل يس�مى «اب�ن جرموز» بسهم فقتله. فع�اد «اب�ن جرم�وز» إلى عيل ب�ن أبي طال�ب يس�تأذن في الدخول عليه ،فقال علي :لقد س�معت رس�ول الله يقول :بشر قاتل ابن صفية -يعني الزبير -بالنار. وذه�ب عيل Iليرى الزبير ق�د أضرج في دمائ�ه شهي ًدا ،فانكب عليه يقبله وهو يبكي ويقول :سيف والله طالما دافع عن رسول الله.0 وبجوار جث�ة طلحة ،كانت جثة الزبير ،ليترافقا في قبريهما كام كان�ا في الدني�ا أخوي�ن ،وبقي ق�ول رس�ول الله« :طلحة والزبير جاراي في الجنة». ( )1رفضوا. n 97
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M وكان مقتل�ه Iأي ًض�ا في الع�ام الس�ادس والثلاثين للهجرة. sss 98 n
www.alukah.net ﺷﺒﻜﺔ M طلحة بن عبيد الله I طلح��ة بن عبيد الله :هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب ،أحد العشرة المبشرين بالجنة. أم��ه :الصعب�ة بن�ت الحضرمى ،أخ�ت العلاء ،أس�لمت قديًم�اً ،كان أبو بكر الصديق Iإذا ذكر يوم أحد -غزوة أحد -قال :ذاك كله يوم طلحة. إسلام طلحة I لم يكن طلحة بن عبيد الله يعرف أن رسول الله 0قد بعث�ه الله ،فلم يكن قد مضى على بعثت�ه إلا وقت قصير ،ولكن الأقدار الس�عيدة كانت تخفي وراءها الخير لطلحة ،فطلحة من بن�ي تيم ،وهو ج�ار لأبي بكر الصديق الذي أس�لم وآمن بالله ورس�وله ،ووص�ل طلحة إلى مكة يس�أل عما ح�دث فيها بعد خروجه منها. n 99
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125
- 126
- 127
- 128
- 129
- 130
- 131
- 132
- 133
- 134
- 135
- 136
- 137
- 138
- 139
- 140
- 141
- 142
- 143
- 144
- 145
- 146
- 147
- 148
- 149
- 150
- 151
- 152
- 153
- 154
- 155
- 156
- 157
- 158
- 159
- 160
- 161
- 162