Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore الاخوان والغرب

الاخوان والغرب

Published by shadysamir.din, 2020-12-09 23:29:51

Description: مجلة الهلال عدد شهر ديسمبر

Search

Read the Text Version

‫مجلة ثقافية‬ ‫شهرية تصدرها‬ ‫دار الهلال أسسها‬ ‫جرجي زيدان عام‬ ‫‪1892‬م‬ ‫العام التاسع والعشرون بعد المائة‬ ‫اﻟﻌﺪد‬ ‫دﻳﺴﻤﺒﺮ ‪ ٢٠٢٠‬م‪1534‬‬ ‫ربيع أول ‪ ١٤٤٢‬هـ‬ ‫رئيس مجلس الإدارة‬ ‫أحــمــد عــمـــر‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫خـــــالد نـاجــــح‬ ‫المكاتبات‪:‬‬ ‫المراسلات باسم رئيس التحرير‬ ‫الإدارة‪:‬‬ ‫‪Email: [email protected]‬‬ ‫القاهرة ‪ ١6 -‬شارع محمد عز العرب‬ ‫(المبتديان سابقا)‪ -‬السيدة زينب‬ ‫ت‪ 7( ٢36٢5٤5٠ :‬خطوط)‬ ‫ج‪.‬م‪.‬ع‪ .‬مجلة الهلال‬ ‫تليفون ‪- ٢36٢5٤8١ :‬‬ ‫فاكس‪٢36٢5٤69 :‬‬ ‫المقالات تعبر عن رأي كاتبيها‬ ‫ولا تعبر بالضرورة عن‬ ‫السياسة التحريرية للمجلة‬

‫‪06‬‬ ‫إكرام بدرالدين‬ ‫‪14‬‬ ‫التوظيف السياسي للإسلام‬ ‫‪24‬‬ ‫‪34‬‬ ‫السفير جمال الدين البيومي‬ ‫‪10‬‬ ‫السياسة والدين‬ ‫د عبد الرازق سليمان‬ ‫دور الدين فى نشأة جماعة‬ ‫الإخوان وانتشارها عالميا‬ ‫عمرو عزت حجاج‬ ‫‪20‬‬ ‫الجماعة الإرهابية‬ ‫والديموقراطية‬ ‫طارق أبو السعد‬ ‫مصير التنظيم الدولي‬ ‫في ظل التحديات العالمية‬ ‫د‪ .‬رانيا أبو الخير‬ ‫‪30‬‬ ‫محورية دور التنظيم‬ ‫الدولى للجماعة‬ ‫ترجمة‪ :‬سعيد شعيب‬ ‫کیف اخترقت جماعة الإخوان‬ ‫الإرهابية الغرب؟‬ ‫سمير عمر‬ ‫‪40‬‬ ‫إخراج فنى‬ ‫جذور الخيانة وفروعها‬ ‫أحمد أبوستيت‬ ‫عمرو علي بركات‬ ‫عبد الجليل الشرنوبي‬ ‫تحطيم الأساطير‬ ‫النظام العالمي يرعى‬ ‫الإرهاب ويتهمنا بتصديره‬ ‫‪52‬‬ ‫‪46‬‬

‫أ “حالمتودظبيهفا اءل ُاملتبدايدلن” وش”اعلبحاربن‪74‬‬ ‫الباردة” الإسلاموية‬ ‫هوشنك أوسي‬ ‫كوليرا الإسلام السياسي‪82‬‬ ‫فى أوربا‬ ‫ميساء أبو زيدان‬ ‫الجماعة ومخططات‪88‬‬ ‫اليمين الغربي المتطرف‬ ‫محمود بسيوني‬ ‫‪ ..‬من سرقة الإسلام الى‪94‬‬ ‫تأجيج الإسلاموفوبيا‬ ‫منى يسري‬ ‫‪118‬‬ ‫الجذور العميقة‬ ‫للجماعة في فرنسا؟‬ ‫الماكيت الأساسى‬ ‫د‪ .‬آيات الحداد‬ ‫إهـداء من الفنـان‬ ‫الدور القطري والتركي‪146‬‬ ‫أحمد الزغبى‬ ‫في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية‬ ‫كرم سعيد‬ ‫القاهرة وأنقره‪ ..‬وبينهما‪154‬‬ ‫جماعات الإسلام السياسي!‬ ‫الاشتراكات‪:‬‬ ‫قيمة الاشتراك السنوى‪١٢٠٫٠٠‬جم داخل جمهورية مصر العربية تسدد مقدما نقدا‬ ‫أو بحوالة بريدية غير حكومية‪ -‬البلاد العربية ‪ ٨٠‬دولارا‪ -‬أوروبا وآسيا وإفريقيا‬ ‫‪١٥٠‬دولارا ‪ -‬أمريكا وكندا والهند ‪١٧٥‬دولارا‪ -‬باقى دول العالم ‪١٩٠‬دولارا‪.‬‬ ‫القيمة تسدد مقدما بشيك مصرفى لأمر مؤسسة دار الهلال ويرسل لإدارة الاشتراكات‬ ‫بخطاب مسجل‪ ،‬أو إرسال حوالة بنكية على البنك الأهلى المصرى فرع السيدة زينب‪:‬‬ ‫‪SWIFT CODE: NBEGEGCX154‬‬ ‫رقم حساب البنك‪١٥٤٣٠٦٠٧٥٤٨٢٨٢٠٠٠١٩ :‬‬

‫الإ وخواالغنرب‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫التوظيف السياسي للإسلام‬ ‫إكرام بدرالدين *‬ ‫‪6‬‬

‫يلاحظ أن الأديان السماوية كلها لا تحض على التعصب أو‬ ‫التطرف‪ ،‬وإنما بعض الأعمال التي يقوم بها المنتمون إلى‬ ‫ديانة معينة قد يترتب عليها الإساءة إليهم‪ ،‬أو تكوين صورة‬ ‫نمطية تتهمهم بالإرهاب‪ ،‬وتكرر ذلك عند حدوث أعمال‬ ‫فردية يقوم بها أحد الأفراد المنتمين إلى الدين الإسلامي‬ ‫في دولة غربية ضد شخص أو أكثر من مواطني الدولة‬ ‫المعنية‪ ،‬فيتم توجيه الاتهامات الجزافية إليهم‪ ،‬كما أن ظهور‬ ‫التنظيمات الإرهابية مثل داعش وغيره‪ ،‬يجعل هناك رد‬ ‫فعل عكسيا تجاه الإسلام والمسلمين‪ ،‬ومحاولة إلصاق تهمة‬ ‫الإرهاب بكل المسلمين‪ ،‬على خلاف الواقع‪.‬‬ ‫دعمـــا إعاميا والســـماح لهـــم بافتتاح‬ ‫توجـــد محـــاولات مـــن المنتمين إلى‬ ‫قنـــوات يكـــون هدفها مهاجمـــة الدول‬ ‫جماعـــة الإخـــوان الإرهابيـــة لإظهـــار‬ ‫المســـتهدفة التـــي ترفض السياســـات‬ ‫أنفســـهم في الـــدول الغربيـــة علـــى‬ ‫القطريـــة والتركيـــة‪ ،‬كمـــا تقـــوم هـــذه‬ ‫أنهـــم ممثلـــون ومعبرون عن الإســـام‬ ‫الـــدول باحتضـــان قيـــادات الجماعة‪،‬‬ ‫المعتـــدل‪ ،‬وإظهـــار أنهـــم يختلفـــون عن‬ ‫وتقـــديم مـــاذ آمـــن لهم ممـــا يجعلهم‬ ‫التنظيمـــات الإرهابيـــة لتحقيق هدف‬ ‫يلجـــأون إلـــى مزيد من أعمـــال العنف‬ ‫سياســـي بالحصول على دعـــم وتأييد‬ ‫والإرهـــاب في كل هـــذه الـــدول‪ ،‬ويزيد‬ ‫الـــدول الغربيـــة التي يتواجـــدون فيها‬ ‫الكراهيـــة للمســـلمين‪ ،‬وربمـــا ســـاعد‬ ‫برفـــع رايـــة المظلوميـــة‪ ،‬وإظهـــار إنهم‬ ‫ذلـــك علـــى نمـــو الاتجـــاه اليمينـــي‬ ‫لا يســـتطيعون في بادهـــم الأصليـــة‬ ‫المتشـــدد في بعـــض الـــدول كـــرد فعـــل‬ ‫التعبيـــر عن وجهة نظرهـــم وأفكارهم‬ ‫لهـــذه الســـلوكيات مـــن جانـــب بعـــض‬ ‫وذلـــك خافـــا للحقيقـــة؛ ولعـــل ممـــا‬ ‫الأفراد المنتمين إلى الدين الإســـامي‬ ‫يزيـــد مـــن حدة المشـــكلة أنهـــم يتلقون‬ ‫وتقويـــة الاتجاهات والأحزاب اليمينية‬ ‫دعمـــا وتأييـــدا مـــن بعض الـــدول مثل‬ ‫والشـــعبوية في أمريكا‪ ،‬في عهد الإدارة‬ ‫تركيـــا وقطر‪ ،‬ســـواء كان هـــذا الدعم‬ ‫الجمهوريـــة للرئيس ترامب‪ ،‬وفرنســـا‪،‬‬ ‫أمـــوالا أو مقاتلـــين أو أســـلحة أو‬ ‫‪7‬‬

‫توجد محاولات من المنتمين إلى‬ ‫الإ وخواالغنرب‬ ‫جماعة الإخوان الإرهابية لإظهار‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫أنفسهم في الدول الغربية على أنهم‬ ‫ممثلون ومعبرون عن الإسلام المعتدل‬ ‫وإيطاليـــا‪ ،‬وألمانيـــا وغيرها‪.‬‬ ‫التأكيـــد علـــى أن مـــن يمثل الإســـام‬ ‫فعلـــى الـــدول الإســـامية المؤثـــرة‬ ‫\"الأزهـــر الشـــريف\" وليـــس أي جماعة‬ ‫ومنهـــا مصـــر أن توضـــح الحقيقـــة‬ ‫للعالـــم‪ ،‬وأن تنفـــى فكـــرة الإرهـــاب‬ ‫أ خر ى ‪.‬‬ ‫والتطـــرف عـــن الإســـام لأن الأمـــر‬ ‫يتعلق ببعض الأفراد ولا ينســـحب على‬ ‫وتحـــاول بعـــض الـــدول اســـتخدام‬ ‫الديـــن الإســـامي ككل‪ ،‬وللمؤسســـات‬ ‫الإســـام سياســـيا نتيجـــة للتطـــورات‬ ‫الدينيـــة المؤثـــرة والمعبرة عـــن صحيح‬ ‫أو المجابهـــات التـــي تحـــدث في بعـــض‬ ‫الإســـام مثل الأزهر الشـــريف والذي‬ ‫الـــدول والتـــي تنطوي علـــى صراعات‬ ‫يتمتـــع بالتأثيـــر والمصداقية ســـواء في‬ ‫ذات أبعـــاد طائفيـــة أو عرقيـــة أو‬ ‫العالـــم الإســـامي أو في دول العالـــم‬ ‫إقليميـــة وتعبـــر عـــن عـــدم التكامـــل‬ ‫المختلفـــة دور مهم في توضيح وســـطية‬ ‫القومـــي في مناطـــق معينـــة كمـــا هـــو‬ ‫واعتـــدال الإســـام‪ ،‬من خـــال الوفود‬ ‫الحـــال على ســـبيل المثال في البوســـنة‬ ‫والشيشـــان وكوسوفو وكشـــمير والهند‬ ‫البرلمانيـــة والنقابيـــة والحزبيـــة‪.‬‬ ‫والفلبـــين‪ ،‬حيث تلجأ هـــذه الدول إلى‬ ‫إضفـــاء الطابـــع الدينـــي علـــى هـــذه‬ ‫ويمكـــن القـــول أيضـــا إن هنـــاك‬ ‫المجابهات السياســـية‪ ،‬وفي واقع الأمر‬ ‫احتياجـــا إلـــى وقفة دوليـــة ليس فقط‬ ‫لا تكـــون دوافـــع ذلـــك دينيـــة بـــل في‬ ‫ضـــد الجماعـــات الإرهابيـــة والمنتمين‬ ‫الأصـــل سياســـية ولأســـباب مختلفة‪،‬‬ ‫إليها‪ ،‬بل أيضا ضـــد الدول التي تقدم‬ ‫يـــد العون والمســـاعدة إلـــى الجماعات‬ ‫على الدول الإسلامية المؤثرة‬ ‫الإرهابيـــة‪ ،‬بعقوبـــات اقتصاديـــة‪ ،‬أو‬ ‫ومنها مصر أن توضح الحقيقة‬ ‫حظر شـــراء الأســـلحة‪ ،‬ومنع السياحة‬ ‫للعالم‪ ،‬وأن تنفى فكرة الإرهاب‬ ‫إلـــى الدول المؤيـــدة والمدعمة للإرهاب‬ ‫والتطرف عن الإسلام‬ ‫وغيرهـــا مـــن الإجـــراءات المؤثـــرة‪،‬‬ ‫خصوصا أن خطـــر الإرهاب في الآونة‬ ‫الراهنـــة أصبـــح يهـــدد الجميع‪.‬‬ ‫ولوحـــظ تكرار الأحـــداث الإرهابية‬ ‫في دول متقدمـــة كالولايـــات المتحـــدة‬ ‫وفرنســـا ونيوزيلنـــدا وغيرهـــا ممـــا‬ ‫يجعـــل مـــن تضافـــر الجهـــود الدولية‬ ‫لمواجهتـــه مهما وملحـــا‪ ،‬كذلك مطلوب‬ ‫‪8‬‬

‫الازهر الشريف له دور كبير في التعريف بوسطية الإسلام‬ ‫الاســـتخدام السياســـي للإســـام‪،‬‬ ‫فقطـــر مثـــا تملك الثروة ســـواء كانت‬ ‫مـــا يترتـــب علـــى ذلـــك مـــن خســـائر‬ ‫طبيعيـــة أو ماليـــة‪ ،‬بينمـــا لا تملـــك‬ ‫بشـــرية أو سياســـية أو أمنية في الدول‬ ‫القـــدرة علـــى التأثيـــر في مجريـــات‬ ‫المعنيـــة التـــي تتعـــرض لتدخـــات‪ ،‬ما‬ ‫الأمـــور السياســـية‪ ،‬لذلـــك تحـــاول‬ ‫يتطلـــب وقفـــة جـــادة مـــن المجتمـــع‬ ‫إيجاد هـــذا الدور السياســـي بالتدخل‬ ‫الدولـــي ضدهمـــا ومـــا تتبعـــه مـــن‬ ‫في التطـــورات الداخلية التي تشـــهدها‬ ‫سياســـات يترتـــب عليها تزايـــد موجة‬ ‫بعـــض الـــدول وإظهار نفســـها بمظهر‬ ‫العنـــف وإلصـــاق الإرهـــاب والتعصب‬ ‫المدافـــع عـــن الإســـام والمســـلمين‪.‬‬ ‫بالإســـام‪.‬‬ ‫وياحظ أنـــه ُرغم اختـــاف دوافع‬ ‫* أستاذ العلوم السياسية بجامعة‬ ‫قطـــر وتركيا في هذا المضمـــار‪ ،‬إلا أن‬ ‫القاهرة‬ ‫العامل المشـــترك والـــذي يجمع بينهما‬ ‫‪9‬‬

‫الإ وخواالغنرب‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫السياسة والدين‬ ‫السفير جمال الدين البيومي*‬ ‫يتميز الإسلام بأنه لم يضع تنظيما كهنوتيا على رأسه شيخ وجامع‪.‬‬ ‫فعلاقة المسلم بربه هي علاقة مباشرة لا واسطة فيها‪ .‬وأغلب‬ ‫قواعد الإيمان مكانها القلب الذي لا يطلع على خفاياه إلا صاحبه‬ ‫بعد الله سبحانه وتعالي‪ .‬ودلالة ذلك المسلم الذي سأل الرسول‬ ‫صلى الله عليه وسلم في شأن يخص عقيدته وإيمانه‪ ،‬عندما أجابه‬ ‫الرسول (ص) بقوله‪ :‬استفت قلبك‪ .‬وهو ما تؤكده الآية الكريمة‬ ‫(فذكر إنما أنت مذكر* لست عليهم بمسيطر* إلا من تولى وكفر*‬ ‫فيعذبه الله العذاب الأكبر)‪ .‬كذلك يذكرنا ذلك بواقعة الشاب‬ ‫الذي سأل الرسول (ص)‪ :‬أليس الإسلام هو الأركان الخمس؟ فهل‬ ‫لو أديت الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج إن استطعت‪ ،‬هل‬ ‫مطلوب مني شيء آخر‪ .‬ورد النبي (ص) بلا‪ .‬فقال الشاب والله لن‬ ‫أفعل شيئا غيرها‪ .‬وعلق الرسول (ص)‪ :‬أفلح إن صدق‪.‬‬ ‫ومـــن هنـــا تألمـــت أشـــد الألـــم‪ ،‬مثل‬ ‫لقـــد ســـمحت لنفســـي مبكـــرا أن‬ ‫ملايـــن غيـــري‪ ،‬عندمـــا اغتالـــت يـــد‬ ‫أناقـــش فضيلـــة المفتي الأســـبق – أطال‬ ‫الإرهـــاب الســـفير إيهـــاب الشـــريف‪،‬‬ ‫الله في عمـــره ‪ -‬وفضيلـــة شـــيخ الأزهر‬ ‫ســـفيرنا في العـــراق‪ ،‬والـــذي عرفتـــه في‬ ‫الأســـبق ‪ -‬رحمـــه الله‪ -‬في \"مســـائل‬ ‫البداية مستشـــارا في ســـفارتنا بدمشق‪.‬‬ ‫اقتصاديـــة\" لـــم أتفـــق فيهـــا مـــع رأي‬ ‫ووقتهـــا رافقني في جولة شـــملت الجامع‬ ‫مؤسســـات وقيادات دينية‪ .‬والمدهش أن‬ ‫الأمـــوي بالحـــي القـــديم بالمدينـــة‪ .‬وظل‬ ‫كلاهمـــا أقرني على رأيي وبدأنا نســـمع‬ ‫يشـــرح لي باهتمام تاريخه باعتباره أحد‬ ‫تفســـيرات لمعامـــلات النقـــود وســـعر‬ ‫أقـــدم الجوامـــع في الإســـلام‪ .‬فلمســـت‬ ‫الفائـــدة‪ ،‬غيـــر تلـــك التي كانت شـــائعة‬ ‫فيـــه ثقافة إســـلامية طيبة‪ .‬ثـــم يصوره‬ ‫مـــن قبـــل‪ .‬فمن حـــق المســـلم أن يجتهد‪،‬‬ ‫هـــؤلاء الكفـــرة وهـــم يذبحونـــه بدعوى‬ ‫ولـــه أجـــران إن أصاب‪ .‬وأجـــر واحد إن‬ ‫أنـــه كافـــر‪ .‬رغم أنـــه نطق بالشـــهادتن‬ ‫أخطأ‪ .‬وليس لمســـلم أن يفـــرض رأيه أو‬ ‫قبـــل أن يقتلـــوه‪ .‬وقبلها شـــهدنا اغتيال‬ ‫تفســـيره لشـــريعة الله علـــى الآخرين ما‬ ‫المفكـــر فرج فودة‪ .‬ومحاولـــة قتل الكاتب‬ ‫لم يطلـــب منه‪ ،‬ويصبح رأيـــه غير ملزم‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫و جلا د ين ‪.‬‬ ‫أرنولد توينبي‬ ‫والمؤســـف أن هنـــاك شـــركاء في‬ ‫نجيـــب محفـــوظ حامل نوبـــل في الأدب‪.‬‬ ‫العلاقـــات الدوليـــة اســـتغلوا الإســـلام‬ ‫بمعرفـــة قتلـــة متعصبـــن دون ســـند‪.‬‬ ‫لخلـــق عدو يعبئـــون به قواهـــم ومصانع‬ ‫وهي ممارســـات مؤســـفة لإقحام الدين‬ ‫أســـلحتهم بعـــد أن انهـــار الاتحـــاد‬ ‫في مســـائل السياســـة‪ ،‬عاصرنـــا ذروتها‬ ‫الســـوفييتي‪ ،‬وســـمعنا زعمـــاء غربيـــون‬ ‫مبكـــرا عندمـــا اغتيـــل ضمـــن سلســـلة‬ ‫يروجـــون لمحـــاولات \"البحث عـــن عدو\"‪،‬‬ ‫مـــن الاغتيـــالات السياســـية اثنـــن مـــن‬ ‫فوجـــدوا في الإســـلام غايتهـــم‪ ،‬لتظـــل‬ ‫رؤســـاء وزارات مصـــر‪ .‬محمـــود فهمـــي‬ ‫العلاقـــات الدوليـــة ســـاخنة والحاجـــة‬ ‫النقراشـــي‪ ،‬وأحمد ماهر‪ ،‬عندما نصب‬ ‫للســـلاح قائمـــة‪ .‬ثـــم تمـــادوا في ذلـــك‬ ‫بعـــض عامـــة النـــاس أنفســـهم قضـــاة‬ ‫فوفـــروا في بلدانهـــم مـــلاذات آمنـــة‬ ‫لمحتـــرفي الإرهـــاب تحـــت شـــعارات‬ ‫قدم المفكر البريطاني الشهير\"أرنولد‬ ‫حقوق الإنســـان وحق اللجوء السياســـي‪،‬‬ ‫توينبي\" دراسات مقارنة عديدة بين‬ ‫متناســـن أن مـــن أهم واجبـــات اللاجئ‬ ‫الثقافات والأديان‪ .‬وخلص إلى أن‬ ‫السياســـي ألا يمـــارس السياســـة في‬ ‫العقيدة الإسلامية بسيطة ومسالمة‬ ‫البلـــد المضيـــف‪ .‬وبـــدأ الغـــرب يفـــرض‬ ‫معاييـــر جديـــدة لهذه الحقـــوق‪ .‬وإدخال‬ ‫مجالات جديـــدة ضمن حقوق الإنســـان‬ ‫وفقـــا لممارســـات وثقافـــات جـــدت على‬ ‫مجتمعاتهـــم‪ ،‬لا تقرهـــا المجتمعـــات‬ ‫والثقافـــات الأخـــرى‪ .‬مثل حـــق التظاهر‬ ‫وإنشـــاء الجماعات والجمعيـــات الأهلية‬ ‫ومنـــع عقوبـــة الإعـــدام ومنـــع تعـــدد‬ ‫الزوجـــات‪ ،‬بـــل والســـماح بـــزواج المثـــل‬ ‫وبالإنجـــاب دون زواج‪ ...‬إلـــخ‪.‬‬ ‫ولقـــد قـــدم المفكـــر البريطانـــي‬ ‫الشـــهير\"أرنولد توينبي\" دراسات مقارنة‬ ‫عديدة بـــن الثقافـــات والأديان‪ .‬وخلص‬ ‫إلـــى أن العقيـــدة الإســـلامية بســـيطة‬ ‫ومســـالمة‪ .‬ولهذا فهي الأســـرع انتشـــارا‬ ‫في القـــارة الإفريقيـــة‪ ،‬التـــي تقتـــرب‬ ‫ثقافاتهـــا وعاداتهـــا الاجتماعيـــة مـــن‬ ‫‪11‬‬

‫السفير إيهاب الشريف‬ ‫الإ وخواالغنرب‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫من ذلك براء‪.‬‬ ‫الثقافـــة الإســـلامية خاصـــة في شـــأن‬ ‫‪ -‬قوانينكـــم تتبنى معاييـــر مزدوجة‪.‬‬ ‫الـــزواج والمواريـــث‪ .‬حتـــى أن الكنيســـة‬ ‫فهـــي تجـــرم العـــداء للســـامية ولا تجرم‬ ‫ســـمحت باســـتثناء بعـــض رؤســـاء وقادة‬ ‫ازدراء الأديـــان‪ .‬والإســـاءة للديـــن‬ ‫دول إفريقيـــة مـــن قيـــد عـــدم تعـــدد‬ ‫الإســـلامي ورموزه‪ ،‬بل للأديـــان عموما‪،‬‬ ‫الزوجـــات‪ .‬فمـــن بـــن التقاليـــد المعمول‬ ‫بهـــا في بعض بلـــدان إفريقيـــا أن زعماء‬ ‫وللـــذات الإلهيـــة‪.‬‬ ‫القبائـــل يقدمـــون بناتهـــم للـــزواج مـــن‬ ‫الرئيـــس‪ ،‬أو مـــن ســـلاطن المناطـــق‬ ‫‪ -‬لســـنا على اســـتعداد لإلغاء عقوبة‬ ‫الإعـــدام‪ .‬فحتى المســـيحية تفـــرض بأن‬ ‫القبليـــة المختلفـــة‪.‬‬ ‫\"مـــن قتـــل يقتـــل\"‪ .‬ولعلكم تجربـــون هذا‬ ‫المطلب مع الولايـــات المتحدة أولا‪ ،‬والتي‬ ‫وفي المفاوضـــات مـــع الأوروبين حول‬ ‫مازالت كثيـــر من ولاياتهـــا تطبق عقوبة‬ ‫معاييرهـــم الجديـــدة لحقـــوق الإنســـان‬ ‫المؤسف أن هناك شركاء في العلاقات‬ ‫قلنـــا لهم‪:‬‬ ‫الدولية استغلوا الإسلام لخلق عدو‬ ‫يعبئون به قواهم ومصانع أسلحتهم‬ ‫‪ -‬نحـــن علـــى اســـتعداد لأن نطبـــق‬ ‫بعد أن انهار الاتحاد السوفييتي‬ ‫قوانينكـــم في شـــأن قيـــام الجمعيـــات‬ ‫الأهليـــة وحـــق التظاهـــر والتعبيـــر‪.‬‬ ‫فالقوانـــن الأوروبيـــة في هـــذه الأمـــور‬ ‫أشـــد صرامـــة ممـــا يحـــدث عندنـــا‪.‬‬ ‫‪ -‬أنتم تقحمون‪ ،‬في موضوعات حقوق‬ ‫الإنسان‪ ،‬مســـائل تتعارض والخصوصية‬ ‫الثقافيـــة للشـــعوب الأخـــرى‪ ،‬والتـــي لن‬ ‫تقبـــل بتطبيـــق معاييركـــم‪ .‬فنحن نفضل‬ ‫تعـــدد الزوجـــات على قبولكم بالعشـــيقة‬ ‫والأولاد غير الشـــرعين في ثقافتكم‪ .‬ولا‬ ‫نقبـــل بـــزواج المثـــل الـــذي تطبقونه ضد‬ ‫أصول شـــرائعكم وأديانكم‪.‬‬ ‫‪ -‬أنتـــم تمولـــون جماعـــات‬ ‫إرهابية في بلداننـــا دون فهم لمقاصدها‪.‬‬ ‫وتـــأوون إرهابيـــن في بلدانكـــم‪ ،‬ســـوف‬ ‫ينقلبـــون عليكـــم في أول فرصـــة‪.‬‬ ‫وســـتكتوون بنيرانهم‪ .‬ثم ســـتلقون باللوم‬ ‫علـــى الإســـلام وثقافـــة المســـلمن‪ ،‬وهي‬ ‫‪12‬‬

‫جديـــدة ونقاشـــا عالميـــا حـــول حـــدود‬ ‫محمود فهمي النقراشي‬ ‫حريـــة الـــرأي والتعبير‪ ،‬واعتبـــر كثيرون‬ ‫في داخـــل أوروبـــا وأمريـــكا ذاتهمـــا‪ ،‬أن‬ ‫الإعدام‪ .‬وخشـــيتنا هـــي أن منع الإعدام‬ ‫هنـــاك قيـــودا أو قواعد يجـــب أن تنظم‬ ‫في بلداننـــا‪ ،‬هـــو دعوة لارتـــكاب جريمة‬ ‫حريـــة الـــرأي والتعبيـــر‪ .‬ونلاحـــظ أن‬ ‫الثـــأر مـــن القاتـــل إذا لم تعدمـــه الدولة‬ ‫حريـــة الرأي في الغـــرب تضع قيودا على‬ ‫رســـميا لتقتـــص منـــه باســـم ضحايـــاه‪.‬‬ ‫الإهانـــة والازدراء والتحريض والكراهية‬ ‫ولقـــد نصحنـــا الكثيـــرون حتـــى من بن‬ ‫والعـــداء للســـامية والعنصريـــة في حن‬ ‫تعتبـــر الإســـاءة للرمـــوز الدينيـــة ضمن‬ ‫الأوروبيـــن بالتمســـك بمواقفنا‪.‬‬ ‫حريـــة الـــرأي والتعبير‪.‬‬ ‫‪ -‬تحـــاول أوروبـــا والغـــرب عموما ‪-‬‬ ‫عـــن غير حـــق ‪ -‬إلصـــاق تهـــم الإرهاب‬ ‫والمطلوب من مصـــر والدول العربية‬ ‫والعنـــف بالعـــرب والمســـلمن وتنســـى‬ ‫والإســـلامية التحاور مـــع دول الثقافات‬ ‫الذيـــن أشـــعلوا نار حربـــن عالميتن قتل‬ ‫الأخـــرى‪ ،‬للاتفـــاق علـــى أن تصبـــح‬ ‫فيهمـــا الملايـــن‪ .‬وأن العرب والمســـلمن‬ ‫الإســـاءة للمقدســـات الدينيـــة وازدراء‬ ‫لـــم يكونوا وراء حـــركات القتـــل والعنف‬ ‫الأديـــان‪ ،‬جريمـــة مســـاوية بـــل وتتجاوز‬ ‫في أوروبـــا التـــي قادتهـــا جماعـــة \"بـــادر‬ ‫العـــداء للســـامية والعنصريـــة‪ .‬وتدخـــل‬ ‫ماينهوفـــن\" أو جماعـــة الألويـــة الحمراء‬ ‫في إطـــار الاحتـــرام الواجب للخصوصية‬ ‫\"رد بريجيـــد\" والنازيـــون الجـــدد‪،‬‬ ‫الثقافيـــة وقيـــم الشـــعوب التـــي لا يجب‬ ‫المســـاس بهـــا‪ ،‬وأن تحتـــرم مشـــاعر‬ ‫وغيرهـــم‪.‬‬ ‫المؤمنـــن الذيـــن يعيشـــون في مجتمعات‬ ‫ومؤخـــرا أثـــارت الرســـوم المســـيئة‬ ‫وثقافـــات غيـــر أوروبيـــة غربية‪.‬‬ ‫للإســـلام وللرســـول الكريم (ص) معركة‬ ‫والقضيـــة الرئيســـية أساســـا هـــي‬ ‫قضيـــة فكـــر وحـــوار ثقـــافي يتلافـــى‬ ‫التحريـــض والكراهيـــة التـــي تشـــجع‬ ‫الإرهـــاب‪ .‬والمطلـــوب تشـــجيع الحـــوار‬ ‫بن المجتمعـــات والثقافات ونبـــذ العداء‬ ‫والمجابهـــة‪ ،‬وتشـــجيع الاحتـــرام المتبادل‬ ‫وعـــدم فـــرض ثقافـــة طـــرف علـــى‬ ‫الأطـــراف الأخـــرى‪.‬‬ ‫* كاتب مصري‬ ‫‪13‬‬

‫الإ وخواالغنرب‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫دور الدين فى نشأة جماعة الإخوان‬ ‫وانتشارها عالميا‬ ‫د عبد الرازق سليمان*‬ ‫نشأت الجماعة فى الإسماعيلية ‪١٩٢٨‬م بيد حسن البنا كجمعية‬ ‫خيرية ودعوية إسلامية لنشر الوعى بالدين الإسلامى وخاصة‬ ‫للشباب وتقديم يد العون والمساعدات لأعضائها وللمجتمع ‪.‬‬ ‫وانتقلت لمزاولة نشاطها بتوسع فى القاهرة عام ‪١٩٣٢‬م ‪.‬واستمر‬ ‫نشاطها وتوسع ليشمل كل محافظات مصر والنجوع وفى المساجد‬ ‫والزوايا‪.‬‬ ‫وعرفت الجماعة وازداد عدد أعضائها مع خطب ومواعظ مرشدها‬ ‫حسن البنا الذى عرف بأنه متحدث مقنع ولسانه فصيح وكان‬ ‫له قبول دينى وأصبح قويا بعد إقرار أعضاء الجماعة بالطاعة‬ ‫العمياء من خلال القسم الخاص بالجماعة‪ ..‬ثم زادت قوة‬ ‫الجماعة عندما رفضت دستور مصر وأعلنت اعترافها فقط‬ ‫بالدستور الرباني وهو القرآن الكريم‪.‬‬ ‫للجماعـــة بالداخـــل والخارج أســـلوبا‬ ‫أصبـــح للجماعـــة دســـتورها‬ ‫معتمـــدا لدعـــم الجماعـــة وأصبح لها‬ ‫وقيادتهـــا حتـــى أن البنـــا خاطـــب كل‬ ‫أرصـــدة وكيانات تخـــدم المجتمع طبيا‬ ‫ملـــوك ورؤســـاء العالـــم الإســـامى‬ ‫بهـــذا المفهـــوم الـــذى لاقـــى تجاوبـــا ‪،‬‬ ‫ومعيشـــيا‪.‬‬ ‫ومـــن هنا بـــدأت الجماعة بالانتشـــار‬ ‫دوليـــا مع تبنيها بناء مســـاجد ومراكز‬ ‫ومـــع هـــذا الانتشـــار تم زرع أفكار‬ ‫إســـامية يحاضـــر فيهـــا أعضـــاء‬ ‫الجماعة للســـيطرة والعمل السياسي‬ ‫ينتمـــون للجماعـــة وأصبـــح التبـــرع‬ ‫والتطلـــع للحكم‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫الخـــاص الســـرى المســـلح‪ .‬وأصبحت‬ ‫وزادت خطـــورة الجماعـــة بتبنـــى‬ ‫الجماعـــة مواليـــة لبريطانيـــا وزاد‬ ‫الدعـــوة لاســـتخدام الســـاح لفـــرض‬ ‫مـــن انتشـــارها عالميـــا وحتـــى اليـــوم‬ ‫حكـــم الله كمـــا يدعون فى شـــعارهم‪.‬‬ ‫عبـــر لنـــدن بريطانيـــا الداعـــم الأول‬ ‫اســـتخباراتيا‪ ،‬وخلـــق مراكز لها بلندن‬ ‫وبعيـــدا عن تفاصيل وتاريخ نشـــأة‬ ‫الجماعـــة التـــى تم تداولها عبر أفام‬ ‫ودول أوروبـــا‪..‬‬ ‫ومسلســـات قتلتها بحثا ومعرفة‪.‬‬ ‫وكان هـــذا مخالفـــا لتوجهـــات‬ ‫الجماعات الســـرية المصرية الرافضة‬ ‫ســـوف يتناول هذا المقال الجماعة‬ ‫مـــن محـــاور أفكارهـــا المعلنـــة للعامة‬ ‫لاحتـــال الإنجليـــزى آنـــذاك‪...‬‬ ‫وأســـرار وخبايـــا وشـــرور وإرهـــاب‬ ‫هذه الأفكار وســـر بقائها وانتشـــارها‬ ‫وكمـــا أســـلفت فقـــد خاطبـــت‬ ‫الجماعـــة العالـــم بخمســـن مطلبـــا‬ ‫عا لميا ‪.‬‬ ‫كدســـتور إســـامى (المطالـــب‬ ‫الخمســـن)‪ .‬وأصبح للجماعة تواجدا‬ ‫وتبنـــى الجماعـــة للعنـــف منـــذ‬ ‫وانتشـــارا واسعا بالعالم فى حن كان‬ ‫نشـــأتها ومـــع تلقـــى تمويـــل أجنبـــى‬ ‫المرشـــد العـــام بمصـــر واســـتمر هذا‬ ‫مـــن بريطانيـــا مبلـــغ ‪ ٥٠٠‬جنيـــه‬ ‫‪.‬حيث ســـاعد هذا فى نشـــأة القطاع‬ ‫‪15‬‬

‫زادت قوة الجماعة عندما رفضت‬ ‫الإ وخواالغنرب‬ ‫دستور مصر وأعلنت اعترافها فقط‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫بالدستور الرباني وهو القرآن الكريم‬ ‫رغـــم أوامـــر حـــل الجماعـــة وحظـــر‬ ‫تفســـر الجماعـــة وكل الجماعـــات‬ ‫نشـــاطها حتى وصـــول الإخوان لحكم‬ ‫التكفيريـــة‪ .‬هـــذا الجـــزء مـــن الآيـــة‬ ‫مصـــر ثـــم كانـــت الضربـــة القاضيـــة‬ ‫\"توجيه القوة بالســـاح بشتى أنواعها‬ ‫فـــى ‪ ٣٠‬يونيـــه ‪ ٢٠١٣‬بقيـــادة المشـــير‬ ‫بمـــا فيهـــا المتفجـــرات والســـاح‬ ‫السيســـي بـــل كانـــت ضربـــة لمخطط‬ ‫الأبيـــض والســـيارات المفخخـــة ضـــد‬ ‫عالمـــى لتقســـيم مصـــر والمنطقة عبر‬ ‫الدولـــة و جيشـــها وشـــرطتها الكفرة‬ ‫من وجهـــة نظرهم المنحرفة\" حاشـــى‬ ‫الإخوان‪.‬‬ ‫لله هـــذا بعيـــد عـــن الإســـام وعـــن‬ ‫وعليـــه فقـــد تبنـــى أردوغـــان‬ ‫فحـــوى الآية‪..‬‬ ‫الجماعـــة بتركيـــا وبتمويـــل قطـــرى‬ ‫لبث ســـموم الجماعة وزيادة نشـــاطها‬ ‫إذن ما هو التفسير الصحيح ؟‬ ‫الإرهابي المســـتمر حتى اليوم‪.‬‬ ‫أجمـــع المفســـرون والأحاديـــث‬ ‫النبويـــة الصحيحـــة أن الآيـــة تعنـــى‬ ‫وتاريـــخ الجماعـــة مكبـــل بالقتـــل‬ ‫الرمـــى قديمـــا وحديثا هـــى المناورات‬ ‫والاغتيـــالات منـــذ نشـــأتها واغتيـــال‬ ‫والذخيـــرة الحيـــة وربـــاط الخيـــل‬ ‫رئيـــس وزراء مصـــر ومحاولـــة‬ ‫هـــى مـــن ربـــط الخيـــل ( بضـــم الراء‬ ‫اغتيـــال الزعيـــم جمال عبـــد الناصر‬ ‫والبـــاء) وتعنى إجمالى القـــوة‪ ،‬قديما‬ ‫بالإســـكندرية وحتـــى مجـــازر ‪،٢٠١١‬‬ ‫واعتـــراف الجماعـــة بعمليـــات‬ ‫الإيجاب الوهمى للجماعة عندما‬ ‫الإرهـــاب فـــى ســـيناء ‪ .‬وأن القاعـــدة‬ ‫أعلن أردوغان أن اتفاق وقف إطلاق‬ ‫وداعـــش والنصرة وكل فـــرق الإرهاب‬ ‫النار بين أذربيجان وأرمينبا يعد‬ ‫انتصارا لأذربيجان بمساعدة تركيا‬ ‫ولـــدت مـــن رحـــم الجماعـــة‪.‬‬ ‫وفى الواقع أن تركيا خارج نطاق هذا‬ ‫الاتفاق كما أعلنت روسيا‬ ‫وكل هـــذه المجـــازر تشـــوه الديـــن‬ ‫الإســـامى بدعـــوى أن ذلـــك كلـــه‬ ‫والعيـــاذ بـــالله مبنـــى علـــى القـــرآن‪.‬‬ ‫وهنـــا نتوقف على شـــعار الجماعة‬ ‫من القـــرآن الكريم‪.‬‬ ‫(وأعـــدوا لهـــم مـــا اســـتطعتم مـــن‬ ‫قـــوة ومـــن ربـــاط الخيـــل ترهبـــون به‬ ‫عـــدو الله وعدوكـــم )‪ .‬صـــدق الله‬ ‫العظيـــم‪ .‬الأنفـــال آيـــة ‪.٦٠‬‬ ‫‪16‬‬

‫أردوغان الدعم الأكبر للجماعة‬ ‫الإخـــوان‪ .‬تفســـير كلمـــة ‪...‬ترهبـــون‬ ‫تعنـــى الرجـــال بصفوفهـــم بالســـيوف‬ ‫‪ ..‬فقـــد فســـروا الرهبـــة (التـــى قلنا‬ ‫وعـــدد الخيـــول والجمـــال وحديثـــا‬ ‫إنهـــا تعنـــى الـــردع باســـتعراض القوة‬ ‫عـــدد الآليـــات والرجـــال‪ .‬وهـــو مـــا‬ ‫وهـــذا يمنـــع الحـــرب أو يؤجلهـــا لأن‬ ‫يعـــرض فى المنـــاورات ومـــا يصرح به‬ ‫العـــدو يحتاج وقت ليعيد حســـاباته )‪،‬‬ ‫مـــن قـــوة وهـــذا فى حـــد ذاتـــه يؤدى‬ ‫بأنهـــا قتـــل العـــدو ( وهـــو مـــن وجهة‬ ‫للســـام لا للحـــرب وأقـــوى دليل هو‬ ‫نظرهم الحكومة والشـــرطة والشـــعب‬ ‫منـــاورات جيشـــنا بحضـــور القائـــد‬ ‫الكفـــرة) بـــكل وســـائل القتـــل بمـــا‬ ‫الأعلـــى للقـــوات المســـلحة الرئيســـى‬ ‫فيهـــا المتفجـــرات والذبـــح والأحزمـــة‬ ‫السيســـى وإعان خـــط أحمر للقتال‬ ‫وبالطبـــع كانـــت النتيجـــة الســـام لا‬ ‫الناســـفة‪.‬‬ ‫الحـــرب‪ .‬تلـــك هـــى الغاية مـــن هذه‬ ‫وأخطـــر ما ســـمعته فـــى واحد من‬ ‫الآيـــة الكريمة‪.‬‬ ‫بيانـــات داعش حـــال اعترافهم بعملية‬ ‫إرهابيـــة فى ســـيناء بأنهـــم( يفخرون‬ ‫ولكـــن أخطـــر وأغـــرب تفســـير‬ ‫بأنهـــم الإرهابيـــون وهـــذا وصـــف‬ ‫إخوانـــى وداعشـــى‪ ،‬وكل الجماعـــات‬ ‫قرآنـــى‪ ) .‬كلمـــة ‪ ..‬ترهبـــون ‪..‬الواردة‬ ‫التـــى ولـــدت مـــن رحـــم جماعـــة‬ ‫‪17‬‬

‫ثروت الخرباوي‬ ‫الإ وخواالغنرب‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫هـــذا حالهـــم بمصـــر ولهـــم أيضا‬ ‫المتعاطفـــن الذيـــن يخرجـــون علينـــا‬ ‫فـــى الآيـــة شـــعار الإخـــوان‪ .‬وهـــذا‬ ‫مـــن وقـــت لآخـــر بدعـــوات مصالحة‬ ‫أخطـــر تفســـير يقنعـــون به الشـــباب‬ ‫لا جـــدوى منهـــا بالطبـــع كمـــا أعلـــن‬ ‫للدخـــول فـــى الجماعـــة والقيـــام‬ ‫الرئيـــس السيســـي ولكنهـــا بغـــرض‬ ‫بأعمـــال إرهابيـــة‪.‬‬ ‫إعـــان تواجـــد الجماعـــة‪.‬‬ ‫وخطورة هذه التفاســـير المشـــوهة‬ ‫وفـــى هـــذه الأيـــام هنـــاك صحـــوة‬ ‫للدين الإســـامي لأن الدين له أهمية‬ ‫فـــى أوروبـــا بـــأن الجماعـــة وراء كل‬ ‫خاصـــة فى حيـــاة كل النـــاس للأفراد‬ ‫الحـــوادث الإرهابيـــة بفرنســـا وألمانيا‬ ‫والمجتمعـــات ‪ .‬ورغم كل هذا الاعتماد‬ ‫والنمســـا وهنـــاك مداهمـــة لمقـــرات‬ ‫علـــى الدين لتبقى الجماعة بقدســـية‬ ‫وجمعيـــات الإخـــوان ووضع الجماعة‬ ‫مرشـــدها الأول حســـن البنـــا الـــذى‬ ‫قـــال فى أواخـــر أيامـــه قبـــل اغتياله‬ ‫زادت خطورة الجماعة بتبنى الدعوة‬ ‫أن الجماعـــة‪ ( ،‬لاهـــم إخـــوان ولا‬ ‫لاستخدام السلاح لفرض حكم الله‬ ‫كما يدعون فى شعارهم‬ ‫مســـلمون)‪.،‬‬ ‫ولكـــن أغـــرب المشـــاهد الإخوانية‬ ‫هـــى عبـــر الإعـــام فـــكل العناصـــر‬ ‫الإخوانية الذين أعلنوا انســـحابهم من‬ ‫الجماعة ومعروفن بالاســـم أصبحوا‬ ‫خبـــراء فى الجماعـــات الجهادية ويتم‬ ‫اســـتضافتهم بهذا التعارف رغم أنهم‬ ‫جميعا (باســـتثناء د‪ .‬ثروت الخرباوى‬ ‫الذى انشـــق إداريا وفكريـــا ) ما زالوا‬ ‫علـــى فكـــر الجماعة وهـــذا ظاهر فى‬ ‫أحاديثهـــم وقـــد حاولت أنا شـــخصيا‬ ‫مـــع أحدهم وهو مشـــهور أن يقول أن‬ ‫البنـــا هـــو ســـبب كل كـــوارث الإرهاب‬ ‫قـــال أبـــدا إنـــه الشـــهيد حســـن البنا‬ ‫وهـــذا حـــال كل الإخـــوان بالإعـــام‬ ‫ومنهـــم المتخفـــى وراء صفة الصحافة‬ ‫أو فـــى مجلس حقوق الإنســـان ومنهم‬ ‫الرياضـــى ومقـــدم برنامـــج دينى‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫نصـــر للإخوان ‪ .‬ولكن فـــى الواقع أن‬ ‫تاريخ الجماعة مكبل بالقتل‬ ‫تركيـــا خارج نطـــاق هـــذا الاتفاق كما‬ ‫والاغتيالات منذ نشأتها واغتيال‬ ‫رئيس وزراء مصر ومحاولة اغتيال‬ ‫أعلنـــت روســـيا‪..‬‬ ‫الزعيم جمال عبدالناصر‬ ‫بالإسكندرية وحتى مجازر ‪٢٠١١‬‬ ‫أمـــا الضربـــة القاضيـــة لجماعـــة‬ ‫الإخـــوان صـــادرة عـــن اجتمـــاع هيئة‬ ‫تحت صفة الإرهابية‪.‬‬ ‫كبـــار العلمـــاء بالمملكـــة العربيـــة‬ ‫الســـعودية التـــى أعلنـــت أن جماعـــة‬ ‫ويـــوم ‪ ١٠‬نوفمبـــر الحالـــى‪٢٠٢٠‬‬ ‫الإخـــوان إرهابيـــة لا عاقـــة لهـــا‬ ‫كان يومـــا بالإيجـــاب ألوهمـــى‬ ‫بالإســـام وهى تشوه الدين الإسامى‬ ‫لصالـــح الجماعـــة وبالســـلب لقطـــع‬ ‫وكل الجماعـــات التكفيريـــة ولدت من‬ ‫دابـــر الجماعـــة مـــن المملكـــة العربية‬ ‫رحـــم هـــذه الجماعـــة المتطرفـــة‪.‬‬ ‫الســـعودية‪.‬‬ ‫وهكـــذا انضمـــت الســـعودية مـــع‬ ‫أمـــا الإيجـــاب الوهمـــى للجماعـــة‬ ‫مصر والإمـــارات فى ضربة مباشـــرة‬ ‫عندمـــا أعلـــن الإخوانـــى أردوغـــان‬ ‫للجماعـــة عاوة على هـــدم الجماعة‬ ‫أن اتفـــاق وقـــف إطـــاق النـــار بـــن‬ ‫مـــن صلـــب المجتمـــع الســـودانى بعـــد‬ ‫أذربيجـــان وأرمينبـــا يعـــد انتصـــارا‬ ‫إزاحـــة الإخوانـــى عمـــر البشـــير بعد‬ ‫لأذربيجـــان بمســـاعدة تركيـــا وهـــو‬ ‫‪ ٣٠‬عامـــا مـــن الحكم ‪.‬‬ ‫* كاتب وأكاديمي مصري‬ ‫‪19‬‬

‫الإ وخواالغنرب‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫الجماعة الإرهابية والديموقراطية‬ ‫عمرو عزت حجاج*‬ ‫وأعود للكتابة بعد انقطاع‪ ..‬أعود بالعديد من التساؤلات‪..‬‬ ‫تساؤلات شغلت عقلى وذهنى أيام ليست بقليلة جعلتنى‬ ‫أنهمك بحثا ومطالعة كى أجد لها إجابات واضحة و محددة‬ ‫لا تحتاج الى لبس أو تأويل‪.‬‬ ‫‪ -‬هـــل الإخـــوان الإرهابيـــون‬ ‫‪ -‬هـــل الإخـــوان الإرهابيـــون‬ ‫يحرصـــون علـــى إعمـــال وتنفيـــذ‬ ‫المطالبـــون دائمـــا بالديمقراطيـــة‪،‬‬ ‫وترسيخ مفاهيم وآليات الديمقراطية‬ ‫والمهاجمـــون دائما للأنظمـــة الحاكمة‬ ‫لأنهـــا لا تطبق مفاهيم الديمقراطية‪..‬‬ ‫داخـــل الجماعـــة؟!‬ ‫هـــل يطبقونهـــا داخـــل تنظيمهـــم؟!‬ ‫عزيـــزى القـــارئ ســـأحاول جاهدا‬ ‫‪ -‬هـــل الإخـــوان الإرهابيـــون‬ ‫خـــلال الســـطور القليلـــة القادمـــة أن‬ ‫يحرصـــون داخـــل تنظيمهـــم‪ ،‬وفـــى‬ ‫أقـــدم لـــك إجابـــات وافيـــة عـــن هذه‬ ‫صناعـــة القـــرار داخـــل الجماعـــة‪،‬‬ ‫الأســـئلة‪ ،‬ولكن لا تعتمد على اجتهادى‬ ‫علـــى تدويـــر آليـــات التنظيـــم فيمـــا‬ ‫أو تحليلـــى أو رؤيتى الخاصـــة لتاريخ‬ ‫يحكـــم العلاقـــة بـــن الفـــرد العضـــو‬ ‫وحاضـــر جماعـــة الإخوان المســـلمن‪،‬‬ ‫وذلـــك حتـــى لا يتهمنى أحـــد بالتحيز‬ ‫و ا لجما عـــة ؟ !‬ ‫لوجهـــة نظرى‪ ،‬وإنما ســـأقدم إجابات‬ ‫مســـتندة علـــى آراء‪ ،‬وشـــهادات‪،‬‬ ‫‪ -‬هـــل الإخـــوان الإرهابيـــون‬ ‫وكتابـــات رمـــوز إخوانيـــة مـــن أجيال‬ ‫يحرصـــون داخـــل تنظيمهـــم علـــى‬ ‫مختلفـــة‪ ،‬وذلـــك مـــن جيل التأســـيس‬ ‫العلاقـــة بـــن المســـتويات القاعديـــة‬ ‫والمســـتويات القياديـــة ؟!‬ ‫‪20‬‬

‫ثروت الخرباوى‬ ‫الأول الـــذى عايـــش المرشـــد الإمـــام‬ ‫حســـن البنـــا‪ ،‬مـــرورا بـــكل التجـــارب‬ ‫فريد عبدالخالق‬ ‫ومســـارات الصعـــود والهبـــوط التـــى‬ ‫شـــهدتها الجماعـــة وأيضـــا من خلال‬ ‫نزعـــة تقديـــس أشـــخاص القيـــادة‪،‬‬ ‫تعاقـــب المرشـــدين من المرشـــد الأول‪.‬‬ ‫وتصنيـــف المســـلمن حســـب درجـــات‬ ‫ولنبدأ معا الرحلة‬ ‫الـــولاء للتنظيـــم أو قياداتـــه\"‪.‬‬ ‫ويحدثنا الطبيب حســـان حتحوت‬ ‫يطالعنـــا الأســـتاذ فريـــد عبـــد‬ ‫أحـــد تلاميذ المرشـــد البنـــا والمقربن‬ ‫الخالـــق‪ ،‬أحـــد رواد جيـــل المؤسســـن‬ ‫منـــه‪ ،‬ولـــه يديـــن بصياغة شـــخصيته‬ ‫عضـــو مكتـــب الإرشـــاد فـــى عهـــد‬ ‫فـــى دراســـته والتـــى تحمـــل عنـــوان‬ ‫المرشـــدين البنـــا والهضيبـــى‪ ،‬فـــى‬ ‫\"الإخوان المســـلمن ‪ -‬دراســـة حســـان‬ ‫دراســـته والتـــى تحمـــل عنـــوان \"رؤية‬ ‫حتحـــوت\"‪\" :‬ولهـــذا وجدنـــا لـــدى‬ ‫مســـتقبلية – فريـــد عبـــد الخالـــق\"‬ ‫الجمعيـــات الإســـلامية أفـــرادا أو‬ ‫– مكتبـــة مدبولـــى – الطبعـــة الأولى‬ ‫جماعـــة – يقصـــد جماعـــة الإخـــوان‬ ‫‪\" .١٩٨٩‬خرجـــت مـــن التنظيم مطالبا‬ ‫بمراجعـــة المقـــولات والآليـــات‪ ،‬حيـــث‬ ‫لا يوجـــد التـــزام بمبـــادئ الشـــورى‪،‬‬ ‫والعـــدل والمســـاواة وحريـــة الـــرأى‬ ‫والنقـــد‪ ،‬فضـــلا عن فرض الســـيطرة‬ ‫علـــى الآخريـــن‪ ،‬ومـــا يتبـــع ذلـــك من‬ ‫فريد عبد الخالق‪ ،‬أحد رواد جيل‬ ‫المؤسسين عضو مكتب الإرشاد‪:‬‬ ‫\"خرجت من التنظيم مطالبا‬ ‫بمراجعة المقولات والآليات‪ ،‬حيث لا‬ ‫يوجد التزام بمبادئ الشورى‪ ،‬والعدل‬ ‫والمساواة وحرية الرأى والنقد\"‬ ‫‪21‬‬

‫ويؤكد على شهادات الرواد‬ ‫الإ وخواالغنرب‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫والمؤسسين جيل الوسط‬ ‫المســـلمن – ضيفـــا بالـــرأى الآخـــر‪،‬‬ ‫فيـــروى لنـــا ســـامح عيـــد أحـــد‬ ‫وتضييقـــا عليـــه‪ ،‬فضـــلا عـــن قيامهم‬ ‫كـــوادر الجيـــل الوســـيط لجماعـــة‬ ‫بحشـــد الأتبـــاع والأنصـــار آخذيـــن‬ ‫الإخـــوان المســـلمن فيمـــا أســـماه‬ ‫منهـــم العهـــد فـــى الســـمع والطاعـــة‪،‬‬ ‫\"النقـــد الذاتى لفكـــر وتجربة الإخوان‬ ‫لا علـــى تكـــريم الإنســـان والمطالبـــة‬ ‫المســـلمن\" على لســـان المرشد السابق‬ ‫مصطفـــى مشـــهور والـــذى أكـــد لـــه‬ ‫بحريتـــه\"‪.‬‬ ‫نصـــا فـــى إحـــدى الجلســـات \"ولـــن‬ ‫تحقـــق الجماعـــة أهدافا‪ ،‬ولـــن تنجز‬ ‫ويلتقـــط طـــرف الحديـــث الأخ‬ ‫أعمالا‪ ،‬الا إذا كان أفرادها يســـمعون‬ ‫صالـــح عشـــماوى أحد قـــادة التنظيم‬ ‫الخـــاص‪ ،‬إذ يكتـــب فـــى ذكـــرى وفـــاة‬ ‫ويطيعـــون لقيادتهـــم تعبـــدا\"‪.‬‬ ‫المرشـــد البنـــا فـــى صحيفـــة الدعـــوة‬ ‫الصـــادرة فى الثانى عشـــر من فبراير‬ ‫ويؤكـــد علـــى روايـــة الأخ ســـامح‬ ‫عـــام ‪١٩٥٢‬م قائلا‪\" :‬عنـــد أول عهدى‬ ‫عيـــد الدكتـــور ثـــروت الخربـــاوى‬ ‫بعضويـــة مكتب الإرشـــاد ثـــار البحث‬ ‫المحامـــى والقيـــادى الســـابق بجماعة‬ ‫لـــدى‪ ،‬هـــل الشـــورى فـــى الإســـلام‬ ‫الإخـــوان‪ ،‬وذلـــك فـــى مقابلـــة مـــع‬ ‫ملزمـــة أم غيـــر ملزمـــة؟ هـــل يتقيـــد‬ ‫قنـــاة ســـى بـــى ســـى‪ ،‬مـــع الإعلامـــى‬ ‫فضيلـــة المرشـــد العـــام بـــرأى مكتـــب‬ ‫عمـــاد الديـــن أديـــب فـــى برنامـــج \"‬ ‫الإرشـــاد أم المكتـــب هيئة استشـــارية‬ ‫بهـــدوء\" إذ يقـــول \"إن أعضـــاء جماعة‬ ‫يأخـــذ المرشـــد برأيهـــا أو يخالفه إذا‬ ‫الإخـــوان نشـــأوا علـــى مبـــدأ الســـمع‬ ‫شـــاء؟‪ .‬وقـــد كان رأى الإمام الشـــهيد‬ ‫والطاعـــة‪ ،‬وتنفيذ الأوامـــر بلا نقاش‬ ‫أن الشـــورى ليســـت ملزمـــة لـــه فمـــن‬ ‫أو تفكيـــر‪ ،‬وإن ترقياتهـــم إلـــى مرتبة‬ ‫الممكـــن أن يأخذ بـــرأى المكتب ويجوز‬ ‫أعلـــى داخـــل الجماعـــة تعتمـــد علـــى‬ ‫الســـمع والطاعـــة‪ ،‬وتطبيـــق الأوامـــر‬ ‫لـــه أن يخالفه\"‪.‬‬ ‫بحذافيرهـــا حتـــى ولو دفـــع الإخوانى‬ ‫حياتـــه ثمنا لهذه الطاعـــة‪ .‬وفى نفس‬ ‫ثروت الخرباوى ‪\" :‬إن أعضاء جماعة‬ ‫الوقـــت القيـــادات الإخوانيـــة تـــرى‬ ‫الإخوان نشأوا على مبدأ السمع‬ ‫والطاعة‪ ،‬وتنفيذ الأوامر بلا نقاش أو‬ ‫تفكير\"‬ ‫‪22‬‬

‫تنظيم الإخوان الإرهابى ما هو إلا‬ ‫عصابة من المتطرفين تأتمر بأمر‬ ‫مرشدها كأى عصابة من قطاع الطرق‬ ‫حسان حتحوت‬ ‫نفســـها فـــى مرتبـــة الرســـول الـــذى‬ ‫حصـــل علـــى توكيـــل رســـمى لتبليـــغ‬ ‫لتعـــدد الأراء داخـــل الجماعـــة؟‬ ‫الرســـالة إلـــى البشـــرية‪ ،‬وأن طاعتهم‬ ‫وشـــرعيتهم مســـتمدة مـــن التعاليـــم‬ ‫‪ -‬هـــل تيقنـــت أن داخـــل تنظيـــم‬ ‫الســـماوية والســـنة النبوية‪ .‬إن محاور‬ ‫الإخـــوان الإرهابـــى لا يوجـــد معنـــى‬ ‫تشـــكيل التربيـــة الفكريـــة للإخـــوان‬ ‫للاختـــلاف الـــذى حث عليه الإســـلام‬ ‫تبـــدأ بمدرســـة حســـن البنـــا‪ ،‬حيـــث‬ ‫الحنيف باعتباره الضمانة الأساســـية‬ ‫يتـــم تضخيـــم الـــذات ويتـــدرج الأمـــر‬ ‫إلـــى صحابـــة رســـول الله‪ ،‬ثـــم يرتقى‬ ‫لتحقيـــق العدل والاســـتقرا؟‬ ‫حتـــى يوصـــف بأنـــه قـــرآن يمشـــى‬ ‫علـــى الأرض‪ ،‬حتـــى يرســـخ فـــى ذهن‬ ‫‪ -‬هـــل تيقنـــت أن تنظيـــم الإخوان‬ ‫الإخوانـــى أن قياداتـــه تحمـــل رســـالة‬ ‫الإرهابـــى مـــا هـــو إلا عصابـــة مـــن‬ ‫الدعـــوة إلـــى ديـــن الإســـلام وعداهم‬ ‫المتطرفـــن تأتمر بأمر مرشـــدها كأى‬ ‫ليســـوا بمســـلمن\"‪.‬‬ ‫عصابـــة مـــن قطـــاع الطرق؟‬ ‫والآن عزيزى القارئ‬ ‫\"الإخـــوان الارهابيون‪ ..‬ذئاب فى‬ ‫وبعد نهاية رحلتنا‬ ‫الخفـــاء‪ ..‬نعام فى العلـــن\"‪ ..‬وللحديث‬ ‫‪ -‬هـــل تيقنـــت أن تنظيـــم الإخوان‬ ‫بقية‪..‬‬ ‫الإرهابـــى عبر تاريخه نمـــوذج للكيان‬ ‫الـــذى يســـير خلـــف رجـــل واحـــد ‪-‬‬ ‫* عضو مجلس الشيوخ‬ ‫المرشـــد ‪ -‬فمـــا يقولـــه هـــو الصـــواب‬ ‫عن تنسيقية شباب الأحزاب‬ ‫ومـــا يفعلـــه هو الحـــق‪ ،‬وأنـــه لا قيمة‬ ‫والسياسيين‬ ‫‪23‬‬

‫الإ وخواالغنرب‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫مصير التنظيم الدولي‬ ‫في ظل التحديات العالمية‬ ‫طارق أبو السعد *‬ ‫ثـــم مرت على الجماعـــة فترات لم‬ ‫من المعروف أن جماعة الإخوان‬ ‫تتمكن فيها من اســـتكمال مشـــروعها‬ ‫المصنفة إرهابية لم تنشغل بعالمية‬ ‫العالمـــي‪ ،‬وبحلـــول عـــام ‪ ،1981‬وقـــع‬ ‫الدعوة في لحظة التأسيس ولم تكن‬ ‫صدام طفيف بـــن الإخوان والرئيس‬ ‫المصـــري الأســـبق \"محمـــد أنـــور‬ ‫مهتمة بالعمل السياسي‪ ،‬أو هكذا‬ ‫الســـادات\"‪ ،‬خشـــي قيـــادات الإخوان‬ ‫يظهر من لائحتهم الأولى عام ‪،1930‬‬ ‫أن يتطـــور نظـــرا للظـــروف الملتهبـــة‬ ‫وأن أول اهتمامات المؤسس حسن البنا‬ ‫في مصـــر والعالـــم العربـــي‪ ،‬وأن يعيد‬ ‫الســـادات سياســـات عبـــد الناصـــر‬ ‫بالعالم الإسلامي خارج مصر تبدأ‬ ‫في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي‬ ‫عندما أسس لجنة الاتصال بالعالم‬ ‫الخارجي عام ‪ ،1938‬متزامنا للحظة‬ ‫الولوج إلى عالم السياسة والاشتباك‬ ‫مع القوى السياسية الإقليمية‬ ‫والمحلية‪ ،‬هذا التحول في الغاية‬ ‫دفع حسن البنا إلى توجه قدرات‬ ‫الجماعة لتحقيق أستاذية العالم‪ ،‬أو‬ ‫الهدف الجديد الذي أوضحه البنا‬ ‫في رسالة المؤتمر الخامس في نفس‬ ‫العام فقد كان حسن البنا مؤسسها‬ ‫مقتنع ًا بأن جماعته تتجاوز النطاق‬ ‫المحلي إلى العالمي‪ ،‬وأنها ذات رسالة‬ ‫وطموحات عالمية‪ ،‬ولهذا حرصت على‬ ‫التغلغل في الدول العربية والإسلامية‪،‬‬ ‫وعملت على اختراق الجاليات المسلمة‬ ‫في العديد من الدول الغربية اعتما ًدا‬ ‫على عدة أدوات جمعت بين العمل‬ ‫الدعوي والخيري والسياسي‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫أسقطت الجماعة الفاشية‬ ‫خبيـــر الأرصـــاد الجوية الـــذي أدرك‬ ‫معهم‪ ،‬وإيقاف مشـــروعهم كما حدث‬ ‫بحدســـه أن ثمة عاصفـــة قادمة على‬ ‫في عقدي الخمســـينيات والستينيات‬ ‫مصـــر وعلى التيار الإســـامي‪ ،‬ولأنه‬ ‫من القـــرن الماضي‪ ،‬هـــذه الإجراءات‬ ‫جرب الســـجن مـــرة لا يريد العودة له‬ ‫كبلـــت أذرع الجماعـــة الخارجيـــة إلى‬ ‫ثانيـــة‪ ،‬افتعل زيارة إلـــى الكويت مكث‬ ‫حـــد بعيـــد‪ ،‬هنـــا هـــرب مجموعة من‬ ‫فيهـــا عدة أشـــهر‪ ،‬ومنها إلـــى أوروبا‬ ‫الإخـــوان إلـــى العديـــد مـــن الـــدول‬ ‫حيـــث ســـعيد رمضـــان وتأسيســـه‬ ‫العربيـــة والغربيـــة قبـــل إجـــراءات‬ ‫مراكـــز إســـامية إخوانيـــة في بعـــض‬ ‫التحفظ الشـــهير في ســـبتمبر ‪،1981‬‬ ‫دول أوروبـــا‪ ،‬ومن أوروبـــا إلى الكويت‬ ‫وكان على رأســـهم مصطفى مشـــهور‬ ‫‪25‬‬

‫محمد مهدي عاكف‬ ‫الإ وخواالغنرب‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫الأوروبـــي أو الأمريكـــي وألا ينتمـــي‬ ‫إليـــه‪ ،‬بل عليه أن يظـــل محافظا على‬ ‫ثانيـــة ثـــم إلـــى أمريـــكا‪ ،‬وفي أمريـــكا‬ ‫هويتـــه الإخوانية وانتمـــاءه الإخواني‪،‬‬ ‫وجـــد تنظيمـــا إخوانيـــا بســـيطا‬ ‫مـــع الاســـتفادة من إمكانيـــات الغرب‬ ‫قوامـــه المســـلمن العـــرب والمهاجرين‬ ‫مـــن حريـــات ومن مؤسســـات لخدمة‬ ‫هنـــاك أسســـه بعـــض الإخـــوان في‬ ‫التنظيـــم‪ ،‬انتظـــارا للحظـــة المناســـبة‬ ‫الســـتينيات بعد خروجهـــم من مصر‪،‬‬ ‫والانصهـــار جميعـــا في أمـــة جديـــدة‬ ‫في رحلـــة مشـــهور تفتـــق ذهنـــه أن‬ ‫علـــى رأســـها المرشـــد أو مـــن تكلفـــه‬ ‫الإخـــوان المســـلمن يجـــب أن يكـــون‬ ‫الجماعـــة‪ ،‬بعـــد تكويـــن التنظيـــم‬ ‫لهـــم تنظيمـــا عالميـــا‪ ،‬تطبيقـــا لما كان‬ ‫يحلـــم به حســـن البنـــا بافتتـــاح أفرع‬ ‫الدولـــي للإخوان المســـلمن‬ ‫في كل البـــاد العربيـــة والإســـامية‬ ‫والأوروبيـــة‪ ،‬ليكـــون هـــذا التنظيـــم‬ ‫تحمل عاكف مع مشهور عبء‬ ‫قـــوة ضاغطـــه علـــى حكومـــات تلـــك‬ ‫تأسيس التنظيم الدولي فقد حول‬ ‫الدول‪ ،‬لترســـم سياســـتها بمـــا يوافق‬ ‫المركز الإسلامي في ميونيخ إلى مقر‬ ‫الإخـــوان‪ ،‬أو علـــى الأقـــل توفر ماذا‬ ‫اجتماعات التنظيم الدولي وأعلنت‬ ‫آمنـــا في حال تعرضـــت القيادة وقلب‬ ‫منه وثيقة التأسيس أو اللائحة‬ ‫التنظيم في القاهـــرة من ضربة كبيرة‬ ‫الرسمية في ‪ 29‬مايو من عام ‪1982‬‬ ‫كالتي حدثـــت في الســـتينيات‪.‬‬ ‫تعلم مشـــهور أيضـــا في رحلته؛ أن‬ ‫التمويل هو ســـر النجـــاح وأن التمويل‬ ‫المتدفـــق يجـــب أن يكـــون مبـــررا وله‬ ‫ســـتار وتعلـــم أن أوروبـــا يمكـــن أن‬ ‫تكـــون بمؤسســـاتها الاجتماعية توفر‬ ‫لـــه هـــذا الغطـــاء‪ ،‬فطالب بتأســـيس‬ ‫جمعيات وشـــركات وفـــق قوانن تلك‬ ‫البـــاد لكن لحســـاب الإخـــوان يمكن‬ ‫تمرير الأمـــوال للتنظيم من خالاها‪،‬‬ ‫وتعلـــم كذلك أن اســـتغال الحريات‪،‬‬ ‫والقانونيـــة في أوروبـــا لتخـــدم أفكار‬ ‫الجماعـــة وليـــس العكـــس‪ ،‬وطالـــب‬ ‫ألا يـــذوب الأخ في مجتمعـــه الجديـــد‬ ‫‪26‬‬

‫عاقات واســـعة مع قيادات تنظيمات‬ ‫بحلول عام ‪ ،1981‬وقع صدام طفيف‬ ‫الإخـــوان في كل أنحاء العالم‪ ،‬وكان له‬ ‫بين الإخوان والرئيس \"محمد أنور‬ ‫دور كبيـــر في ملفات الإخـــوان العالمية‬ ‫السادات\"‪ ،‬فقام هذه بعدة إجراءات‬ ‫وعلى رأســـها ملف الجهـــاد الأفغاني‪،‬‬ ‫كبلت أذرع الجماعة الخارجية إلى‬ ‫كمـــا تولـــى أيضـــا مهـــام ومســـؤولية‬ ‫حد بعيد‬ ‫قســـم الاتصـــال بالعالـــم الإســـامي‬ ‫ممـــا مكنه مـــن عمل شـــبكة عاقات‬ ‫في نفـــس التوقيـــت ‪-‬أي في أوائـــل‬ ‫عالميـــة واســـعة ليســـت فقـــط داخـــل‬ ‫الثمانينـــات‪ -‬عـــاد محمـــد مهـــدي‬ ‫التنظيمـــات الإخوانيـــة المعتمـــدة بـــل‬ ‫عاكـــف من المملكة بعـــد أن قام بدوره‬ ‫وتنظيمات إســـامية أخرى مستقلة‪.‬‬ ‫في النـــدوة العالمية للشـــباب‪ ،‬وبعد أن‬ ‫وطـــن عاقاتـــه بشـــباب مســـلم مـــن‬ ‫كانـــت مرحلـــة تأســـيس التنظيم‬ ‫أقطار مختلفـــة (عربية وغير عربية)‬ ‫الدولـــي مهمـــة في مســـيرة تغلغـــل‬ ‫وبعـــد أن وثـــق تلك العاقـــة بالإيمان‬ ‫الجماعة خاصـــة في الولايات المتحدة‬ ‫بفكـــر الإخوان‪ ،‬ثم مـــع أحداث ‪1981‬‬ ‫وأوروبا‪ ،‬ليس لأنـــه يقوم بدور الذراع‬ ‫وقبيـــل إجـــراءات التحفظ الشـــهيرة‬ ‫الخارجـــي للجماعـــة والدفـــاع عنهـــا‬ ‫غـــادر محمـــد مهـــدي عاكـــف مصر‬ ‫وتوضيح وجهة نظرهـــا إزاء عدد من‬ ‫بعـــد رفيقـــه مصطفـــى مشـــهور إلى‬ ‫القضايـــا فقط‪ ،‬وإنما لأنـــه يعد أحد‬ ‫ألمانيـــا ليقـــود المركـــز الإســـامي في‬ ‫أهـــم مصادرهـــا الرئيســـية للتمويل‪،‬‬ ‫ميونخ ( الذي أسســـه ســـعيد رمضان‬ ‫كمـــا أنـــه يديـــر شـــبكاتها للمـــال‬ ‫زوج بنـــت حســـن البنـــا ورفيقهـــم‬ ‫والأعمال‪ ،‬ويمتلـــك العديد من الأذرع‬ ‫الإعاميـــة في أوروبـــا التي تســـهل له‬ ‫ا لقد يم ) ‪.‬‬ ‫التأثيـــر في الـــرأي العـــام الدولي بما‬ ‫تحمل عاكف مع مصطفي مشهور‬ ‫يخدم مشـــروعها السياســـي‪.‬‬ ‫عبء تأســـيس التنظيـــم الدولي فقد‬ ‫حـــول المركـــز الإســـامي في ميونيـــخ‬ ‫لقـــد كانـــت جماعـــة الإخـــوان‬ ‫إلى مقر اجتماعـــات التنظيم الدولي‬ ‫المســـلمن تنظر إلـــى التنظيم الدولي‬ ‫وكان المـــكان الـــذي ولد فيـــه التنظيم‬ ‫باعتبـــاره أداة محوريـــة لتحقيـــق‬ ‫رســـميا وأعلنت منه وثيقة التأســـيس‬ ‫حلمها التاريخي المتمثل في \"أســـتاذية‬ ‫أو الائحـــة الرســـمية في ‪ 29‬مايو من‬ ‫العالـــم\" من خال إنشـــاء دولة عابرة‬ ‫عـــام ‪ ،1982‬وهـــو ما ســـمح لـــه ببناء‬ ‫للقـــارات؛ ولهـــذا عمـــل التنظيم على‬ ‫بنـــاء مجتمعـــات موازيـــة خاصـــة في‬ ‫‪27‬‬

‫مع سقوط الإخوان في اليمن وليبيا‬ ‫الإ وخواالغنرب‬ ‫وتونس ومصر‪ ،‬خصوصا بعد ( ‪30‬‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫يونية ‪ )2013‬صدرت الإشارة للجان‬ ‫التنظيم الدولي لمساندة الجماعة‬ ‫الولايـــات المتحدة والـــدول الأوروبية‪،‬‬ ‫ونشر كافة الشائعات حول معارضي‬ ‫باعتبارهـــا تمهـــد للقبـــول بالجماعة‬ ‫الإخوان‬ ‫وأيديولوجيتهـــا وأهدافهـــا التي تبدو‬ ‫في ظاهرهـــا دعوية وخيريـــة‪ ،‬ولكنها‬ ‫ســـفراء رســـمين للعديد مـــن الدول‬ ‫في الحقيقـــة ذات أهـــداف سياســـية‬ ‫الأوربيـــة‪ ،‬اســـتهدف تقـــديم الإخوان‬ ‫كحليـــف لهـــم في المنطقة يســـتحقون‬ ‫و ا ضحة ‪.‬‬ ‫أن يصلـــوا لســـدة الحكـــم في الـــدول‬ ‫العربية والإســـامية‪ ،‬وهـــو تقريبا ما‬ ‫والتنظيـــم الدولـــي للإخـــوان لـــم‬ ‫حـــدث بعـــد‪ ..‬ما يســـمى بــــ \"أحداث‬ ‫يكـــن لـــه أن يســـتمر لـــولا وجـــود‬ ‫الربيـــع العربـــي\" فوصلـــوا للســـلطة‬ ‫منظمـــات عابـــرة للقـــارات أو أولئك‬ ‫في مصـــر (يونيـــو ‪ 2012‬إلـــى يونيـــو‬ ‫الذيـــن يتصرفـــون خـــارج ســـيادة‬ ‫‪ .)2013‬كمـــا حاول التنظيـــم الدولي‬ ‫الدولـــة‪ ،‬ســـواء كانوا منظمـــات دولية‬ ‫للإخـــوان المســـلمن‪ ،‬بمـــا يمتلكه من‬ ‫غيـــر حكوميـــة أو شـــركات متعـــددة‬ ‫نفـــوذ وتأثيـــر في العديـــد مـــن الدول‬ ‫الجنســـيات أو جمعيـــات أهليـــة أو‬ ‫الأوروبيـــة‪ ،‬تقـــديم الدعـــم للعديـــد‬ ‫مؤسســـات إعاميـــة تشـــترك كلهـــا‬ ‫مـــن التنظيمـــات الإخوانيـــة في بعض‬ ‫في كونهـــا تتجاوز الإطـــار الوطني ما‬ ‫جعـــل الحـــدود الجغرافيـــة مخترقـــة‬ ‫عمت موجة إرهاب عالمية اجتاحت‬ ‫تمامـــاً‪ ،‬فهـــذه المنظمـــات بأفرادهـــا‬ ‫أوروبا وثبت مسئولية الإخوان‬ ‫وقدراتهـــا العالمية لديهـــم القدرة على‬ ‫الأخلاقية والتنظيمية عن بعضها‪،‬‬ ‫التأثيـــر في التفاعـــات ليـــس فقـــط‬ ‫هنا أدرك الحكماء أن ثمة خطأ‬ ‫داخل النظام السياســـي لدولة ما‪ ،‬بل‬ ‫في توطين تنظيم الإخوان الدولي‬ ‫أيضـــا في العديد من الـــدول‪ ،‬بالنظر‬ ‫ومساندته عبر دعم مؤسساته‬ ‫إلـــى أنهـــم يمتلكـــون القـــدرة علـــى‬ ‫ولجانه‬ ‫الحشـــد وتعبئة المـــوارد وتوظيفها في‬ ‫الترويج لأفكارهـــم وتحقيق أهدافهم‬ ‫ا لعا مة‬ ‫تمكن الإخـــوان عبر عناصرهم في‬ ‫التنظيـــم الدولي بالتأثيـــر على صناع‬ ‫القـــرار في بعـــض الـــدول الأوربيـــة‪،‬‬ ‫ممـــا ســـهل عليهـــم عقـــد اجتماع في‬ ‫النادي السويســـري بالقاهرة بحضور‬ ‫‪28‬‬

‫الأوروبـــي والأمريكي العلني للإخوان‪،‬‬ ‫مصطفى مشهور‬ ‫وبالتالـــي فقـــد التنظيـــم قدرته على‬ ‫الدعايـــة للإخـــوان أو التأثيـــر علـــى‬ ‫الـــدول العربية‪.‬‬ ‫صناع القرار‪ ،‬فقد فشـــل الإخوان في‬ ‫إدارة الـــدول التي حكموهـــا‪ ،‬ولم يعد‬ ‫ومـــع ســـقوط الإخـــوان في اليمـــن‬ ‫لديهـــم إلا إثـــارة الفوضـــى وإفشـــال‬ ‫وليبيا وتونس ومصـــر‪ ،‬خصوصا بعد‬ ‫الـــدول التي خرجـــوا منهـــا‪ ،‬وإنهاكها‬ ‫( ‪ 30‬يونيـــة ‪ )2013‬وعـــزل رئيســـهم‬ ‫وتدميـــر البنية التحتية لهـــا بعمليات‬ ‫محمـــد مرســـي‪ ،‬صـــدرت الإشـــارة‬ ‫إرهابيـــة أو بإثـــارة الشـــائعات بـــن‬ ‫للجـــان التنظيـــم الدولـــي لمســـاندة‬ ‫مواطنيهـــا‪ ،‬حتـــى إذا ما طـــرح تنظيم‬ ‫الجماعـــة ونشـــر كافـــة الشـــائعات‬ ‫الإخـــوان ليتولـــى الحكم كحـــل لوقف‬ ‫حـــول معارضـــي الإخـــوان‪ ،‬ومـــع قوة‬ ‫نزيف الـــدم أو الهـــدم للمجتمع يكون‬ ‫الشـــائعات تماهـــت معهـــم بعـــض‬ ‫الشـــخصيات العالميـــة مـــع الدعايـــة‬ ‫مطلـــب مقبول‪.‬‬ ‫الإخوانيـــة الدوليـــة‪ ،‬لكـــن تـــورط‬ ‫الإخـــوان عبـــر أفرعهـــم من (حســـم‬ ‫لكن ثم تحدي عالمـــي واجه تنظيم‬ ‫ولـــواء الثـــورة) باعترافـــات إبراهيـــم‬ ‫الإخـــوان الدولـــي منعهم مـــن تطبيق‬ ‫منيـــر القائـــم بأعمال المرشـــد‪ ،‬جعل‬ ‫تلـــك الاســـتراتيجية‪ ،‬فقـــد عمـــت‬ ‫مـــن الصعـــب اســـتمرار التأييـــد‬ ‫موجة إرهاب عالميـــة اجتاحت أوروبا‬ ‫وثبـــت مســـئولية الإخـــوان الأخاقية‬ ‫والتنظيميـــة عـــن بعضهـــا‪ ،‬هنا أدرك‬ ‫الحكمـــاء أن ثمـــة خطـــأ في توطـــن‬ ‫تنظيـــم الإخـــوان الدولـــي (العالمـــي)‬ ‫ومســـاندته عبـــر دعـــم مؤسســـاته‬ ‫ولجانـــه‪ ،‬ولعـــل توالي إعـــان دول في‬ ‫الاتحـــاد الأوروبـــي جماعـــة الإخوان‬ ‫كتنظيـــم إرهابي وإغـــاق مقراته‪ ،‬قد‬ ‫تكـــون هذه صحـــوة متأخـــرة لإغاق‬ ‫أوكار التطـــرف والإرهـــاب‪ ،‬لكـــن أن‬ ‫تأتـــي متأخـــرا خيـــر مـــن ألا تأتي‪.‬‬ ‫* كاتب مصري‬ ‫‪29‬‬

‫الإ وخواالغنرب‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫محورية دور التنظيم‬ ‫الدولى للجماعة‬ ‫د‪ .‬رانيا أبو الخير *‬ ‫لم تكن مصادفة أن تسعى جماعة الإخوان الإرهابية التي تأسست‬ ‫في عشرينيات القرن المنصرم وتحديدا عام ‪ ،1928‬أن تتحرك داخل‬ ‫الدول العربية والإسلامية فحسب‪ ،‬وإنما حرصت على أن يمتد نشاطها‬ ‫وتواجدها إلى مختلف دول العالم شرقا وغربا‪ ،‬إذ أن هذا التمدد‬ ‫يتسق وطبيعة هدفها الذى أعلنه مؤسسها حسن البنا‪ ،‬ذلك الهدف‬ ‫المتمثل في \"أستاذية العالم\"‪ ،‬حيث عكس هذا الهدف المنطق الذى‬ ‫حكم تفكيره بأن نجاح جماعته وتمكينها لا يمكن أن يتحقق إذا ما‬ ‫ظلت محصورة في النطاق الإقليمى أو الإسلامى والعربى فحسب‪ ،‬وإنما‬ ‫يجب على جماعته أن تتجاوز هذا النطاق إلى العالمية‪ ،‬كونها من وجهة‬ ‫نظره ذات رسالة وطموحات كونية‪ ،‬ولذا‪ ،‬كان الحرص على أن تتغلغل‬ ‫الجماعة في أوساط الجاليات المسلمة في العديد من الدول الغربية‬ ‫اعتمادا على عدة أدوات جمعت بين العمل الخيرى والدعوي‪ ،‬وكذلك‬ ‫السياسى‪.‬‬ ‫تمثل في أن يكون هذا التنظيم الدولى مصدرا‬ ‫ومـن ثـم‪ ،‬بـرزت أهمية أن يكون للتنظيم‬ ‫مهما من مصادر تمويلها‪ ،‬إذ يمكنه أن يدير‬ ‫الـــذى كــان دون المحـلـيـة حينما انـطـلـق من‬ ‫شبكاتها للمال والأعمال‪ ،‬ومن هنا برزت أهمية‬ ‫محافظة الإسماعيلية‪ ،‬ذراعا تمكنه من تجاوز‬ ‫أن يكون للجماعة شركات ومؤسسات دولية‬ ‫هذه المرحلة إلى رحاب العالم بأسره‪ ،‬فجاءت‬ ‫النشاط من ناحية‪ ،‬فضلا عن دخول عناصرها‬ ‫فكرة التنظيم الدولى الذى تأسس عام ‪،1982‬‬ ‫في شـراكـات اقتصادية ومالية واسـعـة عبر‬ ‫محددا أهدافه في جانبين‪ :‬الأول‪ ،‬الدفاع عن‬ ‫مختلف دول العالم من ناحية أخرى‪ ،‬مع الأخذ‬ ‫الجماعة وأهدافها وتوضيح وجهة نظرها إزاء‬ ‫في الاعتبار أن هذين الهدفين اللذين يؤديهما‬ ‫العديد من القضايا التي تحمل فيها خلافا‬ ‫التنظيم الـدولـى للجماعة يرتبطان بهدفها‬ ‫واسـعـا مـع الأنـظـمـة الحـاكـمـة والـشـعـوب في‬ ‫الأسـمـى وهـو الـهـدف السياسى في أستاذية‬ ‫المنطقة العربية ومن هنا برزت أهمية الأذرع‬ ‫العالم والتي تمكنها من السيطرة والهيمنة على‬ ‫الإعلامية والبحثية التي أقامتها الجماعة في‬ ‫العديد من الدول الأوروبية‪ .‬أما الهدف الثانى‬ ‫‪30‬‬

‫أدواتها الإعلامية والخيرية والدعوية‪.‬‬ ‫كثير من أجهزة الحكم في مختلف دوله؛ ولعل‬ ‫ما يجرى في بعض دول المنطقة حتى اليوم يعبر‬ ‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬يرى البعض أن هذا الدور‬ ‫عن ذلك‪ ،‬فسيطرة الجماعة على نظام الحكم‬ ‫لم يكن في مرحلة تمدد الجماعة وتمكينها من‬ ‫في دولـة قطر وكذلك في تركيا يعكسان هذا‬ ‫إنشاء هذه الذراع الدولية لتمويل أنشطتها في‬ ‫المسعى الإخوانى‪ ،‬وهو ذات المسعى الذى تجلى‬ ‫المنطقة العربية وغيرها فحسب‪ ،‬وإنما يرجع‬ ‫فيما شهدته المنطقة خلال مرحلة الاضطرابات‬ ‫هذا الدور إلى بدايات النشأة حينما تأسست‬ ‫التي جرت في أوائل العقد الثانى من الألفية‬ ‫هذه الجماعة بتمويل من شركة قناة السويس‬ ‫الثالثة والتي حاولت فيها الجماعة من خلال‬ ‫الواقعة تحت سيطرة الاحتلال آنذاك (حصلت‬ ‫ذراعها المتمثلة في التنظيم الدولى في تهديد‬ ‫الجماعة على شيك من القناة لبدء نشاطها)‪،‬‬ ‫أمن الدولة الوطنية ومحاولاتها المستمرة في‬ ‫الأمر الذى يشكك في سرية العلاقة الارتباطية‬ ‫السيطرة على نظام الحكم كما حدث في عام‬ ‫بـين قيام جماعة الإخــوان الإرهـابـيـة وبعض‬ ‫حكم جماعة الإخوان في مصر خلال الفترة من‬ ‫أجهزة الاستخبارات‪ ،‬التي تمكنت من توظيفها‪،‬‬ ‫(يونيو ‪ 2012‬حتى يونيو ‪ )2013‬حينما تمكن‬ ‫في تحقيق مصالحها مقابل حصول أعضاء‬ ‫الشعب المصرى بمساندة جيشه وشرطته في‬ ‫هذه الجماعة على مزايا مالية وعينية سواء‬ ‫في الدول الموجودين فيها أو في الدول الغربية‪،‬‬ ‫التخلص من حكم تلك الجماعة الإرهابية‪.‬‬ ‫وهذا الأمر تحديدا يحتاج إلى دراسة مستقلة‬ ‫تبحث في جـذور النشأة ودوافعها وأسبابها‬ ‫والجـديـر بالذكر أن تمكن الجماعة من‬ ‫وكيفيتها‪ ،‬وذلك للوقوف على حقائق التاريخ‬ ‫إنشاء وتأسيس هذه الذراع المتمثلة في التنظيم‬ ‫وأسـراره حتى تتكشف أوراق التوت عن هذه‬ ‫الدولى الذى سعى على مدار الثمانية والثلاثين‬ ‫الجماعة التي لا تـزال تتشدق باسم الدين‬ ‫عـامـا منذ تأسيسه مـن تمكين الجماعة في‬ ‫الإسلامى وتسيء بمواقفها وسياستها وآرائها‬ ‫الغرب‪ ،‬إنمـا يطرح تساؤلا حـول علاقة هذه‬ ‫الجماعة بأجهزة المخابرات العالمية وخاصة‬ ‫إلى صحيح الدين الحنيف‪.‬‬ ‫الغربية؛ إذ أنه من غير المعقول أن تتمكن هذه‬ ‫الجماعة من بسط سيطرتها أو تمدد نفوذها‬ ‫وغن ٌي عن البيان أن جماعة الإخوان نجحت‪،‬‬ ‫في الغرب دون أن يكون لأجهزة الاستخبارات‬ ‫إلى حد ما‪ ،‬بفضل الدعم الاستخباراتى والمالى‬ ‫والأمـن دو ٌر في إفساح المجال أمامها لتمكين‬ ‫‪31‬‬

‫جماعة الإخوان نجحت‪ ،‬إلى‬ ‫الإ وخواالغنرب‬ ‫حد ما‪ ،‬بفضل الدعم الاستخباراتى‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫والمالى أن تحقق جزءا من أهدافها‬ ‫الداخلية وكذلك الخارجية‪،‬‬ ‫الذى قدم إليها‪ ،‬أن تحقق جزءا من أهدافها‬ ‫إذ تمكنت في أن تتغلغل وسط‬ ‫الداخلية وكذلك الخارجية‪ ،‬إذ تمكنت عبر‬ ‫الجاليات الإسلامية وأن تجذبهم إلى‬ ‫ذراعـهـا المتمثلة في التنظيم الـدولـى في أن‬ ‫أيديولوجيتها الإرهابية‬ ‫تتغلغل وسط الجاليات الإسلامية وأن تجذبهم‬ ‫إلى أيديولوجيتها الإرهابية التي تطبقها وفقا‬ ‫يعطيها المشروعية في أن تكون بديلا مناسبا‬ ‫لمبدأ \"التقية\" ذلك المبدأ المشترك مع المذهب‬ ‫لأنظمة الحكم في الدول العربية والإسلامية‪،‬‬ ‫الشيعي في تعامله مع الآخر المختلف عنه حينما‬ ‫بمعنى أكثر وضوحا يسعى التنظيم الدولى‬ ‫يسعى إلى تمكين ذاته وتنفيذ أجندته‪ ،‬يتجلى‬ ‫أن يجعل من الجماعة تماهيا مع فكر الغرب‬ ‫ذلـك بوضوح إذا ما نظرنا إلـى استراتيجية‬ ‫في طريقة الحـكـم ونـظـمـه‪ ،‬وهـو مـا يتضح‬ ‫التنظيم الدولى في الدول الغربية‪ ،‬والتي يمكن‬ ‫جليا في الخطاب الذى يوجهه التنظيم إلى‬ ‫أن نجملها في ثلاثة محاور عمل رئيسية‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫الشعوب الغربية محاولا تسويق فكر الجماعة‬ ‫المتحضر‪ ،‬ولعل ما جرى خلال أحداث ‪2011‬‬ ‫‪ -1‬تأسيس ما يُشبه بـ\"الجيتو\" المغلق‬ ‫في المنطقة العربية يؤكد على صحة هذا‬ ‫الذى يجمع أعضاء التنظيم بعيدا عن أعضاء‬ ‫الخـداع الـذى مارسته الجماعة على مدار‬ ‫المجتمع الــذى يعيشون فـيـه‪ ،‬بـهـدف إنشاء‬ ‫الـعـقـود المـاضـيـة لتجعل بـعـض الحـكـومـات‬ ‫مجتمعات موازية حتى يسهل السيطرة عليها‬ ‫الغربية في لحظات معينة داعـمـة لوصول‬ ‫فكريا وعقائديا وتنظيميا‪ ،‬وهو ما يمكنه فيما‬ ‫الجماعة إلى السلطة واستمرارها فيها‪ ،‬في‬ ‫بعد من تحريكها للتأثير في صناعة القرار في‬ ‫حين أنها تمارس أبشع صور العنف والقتل‬ ‫الحكومات الغربية بما يخدم أهداف ومصالح‬ ‫والتعذيب داخـل الـدول التي نجحت خلال‬ ‫هذه الأحداث في الوصول إلى السلطة فيها‪،‬‬ ‫التنظيم‪.‬‬ ‫ولعل ما عانى منه الشعب المصرى بمختلف‬ ‫فـئـاتـه يـؤكـد عـلـى طـبـيـعـة حـكـم الجـمـاعـة‬ ‫‪ -2‬الــســيــطــرة عــلــى الــعــديــد مـن‬ ‫التي مـارسـت كـل أشـكـال العنف والتعذيب‬ ‫المـراكـز الثقافية والجـمـعـيـات الخـيـريـة في‬ ‫والـذى وصل إلى قتل الأبرياء والصحفيين‬ ‫الدول الغربية‪ ،‬وجعلها تتبنى فكر الجماعة‬ ‫المعارضين لحكم الجماعة‪ ،‬وهو ما يكشف‬ ‫وأيديولوجيتها‪ ،‬مـع العمل على ربـط هذه‬ ‫مدى التناقض في الخطاب الخارجي الذى‬ ‫المراكز وتلك الجمعيات معا من خلال سلسلة‬ ‫قدمه التنظيم الدولى للعالم الغربى‪ ،‬وبين‬ ‫من الشراكات الممتدة عبر الدول الغربية بما‬ ‫الممارسات الداخلية‪ ،‬بل يؤكد ذلك ما أعلنته‬ ‫يجعلها أشبه بكيان واحد يتحرك سويا في‬ ‫قادة الجماعة فور سقوط حكمها في مصر‬ ‫كافة الدول الأوروبية‪ ،‬بل وربطه كذلك بما‬ ‫هو متواجد في الولايات المتحدة الأمريكية‪،‬‬ ‫بما يزيد من تأثيره في صناعة القرار‪.‬‬ ‫‪ -3‬السعي للهيمنة والسيطرة على‬ ‫مختلف الأذرع الإعـلامـيـة وتوظيفها بما‬ ‫يسهم في رسـم صـورة مثالية عن الجماعة‬ ‫وفكرها وتوجهاتها‪ ،‬وكأنها جماعة تؤمن‬ ‫بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان‪ ،‬بما‬ ‫‪32‬‬

‫إلا أن الواقع أثبت أن دعم الإرهـاب وتغذيته‬ ‫بفضل ثـورة الثلاثين مـن يـونـيـو‪ ،2013‬بأن‬ ‫سينعكس أو سترتد نيرانه إلى داعميه‪ ،‬ولعل‬ ‫الإرهــاب الـذى يحدث في سيناء سيتوقف‬ ‫مـا يـحـدث الـيـوم في بعض الــدول الأوروبـيـة‬ ‫إذا ما عـادت الجماعة إلى الحكم‪ ،‬وهو ما‬ ‫(فرنسا والنمسا) مثا ٌل واض ٌح على ذلك‪ ،‬بل وما‬ ‫حدث على مدار السنوات الماضية‪ ،‬يؤكد على‬ ‫حسمه قرار الشعب المصرى ضدها‪.‬‬ ‫أن بضاعتهم ُر ّدت إليهم‪ ،‬فالإسلام الصحيح‬ ‫الوسطى بريء من أصحاب هذه الأفكار وتلك‬ ‫مـا سـبـق يكشف عـن بـعـض الـسـيـاسـات‬ ‫الأيديولوجيات المرسومة خارجيا‪ ،‬والمدعومة‬ ‫والأدوات الـتـي انتهجها التنظيم الـدولـى‬ ‫في تعزيز وجــود الجـمـاعـة وتعميقها داخـل‬ ‫استخباراتيا‪ ،‬والممولة ترك ًيا وقطر ًيا الآن‪.‬‬ ‫المجتمعات الغربية التي خدعت بخطابه المزيف‬ ‫الذى يحاول أن يعطى صورة مغايرة لحقيقة‬ ‫نـهـايـة الـقـول‪ ،‬إن التغلغل الإخــوانــى في‬ ‫فكرها ونياتها وطموحاتها‪ ،‬ولعل ما حذر منه‬ ‫المجتمعات الغربية لـم يكن ولـيـد الـيـوم أو‬ ‫دوما الرئيس عبد الفتاح السيسى من أن الدول‬ ‫الأمس القريب‪ ،‬وإنما ترجع بدايته إلى مراحل‬ ‫التي تقف وراء دعـم هـذه الجماعة وأذرعها‬ ‫تأسيسه الأولـى تفكيرا‪ ،‬ثم تنفيذا‪ ،‬ثم دعما‬ ‫المنتشرة في المنطقة ستنطلى بنيرانها‪ ،‬فالغرب‬ ‫وتقوية من جانب أصحاب المصالح في تهديد‬ ‫أو أجهزة الاستخبارات الغربية تحديدا‪ ،‬التي‬ ‫أمـن شعوب المنطقة وتفكيك دولها لتحقيق‬ ‫ساهمت في تأسيس الجماعة وتمكينها كونها‬ ‫أغراضهم في الهيمنة والسيطرة على مقدرات‬ ‫الأب الروحى والنبع الرئيسى لكل جماعات‬ ‫المنطقة وإمكانياتها‪ ،‬ولعل الدور الأبرز الآن في‬ ‫العنف والإرهاب بدءا من الجماعة الإسلامية‬ ‫دعم مثل هذه الجماعة الإرهابية‪ ،‬الدور الذى‬ ‫مــرورا بتنظيم الـقـاعـدة وصــولا إلـى تنظيم‬ ‫تلعبه كل من تركيا وقطر‪ ،‬إذ يتم توظيف هذه‬ ‫داعــش الارهــابــى‪ ،‬اعـتـقـدت خطأ أن نيران‬ ‫الإمكانيات بما يحقق مصالحهما على حساب‬ ‫هذه الجماعات الإرهابية ستتوجه إلى العالم‬ ‫مصالح شعوب دول المنطقة‪ ،‬غير مضاريَن‬ ‫الـعـربـى والإسـلامـى بعيدا عـن مجتمعاتها‪،‬‬ ‫من التجربة الغربية في انقلاب السحر على‬ ‫الساحر حينما تنتهى المهمة التي أوكلت إلي‬ ‫هذه الجماعة التي اتخذت من القتل والبلطجة‬ ‫منهجا لسياستها الفعلية بـغـطـاءات كاذبة‬ ‫وشعارات خادعة لا تنطلى إلا على السفهاء‬ ‫الذين باعوا دينهم وأوطانهم بأبخس الأسعار‪،‬‬ ‫ومن ثم‪ ،‬يبرز دور الأزهـر الشريف بإسلامه‬ ‫الوسطى ليصحح الصورة السلبية والخاطئة‬ ‫الـتـي قدمتها تـلـك الجـمـاعـات عـن صحيح‬ ‫الإسلام كدين رحمة للعالمين‪.‬‬ ‫* كاتبة مصرية‬ ‫‪33‬‬

‫الإ وخواالغنرب‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫کيف اخترقت جماعة الإخوان الإرهابية‬ ‫الغرب؟‬ ‫ترجمة‪ :‬سعيد شعيب*‬ ‫كتب المحلل والباحث لورينزو فيدينو‪ ،‬حول اختراق جماعة‬ ‫الإخوان الإرهابية للغرب‪ ،‬ما يلي‪»:‬منذ البدايات الأولى‬ ‫لفترة الستينيات‪ ،‬انتقل أعضاء الجماعة والمتعاطفون معها‬ ‫نحو الغرب بحركة بطيئة ولكنهم أسسوا وبقوة شبكة منظمة‬ ‫جدا من المساجد والمراكز الخيرية والمنظمات الاسلامية»‪.‬‬ ‫مراكـــز إســـلامية في العواصـــم الأوروبيـــة‬ ‫بفضـــل التمويـــل القطـــري التركـــي‬ ‫الرئيســـية‪ ،‬وفي عـــام ‪ ١٩٥٨‬اســـتقر في‬ ‫الحديـــث حصلـــت المنظمـــات المرتبطـــة‬ ‫جنيـــف وأســـس المركز الإســـلامي‪ ،‬والذي‬ ‫بالإخـــوان علـــى مواقـــع مهمـــة في جميـــع‬ ‫أصبـــح المركز الرئيســـي لأعضـــاء جماعة‬ ‫أنحـــاء أوروبا‪ ،‬ففي فرنســـا أصبح (اتحاد‬ ‫الاخـــوان الهاربـــن مـــن مصـــر‪ ،‬وفي عـــام‬ ‫المنظمـــات الاســـلامية الفرنســـية)‪ ،‬وهـــو‬ ‫‪ ١٩64‬افتتـــح مراكـــز إســـلامية في كل من‬ ‫منظمة متطرفة‪ ،‬عضـــوا مهما في المجلس‬ ‫لنـــدن و ميونـــخ‪ ،‬وأصبـــح في تلـــك الفترة‬ ‫الإســـلامي الحكومـــي‪ ،‬وفي ايطاليا أصبح‬ ‫(اتحـــاد الجاليـــات والمنظمات الإســـلامية‬ ‫زعيمـــا للجماعـــة في الخارج‪.‬‬ ‫في إيطاليـــا)‪ ،‬المتطـــرف أيضـــا‪ ،‬الشـــريك‬ ‫الرئيســـي للحكومـــة في الحـــوار المتعلـــق‬ ‫ضمنـــت الثـــورة النفطيـــة الكبيـــرة‬ ‫اســـتمرار تدفـــق الأمـــوال إلـــى المركـــز‬ ‫بالقضايـــا الإســـلامية في إيطاليـــا‪.‬‬ ‫الإســـلامي القوي في جنيف و الذي يديره‬ ‫الآن ابن ســـعيد رمضـــان هاني رمضان‪ ،‬و‬ ‫أحد الرواد الأوائل للجماعة في أوروبا‬ ‫قد اكتســـب ســـمعة غيـــر جيـــدة في العام‬ ‫كان ســـعيد رمضـــان‪ ،‬صهـــر حســـن البنا‪،‬‬ ‫‪ ٢00٢‬عندمـــا هاجمته صحيفـــة اللوموند‬ ‫مؤســـس جماعة الإخوان‪ ،‬وبحســـب معهد‬ ‫الفرنســـية بســـبب دفاعه عن رجـــم الزناة‬ ‫بحـــوث إعلام الشـــرق الأوســـط (ميمري)‬ ‫أصبـــح ســـكرتيره الشـــخصي‪ ،‬وفي نهايـــة‬ ‫حتـــى الموت‪.‬‬ ‫الخمســـينيات‪ ،‬اســـتطاع رمضـــان إنشـــاء‬ ‫‪34‬‬

‫مفتـــي البوســـنة “مصطفى كيـــرك” وجود‬ ‫طارق رمضان‬ ‫“عصر إســـلامي قـــادم”‪ ،‬وقـــد كان هدف‬ ‫المؤتمـــر أولا وقيـــل كل شـــيء‪ ،‬محاولـــة‬ ‫لقـــد كانـــت العلاقـــات قويـــة مـــا بن‬ ‫تطبيـــق الشـــريعة الإســـلامية في الغـــرب‪،‬‬ ‫ســـعيد رمضـــان وســـيد قطـــب العضـــو‬ ‫لكنهـــم اتفقـــوا جميعا على تجنـــب إعلان‬ ‫الإخوانـــي الآخـــر‪ ،‬والتـــي ألهمـــت كتاباته‬ ‫هـــذا الأمـــر مؤقتاً‪ ،‬وبحســـب ســـاراو فإن‬ ‫عـــددا كبيـــرا مـــن الجهاديـــن حـــول‬ ‫طـــارق رمضان أصر علـــى أن تبقى النيات‬ ‫العالـــم ومنهـــم على ســـبيل المثـــال الزعيم‬ ‫الحقيقيـــة لهـــذا المؤتمر بعيـــدة عن أعن‬ ‫الإرهابـــي أســـامة بـــن لادن‪ ،‬وآراء قطـــب‬ ‫يرددهـــا طارق رمضان ابن ســـعيد وحفيد‬ ‫ومتنـــاول العامة‪.‬‬ ‫مؤســـس الجماعـــة‪ :‬إن انحـــلال أوروبـــا‬ ‫ســـيمهد الطريـــق لأســـلمتها‪ ،‬وفي القـــرن‬ ‫في عـــام ‪ ٢007‬أعلن أن طارق رمضان‬ ‫الواحـــد و العشـــرين ” الغرب ســـوف يبدأ‬ ‫سيشـــرف علـــى كرســـي ســـلطان عمـــان‬ ‫هبوطـــه الجديـــد‪ ،‬وســـوف يبـــدأ العالـــم‬ ‫للدراسات الإســـلامية في جامعة “لايدن”‪،‬‬ ‫العربـــي و الإســـلامي بالتجـــدد‪ ،‬و ســـوف‬ ‫وتعتبـــر جامعـــة لايدن الأقـــدم في هولندا‪،‬‬ ‫تســـتعيد الأمة ســـيطرتها على العالم بعد‬ ‫وقـــام مجلـــس مدينـــة أمســـتردام الـــذي‬ ‫‪ 7‬قـــرون مـــن الهبوط‪ ،‬ربما مـــن المهم ذكر‬ ‫يســـيطر عليـــه حـــزب العمـــال الهولنـــدي‬ ‫أن طـــارق رمضـــان تم اتهامـــه في قضايـــا‬ ‫اليســـاري الـــذي تلقـــى أصواتـــا ودعمـــا‬ ‫تحـــرش واغتصـــاب وأوروبـــا المنحلـــة‬ ‫مـــن المســـلمن في الانتخابـــات بتطويـــر‬ ‫تحاكمـــه لأنهـــا لا تســـمح بهـــذه الجرائم‪.‬‬ ‫مـــواد تعليميـــة تحـــذر طـــلاب المـــدارس‬ ‫مـــن آراء الناقـــد الهولنـــدي للإســـلام‬ ‫تكتـــب الباحثـــة الدينيـــة “كريســـتن‬ ‫ســـاراو” في مقالهـــا ” إعـــلان حـــرب ضد‬ ‫السياســـي”جيرت فيلـــدرز»‪.‬‬ ‫شـــعوب الغـــرب” بأنـــه في عـــام ‪ ٢007‬في‬ ‫العاصمـــة النمســـاوية فيينـــا‪ُ ،‬عقد مؤتمر‬ ‫المســـلم الســـابق الدكتـــور باتريـــك‬ ‫حـــول مـــا يســـمى إســـلام أوروبـــا‪ ،‬أكـــد‬ ‫ســـوكيد مؤلـــف كتـــاب “الجهـــاد العالمـــي‬ ‫– المســـتقبل في وجـــه الإســـلام المســـلح”‬ ‫بفضل التمويل القطري التركي‬ ‫الحديث حصلت المنظمات‬ ‫المرتبطة بالإخوان على مواقع مهمة‬ ‫في جميع أنحاء أوروبا‪ ،‬ففي فرنسا‬ ‫أصبح (اتحاد المنظمات الاسلامية‬ ‫الفرنسية)‪ ،‬عضوا مهما في المجلس‬ ‫الإسلامي الحكومي‬ ‫‪35‬‬

‫تتضمـــن بعض مـــن توصيات المشـــروع‬ ‫الإ وخواالغنرب‬ ‫مـــا يلي ‪:‬‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫* اســـتخدام التمويـــه للتغطيـــة علـــى‬ ‫ضمنت الثورة النفطية‬ ‫الأهداف الحقيقية للأعمال الإســـلامية‪.‬‬ ‫الكبيرة استمرار تدفق الأموال إلى‬ ‫المركز الإسلامي القوي في‬ ‫* بنـــاء شـــبكة اجتماعيـــة كبيـــرة مـــن‬ ‫جنيف والذي يديره الآن ابن سعيد‬ ‫المـــدارس والمستشـــفيات والمنظمـــات‬ ‫رمضان هاني رمضان‬ ‫ا لخير يـــة ‪.‬‬ ‫يحـــذر أن الأســـلمة الحاصلـــة في الـــدول‬ ‫الأوروبيـــة ليســـت محـــض صدفـــة بـــل‬ ‫* إلحـــاق ملتزمـــن إســـلامين في‬ ‫هـــي ” نتيجـــة اســـتراتيجية حـــذرة و‬ ‫المؤسســـات وعلـــى جميـــع المســـتويات في‬ ‫متعمـــدة مـــن قبل قـــادة مســـلمن معينن‬ ‫الغـــرب بمـــا فيهـــا الحكومـــة والمنظمـــات‬ ‫تم التخطيـــط لهـــا عـــام ‪ ، ١٩٨0‬عندمـــا‬ ‫أصـــدر المجلس الإســـلامي الأوروبي الذي‬ ‫غيـــر الحكوميـــة والخاصـــة‪.‬‬ ‫يترأســـه يوســـف القرضـــاوي كتابـــا أطلق‬ ‫عليـــه اســـم «المجتمعـــات الإســـلامية في‬ ‫* اســـتخدام المؤسســـات الغربية بشكل‬ ‫الـــدول غيـــر الإســـلامية”‪ ،‬حيـــث يحرض‬ ‫فعـــال حتـــى يتســـنى وضعهـــا في خدمـــة‬ ‫المســـلمن علـــى التوحد لتشـــكيل جاليات‬ ‫فعالـــة وبناء المســـاجد ومراكـــز الجاليات‬ ‫ا لإ سلا م ‪.‬‬ ‫والمـــدارس الإســـلامية‪ ،‬ولمقاومـــة عمليات‬ ‫الاندمـــاج فإن عليهم أن يجمعوا أنفســـهم‬ ‫* القيـــام بتحالفـــات مـــع المنظمـــات‬ ‫جغرافيـــا في مناطق ذات تركيز إســـلامي‬ ‫الغربيـــة ” التقدميـــة اليســـارية” و التـــي‬ ‫عـــال‪ ،‬وبحســـب ســـوكيد فـــإن الهـــدف‬ ‫النهائـــي الوصـــول إلى الحكم الإســـلامي‬ ‫تتشـــارك في نفـــس الأهـــداف‪.‬‬ ‫في أوروبا‪ ،‬أو الانفصـــال بهذه المناطق عن‬ ‫تضمنـــت هذه الخطـــة الرجل الفعال‬ ‫الدولـــة الأم‪.‬‬ ‫والقـــوي يوســـف القرضـــاوي الممـــول من‬ ‫قطـــر‪ ،‬هـــو رئيـــس المجلـــس الأوروبـــي‬ ‫تم العثـــور علـــى وثيقـــة تســـمى ”‬ ‫للفتـــوى والبحـــوث‪ ،‬والذي ينشـــر تعليماته‬ ‫المشـــروع” في فيلا فخمة يملكهـــا القيادي‬ ‫وفتـــاواه والمتعلقة بالشـــريعة في المســـاجد‬ ‫الإخوانـــي يوســـف نـــدا في كامبيونـــي‬ ‫علـــى امتـــداد أوروبـــا‪ ،‬الذي يتفاخـــر علنا‬ ‫في سويســـرا في ‪ 7‬نوفمبـــر ‪ .٢00١‬و‬ ‫بـــأن ‪ ”:‬الإســـلام ســـوف يعود إلـــى أوروبا‬ ‫بحســـب شـــهادة أدلـــى بها ندا للســـلطات‬ ‫كدين فاتح” و أن المســـلمن سوف يفتحون‬ ‫السويســـرية فـــإن الوثيقة غيـــر الموقعة تم‬ ‫إعدادهـــا علـــى يـــد «باحثن إســـلامين»‪.‬‬ ‫الغـــرب و الولايـــات المتحدة»‪.‬‬ ‫تقـــول كل مـــن ارينفيلـــد ولابـــن بـــأن‬ ‫جماعـــة الاخـــوان والمنظمـــات التابعـــة‬ ‫لهـــا تســـتخدم اســـتراتيجية مرنـــة‪ ،‬حيث‬ ‫تســـتخدم جميـــع الوســـائل القانونيـــة‬ ‫المشـــروعة من أجل التسلل الى الجمعيات‬ ‫والمعاهـــد العلمانيـــة وخاصـــة الجامعات‪،‬‬ ‫‪36‬‬

‫الجماعـــات بالازدهـــار بحجـــة البحث عن‬ ‫يوسف ندا‬ ‫“مســـلمون معتدلـــون” يمكـــن أن يشـــكلوا‬ ‫توازنا في المواجهـــة مع العناصر المتطرفة‪،‬‬ ‫وكنتيجـــة لذلـــك‪ ،‬فـــإن خريجـــي هـــذه‬ ‫وهـــذه اكذوبـــة‪ ،‬فهـــذا “الاعتـــدال” مجرد‬ ‫الجامعات المؤســـلمة سواء أكانت إسلامية‬ ‫خطـــة وخطـــوة في التمكـــن مـــن مفاصل‬ ‫أم غيـــر إســـلامية‪ ،‬ســـوف يدخلون ســـوق‬ ‫العمـــل‪ ،‬ويتضمن هذا الســـوق الحكومات‬ ‫المجتمعـــات الغربيـــة‪.‬‬ ‫وقطـــاع الخدمة المدني‪ ،‬حيث يســـتطيعون‬ ‫تدميـــر وتخريـــب وكالات تطبيـــق وفرض‬ ‫الرئيـــس الســـابق لــــ ‪ CIA‬جيمـــس‬ ‫القانـــون ومجتمع المخابـــرات والقطاعات‬ ‫وولســـي‪ ،‬يقدر أنه تم إنفـــاق ما يقرب من‬ ‫العســـكرية والخدمـــات الخارجيـــة‬ ‫‪ ٩0‬مليار دولار منذ منتصف الســـبعينيات‬ ‫لتصديـــر أيديولوجية محـــددة إلى البلدان‬ ‫والمؤسســـات الماليـــة»‪.‬‬ ‫الإســـلامية وغيرهـــا‪ ،‬منذ ارتفاع أســـعار‬ ‫النفـــط عـــام ‪ ١٩73‬فجـــز ًء مهم مـــن هذه‬ ‫وكتـــب دوجـــلاس فـــرح أن أغلـــب‬ ‫الأمـــوال تم اســـتخدامه لتمويـــل الجهـــاد‬ ‫حكومـــات الغـــرب تواصـــل الســـماح لهذه‬ ‫ا لعا لمي ‪.‬‬ ‫تم العثور على وثيقة‬ ‫تسمى ” المشروع” في فيلا فخمة‬ ‫لقد قام حســـن البنا بتأسيس جماعة‬ ‫يملكها القيادي الإخواني يوسف ندا‬ ‫الاخوان عـــام ‪ ١٩٢٨‬برؤيـــة واضحة وهي‬ ‫في كامبيوني في سويسرا‬ ‫إعـــادة “الخلافـــة الإســـلامية”‪ ،‬وهنـــاك‬ ‫في ‪ 7‬نوفمبر ‪ 2001‬تم إعدادها على يد‬ ‫علامـــات تشـــير الـــى أن تلميـــذه يوســـف‬ ‫«باحثين إسلاميين»‬ ‫القرضـــاوي يؤيـــد بالطبـــع هـــذا الهدف‪،‬‬ ‫ففـــي مقابلـــة مـــع مجلـــة ديـــر شـــبيجل‬ ‫الألمانيـــة قـــال القرضاوي ‪ ”:‬إن المســـلمن‬ ‫أمة واحـــدة‪ ،‬هناك قانون إســـلامي واحد‬ ‫و جميعنـــا نصلـــي لإله واحـــد‪ ،‬وفي النهاية‬ ‫فـــإن مثل هذه الأمة ســـوف تصبح حقيقة‬ ‫سياســـية‪ ،‬ولكـــن وبغـــض النظر عمـــا إذا‬ ‫كانـــت هـــذه الأمـــة فيدراليـــة أو دولا على‬ ‫شـــكلها الحالـــي‪ ،‬فـــإن الدولة الإســـلامية‬ ‫ســـوف تتحقـــق قريباً»‪.‬‬ ‫المـــؤرخ المشـــهور بيرنـــارد لويـــس أخبر‬ ‫صحيفـــة جيروزاليـــم بوســـت في العـــام‬ ‫‪ ٢007‬بأن الإســـلام السياســـي قد يصبح‬ ‫قريبـــا قـــوة مســـيطرة في أوروبـــا‪ ،‬وحـــذر‬ ‫بـــأن الهجـــرة والديمقراطيـــة قد تســـاعد‬ ‫في عمليـــة الأســـلمة‪ ،‬وهنـــاك حقيقـــة‬ ‫‪37‬‬

‫في فبراير من العام ‪ 2008‬تم رفض‬ ‫الإ وخواالغنرب‬ ‫إعطاء القرضاوي الفيزا لدخول‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫بريطانيا بسبب الضغط الذي مارسه‬ ‫المحافظون في بريطانيا‬ ‫واضحة وهي أن اغلب المســـلمن يصوتون‬ ‫وبشـــكل كبيـــر لجنـــاح اليســـار في جميـــع‬ ‫أن تجـــد أرضيـــة مشـــتركة مـــع الأفـــكار‬ ‫أنحـــاء أوروبا‪ ،‬وهو متحالف مع الإســـلام‬ ‫الإســـلامية‪ ،‬وبعـــد انتخابـــات عـــام ‪٢00٢‬‬ ‫قامت الرابطة الإســـلامية بإرســـال رسالة‬ ‫السياســـي‪.‬‬ ‫تهنئـــة بمناســـبة إعـــادة انتخـــاب رئيـــس‬ ‫الوزراء الاشـــتراكي “حوران بيرسون” على‬ ‫بحســـب الصحفي ســـلام كرم ‪ ”:‬فإنه‬ ‫أمـــل أن يقـــوم حزبـــه بالعمل علـــى تطبيق‬ ‫بالنســـبة للإخـــوان‪ ،‬فـــإن الســـويد تعتبـــر‬ ‫بعـــض مبادئ الشـــريعة في المســـتقبل‪ ،‬وفي‬ ‫دولـــة مثالية‪ ،‬كمـــا أنها تشـــترك معهم في‬ ‫عـــام ‪ ٢007‬أطلـــق الحـــزب شـــبكة عمـــل‬ ‫موضـــوع الديمقراطيـــة الاشـــتراكية فيما‬ ‫للتعـــاون مـــع المســـلمن‪ ،‬بعـــد أن خســـروا‬ ‫يخـــص نظرتهـــم لرفاهيـــة المجتمـــع‪ ،‬إن‬ ‫هنـــاك شـــخصيات إســـلامية بـــارزة تقوم‬ ‫الانتخابـــات في الســـنة التي ســـبقت‪.‬‬ ‫بـــدور فعـــال ضمـــن الحـــزب الاشـــتراكي‬ ‫الديمقراطـــي ولديهـــم صـــلات جيـــدة مع‬ ‫وليـــد الكبيســـي النرويجـــي ذو‬ ‫الحزب المســـيحي الاشتراكي الديمقراطي‬ ‫الأصـــول العراقيـــة والناقـــد لمؤيـــدي‬ ‫الســـويدي‪ ،‬وفي المقابـــل فـــإن الحـــزب‬ ‫تطبيـــق الشـــريعة يعتقـــد أن يوســـف‬ ‫الاشـــتراكي الذي يتلقى دعماً من مشـــايخ‬ ‫القرضـــاوي أكثـــر خطـــرا مـــن الزعيـــم‬ ‫الكثيـــر من المســـاجد‪ ،‬يميـــل للابتعاد عن‬ ‫الإرهابـــي أســـامة بـــن لادن ‪ ”:‬لقـــد‬ ‫حقيقـــة أن هنـــاك أشـــكالا مـــن التطرف‬ ‫اكتشـــف “الاخـــوان فرصتهـــم الفريـــدة‬ ‫في مســـاجد الســـويد‪ ،‬و قـــد أعطـــى هذا‬ ‫والكبيـــرة في ‪ :‬الديمقراطيـــة‪ ،‬أن النظام‬ ‫جماعـــة الاخـــوان الإرهابيـــة الحريـــة في‬ ‫الديمقراطـــي يعطـــي بحبوحـــة من حرية‬ ‫فـــرض معتقداتهـــم علـــى المصلـــن في‬ ‫الدين والكلام‪ ،‬كمـــا أنه يمنح الحرية في‬ ‫تمويـــل المجتمعات الإســـلامية والمنظمات‬ ‫ا لمسا جد ‪.‬‬ ‫الدينيـــة‪ ،‬وتم اســـتخدام هـــذا الأمـــر‬ ‫مـــن قبـــل جماعـــة الإخـــوان الإرهابيـــة‪،‬‬ ‫الكاتبـــة نعمـــة ســـنانداجي تقـــول‬ ‫لاختـــراق المجتمعات الإســـلامية وتجنيد‬ ‫إن‪”:‬الحـــزب الديمقراطي الاشـــتراكي قد‬ ‫أعضـــاء جـــدد وبناء شـــبكات إســـلامية‬ ‫بـــدأ باصطيـــاد الأصـــوات بمســـاعدة من‬ ‫أصبحـــت واضحـــة جـــدا مؤخـــرا‪،‬‬ ‫رجـــال الديـــن المســـلمن المتطرفـــن‪ ،‬وهم‬ ‫“بينمـــا يســـتخدم بـــن لادن القنابـــل‪،‬‬ ‫يعملـــون مـــع رجـــل الديـــن المؤثـــر محمود‬ ‫فـــإن القرضـــاوي يســـتغل الديمقراطيـــة‬ ‫الديب رئيس رابطة المســـلمن في الســـويد‬ ‫والـــذي يعتقـــد وبشـــكل واســـع أنـــه علـــى‬ ‫صلة بالإخـــوان‪ ،‬في عام ‪ ١٩٩٩‬قال الديب‬ ‫إن الشـــريعة يجـــب أن تطبق في الســـويد‪،‬‬ ‫كمـــا أن “أولا جونســـون” قد أشـــارت إلى‬ ‫كتـــاب “العدالـــة الاجتماعية في الإســـلام”‬ ‫الـــذي ألفـــه المفكـــر الجهادي ســـيد قطب‬ ‫كدليـــل علـــى أن الفكرة الاشـــتراكية يمكن‬ ‫‪38‬‬

‫“نتعهـــد بمواصلـــة دعمنـــا للمحافظ على‬ ‫جيمس وولسي‬ ‫جميع المســـتويات الممكنة مـــن أجل تأمن‬ ‫بقائـــه في منصبـــه للمرة الثالثـــة”‪ ،‬وهناك‬ ‫كحصـــان طـــروادة؛ إن الاخـــوان يمولون‬ ‫توقيـــع طارق رمضـــان من بـــن ‪ 63‬وقعوا‬ ‫نشـــاطاتهم مـــن ألمانيـــا وبريطانيـــا ودول‬ ‫أخـــرى‪ ،‬وقد اكتســـبوا اعترافا واخترقوا‬ ‫علـــى هـــذا البيان‪.‬‬ ‫النظـــام الديمقراطـــي‪.‬‬ ‫في فبرايـــر مـــن العـــام ‪ ٢00٨‬تم‬ ‫رفـــض إعطـــاء القرضاوي الفيـــزا لدخول‬ ‫يوســـف القرضـــاوي يعتبـــر “مســـلما‬ ‫بريطانيـــا بســـبب الضغـــط الذي مارســـه‬ ‫معتـــدلا” مـــن قبـــل أشـــخاص مثـــل عمدة‬ ‫المحافظـــون في بريطانيـــا‪ ،‬وقد اســـتهجن‬ ‫لنـــدن الســـابق كـــن ليفنجســـتون الـــذي‬ ‫المجلـــس الإســـلامي البريطانـــي الإخواني‬ ‫يمثل حـــزب العمال اليســـاري البريطاني‪،‬‬ ‫هـــذا القـــرار بينمـــا وصفـــت المبـــادرة‬ ‫لقد صـــوت العديـــد من المســـلمن لحزب‬ ‫البريطانيـــة الإســـلامية هذا القـــرار بمنع‬ ‫العمـــال في الانتخابـــات الماضيـــة‪ ،‬وهناك‬ ‫دخـــول القرضـــاوي بأنـــه ” إهانـــة غيـــر‬ ‫في لنـــدن عـــدد كبيـــر ومتنام مـــن الجالية‬ ‫مبررة للمســـلمن البريطانيـــن”‪ ،‬لقد دعا‬ ‫الإســـلامية‪ ،‬لقد قـــام القرضـــاوي بزيارة‬ ‫القرضـــاوي إلـــى عقوبـــة المـــوت للمثلين‬ ‫لنـــدن عـــام ‪ ٢004‬حيث تلقـــى ترحيبا من‬ ‫جنســـيا وإلى تدمير دولة إسرائيل‪ ،‬ودافع‬ ‫ليفنجســـتون وتـــرأس الاجتمـــاع الســـنوي‬ ‫عـــن الهجمـــات الانتحارية ضـــد المدنين‪،‬‬ ‫للمجلـــس الأوروبـــي للفتـــوى والبحوث في‬ ‫وأوصـــي الأزواج بضـــرب زوجاتهـــم‪ ،‬كمـــا‬ ‫قاعـــة مجلـــس مدينـــة لنـــدن‪ ،‬وفي ينايـــر‬ ‫أنه كان مســـئولا بشـــكل غير مباشـــر عن‬ ‫من العـــام ‪ ٢00٨‬تعهد إســـلاميون بارزون‬ ‫الهجمـــات التي تعرضت لها ســـفارات كل‬ ‫بدعمـــه في الانتخابـــات القادمـــة لاختيار‬ ‫مـــن الدنمارك و النرويج في دمشـــق خلال‬ ‫عمـــدة لندن التـــي جرت في مايـــو ‪،٢00٨‬‬ ‫الاحتجاجـــات علـــى الرســـوم الكارتونيـــة‬ ‫وقـــد امتـــدح بيـــان ليفنجســـتون بســـبب‬ ‫للرســـول محمـــد صلـــى الله عليـــه وســـلم‬ ‫دعمـــه للمجتمع متعدد الثقافات وبســـبب‬ ‫حمايتـــه للمجتمعـــات الإســـلامية ضـــد‬ ‫عـــام ‪.٢006‬‬ ‫موجـــة العـــداء للإســـلام وجـــاء في البيان‬ ‫* الـــرق العـــربي نقـــ ًا عـــن ‪Global‬‬ ‫‪ – Politician‬الكاتـــب والباحث اف جوردمان‬ ‫* مدير المعهد الكندي للإسلام‬ ‫الإنساني‬ ‫‪39‬‬

‫الإ وخواالغنرب‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫جذور الخيانة وفروعها‬ ‫سمير عمر*‬ ‫بعد أن ترددت الأنباء عن فوز مرشح الحزب الديمقراطي في‬ ‫الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن في سباق الانتخابات‬ ‫الرئاسية‪ ،‬بادرت جماعة الإخوان بإصدار بيان يحمل توقيع‬ ‫من بات يعرف بنائب المرشد العام للجماعة إبراهيم منير وحمل‬ ‫البيان بمفرداته وأسلوبه وما تضمنه من رسائل ‪ ،‬الكثير من‬ ‫الدلالات عن تصورات الجماعة لدورالغرب وبخاصة الولايات‬ ‫المتحدة الأمريكية في دعمها ‪ ،‬كما حمل العديد من الأدلة على‬ ‫العلاقة بين الجماعة والقوى الاستعمارية قديما وحديثا‪.‬‬ ‫لمراجعـــة سياســـات دعـــم ومســـاندة‬ ‫يقـــول البيان ‪ :‬تثمـــن جماعة الإخوان‬ ‫الدكتاتوريـــات‪ ،‬ومـــا ترتكبـــه الأنظمـــة‬ ‫العمليـــة الانتخابيـــة الأمريكيـــة التـــي‬ ‫المســـتبدة حـــول العالـــم مـــن جرائـــم‬ ‫أســـفرت عـــن فـــوز جـــو بايـــدن بمنصب‬ ‫رئيـــس الولايـــات المتحدة الجديـــد‪ ،‬وهو‬ ‫وانتهـــاكات في حـــق الشـــعوب‪.‬‬ ‫الفـــوز الـــذي يبرهـــن علـــى أن الشـــعب‬ ‫الأمريكـــي مـــازال قـــادرا علـــى فـــرض‬ ‫وتؤكـــد الجماعة أن أي سياســـات يتم‬ ‫إرادتـــه‪ .‬وتتمنى جماعة الإخوان للســـيد‬ ‫فيها تجاهـــل الشـــعوب وخياراتها الحرة‬ ‫بايـــدن وللشـــعب الأمريكـــي ولشـــعوب‬ ‫والاكتفـــاء ببنـــاء علاقاتها مع مؤسســـات‬ ‫العالـــم أجمـــع دوام العيش الكريم في ظل‬ ‫الاســـتبداد الحاكمـــة ســـتكون اختيارا في‬ ‫مبـــادئ الحريـــة والعدالـــة والديمقراطية‬ ‫غيـــر محلـــه ووقوفا في الجانـــب الخاطئ‬ ‫واحتـــرام حقوق الإنســـان‪.‬‬ ‫مـــن التاريخ‪.‬‬ ‫وبهـــذه المناســـبة تتوجـــه لـــإدارة‬ ‫هكـــذا يخطب إبراهيم منير وجماعته‬ ‫الأمريكيـــة الجديـــدة بأنـــه آن الأوان‬ ‫الإرهابية ود الولايـــات المتحدة الأمريكية‬ ‫‪40‬‬

‫تـــرى أن الوطـــن ليـــس ســـوى \"حفنة من‬ ‫ويقـــدم نفســـه وكيـــلا لـــإدارة الأمريكية‬ ‫تـــراب عفن\"‪.‬‬ ‫الجديـــدة في المنطقـــة ونســـي وهو يصيغ‬ ‫مفـــردات بيانـــه الـــدال علـــى خيانته هو‬ ‫أصل الخيانة‬ ‫وجماعتـــه أن خيـــارات الشـــعب المصري‬ ‫تجلـــت في واحـــدة مـــن أبهـــى صورهـــا‬ ‫لـــم يكن بيان إبراهيـــم منير وجماعته‬ ‫حـــن طردت الجماعـــة وممثلها من حكم‬ ‫هو الأول من نوعه فقد ســـبقته خطابات‬ ‫مصـــر‪ ،‬وحن تصدت الجماهير لإرهاب‬ ‫ولقـــاءات عديدة تظهـــر بما لا يدع مجالا‬ ‫الجماعـــة ومن دعمها وســـار على دربها‪،‬‬ ‫للشـــك أو التأويـــل اســـتعداد الجماعـــة‬ ‫ضاربـــة أروع الأمثلـــة في تكاتف الشـــعب‬ ‫ومؤسســـتيه العســـكرية والأمنيـــة ضـــد‬ ‫للتعـــاون مع القوى الاســـتعمارية‪.‬‬ ‫مشـــروع الجماعـــة الإرهابـــي‪ ،‬غيـــر أن‬ ‫مـــا حملـــه البيـــان يتخطـــى حـــدود تلك‬ ‫ولنكـــن محدديـــن دعونـــا نتحدث عن‬ ‫المغالطـــات ويتجـــاوز خطـــوط تلـــك‬ ‫العلاقة بن مؤســـس الجماعة والولايات‬ ‫الأكاذيـــب فهو يقـــدم دليلا جديـــدا على‬ ‫عمالـــة تلـــك الجماعـــة واســـتعدادها‬ ‫المتحـــدة الأمريكية‪.‬‬ ‫الدائـــم للتحالف مع القوى الاســـتعمارية‬ ‫الكبـــرى علـــى حســـاب الشـــعب والوطن‬ ‫يقـــول مارتـــن فرامبتـــون فـــى كتابـــه‬ ‫وهـــذا طبعـــا ليـــس غريبـــا علـــى جماعة‬ ‫\"الإخـــوان المســـلمون والغـــرب‪ :‬تاريـــخ‬ ‫العـــداوة والارتباط\" الصـــادر عن جامعة‬ ‫هارفـــارد الأمريكيـــة‪:‬‬ ‫إن تنظيـــم الإخـــوان لفـــت انتبـــاه‬ ‫‪41‬‬

‫جو بايدن‬ ‫الإ وخواالغنرب‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫الـــكلام وحاضـــر البديهـــة‪ .‬ويلاحـــظ‬ ‫أيرلنـــدا التبايـــن بـــن تصريحـــات البنـــا‬ ‫الدبلوماســـين الأمريكيـــن لأول مـــرة‬ ‫الســـلمية‪ ،‬وبن ممارســـات التنظيم على‬ ‫خـــلال الحـــرب العالميـــة الثانيـــة‪ ،‬وفـــى‬ ‫الأرض‪ ،‬ووفقـــاً للدبلوماســـى الأمريكـــى‬ ‫فقـــد أمضـــى البنـــا الكثيـــر مـــن هـــذا‬ ‫مطلـــع الأربعينيـــات تحديـــداً‪.‬‬ ‫الاجتمـــاع منتقـــداً خصومـــه الداخلين‪،‬‬ ‫ســـاعياً إلـــى كســـب تأييـــد الولايـــات‬ ‫قبـــل ذلـــك‪ ،‬لـــم يعيـــروا اهتمامـــا‬ ‫المتحـــدة‪ .‬فقـــد أدان الوفـــد‪ ،‬على ســـبيل‬ ‫يذكـــر للتنظيـــم‪ ،‬ووصـــف المســـئولون‬ ‫المثـــال‪ ،‬باعتبـــاره يضـــم \"شـــباباً خفـــاف‬ ‫فـــى المفوضيـــة الأمريكيـــة بالقاهـــرة‬ ‫الدماغ مأجورين من الســـوفييت\"‪ ،‬علاوة‬ ‫الإخـــوان بأنهم متورطون فى \" أنشـــطة‬ ‫علـــى ذلـــك‪ ،‬وفـــى إشـــارة واضحـــة إلـــى‬ ‫تخريبيـــة\"‪ .‬وفـــى رأيهـــم‪ ،‬كان الإخوان \"‬ ‫المصالح الأمريكية‪ ،‬أشـــار البنا لإســـلام‬ ‫يميلـــون إلـــى المزايـــدة لإعطـــاء ولائهـــم‬ ‫لم يكن بيان إبراهيم منير وجماعته‬ ‫لمـــن يدفـــع أكثر\"‪.‬‬ ‫هو الأول من نوعه فقد سبقته‬ ‫خطابات ولقاءات عديدة تظهر‬ ‫وطبعـــا كان الإخوان ووفقا لهذا الرأي‬ ‫بما لا يدع مجالا للشك أو التأويل‬ ‫جماعـــة مثاليـــة للتعـــاون مـــع الأمريكان‬ ‫استعداد الجماعة للتعاون مع القوى‬ ‫الذيـــن كانوا قـــد وصلـــوا لقناعة في هذه‬ ‫الاستعمارية‬ ‫الفترة بضرورة التنســـيق مع بريطانيا في‬ ‫رسم السياسات الاســـتعمارية في الشرق‬ ‫الأوســـط بدلا من التنافـــس فيما بينهما‪.‬‬ ‫المهـــم يواصل فرامبتون في كتابه الذي‬ ‫اعتمـــد فيـــه علـــى الوثائـــق التـــي رفعت‬ ‫عنها الســـرية مـــن الأرشـــيف البريطاني‬ ‫والأمريكـــي روايتـــه الموثقـــة عمـــا ســـماه‬ ‫أول لقـــاء بـــن مؤســـس الجماعة حســـن‬ ‫البنـــا ومســـئول أمريكي رفيـــع وكان هذا‬ ‫في عـــام ‪.1946‬‬ ‫يوضـــح فرامبتـــون في كتابـــه ‪ :‬عقد‬ ‫مســـئول رفيـــع المســـتوى فـــى الســـفارة‬ ‫الأمريكيـــة‪ ،‬وهـــو فيليـــب أيرلنـــدا‪،‬‬ ‫اجتماعاً مع حســـن البنا لمناقشـــة الوضع‬ ‫السياســـي‪ ،‬وهـــو أول اجتمـــاع كبيـــر بن‬ ‫دبلوماســـى أمريكـــى وزعيـــم الإخـــوان‬ ‫المســـلمن‪ ،‬وفى الملاحظات التى ســـجلها‬ ‫أيرلنـــدا عـــن اللقـــاء يقـــدم صـــورة حية‬ ‫عـــن البنا كرجـــل مندفع وعصبى ســـريع‬ ‫‪42‬‬

‫يشـــكلوا رصيداً حقيقيـــاً للأمريكين فى‬ ‫حقا لم يقذف الإخوان في سبيل‬ ‫مصر \" ‪.‬‬ ‫الوطن بحجر لكنهم وجههوا نيرانهم‬ ‫وإرهابهم ضد الوطن والشعب‬ ‫هـــل يحتـــاج الأمـــر لتوضيـــح خيانـــة‬ ‫الإخـــوان في علاقاتهـــم مـــع الولايـــات‬ ‫باعتبـــاره \"الحاجز العظيم\" للشـــيوعية‪.‬‬ ‫المتحـــدة الأمريكيـــة أكثـــر مـــن ذلـــك ؟‬ ‫وعلـــى هذا الأســـاس‪ ،‬أراد البنا التحالف‬ ‫مع الولايات المتحـــدة‪ ،‬واقترح أن \"أمريكا‬ ‫بالطبـــع لا‪ ،.‬لكـــن لا مانـــع من ســـرد‬ ‫والإخـــوان يجـــب أن يصبحـــوا حلفاء فى‬ ‫مزيـــد من الحقائق التي يحـــاول الإخوان‬ ‫كعادتهـــم طمســـها بـــل و ترويج عكســـها‬ ‫محاربة الشيوعية\"‪.‬‬ ‫لخـــداع عناصرهـــم وقواعدهـــم المغيبة‬ ‫هكـــذا بـــكل وضوح يســـعى البنا الذي‬ ‫ففـــي هـــذا التوقيـــت لـــم يفـــت علـــى‬ ‫مـــا خرجـــت جماعتـــه إلا لشـــق الصـــف‬ ‫التنظيم ومؤسســـه حســـن البنا أن البيئة‬ ‫الوطني وضرب الحركـــة الوطنية لتقديم‬ ‫المتغيـــرة بعـــد الحـــرب العالميـــة الثانيـــة‪،‬‬ ‫نفســـه وجماعتـــه للقـــوى الصاعـــدة في‬ ‫يمكـــن أن تســـاعد التنظيـــم علـــى النمـــو‬ ‫قيـــادة المعســـكر الغربي ويواصـــل الكتاب‬ ‫والانتشـــار‪ .‬وكانـــت رؤية البنـــا أن العالم‬ ‫في ســـرد تفاصيل هـــذه الصفقة ويقول ‪:‬‬ ‫يقـــف عنـــد مفتـــرق طـــرق‪ :‬طريـــق يتجه‬ ‫نحـــو الشـــيوعية وروســـيا الســـوفييتية‪.‬‬ ‫\" ولتأكيـــد دورهم فـــى التصدى للمد‬ ‫والآخـــر نحـــو الديمقراطيـــات الغربيـــة‬ ‫اليســـارى فى مصر‪ ،‬ســـاعد الإخوان فى‬ ‫وبريطانيـــا وأمريـــكا‪ .‬وكان خيار التنظيم‬ ‫مايـــو ‪،1946‬علـــى إنهـــاء إضـــراب عمال‬ ‫مغازلـــة المعســـكر الثاني‪ ،‬بـــدون قطع كل‬ ‫النســـيج فى ضاحية شـــبرا فـــى القاهرة‬ ‫احتجاجـــاً علـــى الظـــروف المعيشـــية‬ ‫الخيـــوط مـــع المعســـكر الأول‪.‬‬ ‫وشـــروط العمـــل‪ .‬وخـــلال هـــذه الفتـــرة‬ ‫اشـــتبكوا مراراً مع اليسارين فى شوارع‬ ‫وبقيـــت ســـيرة البنا ومنهجه في رســـم‬ ‫مصر بدعـــم مـــن البريطانيـــن والقصر‬ ‫الطريـــق الـــذي تســـير فيـــه الجماعـــة‬ ‫والحكومـــة‪ .‬وخلال هـــذه الفتـــرة أيضاً‪،‬‬ ‫وقياداتهـــا اللاحقـــة فـــكان التحالـــف‬ ‫بـــدأ التنظيـــم يتباهـــى علانيـــة بقوتـــه‬ ‫الأشـــهر في ســـبعينيات القـــرن الماضـــي‬ ‫العســـكرية مـــن أجـــل إقنـــاع الأمريكين‬ ‫عندمـــا فتحـــت الجماعة أبـــواب مقرها‬ ‫بأنـــه أفضـــل حليف يمكـــن التحالف معه‬ ‫الرئيســـي في التوفيقيـــة بقلـــب القاهـــرة‬ ‫لضـــرب الحركـــة اليســـارية فـــى مصـــر‪،‬‬ ‫لتلقـــي طلبـــات التطـــوع ل \" الجهـــاد \"‬ ‫وشـــدد البنـــا علـــى حجـــم وإمكانـــات‬ ‫في أفغانســـتان بدعـــم وتوجيـــه الولايات‬ ‫الإخـــوان‪ ،‬وتأكيـــد أن الإخـــوان يمكن أن‬ ‫المتحـــدة الأمريكية تحـــت مزاعم محاربة‬ ‫الشـــيوعية والاحتـــلال الســـوفييتي‬ ‫متجاهلـــة قضيـــة العـــرب والمســـلمن‬ ‫الكبـــرى في فلســـطن‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫إبراهيم منير‬ ‫الإ وخواالغنرب‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫إنهـــا نفـــس الطريقـــة في تقـــديم البنا‬ ‫لنفســـه ولجماعتـــه للقـــوى الاســـتعمارية‬ ‫بريطانيا راعية الجماعة وصانعة قياداتها‬ ‫نحـــن الحلفـــاء الأكثـــر فائدة لكـــم‪ ،‬نحن‬ ‫الذين ســـنواجه الشـــيوعية‪ ،‬نحـــن الذين‬ ‫بالطبع لم تكـــن العلاقات بن جماعة‬ ‫ســـنواجه الانحلال‪ ،‬نحن الذين ســـنواجه‬ ‫الإخـــوان والولايـــات المتحـــدة الأمريكيـــة‬ ‫هـــي الأولى في ســـجل خيانـــات الجماعة‬ ‫الدكتاتوريـــة‪. .‬‬ ‫ومؤسســـها ومـــن خلفـــوه في قيادتها فقد‬ ‫ســـبقها بالتأكيـــد العلاقـــة مـــع بريطانيا‬ ‫فعلهـــا إبراهيم منير في بيان الجماعة‬ ‫دولـــة الاحتـــلال التـــي أفســـحت المجـــال‬ ‫الأخيـــر وفعلهـــا مـــن قبله الإخـــوان على‬ ‫أمـــام حســـن البنـــا وجماعتـــه للتوســـع‬ ‫منصـــة رابعـــة حـــن تحدثـــوا باللغـــة‬ ‫وكســـب الأنصار لضرب الحركة الوطنية‬ ‫الإنجليزيـــة داعـــن الولايـــات المتحـــدة‬ ‫المصريـــة وتشـــتيت نضـــالات الشـــعب‬ ‫للتدخـــل واحتلال مصر وإعادة رئيســـهم‬ ‫الســـاعي للتخلص من الاحتـــلال وذيوله‪،‬‬ ‫محمـــد مرســـي‪ ،‬وفعلها خيرت الشـــاطر‬ ‫وهنـــا الكثيـــر مـــن الوقائع التـــي يصعب‬ ‫في مقـــال نشـــره في صحيفـــة الجارديان‬ ‫ســـردها في هـــذه المســـاحة لكـــن دعونـــا‬ ‫البريطانيـــة عـــام ‪ ،2005‬وهـــو يقـــدم‬ ‫نتخيـــر بعضهـــا وهنـــا ننقـــل مـــرة أخرى‬ ‫أراد البنا التحالف مع الولايات‬ ‫مـــن كتـــاب فرامبتـــون الـــذي يقول \"‬ ‫المتحدة ‪ ،‬واقترح أن \"أمريكا والإخوان‬ ‫يجب أن يصبحوا حلفاء فى محاربة‬ ‫\" في عـــام ‪1946‬التقـــى الســـير والتر‬ ‫الشيوعية\"‬ ‫ســـمارت من الســـفارة البريطانية بحسن‬ ‫البنـــا‪ ،‬فيمـــا يبـــدو ثانـــى لقاء مـــن نوعه‬ ‫بـــن الاثنن‪ ،‬ويشـــير تقرير ســـمارت إلى‬ ‫أنـــه تحـــدث مـــع البنـــا فـــى منزلـــه قبل‬ ‫ثمانيـــة عشـــر شـــهراً‪ .‬وفـــى تعبيـــر عن‬ ‫ثقتـــه المتنامية‪ ،‬أكـــد البنـــا أن \"الأهداف‬ ‫الدينيـــة فـــى الإســـلام هى بالضـــرورة …‬ ‫سيا سية \"‬ ‫وأهـــم مـــن هـــذا أعـــاد البنـــا تأكيد ما‬ ‫ســـماه ســـمارت \"أطروحته القديمـــة\"‪ ،‬بأن‬ ‫\"الإخـــوان المســـلمن هـــم حلفـــاء بريطانيا‬ ‫الأكثر فائدة فى مجتمع مهدد بالانحلال\"‪.‬‬ ‫وشـــدد البنا على أن الإخوان المسلمن \"هم‬ ‫أكبر حاجز ضد الشـــيوعية\"‪\" .‬وأكبر عامل‬ ‫لتحقيق الاستقرار‪\".‬‬ ‫‪44‬‬

‫إلغـــاء معاهدة ‪ 1936‬في ‪ 18‬أكتوبر ‪1951‬‬ ‫لم يكن بيان إبراهيم منير‬ ‫وإعـــلان الكفاح المســـلح ضد الإنجليز في‬ ‫وجماعته هو الأول من نوعه فقد‬ ‫القنـــاة قـــال المرشـــد الجديـــد للجماعـــة‬ ‫سبقته خطابات ولقاءات عديدة‬ ‫حســـن الهضيبي لمنـــدوب جريدة المصري‬ ‫تظهر بما لا يدع مجالا للشك أو‬ ‫في الخامس والعشـــرين من أكتوبر ‪1951‬‬ ‫التأويل استعداد الجماعة للتعاون مع‬ ‫‪\" :‬وهـــل تظـــن أن أعمـــال العنـــف تخـــرج‬ ‫القوى الاستعمارية‬ ‫الإنجليـــز من البـــلاد‪ ،‬إن واجب الحكومة‬ ‫اليـــوم أن تفعـــل مـــا يفعلـــه الإخـــوان من‬ ‫جماعتـــه للغـــرب كبديـــل متعـــاون وأكثر‬ ‫تربيـــة الشـــعب وإعـــداده وذلـــك هـــو‬ ‫فائـــدة للغـــرب عن نظـــام الرئيس مبارك‬ ‫الطريـــق لإخـــراج الإنجليز‪\".‬‬ ‫تحـــت عنـــوان \" لا تخافـــوا منا‪\".‬‬ ‫وخطـــب الهضيبـــي بعدها في شـــباب‬ ‫وطبعـــا لا يجـــب علـــى الغـــرب أو أي‬ ‫الإخـــوان قائـــلا ‪\" :‬اذهبـــوا واعكفوا على‬ ‫قـــوة اســـتعمارية أن تخاف مـــن الإخوان‬ ‫فتاريخهـــم ملـــوث بالتعـــاون والتنســـيق‬ ‫تـــلاوة القـــرآن الكريم‪\".‬‬ ‫بـــل وحماية الاســـتعمار حتى ولـــو كذبوا‬ ‫وقـــد رد عليه الأســـتاذ الجليـــل خالد‬ ‫ورفعـــوا شـــعارات المقاومـــة المزيفة‪.‬‬ ‫محمـــد خالـــد الذي لـــم يكن بعيـــدا عن‬ ‫الجماعـــة آنـــذاك في روزاليوســـف تحت‬ ‫ففـــي عـــام ‪ ،1946‬وبينمـــا كانـــت‬ ‫عنوان ‪ \" :‬أبشـــر بطول سلامة يا جورج\"‪.‬‬ ‫القـــوى الوطنية صفا واحـــدا في مواجهة‬ ‫الاســـتعمار البريطانـــي في مصـــر كمـــا‬ ‫الإخـــوان المســـلمون كانـــوا أمـــلا مـــن‬ ‫يقـــول الأســـتاذ خالـــد محـــي الديـــن‬ ‫آمالنـــا لم يتحركوا ولم يقذفوا في ســـبيل‬ ‫اتخـــذت جماعـــة الإخوان خطا سياســـيا‬ ‫الوطـــن بحجـــر ولا طوبـــة وحـــن وقـــف‬ ‫مخالفـــا لإجمـــاع الحركـــة الوطنيـــة‬ ‫مرشـــدهم الفاضـــل يخطـــب منـــذ أيـــام‬ ‫فأعلنـــت تأييدهـــا للطاغيـــة إســـماعيل‬ ‫في عشـــرة آلاف شـــاب قـــال لهـــم اذهبوا‬ ‫صدقي ودعم وتأييد مشـــروع \" صدقي‪-‬‬ ‫واعكفـــوا علـــى تـــلاوة القـــرآن الكـــريم‬ ‫بيفـــن\" وخـــرج مرشـــد الجماعة الشـــيخ‬ ‫وســـمعت مصـــر المســـكينة هـــذ التوجيه‬ ‫حســـن البنا في ســـيارة حكمدار البوليس‬ ‫فدقـــت صدرهـــا بيدهـــا وصاحـــت آه يا‬ ‫المكشـــوفة ليهـــدأ المتظاهريـــن ضد هذه‬ ‫كبد ي ‪\" .‬‬ ‫المعاهـــدة‪\".‬‬ ‫حقـــا لـــم يقـــذف الإخـــوان في ســـبيل‬ ‫وبعـــد اغتيـــال البنـــا وتولـــي حســـن‬ ‫الوطـــن بحجـــر لكنهـــم وجههـــوا نيرانهم‬ ‫الهضيبي منصب المرشـــد العام للجماعة‬ ‫ســـارت الجماعـــة في ذات الطريق‪ ،‬فبعد‬ ‫وإرهابهـــم ضـــد الوطـــن والشـــعب‪.‬‬ ‫* كاتب مصري‬ ‫‪45‬‬

‫الإ وخواالغنرب‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫النظام العالمي يرعى الإرهاب ويتهمنا‬ ‫بتصديره‬ ‫عبد الجليل الشرنوبي*‬ ‫رغم ما عانته الإنسانية من أوجاع خلال عام ‪ 2020‬إلا إنَّه‬ ‫ُععامِ ًمادتحافسي ًمهامفاييمكن‬ ‫يظل بالنسبة لتنظيم الإخوان الدولي‬ ‫علاقته بالنظام العالمي الجديد‪ ،‬حيث‬ ‫تسميته (أممية الإدارة التنظيمية)‪ ،‬لينتقل التنظيم الدولي‬ ‫إلى سفورها‪ ،‬ناق ًلا مركز القيادة‬ ‫اولاإلتدافراةوغضريم ًبان‬ ‫من استتار‬ ‫\"القاهرة\" بلد النشأة إلى \"لندن\"‬ ‫والتوجيه‬ ‫عاصمة رعاية النشأة والتطور وضامنة البقاء‪ ،‬وهو التح ُّول‬ ‫الذي يؤهل التنظيم عل ًنا للحضور رسم ًيا في المشهد الأوروبي‬ ‫خاصة والغربي عامة رسم ًيا‪ ،‬باعتباره الم ُتحكم في الكتلة‬ ‫الإسلامية الأكبر في الغرب‪ ،‬ومثلها في الشرق وهو ما يؤهله‬ ‫ليكون أحد الأقطاب الرئيسة الفاعلة في إدارة العالم‪ ،‬وحتى‬ ‫لا يتسلل الإحساس بالتهويل إلى أ ٍي من قراء هذه الأسطر‬ ‫يعني أن تط َّور حضـــوره في الغرب وأوروبا‬ ‫يمكـــن الرجـــوع إلى مداخلـــة القيادي‬ ‫تجاوز مرحلة التأسيس والتعريف والإنتشار‬ ‫التاريخي يوســـف نـــدا مع قنـــاة \"الجزيرة‬ ‫إلى مرحلـــة التمكين الأ ّولي وهـــو ما يُنذر‬ ‫مباشر\" منتصف ‪ 2018‬ليكتشف أن الرجل‬ ‫بدخولـــه في مواجها ٍت تدريجية أم ًل في أن‬ ‫قـــال في معرض تعليقة على مشـــروع قرار‬ ‫طـــرح علـــى الكونجـــرس الأمريكي لحظر‬ ‫يحسم تمكينه غرب ًيا ‪.‬‬ ‫الإخـــوان‪ ،‬فقال ضمن ما قـــال (أنا أجلس‬ ‫على طاولة عالمية مكونة من عشر كراسي)!‪،‬‬ ‫وحتـــى ُيمكن اســـتيعاب حجـــم النجاح‬ ‫هذه العبـــارة حين يقولها قيـــادي تنظيمي‬ ‫الـــذي ســـمحت الإدارات الغربيـــة للتنظيم‬ ‫بحجـــم \"ندا\" تعني أن التنظيم الدولي على‬ ‫بتحقيقه‪ ،‬ينبغي العودة إلى ‪ 26‬مايو ‪،1986‬‬ ‫أعتاب التحول من إدارة مركزية في الشرق‬ ‫حـــين اجتمعت (لجنة الدعـــوة والجاليات)‬ ‫إلى عولمة إداريـــة في الغرب‪ ،‬وذا اختصا ًرا‬ ‫لوضع خطة الحركه انطل ًقا من بريطانيا‬ ‫لتشـــمل أوروبا والأمريكيتين‪ ،‬والتي نصت‬ ‫‪46‬‬

‫الإخوان والغرب علاقات لاتخفى‬ ‫على أهداف رئيســـية هي (خلـــق تيار بين‬ ‫المسلمين المقيمين للضغط على الحكومات‬ ‫ومعه ســـكرتيره المســـيو بلوم‪ ،‬فرأى البناء‪،‬‬ ‫للعتراف بالإســـلم كدين رسمي ‪-‬عمل‬ ‫فســـأل عنه وأخـــذ عنه معلومـــات موجزة‬ ‫إحصائية تفصيلية عن المسلمين في بريطانيا‬ ‫وبينمـــا أنـــا في المدرســـة إذ جاءنـــي أحـــد‬ ‫‪-‬التركيز على اللغـــة الإنكليزية في الدعوة‬ ‫الموظفـــين يدعوني لمقابلة البـــارون بمكتبه‬ ‫بين الجاليـــات غير العربيـــة ‪ -‬التركيز في‬ ‫بالشـــركة‪ ،‬فذهبـــت إليه فتحـــدث إل َّي عن‬ ‫الدعـــوة على الأبناء أكثر من الآباء ‪-‬نشـــر‬ ‫طريـــق مترجم بأنه رأى البناء‪ ،‬وهو يود أن‬ ‫الفقه الإســـلمي بـــين الجاليـــات ‪ -‬تعليم‬ ‫يســـاعدنا بتبرع مالي‪ ،‬وهو لهذا يطلب منا‬ ‫اللغـــة العربيـــة لغير الناطقين بهـــا ‪-‬البدء‬ ‫رســـ ًما ومذكرة للمشروع‪ ،‬فشكرت له ذلك‬ ‫أولاً بالعمـــل مـــع المراكز والجاليـــات التي‬ ‫وانصرفـــت‪ ،‬ووافيته بعـــد ذلك بما طلب)‪.‬‬ ‫للإخوان علقات معها ‪-‬إيجاد نوا ٍد للشباب‪،‬‬ ‫واستحداث أنشطة تواكب تطورات العصر‬ ‫ومضى على هذا الحدث شهور وبحسب‬ ‫نـــص مؤســـس التنظيم (كدنا ننســـى فيها‬ ‫لجذبهم إليها)‪.‬‬ ‫البـــارون ووعده‪ ،‬ولكنـــي فوجئت بعد ذلك‬ ‫بــــ دعـــوة ثانيـــة منه إلـــى مكتبـــه‪ ،‬فذهبت‬ ‫والمثير للدهشة أن هذا الاجتماع وغيره‬ ‫إليـــه فرحـــب بي‪ ،‬ثـــم ذكر لي أن الشـــركة‬ ‫كان يتم تحت سمع وبصر أجهزة الاستخبارات‬ ‫اعتمـــدت مبلغ خمســـمائة جنيـــه مصري‬ ‫سوا ًء في بريطانيا أو غيرها‪ ،‬والأكثر إدها ًشا‬ ‫للمشـــروع‪ ،‬فشـــكرت له ذلـــك‪ - ،‬ورجاني‬ ‫أن هـــذه الأجهـــزة حالياً هـــي التي تبحث‬ ‫قبـــول المبلغ على أنه إذا اســـتطاع أن يفعل‬ ‫عـــن تطوير آليات مكافحـــة الإرهاب‪ ،‬لكن‬ ‫بعد ذلك شي ًئا فلن يتأخر)‪ ،‬وفق رواية البنا‬ ‫تظل هذه الادعاءات بحرب الإرهاب مجرد‬ ‫عـــن الحدث يمكن اســـتنتاج الآتي (المملكة‬ ‫غطاء لحقيقة تقود إليها كافة الشـــهادات‬ ‫المتحدة كانت شـــريكة في تأسيس أول مقر‬ ‫التنظيمية والأمنيـــة والبحثية الغربية هي‬ ‫للتنظيـــم ‪ -‬رغم الشـــك في أســـلوب دعوة‬ ‫أن (المملكـــة البريطانيـــة والغرب شـــريكاء‬ ‫البنـــا للقاء البارون الانجليـــزي‪ ،‬حيث كان‬ ‫في صناعـــة تنظيم الإخـــوان)‪ ،‬وهي نتيجة‬ ‫تأتـــي في في ضوء ما ذكره مؤســـس تنظيم‬ ‫الإخوان \"حســـن البنـــا\" في كتابة (مذكرات‬ ‫الدعوة والداعية)‪ ،‬حول ملبســـات إنشاء‬ ‫المركـــز العـــام الأول للتنظيـــم عـــام ‪،1928‬‬ ‫والذي كان يضم (مسجد – مدرسة – مقر‬ ‫التنظيـــم) إذ يقـــول \"البنا\" نصاً قبل أن يتم‬ ‫بنـــاء المســـجد بقليل‪ ،‬وقد أوشـــكت النقود‬ ‫المجموعـــة أن تنفد‪ ،‬وأمامنا بعد مشـــروع‬ ‫المسجد مشـــروع المدرسة والدار‪ ،‬وهي من‬ ‫تمامه‪ ،‬بل كلها مشروع واحد ‪ -‬تصادف أن‬ ‫مر البـــارون دي بنوا‪ ،‬مدير شـــركة القنال‬ ‫‪47‬‬

‫المثير للدهشة أن هذا اجتماعات‬ ‫الإ وخواالغنرب‬ ‫الجماعة كان تتم تحت سمع وبصر‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫أجهزة الاستخبارات سوا ًء في بريطانيا‬ ‫أو غيرها‪ ،‬والأكثر إدها ًشا أن هذه‬ ‫واحداً من الشـــخصيات النافـــذة في إدارة‬ ‫الأجهزة حالي ًا هي التي تبحث عن‬ ‫الاحتلل الانجليزي لمصر‪ ،‬لكن –حتى وإن‬ ‫تطوير آليات مكافحة الإرهاب‬ ‫صحـــت الرواية‪ -‬فإنها تشـــير إلى حرص‬ ‫الإدارة الانجليزية على الحضور في المشهد‬ ‫تنفيذاً لضغوط بريطانية‪ ،‬ولكن عند إطلق‬ ‫التنظيمي منذ لحظة ميلده ‪ -‬الخمسمائة‬ ‫ســـراحه أجـــرى البريطانيـــون أول اتصال‬ ‫جنيـــه مصري مبلـــغ التبرع وقتهـــا‪ ،‬تعادل‬ ‫ما قيمته خمســـمائة وخمسة جنيهات من‬ ‫مع الإخوان‪.‬‬ ‫الذهب‪ ،‬وهو ما يمثل ثروة حقيقية‪ ،‬والادعاء‬ ‫بـــأن أمين صندوق التنظيـــم تبرع بمثله‪ ،‬لا‬ ‫•عرض المسؤولون البريطانيون مساعدة‬ ‫يعدو كونـــه درباً من محاولات البنا تجميل‬ ‫الإخوان لشراء مساندتهم‬ ‫صورة يعلـــم أنها مفضوحة)‪.‬‬ ‫•في ضوء الهدوء النسبي للإخوان لبعض‬ ‫الوقـــت عقـــب هـــذه الفترة‪ ،‬فقـــد بات من‬ ‫والسؤال هل انقطع دعم المملكة المتحدة‬ ‫شـــبه المؤكد أن المعونة البريطانية للإخوان‬ ‫خلل سنوات تأســـيس التنظيم‪ ،‬والإجابة‬ ‫قط ًعا هي العكس وهذا واقع تؤكده (الوثائق‬ ‫قد قبلت‪.‬‬ ‫الصادرة عن الإدارة الإنجليزية ‪ -‬أداء التنظيم‬ ‫خـــلل فترة الأربعينات من القرن الماضي)‬ ‫• بحلـــول عـــام ‪ ،1942‬كانـــت بريطانيا‬ ‫واســـتناداً على الوثائق التي تضمنها كتاب‬ ‫على وجه القطع قد بدأت تمويل الإخوان‪.‬‬ ‫(التاريخ السري لتآمر بريطانيا مع الأصوليين)‬ ‫للصحفي البريطاني (مايكل كورتيس)‪ ،‬الذي‬ ‫•في ‪ 18‬مايو ‪ 1942‬عقد مسؤولو السفارة‬ ‫قضـــى أربـــع ســـنوات كاملة داخـــل أروقة‬ ‫البريطانيـــة في القاهـــرة اجتماعاً مع أمين‬ ‫(هيئة الأرشيف الوطني البريطاني)‪ ،‬بهدف‬ ‫عثمان باشـــا رئيس وزراء مصر‪ ،‬نوقشـــت‬ ‫البحث والتدقيق بين عشـــرات الآلاف من‬ ‫فيـــه العلقة مع الإخوان وتم اتفاق تضمن‬ ‫الوثائق والملفات السرية الخاصة بالحكومة‬ ‫البنود التالية بحســـب الوثائق البريطانية ‪:‬‬ ‫البريطانية‪ ،‬نصل إلى نتائج \"كورتيس\" التي‬ ‫تمثل باستنادها لوثائق حقائق تاريخية هي ‪:‬‬ ‫•يتم دفـــع الإعانات لجماعـــة الاخوان‬ ‫المسلمين سراً من جانب الحكومة المصرية‬ ‫•أول اتصال مباشر معروف بين المسؤولين‬ ‫وسيطلبون بعض المساعدات المالية في هذا‬ ‫البريطانيين والإخوان كان في العالم ‪1941‬‬ ‫الشأن من السفارة البريطانية‪.‬‬ ‫•رأت المخابـــرات البريطانيـــة في ذلـــك‬ ‫الوقت أن الحشود المناصرة لجماعة الإخوان‬ ‫•تقوم الحكومـــة المصرية بالزج بعملء‬ ‫وخططهـــا التخريبيـــة ضـــد بريطانيا هما‬ ‫موثوق بهم داخـــل جماعة الاخوان للإبقاء‬ ‫“أشـــد خطر يواجه الأمن العام في مصر”‪.‬‬ ‫علـــى مراقبة وثيقة لأنشـــطتها ما يجعلنا‪-‬‬ ‫•كانت السلطات المصرية في حينها قد‬ ‫ســـجنت حســـن البنا (مؤســـس الجماعة)‬ ‫‪48‬‬

‫الإخوان يمارسون نشاطهم في أوروبا بأريحية كاملة‬ ‫التنظيـــم الإخوانـــي \"حســـن البنـــا\"‪ ،‬حيث‬ ‫السفارة البريطانية‪ -‬نحصل على المعلومات‬ ‫إن التأريـــخ الإخوانـــي يوثق حـــواراً أجراه‬ ‫مـــن هؤلاء العمـــلء ومن جانبنا‪ ،‬ســـنجعل‬ ‫المراســـل الحربي الأمريكي (سبنســـر)‪ ،‬تم‬ ‫الحكومة مطلعـــة على هذه المعلومات التي‬ ‫نشـــر أجزاء منه بعد أن راجعها \"البنا\"‪ ،‬في‬ ‫تم الحصـــول عليها من مصادر بريطانية‪.‬‬ ‫الأعـــداد (‪ 78‬و ‪ 88‬الســـنة الرابعة ‪-‬مجلة‬ ‫الإخوان المسلمون النصف شهرية ‪ -‬بتاريخ‬ ‫•إحداث الانقســـام داخل الاخوان‪،‬مما‬ ‫‪ 26‬يناير ‪1946‬م صفحات ‪ 5‬و ‪ – 6‬وتاريخ‬ ‫يساعد على السيطرة عليهم والقدرة على‬ ‫‪ 2‬فبرايـــر ‪1946‬م صفحة ‪ .)7‬و توثق لجنة‬ ‫تفكيكهم عن طريق دعم فصيل منهم ضد‬ ‫التاريـــخ بالتنظيم هذا الحوار تحت عنوان‬ ‫الآخر عند الحاجة عبر خلق شقاق بين حسن‬ ‫(حوار هام للأســـتاذ حسن البنا مع مستر‬ ‫البنـــا وأحمد الســـكري‪ ،‬زعيمي الجماعة‪،‬‬ ‫دون اللجـــوء إلـــى ممارســـات عنيفـــة ضد‬ ‫سبنسر المراســـل الحربي الأمريكي)‪.‬‬ ‫الجماعة‪.‬‬ ‫وتمثـــل الرســـائل التي أطلقها حســـن‬ ‫البنـــا في هذا الحوار‪ ،‬التصـــور الحقيقي‬ ‫•نوقـــش في الاجتماع أيضا دور جماعة‬ ‫لعلقة التنظيـــم بالغرب عموماً وإنجلترا‬ ‫الإخوان في التصدي للحركات القومية المصرية‬ ‫وأمريكا على وجه الخصوص فالبنا اعتمد‬ ‫المعاديـــة للســـتعمار‪ ،‬ومع انتهـــاء الحرب‬ ‫أسســـاً ثابتـــة لهـــذه العلقـــة وأعلنها في‬ ‫العالميـــة الثانية كانـــت بريطانيا تتعاون مع‬ ‫حـــواره‪ ،‬لتظل حاكمة لهـــذه العلقة حتى‬ ‫الإخوان على الرغم من إدراكها خطورتهم‪.‬‬ ‫وقتنـــا الحالي إذ يُلخص \"البنا\" الأســـس‬ ‫التي ســـيرتكن إليهـــا التنظيم في علقته‬ ‫وبالعودة للجنة التاريخ بالتنظيم‪ ،‬يمكن‬ ‫والغـــرب والتـــي لم تتغير إلـــى يومنا هذا‬ ‫توثيق هذه العلقة‪ ،‬التي كشـــفتها الوثائق‬ ‫الانجليزيـــة‪ ،‬عبـــر دعمهـــا برؤية مؤســـس‬ ‫‪49‬‬

‫ندا معلقا على مشروع قرار‬ ‫الإ وخواالغنرب‬ ‫للكونجرس‪( :‬أنا أجلس على طاولة‬ ‫ديسمبر ‪2020‬‬ ‫عالمية مكونة من عشر كراسي)!‬ ‫والتي تعتمد على أن الإســـلم الوســـطي‬ ‫منتصـــف الســـبعينات‪ ،‬أنـــه لا توجد قيادة‬ ‫والتعاون الإنســـاني هو أصل العلقة بين‬ ‫مركزيـــة في رأس التنظيـــم لم تقـــم يزيارة‬ ‫الإخوان والغرب‪ ،‬وهو ما يقود إلى \"المصالح‬ ‫للعاصمـــة البريطانيـــة (لنـــدن)‪ ،‬بداية من‬ ‫المشـــتركة\" التي تحتم تواصل الإخوان مع‬ ‫المرشد الأسبق مصطفى مشهور‪ ،‬ووصولاً‬ ‫الإدارات الغربيـــة حتـــى وإن كانت تحتل‬ ‫إلـــى رجـــل التنظيم القـــوى (محمد خيرت‬ ‫أجـــزاء من العالمـــين العربي والإســـلمي‬ ‫مـــع ضمانـــة تنظيميـــة برعايـــة المصالح‬ ‫الشاطر)‪.‬‬ ‫الغربيـــة في العالمين العربي والإســـلمي‪،‬‬ ‫وإمكانيـــة تطوير ذلك إلى دعـــم التنظيم‬ ‫إن هذه الأرضية التي منحتها الإدارات‬ ‫للغرب في مواجهة خصومه وعلى رأســـهم‬ ‫الغربيـــة للتنظيـــم بقصد نمـــت وازدهرت‬ ‫فيهـــا بذور الحضـــور الإخوانية وســـرعان‬ ‫الدب الروسي‪.‬‬ ‫ما تطورت إلى مســـميات عـــدة لتنظيمات‬ ‫وجماعات ومراكز ومؤسسات دينية واجتماعية‬ ‫وليتحقـــق ذلـــك فتحـــت الغـــرب أبواب‬ ‫وعلمية وسياسية وحقوقية واقتصادية طب ًعا‪،‬‬ ‫أقطـــاره المختلفة لقيـــادات التنظيم الفارة‬ ‫وهـــو الواقع الـــذي ينذر بانتقـــال تدريجي‬ ‫من أوطانها منذ خمسينات القرن الماضي‬ ‫لتجليات الأنشطة التنظيمية المتنوعة بداية‬ ‫وحتـــى اليـــوم‪ ،‬ولقد كان لـ \"لنـــدن\" نصيب‬ ‫من صناعة المحاضن وانتها ًء بحمل السلح‬ ‫الأســـد من هذا الحضور والذي ســـرعان‬ ‫جهـــا ًدا‪ ،‬وهو واق ٌع حالي علـــى خطره فإن‬ ‫مـــا تطـــور خلل حكم الســـادات إلـــى أ َّول‬ ‫مســـئولية صناعته تشـــاركية بين الإخوان‬ ‫مكتب رسمي خاص بالتنظيم الدولي على‬ ‫والنظـــم الغربيـــة وعلـــى رأســـها بريطانيا‬ ‫الأراضي الإنجليزيـــة‪ ،‬ليكون نقطة تلقي‬ ‫ومـــن بعدهـــا أمريكا وكلهمـــا مثل الملذ‬ ‫واجتمـــاع للإخـــوان الذين فـــروا من مصر‬ ‫الآمـــن للتنظيم وقياداته كلما أوشـــكت يد‬ ‫بعد وصول خبر اعتزام الرئيس الســـادات‬ ‫الاجتثاث أن تقترب من الجذور‪ ،‬وفي مقابل‬ ‫إصـــدار قـــرارات اعتقال ضـــد معارضيه‬ ‫هـــذا الواقع هناك انفصال مصري وعربي‬ ‫فيما ُعرف بـ (اجراءات التحفظ –سبتمبر‬ ‫وإســـلمي رســـمي عن الواقع الإســـلمي‬ ‫‪1981‬م) وأهم ما تم من إجراءات تأسيسية‬ ‫الغربي‪ ،‬ســـمح هـــذا الانفصـــال للحضور‬ ‫لذلـــك كان منح القيادي الإخواني إبراهيم‬ ‫التنظيمـــي في المجتمع الإســـلمي الغربي‬ ‫منيـــر عـــام ‪1975‬م حق اللجوء السياســـي‬ ‫بالتمـــدد والهيمنة على مؤسســـات كان من‬ ‫إلى بريطانيا‪ ،‬بدعوى الاضطهاد السياسي‪،‬‬ ‫الطبيعـــي أن تتحكـــم فيها مصر من خلل‬ ‫وفي توقيت لم يكن وجود التنظيم في مصر‬ ‫يعاني من أي اضطهاد‪ ،‬ويعتبر وجود \"منير\"‬ ‫في هذه الفترة البداية الحقيقية لتأســـيس‬ ‫مقر دائم للتنظيم في عاصمة المملكة المتحدة‬ ‫لندن‪ ،‬ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن \"منير\"‬ ‫حال ًيا هو القائم بأعمال المرشد‪ ،‬كما تؤكد‬ ‫حركة تطـــور بناء التنظيـــم في بعثه الثاني‬ ‫‪50‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook