Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore Dakhaeir_1

Dakhaeir_1

Published by mafadcenter, 2019-03-25 09:59:08

Description: Dakhaeir_1

Search

Read the Text Version

‫ممجحلّكةمدة‪،‬ورتيةص إدلركمتررتوينينة‪،‬ف أكياادليمسينةة‪،.‬‬ ‫الترقيم الدولي ‪:‬‬ ‫‪ISSN : 2458_7168‬‬ ‫للعلومذخالاإئنرسانية‬ ‫مركز فاطمة الفهرية‬ ‫للأبحاث و الدراسات‬

‫العدد الأول‬ ‫يونيو ‪2017‬‬ ‫‪:ISNN‬‬ ‫وتهتم‬ ‫السنة‪.‬‬ ‫في‬ ‫مرتين‬ ‫تصدر‬ ‫مح ّكمة‪،‬‬ ‫تعريف‪:‬‬ ‫دورية‬ ‫الإنسانية‪:‬‬ ‫للعلوم‬ ‫ذخائر‬ ‫إلكترونية‪ ،‬أكاديمية‪،‬‬ ‫مدير المجلة‬ ‫بقضايا العلوم الإنسانية والاجتماعية من أدب‪ ،‬ولغات‪ ،‬وإعلام‪ ،‬وعلوم شرعية‪ ،‬وتاريخ‪،‬‬ ‫عبد الباسط المستعين‬ ‫وأنثروبولوجيا‪ ،‬وآثار‪ ،‬وتراث‪ ،‬واقتصاد‪ ،‬وجغرافيا‪ ،‬وتربية‪ ،‬وفنون‪...‬‬ ‫هيأة التحرير‬ ‫دائرة الاهتمام‪:‬‬ ‫مولاي المصطفى صوصي‬ ‫تفتح المجلة أبوابها في وجه الباحثين والأساتذة الجامعيين لنشر دراساتهم العلمية الأصيلة ذات‬ ‫رشيد عموري‬ ‫الصلة بقضايا العلوم الإنسانية والاجتماعية من أدب‪ ،‬ولغات‪ ،‬وإعلام‪ ،‬وعلوم شرعية‪ ،‬وتاريخ‪،‬‬ ‫صوفية علوي مدغري‬ ‫رجاء الرحيوي‬ ‫وأنثروبولوجيا‪ ،‬وآثار‪ ،‬وتراث‪ ،‬واقتصاد‪ ،‬وجغرافيا‪ ،‬وتربية‪ ،‬وفنون‪...‬‬ ‫التصحيح اللغوي‬ ‫إصدار‪ :‬مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات(مفاد)‬ ‫زكرياء السرتي‬ ‫الناشر‪ :‬دار ناشري للنشر الإلكتروني‬ ‫الداعم‪ :‬شبكة ضياء للمؤتمرات والدراسات‬ ‫الهيأة العلمية لهذا العدد‬ ‫أحمد بوعود ‪ -‬جامعة عبد المالك السعدي ‪ -‬تطوان (المغرب)‬ ‫أمين عويسي ‪ -‬جامعة فرحات عباس ‪ -‬سطيف ‪( 1‬الجزائر)‬ ‫حسن ضايض ‪ -‬جامعة سيدي محمد بن عبد الله ‪ -‬فاس (المغرب)‬ ‫حسين أسود ‪ -‬جامعة بينغول (تركيا)‬ ‫خالد صقلي ‪ -‬جامعة سيدي محمد بن عبد الله ‪ -‬فاس (المغرب)‬ ‫خولة خليل حسين شخاترة ‪ -‬جامعة جدارا (الأردن)‬ ‫رضوان بلخيري ‪ -‬جامعة تبسة (الجزائر)‬ ‫السر عمي سعد محمد ‪ -‬الكلية الاماراتية الكندية الجامعية ـ‪ -‬أم‬ ‫القيوين (الإمارات العربية المتحدة)‬ ‫عادل بن عبد الشكور الزرقي ‪ -‬جامعة الملك سعود (السعودية)‬ ‫عبد الرحمان بودراع ‪ -‬جامعة عبد المالك السعدي ‪ -‬تطوان‬ ‫(المغرب)‬ ‫عبد الرزاق قاسم الشحادة ‪ -‬جامعة الزيتونة الأردنية (الأردن)‬ ‫عبد المنعم العزوزي ‪ -‬جامعة سيدي محمد بن عبد الله ‪ -‬فاس‬ ‫(المغرب)‬ ‫محاسن محمد علي حسين الوقاد ‪ -‬جامعة عين شمس (مصر)‬ ‫محماد رفيع ‪ -‬جامعة سيدي محمد بن عبد الله ‪ -‬فاس (المغرب)‬ ‫محمد إبراهيم الشربيني أحمد صقر ‪ -‬الكلية الجامعية الإسلامية‬ ‫ببهانج السلطان أحمد شاه (ماليزيا)‬ ‫محمد الفاضل بن علي اللافي ‪ -‬جامعة طيبة ‪ -‬المدينة المنورة‬ ‫(السعودية)‬

‫قواعد النشر ذخائر‬ ‫تنشر المجلة الدراسات العلمية الأصيلة التي لم يسبق نشرها‪ .‬وتعنى أيضا بنشر الترجمات‪ ،‬والقراءات‪ ،‬ومراجعات الكتب‪ ،‬وعروض‬ ‫الأطروحات‪ ،‬لمتابعات العلمية حول المؤتمرات‪ ،‬والندوات‪ ،‬والنشاطات الأكاديمية الحديثة‪ ،‬ذات الصلة بالحقول المعرفية التي تدخل‬ ‫في نطاق اختصاصها‬ ‫ـ يرفق كل بحث بملخصين‪ ،‬أحدهما بلغة الدراسة‪ ،‬والثاني باللغة الإنجليزية‪ ،‬يتراوح بين ‪ 100‬و‪ 300‬كلمة‪ ،‬وبالسيرة الذاتية للباحث‪.‬‬ ‫ـ ترسل البحوث مطبوعة‪ ،‬ومضبوطة‪ ،‬ومراجعة بدقة إلى البريد الإلكتروني للمجلة‪.‬‬ ‫ـ لا ينبغي أن تقل عدد صفحات البحوث والدراسات عن ‪ 15‬صفحة ولا تتجاوز ‪ 30‬صفحة‪ ،‬بما في ذلك الملاحق والأشكال المرفقة‪ .‬أما‬ ‫قراءات الكتب‪ ،‬وعرض الأطروحات‪ ،‬فبين ‪ 6‬و‪ 15‬صفحة‪ .‬وبالنسبة لتقارير الأنشطة العلمية‪ ،‬لا ينبغي أن تتعدى ‪ 6‬صفحات‬ ‫ـ ترسل الجداول‪ ،‬والصور‪ ،‬والخرائط‪ ،‬والأشكال المرفقة في ملفات مستقلة‪ ،‬ويشار فـي أسفل الوثيقة إلى عنوانها‪ ،‬ومصدرها؛ مع تحديد‬ ‫موضعها في المتن‪.‬‬ ‫ـ تتقيد البحوث على مستوى الحواشي بترقيم آلي تسلسلي متجدد‪ ،‬خاص‬ ‫بكل صفحة‪ ،‬ومثبت في أسفلها‪ ،‬ولا يقبل نظام الإحالات داخل المتن‪.‬‬ ‫ـ تعتمد الأصول العلمية المتعارفة في التوثيق على الشكل الآتي‪ :‬اسم‬ ‫تخضع جميع البحوث‪ ،‬بعد إجازتها‬ ‫المؤلف‪ ،‬وعنوان الكتاب‪ ،‬واسم المحقق‪ ،‬أو المترجم؛ إن توفرا‪ ،‬ثم اسم‬ ‫من هيأة التحرير‪ ،‬للتحكيم العلمي‬ ‫الناشر‪،‬أودار النشر‪ ،‬ومكانها‪،‬ورقم الطبعة‪ ،‬وتاريخها‪،‬ثمرقمالصفحة‪.‬‬ ‫وإذا تعلق الأمر بمساهمة ضمن كتاب (تأليف مشترك أو أعمال مؤتمرات‬ ‫على نحو سري‬ ‫و ندوات)؛ فيذكر اسم الكاتب‪ ،‬وعنوان المساهمة‪ ،‬وموضوع التأليف‬ ‫المشترك‪ ،‬أو المؤتمر‪ ،‬والجهة الناشرة‪ ،‬أو منسق فريق التأليف‪ ،‬ثم دار‬ ‫النشر‪ ،‬ومكانها‪ ،‬ورقم الطبعة‪ ،‬وتاريخها‪ ،‬ثم رقم الصفحة‪ .‬أما بالنسبة للمجلات؛ فيذكر اسم الكاتب‪ ،‬وعنوان المقال‪ ،‬ثم اسم المجلة‪،‬‬ ‫والجهة التي تصدرها‪ ،‬وعددها‪ ،‬وتاريخه‪ ،‬فرقم الصفحة‪ .‬وفي لائحة المراجع تحدد أرقام الصفحتين الأولى والأخيرة بالنسبة لمقالات‬ ‫المجلات‪ ،‬ومساهمات الأعمال المشتركة‪.‬‬ ‫ـ تختم كل دراسة بقائمة المصادر والمراجع مرتبة ترتيبا هجائيا حسب أسماء الشهرة‪ ،‬أو ألقاب المؤلفين‪.‬‬ ‫ـ تختص هيأة تحرير المجلة بإجازة‪ ،‬أو رفض قراءات الكتب‪ ،‬وعرض الأطروحات‪ ،‬وتقارير الأنشطة العلمية‪ .‬كما تختص بالفحص الأولي‬ ‫للبحوث والدراسات‪ ،‬وتقرر مدى أهليتها للتحكيم‪.‬‬ ‫ـ تخضع جميع البحوث‪ ،‬بعد إجازتها من هيأة التحرير‪ ،‬للتحكيم العلمي على نحو سري‪ .‬وللمجلة؛ بناء على رأي المحكمين‪ ،‬أن تطلب إجراء‬ ‫تعديلات شكلية‪ ،‬أو شاملة على البحوث قبل الحسم في قبولها النهائي‪.‬‬ ‫ـ تبلغ المجلة قرارات الرفض إلى المعنيين بها‪ ،‬وهي غير ملزمة بإبداء أسباب الرفض‪.‬‬ ‫ـ تعبر المواد المنشورة عن آراء أصحابها‪ ،‬ويتحملون كامل المسؤولية في صحة البيانات‪ ،‬ودقة المعلومات‪ ،‬والاستنتاجات‪.‬‬ ‫ـ تطبع البحوث بخط من نوع‪ ،Traditional Arabic :‬مقاسه‪ 16 :‬في المتن‪ ،‬و ‪ 14‬في الهامش‪ ،‬بمسافة عادية بين الأسطر‪ ،‬و العنوان الرئيسي‪:‬‬ ‫‪ ،Traditional Arabic 16 Gras‬والعناوين الفرعية‪ .Traditional Arabic 14 Gras :‬أما البحوث باللغتين الفرنسية‪ ،‬أو الإنجليزية‪ ،‬فتكتب‬ ‫بخط من نوع‪ Times New Roman :‬مقاسه‪ 14 :‬في المتن‪ ،‬و‪ 12‬في الهامش‪ .‬أما مقاييس حواشي الصفحات؛ فتضبط كما يلي‪ :‬أعلى‪،02 :‬‬ ‫أسفل‪ ،02 :‬يمين‪ ،02,50 :‬يسار‪ ،02 :‬رأس الورقة‪ ،01,50 :‬أسفل الورقة‪.01,25 :‬‬ ‫المحررون‬ ‫‪3‬‬

‫المحتويات‬ ‫‪42‬‬ ‫‪4‬‬ ‫دور استخدام المحاسبة الرشيقة في تخفيض‬ ‫المحتويات‬ ‫التكاليف بهدف ترشيد اتخاذ القرارات (دراسةحالة‬ ‫‪6‬‬ ‫تطبيقية)‬ ‫افتتاحية‬ ‫د‪ .‬حسني عابدين عابدين (فلسطين)‬ ‫دراسات‬ ‫د‪ .‬عبد الرحمن محمد رشوان (فلسطين)‬ ‫‪8‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الإمارات العربية المتحدة في مرآة “الآخر” الفرنسي‪:‬‬ ‫مدينة مـازونة بين نهاية التاريخ القديم وبداية‬ ‫مقاربة لرصد تمظهرات الصورة في الكتابات‬ ‫العصر الوسيط (أنموذج لإشكالية التواصل الطبونومي في‬ ‫الفرنسية‬ ‫المغرب الأوسط)‬ ‫ذ‪ .‬مكي سعد الله (الجزائر)‬ ‫ذة‪ .‬غنية عباسي (الجزائر)‬ ‫‪24‬‬ ‫‪84‬‬ ‫منظومة اقتصاد الوساطة في مغارب العصر‬ ‫الوسيط (مساهمة في التاريخ الاقتصادي للغرب الإسلامي‬ ‫في فقه العقيدة القرآنية‪“ :‬الإيمان بالله وتوحيده”‬ ‫خلال العصر الموحدي‪ :‬أواخر القرن ‪5‬ه ‪ /‬وبداية القرن ‪6‬ه)‬ ‫د‪ .‬محمد الصادقي العماري (المغرب)‬ ‫د‪ .‬عبد الرزاق السعيدي (المغرب)‬ ‫‪97‬‬ ‫وصف منهج ابن حزم في نقد ”النصوص المقدسة‬ ‫عند اليهود”‬ ‫ذة‪ .‬فاطمة أنهيشم (المغرب)‬ ‫‪4‬‬

‫المحتويات ذخائر‬ ‫‪141‬‬ ‫‪115‬‬ ‫تقريرعنأشغالالمؤتمرالدولي‪“:‬اللغة العربية والنص‬ ‫الموروث الثقافي ودوره في خدمة المجتمع‪،‬‬ ‫الأدبي على الشبكة العالمية”‬ ‫مسرحية‪( :‬عام الحبل)” أنموذجا لمصطفى نطور”‬ ‫د‪ .‬رشيد عموري (المغرب)‬ ‫ذ‪ .‬الطاهر بوفنش (الجزائر)‬ ‫قراءات في كتب‬ ‫‪145‬‬ ‫أطروحات ورسائل‬ ‫‪127‬‬ ‫تقديملكتاب‪“ :‬البعثات التعليمية في عهد مولاي‬ ‫الحسن” للدكتور جمال حيمر‬ ‫تقريرحولأطروحةفيموضوع‪:‬عقيدة أهل الإيمان‬ ‫موضوعة لتعليم النساء والصبيان للشيخ عبد‬ ‫أحمد سوالم (المغرب)‬ ‫القادر الفاسي ت(‪1091‬هـ‪1680/‬م)_ دراسة وتحقيق _‬ ‫‪151‬‬ ‫د‪ .‬بنعيسى النية (المغرب)‬ ‫‪A New Meaning of Culture, for a Safe World Future.‬‬ ‫تقارير حول أنشطة علمية‬ ‫‪A Reading in Khalid Hajji’s Book: From Restrictions‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪of Modernism to the Arabo-slamic Open Space of‬‬ ‫تقريرحولندوةعلمية‪:‬قراءة في كتاب‪“ :‬المرأة في‬ ‫‪Creativity‬‬ ‫الغرب الإسلامي”‪ :‬الصفحات المشرقة والتحديات المحدقة‬ ‫)‪Jaouad RADOUANI (Morocco‬‬ ‫والأسئلة العالقة‬ ‫ذة‪ .‬رجاء الرحيوي (المغرب)‬ ‫‪5‬‬

‫افتتاحية‬ ‫بسم الله مجراها ومرساها نرفع أشرعة سفينة مجلة ذخائر للعلوم الإنسانية‪ ،‬ونعلن انطلاق إبحارها في يم البحث العلمي‬ ‫بإصدار العدد الأول‪ ،‬خائضين غمار نشر الأعمال العلمية الرصينة‪ ،‬والدراسات الأصيلة‪ ،‬مدركين تماما ما يكتنف هذا المسار من‬ ‫عقبات وصعاب‪ ،‬وما تنتصب في وجهه من أمواج عاتية من العراقيل والإكراهات تتلاطم على جنبات أشرعته‪.‬‬ ‫ونحن إذ نعلن هذا التحدي‪ ،‬لا لنضاف رقما إلى جانب العشرات‪ ،‬بل المئات من المنابر العلمية الأكاديمية التي تتصدى لهذه‬ ‫الواجهة‪ ،‬بل إن نهوضنا بهذه المسؤولية الجسيمة‪ ،‬نابع من إيماننا الراسخ بإمكانية المساهمة الجادة والدؤوبة في تعزيز مسار‬ ‫البحث العلمي في بلادنا‪ ،‬غيرة ومشاركة في إدارة عجلته قدر المستطاع‪ ،‬وتجويدا للمردود العلمي‪ ،‬وتهييئا لفرص التفاعل والعطاء‬ ‫العلمي‪ .‬وإننا على يقين كذلك باستعداد الكثير من الباحثين في العالم العربي والإسلامي عامة‪ ،‬وفي القطر المغربي خاصة‪،‬‬ ‫ليتقاسموا معنا حمل هذا العبء الثقيل‪ ،‬ويتجلى ذلك من خلال انتصاب كوكبة طيبة من كبار الأساتذة‪ ،‬الأفذاذ في ميادينهم‬ ‫لتحكيم الدراسات العلمية‪ ،‬ومسارعة العديد من الباحثين إلى مراسلة المجلة فور الإعلان عن الاستعداد لإصدار العدد الأول‪.‬‬ ‫كما أننا على وعي بأن هذه المبادرة ليست نزهة سياحية؛ وإنما هي مسؤولية جسيمة تتطلب الكثير من البذل والعطاء‪،‬‬ ‫على مستوى الجهود والأوقات‪ ،‬وقدرا كبيرا من النزاهة الأخلاقية والعلمية‪ ،‬واستعدادا دائما للصبر والتحمل‪ ،‬ومهارة عالية في‬ ‫التنسيق والتواصل‪ ،‬سواء مع الباحثين من جهة‪ ،‬أو مع خبراء التحكيم من جهة ثانيه‪ ،‬أو مع الفنيين والتقنيين من جهة ثالثة‪.‬‬ ‫وكل مكون من هذه الجهات الثلاث يعد تحدّ في حد ذاته‪ ،‬يقتضي قدرا من المرونة وسعة الصدر في التعامل‪ ،‬والموضوعية‬ ‫والعدل واستشعار المسؤولية والأمانة في التدبير‪.‬‬ ‫كما أن التفكير في هذا الإصدار أملته رغبتنا الصادقة في توفير منبر علمي جاد‪ ،‬وذا مصداقية أكاديمية‪ ،‬يغطي الحاجة‬ ‫المتزايدة للباحثين الشباب والمخضرمين على السواء‪ ،‬للنشر‪ ،‬بعيدا عن قيود الزبونية‪ ،‬وخلفيات الاسترزاق والابتزاز التي توجه‪،‬‬ ‫للأسف الشديد‪ ،‬شطرا من المنابر “العلمية” التي تسللت إلى هذا الميدان بدافع الربح المادي الجامح‪ .‬ولا يخفى على جمهور‬ ‫الباحثين مدى الصعوبة التي يلاقيها جم غفير منهم‪ ،‬ليس في النشر؛ ولكن في نزاهة التعامل مع الدراسات المرشحة للنشر‪،‬‬ ‫ومدى موضوعية معايير النشر‪ ،‬واحترام تطبيقها‪.‬‬ ‫لقد فضلنا أن يكون إصدار هذه المجلة في صيغة إلكترونية استجابة لمتطلبات الفضاء العلمي الرحب الذي انتقل في مجمله‬ ‫إلى العالم الرقمي والافتراضي؛ ورغم استمرار القيمة الجوهرية والرمزية للكتاب الورقي؛ فإن توزيعه باث كابوسا يؤرق الباحثين‬ ‫والناشرين‪ .‬ومن تم؛ فالعبرة بحصول الفائدة‪ ،‬وتحقيق الأهداف المأمولة؛ ما دامت الحوامل الإلكترونية باتت أهم وسيط بين‬ ‫الباحث‪ /‬الكاتب‪ ،‬والباحث‪ /‬القارئ‪.‬‬ ‫كما أننا فتحنا صفحات المجلة لكل تخصصات العلوم الإنسانية والاجتماعية من أجل تغطية أوسع لمجالات اهتمامنا في‬ ‫مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد) في أفق إصدار فرق البحث المختلفة بالمركز لمنابر أخرى مستقبلا‪ ،‬أكثر‬ ‫تخصصا‪ ،‬تغطي حاجاتها الدقيقة‪.‬‬ ‫وقد اخترنا للمجلة اسم ذخائر رغبة في أن نجعل منها خير ذخيرة وزاد للعلماء والأساتذة والباحثين‪ ،‬وتيمنا باتخاذها ذخرا‬ ‫يرجع له عند الحاجة‪ ،‬وذخرا في الآخرة لمن أخلص النية لوجه الله تعالى‪ ،‬جاعلا من عمله علما ينتفع به‪ ،‬وهو إحدى الثلاث‬ ‫التي لا ينقطع بها عمل ابن آدم بالموت‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪« :‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث‪:‬‬ ‫صدقة جارية‪ ،‬أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له»‪( .‬رواه مسلم)؛ فالله نسأل أن نكون عند حسن ظن الباحثين‪ ،‬وأن‬ ‫نؤدي هذه الرسالة على الوجه الذي يرضيهم ويجيب عن كثير من انتظاراتهم‪ .‬قال تعالى‪﴿ :‬وقل اعملوا فسيرى الله عملكم‬ ‫ورسوله والمؤمنون﴾‪( .‬سورة التوبة ‪.)501 /‬‬ ‫والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سواء السبيل‪.‬‬ ‫في فاس‪ ،‬رمضان المعظم ‪ 1438‬ه ‪ 10 /‬يونيو ‪2017‬م‬ ‫‪6‬‬ ‫مدير المجلة‬ ‫عبد الباسط المستعين‬

‫ذخائر‬ ‫دراسا ت�‬ ‫‪7‬‬

‫الإمارات العربية‬ ‫المتحدة في مرآة‬ ‫“الآخر” الفرنسي‬ ‫مقاربة لرصد‬ ‫تمظهرات الصورة‬ ‫في الكتابات‬ ‫الفرنسية‬ ‫ذ‪ .‬مكي سعدالله‬ ‫‪8‬‬

‫ذخائر‬ ‫ملخص‬ ‫تهدف هذه الورقة البحثية إلى كشف تمظهرات صورة دولة الإمارات العربية في الخطاب الأكاديمي الفرنسي‪،‬‬ ‫وتيمة الدراسة تندرج ضمن الصورولوجيا ‪ ””l’imagologie‬التي تعتبر من أه ِّم خصائص المدرسة‬ ‫الفرنسية في الأدب المقارن‪ ،‬حيث تسعى إلى مقاربة وتفكيك آليات نشأة الصور‪ .‬فالصور الأكثر‬ ‫ترددا وانتشارا في المنظومة الفكرية الفرنسية حول دولة الإمارات هي تلك الفضاءات المفتوحة‬ ‫على “الآخر” المختلف‪ ،‬وما ساد من مناخات لبروز ثقافة الاختلاف التي جعلت “الآخر” يتفاعل‬ ‫ويتكيف دون إحساس بالاغتراب‪ .‬والمشهد الثاني هو المكانة التي تبوَّ َأها “حكيم العرب” بخصاله‬ ‫وشمائله ومواقفه والتي ش ّكَلت إجماع ًا في منظومة ثقافية غربية متمركزة حول ذاتها‪ ،‬ترى نفسها‬ ‫دائما مركزا وبقية العالم أطرافا‪.‬‬ ‫ُتشيد المنظومة الفرنسية أخيراً بصور الانفتاح المختلفة لدولة الإمارات‪ ،‬خاصة ما تعلق بجودة‬ ‫التعليم العالي وانفتاحه على المراكز البحثية العالمية‪ ،‬وما صاحب العملية من حرية إعلامية وثقافية‪.‬‬ ‫إنَّ الاشتغال على تجليات صورة الإمارات في المد َّونة الثقافية الفرنسية أفضى إلى نتائج تمحورت‬ ‫حول اكتشاف فضاءات معرفية وثقافية رائدة وجديدة كانت إلى زمن قريب مجهولة من المنظومة‬ ‫الفكرية والثقافية الفرنسية‪.‬‬ ‫‪Abstract:‬‬ ‫‪This paper seeks to review the image of the united Arab emirates‬‬ ‫‪in the French intellectual discourse and media, it also effects the main‬‬ ‫‪festations of the image and its analyses through the cultural and civ-‬‬ ‫‪ilization achievements.‬‬ ‫‪The cultural boom of the Arab emirates has formed a surprising tran-‬‬ ‫‪sition at all levels. In addition, to the states shift from the system and‬‬ ‫‪the traditional structure to contemporary body and modernist. And‬‬ ‫‪despite the egocentrism which advocates the idea of transcendence‬‬ ‫‪and ethnic and racial superiority, it could not deny the emirates reali-‬‬ ‫‪zation in culture, art, politics, education and urbanism.‬‬ ‫‪9‬‬

‫مقدمة‬ ‫لا تخلو أية منظومة ثقافية من تمثيل لصورة “الأنا” و”الآخر” أو “الذات” ومعادلها الموضوعي‬ ‫“الغير”‪ ،‬فالتمثيل‪ ”la Représentation‬هو مرآة “الأنا “ تتجلى من خلاله في ثقافة “الآخر “‬ ‫المختلف ل ُت َقيِّم‪1‬و‪ُ 0‬تقَوَّم وتعلل وتستنتج وتنتج‪ ...‬بالإضافة إلى ما يمنحه ﻟ”لأنا “من هوية سردية تميزه‬ ‫والن َّدية‬ ‫الاختلاق والغيرية‪.‬‬ ‫ن المطابقة وتغذي فيه ثقافة‬ ‫ع‬ ‫تواصل الحضاري القائ‬ ‫وتؤ ِسّس لآليات جديدة في ال‬ ‫ية‬ ‫ق اف‬ ‫الث‬ ‫وص ي ات‬ ‫الخص‬ ‫رام‬ ‫ت‬ ‫واح‬ ‫وار‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫عل‬ ‫م‬ ‫ومقاومة الفكر المتطرف الإقصائي‪.‬‬ ‫ويدخل علم التمثيلات ” ‪ِ “ les Representations‬ضمن علم الصورة ‪l'imagologie‬‬ ‫(‪)1‬وهو حقل من حقول الأدب المقارن‪ ،‬ظهر مع المدرسة المقارنية الفرنسيّة(‪ .) 2‬ويهدف إلى تعريف‬ ‫الشعوب والآداب والثقافات بعضها ببعض‪ ،‬ضمن مقاربات ثقافية واجتماعية وفلسفية ترمي إلى تنمية‬ ‫ثقافة التواصل والوقوف على مواطن التأثير والتأثر للوصول إلى أن العزلة الكلية غير ممكنة في عالم‬ ‫سيطرت عليه تقنيات الاتصال المختلفة وذابت فيه الحدود الجغرافية‪.‬‬ ‫فالدراسات الصوراتية تكشف عن الخصوصيات الثقافية وتجليات “الأنا” في مرآة “الآخر” لإبراز‬ ‫المشترك الإنسا‪2‬ن‪0‬ي وتوضيح ثقافة الاختلاف والغيرية وتفكيك معوقات التواصل الإنساني‪.‬‬ ‫فكثي ًرا ما كان تداول النمطيات “‪ ”les stéréotypes‬سب ًبا في انتشار ثقافة “العداء” وفوبيا‬ ‫“الآخر” فيختزل المغاير والمختلف في صورة نمطية أو نعتاً يتداوله الناس والإعلام‪ ،‬في مجموعة من‬ ‫الصفات الهزيلة التي أنتجتها مركزيات ثقافية وأيديولوجية موجهة( ‪.)3‬‬ ‫وقد غ َّذت الخطابات المختلفة هذه النمطيات وروَّجت لها لتصنع من\" الآخر\" عدواً وهمياً وشبح ًا مخيفاً‬ ‫‪ - 1‬يأخذ المصطلح مفاهيم أخرى حسب المترجم ‪ ،‬فيستعمل أحيانا‪ :‬الصوراتية أو الصورولوجيا‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تُعتبر المدرسة الفرنسية رائدة في هذا الضرب من الدراسات من خلال الانتشار الواسع والكبير للأبحاث والتصانيف والأطاريح‪ ،‬حيث‬ ‫غذَّى رائد الأدب المقارن الفرنسي جون ماري كاريه “ (‪ ”)1887-1958‬المكتبة الفرنسية بجملة من الدراسات في علم الصورة من أهمها‪:‬‬ ‫غوته في انجلترا (‪ )1920‬صور من أمريكا (‪ )1927‬الر َحّالة والكتَّاب الفرنسيين في مصر(‪ )1932‬جولات في القارات الثلاث(‪ )1935‬الك ّتَاب‬ ‫الفرنسيون والسراب الألماني(‪ )1947‬ومن الأعمال المميزة أيضا دراسات رينيه ايتيامبل “(‪ ”)1909-2002‬حول الشرق‪ ،‬منها ‪:‬هل نعرف‬ ‫قرن الثامن عشر(‪.)1961‬‬ ‫في ال‬ ‫سفي‬ ‫الفل‬ ‫رق‬ ‫‪3‬ن؟ ُ‪(-‬ين‪4‬ظ‪6‬ر‪19،‬در)ا السةش‬ ‫ي‬ ‫الص‬ ‫العرب والإسلام في الكتب ال‬ ‫ص ورة‬ ‫ن ص ر‪،‬‬ ‫ين‬ ‫م ارل‬ ‫ى‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫عة‬ ‫ب‬ ‫الط‬ ‫روت‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫عرب‬ ‫ال‬ ‫دة‬ ‫وح‬ ‫ال‬ ‫دراس ات‬ ‫ز‬ ‫م رك‬ ‫سية‪،‬‬ ‫ف رن‬ ‫ال‬ ‫درس ي ة‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫للنشر‪ ،‬القاهرة‬ ‫ينا‬ ‫شاهين ‪،‬العرب الأشرار في السينما‪ :‬كيف تشوه هوليود شعبا‪.R 2001 .‬‬ ‫‪-ُ -ُ .541995‬ويينكنتظظار‪،‬ر‪،‬بتإ‪،‬زدجيواافريدتك‬ ‫اهرة ‪.2006‬‬ ‫الق‬ ‫ان تودوروف‪ ،‬فتح أمريكا‪ :‬مسألة الآخر‪ ،‬ترجمة‪ ،‬بشير السباعي‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،1992 ،‬س‬ ‫سعيد‪ ،‬الاستشراق‪ ،‬المفاهيم الغربية للشرق‪ ،‬ترجمة‪ ،‬محمد عناني‪ ،‬رؤية للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪10‬‬

‫ذخائر‬ ‫يهدد \"الأنا\" في وجودها الإنساني والثقافي‪ ،‬فقد أنتج الاستعمار خطابا مُش َوّ ًها للآخر تبرير ًا وتسويغاً‬ ‫لاحتلاله‪ ،‬مرتكزا على دراسات في علم السلالات وتقارير بعض الر ّحَالة التي ص َّورت دونيَّة الآخر وتو ُحّشه‬ ‫وبربريته ودعت إلى ضرورة مساعدته على التحضر؟(‪ ) 4‬كما وظَّف الإستشراق المعارف لاستنساخ \"شرق\"‬ ‫يتناسب مع المركزية الغربية فجاء الشرق متناقضا‪ ،‬جميلا وقبيحا‪ ،‬ساحرا وشريرا وفي تركيب ثالث‪،‬‬ ‫طيب متوحش \"\"‪. )5( le bon sauvage‬‬ ‫والباحث في علم الصورة لا يلهث وراء محاكاة الواقع لينقل صورة مرئية للجميع بقدر اهتمامه بالمنظومات‬ ‫الفكرية والسوسيوثقافية التي أنتجت الصورة وجسدت جمالياتها وسعت إلى ترويجها وفق استراتيجية‬ ‫معرفية « فالباحث في مقارباته لا يهتم بالصور –في حد ذاتها‪ -‬بقدر اهتمامه بالأفكار والذهنيات التي‬ ‫تثيرها »(‪ )1‬وهو الهدف الذي حققته مدام دي ستايل ‪ )Mme de Staël (1766-1817‬حين وضعت‬ ‫كتابها \"من ألمانيا\" \"‪ \"De l'Allemagne‬سنة ‪.)2(1813‬‬ ‫فالصورولوجيا بمفاهيمها المختلفة تسعى إلى الاتصال المفتوح على الشعوب والثقافات وتجسيد‬ ‫المثاقفة المتوازنة التي تك ِّرس الاختلاف وتحافظ على الهويات والخصوصيات الثقافية في عالم تحكَّمت‬ ‫فيه ثقافات ُمنتجة وأخرى مُستهلكة‪ ،‬مما يولِّد تدافع ًا حضارياً غير متكافئ بين منظومتين كل واحدة‬ ‫تتح َّكم فيها مرجعيات وأنساق معرفية متباينة أحيانًا ومتناقضة في أحيان أخرى‪.‬‬ ‫والهدف من هذه الدراسة هو الوقوف على َت َم ُثّل الثقافة الفرنسية بمختلف أطيافها ومرجعياتها لمنظومة‬ ‫فكرية وحضارية مختلفة‪ ،‬ج َّسدتها فلسفة جديدة في التنمية ومقاربة رائدة في رؤية الكون والإنسان‪.‬‬ ‫والتجربة الإماراتية أو التح ِدّي الإماراتي أو الحلم‪/‬الحقيقة‪ ،‬ك ّلُها مفاهيم واحدة لمنجزات تح َّدت التاريخ‬ ‫والجغرافيا وفرضت نفسها في مد َّونة الثقافة الفرنسية‪ ،‬كبديل عن تصورات متخيَّلة ومتوَّهمة روَّجتها‬ ‫المرويات الكبرى‪ ،‬وكنموذج للحكم الراشد في التسيير والتخطيط والإنجاز‪.‬‬ ‫‪Nella Arambasin, Laurence Dahan-Gaida, L'autre enquête; médiations littéraires et culturelles 1- 1‬‬ ‫‪.de l'altérité, Presses Universitaires de Franche-Comté, Besançon,2007,p,57‬‬ ‫ ‪ - 2‬مدام دي ستايل ‪ ، Mme de Staël‬واسمها الحقيقي ‪ .Anne –louise Germaine Necker‬صدر كتابها الموسوم \"من‬ ‫ألمانيا\" في لندن سنة ‪ ،1813‬وتأخر صدوره في باريس إلى سنة ‪ 1914‬بعد منعه من طرف نابليون نظرًا لمضمونه‪ ،‬الذي أثَّر كثيرا على رؤية‬ ‫وتص ّوُر الفرنسيين للألمان في القرن التاسع عشر ‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫المدونة‬ ‫لا تستطيع أية دراسة مهما اتسعت أن ُت َغ ِطيَ انجازات دولة الإمارات العربية المتحدة وتمظهراتها في‬ ‫الإعلام الغربي عمو ًما وفي الدراسات الأكاديمية الغربية خصوصًا‪ ،‬لأن العمل بهذا الحجم يتجاوز المجهود‬ ‫الفردي ليرقى إلى الأعمال الجماعية الموسوعية‪)1 (.‬‬ ‫وما نس ِّجله في هذا البحث هو شذرات ومقتطفات من دراسات وأبحاث أكاديمية أنتجتها أشهر مراكز البحوث‬ ‫في أوروبا حيث تُعدﱡ مرجع ًا ومصدر ًا للباحثين المختصين يعتمدون عليها في إعداد دراساتهم وأطاريحهم‬ ‫الجامعية لما تتمتع به من عمق في التحليل ودقة في المنهجية وموضوعية في المعالجة والبناء‪ ،‬لأن المنجز‬ ‫الحضاري الحداثي للإمارات يشكل طفرة وعلامة مميزة وفارقة في التنمية بمختلف أشكالها‪.‬‬ ‫أو‬ ‫ة‬ ‫اري‬ ‫ج‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫دع اي ة‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫المتعلقة‬ ‫اث‬ ‫اديمي وتتجاوز الكثير من الأبح‬ ‫المنتج الأك‬ ‫الستت ُيرتيكزشكِّعلل اىل‬ ‫البحث‬ ‫ف م دون ة‬ ‫أساسيا في هيكلتها وبنائها‪.‬‬ ‫خيال جزءا‬ ‫الأدب ي ة‬ ‫الأع م ال‬ ‫فقد ت َّم استبعاد كتب ونشرات الدعاية المعروفة بـ\"الدلائل السياحية\" (‪ )les guides touristiques‬لأنها‬ ‫يعتمد على ثقافة‬ ‫تُروِّجُ لمنتوج سياحي‬ ‫الإشهارية التي يتم ّيَز‬ ‫وخصائص الإرساليات‬ ‫خطابها بالترويج للسلعة فقد ت َّم استبعاد كتب ونشرات الدعاية والبضاعة أكثر من‬ ‫الإنتاج (‪ )2‬بالإضافة إلى‬ ‫دراستها لل ُمن ِتج وفضاء‬ ‫الأعمال الروائية لارتباطها المعروفة بـ”الدلائل السياحية” (‪ LES‬بالخيال العلمي والأدبي‬ ‫الصورة الأدبية الإبداعية‬ ‫وجماليات التصوير وإنتاج‬ ‫التي تعتمد على معايير ‪ )GUIDES TOURISTIQUES‬لأنها ُترِّو ُج فنية تخيُّلية أكثر من‬ ‫تُبرز قيمة المثاقفة‬ ‫المعايير الثقافية التي‬ ‫في عملية اتصال \"الأنا\" لمنتوج سياحي يعتمد على ثقافة بــ \"الآخر\"‪ ،‬فجمال‬ ‫مناظرها التي تختلط‬ ‫الطبيعة الإماراتية وسحر‬ ‫فيها الأصالة بالحداثة‬ ‫وخصائص الإرساليات الإشهارية والتراث بالمعاصرة‪،‬‬ ‫الأعمال الفنية والروائية‬ ‫جعلها مسرحاً للكثير من‬ ‫وأصبحت تُربتها ميداناً التي يتمَّيز خطابها بالترويج للسلعة لصراع الشخصيات‬ ‫والأحداث(‪.) 3‬‬ ‫فالمد ّوًنة إذْ تتجاوز والبضاعة أكثر من دراستها لل ُمنِتج الأعمال الإشهارية‬ ‫إلى تبيان الحقيقة من‬ ‫وفضاء الإنتاج‬ ‫والخيالية فإنَّها تسعى‬ ‫منشورة في مجلات‬ ‫خلال أبحاث ودراسات‬ ‫إلى أعرق الجامعات‬ ‫وكتب ينتمي أصحابها‬ ‫الرصين الاهتمام البالغ‬ ‫التي تولي البحث العلمي‬ ‫وتجعل من الوصول إلى الحقيقة وإقرارها هدفاً سامي ًا لا يعلو عليه أي معيار مادي أو أيديولوجي‪.‬‬ ‫الهدف والمنهج‬ ‫الهدف من البحث الوصول إلى إقرار الفعل الثقافي‪ ،‬والكشف عن رؤية \"الآخر\" الغربي‪ \"،‬للأنا\" الإماراتي‪،‬‬ ‫من خلال كتابات النخبة والأنتيليجنسيا( ‪ )4‬الفرنسية وما أنتجته من خطابات معرفية حول التجربة الإماراتية‬ ‫وذلك بالوقوف على أهم شهاداتهم في تثمين \"ال ُمنجز\" الإماراتي والذي استحقَّ دخول عوالم التحديات‬ ‫\"‪ \"les défis‬وغ َيّر بفضل النتائج المحقَّقة النظرة النمطية التي كثيرا ما ارتبطت بالإنسان العربي عموما‬ ‫ية‬ ‫ال ت روي ج‬ ‫ادات‬ ‫ه‬ ‫ش‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ‫فة‬ ‫َّزي‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ط ب اع ات‬ ‫الان‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫حق‬ ‫ت‬ ‫ى‬ ‫إل‬ ‫عى‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫لا‬ ‫البحث‬ ‫إ َّن‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫الع‬ ‫خ ص وص ا‪.‬‬ ‫وال خ ل ي ج ي‬ ‫م وض وع ي ة‬ ‫ولتحقيق ال‬ ‫ل َج ْني الأوسمة الشرفية‪ ،‬بقدر ما يهدف إلى استقراء نظرة الثقافة الفرنسية في تجربة رائدة تساءلت في‬ ‫أسباب نجاحها ومنهجها ورجالها؟ ومن جملة الأهداف التي يرغب البحث في الوصول إليها ‪:‬‬ ‫‪ 1 -‬تثمين التجربة الإماراتية في ميدان التنمية‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫النص الأهمية نفسها التي استقبل بها الإعلان‬ ‫‪ 2-‬الحكم الراشد من خلال فلسفة \"حكيم‬ ‫العالمي لحقوق الإنسان‪.‬‬ ‫ال ع رب\"‪.‬‬ ‫فعلى الرغم من تحديات الهجرة والعمالة ذخائر‬ ‫‪ 3-‬انتشار ثقافة التسامح والاختلاف‪.‬‬ ‫وانعكاساتها على النسيج الاجتماعي والهوية‬ ‫‪ 4 -‬تزاوج الأصالة والحداثة في السياسة‬ ‫والعقيدة والتع ُدّد اللغوي‪ ،‬إلا أن روح التسامح وتقبُّل‬ ‫\"الآخر\" المختلف ظ َّلت حقيقة واقعية في المجتمع‬ ‫التنموية باختلاف أشكالها‪.‬‬ ‫الإماراتي وقيمةً من قيَّ ِم الكرم العربي الأصيل‪ ،‬وهذا‬ ‫أما المنهج الموظف في الدراسة فهو المنهج الوصفي‬ ‫ما دفع مجموعة من الباحثين إلى إجراء مقارنة‬ ‫التحليلي الذي يستقرئ النص ويمنح الباحث آليات‬ ‫حول التسامح واستقبال \"الآخر\" بين بلجيكا ودول‬ ‫المسح والجرد للمشهد الإماراتي في الخطاب‬ ‫الخليج العربي حول \"عتبة التسامح\"‪ ،‬فرأوا أن‬ ‫الفرنسي‪ ،‬وتحقيقا للموضوعية العلمية فقد ت َمّ‬ ‫العرب ( الأجانب) يشكلون ‪ 1.5%‬من الجالية‬ ‫تجاوز الموضوعات والتيمات المعيارية والخلافية‬ ‫المهاجرة في بلجيكا‪ ،‬بينما تتجاوز النسبة أضعافا‬ ‫والأيديولوجية التي تتحكم فيها مرجعيات ثقافية‬ ‫(من الأجانب غير العرب) مضاعفة في دول مجلس‬ ‫ودينية وسياسية بعيدة عن الموضوعية العلمية‪،‬‬ ‫التعاون الخليجي دون إحراج أو ظهور للعنصرية‬ ‫والتطرف الديني « في الخليج العربي شخص على‬ ‫توجي ًها وتحليلا وتقيي ًما‪.‬‬ ‫أربعة أجنبي‪ ،‬ويصل في قطر والإمارات العربية إلى‬ ‫التنوع الثقافي والتسامح الديني‪ :‬فك ًرا وممارسةً‬ ‫كل ثلاثة أشخاص من أربعة هم مهاجرون »(‪)6‬‬ ‫إذا كانت المرويات الكبر ى �‪les grandes nar‬‬ ‫مناخ الحريات شجَّع ال ُّنخب على مختلف أطيافها‬ ‫‪ \"\"ratives‬الغربية خصوصا‪ ،‬قد ساهمت في‬ ‫إلى الهجرة للعمل في دولة الإمارات العربية التي‬ ‫بناء صورة نمطية للشرق‪ ،‬تتناسب وتتناغم مع‬ ‫آمنت بأن تعدد الرؤى والأشكال والأنماط التعبيرية‬ ‫مرجعياتها الاستعمارية وروح الحروب الصليبية‪،‬‬ ‫هي آليات للثراء والغنى وأن التنوع هو تحصين‬ ‫تحت أغطية وأقنعة مختلفة كالبعث التنويري‬ ‫للهوية والخصوصيات الثقافية « التسامح السياسي‬ ‫والديني أصبح اليوم َختَماً وعلامة تُم ّيِز المجتمع‬ ‫واكتشاف \"الآخر\"‪.‬‬ ‫والسلطات الإماراتية‪ ،‬مما سمح لقادتها أن تلعب‬ ‫وأ َّدت هذه الحملات إلى إبادة\" الآخر\" وطمس‬ ‫دور ًا مهم ًا في السياسة الإقليمية والعربية »( ‪)7‬‬ ‫هويته ومعالم حضارته‪ ،‬وأضحى التعايش والتنوع‬ ‫جعل التنوع الاثني من المجتمع الإماراتي نموذجاً‬ ‫والاختلاف من أضرب اليوتوبيا(‪ ) 5‬التي لا تتحقق‬ ‫متفرداً في العالم تنصهر فيه الاختلافات بكل‬ ‫أشكالها وش َّكل التعدد فسيفساء ح َّطمت دلالات‬ ‫إلا في المدينة الفاضلة‪.‬‬ ‫الزمان والمكان التاريخ والجغرافيا‪ ،‬وأصبح الائتلاف‬ ‫وإذا كانت الأحلام والمنجزات عند بعض الأمم‬ ‫والتعايش ثقافة معيشة مجسدة في سلوكيات‬ ‫والشعوب هدفها الرغبة في السيطرة على العالم‬ ‫\"ثقافة المواطنة\" بفضل شرائع وقوانين ولوائح‬ ‫وإذلال الناس وسحق إرادتهم وسلبهم أهمَّ مقومات‬ ‫ُت َعرِّف الوافدين بحقوقهم وتضبط واجباتهم وتضمن‬ ‫الحياة الإنسانية الفاضلة‪ ،‬فإن الفضاء الإماراتي‬ ‫أداءهم لتفادي الانزلاقات والاختلالات التي يمكن‬ ‫بكل انجازاته يرمي إلى تحقيق السعادة للآخرين‬ ‫أن تؤثر على تركيبة المجتمع وقيمه‪.‬‬ ‫ومساعدتهم على العيش الكريم‪ ،‬فهو سوق عالمي‬ ‫فقد استطاعت الإمارات العربية المتحدة بفضل‬ ‫للعمالة متعددة الجنسيات‪ ،‬وللمستثمرين والعلماء‬ ‫تشريعها الدقيق والعادل وتسامح منظومتها‬ ‫والخبراء‪ ،‬الذين وجدوا أول ًا مناخاً إنسانياً مناسبا‬ ‫الاجتماعية والعقائدية من توفير مناخات للتعايش‬ ‫للعمل والراحة ثم وسائل وآليات وضعت تحت‬ ‫والتعددية الثقافية والدينية‪ ،‬فانعدمت الصراعات‬ ‫تصرفهم لتحقيق وتجسيد طموحاتهم وأحلامهم‬ ‫والصدامات بين مختلف الأقليات المهاجرة‪ ،‬سواء‬ ‫وذلك بفضل شرائع ولوائح تضمن التن ُّوع والتعدُّد‬ ‫بين العمالة الوافدة والسكان الأصليين أو بين‬ ‫الوافدين فيما بينهم فقد لاحظ الباحث برتران‬ ‫وتك ِّرس ثقافة الاختلاف وقبول \"الآخر\"‪.‬‬ ‫فالإمارات العربية من الدول العربية الموقعة على‬ ‫بيان اليونسكو الصادر في ‪ 2‬تشرين الثاني‪/‬أكتوبر‬ ‫‪ 2001‬حول الإعلان العالمي للتن ُوّع الثقافي‪ ،‬الذي‬ ‫عبَّر مدير المنظمة كويشيرو ماتسورا (‪koichiro‬‬ ‫‪ )Matsuura 1937‬عن أمله في أن يكون لهذا‬ ‫‪13‬‬

‫والانصهار القهري‪.‬‬ ‫رونر ‪ Bertrand Roehner‬في كتابه \"التماسك‬ ‫وقد جنت دولة الإمارات العربية ثمار انتشار ثقافة‬ ‫الاجتماعي\" أن جاليات كبيرة « هندية‪ ،‬بنغالية‪،‬‬ ‫التسامح والاختلاف بأن تبوَّأت مكانة إقليمية مميزة‬ ‫باكستانية‪ ،‬وأكثرها هندية – تعيش في الإمارات‬ ‫أ ّهَلتها لِ َف ِكّ الكثير من النزاعات أو دعوتها للوساطة‬ ‫دون تصادمٍ أو نزا ٍع »(‪ ) 8‬على الرغم من أنها تعيش‬ ‫في قضايا عربية ودولية « بفضل البعد الثقافي‬ ‫أجواء صدامية مشحونة بالعنف والكراهية والتعصب‬ ‫والحضاري المتجسد في ثقافة \"التسامح\" أصبح‬ ‫في بلدانها الأصلية‪.‬‬ ‫المسئولون في هذا البلد الصغير يلعبون دورا مهما‬ ‫يرى الأنثربولوجيون أن انتشار الثورات العرقية‬ ‫في السياسة الجهوية والعربية وذلك بحل النزاعات‬ ‫والمذهبية هو فشل في كيفية التعامل مع التنوع‬ ‫وتفادي الصدامات »( ‪)12‬‬ ‫الثقافي والتعددية الدينية والمذهبية والعقائدية‪.‬‬ ‫النموذج الإماراتي في التعايش الديني فريد ومتميز‬ ‫حيث عجزت دول عظيمة تقني ًا وحضاري ًا في‬ ‫في العالم‪ ،‬حيث تتعايش أديان سماوية وملل ونحل‬ ‫تسيير ملف التعددية والهويات‪ ،‬ففرنسا ُتؤ ِرّقها إلى‬ ‫مختلفة ومتباينة في أجواء إيمانية يسودها احترام‬ ‫غاية اليوم قضايا الضواحي \"‪\"les banlieues‬‬ ‫معتقد \"الآخر\" «الإماراتيون مسلمون ونسبة كبيرة‬ ‫وس َخّرت لها كل الإمكانات المادية والمعنوية‬ ‫من العمال مسيحيون‪ ،‬ومن المسلمين أغلبية سُ ّنِية‬ ‫وطرحت الإشكالية في أعلى مراكز البحوث لإيجاد‬ ‫وطوائف شيعية‪ – .‬حال العمال الإيرانيين القاطنين‬ ‫حلول ومنافذ لهذه الأزمة التي اعتبرها البعض أنها‬ ‫(‪)13‬‬ ‫في الإمارات العربية المتحدة‪»-‬‬ ‫ُ‬ ‫نتيجة لفشل السياسات الاجتماعية « في ‪2005‬‬ ‫يمارس الجميع طقوسه في‬ ‫تضمنها‬ ‫حرية‪،‬‬ ‫لم تكن الصدامات نتيجة حركة منظمة ذات طابع‬ ‫العقيدة الإسلامية للمجتمع الإماراتي الذي يجسد‬ ‫ثوري بقدر ما كانت انتفاضة عفوية ضد الظلم‬ ‫قوله تعالى «لا إكراه في الدين» (البقرة ‪)256‬‬ ‫واللاعدل »( ‪)9‬‬ ‫بالإضافة إلى التزام السلطات السياسية في الدولة‬ ‫بتوفر قيم العدل والمساواة وتساوي الفرص‬ ‫بالدساتير واللوائح الأممية التي تنصُّ على احترام‬ ‫يتموضع الإنسان ضمن منظومة هوياتية جديدة‬ ‫حرية المعتقد‪ ،‬في المادة الثامنة عشرة( ‪ )14‬من‬ ‫ومركَّبة تضاف إلى هويته الأصلية‪ ،‬وإذا غابت هذه‬ ‫الإعلان العالمي لحقوق الإنسان‪.‬‬ ‫القيم الفاضلة برزت النزعات الإنتمائية الهدامة‬ ‫لم تساهم السلطات في توفير مناخ الحريات الدينية‬ ‫كبديل ورد فعل لاستشراء الظلم والاستبداد «‬ ‫دنو ُر«ايلع َشباكِّدلة‬ ‫في بناء‬ ‫س اه م ت‬ ‫ورعايتها فحسب بل‬ ‫في فرنسا نريد أن نختزل انتفاضات الضواحي‬ ‫ل ل م ري دي‬ ‫ل خدمة‬ ‫وتزويدها بكل الوسائ‬ ‫في المستوى الاجتماعي‪ ،‬ثورة شباب ضد البطالة‬ ‫المسيحيون في الإمارات العربية المتحدة‪% 11‬‬ ‫والتمييز في العمل‪ ...‬الإشكالية أن أغلب الشباب‬ ‫من ‪ 2.5‬مليون ساكن‪ ،‬وقد استفادت الجالية‬ ‫من السود والعرب ينتمون إلى الإسلام‪ ،‬ويقابل هذا‬ ‫المسيحية لتشييد كنيستها الجديدة على قطعة‬ ‫مهاجرون آخرون في وضعيات اجتماعية أصعب‬ ‫أرض هبة من رئيس دولة الإمارات الشيخ زائد بن‬ ‫من صينيين وفيتناميين وبرتغاليين ولكنهم لم‬ ‫سلطان في أبوظبي » (‪) 15‬‬ ‫يساهموا في الانتفاضة‪ ،‬فالقضية إذن واضحة هي‬ ‫فاحترام العقائد والتسامح في ممارسة الطقوس‬ ‫ثورة ذات طابع عرقي وديني »(‪) 10‬‬ ‫العبادية‪ ،‬احترام لآدمية الإنسان لما للعقيدة من‬ ‫فالتنوع قيمة عظيمة في الحضارات الإنسانية‬ ‫ادوار أساسية في تهدئة النفوس وتوازنها واستقرارها‬ ‫والتواصل الحضاري‪،‬‬ ‫ش‬ ‫ل ل ت ع اي‬ ‫إلصىي أغنةُه‬ ‫اع ت ب اره‬ ‫ب‬ ‫الاعتزاز بالثقافة \"الأم\"‬ ‫من‬ ‫ي شِ دِّدُ‬ ‫الإض اف ة‬ ‫ب‬ ‫وتحفيزها على العمل والتكيف مع قيم\" الآخر\"‬ ‫والإشادة بدوره في ترسيخ مبادئ التسامح «في‬ ‫ويسعى إلى تحديثها و تقييمها وإدخالها موجة‬ ‫دبي ُنقشت على احد نواقيس كنيسة القديسة‬ ‫المنافسة الكوسموبوليتي (‪)11‬ة ‪ ،‬فالثقافة في ظل‬ ‫مريم عبارة‪ ،‬هبة من الشيخ راشد بن سعيد آل‬ ‫العولمة الطاغية لا تقبل التقوقع والجمود والانطواء‬ ‫مكتوم أمير دبي »( ‪)16‬‬ ‫تحت شعار تحصين الذات‪ ،‬فدخول \"الأنا\" عالم‬ ‫ولا يمكن حصر الأعمال الخيرية الخادمة للعقيدة‬ ‫الإنتاج وقبول ا\"لآخر\" والتكيُّف مع المعاصرة هو‬ ‫الإسلامية أو غيرها من العقائد فقد تكفلت‬ ‫سبيل الممانعة والحفاظ على الهوية من الذوبان‬ ‫‪14‬‬

‫السيرة الذاتية‪ ،‬بل هي مواقف واستحقاقات سلوكية‬ ‫مؤسسات خيرية بإنجاز أعمال جليلة خدمة للإسلام‬ ‫والمسلمين‪ ،‬منها طبع المصاحف وبناء المساجد‬ ‫ذخائر‬ ‫ومعرفية وحضارية أق َرّتها منظومة فكرية غربية‬ ‫وإرسال المحتاجين لأداء مناسك الحج والعمرة‬ ‫متمركزة حول ذاتها‪ ،‬لا تؤمن بالنجاح خارج أفق‬ ‫وغيرها من الأعمال التي لا يتسع المقام لتعدادها‪.‬‬ ‫وما يهمُّنا في هذا الموقف هو جهود القائمين في‬ ‫تفوق العقل الغربي وتنكر على الآخرين النجاحات‪،‬‬ ‫الدولة على احترام معتقدات \"الآخر\" غير المسلم‪،‬‬ ‫حيث سارع مؤخرا «الشيخ عبد الله بن زايد إلى‬ ‫فالكل عندها أطراف وهوامش موسومة بالبربرية‬ ‫تح ُّمل تكاليف إعادة ترميم وتهيئة كنيسة الميلاد‬ ‫ببيت لحم على نفقته الخاصة»(‪ ) 17‬هذه الأعمال‬ ‫والتوحش وهي الحضارة والعقلانية‪.‬‬ ‫الجليلة تنبع من عمق العقيدة الإسلامية التي‬ ‫تحث على احترام الأديان السماوية كلها‪ ،‬قال‬ ‫فالمركزية الغربية فلسفة تكرِّس الاستعلاء العرقي‬ ‫الله تعالى‪ ﴿ :‬لولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض‬ ‫لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها‬ ‫الغربي‪ ،‬وتلحق ما أنتجته الأمم الأخرى بتاريخها‬ ‫اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله‬ ‫ومناهجها وعقلانية منظومتها المعرفية والفكرية‪،‬‬ ‫لقوي عزيز﴾ (ال َّحج ‪)40‬‬ ‫مناخ الحريات الدينية كان محل إشادة وتنويه من‬ ‫بالإضافة إلى أن هذه المنظومة لا تؤمن بثقافة‬ ‫قبل المنظمات العالمية التي لم تشتكِ من تقويض‬ ‫مساحات العبادة أو تطويق لحرية المعتقد « تتمتَّع‬ ‫\"المدح\" والإطراء ورصف الصفات والمزايا على‬ ‫في الكويت والإمارات الجالية المسيحية بتسامح‬ ‫نسبي‪ ،‬يم ِكّنها من ممارسة طقوسها دون إكراه أو‬ ‫الأشخاص والأمم‪ ،‬فالعقلانية الغربية رغم صفة‬ ‫إقصاء »(‪ ) 18‬وبنفس الحرية تمارس الجاليات‬ ‫البراغماتية إلا أنها تبقى وفية لمبادئ البحث‬ ‫المختلفة طقوسها دون إكراه وإجبار‪.‬‬ ‫حكيم العرب وحكمة الغرب‬ ‫العلمي الموضوعي‪.‬‬ ‫عندما قام عالم النفس الأمريكي براين تريس ي�‪Bri‬‬ ‫فصورة الشيخ زايد في الخطاب الفرنسي بمختلف‬ ‫‪ )an Tracy 1944))( 19‬بدراسة سيكولوجية‬ ‫لخمسة آلاف عينة إنسانية من مختلف المستويات‬ ‫أطيافه واتجاهاته منتزعة بموضوعية من مواقفه‬ ‫الاجتماعية والشرائح الإنسانية‪ ،‬وصل إلى نتيجة‬ ‫مفاجئة بأن ما يمكن أن نسميهم ناجحين في‬ ‫ومنجزاته‪ ،‬فهو الذي تحمل مسؤولية بناء الدولة‬ ‫الحياة لا يتجاوز عددهم ‪ 5%‬فقط من مجموع‬ ‫الناس‪ .‬إذن ما هي سيكولوجية الشخصية الناجحة‬ ‫في بيئة صحراوية معقدة بتضاريسها ومناخها‬ ‫وأهم مميزاتها وخصائصها النفسية والاجتماعية‪،‬‬ ‫فشروط النجاح التي لا يختلف عليها علماء‬ ‫ومنظومتها الاجتماعية والدينية‪ ،‬كتب السير ريبارت‬ ‫التنمية البشرية هي تحمل المسؤولية وتسلم‬ ‫القيادة وتحديد الأهداف والدافعية إلى تحقيقها‪،‬‬ ‫هاي ‪ )Rupert Hay (1889- 1962‬أحد ممثلي‬ ‫وهي خصائص تجاوزتها شخصية الشيخ زايد بن‬ ‫سلطان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى‬ ‫لندن في الخليج العربي في سنة ‪ « 1950‬قبل‬ ‫صفات خَ ْلقية و ُخلُقية لا يمكن إدراكها إلا من خلال‬ ‫المنجزات الحضارية والمواقف الإنسانية الخالدة‪.‬‬ ‫اكتشاف حقول النفط‪ ،‬كانت الصحراء تشبه البحار‬ ‫فهو رجل متفر ٌد ومتميزٌ في التسيير والسلوك‬ ‫والمعاملة وهذه الصفات ليست أحكاما جاهزة‬ ‫الحرة‪ ،‬وقطعان الإبل تختفي في أعماق الصحراء‬ ‫وشهادات انتقائية غرضها الترويج والتشهير وتلميع‬ ‫أما الحدود القبلية فهي ضعيفة ولا توجد أية علاقة‬ ‫تدل على سيادة الدولة »( ‪.)20‬‬ ‫إن تولي مهام الدولة بناءً وتسييراً يختلف من مرحلة‬ ‫إلى أخرى ومن وضع سياسي ومالي واجتماعي إلى‬ ‫آخر‪ ،‬ففي زمن الاستقرار وتوفر الموارد المالية يمكن‬ ‫انجاز المشاريع وشراء السلم الاجتماعي وتنشيط‬ ‫الحركة الدبلوماسية وما إليها‪.‬‬ ‫ولكن تح َمّل مقاليد الحكم في مرحلة تكوين‬ ‫الدولة وإنشاء مؤسساتها من المرحلة الجنينية‬ ‫إلى مرحلة الشباب معادلة صعبة لا يمكن تحمل‬ ‫مسؤولياتها إلاَّ للذين ُجبِلوا على تحقيق المعجزات‬ ‫«سوف أجادل بأن بناء الدولة يشكل اليوم أحد‬ ‫أهمِّ قضايا المجتمع العالمي لأن الدول الضعيفة أو‬ ‫الفاشلة تبقى مصدر العديد من أكثر مشاكل العالم‬ ‫خطورة »( ‪ )21‬فازدواجية النجاح والفشل يتجليان‬ ‫وينعكسان على المستويين المحلي والخارجي‪،‬‬ ‫لذلك فالتحديات كبيرة لا يقدر على مواجهتها إلا‬ ‫أصحاب الرسالات العظيمة‪ ،‬تقول الأستاذة بريجيت‬ ‫‪15‬‬

‫بنيتها الاجتماعية »( ‪)26‬‬ ‫ديمورتيه (‪ )Brigitte Dumortier‬الأستاذة‬ ‫فهو رجل التاريخ وحكيم العرب‪ ،‬الحاضر‪/‬الغائب‬ ‫بمواقفه ومنجزاته التي تدخل عالم \"التحديات\"‬ ‫بجامعة السوربون الرابعة « رجل دولة محترم في‬ ‫لقساوة الطبيعة ورهانات المنطقة العربية عموما‬ ‫والخليجية خصوصا «حين نُف ّكِر أن في هذه البلد‬ ‫العالم العربي لوفائه للقيم الموروثة ومحبوب من‬ ‫المساحات الخضراء تتحدَّى الرمل‪ ،‬وأن الصحراء‬ ‫المجموعة الدولية لاعتداله »(‪ ) 22‬فهو قائد‬ ‫القاحلة تتحوَّل إلى بلد أخضر »(‪) 27‬‬ ‫فالاهتمام بالبيئة رسالة من رسائل الشيخ زايد التي‬ ‫المسيرة ومؤسس الدولة المنتقل بها من بساطة‬ ‫أشاد بها الخطاب الفرنسي‪ ،‬ودفع أعلى الهيئات‬ ‫في العالم إلى منحه أرقى وأعلى الأوسمة تكريما‬ ‫القبيلة إلى الدولة العالمية المحورية التي تلعب‬ ‫لمجهوداته في المحافظة على البيئة ورعايتها‪« ،‬‬ ‫تح َّصل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ‬ ‫أدوارا قيادية‪ ،‬فأصبح النموذج اليوم مثالاً وعلامةً‬ ‫زائد بن سلطان آل نهيان على جائزة برنامج الأمم‬ ‫المتحدة للبيئة (‪ )PNUE‬في أفريل ‪ 2005‬كبطل‬ ‫في أدبيات إنشاء الدول وإدارتها‪ .‬كان للشيخ زايد‬ ‫للأرض نظراً لعمله الرائد في حماية البيئة »(‪) 28‬‬ ‫وقد نال الشيخ زايد جوائز كثيرة متعلقة بدوره في‬ ‫اجتهاده الخاص في فقه الأولويات وترتيب وظائف‬ ‫إرساء ثقافة بيئية تحفظ للطبيعة عذريتها ونقاءها‪،‬‬ ‫ومن َأه ّمِ هذه المشاريع غرس ملايين الأشجار‬ ‫الدولة بعد أن أرسى ُبنْيَتَها التحتية وأقام تنمية‬ ‫لمنع زحف الرمال‪ ،‬وحماية الأنواع الحيوانية من‬ ‫الصيد العشوائي حفاظاً عليها من الانقراض « منح‬ ‫بشرية ارتقى فيها بالإنسان إلى مجتمع المعرفة‬ ‫الشيخ زايد هبة بثلاث مئة غزالة من نوع الشينكارا‬ ‫‪ \"\"chinkara‬إلى دولة الباكستان لتشجيع تكاثر‬ ‫وإنتاجها ليجعل الملاحظين يتساءلون عن فكِّ‬ ‫هذا النوع وتجنبًا لانقراضه »(‪) 29‬‬ ‫معادلة \"القبل والبعد\" واعترف كبار السياسيين‬ ‫وعلى الرغم من تع ُّلقه بهوايته المفضلة الصيد‬ ‫بالصقور إلاَّ أنه كان من أحرص وأشدّ المدافعين‬ ‫بأن اهتمامات الدولة وترتيب وظائفها يخضع‬ ‫على حماية الطيور البرية من الانقراض‪ « ،‬بفقدانه‬ ‫سنة ‪ 2004‬يكون العالم قد فقد أكبر العارفين‬ ‫للحكمة والخبرة والرؤية الإستشرافية‪ ،‬يقول المفكر‬ ‫والخبراء بفنون الصيد بالصقور‪ ...‬فمنذ شبابه جمع‬ ‫الأمريكي فرانسيس فوكوياما « ليس ثمة إجماع‬ ‫بين الصيد وحماية البيئة » (‪) 30‬‬ ‫جمع الشيخ زايد في تصور المنظومة الفكرية‬ ‫على تراتبية وظائف الدولة‪ ،‬خصوصا في قضايا مثل‬ ‫الفرنسية بين صفات الإنسان والقائد‪ /‬المبدع‬ ‫‪/‬المؤسس‪ ،‬بالإضافة إلى خصام وشِيَمِ العروبة‬ ‫إعادة توزيع الثروة أو السياسات الاجتماعية ولكن‬ ‫الخالدة والأصيلة‪ ،‬من كرم وتواضع ونجدة للمحتاج‬ ‫« على الرغم من الدخل المرتفع لعائدات النفط‬ ‫معظم الناس يتفقون على ضرورة وجود درجة ما من‬ ‫وثروته الشخصية‪ ،‬إلاَّ أنه َب ِق َي متواضعاً ولطيفاً‪،‬‬ ‫متمسك بقوة التقاليد والثقافة الموروثة‪ ،‬ميوله‬ ‫تراتبية الوظائف‪ ،‬إذ يتوجب على الدولة توفير النظام‬ ‫الكبرى والدائمة الصيد بالصقور‪)31 (»...‬‬ ‫والأمن العام في الداخل والدفاع عن مواطنيها ضد‬ ‫تَرِ ُد هذه الصفات متتابعة ومرصوفة في الخطاب‬ ‫الفرنسي‪ ،‬دون تناقض لتق ِّرر حقيقة الشخصية‬ ‫الغزو الخارجي‪ ،‬قبل توفير الضمان الصحي الشامل‬ ‫القيادية‪ ،‬وعلى أن مجموع صفات الشيخ زايد‬ ‫قيم مشتركة وثابتة في كل المنظومات الفكرية‬ ‫أو التعليم العالي مجانا لكل المواطنين »( ‪)23‬‬ ‫جمع الشيخ زايد بين حكمة التسيير والبناء ودماثة‬ ‫الخلق وطيبة السريرة وهي صفات من النادر أن‬ ‫تجتمع في الشخص الواحد « إليه تعود رفاهية‬ ‫دولة الإمارات العربية‪ ،‬فهو محترم جداً من رعيته‪،‬‬ ‫الذين يرون فيه حكيم ًا مهت ٌم بقضاياهم » (‪) 24‬‬ ‫وتعود حكمته التي أشادت بها المنظومة الفكرية‬ ‫الفرنسية إلى «‪ ...‬بفضله أُعطِيت الأهمية للتعليم‬ ‫وللنساء‪ ،‬اللواتي أصبح لهنَّ الحق في العمل‬ ‫بمختلف المجالات‪ ،‬كثيرات منهن طبيبات‪ ،‬باحثات‪،‬‬ ‫معلمات‪ ،‬ورؤساء مؤسسات و‪ 50%‬من الموظفين‬ ‫نساء‪ ،‬أما التعليم فهو وفق المعايير الأوروبية كم ًا‬ ‫وكيف ًا »(‪) 25‬‬ ‫وتتكرر الصفات في جميع الشهادات الغربية دون‬ ‫تناقض وتباين فكلها تعداد للخصال العربية‬ ‫الأصيلة من كرم وتواضع ووفاء وعطف « الشيخ‬ ‫جميع‬ ‫مُم َّيز على‬ ‫آل نهيان‪ ،‬أمير‬ ‫س ل ط ان‬ ‫ازلايصُّدعُب ُدني‬ ‫العالم‬ ‫بيرين في‬ ‫هيبة واحترام ك‬ ‫حضى ب‬ ‫العربي وفي الإمارات التي َوحَّدَ َها واهت َمّ بتحديث‬ ‫‪16‬‬

‫إن س ان ي ة‪.‬‬ ‫وال ث ق اف ي ة‪.‬‬ ‫ففي المجال العربي ساهمت دولة الإمارات في‬ ‫التضامن في أبعاده الثلاثة‪ :‬العربي والإسلامي‬ ‫إنشاء مشاريع استثمارية في مختلف الدول ذخائر‬ ‫العربية تخفيفا لأعباء البطالة ‪ -‬ولا يتسع المقام‬ ‫والإن س ان ي‬ ‫لاستعراض مختلف الاستثمارات‪ ،‬لذا سنكتفي بذكر‬ ‫التضامن إحساس بـ\"الآخر\" وآدميته وحاجته وهو‬ ‫التضامن الإماراتي مع الشعب لفلسطيني فقط ‪-‬‬ ‫كسر وتحطيم للأنانية والنرجسية‪ ،‬بالإضافة إلى‬ ‫قال الشيخ زايد عن القضية الفلسطينية عقب حرب‬ ‫أنه سمو بالنفس والرقي بها إلى عوالم الإحساس‬ ‫أكتوبر ‪ « 1973‬النفط العربي ليس أغلى من الدم‬ ‫ﺑــ\"الآخر\" وآلامه ومعاناته‪ ،‬وتطهير للذات من الرؤى‬ ‫العربي » وهي دعوة صريحة إلى أن المال الإماراتي‬ ‫الضيقة إلى الفضاءات الرحبة ﻟـــ\"لآخر\" ومشاركته‬ ‫تحت تصرف الشعب الفلسطيني في الاعمار وإعادة‬ ‫الاعمار‪ ،‬ولم يكن المال الوسيلة الوحيد للتضامن‬ ‫في الاحتياجات وم ّدِ يدِ العون والمساعدة‪.‬‬ ‫بل اقترن بالمواقف السياسية في المحافل الدولية‬ ‫فالتكافل انطلاق لوعي إنساني جماعي ولعالم‬ ‫الداعية إلى إعطاء الشعب الفلسطيني حقه الطبيعي‬ ‫إنساني مشترك‪ ،‬يفضح أوهام النفس الأمارة‬ ‫في الحرية والاستقلال والعيش الكريم « في‬ ‫بالسوء‪ ،‬الرابضة في انعزالية وسوداوية تحت‬ ‫نظرتها للإرهاب تجمع السياسة الإماراتية بين‬ ‫شعارات مزيفة وواهية‪ ،‬فالتضامن فِعْ ٌل لتكسير‬ ‫التعدي على الحق الإنساني في الحياة والإرهاب‬ ‫دعوات الصدام والنزاع بين الحضارات والثقافات‬ ‫الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني »(‪) 34‬‬ ‫وتفنيد للأحادية القطبية‪.‬‬ ‫تح َمّلت الدولة الإماراتية أعباء الهجرة غير المنظمة‬ ‫كما يعتبر التكافل من مقومات الدولة المعاصرة‪،‬‬ ‫من الدول العربية غيرها من الدول الآسيوية لظروف‬ ‫وجزء كبير من حقوق الإنسان الذي نادت به‬ ‫إنسانية‪ ،‬حيث لم تقم بترحيلهم وإعادتهم إلى‬ ‫الشرائع السماوية قبل اللوائح الأممية‪ ،‬فآدمية‬ ‫أوطانهم الأصلية‪ « ،‬في مطلع الخمسينيات‬ ‫البشر تفرض عليهم صورا مختلفة من التكافل‬ ‫والستينيات شهدت الإمارات تدفقاً للمهاجرين‬ ‫في الظروف الاجتماعية العادية وفي الحالات الطارئة‬ ‫غير الشرعيين للعمل ولتسوية وضعيتهم مع مرور‬ ‫الزمن »(‪ ) 35‬كان هذا الاستقطاب والقبول لأسباب‬ ‫كالحروب والمجاعات‪.‬‬ ‫إنسانية وعقائدية‪ ،‬أما الفلسطينيون فقد ح ُّلوا‬ ‫والتضامن من عقيدة المسلم فقد ح َّث الإسلام على‬ ‫بالإمارات بعد هزيمة ‪ 1948‬وبأعداد كبيرة جدا‪.‬‬ ‫التعاون في قوله تعالى ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى‬ ‫وتشهد المنابر السياسية الكبرى في العالم‬ ‫ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ﴾(المائدة‪ )2‬وقال‬ ‫لمقاربات السلطات الإماراتية في الدعوة إلى حماية‬ ‫رسول الله –ص– « ما آمن بي من بات شبعان‬ ‫الشعب الفلسطيني من الإبادة الإسرائيلية قناعة‬ ‫وجاره جائع وهو يعلم» (‪ ) 32‬والإسلام لم يدع إلى‬ ‫منها بالجمع بين العمل الدبلوماسي والمساعدات‬ ‫إغاثة الإنسان وحده بل إلى مساعدة الحيوان أيضا‬ ‫الإنسانية‪« ،‬نادت الإمارات العربية المنظومة الدولية‬ ‫وإنقاذه‪ ،‬فامرأة دخلت النار في ه ّرَة حبستها عن‬ ‫لحماية الفلسطينيين من الهجمات الإسرائيلية »(‬ ‫طعامها‪ ،‬وآخر دخل الجنة لإعانته كلب‪ « ،‬بينما‬ ‫رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب‬ ‫‪)36‬‬ ‫منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من‬ ‫وقد ساهمت دولة الإمارات في العديد من‬ ‫العطش فقال لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي فملأ‬ ‫المناسبات إلى إعادة إعمار المناطق الفلسطينية‬ ‫خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقي فسقى الكلب فشكر‬ ‫المتضررة من الغارات الإسرائيلية المتكررة‪ ،‬ولم‬ ‫الله له فغفر له قالوا‪ :‬يا رسول الله وإن لنا في‬ ‫تكتف بهذا العمل بل دعت وشجعت على الحوار‬ ‫البهائم أجرا قال‪ :‬في كل كبد رطبة أجر»(‪.) 33‬‬ ‫بمختلف أنواعه‪ ،‬الفلسطيني فلسطيني من جهة‬ ‫وانطلاقا من التقاليد الأصيلة والفاضلة‪ ،‬تحمَّلت‬ ‫والفلسطيني الإسرائيلي من جهة أخرى «شجعت‬ ‫السلطات الإماراتية عبر قنواتها المختلفة والمختصة‬ ‫الإمارات بالتموين المنظمات الفلسطينية المعتدلة‬ ‫في الأعمال الخيرية مسؤولية مساعدة \"الآخر\"‬ ‫للوصول إلى تسويات سياسية تضمن الحقوق وفق‬ ‫والتخفيف من آلامه‪ ،‬فلم تبق رهينة المرجعيات‬ ‫الضيقة في حصر العمل الخيري والتضامني‪ ،‬بل‬ ‫وزعت جهودها لتكون عربية وإسلامية وعالمية‬ ‫‪17‬‬

‫لم يبق التعليم العالي في العالم رهين حجرات‬ ‫المواثيق الدولية»( ‪)37‬‬ ‫وللتنويه نذكر الموقف الشجاع لدولة الإمارات العربية‬ ‫الدراسة ومدرجات الجامعة‪ ،‬فقد انتقل من النظرية‬ ‫المتحدة‪ ،‬حين ف َكّت الحصار عن الشعب العراقي‬ ‫بعد قرارات الأمم المتحدة بفرض حصار عليه عقوبة‬ ‫إلى التطبيق‪ ،‬ومن تكديس المعرفة إلى إنتاجها‪ ،‬ومن‬ ‫لح َّكامهم بعد اعتدائهم على سيادة دولة الكويت‪،‬‬ ‫وتبنَّت الإمارات مبادرة مساعدة الأشقاء من باب‬ ‫ضيق المحلية إلى أفق العالمية‪ .‬فأصبحت المقاعد‬ ‫الأخوة الإسلامية من جهة ومن جهة أخرى‪ ،‬في‬ ‫وجوب التفريق بين الشعب وقيادته السياسية «‬ ‫البيداغوجية أ ْسهم ًا تُتداول في بورصة البحث العلمي‬ ‫تساهم الإمارات العربية المتحدة بسخاء في القضايا‬ ‫الإنسانية في المنطقة العربية‪ ،‬وفي أكتوبر ‪2000‬‬ ‫وال ت ق ن ي‪.‬‬ ‫كانت دولة الإمارات أول دولة تتحدى قرارات الأمم‬ ‫المتحدة في حصار العراق‪ ،‬حيث ق َّدمت مساعدات‬ ‫يذهب جمال سالمي مدير البنك الدولي‪ ،‬إلى إمكانية‬ ‫إنسانية للشعب العراقي »( ‪)38‬‬ ‫تموين ودفع تكاليف التعليم العالي عن طريق‬ ‫المواقف الإنسانية والعمل الخيري أفعال متدفقة‬ ‫دون انقطاع لكل محتاج َوصَ َل نداء استغاثته‪ ،‬ويشهد‬ ‫قروض بنكية في إطار مشاريع الطالب‪/‬المنتج أو‬ ‫التاريخ للشيخ زايد شجاعته الإنسانية أمام المنظومة‬ ‫الدولية عند الاعتداء على لاجئي ومسلمي كوسوفو‪،‬‬ ‫الطالب‪/‬المشروع الذي يستجيب مستقبلا لسوق‬ ‫«مع بداية الحملة الجوية على يوغوسلافيا‪ ،‬سارع‬ ‫الزعيم الإماراتي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى‬ ‫العمل و الإنتاجية‪ ،‬ويضرب مثلا بطلب أحد الطلبة‪،‬‬ ‫استنهاض شعبه لمساعدة اللاجئين في كوسوفو‪...‬‬ ‫وفي الغد جمعت النساء في جامعة زايد بأبوظبي‬ ‫« أنا إسمي رون ستين ‪ Ron Steen‬أبيع ‪2%‬‬ ‫مبلغ ‪ 94000‬دولار بالإضافة إلى مساعدات الهلال‬ ‫من دخلي المستقبلي مقابل أن التحق بكلية علمية‬ ‫الأحمر‪) 39(»...‬‬ ‫إن أَنْسَ َنةَ الفعل التضامني سمة مميزة للأعمال‬ ‫»(‪) 42‬‬ ‫الخيرية الإماراتية ‪،‬فقد تجاوزت حدود التاريخ‬ ‫و الجغرافيا إلى الآفاق الإنسانية الأكثر اتساعاً‪،‬‬ ‫ولأن الإنسان هو قاعدة المسار الحضاري ومركز‬ ‫بتكسيرها المرجعيات بمختلف أشكالها « وقد بنى‬ ‫–الشيخ زايد‪ -‬مستشفيات ومدارس ومساجد وعبَّد‬ ‫التطور‪ ،‬فان الأمم المتطورة تستثمر في الفاعلية‬ ‫الطرق وأنشأ شبكات لتوزيع الماء الشروب‪ ،‬كما بنى‬ ‫مطارا‪ ،‬وضمن وظائف لمئات الباكستانيين»( ‪.)40‬‬ ‫العلمية التي تدفع للتنافس في عالم معولم معرفيا لا‬ ‫التضامن قيمة أخلاقية وشعور وواجب إنساني‬ ‫نبيل لا يمكن أن يؤمن به ويتحلى بخصاله إل ّاَ‬ ‫مكان فيه للركود والسلبية‪ .‬فالتنافس على الإنتاجية‬ ‫من كانت له شخصية مفعمة بالإنسانية وبالحس‬ ‫الاجتماعي المرهف وهو علاقة اجتماعية ورباط بين‬ ‫هو رهان الحضارات المعاصرة‪ ،‬ومن ثمة جاء التركيز‬ ‫الأفراد والمجموعات وعلاقة حضارية بين الجماعات‬ ‫والثقافات والحضارات‪ .‬قال رسول الله –ص‪ « -‬مثل‬ ‫على ضرورة إنشاء وتشجيع مراكز البحوث العلمية‪،‬‬ ‫المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم‪ ،‬مثل‬ ‫الجسد الواحد‪ ،‬إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر‬ ‫باعتبارها مفاتيح السيادة والاستقلال‪ ،‬فالتبعية‬ ‫الجسد بالسهر والحمى »(أخرجه البخاري ومسلم‬ ‫العلمية والتقنية أش ّدَ من الاحتلال العسكري‪ ،‬هذه‬ ‫عن النعمان بن بشير)(‪.) 41‬‬ ‫التعليم العالي‪ ،‬الجودة والانفتاح‬ ‫المعطيات وغيرها ح ّفَزت السلطات الإماراتية على‬ ‫‪18‬‬ ‫تسخير إمكانات هائلة لتطوير التعليم العالي وجودته‬ ‫ِل َنّ عصر المعلوماتية يتطلب تطوير رأس المال‬ ‫البشري المؤهل الذي يمكنه ولوج الألفية الثالثة «‬ ‫منذ سنوات‪ ،‬تتمركز في سنغافورة وماليزيا والإمارات‬ ‫العربية المتحدة‪ ،‬أرضيات متطورة للتعليم العالي‪،‬‬ ‫باستقطابها للطلبة الأجانب وبتشجيع إنشاء فروع‬ ‫للجامعات الأجنبية »( ‪)43‬‬ ‫وسعت منظومة التعليم العالي الإماراتية إلى ضبط‬ ‫مؤشرات قياس الأداء التعليمي بالاعتماد على المعايير‬ ‫العالمية في الجودة من مؤطرين مؤهلين إلى مناهج‬ ‫جديدة عالية المردود‪ ،‬لتشكيل مجتمع قادر على‬ ‫إنتاج المعرفة‪ ،‬وقد ضاعفت الدولة ميزانيات التعليم‬ ‫العالي للوصول إلى المردودية العلمية والبحثية‬ ‫مرتفعة الجودة‪.‬‬ ‫حجيس َثدي ِتممُّنالخجلماعل‬ ‫الروح العلمية تت‬ ‫وبدأت نتائج‬ ‫مختلف الميادين‪،‬‬ ‫الإنجازات في‬ ‫بين الأصالة والحداثة دون إشكالات أو معوقات‪،‬‬ ‫فأغلب المس ِيّرين في الإمارات لهم نظرة مميزة‬

‫ذخائر‬ ‫‪ - 1‬لا يمكن تناول ودراسة جميع الموضوعات والتيمات التي ت ّمَ تدولها في المجلات الأكاديمية الفرنسية وللإعلام‬ ‫فقط نحيل القارئ إلى المجلات الآتية ‪:‬‬ ‫• مجلة العالمين ‪ Revue des deux monde‬العدد ‪ 131‬جوان ‪ 2012‬حول التعليم العالي في الإمارات للكاتب‬ ‫ويليام غريش ‪William Gueraiche‬‬ ‫• مجلة فضاء‪ ،‬سكان‪ ،‬مجتمعات ‪ Espace, populations, Sociétés‬والتي تصدرها جامعة ليل ‪ Lille‬الفرنسية‬ ‫في موضوع يتعلق بالأسر والتعددية الثقافية للكاتب دومينيك كريتن ‪Dominique Creton‬‬ ‫وقد أولت مجلات أخرى موضوعات متعلقة بالتنمية والعمالة والثقافة بدولة الإمارات منها‪ :‬مجلة حضارات وكراسات‬ ‫المتوسط‪.Civilisations Cahiers de la méditerranée‬‬ ‫‪ - 2‬تخصص دار المنشورات الجامعية في باريس كتابا متجددا سنويا للترويج والتعريف بالمناطق السياحية في دولة‬ ‫الإمارات العربية المتحدة موسوم بـ‪Le petit Futé, les Emirats arabes unis, nouvelles éditions de:‬‬ ‫‪.l'université, Paris‬‬ ‫‪ - 3‬نسرد في هذا المقام مجموعة من الروايات كان الفضاء الإماراتي بتنوعه مسرحا و أرضية لها ‪ :‬من روايات الخيال‬ ‫العلمي رواية‪:‬‬ ‫)‪Yann Yoro,en 2012, Emirats arabes unis (seconde 15; ne nous en lavons pas les mains‬‬ ‫‪.Editions la Bourdonnage, Paris, 2012‬‬ ‫رواية الكاتبة غابرييل مليكة حول فضاءات التنوع العرقي والثقافي و الديني في دبي‪Gabriel Malika, Les :‬‬ ‫‪.meilleurs intentions du monde, Edition, Intervalles, Paris, 2011‬‬ ‫وتنقلنا كارولين بيكيه إلى ثقافة التسامح والتنوع من خلال روايتها \"الحفلة في أبوظبي\"‪Caroline Piquet Di :‬‬ ‫وا‪2‬لل‪1‬ف‪40‬ظ‪-2‬م‪,‬ال‪s‬شا‪i‬نتت‪r‬لق‪a‬جم‪P‬ن ‪,‬نسا‪n‬يلأا‪t،a‬صم‪t‬لص‪a‬الطلل‪m‬ات‪r‬حي أن‪a‬ط‪H‬يل'ق‪sl‬ه‪,r‬ا‪i‬ل‪be‬ر‪iy‬و‪hlla‬س‪Dte‬عل‪uln‬ى\"‪b‬ال\"‪A‬موثم‪à‬قعفني‪e‬ا‪t‬هنا‪ê‬لق‪f‬بفه‪a‬ل ثم‪L‬و‪,.‬روة‪a‬د‪l‬لعا‪a‬اليم‪ُo‬ا‪P‬ي‪1.7‬شي‪9‬ر‪1‬المموأفهصبو ُمح‬ ‫المثقفة‬ ‫لوصف الطبقات‬ ‫ي س ت خ دم‬ ‫ال ف اع ل ة‪،‬‬ ‫النخبة المثقفة‬ ‫اليوم إلى‬ ‫المنشغلة بقضايا الفكر والمعرفة وتتوسع المنظومة النخبوية لتشمل العلوم والفنون والتقنيات‪.‬‬ ‫‪ - 5‬يوتوبيا‪ ،‬مصطلح يوتوبيا‪UTOPIA‬كلمة إغريقية تتكون من مقطعين\" ‪ \"OU‬وتعني (لا) و\"‪ \"TOPOS‬وتعني‬ ‫(مكان) ليصبح المركب الاضافي دالا ً على (اللَّمكان)‪ ،‬أما أول من صاغ هذا المصطلح بصورته الحالية \"‪\"UTOPIA‬‬ ‫فهو المفكر الانجليزي توماس مور‪Thomas More\" (1478-1535‬م)\" وجعله عنوان ًا لكتابه الشهير (يوتوبيا) الذي‬ ‫ترجمه إلى اللغة العربية انجيل بطرس سمعان سنة ‪ 1987‬بمصر عن دار الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.‬‬ ‫ويستخدم المصطلح مرادفاً لمفهوم المدينة الفاضلة‪ ،‬التي تقوم على فكرة خلق مجتمع مثالي تختفي فيه الشرور‬ ‫ويسعى أفراده لتحقيق أهداف مثالية هي الخير والفضيلة‪.‬‬ ‫‪Bichara Khader et Claude Roosens, Belges et Arabes voisins distants, partenaires- 6‬‬ ‫‪.nécessaires, Presses Universitaires de Louvain, Belgique, 2004, p, 20‬‬ ‫‪.Frauke Heard-Bey, Les Emirats Arabes Unis, Editions KARTHALA, Paris,1999, p,472- 7‬‬ ‫‪Marie Christine Weidmann Koop, Rosalie Vermette, France au XXI siècle, Nou�- 8‬‬ ‫‪.velles perspectives,Summa publications,inc, 2009, p, 185‬‬ ‫‪Leila Shahid, Michel Warschawski,Dominique Vidal, Les banlieues, le Proche-Ori�- 9‬‬ ‫‪.ent et nous, les Editions de l'atelier Paris, 2006, p, 114‬‬ ‫‪.Frauke Heard-Bey, Les Emirats Arabes Unis, Editions KARTHALA, Paris,1999,p,472- 10‬‬ ‫‪ - 11‬يتكون مصطلح الكووسموبوليتية من كوسموس \" ‪ \"cosmos‬أي الكون و بوليتس \"‪ \"politês‬المواطن‪،‬‬ ‫العالمي مع‬ ‫ن التفاعل الثقافي والفني‬ ‫ضم‬ ‫لينصهر‬ ‫ُيوتيعجادوازل افليلحدسوود افلإقسليينيميةك‬ ‫ال ذي‬ ‫العالمية والانتشار الإنساني‬ ‫وتدل على‬ ‫‪cynique‬‬ ‫سينوب\" ‪Diogéne de‬‬ ‫دي‬ ‫دي وج ان‬ ‫ق اف ي ة‬ ‫على الهوية والخصوصية الث‬ ‫ال م ح اف ظ ة‬ ‫‪ Sinope ( 412‬ق م‪ -323‬ق م)\" أول من استخدم المصطلح للتعبير عن العالمية دون فقدان الخصوصية‪.‬‬ ‫‪Bastien Gilbert, Axel Marant, Benjamin Telle, Enjeux et perspectives pour les- 12‬‬ ‫‪.Emirats arabes unis; et après le pétrole, Editions l'harmattan, Paris,2005, p, 23‬‬ ‫‪19‬‬

‫«لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان‬:‫) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على ما يلي‬18( ‫ تن ُّص المادة‬- 13 » ‫ وحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره‬،‫والدين ويشمل ذلك حريته في أن يدين بدين ما‬ Arnaud de Raulin, Sidi Mohamed Ould Abdellehi, Gourmo Lo (sous la direction)- 14 .Droits, Culture et minorité, L'harmattan, Paris, 2009, p, 241 .241 ،‫ ص‬،‫المرجع نفسه‬- 15 .241 ،‫ ص‬، ‫ المرجع السابق‬- 16 Jean-Michel Billioud, Histoire des chrétiens d'orient, Editions l'harmattan, Paris,- 17 .1995, p, 222 ‫ ويتناول الكتاب ستة محاور تتمحور حولها مسألة‬،‫عبد اللطيف الخياط‬،‫ ترجمة‬،‫ علم نفس النجاح‬،‫ براين تريسي‬- 18 ‫الأهداف‬- ‫تحمل المسؤولية وتحمل القيادة–برمجة النفس من أجل النجاح‬-‫ تكوين صورة إيجابية للنفس‬:‫النجاح وهي‬ . 9 ،‫ ص‬،1998 ‫ القاهرةـ‬،‫ دار الثقافة للجميع‬،‫ النجاح في العلاقات الإنسانية‬-‫مضاعفة القدرة العقلية‬-‫والوصول إليها‬ Mehdi Saboori, Les émirats arabes unis et les iraniens, Hérodote no 133, 2e tri�- 199 .mestre, le Découverte, Paris, 2009, p, 172 ،‫ ترجمة‬،‫ النظام العالمي ومشكلة الحكم والإدارة في القرن الحادي والعشرين‬،‫ بناء الدولة‬،‫ فرانسيس فوكوياما‬- 20 .35،‫ ص‬،2007 ‫ الطبعة الأولى‬،‫ العبيكان للنشر‬،‫مجاب الإمام‬ Brigitte Dumortier, Zaid cheikh(1918-2004) Encyclopedia Universalis (en ligne)- 21 consulté le 3/12/2014.http;//www.universalis.fr .50 ،‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫ بناء الدولة‬،‫فرانسيس فوكوياما‬- 22 .Jacques Crosnier, Missions sans frontières, Publibook, Paris, 2004, p, 38- 23 .38 ،‫ ص‬،‫المرجع السابق‬- 24 Maxime Van Hanswijck de Jonge, Pavillons de chasse de l'histoire, Gerfaut, Aix- 25 .en Provence, 2007, p, 191 .Jacques Crosnier, Missions sans frontières, ibid, p, 38- 26 GEO, Annuaire; Tour d'horizon d'un environnement en plein mutation 2006, - 27 .United Nations Environnement programme(Editeur) p, 34 ‫ بحصوله على الميدالية‬،‫ولا يمكن إحصاء الجوائز التي تحصل عليها الشيخ زائد في دفاعه عن البيئة ولكن نُذكِّر فقط‬ ‫ تحصل كأول رئيس دولة‬1977 ‫ وفي سنة‬،‫) لجهوده في تطويره الفلاحة‬FAO(‫الذهبية من المنظمة العالمية للتغذية‬ .‫على وسام البندا الذهبي الذي يمنحه الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية‬ .Maxime Van Hanswijck de Jonge, Pavillons de chasse de l'histoire, 195- 28 .195 ،‫ ص‬،‫المرجع السابق‬- 29 Maxime Van Hanswijck de Jonge, Pavillons de chasse de l'histoire, Gerfaut, Aix - 30 .en Provence, 2007, p, 192 Anne L, Griffiths, Karl Nerenberg, Guide des pays fédérés, MCGILL-Queen's- 31 .Press-MQUP, 2002, p, 198 ‫ رواه الطبراني في \"المعجم الكبير\" كما رواه الحاكم في \" المستدرك على الصحيحين\" بلفظ (ليسالمؤمنالذي‬- 32 .)‫ي ش ب ع وج اره ج ائ ع إل ى ج ن ب ه‬ .569 ،‫ ص‬،2363 ‫ حديث رقم‬،\"‫ رواه البخاري في باب \" فضل سقي الماء‬- 33 La diaspora palestinienne, entretien avec Elias Sanbar, Hérodote ne 53,2eme- 34 .trimestre, avril-juin, 1989, p, 74 Anne L, Griffiths, Karl Nerenberg, Guide des pays fédérés, MCGILL-Queen's - 35 .Press-MQUP, 2002. p, 198 Yves Lacoste, L'occident et la guerre des arabes, Hérodote, ne 60-61,1er et 2eme- 36 trimestres, Janvier-Juin 1991, p, 14-15 .Anne L,Griffiths,Karl Nerenberg, Guide des pays fédérés,198- 37 20

‫ذخائر‬ Xavier Pauly, ONG islamique au Kosovo, Editions l'âge d'homme, Lausanne,- 38 .Suisse, 2005, p, 21 Maxime Van Hanswijck de Jonge, Pavillons de chasse de l'histoire, p, 195- 39 ‫ لذا ُنحيل‬،‫ لكثرتها وتنوعها‬،‫ لم يتمكن البحث من إحصاء المشاهد التضامنية والمواقف التكافلية لدولة الإمارات‬- 40 .zayedfoundation.org:‫ لمزيد من المعلومات على العنوان التالي‬،‫القارئ الكريم إلى موقع مؤسسة زايد الخيرية‬ OCDE, l'enseignement supérieur à l'horizon 2030, volume 2, mondialisation,- 41 .Editions OCDE, 2011, p, 370 .117 ،‫ ص‬،‫ المرجع السابق‬- 42 Beida Chekhi et Anne Douaire-Banny, Villes, vies, visions, les villes propretés de- 43 .l'écrivain, l'harmattan, Paris, 2012, p, 117 Renaud Bellais, production d'armes et puissance des nations, l'harmattan, Paris,- 44 .1999, p, 69 Jean-Robert Pitte, Les émirats arabes unis se retournent vers la culture française,- 45 .Hérodote, Ne 133,2eme trimestre, la Découverte, Paris, 2009, p, 100 .110 ،‫ ص‬،‫ المرجع السابق‬- 46 WilliamGueraiche, «L’enseignement supérieur aux Émirats Arabes Unis, entre- 47 Emiratisation et contraintes du marché », Revue des mondes musulmans et de la Médi- terranée [En ligne], 131| juin 2012, mis en ligne le 06 juillet 2012, consulté le 21 décem- .bre 2014. URL: http:/remmm. revue.org/7672 Varghese N. V., 2009, Globalization, Economic Crisis and National Strategies- 48 for Higher Education Development, Paris, International Institute for Educational Plan- .ning-UNESCO,p 33 Romani Vincent, 2009, The Politics of Higher Education in the Middle East: Prob�- 499 lems and Prospects, Waltham: Brandeis University, Middle East Brief n° 36, 7 p. Acces- sible en ligne: http://www. brandeis.edu/crown/publications/meb/MEB36.pdf consulté .le 21 decembre 2014 Jean-Robert Pitte, les émirats arabes unis se retournent vers la culture française,- 50 .p, 114 .Op, Cit, p, 115- 51 Pierre Lemieux (sous la direction) Protection de la diversité des contenus culturels - 52 .et des expressions artistiques, les presses de l'université de Laval, canada, 2006, p, 88 Nicole Leclercq, le monde du théâtre, édition 2008,un compte- rendu des saisons- 53 .théâtrale, P.I.E, Peter Lang ,S.A, Bruxelles,2008, p,462 ‫ة القرن السابع‬ ‫ن ه اي‬ ‫مع‬ ‫ف رس اي‬ ‫ادره الملك لويس الرابع عشر إلى قصر‬ ‫ر متحفا بعد أن غ‬ ‫ح قصر اللوف‬ ‫أص ب‬ ُ‫ ّد‬-‫ع‬5‫وي‬4ُ،‫ر‬ 460000 :‫ب‬ ‫قدر‬ ‫يت‬ ‫نوعة الت‬ ‫باريس بمساحة العرض و بمحتوياته المت‬ ‫العالم وأكبرها في‬ ‫اكبر متاحف‬ ‫من‬ ‫عش‬ ...‫عمل فني وقطعة أثرية من مختلف الحضارات القديمة‬ ‫ فقد كتبت مديرة‬،‫ اعتبر بعض المثقفين والمؤرخين نقل اللوفر إلى أبوظبي مساسا بالسيادة والذاكرة الفرنسية‬- 55 \"‫) مقالا نشر بجريدة \"العالم‬Françoise Cachin (1936-2011 ‫ الباحثة فرانسواز كاشان‬Orsay ‫متحف اورسيه‬ ‫ تستنفر من خلاله المثقفين والمؤرخين‬،‫المتاحف ليست للبيع‬:‫ موسوم ب‬2006 ‫ديسمبر‬13 ‫) بتاريخ‬le monde( ‫والفنانين إلى رفض مشروع تصدير متحف اللوفر ولكن المحاولات فشلت بعض دفاع كبار المثقفين على المشروع وعلى‬ .))Jack Lang ‫رأسهم وزير الثقافة الأسبق جاك لانج‬ ‫ أغسطس‬،‫ الكويت‬،354 ‫ رقم‬،‫ عالم المعرفة‬،‫ ترجمة إيهاب عبد الرحيم محمد‬،‫ العولمة والثقافة‬،‫ جون تومليسون‬- 56 .248‫ ص‬،2008 21

‫قائمة المراجع‬ ‫ المراجع باللغة العربية‬:‫أولا‬ .2006 ‫ القاهرة‬،‫ رؤية للنشر والتوزيع‬،‫ محمد عناني‬،‫ ترجمة‬،‫ المفاهيم الغربية للشرق‬،‫ الاستشراق‬،‫ادوارد سعيد‬-1 . ‫ القاهرة‬،‫ سينا للنشر‬،1992،‫ الطبعة الأولى‬،‫ بشير السباعي‬،‫ ترجمة‬،‫ مسالة الآخر‬:‫ فتح أمريكا‬،‫تودوروف تزيفيتان‬-2 .2008 ‫ أغسطس‬،‫ الكويت‬،354 ‫ رقم‬،‫ عالم المعرفة‬،‫ ترجمة إيهاب عبد الرحيم محمد‬،‫ العولمة والثقافة‬،‫تومليسون جون‬-3 ،‫ مجاب الإمام‬،‫ ترجمة‬،‫ النظام العالمي ومشكلة الحكم والإدارة في القرن الحادي والعشرين‬،‫ بناء الدولة‬،‫فرانسيس فوكوياما‬-4 .2007 ‫ الطبعة الأولى‬،‫العبيكان للنشر‬ ‫ المراجع الاجنبية‬: ‫ثانيا‬ 1- Anne L,Griffiths, Karl Nerenberg, Guide des pays fédérés, MCGILL-Queen's Press-MQUP, 2002. 2- Arnaud de Raulin, Sidi Mohamed Ould Abdellehi ,Gourmo Lo( sous la direction) Droits, Culture et minorité, L'harmattan, Paris, 2009. 3- Bastien Gilbert, Axel Marant , Benjamin Telle, Enjeux et perspectives pour les Emirats arabes unis; et après le pétrole, Editions l'harmattan, Paris,2005 . 4- Beida Chekhi et Anne Douaire-Banny, villes, vies, visions, les villes propretés de l'écrivain, l'harmattan, Paris, 2012 5- Bertrand Roehner, cohésion sociale, Editions, Odile Jacob, Paris, 2004. 6- Bichara Khader et Claude Roosens, Belges et Arabes voisins distants, partenaires nécessaires, Presses Universitaires de Louvain, Belgique, 2004. 7- Brigitte Dumortier, Zaid cheikh(1918-2004) Encyclopedia Universalis ( en ligne) consulté le 3/12/2014. http;//www.universalis.fr 8- La diaspora palestinienne, entretien avec Elias Sanbar, Hérodote ne 53,2eme trimestre, avril-juin, 1989, 9- Frauke Heard-Bey,les Emirats Arabes Unis, Editions KARTHALA, Paris,1999. 10- GEO, Annuaire; tour d'horizon d'un environnement en pleine mutation 2006,United Nations Environne- ment programme(Editeur) 11- Jacques Crosnier, Missions sans frontières, Publibook, Paris, 2004. 12- Jean-Michel Billioud, Histoire des chrétiens d'orient, Editions l'harmattan, Paris, 1995. 13-Jean-Robert Pitte, Les émirats arabes unis se retournent vers la culture française, Hérodote, Ne 133,2eme .trimestre, la Découverte, Paris, 2009 14-Leila Shahid, Michel Warschawski,Dominique Vidal, Les banlieues, le Proche-Orient et nous, les Editions de . l'atelier Paris, 2006 15-Marie Christine Weidmann Koop, Rosalie Vermette, France au XXI siècle, Nouvelles perspectives,Summa .publications,inc, 2009 16-Maxime Van Hanswijck de Jonge, Pavillons de chasse de l'histoire, Gerfaut, Aix en Provence, 2007 17-Mehdi Saboori, Les émirats arabes unis et les iraniens, Hérodote no 133, 2e trimestre, le DécouverteParis, .2009 18-Nella Arambasin,Laurence Dahan-Gaida, L'autre enquête; médiations littéraires et culturelles de l'altérité, .Presses Universitaires de Franche-Comté, Besançon, 2007 19-Nicole Leclercq, Le monde du théâtre, édition 2008,un compte- rendu des saisons théâtrale, P.I.E, Peter Lang .,S.A, Bruxelles, 2008 20-OCDE, L'enseignement supérieur à l'horizon 2030,volume 2,mondialisation, Editions OCDE,2011 21-Pierre Lemieux (sous la direction) Protection de la diversité des contenus culturels et des expressions artis- .tiques, les presses de l'université de Laval, canada,2006 22-Renaud Bellais, Production d'armes et puissance des nations, l'harmattan, Paris, 1999 23-Romani Vincent, 2009, The Politics of Higher Education in the Middle East: Problems and Prospects, Wal- :tham: Brandeis University, Middle East Brief n° 36, 7 p. Accessible en ligne .http://www.brandeis.edu/crown/publications/meb/MEB36.pdfconsulté le 21 décembre 2014 24-Varghese N. V., 2009, Globalization, Economic Crisis and National Strategies for Higher Education Develop- ment, Paris, International Institute for Educational Planning-UNESCO 25-Xavier Pauly, ONG islamique au Kosovo, Editions l'âge d'homme, Lausanne, Suisse, 2005 26-WilliamGueraiche, « L’enseignement supérieur aux Émirats Arabes Unis, entre Emiratisation et contraintes du marché », Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée [En ligne], 131 | juin 2012, mis en ligne le 06 juillet 2012, consulté le 21 décembre 2014. URL : http://remmm.revues.org/7672 27-Yves Lacoste, l'occident et la guerre des arabes, Hérodote, ne 60-61,1er et 2eme trimestres, Janvier-Juin 1991 22

‫‪0B‬‬‫ذخائر‬ ‫‪23‬‬

‫منظومة اقتصاد‬ ‫الوساطة في‬ ‫مغارب العصر‬ ‫الوسيط‬ ‫(مساهمة في التاريخ الاقتصادي للغرب‬ ‫الإسلامي خلال العصر الموحدي)‪.‬‬ ‫أواخر القرن ‪5‬ه ‪ /‬وبداية القرن ‪6‬ه‬ ‫د‪ .‬عبد الرزاق السعيدي‬ ‫‪24‬‬

‫ذخائر‬ ‫ملخص‬ ‫إن التجارة البعيدة المدى كانت لها يد طويلة في الصراعات السياسية وظهور أي كيان سياسي‪.‬‬ ‫وبالتالي فهو محكوم بمنطق اقتصادي تجاري‪ ،‬بل الأكثر من ذلك أن متانته – الكيان السياسي‪-‬‬ ‫وطول تعميره على امتداد المجال المغاربي يقترن بمدى حرصه وحفاظه على جريان مسالك التجارة‬ ‫في ظروف عادية وآمنة‪ ،‬كجزء من مشروع اقتصادي متكامل للمجال الإسلامي‪ ،‬في إطار منافسته‬ ‫وصراعه مع القوى الأخرى “الأوربية “ الفاعلة في العلاقات الدولية ‪ ،‬كما أن تحويل تلك الطرق‬ ‫التجارية الممتدة في هذا المجال قد يكون من أهم العوامل المؤدية لإسقاطها والإجهاز عليها‪.‬‬ ‫ويظهر أن التجارة البعيدة المدى كان لها إسهاما واضحا في بنية المجال المغاربي اقتصاديا‪ ،‬حتى‬ ‫أنه أصبح بإمكاننا الحديث عن نمط اقتصادي أخر مبني على اقتصاد وتجارة الوساطة‪ ،‬كان له دور‬ ‫أساسي وحاسم في كل الصراعات والنزاعات التي دارت رحاها على امتداد المجال المغاربي‪ ،‬والأكثر‬ ‫من ذلك فقد كان لهذا النمط الاقتصادي دور كبير في دخول هذا المجال برمته في التاريخ الحديث‪.‬‬ ‫‪ -‬المفهوم‪ :‬اقتصاد وتجارة الوساطة‪ :‬ليس جديدا الحديث عن هذا النوع من الاقتصاد الذي ساد‬ ‫المجال المغاربي تحديدا خلال فترته الوسيطة‪ ،‬وحتى بداية تاريخه الحديث‪ .‬ولا نريد الحديث عن‬ ‫إيجابيات هذا النمط التجاري الاقتصادي في بناء وقوة الدول التي تعاقبت على حكم هذا المجال‪،‬‬ ‫وذلك درءا للتكرار واجترار المعطيات التي دافع عنها العديد من الدارسين‪ ،‬بل الجديد قد يتمثل في‬ ‫محاولتنا توضيح مجموعة من الجوانب ضمن هذا الاقتصاد ومساهمته في إذكاء الصراع بالمجال‬ ‫المدروس وفشله في تحقيق التراكم المادي المنشود‪.‬‬ ‫يتضح أن قوة المجال المغاربي على المستوى الاقتصادي طيلة العصر الوسيط‪ ،‬جاءت من المكانة‬ ‫التي يحتلها في الشبكة التجارية العالمية وازدهاره وإشعاعه ناتج عن دوره التجاري في إطار ما‬ ‫أسميناه باقتصاد وتجارة الوساطة أكثر مما نتج عن ارتفاع مستوى الإنتاج الفلاحي أو حتى الحرفي‪.‬‬ ‫والأرباح التي تجنى من تجارة العبور تسمح “للأرستقراطية” بعدم الاهتمام بتك القطاعات إلا بما‬ ‫يخدم النمط الاقتصادي السائد وبالتالي خدمة السلطة المركزية‪ ،‬ومن أجل ذلك فقد عملت الدولة‬ ‫الموحدية على إدخال تغييرات جذرية على العملة والنقد عموما‪.‬‬ ‫‪25‬‬

Abstract Long distance trade was of utmost importance in political conflicts or for any kind of political entity to appear and flourish. Polities are compelled by eco- nomic and commercial standards which allow them long lifespan along the Maghreb region. This depends on entities’ readiness and diligence to keep commercial tracks safe as a part of a complete economic project in the Islamic world in the frame of its rivalry and combat against the European forces which have strong international relations. Any conversion of these commercial tracks may lead to the demolition of the political entities responsible on it. It is proved that long distance trade has clearly contributed in the construction of the economy of the Maghreb region. That brought about the emersion of a new mode of economy which is based on mediation. It had a crucial role in all the clashes which took place along the Maghreb region. More importantly, it led to the entry of the Maghreb in the modern history. The concept of trade and economy of mediation: talking over this kind of economy which was adapted in the Maghreb during Middle Ages is not a new thing, and for the sake of avoiding repetition, I don’t want to bring out the advantages of this mode of economy in strengthening the states that governed the region. I will try to clarify how it contributed to fueling conflicts and how it failed to achieve the desired goals. It is crystal clear that the economic power of the Maghreb along the middle age is attributed to its position in the international commercial net. And its flourishment is due to its role in the trade and economy of mediation. Accord- ingly, aristocratic classes are not interested in the fields of agriculture and crafts because of the profits they make from trade. For this reason, Almohads resorted to a gradual change of their currency. 26

‫من الدارسين(‪ ،)2‬بل الجديد‬ ‫بشكل جذري‪ ،‬ونحن في غنى‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫عن الإسهاب في الدخول في‬ ‫ذخائر‬ ‫محاولتنا توضيح‬ ‫في‬ ‫قد يتمثل‬ ‫تفاصيلها من المغرب الأقصى‬ ‫يبدو أن أهم ملاحظة يمكن أن‬ ‫الجوانب ضمن‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫حتى حدود الدولة المرابطية‪ ،‬ثم‬ ‫يسجلها الباحث والدارس لتاريخ‬ ‫المغرب الأوسط مع بنو عبد الواد‪،‬‬ ‫الدول المغاربية خلال التاريخ‬ ‫هذا الاقتصاد ومساهمته في‬ ‫وصولا إلى المغرب الأدنى مع‬ ‫الوسي‪CCC‬ط ‪ ،‬هي أن التجارة‬ ‫الفاطميون والنتيجة هي انعدام‬ ‫البعيدة المدى كانت لها يد طويلة‬ ‫إذكاء الصراع بالمجال المدروس‬ ‫استقرار سياسي كبير‪ ،‬تمثل في‬ ‫في الصراعات السياسية وظهور‬ ‫قيام عشر أسر في ظرف عشرة‬ ‫أي كيان سياسي ‪ ،‬وبالتالي فهو‬ ‫وفشله في تحقيق التراكم المادي‬ ‫قرون في المغرب الأوسط ‪ ،‬وتسع‬ ‫محكوم بمنطق اقتصادي تجاري‬ ‫في المغرب الأقصى ‪ ،‬وست في‬ ‫‪ ،‬بل الأكثر من ذلك أن متانته –‬ ‫المنشود‪ ،‬ونجملها فيما يلي ‪:‬‬ ‫الكيان السياسي ‪ -‬وطول تعميره‬ ‫إف ري ق ي ة‪.‬‬ ‫على امتداد الغرب الإسلامي يقترن‬ ‫‪ -‬هل بإمكاننا في ضوء المعطيات‬ ‫ويظهر أن التجارة البعيدة المدى‬ ‫بمدى حرصه وحفاظه على جريان‬ ‫كان لها إسهاما واضحا في بنية‬ ‫مسالك التجارة في ظروف عادية‬ ‫المتوفرة‪ ،‬أن نطلق تسمية نمط‬ ‫الغرب الإسلامي اقتصاديا‪ ،‬حتى‬ ‫وآمنة‪ ،‬كجزء من مشروع اقتصادي‬ ‫أنه أصبح بإمكاننا الحديث عن‬ ‫متكامل للمجال الإسلامي ‪ ،‬في إطار‬ ‫اقتصادي (أي أن الاقتصاد المغاربي‬ ‫نمط اقتصادي أخر مبني على‬ ‫منافسته وصراعه مع القوى الأخرى‬ ‫اقتصاد وتجارة الوساطة‪ ،‬كان‬ ‫\"الأوربية \" الفاعلة في العلاقات‬ ‫برمته خلال هذه الفترة قائم على‬ ‫له دور أساسي وحاسم في كل‬ ‫الدولية ‪ ،‬كما أن تحويل تلك‬ ‫الصراعات والنزاعات التي دارت‬ ‫الطرق التجارية الممتدة في هذا‬ ‫التجارة البعيدة المدى)‪ ،‬وما يرافق‬ ‫رحاها على امتداد الغرب الإسلامي‬ ‫المجال قد يكون من أهم العوامل‬ ‫(‪ ،) 3‬والأكثر من ذلك فقد كان‬ ‫المؤدية لإسقاطها والإجهاز عليها‬ ‫ذلك بما يسمي \"باقتصاد وتجارة‬ ‫لهذا النمط الاقتصادي دور كبير‬ ‫في دخول هذا المجال برمته في‬ ‫( ‪.)1‬‬ ‫الوساطة \"‪ ،‬وهو النمط الذي تم‬ ‫ولعل التناقضات المرتبطة بالنمط‬ ‫التاريخ الحديث‪.‬‬ ‫الاقتصادي السائد بالمجال‬ ‫ترسيخه بهذا المجال في إطار‬ ‫‪ -‬اقتصاد وتجارة الوساطة‪ :‬ليس‬ ‫المغاربي طيلة التاريخ الوسيط‬ ‫جديدا الحديث عن هذا النوع من‬ ‫‪ ،‬قد أثرت بشكل مباشر على‬ ‫تقسيم العمل كما تم التخطيط‬ ‫الاقتصاد الذي ساد الغرب الإسلامي‬ ‫الحياة الاجتماعية والسياسية ‪،‬‬ ‫تحديدا خلال فترته الوسيطة ‪،‬‬ ‫بل والتشويش عليها وجعلها غير‬ ‫له في مركز الخلافة الإسلامية‬ ‫معقولة ‪ ،‬لأنها تستجيب لمتطلبات‬ ‫وحتى بداية تاريخه الحديث‪.‬‬ ‫المركز الأساسي في العلاقات‬ ‫( الخلافة الأموية ‪132 41-‬ه ‪/‬‬ ‫ولا نريد الحديث عن إيجابيات‬ ‫الدولية (الخلافة الإسلامية‬ ‫هذا النمط الاقتصادي في بناء وقوة‬ ‫بالمشرق)( ‪ ،)2‬فضمن الكيان‬ ‫‪ 750 662-‬م‪ ،‬أو الدولة العباسية‬ ‫الدول التي تعاقبت على حكم هذا‬ ‫السياسي الواحد توجد كيانات‬ ‫المجال‪ ،‬وذلك درءا للتكرار واجترار‬ ‫سياسية مختلفة ومتناقضة معه‬ ‫‪750‬م ‪ /‬إلى ‪1517‬م )‪ ،‬كفاعل‬ ‫المعطيات التي دافع عنها العديد‬ ‫أساسي في العلاقات الدولية ؟‪.‬‬ ‫‪ -‬إلى أي حد ساهم هذا الشكل‬ ‫الاقتصادي التجاري (اقتصاد‬ ‫الوساطة)(‪ ) 4‬في إدخال هذا‬ ‫المجال إلى الفترة الحديثة ‪ ،‬في‬ ‫حالة من الضعف والوهن لصالح‬ ‫العالم الأوربي ‪ ،‬كما هو غني عن‬ ‫البيان في كل الأعمال التي تناولت‬ ‫الموضوع( التأليف الأجنبي أو‬ ‫ال م ح ل ي)؟‪.‬‬ ‫يب الإنتاج‬ ‫ةوالالأحررفضيو ُأ‪ :‬يساظل‬ ‫* وضعي‬ ‫هِر التعامل‬ ‫ال ف لاح ي‬ ‫مع الأرض في الغرب الإسلامي ‪ ،‬أن‬ ‫الدول التي سادت الفترة الوسيطية‬ ‫بشكل خاص‪ ،‬وحتى بداية التاريخ‬ ‫‪27‬‬

‫والأكثر من ذلك يصف الإدريسي‬ ‫على طرق التجارة البعيدة المدى‪،‬‬ ‫الحديث‪ ،‬لم تخرج بحكم طبيعتها‬ ‫النشاط الاقتصادي في مراكز‬ ‫وليس صدفة أن تولد الدولة‬ ‫عن سياسة تنظيم وضعية الأرض‬ ‫الغرب الإسلامي الأخرى ويحاول‬ ‫الفاطمية بالاستيلاء على تاهرت‬ ‫وإعادة ترتيب المجال بالشكل‬ ‫مقارنتها بالمناطق التي سبق‬ ‫وسجلماسة التي كاد المهدي‬ ‫الذي يساير قوتها ويعبر عن‬ ‫ذكرها‪ ،‬فتلمسان مثلا التي ينعتها‬ ‫عبيد الله أن يؤسر فيها‪ ،‬ولعل هذا‬ ‫\" بقفل بلاد المغرب\" تأتي في‬ ‫الحادث يؤكد بالفعل تركيز الدواة‬ ‫سلطة الدولة ومطامحها‪.‬‬ ‫المرتبة الثالثة بعد مدينة أغمات‬ ‫الفاطمية على المراكز الرئيسة‬ ‫ويتضح من خلال بعض المصادر‬ ‫ومدينة فاس في الغنى وفي الأسعار‬ ‫التاريخية (‪ ) 5‬أنه منذ دخول‬ ‫والتجارة المربحة‪ ،‬كما يؤكد أن‬ ‫لتجارة القوافل(‪.) 8‬‬ ‫الإسلام إلى هذا المجال‪ ،‬واجه‬ ‫مدن وهران والمسيلة وتاهرت‬ ‫ونجد الوضع مماثلا عند الدولة‬ ‫عند بعض المزارعين المستقرين‬ ‫بالمغرب الأوسط مشهورة في‬ ‫المرابطية ( ق ‪5 4-‬ه‪10 /‬م )‬ ‫في السلاسل الجبلية المقاومة‬ ‫المواد الفلاحية ‪ ،‬كالقمح والشعير‬ ‫والدولة الموحدية ( ق‪ 6 5-‬ه‪/‬‬ ‫نفسها التي قد واجهها من‬ ‫والقطن والأغنام والأبقار‪ ،‬لكنه يقف‬ ‫‪11-12‬م )‪ ،‬وحتى الدولة المرينية‬ ‫سبقهم‪ ،‬ولذلك في اعتقادنا اكتفوا‬ ‫بشيء من التفصيل عند أهمية‬ ‫( ق‪6‬ه‪13 12- /‬م ) فيما بعد‪،‬‬ ‫بالإحاطة بهذه المناطق وبتشييد‬ ‫مدينة بجاية مركز بلاد بني حماد‪،‬‬ ‫فقبل الا نطلاق نحو الغرب‬ ‫المدن الجديدة في السهول‪،‬‬ ‫ليؤكد أنها نشطة في استقطاب‬ ‫الإسلامي والأندلس‪ ،‬كانوا يركزون‬ ‫وخاصة عند المحاور الأساسية‬ ‫القوافل والبضائع المختلفة برا‬ ‫قوتهم في إفريقيا جنوب الصحراء‪،‬‬ ‫لتجارة العبور(‪،) 6‬على اعتبار عدم‬ ‫وبحرا‪ ،‬وتميزت باحتضانها للعديد‬ ‫وذلك بمحاولتهم الاستيلاء على \"‬ ‫مقدرتها أن تزدهر وتستمر أذا لم‬ ‫من الصناعات‪ ،‬والأكثر من ذلك‬ ‫أوداغشت \" بل والتوسع نحو غانا‬ ‫تعتمد على التجارة البعيدة المدى‪،‬‬ ‫يعتبرها قطب العلاقات التجارية‬ ‫مراقبين بذلك قسما كبيرا من‬ ‫والتي كان من الصعب اقتطاعها‬ ‫إذ يلتقي فيها \" تجار المغرب‬ ‫تجارة الذهب ومحاورها الأساسية(‬ ‫من المزارعين‪ ،‬اللهم عن طريق‬ ‫الأقصى وتجار الصحراء وتجار‬ ‫‪ ،)9‬ولقد ورد عند الإدريسي( ‪)10‬‬ ‫الغزو والمصادرة(‪ ) 7‬في بعض‬ ‫المشرق‪ ،‬وبها تحل الشدود وتباع‬ ‫هذا الدور الاقتصادي المبني على‬ ‫البضائع بالأموال المقنطرة‪12(\"..‬‬ ‫الوساطة التجارية أساسا من خلال‬ ‫الأح ي ان‪.‬‬ ‫ما ذكره حول مجموعة من مدن‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬فإن جهود الدول‬ ‫)‪.‬‬ ‫الغرب الإسلامي ‪ ،‬كمدينة سلا‬ ‫الوسيطية عموما والتي سادت‬ ‫أما مدن قفصة وقابس والمهدية‬ ‫بالمغرب الأقصى والتي عرفت‬ ‫الغرب الإسلامي في تنمية الزراعة‬ ‫فمراكز نشطة حسب الإدريسي في‬ ‫بتجارتها الهامة وأسواقها النافقة‬ ‫كانت تتسم بالضعف‪ ،‬بسبب‬ ‫المواد الفلاحية التجارية بالدرجة‬ ‫‪ ،‬كما تحدث عن ميزة مدينة‬ ‫الصراعات والنزاعات الشبه دائمة‪،‬‬ ‫الأولى كالجلود والزيتون والقطن‪..‬‬ ‫سبته في إنتاج وتصنيع مادة‬ ‫بل وعدم الاكتراث في كثير من‬ ‫(‪ ،) 13‬ويضيف أن المهدية قاعدة‬ ‫المرجان البالغ الجودة لعرضه‬ ‫الأحيان لأنهم وجهوا اهتمامهم‬ ‫بلاد إفريقية كانت قبل عصره‬ ‫على التجار المتوجهون نحو أوربا‬ ‫بشكل كبير للضرائب وكيفية‬ ‫مركزا تحج إليه السفن الحجازية‬ ‫فيقول ‪ \":‬يصاد بها شجر المرجان‬ ‫جبايتها‪ ،‬ولذلك لم يجر تطوير‬ ‫من المشرق والمغرب وبلاد الروم‪،‬‬ ‫المستخرج بجميع أقطار البحار‪،‬‬ ‫وسائل الإنتاج في مجال الزراعة‪،‬‬ ‫وبالنسبة لمدينة طرابلس يذكر‬ ‫وبها سوق لتفصيله وحكمه‬ ‫والأكثر من ذلك فكل التنظيمات‬ ‫الإدريسي أنها كانت تنتج التين‬ ‫السابقة لم يتأتى لها تحقيق‬ ‫وصنعه‪.) 11(\"..‬‬ ‫مشروعها السياسي‪ ،‬إلا بالسيطرة‬ ‫‪28‬‬

‫وما دور المصامدة إلا دور الحرس‬ ‫المغاربي الموحدي‪.‬‬ ‫والنخل وغيرها ‪.‬‬ ‫إن المهتم بالمجال الاقتصادي‬ ‫ويظهر إذن أن الإنتاج الحرفي في‬ ‫ويقدمها ذخائر‬ ‫الذي يحمي الخيرات‬ ‫والتجاري خلال العصر الوسيط‬ ‫الغرب الإسلامي كان مزدهرا في‬ ‫لخصمه( ‪.)17‬‬ ‫وارتباطا بموضوعنا يلاحظ غلبة‬ ‫المراكز الحضارية التي تطرقنا‬ ‫التحول والتغير والرصد غير الكافي‬ ‫لها من قبل‪ ،‬إلا أن هذا الإنتاج‬ ‫ولعل ربط المضمون الاجتماعي‬ ‫والمعلومات الهزيلة والأخبار‬ ‫في معظمه كان موجها لخدمة‬ ‫الشحيحة والمبعثرة في بعض‬ ‫الطبقة الميسورة والحاكمة‪،‬‬ ‫للتنظيم التومرتي لأنصار الدعوة‬ ‫المصادر التاريخية ‪ ،‬وبناءا على‬ ‫واستجابة لتجارة العبور‪ ،‬وبشكل‬ ‫ذلك فهذا المحور سيتناول الحالة‬ ‫عرضي في خدمة زعماء القبائل‬ ‫بالظروف الدولية والاقتصادية‬ ‫الاقتصادية للدولة الموحدية‪ ،‬وهو‬ ‫القوية المنضوية في خدمة الدولة‬ ‫محاولة في إظهار العلاقة التي‬ ‫المركزية‪ ،‬والتي هي بدورها في‬ ‫يفسر انتفاضة القبائل المصمودية‬ ‫تربط بين الجغرافية والاقتصاد‬ ‫خدمة المركز الأساسي( دار‬ ‫والمشروع السياسي والاجتماعي‬ ‫الخلافة بالمشرق – الدولة الأموية‬ ‫المناصرة لثورة ابن تومرت‪.‬‬ ‫والعباسية فيما بعد)‪ ،‬بشكل مباشر‬ ‫لهذا الكيان‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن الموحدون قد أدخلوا‬ ‫وحسبنا في ذلك أن حركة المهدي‬ ‫أو غير مباشر‪.‬‬ ‫بن تومرت قد نشأت في منظومة‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬يميز إبن خلدون‬ ‫إلى منطقة الغرب الإسلامي خلال‬ ‫\" قبيلة جبلية \" وقد صدق أحد‬ ‫بين نوعين من الإنتاج الحرفي \"‬ ‫الدارسين(‪ ) 16‬عندما ذهب إلى‬ ‫سكافة تنتج المواد الضرورية التي‬ ‫منتصف السادس الهجري‪12/‬م‪،‬‬ ‫أن تركيبتها الاقتصادية تنتمي‬ ‫نجدها في كل متمدن حضري(‬ ‫لنظام تعايشي بين الاستقرار‬ ‫كالخياطة والحدادة والنجارة‬ ‫نظما نقدية جديدة مخالفة للنظم‬ ‫والارتحال المحدود وفي تجمعات‬ ‫وأمثالها)‪ ،‬وسكافة تنتج مواد‬ ‫بشرية محدودة ‪ ،‬تكاد تكون‬ ‫للترف‪ ،‬وهي لا يمكن أن تسود‬ ‫والتقاليد السابقة تعكس تواجدهم‬ ‫حرسا لحركة الاتصال التجاري‬ ‫إلا في الحواضر الرئيسية(‪،) 14‬‬ ‫بين جنوب الأطلس الكبير ومنطقة‬ ‫ويرتبط نمو هذه السكافة بنمو‬ ‫كطرف أساسي في الصراع الدولي‬ ‫الشمال بداية من مدينة مراكش‬ ‫الدولة ولا يتأتى ذلك إلا بسيطرتها‬ ‫عاصمة الدولة المرابطية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫على أكبر مجال من المحاور‬ ‫القائم حول منطقة البحر الأبيض‬ ‫تمثل منطقتهم نقطة حيوية‬ ‫الطرقية‪ ،‬والعكس صحيح في حالة‬ ‫للدولة‪ ،‬فهي معبر القوافل الآتية‬ ‫تراجع الدولة وانهيارها‪..\" ،‬حيث‬ ‫المتوسط‪ ،‬فإلى جانب ابتداعهم‬ ‫من الصحراء والذاهبة صوب البحر‬ ‫يتراجع عمرانها شيئا فشيئا إلى أن‬ ‫والمحيط الأطلسي‪ ،‬بمعنى أن كل‬ ‫ينذعر( يتفرق) ساكنها وتخرب‪،‬‬ ‫للشكل الهندسي المتميز‪ ،‬أي‬ ‫\" الفجاج\" والممرات الجغرافية‬ ‫كما وقع بمصر وبغداد والكوفة‬ ‫التي تعبرها القوافل تسيطر عليها‬ ‫بالمشرق‪ ،‬والقيروان والمهدية‬ ‫المربع الذي كان يتوسط محيط‬ ‫قبائل مصمودة‪ ،‬وهذا يعني أن هذه‬ ‫وقلعة بني حماد بالمغرب وأمثالها‬ ‫القبائل كانت تنظر إلى المرابطين‬ ‫الدينار ‪ ،‬وكتاباتهم النقدية‬ ‫على أنهم المستفيدون وحدهم‪،‬‬ ‫فتفهمه\"(‪.) 15‬‬ ‫الإطار الاقتصادي للمشرو ع‬ ‫المنقوشة بالخط النسخي بدل‬ ‫الخط الكوفي السائد‪ ،‬ابتدع‬ ‫الموحدون كذلك أوزانا نقدية‬ ‫مخالفة للأوزان التي شهدها‬ ‫المجال المغاربي برمته خلال‬ ‫العصر الوسيط كما أشار إلى ذلك‬ ‫أحد الدارسين(‪.) 18‬‬ ‫‪ -‬تشجيع النشاط الحرفي‬ ‫المغاربي ‪.‬‬ ‫يظهر أن التطور الذي شهده القرن‬ ‫‪ 6‬هـ ‪12 /‬م عموما في الميدان ‪-‬‬ ‫الحرفي‪ ،-‬جاء نتيجة لكثرة الطلب‬ ‫على المواد الاستهلاكية والحاجة‬ ‫إلى المعدات والأدوات الحربية‬ ‫لتمطيط المجال الجغرافي للدولة‪،‬‬ ‫واتساع مجال البناء المعماري‪،‬‬ ‫‪29‬‬

‫وكثرت الجبايات وبلغت الدولة‬ ‫للنسيج‪ ،‬وسبع وأربعين معمل‬ ‫فبعد نجاح الثورة الموحدية حرص‬ ‫في ازدهارها الاقتصادي حالة لم ير‬ ‫للصابون وست وثمانين مصنعا‬ ‫الخلفاء الأوائل على حماية الصناع‬ ‫أهل المغارب أياما قط مثلها\"(‪29‬‬ ‫للدباغة‪ ،‬وثمان مائة وستة عشر‬ ‫ومن ذلك نجد حركة الخليفة أبي‬ ‫\"مصنعا\" للصباغة‪ ،‬وإحدى عشر‬ ‫يعقوب إلى بلاد السوس لحماية‬ ‫)‪.‬‬ ‫مصنعا للزجاج‪ ،‬ومائة وخمسة‬ ‫المعادن‪ ،‬حيث استعد لتحصينه‬ ‫هذا إضافة إلى الاستفادة من‬ ‫وثلاثين مصنعا للجير وأربعمائة‬ ‫غاية الاستعداد ‪ ،‬فبنى عليه الأسوار‬ ‫المجال الشاسع وتنوعه‪ ،‬في تنويع‬ ‫مصنع للكاغد( ‪،)24‬وخمسمائة‬ ‫المصنوعات الزراعية (السكر‪،‬‬ ‫وعشرون طاحونة (‪ ،) 25‬بالإضافة‬ ‫وأسكنه بالأجناد(‪.) 19‬‬ ‫الزيت‪ )...‬وتوسيع أراضي الدولة‪،‬‬ ‫إلى المعاصر ودور الحرف اليدوية‬ ‫كما أن الخليفة عبد المؤمن قد‬ ‫وحث الناس على الأعمال الزراعية‬ ‫نهى المصامدة عن قتل العامة‬ ‫\"ال ت ق ل ي دي ة\"‪.‬‬ ‫في مراكش ساعة فتحها‪،‬‬ ‫بكل أنواعها(‪.) 30‬‬ ‫لأنهم الصناع الذين ينتفع بهم‪،‬‬ ‫بكلمة واحدة‪ ،‬لا يمكن تفسير‬ ‫النشاط التجاري‪:‬‬ ‫بالإَضافة إلى أنه\" أعمل السيف‬ ‫كل هذه التحولات إلا لكون الدولة‬ ‫قد لاحظ بعض الدارسين(‪) 26‬‬ ‫في مكناسة تأديبا وعقابا لما قتل‬ ‫الموحدية ومعها الغرب الإسلامي‬ ‫أن الأمن والاستقرار والاستقلال‬ ‫أهلها الفحامين في جبلهم\"(‪20‬‬ ‫لم يعد ينفذ مشاريع خارجية‬ ‫النسبي‪ ،‬كان لها بعيد الغور في‬ ‫)‪ .‬وقد أسقط جميع القبلات على‬ ‫احتكرته في اقتصاد قائم على‬ ‫التقدم الاقتصادي الموحدي‬ ‫الصناعات فسار خلفاءه على نهجه‪،‬‬ ‫الوساطة التجارية‪ ،‬وأهملت قواه‬ ‫نسبيا‪ ،‬ورغبت حكامها الأوائل‬ ‫حيث اهتم السلطان يوسف بن عبد‬ ‫المنتجة فلاحيا وحرفيا‪ ،‬بل صار‬ ‫الجامحة في التخلي عن نهج‬ ‫المؤمن ( ‪1163‬م ‪ 1184 /‬م)‬ ‫المجال مع هذه الدولة فاعلا في‬ ‫الوساطة الاقتصادية والانصراف‬ ‫اهتماما كبيرا بعمليات التعدين‬ ‫المنظومة الدولية‪ ،‬ولذلك طور‬ ‫إلى اقتصاد منتج‪ ،‬ويتأكد لنا هذا‬ ‫وأخذ الخمس على إنتاج المعادن‪.‬‬ ‫بنياته التحتية والتي شملت حتى‬ ‫الارتباط‪ ،‬حيث شدد عبد المؤمن‬ ‫هذا ومن الراجح أن الخلفاء عينوا‬ ‫المجال البحري‪ ،‬أي الانفتاح على‬ ‫في أمر قطاع الطرق‪ ،‬ودليلنا في‬ ‫قضاة في مراكز التعدين ليؤكدوا‬ ‫ذلك ما رواه ابن شداد فيما نقله‬ ‫على تحصيل حقهم في المعادن(‬ ‫ال ع ال م‪.‬‬ ‫عنه النويري أن عبد المؤمن قتل‬ ‫‪ .)21‬وفي هذا الصدد بنى الخليفة‬ ‫‪ -‬النشاط البحري‪:‬‬ ‫حفاظ محلة قرب بجاية سرقت‬ ‫يوسف حصنا على مقربة من مكان‬ ‫لم تحظ البحرية خلال العصر‬ ‫فيها أمتعة أحد تجار المهدية(‪27‬‬ ‫التعدين في زجندر من السوس‬ ‫الوسيط عوما سوى بمعلومات‬ ‫)‪ ،‬ويقول ابن صاحب الصلاة عن‬ ‫هزيلة‪ ،‬وأخبارا شحيحة مبعثرة‬ ‫أيام يوسف ‪ \":‬يسير الراكب حيث‬ ‫لسكنى الصناع(‪.) 22‬‬ ‫في المصادر التاريخية‪ ،‬على‬ ‫شاء من بلاد العدوة في طرقها من‬ ‫هكذا إذن انتشرت الحرف في‬ ‫الرغم من دورها المتميز في‬ ‫جبلها وسهلها أمنا في نفسه وماله‬ ‫جل مدن الغرب الإسلامي‪ ،‬بل قد‬ ‫الخدمات الاقتصادية والسياسية‬ ‫لا يخاف إلا الله\"(‪،) 28‬هذا ويذكر‬ ‫بلغت بعض المدن أوجها في هدا‬ ‫والاجتماعية‪ ،‬وأطرح إشكالية*‬ ‫صاحب روض القرطاس عن عهد‬ ‫النشاط أيام الموحدين ‪ ،23‬كفاس‬ ‫تتعلق بالتفوق البحري في‬ ‫المنصور مثل هذا القول‪\" :‬ونتيجة‬ ‫التي أحصيت بها دور الحرف‬ ‫المجال المغاربي وسيطرة القوة‬ ‫للأمن والاستقرار اتسعت الزراعة‪،‬‬ ‫زمن يعقوب المنصور‪ ،‬فكانت‬ ‫البحرية المغاربية على غرب البحر‬ ‫وراجت التجارة ونهضت الصناعة‬ ‫بها اثنا عشر مصنعا للمعادن‬ ‫الأبيض المتوسط في عهد الدولة‬ ‫وثلاثة آلاف وأربعة وتسعين نولا‬ ‫الموحدية إبان قوتها‪ ،‬أي في فترة‬ ‫‪30‬‬

‫البحرية الأندلسية كما تخبرنا‬ ‫أولهما‪ :‬إحداث قوة بحرية موحدية‬ ‫الخلفاء الثلاثة الأوائل‪ ،‬يتضح‬ ‫بإصدار أوامر بإنشاء المراكب‬ ‫لنا‪ ،‬أن هذا المجال لم يعرف تفوقا‬ ‫ذخائر‬ ‫حتى‬ ‫النصوص التاريخية المتاحة‬ ‫والسفن‪ ،‬وتكوين الأساطيل‬ ‫لبحريته قط‪ ،‬لا قبل هذا التاريخ‬ ‫الآن(‪.) 36‬‬ ‫البحرية‪ ،‬ويهتم الثاني بتكوين‬ ‫البحارة والأطر العسكرية والإدارية‬ ‫ولا بعده‪.‬‬ ‫وعلى كل حال فقد كانت حصيلة‬ ‫اللازمة لهذه القوة تحت الإشراف‬ ‫ولعل أفضل معبر على ذلك‪ ،‬كون‬ ‫المباشر للخليفة‪ .‬لتكتمل هذه‬ ‫الدولة المرابطية لم تستطيع‪ -‬وهي‬ ‫الدولة الموحدية كبيرة من مختلف‬ ‫القوة الناشئة في عهد ابنه يوسف‬ ‫توحد جزءا من المجال المغاربي‬ ‫تحت سلطتها‪ -‬على حد علمنا أن‬ ‫مراسي المغارب وكذا الأندلس‪،‬‬ ‫وحفيده يعقوب المنصور‪.‬‬ ‫تصبح قوة بحرية في المنطقة‪،‬‬ ‫ويبدو إذن أن تلك القوة البحرية‬ ‫بل إنها لم تستكمل توحيد هذا‬ ‫وأبلغ دليل على ذلك ما ذكره‬ ‫الموحدية المفاجئة هي أصل‬ ‫المجال وتهب لنجدة المسلمين‬ ‫في الأندلس إلا بمساعدة القوة‬ ‫الناصري(‪ ) 37‬نقلا عن مصادر‬ ‫الإشكالية وجوهرها‪:‬‬ ‫‪ -‬لماذا لم تتكون للمغارب قوة‬ ‫البحرية الأندلسية(‪.) 31‬‬ ‫أخرى لم يذكرها‪ ،‬أن السلطان‬ ‫بحرية قبل الموحدين وبعدهم؟‬ ‫ويعود هذا العجز ولا شك حسب‬ ‫مع العلم أن الظروف الطبيعية‬ ‫أحد الدارسين(‪ ) 32‬إلى عوامل‬ ‫تاشفين ابن علي بن يوسف رحل‬ ‫والبشرية لم يتغير بشكل جذري‪،‬‬ ‫كثيرة‪ ،‬بعضها يتعلق بأصول‬ ‫اللهم على مستوى المجال‬ ‫المرابطين الجغرافية‪ ،‬أي الصحراء‪،‬‬ ‫إلى وهران عام ‪539‬هـ‪1145 /‬‬ ‫الجغرافي والمتمثل في الامتداد‬ ‫وبعضها يتعلق بالظروف الدولية‬ ‫التي تكونت فيها السلطة‬ ‫م‪ ،‬في إطار صراعه ضد عبد‬ ‫نحو الشرق‪.‬‬ ‫المرابطية‪ ،‬وبسطت نفوذها على‬ ‫ولنأخذ بعين الاعتبار أن المرابطين‬ ‫المنطقة الممتدة من شمال نهر‬ ‫المؤمن الموحدي ‪( ،‬فأقام عليها‬ ‫أخضعوا لسلطتهم مناطق جغرافية‬ ‫السينغال جنوبا إلى غرب الجزائر‬ ‫متنوعة النشاط ومنها مناطق‬ ‫شهرا ينتظر قائد أسطوله محمد‬ ‫معروفة بنشاطها البحري مثل‬ ‫شرقا وإلى الأندلس شمالا‪.‬‬ ‫مراكز في ساحل البحر الرومي‪،‬‬ ‫لكن بمجيء الموحدين وحتى‬ ‫بن ميمون إلى أن وصل إليه من‬ ‫مليلية ‪ ،‬سبته‪ ،‬ومراكز في ساحل‬ ‫قبل استتباب أقدامهم في‬ ‫المحيط مثل \" طنجة ـ أصيلة‬ ‫السلطة وإتمام سيطرتهم على‬ ‫المرية بعشرة أساطيل‪.)...‬وهذا‬ ‫\" وغيرهما(‪ ، ) 35‬بل ومناطق‬ ‫الغرب الإسلامي‪ ،‬أخبرتنا المصادر‬ ‫غنية بالأخشاب الصالحة لإنشاء‬ ‫التاريخية بنصوص وإحصائيات‬ ‫ما يدل على مهارة الصناع وتوفر‬ ‫المراكب إلى غير ذلك من المراكز‬ ‫عن وجود قوة بحرية موحدية‬ ‫المناطق التي كانت لها تقاليد‬ ‫مبكرة(‪ ،) 33‬ففي عهد الخليفة‬ ‫مختلف المواد الضرورية لمثل تلك‬ ‫بحرية ولم يتم استغلالها بشكل‬ ‫عبد المؤمن ومباشرة بعد دخول‬ ‫أكثر فاعلية‪ .‬ومن الغريب جدا أن‬ ‫مراكش نجده يتخذ قرارين‬ ‫ال ص ن اع ة‪.‬‬ ‫المرابطين لم يقوموا بأية محاولة‬ ‫مهمين في هذا الإتجاء حسب‬ ‫في اتجاه تكوين قوة بحرية‪ ،‬بل‬ ‫الأستاذ محمد حجاج الطويل(‪34‬‬ ‫ولعمق دلالة وقوة البحرية‬ ‫الاعتماد كان بشكل كلي على‬ ‫)‪:‬‬ ‫الموحدية الضاربة والمتفردة في‬ ‫العالم الإسلامي خلال العصر‬ ‫الوسيط‪ ،‬فإن ابن خلدون( ‪)38‬‬ ‫يخبرنا باستنجاد السلطان الأيوبي‬ ‫صلاح الدين ( ‪567‬ه‪ 589 -‬ه‪/‬‬ ‫‪1174‬م‪193 -‬م) ‪ ،‬مع يعقوب‬ ‫المنصور قصد التصدي ومواجهة‬ ‫الأساطيل البحرية الأوربية‪ ،‬ومنعها‬ ‫من التوجه نحو ساحل الشام‪.‬‬ ‫بل أنه قد أنصف كثيرا الدولة‬ ‫الموحدية‪ ،‬وجعلها أعظم قوة‬ ‫بحرية عرفها العالم الإسلامي في‬ ‫تلك المرحلة التاريخية(‪. ) 39‬‬ ‫والحاصل أن هذا التفوق الموحدي‬ ‫لم يأت من فراغ ولم يكن مجرد‬ ‫‪31‬‬

‫البضائعي وتعاظم دور النقد‪ ،‬وتطور‬ ‫كان الاهتمام بتطوير الأساطيل‬ ‫مصادفة‪ ،‬بل هو تفوق مؤسس له‬ ‫الرأسمال الصناعي والرأسمال‬ ‫خلال الفترة موضوع الدرس‪ ،‬وقد‬ ‫ولعوامله‪ ،‬فهو أولا انعكاس أمين‬ ‫التجاري خلال الأطوار الأولى للدولة‬ ‫أصاب الباحث الفرنسي \" فيرنان‬ ‫لشروط بيئية جغرافية مرتبطة‬ ‫بروديل \" ‪،)f.Broudel ( 42‬‬ ‫بهذا المجال‪ ،‬وثانيا‪ :‬ناتج عن‬ ‫المغاربية الموحدية \"‪.‬‬ ‫حينما أشار إلى أن المتحكم في‬ ‫تراكم معرفي وعلمي و\" تقني\"‬ ‫ولا غرو‪ ،‬فالدولة الموحدية التي‬ ‫البحر يكون هو المتحكم دوما في‬ ‫في الميدان الملاحي‪ ،‬وكذلك‬ ‫نتناول في هذا المحور يلاحظ أن‬ ‫الثروة ‪،‬وأن البحر لا يقبل إلا سيدا‬ ‫عن سياسة يظهر أنها مبرمجة‪،‬‬ ‫بعض العوامل الداخلية والخارجية‬ ‫ومحكمة والدليل على ذلك أن‬ ‫التي أدت إلى تطورها‪ ،-‬قامت على‬ ‫واح دا‪.‬‬ ‫أول خليفة موحدي‪ -‬كما أشرنا‬ ‫أسس اقتصادية متنوعة‪ :‬فلاحية‬ ‫الشروط الاقتصادية‪:‬‬ ‫إلى ذلك سابقا‪ -‬عمل على تكوين‬ ‫وتجارية والتي لا تخدم طبعا إلا‬ ‫يسجل الأستاذ عبد الله العروي (‬ ‫الأطر الإدارية‪ ،‬وجمع الحفاظ‬ ‫التجارة البعيدة المدى وبالتالي‬ ‫‪ ،)43‬في أبحاثه مفارقة في غاية‬ ‫من كل جهات الإمبراطورية في‬ ‫اقتصاد الوساطة‪ ،‬ولعله سر انهيار‬ ‫الأهمية فقد بدا له حسب شهادة‬ ‫العاصمة مراكش‪ ،‬ليتلقوا تكوينا‬ ‫كل التراكمات التي يتم تحقيقها‬ ‫الكتاب والرحالة الذين اعتمد‬ ‫متنوعا ومتعدد الاختصاصات(‪40‬‬ ‫عليهم أن المجال المغاربي طيلة‬ ‫على المستوى الاقتصادي‪.‬‬ ‫عهد الموحدين كان يعيش فترة‬ ‫)‪.‬‬ ‫وهنا لا سبيل لإنكار أن الدولة‬ ‫انكماش اقتصادي‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫وبناءا على ذلك‪ ،‬أمكن للموحدين‬ ‫المرابطية مثلا ظهرت قوتها‬ ‫كان يتوحد فيه سياسيا ويعرف‬ ‫الحصول على أربعمائة قطعة‬ ‫السياسية والاقتصادية‪ ،‬انطلاقا‬ ‫تقدما عمرانيا باهرا‪.‬‬ ‫بحرية‪ ،‬مائة منها في الأندلس‬ ‫من تملكهم للمحاور التجارية‬ ‫لكن اللافت للنظر في هذا‬ ‫ومائتان في المغرب الأقصى‪ ،‬ومائة‬ ‫الكبرى‪ ،‬علما أن هذا الأساس‬ ‫السياق‪ ،‬هو أن أحد المتخصصين‬ ‫في المغرب الأوسط والأدنى(‪41‬‬ ‫لم يكن قارا‪ ،‬فالطرق التجارية‬ ‫الاقتصاديين المعاصرين(‪) 44‬‬ ‫تتأرجح بين الغرب والشرق (غرب‬ ‫يظهر التفاعل الحتمي وعبر كل‬ ‫)‪.‬‬ ‫شمال إفريقيا وشرقها)‪ ،‬ويتحكم‬ ‫الأزمنة بين السياسة والاقتصاد‬ ‫الحصيلة أن البحر ظل حاضرا‪،‬على‬ ‫في هذا التأرجح ميزان القوى‬ ‫والاستراتيجية‪ ،‬وبين ضرورة‬ ‫الدوام‪ ،‬في مجمل التطور الحضاري‬ ‫السياسي والعسكري في المنطقة‬ ‫الثروة والقدرة العسكرية‪ ،‬حيث‬ ‫الذي عرفته المجتمعات الإنسانية‪،‬‬ ‫وحتى خارجها‪ ،‬ولعل إزالة الدولة‬ ‫تدعم كل واحدة منهما الأخرى‪،‬‬ ‫وضمنها الغرب الإسلامي‪ ،‬ولم‬ ‫المرابطية الكثير من الضرائب التي‬ ‫بل ويستحيل في نظره الحديث‬ ‫يقتصر دور البحر في المساهمة‬ ‫كانت مفروضة على السكان(‪46‬‬ ‫عن تطور اقتصادي إلا في ظل رؤية‬ ‫في النشاط الاقتصادي‪ ،‬بل كانت‬ ‫)‪ ،‬هي مرتبطة باعتماد مواردها‬ ‫له أدوارا أساسية أخرى نذكر‬ ‫المالية على التجارة الخارجية في‬ ‫سياسية ناجعة‪.‬‬ ‫منها مساهمته في نقل التيارات‬ ‫وفي نفس السياق‪ ،‬فقد وقف أحد‬ ‫الحضارية والثقافية من فضاء إلى‬ ‫الغالب الأعم‪.‬‬ ‫الدارسين للتاريخ الإسلامي(‪،) 45‬‬ ‫آخر ومن قارة إلى أخرى‪ ،‬وينبغي‬ ‫وبالمثل‪ ،‬فقد تخلت عن مبادئها‬ ‫على البنية الاجتماعية والسياسية‬ ‫الاعتراف بأن البحر كان له حضوره‬ ‫الثورية تلك‪ ،‬فعادت لتركيز‬ ‫والفكرية كذلك‪ ،‬والتي ساهمت‬ ‫الوازن في ترجيح كفة الدول‬ ‫سياستها المالية على الميدان‬ ‫كلها كإطار عام وبشكل غير‬ ‫خلال فترات الحروب والصراعات‬ ‫الفلاحي والمبادلات الداخلية‪،‬‬ ‫مباشر ومتوسط في \"تقدم الإنتاج‬ ‫السياسية والعسكرية‪ ،‬ومن هنا‬ ‫لا لشيء حسب أحد الدارسين(‬ ‫‪32‬‬

‫بسبب ما أحدثوه من تخريب‬ ‫لكن وحتى لا نبالغ كثيرا في هذا‬ ‫‪ ،)47‬إلا لتحول الطرق التجارية‬ ‫الأمر‪ ،‬فمن بين السلبيات التي‬ ‫نحو الشرق وعجزها عن السيطرة‬ ‫ذخائر‬ ‫عهد‬ ‫وخ اص ة‬ ‫للاقتصاد الموحدي‪،‬‬ ‫رافقت هذا التوجه الفلاحي تحديدا‪،‬‬ ‫السياسية على المغربين الأوسط‬ ‫كما‬ ‫ي وس ف‬ ‫الخليفة أبي يعقوب‬ ‫هي اعتبار أراضي القبائل غير‬ ‫والأدنى‪ ،‬وبالتالي عدم مقدرتها على‬ ‫الموحدية ملكا لهم‪ ،‬بل وصل الأمر‬ ‫احتواء مختلف المسالك التجارية‬ ‫أكد ذلك ابن صاحب الصلاة(‪54‬‬ ‫إلى أن فرضوا على الفلاحين تقديم‬ ‫وتشعباتها في المنطقة ‪،‬بل إن‬ ‫القسط الكبير من محصلاتهم‬ ‫الضائقة المالية قد أوصلت الدولة‬ ‫)‪،‬حتى أمكن الحديث على نوع من‬ ‫‪ ،‬مما أفضى إلى انصراف الناس‬ ‫المرابطية إلى حد فرض سياسية‬ ‫عن الإنتاج الفلاحي‪ ،‬وفي بعض‬ ‫ضرائبية حتى على الأشياء الثانوية‬ ‫العدالة الاجتماعية (‪.) 55‬‬ ‫المناطق تخلى الفلاحون عن‬ ‫أو العابرة‪ ،‬بل وإحداث ضرائب‬ ‫أراضيهم كما تؤكد بعض المصادر‬ ‫جديدة على المواد المستهلكة‪،‬‬ ‫لكن ومع تولية السلطان محمد‬ ‫التاريخية(‪ ،) 51‬وأدى كذلك‬ ‫وهنا تفيد إشارة الإدريسي( ‪)48‬‬ ‫إلى ثوراث وانتفاضات في مختلف‬ ‫أن ضريبة \"القبالات \" شملت حتى‬ ‫الناصر على قمة الهرم السياسي‬ ‫الجهات‪ ،‬مما فرض على الدولة‬ ‫على الجراد الذي كان يباع في‬ ‫الموحدية تعديل سياسته وإتباع‬ ‫الموحدي ( ‪1199‬م) ‪ ،‬قد‬ ‫نوع من المرونة تتجاوب واختلاف‬ ‫أسواق مراكش‪.‬‬ ‫الإنتاج وكذا اختلاف المناطق‬ ‫وعلى العكس من ذلك‪ ،‬يبدو‬ ‫عادت تلك الفئة التي تحدثنا‬ ‫أن الدولة الموحدية في بدايتها‬ ‫وال ج ه ات‪.‬‬ ‫ظهرت مستفيدة من أخطاء الدولة‬ ‫عنها (المتلاعبين‪ )...‬لنشاطها‬ ‫ونتيجة لهذه السياسة تحسنت‬ ‫المرابطية في تغليب إدارة وقوة‬ ‫أحوال الناس( ‪ ،)52‬مع الإقرار‬ ‫الدولة على أساس التجارة البعيدة‬ ‫وبشراسة أكثر‪ ،‬فأضحت تحتكر‬ ‫بالتفاوت الاجتماعي بين الفئات‬ ‫المدى‪ ،‬بل شجع الموحدون العمل‬ ‫والجهات‪ ،‬خاصة ما بين الجهات‬ ‫الفلاحي إلى درجة أمكن فيها‬ ‫مواد إستراتيجية كالحبوب وزيت‬ ‫الرطبة والجافة وشبه الجافة‬ ‫لبعض الباحثين الحديث عن \"‬ ‫بمنطق جغرافي‪ ،‬فإن التحسن‬ ‫ثورة فلاحية \"( ‪ ،)49‬وتجلى ذلك‬ ‫الزيتون‪ ،‬وتحكم الحكام \" وليس‬ ‫المعيشي كان هو السمة العامة‬ ‫في توسيع المساحات الزراعية‪.‬‬ ‫والذي مس حسب بعض الدارسين‬ ‫بل وانتشار العديد من المزروعات‬ ‫الدولة \" في العملية الاقتصادية‪،‬‬ ‫حتى القبائل الرحل من صنهاجة‬ ‫التي كانت مقتصرة على المناطق‬ ‫وزناتة المترددين على المدن‬ ‫الشمالية‪ ،‬وكذلك تعميم استعمال‬ ‫بل وتم التعاطي \" للربى \" وترويج‬ ‫الواقعة جنوب وشرق جبل درن‪،‬‬ ‫التقنيات الفلاحية المتداولة حينئذ‪.‬‬ ‫ولعل ما يؤكد ذلك هو اهتمام‬ ‫النقود المزيفة‪ ،‬ونهج سياسة‬ ‫وشرق نهر ملوية(‪.) 53‬‬ ‫الخلفاء والسادة والأشياخ وكبار‬ ‫ولا شك أن الدولة الموحدية \"‬ ‫التجار بالنشاط الفلاحي التسويقي‪،‬‬ ‫المضاربة والاحتكار بغية التحكم‬ ‫المغاربية \" قد استطاعت في‬ ‫ويبدو أنها ظاهرة جديدة لم تعرف‬ ‫طور قوتها‪ ،‬أن تضرب على أيدي‬ ‫من قبل لدى حكام هذا المجال‬ ‫في الأسواق ( ‪ )56‬وبلغ الجشع‬ ‫المتلاعبين والمتواطئين معهم‬ ‫من كبار الموظفين ورجال الدولة‪،‬‬ ‫برمته(‪.) 50‬‬ ‫بهذه الفئة الاجتماعية أن تطاولت‬ ‫على أموال المخزن(*)‪ ،‬وقضت‬ ‫على احتياطه وخلخلت موازينه‬ ‫الداخلية والخارجية‪ ،‬ودليلنا في‬ ‫ذلك أن الخليفة الناصر ذهب‬ ‫إلى حرب العقاب يوم ‪ 16‬يوليو‬ ‫‪1212‬م‪ 19 /‬صفر ‪609‬ه ‪ ،‬بجبهة‬ ‫داخلية مصدعة‪ :‬انقسام على‬ ‫المستوى القمة‪ ،‬وتدهور وبؤس‬ ‫على مستوى القاعدة ‪ ،‬وعندما‬ ‫اشتبك مع العدو في معركة‬ ‫العقاب‪ ،‬وقفت جيوش الموحدين‬ ‫وجيوش الأندلس موقف المتفرج‪،‬‬ ‫كما أكد ذلك الناصري(‪.) 57‬‬ ‫وب ال ت ال ي ي ب دو أن ال وض ع ي ة ال س ي اس ي ة‬ ‫للدول الوسيطية بالغرب الإسلامي‬ ‫‪33‬‬

‫السلطات المركزية لفائدة قواعده‬ ‫الخارجية‪ ،‬الشيء الذي فسره‬ ‫‪،‬هي انعكاس لتطور المجتمع‬ ‫الاجتماعية الأساسية‪ ،‬لتتمكن‬ ‫الباحث بنمليح بما يلي‪ \":‬إن‬ ‫اقتصاديا واجتماعيا وفكريا كذلك‪،‬‬ ‫من إنجاز أدوارها التاريخية‪،‬‬ ‫هشاشة الدولة الموحدية يكمن‬ ‫والعكس في حالة تراجعه وتخلفه‬ ‫وتفيد من هذا الاقتصاد التجاري‬ ‫في ثلا ثة عوامل‪ ،‬مضمون‬ ‫الاقتصادي وللإشارة فإن أحد‬ ‫لتطوير مجتمعاتها‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫المشروع السياسي‪ ،‬وطبيعة القوة‬ ‫الدراسين أكد وخلافا لما سبق‬ ‫العصر الوسيط في هذا المجال‬ ‫الاجتماعية الذي اعتمد عليها‬ ‫أن التجارة المتوسطية عموما‬ ‫عرف بإجماع ثلة من الدارسين‬ ‫وخلال الفترة موضوع البحث‪،‬‬ ‫المتخصصين‪ ،‬قدامى ومحدثين‪،‬‬ ‫وأهمية العامل الخارجي(‪.)59‬‬ ‫تميزت بطابعها الكمالي‪ ،‬لأنها‬ ‫من أبرز القرون \"الذهبية\" في هذا‬ ‫وأضيف المشروع الاقتصادي‬ ‫قامت لتلبية حاجة الأثرياء‬ ‫الذي لم يخرج عن دور الوسيط‬ ‫والأقوياء‪ ،‬كالأمراء‪ ،‬والمقامات‬ ‫ال م ج ال‪.‬‬ ‫الدينية والحكام \"التجار\"‪ ،‬وظلت‬ ‫غير أن هذه الصورة المشرقة‬ ‫ال ت ج اري‪.‬‬ ‫خارج نطاقها الرئيسي للنشاط‬ ‫سرعان ما توارت منذ مشارف القرن‬ ‫ومن جهة أخرى يظهر أن الحكم‬ ‫الاقتصادي‪ ،‬لأنها لم تكن ذات‬ ‫الرابع عشر(م)‪ ،‬وخاصة في أواخره‪،‬‬ ‫ال م وح دي أح ك م ت ن ظ ي م دع وت ه ووظ ف‬ ‫أثر يذكر على العامة‪ ،‬أو حتى على‬ ‫تحت سطح كثيف من الظروف‬ ‫كل الوسائل والأساليب الاقتصادية‬ ‫الاقتصاد الوسيطي عموما‪ ،‬ولم تكن‬ ‫الإقليمية للمجال المغاربي‪ ،‬وكثير‬ ‫والسياسية والعسكرية وكذلك‬ ‫تستدعي بذل الجهد أو إنفاق‬ ‫من التوظيفات السياسية والنزاعات‬ ‫الثقافية والمذهبية وحتى النفسية‪،‬‬ ‫الموارد الأخرى على نطاق واسع‪،‬‬ ‫العسكرية على امتداد هذا المجال‬ ‫وتمكنوا في غضون العقود الثلاثة‬ ‫بما يكفي لفرض الضغط على‬ ‫والتي عادت إلى الظهور مع المرحلة‬ ‫الأولى من القرن السادس الهجري‬ ‫العمليات الاقتصادية والاجتماعية‪،‬‬ ‫المدروسة‪ ،‬مدشنة بالتالي مرحلة‬ ‫من نشر دعوتهم أي مشروعهم‬ ‫حيث لم يواكب المجتمع تلك‬ ‫تميزت بغلبة التجزئة على حساب‬ ‫السياسي في معظم الجناح الغربي‬ ‫التحولات بإرادة من الحكام‪ ،‬بغية‬ ‫الوحدة‪ ،‬ولعله التراكم الذي دخل‬ ‫من \"دار الإسلام\"‪ ،‬لكن المرحلة‬ ‫الانتقال إلى المرحلة المتقدمة(‪58‬‬ ‫به المجال المغاربي على مشارف‬ ‫الموالية من حكم الموحدين‬ ‫)‪ ،‬وهو ما قد يفسر الاعتماد الشبه‬ ‫ستكون فترة التراجعات والإحباط‪،‬‬ ‫كلي على اقتصاد الوساطة‪ ،‬وهي‬ ‫التاريخ الحديث‪.‬‬ ‫ولا يفسر ذلك إلا بضعف الوساطة‬ ‫الوظيفة الاقتصادية التي أوكلت‬ ‫ولاغرو‪ ،‬فمع نهاية القرن الرابع‬ ‫التجارية للدولة وبحكم الاعتماد‬ ‫للمنطقة منذ فترات سابقة‪ -‬كما‬ ‫عشر تقدم البرتغاليون والأسبان‬ ‫عليه بشكل كبير‪ ،‬وكذا للتناقضات‬ ‫أشرنا – ووجد فيها الحكام في‬ ‫في عرض الشواطئ الإفريقية‪،‬‬ ‫معظمهم تعبيرا عن طموحهم‬ ‫بل وتمكنوا من اجتذاب قسم‬ ‫القبلية وغيرها ‪.‬‬ ‫كبير من تجارة الذهب نحو خليج‬ ‫ذلك أن المرحلة التاريخية التي تم‬ ‫ال م ح دود‪.‬‬ ‫غينيا‪ .‬وهكذا بدأ المجال المغاربي‬ ‫النبش في بعض جوانبها‪ ،‬عرفت‬ ‫أما سياسة الحكم الموحدي فرغم‬ ‫يفقد دوره كوسيط تجاري مما‬ ‫فترات زاهية ومتقدمة على امتداد‬ ‫تشددها \"المذهبي\" وبنيتها‬ ‫أدى إلى تغير البنيات الاجتماعية‬ ‫هذا المجال وخاصة في المراحل‬ ‫التنظيمية المتطورة نسبيا‪ ،‬فقد‬ ‫والاقتصادية تغيرا عميقا بل ودائما‪.‬‬ ‫الأولى‪ ،‬وعرفت حركة سياسية‬ ‫ظلت تعاني من تناقضات على‬ ‫_ كيف نفهم سلبيات هذا التوجه‬ ‫وثقافية مبنية على أسس اقتصادية‬ ‫المستوى الضرائبي والعسكري‪،‬‬ ‫الاقتصادي بالمجال المغاربي أواخر‬ ‫‪،‬لكنه ‪ -‬الاقتصاد‪ -‬كان \" عهديا‬ ‫وكذا على مستوى سياستها‬ ‫\" بمعنى أنه كان يتغير حسب‬ ‫العصر الوسيط ‪.‬‬ ‫العهود قوة وضعفا‪ ،‬ولم تسلم فيه‬ ‫‪34‬‬

‫الإقطاعيات المختلفة ببعضها‬ ‫على الإنتاج بل على القيام بدور‬ ‫* على المستوى الاقتصادي‬ ‫الوساطة الاقتصادية خدمة \"‬ ‫والاج ت م اع ي‪:‬‬ ‫ذخائر‬ ‫والمدن بالأرياف‪ ،‬وصار‬ ‫البعض‬ ‫يشترون من الأسياد‬ ‫التجار‬ ‫لأجندات\" أجنبية‪.‬‬ ‫يتضح أن قوة المجال المغاربي‬ ‫إضافة إلى البعد القبلي‪ ،‬فقد كانت‬ ‫على المستوى الاقتصادي طيلة‬ ‫أو الفلاحين الفائض الزراعي‬ ‫النتيجة هي مجال مغاربي يتوفر‬ ‫العصر الوسيط‪ ،‬جاءت من المكانة‬ ‫على كل مكونات الوحدة‪ ،‬لكنه ظل‬ ‫التي يحتلها في الشبكة التجارية‬ ‫ويبيعونهم المنتوجات والحرفية‬ ‫عبارة عن تجمع مناطق ليست‬ ‫العالمية وازدهاره وإشعاعه ناتج عن‬ ‫مندمجة ببعضها البعض على‬ ‫دوره التجاري في إطار ما أسميناه‬ ‫المحلية والفاخرة الآتية من‬ ‫الأقل في المستوى الاقتصادي‪،‬‬ ‫باقتصاد الوساطة أكثر مما نتج عن‬ ‫بل ويسودها الصراع والنزاع على‬ ‫ارتفاع مستوى الإنتاج الفلاحي أو‬ ‫ال ش رق‪.‬‬ ‫احتكار هذا الدور‪ ،‬خاصة وأن الدول‬ ‫حتى الحرفي(‪ .) 60‬والأرباح التي‬ ‫التي قامت على أمر هذا المجال‬ ‫تجنى من تجارة العبور تسمح‬ ‫بعد كل هذا يمكن أن نسجل‬ ‫عملت جاهدة على احتكار العملية‬ ‫\" للأرستقراطية \" بعدم الاهتمام‬ ‫التجارية برمتها ‪ -‬كما رأينا ذلك‪-‬‬ ‫بتك القطاعات إلا بما يخدم النمط‬ ‫الارتباط بين التجارة البعيدة المدى‬ ‫لخدمة أطراف خارجية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫الاقتصادي السائد وبالتالي خدمة‬ ‫عدم إمكانية توظيف الفائض في‬ ‫والبنية القبلية في النظام المغاربي‬ ‫خدمة القطاعات الإنتاجية‪ ،‬كما وقع‬ ‫السلطة المركزية‪.‬‬ ‫بأوربا خلال القرن الخامس عشر‬ ‫واللافت للنظر داخل المجال‬ ‫استمر بالتطور‪،‬ولكن بشكل سلبي‪،‬‬ ‫والسادس عشر‪ ،‬حيث كانت التجارة‬ ‫المغاربي أن التجارة الكبرى لا‬ ‫البعيدة تضخم حجم الفائض بما‬ ‫تهدم التنظيم القبلي ولا تهدم‬ ‫فعجزت \" الأرستقراطية التجارية‬ ‫تضيف إليه من تحويلات ذات‬ ‫أشكال الملكلية والإنتاج به‪،‬‬ ‫مصدر خارجي‪ ،‬أما الريع الطبيعي‬ ‫فمستوى تطور القوى المنتجة‬ ‫– السلطة المركزية ‪ \" -‬عن‬ ‫بدأ يترك مكانه للريع النقدي‪ ،‬وهذا‬ ‫المحلية ضعيف ولا يسمح باقتطاع‬ ‫الريع أخذ يغذي الإنتاج التجاري‬ ‫فائض كاف لسيادة الطبقة التجارية‬ ‫إخضاع البادية بصورة دائمة‪ ،‬وعن‬ ‫البسيط الحرفي المزدهر الذي كان‬ ‫التي بمقدورها الشروع في التوحيد‬ ‫يعيش على هذه التجارة‪،‬بل تطور‬ ‫المجالي للمغارب‪ ،‬كما كاد أن‬ ‫إعادة توزيع الثروات بين البادية‬ ‫هذا الاقتصاد إلى درجة عالية من‬ ‫يحصل مع التجربة الموحدية‬ ‫التمركز الاقتصادي‪ ،‬وهو الأمر الذي‬ ‫بكثير من الصعوبات والمشاكل‪،‬‬ ‫والحاضرة والتي أصبحت تأخذ‬ ‫يدفع بالتحرك الدائم للمجتمع‬ ‫ليبقى مصير هذه الطبقة التجارية‬ ‫بقيادة الطبقة التجارية‪ ،‬إلى‬ ‫\"الدولة\" متعلق بقدرتها‪ ،‬عن‬ ‫أشكالا متباينة‪ ،‬والذي شمل كل‬ ‫الاندماج المجالي الكبير وكذلك‬ ‫طريق وساطتها التجارية‪ ،‬على‬ ‫عن طريق الشكل السلعي الذي‬ ‫حيازة فائض ذي أصول خارجية‪،‬‬ ‫المجال المغاربي ‪ -‬كما أوضحنا‬ ‫يأخذه رأس المال نفسه ويدفع‬ ‫أي مشروط بظروف خارجة عن‬ ‫سيطرة المجتمع‪ .‬فالفائض‬ ‫ذلك خلال المرحلة الموحدية ‪ -‬وهو‬ ‫بذلك أيضا إلى اندماج السوق‪.‬‬ ‫المحلي الضئيل لا يتطلب التوحيد‬ ‫وبالتالي‪ ،‬كان دور التاجر هو ربط‬ ‫الاقتصادي‪ ،‬لأن التنافس لا يقوم‬ ‫ما أدى بشكل مباشر إلى ضعف‬ ‫الحياة الاقتصادية والاجتماعية‬ ‫والسياسية‪ ،‬لكن في المقابل ساعد‬ ‫على صلابة وتعزيز البنية القبلية‪،‬‬ ‫وزاد من التجزئة السياسية للمجال‬ ‫ليتم تهيئه للاستعمار الأوربي‪.‬‬ ‫فالتجار إذن مرتبطون عموما‬ ‫بالطبقة الحاكمة في الحالة التي لا‬ ‫يكونون هم أنفسهم في السلطة‪،‬‬ ‫ويستخلصون فوائدهم من دور‬ ‫الوسيط التجاري الذي يلعبونه‬ ‫على مستوى السوق العالمية‪.‬‬ ‫خاتمة ‪:‬‬ ‫الحصيلة أن دراسة تاريخ‬ ‫المجال المغاربي خلال العصر‬ ‫‪35‬‬

‫المغاربي ‪ ،‬وتعطيل وعرقلة إقلاعه‬ ‫خلال العصر الوسيط من منظار‬ ‫الوسيط‪ ،‬من زاوية الصراع البنيات‬ ‫السياسي والاقتصادي والاجتماعي‪.‬‬ ‫اقتصادي واجتماعي وجيو سياسي‪،‬‬ ‫الاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬هي لإبراز‬ ‫وهذا ما سيتضح بجلاء أكثر من‬ ‫في إطار التاريخ المقارن قادرة على‬ ‫أدوارها الفاعلة في تحديد وتشكيل‬ ‫خلال دراسة وضعية هذا المجال‬ ‫استيعاب كل الإشكاليات التي‬ ‫بنية هذا المجال كما ونوعا‪ .‬فقد‬ ‫في نهاية تاريخه الوسيط وبداية‬ ‫لازالت في حاجة ماسة للدراس‬ ‫أبانت المحاولة التي انصبت على‬ ‫التاريخ الحديث ومن زوايا عديدة‪.‬‬ ‫والتمحيص‪ .‬بل وبإمكانها تحديد‬ ‫هذا الحقل‪ ،‬بعد مراجعة عدد لا‬ ‫هذا ويظل التساؤل مطروحا حول‬ ‫الخطوات المنهجية والأكثر اتساق‬ ‫بأس به من المصادر التاريخية‬ ‫مدى استيعاب وفهم إمكانات‬ ‫مع الواقع عرضا ونقدا‪ .‬فضلا عن‬ ‫والجغرافية والدراسات الاقتصادية‬ ‫وقدرات المجال الجغرافي المغاربي‬ ‫استثمارها‪ -‬الدراسات الاقتصادية‬ ‫والأبحاث المتوفرة أن وحدة الغرب‬ ‫في حالة تكامله وانسجامه‬ ‫والجيو سياسية‪ ،-‬في رصد كل‬ ‫الإسلامي والتي برزت بشكل واضح‬ ‫وابتعاده عن التبعية التي تخلق‬ ‫الأزمنة والحقب التاريخية على‬ ‫منذ الفترة القديمة‪ ،‬وتم تأكيدها‬ ‫أنماطا اقتصادية لا تكون إلا في‬ ‫خلال التاريخ الوسيط‪ ،‬لم تكن‬ ‫خدمة الأخر‪ ،‬وإذكاء الصراعات‬ ‫اختلافها‪ ،‬بل وتفسيرها كذاك‪.‬‬ ‫إلا تعبيرا واضحا عن عمق‬ ‫السياسية‪ ،‬أم أن الأمر يستظل في‬ ‫‪ )2‬أن التطور الاقتصادي‬ ‫تفكير هؤلاء في إفادتهم البالغة‬ ‫والسياسي للمجال الجغرافي‬ ‫وعلى جميع المستويات‪ ،‬والتي لا‬ ‫طي الكتمان‪.‬‬ ‫المغاربي المشهود خلال الفترات‬ ‫يمكن بأي حال تحقيقها إلا بفضل‬ ‫وفي الأخير يمكننا أن نطرح‬ ‫الأولى للدولة المرابطية وبعدها‬ ‫التكامل بين الفضاءات الجغرافية‬ ‫سؤالا واضحا‪ ،‬وهو‪ :‬إذا كان هذا‬ ‫الدولة الموحدية ‪ ،‬نجم عن‬ ‫النمط الاقتصادي الذي ساد‬ ‫استثمار أمثل للقوى الطبيعية‬ ‫لهذا المجال‪.‬‬ ‫الغرب الإسلامي قادر على بناء‬ ‫والاجتماعية المتوفرة‪ ،‬وقد تبين‬ ‫وقد لعب التاريخ والجغرافيا أدوارا‬ ‫اقتصاد قوي‪ ،‬وبالتالي بناء دولة‬ ‫لنا التطور الملحوظ الذي عرفه‬ ‫فعالة في توجيه المجال المغاربي‪،‬‬ ‫سياسية مركزية على امتداد هذا‬ ‫الميدان التجاري والصناعي‪ ،‬بفعل‬ ‫في اتجاه أشكال محددة من‬ ‫المجال؟ فكيف دخل هذا المجال‬ ‫مركزية النظام السياسي الهادف‬ ‫الاقتصاد القائم على الوساطة‬ ‫على عتبة التاريخ الحديث؟‬ ‫إلى تأمين الطرق وتشديد الرقابة‪،‬‬ ‫التجارية بين بلاد السودان وأوروبا‬ ‫وبالضبط كيف صارت أحواله على‬ ‫والحد من الصراعات وتوفير المواد‬ ‫والمشرق العربي‪َ ،‬إضافة إلى توزيع‬ ‫جميع المستويات بعد افتقاده‬ ‫وتنويع الإنتاج الفلاحي والحرفي‬ ‫لدور الوسيط الاقتصادي‪ ،‬على‬ ‫الخام لإنجاح الصناعات‪.‬‬ ‫والمعدني على امتداد هذا المجال‪،‬‬ ‫إثر تحويل الطرق التجارية إلى‬ ‫(‪ 3-‬أن الإشكالات التي رافقت‬ ‫وتوظيفه لخدمة اقتصاد الوساطة‪.‬‬ ‫قيام الدولة المرينية في المغرب‬ ‫ولا ننفي المحاولات الجادة من‬ ‫المحيط الأطلسي؟‪.‬‬ ‫الأقصى‪ ،‬وبني عبد الواد بالمغرب‬ ‫طرف بعض الحكام الأوائل في‬ ‫وإلى أي حد ساهمت المعطيات‬ ‫الأوسط وبني حفص في المغرب‬ ‫استثمار هذا التوجه أمثل استثمار‪،‬‬ ‫الاقتصادية والجيو سياسية‬ ‫الأدنى‪ ،‬كانت مرتبطة بالنمط‬ ‫وكان بالتالي تعبيرا وانعكاسا لواقع‬ ‫للمغرب الوسيط في تحديد ورسم‬ ‫الاقتصادي الموجه – اقتصاد وتجارة‬ ‫ملامح التاريخ الحديث والمعاصر؟‬ ‫الوساطة‪ -‬وبتغيرات عميقة طرأت‬ ‫متكامل في الأصل والامتداد‪.‬‬ ‫ذلك موضوع آخر للبحث والتنقيب‪،‬‬ ‫على الفضاء المتوسطي برمته‪،‬‬ ‫هذا وقد تمخضت الدراسة إلى حد‬ ‫سنوجه عملنا في الأعمال الموالية‬ ‫وما كانت لتفضي إلا لتلك النتائج‬ ‫الآن عن عدة نتائج نوجزها فيما‬ ‫القائمة على التفكك والتجزئة‬ ‫إلى محاولة الحفر فيه‪.‬‬ ‫على امتداد المجال الجغرافي‬ ‫ي ل ي‪:‬‬ ‫‪ )1‬أن دراسة الغرب الإسلامي‬ ‫‪36‬‬

‫‪ - 1‬ماجدة كريمي‪ \":‬تجارة القوافل‪ :‬آثار وبصمات على تاريخ دول المغرب الوسيط\" دار الجسور وجدة المغرب‪ ،‬الطبعة‬ ‫الأولى ‪ 1996‬ص‪.23 :‬‬ ‫– ‪2-Alaoui Abdelaziz: le Maghreb et le commerce transaharien du XIe au XIV siècle‬‬ ‫‪thèse de doctorat de 3ème cycle, Bordeaux, 1983‬‬ ‫ذخائر‬ ‫‪3-Braudel Fernand : Ecrits sur l’histoire. Flammarion, Paris‬‬ ‫‪1969 -‬‬ ‫‪ - 4‬فقد أشار سمير أمين وفق مرجعيته الماركسية إلى هذه التشكيلة الاقتصادية ‪ ،‬لكنها لا ترقى في نظره لأن تكون نمط‬ ‫إنتاج وفق النظرية الماركسية القائمة على اللوحة الخماسية ‪ :‬يمكننا التمييز بين ثلاث وحدات سياسية واقتصادية متمايزة‬ ‫عن بعضها ‪:‬‬ ‫‪ -‬المشرق العربي‪ ،‬والذي يضم شبه الجزيرة العربية ومنطقة الهلال الخصيب( سوريا‪ ،‬لبنان‪ ،‬الأردن والعراق)‪ - .‬بلدان‬ ‫النيل‪( ،‬مصر والسودان)‪.‬‬ ‫‪ -‬المجال المغاربي‪ ،‬والذي يمتد من ليبيا شرقا وحتى المحيط الأطلسي غربا وتضم (ليبيا‪،‬تونس‪،‬الجزائر‪،‬المغرب الأقصى)‪.‬‬ ‫أما الفائض الذي يمكن اقتطاعه من المزارعين بقي ضئيل الأهمية في أغلب فترات التاريخ الوسيط‪ ،‬كما ظلت التقنية الإنتاجية‬ ‫في الزراعة ضعيفة التطور‪ ،‬وظلت إنتاجية العمل الزراعي خفيفة‪ .‬والأكثر من ذلك فمستوى حياة المزارعين قريبا من مستوى‬ ‫الكفاف‪ ،‬ذلك أن أغلب الإنتاج الفلاحي وحتى الحرفي لم يكن موجها لسوق داخلية أو خارجية مضبوطة‪ ،‬بقدر ما كان موجها‬ ‫لخدمة تجارة العبور‪ -‬اقتصاد الوساطة – وبالتالي فإن أشكال التنظيم ظلت مطبوعة بالجماعية القبلية‪ ،‬كما سنوضح ذلك‪.‬‬ ‫فلا يوجد هنا على ما يبدو قاعدة كافية لاقتطاع فائض يسمح بتشكيل بنية إقطاعية‪ .،‬والغريب في الأمر‪ ،‬أن المجال المغاربي‬ ‫بالتحديد كان مسرح حضارات غنية‪ ،‬بل ومدينية بشكل ملحوظ ‪ ،‬أنظر سمير أمين ‪\":‬التطور اللا متكافئ ‪..‬مرجع سابق ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬على سبيل المثال ‪ :‬أنظر البلاذري ‪ \":‬فتوح البلدان\" بدون تاريخ ‪.‬و ابن عذاري المراكشي \" البيان المغرب فيأخبار‬ ‫الأندلس والمغرب\" تحقيق ج س كولان ‪ ،‬وبرفنسال ‪ ،‬بيروت ‪1995‬م‪ .‬وابن خلدون‪ :‬العبر‪ ..‬مصدر سابق‪..‬‬ ‫‪ - 6‬ماجدة كريمي ‪\" :‬حواضر مغرب العصر الوسيط ‪ \" :‬اشعاع داخلي ودولي\" ص ‪88 :‬‬ ‫‪ - 7‬وهو ما سماه أستاذي إبراهيم القادري بوتشيش \"باقتصاد المغازي \" بكثير من التفصيل ‪ ،‬أنظر‪\" :‬تاريخ الغرب‬ ‫الإسلامي\"قراءات جديدة في بعض قضايا المجتمع والحضارة‪ ،‬دار الطليعة‪ ،‬بيروت ‪،‬ط ‪.1994، 1‬‬ ‫‪ - 8‬عبد القادر دقلول ‪ \":‬مقدمات في تاريخ المغرب العربي ‪ \"..‬مرجع سابق ص ‪.76‬‬ ‫‪ - 9‬على سبيل المثال ‪ :‬أنظر البلاذري ‪ \":‬فتوح البلدان\" بدون تاريخ ‪.‬و ابن عذاري المراكشي \" البيان المغرب فيأخبار‬ ‫الأندلس والمغرب\" تحقيق ج س كولان ‪ ،‬وبرفنسال ‪ ،‬بيروت ‪1995‬م‪ .‬وابن خلدون‪ :‬العبر‪ ..‬مصدر سابق‪...‬‬ ‫‪ \" - 10‬نزهة المشتاق في إختراق الأفاق\"‪ ،‬مكتبة الثقلفة الدينية‪ ،‬القاهرة مجلدان ‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬ ‫‪ - 11‬نفسه‪ :‬ج ‪ 2‬ص ‪.529‬‬ ‫‪ - 12‬الإدريسي‪ :‬م‪،‬س ‪ :‬ص ‪.260‬‬ ‫‪ - 13‬للمزيد من التفصيل حول هذه المراكز‪ ،‬يمكن الرجوع إلى الدراسات التي اعتمدت على مصادر الفترة‪ ،‬ومنها‬ ‫‪Duby (g) ;L’Economie rurale et la vie des campagnes dans L’occident médiéval ;paris‬‬ ‫‪.);Ed Aubier 1962.(2 :T‬‬ ‫‪ - 14‬ابن خلدون‪ \":‬العبر‪ \"...‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.583‬‬ ‫‪ - 15‬ابن خلدون‪\" :‬العبر‪ \"...‬م‪ ،‬س ‪،‬ص ‪.618‬‬ ‫‪ - 16‬هاشم العلوي القاسمي‪ \":‬حركة المهدوية في الغرب الإسلامي\" ‪ :‬مرجع سابق ص‪. 182 :‬‬ ‫‪17-Charles Andre julien : L’Afrique Du Nord En marche / Volume 1 – 2, julliard. 1972,‬‬ ‫‪Editions, 2001 Tunis‬‬ ‫‪ - 18‬عبد الرحيم شعبان‪ \"-:‬الإصلاح النقدي الموحدي\" مجلة كلية الآداب الرباط العدد الثالث والعشرون‪ ,‬السنة ‪1999‬‬ ‫ص‪ 139 :‬وما بعدها‪ ،‬ونشير إلى أن هذه الدراسة ولأهميتها البالغة فقد قدمها باسم بنك المغرب‪.‬‬ ‫‪ - 19‬ابن عذاري المراكشي‪ \":‬البيان المغرب ‪ \"...‬م‪.‬س ص‪.264 :‬‬ ‫‪ - 20‬عز الدين أحمد موسى‪ \":‬النشاط الاقتصادي الإسلامي‪ »...‬مرجع سابق ص‪210 :‬‬ ‫‪ - 21‬عز الدين أحمد موسى ‪ \":‬الموحدون في الغرب الإسلامي\" دار الغرب الإسلامي بيروت لبنان ‪.‬ط‪1991 1‬‬ ‫ص‪.282 :‬‬ ‫‪ - 22‬نفسه ص‪.210 :‬‬ ‫‪ - 23‬الحسين بولقطيب ‪ \" :‬حفريات في تاريخ المغرب الوسيط\"– دراسة تاريخية ‪ ، -‬منشورات الزمن‪ ،‬الطبعة الأولى‬ ‫‪ ، 2004‬ص ‪ 14‬ومابعدها‪.‬‬ ‫‪ - 24‬عبد الله علي علام‪ \":‬الدولة الموحدية بالمغرب في عهد عبد المومن بن علي\" مطابع دار المعارف ‪1971‬‬ ‫ص‪ .252 :‬وكذلك‪ .‬محمد ناصح‪ « ،‬بعض عوامل التطور التجاري في المغرب خلال ق ‪ 6‬هـ ‪12 /‬م\" مجلة أمل العدد السادس‪،‬‬ ‫السنة الثانية ‪ 1995‬ص‪ 5 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪ - 25‬الحسن الوزان‪ »:‬وصف إفريقيا‪ \":‬ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر‪ ،‬الرباط ‪1967‬و ‪ 1980‬ج ‪ .1‬ص‪.233 :‬‬ ‫‪ - 26‬عز الدين أحمد موسى‪ :‬المرجع السابق « ص‪.218 :‬‬ ‫‪ « - 27‬نهاية الأرب‪ \"...‬مصدر سابق ص‪.215 :‬‬ ‫‪ \" \" - 28‬المدن الإمامة‪ \"...‬مصدر سابق ص‪ ،286 :‬وكذلك ابن عذاري المراكشي‪ \"،‬البيان المغرب‪ \"..‬ج ‪ 3‬ص‪65 :‬‬ ‫‪ - 29‬ابن أبي زرع الفاسي \" الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس ‪ \":‬دار‬ ‫المنصور للطباعة والنشر ‪ ،‬الرباط ‪ 1972‬ص‪.103 :‬‬ ‫‪ - 30‬نفسه ص‪.225 :‬‬ ‫‪37‬‬

‫*‪ -‬نشير إلى أن هناك دراسة مهمة استفدنا منها لمحمد حجاج الطويل‪ :‬البحرية المغربية في عهد الدولة الموحدية\"‪-‬‬ ‫جذور القوة وأسباب الضعف ‪ -‬ندوة البحر في تاريخ المغرب ‪ ،‬جامعة الحسن الثاني المحمدية ‪ ،‬سلسلة الندوات رقم ‪، 7‬‬ ‫السنة ‪. 1999‬‬ ‫‪ - 31‬ابن بسام السنتريني ‪ \":‬الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة\" بيروت ‪ 1980 .‬ج ‪ .2‬ص‪ :262 :‬الناصري ‪\":‬‬ ‫الاستقصا‪ \"...‬مصدر سابق ج ‪ 2‬ص‪. 30-31 :‬‬ ‫‪ - 32‬محمد حجاج الطويل‪\" :‬البحرية المغربية‪\"...‬م س ص‪.63 :‬‬ ‫‪ - 33‬البكري ‪ \":‬المغرب‪ \"...‬مصدر سابق ص‪ 90 :‬إلى ‪ .106‬وكذلك ‪ ،‬الشريف الإدريسي \" نزهة المشتاق‪ \"...‬م‪.‬س‪.‬‬ ‫ج ‪ 3‬ص‪.239 :‬‬ ‫‪ - 34‬نفسه ص‪.527 :‬‬ ‫‪ - 35‬الحسين بولقطيب ‪ \" :‬حفريات ‪ \"..‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 15‬ومابعدها‪.‬‬ ‫‪- 36‬الناصري‪ \":‬الاستقصا ‪ \"...‬مصدر سابق ج ‪ 2‬ص‪.30-31 :‬‬ ‫‪ - 37‬الناصري‪ :‬م‪،‬س‪ ،‬ص‪.71 :‬‬ ‫‪ \" - 38‬العبر‪ \"...‬ج‪، 1‬ص‪.253 /‬‬ ‫‪ - 39‬العبر‪ :‬م‪،‬س ‪:‬ص‪.253‬‬ ‫‪ - 40‬عن علامات الاهتمام بالمجال البحري خلال الفترة الوسيطية هو إنشاء ما يسمى\" بالديوانية\" وهي دليل على ارتفاع‬ ‫حجم العائدات المالية من طرف المعاملات التجارية بين المسلمين والتجار المسيحيين‪ ،‬ففي عهد الدولة الموحدية ارتقى المشرف‬ ‫على الديوانة إلى درجة والي‪ ،‬ولا يختار الموحدين لهذه المهمة إلى المعروفين بولائهم التام للدولة‪.‬‬ ‫بن الآبار‪ ،‬أبو عبد الله‪\" ،‬الحلة السيرا\"‪ ،‬تحقيق حسين مؤنس‪ ،‬القاهرة ‪ 1963.‬ج‪ 2‬ص‪.293 :‬‬ ‫‪ - 41‬ابن صاحب الصلاة ‪ \":‬المن بالإمامة‪ \"...‬م‪.‬س‪ .‬ص‪ .218 :‬ولعله أول من أورد هذه الأرقام‪.‬‬ ‫‪\" - 42‬البحر المتوسط\" نقله إلى اللغة العربية عمر بن سالم‪ .‬تونس‪ 1990 .‬ص‪.123 :‬‬ ‫وقد أدى هذا إلى تنوع في الإنتاج وتوافره‪ ،‬وبالتالي لم يشعر الإنسان المغاربي باحتياجه إلى البحر‪ ،‬خصوصا وأن النمط‬ ‫الاقتصادي والاجتماعي الذي كان سائدا خلال العصرالوسيط‪ ،‬كما جاء عند عبد المجيد قدوري‪ ،‬كان مبنيا على تجارة القوافل وما‬ ‫صاحب ذلك من إنتاج فلاحي وصناعي‪ ...‬أما الطرق البحرية فكانت مكملة للطرق البرية في الشرق وفي =الغرب الإسلاميين‪،‬‬ ‫حيث شكلت هذه المناطق صلة الوصل بين مناطق التبر والعاج والعبيد بالسودان‪ ،‬ومناطق الحرير والتوابل بالشرق الأقصى‬ ‫وأوربا‪«.‬المغرب وأوربا ما بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر (مسألة التجاوز) \" الطبعة‪ ،1‬السنة ‪ . 2000‬البيضاء‪ .‬إنتاج‬ ‫المركز الثقافي العربي ص‪.236-237 :‬‬ ‫‪ \" - 43‬مجمل تاريخ المغرب\" مرجع سابق ص ‪ 164‬ويضف أن الحركة التجارية خلال هذه المرحل انحصرت في الجزء‬ ‫الشمالي وخاصة في سبتة وكتامة وطنجة فقط‪ ،‬أما المنطقة الوسطى فكانت تعيش في عزلة طويلة وقليلة التمدن‪ ،‬أما‬ ‫المنطقة الشرقية كانت تمر بفترة ركود وخاصة مدينة تازة‪.‬‬ ‫‪ - 44‬موسى الزغبي‪ \":‬البداية والنهاية ‪.‬نشوء القوى العظمى وانحطاطها ‪ \":‬دار النشر الشادي سورية الطبعة ‪1991 1-‬‬ ‫ص‪.8-9 :‬‬ ‫‪ - 45‬طيب تيزيني‪ \":‬مشروع رؤية جديدة للفكر العربي في العصر الوسيط \" مرجع سابق ص‪.358 :‬‬ ‫‪ - 46‬ابن أبي زرع ‪ \":‬روض القرطاس ‪ \"...‬مصدر سابق ض‪ .137-167 :‬ويؤكد أنه بالفعل ثم إلغاء مجموعة من الضرائب‬ ‫التي كانت مفروضة على الناس قبل قيام الدولة المرابطية‪.‬‬ ‫‪ - 47‬محمد حجاج الطويل ‪ \":‬التجارة الداخلية وأثرها على ضعف الدولة الموحدية\" أعمال ندوى التجارة في علاقتها‬ ‫بالمجتمع والدولة عبر تاريخ المغرب‪ .‬الجزء ‪ .2‬جامعة الحسن الثاني عين الشق كلية الآداب‪ .‬البيضاء ‪ 1992‬ص‪.146 :‬‬ ‫‪ - 48‬الشريف الإدريسي ‪ \":‬نزهة المشتاق في اختراق الآفاق\"‪ ،‬نابولي‪ ،‬الجزء الثالث ص‪.235 :‬‬ ‫‪ - 49‬محمد حجاج الطويل \" التجارة الداخلية‪ \"...‬المرجع السبق ص‪.146:‬‬ ‫‪ - 50‬مجهول‪ \":‬الاستبصار في عجائب الأمصار‪ \"..‬مصدر سابق ص‪.209 :‬‬ ‫‪ - 51‬ابن غازي ‪ \":‬الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون\" مصدر سابق ص‪ 194:‬وما بعدها ‪.‬وابن عذاري المراكشي ‪:‬‬ ‫\" البيان المغرب‪ \" ..‬مصدر سابق ‪ ،‬وابن خلدون ‪ \" :‬المقدمة \" مصدر سابق ج ‪ ، 3‬ص ‪.911‬‬ ‫‪- 52‬الحسين بولقطيب \" حفريات‪ \"...‬المرجع السابق ص‪ 32 :‬وما بعدها‬ ‫‪ - 53‬محمد حجاج الطويل‪ :‬المرجع السابق ص‪.148 :‬‬ ‫‪\" - 54‬المن بالإمامة‪ \":‬مصدر سابق ص‪437 :‬و ‪.444‬‬ ‫‪ - 55‬ابن عذاري ‪ \":‬البيان المغرب\" صدر سابق ‪.131-144-237‬‬ ‫‪ - 56‬محمد حجاج الطويل‪ \":‬التجارة الداخلية \" مرجع سابق ص‪.149-150 :‬‬ ‫*‪ -‬للإشارة فالمخزن هو نسق وأداة للدولة مننمط إرثي يقومعلىعلاقاتنسبويةوعلىنظام من المراتبالإداريةالمنظمةوالهادفة‬ ‫إلى تمركز الحكم وتكوين عساكر ناجعة وضبط الرعية وجبي الضرائب راجع للمزيد من التفصيل‪ :‬الهادي ‪ \":‬القبيلة الإقطاع‬ ‫والمخزن\" مقاربة سوسيولوجية للمجتمع المغربي الحديث ‪ 1844-1939‬إفريقيا الشرق ‪ 2005‬ص ‪ 243‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪\" - 57‬الاستقصا‪ \"...‬مصدر سابق ج‪ 2‬ص ‪.223 :‬‬ ‫‪ - 58‬موسى الزعبي‪ \":‬البداية والنهاية‪ \"....‬مرجع سابق ص‪. 18-19 :‬‬ ‫‪59-Ben Mlih A\": structures politique du maroc colonial\" .Op. Cit .P : 42‬‬ ‫‪ - 60‬هناك دراسة تاريخية مهمة للأستاذ إبراهيم القادري بوتشيش ‪ \" :‬تاريخ الغرب الإسلامي ‪ \" ..‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫الحصيلة أن دراسة تاريخ المجال المغاربي خلال للدولة المرابطية وبعدها الدولة الموحدية ‪ ،‬نجم عن‬ ‫العصر الوسيط‪ ،‬من زاوية الصراع البنيات الاقتصادية استثمار أمثل للقوى الطبيعية والاجتماعية المتوفرة‪،‬‬ ‫ذخائر‬ ‫وقد تبين لنا التطور الملحوظ الذي عرفه الميدان‬ ‫والاجتماعية‪ ،‬هي لإبراز أدوارها الفاعلة في تحديد‬ ‫التجاري والصناعي‪ ،‬بفعل مركزية النظام السياسي‬ ‫وتشكيل بنية هذا المجال كما ونوعا‪ .‬فقد أبانت‬ ‫المحاولة التي انصبت على هذا الحقل‪ ،‬بعد مراجعة الهادف إلى تأمين الطرق وتشديد الرقابة‪ ،‬والحد من‬ ‫عدد لا بأس به من المصادر التاريخية والجغرافية الصراعات وتوفير المواد الخام لإنجاح الصناعات‪.‬‬ ‫والدراسات الاقتصادية والأبحاث المتوفرة أن وحدة (‪ 3-‬أن الإشكالات التي رافقت قيام الدولة المرينية‬ ‫الغرب الإسلامي والتي برزت بشكل واضح منذ الفترة في المغرب الأقصى‪ ،‬وبني عبد الواد بالمغرب الأوسط‬ ‫القديمة‪ ،‬وتم تأكيدها خلال التاريخ الوسيط‪ ،‬لم تكن وبني حفص في المغرب الأدنى‪ ،‬كانت مرتبطة بالنمط‬ ‫إلا تعبيرا واضحا عن عمق تفكير هؤلاء في إفادتهم الاقتصادي الموجه – اقتصاد وتجارة الوساطة‪-‬‬ ‫البالغة وعلى جميع المستويات‪ ،‬والتي لا يمكن وبتغيرات عميقة طرأت على الفضاء المتوسطي‬ ‫بأي حال تحقيقها إلا بفضل التكامل بين الفضاءات برمته‪ ،‬وما كانت لتفضي إلا لتلك النتائج القائمة‬ ‫على التفكك والتجزئة على امتداد المجال الجغرافي‬ ‫الجغرافية لهذا المجال‪.‬‬ ‫وقد لعب التاريخ والجغرافيا أدوارا فعالة في توجيه المغاربي ‪ ،‬وتعطيل وعرقلة إقلاعه السياسي‬ ‫المجال المغاربي‪ ،‬في اتجاه أشكال محددة من والاقتصادي والاجتماعي‪ .‬وهذا ما سيتضح بجلاء أكثر‬ ‫الاقتصاد القائم على الوساطة التجارية بين بلاد من خلال دراسة وضعية هذا المجال في نهاية تاريخه‬ ‫السودان وأوروبا والمشرق العربي‪َ ،‬إضافة إلى توزيع الوسيط وبداية التاريخ الحديث ومن زوايا عديدة‪.‬‬ ‫هذا ويظل التساؤل مطروحا حول‬ ‫وتنويع الإنتاج الفلاحي والحرفي‬ ‫مدى استيعاب وفهم إمكانات‬ ‫والمعدني على امتداد هذا المجال‪،‬‬ ‫وتوظيفه لخدمة اقتصاد الوساطة‪.‬‬ ‫وقدرات المجال الجغرافي المغاربيخاتمة‬ ‫ولا ننفي المحاولات الجادة من طرف‬ ‫في حالة تكامله وانسجامه وابتعاده‬ ‫بعض الحكام الأوائل في استثمار هذا التوجه أمثل عن التبعية التي تخلق أنماطا اقتصادية لا تكون إلا‬ ‫استثمار‪ ،‬وكان بالتالي تعبيرا وانعكاسا لواقع متكامل في خدمة الأخر‪ ،‬وإذكاء الصراعات السياسية‪ ،‬أم أن‬ ‫الأمر يستظل في طي الكتمان‪.‬‬ ‫في الأصل والامتداد‪.‬‬ ‫هذا وقد تمخضت الدراسة إلى حد الآن عن عدة نتائج وفي الأخير يمكننا أن نطرح سؤالا واضحا‪ ،‬وهو‪ :‬إذا‬ ‫كان هذا النمط الاقتصادي الذي ساد الغرب الإسلامي‬ ‫نوجزها فيما يلي‪:‬‬ ‫‪ )1‬أن دراسة الغرب الإسلامي خلال العصر الوسيط قادر على بناء اقتصاد قوي‪ ،‬وبالتالي بناء دولة سياسية‬ ‫من منظار اقتصادي واجتماعي وجيو سياسي‪ ،‬في إطار مركزية على امتداد هذا المجال؟ فكيف دخل هذا‬ ‫التاريخ المقارن قادرة على استيعاب كل الإشكاليات المجال على عتبة التاريخ الحديث؟ وبالضبط كيف‬ ‫التي لازالت في حاجة ماسة للدراس والتمحيص‪ .‬صارت أحواله على جميع المستويات بعد افتقاده لدور‬ ‫بل وبإمكانها تحديد الخطوات المنهجية والأكثر الوسيط الاقتصادي‪ ،‬على إثر تحويل الطرق التجارية‬ ‫اتساق مع الواقع عرضا ونقدا‪ .‬فضلا عن استثمارها‪ -‬إلى المحيط الأطلسي؟‪.‬‬ ‫الدراسات الاقتصادية والجيو سياسية‪ ،-‬في رصد وإلى أي حد ساهمت المعطيات الاقتصادية والجيو‬ ‫كل الأزمنة والحقب التاريخية على اختلافها‪ ،‬بل سياسية للمغرب الوسيط في تحديد ورسم ملامح‬ ‫التاريخ الحديث والمعاصر؟ ذلك موضوع آخر للبحث‬ ‫وتفسيرها كذاك‪.‬‬ ‫‪ )2‬أن التطور الاقتصادي والسياسي للمجال والتنقيب‪ ،‬سنوجه عملنا في الأعمال الموالية إلى‬ ‫الجغرافي المغاربي المشهود خلال الفترات الأولى محاولة الحفر فيه‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫قائمة المراجع‬ ‫لائحة المصادر والمراجع‪:‬‬ ‫المصادر باللغة العربية ‪:‬‬ ‫‪ -‬‬ ‫أبو العباس احمد بن خالد الناصري‪ ،‬الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى‪ ،‬تحقيق جعفر ومحمد الناصري‪ ،‬الدار البيضاء‪.1954 ،‬‬ ‫‪ -‬‬ ‫ابن أبي زرع‪ ،‬علي بن محمد بن أحمد الفاسي‪ ،‬الأنيس المطرب بروض القرطاس في في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة‬ ‫‪ -‬‬ ‫فاس‪ ،‬دار المنصور للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط ‪.1972،‬‬ ‫ابن بسام السنتريني‪\" ،‬الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة\" بيروت‪.1980 ،‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ابن خلدون‪ ،‬هو ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن‪ ،‬بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن‬ ‫ ‪-‬‬ ‫بن خالد (خلدون) الحضرمي‪ ،‬العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر‪ ،‬مراجعة سهيل‬ ‫زكار‪ ،‬ضبط المتن والحواشي والفهارس‪ ،‬بيروت‪.1981 ،‬‬ ‫ابن صاحب الصلاة‪ ،‬المن بالإمامة‪...‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫ابن عذاري‪ ،‬المراكشي‪ ،‬البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب‪ ،‬تحقيق ج س كولان‪ ،‬وأ‪ .‬ليفي بروفنصال‪ .‬مكتبة صادر‬ ‫‪ -‬‬ ‫بيروت‪ ،‬ط ‪.1998 ،5‬‬ ‫ابن غازي‪ ،‬الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون‪.‬‬ ‫‪ -‬‬ ‫ابن الآبار‪ ،‬أبو عبد الله‪\" ،‬الحلة السيرا\"‪ ،‬تحقيق حسين مؤنس‪ ،‬القاهرة‪.1963 ،‬‬ ‫‪ -‬‬ ‫البكري‪ ،‬أبو عبيد الله‪ ،‬المغرب في ذكر بلاد إفريقية المغرب تحقيق أندري فيري‪ ،‬فان ليو‪.‬‬ ‫‪ -‬‬ ‫الإدريسي الشريف‪ ،‬نزهة المشتاق في اختراق الأفاق‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫النويري‪ ،‬أحمد بن عبد الوهاب شهاب الدين‪ ،‬تاريخ المغرب الإسلامي في العصر الوسيط من كتاب نهاية الأدب في فنون الأدب‪،‬‬ ‫‪ -‬‬ ‫تحقيق وتعليق مصطفى أبو ضيف أحمد دار النشر المغربية‪ ،‬الدار البيضاء‪. 1984،‬‬ ‫الوزان الحسن‪ ،‬وصف إفريقيا‪ ،‬ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬ ‫مجهول‪ ،‬الاستبصار في عجائب الأمصار‪.‬‬ ‫‪ -‬‬ ‫المراجع باللغة العربية ‪:‬‬ ‫‪ -‬‬ ‫‪ -‬بولقطيب الحسين‪ ،‬حفريات في تاريخ المغرب الوسيط‪ ،‬دراسة تاريخية‪ ،‬جدور للنشر‪ ،‬المغرب ط‪.1،2004‬‬ ‫‪ -‬بروديل‪ ،‬فرناند‪ ،‬البحر المتوسط‪ ،‬نقله إلى العربية عمر بن سالم‪ ،‬تونس‪.1990 ،‬‬ ‫‪ -‬تيزيني‪ ،‬طيب‪ ،‬مشروع رؤية جديدة للفكر العربي في العصر الوسيط‪ ،‬دار دمشق للطبع‪ ،‬ط ‪ ،2‬بدون تاريخ‪.‬‬ ‫‪ -‬العروي عبد الله‪ ،‬مجمل تاريخ المغرب ج‪.‬‬ ‫‪ -‬علام‪ ،‬عبد الله علي‪ ،‬الدولة الموحدية بالمغرب في عهد عبد المؤمن بن علي‪ ،‬مطابع دار المعارف‪.1971 ،‬‬ ‫‪ -‬الزغبي موسى‪ ،‬البداية والنهاية‪ .‬نشوء القوى العظمى وانحطاطها‪ ،‬دار النشر الشادي‪ ،‬سورية‪ ،‬الطبعة ‪.1991 1-‬‬ ‫‪ -‬قدوري عبد المجيد‪ ،‬المغرب وأوربا ما بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر (مسألة التجاوز)‪ ،‬إنتاج المركز الثقافي العربي‪،‬‬ ‫الطبعة‪ ،1‬البيضاء‪ ،‬السنة ‪.2000‬‬ ‫‪ -‬القادري بوتشيش‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬تاريخ الغرب الإسلامي‪ ،‬دار الطليعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1994 ،1‬‬ ‫‪ -‬كريمي ماجدة‪ ،‬تجارة القوافل آثار بصمات على تاريخ دول المغرب الوسيط‪ ،‬دار الجسور وجدة‪ ،‬المغرب‪ ،‬ط ‪.1996 ،1‬‬ ‫‪ -‬موسى‪ ،‬عز الدين أحمد‪ ،‬الموحدون في الغرب الإسلامي‪ ،‬دار الغرب الاسلامي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.1991 ،1‬‬ ‫‪ -‬موسى‪ ،‬عز الدين أحمد‪ ،‬النشاط الاقتصادي الإسلامي‪...‬‬ ‫‪ -‬الهادي‪ ،‬القبيلة الإقطاع والمخزن‪ :‬مقاربة سوسيولوجية للمجتمع المغربي الحديث ‪ ،1844-1939‬إفريقيا الشرق‪.2005 ،‬‬ ‫المقالات والدراسات في المجلات باللغة العربية‪:‬‬ ‫‪ -‬دقلول عبد القادر‪ ،‬مقدمات في تاريخ المغرب العربي‪.‬‬ ‫‪ -‬شعبان عبد الرحيم‪ ،‬الإصلاح النقدي الموحدي‪ ،‬مجلة كلية الآداب الرباط العدد الثالث والعشرون‪ ،‬السنة ‪.1999‬‬ ‫‪ -‬الطويل محمد حجاج‪ ،‬البحرية المغربية في عهد الدولة الموحدية‪ :‬جذور القوة وأسباب الضعف – ندوة البحر في تاريخ المغرب‪ ،‬جامعة‬ ‫الحسن ‪ ،II‬المحمدية‪ ،‬سلسلة الندوات‪ ،‬رقم‪ ،7 :‬السنة ‪.1999‬‬ ‫‪ -‬الطويل محمد حجاج‪ ،‬التجارة الداخلية وأثرها على ضعف الدولة الموحدية‪ ،‬أعمال ندوة التجارة في علاقتها بالمجتمع والدولة عبر‬ ‫تاريخ المغرب‪ .‬الجزء ‪ .2‬جامعة الحسن الثاني عين الشق كلية الآداب‪ .‬البيضاء ‪.1992‬‬ ‫‪ -‬العلوي القاسمي هاشم‪ ،‬حركة المهدوية في الغرب الإسلامي‪.‬‬ ‫‪ -‬كريمي ماجدة‪ ،‬حواضر مغرب العصر الوسيط‪ :‬إشعاع داخلي ودولي‪،‬‬ ‫‪ -‬ناصح محمد‪ ،‬بعض عوامل التطور التجاري في المغرب خلال ق ‪ 6‬هـ ‪12 /‬م‪ ،‬مجلة أمل العدد السادس‪ ،‬السنة الثانية ‪.1995‬‬ ‫المراجع باللغة الفرنسية والإنجليزية‪:‬‬ ‫‪- Alaoui Abdelaziz: le Maghreb et le commerce transaharien du XIe au XIV siècle – thèse de doc-‬‬ ‫‪torat de 3ème cycle, Bordeaux, 1983.‬‬ ‫‪- André julien Charles: L’Afrique Du Nord En marche / Volume 1 – 2, julliard. 1972, Edi tions, 2001 Tunis.‬‬ ‫‪- Ben Mlih A: structures politique du Maroc colonial.‬‬ ‫‪- Braudel Fernand : Ecrits sur l’histoire. Flammarion, Paris, 1969.‬‬ ‫‪- Duby (g): L’économie rurale et la vie des campagnes dans L’occident médiéval ; Paris ; Ed Aubier 1962.‬‬ ‫‪40‬‬

‫ذخائر‬ ‫‪41‬‬

‫دور استخدام المحاسبة‬ ‫الرشيقة في تخفيض‬ ‫التكاليف بهدف ترشيد‬ ‫اتخاذ القرارات‬ ‫دراسة حالة تطبيقية‬ ‫د‪ .‬عبد الرحمن محمد رشوان‬ ‫د‪ .‬حسني عابدين عابدين‬ ‫‪42‬‬

‫ذخائر‬ ‫ملخص‬ ‫هدفت الدراسة إلى التعرف على دور المحاسبة الرشيقة في تخفيض التكاليف‬ ‫ ولتحقيق اهداف الدراسة قام الباحثان بإجراء‬،‫بهدف ترشيد اتخاذ القرارات‬ ‫دراسة حالة تطبيقية على شركة الحلقاوي أحدى شركات المقاولات العاملة‬ ‫في قطاع غزة بفلسطين مستخدمين الملاحظة والمقابلة الشخصية وحسابات‬ ‫ وأظهرت نتائج الدراسة أن استخدام‬،‫الشركة عينة الدراسة كأدوات للدراسة‬ ‫أدوات المحاسبة الرشيقة (سلسة القيمة – التكلفة المستهدفة) لها دورا‬ ‫مباشرا في تخفيض التكاليف وتقليل الهدر والضياع في الوقت والموارد للشركة‬ ‫ وأوصت الدراسة على الشركة عينة الدراسة أن تقوم تطبيق أدوات‬،‫عينة الدراسة‬ ‫المحاسبة الرشيقة (سلسة القيمة – والتكلفة المستهدفة) بدل ًا من استخدام‬ ‫نظام التكلفة المعيارية نظر ًا لسهولته وبساطته إلى جانب توفيرها معلومات‬ ‫ وتحديد أماكن الهدر والضياع والقضاء عليه‬،‫فعلية عن تكاليف كل تيار للقيمة‬. ‫ ترشيد اتخاذ‬،‫تخفيض التكاليف‬،‫ المحاسبة الرشيقة‬:‫الكلمات الافتتاحية‬ ‫ال ق رارات‬. Abstract The study aimed to identify the role of graceful accounting in reducing and costs in order to rationalize decision-making. To achieve the objectives of the study, the researchers conducted an applied case study on Al-Halawi Company, one of the contracting companies operating in the Gaza Strip in Palestine using the observation and personal interview and the company's accounts as study tools. The use of flexible accounting tools (value chain - target cost) has a direct role in reducing costs, reducing waste and loss of time and resources for the sample company. The study recommended that the company sample the study to implement the tools (Value chain - and target cost) rather than using the standard cost system because of its ease and simplicity, as well as providing real information on the costs of each stream of value, locating and eliminating waste and loss. Key words: Graceful accounting, cost reduction, rationalization of decision making. 43

‫مقدمة ‪:‬‬ ‫إن التطور الكبير الذي حدث في السنوات الأخيرة في كافة النواحي الاقتصادية‬ ‫والاجتماعية والتكنولوجية‪ ,‬جعل أنظمة المحاسبة الحالية غير كافية للتعامل مع‬ ‫العمليات المعقدة‪ ,‬وأصبح من الضروري تطبيق نظام محاسبي جديد يعمل على‬ ‫تحسين وتطوير وزيادة الكفاءة‪ ,‬من أجل زيادة جودة الإنتاج‪ ،‬وسرعة التسليم‬ ‫وتخفيض التكلفة‪ ،‬حيث يتوجب على المنشآت الاعتماد على نماذج أخرى في‬ ‫التصنيع‪ ,‬ومنها التصنيع الرشيق من أجل عمل التحسينات في الإنتاج والجودة‪،‬‬ ‫‪.‬وذلك يتطلب الانتقال من الطرق التقليدية إلى طرق جديدة‬ ‫وي ع ت ب رم ف ه و م ا ل م ح ا س ب ة ا ل رش ي ق ة م ن ا ل م ف اه ي م ا ل ح دي ث ة وت ع د م ف ت اح اً ل ل ت ق د م‬ ‫والتغلب على مشاكل المحاسبة التقليدية‪،‬وتنبعالمحاسبة الرشيقة منالتصنيع‬ ‫الرشيقالذيهوفيالأصلمنهج ياباني طبقته شركة (تويوتا) لصناعة السيارات على‬ ‫نظامها الإنتاجي كامل ًا من خلال النظرة المتكاملة للشركة في شكل سلسلة قيمة‬ ‫ممتدة تضم الأطراف خارج إطار الشركة من الموردين والعملاء‪ ،‬وإجراءاتالمحاسبة‪،‬‬ ‫‪.‬والرقابة‪،‬والقياس‪ ،‬والأساليبالإداريةالتيتعكسحقيقةالتفكيروالممارساتالرشيقة‬ ‫و تسا عد ا لمحا سبة ا لر شيقة فيصنا عة أ فضلا لقر ا ر ا ت ‪،‬‬ ‫والتحسينالرشيدطويلالأجلبواسطة إعداد تقاريرالمعلومات المالية وغير‬ ‫الماليةبشكلكامل‪ ،‬لتوفير معلومات مفيدة للمدراء والعاملين في المنشأة لاتخاذ‬ ‫القرارات الرشيقة بواسطة أدواتها المحكمة التي تعمل على القضاء على الفاقد‬ ‫والضياع والتكاليف الزائدة المتعلقة بالمحاسبة التقليدية‪ ،‬وتركز أدوات المحاسبة‬ ‫الرشيقة على تحقيق قيمة للعملاء ومتطلباتهم والتحسين المستمر‪ ،‬وتؤدى هذه‬ ‫‪.‬القرارات إلى تخفيض وقت الإنتاج والتكلفة‪ ،‬وتحسين التسعير والإيرادات والربحية‬ ‫مشكلة الدراسة‪:‬‬ ‫كثيرا ما يرافق تطبيق المحاسبة التقليدية قصور في المعلومات عن التكاليف‬ ‫بهدف ترشيد اتخاذ القرارات‪ ،‬وذلك لاحتوائها على عدد كبير من الفاقد والهدر‪،‬‬ ‫ووجود بعض القصور في عملياتها‪ ،‬ومع التطورات الحديثة في الإنتاج توجب على‬ ‫المنشآت ايجاد طرق محاسبية تلائم تلك التطورات‪ ،‬وتسعى إلى تطوير العمليات‬ ‫الإنتاجية‪ ،‬والقضاء على الفاقد والهدر في الموارد من خلال تبني المحاسبة الرشيقة‬ ‫‪.‬وما ستقدمه من تخفيض للتكاليف بهدف ترشيد القرارات المتعلقة بعمليات الإنتاج‬ ‫‪:‬ويمكن التعبير عن مشكلة الدراسة من خلال السؤال الرئيس الآتي‬ ‫ما هو دور المحاسبة الرشيقة في تخفيض التكاليف بهدف ترشيد اتخاذ القرارات؟‬ ‫ويتفرع منة الاسئلة التالية‪:‬‬ ‫ما هو دور أداة سلسلة القيمة في تخفيض التكاليف بهدف ترشيد اتخاذ القرارات؟ ‪1:‬‬ ‫ما هو دور أداة التكلفة المستهدفة في تخفيض التكاليف بهدف ترشيد اتخاذ ‪2:‬‬ ‫ال ق رارات؟‬ ‫‪44‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬ ‫تهدف الدراسة إلى التعرف على دور المحاسبة الرشيقة في تخفيض التكاليف ذخائر‬ ‫‪:‬بهدف ترشيد اتخاذ القرارات من خلال الآتي‬ ‫‪-‬التعرف على المحاسبة الرشيقة من حيث المفهوم والمبادئ والأهداف والمتطلبات‬ ‫‪-‬معرفة تقنيات وأدوات المحاسبة الرشيقة‪.‬‬ ‫‪-‬تحديد خطوات تطبيق المحاسبة الرشيقة لتخفيض التكاليف‪.‬‬ ‫التعرف على دور أدوات المحاسبة الرشيقة (سلسة القيمة – التكلفة المستهدفة)‬ ‫في تخفيض التكاليف بهدف ترشيد اتخاذ القرارات‬ ‫أهمية الدراسة‪:‬‬ ‫تبرز أهمية الدراسة في استخدام المحاسبة الرشيقة وأدواتها كسلسة القيمة‬ ‫والتكلفة المستهدفة في تخفيض التكاليف بهدف ترشيد القرارات لتقديم معلومات‬ ‫دقيقة عن كافة العمليات التي تتم داخل الشركة عينة الدراسة ولكافة المستويات‬ ‫‪.‬الإدارية بهدف اتخاذ القرارات‬ ‫فرضية الدراسة‪:‬‬ ‫‪:‬بناءً على مشكلة وأهداف الدراسة يمكن صياغة فرضيات الدراسةعلى النحو التالي‬ ‫الفرض الرئيس‪ :‬يوجد دور للمحاسبة الرشيقة في تخفيض التكاليف بهدف ترشيد‬ ‫‪.‬اتخاذ القرارات‬ ‫ ‪:‬ويتفرع من الفرض الرئيس الفرضيات الفرعية التالية‬ ‫الفرض الأول‪ :‬يوجد دور لأداة سلسلة القيمة في تخفيض التكاليف بهدف ترشيد‬ ‫‪.‬اتخاذ القرارات‬ ‫الفرض الثاني‪ :‬يوجد دور لأداة التكلفة المستهدفة في تخفيض التكاليف بهدف‬ ‫‪.‬ترشيد اتخاذ القرارات‬ ‫هيكل الدراسة‪:‬‬ ‫لتحقيق أهداف الدراسة تم تقسيمها إلى ثلاثة محاور‪ ،‬حيث تعرض المحور الأول‬ ‫إلى الدراسات السابقة والإطار النظري‪ ،‬والمحور الثاني يتناول الإطار العملي الذي‬ ‫‪.‬تم فيه اختبار الفرضيات‪ ،‬والمحور الثالث تم تخصيصه لعرض النتائج والتوصيات‬ ‫متغيرات الدراسة‪ :‬انسجام ًا مع أهداف وأهمية وفرضيات الدراسة‪ ،‬فقد تم صياغة‬ ‫‪:‬متغيرات الدراسة على النحو الآتي‬ ‫اﻟﻤﺘﻐﻴﺮ اﻟﺘﺎﺑﻊ‬ ‫اﻟﻤﺘﻐﻴﺮ اﻟﻤﺴﺘﻘﻞ‬ ‫ﺘخﻔیضﺎﻟتكﺎﻟیﻔبﻬدﻓترﺸیداﺘخﺎذاﻟﻘ ار ارت‬ ‫اﻟمحﺎﺴبﺔ اﻟرﺸیﻘﺔ‬ ‫‪45‬‬

‫والتشغيل وتخفيض التكاليف وتحسين الجودة‪،‬‬ ‫الدراسات السابقة‪:‬‬ ‫وكمية المخزون‪ ،‬وزيادة الجودة‪ ،‬وسرعة الاستجابة‬ ‫أولاً‪ :‬الدراسات العربية‪:‬‬ ‫للزبون‪ ،‬وتحقيق رضاه‪ ،‬وتقليل الضياع‪ ،‬وإدارة تدفق‬ ‫‪ 1-‬دراسة (شجاع‪:)2015 ،‬‬ ‫هدفت الدراسة إلى بيان دور أدوات المحاسبة‬ ‫ال ق ي م ة‪.‬‬ ‫الرشيقة في تخفيض التكاليف في شركة فاين‬ ‫‪ 5-‬دراسة (شلاش‪ ،‬و الحسناوي‪:)2014 ،‬‬ ‫للورق الصحي‪ ،‬ومن أبرز النتائج التي توصلت إليها‬ ‫هدفت الدراسة إلى تحديد مدى التوافق بين أبعاد‬ ‫الدراسة استخدام أدوات المحاسبة الرشيقة وهي‬ ‫الإنتاج الرشيق وأبعاد أداء العمليات في الشركة‬ ‫(سلسلة القيمة‪ ،‬الكلفة المستهدفة‪ ،‬تخفيض‬ ‫المبحوثة‪ ،‬وتوصلت الدراسة أنأداءالعملياتيؤدي‬ ‫المخزون)‪ ،‬لها أثر في تخفيض التكاليف بشكل‬ ‫إل ى ق درةال ش رك ةل لارت ق اءب م س ت وى أدائ ه ال ل ع م ل ي ات ب ك ف‬ ‫مباشر وغير مباشر على المدى البعيد‪.‬‬ ‫اءة‪ ،‬وفاعليةمنأجلتحقيقأبعادهابأقلتكلفةممكنة‬ ‫‪ 2-‬دراسة‪( :‬الغرباوي‪ ،‬والموسوي‪:)2015 ،‬‬ ‫وبالجودةالعاليةوالمرونةالمناسبةوالدقة والسرع‬ ‫هدفت الدراسة إلى التعرف على تأثير وأهمية‬ ‫استعمال أدوات المحاسبة الرشيقة في توفير‬ ‫ةف ي ال ت س ل ي م وال ب ق اءف ي دائ رةال م ن اف س ة‪.‬‬ ‫المعلومات الملائمة لتقييم الأداء في ظل اعتماد‬ ‫‪ 6-‬دراسة (النعيمي‪ ،‬و البكري‪:)2013 ،‬‬ ‫نظام الإنتاج الرشيق من قبل الوحدات الاقتصادية‪،‬‬ ‫هدفت الدراسة إلى التعرف على مفهوم تدفق‬ ‫ودراسة وتحليل مقاييس الأداء في ظل اعتماد‬ ‫القيمة وخارطة تدفق القيمة‪ ،‬واحتساب تكاليف‬ ‫المحاسبة الرشيقة‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى أن‬ ‫المنتوجات في ظل طريقة تكاليف تدفق القيمة‬ ‫أدوات المحاسبة الرشيقة تدعم عملية تقييم‬ ‫التي تمثل أحد أدوات المحاسبة الرشيق‪ ،‬وتوصلت‬ ‫أداء الوحدات الاقتصادية من خلال توفير مقاييس‬ ‫الدراسة إلى أن المحاسبة الرشيقة توفر طريقة‬ ‫الأداء على مستوى الخلية وتدفق القيمة للوحدة‬ ‫جديدة في احتساب تكاليف الإنتاج تتمثل بطريقة‬ ‫تكاليف تدفق القيمة التي تركز على تدفق القيمة‬ ‫الاقتصادية ككل‪.‬‬ ‫بدل ًا من المنتوجات‪ ،‬ويتم احتسابها وفق طريقتين‬ ‫‪ 3-‬عيسى‪ ،‬و محسن‪:)2015( .‬‬ ‫همما طريقة متوسط التكلفة الموحدة الواحدة‪،‬‬ ‫هدفت الدراسة إلى بيان ما يتطلب من المنشآت‬ ‫وطريقة الخصائص والمميزات‪ ،‬وتساعد هذه‬ ‫الصناعية التي تتبنى مفاهيم ومبادئ التفكير‬ ‫الطريقة على تخفيض تكاليف الإنتاج وذلك من‬ ‫الرشيق لنظم جديدة لإدارة التكاليف والمحاسبة‪،‬‬ ‫خلال استبعاد التكاليف التي لا يكون تدفق القيمة‬ ‫وتوصلت نتائج الدراسة أن يتطلبتطبيقمبادئالتف‬ ‫ك ي رال رش ي ق ت ق س ي م ال م ن ش آت ال ص ن اع ي ةع ل ى أس اس ت ي ار‬ ‫مسؤولاً عنها‪.‬‬ ‫اتالقيمة وليسعلىالأساسالوظيفي‪ ،‬وتياراتالقيمة‬ ‫‪ 7-‬دراسة (محمد‪ ،‬و المعيني‪:)2013 ،‬‬ ‫تشمل جميعماتقومبهالمنشأةالصناعيةمن أجل‬ ‫هدفت الدراسة إلى إمكانية تطبيق المحاسبة‬ ‫خلق قيمةلعملائهاوبالتاليالهيكل التنظيميالتقلي‬ ‫الرشيقة لغرض تحديد الأسباب الرئيسة والمشاكل‬ ‫دييحتاجإلىتغييركبير وعندها سنحتاجإلىمقاييس‬ ‫والمزايا والإمكانات المتوافرة في هذه الشركات عن‬ ‫ج دي دةل ق ي اس الأداءوإل ى ن ظ ام م ح اس ب ي ج دي دل ق ي اس ت ك‬ ‫طريق مجموعة من الأدوات‪ ،‬وتوصلت الدراسة أن‬ ‫تطبيق أدواتالمحاسبةالرشيقةلهاالقدرةعلىتحدي‬ ‫اليف وإيرادات تياراتالقيمة‪.‬‬ ‫دالتكاليفالفعليةللإنتاجوالقضاءعلى الضياعفيالع‬ ‫‪ 4-‬دراسة (كاظم‪:)2014 ،‬‬ ‫م ل ي ات الإن ت اج ي ةوالإداري ةوإم ك ان ي ةت وف ي رال م ع ل وم ات ال د‬ ‫هدفت الدراسة إلى المقارنة بين المحاسبة‬ ‫التقليدية والمحاسبة الرشيقة من حيث القدرة‬ ‫قيقةوالسريعة لكل الجهاتالمستفيدة‪.‬‬ ‫على للقضاء على الضياع والهدر في الإنتاج‬ ‫ثاني ًا‪ :‬الدراسات الأجنبية‪:‬‬ ‫‪ 1-‬دراسة ((‪:celik, 2016‬‬ ‫‪46‬‬

‫المحاسبة وهو المحاسبة الرشيقة التي لها فوائد ذخائر‬ ‫هدفت الدراسة إلى التعرف على مدى استخدام‬ ‫الأساليب الرياضية والإحصائية لتطبيق المحاسبة‬ ‫تعود على نظام الإنتاج في المصانع للتغلب‬ ‫الرشيقة وما تحققه من القضاء على التكاليف غير‬ ‫الضرورية في الشركات التي تعمل في صناعة‬ ‫على الضياع والفاقد من العمليات‪ ،‬وتخفيض‬ ‫البناء والتشييد‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى أن على‬ ‫الشركات قبول المحاسبة الرشيقة وتطبيقها لأنها‬ ‫التكاليف‪ ،‬وتوصلت نتائج الدراسة أن تطبيق‬ ‫تلبي احتياجات الشركات الحديثة التي تسعى إلى‬ ‫أن تكون مرنة‪ ،‬وتعمل على تخفيض مستويات‬ ‫المحاسبة الرشيقة في المصانع التي يوجد بها‬ ‫المخزون‪ ،‬والقضاء على الفاقد وتجنب الإجراءات‬ ‫غير الضرورية‪ ،‬وتقليل الطاقة العاطلة‪ ،‬وتوصلت‬ ‫فاقد من الإنتاج يؤدي إلى تخفيض التكاليف‪،‬‬ ‫أيضاً إلى أن مجموعة واسعة من شركات البناء‬ ‫والتشييد لا تزال تستخدم المحاسبة التقليدية‬ ‫وسرعة الإنتاج بكميات كبيرة في أقل وقت وجهد‬ ‫إلى حد كبير‪.‬‬ ‫ومساحة‪ ،‬والمحافظة على قيمة العملاء‪.‬‬ ‫‪ 2-‬دراسة (‪:)Dimi.O., 2016‬‬ ‫هدفت الدراسة إلى تطبيق المحاسبة الرشيقة في‬ ‫‪ 5-‬دراسة (‪:)Lopez, Patxi R., 2013‬‬ ‫صناعة الأحذية الرومانية لأنها تمثل أكثر الأنشطة‬ ‫التنافسية للصناعة الرومانية‪ ،‬وتوصلت الدراسة‬ ‫هدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على أسباب‬ ‫إلى أن شركات صناعة الأحذية الرومانية لها القدرة‬ ‫على تطبيق المحاسبة الرشيقة لما تحققه من‬ ‫قيام الشركات المطبقة للتصنيع الرشيق وحاجتها‬ ‫فوائد كبيرة من بينها تخفيض التكاليف‪ ،‬والقضاء‬ ‫على الفاقد في العملية الإنتاجية‪ ،‬كما أن هذه‬ ‫إلى طرق بديلة واستخدام أداة تيار القيمة‬ ‫الشركات لها قدرة كبيرة على المنافسة لما يتمتع‬ ‫إنتاجها بجودة عالية وثقة العملاء بها‪.‬‬ ‫لحساب التكاليف‪ ،‬معرفة ما يحققه التصنيع‬ ‫‪ 3-‬دراسة (‪:)Timm, 2015‬‬ ‫الرشيق كأسلوب لخفض التكاليف‪ ،‬والتخلص‬ ‫هدفت الدراسة إلى استخدام نظام تكاليف تيار‬ ‫القيمة للتكلفة والعوامل التي تؤثر على اعتماد‬ ‫من الفاقد والضياع‪ ،‬وزيادة التحسين المستمر‪،‬‬ ‫المحاسبة الرشيقة من قبل الشركات المصنعة في‬ ‫الولايات المتحدة التي تستخدم تقنية التصنيع‬ ‫وتوصلت الدراسة أن تطبيق أداة تيار القيمة أدى‬ ‫الرشيق وتوصلت الدراسة إلى أن تطبيق نظام‬ ‫تكاليف تيار القيمة يؤدي إلى تخفيض التكاليف‬ ‫إلى تحسين في العمليات التشغيلية‪ ،‬وساعد في‬ ‫المتعلقة بالمنتجات وذلك من خلال استبعاد‬ ‫التكاليف غير المرتبطة بتدفق القيمة واعتبارها‬ ‫تقييم الأداء في المدى القصير والمدى البعيد‪،‬‬ ‫تكاليف عامة تظهر في كشف الدخل المعد على‬ ‫وتحسين التدفق النقدي والارباح‪.‬‬ ‫مستوى المنشأة‪.‬‬ ‫‪ 4-‬دراسة (‪Ofileanu, D. and Topor, D.‬‬ ‫المحور الأول‪ :‬الإطار النظري للدراسة‪:‬‬ ‫‪:)I., 2014‬‬ ‫أول ًا‪ :‬مفهوم المحاسبة الرشيقة‪:‬‬ ‫هدفت الدراسة إلى تقديم مفهوم جديد في‬ ‫تعرف المحاسبة الرشيقة بأنها‪:‬‬ ‫\"التغيراتاللازمةفينظام المحاسبة والرقابة‬ ‫والقياس لدعم التصنيع والتفكير الرشيق‪.‬‬ ‫((‪Maskell, Baggelay, 2004: 12‬‬ ‫كما عرفتبأنها‪\" :‬منهج محاسبي جديد يؤدي‬ ‫إلى زيادة العمل من خلال تبني ثقافة الترشيق‬ ‫والعمل على قياس الأثر المالي لتنفيذ إجراءات‬ ‫التحسين الرشيق للوحدات الاقتصادية\"‪Ste�(((.‬‬ ‫‪phen, Loyay, 2010: 71‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬أبعاد المحاسبة الرشيقة‪:‬‬ ‫هناك بعدان للمحاسبة الرشيقة وهما‪:‬‬ ‫ ‬ ‫‪ – 1‬البعد الأول‪ :‬يشير إلى تطبيق المفاهيم‬ ‫الرشيقة في إجراءات النظام المحاسبي كالرقابي‬ ‫وفي عملية القياس‪ ،‬والهدف هو التخلص من الفاقد‬ ‫والضياع‪ ،‬وزيادة التحسين المستمر‪ ،‬كتسريع‬ ‫الإجراءات‪ ،‬وإزالة الأخطاء‪ ،‬وجعل الإجراءات واضحة‬ ‫‪47‬‬

‫‪ 4-‬التركيز على تعظيم قيمة العميل وذلك من‬ ‫ومفهومة‪)Lopez, Patxi R., 2013, 3( .‬‬ ‫خلال الربط بين قياس الأداء وبين مسببات خلق‬ ‫‪ – 2‬البعد الثاني‪:‬يشير إلى إجراءات تغيرات جذرية‬ ‫في نظام المحاسبة كالرقابة والقياس التقليدية‪،‬‬ ‫القيمة‪)Wempe, 2011: 50( .‬‬ ‫وتوجيه هذه التغييرات باتجاه تحقيق المفاهيم‬ ‫خامس ًا‪ :‬فوائد المحاسبة الرشيقة‪:‬‬ ‫الرشيقة‪ ،‬وذلك من أجل أن تكون أكثر ملاءمة‬ ‫‪ .1‬توفر معلومات دقيقة في الوقت المناسب‬ ‫للبيئة الرشيقة‪ ،‬وبالشكل الذي يؤدي إلى توفير‬ ‫وتكون مفهومة‪ ،‬لكي تدفع مسيرة المنشأة نحو‬ ‫معلومات ملائمة لاتخاذ القرارات كالرقابة‪ ،‬لتعطي‬ ‫التحول الرشيق‪ ،‬مما يؤدي إلى اتخاذ القرارات‬ ‫صورة واضحة عن قيمة العملاء‪ ،‬وتكون بسيطة‬ ‫الخاصة بالتسعير والربحية والتدفقات النقدية‪.‬‬ ‫وواضحة ومرئية لكافة المستويات داخل المنشأة‬ ‫‪ .2‬استخدام أدوات المحاسبة الرشيقة للقضاء‬ ‫على الضياع من العمليات المحاسبية للقيام‬ ‫الصناعية‪Wempe, 2011: 42((.‬‬ ‫بالرقابة المالية بشكل مستمر‪ ،‬وتقليل الطاقة‬ ‫ثالث ًا‪ :‬مبادئالمحاسبةالرشيقة‪:‬‬ ‫العاطلة( (‪celik, 2016, 10‬‬ ‫ي وج د م ب دأي ن م ن ال م ب ادئ الأس اس ي ةل ل م ح اس ب ةال رش ي ق ة‬ ‫‪ .3‬التقيد التام بالمبادئ المحاسبة المقبولة‬ ‫وه م ا‪:‬‬ ‫عموما (‪ )GAAP‬فيما يتعلق بإعداد التقارير‬ ‫‪ 1-‬مبدأالقياس‪ :‬قياساتالمحاسبةالرشيقة‬ ‫الداخلية والخارجية‪.‬‬ ‫و هيمكا سبإ يجا بية من‬ ‫‪ .4‬دعم الثقافة من خلال تحفيز الموارد البشرية‬ ‫العاملة في المنشأة‪ ،‬وتوفير المعلومات الملائمة‪،‬‬ ‫خلالالشروعفيالبدائلالرشيقةبعدة طرق منها‪:‬‬ ‫وتشجيع التحسن المستمر في كل مستويات‬ ‫أ‪ -‬تخفيضالمخزون‪.‬‬ ‫المنشاة‪)Aghdaei, 2012: 2( .‬‬ ‫ب‪ -‬تقليل وقتدورةالإنتاج‪.‬‬ ‫‪ 5-‬توفر المحاسبة الرشيقة المال وتخفض‬ ‫جـ‪ -‬تحسينالإنتاج‪.‬‬ ‫التكاليف‪ ،‬فمعظم الشركات ليس لديها خطة‬ ‫لتخفيض التكاليف بسبب انشغالها بأنشطة‬ ‫د‪ -‬زيادةإجماليالطاقات المتاحة‪.‬‬ ‫الشركة المتنوعة‪ ،‬وعدم وجود نظام محاسبي‬ ‫‪ 2-‬مبدأ التحفيز‪ :‬فالمحاسبةتعمل علىتحفيزالش‬ ‫كفء‪ ،‬فاستخدام المحاسبة الرشيقة من شأنه أن‬ ‫رك ات ع ل ى م واص ل ةت ع زي زم ب ادرات ه م ال رش ي ق ةب دلام ن ت ق د‬ ‫يستبعد الضياع من المعاملات وتخفيض التكلفة‪.‬‬ ‫يم أرقام كما هو معمول في المحاسبة التقليدية‪،‬‬ ‫‪ 6-‬تحفز المحاسبة الرشيقة على استخدام‬ ‫إن ذلك ليس بالضرورة هو انعكاس دقيق لربحية‬ ‫التحسين والتصنيع الرشيق في المدى الطويل‬ ‫الشركات كما هو الحال مع محاولة مقابلة كفاءة‬ ‫من خلال اتباع مقاييس الترشيق‪ ،‬مثل مقاييس‬ ‫الآلات من خلال كثرة الإنتاج من المخزون غير‬ ‫الأداء الرشيق للإدارة للرقابة على خلايا الإنتاج‪.‬‬ ‫‪ 7-‬تحدد المحاسبة الرشيقة الأثر المالي‬ ‫الضروري‪(.‬محمد‪ ،‬و المعيني‪.)2013:294 ،‬‬ ‫بوضوح لتحسينات الرشيقة‪ ،‬فكثير من الشركات‬ ‫رابعاً‪ :‬أهمية المحاسبة الرشيقة‪:‬‬ ‫تستخدم النظم التقليدية لتخفيض التكاليف‪،‬‬ ‫ولكن استخدام المحاسبة الرشيقة يقضي على‬ ‫‪ 1-‬تخفيض التكاليف للتخلص من الفاقد عن من‬ ‫الهدر والضياع لموارد المنشأة‪ ،‬وتوفير الطاقة‪،‬‬ ‫العمليات غير الضرورية في المنشأة‪.‬‬ ‫والتقييم المالي غالب َا ما يعتمد على المحاسبة‬ ‫الرشيقة لتحسين الأداء‪Maskell, Brian,( .‬‬ ‫‪ 2-‬تحديد المنافع المالية من خلال تطبيق الفكر‬ ‫الإنتاجي الخالي من الفاقد والضائع والتركيز على‬ ‫‪)2010: 20‬‬ ‫استراتيجيات تطبيق المحاسبة الرشيقة التي‬ ‫تحقق هذه المنافع‪.‬‬ ‫‪ 3-‬توفير المعلومات لاتخاذ القرارات الرشيدة‬ ‫التي تؤدي إلى تخفيض التكلفة وزيادة الإيرادات‬ ‫والأرب اح‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫في البيئة الرشيقة يجب أن تعكس قياسات ذخائر‬ ‫سادساً‪ :‬خطواتاستخدامالمحاسبةالرشيقة‪:‬‬ ‫الأداء الاستراتيجية الرشيقة‪ ،‬ويجب أن تكون‬ ‫المقاييس سهلة وبسيطة الفهم لأن أغلب‬ ‫يوجد هناك خطواتهامة لاستخدامالمحاسبة‬ ‫المستفيدين غير ماليين‪ ،‬ويجب أن تكون في‬ ‫الوقت المناسب ومن المفضل أن تكون بعض‬ ‫الرشيقة وهي كالتالي‪:‬‬ ‫القياسات تتضمن خدمات الزبائن ووقت الدورة‬ ‫والحد من الخلل‪(.‬محمد‪ ،‬والمعيني‪)296-297 :‬‬ ‫‪ 1-‬ربطتدفقالقيمةمعالأهدافالاستراتيجية‪.‬‬ ‫‪ -3‬الممارساتالمحاسبية ‪:‬‬ ‫هناك مجالاترئيسةلممارساتالمحاسبيةهيالعمل‬ ‫‪ 2-‬تحليل بيانات التكلفة لدعم العمليات‬ ‫ياتالمحاسبيةوإدارةالتكاليفوالرقابة المالية‪ ،‬إنالع‬ ‫م ل ي ات ال م ح اس ب ي ةي ج ب أن ت رك زف ي ال ع م ل ي ات ول ي س ال ن ت ائ ج‬ ‫المحاسبة الرشيقة‪.‬‬ ‫والعملعلى القضاءعلىالعملياتالتيلاتضيفقيمةمعا‬ ‫لمحاسبةالرشيقةمعمنافعإضافيةللمهام أقلتعقي‬ ‫‪ 3-‬حذف المعاملات المعقدة من العمليات المالية‪.‬‬ ‫داوالحاجةلبعضالأشخاصلأداءتلكالمهام‪ ،‬وتعتبر‬ ‫محاسبةالتكاليف في حقيقــة الأمرهي إدارةالتك‬ ‫‪ 4-‬تطويروتحسينالتسعيرلتدفقالقيمةوالأرباحوت‬ ‫ال ي ف وت ت ض م ن ت ك ال ي ف ال ت خ ط ي ط وال رق اب ةوال م ح اس ب ة‪،‬و‬ ‫إدخال مفهومتطوير وظيفةالجودة (‪ )QFD‬ومش‬ ‫ح دي دأم اك ن ف ق دان ت دف ق ال ق ي م ة‪.‬‬ ‫اركةالعملاءفيتطويرالمنتجاتالجديدةإن كل هذه‬ ‫ال م م ارس ات ال ج دي دةت ح دث ل ج ع لال ع م ل ي ات ال م ح اس ب ي ة‬ ‫‪ 5-‬يعتمد التسعير على حساب التكاليف وتحديد‬ ‫أكثر كفاءة ‪.‬‬ ‫‪ -4‬إدارةالاستثمار‪:‬‬ ‫نقطة التعادل والأسواق المنافسة‪(.‬شجاع‪:2015 ،‬‬ ‫إ د ا رة ا ل رش ا ق ةت س ع ى إ ل ى إ ع ا د ة ه ي ك ل ي ة ج ذ ر ي ة ل ل م‬ ‫نظمةعن طريق تياراتالقيمة‪ ،‬وذلك بهدف‬ ‫‪)14-15‬‬ ‫تبسيطالعملياتالتجاريةإلىحدكبير لتحس‬ ‫ينخدمةالزبائنوأيضاتحسينالكفاءة والرب‬ ‫‪ 7-‬تعليمجميع العاملين فيجميعالمستوياتللم‬ ‫حية‪ ،‬ومن ثم إن البعدالنهائيللمحاسبة‬ ‫الرشيقة هو إدارةالاستثمار‪،‬ويشمل ذلكأكثرمن‬ ‫ش ارك ةف ي ع م ل ي ات ال م ن ش أة‪.‬‬ ‫خطة عا مة و ا لتشد يد علىأ همية ا لا ستثما ر‬ ‫بالأشخاصوتخصيصالموارد يتطلب معاستراتيجية‬ ‫‪ 8-‬تدريبوتطويرالمسئولين في المنشأة على‬ ‫ا لشركة و أ و لو يا تها و علىا ستخد ا مأ سس‬ ‫متعددةلتقييمإدارةالأداء الرشيق‪ ،‬والهدف هو عدم‬ ‫ن ظ ام ال م ح اس ب ةال رش ي ق ة‪.‬‬ ‫تحقيق الأداء المعياري‪Mishra&Pradhan,.‬‬ ‫‪.))2009: 1-10‬‬ ‫‪ 9-‬تعليم المدير والطاقم المالي استراتيجية تدفق‬ ‫ثامناً‪ :‬أدوات المحاسبة الرشيقة‪:‬‬ ‫الجدول التالي يبين الأدوات التي تستخدمها‬ ‫القيمة من أجل عملية اتخاذ القرار باستخدام‬ ‫المحاسبة الرشيقة وهي كالتالي‪:‬‬ ‫أدوات المحاسبة الرشيقة (‪Huntzinger, JR,‬‬ ‫‪. ) 2007: 10-320‬‬ ‫سابعاً‪ :‬مجالاتاستخدامالمحاسبةالرشيقة‪:‬‬ ‫يوجد أربعة مجالات لاستخدام المحاسبة‬ ‫ ‬ ‫الرشيقة وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬ممارساتالتصنيع ‪:‬‬ ‫إ ن م م ارس ات ا ل ت ص ن ي ع ا ل رش ي ق ي ج ب أن ت ت غ ي روف ق‬ ‫تغيرالإنتاجعلىشكلدفعاتوجدولة الدفعإلىتدفق‬ ‫الإنتاجوجدولةالسحب‪ ،‬والاتجاهالرئيسالذييمثل‬ ‫التحول الرشيق للقضاءعلىالضياعالذييتطلبتفكير‬ ‫رشيق‪ ،‬والعمليجبأن يصنفضمنالأنشطةالتيتضي‬ ‫فقيمةوالأنشطةالتيلاتضيفقيمةوبشكل جاد من‬ ‫منظور العملي‪ ،‬إن موظفي الحسابات المالية‬ ‫غالب ًا ما ينظرون إلى العوامل المؤثرة في قياس‬ ‫الإنتاجية والتي عرفت في تعبير الرشاقة العلاقة‬ ‫بين كمية المخرجات وكمية المواد المستهلكة‪،‬‬ ‫وتقاس الإنتاجية عاد ًة بالمبيعات والمواد والأجور‬ ‫والتكاليف غير المباشرة ‪.‬‬ ‫‪ 2-‬قياسات الأداء‪:‬‬ ‫‪49‬‬

50


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook