Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore Dakhaeir4

Dakhaeir4

Published by mafadcenter, 2019-03-25 09:43:05

Description: Dakhaeir4

Search

Read the Text Version

1

‫الناشر‪:‬‬ ‫(‪)[email protected]‬‬ ‫‪ISNN :2458_7168‬‬ ‫جميع الحقوق محفوظة ©‬ ‫ذخائرللعلوم الإنسانية‪:‬‬ ‫مركزفاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات – مفاد ‪-‬‬ ‫تصميم الغلاف‪:‬‬ ‫دورية إلكترونية‪ ،‬أكاديمية‪ ،‬مح ّكمة‪ ،‬تصدرمرتين في‬ ‫عبد الصمد حداني‬ ‫السنة‪ .‬تهتم بقضايا العلوم الإنسانية والاجتماعية‪.‬‬ ‫تفتح أبوابها في وجه الباحثين والأساتذة الجامعيين‬ ‫تتوفرأعداد المجلة حصريا على‪www.nashiri.net:‬‬ ‫لنشردراساتهم العلمية الأصيلة ذات الصلة بقضايا‬ ‫الأدب‪ ،‬واللغات‪ ،‬والإعلام‪ ،‬والعلوم الشرعية‪ ،‬والتاريخ‪،‬‬ ‫والأنثروبولوجيا‪ ،‬والآثار‪ ،‬والتراث‪ ،‬والاقتصاد‪،‬‬ ‫والجغرافيا‪ ،‬والتربية‪ ،‬والفنون‪...‬‬ ‫العنوان البريدي‪:‬‬ ‫باسم مديرالمجلة‪ :‬ص ب ‪ 6256‬ـ الأدارسة (‪ )30040‬ـ‬ ‫فاس ـ المغرب‬ ‫البريد الإلكتروني‪:‬‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫‪2‬‬

‫السرعلي سعد محمد ‪ -‬الكلية الاماراتية الكندية‬ ‫مديرالمجلة‪:‬‬ ‫الجامعية ‪ -‬أم القيوين‬ ‫عبد الباسط المستعين‬ ‫(الإمارات العربية المتحدة)‬ ‫هيأة التحرير‪:‬‬ ‫سعيد أحمد صالح فرج ‪ -‬جامعة الملك خالد ‪ -‬أبها‬ ‫رجاء الرحيوي‬ ‫رشيد عموري‬ ‫(السعودية)‬ ‫صوفية علوي مدغري‬ ‫عادل بن عبد الشكور الزرقي ‪ -‬جامعة الملك سعود‬ ‫مولاي المصطفى صو�صي‬ ‫المراجعة اللغوية‪:‬‬ ‫(السعودية)‬ ‫زكرياء السرتي‬ ‫عبد الرحمان بودراع ‪ -‬جامعة عبد المالك السعدي –‬ ‫هشام دحماني‬ ‫هشام ياسين‬ ‫تطوان‬ ‫الهيأة العلمية‪:‬‬ ‫(المغرب)‬ ‫أحمد بوعود ‪ -‬جامعة عبد المالك السعدي ‪ -‬تطوان‬ ‫عبد الرزاق قاسم الشحادة ‪ -‬جامعة الزيتونة الأردنية‬ ‫(الأردن)‬ ‫(المغرب)‬ ‫عبد العظيم صغيري ‪ -‬جامعة القرويين‬ ‫أحمد محمد خاطر ‪ -‬جامعة المالديف الإسلامية ‪-‬‬ ‫(المغرب)‬ ‫عبد المنعم العزوزي ‪ -‬جامعة سيدي محمد بن عبد‬ ‫(جزر المالديف)‬ ‫الله – فاس‬ ‫آمال كامل محمد عبد الله ‪ -‬جامعة السلطان قابوس‬ ‫(المغرب)‬ ‫فليح مضحي أحمد السامرائي ‪ -‬جامعة المدينة العالمية‬ ‫(سلطنة عمان)‬ ‫(ماليزيا)‬ ‫أمين عوي�سي ‪ -‬جامعة فرحات عباس ‪ -‬سطيف ‪1‬‬ ‫محاسن محمد علي حسين الوقاد ‪ -‬جامعة عين شمس‬ ‫(مصر)‬ ‫(الجزائر)‬ ‫محماد رفيع ‪ -‬جامعة سيدي محمد بن عبد الله ‪ -‬فاس‬ ‫حسن ضايض ‪ -‬جامعة سيدي محمد بن عبد الله ‪-‬‬ ‫(المغرب)‬ ‫محمد الفاضل بن علي اللافي ‪ -‬مركزالبحوث‬ ‫فاس‬ ‫والدراسات في حوارالحضارات والأديان المقارنة ‪-‬‬ ‫(المغرب)‬ ‫سوسة‬ ‫حسيب إلياس حديد ‪ -‬جامعة الموصل‬ ‫(تونس)‬ ‫(العراق)‬ ‫محمد عوده مرعي الشرفات ‪ -‬جامعة اليرموك ‪ -‬إربد‬ ‫حسين أسود ‪ -‬جامعة بينغول‬ ‫(الأردن)‬ ‫(تركيا)‬ ‫المهدي بن محمد السعيدي – جامعة ابن زهر –‬ ‫حيدرعبود الشمري ‪ -‬جامعة القادسية‬ ‫أكادير‬ ‫(العراق)‬ ‫(المغرب)‬ ‫خالد صقلي ‪ -‬جامعة سيدي محمد بن عبد الله ‪ -‬فاس‬ ‫مهدي محمد القصاص ‪ -‬جامعة المنصورة‬ ‫(المغرب)‬ ‫(مصر)‬ ‫خولة خليل حسين شخاترة ‪ -‬جامعة جدارا‬ ‫(الأردن)‬ ‫‪3‬‬

‫قواعد النشر‪:‬‬ ‫ـ يشـترط في البحوث المقدمة للنشـرفي المجلة أن تكون أصيلة ولم يسـبق نشـرها‪ ،‬وألاتكون مسـتلة من عمل أكاديمي‬ ‫(أطروحة أورسـالة)‪ ،‬وألاتكون موضوع مسـاهمة في نشـاط علمي سـابق‪.‬‬ ‫ـ تعنى المجلة أيضا بنشـرالترجمات‪ ،‬والقراءات‪ ،‬ومراجعات الكتب‪ ،‬وعروض الأطروحات‪ ،‬والمتابعات العلمية حول‬ ‫المؤتمرات‪ ،‬والندوات‪ ،‬والنشاطات الأكاديمية الحديثة‪ ،‬ذات الصلة بالحقول المعرفية التي تدخل في نطاق اختصاصها‪.‬‬ ‫ـ يرفـق كل بحـث بملخصيـن‪ ،‬أحدهمـا بلغـة الدراسـة‪ ،‬والثانـي باللغـة الإنجليزيـة‪ ،‬يتـراوح بيـن مائـة وثلاثمائـة كلمـة‪،‬‬ ‫وبالسـيرة الذاتيـة للباحـث‪.‬‬ ‫ـ ترسل البحوث مطبوعة‪ ،‬ومضبوطة‪ ،‬ومراجعة بدقة إلى البريد الإلكتروني للمجلة‪.‬‬ ‫ـ لاينبغـي أن تقـل عـدد كلمـات البحـوث والدراسـات عـن خمسـة آلاف كلمـة ولاتتجـاوز ثمانيـة آلاف كلمـة‪ ،‬بمـا فـي ذلـك‬ ‫الملاحـق والأشـكال المرفقـة‪ .‬أمـا قـراءات الكتـب‪ ،‬وعـرض الأطروحـات‪ ،‬والتقاريـر‪ ،‬فبيـن ألـف وخمسـة آلاف كلمـة‪.‬‬ ‫ـ ترسـل الجـداول‪ ،‬والصـور‪ ،‬والخرائـط‪ ،‬والأشـكال المرفقـة فـي ملفـات مسـتقلة‪ ،‬ويشـارفـي أسـفل الوثيقـة إلـى عنوانهـا‪،‬‬ ‫ومصدرهـا؛ مـع تحديـد موضعهـا فـي المتـن‪.‬‬ ‫ـ تتقيد البحوث على مسـتوى الحوا�شـي بترقيم آلي تسلسـلي متجدد‪ ،‬خاص بكل صفحة‪ ،‬ومثبت في أسـفلها‪ ،‬ولا يقبل‬ ‫نظام الإحالات داخل المتن‪.‬‬ ‫ـ تعتمـد الأصـول العلميـة المتعارفـة فـي التوثيـق علـى الشـكل الآتـي‪ :‬اسـم المؤلـف‪ ،‬وعنـوان الكتـاب‪ ،‬واسـم المحقـق‪ ،‬أو‬ ‫المترجـم؛ إن توفـرا‪ ،‬ثـم اسـم الناشـر‪ ،‬أودارالنشـر‪ ،‬ومكانهـا‪ ،‬ورقـم الطبعـة‪ ،‬وتاريخهـا‪ ،‬ثـم رقـم الصفحـة‪ .‬وإذا تعلـق الأمـر‬ ‫بمسـاهمة ضمـن كتـاب (تأليـف مشـترك أوأعمـال مؤتمـرات ونـدوات)؛ فيذكـراسـم الكاتـب‪ ،‬وعنـوان المسـاهمة‪ ،‬وموضـوع‬ ‫التأليف المشترك‪ ،‬أوالمؤتمر‪ ،‬والجهة الناشرة‪ ،‬أومنسق فريق التأليف‪ ،‬ثم دارالنشر‪ ،‬ومكانها‪ ،‬ورقم الطبعة‪ ،‬وتاريخها‪،‬‬ ‫ثـم رقـم الصفحـة‪ .‬أمـا بالنسـبة للمجـات؛ فيذكـراسـم الكاتـب‪ ،‬وعنـوان المقـال‪ ،‬ثـم اسـم المجلـة‪ ،‬والجهـة التـي تصدرهـا‪،‬‬ ‫وعددهـا‪ ،‬وتاريخـه‪ ،‬فرقـم الصفحـة‪ .‬وفـي لائحـة المراجـع تحـدد أرقـام الصفحتيـن الأولـى والأخيـرة بالنسـبة لمقـالات المجـات‪،‬‬ ‫ومسـاهمات الأعمـال المشـتركة‪.‬‬ ‫ـ تختم كل دراسة بقائمة المصادروالمراجع مرتبة ترتيبا هجائيا حسب أسماء الشهرة‪ ،‬أوألقاب المؤلفين‪.‬‬ ‫ـ تختـص هيـأة تحريـرالمجلـة بإجـازة‪ ،‬أورفـض قـراءات الكتـب‪ ،‬وعـرض الأطروحـات‪ ،‬وتقاريـرالأنشـطة العلميـة‪ .‬كمـا‬ ‫تختـص بالفحـص الأولـي للبحـوث والدراسـات‪ ،‬وتقـرر مـدى أهليتهـا للتحكيـم‪.‬‬ ‫ـ تخضـع جميـع البحـوث‪ ،‬بعـد إجازتهـا مـن هيـأة التحريـر‪ ،‬للتحكيـم العلمـي علـى نحـوسـري‪ .‬وللمجلـة؛ بنـاء علـى رأي‬ ‫المحكميـن‪ ،‬أن تطلـب إجـراء تعديـات شـكلية‪ ،‬أوشـاملة علـى البحـوث قبـل الحسـم فـي قبولهـا النهائـي‪.‬‬ ‫ـ تبلغ المجلة قرارات الرفض إلى المعنيين بها‪ ،‬وهي غيرملزمة بإبداء أسباب الرفض‪.‬‬ ‫ـ تعبرالمواد المنشورة عن آراء أصحابها‪ ،‬ويتحملون كامل المسؤولية في صحة البيانات‪ ،‬ودقة المعلومات‪ ،‬والاستنتاجات‪.‬‬ ‫ـ تطبـع البحـوث بخـط مـن نـوع‪ ،Traditional Arabic :‬مقاسـه‪ 16 :‬فـي المتـن‪ ،‬و‪ 14‬فـي الهامـش‪ ،‬بمسـافة عاديـة بيـن‬ ‫الأسـطر‪ ،‬والعنـوان الرئي�سـي‪ ،Traditional Arabic 16 Gras :‬والعناويـن الفرعيـة‪ .Traditional Arabic 16 Gras :‬أمـا‬ ‫البحـوث باللغتيـن الفرنسـية‪ ،‬أوالإنجليزيـة‪ ،‬فتكتـب بخـط مـن نـوع‪ Times New Roman :‬مقاسـه‪ 14 :‬فـي المتـن‪ ،‬و‪12‬‬ ‫فـي الهامـش‪ .‬أمـا مقاييـس حوا�شـي الصفحـات؛ فتضبـط كمـا يلـي‪ :‬أعلـى‪ ،02:‬أسـفل‪ ،02 :‬يميـن‪ ،02,50 :‬يسـار‪ ،02 :‬رأس‬ ‫الورقـة‪ ،01,50 :‬أسـفل الورقـة‪.01,25 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫المحتويات‪:‬‬ ‫دراسات‪:‬‬ ‫‪ -‬الأسس المرجعية للقيم في الشريعة الإسلامية المصطفى السماحي (المغرب)‪8 ................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬هل الأصل في الأحكام التعليل أم التعبد؟ رشيد لعزيز (المغرب)‪17 ..............................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬الحوارالإسلامي المسيحي‪ :‬قضايا عقدية وتشريعية محمد بن حمو (المغرب) ‪24 ...........................................................................................‬‬ ‫‪ -‬اقتصـاد الريـع وآثاره الاجتماعـية والاقتصادية أحمد الإدري�سي (المغرب) ‪38 ..................................................................................................‬‬ ‫‪ -‬دور المدارس القرآنية (الكتاتيب) في صيانة الرسم العثماني بالخط المغربي في ولايات هوسا أبوبكرنوح فندا (نيجيريا) ‪47 ........................‬‬ ‫‪ -‬الهوية الشنقيطية في مواجهة الاستعمارالفرن�سي (دراسة في التراث الاستشراقي) بوها محمد عبد الله سيدي (موريتانيا) ‪57 ...................‬‬ ‫‪ -‬المجاهد البطل أحمد بن محمد الحزمري ودوره في مقاومة الاستعماربشمال المغرب (‪1926 – 1912‬م) مو�سى المودن (المغرب)‪66 ..........‬‬ ‫‪ -‬حوارية السرد في الرواية النسوية الجزائرية ‪ -‬رواية (عرش معشق) لربيعة جلطي نموذجا إيمان مليكي (الجزائر) ‪78 ................................‬‬ ‫‪ -‬القيد والحرية في جماليات الجاحظ «المرأة أنموذجا» فريدة أولموالزيتوني (الجزائر)‪88 ...............................................................................‬‬ ‫أطروحات ورسائل‪:‬‬ ‫‪ -‬تقريرحول أطروحة في موضوع‪ :‬تعارض مقت�ضى دلالات الألفاظ عند الأصوليين‪ ،‬نماذج مختارة محمد ركراكي (المغرب) ‪97......................‬‬ ‫تقاريرحول أنشطة علمية‪:‬‬ ‫‪ -‬تقريرحول المؤتمرالدولي‪« :‬ظاهرة الإرهاب‪ :‬مقاربات إنسانية واجتماعية» مح ّمد الفاضل بن علي الل ّافي (تونس) ‪102 ................................‬‬ ‫‪ -‬تقريرعن ندوة علمية دولية‪« :‬الصحراء في العلاقات المغربية الإفريقية» البشيرأبرزاق (المغرب) ‪105 ........................................................‬‬ ‫قراءات في كتب‪:‬‬ ‫‪ -‬تقديـم لكتـاب‪« :‬مـا جـرى بـه العمـل عنـد المغاربـة فـي روايـة ورش عـن نافـع مـن طريـق الأزرق أداء ورسمـا» للدكتـور عبـد العلـي المسـئول رشـيد‬ ‫عمـوري (المغـرب) ‪110 .........................................................................................................................................................................................‬‬ ‫‪ETUDES:‬‬ ‫‪- Sufism as an antidote to eradicate terrorism: afield study on religious sites in Southern Tunisia after‬‬ ‫‪the uprising (2011) Mohamed Ahmed (Tunisie) .............................................................................................. 111‬‬ ‫‪- La RSE à l’heure de la GRH: Projet prometteur pour la performance organisationnelle Mounir Elmach-‬‬ ‫‪kour (Maroc) ............................................................................................................................................................. 122‬‬ ‫‪5‬‬

‫الإنتاجـات العلميـة إلـى الرفـض‪ ،‬إمـا لاعتبـارات‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫شـكلية تكمـن فـي عـدم التقيـد ببعـض الشـروط‬ ‫المحـددة للنشـر‪ ،‬أولاعتبـارات معرفيـة ومنهجيـة‬ ‫افتتاحية‪:‬‬ ‫تقدرهـا هيـأة التحكيـم‪ .‬كمـا نشـعربالحـرج ثانيـة‬ ‫كلمـا تأخـرنشـربعضهـا بسـبب كثـرة البحـوث التـي‬ ‫نـزف للقـراء عـددا جديـدا مـن مجلـة ذخائـر‬ ‫للعلـوم الإنسـانية‪ ،‬ثريـا بمـواده المتنوعـة فـي‬ ‫تنتظـر دورهـا‪.‬‬ ‫مختلـف انشـغالات الباحثيـن بالعلـوم الإنسـانية‬ ‫تلكم ركائزقوة المجلة التي نستمد منها الطاقة‬ ‫والاجتماعيـة‪ ،‬ثريـا بكوكبـة مـن الباحثيـن مـن‬ ‫والعـون‪ ،‬قصـد تحقيـق مجتمـع المعرفـة الـذي‬ ‫مسـتويات وجنسـيات متباينـة‪ ،‬ثريـا بمضامينـه‬ ‫نطمـح للمسـاهمة فـي بنائـه‪ ،‬وهـي موردنـا الأسـاس‬ ‫المتميـزة‪ ،‬والحـرص المتزايـد علـى العنايـة بالمسـتوى‬ ‫لدعـم سـعينا إلـى ترسـيخ قيـم المثابـرة‪ ،‬والتجديـد‪،‬‬ ‫الفنـي والتقنـي اللائـق بهـذه الأطبـاق المتنوعـة‬ ‫والبحـث التـي ننشـدها‪ ،‬ونسـتنهض الهمـم للأخـذ‬ ‫مـن «الذخائـر» العلميـة‪ ،‬والعـدد الأكاديميـة‬ ‫بهـا‪ ،‬ع�سـى أن نزاحـم الأمـم التـي سـبقتنا فـي هـذا‬ ‫التـي تعكـس بحـق ثمـرة تفاعـل إيجابـي ودؤوب لا‬ ‫المضمـار‪ ،‬وع�سـى أن نستشـرف نهضـة علميـة‪ ،‬لا‬ ‫يتوقف بين ثلاثة أركان‪ ،‬تساهم على مرالساعات‬ ‫شـك أنهـا مفتـاح التقـدم فـي كل المياديـن‪ ،‬وليـس‬ ‫فـي بنـاء صـرح علمـي هـادف وبنـاء‪.‬‬ ‫ذلـك علـى الإرادات السـامقة بعزيـز‪.‬‬ ‫أولى تلك الأركان تتمثل في إدارة المجلة وطاقم‬ ‫والله نسـأل التوفيق السـداد؛ فهونعم المولى‬ ‫تحريرهـا الـذي لا يتوانـى فـي بـذل قصـارى الجهـود‬ ‫مـن أجـل رسـم ملامـح البصمـات العلميـة للمجلـة‪،‬‬ ‫ونعـم النصيـر‪.‬‬ ‫وما يتطلبه ذلك من حرص وعناية وسهر‪ .‬والركن‬ ‫الثانـي يتجلـى فـي الهيـأة العلميـة ومحكمـي المجلـة‬ ‫فاس في‪ :‬ثاني ربيع الثاني‬ ‫الذيـن لا يبخلـون عليهـا بتقويماتهـم‪ ،‬وتوجيهاتهـم‪،‬‬ ‫‪ 1440‬هـ ‪ 10 /‬دجنبر ‪2018‬م‬ ‫وقراراتهـم الفاصلـة فـي تمحيـص المـواد البحثيـة‬ ‫مديرالمجلة‪ :‬عبد الباسط المستعين‬ ‫المتوصـل بهـا‪ .‬أمـا الركـن الثالـث والأخيـر؛ فيكمـن‬ ‫فـي الباحثيـن الكثـرالذيـن يجـودون بزبـدة أعمالهـم‬ ‫العلمية‪ ،‬وحصيلة جهودهم البحثية‪ ،‬فيضعونها‬ ‫بيـن يـدي المجلـة مـن أجـل دراسـة إمكانيـة نشـرها‪.‬‬ ‫ولا نخفـي القـراء والكتـاب الكـرام حجـم‬ ‫الأ�سـى الـذي ينتابنـا كلمـا آل مصيـرعـدد مـن تلـك‬ ‫‪6‬‬

‫دراس ـات‬ ‫‪7‬‬

‫‪attention and unique position to values and‬‬ ‫الأسس المرجعية للقيم في الشريعة‬ ‫‪ethics that was not given to by any religion or‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫‪doctrine.‬‬ ‫د‪ .‬المصطفى السماحي*‪1‬‬ ‫‪However, morals and values are impaired‬‬ ‫‪in Islamic societies due to globalization and in-‬‬ ‫ملخص‪:‬‬ ‫‪tercontinental cultural invasion, which shows‬‬ ‫‪values recession. Consequently, the question‬‬ ‫تكت�سـي التربيـة علـى القيـم والأخـاق أهميـة قصـوى‬ ‫‪of Islamic reference is raised up once again.‬‬ ‫فـي المجتمعـات الإنسـانية كلهـا‪ ،‬بغـض النظـرعـن دينهـا‬ ‫وثقافتهـا‪ ،‬لأنهـا مـن مرتكـزات الحيـاة الإنسـانية‪ ،‬ولذلـك‬ ‫‪As long as each society has its own va-‬‬ ‫فـإن سـقوط الأمـم والحضـارات غالبـا مـا يرجـع إلـى‬ ‫‪lues, that preserve its unity, through which the‬‬ ‫انهيـار أخلاقهـا‪ ،‬فهـي الضامنـة لتنشـئة الفـرد تنشـئة‬ ‫‪behaviours of its members are judged to be‬‬ ‫سـليمة متوازنـة‪ ،‬تجعـل شـخصيته منفتحـة ومتفاعلـة‪،‬‬ ‫‪either accepted or rejected, good or bad. Is-‬‬ ‫دون انسـاخ أو ذوبـان‪ ،‬وهـي الضامنـة لوحـدة المجتمـع‬ ‫‪lamic societies derive their values from Quran‬‬ ‫وتجانسـه وتماسـكه‪ .‬ولذلـك أولـى الإسـام عنايـة خاصـة‬ ‫‪and Sunnah as revelation and common sense‬‬ ‫للقيم والأخلاق‪ ،‬وأعطاها مكانة فريدة لم يعطها لها دين‬ ‫‪which guarantee the unity and harmony.‬‬ ‫مـن الأديـان‪ ،‬ولا مذهـب مـن المذاهـب‪.‬‬ ‫‪Keywords: values, ethics, globalization,‬‬ ‫إلا أنـه‪ ،‬وبفعـل العولمـة والغـزو الثقافـي العابـر‬ ‫‪culture, education, Islam.‬‬ ‫للقارات‪ ،‬أصبحت المجتمعات الإسلامية تعيش انتكاسة‬ ‫قيمية وأخلاقية‪ ،‬تجعلنا نقول إننا بحق أمام أزمة قيم‪،‬‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫ممـا يدفعنـا مـرة أخـرى لطـرح سـؤال المرجعيـة؟‪.‬‬ ‫فـي ظـل التحـولات القيميـة الكبـرى التـي يشـهدها‬ ‫فمـادام لـكل مجتمـع قيمـه التـي تحفـظ تماسـكه‬ ‫العالـم‪ ،‬وأمـام عولمـة كاسـحة باتـت معهـا الأفـكارعابـرة‬ ‫ووحدتـه‪ ،‬ومـن خلالهـا يحكمـون علـى سـلوكات أفـراده‬ ‫للقارات‪ ،‬يراد من خلالها تنميط القيم – قيم الغالب –‬ ‫بالقبـول أو الرفـض‪ ،‬بالحسـن أو القبـح‪ ،‬فـإن الأسـس‬ ‫وفرضهـا علـى الأخـر‪ ،‬دون مراعـاة للخصوصيـة الثقافيـة‬ ‫المرجعيـة التـي تسـتقى منهـا هـذه القيـم فـي المجتمعـات‬ ‫والقيميـة‪ .‬فقـد أصبحـت القيـم الغربيـة تغـزو مدارسـنا‬ ‫الإسـامية‪ ،‬والتـي تضمـن وحدتهـا وانسـجامها مـن غيـر‬ ‫وبيوتنـا وإعلامنـا – فـي اللبـاس ونـوع الحلاقـة‪ ،‬والعلاقـات‬ ‫انغلاق ولاانسلاخ‪ ،‬يمكن إجمالها في‪ :‬الوحي قرآنا وسنة‪،‬‬ ‫الاجتماعيـة‪ - ....‬ممـا يجعـل قيمنـا مهـددة فـي عقـردارنـا‪،‬‬ ‫ال�شـيء الـذي يجعلنـا نقـول بحـق «إننـا نعيـش اليـوم‪،‬‬ ‫والفطـرة السـليمة‪.‬‬ ‫وعلـى الصعيـد العالمـي‪ ،‬أزمـة انهيـارنظـم القيـم بسـبب‬ ‫التغيـرات الكبيـرة التـي أصابـت بنـى المجتمعـات‪ ،‬وأنمـاط‬ ‫‪Abstract:‬‬ ‫الانتـاج‪ ،‬وسـيولة المعلومـات‪ ،‬وهيـاكل العلاقـات الأسـرية‬ ‫‪Values and ethics education are of para-‬‬ ‫والاجتماعيـة والدوليـة‪ ،‬ومضاميـن وأشـكال القوانيـن‬ ‫التـي باتـت تنظـم كل ذلـك‪ ،‬ممـا زج بالإنسـان المعاصـرفـي‬ ‫‪mount importance in all human societies re-‬‬ ‫أنـواع متعـددة مـن المعانـاة‪ ،‬كالإحبـاط‪ ،‬وخيبـة الأمـل‪،‬‬ ‫‪gardless of their religion and culture since they‬‬ ‫‪are the foundations of human life. Therefore,‬‬ ‫والإحسـاس بالاغتـراب‪ ،‬والشـعور بالضعـف‪.2»...‬‬ ‫‪the fall of nations and civilizations is often due‬‬ ‫وبلداننا الإسلامية ليست بمنأى عن هذه الأزمة‪ ،‬لا‬ ‫‪to the collapse of their morals; that are the gua-‬‬ ‫علـى المسـتوى الاجتماعـي‪ ،‬حيـث انتشـارالظلـم‪ ،‬الفسـاد‪،‬‬ ‫‪rantee of the unity, homogeneity and cohesive‬‬ ‫الجريمـة‪ ،‬المخـدرات‪ ،‬الغـش‪ ،‬الرشـوة‪ ،‬والخيانـة ‪...‬إلـخ‪،‬‬ ‫‪society. They also guarantee the individual’s‬‬ ‫فـي جميـع المجـات‪ ،‬وعلـى جميـع الأصعـدة؛ السياسـية‪،‬‬ ‫‪good upbringing and educating the fact that‬‬ ‫‪makes the personality open-minded and ba-‬‬ ‫‪ -2‬عـن القيـم الدينيـة والأخلاقيـة والمدنيـة‪ -‬الاجتماعيـة‪ ،‬مجلـة الإحيـاء‬ ‫‪lanced. Accordingly, Islam gave undivided‬‬ ‫العـددان ‪ 33-32‬ص ‪.12‬‬ ‫*‪ 1‬باحث في الفقه وأصوله ‪ -‬المغرب‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫فقـد عرفـت القيـم فـي مجـال علـم النفـس الاجتماعـي‬ ‫والاقتصاديـة‪ ،‬والاجتماعيـة وغيرهـا‪.‬‬ ‫بأنهـا «معيـار اجتماعـي ذو صفـة انفعاليـة قويـة تتصـل‬ ‫ولا علـى المسـتوى التربـوي‪ ،‬حيـث انتشـار‬ ‫بالمسـتويات الخلقيـة التـي تقدمهـا الجماعـة‪ ،‬ويمتصهـا‬ ‫الممارسـات اللامدنيـة‪ ،‬والظواهـر المنافيـة للمواطنـة‬ ‫الفـرد مـن بيئتـه الاجتماعيـة والخارجيـة‪ ،‬ويقيـم منهـا‬ ‫فـي المـدارس والجامعـات‪ :‬مـن قبيـل الغـش‪ ،‬والإضـرار‬ ‫بالممتلـكات العامـة وبالبيئـة‪ ،‬وبعـض أشـكال العنـف‪،‬‬ ‫موازيـن يبـرر بهـا أفعالـه وتتخذهـا هاديـا ومرشـدا»‪.7‬‬ ‫وغيرهـا مـن السـلوكات التـي تثبـت العديـد مـن الدراسـات‬ ‫وفـي المعجـم التربـوي القيـم هـي‪« :‬مجموعـة مـن‬ ‫تزايـد انتشـارها فـي المجتمـع‪ ،‬وفـي بعـض المؤسسـات‬ ‫القواعـد والمقاييـس الصـادرة عـن جماعـة مـا‪ ،‬ويتخذونهـا‬ ‫معاييـرللحكـم علـى الأعمـال والأفعـال‪ ،‬ويكـون لهـا قـوة‬ ‫ا لتعليميـة ‪.3‬‬ ‫ابلماثلاتـبـزاةمانواحـلراضـفروعرـةنالالعمجمواميـعـةة‪،‬و ُمويثلعهتـبـا»ر‪8‬أ‪.‬ي خـروج عنهـا‬ ‫ومـن هنـا تبـرز أهميـة الاهتمـام بمنظومـة القيـم‬ ‫وذهـب عبـد المجيـد الهاشـمي إلـى أن القيـم هـي‪:‬‬ ‫باعتبارها من أهم مرتكزات المجتمع‪ ،‬سواء على المستوى‬ ‫«مجموعـة مـن التنظيمـات النفسـية وأحـكام فكريـة‬ ‫الفردي أوالجماعي‪ ،‬وتبرز معها إشكاليات المرجعية التي‬ ‫وانفعاليـة يشـترك فيهـا أشـخاص بحيـث تعمـل تلـك‬ ‫تستقى منها هذه القيم‪ ،‬وهوما تجيب عنه هذه المداخلة‬ ‫التنظيمـات فـي توجيـه دوافـع الأفـراد ورغباتهـم فـي الحيـاة‬ ‫الاجتماعيـة لخدمـة أهـداف محـددة تسـعى لتحقيقهـا‬ ‫التي ارتأيت أن أقسمها إلى مقدمة ومبحثين وخاتمة‪:‬‬ ‫تلـك الفئـة»‪.9‬‬ ‫المبحـث الأول‪ :‬مفهوم القيـم وأهميتها‬ ‫فـي حيـن عرفهـا الدكتـور ماجـد عرسـان الكيلانـي‬ ‫في المجتمع‪:‬‬ ‫بقولـه‪« :‬القيـم محطـات ومقاييـس تحكـم بهـا علـى الأفـكار‬ ‫والأشـخاص والأشـياء والأعمـال والموضوعـات والمواقـف‬ ‫أولا‪ :‬مفهوم القيم لغة واصطلاحا‪:‬‬ ‫الفرديـة والجماعيـة مـن حيـث حسـنها وقيمتهـا‪ ،‬أو مـن‬ ‫حيـث سـوءها وعـدم قيمتهـا وكراهيتهـا‪ ،‬أوفـي منزلـة معينـة‬ ‫ََأااابَّْووللاَََِّْققللِتـيَّّْذَمَتـوُووُْماقمُّري ُُج‪.‬ـْتامويِسَيلـههوَق‪:‬تِاَْقإمقَِِّّلْقو‪4‬يَـَلْعْويُيـم‪،‬ملــَِّمٌهَدهُِمْوهرلف‪.‬ـَُُمقَتدتَيَِّبوَهوووَعاَاقَْيَـ‪،‬لاملَنلَـَُلَواكفاساىْلُغ‪:‬ـهُْمِولَّسِـ{ةلوساَِْ‪َُ:‬لهفرـلَس‪:‬قاََِّعةرِأجْ‪َِ.‬وُنةيسجَـمـمـََوٌَِتتََمظرْقعِلـاققهََُّأوِيومقُْـويَُممييُمم‪6‬هً ْ‪.‬مامًـوساـضلاَـ‪َ.‬ةتوِا�إَ‪َّ،َِِ:‬لقعوشـْاََييِْقمويِـااٌَهلامءَل}ْمَُ‪ِ،‬دُتس[قتُـُِْهيتيقفَُ‪َ5‬هق‪ِ.‬قمـوَاايوَصةًُم‪:‬لمُولــ ُح‪:‬اقةث ِّ‪ْ:‬ياَـتمفـساـ‪ُُْ:‬هـلمسُـن‪َ6‬اَنتوْ]ااَع َقِلَلأتُقطا َق�ِْـَدوّويمِشيالـــِوَِفلِـٌُيهملمُه‪..:‬ءي‪:‬‬ ‫أمـا فـي الاصطـاح‪ :‬فإنـه لمـا كانـت القيـم تدخـل فـي‬ ‫بيـن هذيـن الحديـن»‪.10‬‬ ‫مجـالات متعـددة وحقـول معرفيـة متنوعـة‪ ،‬فإنـه يختلـف‬ ‫هـذا التعريـف وإن كانـت مرجعيتـه الفلسـفة‬ ‫ويتنوع مدلولها ومفهومها حسب مجال أوحقل الدراسة‪.‬‬ ‫الإسـامية إلا أنـه لـم يخـرج عمـا سـبق مـن التعاريـف‬ ‫الأخـرى‪ ،‬فرغـم اختـاف مشـارب واتجاهـات هـذه‬ ‫‪ -3‬ينظـر المدرسـة كفضـاء للتربيـة المدنيـة للعربـي وافـي‪ ،‬مقـال ضمـن‬ ‫التعاريـف إلاأنهـا ذات مدلـولات متقاربـة‪ ،‬فهـي تشـترك فـي‬ ‫أشـغال النـدوة الوطنيـة حـول «المدرسـة والسـلوك المدنـي» المنظمـة مـن‬ ‫كـون القيـم هـي مجموعـة مـن القوانيـن والمقاييـس النابعـة‬ ‫قبـل المجلـس الأعلـى للتعليـم بالربـاط فـي ‪ 24-23‬مـاي ‪ 2007‬ص ‪.49‬‬ ‫مـن الجماعـة‪ ،‬والتـي تعتبـر معيـارا لتوجيـه سـلوكات‬ ‫وتقريـررقـم ‪ 17/1‬الصـادرعـن المجلـس الأعلـى للتربيـة والتكويـن والبحـث‬ ‫وتصرفـات الأفـراد والجماعـات وضبطهـا‪ ،‬والحكـم عليهـا‬ ‫العلمـي بعنـوان‪« :‬التربيـة علـى القيـم بالمنظومـة الوطنيـة للتربية والتكوين‬ ‫بالقبـول أوالرفـض‪ ،‬بالحسـن أوالقبـح‪ ،‬وكل خـروج عنهـا‬ ‫والبحـث العلمـي» ص ‪ 9‬ومـا بعدهـا‪.‬‬ ‫يعتبـر خروجـا عـن قيـم الجماعـة ونظامهـا‪.‬‬ ‫‪ -4‬ينظـرتهذيـب اللغـة بـاب القـاف والميـم ‪ .269/9‬ولسـان العـرب فصـل‬ ‫وأما في الفكرالإسلامي فإن جابرقميحة يرى أن القيم‬ ‫القـاف ‪ .500/12‬وتـاج العـروس مـادة (ق وم) ‪.312/33‬‬ ‫الإسلامية هي‪« :‬مجموعة الأخلاق التي تصنع الشخصية‬ ‫‪ - 5‬ينظـر مختـار الصحـاح مـادة (ق و م) ‪ .262‬والصحـاح تـاج اللغـة‬ ‫الإسـامية وتجعلهـا متكاملـة‪ ،‬قـادرة علـى التفاعـل الحـي‬ ‫وصحـاح العربيـة مـادة (ق و م) ‪ .2017/5‬وتـاج العـروس مـادة (قـوم)‬ ‫مع المجتمع‪ ،‬وعلى التوافق مع أعضائه‪ ،‬وعلى العمل من‬ ‫‪.)312/33‬‬ ‫‪ -7‬علم النفس الاجتماعي لفؤاد البهي‪ ،‬ص ‪.29‬‬ ‫‪ -6‬ينظرتهذيب اللغة باب القاف والميم ‪ .267/9‬ولسان العرب فصل‬ ‫‪ -8‬المعجم التربوي للطفي أحمد بركات‪ ،‬ص ‪.113‬‬ ‫‪ -9‬المرشد في علم النفس عبد المجيد محمد الهاشمي‪ ،‬ص ‪.136‬‬ ‫القاف ‪.502/12‬‬ ‫‪ -10‬فلسفة التربية الإسلامية‪ ،‬لماجد عرسان الكيلاني‪ ،‬ص ‪.92‬‬ ‫‪9‬‬

‫إذا أصيـب القـوم فـي أخلاقهـم‪ ...............‬فأقـــم عليهـم‬ ‫أجل العقيدة والنفس والأسـرة والعقيدة»‪.11‬‬ ‫مأتمـا وعويــــا‬ ‫كمـا يعرفهـا محمـد محمـود الخوالـدة بأنهـا‪« :‬مجموعـة‬ ‫النسـق القيمـي الأخلاقـي التـي حددهـا القـرآن الكريـم‬ ‫فالقيم إذن تكت�سي أهمية كبرى في الحياة الإنسانية‪،‬‬ ‫كمعاييـرللسـلوك الإنسـاني فـي إطـارالخيـرأو الشـر‪ ،‬أي‬ ‫بل إنها الضابط والمحدد للسلوك الفردي والجماعي‪.‬‬ ‫تحديـد قـرب هـذا السـلوك أو بعـده عـن المثـل العليـا‬ ‫التـي تمثـل المحـكات الأساسـية للأخـاق فـي المجتمـع‬ ‫فعلـى المسـتوى الفـردي‪ :‬هـي الضامنـة لتنشـئة الفـرد‬ ‫تنشـئة سـليمة متوازنـة‪ ،‬تجعلـه معتـزا بهويتـه ووطنـه‪،‬‬ ‫الإسـامي»‪.12‬‬ ‫متفاعـا مـع محيطـه ومجتمعـه‪ ،‬منفتحـا علـى العالـم مـن‬ ‫أمـا الدكتـور أحمـد مهـدي عبـد الحليـم فيـرى أن‬ ‫حولـه‪ ،‬دون أن ينسـلخ مـن مبادئـه وثقافتـه‪.‬‬ ‫مفهـوم القيمـة يشـيرإلـى‪« :‬حالـة عقليـة ووجدانيـة‪ ،‬يمكـن‬ ‫وعلـى المسـتوى الجماعـي‪ :‬فالقيـم هـي الضامنـة لوحـدة‬ ‫تعرفهـا فـي الأفـراد والجماعـات والمجتمعـات مـن خـال‬ ‫المجتمع وتجانسه وتماسكه‪ ،‬بما هي قيم مشتركة تحكم‬ ‫مؤشرات‪ ،‬هي المعتقدات والأغراض والاتجاهات والميول‬ ‫والطموحـات والسـلوك العملـي»‪ .13‬وهـذا التعريـف‬ ‫سـلوك أفراده‪.15‬‬ ‫وإن كان يبـدوفيـه الجمـع بيـن المتناقضـات كالجمـع بيـن‬ ‫ولقـد أولـى الإسـام عنايـة خاصـة للقيـم والأخـاق‪،‬‬ ‫الحالـة العقليـة والوجدانيـة‪ ،‬إلا أنـه تعريـف ذومرجعيـة‬ ‫وأعطاها مكانة فريدة لم يعطها لها دين من الأديان‪ ،‬ولا‬ ‫إسلامية يكون فيها التطابق بين العقل والوجدان‪ ،‬حيث‬ ‫مذهـب مـن المذاهـب‪ ،‬حتـى إن رسـول الله صلـى الله عليـه‬ ‫نـور العقـل يشـع مـن القلـب‪ ،‬وهـذا واضـح فـي قولـه تعالـى‪:‬‬ ‫وسـلم قـد حصـرمهمتـه فـي إتمـام مـكارم الأخـاق فقـال‪:‬‬ ‫{أَفَلَـ ْم يَ ِسـ ُروا ِف ا ْلَ ْر ِض فَتَ ُكـو َن لَ ُهـ ْم قُلُـو ٌب يَ ْع ِقلُـو َن ِبهـا}‬ ‫(إنمـا بعثـت لأتمـم مـكارم الأخـاق)‪ ،16‬بـل وجعـل حسـن‬ ‫الخلـق معيـاركمـال الإيمـان فـي الدنيـا‪ ،‬فقـال‪« :‬إن مـن‬ ‫[الحــج‪.]44:‬‬ ‫أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا‪ ،‬وألطفهم بأهله»‪،17‬‬ ‫فالقيم عموما هي مجموع الفضائل والأخلاق الموجهة‬ ‫ومعيارالقرب منه يوم القيامة حيث قال‪« :‬إن من أحبكم‬ ‫لسـلوك الأفـراد والجماعـات‪ ،‬والضامنـة للمجتمـع‬ ‫إلـي وأقربكـم منـي مجلسـا يـوم القيامـة أحاسـنكم أخلاقـا‪،‬‬ ‫وإن أبغضكـم إلـي وأبعدكـم منـي مجلسـا يـوم القيامـة‬ ‫تجانسـ�ه وتماسـ�كه ووحدتـ�ه‪.‬‬ ‫الثرثـارون والمتشـدقون والمتفيهقـون» ‪ ،‬قالـوا‪ :‬يـا رسـول‬ ‫الله‪ ،‬قـد علمنـا الثرثـارون والمتشـدقون فمـا المتفيهقـون؟‬ ‫ثانيا‪ :‬أهمية القيم في المجتمع‪:‬‬ ‫قـال‪« :‬المتكبـرون»‪ .18‬لذلـك احتلـت القيـم أهميـة كبيـرة‬ ‫فـي حيـاة المسـلمين‪ ،‬فـي معامـات‪ ،‬وعباداتهـم‪ ،‬وفـي كل‬ ‫تكت�سـي التربيـة علـى القيـم والأخـاق أهميـة قصـوى‬ ‫المجـالات والعلاقـات؛ علاقتهـم بخالقهـم‪ ،‬وبأنفسـهم‪،‬‬ ‫فـي المجتمعـات الإنسـانية كلهـا‪ ،‬بغـض النظـرعـن دينهـا‬ ‫وبالآخريـن‪ ،‬وفـي كل مجـالات الحيـاة‪ :‬الاقتصاديـة‬ ‫وثقافتهـا‪ ،‬لأنهـا مـن مرتكـزات الحيـاة الإنسـانية‪ ،‬ولذلـك‬ ‫فـإن سـقوط الأمـم والحضـارات غالبـا مـا يرجـع إلـى انهيـار‬ ‫والسياسـية والاجتماعيـة وغيرهـا‪.‬‬ ‫أخلاقها كما قرر ذلك مؤرخ المغرب العلامة ابن خلدون‬ ‫ونظـرا لهـذه الأهميـة‪ ،‬وجدنـا علمـاء الأمـة ‪-‬‬ ‫في مقدمته‪ ،14‬ولهذا قال أحمد شوقي عن أهمية الأخلاق‬ ‫الموضـوع‬ ‫اعتنـوا أيـم اهتمـام بهـذا‬ ‫‪ -‬قـد‬ ‫موأنّـلفذـواالقـفيدـمه‬ ‫الأخـاق»‬ ‫خاصـة‪ ،‬ككتـاب «مـكارم‬ ‫كتبـا‬ ‫في حياة الأمم والشعوب‪:‬‬ ‫إنمـا الأمـم الأخـاق مـا بقيت‪..............‬فـإن هـم ذهبـت‬ ‫أخلاقهـم ذهبـوا‬ ‫‪ -15‬ينظـرعلـم الأخـاق الإسـامية لمقـداد يالجـن محمـد علـي‪ ،‬دارعالـم‬ ‫النفـس‬ ‫مرجعه‪..............‬فقـ ّوم‬ ‫صـاح أمـرك للأخـاق‬ ‫الكتـب للطباعـة والنشـر – الريـاض‪ ،‬ط ‪1413 /1‬هـ‪1992 -‬م‪ ،‬ط ‪/2‬‬ ‫بالأخـاق تسـتقم‬ ‫‪1424‬هـ‪2003-‬م‪ ،‬ص ‪.11-12‬‬ ‫‪ -11‬المدخل إلى القيم الإسلامية لجابرقميحة‪ ،‬ص ‪.41‬‬ ‫‪ -16‬أخرجـه أحمـد فـي مسـند أبـي هريـرة رقـم ‪ .8952‬والبيهقـي فـي السـنن‬ ‫‪ -12‬التقييم الذاتي لدرجة الاعتقاد والممارسة لمنظومة القيم الأخلاقية‬ ‫الكبرى‪ :‬كتاب الشهادات‪ ،‬باب بيان مكارم الأخلاق ومعاليها رقم ‪.20782‬‬ ‫الإسـامية لـدى الطلبـة فـي جامعـة اليرمـوك‪ ،‬لمحمـد محمـود الخوالـدة‪،‬‬ ‫‪ -17‬أخرجـه الترمـذي فـي‪ :‬أبـواب الإيمـان‪ ،‬بـاب مـا جـاء فـي اسـتكمال‬ ‫مجلـة دراسـات العلـوم التربويـة‪ -‬الأردن‪ ،‬عـدد ‪، 1‬آذار‪ 2003/‬مجلـد ‪30‬‬ ‫الإيمـان وزيادتـه ونقصانـه رقـم ‪ .2612‬وأحمـد فـي‪ :‬مسـند الصديقـة‬ ‫ص ‪.108‬‬ ‫عائشـة بنـت الصديـق ر�ضـي الله عنهـا رقـم ‪.24204‬‬ ‫‪ -13‬تعليـم القيـم فريضـة غائبـة ـ مجلـة المسـلم المعاصـر‪ ،‬أحمـد مهـدي‬ ‫‪ -18‬أخرجـه الترمـذي فـي‪ :‬أبـواب البـروالصلـة‪ ،‬بـاب مـا جـاء فـي معالـي‬ ‫الأخـاق رقـم ‪ .2018‬وابـن حبـان فـي صحيحـه‪ :‬كتـاب البـروالإحسـان‪ ،‬بـاب‬ ‫عبـد الحليـم‪ ،‬عـدد ‪ ،66/65‬سـنة ‪.1993‬‬ ‫حسـن الخلـق‪ ،‬ذكـرالبيـان بـأن مـن حسـن خلقـه كان فـي القيامـة ممـن‬ ‫‪ -14‬فقـد تحـدث ابـن خلـدون الظلـم والتـرف وأن ذلـك مـؤذن بخـراب‬ ‫قرب مجلسه من المصطفى صلى الله عليه وسلم رقم ‪ .485‬والطبراني في‬ ‫العمـران‪ .‬ينظـرالمقدمـة لابـن خلـدون ص ‪ 302‬ومـا بعدهـا‪.‬‬ ‫مـكارم الأخـاق‪ :‬بـاب مـا جـاء فـي حسـن الخلـق رقـم ‪.6‬‬ ‫‪10‬‬

‫المجتمعـات الإسـامية تسـتقى مـن أصـول مرجعيـة‬ ‫لابـن أبـي الدنيـا (ت‪281:‬هـ)‪ ،19‬و «مـكارم الأخـاق‬ ‫موحـدة‪ ،‬يمكـن إجمالهـا فـي‪:‬‬ ‫ومعاليهـا ومحمـود طرائقهـا» لأبـي بكـرمحمـد بـن جعفـر‬ ‫الأسـاس الأول‪ :‬الديـن الإسـامي‪ :‬يعـد الديـن‬ ‫الخرائطي(ت‪327:‬هـ)‪ ،20‬و «مـكارم الأخـاق» للطبرانـي‬ ‫الإسـامي المصـدر الأول للقيـم فـي البـاد الإسـامية‪،‬‬ ‫(ت‪360:‬هـ)‪ .‬ولازالت الكتابة فيه متجدد بتجدد الحياة‪،‬‬ ‫وبالتالـي فهـوالمحـدد للقيـم والأخـاق التـي يجـب أن تؤطـر‬ ‫سـلوك المسـلم‪ .‬ولايمكن تصور أي قيمة ولافهمها خارج‬ ‫وبقـدر مـا أحـدث النـاس مـن فجـور‪.‬‬ ‫هذا الإطار‪ ،‬فالقيم الكونية المشتركة من حرية ومساواة‬ ‫وبالفعل وبقدرما أحدث الناس من فجور في هذا‬ ‫وقيـم حقـوق الإنسـان وغيرهـا إنمـا نفهمهـا فهمـا سـليما‬ ‫العصـر‪ ،‬وبفعـل العولمـة والغـزو الثقافـي العابـرللقـارات‪،‬‬ ‫يتما�شـى مع الخصوصية الإسـامية‪ ،‬ومن ث ّم كان القرآن‬ ‫أصبحـت المجتمعـات المعاصـرة تعيـش انتكاسـة قيميـة‬ ‫أواول السيررفـة الضع‪،‬طبارةل ُحهيسـمنصأدورااللقحبـكح‪،‬م‬ ‫الكريم والسنة النبوية‬ ‫وأخلاقيـة‪ ،‬تجعلنـا نقـول بحـق إننـا نعيـش اليـوم أزمـة‬ ‫علـى الأشـياء بالقبـول‬ ‫قيـم‪ ،‬لا فـي المجتمعـات العربيـة والإسـامية فحسـب‪،‬‬ ‫بالحـ ِ ّل أوالحرمـة‪ ،‬ولذلـك يجـب أن يكـون مـن الأهـداف‬ ‫العامـة لمناهـج التربيـة والتعليـم‪ :‬ترسـيخ عقيـدة التوحيـد‬ ‫وإنمـا علـى الصعيـد العالمـي كلـه‪.‬‬ ‫وقيـم الإسـام‪ ،‬وتثبيتهـا فـي نفـوس المتعلميـن انطلاقـا مـن‬ ‫ونظـرا لهـذا التـردي الأخلاقـي فـي جميـع المسـتويات‪،‬‬ ‫القـرآن الكريـم والسـنة النبويـة والسـيرة العطـرة‪:‬‬ ‫وعلى كل الأصعدة‪ ،‬بدأت تتعالى أصوات المهتمين بالقيم‬ ‫أ‪ -‬القـرآن الكريـم‪ :‬يحتـل القـرآن الكريـم الصـدارة‬ ‫ومكارمهـا‪ ،‬مـن علمـاء ومفكريـن ورجـال التربيـة‪ ،‬تنـادي‬ ‫فـي التربيـة علـى القيـم‪ ،‬فهـوكتـاب أخـاق بالدرجـة الأولـى‪،‬‬ ‫بالعـودة إلـى القيـم والأخـاق‪ ،‬وإعـادة النظـر فـي تربيـة‬ ‫ولذلـك كان ثنـاء أم المؤمنيـن عائشـة ر�ضـي الله عنهـا علـى‬ ‫العنصـرالبشـري بمـا ينسـجم مـع جوهـروجـوده‪ ،‬ولذلـك‬ ‫أخـاق رسـول الله صلـى الله عليـه وسـلم بأنهـا أخـاق‬ ‫وجدنـا بـأن الـدول التـي تمثـل اليـوم قـوى صاعـدة مثـل‬ ‫افلقـقـارآل‪:‬ن{ َوِفإ َّنـقاَلـك َلتَع‪:‬لـ«ىكاُخ ُلـن ٍقخ َلعقِـظهي ٍامل}[قـالرآقلـن»م‪.]4،:‬وأثفنُـمنىـ ّزعللايـلهقـررآبـنه‬ ‫كوريـا الجنوبيـة واليابـان وسـنغفورة وماليزيـا وغيرهـا‪،‬‬ ‫الكريـم هـو نفسـه خالـق الإنسـان‪ ،‬وهـو أعلـم بخوالـج‬ ‫هـي التـي اسـتثمرت فـي الرأسـمال البشـري‪ ،‬وفـي تكويـن‬ ‫نفسـه ومـا يصلحـه‪ ،‬ولذلـك فهـوكتـاب إصـاح وهدايـة‪،‬‬ ‫اولاملواواطـجبنـاالمتؤ‪،‬هـولجالعملـتتشـبهع ّمبهـقايـتمرباليـمةواالطإنـنةسـوابثنقاولفـاة�اشـليحءقـغويـرق‬ ‫وتربية وتعليم‪ ،‬ينظم حياة الناس في معاشهم وعلاقاتهم‬ ‫ومعاملاتهـم‪ ،‬اتجـاه خالقهـم‪ ،‬واتجـاه بعضهـم‪ ،‬واتجـاه‬ ‫التربيـة‪.‬‬ ‫محيطهـم‪ ،‬فـا تخلـو آيـة مـن آياتـه مـن توجيـه وتربيـة‬ ‫وإذا كان الإنسـان هـو محـور الحيـاة‪ ،‬فـإن مـدار‬ ‫وتعليـم‪ ،‬ولنقـف علـى سـبيل المثـال مـع سـورة الحجـرات‪،‬‬ ‫األنن يظـهـادم افلتإلرـبـىواليارفتـيقـاأءيبـهموجتتأمهـيعلـهم‪.‬ـنوإ انلمأجتيمتعغـاييـترليل ُّننبظـغـيم‬ ‫التـي سـماها العلمـاء بسـورة الأخـاق‪ ،‬وهـي تعالـج قضايـا‬ ‫والهيـاكل إذا لـم يصحبـه ويسـايره تغييـر للإنسـان فـي‬ ‫الأخـاق‪ ،‬بأسـلوب بلاغـي رائـع‪ ،‬بالـغ الدقـة والإبـداع‪،‬‬ ‫ليـجوهس إرهلا‪.،‬فوهمـونمثـ ّمضيتعظةهـلرلأوهقميـتةفايلتدربوايـمةةعاللـتى اجلاقريـبما‪،‬لفوتاظشـهـلةر‬ ‫يأخـذ بلـب القـارئ والمسـتمع‪ ،‬ويجعلـه يتتبـع هـذه الأخلاق‬ ‫معهـا أهميـة المؤسسـات المعنيـة بذلـك‪ ،‬وفـي مقدمتهـا‬ ‫ويتفاعـل معهـا‪ ،‬أمـرا ونهيـا‪ ،‬فمـن التـأدب مـع رسـول الله‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬إلى التثبت من الأخبار‪ ،‬إلى الابتعاد‬ ‫المدرسـة والأسـرة‪.‬‬ ‫عـن التجسـس والغيبـة والتنابـزوسـوء الظـن وغيرهـا مـن‬ ‫القيـم الذميمـة التـي تعـود بالضـرر علـى المجتمـع وتمـزق‬ ‫المبحــث الثــاني‪ :‬الأســس المرجعيــة‬ ‫وحدتـه‪ ،‬لتنتقـل بعـد ذلـك إلـى الدعـوة إلـى قيـم التعـاون‬ ‫للقيــم في الشريعــة الإســامية‬ ‫والتعارف بين الأمم والشعوب‪ ،‬وتذكيرهم بوحدة الأصل‬ ‫َالَ{َقـعلَِإعْإََّّ�نلونٍ َُسـممـكـىاسْ َاَمأاعْن ُُْلت�نْيْ‪.‬سؤرَـيَِمُىحُوكنـُل َمأَّـنونَْقوننََ ِنَخإيْ‪.‬ي ُفْكيًرخــاماَوُِنوـَمٌعأْةُّنُيوَهاَههـفََّاأنذ‪َ.‬ااخََّْْليصـاوِِلللذمًراايُـَقحـت َِْلمنوِْطناُمهآـَُعبَزْْميـمُونوـَان‪،‬ن َتوأََْاأأنو ُلَملفخااََلَِونْيسيـفُُْككـسيـسـْْامهمٌَءخ‪ْ َ،،‬وَراِقوَّمـتلاَُقاْـقـَنْلتوونِتٌانما َبعا ُِالسمـَّـلزلـاوْىٍَءهان‪:‬‬ ‫إذا كان لـكل مجتمـع قيمـه التـي تحفـظ تماسـكه‬ ‫ووحدتـه‪ ،‬فـإن ذلـك راجـع إلـى وحـدة الأسـس المرجعيـة‬ ‫التـي تسـتقى منهـا هـذه القيـم‪ ،‬ومـن ثـم كانـت القيـم فـي‬ ‫‪ -19‬وهوكتاب مطبوع مع كتاب «مكارم الأخلاق» للطبراني‪.‬‬ ‫‪ -20‬وهـوكتـاب مطبـوع مـن تقديـم وتحقيـق‪ :‬أيمـن عبـد الجابـرالبحيـري‪،‬‬ ‫نشـر‪ :‬دارالآفـاق العربيـة‪ ،‬القاهـرة‪ ،‬ط ‪1419 /1‬هـ ‪1999 -‬م‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫أخلاقـا»‪ ،23‬ومـن ذلـك علـى سـبيل المثـال ترغيبـه صلـى الله‬ ‫َََِِأإبَيي ُوُكااتَِّلْـَِشـثأنخاَُّيليـَُْيَْعـيلهاـبًِرلاْاهوغَّقـَلبَـفًتاَـُاَِاأممهـلَِْيْوَّوَنبلـبتَـنَِقًاع‪،‬ئَـاِببلِاباََْيُعِْـلفئئـكـسٌَكمََّظُُِـلضِإهَـَِّرِّنُسْـلَُكنهَخـامتُاِت‪،‬بْلايُمعـِمالَـإاٌَبخَْرََّرلوَّْس}ُظنـعُْفـهاقَُِ[‪،‬مبنُلوـاااضَْـاعلـًُوْ‪،‬والاكـََُِّت‪،‬إحنفَُْ‪.‬مََّقأـُُنجضيـيسـَـِوِأماارـااْحـوَلكْأاَُُّنليَُّرقََّّتَظلهبـــ‪:‬مََباََُِّذأه‪3‬كنَْـاعِـكََّإـلْ‪ِ1‬حَإمٍَِّ‪ُْ-‬درثذنـد ِي‪0‬اُـٌعْاَكمْـولنَُِ‪1.‬ـَّألْلنْـ]َينم‪َ.‬دَآثَهومـأَـلامَاىْتالـُنَِّنـلَّـََتنَوِياووـه‪ْ،‬اَأَجٌَجأَُاْكبوتَََّعََْسمْـقجللر َِاُتَنْ ُِحلنسانـكـُُْيبَــلحكـــْو ٌمامَْْوممم‪،‬ا‪،.‬‬ ‫عليـه وسـلم فـي أخـاق العـدل والطهـروالعفـة وذكـرالله‬ ‫وانظـرإلـى هـذه الآيـات وهـي تحـض علـى مـكارم‬ ‫وغيرها من قيم النبل في قوله‪ « :‬سبعة يظلهم الله في ظله‬ ‫الأخـاق فتأمـر بالعـدل والإحسـان إلـى ذوي القربـى‬ ‫يـوم لا ظـل إلا ظلـه‪ :‬الإمـام العـادل‪ ،‬وشـاب نشـأ بعبـادة‬ ‫ََااايتل ْْولللأاَََّّععُُلنلـَّـمقلامَالُْـُهررَكُبـحـىكَِـ‪:‬تْكسماىْامََأ{َِنَتَجإأْويََـنيَّْذَْنننََّتسنـكَـ ُهِْ‪،‬تُــامحرَلىيَُّوؤلوكـًُّتعَدَُمننَهاـعوـ}َابهوَْـيانْاِ[أىِْباُصَمللااـيَْْـعللُمنـًرَاَرَعفاـنـحن}ـِْْابدحاا[ِِلْللاَ‪:‬لتلشَفـعِـ‪ِ0‬نإاإَِْلَّـح‪9‬دءنِس]ىـلَاا‪،‬شَـولأاءَّاْلْ‪َ:‬ـلُهوءوَِال‪8‬نهقـَلَهِِـوان‪5‬كإاـال]ِِْعم‪.‬حلرََّنومَِإـإلأَسـاكـَـويذااَىْيالِر َِبنعضغـوَاْياـحغُـلَ‪:‬ظَوِِبرُيكإكـْي{ذِمغََـإْتيُلــتمـَّياِعِِنْب‪،‬ـءمكُِظاهَقبِـُلِْميَّذكـإـالــ َََّْمهنننلي‬ ‫الله‪ ،‬ورجـل قلبـه معلـق فـي المسـاجد‪ ،‬ورجـان تحابـا فـي‬ ‫الآيات الدالة على ما يدعوإليه القرآن الكريم من مكارم‬ ‫الله اجتمعـا عليـه وتفرقـا عليـه‪ ،‬ورجـل دعتـه امـرأة ذات‬ ‫الأخلاق‪ ،‬حتى إن الإمام الغزالي قد ذكر «أن ما يقرب من‬ ‫منصـب وجمـال‪ ،‬فقـال‪ :‬إنـي أخـاف الله‪ ،‬ورجـل تصـدق‬ ‫ربع آيات القرآن الكريم تتعلق بالأخلاق وحدها‪ ،‬وصنف‬ ‫بصدقـة فأخفاهـا حتـى لا تعلـم يمينـه مـا تنفـق شـماله‪،‬‬ ‫الآيـات التـي تتعلـق بالأخـاق فـي القـرآن إلـى قسـمين‪ :‬قسـم‬ ‫ورجـل ذكـرالله خاليـا‪ ،‬ففاضـت عينـاه»‪ .24‬وفـي الدعـوة‬ ‫يتصـل بالأخـاق النظريـة وعـدد آياتـه ‪ 764‬آيـة قرآنيـة‪،‬‬ ‫إلـى الرفـق ونبـذ العنـف قـال لعائشـة ر�ضـي الله عنهـا‪« :‬يـا‬ ‫وقسم ثان يتصل بالأخلاق العملية والسلوك وعدد آياته‬ ‫عائشـة‪ ،‬ارفقـي فـإن الرفـق لـم يكـن فـي �شـيء قـط إلازانـه‪،‬‬ ‫‪ 741‬آيـة قرآنيـة‪ ،‬ومجمـوع آيـات هذيـن القسـمين معـا‬ ‫ولا نزع من �شـيء قط‪ ،‬إلا شـانه»‪ .25‬وفي حديث أبي هريرة‬ ‫‪ 1504‬آيـات تمثـل فـي مجملهـا ربـع آيـات القـرآن تقريبـا»‪.21‬‬ ‫أن النبـي صلـى الله عليـه وسـلم قـال‪« :‬إن الله رفيـق يحـب‬ ‫ولذلـك ينبغـي أن نربـط الناشـئة بالقـرآن الكريـم‪ ،‬حفظـا‬ ‫الرفـق ويعطـي علـى الرفـق مـا لا يعطـي علـى العنـف»‪.26‬‬ ‫وفـي الأمـربالصـدق والتحذيـرمـن الكـذب قـال صلـى الله‬ ‫وتعليمـا وتعلمـا‪ ،‬وسـلوكا وممارسـة‪.‬‬ ‫عليـه وسـلم‪« :‬عليكـم بالصـدق‪ ،‬فـإن الصـدق يهـدي إلـى‬ ‫ب‪ -‬السـنة النبويـة‪ :‬وهـي المصـدر الثانـي لتشـريع‬ ‫البـر‪ ،‬وإن البـريهـدي إلـى الجنـة‪ ،‬ومـا يـزال الرجـل يصـدق‬ ‫القيم عند المسلمين‪ ،‬فأحاديث رسول الله صلى الله عليه‬ ‫ويتحـرى الصـدق حتـى يكتـب عنـد الله صديقـا‪ ،‬وإياكـم‬ ‫ااْْولع ُللِِّكسـمي ِّتليـهياـماََلنبك َلَروهصُااْلسـلاتِةوحلوًْاكواجَ ِملـيم ْنَُةههـس َلْووِماتإ َيْمرْنبت‪ُ،‬ليـكقةاوُاناـولتَوعاَالع ْلِيلِملـهيـهْْنممت‪َ،‬آعقياْبفلاـ ِتتـىُل‪ِ:‬له َ{ل َكِوُُفـيهمََزيوِّكنايَِّلهأَـضِـ ْذهماَميٍوَُيلبو ََعُعِّملظ ِباَُميئـثُهٍِـففنُميه}‬ ‫والكـذب‪ ،‬فـإن الكـذب يهـدي إلـى الفجـور‪ ،‬وإن الفجـور‬ ‫[الجمعـة‪ ،]2:‬وكان صلـى الله عليـه وسـلم يقـول‪« :‬إن مـن‬ ‫يهـدي إلـى النـار‪ ،‬ومـا يـزال الرجـل يكـذب ويتحـرى الكـذب‬ ‫خياركـم أحاسـنكم أخلاقـا»‪ ،22‬وعنـد الترمـذي‪« :‬إن مـن‬ ‫حتـى يكتـب عنـد الله كذابـا»‪ .27‬ومـن ثـ ّم وجـب أن نجعـل‬ ‫أحبكـم إلـي وأقربكـم منـي مجلسـا يـوم القيامـة أحاسـنكم‬ ‫السـنة النبويـة منبعـا للقيـم فـي مناهجنـا وبرامجنـا‪ ،‬وأن‬ ‫‪ -21‬نقـا عـن التربيـة الإسـامية أصولهـا وتطورهـا فـي البـاد العربيـة‬ ‫نربـط الناشـئة بمدرسـة السـلوك النبـوي قـولا وعمـا‪.‬‬ ‫لمحمـد منيـر مر�سـي ص ‪.140‬‬ ‫ت‪ -‬السـيرة النبويـة العطـرة‪ :‬إذا كان القـرآن الكريـم‬ ‫والسـنة النبويـة يشـكلان الجانـب النظـري فـي صياغـة‬ ‫‪ -22‬أخرجه البخاري في كتاب الأداب‪ ،‬باب حسن الخلق والسخاء‪ ،‬وما‬ ‫القيـم‪ ،‬فـإن السـيرة النبويـة جـاءت لتنزيلهـا علـى أرض‬ ‫يكره من البخل رقم ‪ .6035‬ومسلم في كتاب الفضائل‪ ،‬باب كثرة حيائه‬ ‫الواقـع‪ ،‬حتـى لا تبقـى نظريـات مجـردة‪ ،‬لذلـك بعـث الله‬ ‫رسـوله صلـى الله عليـه وسـلم ليبيـن للنـاس مـا نـزل إليهـم‬ ‫صلى الله عليه وسلم رقم ‪.2321‬‬ ‫بإعطـاء النمـوذج التطبيقـي والمثـل الأعلـى لأحـكام القـرآن‬ ‫وأخلاقـه وقيمـه فـي أكمـل صورهـا‪ ،‬فسـيرته عليـه الصـاة‬ ‫‪12‬‬ ‫والسـام كانـت المنهـاج التفصيلـي للحيـاة‪ ،‬كان عليـه‬ ‫الصـاة والسـام قرآنـا يم�شـي بيـن النـاس‪ ،‬أعطـى الله‬ ‫تعالـى بـه المثـل ليحتـدى‪ ،‬فمـن لا مثاليـة لـه لا باعـث لـه‬ ‫‪ -23‬سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪ -24‬أخرجـه البخـاري فـي كتـاب الأذان‪ ،‬بـاب مـن جلـس فـي المسـجد ينتظـر‬ ‫الصـاة وفضـل المسـاجد رقـم ‪ ،660‬ومسـلم فـي كتـاب الـزكاة‪ ،‬بـاب فضـل‬ ‫إخفـاء الصدقـة رقـم ‪.1031‬‬ ‫‪ -25‬أخرجـه أبـوداود السـنن‪ :‬كتـاب الأدب‪ ،‬بـاب فـي الرفـق رقـم ‪.4808‬‬ ‫وابـن حبـان فـي‪ :‬كتـاب البـروالإحسـان‪ ،‬بـاب الرفـق رقـم ‪.550‬‬ ‫‪ -26‬أخرجه ابن حبان في‪ :‬كتاب البروالإحسان‪ ،‬باب الرفق رقم ‪.549‬‬ ‫‪ -27‬أخرجه البخاري في‪ :‬كتاب الأدب‪ ،‬باب قول الله تعالى‪{ :‬يا أيها الذين‬ ‫آمنـوا اتقـوا الله وكونـوا مـع الصادقيـن} ومـا ينهـى عـن الكـذب رقـم ‪.6094‬‬ ‫مسـلم فـي‪ :‬كتـاب البـروالصلـة بـاب قبـح الكـذب وحسـن الصـدق وفضلـه‬ ‫رقـم ‪ .2607‬واللفـظ لمسـلم‪.‬‬

‫ومـن ثـم ينبغـي أن تكـون القـدوة هـي أهـم آليـة‬ ‫َل َقـ ْد كا َن َل ُكـ ْم ِفـي َر ُسـو ِل ال َّلـ ِه‬ ‫ُأع ْلـسـ َىو ٌاةل َعحمـَسـلَن‪ٌ ،‬ةق}ـا[اللأاحللزهاتبع‪:‬الـ‪1‬ى‪.{]:2‬‬ ‫لنقل القيم إلى الناشـئة‪ ،‬وذلك بتقديم المربين والمعلمين‬ ‫روى الأصبهانـي عـن عائشـة‬ ‫مثـالا ناجحـا مجسـدا للقيـم المـراد تبليغهـا مـن خـال‬ ‫ر�ضي الله عنها قالت «ما كان أحد أحسن خلقا من رسول‬ ‫تصرفاتهـم وسـلوكهم اليومـي‪ ،‬فـايكفـي تمكيـن المتعلميـن‬ ‫الله صلـى الله عليـه وسـلم مـا دعـاه أحـد مـن أصحابـه ولا‬ ‫من التصورات والمفاهيم النظرية حول القيم والأخلاق‪،‬‬ ‫{مَـوِإ َّنن أَكهـ َللَع َبليىتـ ُهخ ُلإ ٍلقا َقـعا ِظلي‪ٍ :‬لمب}[يـالكق‪،‬لمف‪:‬ل‪4‬ذ]لـ»‪8‬ك‪.2‬أنـوزشـلهالدلهت لعـهزبوذجـللك‪:‬‬ ‫بـل ينبغـي ترجمتهـا إلـى سـلوك عملـي‪ ،‬وهـو مـا يمكـن أن‬ ‫زوجـه خديجـة ر�ضـي الله عنهـا يـوم أن فـزع مـن الوحـي عند‬ ‫يصطلح عليه «بيداغوجيا القدوة»‪ ،‬فقد ربى النبي صلى‬ ‫نزولـه أول مـرة فقالـت لـه‪« :‬كلاوالله مـا يخزيـك الله أبـدا‪،‬‬ ‫ََالاولُال ْكلـلهَحيْـم ْ ِوسعـفـَلمنييـةاَْه‪،‬ر ُل ِوسوـبخـا َوسِـرلللحـَماوا َلذَّاللَـلكِـهقَربـإص ْالحلسـَّاالـَلبـموٌَهةةقـا ََكرحِلثيَ‪،‬ضـسـًراَقـنو}ااٌ[ةانلِل َلـأاالْلحـلنلههزاتكاععَبلا‪:‬نليـهَـ‪1‬ىي‪2ْ:‬مر{]َُ‪.‬لجبـ َاقـولاْودقـعاللكدَّاليــوََههنة‬ ‫إنـك لتصـل الرحـم وتحمـل الـكل وتكسـب المعـدوم وتقـري‬ ‫وجـب علـى مناهجنـا التربويـة أن تنهـل مـن أسـاليبه صلـى‬ ‫الضيـف وتعيـن علـى نوائـب الحـق»‪ .29‬وروي عـن أنـس بـن‬ ‫مالـك ر�ضـي الله عنـه قـال‪« :‬خدمـت رسـول الله صلـى الله‬ ‫الله عليـه وسـلم فـي التربيـة والتعليـم‪.‬‬ ‫عليـه وسـلم عشـرسـنين فمـا قـال لـي أف قـط‪ ،‬ومـا قـال‬ ‫ل�شـيء صنعتـه لـم صنعتـه‪ ،‬ولال�شـيء تركتـه لـم تركتـه»‪.30‬‬ ‫فـكان صلـى الله عليـه وسـلم المثـال العملـي فـي الصـدق‪،‬‬ ‫الأسـاس الثانـي‪ :‬الفطـرة السـليمة‪ :‬ويمكـن أن‬ ‫والأمانـة‪ ،‬والرفـق‪ ،‬والرحمـة‪ ،‬واليسـر‪ ،‬والتـدرج‪ ،‬والحـوار‬ ‫نسـميه بالعقـل السـليم‪ ،‬فـكل مولـود يولـد علـى الفطـرة‬ ‫بالتـي هـي أحسـن‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫فتكـون فطرتـه سـليمة مـا لـم تلـوث‪ ،‬قـال النبـي صلـى الله‬ ‫ومـن ذلـك رفقـه ورحمتـه وحلمـه بالأعرابـي الـذي‬ ‫عليـه وسـلم‪« :‬مـا مـن مولـود إلايولـد علـى الفطـرة‪ ،‬فأبـواه‬ ‫تبول في المسجد‪ ،‬روى الشيخان وغيرهما أن أعرابيا بال‬ ‫يهودانـه أو ينصرانـه‪ ،‬أو يمجسـانه‪ ،‬كمـا تنتـج البهيمـة‬ ‫في المسجد‪ ،‬فثارإليه الناس ليقعوا به‪ ،‬فقال لهم رسول‬ ‫بهيمـة جمعـاء‪ ،‬هـل تحسـون فيهـا مـن جدعـاء» ‪ ،‬ثـم يقـول‬ ‫الله صلـى الله عليـه وسـلم‪« :‬دعـوه‪ ،‬وأهريقـوا علـى بولـه‬ ‫أبـو هريـرة ر�ضـي الله عنـه‪{ :‬فطـرة الله التـي فطـرالنـاس‬ ‫ذنوبـا مـن مـاء‪ ،‬أوسـجلا مـن مـاء‪ ،‬فإنمـا بعثتـم ميسـرين‬ ‫عليها}[الـروم‪ ،34]30:‬فتكـون هـذه الفطـرة مصـدرا للقيـم‬ ‫يولـدمع توبهـوعلثمــّـإاولاـىذماهعـللهسـب‪،‬ريكعالنيـن»‪1‬هر‪.ّ3‬دالهـمصـاشـة ّروار ّلد‪،‬سـااسـمتهإلزـؤىواالبـطهائـصلـفى‪،‬‬ ‫النبيلـة التـي جبـل عليهـا النـاس‪ ،‬فلذلـك كانـت قيـم الحـب‬ ‫والحريـة والعـدل ونبـذ الظلـم وغيرهـا مـن القيـم الجميلة‪،‬‬ ‫كانـت ومازالـت قيمـا إنسـانية مشـتركة بيـن بنـي البشـرعلـى‬ ‫الله عليه وسلم وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم‪ ،‬وضربوه‬ ‫اختـاف مللهـم ونحلهـم‪ ،‬كانـت منتشـرة فـي المجتمعـات‬ ‫بالحجـارة حتـى دمـت قدمـاه الشـريفة‪ ،‬فأرسـل الله إليـه‬ ‫الرسـول صلـى‬ ‫اغليلـهراعللإيـسـهاوميسـةلقمبـليلتاملإمهـسـااويمزوكبيعهــاد‪،‬ه‪،‬وُيفعـ ِّجـدالء‬ ‫ملـك الجبـال يسـتأذنه فـي أن يطبـق عليهـم الأخشـبين‪،‬‬ ‫منهـا مـا لحقـه‬ ‫فـكان رده صلـى الله عليـه وسـلم‪« :‬بـل أرجـوأن يخـرج مـن‬ ‫التحريـف‪ ،‬وقـد شـارك عليـه الصـاة والسـام فـي حلـف‬ ‫أصلابهـم مـن يعبـد الله وحـده لا يشـرك بـه شـيئا»‪.32‬‬ ‫الفضـول ضـد الظلـم قبـل الإسـام‪ ،‬وقـال بعـده‪« :‬لقـد‬ ‫شهدت في دارعبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به‬ ‫وبعـد فتـح مكـة قـال لقريـش ‪ -‬بعـد الـذي فعلـوا‬ ‫بـه وبأصحابـه ‪« :-‬يـا معشـرقريـش‪ ،‬مـا تـرون أنـي فاعـل‬ ‫حمـرالنعـم ولـوأدعـى بـه فـي الإسـام لأجبـت»‪.35‬‬ ‫فيكـم؟» قالـوا‪ :‬خيـرا‪ ،‬أخ كريـم‪ ،‬وابـن أخ كريـم‪ ،‬قـال‪:‬‬ ‫وقـد دلـت أحاديـث كثيـرة علـى أن مـن الأخـاق‬ ‫«اذهبـوا فأنتـم الطلقـاء»‪.33‬‬ ‫والقيـم مـا هـوفطـري قـد جبـل عليـه الإنسـان‪ ،‬مـن ذلـك‪:‬‬ ‫ما روى أبوهريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‪:‬‬ ‫‪ -28‬أخلاق النبي وآدابه‪ :‬باب حسن خلقه صلى الله عليه وسلم رقم ‪.2‬‬ ‫« النـاس معـادن كمعـادن الفضـة والذهـب‪ ،‬خيارهـم فـي‬ ‫‪ -29‬أخرجه البخاري في باب بدء الوحي رقم ‪.3‬‬ ‫الجاهلية خيارهم في الإسـام إذا فقهوا»‪ .36‬ولذلك امتنع‬ ‫‪ -30‬الشفا بتعريف حقوق المصطفى ‪.1/121‬‬ ‫‪ -34‬أخرجـه البخـاري فـي‪ :‬كتـاب الجنائـز‪ ،‬بـاب إذا أسـلم الصبـي فمـات‪،‬‬ ‫‪ -31‬أخرجـه البخـاري فـي كتـاب الأدب‪ ،‬بـاب قـول النبـي صلـى الله عليـه‬ ‫هل يصلى عليه‪ ،‬وهل يعرض على الصبي الإسلام رقم ‪ .1358‬ومسلم في‪:‬‬ ‫وسـلم‪« :‬يسـروا ولاتعسـروا» رقم ‪ .6128‬ومسـلم في‪ :‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب‬ ‫كتاب القدر‪ ،‬باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال‬ ‫وجـوب غسـل البـول وغيـره مـن النجاسـات إذا حصلـت فـي المسـجد رقـم‬ ‫الكفاروأطفال المسلمين رقم ‪.2658‬‬ ‫‪.284‬‬ ‫‪ -35‬السيرة النبوية لابن هشام ‪.1/134‬‬ ‫‪ -32‬أخرجـه البخـاري فـي كتـاب بـدء الخلـق‪ ،‬بـاب إذا قـال أحدكـم آميـن‬ ‫‪ -36‬أخرجـه مسـلم فـي‪ :‬كتـاب البـروالصلـة والآداب‪ ،‬بـاب الأرواح جنـود‬ ‫والملائكة في السماء رقم ‪ .3231‬ومسلم في كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب ما‬ ‫لقي النب ّي صلى الله عليه وسلم من أذى المنافقين والمشركين رقم ‪.1795‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ -33‬ينظـرالسـيرة النبويـة لابـن هشـام ‪ .2/412‬والسـيرة النبويـة وأخبـار‬ ‫الخلفـاء لابـن حبـان ‪.1/337‬‬

‫أعضائـه‪ ،‬وتحكـم علـى سـلوكه بالقبـول أوالرفـض‪،‬‬ ‫كثيـرمـن عـرب الجاهليـة عـن شـرب الخمـر‪ ،‬مثـل العبـاس‬ ‫بالحسـن أو القبـح‪.‬‬ ‫بـن مـرداس‪ ،‬فقـد قيـل لـه‪ :‬لـم لا تشـرب الخمـر‪ ،‬فإنهـا‬ ‫تزيـد فـي جراءتـك؟ فقـال‪ :‬مـا أنـا بآخـذ جهلـي بيدي فأدخله‬ ‫‪ -‬أن القيـم لهـا أهميـة قصـوى فـي الحيـاة الإنسـانية‪،‬‬ ‫فـي جوفـي‪ ،‬ولا أر�ضـى أن أصبـح سـيد القـوم‪ ،‬وأم�سـي‬ ‫سـواء علـى المسـتوى الفـردي أو الجماعـي‪ :‬فهـي‬ ‫الضامنـة لتنشـئة الفـرد تنشـئة سـليمة متوازنـة‪،‬‬ ‫سـفيههم‪.37‬‬ ‫تجعـل شـخصيته منفتحـة ومتفاعلـة‪ ،‬دون انسـاخ‬ ‫أوذوبـان‪ .‬وهـي الضامنـة لوحـدة المجتمـع وتجانسـه‬ ‫وأخـرج ابـن عسـاكروغيـره عـن أبـي العاليـة الرياحـ ّي‪،‬‬ ‫قـال‪ :‬قيـل لأبـي بكـر الصديـق فـي مجمـع مـن أصحـاب‬ ‫وتماسـكه‪.‬‬ ‫شـربت الخمـرفـي‬ ‫صلـى الله عليـه وسـلم‪ :‬هـل‬ ‫رسـول الله‬ ‫‪ -‬أن مصـدرهـذه القيـم فـي المجتمعـات الإسـامية هـو‬ ‫وِلـ َم؟ قـال‪ :‬كنـت‬ ‫فقـال‪ :‬أعـوذ بـالله‪ ،‬فقيـل‪:‬‬ ‫الجاهليـة؟‬ ‫الديـن الإسـامي‪ ،‬متمثـا فـي القـرآن الكريـم والسـنة‬ ‫أصـون عر�ضـي‪ ،‬وأحفـظ مروءتـي‪ ،‬فـإن مـن شـرب الخمـر‬ ‫النبويـة والسـيرة العطـرة‪ ،‬والفطـرة الإنسـانية‪،‬‬ ‫كان مضيعـا فـي عرضـه ومروءتـه‪.38‬‬ ‫والعقـل السـليم‪ ،‬ممـا يجعلهـا تتسـم بالشـمولية‬ ‫والتنـوع‪ ،‬وتأخـذ طابعـا إنسـانيا عالميـا‪ ،‬يواكـب‬ ‫وروى مسـلم أن المسـتورد القر�شـي قـال عنـد عمـرو‬ ‫العصـر‪ ،‬فتحقـق المقصـود ولا تحيـد عـن المنشـود‪.‬‬ ‫بـن العـاص‪ :‬سـمعت رسـول الله صلـى الله عليـه وسـلم‪،‬‬ ‫يقـول‪« :‬تقـوم السـاعة والـروم أكثـر النـاس»‪ ،‬فقـال لـه‬ ‫لائحة المصادر والمراجع‪:‬‬ ‫اعللمـهرو‪:‬صلـأبى الصـلهرمـعالتيـقـهوولسـ‪،‬لقـما‪،‬ل‪:‬قـاأقـل‪:‬ولئـلنمـاقلـسـ َتمعذلـتكمـ‪ ،‬إننرفسـيهـولم‬ ‫إلفخاقـصـةالباعـأردبعـما‪:‬صإينهبــةم‪،‬لأوأحلـومشـالكنهـام َسكـ َّرعةنـبدعـفدتنـفـةَّر‪،‬ة‪،‬وأوسـخيررعهـهمم‬ ‫أ‪-‬بـحابـيلاإنححابـتـسـنامأ‪،‬ناحلفـمـديادتربـمـقنيريـ‪،‬حاببلـ ُابنسـصبـتحينيـ(محعتـ‪:‬اابـ‪4‬ذ ب‪5‬نـ‪3‬نهحَـمب)ـ ْا‪،‬عبـتنَدرتل‪،‬يمـالحتبمـمادليأممـبـيـي‪،‬رن‬ ‫لمسـكين ويتيـم وضعيـف‪ ،‬وخامسـة حسـنة جميلـة‪:‬‬ ‫عـاء الديـن علـي بـن بلبـان الفار�سـي (ت‪739 :‬هـ)‪ ،‬حققـه‬ ‫وأمنعهـم مـن ظلـم الملـوك»‪ .39‬وهـذا كلـه يـدل علـى أن‬ ‫وخـرج أحاديثـه وعلـق عليـه‪ :‬شـعيب الأرنـؤوط‪ ،‬مؤسسـة‬ ‫الفطـرة مصـدرا للقيـم والاخـاق النبيلـة‪.‬‬ ‫الرسـالة‪ ،‬بيـروت‪ ،‬ط ‪1408 /1‬هـ‪1988 -‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬أخـاق النبـي وآدابـه لأبـي محمـد عبـد الله بـن محمـد‬ ‫وإذا كانـت هـذه هـي الأسـس المرجعيـة للقيـم‬ ‫بـن جعفـر بـن حيـان الأنصـاري المعـروف بأ ِبـي الشـيخ‬ ‫الإسـامية‪ ،‬فإنهـا حتمـا تتسـم بمـا تتسـم بـه هـذه الأسـس‬ ‫الأصبهاني (ت‪369:‬هـ)‪ ،‬تحقيق صالح بن محمد الونيان‪،‬‬ ‫مـن الخصائـص‪ ،‬فالقيـم الإسـامية‪ :‬قيـم ربانيـة‪ ،‬فطرية‪،‬‬ ‫شـاملة‪ ،‬مرنـة‪ ،‬واقعيـة‪ ،‬عقلانيـة‪ ،‬إنسـانية‪ ،‬وعالميـة‪.‬‬ ‫دار المسـلم للنشـر والتوزيـع‪ ،‬ط ‪1/1998‬م‪.‬‬ ‫ا‪-‬لعتَّبـازبديـجادالـليرعّز(راوتق‪ :‬اس‪5‬لم‪0‬ح‪2‬نسـ‪1‬يجهـن)ويا‪،،‬هتأربـحاليقيقـاالقمفيوـمجسمضل‪،‬مواحعـل ّممةل ّدقمــبنبنابلمممححرتّقمق�ديـضـبنىن‪،،‬‬ ‫خاتمة‪:‬‬ ‫دارالهدايـة‪.‬‬ ‫خلصت في ختام هذا البحث إلى‪:‬‬ ‫‪ -‬تاريـخ الخلفـاء لعبـد الرحمـن بـن أبـي بكـر‪ ،‬جـال الديـن‬ ‫‪ -‬أن القيم الإسلامية هي مجموع الأخلاق والفضائل‬ ‫السـيوطي (ت‪911 :‬هـ)‪ ،‬تحقيـق حمـدي الدمـرداش‪،‬‬ ‫التـي تصنـع شـخصية المسـلم وتجعلـه قـادرا علـى‬ ‫التفاعـل الحـي مـع المجتمـع‪ ،‬وعلـى التوافـق مـع‬ ‫مكتبـة نـزار مصطفـى البـاز‪ ،‬ط‪1425 /1‬هـ‪2004-‬م‪.‬‬ ‫‪-‬تاريـخ دمشـق لأبـي القاسـم علـي بـن الحسـن بـن هبـة الله‬ ‫مجنـدة رقـم ‪.2638‬‬ ‫المعـروف بابـن عسـاكر (ت‪571 :‬هـ)‪ ،‬تحقيـق عمـرو بـن‬ ‫‪ -37‬ينظـر مفاتيـح الغيـب لأبـي عبـد الله فخـر الديـن الـرازي ‪.6/401‬‬ ‫غرامـة العمـروي‪ ،‬دارالفكـرللطباعـة والنشـروالتوزيـع‪،‬‬ ‫واللباب في علوم الكتاب لأبي حفص سراج الدين عمربن علي بن عادل‬ ‫طبعـة ‪1415‬هـ‪1995 -‬م‪.‬‬ ‫الحنبلـي الدمشـقي النعمانـي ‪.4/38‬‬ ‫‪ -‬التربيـة الإسـامية أصولهـا وتطورهـا فـي البـاد العربيـة‬ ‫‪ -38‬تاريـخ دمشـق لابـن عسـاكر ‪ .30/333‬وتاريـخ الخلفـاء لجـال الديـن‬ ‫لمحمـد منيـر مر�سـي‪ ،‬عالـم الكتـب‪ ،‬طبعـة‪1425 :‬هـ‪/‬‬ ‫السـيوطي ص ‪.29‬‬ ‫‪2005‬م‪.‬‬ ‫‪ -39‬أخرجـه مسـلم فـي‪ :‬كتـاب الفتـن وأشـراط السـاعة‪ ،‬بـاب تقـوم‬ ‫السـاعة والـروم أكثـر النـاس رقـم ‪.2898‬‬ ‫‪14‬‬

‫الثقافيـة – بيـروت‪ ،‬ط‪3/1417‬هـ‪.‬‬ ‫‪ -‬تعليـم القيـم فريضـة غائبـة ـ مجلـة المسـلم المعاصـر‪،‬‬ ‫الشـفا بتعريـف حقـوق المصطفـى لأبـي الفضـل القا�ضـي‬ ‫أحمـد مهـدي عبـد الحليـم‪ ،‬عـدد ‪ ،65/66‬سـنة ‪1993‬م‪.‬‬ ‫عيـاض بـن مو�سـى اليحصبـي (ت‪544 :‬هـ)‪ ،‬مذيـا‬ ‫‪ -‬تقريـررقـم ‪ 1/17‬الصـادرعـن المجلـس الأعلـى للتربيـة‬ ‫بالحاشـية المسـماة مزيـل الخفـاء عـن ألفـاظ الشـفاء‬ ‫والتكويـن والبحـث العلمـي بعنـوان‪« :‬التربيـة علـى القيـم‬ ‫لأحمـد بـن محمـد بـن محمـد الشـمنى (ت‪873 :‬هـ)‪ ،‬دار‬ ‫بالمنظومـة الوطنيـة للتربيـة والتكويـن والبحـث العلمـي»‪.‬‬ ‫الفكـر الطباعـة والنشـر والتوزيـع‪ ،‬طبعـة‪1409 :‬هـ‪-‬‬ ‫‪ -‬التقييـم الذاتـي لدرجـة الاعتقـاد والممارسـة لمنظومـة‬ ‫القيـم الأخلاقيـة الإسـامية لـدى الطلبـة فـي جامعـة‬ ‫‪1988‬م‪.‬‬ ‫اليرمـوك‪ ،‬لمحمـد محمـود الخوالـدة‪ ،‬مجلـة دراسـات‬ ‫‪ -‬الصحـاح تـاج اللغـة وصحـاح العربيـة لأبـي نصـر‬ ‫العلـوم التربويـة‪ -‬الأردن عـدد ‪، 1‬آذار‪ 2003/‬مجلـد ‪.30‬‬ ‫إسـماعيل بـن حمـاد الجوهـري الفارابـي (ت‪393 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪ -‬تهذيـب اللغـة لمحمـد بـن أحمـد بـن الأزهـري الهـروي‪ ،‬أبـي‬ ‫تحقيـق أحمـد عبـد الغفـور عطـار‪ ،‬دارالعلـم للملاييـن –‬ ‫منصـور (ت‪370 :‬هـ)‪ ،‬تحقيـق محمـد عـوض مرعـب‪ ،‬دار‬ ‫إحيـاء التـراث العربـي – بيـروت‪ ،‬ط ‪2001 /1‬م‪.‬‬ ‫بيـروت‪ ،‬ط ‪1407 /4‬هـ‍‪1987-‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬الجامـع المسـند الصحيـح المختصـرمـن أمـور رسـول الله‬ ‫‪ -‬علـم الأخـاق الإسـامية لمقـداد يالجـن محمـد علـي‪،‬‬ ‫صلـى الله عليـه وسـلم وسـننه وأيامـه = صحيـح البخـاري‬ ‫دار عالـم الكتـب للطباعـة والنشـر – الريـاض‪ ،‬ط ‪/1‬‬ ‫لمحمـد بـن إسـماعيل أبـو عبـدالله البخـاري الجعفـي‪،‬‬ ‫تحقيـق محمـد زهيـربـن ناصـرالناصـر‪ ،‬دارطـوق النجـاة‬ ‫‪1413‬هـ‪1992 -‬م‪ ،‬ط ‪1424 /2‬هـ‪2003-‬م‪.‬‬ ‫(مصـورة عـن السـلطانية بإضافـة ترقيـم ترقيـم محمـد‬ ‫‪ -‬علـم النفـس الاجتماعـي لفـؤاد البهـي‪ ،‬دار العربـي‪-‬‬ ‫فـؤاد عبـد الباقـي)‪ ،‬ط ‪1422 /1‬هـ‪.‬‬ ‫االلأ ِّشسـ ِجع ْسـثتابـنين‬ ‫‪ -‬سـنن أبـي داود لأبـي داود سـليمان بـن‬ ‫القاھـرة‪.‬‬ ‫إسـحاق بن بشـيربن شـداد بن عمرو الأزدي‬ ‫‪ -‬عـن القيـم الدينيـة والأخلاقيـة والمدنيـة‪ -‬الاجتماعيـة‪،‬‬ ‫(ت‪275:‬هـ)‪ ،‬تحقيـق محمـد محيـي الديـن عبـد الحميـد‪،‬‬ ‫المكتبـة العصريـة‪ ،‬صيـدا – بيـروت‪.‬‬ ‫مجلـة الإحيـاء العـددان ‪.32-33‬‬ ‫مو�سـى‬ ‫بـن‬ ‫َسـ ْورة‬ ‫‪ -‬سـنن الترمـذي لمحمـد بـن عي�سـى بـن‬ ‫فلسـفة التربيـة الإسـامية‪ ،‬لماجـد عرسـان الكيلانـي‪ ،‬دار‬ ‫بـن الضحـاك‪ ،‬الترمـذي‪ ،‬أبـي عي�سـى (ت‪279 :‬هـ)‪،‬‬ ‫تحقيـق وتعليـق‪ :‬إبراهيـم عطـوة عـوض المـدرس فـي الأزهـر‬ ‫القلـم ‪ -‬دمشـق ‪1987‬م‪.‬‬ ‫الشريف‪ ،‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي‬ ‫‪ -‬اللبـاب فـي علـوم الكتـاب لأبـي حفـص سـراج الديـن‬ ‫– مصـر‪ ،‬ط ‪1395 /2‬هـ‪1975 -‬م‪.‬‬ ‫عمـر بـن علـي بـن عـادل الحنبلـي الدمشـقي النعمانـي‬ ‫(ت‪775 :‬هـ)‪ ،‬تحقيـق الشـيخ عـادل أحمـد عبـد الموجـود‬ ‫الحسـين بـن علـي بـن مو�سـى‬ ‫ا‪-‬لا ُلخ ْسـسنَرْنو ِاجلركدبـري اىللأخحرامـسدانبـين‪،‬‬ ‫والشيخ علي محمد معوض‪ ،‬دارالكتب العلمية ‪ -‬بيروت‬ ‫أبي بكرالبيهقي (ت‪458 :‬هـ)‪،‬‬ ‫تحقيـق محمـد عبـد القـادرعطـا‪ ،‬دارالكتـب العلميـة‪،‬‬ ‫‪ /‬لبنـان‪ ،‬ط‪1419 /1‬هـ ‪1998-‬م‪.‬‬ ‫بيـروت‪ -‬لبنـات‪ ،‬ط ‪1424 /3‬هـ‪2003 -‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬لسـان العـرب لمحمـد بـن مكـرم بـن علـى‪ ،‬أبـي الفضـل‪،‬‬ ‫‪ -‬السـيرة النبويـة لابـن هشـام لعبـد الملـك بـن هشـام بـن‬ ‫جمـال الديـن ابـن منظـور الأنصـاري الرويفعـى الإفريقـى‬ ‫أيـوب الحميـري المعافـري‪ ،‬أبـي محمـد‪ ،‬جمـال الديـن (ت‪:‬‬ ‫‪213‬هـ)‪ ،‬تحقيق مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد‬ ‫(ت‪711 :‬هـ)‪ ،‬دارصـادر – بيـروت‪ ،‬ط ‪1414 /3‬هـ‪.‬‬ ‫الحفيظ الشلبي‪ ،‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي‬ ‫‪ -‬مختـارالصحـاح لزيـن الديـن أبـي عبـد الله محمـد بـن‬ ‫الحلبـي وأولاده بمصـر‪ ،‬ط ‪1375 /2‬هـ ‪1955 -‬م‪.‬‬ ‫أبـي بكـر بـن عبـد القـادر الحنفـي الـرازي (ت‪666 :‬هـ)‪،‬‬ ‫اأ‪-‬لاحدلامـرسـدمـيبـرية‪،‬نالاحلن ُببـباوسيــنتبةـينوأ(مختعـب‪:‬ـاا‪4‬ذر‪5‬بـال‪3‬نخهـَلم) ْف‪،‬عـابـ َءدل‪،‬صم ّالححتمحــمهيد‪،‬مبــيون‪،‬عألـبـحبوـقاحناعتـلبـيـمن‪،‬ه‬ ‫تحقيـق يوسـف الشـيخ محمـد‪ ،‬المكتبـة العصريـة ‪ -‬الـدار‬ ‫الحافـظ السـيد عزيـزبـك وجماعـة مـن العلمـاء‪ ،‬الكتـب‬ ‫النموذجيـة‪ ،‬بيـروت – صيـدا‪ ،‬ط ‪1420 /5‬هـ‪1999 /‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬المدخـل إلـى القيـم الإسـامية لجابـرقميحـة‪ ،‬دارالكتـاب‬ ‫المصـري‪ -‬القاهـرة‪1984 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬المدرسـة كفضـاء للتربيـة المدنيـة للعربـي وافـي‪ ،‬مقـال‬ ‫ضمـن أشـغال النـدوة الوطنيـة حـول «المدرسـة والسـلوك‬ ‫المدني» المنظمة من قبل المجلس الأعلى للتعليم بالرباط‬ ‫فـي ‪ 23-24‬مـاي ‪2007‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬المرشد في علم النفس عبدالمجيد محمد الهاشمي‪ ،‬دار‬ ‫الشـروق‪ -‬جـدة‪1984 ،‬م‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪ -‬مسـند الإمـام أحمـد بـن حنبـل لأبـي عبـد الله أحمـد بـن‬ ‫محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (ت‪241:‬هـ)‪،‬‬ ‫تحقيـق شـعيب الأرنـؤوط‪ -‬عـادل مرشـد‪ ،‬وآخـرون‪،‬‬ ‫إشـراف‪ :‬د عبـد الله بـن عبـد المحسـن التركـي‪ ،‬مؤسسـة‬ ‫الرسـالة‪ ،‬ط ‪1421 /1‬هـ‪2001 -‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬المسـند الصحيـح المختصـر بنقـل العـدل عـن العـدل‬ ‫إلـى رسـول الله صلـى الله عليـه وسـلم لمسـلم بـن الحجـاج‬ ‫أبـي الحسـن القشـيري النيسـابوري (ت‪261 :‬هـ)‪ ،‬تحقيـق‬ ‫محمـد فـؤاد عبـد الباقـي‪ ،‬دار إحيـاء التـراث العربـي –‬ ‫بيـروت‪.‬‬ ‫‪ -‬المعجـم التربـوي للطفـي أحمـد بـركات‪ ،‬دار الوطـن‪-‬‬ ‫الريـاض‪1984 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬مفاتيح الغيب لأبي عبد الله محمد بن عمربن الحسن‬ ‫بـن الحسـين التيمـي الـرازي الملقـب بفخـرالديـن الـرازي‬ ‫خطيـب الـري (ت‪606:‬هـ)‪ ،‬دار إحيـاء التـراث العربـي –‬ ‫بيـروت‪ ،‬ط‪1420 /3‬هـ‪.‬‬ ‫‪ -‬مقدمـة ابـن خلـدون لعبـد الرحمـن بـن محمـد بـن‬ ‫خلدون (ت‪808 :‬ه)‪ ،‬ضبط نصوصه وخرج أحاديثه أبو‬ ‫عبـد الرحمـن وائـل حافـظ محمـد خلـف‪ ،‬دارالعقيـدة‪-‬‬ ‫الاسـكندرية‪ ،‬ط ‪1/1429‬ه‪2008-‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬مكارم الأخلاق للطبراني (مطبوع مع مكارم الأخلاق لابن‬ ‫أبي الدنيا) لسليمان بن أحمد بن أيوب بن مطيراللخمي‬ ‫الشـامي‪ ،‬أبـي القاسـم الطبرانـي (ت‪360 :‬هـ)‪ ،‬كتـب‬ ‫هوامشـه‪ :‬أحمـد شـمس الديـن‪ ،‬دار الكتـب العلميـة‪،‬‬ ‫بيـروت – لبنـان‪ ،‬ط ‪1409 /1‬هـ‪1989 -‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬مـكارم الأخـاق ومعاليهـا ومحمـود طرائقهـا لأبـي بكـر‬ ‫محمـد بـن جعفـربـن محمـد بـن سـهل بـن شـاكرالخرائطـي‬ ‫السامري (ت‪327:‬هـ)‪ ،‬تقديم وتحقيق‪ :‬أيمن عبد الجابر‬ ‫البحيـري‪ ،‬دارالآفـاق العربيـة‪ ،‬القاهـرة‪ ،‬ط ‪1419 /1‬هـ‪-‬‬ ‫‪1999‬م‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪from which Ibn Al Qaim has justified more‬‬ ‫هل الأصل في الأحكام التعليل أم التعبد؟‬ ‫‪than one thousand issue. The article presents‬‬ ‫‪models and examples from the Quran, the‬‬ ‫ذ‪ .‬رشيد لعزيز*‪1‬‬ ‫‪Prophetic Sunnah and scholars’ sayings and‬‬ ‫ملخـص‪:‬‬ ‫‪explanations pertinent to this end.‬‬ ‫معلـوم عنـد علمـاء المسـلمين أن الشـريعة معللـة‬ ‫‪Justification and reasonableness are‬‬ ‫جملة بجلب المصالح ودرء المفاسد‪ ،‬لكن عند التفصيل‬ ‫‪the basics of Islam sharia. Some particles,‬‬ ‫هنـاك اتجاهـان مختلفـان‪ ،‬اتجـاه يـرى أن الأصـل فـي‬ ‫‪although remain ambiguous, do not mean‬‬ ‫العبـادات التـزام التعبـد‪ ،‬وفـي المعامـات القـول بالتعليـل‬ ‫‪unjustified. In other words, scholars have not‬‬ ‫ومعقوليـة المعنـى‪ ،‬واتجـاه يـرى أن كل مـا فـي الشـريعة‬ ‫‪come to its intended aim yet as, Shatiby states,‬‬ ‫معلـل ولـه مقصـوده ومصلحتـه سـواء فـي جانـب العبادات‬ ‫‪“development of laws is for the interests of‬‬ ‫‪people in both the urgent and the long-term”.‬‬ ‫أو المعامـات‪.‬‬ ‫خلـص الباحـث إلـى أن كل مـا فـي الشـريعة معلـل‬ ‫‪Keywords: transaction – worship – sharia‬‬ ‫ولـه مقصـوده ومصلحتـه‪ ،‬بـل الأصـل التعليـل حتـى‬ ‫‪– justification – reasonableness‬‬ ‫يتعذر‪ ،‬وحجته كون القرآن والسـنة وهما أصلاالتشـريع‬ ‫الإسلامي‪ ،‬مملوآن تعليلافي العبادات والمعاملات‪ ،‬وذلك‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫فـي أكثـرمـن ألـف موضـع‪ ،‬كمـا نـص علـى ذلـك ابـن القيـم‪،‬‬ ‫حيـث قـدم الباحـث نمـاذج وأمثلـة مـن القـرآن والسـنة‬ ‫يـرى معظـم علمـاء الإسـام أن أحـكام الشـريعة‬ ‫النبويـة وأقـوال العلمـاء وتعليـات الفقهـاء التـي تـدل علـى‬ ‫ا«وولالفإحمَمسعكْــب َانمـاادٌمة‪،‬هياكةولوأههــماي‪.‬عس‪.‬لا‪َ.‬لعـَـ»سْ‪2‬ةَده‪ٌ ،‬اللجعكمكـلُّللـىهنـةاالب‪،‬عِنحـجولـكدر امحبلوتمـاملٌفمةصكصصالياـلهـلـاحل‪،‬حالهوونعـدمباارءدصكافاالليـمت ُاحفلجمااكعلهساــهـاداش‪،،‬ن‬ ‫مختلفـان‪ ،‬اتجـاه يـرى أن الأصـل فـي العبـادات التـزام‬ ‫المـراد‪.‬‬ ‫التعبد‪ ،‬وفي المعاملات القول بالتعليل ومعقولية المعنى‪،‬‬ ‫إن التعليـل ومعقوليـة المعنـى هـي الأصـل‪ ،‬وإن بقيـت‬ ‫واتجـاه يـرى أن كل مـا فـي الشـريعة معلـل ولـه مقصـوده‬ ‫بعـض الجزئيـات بـدون معرفـة الحكمـة منهـا‪ ،‬ولـم يظهـر‬ ‫لنا مغزاها‪ ،‬فهذا لايدل على أنها غيرمعللة‪ ،‬بل لم نصل‬ ‫ومصلحتـه سـواء فـي جانـب العبـادات أوالمعامـات‪.‬‬ ‫بعـد لمرادهـا‪ ،‬وهـي تنـدج تحـت الأصـل العـام فـي التعليـل»‬ ‫من هنا يطرح التساؤل الآتي‪:‬‬ ‫أن وضـع الشـرائع إنمـا هـو لمصالـح العبـاد فـي العاجـل‬ ‫‪ -‬هـل كل مـا فـي الشـريعة معلـل ومعقـول المعنـى أم‬ ‫والآجـل معـا» كمـا يقـول الشـاطبي‪.‬‬ ‫أن هنـاك قسـم لايعقـل معنـاه أي تعبـدي؟‬ ‫‪Abstract:‬‬ ‫فـي هـذا المقـال يحـاول الباحـث الإجابـة عـن هـذا‬ ‫‪It is known to Muslim scholars that sharia‬‬ ‫التسـاؤل‪ ،‬هـل الأصـل فـي الأحـكام التعليـل أم التعبـد؟‬ ‫ولكن قبل ذلك‪ ،‬لنحدد مفهومي التعليل والتعبد‪.‬‬ ‫‪accounts for bringing interests and warding‬‬ ‫‪off evils. Yet, there are two different trends to‬‬ ‫أولا‪ :‬تعريف التعليل‪:‬‬ ‫‪elaborate on. On the one hand, performing the‬‬ ‫تتبع الدكتور مصطفى شلبي استعمالات الأصوليين‬ ‫‪obligation of worship and being reasonable at‬‬ ‫لمصطلـح العلـة‪ ،‬وحصرهـا فـي ثلاثـة اسـتعمالات فقـال‪« :‬‬ ‫‪transactions. On the other hand, everything in‬‬ ‫لفظة العلة أطلقت في لسـان أهل الاصطلاح على أمور‪:‬‬ ‫‪the sharia is justified and has its purpose and‬‬ ‫‪ -‬الأمـرالأول‪ :‬هـومـا يترتـب علـى الفعـل مـن نفـع أو‬ ‫‪interest at both sides worship and transactions.‬‬ ‫ضرر‪ ،‬مثل ما يترتب على الزنا من اختلاط الأنساب‪ ،‬وما‬ ‫‪ The research concludes that‬‬ ‫يترتـب علـى القتـل مـن ضيـاع النفـوس وإهدارهـا‪...‬‬ ‫‪everything in the sharia is justified and has its‬‬ ‫‪ -‬الأمـر الثانـي‪ :‬مـا يترتـب علـى تشـريع الحكـم مـن‬ ‫‪own purpose besides to interest. Justifications,‬‬ ‫‪originally, exist in the Qur’an and the Sunnah‬‬ ‫‪ - 2‬إعلام الموقعين عن رب العالمين‪ :‬ابن قيم الجوزية‪295/2 :‬‬ ‫‪that are full of explanations on the acts of‬‬ ‫‪worship and transactions till the opposite shows‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪up. They are basically the Islamic legislation‬‬ ‫*‪ 1‬طالب باحث ‪ -‬القنيطرة ‪ -‬المغرب‪.‬‬

‫معلـوم عنـد علمـاء المسـلمين أن الشـريعة معللـة‬ ‫مصلحـة أودفـع مفسـدة‪ ،‬كالـذي يترتـب علـى إباحـة البيـع‬ ‫جملـة بجلـب المصالـح ودرء المفاسـد‪ ،‬وهـذا مـا نـص عليـه‬ ‫مـن تحصيـل النفـع السـابق‪ ،‬ومـا يترتـب علـى تحريـم الزنـا‬ ‫غيرواحد من العلماء‪ ،‬يقول الشاطبي‪ »:‬أن وضع الشرائع‬ ‫والقتـل وشـرع الحـد والقصـاص مـن حفـظ الأنسـاب‬ ‫إنمـا هـولمصالـح العبـاد فـي العاجـل والآجـل معـا»‪ ،8‬ويقـول‬ ‫أويإنمضــاا‪ُ :‬ق» اصـلأدعبمـهـاا ألمـالورشـأرخـعيرةهـيليمسعـانيتهـام‪،‬قوهـصـيوالدمة لصأانلـفح اسـلهتـاي‪،‬‬ ‫والنفـوس‪.‬‬ ‫شـرعت لأجلهـا»‪.9‬‬ ‫‪ -‬الأمـر الثالـث‪ :‬وهـو الوصـف الظاهـر المنضبـط‪،‬‬ ‫وقـال العـزبـن عبـد السـام‪ «:‬معظـم الشـريعة الأمـ ُر‬ ‫الـذي يترتـب علـى تشـريع الحكـم عنـده مصلحـة للعبـاد‪.‬‬ ‫بمـا ظهـرت لنـا مصلحتـه‪ ،‬أو رجحـان مصلحتـه‪ ،‬والنهـي‬ ‫فإنـه يصـح تسـمية هـذه الأمـور الثلاثـة بالعلـة‪ ...‬ولكـن‬ ‫عمـا ظهـرت لنـا مفسـدته‪ ،‬أورجحـان مفسـدته»‪.10‬‬ ‫أوإهـنلقااللـاواص إطنـهـااحعلـفيةمـما بجـاعـًزاد‪ ،‬لخأنهـصـاواضاالبأـوطصـلالعفلـبةاالسـحمقايلقعيلــةة‪،،‬‬ ‫وسـموا مـا يترتـب علـى الفعـل مـن نفـع أو ضـرر حكمـة‪،‬‬ ‫أمـا عنـد التفصيـل فذهـب بعضهـم إلـى هـذا‬ ‫مـع اعترافهـم بأنهـا العلـة الحقيقيـة؛ وسـموا مـا يترتـب‬ ‫التقسـيم‪ ،‬أن الأصـل فـي العبـادات التـزام التعبـد‪ ،‬وفـي‬ ‫علـى التشـريع مـن منفعـة أو دفـع مضـرة بالمصلحـة‪ ،‬أو‬ ‫المعامـات القـول بالتعليـل ومعقوليـة المعنـى‪ .‬يقـول‬ ‫مقصد الشـارع من التشـريع؛ وبعضهم أطلق عليه لفظة‬ ‫الشـاطبي‪ »:‬الأصـل فـي العبـادات بالنسـبة إلـى المكلـف‬ ‫التعبـد دون الالتفـات إلـى المعانـي‪ ،‬وأصـل العـادات‬ ‫الحكمـة‪ ،‬كمـا أنهـم قالـوا‪ :‬إنـه العلـة الغائيـة»‪.3‬‬ ‫الالتفـات إلـى المعانـي»‪.11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تعريف التعبد‪:‬‬ ‫عـرف كثيـرمـن الأصولييـن التعبـد بمـا هـوخـال عـن‬ ‫وذهـب فريـق آخـر أن كل مـا فـي الشـريعة معلـل‬ ‫المعنـى أومـا لايعقـل معنـاه‪ ،‬حيـث لـم يظهـرلنـا أنـه جالـب‬ ‫ولـه مقصـوده ومصلحتـه‪ ،‬بـل «الأصـل التعليـل حتـى‬ ‫يتعذر»‪ ،12‬كيف لا‪ ،‬والقرآن والسنة وهما أصلاالتشريع‬ ‫لمصلحـة أو دارئ لمفسـدة فأطلقـوا لفـظ التعبـد عليـه‪،‬‬ ‫يقـول الشـاطبي‪ »:‬التعبـدات التـي لا يعقـل لهـا معنـى»‪،4‬‬ ‫الإسلامي‪ ،‬مملوآن تعليلافي العبادات والمعاملات‪ ،‬وذلك‬ ‫ويقـول الغزالـي فـي بيـان معنـى التعبـد‪ »:‬لأن مبنـى العبـادات‬ ‫املوقـرآضـعن‪،‬وكسـمـّناةنـرسـصوعللـاىللذهلـصكلـابـى انللاهلقعيـليـم‪،‬ه‬ ‫فـي أكثـرمـن ألـف‬ ‫قـال رحمـه الله‪»:‬‬ ‫علـى الاحتكامـات‪ ،‬ونعنـي بالاحتـكام‪ :‬مـا خفـي علينـا وجـه‬ ‫أبأنربـلعتقسدـيـ ًرار‪،‬الوفصيـبـهحنـبورعكلعتطيــنف‪،‬‬ ‫فيـه؛ لأنـا نعتقـد‬ ‫اللطـف‬ ‫وسـلم مملـوآن مـن تعليـل الأحـكام بال ِحكـم والمصالـح‪،‬‬ ‫بثـاث‪ ،‬والعصـر‬ ‫والمغـرب‬ ‫وتعليـل الخلـق بهمـا؛ والتنبيـه علـى وجـوه ال ِحكـم التـي‬ ‫للكأاسجنلقهنهاـاذهاشافـ‪،‬ريعولاتللك ّقـنكهرآايلنأزيوحادكلا ُعسمـل ّن‪،‬ىةأوللفـأيجفنلهمحاـووخملضائـعقبةتلمطوركقاضلـأمعتعأنياوومنعا‪،‬ئةت»ويـل‪13‬نو‪.‬‬ ‫وصـاح للخلـق‪ ،‬اسـتأثرالله سـبحانه وتعالـى بعلمـه‪ ،‬ولـم‬ ‫نطلـع عليـه‪ .‬فلـم نسـتعمله‪ ،‬واتبعنـا فيـه المـوارد»‪.5‬‬ ‫وجـاء تعريـف التعبـد فـي مقابلـة التعليـل‪ ،‬قـال‬ ‫التفتازاني‪ »:‬كون الحكم الثابت بالنص تعبديا أومعقولا‬ ‫بل ذهب الطاهربن عاشور رحمه الله إلى أن القول‬ ‫بمعنـى ألا يـدرك العقـل معنـاه أي علتـه أويـدرك»‪.6‬‬ ‫اأبلادللقــتةرعآلينكـثيلـوارلوة ُمسـمعـّنقةنولاالليـقـةّصراآلحمنيعنـحوـاىلة ُمسقــ ّعانتةلمـارلداح ّمـصعلهـحيىالاحلـه‪:‬ةسـ”تيقوواراجـسءـتأبقدللرـانـءةا‬ ‫وهكذا يمكن أن نستخلص أن المشروعات تنقسم‬ ‫بحسب معرفة الحكمة منها من عدمها إلى قسمين‪:‬‬ ‫أحدهمـا مـا ظهـر لنـا أنـه جالـب لمصلحـة أو دارئ‬ ‫اول ِيعلـقيـلنرابـأجعنـةأ لحـلكاّصـماالح اشلـعرـياعمةللالمإجسـتماـمعيةوالمأنفـوراطـدة”‪4‬ب‪ِ.1‬حكـم‬ ‫لمفسـدة‪ ،‬أوجالـب دارئ‪ .‬ويعبـرعنـه بأنـه معقـول المعنـى‪.‬‬ ‫الضـرب الثانـي‪ :‬مـا لـم يظهـرلنـا جلبـه لمصلحـة أو‬ ‫درؤه لمفسـدة‪ ،‬ويعبـر عنـه بالتعبـد‪.7‬‬ ‫ثالثا‪ :‬هل الأصل في الأحكام التعليل أم التعبد؟‬ ‫‪ - 8‬الموافقات‪2/4 :‬‬ ‫‪ - 9‬الموافقات‪2/327 :‬‬ ‫‪ - 3‬تعليل الأحكام‪ :‬مصطفى شلبي‪ :‬ص‪13 :‬‬ ‫‪ - 10‬الفوائد في اختصارالمقاصد‪ :‬ص‪133 :‬‬ ‫‪ - 4‬الموافقات‪2/295 :‬‬ ‫‪ - 11‬الموافقات‪2/256 :‬‬ ‫‪ - 12‬القواعد‪ :‬لأبي عبد الله المقري‪1/298 :‬‬ ‫‪ - 5‬شفاء الغليل‪ :‬ص‪204 :‬‬ ‫‪ - 13‬مفتاح دارالسعادة‪2/22 :‬‬ ‫‪ - 6‬شرح التلويح على التوضيح‪2/210:‬‬ ‫‪ - 14‬مقاصد الشريعة الإسلامية‪ :‬ص‪12 :‬‬ ‫‪ - 7‬قواعـد الأحـكام فـي مصالـح الأنـام لعـزالديـن بـن عبـد السـام‪ :‬ص‪:‬‬ ‫‪25 - 24‬‬ ‫‪18‬‬

‫َاتمَّلت ُ ِقـشّـص َويرـ َوا‪2‬ن ُمع‪-‬ي﴾ َ‪0‬ةقـك‪2‬ااَ‪.‬ملـلا تصـُعك ِااتـلـة‪.‬ىَ‪:.‬ب‪ََ ﴿9».‬ي‪1‬عـَ‪.‬الـ َأىُّيَهـااَّل ِا َّذليـِذ َيـن َن ِمـآ َْمنُنـوَقا ْبُِلك ُِتكــ َْمب َلَع ََلع َّْيل ُُككــ ُْمم‬ ‫ويـرى صاحـب مواهـب الجليـل فـي شـرح مختصـر‬ ‫خليـل أن التعليـل‪ ،‬وبيـان الحكمـة معهـود الشـرع وعادتـه‬ ‫شـرع الله الصيـام وبيـن حكمـة مشـروعيته‪ ،‬حيـث‬ ‫فـي تشـريع الأحـكام‪ ،‬يقـول رحمـه الله‪ ...»:‬كثيـرا مـا يذكـر‬ ‫توجعقاالءوـلـىب‪:‬أه‪:‬دا﴿ َلة﴿ ََلعاََّللع َُّتلكـُعكْـلم ْيَمت ََّتتل َُّتقـ«ُقلـو َعون َنل﴾»‪﴾،‬ليبقجيـامولـنلةغمتايعحلةميـلمديـشةسـريوجـدعييءتطبنههـفاطـيلابوقيـوايل‪:‬هن»‬ ‫الفقهـاء التعبـد ومعنـى ذلـك الحكـم الـذي لايظهـرحكمـه‬ ‫حكمـة مشـروعية الصيـام فكأنـه سـبحانه يقـول لعبـاده‬ ‫بالنسـبة إلينـا مـع أنـا نجـزم أنـه لا بـد مـن حكمتـه‪ ،‬وذلـك‬ ‫المؤمنين‪ :‬فرضنا عليكم الصيام كما فرضناه على الذين‬ ‫لأنـا اسـتقرينا عـادة الله تعالـى فوجدنـاه جالبـا للمصالـح‬ ‫مـن قبلكـم‪ ،‬لعلكـم بأدائكـم لهـذه الفريضـة تنالـون درجـة‬ ‫دارئـا للمفاسـد‪ ،‬ولهـذا قـال ابـن عبـاس ر�ضـي الله تعالـى‬ ‫التقـوى والخشـية مـن الله»‪.21‬‬ ‫عنهما‪ :‬إذا سمعت نداء الله تعالى فهوإنما يدعوك لخيرأو‬ ‫ُت َط ِّه ُر ُهـ ْم‬ ‫ـ ًة‬ ‫َص َد َق‬ ‫َأ ْم َواِل ِهـ ْم‬ ‫ِمـ ْن‬ ‫﴿ ُخـ ْذ‬ ‫يصرفـك عـن شـركإيجـاب الـزكاة والنفقـات لسـد الخـات‬ ‫قـال تعالـى‪:‬‬ ‫َوُت َزِّكيِهـ‪ْ 3‬م‪-‬‬ ‫وأرش جبـر الجنايـات المتلفـات وتحريـم القتـل والزنـا‬ ‫ِب َهـا﴾‪.22‬‬ ‫والسـكر والسـرقة والقـذف صونـا للنفـوس والأنسـاب‬ ‫شـرع الله الـزكاة وبيـن مقاصدهـا وحكمهـا‪ ،‬ففيهـا‬ ‫فوائـد‪:‬‬ ‫والعقـول والأمـوال والأعـراض عـن المفسـدات»‪.15‬‬ ‫فـإذا كان الأمـر كذلـك‪ ،‬فهـذه بعـض الأمثلـة‬ ‫‪ -‬للمزكـي‪ :‬تتمثـل فـي تطهيـروتزكيـة نفسـه مـن رذائـل‬ ‫والنمـاذج مـن القـرآن الكريـم والسـنة النبويـة توضـح‬ ‫الشـح والبخـل والطمـع‪...‬‬ ‫تعليـل العبـادات وبيـان الغايـة منهـا‪:‬‬ ‫‪ -‬أمـا الآخـذ فتطهـرنفسـه مـن الحقـد والحسـد تجـاه‬ ‫َتَعـ ِْصنَناُْعل‪-‬ـ‪َ1‬فأو‪َْ-‬ونحلاقَـ‪﴾:‬شاـ‪6‬اا ِل‪1‬لء‪.‬قتَوراعآْاُللْـننىَا‪:‬كـل ِرك﴿ َورََيلوَِأمذِقْـيكِـ ُمعرلااللل َّلـاَِّصلـهَ َعأا َْبةكاَبـِإدُراَّن َوتاا‪:‬لل َّلـ َُّهصـَ َيا َْعةَلـ َتُْمن َ َهـمـاى‬ ‫ََِااررمَْللََزنأَجـَافقغاُِِفقـلهنـيًَـايْعَامَ‪4‬رَلوء ُِ‪َ.‬هم﴾‪-‬ـعـ‪3.َ.‬لْـْم‪2‬نقى‪.‬ـَ َاوَبُِيكه ِْلّيذلَُمتكــ َُِعةرضاوالاـْاِمـىَلا‪ٍْ:‬نرْ ََعسيــْ﴿أاََِِتموَيمـأاَِّذلَنَّفلْـ ُِِنكمُهـلـِِْففــنوايي ُكَِأِاَّمّيْـلنلَاَّهنـٍـَافامـ ٍََّجِموَأسْعَُعْلطِبِمِاعوَْيـُلمـمـٍَاقحـوٍِِاّلتجَيا ْلََْيعََْبشأـلُـاَتـِهئـى ُودَمََـوكساا‬ ‫أمرالله تعالى بالصلاة وعلل ذلك بأمرين‪:‬‬ ‫والمنافـع كمـا يقـول مجاهـد هـي‪ »:‬التجـارة فـي الدنيـا‬ ‫أ ‪ -‬كونهـا تنهـى عـن الفحشـاء والمنكـر‪ :‬يقـول الطاهـربـن‬ ‫والأجـرفـي الآخـرة»‪ ،24‬وتنكيـركلمـة (منافـع) كمـا يقـول ابـن‬ ‫عاشـور‪ »:‬وعلـل الأمـر بإقامـة الصـاة بالإشـارة إلـى مـا‬ ‫الدينية‬ ‫وعاالدشنيورو‪:‬يـ»ةل‪،‬لتلعأنظيفـميالممراجدمـمعنهااللحكـثّجرةفووهائـي ادلمجص ّامـلةح‬ ‫فيهـا مـن الصـاح النفسـاني فقـال إن الصـاة تنهـى عـن‬ ‫للنـاس‪:‬‬ ‫الفحشـاء والمنكـر‪ ،‬فموقـع إن هنـا موقـع فـاء التعليـل‬ ‫فلـأيفارلاادجهتممـامعن اصللثاوًاحـابفـيواالملغدنفيـراةبلالكتلعـاحرافج‪،‬واوللتمعجاتمـمعله»‪5‬م‪.2‬لأن‬ ‫ولا شـك أن هـذا التعليـل موجـه إلـى الأمـة‪ ...‬فاقتصـرعلـى‬ ‫ويقـول سـيد قطـب رحمـه الله‪« :‬والمنافـع التـي‬ ‫تعليل الأمربإقامة الصلاة دون تعليل الأمربتلاوة القرآن‬ ‫يشـهدها الحجيـج كثيـر‪ .‬فالحـج موسـم ومؤتمـر‪ .‬الحـج‬ ‫لمـا فـي هـذا الصـاح الـذي جعلـه الله فـي الصـاة مـن سـر‬ ‫إلهـي لايهتـدي إليـه النـاس إلابإرشـاد منـه تعالـى فأخبـرأن‬ ‫‪ - 19‬التحريروالتنوير‪16/201 :‬‬ ‫‪ - 20‬البقرة‪183 :‬‬ ‫الصـاة تنهـى عـن الفحشـاء والمنكـر»‪.17‬‬ ‫ب ‪ -‬إقامتها مقصوده ذكرالله‪ :‬بين صاحب التحرير‬ ‫‪ - 21‬التفسيرالوسيط للقرآن الكريم‪1/381 :‬‬ ‫والتنويـرأن مقصـود الصـاة ذكـرالله فـي معـرض حديثـه‬ ‫‪ - 22‬التوبة‪103 :‬‬ ‫عن قوله تعالى‪﴿:‬وأقم الصلاة لذكري﴾‪ ،18‬فقال‪ »:‬واللام‬ ‫فـي لذكـري للتعليـل‪ ،‬أي أقـم الصـاة لأجـل أن تذكرنـي‪،‬‬ ‫‪ - 23‬الحج‪28 - 27 :‬‬ ‫لأن الصـاة تذكـرالعبـد بخالقـه‪ .‬إذ يستشـعرأنـه واقـف‬ ‫‪ - 24‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ :‬أبوجعفرالطبري‪4/166 :‬‬ ‫بيـن يـدي الله لمناجاتـه‪ .‬ففـي هـذا الـكلام إيمـاء إلـى حكمـة‬ ‫‪ - 25‬التحريروالتنوير‪17/246 :‬‬ ‫‪ - 15‬مواهـب الجليـل فـي شـرح مختصـرخليـل‪ :‬شـمس الديـن أبـوعبـد الله‬ ‫المعـروف بالحطـاب ال ُّرعينـي المالكـي‪1/177 :‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪ - 16‬العنكبوت‪45 :‬‬ ‫‪ - 17‬التحريروالتنوير‪20/258 :‬‬ ‫‪ - 18‬طه‪14 :‬‬

‫ببـفقـَساوـاحملُض‪:‬لـع‪،‬ضـو«وُافءرـتفنَِألي ِترَرطعِّْالرلحسـلـَقوـنـياواُيُأـَصـلتبةاأااصلُِّنـلةلـالع‪،‬ـهيصـوفنأفبـاأقـصةاعيلـس»ِبــإلتى‪2‬لـ‪3‬دلر‪.‬اىيبلالحِعلـه‪،‬لصهْهـقعـبلاضـريلـألننـْ‪:‬ههاِلـفم ِوأمـهن‪:‬حسـنيكـملـاارنلـمدأانجيبـاذقـلرـيصنــواُةاكرل‪:َ،‬ل‪،‬ناُحُعئـفقـُنتقوْـ ُفماودنيــيهـل‪:‬ي‪،‬ةا‬ ‫موسـم تجـارة وموسـم عبـادة‪ .‬والحـج مؤتمـر اجتمـاع‬ ‫ففـي هـذا الحديـث النبـوي تعليـل واضـح للغايـة‬ ‫وتعـارف‪ ،‬ومؤتمـر تنسـيق وتعـاون‪ .‬وهـو الفريضـة التـي‬ ‫مـن إقامـة الصـاة باعتبارهـا راحـة مـن أنـكاد الحيـاة‬ ‫تلتقي فيها الدنيا والآخرة كما تلتقي فيها ذكريات العقيدة‬ ‫َأايي[فوِلرإشْقمــإقـْنســانحَّْْغتعرنهـغيةلرـايل‪:‬اكِاأعباحءصلهيـارب»اانتنقاـ‪3‬هللـَـ‪3‬حيييـا‪.‬اّفـا‪،‬عـبلصـبيـيدربااقهلـاـجةـاغُِ‪.‬ويللـَلصَـلرا]وهـوقاافأاابيةيــهـي]سماـنلـتأوِامّـكنرذالمـاأااننثحلنأيُـأمْبإاقـرانع َذَ‪ْ:‬لارامشـ»ـ َاجـتبرصـاوَغلاجةفالاُايلَّعاــةرللا ّهُّهَلـندِتبحـن[هْاينسةلـتأتنوفـعيمــَّراُصْهـلـحسةـنىاقبتهـُقأـةاوعإَّلدرلبـرلهاـةاًِياـئَلاهذـحهلـباـفاـًَبعةقكـيـامـعاالــ َنلند‪.‬لن‪:‬ه‬ ‫البعيـدة والقريبـة»‪.26‬‬ ‫‪ - 3‬وقـد روي عـن النبـي صلـى الله عليـه وسـلم أنـه‬ ‫‪ - 5‬رخـص العبـادات معللـة برعايـة المصالـح ورفـع‬ ‫كان يقـول‪ »:‬أغنوهـم عـن الطـواف فـي هـذا اليـوم»‪.34‬‬ ‫والمعنـى المقصـود منهـا إغنـاء الفقيـرعـن السـؤال يـوم‬ ‫المشـقة والحـرج‪:‬‬ ‫العيـد‪ ،‬وهـذا لايحصـل بالصدقـة قبلـه بزمـان طويـل‪ ،‬ولا‬ ‫بعدمـا ذكـرالله تعالـى الغايـة مـن فـرض الصيـام علـى‬ ‫بالصدقـة بعـده‪ ،‬وإن كانـت القربـة فيهـا معقولـة المعنـى‬ ‫أمـة محمـد صلـى الله عليـه وسـلم‪ ،‬وترخيصـه للمريـض‬ ‫يـوم‬ ‫فـي‬ ‫السـؤال‬ ‫عـن‬ ‫إغنـاؤه‬ ‫فالمـراد‬ ‫المحتـاج‬ ‫اولهـعييـدسـتدكمخيـ ًلـاة‬ ‫والمسـافر الفطـر‪ ،‬وقضـاء ذلـك بعـد رمضـان‪ ،‬ختـم‬ ‫فيـه‪.35‬‬ ‫لسـروره‬ ‫ِاببلُعكبـباـُماردا ْيله ُي‪،‬ع ْسوزـرَورع َجاويللتاـ ُايهل ِآلرييمـ ُةداصِبلا ُلككـ ُحرميهـام ْلمة ُ‪،‬عب ْبقـسيـااَرلن﴾ب‪7‬سـ‪2‬ع‪.‬بحاضنمه‪:‬ظ﴿ا ُيه ِرريـ ُردحالمَّلـت ُهه‬ ‫يقـول محمـد سـيد طنطـاوي‪ »:‬بيـان لحكمـة‬ ‫ااِمـللَلصَِهنََّدصـاََقلـََّلاٌص‪َِّ4‬ةةْلغــ َِِمى–فـوِ ََاهـنعوـلَايللاُهنَلَّزرََاكفـَابَّـعصٌَِلِة َْينثدـَمَِ‪،‬قهـْعَقاَُّوبَـب ِواُطتوََلْـسٍعـ» ٌَّلَ‪6‬سةمـ‪.،َ3‬مًرةَ َِو�لَزَْملـكضـ َا ْميَةن َاَأسالـَّْللادهِِافك َيهـعِْطـاننهَِب؛رمْ‪،‬عَاـف‪ََ:‬دمـ»ُط َْْافهــنلَََررأًةََّّدصـََِالضَلاهـَِةرا َُّصََسـفقاِِْبئــوهـََُِيملل‬ ‫الرخصـة‪ .‬أي‪ :‬شـرع لكـم سـبحانه الفطـرفـي حالتـي المـرض‬ ‫والسـفر‪ ،‬لأنـه يريـد بكـم اليسـروالسـهولة‪ .‬ولا يريـد بكـم‬ ‫فمقصود زكاة الفطرللمزكي تطهيره وتزكيته‪ ،‬ومقصدها‬ ‫لآخـذ الـزكاة سـد خلتـه يـوم العيـد‪ ،‬يقـول الشـاطبي‪»:‬‬ ‫العسـر والمشـقة»‪.28‬‬ ‫إن المقصـود بمشـروعيتها ‪ -‬الـزكاة ‪ -‬رفـع رذيلـة الشـح‪،‬‬ ‫ََ‪-‬ينـ‪ْْ1‬ثو‪-‬داِِمنـَرقيِهااى‪َََ :‬ألفاـْيـل ََانسصَينَلب ْاغةىَتِـامـال ْلنلتْبهَسيـو َيُيـعدةَلُهديت‪ُ ‬ه»عهِلف‪9‬ـ‪2‬وى‪.‬ل ااسـلل ِلإَعنـمبا‪:‬اِ‪ ‬ءد«ا‪َِ ‬إح َتَّذت‪:‬ـاىا َي ْ ْسغـ َتِ ْيسـََلق َهاَظَث َأل َاًَثحـ ُاد َُفكِإ َّْنـم ُ ِهملْ َنا‬ ‫ومصلحـة إرفـاق المسـاكين»‪.37‬‬ ‫فالمعنـى الـذي لأجلـه شـرع غسـل اليديـن قبـل‬ ‫غمسـهما بالإنـاء معنـى معقـول هـوالحفـاظ علـى نظافـة‬ ‫‪ - 32‬سنن أبي داود‪ :‬أول كتاب الأدب‪ :‬باب في صلاة العتمة‪.‬‬ ‫المـاء وطهارتـه وصيانتـه مـن النجاسـة والقـذارة‪ ،‬وهـومـا‬ ‫‪ - 33‬النهاية في غريب الأثر‪2/658 :‬‬ ‫أشـارإليـه قولـه صلـى الله عليـه وسـلم فإنـه لا يـدري أيـن‬ ‫ول‪4‬ف‪- 3‬ظـها‪:‬ل» أسنغنن اولهـكبمر َعـى لنلبَطـي َهواق ِي‪:‬فكَهـتاَذابا ْلا َلي ْزوِكماة»‪ .:‬باب وقت إخراج زكاة الفطر‪،‬‬ ‫باتـت يـده‪.‬‬ ‫‪ - 35‬التنبيه على مشكلات الهداية‪ :‬لابن أبي العزالحنفي‪2/889 :‬‬ ‫يقـول أبـو عبـد الله المقـري‪ »:‬فغسـل اليديـن قبـل‬ ‫‪ - 36‬سنن أبي داود‪ :‬كتاب الزكاة‪ :‬باب زكاة الفطر‪.‬‬ ‫إدخالهمـا فـي الإنـاء معلـل بالنظافـة ممـا لاتخلـواليـد عنـه‬ ‫‪ - 37‬الموافقات‪2/327 :‬‬ ‫غالبـا بسـبب الجـولان»‪.30‬‬ ‫ي ُعخقلـيزـاوهعلـ‪2َ:،‬ة‪:‬أ‪-‬فقـلقـعـيامتنالنـ‪:‬ليسـصساــلصمَّالمَةعيـبـيُـُتاتنبرـأفبـاساـيُوسلـاَت‪،‬لْلرأَاجِحلر ْلْعـُحهتنـد‪،‬اقصـبفالهــاكىلأ‪ّ»:‬ان‪«1‬لهـ‪3‬ل‪.‬هقمـاععللايـبـرهجوـاولذسلــمـلنمك‬ ‫‪ - 26‬في ظلال القرآن‪ :‬ص‪2418 :‬‬ ‫‪ - 27‬البقرة‪185 :‬‬ ‫‪ - 28‬التفسيرالوسيط للقرآن الكريم‪1/388 :‬‬ ‫‪ - 29‬صحيـح مسـلم‪ :‬كتـاب الطهـارة‪ :‬بـاب كراهـة غمـس المتو�ضـئ وغيـره‬ ‫يـده المشـكوك فـي نجاسـتها فـي الإنـاء قبـل غسـلها ثلاثـا‪.‬‬ ‫‪ - 30‬القواعد‪ :‬لأبي عبد الله المقري‪1/296 :‬‬ ‫‪ - 31‬سنن أبي داود‪ :‬أول كتاب الأدب‪ :‬باب في صلاة العتمة‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫علينـا الجـزم بحكمـة معينـة ومقصـد محـدد لهـا‪ ،‬فهـذا لا‬ ‫‪ - 5‬وقـال‪ :‬قـال رسـول الله صلـى الله عليـه وسـلم‪« :‬‬ ‫يضـر‪ ،‬ولا يسـمح لنـا بقلـب المسـألة وإلغـاء أصـل التعليـل‬ ‫يقول الله عزوجل‪ :‬كل عمل ابن آدم له‪ ،‬إلاالصيام‪ ،‬فهو‬ ‫لـي‪ ،‬وأنـا أجـزي بـه‪ ،‬إنمـا يتـرك طعامـه وشـرابه مـن أجلـي‪،‬‬ ‫واتخـاذ عـدم التعليـل أصـا‪.44‬‬ ‫فصيامـه لـي وأنـا أجـزي بـه‪ ،‬كل حسـنة بعشـرأمثالهـا‪ ،‬إلـى‬ ‫وبنـاء علـى التسـليم بهـذا الأصـل ‪ -‬القـول بالتعليـل‬ ‫سـبع مائـة ضعـف‪ ،‬إلاالصيـام‪ ،‬فهـولـي‪ ،‬وأنـا أجـزي بـه»‪.38‬‬ ‫ومعقولية المعنى ‪ -‬علل الفقهاء كثيرمن المسائل الفقهية‬ ‫ففـي الحديـث تعليـل لمـا اختـص الله بالصيـام‪،‬‬ ‫وجعلـه لـه دون سـائر العبـادات‪ ،‬لكـون الصـوم عبـادة‬ ‫مـن ذلك‪:‬‬ ‫لا يدخلهـا الريـاء‪ ،‬لأنهـا عبـادة سـرية بيـن العبـد وربـه‪ ،‬لا‬ ‫‪ - 1‬ذهـب ابـن دقيـق العيـد إلـى أن غسـل الإنـاء مـن‬ ‫يسـتطيع أحـد الاطـاع عليهـا‪ ،‬يقـول القا�ضـي عيـاض‪»:‬‬ ‫ولغ الكلب سبع مرات معلل بالتنجيس‪ ،‬قال رحمه الله‪”:‬‬ ‫تخصيصـه الصـوم هاهنـا بقولـه‪« :‬لـي» وإن كانـت أعمـال‬ ‫اأيلكـنحوالكـنأومملـبعىيـقفــنيولكغاولنمـسـعهلنـتاىلع‪،‬إبـنـادح ًاءمـمـوًابيـنعنلوـلـىكواوغلنـتانهلكجملـيـعبقـسو‪،‬سـللبأناـعلمهمـعمنرـاتـىىتكدأاانرن‬ ‫البـرالمخلصـة كلهـا لـه تعالـى؛ لأجـل أن الصـوم لا يمكـن‬ ‫حملـه علـى كـون معقـول المعنـى لنـدرة التعبـد بالنسـبة إلـى‬ ‫تفوإقيـمرهبـ ًاساـ‪،‬لارويـإكان‪،‬ءمـ‪،‬اواحكـلامقـال ياصـلممدمكـومســنافـيكبيطشغـنيــب ًهرعهاالأمـقولـنفاابلقـأهـةعومـكاالمحـلاؤ؛ثـللرأفاـنلـميهمذلـكـسـكف‪،‬ك‬ ‫والصلـوات والحـج والـزكاة أعمـال بدنيـة ظاهـرة يمكـن‬ ‫الأحـكام المعقولـة المعنـى”‪.45‬‬ ‫فيهـا الريـاء والسـمعة‪ ،‬فلذلـك خـص الصـوم بمـا ذكـره‬ ‫وذهب ابن رشد الحفيد نقلاعن جده إلى أن غسل‬ ‫الإنـاء مـن ولـغ الكلـب سـبع مـرات معقـول المعنـى ليـس‬ ‫دونهـا»‪.39‬‬ ‫بسـبب التنجيـس‪ ،‬بـل خوفـا مـن أن يكـون الكلـب حامـا‬ ‫وقـد ذهـب غيـرواحـد مـن العلمـاء إلـى اعتبـارالأصـل‬ ‫للسم‪ ،‬قال القا�ضي رحمه الله‪“ :‬وقد ذهب جدي ‪ -‬رحمة‬ ‫هـوالتعليـل والالتفـات إلـى المعانـي ‪ -‬سـواء فـي العبـادات أو‬ ‫الله عليـه ‪ -‬فـي كتـاب المقدمـات إلـى أن هـذا الحديـث معلـل‬ ‫اتلمع َّيعانمـتعاليتل‪-‬هي‪،‬قـوكوالناأبـولنىقمدانمـقهة‪:‬ر»المتتـع ّىبأدموكـمرناترةعالليـتلحاكلمح»كـ‪.40‬م‬ ‫معقـول المعنـى ليـس مـن سـبب النجاسـة‪ .‬بـل مـن سـبب مـا‬ ‫الشـريوعهـةوييـقـروىلأرنحمـهـهذااللمهن‪«:‬هـج ُعلاـلمصمـحنابـاةل فـصيحاالبـنةظـاتربـإالـىع‬ ‫يتوقـع أن يكـون الكلـب الـذي ولـغ فـي الإنـاء كلبـا‪ ،‬فيخـاف‬ ‫العلـل واطـراح التعبـد مهمـا أمكـن»‪.41‬‬ ‫مـن ذلـك السـم”‪.46‬‬ ‫‪ - 2‬اختـار ابـن القيـم أن الكتابيـة عليهـا الإحـداد‬ ‫متـى دارالحكـم بيـن كونـه‬ ‫تع ُّبـداوأقـاولم اعبـقـنولدقاليـمعقنـالى؛عيـكاد‪:‬ن«‬ ‫لأجـل حـق الـزوج والولـد‪ ،‬ومنعـا مـن اختـاط الأنسـاب‪،‬‬ ‫حملـه علـى كونـه معقـول‬ ‫المعنـى أولـى»‪.42‬‬ ‫فهـومعقـول المعنـى‪ ،‬قـال رحمـه الله‪ »:‬ولاريـب أن الإحـداد‬ ‫معقـول المعنـى‪ ،‬وهـوأن إظهـارالزينـة والطيـب والحلـي ممـا‬ ‫رحمـهواقـللده‪« :‬صـاالأغصـالملقـفـرييالأذلـحـككا فمـيالمقعاقعـولديـةةفلقاهايـلتة‪،‬ع ّبـفدقـ»ا‪.43‬ل‬ ‫يدعـوالمـرأة إلـى الرجـال ويدعـوالرجـال إليهـا‪ ،‬فـايؤمـن أن‬ ‫تكـذب فـي انقضـاء عدتهـا اسـتعجالالذلـك‪ ،‬فمنعـت‬ ‫فبعـد هـذا كلـه لا يسـتقيم القـول‪ :‬إن الأصـل فـي‬ ‫العبـادات هـوعـدم التعليـل‪ ،‬بـل الأصـل فـي الشـريعة كلهـا‬ ‫من دواعي ذلك وسـدت إليه الذريعة»‪.47‬‬ ‫التعليـل‪ ،‬والأصـل فـي العبـادات أيضـا هـوالتعليـل‪ .‬وبعـد‬ ‫هـذا إن وجدنـا جزئيـات تعـذرعلينـا تعليلهـا‪ ،‬أو صعـب‬ ‫‪ - 3‬ذهـب أشـهب إلـى أن غسـل اليديـن ثلاثـا قبـل‬ ‫إدخالهمـا فـي الإنـاء‪ ،‬معقـول المعنـى واحتـج بحديـث «إذا‬ ‫‪ - 38‬مسند الإمام أحمد بن حنبل‪ :‬مسند المكثرين من الصحابة‪ :‬مسند‬ ‫اسـتيقظ أحدكـم مـن نومـه فليغسـل يديـه ثلاثـا قبـل أن‬ ‫أب‪9‬ي‪- 3‬ه ِإريكرَمةارُل�ا ُضلمي ْعاِلل ِلمهب َعفنَوها ِ‪:‬ئ ِردق ُمم ْاسِللحم‪:‬دي‪10‬ث‪74944/1:‬‬ ‫يدخلهما في إنائه‪ ،‬فإن أحدكم لايدري أين باتت يده»‪،48‬‬ ‫‪ -40‬المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل‪1/754:‬‬ ‫فتعليلـه بالشـك دليـل علـى أنـه معقـول‪.49‬‬ ‫‪ - 41‬روضة الناظروجنة المناظرص‪305:‬‬ ‫‪ - 44‬الفكرالمقاصدي قواعده وفوائده‪ :‬أحمد الريسوني‪ :‬ص‪50 - 49 :‬‬ ‫‪ - 42‬إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام‪1/23 :‬‬ ‫‪ - 45‬إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام‪1/23 :‬‬ ‫‪ - 43‬القواعد‪1/296 :‬‬ ‫‪ - 46‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد‪ :‬أبوالوليد ابن رشد الحفيد‪1/37 :‬‬ ‫‪ - 47‬زاد المعاد في هدي خيرالعباد‪5/622 :‬‬ ‫‪ - 48‬صحيح البخاري‪ :‬كتاب الوضوء‪ :‬باب الاستجماروترا‬ ‫‪ - 49‬حاشـية الدسـوقي علـى الشـرح الكبيـر‪ :‬محمـد بـن أحمـد بـن عرفـة‬ ‫الدسـوقي المالكـي‪1/96 :‬‬ ‫‪21‬‬

‫لائحة المصادر والمراجع‪:‬‬ ‫ونفـس الأمـر نـص عليـه أبـو عبـد الله المقـري قـال‬ ‫رحمـه الله‪ »:‬فغسـل اليديـن قبـل إدخالهمـا فـي الإنـاء معلـل‬ ‫‪ .1‬ابـن الأثيـر‪ ،‬مجـد الديـن ‪606‬هـ‪ :‬النهايـة فـي غريـب‬ ‫بالنظافـة ممـا لاتخلـواليـد عنـه غالبـا بسـبب الجـولان»‪.50‬‬ ‫الحديـث والأثـر‪ ،‬المكتبـة العلميـة ‪ -‬بيـروت‪1399 ،‬هـ ‪-‬‬ ‫‪1979‬م‪ ،‬تحقيـق‪ :‬طاهـرأحمـد الـزاوى ‪ -‬محمـود محمـد‬ ‫خاتمة‪:‬‬ ‫الطناحـي‬ ‫نخلص إلى أن التعليل ومعقولية المعنى هي الأصل‪،‬‬ ‫‪ .2‬ابـن دقيـق العيـد ‪702‬هـ‪ :‬إحـكام الإحـكام شـرح عمـدة‬ ‫وإن بقيـت بعـض الجزئيـات بـدون معرفـة الحكمـة منهـا‪،‬‬ ‫الأحـكام‪ ،‬مطبعـة السـنة المحمديـة‪ ،‬الطبعـة‪ :‬بـدون‬ ‫ولـم يظهـرلنـا مغزاهـا‪ ،‬فهـذا لا يـدل علـى أنهـا غيـرمعللـة‪،‬‬ ‫بـل لـم نصـل بعـد لمرادهـا‪ ،‬وهـي تنـدج تحـت الأصـل العـام‬ ‫طبعـة وبـدون تاريـخ‬ ‫فـي التعليـل‪ »:‬أن وضـع الشـرائع إنمـا هـولمصالـح العبـاد فـي‬ ‫‪ .3‬ابـن رشـد‪ ،‬أبـوالوليـد الحفيـد ‪ 595‬ه‪ :‬بدايـة المجتهـد‬ ‫العاجـل والآجـل معـا»‪ ،51‬و»أن قـول بعـض العلمـاء لحكـم‬ ‫ونهايـة المقتصـد‪ ،‬تحقيـق‪ :‬فريـد عبـد العزيـزالجنـدي‪،‬‬ ‫مـن الأحـكام‪ :‬هـذا تعبـدي غيـرمعلـل إنمـا بالنسـبة إليـه‬ ‫دارالحديـث‪ ،‬القاهـرة‪ ،‬سـنة الطبـع‪1425 :‬ه ‪2004 -‬م‪.‬‬ ‫حيـن قـال مـا قـال‪ .‬والبحـث والنظـرلا ينبغـي أن يتوقـف‪،‬‬ ‫بـل ينبغـي أن يتقـدم ويسـتمر‪ 52»...‬للوصـول إلـى الحكمـة‬ ‫‪ .4‬ابـن عبـد السـام‪ ،‬عـز الديـن ‪660‬ه‪ :‬الفوائـد فـي‬ ‫اختصـار المقاصـد‪ ،‬المحقـق‪ :‬إيـاد خالـد الطبـاع‪ ،‬دار‬ ‫والمقصـود‪.‬‬ ‫الفكـرالمعاصـر‪ ،‬دارالفكـر ‪ -‬دمشـق‪ ،‬الطبعـة‪ :‬الأولـى‬ ‫‪ - 50‬القواعد‪1/296 :‬‬ ‫‪ 1416‬ه‬ ‫‪ - 51‬الموافقات‪2/4 :‬‬ ‫‪ .5‬ابـن عبـد السـام عـزالديـن ‪660‬ه‪ :‬قواعـد الأحـكام‬ ‫فـي مصالـح الأنـام‪ ،‬دارابـن حـزم‪ ،‬الطبعـة الأولـى ‪2003‬م‬ ‫‪ - 52‬الفكرالمقاصدي قواعده وفوائده‪ :‬أحمد الريسوني‪ :‬ص‪54 :‬‬ ‫‪ .6‬ابـن عرفـة‪ ،‬محمـد بـن أحمـد الدسـوقي المالكـي‬ ‫‪1230‬هـ حاشـية الدسـوقي علـى الشـرح الكبيـر‪ ،‬دار‬ ‫‪22‬‬ ‫الفكـر‪ ،‬الطبعـة‪ :‬بـدون طبعـة وبـدون تاريـخ‬ ‫‪ .7‬ابـن قدامـة المقد�سـي ‪620‬هـ‪ :‬روضـة الناظـر وجنـة‬ ‫المناظـرفـي أصـول الفقـه علـى مذهـب الإمـام أحمـد بـن‬ ‫حنبـل‪ ،‬مؤسسـة الرّيـان للطباعـة والنشـر والتوزيـع‪،‬‬ ‫الطبعـة الثانيـة ‪1423‬هـ‪2002-‬م‬ ‫‪ .8‬ابن قدامة المقد�سي‪ ،‬أبومحمد موفق الدين ‪620‬هـ‪:‬‬ ‫المغنـي فـي فقـه الإمـام أحمـد بـن حنبـل‪ ،‬مكتبـة القاهـرة‪،‬‬ ‫الطبعـة‪ :‬بـدون طبعـة‪ ،‬تاريـخ النشـر‪1388 :‬هـ ‪1968 -‬م‬ ‫‪ .9‬ابـن قيـم الجوزيـة ‪751‬هـ‪ :‬مفتـاح دار السـعادة‬ ‫ومنشـور ولايـة العلـم والإرادة‪ ،‬دار الكتـب العلميـة ‪-‬‬ ‫بيـر و ت‬ ‫‪ .10‬ابـن قيـم الجوزيـة أبـو عبـد الله ‪ 751‬هـ ‪ :‬إعـام‬ ‫الموقعيـن عـن رب العالميـن‪ ،‬قـدم لـه وعلـق عليـه وخـرج‬ ‫أحاديثـه وآثـاره‪ :‬أبـو عبيـدة مشـهور بـن حسـن آل‬ ‫سـلمان‪ ،‬دار ابـن الجـوزي للنشـر والتوزيـع‪ ،‬المملكـة‬

‫الطبعـة الأولـى ‪2003‬م‬ ‫العربيـة السـعودية‪ ،‬الطبعـة‪ :‬الأولـى‪1423 ،‬هـ‬ ‫‪ .21‬شـلبي محمـد مصطفـى‪ :‬تعليـل الأحـكام (عـرض‬ ‫وتحليـل لطريقـة التعليـل وتطوراتهـا فـي عصـور الاجتهـاد‬ ‫‪ .11‬ابـن قيـم الجوزيـة‪ ،‬شـمس الديـن ‪751‬هـ زاد المعـاد‬ ‫والتقليـد)‪ ،‬دار النهضـة العربيـة‪ ،‬بيـروت‪ 1401 ،‬هـ‬ ‫فـي هـدي خيـرالعبـاد‪ :‬شـمس الديـن ابـن قيـم الجوزيـة‬ ‫‪ .22‬الطاهـر بـن عاشـور ‪1393‬هـ‪ :‬التحريـر والتنويـر‪،‬‬ ‫الـدارالتونسـية للنشـر ‪ -‬تونـس‪ ،‬سـنة النشـر‪ 1984 :‬هـ‬ ‫‪751‬هـ‪ ،‬مؤسسـة الرسـالة‪ ،‬بيـروت ‪ -‬مكتبـة المنـار‬ ‫‪ .23‬الطاهـر بـن عاشـور ‪1973‬م‪ :‬مقاصـد الشـريعة‬ ‫الإسـامية‪ ،‬دار السـام للطباعـة والنشـر والتوزيـع‬ ‫الإسـامية‪ ،‬الكويـت‪ ،‬الطبعـة‪ :‬السـابعة والعشـرون ‪,‬‬ ‫والترجمـة‪ ،‬الطبعـة الأولـى ‪ 1426‬ه ‪2005 -‬م‬ ‫‪1415‬هـ ‪1994/‬م‬ ‫‪ .24‬الطبـري أبـوجعفـر ‪310‬هـ‪ :‬جامـع البيـان فـي تأويـل‬ ‫القـرآن‪ ،‬المحقـق‪ :‬أحمـد محمـد شـاكر‪ ،‬الناشـر‪:‬‬ ‫‪ .12‬أبـوالعـزالحنفـي‪ ،‬صـدرالديـن ‪ 792‬ه التنبيـه علـى‬ ‫مؤسسـة الرسـالة‪ ،‬الطبعـة‪ :‬الأولـى‪ 1420 ،‬هـ ‪ 2000 -‬م‬ ‫‪ .25‬طنطـاوي محمـد سـيد ‪1431‬ه‪ :‬التفسـيرالوسـيط‬ ‫مشـكلات الهدايـة‪ ،‬تحقيـق ودراسـة‪ :‬عبـد الحكيـم بـن‬ ‫للقـرآن الكريـم‪ ،‬دار نهضـة مصـر للطباعـة والنشـر‬ ‫والتوزيـع‪ ،‬الفجالـة ‪ -‬القاهـرة‪ ،‬الطبعـة‪ :‬الأولـى‪ ،‬تاريـخ‬ ‫محمـد شـاكر (جـ ‪ - )3 ،2 ،1‬أنـور صالـح أبـوزيـد (جـ ‪،4‬‬ ‫النشـر‪1998 - 1997 :‬‬ ‫‪ )5‬أصل الكتاب‪ :‬رسـالة ماجسـتير‪ -‬الجامعة الإسـامية‬ ‫اا‪6‬لل‪2‬د‪.‬سـكبتـتعييوـا‪،‬ر ي‪ْ 4‬ضح‪،َ 4‬يـ‪5‬ىأهِبــإ‪ِْ :‬وإسـاكَلمَماـفاِع ُيلضـالللمُ‪ْ ،‬عاِدلـلاِقرماابل َ�فوَضـفوـاياِئـءِدعليلُـماطْسبـِالضعـما‪،‬لةيتواححلنقيصـشـبـقي‪:‬ر‬ ‫والتوزيـع‪ ،‬مصـر‪ ،‬الطبعـة‪ :‬الأولـى‪ 1419 ،‬هـ ‪1998 -‬م‬ ‫بالمدينـة المنـورة‪ ،‬مكتبـة الرشـد ناشـرون ‪ -‬المملكـة‬ ‫‪ .27‬الغزالـي أبـو حامـد ‪ 505‬هـ‪ :‬شـفاء الغليـل فـي بيـان‬ ‫الشـبه والمخيـل ومسـالك التعليـل‪ ،‬المحقـق‪ :‬د‪ .‬حمـد‬ ‫العربيـة السـعودية‪ ،‬الطبعـة‪ :‬الأولـى‪ 1424 ،‬هـ ‪ 2003 -‬م‬ ‫الكبي�سـي‪ ،‬مطبعـة الإرشـاد ‪ -‬بغـداد‪ ،‬الطبعـة‪ :‬الأولـى‪،‬‬ ‫الشـأ َزعدييبالا ِلّأسرِنـجؤْسوـتاطن ‪-‬ي‬ ‫‪ .13‬أبـوداود سـليمان بـن الأشـعث‬ ‫‪ 1390‬هـ ‪ 1971 -‬م‪.‬‬ ‫‪275‬هـ‪ :‬سـنن أبـي داود‪ ،‬تحقيـق‪:‬‬ ‫‪ .28‬قطـب سـيد‪ :‬فـي ظـال القـرآن ‪ ،‬دار الشـروق‪،‬‬ ‫م َح َّمـد كا ِمـل قـره بللـي‪ ،‬دارالرسـالة العالميـة‪ ،‬الطبعـة‪:‬‬ ‫الأولـى‪ 1430 ،‬هـ ‪ 2009 -‬م‬ ‫الطبعـة الثانيـة والثلاثـون‪1432 :‬ه ‪2003 -‬م‪.‬‬ ‫‪ .29‬مسـلم بـن الحجـاج أبـو الحسـن القشـيري‪،‬‬ ‫‪ .14‬أحمـد بـن حنبـل‪ ،‬أبـو عبـد الله الشـيباني ‪241‬ه‪:‬‬ ‫النيسـابوري ‪261‬هـ‪ :‬صحيـح مسـلم‪ ،‬المحقـق‪ :‬محمـد‬ ‫فـؤاد عبـد الباقـي‪ ،‬دار إحيـاء التـراث العربـي‪ -‬بيـروت‪.‬‬ ‫مسـند الإمـام أحمـد بـن حنبـل‪ ،‬تحقيـق‪ :‬أحمـد محمـد‬ ‫‪ .30‬المقـري أبـو عبـد الله ‪ 758‬ه‪ :‬القواعـد‪ ،‬تحقيـق‬ ‫ودراسـة أحمـد بـن عبـد الله حميـد‪ ،‬أصـل هـذا الكتـاب‬ ‫شـاكر‪ ،‬دارالحديـث ‪ -‬القاهـرة‪ ،‬الطبعـة‪ :‬الأولـى‪1416 ،‬‬ ‫رسـالة علميـة‪.‬‬ ‫هـ ‪1995 -‬م‬ ‫‪23‬‬ ‫‪ .15‬البخـاري محمـد بـن إسـماعيل أبـو عبـد الله ‪256‬‬ ‫ه‪ :‬صحيـح البخـاري‪ ،‬تحقيـق‪ :‬محمـد زهيـر بـن ناصـر‬ ‫الناصـر‪ ،‬دار طـوق النجـاة‪ ،‬الطبعـة‪ :‬الأولـى‪1422 ،‬هـ‬ ‫‪ .16‬البيهقـي‪ ،‬أبـوبكـر ‪458‬هـ‪ :‬السـنن الكبـرى‪ ،‬تحقيـق‪:‬‬ ‫محمـد عبـد القـادرعطـا‪ ،‬دارالكتـب العلميـة‪ ،‬بيـروت ‪-‬‬ ‫لبنـات‪ ،‬الطبعـة‪ :‬الثالثـة‪ 1424 ،‬هـ ‪ 2003 -‬م‬ ‫‪ .17‬التفتازانـي سـعد الديـن مسـعود بـن عمـر ‪793‬هـ‪:‬‬ ‫شـرح التلويـح علـى التوضيـح‪ ،‬مكتبـة صبيـح بمصـر‪،‬‬ ‫الطبعـة‪ :‬بـدون طبعـة وبـدون تاريـخ‪.‬‬ ‫‪ .18‬الحطـاب‪ ،‬شـمس الديـن أبـو عبـد الله المعـروف‬ ‫بالحطـاب ال ُّرعينـي المالكـي ‪954‬هـ‪ :‬مواهـب الجليـل فـي‬ ‫شـرح مختصـر خليـل‪ ،‬دار الفكـر‪ ،‬الطبعـة‪ :‬الثالثـة‪،‬‬ ‫‪1412‬هـ ‪1992 -‬م‬ ‫‪ .19‬الريسـوني أحمـد‪ :‬الفكـر المقاصـدي قواعـده‬ ‫وفوائـده‪ ،‬منشـورات الزمـن‪ ،‬العـدد‪ ،9 :‬دجنبـر ‪1999‬‬ ‫‪ .20‬الشـاطبي أبـوإسـحاق ‪790‬هـ‪ :‬الموافقـات‪ ،‬مـع شـرح‬ ‫تعليقـات الشـيخ عبـد الله دراز‪ ،‬المكتبـة التوفيقيـة‪،‬‬

‫‪correct transmission bases and explicit mental‬‬ ‫الحوار الإسلامي المسيحي‪ :‬قضايا عقدية‬ ‫‪principles.‬‬ ‫وتشريعية‬ ‫‪The theme of “Islamic-Christian dialogue:‬‬ ‫ذ‪ .‬محمد بن حمو *‪1‬‬ ‫‪legislative issues of legislation” addresses‬‬ ‫ملخص‪:‬‬ ‫‪some of the issues that give rise to discussion‬‬ ‫‪between the two sides of the dialogue. The first‬‬ ‫يأتـي موضـوع « الحـوارالإسـامي المسـيحي‪ :‬قضايـا عقديـة‬ ‫‪part deals with the issues of modalism limited to‬‬ ‫تشـريعية» ليعالـج بعـض القضايـا التـي تثيـرنقاشـا بيـن‬ ‫‪two main basics; the authenticity of the Koran‬‬ ‫‪that addresses the Christians’ claims about the‬‬ ‫طرفـي الحـوار؛ القضايـا العقديـة والتشـريعية‪.‬‬ ‫‪validity of the Holy Quran while another tackles‬‬ ‫تناولـت فـي المبحـث الأول القضايـا العقديـة مقتصـرا‬ ‫‪the Prophet’s prophecy in both; prophecy of the‬‬ ‫‪messenger Muhammad peace be upon him in‬‬ ‫على قضيتين أساسـيتين هما‪:‬‬ ‫‪the Scriptures and material miracles between‬‬ ‫أولا‪ :‬قضية حجية القرآن‪.‬‬ ‫‪the Prophet Mohammed and all the prophets‬‬ ‫ثانيا‪ :‬قضية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪(peace be upon them) in religious books.‬‬ ‫فـي القضيـة الأولـى تطرقـت فيهـا إلـى ادعـاءات‬ ‫المسـيحين حـول صحـة القـرآن الكريـم‪.‬‬ ‫‪The second part deals with the legislative‬‬ ‫أمـا فـي القضيـة الثانيـة تحدثـت عـن قضيـة نبـوة‬ ‫‪issues contained in the Islamic-Christian‬‬ ‫الرسـول عليـه الصـاة والسـام فـي عنصريـن‪:‬‬ ‫‪dialogue limiting itself to two controversial‬‬ ‫‪- 1‬نبـوة سـيدنا محمـد صلـى الله عليـه وسـلم فـي الكتـب‬ ‫‪issues; Jihad and Al-Jazya (protection fee).‬‬ ‫‪The former which is relatively for the sake of‬‬ ‫المقدسـة‪.‬‬ ‫‪Allah, is linked to the intent and purpose of the‬‬ ‫‪- 2‬المعجـزات الماديـة بيـن الرسـول عليـه الصـاة والسـام‬ ‫‪fighting. Thus, Muslims do not fight to collect‬‬ ‫‪spoils nor do they aspire to sovereignty over‬‬ ‫والأنبيـاء عليهـم السـام فـي الكتـب الدينيـة‪.‬‬ ‫‪peoples. While the latter deals with three‬‬ ‫أمـا المبحـث الثانـي تطرقـت فيـه إلـى القضايـا‬ ‫‪relevant elements; the concept of Al-Jazya and‬‬ ‫التشـريعية المتضمنـة فـي الحـوار الإسـامي المسـيحي‪،‬‬ ‫‪evidence of legitimacy, the tribute providers‬‬ ‫‪and the tribute’s duty.‬‬ ‫واقتصـرت علـى قضيتيـن‪ :‬الجهـاد والجزيـة‪.‬‬ ‫أشـرت إلـى أن قضيـة الجهـاد فـي الإسـام ترتبـط‬ ‫‪Keywords: prophecy - modalism - Christian‬‬ ‫بالنيـة والغايـة مـن القتـال‪ ،‬فـا يكـون إلا فـي سـبيل الله‪،‬‬ ‫‪- Islam - dialogue - jihad - jizya (protection fee).‬‬ ‫فالمسـلمون لا يحاربـوا لتحصيـل غنائـم‪ ،‬ولا طمعـا فـي‬ ‫السـيادة علـى الشـعوب‪ ،‬ولعـل حضـور الضابـط الأخلاقـي‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫أثنـاء قتـال العـدويؤكـد سـموهـذه الغايـة‪.‬‬ ‫تتصـل أهـم قضايـا الحـوار الإسـامي المسـيحي‬ ‫أمـا القضيـة الثانيـة‪ :‬الجزيـة تطرقـت إليهـا فـي ثـاث‬ ‫عـن أصـول الإسـام‬ ‫بقجرآانـنابيـونسـنرئةي‪،‬سوـير ّدن؛ك ألولالهمـشـاب‪:‬هاالتدافـلاتـعي‬ ‫آثارهـا المسـيحيون فـي‬ ‫عناصـر‪:‬‬ ‫ذلـك‪ ،‬وثانيهمـا‪ :‬اتجـه إلـى إظهـارمحاسـن الإسـام‪ ،‬وإبـراز‬ ‫‪ 1‬ـ مفهوم الجزية ودليل مشروعيتها‪.‬‬ ‫قيـام أركانـه علـى أسـس نقليـة صحيحـة ومبـادئ عقليـة‬ ‫صريحـة (‪.)2‬‬ ‫‪ 2‬ــ ممن تؤخذ الجزية؟‬ ‫‪ 3‬ـ لماذا وجبت الجزية على أهلها؟‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تجـدرالإشـارة هنـا إلـى مـا تحتويـه بعـض كتـب التـراث الإسـامي مـن‬ ‫رواسـب تفسـيرات أهـل الكتـاب التـي لا تنسـجم أحيانـا مـع الأسـس‬ ‫‪Abstract:‬‬ ‫الإسـامية العقديـة السـليمة‪ ،‬وقـد تتبـع عـدد مـن الباحثيـن نمـاذج مـن‬ ‫‪The main issues of Muslim-Christian‬‬ ‫ذلـك خاصـة فـي كتـب التفسـير‪ ،‬وهـومـا يتطلـب تنقيحـا لتلـك الكتـب ممـا‬ ‫يعتمد عليه المستشرقون في الطعن على المسلمين بالتناقض‪ ،‬ملصقين‬ ‫‪dialogue are related to two main aspects.‬‬ ‫‪The first is to defend the origins of Islam as‬‬ ‫‪the Qur’an and Sunna and, second, to show‬‬ ‫‪the virtues of Islam and highlight its pillars on‬‬ ‫*‪ 1‬طالب باحث ‪ -‬جامعة محمد الخامس ‪ -‬الرباط ‪ -‬المغرب‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫تناولت الموضوعات المتعلقة بالقرآن الكريم قضية‬ ‫ولقـد تعرضـت الكثيـرمـن تعاليـم الديـن الإسـامي‬ ‫مصداقيـة نسـبة القـرآن الكريـم إلـى الوحـي السـماوي‪،‬‬ ‫وأركانـه لهجـوم شـرس مـن قبـل العديـد مـن المسـيحيين‬ ‫حيـث يدعـي الجانـب المسـيحي وجـود تناقضـات داخلـه أو‬ ‫الذيـن اعتبـروا ظهـور الإسـام بمثابـة نـوع مـن التحـدي‬ ‫اعتبـاره مـن تأليـف النبـي صلـى الله عليـه وسـلم‪ .‬وقـد رد‬ ‫الدينـي والتاريخـي للديانتيـن المسـيحية واليهوديـة(‪.)3‬‬ ‫القـرآن الكريـم دعـوى التأليـف النبـوي للقـرآن‪ ،‬إذ لـوكان‬ ‫وانصب نقاش المسيحيين حول جملة من القضايا أذكر‬ ‫كذلك لاستطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدله من‬ ‫منهـا(‪ :)4‬صحـة مصدريـة الوحـي مـن قبـل الله تعالـى للرسـول‬ ‫تلقـاء نفسـه‪ ،‬ولـوكان القـرآن الكريـم مـن تأليـف الرسـول‬ ‫الكريـم صلـى الله عليـه وسـلم‪ ،‬وإعجـازالقـرآن الكريـم‪،‬‬ ‫صلـى الله عليـه وسـلم لادعـى النبـوة فـي شـبابه‪ ،‬ولـم ينتظـر‬ ‫وتأثيـرأحـكام الديانتيـن اليهوديـة والمسـيحية علـى الديـن‬ ‫حتـى يبلـغ سـن الأربعيـن‪ ،‬ولصـاريتلـو القـرآن قبـل ذلـك‬ ‫الإسـامي‪ ،‬وعـدم صحـة ادعـاء المسـلمين تحريـف الكتـاب‬ ‫بكثيـرويسـتخدم عباراتـه حتـى يعتـاد عليهـا؛ يقـول الله عـز‬ ‫المقـدس‪ ،‬ومسـألة نسـخ الشـريعة الإسـامية للشـريعتين‬ ‫وجـل‪« :‬وإذا تتلـى عليهـم آياتنـا بينـات قـال الذيـن لايرجـون‬ ‫لقاءنـا ائـت بقـرآن غيـرهـذا أوبدلـه قـل مـا يكـون لـي أن‬ ‫اليهوديـة والمسـيحية‪...‬‬ ‫أبدلـه مـن تلقـاء نف�سـي إن اتبـع إلامـا يوحـى إلـي إنـي أخـاف‬ ‫هـذا فضـاعـن الطعـن فـي عـدد مـن أحكام الشـريعة‬ ‫إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل لوشاء الله ما تلوته‬ ‫الإسـامية مـن قبيـل؛ الجهـاد والجزيـة‪ ،‬والطـاق‪ ،‬وتعـدد‬ ‫عليكم ولاأدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا‬ ‫الزوجـات‪ ،‬وموضـوع الرقيـق‪ ،‬وحقـوق المـرأة‪ ،‬والحـدود‬ ‫والعقوبات الشرعية في الإسلام‪...‬وهي في الحقيقة شبهات‬ ‫تعقلـون» (‪.)6‬‬ ‫تـكاد تكـون مكـررة فـي مجملهـا‪ ،‬وأحيانـا بنفـس العبـارات‪،‬‬ ‫ورد القـرآن أيضـا علـى الادعـاء القائـل بـأن هـذا‬ ‫عبـرمراحـل تاريـخ الحـوارالإسـامي المسـيحي‪ ،‬ولا يتعـدى‬ ‫القـرآن قـد تعلمـه النبـي صلـى الله عليـه وسـلم مـن أحـد‬ ‫المسـيحيين المقيميـن بمكـة المكرمـة‪ ،‬وتطـور هـذا الادعـاء‬ ‫الاختـاف أسـلوب الطـرح مـن زمـان لآخـر(‪.)5‬‬ ‫فيمـا بعـد فصـارالمسـيحيون يزعمـون أن القـرآن الكريـم‬ ‫والـذي يهمنـا فـي هـذا المقـام‪ ،‬رصـد أهـم القضايـا‬ ‫هـو مـن تعليـم الراهـب بحيـرا فـي الشـام عندمـا زارهـا‬ ‫العقديـة والتشـريعية التـي شـكلت أرضيـة الحـوار‪ ،‬وذلـك‬ ‫الرسـول صلـى الله عليـه وسـلم‪ ،‬وهـوصغيـرمـع عمـه أبـي‬ ‫من خلال منهج النقد العلمي والتاريخي؛ وذلك بإفراد كل‬ ‫طالـب‪ ،‬يقـول الله تعالـى‪« :‬ولقـد نعلـم أنهـم يقولـون إنمـا‬ ‫مجال بالدراسة والتحليل دون إخلال بالوحدة العضوية‬ ‫يعلمه بشرلسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان‬ ‫للنظام المعرفي الإسلامي بين مرجعيته العقدية وأحكامه‬ ‫التشـريعية‪ ،‬ثـم ببيـان موقـف الجانـب المسـيحي مـن هـذه‬ ‫عربـي مبيـن»(‪.)7‬‬ ‫القضايـا وذلـك مـن خـال الرجـوع إلـى مصـادره الموثوقـة‪.‬‬ ‫وقـد ذكـر غيـر واحـد مـن أهـل التفسـير أن الآيـة‬ ‫ولمعالجـة هـذا الموضـوع قسـمته إلـى مبحثيـن‪،‬‬ ‫الكريمـة نزلـت لتنفـي عـن النبـي صلـى الله عليـه أخـذه‬ ‫خصصـت المبحـث الأول لقضايـا عقديـة فـي الحـوار‬ ‫للقـرآن الكريـم عـن واحـد مـن الأعاجـم الذيـن كانـوا موالـي‬ ‫الإسـامي المسـيحي‪ ،‬أمـا المبحـث الثانـي لقضايـا تشـريعية‬ ‫لأهـل مكـة‪ ،‬خاصـة بعدمـا ثبـت لقـاء النبـي عليـه الصـاة‬ ‫فـي الحـوار الإسـامي المسـيحي‪.‬‬ ‫السـام لكثيـرمنهـم لأجـل دعوتهـم إلـى الإسـام(‪.)8‬‬ ‫أمـا الادعـاء القائـل بوجـود تناقـض وتضـارب فـي‬ ‫المبحــث الأول‪ :‬قضايــا عقديــة في‬ ‫مبـادئ القـرآن الكريـم والأحـكام التـي يعرضهـا‪ ،‬فقـد رد‬ ‫الحــوار الإســامي المســيحي‬ ‫القـرآن الكريـم عليـه بمنهجيـة واضحـة وأدلـة عقليـة‪،‬‬ ‫أولا‪ :‬قضية حجية القرآن‬ ‫حيـث قـال الله تعالـى‪ »:‬أفـا يتدبـرون القـرآن ولـوكان مـن‬ ‫ذلـك بالعقيـدة الإسـامية تعسـفا‪ .‬انظـرمثـا‪ :‬مصطفـى بوهنـدي‪ ،‬نحـن‬ ‫عنـد الله لوجـدوا فيـه اختلافـا كثيـرا»(‪.)9‬‬ ‫والقـرآن[‪]1‬؛ مقدمـات فـي أصـول التدبـر‪ ،‬مطبعـة النجـاح الجديـدة‪،‬‬ ‫‪ - 6‬سورة يونس‪ ،‬الآيتان‪.15-16:‬‬ ‫البيضـاء‪ ،‬ط‪1423 ،1:‬هـ‪2002/‬م‪،‬ص‪.4-8:‬‬ ‫‪ - 7‬سورة النحل‪ ،‬الآية‪.103:‬‬ ‫‪3 - A. HOURANI, Europe and the middle east, London, 1980,‬‬ ‫‪p:9.‬‬ ‫‪ - 8‬الإمـام القرطبـي‪ ،‬الجامـع لأحـكام القـرآن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬مـج‪ ،5:‬ج‪،10:‬‬ ‫‪ -4‬أبـوعبيـدة الخزرجـي‪ ،‬بيـن الإسـام والمسـيحية‪ ،‬تحقيـق محمـد شـامة‪،‬‬ ‫ص‪.1 7 7 - 1 7 8 :‬‬ ‫مكتبـة وهبـة‪ ،‬القاهـرة‪ ،‬ط‪1975 ،2:‬م‪ ،‬ص‪ 35:‬ومـا بعدهـا‪.‬‬ ‫‪ - 9‬سورة النساء‪ ،‬الآية‪.82:‬‬ ‫‪ -5‬بسام عجك‪ ،‬الحوارالإسلامي المسيحي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.347:‬‬ ‫‪25‬‬

‫العقليـة والسـيروالمواعـظ والحكـم‪ ،‬وأخبـارالـدارالآخـرة‬ ‫ولعـل أعظـم تحـد يتحـدى بـه القـرآن كل مـن يطعـن‬ ‫ومحاسـن الآداب والشـيم‪.‬‬ ‫فيـه‪ ،‬وفـي صحـة نزولـه مـن عنـد الله تعالـى‪ ،‬هـو ذلـك‬ ‫السـابع‪ :‬كونـه بريئـا مـن الاختـاف والتفـاوت مـع‬ ‫التحـدي الـذي قـام علـى حفـظ هـذا الكتـاب فـي كل زمـان‬ ‫أنـه كتـاب كبيـرمشـتمل علـى أنـواع كثيـرة مـن العلـوم‪ ،‬فلـو‬ ‫ومـكان مـن أي تحريـف أوتبديـل أوتزييـف أوأيـة زيـادة أو‬ ‫كان ذلـك مـن غيـرالله لوقعـت فيـه أنـواع مـن الكلمـات‬ ‫نقصـان فـي آياتـه أوكلماتـه‪ ،‬فقـد ثبـت أن القـرآن الكريـم‬ ‫المتناقضة‪ ،‬لأن الكتاب الكبيرالطويل لاينفك عن ذلك‪.‬‬ ‫محفوظ في السطور وفي الصدور‪ ،‬فلم تحذف منه كلمة‬ ‫الثامـن‪ :‬كونـه معجـزة باقيـة متلـوة فـي كل مـكان‬ ‫واحـدة‪ ،‬ولـم تـزد فيـه كلمـة واحـدة‪ ،‬وهـذا كلـه بشـهادة كل‬ ‫مـع تكفـل الله بحفظـه بخـاف معجـزات الأنبيـاء‪ ،‬فإنهـا‬ ‫انقضـت بانقضـاء أوقاتهـا‪.‬‬ ‫الباحثيـن شـرقا وغربـا‪.‬‬ ‫التاسـع‪ :‬لا يسـأمه قارئـه ولا يمجـه سـامعه‪ ،‬بـل‬ ‫ولقـد انبـرى العلمـاء المسـلمون قديمـا وحديثـا‬ ‫تكـراره يوجـب زيـادة محبـة‪ ،‬وهـذا مـا لا يوجـد فـي غيـره‬ ‫للدفاع عن القرآن الكريم وإثبات زيف ادعاء المسيحيين‬ ‫مـن الـكلام‪ ،‬ولـوكان بليغـا فـي الغايـة‪ ،‬يمـل مـع الترديـد فـي‬ ‫كونـه مـن عنـد غيـرالله تعالـى‪ ،‬ومـن جملـة هـؤلاء رحمـة الله‬ ‫السـمع ويكـره فـي الطبـع‪ ،‬ولكـن هـذا الأمـربالنسـبة إلـى مـن‬ ‫الهنـدي الـذي نـدب نفسـه لمحـاورة قساوسـة المسـيحية‪،‬‬ ‫لـه قلـب سـليم لا إلـى مـن لـه طبـع سـقيم‪.‬‬ ‫وكشـف مختلـف شـبهاتهم فـي بـاد الهنـد حيـث كانـت‬ ‫العاشر‪ :‬كونه جامعا بين الدليل ومدلوله‪ ،‬فالتالي‬ ‫الحرب على الإسلام والهجوم على تعاليمه السمحة على‬ ‫لـه إذا كان ممـن يـدرك معانيـه يفهـم مواضـع الحجـة‬ ‫أشـدها خاصـة فـي فتـرة الاسـتعمارالإنجليـزي للمنطقـة‪.‬‬ ‫والتكليـف معـا فـي كلام واحـد باعتبـارمنطوقـه ومفهومـه‪.‬‬ ‫عقـد رحمـة الله الهنـدي فـي كتابـه «إظهـار الحـق»‬ ‫الحادي عشر‪ :‬حفظه لمتعلميه بالسهولة كما قال الله‬ ‫بابـا كامـالإثبـات كـون القـرآن الكريـم مـن عنـد الله وكونـه‬ ‫تعالـى‪« :‬ولقـد يسـرنا القـرآن للذكـر»(‪ ،)11‬فحفظـه ميسـر‬ ‫معجـزا‪ ،‬ومـن جملـة مـا أورده هناك(‪)10‬اثنـي عشـردليـا‬ ‫على الأولاد الصغارفي أقرب مدة‪ ،‬ويوجد في هذه الأمة في‬ ‫هذا الزمان أيضا مع ضعف الإسلام في أكثرالأقطارأزيد‬ ‫بعـدد حواريـي المسـيح عليـه السـام؛‬ ‫مـن مائـة ألـف مـن حفاظ القرآن‪.‬‬ ‫الأول‪ :‬كونـه فـي الدرجـة العاليـة مـن البلاغـة التـي لـم‬ ‫الثانـي عشـر‪ :‬الخشـية التـي تلحـق قلـوب سـامعيه‬ ‫يعهـد مثلهـا فـي تراكيـب العـرب لتقاصـردرجـات بلاغتهـم‬ ‫وأسماعهم عند سماع القرآن‪ ،‬والهيبة التي تعتري تاليه‪،‬‬ ‫عنهـا‪ ،‬علـى أن كمالـه فـي ذلـك يتجلـى فـي التعبيـرباللفـظ‬ ‫وهـذه الخشـية قـد تعتـري مـن لا يفهـم معانيـه ولا يعلـم‬ ‫المعجزعن المعنى المناسب للمقام والسياق‪ ،‬بلازيادة ولا‬ ‫تفسيره‪ ،‬فمنهم من أسلم لها لأول وهلة ومنهم من استمر‬ ‫علـى كفـره ومنهـم مـن كفـرحينئـذ ثـم رجـع بعـده إلـى ربـه‬ ‫نقصـان فـي البيـان‪.‬‬ ‫‪.‬ثعالنييــــاه‪:‬‬ ‫الثانـي‪ :‬تأليفـه العجيـب وأسـلوبه الغريـب فـي‬ ‫اللــه‬ ‫صــى‬ ‫محمــد‬ ‫نبــوة‬ ‫قضيــة‬ ‫المطالـع والمقاطـع والفواصـل مـع اشـتماله علـى دقائـق‬ ‫وســلم‪.‬‬ ‫البيان وحقائق العرفان‪ ،‬وحسـن العبارة ولطف الإشـارة‬ ‫إن قضيـة الوضـع الدينـي للرسـول محمـد صلـى‬ ‫وسلاسـة التركيـب وسـامة الترتيـب‪ ،‬فتحيـرت فيـه عقـول‬ ‫الله عليـه وسـلم تعتبـرمـن الإشـكاليات المعقـدة فـي الحـوار‬ ‫الإسـامي المسـيحي فـي جانبـه العقـدي‪ ،‬فاللاهوتيـون‬ ‫العـرب وفهـوم الفصحـاء‪.‬‬ ‫المسـيحيون يعترفـون بالوظيفـة الإيجابيـة للرسـول عليـه‬ ‫الثالـث‪ :‬كـون القـرآن الكريـم منطويـا علـى الإخبـار‬ ‫الصـاة والسـام‪ ،‬إلا أنهـم لا زالـوا متشـبتين بموقـف‬ ‫بالحـوادث الآتيـة‪ ،‬فوجـدت فـي الأيـام اللاحقـة علـى الوجـه‬ ‫كنيسـتهم الرافـض للاعتـراف بنبوتـه عليـه الصـاة‬ ‫والسـام‪ ،‬وهـذا مـا حـدا بالكثيـر مـن علمـاء المسـلمين‬ ‫الـذي أخبـربـه‪.‬‬ ‫إلـى مقاطعـة مؤتمـرقرطبـة المنعقـد فـي مـارس مـن سـنة‬ ‫الرابع‪ :‬ما أخبربه من أخبارالقرون السالفة والأمم‬ ‫‪1977‬م‪ ،‬والـذي كـرس لمناقشـة موضـوع «تبجيـل محمـد‬ ‫الهالكة‪ ،‬وقد علم أنه كان أميا ما قرأ ولاكتب ولااشتغل‬ ‫وعي�سـى فـي الإسـام والمسـيحية»(‪.)12‬‬ ‫بمدارسة مع العلماء ولامجالسة مع الفضلاء‪.‬‬ ‫‪ - 11‬سورة القمر‪ ،‬الآية‪.17:‬‬ ‫الخامـس‪ :‬مـا فيـه مـن كشـف أسـرار المنافقيـن‬ ‫‪12 - EAGUILAR, the second international muslim-‬‬ ‫حيث كانوا يتواطؤون في السـرعلى أنواع كثيرة من المكر‬ ‫‪christiancongress of Cordobe, Islamochristiana, Rome, 1975,‬‬ ‫والكيد‪ ،‬وكان الله يطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على‬ ‫‪vol.1, p:4-5.‬‬ ‫تلـك الأحـوال حـالا‪ ،‬ويخبـره عنهـا علـى سـبيل التفصيـل‪.‬‬ ‫السـادس‪ :‬جمعـه لمعـارف جزئيـة وعلـوم كليـة لـم‬ ‫تعهدهـا العـرب عامـة‪ ،‬ولا محمـد صلـى الله عليـه وسـلم‬ ‫خاصـة مـن علـم الشـرائع والتنبيـه علـى طـرق الحجـج‬ ‫‪ - 10‬رحمة الله الهندي‪ ،‬إظهارالحق‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ج‪ ،2:‬ص‪ 27:‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫وعلـى ضـوء هـذه الآيـات الكريمـة أخـذ موضـوع‬ ‫ومـرد هـذا الإنـكارلنبـوة الرسـول محمـد صلـى الله‬ ‫إثبـات التبشـيربمجـيء النبـي محمـد صلـى الله عليـه وسـلم‬ ‫عليـه وسـلم مـن قبـل المسـيحيين إلـى إيمـان غالبيتهـم بـأن‬ ‫فـي الكتـاب المقـدس حيـزا كبيـرا مـن الحـوار الإسـامي‬ ‫الغاية من إرسال الله جل وعلاللأنبياء منذ بدء الخليقة‬ ‫المسـيحي‪ ،‬فكثـرت الاستشـهادات بنصـوص كثيـرة مـن‬ ‫هوالتمهيد لمجيء المسيح عليه السلام وصلبه تكفيرا عن‬ ‫الخطيئـة الأصليـة‪ ،‬ولمـا كانـت دعـوة الرسـول محمـد عليـه‬ ‫العهديـن‪ ،‬منهـا‪:‬‬ ‫الصـاة والسـام قـد ظهـرت بعـد سـتة قـرون مـن بعثـة‬ ‫‪ -‬مـا ورد فـي سـفرالتثنيـة مـن وعـد الله تعالـى لمو�سـى‬ ‫المسيح عليه السلام‪ ،‬فإن المسيحيين نظروا إلى الرسول‬ ‫عليـه السلام‪»:‬سـأقيم لهـم نبيـا مـن بيـن إخوتهـم مثلـك‬ ‫صلـى الله عليـه وسـلم علـى أنـه نبـي مزيـف لا يملـك سـوى‬ ‫وألقـي كلامـي فـي فمـه‪ ،‬فينقـل إليهـم جميـع مـا أكلمـه بـه‪،‬‬ ‫الادعـاءات والأباطيـل‪ ،‬وقـد صـورت الآراء غيـرالمتحفظـة‬ ‫وكل مـن لا يسـمع كلامـي الـذي يتكلـم بـه باسـمي أحاسـبه‬ ‫مـن بعضهـم رسـول الإسـام بالسـاحروالمعـادي للمسـيح‬ ‫والشيطان‪ ،‬واعتبرت رسالته ضربا من الهرطقة اليهودية‬ ‫عليـه»(‪.)16‬‬ ‫‪ -‬العلامة الواردة في سفرإرميا الدالة على أن النبي‬ ‫أوالمسـيحية‪ ،‬أوأنهـا ضـرب جديـد مـن الوثنيـة(‪.)13‬‬ ‫الصـادق هـوالـذي يبشـربالإسـام‪ ،‬وهـذا نـص العبـارات‬ ‫ولذلـك توجهـت الحـوارات بيـن المسـلمين‬ ‫الواردة في سـفرإرميا‪« :‬لكن اسـمع ما أقول في أذنيك وفي‬ ‫والمسـيحيين المتعلقـة بشـخصية الرسـول صلـى الله عليـه‬ ‫آذان الشـعب كلـه‪ :‬الأنبيـاء الذيـن كانـوا قبلـي وقبلـك مـن‬ ‫وسـلم إلـى عـدة نقـاط أهمهـا إثبـات نبـوة الرسـول صلـى‬ ‫قديـم الزمـان تنبـأوا علـى أراض كثيـرة وممالـك عظيمـة‬ ‫الله عليـه وسـلم‪ .‬وفيمـا يلـي تفصيـل لأهـم الآراء والأقـوال‬ ‫بالحـرب والشـروالوبـاء‪ ،‬أمـا النبـي الـذي يتنبـأ بالسـام‬ ‫التي أوردها الطرف المسلم ردا على طعون المسيحيين في‬ ‫فعندمـا تتـم نبوءتـه يعـرف أن الـرب أرسـله حقـا»(‪.)17‬‬ ‫صحـة نبـوة الرسـول الكريـم صلـى الله عليـه وسـلم‪.‬‬ ‫‪ -‬وورد فـي إنجيـل يوحنـا قـول النبـي يحيـى عليـه‬ ‫‪ .1‬نبـوة سـيدنا محمـد صلـى الله عليـه وسـلم فـي‬ ‫السـام‪»:‬أنا أعمـد بالمـاء‪ ،‬وبينكـم مـن لا تعرفونـه‪ ،‬هـو‬ ‫الذي يجيء بعدي ويكون أعظم مني وما أنا أهل لأن أحل‬ ‫الكتـب المقدسـة‪.‬‬ ‫أخبـر القـرآن الكريـم بتبشـير الكتـب المقدسـة‬ ‫ربـاط حذائـه»(‪.)18‬‬ ‫السـابقة كالتـوراة والإنجيـل بمجـيء نبـي فـي آخـرالزمـان‪،‬‬ ‫ولقـد اعتـاد يوحنـا المعمـدان‪ ،‬يحيـى عليـه السـام‪،‬‬ ‫هـومحمـد بـن عبـد الله صلـى الله عليـه وسـلم‪ ،‬ومـن ذلـك‬ ‫أن ينـادي دائمـا‪ »:‬أنـا أعمدكـم بالمـاء‪ ،‬ويجـيء الآن مـن‬ ‫قـول الله تعالـى‪« :‬وإذ قـال عي�سـى بـن مريـم يـا بنـي إسـرائيل‬ ‫هـو أقـوى منـي‪ ،‬ومـا أنـا أهـل لأن أحـل ربـاط حذائـه‪،‬‬ ‫إنـي رسـول الله إليكـم مصدقـا لمـا بيـن يـدي مـن التـوراة‬ ‫ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم‬ ‫فيعمدكمبالـروح القـدس والنـار» (‪.)19‬‬ ‫وكلمـة «بعـدي» التـي وردت فـي إنجيـل يوحنـا‪،‬‬ ‫بالبينـات قالـوا هـذا سـحرمبيـن»(‪.)14‬‬ ‫تسـتبعد المسـيح عليـه السـام مـن أن يكـون هـو النبـي‬ ‫ومـن جهـة أخـرى امتـدح القـرآن طائفـة مـن أهـل‬ ‫المبشـربـه‪ ،‬لأن المسـيح ويوحنـا المعمـدان ولـدا فـي سـنة‬ ‫الكتـاب عرفـوا صـدق النبـي صلـى الله عليـه وسـلم‪ ،‬وأنـه‬ ‫واحـدة‪ ،‬وعاصـر كل واحـد منهمـا الآخـر‪ ،‬كمـا جـاء فـي‬ ‫رسـول مـن الله تعالـى‪ ،‬وأنـه هـوالـذي بشـرت بـه كتبهـم‪،‬‬ ‫الأناجيـل‪ ،‬ومـن ثـم فـإن يحيـى عليـه السـام تنبـأ بمجـيء‬ ‫فآمنـوا بـه واتبعـوه‪ ،‬يقـول الله عـزوجـل‪ »:‬الذيـن يتبعـون‬ ‫نبـي آخـرأقـوى منـه هـومحمـد بـن عبـد الله صلـى الله عليـه‬ ‫الرسـول النبـي الأمـي الـذي يجدونـه مكتوبـا عندهـم فـي‬ ‫التـوراة والإنجيـل يأمرهـم بالمعـروف وينهاهـم عـن المنكـر‬ ‫وسـلم(‪.)20‬‬ ‫ويحـل لهـم الطيبـات ويحـرم عليهـم الخبائـث ويضـع عنهـم‬ ‫‪ -‬وجـاء فـي إنجيـل يوحنـا‪ »:‬ومتـى جـاء المعـزي الـذي‬ ‫إصرهـم والأغـال التـي كانـت عليهـم فالذيـن آمنـوا بـه‬ ‫أرسـله إليكـم مـن الآب‪ ،‬روح الحـق المنبثـق مـن الآب‪ ،‬فهـو‬ ‫وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم‬ ‫يشـهد لـي»(‪.)21‬‬ ‫المفلحـون»(‪.)15‬‬ ‫‪ -‬وفـي موضـع آخـرمـن نفـس الإنجيـل يقـول المسـيح‬ ‫عليـه السـام‪« :‬صدقونـي‪ ،‬مـن الخيـرلكـم أن أذهـب‪ ،‬فـإن‬ ‫‪ -13‬أليك�سـي جورافسـكي‪ ،‬الإسـام والمسـيحية‪ ،‬ترجمـة خلـف محمـد‬ ‫كنـت لاأذهـب لايجيئكـم المعـزي‪ ،‬أمـا إذا ذهبـت فأرسـله‬ ‫الجـراد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.39:‬‬ ‫إليكـم» (‪.)22‬‬ ‫‪ - 14‬سورة الصف‪ ،‬الآية‪.6:‬‬ ‫‪ - 15‬سورة الأعراف‪ ،‬الآية‪.157:‬‬ ‫‪ -16‬العهد القديم‪ ،‬سفرالتثنية‪ ،‬الإصحاح‪.18/18-19:‬‬ ‫‪ - 17‬العهد القديم‪ ،‬سفرإرميا‪ ،‬الإصحاح‪.28/7-9:‬‬ ‫‪ -18‬العهد الجديد‪ ،‬إنجيل يوحنا‪ ،‬الإصحاح‪.1/26-27:‬‬ ‫‪ - 19‬العهد الجديد‪ ،‬إنجيل لوقا‪ ،‬الإصحاح‪.3/16:‬‬ ‫‪ -20‬بسام عجك‪ ،‬الحوارالإسلامي المسيحي‪ ،‬ص‪.356:‬‬ ‫‪ - 21‬العهد الجديد‪ ،‬إنجيل يوحنا‪ ،‬الإصحاح‪.15/26:‬‬ ‫‪ - 22‬العهد الجديد‪ ،‬إنجيل يوحنا‪ ،‬الإصحاح‪.7 /16:‬‬ ‫‪27‬‬

‫أ‪ -‬إخبـاره صلـى الله عليـه وسـلم عـن الأمـور الغيبيـة‬ ‫ومـن المعلـوم أن إنجيـل يوحنـا كتـب باللغـة‬ ‫المسـتقبلية‪ ،‬ومثالهـا مـا رواه حذيفـة بـن اليمـان ر�ضـي‬ ‫اليونانيـة علـى خـاف بقيـة أسـفار العهـد الجديـد التـي‬ ‫الله عنـه قـال‪« :‬قـام فينـا رسـول الله صلـى الله عليـه‬ ‫كتبـت بالآراميـة‪ ،‬وهـي اللغـة الوطنيـة التـي كان يتحـدث‬ ‫وسـلم مقامـا فمـا تـرك شـيئا يكـون فـي مقامـه ذلـك إلـى‬ ‫بهـا المسـيح عليـه السـام وتلاميـذه‪ ،‬وكلمـة «المعـزي» أو‬ ‫قيـام السـاعة إلا حدثـه حفظـه مـن حفظـه ونسـيه مـن‬ ‫«الشـفيع» التـي تـرد فـي كثيـرمـن الترجمـات العربيـة بهـذا‬ ‫نسيه‪ ،‬قد علمه أصحابي هؤلاء‪ ،‬وإنه ليكون منه ال�شيء‬ ‫اللفـظ‪ ،‬تأتـي فـي الترجمـة اليونانيـة بلفـظ «باراكليـت»‪،‬‬ ‫فأعرفـه وأذكـره كمـا يذكـرالرجـل وجـه الرجـل إذا غـاب‬ ‫والكنيسـة المسـيحية تجعـل لكلمـة الباراكليـت معنـى‬ ‫الـروح القـدس‪ ،‬وهـو تفسـير منقـوض تمامـا‪ ،‬بنـاء علـى‬ ‫عنـه ثـم إذا رآه عرفـه»(‪.)30‬‬ ‫نصـوص العهـد الجديـد التـي لـم تتحـدث عـن الـروح‬ ‫ب‪ -‬نبـع المـاء مـن بيـن أصابعـه الشـريفة‪ ،‬وهـذه‬ ‫القـدس علـى أنـه شـخصية معينـة بـل أطلقتـه علـى معـان‬ ‫المعجزة هي أعظم بكثيرمن معجزة تفجرالماء من الحجر‬ ‫كمـا وقـع لمو�سـى عليـه السـام‪ ،‬لأن ذلـك مـن عـادة الحجـر‬ ‫عـدة منهـا(‪:)23‬‬ ‫فـي الجملـة‪ ،‬عـن أنـس بـن مالـك ر�ضـي الله « أن النبـي صلـى‬ ‫‪ -‬الـروح القـدس إلهـام إلهـي وواسـطة يعلـم الله بهـا‬ ‫الله عليـه وسـلم دعـا بإنـاء مـن مـاء فأتـي بقـدح رحـراح فيـه‬ ‫�شـيء مـن مـاء‪ ،‬فوضـع أصابعـه فيـه‪ ،‬قـال أنـس‪ :‬فجعلـت‬ ‫مـن يختـارمـن عبـاده(‪.)24‬‬ ‫‪ -‬الـروح القـدس قـوة مـن الله ودينـه التـي تبعـث فـي‬ ‫أنظـرإلـى المـاء ينبـع مـن بيـن أصابعـه»(‪.)31‬‬ ‫ذات عبـاده الصالحيـن الأتقيـاء(‪.)25‬‬ ‫ج‪ -‬تكثيـر الطعـام ببركـة دعائـه صلـى الله عليـه‬ ‫‪ -‬الروح القدس هوالإيمان‪ ،‬ودين الله الحق الذي‬ ‫وسـلم‪ ،‬ومـن ذلـك مـا رواه البخـاري عـن جابـربـن عبـد الله‬ ‫ر�ضـي الله عنـه قـال‪ « :‬كنـا يـوم الخنـدق نحفـرفعرضـت‬ ‫جاء به المسيح عليه السلام(‪.)26‬‬ ‫كدية شديدة فجاؤوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا‪:‬‬ ‫كمـا أن شـهادات بعـض آبـاء الكنيسـة الأوائـل‬ ‫هـذه كديـة عرضـت فـي الخنـدق‪ ،‬فقـال‪ :‬أنـا نـازل‪ ،‬ثـم قـام‬ ‫عـن الـروح القـدس تبيـن أن تفسـير الكنيسـة لكلمـة‬ ‫وبطنه معصوب بحجر‪ ،‬ولبثنا ثلاثة أيام لانذوق ذواقا‪،‬‬ ‫«الباراكليـت» بأنهـا الـروح القـدس تفسـيرغيـرصحيـح(‪،)27‬‬ ‫فأخـذ النبـي صلـى الله عليـه وسـلم المعـول فضـرب فعـاد‬ ‫حيـث يـرى «أثيناغـوراس» أن الـروح القـدس هـوفيـض‬ ‫كثيبـا أهيـل أوأهيـم‪ ،‬فقلـت‪ :‬يـا رسـول ائـذن لـي إلـى البيـت‪،‬‬ ‫مـن الله تعالـى يأتـي منـه ويعـود إليـه كأشـعة الشـمس(‪.)28‬‬ ‫فقلـت لامرأتـي رأيـت بالنبـي صلـى الله عليـه وسـلم شـيئا‬ ‫وعنـد عودتنـا إلـى المعاجـم اليونانيـة نجـد أيضـا أن‬ ‫مـا كان فـي ذلـك صبـرفعنـدك �شـيء؟ قالـت‪ :‬عنـدي شـعير‬ ‫كلمـة «باراكليـت» التـي وردت فـي إنجيـل يوحنـا لا تعنـي‬ ‫وعنـاق فذبحـت العنـاق وطحنـت الشـعير حتـى جعلنـا‬ ‫الـروح القـدس‪ ،‬كمـا تفسـرها بذلـك الكنيسـة المسـيحية‪،‬‬ ‫اللحـم فـي البرمـة ثـم جئـت النبـي صلـى الله عليـه وسـلم‬ ‫كمـا لا تعنـي أيضـا المعـزي أوالمحامـي أوالشـفيع‪ ،‬وبالتالـي‬ ‫والعجيـن قـد انكسـر والبرمـة بيـن الأثافـي قـد كادت أن‬ ‫يمكـن إثبـات المعنـى الحقيقـي لكلمـة الباراكليـت وهـو‬ ‫تنضـج فقلـت‪ :‬طعيـم لـي فقـم أنـت يـا رسـول الله ورجـل أو‬ ‫الحمـد‪ ،‬لأن «الباراكليـت» مـن الناحيـة اللغويـة البحتـة‬ ‫رجـان‪ ،‬قـال‪ :‬كـم هـو؟ فذكـرت لـه قـال‪ :‬كثيـرطيـب‪ ،‬قـال‪:‬‬ ‫يعنـي؛ الأمجـد‪ ،‬والأشـهر‪ ،‬والمسـتحق للمديـح‪ ،‬والأكثـر‬ ‫قل لها لاتنزع البرمة ولاالخبزمن التنور حتى آتي‪ ،،‬فقال‪:‬‬ ‫حمـدا(‪.)29‬‬ ‫‪ - 30‬الإمـام البخـاري‪ ،‬الجامـع الصحيـح‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب بـدء الخلـق‪ ،‬بـاب‬ ‫‪ .2‬المعجـزات الماديـة بيـن الرسـول عليـه الصـاة‬ ‫مـا جـاء فـي قولـه تعالـى‪« :‬وهـوالـذي يبـدأ الخلـق ثـم يعيـده‪ ،‬وهـوأهـون‬ ‫والسـام والأنبيـاء عليهـم السـام فـي الكتـب الدينية‪.‬‬ ‫ظهرت على يد الرسول صلى الله عليه وسلم معجزات‬ ‫عليه»[الـروم‪ ،]27:‬حديـث رقـم‪.3192:‬‬ ‫‪-‬الإمـام النـووي‪ ،‬صحيـح مسـلم بشـرح النـووي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب الفتـن‬ ‫كثيرة تناقلتها كتب الحديث الصحيحة‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫وأشـراط السـاعة‪ ،‬بـاب إخبـارالنبـي صلـى الله عليـه وسـلم فيمـا يكـون إلـى‬ ‫‪ - 23‬عبـد الأحـد داود‪ ،‬محمـد فـي الكتـاب المقـدس‪ ،‬ترجمـة فهمـي شـما‪،‬‬ ‫قيـام السـاعة‪ ،‬حديـث رقـم‪.2891:‬‬ ‫م‪.‬س‪ ،‬ص‪.211:‬‬ ‫‪ -31‬الإمـام البخـاري‪ ،‬الجامـع الصحيـح‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب الوضـوء‪ ،‬بـاب‬ ‫‪ -24‬العهد الجديد‪ ،‬رسالة كورنتوس الأولى‪ ،‬الإصحاح‪.2/12:‬‬ ‫الوضـوء مـن التـور‪ ،‬حديـث رقـم‪.199:‬‬ ‫‪ - 25‬العهد الجديد‪ ،‬رسالة كورنتوس الأولى‪ ،‬الإصحاح‪.6/19:‬‬ ‫‪ -‬الإمام النووي‪ ،‬صحيح مسـلم بشـرح النووي‪ ،‬كتاب الفضائل‪ ،‬باب في‬ ‫‪ -26‬العهد الجديد‪ ،‬رسالة رومة‪ ،‬الإصحاح‪.8/9:‬‬ ‫معجزات النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬حديث رقم‪.2279:‬‬ ‫‪ -27‬عبـد الأحـد داود‪ ،‬محمـد فـي الكتـاب المقـدس‪ ،‬ترجمـة فهمـي شـما‪،‬‬ ‫م‪.‬س‪ ،‬ص‪.215:‬‬ ‫‪ -28‬بسام عجك‪ ،‬الحوارالإسلامي المسيحي‪ ،‬ص‪.359:‬‬ ‫‪ -29‬أحمد عمران‪ ،‬القرآن والمسيحية في الميزان‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.411:‬‬ ‫‪28‬‬

‫الأرغفـة الخمسـة والسـمكتين‪ ،‬ورفـع عينيـه نحـوالسـماء‬ ‫قومـوا‪ ،‬فقـام المهاجـرون والأنصـارفلمـا دخـل علـى امرأتـه‬ ‫وبـارك وكسـرالأرغفـة وأعطـى تلاميـذه‪ ،‬والتلاميـذ أعطـوا‬ ‫قـال‪ :‬ويحـك جـاء النبـي صلـى الله عليـه وسـلم بالمهاجريـن‬ ‫الجموع‪ ،‬فأكلوا كلهم حتى شبعوا‪ ،‬ثم رفعوا لثنتي عشرة‬ ‫والأنصـار ومـن معهـم‪ ،‬قالـت‪ :‬هـل سـألك؟ قلـت‪ :‬نعـم‪،‬‬ ‫قفـة مملـوءة مـن الكسـرالتـي فضلـت‪ ،‬وكان الذيـن أكلـوا‬ ‫فقـال‪ :‬ادخلـوا ولاتضاغطـوا‪ ،‬فجعـل يكسـرالخبـزويجعـل‬ ‫عليـه اللحـم ويخمـرالبرمـة والتنـور إذا أخـذ منـه ويقـرب‬ ‫نحـوخمسـة آلاف رجـل مـا عـدا النسـاء والأولاد»(‪.)34‬‬ ‫إلـى أصحابـه ثـم ينـزع‪ ،‬فلـم يـزل يكسـرالخبـزويغـرف حتـى‬ ‫المبحــث الثــاني‪ :‬قضايــا تشريعيــة في‬ ‫شـبعوا وبقـي بقيـة»(‪.)32‬‬ ‫الحــوار الإســامي المســيحي‪.‬‬ ‫ومعجزة تكثيرالطعام ظهرت أيضا على يد العديد‬ ‫مـن الأنبيـاء حسـب مـا ورد فـي التـوراة والإنجيـل؛ جـاء فـي‬ ‫أبـرز الحـوار الإسـامي المسـيحي مجموعـة مـن‬ ‫سـفرالملوك الأول أن إيليا عليه السـام ظهرت على يديه‬ ‫القضايـا التشـريعية نذكـر منهـا؛ الجهـاد والجزيـة‪،‬‬ ‫معجـزة تكثيـرالدقيـق والزيـت فـي بيـت امـرأة أرملـة‪« :‬فقـال‬ ‫والطـاق‪ ،‬وتعـدد الزوجـات‪ ،‬وموضـوع الرقيـق‪ ،‬وحقـوق‬ ‫الـرب لإيليـا‪ :‬اذهـب إلـى صرفـة صيـدا وأقـم هنـاك‪ ،‬فأنـا‬ ‫أمـرت أرملـة أن تطعمـك‪ ،‬فذهـب إيليـا إلـى صرفـة‪ ،‬ولمـا‬ ‫المـرأة‪ ،‬والحـدود والعقوبـات الشـرعية فـي الإسـام‬ ‫وصـل إلـى مدخـل المدينـة رأى هنـاك أرملـة تجمـع حطبـا‪،‬‬ ‫فناداهـا وقـال لهـا‪ :‬هاتـي شـربة مـاء‪ ،‬وفيمـا هـي ذاهبـة‬ ‫أولا‪ :‬الجهاد‪.‬‬ ‫لتأتـي بهـا ناداهـا وقـال‪ :‬هاتـي كسـرة خبـز‪ ،‬فقالـت لـه‪ :‬حـي‬ ‫هـوالـرب إلهـك لا خبـزعنـدي‪ ،‬ولكـن عنـدي قبضـة مـن‬ ‫إذا كان الإسـام يقـرر مبدئيـا حريـة الاعتقـاد ولا‬ ‫الدقيـق فـي القصعـة وقليـل مـن الزيـت فـي الخابيـة‪ ،‬وهاأنـا‬ ‫ير�ضى لأتباعه أن يفرضوا عقيدتهم على غيرهم بالعنف‬ ‫أجمـع عوديـن مـن الحطـب لأعـد طعامـا لـي ولابنـي‪ ،‬فنأكلـه‬ ‫والإكـراه‪ ،‬فلمـاذا خـرج المسـلمون الأولـون مـن الجزيـرة‬ ‫ثم نموت من الجوع‪ ،‬فقال لها إيليا‪ :‬لاتخافي‪ ،‬اذهبي كما‬ ‫العربيـة التـي انتشـر فيهـا الإسـام زاحفيـن علـى مصـر‬ ‫قلـت لكـن اخبـزي أولا قرصـا صغيـرا وهاتيـه لـي‪ ،‬ومـا تبقـى‬ ‫والشـام وفـارس ومـا وراء هـذه الأقطـار؟ لمـاذا لـم يعيشـوا‬ ‫من العجين اخبزيه لك ولابنك‪ ،‬فالرب إله إسرائيل قال‪:‬‬ ‫بدينهـم فـي نطـاق أرضهـم‪ ،‬مكتفيـن بإرسـال الدعـاة مـن‬ ‫قصعـة الدقيـق عنـدك لاتفـرغ‪ ،‬وخابيـة الزيـت لاتنقـص‬ ‫حيـن لآخـرللفـت الأنظـارإلـى الرسـالة الجديـدة؟ وإذا وقـع‬ ‫إلـى أن يرسـل الـرب مطـرا‪ ،‬فذهبـت وعملـت كمـا قـال‬ ‫إيليـا وأكلـت هـي وهـووأهـل بيتهـا أيامـا‪ ،‬وقصعـة الدقيـق‬ ‫التسليم بأن الإسلام لا يخوض الحروب إلا ردا لعدوان‬ ‫مـا فرغـت‪ ،‬وخابيـة الزيـت مـا نقصـت كمـا قـال الـرب علـى‬ ‫أومنعـا لفتنـة‪ ،‬فهـل هـذه الجيـوش الـذي هدمـت‬ ‫الممالك المجاورة وأقامت فيها كانت تشن حرب دفـاع أم‬ ‫لسـان إيليـا»(‪.)33‬‬ ‫ومـن معجـزات المسـيح عليـه السـام فـي تكثيـر‬ ‫كانـت تهاجـم فعـا؟(‪.)35‬‬ ‫الطعام ما ورد في إنجيل متى من قوله‪« :‬فلما سمع يسوع‬ ‫لقـد ولـدت هـذه التسـاؤلات ونظائرهـا فـي أذهـان‬ ‫خـرج مـن هنالـك فـي قـارب إلـى مـكان مقفـريعتـزل فيـه‪،‬‬ ‫الكثيريـن‪ ،‬بقصـد أو عـن جهـل‪ ،‬تصـورات خاطئـة عـن‬ ‫وعـرف النـاس فتبعـوه مـن المـدن مشـيا علـى الأقـدام‪،‬‬ ‫الإسـام وصلـت فـي أغلـب الأحيـان إلـى حـد التهجـم عليـه‬ ‫فلمـا نـزل مـن القـارب رأى جموعـا كبيـرة فأشـفق عليهـم‬ ‫ونعته بأبشع الصفات‪ ،‬ومنها؛ كونه دينا عنيفا متعطشا‬ ‫وشـفى مرضاهـم‪ ،‬وفـي المسـاء دنـا منـه تلاميـذه وقالـوا‪:‬‬ ‫للدمـاء يريـد أن يفـرض نفسـه علـى النـاس بحـد السـيف‪،‬‬ ‫فـات الوقـت وهـذا المـكان مقفـرفقـل للنـاس أن ينصرفـوا‬ ‫وأن القـرآن يأمـرالمسـلمين بضـرب أعنـاق الكفـارأينمـا‬ ‫إلـى القـرى ليشـتروا لهـم طعامـا‪ ،‬فأجابهـم يسـوع‪ :‬لا داعـي‬ ‫لانصرافهم أعطوهم أنتم ما يأكلون‪ ،‬فقالوا له‪ :‬ما عندنا‬ ‫لقوهـم‪ ،‬بـل وقتـل أهـل الكتـاب إن رفضـوا الإسـام‪.‬‬ ‫هنـا غيـرخمسـة أرغفـة وسـمكتين‪ ،‬فقـال يسـوع‪ :‬هاتـوا مـا‬ ‫وأذكـر‪ ،‬قبـل الإجابـة عـن مختلـف الإشـكالات‬ ‫عندكـم‪ ،‬ثـم أمـرالجمـوع أن يقعـدوا علـى العشـب‪ ،‬وأخـذ‬ ‫التـي تطـرح بشـأن الجهـاد فـي الإسـام‪ ،‬بمسـألة جـد‬ ‫هامـة‪ ،‬وهـي أن الجهـاد ليـس بدعـة إسـامية اختـص بهـا‬ ‫‪ -32‬الإمام البخاري‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتاب المغازي‪ ،‬باب غزوة‬ ‫الديـن الإسـامي دون غيـره مـن الأديـان‪ .‬والشـاهد علـى‬ ‫الخندق؛ وهي الأحزاب‪ ،‬حديث رقم‪.4101:‬‬ ‫‪ -34‬العهد الجديد‪ ،‬إنجيل متى‪ ،‬الإصحاح‪.14/13-21:‬‬ ‫‪ -33‬العهد القديم‪ ،‬سفرالملوك الأول‪ ،‬الإصحاح‪.17/8-16:‬‬ ‫‪ -35‬محمد الغزالي‪ ،‬التعصب والتسـامح بين المسـيحية والإسـام‪ ،‬م‪.‬س‪،‬‬ ‫ص‪.88-89:‬‬ ‫‪29‬‬

‫أنهـم ممنوعـون مـن إكـراه النـاس علـى هـذا الديـن‪ ،‬فحريـة‬ ‫هـذا الـكلام قـول الله عـزوجـل‪ « :‬ولـولا دفـاع الله النـاس‬ ‫الاعتقـاد‪ ،‬كمـا يقـول المرحـوم سـيد قطـب‪ ،‬هـي أول‬ ‫بعضهـم ببعـض لهدمـت صوامـع وبيـع وصلوات ومسـاجد‬ ‫حقـوق الإنسـان التـي يثبـت بهـا وصـف «إنسـان»‪ ،‬وبالتالـي‬ ‫فـإن الـذي يسـلب الإنسـان حريـة الاعتقـاد إنمـا يسـلبه‬ ‫يذكـر فيهـا اسـم الله كثيـرا»(‪.)36‬‬ ‫إنسـانيته ابتـداء(‪.)41‬‬ ‫وقـد تبيـن سـلفا أن فـي هـذه الآيـة إشـارة واضحـة إلـى‬ ‫لكـن الإسـام لـم يقـف عنـد حـد الدعـوة إلـى حريـة‬ ‫أنـه لـولا مـا شـرعه الله مـن الجهـاد وقتـل الأعـداء لاسـتولى‬ ‫الاعتقـاد‪ ،‬بـل سـعى إلـى تحصيـل الجـوالآمـن الـذي يتيـح‬ ‫أهـل الشـرك علـى أهـل الأديـان جميعـا(‪ ،)37‬ومـن استبشـع‬ ‫للإنسـان الحريـة الكاملـة لاختيـارالعقيـدة التـي يرتضيهـا‬ ‫مـن النصـارى واليهـود الجهـاد فهـو مناقـض لدينـه(‪،)38‬‬ ‫بعيدا عن كل قسرأوإكراه‪ ،‬ذلك لأن الاعتقاد الصحيح‬ ‫ففـي كل ملـة أذن الله عـزوجـل بكـف أذى المشـركين بمـا‬ ‫هـو ثمـرة الإرادة الحـرة‪ ،‬فـالإرادة التـي اسـتعبدتها قـوة‬ ‫شـرع مـن الجهـاد والقتـال‪ ،‬ولـولا ذلـك لهدمـت مواضـع‬ ‫قاهـرة‪ ،‬وأكرهتهـا بالعنـف علـى الدخـول فـي ديـن مـا‪ ،‬لا‬ ‫العبادات‪ ،‬فلاتترك للنصارى بيع‪ ،‬ولالرهبانهم صوامع‪،‬‬ ‫تعتبـرمتدينـة موضوعـا وحقيقـة وإن خضعـت شـكلا(‪.)42‬‬ ‫ولالليهـود صلـوات‪ ،‬ولاللمسـلمين مسـاجد‪ ،‬ولتغلـب أهـل‬ ‫إذا فالإسـام جاهـد ابتـداء لتحقيـق حريـة‬ ‫العقيـدة‪ ،‬وليدفـع عـن المؤمنيـن الأذى والفتنـة التـي‬ ‫الكفـرعلـى أهـل الأديـان‪.‬‬ ‫كانـوا يسـامونها بسـبب العقيـدة التـي اختاروهـا‪ ،‬واعتبـر‬ ‫فهـذه البقـاع بالرغـم مـن قداسـتها وتخصيصهـا‬ ‫الإسلام أن الاعتداء على العقيدة والإيذاء بسببها وفتنة‬ ‫لعبـادة الله تعالـى مهـددة ومعرضـة للهـدم‪ ،‬ولا يشـفع لهـا‬ ‫أهلهـا عنهـا أشـد مـن الاعتـداء علـى الحيـاة‪ ،‬وقـرر هـذا‬ ‫فـي نظـرأهـل الباطـل أن اسـم الله يذكـرفيهـا‪ ،‬ولا يحميهـا‬ ‫المبـدأ العظيـم فـي قـول الله عـزوجـل‪« :‬والفتنـة أشـد مـن‬ ‫إلا دفـع حمـاة العقيـدة لأعدائهـا الذيـن ينتهكـون حرمتهـا‬ ‫القتـل»(‪ ،)43‬فـإذا كان المؤمـن مأذونـا فـي القتـال دفاعـا عـن‬ ‫ويعتـدون علـى أهلهـا‪ ،‬فالباطـل متبجـح لا يكـف ولا‬ ‫حياتـه ومالـه‪ ،‬فهـومـن بـاب أولـى مـأذون فـي القتـال ليدافـع‬ ‫يقـف عـن العـدوان إلا أن يدفـع بمثـل القـوة التـي يصـول‬ ‫بهـا ويجـول‪ ،‬ولا يكفـي الحـق أنـه الحـق ليقـف عـدوان‬ ‫عـن عقيدتـه ودينـه(‪.)44‬‬ ‫الباطـل عليـه‪ ،‬بـل لابـد مـن قـوة تحميـه وتدافـع عنـه‪ ،‬وهـي‬ ‫ثـم إن الإسـام دعـا إلـى الجهـاد سـعيا إلـى توفيـرالجـو‬ ‫الآمـن لتبليـغ دعوتـه إلـى العالميـن‪ ،‬فقـد جـاء الإسـام‬ ‫قاعدةكليـة لا تتبـدل(‪.)39‬‬ ‫بالخيـرليهديـه إلـى البشـرية جمعـاء‪ ،‬وليبلغـه إلـى أسـماعها‬ ‫الجهـاد إذا شـعيرة لازمـة فـي كل ديـن‪ ،‬وبهـا يمكـن‬ ‫وقلوبهـا‪ ،‬فمـن شـاء بعـد البيـان والتبليـغ فليؤمـن ومـن‬ ‫تسـويغ بعـض مـن تلـك النصـوص التـي سـبق إيرادهـا مـن‬ ‫شـاء فليكفـر‪ ،‬مصداقـا لقولـه عـزوجـل‪« :‬وقـل الحـق مـن‬ ‫قبـل فـي الكتـب المقدسـة عنـد اليهـود والنصـارى والداعيـة‬ ‫إلـى اسـتعمال القـوة وإلـى القتـال‪ ،‬وليـس يعنـي ذلـك‬ ‫ربكـم فمـن شـاء فليؤمـن ومـن شـاء فليكفـر»(‪.)45‬‬ ‫بحـال الانحـدارمـن مقـام اسـتعمال القـوة لنصـرة الحـق‬ ‫ولكي تنفذ كلمة الإسلام إلى الجميع‪ ،‬ويتمكن الكل‬ ‫إلـى مهـاوي العنـف والاسـتئصال العنصـري التـي ابتلـي‬ ‫مـن سـماعها مـن غيـرإرهـاب أوصـد أوتشـويش كان لزامـا‬ ‫بهـا اليهـود والنصـارى لمـا حـادوا عـن مقتضيـات الوحـي‬ ‫علـى حاملـي لـواء الدعـوة الإسـامية مجابهـة ومدافعـة كل‬ ‫الحـق‪ ،‬ولذلـك يلـزم الحديـث لاحقـا عـن ضوابـط الجهـاد‬ ‫القوى التي تصد عن دين الله وتحول دون سماع الناس‬ ‫وأخلاقياتـه فـي الإسـام بعـد بيـان دواعيـه والحكمـة مـن‬ ‫لكلمـة الحـق‪ ،‬فكمـا أنـه لاإكـراه فـي الديـن‪ ،‬فكذلـك ينبغي‬ ‫تشـريعه‪.‬‬ ‫أن لايكـون إكـراه علـى تـرك هـذا الدين(‪.)46‬‬ ‫إن الإسـام‪ ،‬باعتبـاره الرسـالة الربانيـة الخاتمـة‬ ‫التـي تمثـل الصـورة النهائيـة للحـق الإلهـي(‪ ،)40‬ظـل ينـادي‬ ‫‪ - 41‬سيد قطب‪ ،‬في ظلال القرآن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬مج‪ ،1:‬ص‪.291:‬‬ ‫بـأن لا إكـراه فـي الديـن‪ ،‬ويبيـن لأصحابـه قبـل سـواهم‬ ‫‪ - 42‬محمد الغزالي‪ ،‬التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام‪ ،‬م‪.‬س‪،‬‬ ‫‪ -36‬سورة الحج‪ ،‬الآية‪.40:‬‬ ‫ص‪.89:‬‬ ‫‪ - 37‬محمـد علـي الصابونـي‪ ،‬صفـوة التفاسـير‪ ،‬دار الكتـب العلميـة‪،‬‬ ‫‪ - 43‬سورة البقرة‪ ،‬الآية‪.217:‬‬ ‫‪ - 44‬عبد العظيم إبراهيم المطعني‪ ،‬مبادئ التعايش السلمي في الإسلام‬ ‫بيـروت‪ ،‬ط‪1،1420:‬هـ ‪1999/‬م‪ ،‬ج‪ ،2:‬ص‪.707:‬‬ ‫منهجا وسيرة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.57:‬‬ ‫‪ - 38‬الإمـام القرطبـي‪ ،‬الجامـع لأحـكام القـرآن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬مـج‪ ،6:‬ج‪،12:‬‬ ‫‪ -45‬سورة الكهف‪ ،‬الآية‪29:‬‬ ‫‪ - 46‬مو�سـى إبراهيـم الإبراهيـم‪ ،‬حـوارالحضـارات وطبيعـة الصـراع بيـن‬ ‫ص‪.7 0 :‬‬ ‫‪ -39‬سيد قطب‪ ،‬في ظلال القرآن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬مج‪ ،4:‬ص‪.2425:‬‬ ‫‪ - 40‬مو�سـى إبراهيـم الإبراهيـم‪ ،‬حـوارالحضـارات وطبيعـة الصـراع بيـن‬ ‫الحـق والباطـل‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.339:‬‬ ‫‪30‬‬

‫إلـى يـوم الديـن‪ ،‬لكـن الوثائـق التاريخيـة تنقـل إلـى الأجيـال‬ ‫لذلك ينبغي أن تزول العقبات من طريق إبلاغ هذا‬ ‫اللاحقـة المآ�سـي والفواجـع التـي عاشـتها الإنسـانية قبيـل‬ ‫الخيـرللنـاس كافـة‪ ،‬كمـا جـاء مـن عنـد الله للنـاس كافـة‪،‬‬ ‫بـزوغ نـور الإسـام‪ ،‬وقـد جاهـد المسـلمون بتوجيـه مـن‬ ‫وأن تـزول الحواجـزالتـي تمنـع النـاس أن يسـمعوا وأن‬ ‫دينهـم الإسـامي لأجـل نصـرة المسـتضعفين فـي الأرض‬ ‫يقتنعـوا وأن ينضمـوا إلـى موكـب الهـدى إذا أرادوا‪ ،‬وذلـك‬ ‫لأن الطاعـة الانفراديـة قـد تصعـب بـل وتمتنـع فـي حـال‬ ‫وحمايتهـم(‪.)50‬‬ ‫وجـود حواجـزوعراقيـل(‪ .)47‬ولعـل نقطـة البـدء فـي المسـيرة‬ ‫وفـي هـذا يقـول الله تعالـى‪« :‬ومـا لكـم لا تقاتلـون فـي‬ ‫الجهاديـة الإسـامية هـي إتاحـة الحريـة للنـاس جميعـا‬ ‫سـبيل الله والمسـتضعفين مـن الرجـال والنسـاء والولـدان‬ ‫ليدينـوا بمـا يشـاؤون دون إكـراه سـلطة قاهـرة توجههـم‬ ‫الذيـن يقولـون ربنـا أخرجنـا مـن هـذه القريـة الظالـم‬ ‫أهلهـا‪ ،‬واجعـل لنـا مـن لدنـك وليـا واجعـل لنـا مـن لدنـك‬ ‫وتفتنهـم‪.‬‬ ‫كمـا أن الجهـاد شـرع أيضـا لإزالـة الظلـم والعـدوان‬ ‫نصيـرا»(‪.)51‬‬ ‫من الأرض وإحلال الحق والعدل‪ ،‬وفي هذا يقول الله عز‬ ‫ففي هذه الآية الكريمة نجد إشارة ضمنية إلى سمو‬ ‫وجل‪« :‬فقاتل في سبيل الله‪ ،‬لاتكلف إلانفسك‪ ،‬وحرض‬ ‫المقصـد مـن الجهـاد وشـرف غايتـه ونبـل هدفـه‪ ،‬فمشـهد‬ ‫المؤمنيـن‪ ،‬ع�سـى الله أن يكـف بـأس الذيـن كفـروا‪ ،‬والله‬ ‫المرأة الكسيرة والولد الضعيف مشهد مؤثرمثير‪ ،‬لايقل‬ ‫عنـه تأثيـرا مشـهد الشـيوخ الذيـن لا يملكـون أن يدفعـوا‪،‬‬ ‫أشـد بأسـا وأشـد تنكيـا»(‪.)48‬‬ ‫خاصـة حيـن يكـون الدفـع عـن العقيـدة والديـن‪ ،‬لذلـك‬ ‫إن الإسلام‪ ،‬وهويحمل منهجا راشدا للحياة ليبنيها‪،‬‬ ‫أوجب الإسـام أن يقاتل المسـلمون لأجل اسـتنقاذ هؤلاء‬ ‫ويعمرهـا وفـق هـدي الله وعلـى أسـس الحـق والعـدل‪ ،‬مـا‬ ‫كانـت لتخلـولـه السـاحة طوعـا مـن القـوى الطاغيـة فـي‬ ‫المسـتضعفين(‪.)52‬‬ ‫الأرض التـي تعيـش علـى الظلـم والاسـتعباد للإنسـان(‪.)49‬‬ ‫وجـاءت الدعـوة إلـى الجهـاد فـي الآيـة بأسـاليب‬ ‫فيعتبـرمـن هـذا البـاب مطلبـا شـرعيا فـي الإسـام السـعى‬ ‫التعجـب والاسـتفهام والاسـتغراب والاسـتنكار‪ ،‬ومـن‬ ‫لإرسـاء دعائـم نظـام ربانـي أخلاقـي نظيـف يكفـل الحريـة‬ ‫شـأن ذلـك استجاشـة المشـاعر وتحريـك العواطـف‬ ‫للجميـع‪ ،‬حتـى لمـن لايعتنـق عقيدتـه‪ ،‬وتصـان فيـه حقوق‬ ‫وبعـث الحمـاس فـي النفـوس الأبيـة لكـي تهـب لنصـرة‬ ‫كل مواطـن أيـا كانـت عقيدتـه‪ ،‬وبدهـي‬ ‫ا لمسـتضعفين ( ‪.)53‬‬ ‫والجديـربالإشـارة أن الإسـام لا يعـرف قتـالا إلا فـي‬ ‫أن يكـون ذلـك علـى حسـاب تحطيـم النظـم الباغيـة‬ ‫سـبيل الله‪ ،‬فالمسـلمون لـم يحاربـوا لتحصيـل غنائـم‪،‬‬ ‫المسـتعبدة للبشـروالظالمـة لهـم‪.‬‬ ‫ولا طمعـا فـي السـيادة علـى الشـعوب‪ ،‬ولا بحثـا عـن المجـد‬ ‫الشـخ�صي أو القومـي‪ ،‬أو لأجـل الاسـتيلاء علـى الأرض‬ ‫وعلـى مـن ينكـرذلـك مـن تاريـخ الإسـام أن يواجـه‬ ‫أواسـتعباد السـكان‪ ،‬ولا جريـا وراء مجـد لدولـة أوأمـة‬ ‫قبـل ذلـك واقـع العالـم اليـوم الـذي انضـوى تحـت مظلـة‬ ‫علـى حسـاب أمـم ودول أخـرى‪ ،‬إنمـا نـدب الإسـام وشـرع‬ ‫الأمـم المتحـدة وقواتهـا يحـارب الأمـة الإسـامية بدعـوى‬ ‫القتـال فـي سـبيل الله لإعـاء كلمـة الله فـي الأرض ولتمكيـن‬ ‫محاربـة الإرهـاب وإحـال السـام والحريـة فـي العالـم‪.‬‬ ‫منهجـه فـي الحيـاة(‪.)54‬‬ ‫إن المغرضيـن مـن أعـداء الإسـام الذيـن يرمونـه‬ ‫ويؤكـد الرسـول الأكـرم صلـى الله عليـه وسـلم هـذا‬ ‫بالعنـف وسـفك الدمـاء وكونـه فـرض بحـد السـيف‪،‬‬ ‫المعنـى الأصيـل‪ ،‬وهـذه الغايـة السـامية بقولـه عليـه‬ ‫ينسـون طبيعـة الأنظمـة التـي كانـت حينهـا قائمـة علـى‬ ‫الصـاة والسـام‪« :‬مـن قاتـل لتكـون كلمـة الله هـي العليـا‬ ‫رؤوس العباد‪ ،‬فلوأن الإسلام استخدم قوته العسكرية‬ ‫ضـد حكومـات وأنظمـة تعتمـد فـي سياسـتها علـى تأميـن‬ ‫فهـو فـي سـبيل الله»(‪.)55‬‬ ‫حقـوق الأفـراد‪ ،‬وإطـاق حريتهـم الدينيـة‪ ،‬لـكان قـد‬ ‫ارتكـب جريمـة مـن أقبـح الجرائـم‪ ،‬ولجـازأن يؤاخـذ بهـا‬ ‫‪ -50‬محمد الغزالي‪ ،‬التعصب والتسـامح بين المسـيحية والإسـام‪ ،‬م‪.‬س‪،‬‬ ‫ص‪.90:‬‬ ‫الحـق والباطـل‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.339:‬‬ ‫‪ -47‬أبـوالحسـن علـي النـدوي‪ ،‬مـاذا خسـرالعالـم بانحطـاط المسـلمين؟‪،‬‬ ‫‪ - 51‬سورة النساء‪ ،‬الآية‪.75:‬‬ ‫‪ - 52‬سيد قطب‪ ،‬في ظلال القرآن‪ ،‬مج‪ ،2:‬ص‪.708:‬‬ ‫م‪.‬س‪ ،‬ص‪.144:‬‬ ‫‪ -53‬مو�سـى إبراهيـم الإبراهيـم‪ ،‬حـوارالحضـارات وطبيعـة الصـراع بيـن‬ ‫‪ -48‬سورة النساء‪ ،‬الآية‪.84:‬‬ ‫‪ - 49‬مو�سـى إبراهيـم الإبراهيـم‪ ،‬حـوارالحضـارات وطبيعـة الصـراع بيـن‬ ‫الحـق والباطـل‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.341:‬‬ ‫الحـق والباطـل‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.340:‬‬ ‫‪ -54‬سيد قطب‪ ،‬في ظلال القرآن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬مج‪ ،2:‬ص‪.709:‬‬ ‫‪ -55‬الإمـام البخـاري‪ ،‬صحيـح البخـاري‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب الجهـاد والسـير‪،‬‬ ‫بـاب مـن قاتـل لتكـون كلمـة الله هـي العليـا‪ ،‬رقـم الحديـث‪ ،2810:‬مـج‪،2:‬‬ ‫‪31‬‬

‫الصـف‪ ،‬وليزيلـوا هـذا الخـروج علـى الأصـل والقاعـدة‪،‬‬ ‫وللجهاد في الإسلام داع آخرهوالقتال للإصلاح بين‬ ‫وهـو إجـراء صـارم وحـازم كذلـك»(‪.)60‬‬ ‫النـاس‪ ،‬ويؤصـل لهـذا قـول الله تعالـى‪« :‬وإن طائفتـان مـن‬ ‫المؤمنيـن اقتتلـوا فأصلحـوا بينهمـا‪ ،‬فـإن بغـت إحداهمـا‬ ‫صحيـح أن اللجـوء إلـى القتـال فـي رأب التصـدع‬ ‫علـى الأخـرى فقاتلـوا التـي تبغـي حتـى تفـيء إلـى أمـرالله»(‪.)56‬‬ ‫داخـل الجماعـة المسـلمة إجـراء قـاس وشـديد كمـا قـد‬ ‫قـال القا�ضـي أبـوبكـربـن العربـي‪« :‬هـذه الآيـة أصـل‬ ‫يتوهمـه البعـض‪ ،‬لكـن‪ ،‬وكمـا يقـول ابـن جريـررحمـه الله‬ ‫فـي قتـال المسـلمين‪ ،‬والعمـدة فـي حـرب المتأوليـن‪ ،‬وعليهـا‬ ‫تعالـى‪« :‬لـوكان الواجـب فـي كل اختـاف يكـون بيـن فريقيـن‬ ‫عـول الصحابـة‪ ،‬وإليهـا لجـأ الأعيـان مـن أهـل الملـة»(‪،)57‬‬ ‫مـن المسـلمين الهـرب ولـزوم المنـازل لمـا أقيـم حـق ولاأبطـل‬ ‫وذكـرالإمـام القرطبـي أن فـي هـذه الآيـة دليـل علـى وجـوب‬ ‫باطـل‪ ،‬ولوجـد أهـل النفـاق والفجـور سـببا إلـى اسـتحلال‬ ‫قتـال الفئـة الباغيـة المعلـوم بغيهـا علـى الإمـام أوعلـى أحـد‬ ‫كل ما حرم الله عليهم من أموال المسـلمين وسـبي نسـائهم‬ ‫مـن المسـلمين(‪ ،)58‬وقـال الإمـام الشـوكاني فـي تفسـيره‪« :‬إذا‬ ‫تقاتـل فريقـان مـن المسـلمين‪ ،‬فعلـى المسـلمين أن يسـعوا‬ ‫وسـفك دمائهـم بـأن يتحزبـوا عليهـم»(‪.)61‬‬ ‫بالصلـح بينهـم ويدعوهـم إلـى حكـم الله‪ ،‬فـإن حصـل‬ ‫ولسـت بصـدد التفصيـل فـي هـذا المقـام‪ ،‬وحسـبي‬ ‫بعـد ذلـك التعـدي مـن إحـدى الطائفتيـن علـى الأخـرى‪،‬‬ ‫أننـي حاولـت الإلمـاح إلـى أهـم دواعـي الجهـاد فـي ديـن‬ ‫ولـم تقبـل الصلـح ولا دخلـت فيـه‪ ،‬كان علـى المسـلمين‬ ‫الإسـام‪ ،‬ليتبيـن للمعتـرض أن هـذه الشـعيرة العظيمـة‬ ‫أن يقاتلـوا هـذه الطائفـة الباغيـة حتـى ترجـع إلـى أمـرالله‬ ‫تتوخـى تحقيـق أهـداف سـامية وغايـات نبيلـة تصـب كلهـا‬ ‫وحكمـه»(‪.)59‬‬ ‫فـي مضمـارجلـب المصلحـة والنفـع للبشـرية جمعـاء‪.‬‬ ‫ويؤكـد المرحـوم سـيد قطـب علـى وجـوب الجهـاد‬ ‫ولكي يتوصل إلى تحقيق الأدوارالمرجوة من فريضة‬ ‫لأجـل الإصـاح بيـن الأطـراف المتخاصمـة داخـل المجتمـع‬ ‫الجهـاد‪ ،‬لابـد أن تكـون هـذه الأخيـرة منضبطـة بضوابـط‬ ‫الإسـامي بعـد اسـتنفاذ جميـع طـرق الصلـح والسـلم‪،‬‬ ‫الشرع متوشحة بأخلاق راقية تظهربحق عظمة الإسلام‬ ‫فيقـول‪« :‬وهـذه قاعـدة تشـريعية عمليـة لصيانـة‬ ‫المجتمـع المؤمـن مـن الخصـام والتفـكك‪ ،‬تحـت النـزوات‬ ‫وقـت الحـروب كمـا هـوعظيـم وقت السـلم‪.‬‬ ‫والاندفاعات [‪ ،]...‬ثم لإقرارالحق والعدل والصلاح[‪،]...‬‬ ‫ومما يترتب على هذه [القاعدة] أن يكون الحب والسـام‬ ‫وأجمـل أهـم أخلاقيـات القتـال وضوابطـه فـي‬ ‫والتعـاون والوحـدة هـي الأصـل فـي الجماعـة المسـلمة‪ ،‬وأن‬ ‫الإسـام فيمـا يلـي(‪:)62‬‬ ‫يكـون الخـاف أوالقتـال هـوالاسـتثناء الـذي يجـب أن يـرد‬ ‫إلـى الأصـل فـور وقوعـه‪ ،‬وأن يسـتباح فـي سـبيل تقريـره‬ ‫‪ .1‬الوفاء بالعهود والمواثيق‪.‬‬ ‫قتـال المؤمنيـن الآخريـن للبغـاة مـن إخوانهـم ليردوهـم إلـى‬ ‫كثيـرا مـا تحتـاج سـاحات القتـال إلـى وقفـات‬ ‫وحـوارات ومعاهـدات لهـا ظروفهـا وحيثياتهـا‪ ،‬والمسـلم‬ ‫ص‪.280:‬‬ ‫يعتبـرالوفـاء خلقـا مـن أنبـل الأخـاق‪ ،‬وقيمـة حضاريـة‬ ‫‪ -‬الإمـام مسـلم‪ ،‬صحيـح مسـلم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب الإمـارة‪ ،‬بـاب مـن قاتـل‬ ‫مـن أهـم القيـم‪ ،‬ولافـرق فـي ذلـك أن يكـون هـذا الوفـاء مـع‬ ‫لتكـون كلمـة الله هـي العليـا فهـو فـي سـبيل الله‪ ،‬رقـم الحديـث‪،1904:‬‬ ‫مسـلم أومـع غيـره‪ ،‬فـإذا أعطـى المسـلم عهـده صـاردينـا‬ ‫وعهـدا مـع الله تعالـى لا مجـال للإخـال بـه‪ ،‬ولذلـك قـرر‬ ‫ص‪.5 4 5 :‬‬ ‫فقهاء الشريعة الإسلامية أن المسلم إذا دخل أرض عدو‬ ‫‪ -‬الترمذي‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتاب فضائل الجهاد‪ ،‬باب ما جاء‬ ‫وأعطاهـم الأمـان‪ ،‬وجـب عليـه احتـرام هـذا الأمـان ولـم‬ ‫تجـزلـه خيانتهـم بحـال‪ ،‬مصداقـا لقـول الرسـول صلـى الله‬ ‫فيمن يقاتل رياء وللدنيا‪ ،‬رقم الحديث‪ ،1646 :‬ص‪.418:‬‬ ‫‪ -‬النسـائي‪ ،‬سـنن النسـائي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب الجهـاد‪ ،‬بـاب مـن قاتـل لتكـون‬ ‫عليـه وسـلم‪« :‬المسـلمون عنـد شـروطهم»(‪.)63‬‬ ‫كلمـة الله هـي العليـا‪ ،‬رقـم الحديـث‪ ،3133:‬ص‪.509:‬‬ ‫‪ - 60‬سيد قطب‪ ،‬في ظلال القرآن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬مج‪ ،6:‬ص‪.3343:‬‬ ‫‪ -‬ابن ماجة‪ ،‬سنن ابن ماجة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب النية في القتال‪،‬‬ ‫‪ - 61‬الإمام الشوكاني‪ ،‬فتح القدير‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ج‪ ،2:‬ص‪.698:‬‬ ‫‪ - 62‬عبد العظيم إبراهيم المطعني‪ ،‬مبادئ التعايش السلمي في الإسلام‬ ‫رقم الحديث‪ ،2783:‬ص‪.452:‬‬ ‫‪ -‬أبـوداود‪ ،‬سـنن أبـي داود‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب الجهـاد‪ ،‬بـاب مـن قاتـل لتكـون‬ ‫منهجا وسيرة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.61:‬‬ ‫‪ - 6 3‬الإمـام الترمـذي‪ ،‬الجامـع الصحيـح‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب الأحـكام‪ ،‬بـاب‬ ‫كلمـة الله هـي العليـا‪ ،‬رقـم الحديـث‪ ،1517:‬ج‪ ،2:‬ص‪.351:‬‬ ‫ما ذكرعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلح بين الناس‪،‬‬ ‫‪ -56‬سورة الحجرات‪ ،‬الآية‪.9:‬‬ ‫حديـث رقـم‪ ،1352:‬ص‪.347:‬‬ ‫‪ -57‬أبوبكربن العربي‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬مج‪ ،4:‬ص‪.149:‬‬ ‫‪ -‬أبـو داود‪ ،‬السـنن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب الأقضيـة‪ ،‬بـاب فـي الصلـح‪ ،‬حديـث‬ ‫‪ - 58‬الإمـام القرطبـي‪ ،‬الجامـع لأحـكام القـرآن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬مـج‪ ،8:‬ج‪،16:‬‬ ‫رقـم‪ ،3594:‬ج‪ ،3:‬ص‪.295:‬‬ ‫ص‪.317 :‬‬ ‫‪ - 59‬الإمـام الشـوكاني‪ ،‬فتـح القديـر‪ ،‬دارالكتـب العلميـة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ج‪،2:‬‬ ‫ص‪.698:‬‬ ‫‪32‬‬

‫ويظهـرمـن جميـع هـذه الروايـات وغيرهـا أن المسـألة‬ ‫‪ .2‬الاستئذان في القتال‪.‬‬ ‫مرتبطـة بمـدى المشـاركة فـي القتـال‪ ،‬فلـوأن هـؤلاء الذيـن‬ ‫إن القتـال فـي الإسـام يـروم تحقيـق مصلحـة الأمـة‬ ‫نهـي عـن قتلهـم شـاركوا فـي القتـال ضـد المسـلمين لوجـب‬ ‫جميعهـا‪ ،‬ورغـم ذلـك فـإن المقاتـل المسـلم لابـد لـه مـن‬ ‫قتلهـم‪ ،‬وعلـى هـذا يحمـل مـا ورد مـن الأحاديـث المصرحـة‬ ‫موازنـة أخلاقيـة بيـن القيـم الخاصـة والقيـم العامـة‪،‬‬ ‫بقتل شيوخ المشركين‪ ،‬ومنها مثلاقول الرسول صلى الله‬ ‫ومـن هنـا كان مـن شـروط المشـاركة فـي الجهـاد اسـتئذان‬ ‫عليه وسـلم‪« :‬اقتلوا شـيوخ المشـركين»(‪ .)69‬وذكرأيضا أن‬ ‫أصحـاب الحقـوق الخاصـة ذات الأولويـة إذا كان فـرض‬ ‫المـراد بالشـيوخ فـي الحديـث أهـل الجلـد والقـوة القادريـن‬ ‫كفايـة(‪ ،)64‬ومـن أمثلـة أصحـاب الحقـوق الوالـدان وأهـل‬ ‫الدين؛ أما الوالدان فيجب استئذانهما‪ ،‬خاصة إذا كان‬ ‫علـى القتـال لا الشـيوخ الهرمـى العاجزيـن عـن ذلـك(‪.)70‬‬ ‫الخـروج إلـى القتـال تطوعـا‪ ،‬لأن بـرالوالديـن وطاعتهمـا‬ ‫فـرض عيـن‪ ،‬والجهـاد فـي هـذه الحالـة فـرض كفايـة‪ ،‬وأمـا‬ ‫‪ .4‬تجنب التمثيل بالقتلى‪.‬‬ ‫اسـتئذان أصحـاب الديـن فقـد جـاء بشـأنه قـول الإمـام‬ ‫إن هـدي الإسـام فـي هـذا الشـأن يصـدر عـن‬ ‫الشافعي رحمه الله‪« :‬لايجاهد إلاباستئذان أهل الدين‬ ‫الرحمـة والسـماحة التـي هـي السـمة العامـة لهـذا الديـن‬ ‫ولـوكان كافـرا‪ ،‬وذلـك لأن حقـوق الله أوسـع مـن حقـوق‬ ‫بمـن أطاعـه وبمـن عصـاه‪ ،‬لهـذا ورد النهـي فـي الإسـام‬ ‫عن المثلة في القتل(‪ ،)71‬فعن عقبة بن عامرأنه قدم على‬ ‫العبـاد»(‪.)65‬‬ ‫أبـي بكـرالصديـق بـرأس أحـد الأعـداء‪ ،‬فأنكـرعليـه ذلـك‪،‬‬ ‫ويبقـى الملحـظ الأهـم الـذي يمكـن تسـجيله‬ ‫فقال يا خليفة رسول الله فإنهم يفعلون ذلك بنا‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫بخصـوص هـذا الضابـط فـي الجهـاد حـرص الإسـام علـى‬ ‫فاسـتنان بفـارس والـروم؟ لا يحمـل إلـى رأس فإنمـا يكفـي‬ ‫النظـم الاجتماعيـة وعلـى القيـم الأخلاقيـة حتـى فـي حالات‬ ‫الكتـاب والخبـر(‪.)72‬‬ ‫الحـرب بلـه حالـة السـلم‪.‬‬ ‫وهـذا هـوشـأن المسـلم الـذي يحمـل الخيـرلجميـع‬ ‫‪ .3‬تجنب الضعفاء من الأعداء وعدم قتالهم‪.‬‬ ‫الخلـق‪ ،‬فهـولا يلجـأ إلـى الحـرب والقتـال إلا إذا كان وراء‬ ‫مـن أخـاق القتـال فـي الإسـام عـدم التعـرض‬ ‫ذلـك داع مـن الدواعـي الموجبـة لـه وفـق مـا ذكـر‪ ،‬حينهـا‬ ‫للضعفة من الرجال الكبارفي السن أوالنساء أوالأطفال‬ ‫يكـون مـن مقت�ضـى العقـل والصـواب والحكمـة حمـل‬ ‫أوالعباد والزهاد المنقطعين للعبادة‪ ،‬وفي هذا المعنى ورد‬ ‫السـاح والجهـاد مـع مراعـاة ضوابـط الشـرع وأخلاقياتـه‪.‬‬ ‫قـول الرسـول صلـى الله عليـه وسـلم‪« :‬لا تقتلـوا شـيخا‬ ‫وقـد كان أهالـي الأماكـن التـي يفتحهـا المسـلمون‬ ‫يرحبـون بهـم أيمـا ترحيـب‪ ،‬وكانـوا يحسـون أنهـم ليسـوا‬ ‫فانيـا ولا طفـا ولا صغيـرا ولا امـرأة»(‪.)66‬‬ ‫وفي وصية أبي بكر‪ ،‬ر�ضي الله عنه‪ ،‬إلى يزيد بن أبي‬ ‫النسـاء فـي الحـرب‪ ،‬حديـث رقـم‪ ،3015:‬مـج‪ ،2:‬ص‪.345:‬‬ ‫سفيان عندما وجهه إلى الشام قال له‪« :‬لاتقتلن امرأة ولا‬ ‫‪ -‬النـووي‪ ،‬صحيـح مسـلم بشـرح النـووي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب الجهـاد والسـير‪،‬‬ ‫صبيا ولاكبيرا هرما‪ ،‬ولاتقطعن شجرا مثمرا‪ ،‬ولاتخربن‬ ‫بـاب تحريـم قتـل النسـاء والصبيـان فـي الحـرب‪ ،‬حديـث رقـم‪،1744:‬‬ ‫عامـرا‪ ،‬ولا تعقـرن شـاة ولا بعيـرا إلا لمأكلـة‪ ،‬ولا تحرقـن‬ ‫نخـا‪ .)67(»...‬وروي أن امـرأة وجـدت فـي بعـض مغـازي‬ ‫ج‪ ،12:‬ص‪.43:‬‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولة فأنكررسول الله‬ ‫‪ -69‬أبوداود‪ ،‬السنن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب في قتل النساء‪ ،‬حديث‬ ‫صلى الله عله وسلم قتل النساء والصبيان»(‪.)68‬‬ ‫رقم‪ ،2670:‬ج‪ ،2:‬ص‪.404:‬‬ ‫‪ -‬الترمـذي‪ ،‬الجامـع الصحيـح‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب السـير‪ ،‬بـاب مـا جـاء فـي‬ ‫‪ -64‬أمـا إذا كان الجهـاد فـرض عيـن علـى الشـخص؛ فـا إذن للوالديـن‬ ‫ولا لغيرهمـا‪.‬‬ ‫النـزول علـى الحكـم‪ ،‬حديـث رقـم‪ ،1583:‬ص‪.405:‬‬ ‫‪ 70‬العظيـم آبـادي‪ ،‬عـون المعبـود شـرح سـنن أبـي داود‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ج‪،7:‬‬ ‫‪ - 65‬محمـد بـن إدريـس الشـافعي‪ ،‬الأم‪ ،‬دار المعرفـة‪ ،‬بيـروت‪ ،‬ط‪،2:‬‬ ‫‪1393‬هـ‪ ،‬ج‪ ،4:‬ص‪.163:‬‬ ‫ص‪.237:‬‬ ‫‪ - 71‬أبـوداود‪ ،‬السـنن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب الجهـاد‪ ،‬بـاب فـي النهـي عـن المثلـة‪،‬‬ ‫‪ - 66‬أبـوداود‪ ،‬السـنن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب الجهـاد‪ ،‬بـاب فـي دعـاء المشـركين‪،‬‬ ‫حديـث رقـم‪ ،2614:‬ج‪ ،2:‬ص‪.383:‬‬ ‫حديـث رقـم‪ ،2667:‬ج‪ ،2:‬ص‪.403:‬‬ ‫‪ -‬الترمـذي‪ ،‬الجامـع الصحيـح‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب الديـات‪ ،‬بـاب مـا جـاء فـي‬ ‫‪ - 67‬الإمـام مالـك‪ ،‬الموطـأ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب الجهـاد‪ ،‬بـاب النهـي عـن قتـل‬ ‫النسـاء والولـدان فـي الغـزو‪ ،‬ص‪.293:‬‬ ‫النهـي عـن المثلـة‪ ،‬حديـث رقـم‪ ،1408:‬ص‪.361:‬‬ ‫‪ -72‬أبـوبكـربـن شـيبة‪ ،‬المصنـف‪ ،‬تحقيـق‪ :‬كمـال يوسـف الحـوت‪ ،‬مكتبـة‬ ‫‪ -68‬الإمـام البخـاري‪ ،‬الجامـع الصحيـح‪ ،‬كتـاب الجهـاد والسـير‪ ،‬بـاب قتـل‬ ‫الرشـد‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1409 ،1:‬هـ‪ ،‬حديث رقم‪ ،33616:‬ج‪ ،6:‬ص‪.534:‬‬ ‫‪ -‬البيهقـي‪ ،‬السـنن الكبـرى‪ ،‬تحقيـق‪ :‬محمـد عبـد القـادرعطـا‪ ،‬مكتبـة‬ ‫دارالبـاز‪ ،‬مكـة المكرمـة‪1994 ،‬م‪1414/‬هـ‪ ،‬بـاب مـا جـاء فـي نقـل الـرؤوس‪،‬‬ ‫ج‪ ،9:‬ص‪.132:‬‬ ‫‪33‬‬

‫وصالحه على الجزية(‪.)80‬وروي أيضا أن عمربن الخطاب‬ ‫أمام فاتح تغريه نشوة النصربالبغي والاستعلاء‪ ،‬بل أمام‬ ‫ر�ضـي الله عنـه لـم يكـن يأخـذ الجزيـة مـن المجـوس حتـى‬ ‫رجال تحركهم أخلاق فاضلة‪ ،‬وتضبط سـلوكهم شـريعة‬ ‫شـهد عبـد الرحمـان بـن عـوف أن الرسـول صلـى الله عليـه‬ ‫واضحـة‪ ،‬وكانـوا يلحظـون البـون الشاسـع بيـن الفاتحيـن‬ ‫وسـلم أخذهـا منهـم(‪.)81‬‬ ‫المسـلمين وبيـن الحـكام القائميـن علـى رؤوسـهم(‪.)73‬‬ ‫‪ .2‬ممن تؤخذ الجزية؟‬ ‫ثانيا الجزية‪.‬‬ ‫اختلف فقهاء الإسلام فيمن تؤخذ منهم الجزية‪:‬‬ ‫قـال الشـافعي رحمـه الله‪ :‬لا تقبـل الجزيـة إلا مـن‬ ‫إن دراسـة مسـألة الجزيـة تحيـل علـى العديـد‬ ‫أهـل الكتـاب خاصـة‪ ،‬عربـا كانـوا أو عجمـا‪ ،‬وتقبـل مـن‬ ‫مـن الإشـكالات الفقهيـة‪ ،‬ذلـك لأنهـا كانـت محـل نقـاش‬ ‫المجـوس بالسـنة‪ ،‬ويعنـي بذلـك حديـث رسـول الله صلـى‬ ‫واختـاف بيـن الفقهـاء انطلاقـا مـن تفسـيرآيـة التوبـة فـي‬ ‫الله عليه وسلم‪« :‬سنوا بهم سنة أهل الكتاب»(‪ ،)82‬وبهذا‬ ‫ضـوء الأوامـرالشـرعية التـي شـددت بـكل صرامـة علـى‬ ‫قـال أيضـا أحمـد وأبـوثـور والثـوري وأبـوحنيفـة(‪.)83‬‬ ‫وجوب مراعاة ذمة الله ورسوله‪ ،‬فكانت الوصية النبوية‬ ‫بأهل الذمة أساسا شرعيا لدى البعض لمعارضة الكثير‬ ‫وقال الأوزاعي‪ :‬تؤخذ الجزية عن كل عابد وثن أونار‬ ‫مـن الآراء الفقهيـة المتشـددة اتجاههـم والدعـوة إلـى‬ ‫أوجاحـد أومكـذب‪ ،‬وهـوكذلـك مذهـب مالك(‪.)84‬ويحكـي‬ ‫إعـادة النظـرفيهـا‪ ،‬باعتبارهـم جـزءا مـن مواطنـي الدولـة‬ ‫الإمام القرطبي في تفسيره إجماع العلماء على أن الجزية‬ ‫الإسـامية يسـعهم مـا يسـع غيرهـم(‪ .)74‬ونظـرا لأهميـة‬ ‫إنمـا توضـع علـى جماجـم الرجـال الأحـرارالبالغيـن‪ ،‬وهـم‬ ‫موضـوع الجزيـة وارتباطـه الوثيـق بقضايـا الحـوار بيـن‬ ‫الذيـن يقاتلـون دون النسـاء والذريـة والعبيـد والمجانيـن‬ ‫الأديـان فـي بعـده العقـدي‪ ،‬يلـزم التعريـج علـى مفهومـه‬ ‫المغلوبيـن علـى عقولهـم والشـيخ الفانـي(‪.)85‬‬ ‫ومشـروعيته وبعـض متعلقاتـه‪.‬‬ ‫وإذا أعطـى أهـل الجزيـة الجزيـة لـم يؤخـذ منهـم‬ ‫‪ .1‬مفهوم الجزية ودليل مشروعيتها‬ ‫�شـيء مـن تجارتهـم ولا ثمارهـم ولا زروعهـم إلا إذا خرجـوا‬ ‫الجزيـة فعلـة مـن الجـزاء(‪ ،)75‬وقيـل‪ :‬خـراج الأرض‪،‬‬ ‫للتجـارة فـي بـاد غيـربلادهـم التـي أقـروا فيهـا وصولحـوا‬ ‫ومـا يؤخـذ مـن أهـل الذمـة(‪ ،)76‬أومـا يعطيـه المعاهـد علـى‬ ‫عليهـا‪ ،‬وإذا عجـزالمعاهـد عـن الجزيـة سـقطت عنـه‪ ،‬ولا‬ ‫عهـده(‪ ،)77‬وقيـل‪ :‬هـي مبلـغ مـن المـال يوضـع علـى مـن دخـل‬ ‫تجب معاقبته‪ ،‬كما لايكلف الغني من أهل الذمة أداءها‬ ‫فـي ذمـة المسـلمين وعهدهـم مـن أهـل الكتـاب(‪.)78‬‬ ‫عـن الفقيـرمنهـم‪ ،‬ودليـل ذلـك مـا رواه الإمـام مسـلم عـن‬ ‫والأصـل فـي مشـروعية الجزيـة قـول الله تعالـى‪:‬‬ ‫هشام بن حكيم بن حزام أنه مرعلى ناس من الأنباط(‪)86‬‬ ‫«قاتلـوا الذيـن لا يومنـون بـالله ولا باليـوم الآخـر ولا‬ ‫بالشـام قـد أقيمـوا فـي الشـمس‪ ،‬فقـال‪ :‬مـا شـأنهم؟ فقـال‪:‬‬ ‫يحرمـون مـا حـرم الله ورسـوله ولا يدينـون ديـن الحـق‬ ‫مـن الذيـن أوتـوا الكتـاب حتـى يعطـوا الجزيـة عـن يـد وهـم‬ ‫‪ -80‬أبـو داود‪ ،‬السـنن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب الخـراج‪ ،‬بـاب فـي أخـذ الجزيـة‪،‬‬ ‫صاغـرون»(‪ .)79‬ودليـل مشـروعيتها مـن السـنة النبويـة مـا‬ ‫حديـث رقـم‪ ،3037:‬ج‪ ،3:‬ص‪.103:‬‬ ‫روي عـن النبـي صلـى الله عليـه وسـلم حيـن بعـث خالـد بـن‬ ‫الوليد إلى أكيدردومة‪ ،‬فأخذوه فأتوه به‪ ،‬فحقن له دمه‬ ‫‪ - 81‬الإمـام البخـاري‪ ،‬الجامـع الصحيـح‪ ،‬كتـاب الجزيـة والموادعـة‪ ،‬بـاب‬ ‫الجزيـة والموادعـة مـع أهـل الذمـة والحـرب‪ ،‬حديـث رقـم‪ ،3157:‬مـج‪،2:‬‬ ‫‪ -73‬محمد الغزالي‪ ،‬التعصب والتسـامح بين المسـيحية والإسـام‪ ،‬م‪.‬س‪،‬‬ ‫ص‪.225:‬‬ ‫ص‪.395:‬‬ ‫‪ - 82‬الإمـام مالـك‪ ،‬الموطـأ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب الـزكاة‪ ،‬بـاب جزيـة أهـل الكتـاب‬ ‫‪ -74‬محمـد الفاضـل بـن علـي اللافـى‪ ،‬تأصيـل الحـوار الدينـي‪ ،‬م‪.‬س‪،‬‬ ‫ص‪.1 7 8 :‬‬ ‫والمجوس‪ ،‬ص‪. 201:‬‬ ‫‪ -83‬الإمـام القرطبـي‪ ،‬الجامـع لأحـكام القـرآن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬مـج‪ ،16:‬ج‪،8:‬‬ ‫‪ -75‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬مج‪ ،14:‬ص‪.146-147:‬‬ ‫‪ -‬الراغب الأصفهاني‪ ،‬مفردات ألفاظ القرآن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.195:‬‬ ‫ص‪.1 1 0 :‬‬ ‫‪ -76‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬م‪.‬س‪،.‬مج‪ ،14:‬ص‪.146-147:‬‬ ‫‪ -84‬الزرقاني‪ ،‬شـرح الزرقاني على موطأ مالك‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪،‬‬ ‫‪ -‬الفيروزآبادي‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.1278:‬‬ ‫القاهرة‪ ،‬ط‪2003 ،2:‬م‪1424/‬هـ‪ ،‬ج‪ ،2:‬ص‪.205:‬‬ ‫‪ -‬مجمـع اللغـة العربيـة بجمهوريـة مصـر العربيـة‪ ،‬المعجـم الوسـيط‪،‬‬ ‫‪ -85‬الإمـام القرطبـي‪ ،‬الجامـع لأحـكام القـرآن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬مـج‪ ،4:‬ج‪،8:‬‬ ‫م‪.‬س‪ ،‬ص‪.122:‬‬ ‫ص‪112:‬‬ ‫‪ -‬أبوبكرالرازي‪ ،‬مختارالصحاح‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.51:‬‬ ‫‪ -86‬قـوم نزلـوا بسـواد العـراق‪ ،‬وقيـل‪ :‬سـكنوا البطائـح بيـن العراقيـن‪،‬‬ ‫‪ -77‬الشوكاني‪ ،‬فتح القدير‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬مج‪ ،1:‬ص‪.720:‬‬ ‫سـموا أنباطـا لاسـتنباطهم مـا يخـرج مـن الأرضيـن‪ ،‬فهـم مـن فلاحـي العجـم‬ ‫‪ - 78‬السيد سابق‪ ،‬فقه السنة‪ ،‬الفتح للإعلام العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،10:‬‬ ‫الذيـن يتخـذون العقـاروالملـك‪.‬‬ ‫‪1993‬م‪1414/‬هـ‪ ،‬ج‪ ،3:‬ص‪.112:‬‬ ‫‪ -‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مج‪ ،7:‬ص‪.411:‬‬ ‫‪ -79‬سورة التوبة‪ ،‬الآية‪.29:‬‬ ‫‪34‬‬

‫دينيـة؛ هـي الجهـاد‪ ،‬وغالبـا مـا يكـون مـع أقـوام تربطهـم مـع‬ ‫يحبسون في الجزية‪ ،‬فقال هشام‪ :‬أشهد لسمعت رسول‬ ‫أهـل الذمـة علاقـة الديـن‪ ،‬ممـا يجعـل حملهم على خوض‬ ‫الله صلـى الله عليـه وسـلم يقـول‪« :‬إن الله يعـذب الذيـن‬ ‫حـرب‪ ،‬مثـل هـذه‪ ،‬نـوع مـن الإكـراه علـى ممارسـة عبـادة‬ ‫يعذبـون النـاس فـي الدنيـا»‪ ،‬وفـي روايـة‪ :‬وأميرهـم يومئـذ‬ ‫ليسـت جـزءا مـن دينهـم‪ ،‬ممـا يترتـب علـى ذلـك أنـه إذا‬ ‫عميـربـن سـعد علـى فلسـطين‪ ،‬فدخـل عليـه فحدثـه فأمـر‬ ‫ر�ضـي غيـرالمسـلمين بالإسـهام بنصيبهـم فـي مهمـة الدفـاع‬ ‫بهـم فخلوا(‪.)87‬ويـروى فـي المعنـى نفسـه حديـث رسـول الله‬ ‫صلـى الله عليـه وسـلم‪« :‬مـن ظلـم معاهـدا أوانتقصـه أو‬ ‫عـن الوطـن تحـط عنهـم الجزيـة(‪.)92‬‬ ‫كلفه فوق طاقته أوأخذ شيئا منه بغيرطيب نفس‪ ،‬فأنا‬ ‫ثـم إن مـا تنـص عليـه الآيـة السـابقة مـن سـورة‬ ‫التوبـة مـن الإلجـاء إلـى الجزيـة ونظامهـا بما يسـميه البيان‬ ‫حجيجـه يـوم القيامـة»(‪.)88‬‬ ‫الإلهـي «صغـارا»‪ ،‬بوصفـه جـزاء رتبـه الله تعالـى علـى‬ ‫الحرابـة‪ ،‬ليـس المقصـود منـه اعتبـارالجزيـة عقوبـة مرتبة‬ ‫‪ .3‬لماذا وجبت الجزية على أهلها؟‬ ‫علـى الكفـروالانتسـاب إلـى كتـاب‪ ،‬وإذلالا للذمـي لحملـه‬ ‫تباينـت أقـوال الفقهـاء بشـأن السـبب فـي وضـع‬ ‫علـى الإسـام‪ ،‬إذ يتنافـى ذلـك مـع مبـدأ الإسـام العظيـم فـي‬ ‫الجزيـة علـى رقـاب مـن دخـل فـي ذمـة المسـلمين مـن أهـل‬ ‫منع الإكراه وسـد سـبله‪ ،‬وفتح أفق التعرف على الإسـام‬ ‫الكتـاب‪ ،‬فذكـر البعـض منهـم أنهـا جـزاء علـى كفرهـم‪،‬‬ ‫ورحمتـه(‪.)93‬‬ ‫وذكـر آخـرون أنهـا جـزاء علـى أماننـا لهـم(‪.)89‬‬ ‫وذهـب الإمـام القرافـي المالكـي إلـى أن عقـد الجزيـة‬ ‫لذلك فالقصد من تشـريع الجزية في الإسـام عدة‬ ‫مـن آثـاررحمـة الله تعالـى‪ ،‬ومـن الشـرائع الواقعـة علـى وفـق‬ ‫أمـور‪ ،‬منها(‪:)94‬‬ ‫الحكمـة‪ ،‬لأن فـي تشـريعه حقنـا للدمـاء وصيانـة للأمـوال‬ ‫ •أن يعلـن أهـل الذمـة بإعطائهـا استسـامهم‪،‬‬ ‫والأعـراض(‪.)90‬‬ ‫وعـدم التصـدي المـادي للدعـوة إلـى ديـن الله الحـق‪.‬‬ ‫ويـرى عـدد مـن رجـال الفكـرالمعاصـرأن القـول بـأن‬ ‫ •أن يسـاهموا فـي نفقـات الدفـاع عـن أنفسـهم‬ ‫الجزيـة إنمـا وجبـت بـدلاعـن القتـل بسـبب الكفـرمجانـب‬ ‫وأموالهـم وأعراضهـم ممـا يكفلـه الإسـام مـن خـال‬ ‫للصـواب‪ ،‬لمـا يف�ضـي إليـه مـن اعتبـارأن الأصـل فـي الكافـر‬ ‫أن يهـرق دمـه‪ ،‬فكأنـه بدفـع الجزيـة يدفـع عـن نفسـه‬ ‫شـريعة الجهـاد‪.‬‬ ‫القتـل‪ ،‬وكأن الأصـل أن الحيـاة حـق للمسـلم فقـط(‪.)91‬‬ ‫ •المسـاهمة فـي بيـت المـال الـذي يضمـن الكفالـة‬ ‫وقد دفع هذا التفسيربعض العلماء المعاصرين إلى‬ ‫والإعاشـة لـكل عاجـزعـن العمـل‪ ،‬بمـا فـي ذلـك أهـل‬ ‫إعادة النظرفي الإشـكال بآليات فهم مختلفة تعتمد على‬ ‫تحليـل المعاهـدات التـي عقـدت مـع أهـل البـاد المفتوحـة‬ ‫الذمـة‪.‬‬ ‫والمنصـوص فيهـا علـى دفـع الجزيـة‪ ،‬فتكشـف بجـاء‬ ‫وبذلـك لا تخـرج دلالـة لفـظ «الجزيـة» عـن كونهـا‬ ‫علـى أن هـذه الضريبـة ليسـت مقابـل حـق الحيـاة‪ ،‬إذ هـو‬ ‫المـال الـذي يدفعـه الكتابـي‪ ،‬فيجزيـه عـن ضـرورة تحمـل‬ ‫مكفول للجميع بلا اسـتثناء‪ ،‬وإنما هي مقابل ضمان غير‬ ‫مسـؤوليته ورعايتـه وحمايتـه‪ ،‬فينـال حـق المواطنـة‬ ‫المسـلمين فـي المجتمـع الإسـامي لأنفسـهم؛ أي مقابـل حـق‬ ‫كامـا داخـل الدولـة الإسـامية‪ ،‬بـل يـرى الشـيخ يوسـف‬ ‫حماية الدولة والتمتع بخدماتها‪ ،‬فتكون بدلاعن واجب‬ ‫القرضـاوي أنـه لايوجـد أي حكـم مـن أحـكام الذمـة أنيـط‬ ‫الدفـاع عـن الوطـن باعتبـاره مفروضـا علـى كل مواطـن‪،‬‬ ‫بكلمـة «الجزيـة»‪ ،‬وإنمـا أنيطـت أحـكام الذمـة بالمدلـول‬ ‫خاصـة وأن هـذا الدفـاع يتخـذ عنـد المسـلمين صبغـة‬ ‫الذي تحمله هذه الكلمة‪ ،‬فليس ثمة ما يمنع من تسمية‬ ‫هذا المدلول بأي اسم آخر‪ ،‬كالإتاوة والضريبة والمرسوم‬ ‫‪ - 87‬الإمـام النـووي‪ ،‬صحيـح مسـلم بشـرح النـووي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب البـر‬ ‫أوحتى الصدقة‪ ،‬إذا كان بعض أهل الكتاب يأنفون من‬ ‫والصلـة والآداب‪ ،‬بـاب الوعيـد الشـديد لمـن عـذب النـاس بغيـر حـق‪،‬‬ ‫مصطلـح الجزيـة(‪.)95‬‬ ‫حديـث رقـم‪ ،118:‬مـج‪ ،8:‬ج‪ ،16:‬ص‪.137:‬‬ ‫‪ - 88‬أبـوداود‪ ،‬سـنن أبـي داود‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬كتـاب الخـراج والفـيء والإمـارة‪،‬‬ ‫‪ -92‬محمد بن علي اللافى‪ ،‬تأصيل الحوارالديني‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.179-180:‬‬ ‫بـاب فـي تعشـيرأهـل الذمـة إذا اختلفـوا بالتجـارة‪ ،‬حديـث‪ ،3052:‬ج‪،3:‬‬ ‫‪ -93‬محمـد سـعيد رمضـان البوطـي‪ ،‬الجهـاد فـي الإسـام‪ ،‬كيـف نفهمـه؟‬ ‫وكيف نمارسه؟‪ ،‬دارالفكرالمعاصر‪ ،‬بيروت‪ ،‬دارالفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪،1:‬‬ ‫ص‪.108:‬‬ ‫‪ -89‬الماوردي‪ ،‬الأحكام السلطانية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.163:‬‬ ‫‪1993‬م‪ ،‬ص‪.131:‬‬ ‫‪ -94‬محمد بن علي اللافى‪ ،‬تأصيل الحوارالديني‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.180:‬‬ ‫‪ - 90‬القرافي‪ ،‬الفروق‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬مج‪ ،3:‬ص‪.22:‬‬ ‫‪ - 95‬يوسـف القرضـاوي‪ ،‬الأقليـات الدينيـة والحـل الإسـامي‪ ،‬م‪.‬س‪،‬‬ ‫‪ -91‬المجمـع الملكـي لبحـوث الحضـارة الإسـامية؛ مؤسسـة آل البيـت‪،‬‬ ‫ص‪.14:‬‬ ‫الموجـزفـي معاملـة غيـرالمسـلمين فـي الإسـام‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.100:‬‬ ‫‪35‬‬

‫ابـن الهيثـم‪ ،‬القاهـرة‪ ،‬ط‪2005 ،1:‬م‪1426/‬هـ‪.‬‬ ‫خاتمة‪:‬‬ ‫‪ -‬سلسـلة عالـم المعرفـة‪ ،‬العـدد‪ ،215:‬الكويـت‪ ،‬نونبـر‬ ‫إن خاصيـة العالميـة التـي يتميـزبهـا الديـن الإسـامي عـن‬ ‫‪1996‬م‪.‬‬ ‫باقـي الأديـان‪ ،‬تؤكـد ضـرورة إقامـة الحـوارمـع الآخـرلبيـان‬ ‫‪ -‬سـيد قطـب‪ ،‬فـي ظـال القـرآن‪ ،‬دارالشـروق‪ ،‬القاهـرة‪،‬‬ ‫الحق من الباطل‪ ،‬ورد كل الشبهات التي حاول بعض من‬ ‫المسـيحيين إثارتهـا فـي الحـوارالإسـامي المسـيحي‪ ،‬خاصـة‬ ‫ط‪1980 ،9:‬م‪1400/‬هـ‪.‬‬ ‫المتصلة بالقضايا التشـريعية والعقدية من قبيل قضية‬ ‫ـــ الشـوكاني محمـد بـن علـي بـن محمـد‪ ،‬فتـح القديـر‪ ،‬دار‬ ‫القـرآن الكريـم ونبـوة الرسـول صلـى الله عليـه وسـلم‬ ‫الكتـب العلميـة‪ ،‬بيـروت‪ ،‬ط‪2003 ،1:‬م‪.‬‬ ‫والجهـاد والجزيـة‪.‬‬ ‫‪ -‬عبـد الأحـد داود‪ ،‬محمـد فـي الكتـاب المقـدس‪ ،‬ترجمـة‬ ‫المراجع والمصادر‪:‬‬ ‫فهمـي شـما‪.‬‬ ‫‪ -‬عبـد العظيـم إبراهيـم‪ ،‬مبـادئ التعايـش السـلمي‬ ‫‪ -‬القرآن الكريم برواية ورش‪.‬‬ ‫فـي الإسـام منهجـا وسـيرة‪ ،‬دار الفتـح للإعـام العربـي‪،‬‬ ‫‪-‬الإبراهيـم مو�سـى إبراهيـم‪ ،‬حـوار الحضـارات وطبيعـة‬ ‫الصـراع بيـن الحـق والباطـل‪ ،‬دارالأعـام‪ ،‬عمـان الأردن‪،‬‬ ‫القاهـرة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬محـرم ‪1417‬هـ‪/‬مايـو‪1996‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬عمـران أحمـد‪ ،‬القـرآن والمسـيحية فـي الميـزان‪ ،‬الـدار‬ ‫ط‪2003 ،1:‬م‪1423/‬هـ‪.‬‬ ‫‪ -‬ابـن منظـور‪ ،‬لسـان العـرب‪ ،‬دارصـادر‪ ،‬بيـروت‪ ،‬د‪ .‬ط‪،‬‬ ‫الإسـامية‪ ،‬بيـروت‪ ،‬ط‪1995 ،1:‬م‪1416/‬هـ‪.‬‬ ‫‪ -‬الغزالـي محمـد‪ ،‬التعصـب والتسـامح بيـن المسـيحية‬ ‫‪1992‬م‪1412/‬هـ‪.‬‬ ‫والإسـام؛ دحـض شـبهات ورد مفتريـات‪ ،‬دار القلـم‪،‬‬ ‫‪ -‬ابن ماجه أبوعبد الله محمد بن يزيد القزويني‪ ،‬السنن‪،‬‬ ‫دمشـق‪ ،‬ط‪2001 ،2:‬م‪1422/‬هـ‪.‬‬ ‫دارالكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1425 ،2:‬هـ‪2004/‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬الفاضـل محمـد بـن علـي اللافـى‪ ،‬تأصيـل الحـوارالدينـي؛‬ ‫‪ -‬أبـو بكـربـن شـيبة‪ ،‬المصنـف‪ ،‬تحقيـق‪ :‬كمـال يوسـف‬ ‫تأصيـل المصطلحـات وتحديـد الضوابـط الشـرعية‬ ‫مـع مثـال تطبيقـي (السـودان نموذجـا)‪ ،‬دار الكلمـة‪،‬‬ ‫الحـوت‪ ،‬مكتبـة الرشـد‪ ،‬الريـاض‪ ،‬ط‪1409 ،1:‬هـ‪.‬‬ ‫‪ -‬أبـوداود سـليمان بـن الأشـعث السجسـتاني‪ ،‬سـنن أبـي‬ ‫المنصـورة‪ ،‬مصـر‪ ،‬ط‪2004 ،1:‬م‪1425/‬هـ‪.‬‬ ‫‪ -‬الفيـروزآبـادي‪ ،‬القامـوس المحيـط‪ ،‬دارالكتـب العلميـة‪،‬‬ ‫داود‪ ،‬دارالفكـر‪ ،‬بيـروت‪ ،‬ط‪1999 ،3:‬م‪1420/‬هـ‪.‬‬ ‫‪ -‬الإنجيـل؛ العهـد الجديـد‪ ،‬جمعيـة الكتـاب المقـدس فـي‬ ‫بيـروت‪ ،‬ط‪2007 ،2:‬م‪1428/‬هـ‪.‬‬ ‫‪ -‬القرافـي‪ ،‬شـهاب الديـن أبـوالعبـاس أحمـد بـن إدريـس بـن‬ ‫لبنـان‪ ،‬ط‪1995 ،2:‬م‪.‬‬ ‫عبـد الرحمـان‪ ،‬الفـروق أوأنـوارالبـروق فـي أنـواء الفـروق‪،‬‬ ‫‪ -‬البخـاري محمـد بـن إسـماعيل‪ ،‬الجامـع الصحيـح‪ ،‬دار‬ ‫دارالكتـب العلميـة‪ ،‬ط‪1998 ،1:‬م‪1418/‬هـ‪.‬‬ ‫الكتـب العلميـة‪ ،‬بيـروت‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬ود‪ .‬ت‪.‬‬ ‫‪ -‬القرضاوي يوسف‪ ،‬الأقليات الدينية والحل الإسلامي‪،‬‬ ‫‪ -‬البوطـي‪ ،‬محمـد سـعيد رمضـان‪ ،‬الجهـاد فـي الإسـام‪،‬‬ ‫كيـف نفهمـه؟ وكيـف نمارسـه؟‪ ،‬دار الفكـر المعاصـر‪،‬‬ ‫مكتبة وهبة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1417 ،1:‬هـ‪1996/‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬القرطبـي أبـو عبـد الله محمـد بـن أحمـد الأنصـاري‪،‬‬ ‫بيـروت‪ ،‬دار الفكـر‪ ،‬دمشـق‪ ،‬ط‪1993 ،1:‬م‪،‬‬ ‫الجامـع لأحـكام القـرآن‪ ،‬دارإحيـاء التـراث العربـي بيـروت‪،‬‬ ‫‪ -‬البيهقـي‪ ،‬السـنن الكبـرى‪ ،‬تحقيـق‪ :‬محمـد عبـد القـادر‬ ‫عطـا‪ ،‬مكتبـة دارالبـاز‪ ،‬مكـة المكرمـة‪1994 ،‬م‪1414/‬هـ‪.‬‬ ‫ط‪1995 ،1:‬م‪1416/‬ه‬ ‫‪-‬الترمـذي محمـد بـن عي�سـى‪ ،‬الجامـع الصحيـح [السـنن]‪،‬‬ ‫‪ -‬الكتـاب المقـدس؛ العهـد القديـم‪ ،‬دارالكتـاب المقـدس‬ ‫دارالكتـب العلميـة‪ ،‬بيـروت‪ ،‬ط‪1424 ،1:‬هـ‪2003/‬م‪.‬‬ ‫فـي الشـرق الأوسـط‪ ،‬لبنـان‪ ،‬الإصـدارالثانـي‪1995 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬الـرازي محمـد بـن أبـي بكـر بـن عبـد القـادر‪ ،‬مختـار‬ ‫‪ -‬مالك بن أنس‪ ،‬الموطأ‪ ،‬دارإحياء الكتب العربية‪ ،‬ودار‬ ‫الصحـاح‪ ،‬دار الكتـب العلميـة بيـروت‪ ،‬ط‪1990 ،1:‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬الراغـب الأصفهانـي‪ ،‬مفـردات ألفـاظ القـرآن‪ ،‬تحقيـق‬ ‫الكتـب العلميـة‪ ،‬بيـروت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫صفـوان عدنـان داوودي‪ ،‬دار القلـم‪ ،‬دمشـق‪ ،‬ط‪،3:‬‬ ‫‪ -‬المـاوردي أبـو الحسـن علـي بـن محمـد بـن حبيـب‪،‬‬ ‫الأحـكام السـلطانية والولايـات الدينيـة‪ ،‬تحقيـق سـمير‬ ‫‪2002‬م‪1423/‬هـ‪.‬‬ ‫مصطفـى ربـاب‪ ،‬المكتبـة العصريـة‪ ،‬بيـروت‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬ ‫‪ -‬الزرقانـي‪ ،‬شـرح الزرقانـي علـى موطـأ مالـك‪ ،‬مكتبـة‬ ‫الثقافـة الدينيـة‪ ،‬القاهـرة‪ ،‬ط‪2003 ،2:‬م‪1424/‬هـ‬ ‫‪2001‬م‪1422/‬هـ‪ .‬‬ ‫‪ -‬رحمة الله بن خليل الرحمان الهندي‪ ،‬إظهارالحق‪ ،‬دار‬ ‫‪ -‬مايـكل هـارت‪ ،‬المئـة الأوائـل‪ ،‬ترجمـة سـبانووعي�سـى‪ ،‬دار‬ ‫‪36‬‬ ‫قتيبـة‪ ،‬دمشـق‪ ،‬ط‪1980 ،1:‬م‪.‬‬

‫‪ -‬محمـد بـن إدريـس الشـافعي‪ ،‬الأم‪ ،‬دارالمعرفـة‪ ،‬بيـروت‪،‬‬ ‫ط‪1393 ،2:‬هـ‪.‬‬ ‫‪ -‬محمـد علـي الصابونـي‪ ،‬صفـوة التفاسـير‪ ،‬دارالكتـب‬ ‫العلميـة‪ ،‬بيـروت‪ ،‬ط‪1،1420:‬هـ ‪1999/‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬مجمـع اللغـة العربيـة‪ ،‬جمهوريـة مصـرالعربيـة‪ ،‬المعجـم‬ ‫الوسـيط‪ ،‬مكتبـة الشـروق الدوليـة‪ ،‬القاهـرة‪ ،‬ط‪،4:‬‬ ‫‪2004‬م‪1425/‬هـ‪.‬‬ ‫‪ -‬المجمـع الملكـي لبحـوث الحضـارة الإسـامية‪ ،‬الموجـز‬ ‫فـي معاملـة غيـرالمسـلمين‪ ،‬مؤسسـة آل البيـت‪ ،‬عمـان‪،‬‬ ‫الأردن‪ ،‬د‪.‬ط‪1994 ،‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬مسـلم أبوالحسـين بن الحجاج القشـيري النيسـابوري‪،‬‬ ‫صحيـح مسـلم‪ ،‬دار ابـن حـزم‪ ،‬القاهـرة‪ ،‬ط‪،1:‬‬ ‫‪1429‬هـ‪2008 /‬م‪.‬‬ ‫‪ -‬النـدوي أبـوالحسـن علـي الحسـني‪ ،‬مـاذا خسـرالعالـم‬ ‫بانحطـاط المسـلمين؟‪ ،‬دار القلـم‪ ،‬دمشـق‪ ،‬ط‪،3:‬‬ ‫‪2004‬م‪1425 /‬هـ‪.‬‬ ‫‪-‬النسـائي أبـو عبـد الرحمـن أحمـد بـن شـعيب بـن‬ ‫علـي‪ ،‬السـنن‪ ،‬دار الكتـب العلميـة‪ ،‬بيـروت‪ ،‬ط‪،2:‬‬ ‫‪2005‬م‪1426 /‬هـ‪.‬‬ ‫‪- EAGUILAR, the second international‬‬ ‫‪muslim-christiancongress of Cordobe, Islamo-‬‬ ‫‪christiana, Rome, 1975.‬‬ ‫‪- HOURANI. A, Europe and the middle east,‬‬ ‫‪London, 1980.‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪unsustainable resources or external financial‬‬ ‫اقتصـاد الريـع وآثاره الاجتماعـية‬ ‫‪resources not associated with the production‬‬ ‫‪process.‬‬ ‫والاقتصادية‬ ‫‪This results to the emergence of social‬‬ ‫د‪ .‬أحمد الإدري�سي*‪1‬‬ ‫ملخص‪:‬‬ ‫‪behaviours that do not encourage the work,‬‬ ‫‪continuation of production, self-development‬‬ ‫اقتصـاد الريـع مـن المواضيـع الاقتصاديـة التـي‬ ‫‪or increase in profitability and thus negatively‬‬ ‫كثـر الجـدال حولهـا‪ ،‬ووقـع الاختـاف فيهـا كثيـرا بيـن‬ ‫‪affect the economic policy of the state.‬‬ ‫الاقتصادييـن مـن حيـث مفهومـه الأسـاس وأشـكاله‪،‬‬ ‫ومـدى خضوعـه للقانـون‪ ،‬لكنهـم أجمعـوا علـى خطورتـه‬ ‫‪economic rent has negative effects at all‬‬ ‫مموسـرلتضضبورمكوطـّيورناـةةةامـتلااعتلااجخللستـعتمماملصعيرـايـمرةينةاةهلل‪،‬اإ؛نتألتأوانشـعهج ّلجيــيىعةع؛تمـعمكلـوادىلرادعلهـلمعذىااملـ ّيوـيـلةجؤوداوخلدايامرإسـلـجوتاّىيـمرةدظراهـغرغيفـيـويررر‬ ‫‪levels, especially the social side. Therefore,‬‬ ‫الإنتـاج‪ ،‬ولا علـى تطويـرالـذات‪ ،‬والزيـادة فـي المردوديـة‪،‬‬ ‫‪it is necessary to find effective solutions to‬‬ ‫كما يؤثربشكل سلبي على السياسة الاقتصادية للدولة‪.‬‬ ‫‪overcome these damages. The shift from a‬‬ ‫إن اقتصـاد الريـع لـه آثـار سـلبية علـى جميـع‬ ‫‪rent-based economy to a productive economy‬‬ ‫الأصعـدة‪ ،‬خاصـة الجانـب الاجتماعـي‪ ،‬لـذا؛ لابـد مـن‬ ‫‪is one of the developmental pillars. This‬‬ ‫إيجـاد حلـول ناجعـة لتجـاوز هـذه الآثـار‪ ،‬والتخلـص مـن‬ ‫‪transition must be accompanied by parallel‬‬ ‫تداعياتـه تدريجيـا‪ ،‬ولابـد مـن الانتقـال بالاقتصـاد مـن‬ ‫‪transfer and development in cultural, social‬‬ ‫واقعـه الريعـي إلـى اقتصـاد منتـج يكـون ركيـزة أساسـية مـن‬ ‫‪and economic structures.‬‬ ‫ركائـز التنميـة‪.‬‬ ‫الضـروري أن يصاحبـه‬ ‫فـيمـ انل ُب‬ ‫وهـذا الانتقـال‬ ‫‪We must seek practical solutions to end‬‬ ‫ـنى الثقافيـة والاجتماعيـة‬ ‫تحـول وتطويـر مـوا ٍز‬ ‫‪the gradual, medium and long-term rents and‬‬ ‫والاقتصاديـة‪ ،‬مـع البحـث عـن حلـول عمليـة لإنهـاء الريـع‬ ‫‪work to eliminate its consequences, without‬‬ ‫بتـدرج وعلـى المـدى المتوسـط والطويـل‪ ،‬والعمـل علـى‬ ‫‪raising problems with the beneficiaries of rents,‬‬ ‫التخلـص مـن تداعياتـه‪ ،‬ودون أن يثيـر حفيظـة مراكـز‬ ‫‪while promoting a spirit of transparency and‬‬ ‫القـوى المنتفعـة مـن الريـع‪ ،‬مـع إشـاعة روح الشـفافية‬ ‫‪competitiveness in society.‬‬ ‫والتنافسـية فـي المجتمـع‪.‬‬ ‫الكلمـات المفتـاح‪ :‬اقتصـاد الريـع – الإنتـاج – آثـار‬ ‫‪Keywords: economic rent - production -‬‬ ‫اجتماعيـة ‪ -‬آثـاراقتصاديـة ‪ -‬اقتصـاد منتـج – التنميـة‪.‬‬ ‫‪social effects - economic effects -productive‬‬ ‫‪economy - development.‬‬ ‫‪Abstract:‬‬ ‫‪Economic rent is one of the most controversial‬‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫‪economic topics, which economists differ‬‬ ‫يعتبـر اقتصـاد الريـع مـن المواضيـع الاقتصاديـة‬ ‫‪about in terms of concept, form and extent‬‬ ‫التـي كثـرالجـدال حولهـا‪ ،‬ووقـع الاختـاف فيهـا كثيـرا بيـن‬ ‫’‪to the law. Some economists and analysts‬‬ ‫الاقتصادييـن مـن حيـث مفهومـه الأسـاس وأشـكاله‪،‬‬ ‫‪general consensus have stressed the gravity‬‬ ‫ومـدى خضوعـه للقانـون‪ ،‬لكنهـم اتفـقوا علـى خطورتـه‬ ‫‪of the rental economy and the need to get rid‬‬ ‫وضـرورة التخلـص منـه؛ لأنـه غالبـا مـا يقـوم علـى الكسـب‬ ‫‪of it because it depends on the existence of‬‬ ‫*‪ 1‬باحـث فـي الماليـة الإسـامية – مركـز فاطمـة الفهريـة للأبحـاث‬ ‫دون مجهـود‪.‬‬ ‫والريـع يمكـن أن يكـون المكـون الرئيـس لآليـة‬ ‫والدراسـات (مفـاد) ‪ -‬المغـرب‪.‬‬ ‫عمـل النظـام الاقتصـاد ّي للدولـة‪ ،‬ويشـمل كافـة مداخلـه‬ ‫العامـة والخاصـة‪ ،‬وقـد يعتمـد الريـع علـى النشـاط‬ ‫‪38‬‬ ‫االلاريـقتع بـصـدال ًاد ّيعـ لنلالمسـكسـاانه‪،‬موةيفـرتيبـإنتطابإجـعهـ‪.‬اإدةضتافوـزةيـإلـعىوأانـسهـتيهكلـاونك‬ ‫مصحوبـا بخلـل اقتصـادي كبيـر‪ ،‬فنجـد مثـا مفهـوم‬

‫فيصبـح الاقتصـاد ُمعتمـد ًا علـى‬ ‫املتسبــاتدخلراجلتمـجـانرا ّليأارلـذض‪،‬ي‬ ‫دعـم السـلع المشـوه‪ ،‬أو طلبـات الحمايـة التـي لا تنتهـي‪،‬‬ ‫يـؤدي إلـى ظهـور ُمجتمـ ٍع اسـتهلاك ّ ٍي‬ ‫أو التشـوهات السـعرية والتركـز فـي الأسـواق وتحديـد‬ ‫هوامـش ربـح مرتفعـة‪ ،‬كمـا توجـد عجـوزات فـي الموازنـة‬ ‫الاقتصـاد‬ ‫مـن‬ ‫اللاتيهحتـوّيمل ّيـهـةذ»ا‪.2‬النـوع‬ ‫مرتبـط بالاسـتيراد‪ ،‬كمـا‬ ‫بعـد وقبـل المسـاعدات ‪ -‬التـي لاتوضـع فـي مكانهـا الحقيقـي‬ ‫فـي الزراعـة أوالصناعـة‬ ‫– ويحصـل خلـل مزمـن فـي الميـزان التجـاري‪.‬‬ ‫مـاقنتأصخـاطـدرتالدبـاعايدـا يتباقـلاىعترمـهانـدًاعللـلىمتالغيدـراخـتل‬ ‫إن‬ ‫إن أول مـا يتبـادرإلـى ذهـن أغلـب المواطنيـن عنـد‬ ‫أن‬ ‫الريعـي؛‬ ‫إثـارة موضـوع الريـع هـو اسـتئثارنخبـة مـن الوصولييـن‬ ‫الخارجيـة والداخليـة بمعنـى أن أي هـزة تصيـب حركـة‬ ‫والمحظوظيـن مـن ذوي النفـوذ والمقربيـن منهـم بالامتيازات‬ ‫اتلعتتجمــادرة اعللـدىوالليـريةـتعن‪،‬تقـوكلثيـب ًراسـمـراع تة إحلــىد اثقتهـصـزاادتالاـدجتوملااعليـتـةي‬ ‫الناتجـة عـن احتـكار واسـتغلال الرخـص والمأدونيـات‪،‬‬ ‫شـديدة؛ إذ أنـه اقتصـاد هـش ولايـستند إلـى قـوة إنتاجيـة‬ ‫أو مـا يسـمى شـعبيا «بالكريمـات» المتعلقـة بـكل أنـواع‬ ‫صلبـة كمـا أن بنيـة اقتصـاد الريـع هـي فـي الواقـع بنيـة غيـر‬ ‫النقـل الطرقـي‪ ،‬واسـتخراج الرمـال والأحجـارمـن المقالـع‪،‬‬ ‫إنتاجيـة‪ .‬إضافـة إلـى ذلـك فـإن هـذا الاقتصـاد‪ ،‬يشـجع‬ ‫والصيد في أعالي البحار‪ .‬غيرأن هذا المفهوم الشائع يظل‬ ‫علـى المنافسـة الشرسـة غيـر العادلـة ويسـمح بالانفـراد‬ ‫قاصـرا عـن اسـتيعاب جميـع الحـالات التـي يتـم الحصـول‬ ‫بتصنيـع المنتجـات‪.‬‬ ‫فيهـا علـى المـال وغيـره مـن الامتيـازات دون أي اسـتحقاق‬ ‫فوجـب إذن البحـث عـن حلـول عمليـة لإنهـاء‬ ‫موضوعـي أوسـند قانونـي ودون بـدل أي مجهـود ذهنـي أو‬ ‫الريـع بتـدرج وعلـى المـدى المتوسـط والطويـل‪ ،‬والعمـل‬ ‫جسـدي يعطـي المسـتفيد الحـق فـي الاسـتفادة مـن المزايـا‬ ‫على التخلص من تداعياته‪ ،‬ودون أن يثيرحفيظة مراكز‬ ‫المحصـل عليهـا‪.‬‬ ‫الزمن‪ ،‬ولكفناهل بريـقعيممفحهـاوفمظ ًامتععلـىددجاولهجروهانـمعبتعوتدطدـ أورشكعابـلر‬ ‫القـوى المنتفعـة مـن الريـع‪ ،‬مـع إشـاعة روح الشـفافية‬ ‫والتنافسـية فـي المجتمـع‪.‬‬ ‫اعتبـارا لذلـك سـأناقش فـي هـذه الورقـة‬ ‫والريع نمط‬ ‫اظقهتورصـها بدأنيهي؛ع«تامـلددخعلـلىغاليمـراوالنرادتالجطمبين اعلّيـعةمدلو»‪.‬ن‬ ‫أشـكال اقتصـاد الريـع‪ ،‬وخصائصـه‪ ،‬وآثـاره الاجتماعيـة‬ ‫الحاجـة إلـى‬ ‫والاقتصادية‪ ،‬مع اقتراح سبل علاج هذه الآثارالسلبية‪،‬‬ ‫الاهتمـام بتطويرهـا‪ ،‬ومـن هـذه المـوارد‪ :‬المعـادن‪ ،‬والميـاه‪،‬‬ ‫والنفـط‪ ،‬والغـاز‪.3‬‬ ‫وذلـك فـي ثلاثـة مباحـث؛ الأول فـي مفهـوم اقتصـاد الريـع‬ ‫وخصائصـه؛ والثانـي سـأبحث فيـه الآثـار السـلبية؛‬ ‫الاجتماعيـة والاقتصاديـة لاقتصـاد الريـع؛ أمـا المبحـث‬ ‫باالثلـمرحواةفالظـريةع ّيعـلـة‪،‬ى‬ ‫أساسـا‬ ‫النشـاطاتوااقلتتـيصـتاودّفـارلارليـإيـعرايهدتاـ ّمت‬ ‫الثـالث فسـأقترح فيهـا سـبل عـاج هـذه الآثـار‪.‬‬ ‫مـن بيـع‬ ‫ثـم أختـم بخلاصـة جامعـة‪ ،‬والاسـتنتاجات التـي‬ ‫ولكـن لاتسـاعد هـذه النشـاطات علـى توفيـرتصـ ُّور واضـح‬ ‫عـن الحالـة الاقتصاد ّيـة السـائدة فـي الدولـة‪ .4‬ويتخـذ‬ ‫توصلـت إليهـا‪.‬‬ ‫اابـللااإنقتتتا ُيجـعصــيارادلـافلذبراييل ُعاـيقيعتاتلبـمصرعـااالدقصـاالرعاـفشدـتةكرااللمضااـقدييتـاةلصـناالقـدتـيايلتتخضدحلـملّـرااقكتت أعلصوـياهمــادا‬ ‫المبحــث الأول‪ :‬مفهــوم اقتصــاد‬ ‫الريــع وخصائصــه؛‬ ‫كل الظواهـرالريعيـة‪.‬‬ ‫أولا‪ :‬مفهوم اقتصاد الريع؛‬ ‫‪ -2‬صالح ياسر‪« ،‬النظام الريعي وبناء الديمقراطية‪ :‬الثنائية المستحيلة‬ ‫عـ ّرف الخبـراء والاقتصاديـون الريـع بأ ّنـه؛ «اقتصـاد‬ ‫حالـة العـراق»‪( ،‬مؤسسـة فريدريـش إيبـرت‪ ،‬مكتـب الأردن والعـراق‪،‬‬ ‫يقـوم علـى الكسـب بـدون مجهـود»‪ .‬وهـو أيضـا‪« :‬كل‬ ‫بغـداد)‪ ،‬الصفحـة‪( .4 :‬بتصـ ّرف)‪.‬‬ ‫دخـل دوري غيـرناتـج عـن العمـل أوالدفعـات المنتظمـة‬ ‫‪ -3‬الجواهـرة‪ ،‬هانـي‪« ،‬الاقتصـاد الريعـي وتأثيـره فـي الدولـة والمجتمـع»‪،‬‬ ‫المتأتية عن الملكية العقارية»‪ .‬وقيل هو «اعتماد الدولة‬ ‫(صحيفـة «اليـوم»‪ ،‬العـدد‪.)10957 :‬‬ ‫علـى مصـدرواحـد للدخـل‪ ،‬وهـذا المصـدرغالبـا مـا يكـون‬ ‫«دول‬ ‫الريعيـة وصياغـة النظـم الإقليميـة‪،‬‬ ‫الدولـة‬ ‫ال‪-4‬خليـسـجاأمن‪،‬موشـذهاجـ ًاب»‪،.‬‬ ‫مصـدرا طبيعيـا ليـس بحاجـة إلـى آليـات إنتـاج معقـدة»‪.‬‬ ‫سـنة‪:‬‬ ‫السياسـية والدوليـة‪ ،‬العـدد‪،21 :‬‬ ‫(المجلـة‬ ‫أو «اعتمـاد الدولـة فـي اقتصادهـا علـى مصـدر طبيعـ ّي‬ ‫‪2010‬م)‪ .‬ص‪.2 :‬‬ ‫‪39‬‬

‫ثالثا‪ :‬خصائص الريــع؛‬ ‫ثانيا‪ :‬أنواع الريــع‪ ،‬وأشكاله؛‬ ‫من أهم خصائص اقتصاد الريع‪:‬‬ ‫بعضهـا‪،‬‬ ‫فـي‬ ‫كثيـرة‪ ،‬اتفقـوا‬ ‫أنـواع وأشـكال‬ ‫واخ ُتـل الفرفيــيع‬ ‫* أنـه يهتـ ُّم فـي الحصـول علـى إيراداتـه مـن الأسـواق‬ ‫ومـن أهمـها‪:‬‬ ‫بعضهـا الآخـر‪،‬‬ ‫خـارج الـدول‪.‬‬ ‫* أنه يعتمد على الدخل غيرالناتج من العمل‪.‬‬ ‫االلصردايـفـعحـع‪1،‬حا‪-‬بتلـوااانىلللـقيـعرذيتـقدـماعييركايا‪،‬نـللعأأعوتراوبـقـمااـماـلُدترحناقيل‪:‬عتـشلســـوييىراهتـءتطوساـق‪،‬لامـدعهويـفنُـِقـممايأفـراايكلشـلتتتهاقارسـدلسأـهيـنـِحيوامالوًلااءاتليِعـمتـريـانلنعقُليتلأـخفـحـرأصقــرااا ُددسقل‬ ‫* قـد يكـون الريـع؛ «المصـدر الرئي�سـ ّي للإيـرادات‬ ‫الخاصـة بالاقتصـاد المحلـ ّي‪ ...‬كمـا يعتمـد الريـع علـى‬ ‫ـع‬ ‫بإعـادة توزي‬ ‫ـابـدد ّليًاللعـسـنكاالمن‪،‬سـاواهلممرتةبـفـيط‬ ‫النشـاط الاقتص‬ ‫إنتاجـه»‪.5‬‬ ‫واسـتهلاك الريـع‬ ‫إلـخاىر*ظج ّهيــيةوعرتغميــسـردلمواركتقّيبتاطـصتـةالدامـتاعلاشـرليـجعععمليعـعللــةىىالاإلوناتجـاسـوتجدّيمـةرامـ؛روفاـم ّيرمـدااليـإمناؤتـل ّدايـجةي‬ ‫ااوللامـلتـايلشـتار‪2‬لحك‪-‬اتـخـاالوترييالصعتعـابـلـليهاى‪.‬تحنعتمكســابُلٍرةفيـ‪:‬عياهلميـو ٍاجةـلا ٍمرـيل ُعنواااللمُحنذـاٍديف‪،‬يسـرفتتةببسيــُطعنباىاللأإُتسحـجـواادرِقى‪،‬‬ ‫المحلـ ّي‪.6‬‬ ‫* يعتبـر اقتصـاد الريـع السـبب الأسـاس فـي تجميـع‬ ‫الحشـصـركرا ٍيتللإألـفـىراادح‪،‬تـثـكام ِربيعسـهلـاع ٍلةل مشـعريكناـ ٍِةت‪ ،‬الومُتناقفديسـمهةـابأبسـشـعكاٍ ٍلر‬ ‫الثـروة الماليـة عنـد فئـات محصـورة مـن المجتمـع التـي‬ ‫تحتكـر المـال والسـلطة والجـاه‪ .‬لذلـك يكـون مصحوبـا‬ ‫االلموميظـيزافيت‪:‬للهمواولظريفُيـع انل‪،‬ذوتي يسـعاتهم ُ ُمدفـعيلدى تعومفهـي ِمر‬ ‫مرتفعـة‪.‬‬ ‫بخلـل اقتصـادي كبيـر‪ ،‬فنجـد مثـا طلبـات الحمايـة‬ ‫‪ -3‬الريع‬ ‫مجموعـ ٍة مـن‬ ‫فـوق الطاقـة الاسـتيعابية‪ ،‬والتركـزفـي الأسـواق‪ ،‬وتحديـد‬ ‫ااأاأبللعإلوونالتوتىغاضسقـظااتعيلدجزّثيي‪ّ4‬يــفيـق‪-‬مفُيـةةمايا‪ِ:،‬اةرمرلمت‪،‬فوعـربارتوياـالييفوـلُفتتيعــاةععيرلحـاثمبةــُلتّمدردلصمندسوـبقحلاجّتايـأاشرلمنـةتخُم ّكًسيـةلٍرو‪:‬االلعبلجاامألهمرصطــمفـوبوكياظنصٍضّااعفلاتّيلـيدـلل‪،‬آد‪،‬رنةمبأــاالخووـوُنأرمتعسـألخاوانئوولرفاُالايـافلىللاءـلمرأـتنذهمذـأزاااثسـكمليا‪.‬جـنكتـتةي‪،‬امننعل‪،‬تتـإلموناىوتجلتجاساـتاغلـانـجمائعـّرّيييلـيزةع‪،‬ز‪،‬ةن‬ ‫هوامش ربح مرتفعة‪ ،‬دعم السلع بشكل عشوائي‪ ،‬علاوة‬ ‫فـممذووعالاّيلمـمـكناصـنتـسفلــيدـه؛ا‪5‬وًرلايؤ‪-‬طإدقنح‪،‬محرتيياــهياولاعأمـصلـإًثجااول ّـليذـرأمُللىالةهـنعدقضااجلـالبلامخـلىمأرببمـااقعـلـدةللضـ‪ّّ،:‬ايهـالخـ‪.‬عورهةـليتللأوبمـظكاواملثهـقاـيدرـلتدردرفعـرسخٍييـــلـمعـتعىولعنـاتاجقـللمُـكراادال ًلذالثـضيـعفضـاريقيلـرويبـاالفأنةرتـإخغ ّنتبليـجت‪.‬ـساـاشـلدابئتجكوـا ٍرالينللاألثـتتموواراققـلا ّوصيدـابيــضـةتححت؛‪،‬م‬ ‫علـى الخلـل المتكـرر فـي الميـزان التجـاري والعجـزالكبيـرفـي‬ ‫الموازنـة‪.‬‬ ‫* عـدم وجـود جهـاز يتمتـع بصلاحيـات واسـعة فـي‬ ‫مجـال الرقابـة والمتابعـة‪ ،‬لأن جـل المسـاهمين فـي اقتصـاد‬ ‫البلـد لهـم نفـوذ خـاص‪ ،‬أويتمتعـون بشـكل مـن أشـكال‬ ‫السـلحبي ًاصابنوـابلمةقـ‪.‬طيلـأقن‪،‬ألوكـضنـ احلمأقنا اربـقةت الصـااجدتاملاريعـيـعةليـوالاسقاتقتصاصـدايـد ًاة‬ ‫الفاشلة هي التي تؤثرسلبا على هذا النوع من الاقتصاد‪.‬‬ ‫المبحـث الثـاني‪ :‬الآثــار الاجتماعيـة‬ ‫والاقتصاديــة لاقتصــاد الريــع؛‬ ‫أولا‪ :‬الآثـار الاجتماعية؛‬ ‫‪ -6‬الامتيازات والمنح والهبـات‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫ذخاارتجاّيلـآةثـياترغيماـيلـرزسماـلقرتبتبيةطصــ؛اةفدهـماـلوعرييـاعلعتعبمـمملديـجعةملـاوىلعإـنوةتاجـمـوج ّدينـ اةمـل‪،‬واخوريدهصتـامئُّـامل ّيفــةيص‬ ‫‪ -‬اﻷرا�ضـي الزراعيـة التـي تمنـح الدولـة لبعـض‬ ‫الحصـول علـى إيراداتـه مـن الأسـواق خـارج الـدول‪ .‬وإذا‬ ‫الأشـخاص حـق اﻻنتفـاع بهـا دون عقـود رسـمية‪.‬‬ ‫‪ -‬الرخـص بـكل أنواعهـا؛ والتـي تمنـح لأشـخاص‬ ‫معيـنين‪ ،‬فيكـون لهـم دخـل قـاروكبيـردون عمـل منتـج‪.‬‬ ‫‪ -‬مرتبات الموظفين اﻷشباح‪.‬‬ ‫‪ -5‬ينظـر‪ :‬غسـان‪ ،‬إبراهيـم‪« ،‬الأبعـاد الاجتماعيـة للاقتصـاد الريعـي فـي‬ ‫السـدنوخّـي‪7‬ةل‪-‬تااللنظـارتُّيــلعجماعلـسـدتنائمـقـرمًرة‪ :‬مـويضدقـاىصـالادللـٍرحهيـما«قاةا‪.‬لبـريـلعدافلمعـاسـتتمرشـ»ه‪،‬رّيوةهـأوو‬ ‫سـوريا»‪( ،‬مرجـع سـابق)‪.‬‬ ‫الصفحة ‪( .6 - 4 :‬بتص ّرف)‪.‬‬ ‫‪ -6‬ناجـي حسـين‪« ،‬دراسـة تحليليـة لمنـاخ الاسـتثمار فـي الجزائـر»‪،‬‬ ‫(قسـنطينة ‪ -‬الجزائـر‪ :‬جامعـة منتـوري)‪ ،‬ص‪( .72 :‬بتصـ ّرف)‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫فئـات المجتمـع‪ ،‬حيـث تبقـى الثـروة الماليـة مكدسـة فـي‬ ‫كان الريع المصدرالرئي�س ّي للإيرادات الخاصة بالاقتصاد‬ ‫أيـدي فئـات محصـورة مـن المجتمـع ومحتكـرة لديهـم‪.‬‬ ‫اولانلاشـسـاتهلطاالكابـقتدل ًاصـاعـد ّنياللملسـسـاكاهمنة‪،‬‬ ‫المحلـي‪ ،‬فإنـه يعتمـد علـى‬ ‫* اعتماد العلاقات الاجتماعية على القرابة للأسرة‬ ‫والمرتبـط بإعـادة التوزيـع‬ ‫والنخبـة الحاكمـة التـي تفـرض نفسـها فـي اختيـار كبـار‬ ‫فـي الإنتـاج؛ لذلـك تـنتج عـن اقتصـاد الريـع أضـراركثيـرة‪،‬‬ ‫موظفـي الدولـة ومسـاعديهم كمـا أن الاقتصـاد الريعـي‬ ‫منهـا الأضـرار الاجتماعيـة التـي تؤثـر سـلبا علـى الفـرد‬ ‫يقدم عادة الضمانات ضد المسـاءلة والمحاسـبة‪ ،‬وينشـر‬ ‫والمجتمـع والدولـة‪ ،‬ومنهـا‪:‬‬ ‫ثقافـة التـواكل والخنـوع‪.‬‬ ‫‪ -1‬آثـاره على الفرد؛‬ ‫لا شـك أن هـذا النمـط مـن الاقتصـاد يتـرك آثـارا‬ ‫* يتسـبب فـي نشـر الحسـد والطمـع‪ ،‬والحقـد‬ ‫والكراهيـة ومـا يسـمى‪“ :‬الصـراع الطبقـي”؛ حيـث يوسـع‬ ‫سـلبية علـى الفـرد‪ ،‬ومنهـا‪:‬‬ ‫فـي التفـاوت فـي‬ ‫آاتلمخـفلـرجـوكوانةلأبمـيـجواونعاـلًلا‪،‬فئوـحاتحـىرت ُميااتلنـ ًاَاخـجتموممبارعـعيضــ ًاة‪.‬ض‪،‬الونيـازيـدس‬ ‫* يتربـى الفـرد علـى الاتـكال والاعتمـاد التـام علـى‬ ‫بالمـال‪ ،‬ويمـوت‬ ‫الدولـة‪ .‬وبـدلا مـن أن يكـون الفـرد عونـا للدولـة كمـا هـو‬ ‫الحـال فـي الاقتصاديـات المنتجـة‪ ،‬يصبـح عالـة عليهـا فـي‬ ‫* محدوديـة التطـور‪ ،‬مقابـل زيـادة الدخـل لشـرائح‬ ‫ظـل الاقتصـاد الريعـي‪ ،‬وهـومـا يخالـف أمـرالله سـبحانه‬ ‫اجتماعيـة بعينهـا إلـى حـد التخمـة وزيـادة معـدلات‬ ‫وتعالـى‪« :‬وقـل اعملـوا فسـيرى الله عملكـم ورسـوله‬ ‫الاكتفـاء (أي حجـب جـزء مـن الدخـول عـن الادخـار)‬ ‫والمومنـون»‪ .7‬وهـذا الاتـكال يـؤدي إلـى شـح فـي الإنتـاج‪،‬‬ ‫ومـن ثـم ضعـف التراكـم الرأسـمالي وعجـزالمجتمعـات عـن‬ ‫إضافـة طاقـات إنتاجيـة جديـدة‪.‬‬ ‫وتف�شـي اللامبـالاة فـي سـائر أجهـزة الدولـة‪.‬‬ ‫يقـ ّوض علـى نحـو‬ ‫تإمان ُاسـنتَكشـاالرنالسـايقتج اصـلاادجتالماريعـعـي‪.‬ي‬ ‫*‬ ‫* ينعكـس نمـط الاقتصـاد علـى عمـران المجتمعـات‪،‬‬ ‫فالإنسـان عمومـا‬ ‫خطيـر‬ ‫وسـيطرة فئـة قليلـة علـى مراكـز الثـروة والتحكـم فـي‬ ‫يمكـن أن يقبـل أن يغتنـي البعـض علـى أسـاس الجهـد‬ ‫تعولزىي*اعلاهـظاهس‪.‬تورمراسرلفويكاّيلاإنتتاريجعا ّليمةحلع ّين‪.‬د بعض الأفراد لاتشجع‬ ‫والجدارة‪ ،‬غيرأنه لن يتسـامح مع أولئك الذين ينجحون‬ ‫* إعـاء ثقافـة الاعتمـاد علـى الخـارج فـي توفيـر‬ ‫وعبـر‬ ‫عليهـا‬ ‫والتحايـل‬ ‫ابلالتـقي ُوتامعَـنـدح‬ ‫مـن خـال التلاعـب‬ ‫لهـم‪.‬‬ ‫اسـتغلال الامتيـازات‬ ‫الاحتياجـات علـى حسـاب الإنتـاج المحلـي‪.‬‬ ‫* انتشارالاستهلاك الترفي لدى عدد من المواطنين‪.‬‬ ‫* يسـاعد علـى زيـادة الفجـوة بيـن الطبقـات بقـدر‬ ‫الاقتـراب أو الابتعـاد عـن السـلطة وعـادة مـا تعمـل‬ ‫‪ -2‬آثـاره على بنية المجتمع؛‬ ‫الحكومـات التـي تعتمـد علـى الدخـول الريعيـة بالإبقـاء‬ ‫* يسـود الاقتصـاد الريعـي فـي تكوينـات فئويـة تتمركـز‬ ‫علـى موازيـن القـوى علـى حالهـا دون العمـل علـى تطويرهـا‬ ‫حـول العشـيرة أو القبيلـة أو الأسـرة الممتـدة القائمـة فـي‬ ‫بحيـث تبقـى العلاقـات بيـن أفـراد المجتمـع؛ هـي علاقـات؛‬ ‫اقتصادهـا علـى هـذه السـلعة أوتلـك‪ .‬ونتيجـة لذلـك فـان؛‬ ‫«قـدرة مـن يملـك ويعطـي» و»مـن ينتظـرالمنـح والهبـات»‬ ‫(العلاقـات الاجتماعيـة السـائدة فـي نمـط الإنتـاج الريعـي‬ ‫وهـذا ينعكـس علـى المجتمعـات ويـؤدي إلـى تعظيـم ثقافـة‬ ‫مغلقـة بطبيعتهـا‪ ،‬أمـا فـي الاقتصـاد المنتـج فبالرغـم مـن‬ ‫الاسـتكانة علـى حسـاب ثقافـة التحـدي والاعتمـاد علـى‬ ‫اعتمـاده علـى مؤسسـات اقتصاديـة تديـره وتحركـه إلاأن‬ ‫هـذه المؤسسـات تعتمـد علـى الفـرد الواحـد الـذي يملـك‬ ‫النفـس‪ ،‬وروح المبـادرة‪.‬‬ ‫حصـة أوسـهما أويتقا�ضـى مرتبـا مـن جـراء انتمائـه لتلـك‬ ‫المؤسسـة؛ ولذلـك فـان الاقتصـاد المنتـج اقتصـاد منفتـح‬ ‫ثانيا‪ :‬آثــاره الاقتصادية؛‬ ‫بطبعـه قابـل للتمـدد واسـتيعاب رؤوس الأمـوال والسـلع‬ ‫من أهم الآثـارالاقتصادية للريع‪:‬‬ ‫والأفـراد)‪.8‬‬ ‫‪ -‬المنافسـة والازدواجيـة فـي المشـاريع الاقتصاديـة‪:‬‬ ‫* تنعـدم روح الضمـان الاجتماعـي‪ ،‬والتـوازن بيـن‬ ‫غالبـا مـا تفتقـرالـدول التـي تعتمـد علـى الريـع إلـى العناصـر‬ ‫الضروريـة التـي يجـب توافرهـا لقيـام اتحـاد اقتصـادي‬ ‫‪ -7‬سورة التـوبة ‪ /‬من الآية‪.105 :‬‬ ‫فيمـا بينهـا‪ ،‬وذلـك لعـدم وجـود اختـاف فـي المزايـا النسـبية‬ ‫‪ -8‬الجواهـرة‪ ،‬هانـي‪« ،‬الاقتصـاد الريعـي وتأثيـره فـي الدولـة والمجتمـع»‪،‬‬ ‫‪41‬‬ ‫(صحيفة «اليوم»‪ ،‬العدد‪.)10957 :‬‬

‫العـبء الضريبـي وغيرهـا مـن الخصائـص المرتبطـة‬ ‫لعوامل الإنتاج فيها‪ ،‬وضآلة التبادل التجاري فيما بينها‪،‬‬ ‫بالاقتصـاد الريعـي‪ .‬وإضافـة إلـى الآثـار الاجتماعيـة‬ ‫ممـا يقلـل بدرجـة كبيـرة مـن مـدى المنافـع التـي تعـود عـادة‬ ‫والاقتصاديـة الخاصـة لاقتصـاد الريـع‪ ،‬فـإن هنـاك‬ ‫علـى الاتحـاد الاقتصـادي‪ .‬حيـث يلاحـظ أن بعـض الـدول‬ ‫تتدافـع نحـو إنشـاء صناعـات متشـابهة‪ ،‬بسـبب تماثـل‬ ‫مخاطـرتعـم الدولـة ومؤسسـاتها‪ ،‬ومنـها‪:‬‬ ‫‪ -‬التبعيـة الاقتصاديـة للخـارج؛ لأن الدولـة تعتمـد‬ ‫هياكلهـا الإنتاجيـة‪ ،‬ونـدرة المـواد الطبيعيـة الأخـرى‪.‬‬ ‫بشـكل كبيـرعلـى الاسـتيراد مـن الخـارج لسـد الاحتياجـات‬ ‫مـن السـلع الصناعيـة والغذائيـة‪ ،‬الأمـرالـذي يعكـس إلـى‬ ‫‪ -‬تشـويه المؤشـرات الاقتصاديـة مـن خـال تحويـل‬ ‫حـد كبيـر قصـور القطاعـات المحليـة عـن الوفـاء بتلـك‬ ‫أغلـب الاسـتمارات إلـى قطـاع الخدمـات والعقـارات‬ ‫الاحتياجـات‪ ،‬كمـا تقـوم العديـد مـن الـدول الريعيـة‬ ‫بتصديـرالمـوارد أو ترخيـص تنميتهـا لأطـراف خارجيـة‪.‬‬ ‫وتحويـل المجتمـع إلـى مجتمـع اسـتهلاكي‪.‬‬ ‫برامـج‪-‬الالتانعمتيـمـةافـديااللكدبيوـلـرة أعلـسىا اسلـ ًاعمعالـلـىةالالعوماالفــةدةا‪:‬لوتاعفـتدمـةد‪،‬‬ ‫‪ -‬المسـاهمة فـي خلـق اقتصـاد هـش‪ ،‬وضـرب‬ ‫فكلمـا وضعـت الدولـة خططهـا التنمويـة وكان مـن أهـم‬ ‫الاقتصاد الإنتاجي إضافة إلى تراجع الدولة ضمن الدول‬ ‫العقبـات التـي واجهتهـا فـي تنفيـذ تلـك الخطـط‪ ،‬قلـة حجـم‬ ‫العمالـة الوطنيـة‪ .‬فلابـد مـن «أخـذ رأس المـال البشـري‬ ‫الصناعيـة‪ ،‬المنتجـة‪.‬‬ ‫بعيـن الاعتبـار ورأس المـال إنمـا هـو نتيجـة اسـتثمار فـي‬ ‫تدريـب اليـد العاملـة يسـمح بتوفيـرعمالـة ماهـرة تزيـد مـن‬ ‫‪ -‬الاعتمـاد أكثـر علـى الإيـرادات الخارجيـة لـتوفير‬ ‫الاحتياجـات فـي مقابـل إضعـاف الإنتـاج المحلـي‪.‬‬ ‫إنتاجيـة العمـل»‪.10‬‬ ‫‪ -‬ارتفاع نسبة التضخم المستورد‪ ،‬والتي تكون على‬ ‫‪ -‬عـدم وجـود جهـاز يتمتـع بصلاحيـات واسـعة فـي‬ ‫حسـاب المسـتوى الـذي يمـس المواطـن مـن خـال الزيـادة‬ ‫مجـال الرقابـة والمتابعـة‪ ،‬لأن جـل المسـاهمين فـي اقتصـاد‬ ‫فـي أسـعارالمـواد الأساسـية علـى حسـاب المداخـل‪.‬‬ ‫البلـد لهـم نقـود خـاص‪ ،‬أويتمتعـون بشـكل مـن أشـكال‬ ‫‪ -‬اسـتنزاف مـوارد الدولـة المحـدودة فـي نفقـات‬ ‫وهميـة أوغيـرمجديـة بـدل صرفهـا للوفـاء بالاحتياجـات‬ ‫الحصانـة‪.‬‬ ‫الأساسـية للمواطنيـن‪.‬‬ ‫‪ -‬عـادة مـا يقـدم الاقتصـاد الريعـي الضمانـات ضـد‬ ‫المشاريع‬ ‫نقص إمكانيات توفيرالحاجيات وتنفيذ‬ ‫‪-‬‬ ‫المسـاءلة والمحاسـبة‪ ،‬ويقـف غالبـا إلـى جانـب الفسـاد‪،‬‬ ‫الأسواق‬ ‫«يهت ُّم الريع في الحصول على إيراداته من‬ ‫حيث؛‬ ‫لأنـه؛ يعتمـد العلاقـات الاجتماعيـة وعلـى القرابـة للأسـرة‬ ‫الخارجية»‪.9‬‬ ‫والنخبـة الحاكمـة التـي تفـرض نفسـها فـي اختيـارمسـئولي‬ ‫‪ -‬حرمـان الخزينـة العامـة مـن الرسـوم التـي يجـب ان‬ ‫تستخلص عن الأرباح الخيالية المحققة من المستفيدين‬ ‫الدولـة‪ ،‬وكبـارالدولـة ومسـاعديهم‪.‬‬ ‫من المزايا والتسهيلات الممنوحة من طرف الدولة‪.‬‬ ‫اتلتحمـهّطدملــلةلباليخمتـنإسـاظـنتومسر ًاكسـتاهفلحشــ ًةحمـ‪،‬توةليآغسًـالييـطـوماااجءتهـوأاانلـولمدهاشمـيااررجـعسـسيـتابثةنلاتعئللـايألىمـة‪.‬رايولاعغييجــلهـرةااألونعتوااهمــلضـتذـةيعه‪،‬‬ ‫‪ -‬عدم توفرظروف اقتصادية تساعد على استمرار‬ ‫تسـعى إلـى الإصـاح أن تواجـه مقاومـة جبهـة عتيـدة مـن‬ ‫مسيرة التكامل الاقتصادي‪.‬‬ ‫أولئـك الذيـن يريـدون حمايـة «المكتسـبات» الريعيـة التـي‬ ‫ثــالثا‪ :‬آثــاره على الدولة؛‬ ‫يسـتفيدون منهـا‪.‬‬ ‫‪ -‬تأثيـره علـى السياسـة الاقتصاديـة للدولـة؛ إن‬ ‫الـدول الريعيـة هـي الـدول الغنيـة بالمـوارد الطبيعيـة‬ ‫الاعتمـاد علـى الدخـول الريعيـة وضـع الاقتصـاد تحـت‬ ‫مثـل النفـط والغـاز‪ ،‬وغيرهمـا‪ ،‬أوالـدول الغنيـة بـالأدوات‬ ‫رحمـة المتغيـرات الخارجيـة والداخليـة بمعنـى أن أدنـى‬ ‫الماليـة مثـل العملـة الاحتياطيـة‪ .‬والـدول التـي تعتمـد علـى‬ ‫المـوارد الاسـتراتيجية‪ ،‬مثـل القواعـد العسـكرية‪ .‬ومـن‬ ‫‪ -10‬لعويسات‪ ،‬جمال الدين‪ ،‬العلاقات الاقتصادية الدولية والتنمية‪،‬‬ ‫أهـم مـا يميـزالـدول ذات الاقتصاديـات الريعيـة هـوازديـاد‬ ‫(دارالهومة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة‪2000 :‬م)‪ .‬ص‪.33 :‬‬ ‫النفقـات الحكوميـة وتضخـم قطـاع الخدمـات بالعمالـة‬ ‫ويأخذ سـعرالصرف الحقيقي بالارتفاع النسـبي وتواضع‬ ‫‪ -9‬جناحـي‪ ،‬عبـد الله‪« ،‬المجتمـع الأهلـي فـي مواجهـة المخاطـرالتـي تتعـرض‬ ‫لهـا الأسـرة البحرينيـة»‪ ،‬صحيفـة الوسـط البحرينيـة‪ ،‬العـدد‪.4209 :‬‬ ‫(بتصـرف)‬ ‫‪42‬‬

‫البواالشلـ ـاأبعوتـكضبـاا‪،‬رع‪،‬وماوليراحـجضـ ًّتاوملافعتـايـلاكةًاشـعيواقلبتـاقلتوالرصحواكدحيـومةـالةعلـ إمكـلـللى‬ ‫والنهـوض‬ ‫االلتريجعـايـرةة‪،‬الوكدثويلـيـًراة‪،‬مـاتنتتحـقـدلثب هســزراعةت‬ ‫حركـة‬ ‫هـزة نصيـب‬ ‫مكونـات‬ ‫الدولـة‬ ‫إلـى اقتصـاد‬ ‫والاجتهـاد‬ ‫اجتماعيـة شـديدة‪.‬‬ ‫مجتمـع خامـل وكسـول غيـرقـادرعلـى الإنتـاج‪ .‬كمـا يتحـول‬ ‫الريـع فـي مراحـل معـيـنة مـن حركيـة المجتمـع إلـى وسـيلة‬ ‫ستؤثر‬ ‫فإذا كانت أسعارالنفط منخفضة فإنها‬ ‫امـلنسـلداطخـةلليالمحـجرتكمـعبهـاالوادوحاـئـدرتكضرييقـسـ ًاة‬ ‫يسـتعملها مـن بيـده‬ ‫اللذيـن‬ ‫إجمالـي الناتـج المحلـي الاسـمي والحقيقـي‬ ‫فـي‬ ‫كثيـ ًرا‬ ‫داخـل فئـات متعـددة‬ ‫يسـهمان بأعلـى نسـبة بالنسـبة لاقتصادياتهـا‪ ،‬وإنفاقهـا‬ ‫للسـلطوية وتقويـة للقبضـة الحديديـة‪.‬‬ ‫نمـو‬ ‫واصلاادسـراتتثهـما‪.‬اراولـمـذعيذللـا يكع‪،‬تيمـخدتلكـثيـفًرا‬ ‫وصافـي‬ ‫الحكومـي‪،‬‬ ‫وفـي المقبـل يفتـرض أن يحقـق الاقتصـاد المتـوازن‬ ‫علـى‬ ‫الخـاص‬ ‫الاسـتهلاك‬ ‫المطلـوب الـذي يقـوم علـى تضخـم محـدود (مهمـة البنـك‬ ‫النفـط مـن بلـد لآخـر‪ .‬ونتيجـة لذلـك‪ ،‬يمكـن اعتبـارأن‬ ‫المركـزي)‪ ،‬والحـد مـن البطالـة وتوفيـر ظـروف العمـل‬ ‫دول التعـاون الخليجـي تمـربمراحـل مختلفـة فـي الـدورة‬ ‫اللائـق‪ .‬كمـا يتيـح هـذا التـوازن إمكانـات كبيـرة فيما يخص‬ ‫الاقتصاديـة‪ ،‬بالرغـم مـن سـماتها المشـتركة‪ .‬إذ تعكـس‬ ‫المفاوضـات الجماعيـة والعماليـة‪.‬‬ ‫دورة أنشـطة الأعمـال تقلبـات نمـوالناتـج المحلـي الإجمالـي‬ ‫الحقيقـي لـكل بلـد بالنسـبة لنمـو اقتصـاده المحتمـل‪،‬‬ ‫المبحـث الثالـث‪ :‬سـبل عـاج هـذه‬ ‫ويعـرف مـن حيـث الانكمـاش والتوسـع‪.11‬‬ ‫الآثــار؛‬ ‫‪ -1‬حلــول لعــاج الآثـــار الســلبية‬ ‫ومثـال آخـر؛ نفتـرض أن دولـة مـا مداخلهـا مـن‬ ‫تصديـرالغـازالطبيعـي‪ ،‬تمثـل ‪ 50 %‬مـن إجمالـي المداخـل‬ ‫للريــع‪:‬‬ ‫بالعملـة الصعبـة‪ ،‬عـرف انتكاسـة مزدوجـة فـي ظـل توقـف‬ ‫نمـو الكميـة المنتجـة‪ ،‬والمتمثلـة فـي تراجـع حصتهـا فـي‬ ‫بالنظرإلى ما رأينا من آثـاراجتماعية واقتصادية‬ ‫صـادرات الغـازالدوليـة بفعـل ارتفـاع المنافسـة الدوليـة‬ ‫للريع‪ ،‬وغيرها من أصناف الأضراروالمخاطر؛ يتعين لـزاما‬ ‫مـن خـال العلاقـة سـعر‪/‬نوعية‪ ،‬ممـا سـيأثرسـلبا علـى‬ ‫الاقتصادي‪،‬‬ ‫عإنصلحالحـوالنتا اجقتحةصلاعدليـاةج‪،‬هقذـادالم ُتشزيـكلل‬ ‫البحث‬ ‫حجـم الصـادرات‪ ،‬ومـن جهـة أخـرى يعـرف الاسـتهلاك‬ ‫الأعبـاء علـى‬ ‫وإقامـة‬ ‫المحلـي للغـازالطبيعـي نمـوا سـنويا يعـادل ‪ 08 %‬ممـا يعنـي‬ ‫الدولـة‪ .‬والإسـام يحـث علـى العمـل والإنتـاج الحقيقـي‪،‬‬ ‫بالضرورة أن الصادرات من الغازستعرف تراجعا سنويا‬ ‫ويضبط الملكية ويسعى لكون ملكية حقيقية‪ ،‬كما يقول‬ ‫الدكتور أحمد لسـان الحق‪( :‬فالشـريعة الإسـامية تتجه‬ ‫يقـدربحوالـي ‪ 10%‬مـن المداخـل كل سـنة‪.‬‬ ‫نحـوالإنتـاج والعمـل‪ ،‬لا إلـى الملكيـة الوهميـة‪ ،‬كمـا تتجـه‬ ‫كما تتميزالدول الريعية بالغياب النسبي للإيرادات‬ ‫إلـى إعطـاء كل ذي حـق حقـه‪ ،‬لا إلـى تأميمهـا والرمـي بهـا‬ ‫فـي يـد فئـة حاكمـة مسـتبدة‪ ،‬أوتركهـا فـي يـد أنـاس احتالـوا‬ ‫الضريبيـة‪ ،‬فاسـتخراج الثـروات يحـدث دخـولا بشـكل‬ ‫االلـحداوجـلةت لفاشـسـتل فخـيرااجلتالطـدوخرـلسيمـانسـايلًما‪،‬والأطنـنيهـ فـني‪،‬‬ ‫دون‬ ‫طبيعـي‬ ‫واغتصبـوا واسـتغلوا النفـوذ فـي امتلاكهـا)‪.13‬‬ ‫هـذه‬ ‫و»مثـل‬ ‫فلابـد إذن‪ ،‬مـن بـذل مزيـد مـن الجهـد سـواء‬ ‫مـن الدولـة أوالمواطنيـن لتحويـل الاقتصـاد مـن الريـع إلـى‬ ‫حالـة عـدم وجـود ضرائـب‪ ،‬يكـون للمواطنيـن حوافـزأقـل‬ ‫لبـلدلضاغـمـطنعذلـلـى اكل‪،‬حفكـإومنـةاللتحكصوبـمـحةمتقســتومجيبفةعللياـ ًاحتبـي»ارجاشـتهـوةم‪».‬‬ ‫الإنتـاج‪.‬‬ ‫ومن الحلول المقترحة‪:‬‬ ‫اعسـصـتثرمامـاريب‪،‬عـدوإاعلـندفاـدط‪.‬خ ُبطغـيـٍةط‬ ‫* إحـداث صنـدوق‬ ‫المواطنيـن ببرامـج رعايـة اجتماعيـة واسـعة النطـاق‪،‬‬ ‫اقتصاديـة‪ ،‬للانتقـال إلـى‬ ‫فالميزانيـة فـي واقـع تلـك الـدول مجـرد برنامـج إنفـاق»‪.12‬‬ ‫وفـي الأخيـر يبقـى الريـع مشـكلا يعـوق التنميـة‬ ‫تجنـب مزيـ ٍد مـن الأزمـات نتـاج انهيـارأسـعارالنفـط‪ ،‬الذي‬ ‫لا تسـتطيع الدولـة التحكـم فيـه‪.‬‬ ‫‪ -11‬يرجـع إلـى‪« :‬التقريـر الأسـبوعي الصـادر عـن شـركة «آسـيا»‬ ‫للاسـتثمار»‪( ،‬مـن مجلـة الخليـج‪« ،‬الخليـج الاقتصـادي» بتاريـخ‪ 6 :‬أبريـل‬ ‫‪ -13‬لسـان الحـق‪ ،‬أحمـد‪« ،‬منهـج الاقتصـاد الإسـامي فـي إنتـاج الثـروة‬ ‫واسـتهلاكها‪ ،‬الاسـتثمارومؤسسـاته‪ ،‬الاسـتهلاك وعوامله»‪( ،‬دارالفرقان‬ ‫‪2015‬م)‪.‬‬ ‫‪ -12‬لوشـياني‪ ،‬جاكومـو‪« ،‬الدولـة الرعيـة فـي العالـم العربـي»‪( ،‬روتليـدج‬ ‫للنشـر –الـدارالبيضـاء‪ ،‬المغـرب‪ ،‬دون تاريـخ)‪ .‬ج‪ /2 :‬ص‪.326 :‬‬ ‫لنـدن)‪ .‬ص‪.87-88 :‬‬ ‫‪43‬‬

‫العمـل والإنتـاج متجـدرة فـي روح المجتمـع‪.‬‬ ‫* اعتمـاد سياسـة اقتصاديـة لتوفيـر المصالـح‬ ‫الخاصـة فـي المجتمـع‪ ،‬وتحسـين ظـروف العيـش لكافـة‬ ‫* ردع الاحتـكاربأنواعـه؛ احتـكارالأرض والأمـوال‪،‬‬ ‫المواطنيـن‪ ،‬وتعزيـز التقـدم والتطـور العلمـ ّي والتقنـ ّي‪.‬‬ ‫والسـلع‪ ،‬والخدمـات‪ ،‬والخبـرة عـن المحتـاج إليهـا‪ .‬فقـد‬ ‫* السـعي الجـاد والمسـئول لنشـر ثقافـة التنميـة‬ ‫وجـه سـيدنا علـي بـن أبـي طالـب ر�ضـي الله عنـه رسـالة إلـى‬ ‫الاقتصاديـة وتنشـيط عمليـة الإنتـاج والاسـتثمار؛ وذلـك‬ ‫عاملـه الأشـتر‪ ،‬وممـا جـاء فيهـا‪( :‬واعلـم مـع ذلـك أن فـي‬ ‫من خلال العمل المتلاحق على تدويرالأموال واستثمارها‬ ‫كثيـرمنهـم ‪ -‬يقصـد التجـاروأصحـاب الصناعـات‪ -‬ضيقـا‬ ‫فـي إشـادة المصانـع‪ ،‬وإقامـة العمائـر‪ ،‬وزراعـة الأرا�ضـي‪،‬‬ ‫فاحشـا‪ ،‬وشـحا قبيحـا‪ ،‬واحتـكارا للمنافـع‪ ،‬وتحكمـا فـي‬ ‫وتبـادل السـلع والمنتجـات‪ ،‬وعـدم تجميـد الأمـوال‬ ‫البياعـات‪ .‬وذلـك بـاب مضـرة للعامـة وعيـب علـى الـولاة‪.‬‬ ‫فامنـع مـن الاحتـكار‪ ،‬فـإن رسـول الله صلـى الله عليـه وآلـه‬ ‫وتعطيلهـا‪.‬‬ ‫منـع منـه‪ .‬وليكـن البيـع سـمحا‪ ،‬بموازيـن عـدل وأسـعار‬ ‫* عـدم الاعتمـاد علـى مصـدروحيـد للدخـل؛ لأنـه‬ ‫لا تجحـف بالفريقيـن مـن البائـع والمبتـاع‪ .‬فمـن قـارف‪15‬‬ ‫مصـدرقابـل للنفـاد وغيـرمتجـدد‪ ،‬ويتحـدد عمـره بمقـدار‬ ‫حكره بعد نهيك إياه فنكل به‪ ،‬وعاقب في غيرإسراف)‪.16‬‬ ‫الاحتياطـات ومعـدلات الإنتـاج السـنوية‪ .‬لذلـك يتطلـب‬ ‫* تشـجيع اقتصـاد السـوق الحـر‪ ،‬والقـدرة‬ ‫علـى الدولـة‪ ،‬أن تسـعى إلـى تنويـع التركيبـة الاقتصاديـة‬ ‫الاقتصاديـة المتطـورة عاليـة الكفـاءة وتوفيـرالمنتجـات‪،‬‬ ‫وتفادي كل طرق المنافسة الشرسة وعدم السماح‬ ‫وعـدم الاعتمـاد علـى مصـدرواحـد فقـط‪.‬‬ ‫* الاسـتثمارفـي الحقـل العينـي أي الاقتصـاد الفعلـي‬ ‫بالانفراد بتصنيع المنتجات‪.‬‬ ‫مـن خـال الرفـع مـن القـدرات الإنتاجيـة مـع مواصلـة‬ ‫* إعـداد اليـد العاملـة الماهـرة‪ ،‬والكافيـة للبـذل‬ ‫استعمال الأدوات النقدية‪ ،‬حتى يتم التقليص من تنامي‬ ‫والعطـاء؛ لأن الاقتصـاد المتـوازن يقـوم علـى أسـاس‬ ‫وتيـرة التضخـم التـي أضحـت معضلـة إقليميـة ووطنيـة‪،‬‬ ‫ممارسـة الدولـة لدورهـا فـي ضمـان تكافـؤالفـرص‪ ،‬ليـس‬ ‫لهذا على البنوك المركزية أن تتحلى في السنتين المقبلتين‬ ‫فقـط فـي الحصـول علـى الوظائـف‪ ،‬بـل فـي التأهـل لتلـك‬ ‫باليقظـة حتـى تتدخـل فـي الوقـت المناسـب وتتجـاوز آثـار‬ ‫الوظائـف مـن ناحيـة الحصـول علـى التعليـم والتدريـب‬ ‫اللازميـن‪ .‬أمـا القطـاع الخـاص‪ ،‬فتقـع علـى عاتقـه‬ ‫هـذا التحـدي‪.‬‬ ‫* السـعي الحثيـث والجـاد لتتخلـص الدولـة مـن‬ ‫مسـؤولية مجتمعيـة وبيئيـة‪.‬‬ ‫الاقتصـاد الهـش‪ ،‬ولتصنـف مـع الـدول الصناعيـة‪،‬‬ ‫* جلـب مزيـد مـن الاسـتثمارات وتشـغيلها داخـل‬ ‫المنتجـة‪ .‬ولـتكون مـن أبـرز المنتجيـن للمنتجـات الزراعيـة‬ ‫البـاد‪ ،‬بتمويـات كافيـة‪ ،‬ورفـع الاسـتثمارات الأجنبيـة‪.‬‬ ‫فـي العالـم‪ ،‬والمنسـوجات‪ ،‬والسـيارات والسـفن وغيرهـا‬ ‫* الحفـاظ علـى المـوارد مـن النضـوب‪ ،‬والمحافظـة‬ ‫مـن معـدات النقـل‪ ،‬ومـواد البنـاء‪ ،‬والإلكترونيـات‬ ‫علـى المـوارد الاقتصاديـة واسـتغلالها الاسـتغلال الأمثـل‪.‬‬ ‫* تقويـة السـوق الداخليـة وعـدم الاعتمـاد علـى‬ ‫الاسـتهلاكية والأجهـزة المنزليـة‪.‬‬ ‫الس�وق الخارجيـة‪ ،‬لأن منتجـات الدولـة سـتفقد‬ ‫* منـع الاحتـكار‪ ،‬وتقنينـه لأن؛ الحصـول علـى الريـع‬ ‫تنافسـيتها‪ ،‬ومثـال ذلـك؛ إذا كان فـي بلـد مـا؛ مختلـف‬ ‫اايملععلحرـرتيمتــىبـلـعكااواطرلسـناتلعمـمفلقيـخعهاـكأدّايرـا ّبحيةـما‪،‬لددمالوأتنسخـــكتيجوًااتفـعـلاعمهدالالةـلاضجمـكحمـمتاـينلنكعأااهرـهـلرااذ‪،‬ااحضلمامت؛ـالثـلكـلرايـلذركلعـا‪،‬؛يحفكإفـّتـملرلكثـاابيًراعـضا؛لسـدم«شـتميوققرـحشوـعدلميـكـطأمنلهو‬ ‫مدخـات الصناعـة والفلاحـة والخدمـات والتجـارة مـن‬ ‫السـلع الخامـة والمصنعـة ونصـف المصنعـة مصدرهـا‬ ‫بـد ٍل معيـن يعتمـد علـى تقييـم طبيعـة الأرض‪.14‬‬ ‫السـوق الخارجيـة‪ ،‬فسـيبقى اقتصادهـا مرتبطـا بشـكل‬ ‫* بنـاء اقتصـاد منتـج‪ ،‬وقـوي وأخلاقـي؛ لا يتـم إنتـاج‬ ‫مخيـف بالتضخـم الخارجـي الـذي يفقـد منتجـات الدولـة‬ ‫السـلعة وجنـي أرباحهـا فقـط ولكـن أيضـا يتـم بنـاء القيـم‬ ‫تنافسـيتها مـن جهـة‪ ،‬ومـن جهـة أخـرى فـإن أي توجـه‬ ‫الاقتصاديـة والاجتماعيـة لتلـك الـدول حيـث ثقافـة‬ ‫نحـو تشـجيع الإنتـاج المحلـي يدفـع إلـى الرفـع فـي فاتـورة‬ ‫الاسـتيراد‪ ،‬ومنـه فـإن الاقتصـاد الوطنـي سـيدخل فـي‬ ‫‪ -14‬الموسـوي‪ ،‬واثـق علـي‪« ،‬الاسـتقرار الاقتصـادي‪ :‬الصناديـق‬ ‫حلقـة مـن التبعيـة للسـوق الخارجيـة يصعـب تكسـيرها‬ ‫السـيادية‪ ،‬الريع‪ ،‬الموازنة العامة‪ ،‬السـوق»‪( ،‬دارالأيام للنشـروالتوزيع‪،‬‬ ‫‪ -15‬يعني تمادى في احتكاره‪.‬‬ ‫الطبعـة الأولـى)‪ .‬ج‪ /1 :‬ص‪( .55 :‬بتصـرف)‬ ‫‪ -16‬مـن كتـاب وجهـه سـيدنا علـي بـن أبـي طالـب ر�ضـي الله عنـه إلـى‬ ‫عاملـه الأشـترالنخعـي‪ .‬الإمـام علـي بـن أبـي طالـب‪ ،‬نهـج البلاغـة‪ ،‬جمـع‬ ‫‪44‬‬ ‫وتنسـيق‪ :‬الشـريف الرضـا‪( ،‬مؤسسـة المعـارف –بيـروت‪ ،‬الطبعـة الأولـى‪:‬‬ ‫‪1424‬هـ‪2004/‬م)‪ .‬ص‪.404 :‬‬

‫بيـن تشـجيع الاسـتثمارفـي المشـروعات الكبيـرة وبيـن توفيـر‬ ‫بالتوجـه نحـوتصديـرمنتجـات وطنيـة خـارج المحروقـات‪،‬‬ ‫الدعـم والمسـاندة للمشـروعات الصغيـرة ومتناهيـة‬ ‫علـى الرغـم ممـا قـد تبـدوا عليـه أي سياسـة اقتصاديـة‬ ‫الصغـرلإتاحـة فـرص توظـف متزايـدة ومضطـرة تمتـص‬ ‫رشـيدة فـي الظاهـرمـن خـال دعـم الإنتـاج مثـا‪ .‬ولعـل‬ ‫بهـا البطالـة والوافديـن الجـدد إلـى سـوق العمـل ولدمجهـا‬ ‫تجربـة البرازيـل خيـرمثـال للدارسـين‪ ،‬فالأمـرالمهـم إذن؛‬ ‫فـي الاقتصـاد الرسـمي وزيـادة روابطهـا وتمكينهـا مـن‬ ‫يقت�ضـي اعتمـاد رؤيـة شـاملة وخبيـرة تجمـع بين السيا�سـي‬ ‫والاقتصـادي والاجتماعـي والتربـوي‪ ،‬مـن أجـل التخلـص‬ ‫الإسـهام الفاعـل فـي التنميـة»‪.17‬‬ ‫عـاوة علـى ذلـك اسـتطاعت البرازيـل أن تبنـي‬ ‫مـن هـذه الأزمـة‪.‬‬ ‫علاقـات سياسـية واقتصاديـة متوازنـة مـع المحيـط‬ ‫* إحـداث أجهـزة قويـة فـي مجـال الرقابـة والمتابعـة‪،‬‬ ‫الإقليمـي والمجتمـع الدولـي قائمـة علـى أسـاس النفـع‬ ‫المشـترك واعتبرتـه خيـارا لا يمكـن التنـازل عنـه فـي عمليـة‬ ‫تتمتـع بصلاحيـات واسـعة‪ ،‬مسـئولة وجـادة‪.‬‬ ‫هـذه بعـض الحلـول المقترحـة مـن ذوي الخبـرة‬ ‫البنـاء التنمـوي‪.‬‬ ‫والاختصـاص لتصفيـة الريـع علـى المـدى المتوسـط‬ ‫والطويـل‪ ،‬لـذا يجـب علـى أصحـاب النفـوذ ومراكـزالقـوى‬ ‫خـــــاتمـة‪:‬‬ ‫المنتفعة من الريع أن تتقي الله فيما بيدها من أموال‪ ،‬أو‬ ‫ما تستطيعه من جاه وسلطة‪ ،‬كما يجب على الحكومات‬ ‫الاقتصـاد الناجـح فـي العالـم هـوالاقتصـاد المنتـج‪،‬‬ ‫أن تعمـل علـى إشـاعة الشـفافية وروح التنافسـية‪،‬‬ ‫لذلـك فـإن الانتقـال بالاقتصـاد مـن واقعـه الريعـي إلـى‬ ‫اقتصـاد منتـج يعتبـرركيـزة أساسـية مـن ركائـزالتنميـة‪.‬‬ ‫والعمـل علـى التخلـص مـن اقتصـاد الريـع‪.‬‬ ‫وتطويـورهـمـذاواازلفـانيتاقـل ُابـنلىمـالنت اعلليمضـيـرةوروايلثأقنافييـةصاواحلبـاهجتانمتاقعـايـةل‬ ‫والعمرانية‪ .‬هذه الانتقالات المتوازية مضنية ومعقدة بلا‬ ‫‪ -2‬نمــوذج ناجــح في الإقــاع‬ ‫شـك غيـرأنـه لابـد منهـا إذا أردنـا تحقيـق تنميـة شـاملة‪.‬‬ ‫الاقتصــادي والبنــاء التنمــوي‪:‬‬ ‫إن اعتمـاد الدولـة علـى مصـدر واحـد فقـط‪،‬‬ ‫واسـتخدام عوائـده فـي دعـم القطـاع الحكومـي يـؤدي‬ ‫مـن التجـارب الناجحـة فـي الإقـاع الاقتصـادي‬ ‫القطـاع الخـاص المستقـل‪ ،‬القـادرعلـى‬ ‫اإللـتى تصـرضـافؤبلعيـدود ًار‬ ‫بعـد الأزمـات‪ ،‬والبنـاء التنمـوي بعـد التراجـع المهـول؛ دولـة‬ ‫عـن سـلطة الدولـة‪ ،‬مـا يعنـي تراجـع حريـة‬ ‫البرازيل‪ ،‬التي نجحت من خلال مجموعة من السياسات‬ ‫العمـل والإنتـاج والإبـداع‪،‬‬ ‫الإصلاحيـة المتكاملـة‪ ،‬ومنهـا؛ «السياسـات الموجهـة‬ ‫النظـاوميمالكـاقنتأنصـياكدـ ّوينلاللدريـولـعةال‪،‬مكـويونشـاملرلئيك�اسـفّـيةلآلميـدةخعلامـتـله‬ ‫للسيطرة على الاختلالات المزمنة في الاقتصاد وتنشيطه‬ ‫سـواء أكانـت ذات طبيعـة خاصـة أوعامـة‪ ،‬ولكـن يبقـى‬ ‫وتحفيـزالنمـو والاسـتثمار‪ .‬ضمنـت هـذه السياسـات فـي‬ ‫المشـكل فـي الطريقـة المسـتخدمة لإدارة الريـع؛ مـن أجـل‬ ‫خطـة سـميت «الخطـة الحقيقيـة ‪ »Real Plan‬فـي ‪1994‬‬ ‫توفيـر المصالـح الخاصـة فـي المجتمـع‪ ،‬وتعزيـز التقـدم‬ ‫واشـتملت علـى تحريـر التجـارة‪ ،‬وبرنامـج لخصخصـة‬ ‫والتطور العلم ّي والتقن ّي‪ ،‬وتحسين ظروف العيش لكافة‬ ‫المشروعات العامة‪ ،‬وسياسات للسيطرة على التضخم‪،‬‬ ‫المواطنيـن‪.‬‬ ‫وجـذب رؤوس الأمـوال الأجنبيـة‪ ،‬وتخفيـض العجـز فـي‬ ‫إن مواجهـة هـذه الآفـة الخطيـرة‪ ،‬التـي تسـتنزف‬ ‫ميـزان المدفوعـات‪ .‬وفـي مرحلـة لاحقـة تـم اتخـاذ إجـراءات‬ ‫الاقتصـاد الوطنـي وتسـاهم بشـكل كبيـرفـي إفسـاد الحيـاة‬ ‫أشـد صرامـة للسـيطرة علـى التضخـم وعجـز الموازنـة‬ ‫العامـة‪ ،‬يسـتوجب إعـادة النظـرفـي السياسـات القديمـة‬ ‫مـن خـال ترشـيد الإنفـاق الحكومـي وإدخـال إصلاحـات‬ ‫التـي أدت إلـى الواقـع التـي نشـهده‪ .‬وسـلوك اسـتراتيجية‬ ‫جذريـة فـي السياسـات الماليـة للحكومـة‪ .‬واقتـرن بهـذا‬ ‫جديدة تعتمد بالأساس على الشفافية المطلقة والالتزام‬ ‫مجموعـة مـن الإصلاحـات المؤسسـية فـي التشـريعات‬ ‫الكامـل للمسـاواة وتكافـؤ الفـرص بيـن جميـع المواطنيـن‬ ‫الاقتصاديـة‪ ،‬وفـي النظـم التـي تعمـل بهـا أجهـزة الدولـة‪،‬‬ ‫لتوفيـر المقومـات المؤسسـية التـي تسـاعد علـى توسـيع‬ ‫‪ -17‬عاشـور‪ ،‬أحمـد صقـر‪ ،‬التعـلم مـن التجربــة البرازيليــة فـي التنميــة‪.‬‬ ‫قاعـدة الاسـتثماروتحقيـق النمـوالمنتظـم‪ .‬وقـد اسـتهدفت‬ ‫(صحيفـة «الأهـرام» بتاريـخ‪ 20 :‬يونيـو ‪ 2015‬السـنة ‪ ،139‬العـدد‪:‬‬ ‫السياسـات تحفيـزالنمـووتوفيـربيئـة جاذبـة للاسـتثمارات‬ ‫والقطـاع الخـاص‪ .‬واسـتطاعت الدولـة أن تـوازن هنـا‬ ‫‪.)46947‬‬ ‫‪45‬‬

‫* أن مـن أعقـد المشـكلات ‪ -‬حسـب بعـض‬ ‫والحـرص علـى مـوارد الدولـة وتنميتهـا‪ .‬كمـا ينبغـي للدولـة‬ ‫الاقتصادييـن‪ -‬التـي تفرزهـا سياسـات الدولـة الريعيـة‬ ‫إلـى‬ ‫مـن الريـع‬ ‫اتلـحذويـي يلكـاولانقأتكثـصـراثدبااتـ ًات‬ ‫علـى‬ ‫أن تعمـل‬ ‫ظهور أمراض اقتصادية يترتب أوينشأ عليها خلل أخلاقي‬ ‫علـى‬ ‫وأكثـرقـدرة‬ ‫المنتـج‬ ‫الاقتصـاد‬ ‫واجتماعـي ويصبـح المجتمـع بيئـة خصبـة لانتشـارالفسـاد‬ ‫تأميـن فـرص العمـل‪ ،‬وأن تسـعى لنشـر ثقافـة التنميـة‬ ‫الاقتصاديـة وتنشـيط عمليـة الإنتـاج والاسـتثمار‪ ،‬وذلـك‬ ‫بـكل أشـكاله‪.‬‬ ‫مـن خـال العمـل المسـتمرعلـى إدارة الأمـوال واسـتثمارها‬ ‫لائحة المصادروالمراجع‪:‬‬ ‫فـي مشـاريع اقتصاديـة‪ ،‬وتبـادل السـلع والمنتجـات‪ ،‬وعـدم‬ ‫تجميـد الأمـوال وتعطيلهـا‪.‬‬ ‫* القرآن الكريم‪.‬‬ ‫* جناحـي‪ ،‬عبـد الله‪« ،‬المجتمـع الأهلـي فـي مواجهـة‬ ‫وقد توصلت إلى الاستنتاجات التالية‪:‬‬ ‫المخاطـرالتـي تتعـرض لهـا الأسـرة البحرينيـة»‪ ،‬صحيفـة‬ ‫* اقتصـاد الريـع؛ اقتصـاد غيـرمنتـج إلا فـي حـدود‬ ‫قليلـة ويعتمـد فقـط علـى الريـع المجنـي مـن اسـتخراج أو‬ ‫الوسـط البحرينيـة‪ ،‬العـدد‪.4209 :‬‬ ‫بيـع أو تصديـر السـلعة بخـاف الاقتصـاد المنتـج الـذي‬ ‫* الجواهـرة هانـي‪« ،‬الاقتصـاد الريعـي وتأثيـره فـي‬ ‫يقـوم علـى عمليـات إنتـاج متسلسـلة ينخـرط فيهـا الكثيـر‬ ‫الدولـة والمجتمـع»‪ ،‬مجلـة «اليـوم»‪ ،‬العـدد‪.10957 :‬‬ ‫من الأفراد في تطويرتلك المواد إلى منتجات جديدة كلية‪.‬‬ ‫* سـام شـهاب‪ ،‬الدولـة الريعيـة وصياغـة النظـم‬ ‫فإـييجـاالد*حـفّـدورفـمـيصانلماعلقمـابعـلجـلللزنفـشـجـيبادالأبخنوزييانـلحـاةّقداتلمـعصاـناماـدلةها‪،‬لجـإونبرتةا‪،‬سـجـاويععـايددسةـعهلـمـىما‬ ‫الإقليميـة «دول الخليـج أنموذجـا»‪ ،‬المجلـة السياسـية‬ ‫يكـون الديـن العـام فـي الـدول التـي تعتمـد الاقتصـاد المنتج‬ ‫تحـت السـيطرة‪ .‬كمـا أنـه يسـتخدم آليـات إنتـاج تتيـح لـه‬ ‫والدوليـة‪ ،‬العـدد‪ ،21 :‬سـنة‪2010 :‬م‪.‬‬ ‫تكوين كتلته الاقتصادية ‪ -‬المالية‪ ،‬ولايتكل على المصادر‬ ‫* صالـح ياسـر‪ ،‬النظـام الريعـي وبنـاء الديمقراطيـة‪:‬‬ ‫الطبيعيـة كالنفـط علـى سـبيل المثـال‪.‬‬ ‫الثنائيـة المسـتحيلة حالـة العـراق‪ ،‬مؤسسـة فريدريـش‬ ‫* العمـران فـي المجتمعـات الريعيـة يغلـب عليـه‬ ‫التباطـؤفـي وتيـرة البنـاء‪ ،‬وهـوعمـران نمطـي متشـابه ذو‬ ‫إيبـرت‪ ،‬مكتـب الأردن والعـراق‪ ،‬بغـداد‪.‬‬ ‫اتجـاه أفقـي‪ ،‬وأجـزاؤه متباعـدة‪ .‬أمـا عمـران الاقتصـاد‬ ‫* عاشـور‪ ،‬أحمـد صقـر‪ ،‬التعـلم مـن التجربــة‬ ‫المنتـج فهـو عمـران متنـوع الأنمـاط والأشـكال متناسـق‬ ‫البرازيليــة فـي التنميــة‪ .‬صحيفـة «الأهـرام» بتاريـخ‪20 :‬‬ ‫مـن حيـث النسـيج الحضـري وهـوعمـران يتسـم بشـموخ‬ ‫البنيـان وأسـلوبه المتجـدد علـى الـدوام‪.‬‬ ‫يونيـو ‪ 2015‬السـنة ‪ ،139‬العـدد‪.46947 :‬‬ ‫‪-‬الغدالخبــ ًالمـاالتقحوتمـكـيراولتمسـرلكـطزةالوثـالرثـوراوةت‬ ‫* سـوء توزيـع‬ ‫* الإمـام علـي بـن أبـي طالـب‪ ،‬نهـج البلاغـة‪ ،‬جمـع‬ ‫مجموعـات قليلـة‬ ‫فـي‬ ‫وتنسـيق‪ :‬الشـريف الرضـا‪ ،‬مؤسسـة المعـارف – بيـروت‪،‬‬ ‫بحكم قربها من النخبة الحاكمة ‪ -‬يـؤدي إلى نشوء قطاع‬ ‫خـاص طفيلـي يعتمـد علـى انتهازيـة الفـرص لتكويـن أمـوال‬ ‫الطبعـة الأولـى‪1424 :‬هـ‪2004/‬م‬ ‫وثروات من مصادرغيرمشروعة وتعتمد هذه الفئة على‬ ‫* غسـان إبراهيـم‪« ،‬الأبعـاد الاجتماعيـة للاقتصـاد‬ ‫علاقـات خاصـة‪.‬‬ ‫* ضـرورة منـع الاحتـكارسـواء أكان؛ احتـكارالأرض‬ ‫الريعـي فـي سـوريا»‪.‬‬ ‫والأمـوال‪ ،‬والسـلع‪ ،‬والخدمـات‪ ،‬أو احتـكار الخبـرة عـن‬ ‫* لسـان الحـق‪ ،‬أحمـد‪« ،‬منهـج الاقتصـاد الإسـامي‬ ‫المحتـاج إليهـا‪.‬‬ ‫فـي إنتـاج الثـروة واسـتهلاكها‪ ،‬الاسـتثمار ومؤسسـاته‪،‬‬ ‫* خطـورة الاعتمـاد علـى مصـدر وحيـد للدخـل‪،‬‬ ‫الاسـتهلاك وعواملـه»‪ ،‬دار الفرقـان للنشـر –الـدار‬ ‫حيـث يجعـل الاقتصـاد رهيـنا بهـذا المصـدر‪ ،‬لذلـك وجـب‬ ‫علـى الدولـة أن تسـعى إلـى تنويـع التركيبـة الاقتصاديـة‬ ‫البيضـاء‪ ،‬المغـرب‪( ،‬دون تاريـخ)‪.‬‬ ‫وعـدم الاعتمـاد علـى مصـدرواحـد فقـط‪.‬‬ ‫* لعويسـات‪ ،‬جمـال الديـن‪ ،‬العلاقـات الاقتصاديـة‬ ‫الدوليـة والتنميـة‪ ،‬دارالهومـة‪ ،‬الجزائـر‪ ،‬طبعـة‪2000 :‬م‪.‬‬ ‫* المزروعـي‪ ،‬علـي سـيف علـي‪ ،‬أثـر الإنفـاق العـام‬ ‫فـي الناتـج المحلـي الإجمالـي‪ ،‬جامعـة دمشـق‪ ،‬للعلـوم‬ ‫الاقتصاديـة والقانونيـة‪ ،‬المجلـد ‪ ،28‬العـدد الأول؛‬ ‫‪.2012‬‬ ‫* الموسـوي‪ ،‬واثـق علـي‪« ،‬الاسـتقرار الاقتصـادي‪:‬‬ ‫الصناديـق السـيادية‪ ،‬الريـع‪ ،‬الموازنـة العامـة‪ ،‬السـوق»‪،‬‬ ‫دارالأيـام للنشـروالتوزيـع‪ ،‬الطبعـة الأولـى‪( .‬دون تاريـخ)‪.‬‬ ‫* ناجـي‪ ،‬حسـين‪ ،‬دراسـة تحليليـة لمنـاخ الاسـتثمارفـي‬ ‫الجزائـر‪ ،‬قسـنطينة ‪ -‬الجزائـر‪ :‬جامعـة منتـوري‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪land with adopting descriptive and historical‬‬ ‫دور المدارس القرآنية (الكتاتيب) في‬ ‫‪method in the research. The main finding of‬‬ ‫‪the paper is that Nigerian traditional Qur’anic‬‬ ‫صيانة الرسم العثماني بالخط المغربي في‬ ‫‪schools generally and Hausa land particularly‬‬ ‫‪contributed in preserving the Quran in response‬‬ ‫ولايات هوسا‬ ‫‪to the verse aforementioned.‬‬ ‫د‪ .‬أبوبكرنوح فندا*‪1‬‬ ‫ملخص‪:‬‬ ‫– ‪Keywords: preservation – Quran‬‬ ‫َل َحا ِافعُظـتبـوانرا‬ ‫‪traditional Quranic schools – Uthmanic‬‬ ‫َوِإ َّنـا َلـ ُه‬ ‫بقولـه تعالـى‪ِ﴿ :‬إ َّنـا َن ْحـ ُن َن َّ ْزل َنـا ال ِّذ ْكـ َر‬ ‫‪calligraphy .‬‬ ‫الكريـم‬ ‫﴾ (الحجـر‪)٩ :‬؛ فقـد كان القـرآن‬ ‫محفوظا من كل ناحية‪ ،‬لايأتيه الباطل من بين يديه ولا‬ ‫مقدمات‪:‬‬ ‫من خلفه؛ فأوجد الله له حفاظا في كل أمة وفي كل أرض‬ ‫شـرقها وغربهـا‪ .‬تسـعى هـذه الورقـة إلـى إبـرازدور المـدارس‬ ‫القرآنيـة الهوسـوية فـي حفـظ الرسـم العثمانـي بالخـط‬ ‫المغربي في ولايات هوسـا نيجيريا‪ ،‬مبتدأة بتعريف بسـيط‬ ‫ •المدارس القرآنية في لايات هوسا‪:‬‬ ‫عـن المـدارس القرآنيـة فـي نيجيريـا مـع إشـارة خاطفـة إلـى‬ ‫ماهيـة الرسـم العثمانـي وبالتالـي مفهـوم الخـط المغربـي‪،‬‬ ‫المـدارس القرآنيـة عبـارة عـن الحلقـات الأوائـل‬ ‫ثـم أخيـرا تذكـرإسـهامات المـدارس القرآنيـة (الكتاتيـب)‬ ‫الموقـدة لتعليـم قـراءة القـرآن الكريـم‪ ،‬وكيفيـة كتابتـه‬ ‫في حفظ الرسـم العثماني في ولايات هوسـا‪ .‬متبعة المنهج‬ ‫وحفظه وتعليم معانيه وهي تستخدم الألواح المنصوعة‬ ‫الوصفـي والتاريخـي‪ ،‬ووصلـت الورقـة إلـى أن المـدارس‬ ‫من الخشب وهوبمنزلة السبورة اليوم‪ ،‬ويكلف التلاميذ‬ ‫القرآنيـة النيجيريـة أسـهمت فـي صيانـة الرسـم العثمانـي‬ ‫فـي البـوادي والأريـاف بجمـع الوقـود لإيقـاد النـارفـي وسـط‬ ‫بصفـة عامـة ومـدارس ولايـات هوسـا بصفـة خاصـة فـي‬ ‫الحلقـة ليـا‪ ،‬والتـي تعتبـربمنزلـة المصابيـح عنـد مـدارس‬ ‫اسـتجابة قولـه تعالـى «إنـا نحـن ‪ »...‬الآيـة‪.‬‬ ‫الإسـامية النظاميـة‪2.‬‬ ‫وقـد انتشـرتعليـم القـرآن الكريـم بانتشـارالإسـام‬ ‫‪Abstract:‬‬ ‫وانقسمت هذه المدارس إلى قسمين‪ :‬قسم لقراءة القرآن‬ ‫‪Provided that Allah says “We have,‬‬ ‫الكريـم مـن غيـرحفـظ وقسـم لتعليـم الحفـظ‪.‬‬ ‫‪without doubt, sent down the Message; and‬‬ ‫”)‪We will assuredly guard it (from corruption‬‬ ‫فالقسم الأول يلتحق الغلمان عندما يبلغوا خمس‬ ‫‪[Noble Quran 15: 9], Quran is preserved from‬‬ ‫سـنوات مـن العمـروتسـمى (مدرسـة اللـوح) لاسـتخدام‬ ‫‪each side as no falsehood can approach it‬‬ ‫الألـواح فـي تعليمهـا‪ ،‬وهـذا القسـم لا حصـرلـه فـي ولايـات‬ ‫‪from before or behind since Allah provides‬‬ ‫هوسـا عامـة وكنـوخاصـة إذ قلمـا يجـد المـرء ولـدا أوبنتـا‬ ‫‪preservers to protect the Qur’an from‬‬ ‫ُييلدت ِخـحـلقوبلـهـادهلأأنوبنتـضهميـفرياهـلا‪.‬أدوبط اريلمقـسةـلالمتلعالييـرمتـافيحهـاإلاهـبوعأـند‬ ‫لـم‬ ‫‪everywhere. Consequently, this paper seeks‬‬ ‫أن‬ ‫‪to highlight the role of traditional Qur’anic‬‬ ‫يكتـب المعلـم للولـد الحـروف الهجائيـة أولا غيـرمشـكولة‬ ‫‪schools of Hausa land in Nigeria in saving‬‬ ‫ثـم سـورة الفاتحـة وهكـذا حتـى يختـم القـرآن كلـه قـراءة‪.‬‬ ‫‪Uthmanic calligraphy written in Moroccan‬‬ ‫َابل ْرُقنـوسـمـمعالأثناـنـهيمفوهـجـولودح ففــيظمـالدقـنرآغنيروهـوااقـوعطأريصـقـةا‬ ‫وأمـا‬ ‫‪calligraphy. The paper starts with simple‬‬ ‫مدينـة‬ ‫فـي‬ ‫‪definitions of traditional Qur’anic schools in‬‬ ‫االلبحقـفـرةظعلـفيىهـلاوأحـنهيثـكتـم يبقارلئـتهل املميـقـذرالئثومُـينسـاملأعوهلبعمــدنحسـفوظـرهة‬ ‫‪Nigeria, and then the concept Uthmanic and‬‬ ‫وهكـذا حتـى يكمـل حفـظ القـرآن‪ 3.‬ويهتـم الباحـث بهـذا‬ ‫‪Moroccan calligraphy. Finally, the paper sorts‬‬ ‫‪out the contributions of Qur’anic schools in‬‬ ‫‪ 2‬الإلـوري‪ ،‬آدم عبـد الله‪ ،‬الإسـام فـي نيجيريـا والشـيخ عثمـان بـن فـودي‪،‬‬ ‫‪preserving Uthmanic calligraphy in Hausa‬‬ ‫الطبعـة الأولـى‪ ،‬القاهـرة‪ ،‬مكتبـة وهبـة ‪1433‬هـ ‪2012‬م ص ‪.58‬‬ ‫*‪1‬قسم اللغة العربية ‪ -‬جامعة بايرو – كنو – نيجيريا‪.‬‬ ‫‪3‬علـي أبـوبكـر (الدكتـور) الثقافـة العربيـة فـي نيجيريـا‪ .‬الطبعـة الثانيـة‪،‬‬ ‫‪47‬‬

‫تنحـدر قليـا عـن مسـتوى السـطر بزائـدة كوفيـة‪ ،‬كمـا‬ ‫القسم أكثرمن الأول‪.‬‬ ‫أن حـروف الـكاف والصـاد والضـاد والطـاء والظـاء تكـون‬ ‫بوالسـبخا لليبخـفـأنةـ•ُطُمهاعاثلُهكيمعـتـثةا امنبلانبرــأسيونمألاعولّمفـاـعلاثرٍةرمنابنسـرايلمم‪�:‬ضدـايلىنُـعاثلةلمهفـانـيعنيـعههوُـي ِودكساـا ّلنمىهـصهوحأاكـبـوذايل‬ ‫مـن أمـربنسـخ القـرآن وتدوينـه‪ .‬ذهـب بعـض العلمـاء إلـى‬ ‫ممتـدة بمـا يذكـربالخـط الكوفـي‪.‬‬ ‫أن الرسـم العثمانـي للقـرآن توقيفـي‪ ،‬يجـب الأخـذ بـه‪،‬‬ ‫ ‪-‬قلمـا تحتفـظ حـروف الألـف والـام والطـاء‬ ‫ونسـبوا هـذا التوقيـف إلـى الرسـول محمـد عليـه الصـاة‬ ‫والظاء بشكلها العمودي إذ كثيرا ما تكون في شكل منحني‬ ‫االولعياـيثلـصمـوسساـطـمتناُاتومحقواحَيتولالفذَّفًـقيـْهـتاصـ ُظهحعباـابـلبعُنأةلعـمــالىرةنب�بـضهاـضـيلاىذلقاعباـعلللايولـلمهـهلار‪،‬اءعلسـنإوهتـلـمصوىـما‪.‬فـأراثيوةتنـالهُواأكالملبتـارعةبــسـسـدةمـاأمااملانمزلإاانلـعرمثتـصاتمحـاضإـنهــلـايوىفه‬ ‫وتحمـل فـي أعلاهـا مـا يشـبه النقطـة الغليظـة‪ .‬وبالنسـبة‬ ‫ونشـره‪ ،‬لأن هـذا الالتـزام سـنة متبعـة‪ ،‬لا ينبغـي تجاوزهـا‬ ‫لحـرف الظـاظ قـد ترسـم النقطـة علـى يسـارالشـلة‪.‬‬ ‫لأسـباب منهـا‪:‬‬ ‫ ‪-‬لا ترسـم عـادة السـنينة بعـد حرفـي الصـاد‬ ‫‪1.1‬الحفـاظ علـى الرسـم العثمانـي ضمـان قـوي‬ ‫والضـاد‪ ،‬وقـد ترسـم نقطـة الضـاد داخـل الحـرف‪.‬‬ ‫لوخ‪2‬صي‪.‬ـي‪2‬راتانبــلرةًكخالاـلبققمــامـرآرننسـبامعلـهكدأهريـوصامنحـعماـقـنبدااللعنتلبـيـغييهيـرإر�جضـوامـىلاتاعلبلاهدليُـأعمـنل‪.‬هـة فـم‪،‬ي‬ ‫ ‪-‬تتخـذ بعـض الحـروف امتـدادا مبالغـا فيـه إذا‬ ‫عهـد الصحابـة والتابعيـن‪ ،‬ومـن بعدهـم مـن الأئمـة‬ ‫كانـت فـي آخـرالكلمـة وأساسـا منهـا س ش ي ل ن‪.‬‬ ‫المجتهديـن‪.‬‬ ‫ ‪-‬كمـا قـد لا تكتـب نقـط الحـروف النهائيـة فـي ف‬ ‫‪3.3‬أنه الرسم الذي يحمل جميع وجوه القراءات‪.‬‬ ‫والـذي يعتـاد القـراءة فـي المصحـف سـرعان مـا‬ ‫ق ن‪.‬‬ ‫يعأللـىفالوكيلفمـهامتا‪،‬لفويـوادررقكا ّلأإمنلاالئيصة بعاولبـإةشـاالراتـيتتالومارجهســهومفـية‬ ‫يتميزالخط المغربي فيما يتعلق بإعجام حرفي الفاء‬ ‫قـراءة المصحـف أول الأمـر تتحـول بالممارسـة بعـد‬ ‫والقـاف‪ ،‬حيـث ترسـم الفـاء بنقطـة مـن أسـفل والقـاف‬ ‫فتـرة قصيـرة إلـى سـهولة تامـة‪.4‬‬ ‫بنقطـة واحـدة مـن فـوق‪5.‬‬ ‫ •مفهوم الخط المغربي‪:‬‬ ‫ويـرى بعـض الباحثيـن أن الخـط الـذي يسـتعمل‬ ‫فـي ولايـات هوسـا مخالفـا للخـط المغربـي ويسـمى الخـط‬ ‫الخـط المغربـي نـوع مـن خطـوط الأبجديـة العربيـة‪،‬‬ ‫تأثـربالخـط الكوفـي‪ ،‬ينتشـراسـتخدامه فـي بـاد المغـرب‬ ‫السـوداني مـع أنهمـا يشـتركان فـي مواضـع محـددة‪:‬‬ ‫العربـي‪ ،‬إذ أن موطنـه عمـوم بـاد المغـرب مـن ليبيـا إلـى‬ ‫«ويشـترك الخـط السـوداني مـع الخـط المغربـي فـي‬ ‫تونـس إلـى الجزائـر إلـى المغـرب إلـى موريتانيـا وحتـى جنـوب‬ ‫بعـض السـمات‪ ،‬ويختلـف عنـه فـي أخـرى‪ :‬ففـي كليهمـا‬ ‫توضـع نقطـة واحـدة تحـت الفـاء‪ ،‬ونقطـة واحـدة فـوق‬ ‫الصحـراء‪ ،‬كمـا اسـتخدم سـابقا فـي الأندلـس‪.‬‬ ‫القـاف‪ ،‬لكـن الفـاء والقـاف فـي الخـط السـوداني ترفعـان‬ ‫فـوق السـطر مـن دون اسـتدارة‪ ،‬وتشـاركهما فـي ذلـك‬ ‫ •بعض خصائصه‪:‬‬ ‫العين‪ .‬والنون في الخط السوداني مناسبة تحت السطر‬ ‫إلى اليسارمع تقوير‪ ،‬والكاف المتطرفة ممتدة باستقامة‬ ‫ ‪-‬ليـس للخـط المغربـي قواعـد محـددة أوموازيـن‬ ‫علـى السـطر‪ ،‬والهـاء مرتفعـة علـى شـكل مسـتطيل فـي‬ ‫كمـا هـو الحـال بالنسـبة للخطـوط العربيـة الأخـرى‪.‬‬ ‫وسـسـّن‪،‬طهوالخـجـزطء املسعـلـتقوييممنعهممــاودمميت‪.‬ـدولبيـاسـست لدلارةصـيادسـيوارلة عضـلاـىد‬ ‫ولانعـدام تلـك القواعـد فـإن الحـرف الواحـد قـد يكتـب‬ ‫السـطر‪ ،‬والجـزء السـفلي علـى السـطر‪ .‬وهمـزة الـواو‬ ‫مهملـة علـى طريقـة مـن يسـهلون الهمـزة‪ ،‬وتوضـع نقطـة‬ ‫بأكثـرمـن طريقـة فـي نفـس الوثيقـة‪.‬‬ ‫علـى القطـع وهمـزة المـد‪ .‬أمـا الهمـزة المتطرفـة فيسـتعاض‬ ‫ ‪-‬يحتفـظ الخـط المغربـي ببعـض الرواسـب التـي‬ ‫منهـا بنقطـة كبيـرة‪ ،‬وتهمـل أحيانـا نقطتـا اليـاء المتطرفـة‪.‬‬ ‫ورثهـا مـن الخـط الكوفـي مـن ذلـك أن الألـف المتصلـة‬ ‫وترسـم السـين بأسـنان مرتفعـة علـى السـطرعموديـا‪ ،‬أمـا‬ ‫السين المتطرفة فتنساب تحت السطرباتجاه اليسارمع‬ ‫كنو‪ ،‬دارالأمة للوكالة المطبوعات‪2014 ،‬م ص ‪.178 -174‬‬ ‫تقويـر‪ ،‬وترسـم الميـم فـي أول الكلمـة فـوق السـطرمربعـة‬ ‫‪4- https://ar.wikipedia.org/wiki/ 4/07/2015.‬‬ ‫الشـكل‪ ،‬مفتوحـة الوسـط‪ ،‬كالفـاء والقـاف‪ .‬والبـاء فـي‬ ‫‪48‬‬ ‫‪5-http://ar.wikipedia.org/wiki/:Maghribi_script.jpg‬‬ ‫‪15/06/2015.‬‬

‫مدخل‪:‬‬ ‫«بسـم» ترسـم قائمة فوق السـطر‪ ،‬ورأسـها العلوي مائل‬ ‫قليـا إلـى اليسـار‪ .‬وعلـى الجملـة‪ ،‬فالحـروف المتطرفـة‬ ‫قبـل الخـوض فـي عـرض هـذه الإسـهامات ينبغـي‬ ‫تنسـاب تحـت السـطرمائلـة إلـى اليسـاربرسـم دقيـق علـى‬ ‫أن يسـلط ضـوء كاشـفا مختصـرا عـن رويـة ورش عـن‬ ‫عكـس الحـروف الثخينـة الممتـدة علـى السـطر‪ ،‬ويفصـل‬ ‫نافـع‪ ،‬فهـوعثمـان بـن سـعيد بـي عبـدالله بـن سـليمان بـن‬ ‫بيـن الآيـات بثـاث نقـط مثلثـة الشـكل‪ 6».‬وهـاك نمـوذج‬ ‫إبراهيـم‪ ،‬وكنيتـه‪ :‬أبـو سـعيد‪ ،‬ولقبـه‪ :‬ورش‪ ،‬ولـد سـنة‬ ‫عشـرومائـة ((بقفـط)) بلـد مـن بـاد صعيـد مصر‪ ،‬وأصله‬ ‫الخـط السـوداني‪:‬‬ ‫من القيروان‪ ،‬رحل إلى الإمام نافع بالمدينة فعرض عليه‬ ‫النموذج الأول‪:‬‬ ‫القـرآن‪ ،‬وقـرأ عليـه عـدة ختمـات سـنة خمـس وخمسـين‬ ‫ومائـة‪ ،‬وكان أشـقر‪ ،‬أزرق العينيـن‪ ،‬أبيـض اللـون‬ ‫النموذج الثاني‪:‬‬ ‫وقصيـرا‪ ،‬وكان إلـى السـمن أقـرب منـه إلـى النحافـة‪ ،‬قيـل‬ ‫‪ :‬إن شـيخه نافعـا لقبـه بالورشـان (بفتـح الـواووالـراء )‬ ‫إسهامات المدارس القرآنية (الكتاتيب) في‬ ‫طائـريشـبه الحمامـة‪ ،‬لخفـة حركتـه ‪ .‬وكان نافـع يقـول‪:‬‬ ‫صيانة الرسم العثماني في ولايات هوسا‪:‬‬ ‫اقـرأ يـا ورشـان‪ ،‬هـات يـا ورشـان‪ ،‬أيـن الورشـان؟ ثـم‬ ‫خفـف فقيـل ورش‪ ،‬وقيـل‪ :‬إن الـورش �شـيء يصنـع مـن‬ ‫‪ 6‬جاسرخليل أبوصفية‪ ،‬البفيصل‪ ،‬الخط السوداني‪ :‬بساطة وقساوة‬ ‫اللبـن‪ ،‬فلقبـه شـيخه بـه لبياضـه‪ .‬وهـذا اللقـب لزمـه حتـى‬ ‫وغمـوض‪ ،‬العـددان ‪ /461-462‬ذو القعـدة ‪ -‬ذو الحجـة ‪1435‬هـ‪ .‬ص‬ ‫أولـسـمتايذكـين �سـشـمياءن أي بـحـه‪.‬ب إعـل ُّيـدهورمنـهش‪،‬شـوإيذاخ‬ ‫صـارلايعـرف إلابـه‪،‬‬ ‫سـئل عـن ذلـك قـال‪:‬‬ ‫‪.83 -82‬‬ ‫القـراء المحققيـن وانتهـت إليـه فـي زمانـه رئاسـة الإقـراء فـي‬ ‫اولإأذراا�قضرأييالهممزصورييمةدكاوينب ّيورن الشقرحاءسةنفلالايصم ّلوهت‪،‬سامجيعدواهل‪،‬قوركااءةن‬ ‫إلـى ذلـك مـن الثقـات فـي القـراءة وممـن يحتـج بهـم فـي ذلـك‪.‬‬ ‫ولـد فـي مصـروفيهـا توفـي ودفـن‪.7‬‬ ‫انتشـرت قـراءة ورش فـي شـمال أفريقيـا‪ ،‬وغربهـا‪،‬‬ ‫وفـي الأندلـس‪ ،‬وهـي أكثـر القـراءات شـيوعا فـي العالـم‬ ‫الإسـامي بعد‪ ‬روايـة حفـص‪ .‬ومـن خصائصهـا‪ :‬تخفيـف‬ ‫همـزة القطـع‪ ،‬وإمالـة الألـف إلـى اليـاء فـي أواخـربعـض‬ ‫الكلمـات‪ .‬ظلـت قـراءة ورش السـائدة فـي مصـر حتـى‬ ‫فتحها‪ ‬العثمانيون‪ ‬فاسـتبدلوا بهـا قراءة‪ ‬حفص‪ ‬قـراءة‬ ‫معتمـدة‪.8‬‬ ‫وقد اشتهرعلماء ولايات هوسا في المدارس القرآنية‬ ‫الكتاتيـب فـي قـراءة القـرآن بروايـة ورش حتـى يـذم أحيانـا‬ ‫فـي الزمـن القديـم مـن يقـرأ بغيرهـا‪ ،‬فمـن ذلـك كلما يسـرده‬ ‫الباحث من هذه الإسهامات فهي منسوبة إلى رواية ورش‬ ‫عـن نافـع‪ .‬وتتبـع المـدارس القرآنيـة (الكتاتيـب) جملـة مـن‬ ‫الإسـهامات التـي تكـون كدافعـة عـن القـرآن تـاوة وكتابـة‬ ‫بالخـط المغربـي أو السـوداني بروايـة ورش عـن نافـع‪،‬‬ ‫‪ 7‬الحصـري‪ ،‬محمـود خليـل‪ ،‬روايـة ورش عـن الإمـام نافـع المدنـي‪ ،‬ط ‪1‬؛‬ ‫القاهـرة‪ :‬مكتبـة السـنة‪ 1423 ،‬هـ ‪ 2003 -‬م ‪ .‬ص ‪.2-3‬‬ ‫‪8https://ar.wikipedia.org/wiki, 11/09/2018.‬‬ ‫‪49‬‬

‫االلـ ُّزََّّرصااِ َلع َِحل َاي ِِغتيـ ِم ْنَُظه ِ ْبِمهـ َُمم ْغا ِْلف ُ َكرًَّةفـ َا َوَأر َْوج ًَعـرا َد َعا ِل َّظلـيُهًمااَّل ِ(ذي‪9‬ـ َ‪2‬ن)آ َ﴾م ُناـلوافتَوحَع‪ِ :‬م ُل‪٩‬ـ‪٢‬و‪.‬ا‬ ‫أهمهـا مـا يلـي‪:‬‬ ‫والملاحـظ مـن هاتيـن المرحليـن أن الطالـب يـدرك كيفيـة‬ ‫رسـم الحـروف بأشـكالها المتنوعـة سـواء كان الحـرف‬ ‫أولا‪ :‬منهجها‪:‬‬ ‫فـي بدايـة الكلمـة أو وسـطها أو آخـرالكلمـة عـن طريقـة‬ ‫تطبيقيـة بحتـة‪ ،‬وتختلـف التسـمية لمصطلـح حـرف إذا‬ ‫أكبـرمـا ُيسـهم فـي صيانـة الرسـم العثمانـي بالخـط‬ ‫فبـكاايلنكسلـفميـطبةرد‪«،‬اُيموأَةحماَّـمـلا ٌكادلل«تمـتية أفـسـويفمقيىو«ولـ َهسحـاتطَعساـالـلبىكي‪:‬ل»م«أُرة َيحفَامـملاثُحءـلاا»‪:‬ءاماـللعتـحأاينءتهـاامـلافـتيلي‬ ‫السـوداني أو المغربـي منهـج هـذه المـدارس ويختلـف‬ ‫بوحيحــسـرنطتفالمسـنكلمفـىمـردة«اتلولهـسـاكـءمن»ى‪:‬لـَهـ«ما َ َحتـب ّابـكـ َاق»َنر ِأمـعيليـ»ىالأاهلـياءاسـلالطحـاكرلبءيأـانلرهـةا‪،‬صممغيـسـشرـبةي‪،‬وريقفـةني‬ ‫باختـاف البيئـات والمجتمـع والمـدارس‪ ،‬ومـع هـذا‪ ،‬يحـاول‬ ‫فـي ذلـك إلـى مخـارج هـذه الأصـوات وصفاتهـا عـن طريـق‬ ‫الباحـث فـي ذكـر مـا عـم البيئـات والمجتمـع والمـدارس‬ ‫بقسـميها مـن مناهجهـم‪ .‬وكمـا سـبق أن هـذه المـدارس‬ ‫إضافـة صفتهمـا فـي تسـميتها‪.‬‬ ‫تسـتخدم الألـواح المصنوعـة مـن الخشـب إلـى أن يتقـن‬ ‫ومـع كل‪ ،‬فالباحـث يفضـل اسـتخدام السـور القصـارمـن‬ ‫الطالـب القـرآن فإنهـم يتبعـون الطـرق المختلفـة فـي‬ ‫سورة الفاتحة والمعوذتين إلى سورة الفيل مع عدم ورود‬ ‫مختلف المراحل التي تعتبركمراحل ابتدائية والإعدادية‬ ‫بعـض الحـروف فـي تلـك السـور كالـزاي والظـاء‪ ،‬ولكـن‬ ‫فـي هـذا الزمـن‪:‬‬ ‫تكـررت بقيـة الحـروف بكثـرة بأشـكالها المتنوعـة وكلمـا‬ ‫ ‪-‬أمرحلة تعليم القراءة‪:‬‬ ‫تكـرر ال�شـيء كان أقـرفـي الذهـن‪ ،‬وكمـا يقـال بالتكـراريعلم‬ ‫ففـي هـذه المرحلـة يحـاول المعلـم أن يعلـم التلاميـذ‬ ‫الحـروف أولاعـن طريـق كتابـة سـورة الفاتحـة مـع السـور‬ ‫الحمـار‪.‬‬ ‫افوليمقثسـلاصمافىريمبهنو« َب َّسبساُغـويروقةا»ا(لل‪:‬ن‪u‬ا« َ‪K‬أ ُس‪A‬لإ‪َB‬لعىْ‪B‬م َب‪A‬اس ِ‪B‬ك)ويروَةوكْاولل َذفييْكـلل»وبينعدبنلويغـنبةتهاالاشملكأحليليـلةف‪،‬‬ ‫ب‪ -‬مرحلة حفظ القرآن أوختمه‪:‬‬ ‫والعين والواووالذال التي في قولك «أعوذ» وهكذا يدرب‬ ‫ففـي هـذه المرحلـة يحـاول المعلـم أن يقـرئ التلاميـذ‬ ‫الطالـب علـى هـذا المنهـج حتـى يعـرف شـكل الحـروف‬ ‫حفظـا أوقـراءة عـن طريـق كتابـة السـور القصـار‪ ،‬وبعـد‬ ‫عـن طريـق حـروف سـور القصـار بدايـة مـن‬ ‫ال﴿ َعأ ُرعبيـو ُذة‬ ‫أن حفـظ الحـزب أونصفـه يبـدأ التلميـذ الكتابـة بنفسـه‬ ‫بالله من الشيطان الرجيم﴾«‪ ،‬ثم حروف سورة‬ ‫الحخسـتمـبة اطلاأقـولـةىالوُيتلكـمِّريـرذ‪،‬حتـواىليأكثســتريطكيتـع قبرثاءمتـنـاهمـعـننالظهحــرزقبلـفـبي‬ ‫الفاتحـة فالمعوذتيـن إلـى سـورة الفيـل محاولـة تدريـب‬ ‫أويكـون مرنـا فيـه دون الحفـظ‪ .‬ولهـذا تتميـزهـذه المرحلـة‬ ‫الطالـب علـى كيفيـة رسـم الحـروف العربيـة بجملتهـا عـن‬ ‫طريـق القـرآن‪.‬‬ ‫بثلاثـة أشـياء‪:‬‬ ‫وبعـد أن عـرف الطالـب الحـروف وكيفيـة كتابتهـا‬ ‫‪(1 1-‬الحفـ�ظ) أو كمـ�ا يقـ�ال فـ�ي اصطلاحهـ�م( (�‪Sa‬‬ ‫يكتب له المعلم هذه السور القصارمع التشكيل ليعرف‬ ‫‪ )ran tauri‬أي حتـك الصلـب وفـي هـذا يحـاول الطالـب‬ ‫ااالللمقـطحالرالـيـءةببـفا»ل َمفتثـْر َشفــا ُفكرـيوي»له(ووك‪U‬يسـا‪R‬فييـ‪A‬قة‪F‬ـا‪R‬كلت‪A‬ا«‪F‬بِب)تـ ْهسـ‪.‬كِمذو»لـهـ‪A‬ذك‪R‬ا‪S‬ي‪I‬مكـع‪K‬ـور‪A‬نو‪D‬بفال‪A‬لع‪B‬نغـ‪I‬ـدة‪B‬‬ ‫أن يليـن الحديـد مـن القـراءة بتـرداد قراءتـه مـا كتبـه علـى‬ ‫‪KAS ITACE «BI» BIS KISRA TADAURI «SIN» MI‬‬ ‫لوحـه حسـب قـوة ذاكرتـه وغالبـا يكتـب ثمنـا فـي بـادئ‬ ‫»‪ «ARA DA KISRA KASA ITACE» MI‬وهاتان طريقتان‬ ‫الأمـرثـم يطـور كتابتـه حسـب نظـام مدرسـته وكثيـرا مـا‬ ‫تدربـان التلاميـذ قـراءة القـرآن باسـتخدام المصحـف‪.‬‬ ‫لا تجـاوز الكتابـة الربـع‪ .‬وبالنسـبة للأيـام التـي يتخذهـا‬ ‫والبع�ض يس�تخدم الآي�ةـ الأخي�رة لس�ورة الفتـح لأنهـا كمـا‬ ‫الطالـب فـي تكـراردرسـه فحسـب قـوة ذاكرتـه‪ ،‬فالبعـض‬ ‫اَِي َْقمذـلِلشقــَُوكنلـوََّْلطـفاكـَهألاَُّوَتلِهـمرَِنعثهَُُلافرَـالُـهوَآـِحَىرْز‪:‬شََـممـرتُِْافهضـ﴿ُمَءُيلموََافبًاَنْـايحلَتاَّنَُّْتـمهــسِـٌْعَْوتسدـَملـرْيَغَارتََىِلمَُةراساـََُجُوظههَوـممَُْْمَلثيـمفُِلفااـُُعهلـريََّّْلـْكسُـِم َحوًهـتِعـفََُـاجرووايوَّولُىاِِْهسذـِِفهيلَــَّْعنجَاَْلِملًـندجىَِعايمـمـ َِريَْبعُْـنلبيسَُــَتهأََكثَُةــوأغ‪:‬ـَِِقِرزِْوشوـرهاَاٍَّلنلُدعيآاََُّيـُْأفءسعـ ِْةُخَـْججـعضََـًهلرــوَُِبدجايى‬ ‫يجـدد الكتابـة يوميـن فـي الأسـبوع (يـوم الأحـد ويـوم‬ ‫الأربعـاء) والبعـض ثلاثـة أيـام فـي الأسـبوع (يـوم السـبت‪،‬‬ ‫ويـوم الاثنيـن‪ ،‬ويـوم الأربعـاء) وقلمـا تجـد مـن يكتـب‬ ‫خمسـة أيام في الأسـبوع (أيام الأسـبوع كلها غيرالخميس‬ ‫والجمعـة)‪.‬‬ ‫‪50‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook