Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore العدد 425 - سبتمبر 2017 م

العدد 425 - سبتمبر 2017 م

Published by muazsidahmed, 2021-12-26 08:55:07

Description: العدد 425 - سبتمبر 2017 م

Search

Read the Text Version

‫وطن الأمجاد وقيادة الإنجازات‬ ‫الافتتاحية‬ ‫في تاريخ كل أ�مة حدث رئي�س ي�شكل تحول ًا جذر ًّيا في م�سيرتها نحو الم�ستقبل ‪،‬ويعد حجر‬ ‫الزاوية في أ��سا�س بنائها وانطلاقها نحو ال�س ؤ�دد و الريادة في مختلف مناحي الحياة‬ ‫‪،‬وتتج�سد في اليوم الوطني للمملكة العربية ال�سعودية جميع تلك المعاني والأفكار فهو‬ ‫اليوم الذي �شهد ميلاد دولة عظيمة ا�ست�صحبت إ�رث ًا مفعم ًا بكل معاني الفخر والعزة‬ ‫والأمجاد لتنطلق بعزم وثبات لت�أ�سي�س وطن قلما يجود الزمان بمثله‪ ،‬نباهي به‬ ‫العالم ‪،‬ونفاخر به ال�شعوب ‪� .‬إن هذه المنا�سبة العزيزة على قلوب الجميع تجدد‬ ‫ذكرى كفاح الملك الم�ؤ�س�س عبد العزيز بن عبد الرحمن �آل �سعود ـ ط ّيب الله‬ ‫ثراه ـ ورجاله ا ألفذاذ الذين �سطروا ببطولاتهم تاريخ المجد وو�ضعوا لبنات‬ ‫هذا البناء ال�شامخ الذي �أ�ضحى اليوم مق�صد ًا للنا�س اقت�صاد ًّيا و�سيا�سي ًّا‪،‬‬ ‫ولطالما كان قبلة للنا�س ارت�ضاها الله لعباده الم�ؤمنين ‪� .‬إنها ذكرى نتوقف‬ ‫عندها لن�ستمد منها �أ�سباب القوة ون�ستلهم منها معاني حب الوطن والت�ضحية بكل‬ ‫غال في �سبيل وحدته ونه�ضته ورخائه ‪.‬‬ ‫ولقد اختطت المملكة العربية ال�سعودية منذ ن�ش�أتها على يد الم�ؤ�س�س الباني ومن بعده �أبنا ؤ�ه البررة منهاج ًا‬ ‫وا�ضح ًا لم يحيدوا عنه في مختلف الظروف وا ألحوال وهو ال�سعي دونما كلل ل ألخذ ب أ��سباب التطور والازدهار‬ ‫وتحقيق الرخاء والتنمية لهذا ال�شعب الوفي ‪ ،‬معت�صمين في ذات الوقت بتعاليم ال�شريعة ا إل�سلامية ال�سمحة التي‬ ‫اتخذتها المملكة العربية ال�سعودية منهاج ًا ود�ستور ًا ‪.‬‬ ‫و إ�ننا في هذه الذكرى الغالية التي ندرك تمام ًا أ�هميتها و�سموها‪ ،‬نغتنم هذه ال�سانحة للعمل �سوي ًا لتر�سيخ معاني‬ ‫الوفاء لمن بنوا مجد هذا الوطن المعطاء‪ ،‬ولنعمق معاني الولاء والوفاء في نفو�س الأجيال النا�شئة‪ ،‬بما يغر�س فيهم‬ ‫المواطنة ال�صالحة وحب الوطن والولاء لقيادته الر�شيدة‪ ،‬لتبقى مملكتنا �شامخة عزيزة مهابة‪.‬‬ ‫وت أ�تي ذكرى اليوم الوطني للمملكة في هذا العام لت ؤ�كد قوة التلاحم بين القيادة وال�شعب‪ ،‬ولتج�سد التفاف‬ ‫المواطنين حول قيادتهم الر�شيدة ولتروي ق�صة وطن قدم نموذج ًا فريد ًا للتنمية والرخاء في ظل قيادة فذة ما‬ ‫توانت لحظة في �سبيل توجيه م�سيرة الخير والعطاء نحو الرقي والح�ضارة‪ ،‬ونحو تحقيق الرفاه والهناء لأبناء‬ ‫�شعبها‪ .‬ويقيننا را�سخ �أن بلادنا المباركة اختطت �أروع الأمثلة في الوحدة الوطنية بما يخيب على الدوام �أطماع‬ ‫الحاقدين ويقمع ترب�صات الحا�سدين ويقطع دابر أ��صوات الفتنة وال�ضلال ‪.‬‬ ‫و�إن هذه المنا�سبة الغالية التي نحتفي بها اليوم لهي فر�صة لن�ستعر�ض بع�ض ًا مما حققته بلادنا من منجزات‬ ‫ح�ضارية جعلت وطننا الغالي حا�ض ًرا ب�شرف وهيبة في المحافل الدولية ‪.‬‬ ‫فلقد �أثبتت المملكة �أنها الدولة ا ألكثر قدرة على تحقيق أ�من وا�ستقرار محيطها ا إلقليمي والدولي ولعل «عا�صفة‬ ‫الحزم» �أ�صدق دليل على ذلك‪ ،‬وهي عا�صفة الحق التي نا�صرت ال�شرعية ‪ ،‬ليعلم العالم كله أ�ن ال�سعودية تمتلك‬ ‫زمام المبادرة‪ ،‬ولها اليد الطولى في ن�صرة ال�شعوب المغلوبة على أ�مرها ‪ ،‬و أ�نها دولة قادرة على حماية حدودها‬ ‫وحماية مواطنيها‪.‬‬ ‫كما �أنه لابد من الإ�شارة إ�لى الأعمال ا إلن�سانية الجليلة التي تقدمها المملكة ل أل�شقاء وللإن�سانية جمعاء من خلال‬ ‫مركز الملك �سلمان للإغاثة والأعمال الإن�سانية التي ما فتئت المملكة تقوم بها حيث ي�أتي العمل الخيري والإن�ساني‬ ‫في مقدمة الم�سلمات لهذا البلد المعطاء‪(..‬تتمة ‪� ،‬ص ‪)١١‬‬ ‫د‪ .‬جمعان ر�شيد بن رقو�ش‬

‫‪١٢‬‬ ‫‪AL AMN WA AL HAYAT‬‬ ‫ﻣﻦ إﺻﺪارات اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‬ ‫�لعدد ‪� - 4٢5‬ل�سنة �ل�سابعة و�لثلاثون ‪� -‬سبتمبر ‪ ٢٠١٧‬م‬ ‫إعلامية ‪ -‬أمنية ‪ -‬ثقافية‬ ‫�عإ لامية ‪� -‬مأ نية ‪ -‬ثقافية‬ ‫تحقيق‬ ‫�سبتمبر ‪ ٢٠١٧‬م‬ ‫أمن النقل‬ ‫الجوي‬ ‫تحقيق‬ ‫ندوة الأمن والحياة‬ ‫تجربة فريدة في إدارة الحشود‬ ‫التطوع‬ ‫أبغض الحلال‬ ‫قضية العدد‬ ‫الإيدز ‪ ..‬معاناة نفسية واجتماعية‬ ‫الأب‪ ..‬أنموذج واقعي‪ ..‬ومثالية‬ ‫منشودة‪..‬‬ ‫نطاق مسرح الجريمة‬ ‫اانللمتدجوطتةوماععلأعوتممرلان�إنحوا�مسًالانحوتيي آ�اةخحي ًا�ضابريني�أيفعركا�دهس‪.‬ت‪.‬كاوفهلوًا�سحمقيةقبياًاربزيةنفميختملجتفمفعئااتنات‬ ‫العدد «‪ »٤٢٥‬ـ السنة السابعة والثلاثون ـ سبتمبر ‪ ٢٠١٧‬م‬ ‫ا إل�سلامية التي �أر�سى فيها ديننا الحنيف دعائم تكافل وتراحم لا‬ ‫غنى عنهما‪.‬‬ ‫‪٥٤‬‬ ‫ق�ضية العدد‬ ‫من أ�خطر �أمرا�ض الع�صر التي تتف�شى في معظم المجتمعات الب�شرية‬ ‫موارالكحيزااةلعتلادجخقل�اصلع�اصلًامو احلك�اسيرايت‪.‬ل‪..‬هذواتطالمررح�فضي‬ ‫مر�ض ا إليدز‪ ..‬ا ألمن‬ ‫الخبيث وتنقل من �أحد‬ ‫ذات الوقت هذه الق�ضية على عدد من ذوي الاخت�صا�ص‪.‬‬

‫في هذا العدد‬ ‫‪٣٠‬‬ ‫أخبار الأمن والحياة ‪٦‬‬ ‫أبغض الحلال‪...‬‬ ‫د‪ .‬عقيل العقيل‪ ..‬جامعة الإمام محمد بن سعود‬ ‫الإسلامية ‪٤٦‬‬ ‫‪٨٠‬‬ ‫مفهوم ونطاق مسرح الجريمة‪..‬‬ ‫تجربة فريدة‬ ‫التعامع مع الح�شود و إ�دارتها من أ��صعب المهمات الأمنية‪ ،‬وتزداد هذه‬ ‫د‪ .‬محمد محمد عنب ‪ ..‬كلية الشرطة ‪ -‬القاهرة‬ ‫ال�صعوبة في مو�سم الحج‪ ...‬حيث يفد �إلى ا ألرا�ضي المقد�سة الملايين‬ ‫من �ضيوف الرحمن الذين ي�شكلون ح�شود ًا لا مثيل لها في أ�ي بقعة من تهريب الآثار‪...‬‬ ‫بقاع الأر�ض‪ ،‬وتجد هذه الح�شود جميع متطلباتها التي توفرها لها‬ ‫‪٨٦‬‬ ‫محفوظ المياسي‪ ..‬صنعاء‬ ‫الأجهزة ا ألمنية والمعنية في المملكة العربية ال�سعودية‪.‬‬ ‫أدب الرحلة ‪ ..‬صبحة بغورة‪ ...‬الجزائر ‪٩٨‬‬ ‫‪١٠٦‬‬ ‫تليف الرئتين‪ .‬أ‪ .‬د‪ .‬عبير محمد راوي‪ ...‬الرياض‬ ‫‪٧٠‬‬ ‫نمط الإيقاع الحيوي للرياضيين‪...‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬بثينة الولاني‪ ..‬الإسكندرية ‪١١٨‬‬ ‫التعاون العربي في مكافحة الإرهاب‪..‬‬ ‫السفير د‪ .‬فاضل محمد جواد‬ ‫جامعة الدول العربية‪ -‬القاهرة ‪١٢٢‬‬ ‫تحقيق‬ ‫تمثل المطارات الباب الكبير الذي يودع وي�ستقبل جموع الم�سافرين‬ ‫توا�لست�س�اضئيحفينالأممننو إ�ولاىلاحلمياطةارخامت�سفةيعك�لش أ�رنمحتاءخال�صعا�لصمًا‪..‬تناحووللوههمذانالمموخ�تلضوعف‬ ‫الجوانب‪.‬‬

‫أخبار الأمن والحياة‬ ‫خادم الحرمين الشريفين يستقبل رئيس الجمهورية اليمنية‬ ‫ابن �سلمان بن عبدالعزيز‪ ،‬و�صاحب ال�سمو الملكي الأمير‬ ‫طنجة ‪ -‬وا�س‬ ‫راكان بن �سلمان بن عبدالعزيز‪ ،‬ومعالي وزير الدولة ع�ضو‬ ‫ا�ستقبل خ��ادم الح�رم�ين ال�شريفين الم�ل�ك �سلمان بن‬ ‫مجل�س الوزراء الدكتور �إبراهيم بن عبدالعزيز الع�ساف‪،‬‬ ‫ع�ب�دال�ع�زي�ز آ�ل ��س�ع�ود ـ حفظه الله ـ في م�ق�ر إ�ق�ام�ت�ه‬ ‫ومعالي �سفير خادم الحرمين ال�شريفين لدى المملكة المغربية‬ ‫بم�دي�ن�ة طنجة في المملكة الم�غ�رب�ي�ة‪ ،‬ف�خ�ام�ة الرئي�س‬ ‫الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة‪ ،‬ومعالي نائب‬ ‫ع�ب�درب�ه من�صور ه��ادي رئ�ي���س الج�م�ه�وري�ة اليمنية‪.‬‬ ‫رئي�س الديوان الملكي الأ�ستاذ عقلا بن علي العقلا‪ ،‬ومعالي‬ ‫وجرى خلال الا�ستقبال‪ ،‬ا�ستعرا�ض عدد من المو�ضوعات‬ ‫م�ساعد ال�سكرتير الخا�ص لخ�ادم الحرمين ال�شريفين‬ ‫ذات الاهتمام‪ ،‬وم�ستجدات الأو�ضاع على ال�ساحة اليمنية‪.‬‬ ‫الأ�ستاذ تميم بن عبدالعزيز ال�سالم‪ ،‬ومعالي نائب رئي�س‬ ‫وقدتناولالجميعطعامالغداءمعخادمالحرمينال�شريفين‪.‬‬ ‫الا�ستخبارات العامة الأ�ستاذ �أحمد بن ح�سن ع�سيري‪.‬‬ ‫ح�ضر الا�ستقبال‪� ،‬صاحب ال�سمو ا ألمير خالد بن فهد بن‬ ‫كما ح�ضره م�ن الج�ان�ب اليمني‪ ،‬م�ع�الي م�دي�ر مكتب‬ ‫خالد‪ ،‬و�صاحب ال�سمو الملكي ا ألمير من�صور بن �سعود بن‬ ‫رئا�سة الجمهورية الدكتور ع�ب�دالله العليمي‪ ،‬ومعالي‬ ‫عبدالعزيز‪ ،‬و�صاحب ال�سمو الملكي ا ألمير �سطام بن �سعود‬ ‫��س�ف�ير ال�ي�م�ن ل��دى الم��غ��رب ع��ز ال��دي��ن ا أل� �ص�ب�ح�ي‪.‬‬ ‫ابن عبدالعزيز‪ ،‬و�صاحب ال�سمو الملكي الأمير تركي بن‬ ‫�سلمان بن عبدالعزيز‪ ،‬و�صاحب ال�سمو الملكي الأمير نايف‬ ‫‪6‬‬

‫العددد ‪٤٢٢٥٥‬‬ ‫خادم الحرمين الشريفين يستقبل نائب رئيس مجلس الدولة‬ ‫بجمهورية الصين الشعبية‬ ‫الا�ستقبال بم�ستوى العلاقات بين البلدين ال�صديقين‪،‬‬ ‫جدة ‪ -‬وا�س‬ ‫وال�دور المهم للجنة الم�شتركة رفيعة الم�ستوى ال�سعودية‬ ‫ا��س�ت�ق�ب�ل خ��ادم الح��رم�ي�ن ال���ش�ري�ف�ين الم�ل�ك �سلمان‬ ‫ال�صينية التي ي�ر�أ��س الج�ان�ب ال�سعودي فيها �صاحب‬ ‫اب���ن ع��ب��دال��ع��زي��ز آ�ل ���س��ع��ود ‪ -‬ح�ف�ظ�ه الله ‪ -‬في‬ ‫ال�سمو الملكي الأم�ي�ر محمد ب�ن �سلمان ب�ن عبدالعزيز‬ ‫ق���ص�ر ال���س�لام ب��ج��دة‪ ،‬م�ع�الي ن�ائ�ب رئ�ي���س مجل�س‬ ‫ولي العهد ن�ائ�ب رئي�س مجل�س ال��وزراء وزي��ر ال�دف�اع‪،‬‬ ‫ال��دول��ة ب�ج�م�ه�وري�ة ال����ص�ين ال�شعبية ت���ش�ان�غ ق��او لي‪.‬‬ ‫وم��ن الج��ان��ب ال���ص�ي�ن�ي م�ع�الي ن�ائ�ب رئ�ي���س مجل�س‬ ‫ورح�ب خ�ادم الحرمين ال�شريفين ‪ -‬أ�ي�ده الله ‪ -‬بمعالي‬ ‫ال�دول�ة بجمهورية ال�صين ال�شعبية ت�شانغ ق�او لي‪ ،‬في‬ ‫نائب رئي�س مجل�س ال�دول�ة ال�صيني‪ ،‬فيما عبر معاليه‬ ‫تطوير وتعزيز ال�ت�ع�اون الثنائي ب�ين المملكة وال�صين‪.‬‬ ‫ع�ن ��س�ع�ادت�ه ب��زي��ارة الم�م�ل�ك�ة ول�ق�ائ�ه الم�ل�ك الم�ف�دى‪.‬‬ ‫عقب ذل�ك ج�رى ا�ستعرا�ض �آف�اق التعاون بين البلدين‬ ‫ونقل معاليه لخادم الحرمين ال�شريفين‪ ،‬تحيات فخامة‬ ‫في مختلف الم�ج�الات‪ ،‬بالا�ضافة �إل�ى بحث م�ستجدات‬ ‫الرئي�س �شي جين بينغ رئي�س جمهورية ال�صين ال�شعبية‪،‬‬ ‫ا ألح����داث ع�ل�ى ال���س�اح�ت�ين الاق�ل�ي�م�ي�ة وال��دول��ي��ة ‪.‬‬ ‫فيما حمل الملك الم�ف�دى معاليه نقل تحياته لفخامته‪.‬‬ ‫ون��وه خ��ادم الح�رم�ين ال�شريفين ‪ -‬رع��اه الله ‪ -‬خلال‬ ‫‪7‬‬

‫أخبار الأمن والحياة‬ ‫نائب خادم الحرمين الشريفين يستقبل أصحاب السمو الأمراء‬ ‫وأصحاب الفضيلة والمعالي وجمعا من المواطنين‬ ‫عبدالله بن تركي و �صاحب ال�سمو الأمير عبدالعزيز بن‬ ‫جدة ‪ -‬وا�س‬ ‫فهد بن �سعد و �صاحب ال�سمو الأمير في�صل بن �سعود بن‬ ‫ا�ستقبل نائب خ�ادم الحرمين ال�شريفين �صاحب ال�سمو‬ ‫محمد و �صاحب ال�سمو الملكي الأمير م�شعل بن ماجد بن‬ ‫الملكي الأم�ير محمد بن �سلمان بن عبدالعزيز آ�ل �سعود‬ ‫عبدالعزيز محافظ جدة ‪ ،‬و�صاحب ال�سمو الملكي الأمير‬ ‫في ق�صر ال�سلام بجدة أ��صحاب ال�سمو الأمراء و أ��صحاب‬ ‫الدكتور عبدالعزيز بن �سطام بن عبدالعزيز م�ست�شار‬ ‫خادم الحرمين ال�شريفين‪ ،‬و�صاحب ال�سمو ا ألمير خالد‬ ‫الف�ضيلة والمعالي وجمعا من المواطنين‪.‬‬ ‫اب�ن عبدالعزيز بن عياف وكيل وزارة الحر�س الوطني‬ ‫وفي بداية الا�ستقبال أ�ن�صت الجميع لتلاوة آ�يات من الذكر‬ ‫ل�شئون ا ألف��واج و �صاحب ال�سمو ا ألم�ير �سعود بن �سعد‬ ‫ابن تركي و�صاحب ال�سمو ا ألم�ير �سلطان بن �سعود بن‬ ‫الحكيم‪.‬‬ ‫في�صل و �صاحب ال�سمو الأمير خالد بن من�صور بن جلوي‬ ‫بعد ذلك �صافح نائب خادم الحرمين ال�شريفين أ��صحاب‬ ‫و�صاحب ال�سمو الملكي الأمير في�صل بن �سعود بن م�ساعد‬ ‫ال�سمو الأمراء و أ��صحاب الف�ضيلة والمعالي وجمع المواطنين‪.‬‬ ‫و�صاحب ال�سمو ا ألم�ير �سعد بن خالد بن �سعد و�صاحب‬ ‫ح�ضر الا�ستقبال �صاحب ال�سمو الملكي الأم�ي�ر خالد‬ ‫ال�سمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن هذلول بن عبدالعزيز‬ ‫الفي�صل بن عبدالعزيز م�ست�شار خادم الحرمين ال�شريفين‬ ‫�أمير منطقة مكة المكرمة و �صاحب ال�سمو الأمير في�صل‬ ‫ابن عبدالرحمن بن فرحان و�صاحب ال�سمو ا ألمير تركي‬ ‫ابن فهد بن جلوي و �صاحب ال�سمو ا ألمير الدكتور بندر بن‬ ‫‪8‬‬

‫العددد ‪٤٢٢٥٥‬‬ ‫ابن �سلطان بن عبدالعزيز و �صاحب ال�سمو الملكي الأمير‬ ‫و�صاحب ال�سمو الأمير �سعود بن بدر بن محمد و�صاحب‬ ‫�سعود بن حمود بن �سعود و �صاحب ال�سمو الأمير فهد بن‬ ‫ال�سمو الملكي الأم�ير بندر بن خالد الفي�صل الم�ست�شار‬ ‫تركي بن جلوي و �صاحب ال�سمو الملكي الأمير عبدالعزيز‬ ‫بالديوان الملكي و�صاحب ال�سمو الأمير م�شعل بن متعب بن‬ ‫ابن �سعود بن نايف وزير الداخلية و �صاحب ال�سمو الملكي‬ ‫ثنيان و �صاحب ال�سمو الملكي ا ألمير في�صل بن �سلطان بن‬ ‫ا ألم�ير في�صل بن من�صور بن في�صل و �صاحب ال�سمو‬ ‫عبدالله و�صاحب ال�سمو الملكي الأمير �سعود بن م�شعل بن‬ ‫الملكي الأمير �سعود بن في�صل بن م�ساعد و �صاحب ال�سمو‬ ‫عبدالعزيز و�صاحب ال�سمو الملكي الأمير تركي بن محمد‬ ‫الملكي الأمير تركي بن نواف بن في�صل و �صاحب ال�سمو‬ ‫ابن فهد الم�ست�شار بالديوان الملكي و �صاحب ال�سمو الملكي‬ ‫الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز نائب �أمير‬ ‫ا ألمير �سعود بن من�صور بن في�صل و �صاحب ال�سمو الملكي‬ ‫منطقة مكة المكرمة و �صاحب ال�سمو الملكي الأمير عبدالله‬ ‫الأم�ير �سلطان بن من�صور بن في�صل و�صاحب ال�سمو‬ ‫بن خالد بن �سلطان الم�ست�شار بالديوان الملكي و أ��صحاب‬ ‫الأمير في�صل بن محمد بن �سعد وكيل إ�مارة منطقة مكة‬ ‫المكرمة الم�ساعد للحقوق و �صاحب ال�سمو الملكي ا ألمير بدر‬ ‫ال�سمو ا ألمراء‪.‬‬ ‫نائب خادم الحرمين الشريفين يلتقي رئيس وزراء باكستان‬ ‫ورحب نائب خادم الحرمين ال�شريفين بدولة رئي�س وزراء‬ ‫جدة ‪ -‬وا�س‬ ‫باك�ستان في المملكة‪ ،‬فيما عبر دولته عن ال�شكر على‬ ‫التقى نائب خ�ادم الحرمين ال�شريفين �صاحب ال�سمو‬ ‫الحفاوة والا�ستقبال اللذين حظي بهما والوفد المرافق‪.‬‬ ‫الملكي الأمير محمد بن �سلمان بن عبدالعزيز �آل �سعود‪ ،‬في‬ ‫جدة‪ ،‬دولة رئي�س وزراء باك�ستان �شاهد خاقان عبا�سي‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫أخبار الأمن والحياة‬ ‫ا أل�ستاذ ع�ادل بن �أحمد الجبير‪ ،‬ومعالي الم�ست�شار في‬ ‫وجرى خلال اللقاء ا�ستعرا�ض العلاقات الثنائية المتينة‬ ‫ال�دي�وان الملكي الم�شرف ال�ع�ام على مكتب �سمو وزي�ر‬ ‫بين المملكة وباك�ستان‪ ،‬و�سبل موا�صلة تطويرها في مختلف‬ ‫الدفاع الأ�ستاذ فهد العي�سى‪ ،‬ومعالي الم�ست�شار بالديوان‬ ‫المجالات‪ ،‬با إل�ضافة �إل�ى بحث تطورات الأح�داث على‬ ‫الملكي الأ�ستاذ ر أ�ف�ت ال�صباغ‪ ،‬وع�دد من الم�س ؤ�ولين‪.‬‬ ‫ال�ساحتين الإ�سلامية والدولية‪ ،‬والجهود المبذولة تجاهها‪.‬‬ ‫ف�ي�م�ا ح�����ض��ره م��ن الج��ان��ب ال�ب�اك���س�ت�اني م�ع�الي‬ ‫ح�ضر اللقاء �صاحب ال�سمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن‬ ‫وزي��ر الم�ال�ي�ة ال���س�ي�د مح�م�د ا��س�ح�اق دار‪ ،‬وم�ع�الي‬ ‫�سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية‪ ،‬ومعالي‬ ‫وزي���ر الخ��ارج��ي��ة ال���س�ي�د خ��واج��ة مح�م�د �آ���ص��ف‪،‬‬ ‫وزير الدولة ع�ضو مجل�س ال�وزراء الدكتور م�ساعد بن‬ ‫وع��دد م��ن الم���س��ؤول�ني في الح�ك�وم�ة ال�ب�اك���س�ت�ان�ي�ة‪.‬‬ ‫محمد العيبان الوزير المرافق‪ ،‬ومعالي وزير الخارجية‬ ‫سمو وزير الداخلية يثمن جهود رجال الدفاع المدني في مجال الحفاظ‬ ‫على الأرواح والممتلكات وتقديم الخدمات الإنسانية المتميزة‬ ‫جاء ذلك في كلمة ل�سموه عقب تد�شينه في جدة خدمتي‬ ‫جدة ‪ -‬وا�س‬ ‫« ف�زع�ة ‪ ،‬و��س�الم�ت�ي» ‪ ،‬الخ�ا��ص�ة ب�الم�دي�ري�ة ال�ع�ام�ة‬ ‫ث�م�ن ��ص�اح�ب ال���س�م�و الم�ل�ك�ي الأم�ي�ر ع�ب�دال�ع�زي�ز بن‬ ‫للدفاع الم��دني ‪ ،‬وذل��ك �ضمن الخ�دم�ات ال�ت�ي تقدمها‬ ‫��س�ع�ود ب��ن ن�اي�ف ب��ن ع�ب�دال�ع�زي�ز‪ ،‬وزي��ر ال�داخ�ل�ي�ة‬ ‫الم�دي�ري�ة العامة للدفاع الم��دني للمواطنين والمقيمين‪.‬‬ ‫رئ�ي���س مجل�س ال�دف�اع الم��دني ‪ ،‬الج�ه�ود ال�ت�ي يبذلها‬ ‫و�أكد �سمو وزير الداخلية‪� ،‬أن تد�شين مثل هذه الخدمات‬ ‫رج��ال ال�دف�اع الم��دني في مج�ال الح�ف�اظ على الأرواح‬ ‫والم�م�ت�ل�ك�ات وت�ق�ديم الخ�دم�ات ا إلن���س�ان�ي�ة الم�ت�م� ّي�زة ‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫العددد ‪٤٢٢٥٥‬‬ ‫تتمة الافتتاحية‬ ‫�سي�سهمب إ�ذناللهتعالىفيزيادة‬ ‫ورغم ا ألزمات الاقت�صادية التي �شهدها العالم م ؤ�خر ًا ومنها انخفا�ض‬ ‫الات�صال والتوا�صل بين ا ألجهزة‬ ‫�أ�سعار النفط ‪ ،‬وكذلك التزام المملكة بدعم العديد من الدول ال�شقيقة‬ ‫ا ألم�ن�ي�ة والم�واط�ن�ني بم�ا ي�سهم‬ ‫والدفاع عن �سيادتها و�أمنها ف إ�ن اقت�صاد المملكة الذي يعد ا ألكبر في‬ ‫في ح�ف�ظ أ�م�ن�ه�م و�سلامتهم‪.‬‬ ‫المنطقة قد �شهد في العهد الزاهر لخادم الحرمين ال�شريفين الملك �سلمان‬ ‫وك��ان ��س�م�وه ق�د ا��س�ت�م�ع قبيل‬ ‫بن عبد العزيز ـ �أيده الله ـ �صلابة وثبات ًّا‪ ،‬ولا �شك في أ�ن برنامج التحول‬ ‫التد�شين �إل��ى ��ش�رح تف�صيلي‬ ‫الوطني ور�ؤية المملكة ‪2030‬م �سوف يكونان دعامة قوية للاقت�صاد الوطني‬ ‫م�ن م�ع�الي م�دي�ر ع�ام ال�دف�اع‬ ‫الم�دني الفريق �سليمان العمرو‬ ‫وللتنمية الم�ستدامة ‪.‬‬ ‫‪ ،‬ث�م�ن في ب�داي�ت�ه م��ا يقدمه‬ ‫و إ�ن هذه الر ؤ�ية الطموحة ال�شاملة و التنوع الذي حدث في بنية الاقت�صاد‬ ‫�سموه م�ن دع�م للدفاع الم�دني‬ ‫ال�سعودي في ال�سنوات ا ألخيرة يعززان الثقة في اقت�صادنا وهو ما ت�ؤكده‬ ‫ورج��ال��ه‪ ،‬ع��ادا ت�د��ش�ني �سموه‬ ‫م�شاركة المملكة العربية ال�سعودية فى قمة مجموعة الع�شرين ا ألخيرة‪،‬‬ ‫للخدمتين م�ن أ�ه�م الأول�وي�ات‬ ‫الأمر الذي يعزز رفاهية الحا�ضر وي�ضمن ا�ستقرار الغد بم�شيئة الله‬ ‫ال�ت�ي تقدمها وزارة الداخلية‬ ‫لم��ا تح�ق�ق�ه م��ن ن�ق�ل�ة ن�وع�ي�ة‬ ‫تعالى‪.‬‬ ‫واع��دة في مج��ال التطبيقات‬ ‫فقد توا�صل الاهتمام بجميع القطاعات في المجالات التعليمية وال�صحية‬ ‫ا إللكترونية الأمنية للرفع من‬ ‫والإ�سكان والنقل والعمل وغيرها من المجالات �سعي ًا نحو ا�ستمرار الحياة‬ ‫م�ستوى الخدمات المقدمة وفق‬ ‫الكريمة والرخاء الم�ستديم للمجتمع ال�سعودي ‪.‬لتثبيت ودعم �سيا�سيات‬ ‫ال�ر�ؤي�ة الطموحة التي ت�ستند‬ ‫تنويع م�صادر الدخل التي اتجهت �إليها الإ�ستراتيجية الاقت�صادية للمملكة‬ ‫في أ��سا�سها على ا�ستراتيجية‬ ‫في ال�سنوات ا ألخيرة بما يعزز الثقة في الاقت�صاد ال�سعودي لا�ستكمال‬ ‫تح�ق�ي�ق ا ألم���ن والا���س��ت��ق��رار‬ ‫الم�سيرة التنموية في مختلف المجالات وخا�صة في مجال التنمية الب�شرية‪.‬‬ ‫وتعزيز جوانب ال�سلامة العامة‬ ‫و تجدر الإ�شارة هنا �إلى أ�ن ت�أهل المنتخب ال�سعودي �إلى بطولة ك�أ�س العالم‬ ‫ل��ل��م��واط�ن�ي�ن والم��ق��ي��م�ي�ن بم�ا‬ ‫‪2018‬م ي�ؤكد �أن التفوق وا إلنجاز هو ديدن هذه البلاد في مختلف المجالات‬ ‫يتوافق مع ر ؤ�ية المملكة ‪. 2030‬‬ ‫والميادين‪ ،‬فهنيئ ًا لوطننا ما حققه و�سيحققه من نجاحات ـ بم�شيئة الله‬ ‫وت�ع�د خ�دم�ة «ف��زع��ة «خ�دم�ة‬ ‫إ�ل�ك�رتون�ي�ة مخ�ص�صة لطلب‬ ‫تعالى ـ‪.‬‬ ‫ال�ع�ون والم���س�اع�دة م�ن ال�دف�اع‬ ‫و�إن �شعب المملكة العربية ال�سعودية الوفي وهو ينعم بهذه الإنجازات‬ ‫الم�دني ول�ل إ�ب�الغ عن أ�ي حادث‬ ‫المتواترة ليرفع �أكف ال�ضراعة لله عز وجل بال�شكر على ما م ّن به علينا‬ ‫م��ن خ�ل�ال ت�ط�ب�ي�ق إ�ل��ك�ت�روني‬ ‫من نعمه العظيمة‪ ،‬و يبتهل �إليه �سبحانه �أن يحفظ خادم الحرمين‬ ‫ع��ل��ى ا ألج���ه���زة ال��ذك��ي��ة ‪.‬‬ ‫ال�شريفين الملك �سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين �صاحب ال�سمو‬ ‫في ح�ني تعد خ�دم�ة «�سلامتي‬ ‫الملكي ا ألمير محمد بن �سلمان بن عبد العزيز و�أن يعينهم جميع ًا على‬ ‫«خ�دم�ة إ�ل�ك�رتون�ي�ة مخ�ص�صة‬ ‫للإبلاغ عن مخالفات ال�سلامة‬ ‫م�سئولياتهم الج�سام التي هم �أهل لها ‪.‬‬ ‫في المن�ش آ�ت العامة �أو الخا�صة‬ ‫وهنيئ ًا ل�شعبنا الكريم‪ ،‬وهني ًئا ألمتنا العربية والإ�سلامية بهذه المنا�سبة‬ ‫�أو ح�ت�ى في ا ألم��اك��ن ال�ع�ام�ة‪.‬‬ ‫الغالية على قلوب الجميع‪ ،‬داعين المولى عز وجل أ�ن يحفظ على وطننا‬ ‫�أمنه وا�ستقراره �إنه �سميع مجيب ‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫ندوة الأمن والحياة‬ ‫ن�دوة ا ألم�ن والح�ي�اة تعالج م�شكلة تهم الم�واط�ن العربي في حا�ضره وم�ستقبله‪ ...‬ت�ضم نخبة من‬ ‫المتخ�ص�صين‪ ...‬ت�ستر�شد ب�أفكارهم‪ ...‬وتنقل للقراء توعياتهم‪ ..‬وتقدم �إليهم تو�صيات قابلة للتنفيذ‪...‬‬ ‫التطوع عمل حضاري‬ ‫إنساني ‪ ...‬ومسؤولية‬ ‫جماعية مشتركة‬ ‫‪3-٢‬‬ ‫‪12‬‬

‫العددد ‪٤٢٢٥٥‬‬ ‫الحديث عن التطوع يعني حديث ًا عن عمل ح�ضاري و�إن�ساني يعك�س تكافل ًا بين مختلف فئات المجتمع‪،‬‬ ‫وتراحم ًا وت آ�خي ًا بين �أفراده‪ ..‬وتتحلى �أكثر المجتمعات بهذا العمل ا إلن�ساني الذي هو �سمة بارزة في‬ ‫مجتمعاتنا ا إل�سلامية التي أ�ر�سى فيها ديننا الإ�سلامي العظيم دعائم عمل إ�ن�ساني‪ ..‬والعمل ا إلن�ساني‬ ‫حاجة ملحة للمجتمعات خ�صو�ص ًا تلك التي تتعر�ض ألزمات وكوارث �سواء بفعل الحروب أ�و بفعل‬ ‫الطبيعة‪ ..‬والتي ينجم عنها ت�شرد ولجوء وخ�سائر في الأرواح والممتلكات ‪ ..‬و�أن من رحمة الله في هذه‬ ‫المجتمعات أ�ن �أوجد لها دول ًا ذات �أيا ٍد بي�ضاء تمكنها من تخفيف المعاناة لدى ال�شعوب المنكوبة‪ ،‬وتت�صدر‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية دول العالم في �إغاثتها وتقديمها للخدمات ا إلن�سانية �إلى المنكوبين في �أرجاء‬ ‫الأر�ض‪ ،‬كما �أدركت دول العالم ممثلة بهيئتها الدولية «الأمم المتحدة» هذه الحقيقة فخ�ص�صت يوم ًا‬ ‫عالمي ًا للتطوع يحتفى به في �شهر دي�سمبر من كل عام‪ ،‬وذلك تعبير ًا عن �إدراكها ألهمية العمل ا إلن�ساني‬ ‫الذي أ�ولته جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية اهتمام ًا كبير ًا‪ ،‬عبرت عنه ت�صريحات الم�س ؤ�ولين با ألمم‬ ‫المتحدة وفي مقدمتهم م�ساعد ا ألمين العام ل ألمم المتحدة لل�ش�ؤون ا إلن�سانية‪ ،‬الذي أ�كد لمعالي رئي�س‬ ‫جامعة نايف العربية للعلوم ا ألمنية حر�ص ا ألمم المتحدة على توزيع �إنجازات الجامعة في مجالات‬ ‫العمل الإن�ساني على مختلف المكاتب التابعة للمنظمة الدولية في كل أ�نحاء العالم حتى يت�سنى لها‬ ‫الا�ستفادة من هذه الإنجازات‪.‬‬ ‫ا ألمن والحياة تطرح هذا المو�ضوع على �سبعة من المتخ�ص�صين الذين يناق�شون �سبعة محاور في ثلاثة‬ ‫�أجزاء تعقبها التو�صيات‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫ندوة الأمن والحياة‬ ‫أدار الندوة‪:‬‬ ‫عرسان عبداللطيف المشاقي‬ ‫محاور الندوة‪:‬‬ ‫‪ -‬الملك سلمان بن عبدالعزيز‬ ‫ومسيرة خمسين عامًا من‬ ‫العمل الإنساني‬ ‫‪ -‬العمل الإنساني مسؤولية‬ ‫جماعية بين المنظمات‬ ‫الإنسانية والمجتمع الدولي‬ ‫‪ -‬العمل الخيري والعمل الإنساني‬ ‫وجهان للعمل التطوعي‬ ‫‪ -‬القانون الدولي الإنساني ودوره‬ ‫في النزاعات المسلحة‬ ‫‪ -‬القانون الدولي الإنساني‬ ‫والقانون الدولي لحقوق‬ ‫الإنسان وكيفية تطبيقهما‬ ‫للعمل الإنساني‬ ‫‪ -‬الأمن والعمل الإنساني يكمل‬ ‫كل منهما الآخر‬ ‫‪ -‬العمل الخيري ‪..‬التزام أخلاقي‬ ‫وقانوني‬ ‫‪ -‬الجمعيات الخيرية بين تماسك‬ ‫الأسرة وتكافل المجتمع‬ ‫توصيات ندوة الأمن والحياة‬ ‫‪14‬‬

‫العدد ‪٤٢٥‬‬ ‫الم�شاركون في الندوة‪:‬‬ ‫يحيى �سليمان العقيلي‬ ‫�أ‪ .‬د‪ .‬إ�براهيم بن مبارك بن مو�سى الجوير‬ ‫ع�ضو مجل�س �إدارة جمعية الإ�صلاح الاجتماعي‬ ‫�أ�ستاذ علم الاجتماع – جامعة الإمام محمد بن‬ ‫بالكويت‬ ‫�سعود الإ�سلامية‬ ‫د‪ .‬نبيل عثمان‬ ‫أ�‪ .‬د‪ .‬العايب علاوة‬ ‫المفو�ضية ال�سامية ل�ش�ؤون اللاجئين‬ ‫أ��ستاذ القانون الدولي بجامعة الجزائر‬ ‫�إبراهيم عبدالرازق �أبوالعز‬ ‫د‪ .‬باطاهر بجلال‬ ‫�أمين عام جمعية المركز ا إل�سلامي بالأردن‬ ‫م�ست�شار متفرغ لدى العديد من المنظمات الدولية‬ ‫بمجال حقوق الإن�سان والتداعيات الأمنية‬ ‫‪15‬‬

‫ندوة الأمن والحياة‬ ‫القانون الدولي الإنساني ودوره في النزاعات‬ ‫المسلحة‬ ‫وفي محور آ�خر من محاور الندوة كان الحديث عن‬ ‫القوانين الدولية ومدى ما تقدمه من �إن�صاف �أو تحيز‬ ‫حيث تحدث في هذا المحور الأ�ستاذ الدكتور العايب علاوة‬ ‫أ��ستاذ القانون الدولي العام بجامعة الجزائر ف�أو�ضح أ�ن‬ ‫القانون الدولي ا إلن�ساني‪ ،‬قانون ا�ستحدث بعد الحرب‬ ‫العالمية الثانية نتيجة الأزمات والانتهاكات بين الب�شر‪،‬‬ ‫ونتيجة للتجاوزات التي طر أ�ت في النزاعات الدولية‬ ‫المتوح�شة ما قبل الحرب العالمية الثانية وما بعدها‪ ،‬و أ��شار‬ ‫�إلى �أن القانون الدولي الإن�ساني يختلف عن القانون‬ ‫‪16‬‬

‫العدد ‪٤٤٢٥‬‬ ‫القانون الدولي الإنساني لعب دورًا مهمًا في النزاعات‬ ‫الدولية سواء أكانت مسلحة دولية أم غير دولية‬ ‫الدولي لحقوق الإن�سان‪ ،‬فالقانون الدولي لحقوق ا إلن�سان‬ ‫ي�سود وقت ال�سلم ويطبق في جميع الحالات في وقت ال�سلم‬ ‫والحرب أ�ما القانون الدولي ا إلن�ساني فهو خا�ص عند‬ ‫الحرب فقط ولا نقول �إنها حرب لأن ميثاق باري�س ‪1928‬م‬ ‫حرم الحرب كو�سيلة لل�سيا�سة العامة للدول وبالتالي‬ ‫تحول اللفظ من حرب �إلى نزاع م�سلح وهكذا بعد الحرب‬ ‫العالمية الثانية كان تتوي ًجا لأم الاتفاقيات الدولية الخا�صة‬ ‫بالقانون الدولي الإن�ساني وهي اتفاقيات جنيف ا ألربع‬ ‫ال�صادرة في ‪1949‬م فالاتفاقية ا ألولى خا�صة بحماية‬ ‫‪17‬‬

‫ارتكبوا تجاوزات ب�ألمانيا‪ ،‬فالقانون الدولي الإن�ساني يوازن‬ ‫وتقديم الخدمات للممار�سين للحرب البرية والاتفاقية‬ ‫بين ال�ضرورة الع�سكرية وحقوق الإن�سان كب�شر ب أ�ن نحافظ‬ ‫الثانية لممار�سي الحرب البحرية والاتفاقية الثالثة خا�صة‬ ‫على �أرواحهم ونقوم بالحرب ب�أقل ا أل�ضرار الممكنة وهو‬ ‫ب أ��سرى الحرب والاتفاقية الرابعة خا�صة بحماية المدنيين‬ ‫ما ي�سمى ب�أن�سنة الحروب‪ ،‬وقد لعب القانون الدولي‬ ‫ا إلن�ساني دور ًا مهم ًا فيما بعد في النزاعات الدولية �سواء‬ ‫أ�ثناء النزاعات الم�سلحة‪.‬‬ ‫كانت نزاعات م�سلحة دولية أ�و غير دولية‪ ،‬فينطبق هذا‬ ‫لو عرفنا القانون الدولي ا إلن�ساني ب أ�نه الموازنة بين‬ ‫القانون بقواعده القانونية وينطبق على النزاعات الم�سلحة‬ ‫ال�ضرورات الع�سكرية وحماية ا ألرواح الب�شرية‪ ،‬بمعنى‬ ‫الدولية بين الدول وعلى النزاعات الم�سلحة غير الدولية‬ ‫آ�خر كيف نتغلب على الخ�صم أ�و العدو ب أ�خف ا أل�ضرار‬ ‫داخل الدولة لذلك عليها أ�ن تحترم القواعد الحربية التي‬ ‫الممكنة‪ ،‬بطريقة أ�خرى بمعني �أن�سنة الوجه القبيح‬ ‫يجب �أن ت�سود وقت النزاعات الم�سلحة بما فيها حروب‬ ‫للحروب من جهة وممار�سة الحروب طبقا لقواعد قانونية‬ ‫حركات التحرر الوطني التي تقوم بها ال�شعوب لتقرير‬ ‫متفق عليها والذي يخرج عليها يعتبر أ�ما مجرم حرب �أو‬ ‫م�صيرها وهذه عليها �أن تراعي القانون الدولي ا إلن�ساني‬ ‫مرتب ًا لجريمة إ�بادة أ�و مرتكب ًا لجريمة �ضد الإن�سانية‪،‬‬ ‫في عملياتها الع�سكرية‪ ،‬وقد راعى جي�ش التحرير الوطني‬ ‫وهذه تحتاج إ�لى �أن تمار�سها طبقا لدليل الحرب‪ ،‬يعني‬ ‫الجزائري مع القوات الفرن�سية اتفاقية جنيف في حرب‬ ‫�أن كل قوة م�سلحة في العالم لديها دليل ت�سير عليه أ�ثناء‬ ‫التحرير الكبرى عام ‪ 1954‬حتى عام ‪ 1962‬على الرغم‬ ‫النزاعات الم�سلحة في تنا�سب في عدم الاعتداء على من‬ ‫من �أن الفرن�سيين لم يلتزموا بها لأنهم لم يعلنوا الحرب‬ ‫خرجوا عن القتال حتى من �أفراد القوات الم�سلحة الذين‬ ‫على الجزائر؛ لأن في القانون الدولي لديها حقوق وواجبات‬ ‫�ألقوا ب�أ�سلحتهم لديهم ا ألمان والمحافظة على �أرواحهم‬ ‫وفرن�سا لم تعلن الحرب على الجزائر بل �إنها اعتدت على‬ ‫وتقديم العلاج لهم‪ ،‬و�إذا تم اعتقالهم فهناك ظروف‬ ‫الجزائر‪ ،‬وكانت تعتبرها �أحداث الجزائر ولي�ست حرب‬ ‫معينة لاعتقالهم وتكون ظروف ًا �إن�سانية و أ�ي تجاوز فيما‬ ‫الجزائر إ�لا عام ‪ 1999‬اعترفوا بها ب أ�نها كانت حربا وذلك‬ ‫يخ�ص هذه الفئات يعتبر جريمة حرب �أو �أنه جريمة �ضد‬ ‫خوف ًا من ا إلدانة وكذلك لأن فرن�سا نف�سها فيما يخ�ص‬ ‫ا إلن�سانية‪ ،‬وقد حدثت تجاوزات كثيرة في الحرب العالمية‬ ‫الثانية خا�صة من طرف القوات الألمانية‪ ،‬وحتى الحلفاء‬ ‫‪18‬‬

‫العدد ‪٤٢٥‬‬ ‫أ�عيد التفكير من جديد في �إن�شاء محكمة جنائية دولية‬ ‫ق�ضية الجزائر التي عانى فيها ال�شعب الكثير ف�سقط‬ ‫وهكذا بد أ�ت المفاو�ضات في روما ب إ�يطاليا من ‪ 1989‬إ�لى‬ ‫منه ‪ 10‬ملايين �شهيد فالحملة الفرن�سية على الجزائر‬ ‫‪ 1998‬حين تم �إن�شاء محكمة جنائية دولية بموجب ما‬ ‫من ‪� 1830‬إلى ‪� 1962‬أبيد فيها نحو ‪ 10‬ملايين بطريقة‬ ‫ي�سمى ميثاق روما والقانون الأ�سا�سي للمحكمة الجنائية‬ ‫�أو ب أ�خرى ومنذ ‪ 54‬إ�لى ‪� 62‬سقط مليون ون�صف مليون‬ ‫الدولية في ‪ 17‬يوليو ‪ 1998‬ودخلت حيز النفاذ في أ�ول يوليه‬ ‫�شهيد‪ ،‬فقد قامت فرن�سا بالكثير من التجاوزات وهي من‬ ‫الدول الموقعة على اتفاقية جنيف والم�صادقة على اتفاقية‬ ‫‪.2002‬‬ ‫جنيف التي ذكرتها �آنف ًا �سنه ‪1949‬م ولم تلتزم ب أ�حكام‬ ‫لهذا ف�إن على الدول مراعاة احترام الكيان الب�شري �سواء‬ ‫هذه الاتفاقية ولذا طالما �أن الدول لم تحترم بطريقة‬ ‫في وقت ال�سلم �أو في وقت الحرب‪� ،‬إن كان في وقت ال�سلم‬ ‫دقيقة محكمة قواعد القانون ا إلن�ساني فقد جاء التفكير‬ ‫فنحن ب�صدد القانون الدولي لحقوق الإن�سان‪ ،‬و�إن كان‬ ‫في المحكمة الجنائية الدولية وقد بد�أ التفكير فيها في عام‬ ‫في وقت نزاعات م�سلحة داخلية فنحن ب�صدد القانون‬ ‫‪ .1949‬وكلفت ا ألمم المتحدة لجنة القانون الدولي ب إ�نجاز‬ ‫الدولي ا إلن�ساني‪ ،‬وفي كل الحالات ف إ�ن الدول تلتزم‬ ‫اتفاقية �أولية لإن�شاء محكمة جنائية دولية ولكن الحرب‬ ‫التزاما مطلق ًا بال�ضوابط والمعايير الخا�صة بكيفية �سير‬ ‫الباردة والثنائية القطبية التي كانت موجودة �ساعتها بين‬ ‫مثل هذه العمليات وكيف ت�صرفت و أ�كثر من ذلك المحكمة‬ ‫الاتحاد ال�سوفيتي �سابقا والولايات المتحدة ا ألمريكية أ�خر‬ ‫الأوروبية لحقوق الإن�سان ك�آلية من �آليات تطبيق حقوق‬ ‫الحديث عن المحكمة الجنائية الدولية حتى انتهاء الحرب‬ ‫الإن�سان على الم�ستوى الأوروبي‪ ،‬وهناك المحكمة ا ألفريقية‬ ‫الباردة وانتهاء الثنائية الدولية وبدء أ�حادية قطبية منذ‬ ‫لحقوق الإن�سان وهناك م�شروع المحكمة العربية لحقوق‬ ‫عام ‪ 1989‬ب�سقوط الاتحاد ال�سوفيتي‪ ،‬و�أثناء هذا التاريخ‬ ‫ا إلن�سان بعد الميثاق العربي لحقوق ا إلن�سان في ‪،2004‬‬ ‫‪19‬‬

‫ي�سمح للأفراد العاديين بتقديم �شكاوى �إلى اللجنة المكلفة‬ ‫كل مواطن في العالم له‬ ‫بحماية حقوق ا إلن�سان التابعة للعهد المدني للحقوق المدنية‬ ‫الحق في الأمن مثلما له الحق‬ ‫وال�سيا�سية لأن هناك لجنة الأمم المتحدة لحقوق ا إلن�سان‬ ‫التي تحولت ابتداء من ‪� 2006‬إلى مجل�س الأمم المتحدة‬ ‫في التنمية المستدامة‬ ‫لحقوق الإن�سان ومقره بجنيف ألن هذه اللجنة �أن�شئت‬ ‫وهناك المحكمة ا ألمريكية لحقوق ا إلن�سان بموجب ميثاق‬ ‫من طرف المجل�س الاقت�صادي والاجتماعي �سنة ‪1946‬‬ ‫�سارخوزي عام ‪ 1969‬والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإن�سان‬ ‫وا�ستمرت حتى ‪� 2006‬إلى أ�ن تم ا�ستبدالها بمجل�س ا ألمم‬ ‫عام ‪ 1950‬والأفريقية في ‪ 1981‬الميثاق الأفريقي لحقوق‬ ‫المتحدة لحقوق ا إلن�سان وهذا المجل�س يراقب انتهاكات‬ ‫الإن�سان وال�شعوب‪ ،‬هذا على الم�ستوى الإقليمي وعلى‬ ‫حقوق ا إلن�سان وقدم تقريرا حول الحرب ا ألولى في غزة‬ ‫الم�ستوى العالمي هناك ميثاق الأمم المتحدة وهناك ا إلعلان‬ ‫فهناك تقريران تقرير لجنة تق�صي الحقائق التابعة‬ ‫العالمي لحقوق الإن�سان عام ‪ 1949‬وهناك العهدان الدوليان‬ ‫ل ألمم المتحدة وهناك تقرير لجنة تق�صي الحقائق التي‬ ‫للحقوق ال�سيا�سية والمدنية والحقوق الاجتماعية والثقافية‬ ‫كلف بها جولد�ستون القا�ضي من جنوب �أفريقيا والذي‬ ‫‪ 1969‬وقد دخلوا حيز النفاذ ‪ ،1976‬ونف�س ا آلليات‬ ‫قدم تقري ًرا مو�ضوعيا في ‪ 2010‬من نحو ‪� 600‬صحفة عن‬ ‫لحماية الفرد في حقوق ا إلن�سان العهد الدولي للحقوق‬ ‫انتهاكات �إ�سرائيل في حرب غزة الأولى وقد تراجع عنها‬ ‫المدنية وال�سيا�سية خلق بروتوكول اختياري إ��ضافي �صادقت‬ ‫فيما بعد ب�ضغط من الحركة ال�صهيونية‪ ،‬وقد تبر أ� من‬ ‫عليه الدول ومنها الجزائر هذا البروتوكول الاختياري‬ ‫‪20‬‬

‫العدد ‪٤٢٥‬‬ ‫الأمن مثلما له الحق في التنمية الم�ستدامة‪ ،‬والحق في بيئة‬ ‫هذا التقرير‪ ،‬فقد �شهد على الانتهاكات الإ�سرائيلية‪ ،‬لكنه‬ ‫نظيفة‪ ،‬والحق في تقرير م�صيره‪ ،‬وكل مواطن له الحق في‬ ‫تراجع عن �شهادته‪ ،‬وهذا ما يخ�ص العلاقة بين القانون‬ ‫أ�ن توفر له دولته ا ألمن وتحميه‪ ،‬فالعلاقة بين الفرد ودولته‬ ‫هي حقوق وواجبات داخل كل دولة فمن واجباتك تجاه‬ ‫الدولي لحقوق ا إلن�سان والقانون الدولي ا إلن�ساني‪.‬‬ ‫الدولة �أداء الخدمة الوطنية ودفع ال�ضرائب والانتخابات‬ ‫وفي�إطارحديثهعنالخدماتالتيتقدمهاالأجهزةا ألمنية‬ ‫وغيرها من الواجبات وفي مقابل ذلك هناك حقوق ومنها‬ ‫في الدولة للمهاجرين أ��شار الدكتور علاوة إ�لى �أن القانون‬ ‫حق الدولة في توفير الحماية في المال والج�سد وفي جميع‬ ‫الدولي لحقوق الإن�سان مر ب أ�جيال ثلاثة أ�ولها ما ي�سمى‬ ‫الظروف والحالات ولا يمكن الانتقا�ص من هذه الحماية‬ ‫بالحقوق المدنية بمعنى �أن كل بني الب�شر يتمتعون بها بغ�ض‬ ‫وفي الختام �أرى من الواجب �أن يعامل بنو الب�شر بنف�س‬ ‫النظر عن جن�سياتهم �أو أ�عراقهم أ�و انتمائهم �أو دياناتهم‬ ‫المعاملة في جميع �أنحاء العالم‪ ،‬ويجب �أن يكون قلب‬ ‫يتمتعون بها ككائن ب�شري‪ ،‬وهذه الحقوق تولد مع ا إلن�سان‪،‬‬ ‫ا إلن�سان كبير لتقديم الم�ساعدة لغيره الذي هو في خطر‬ ‫وقد ا�ستعمل هذا الجيل ك�أر�ضية للإعلان العالمي لحقوق‬ ‫ألنه من الممكن أ�ن يتعر�ض هو نف�سه لنف�س المعاملة‪ ،‬وعلى‬ ‫الإن�سان الذي �صادقت عليه الأمم المتحدة عام ‪،1948‬‬ ‫الدول الغربية الفاعلة في المجتمع الدولي �أن تترك العالم‬ ‫و�أما الجيل الثاني فقد ولد بعد الحرب العالمية الثانية وهو‬ ‫العربي وا إل�سلامي و�ش أ�نه‪ ،‬لأنها ال�سبب في كل م�آ�سينا‬ ‫ما ي�سمى بالحقوق الاجتماعية والاقت�صادية والثقافية‪،‬‬ ‫كعرب وم�سلمين‪� ،‬أتمنى �أن يتركونا لوحدنا ويعاملونا‬ ‫والفرق بين الجيل الأول والثاني �أن الجيل الأول لا يمكن‬ ‫معاملة مت�ساوية على ا ألقل إ�ذا لم تتعامل معي كدولة ذات‬ ‫الانتقا�ص منه �أبد ًا مهما كان ألنه لا يحتاج لقوة اقت�صادية‬ ‫�سيادة فاتركني و�ش أ�ني‪ ،‬و�أتمنى �أن يكون هناك تن�سيق تام‬ ‫للتمتع به بينما الحقوق الاقت�صادية والاجتماعية والثقافية‬ ‫بين الم�سائل ا ألمنية والم�سائل ا إلن�سانية في نهاية المطاف‪.‬‬ ‫فهي ح�سب �إمكانية الدول‪ ،‬و�أما الجيل الثالث فهو الحق في‬ ‫الأمن حيث إ�ن كل مواطن على الكرة الأر�ضية له الحق في‬ ‫‪21‬‬

‫ندوة الأمن والحياة‬ ‫القانون الدولي الإنساني ‪ ..‬والقانون الدولي‬ ‫لحقوق الإنسان‬ ‫وفي محور �آخر من محاور الندوة كان الحديث عن العمل الإن�ساني بين قانو َن ْي وهما القانون الدولي الإن�ساني والقانون‬ ‫‪22‬‬ ‫الدولي لحقوق ا إلن�سان‪ ،‬وفي هذا المحور يبدو وا�ضح ًا دور مفو�ضية الأمم المتحدة ل�ش ؤ�ون اللاجئين وهو دور يتحدث فيه‬ ‫(الدكتور نبيل عثمان ‪ -‬المفو�ضية ال�سامية ل�ش ؤ�ون اللاجئين) با ألمم المتحدة‪ ،‬و�أو�ضح في م�ستهل حديثه أ�ن المنطقة‬ ‫تمر ب�أ�صعب الظروف خا�صة �أن الإح�صاءات الأخيرة التي ن�شرت من قبل مفو�ضية الأمم المتحدة ل�ش�ؤون اللاجئين‬ ‫تو�ضح �أن هناك �أكثر من ‪ 60‬مليون لاجئ ونازح في العالم‪ ،‬وه�ؤلاء ي�شكلون ما يقرب من ‪ %60‬من المنطقة العربية‬ ‫وا إل�سلامية‪.‬‬

‫العدد ‪٤٤٢٥‬‬ ‫‪23‬‬

‫ندوة الأمن والحياة‬ ‫القانون الدولي الإنساني يتم تطبيقه والتعامل معه أيام‬ ‫الحرب ‪ ..‬أما القانون الدولي لحقوق الإنسان فيتم التعامل‬ ‫معه في الأيام العادية‬ ‫يوجد لدينا القانون الدولي ا إلن�ساني ويوجد القانون‬ ‫وكما تعلمون ف إ�ن المفو�ضية ت�شكلت عام ‪1950‬م وذلك في‬ ‫الدولي لحقوق الإن�سان وهناك اتفاقية اللاجئين الخا�صة‬ ‫�أعقاب الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وكان الهدف من ت�شكيلها‬ ‫التي تم �إقرارها من قبل الجمعية العامة لعام ‪1951‬م‬ ‫هو مجابهة الآثار المترتبة على اللاجئين الذين جا ؤ�وا‬ ‫وبروتوكول عام ‪1967‬م‪ ،‬الاتفاق الدولي ا إلن�ساني وهو‬ ‫بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وفي عام ‪1950‬م تم ت أ��سي�س‬ ‫الذي يقوم بالتعامل مع ا ألزمات الإن�سانية أ�يام الحرب‬ ‫قانون اللجوء الخا�ص بحماية اللاجئين‪ ،‬وتم �إقراره من‬ ‫كالأزمة ال�سورية وكذلك هناك القانون الدولي لحقوق‬ ‫قبل الجمعية العامة وكان التفوي�ض إلن�شاء المفو�ضية‬ ‫ا إلن�سان الذي يتعامل وقت ال�سلم في �إعطاء حقوق الإن�سان‬ ‫عبارة عن ثلاث �سنوات‪ ،‬لكن هذه المرة ا�ستمرت نظر ًا‬ ‫داخل بلده أ�و خارجه‪ ،‬وهناك ا ألعراف الدولية‪ ،‬و كل‬ ‫لا�ستمرار ا ألزمة في �أوروبا‪ ،‬وتعاملت المفو�ضية مع الكثير‬ ‫هذه الاتفاقيات المنبثقة عن الأمم المتحدة والاتفاقات‬ ‫من الأزمات في �أوروبا‪ ،‬توالت الأزمات للأ�سف‪ ،‬وا�ستجابت‬ ‫الدولية ت�شكل هد ًفا واح ًدا هو التعامل مع الإن�سان‪ ،‬بغ�ض‬ ‫المفو�ضية للعديد من الأزمات في أ�فريقيا و آ��سيا والمنطقة‬ ‫النظر هل هو لاجئ �أو �إن�سان عادي‪ ،‬هي فقط لحماية‬ ‫العربية خا�صة أ�زمة الخليج عام ‪1991‬م والتي ترتب عليها‬ ‫ه�ؤلاء الأ�شخا�ص الذين ت�ضرروا ب�سبب الحروب �أو ب�سبب‬ ‫نزوح آ�لاف العراقيين والنازحين أ�ي ً�ضا في داخل المناطق‬ ‫أ�زمات أ�و كوارث طبيعية‪ ،‬فالعرف ا إلن�ساني ي أ�تي من‬ ‫الكردية وهذا �شكل ن�سبة تح ٍد للمفو�ضية في التعامل مع‬ ‫خلال العادات والتقاليد الموجودة في هذا البلد والتعامل‬ ‫هذه ا ألعداد المتزايدة‪ ،‬وجاءت بعد ذلك ا ألزمة ا ألفريقية‬ ‫مع الأ�شخا�ص الذين قد تعر�ضوا لكارثة طبيعية �أو لأزمة‪،‬‬ ‫خا�صة أ�زمة بروندي ورواندا‪ ،‬بعد ذلك ا ألزمة ال�سورية‬ ‫وكيفية التعامل في ا�ستقبال ه ؤ�لاء ا أل�شخا�ص‪.‬‬ ‫وهي من �أ�صعب ا ألزمات الإن�سانية‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫العدد ‪٤٢٥‬‬ ‫العمل الإنساني ليس بالعمل‬ ‫السهل ولابد من تنسيق‬ ‫العمل الإنساني بين الأمم‬ ‫المتحدة والمنظمات العاملة‬ ‫في هذا المجال من أجل‬ ‫تجنب الازدواجية في تقديم‬ ‫المساعدات‬ ‫حقوق الإن�سان ومنظمة الأمم المتحدة لحقوق الإن�سان وهي‬ ‫ومنطقتنا العربية وا إل�سلامية كانت من ا ألوائل منذ‬ ‫ت�ضمن للإن�سان حقوقه كفرد من العي�ش في �أمان و�سلام‬ ‫هجرة الر�سول �صلى الله عليه و�سلم من مكة إ�لى المدينة‪،‬‬ ‫في بلده أ�و البلاد الأخرى‪ ،‬لذا يجب التفرقة بين القانون‬ ‫فمنطقتنا �شهدت أ�زمة اللجوء منذ أ�يام الر�سول و�أي ً�ضا‬ ‫الدولي الإن�ساني وهو الذي يتم التعامل معه �أيام الحرب‪،‬‬ ‫ما ي�سمى ببيعة العقبة ا ألولى والثانية التي ذهب بعدها‬ ‫والقانون الدولي لحقوق ا إلن�سان وهو الذي يتم التعامل‬ ‫الم�سلمون �إلى الحب�شة كلاجئين طل ًبا للأمن وا ألمان‬ ‫به في الأيام العادية وهناك كثير من الاتفاقيات الدولية‬ ‫وا�ستقبلهم النجا�شي ورحب بهم‪ ،‬فالمنطقة لها تاريخ كبير‬ ‫كاتفاقية لاهاي واتفاقية حقوق الطفل والاتفاقية الدولية‬ ‫في عملية اللجوء ولي�س هذا بجديد على المنطقة العربية‪.‬‬ ‫لحماية جميع الأ�شخا�ص من الاعتقال الق�سري واتفاقية‬ ‫والقانون الدولي ا إلن�ساني يتم تطبيقه والتعامل معه‬ ‫حقوق ا أل�شخا�ص ذوي ا إلعاقة والاتفاقية الدولية للق�ضاء‬ ‫خلال أ�يام الحروب‪ ،‬وعلى �سبيل المثال ا آلن تتعامل جميع‬ ‫على جميع أ��شكال التمييز العن�صري وهذه كلها تتعلق‬ ‫منظمات ا ألمم المتحدة في عمليات �إر�سال الم�ساعدات‬ ‫بحقوق الإن�سان وما تبعها من قوانين‪ ،‬والعديد من الدول‬ ‫ا إلن�سانية للنازحين داخل �سوريا‪ ،‬ويتم ا�ستخدام القانون‬ ‫الدولي ا إلن�ساني‪ ،‬وهو عبارة عن عدة اتفاقيات كاتفاقيات‬ ‫�أع�ضاء في هذه الاتفاقيات‪ ،‬ومن بينها الدول العربية‪.‬‬ ‫التعامل مع ا ألزمات ا إلن�سانية ومرور ال�شاحنات وهذا ما‬ ‫فبالن�سبة للأطفال اللاجئين ن أ�خذ مثا ًل عن ا ألزمة‬ ‫ال�سورية‪ ،‬حيث لدينا �أكثر من أ�ربعة ملايين ومئتي �ألف‬ ‫ي�سمى ب أ�يام الحرب‪.‬‬ ‫لاجئ �سوري أ�كثر من ‪ %50‬منهم أ�طفال‪ ،‬و أ�ي إ�ن�سان يعي�ش‬ ‫�أما القانون الدولي لحقوق الإن�سان فيتم التعامل به في‬ ‫حياة طبيعية في بلده وفي م�سكنه ويذهب للمدر�سة‪ ،‬وفج�أة‬ ‫الأيام العادية‪ ،‬وهناك اتفاقيات كاتفاقية لاهاي واتفاقية‬ ‫‪25‬‬

‫ندوة الأمن والحياة‬ ‫مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين‬ ‫تعطي اهتمامًا كبيرًا للأطفال وخاصة‬ ‫على المستويين النفسي والتعليمي‬ ‫الحرب أ�و قتل آ�بائهم �أمام �أعينهم أ�و مطالعتهم للدماء‬ ‫تحدث �أمور غير م�ستقرة كالتي حدثت في �سوريا في�ضطر‬ ‫فه ؤ�لاء تعر�ضوا ألزمات نف�سية‪ ،‬والعلاج النف�سي كما هو‬ ‫ه�ؤلاء ا ألطفال للهجرة مع آ�بائهم وللأ�سف هناك كثير من‬ ‫معروف يحتاج لوقت فلا ت�ستطيع �أن تعطي لهذا الطفل‬ ‫ا ألطفال الذين �أ�صبحوا يتامى ب�سبب مقتل الآباء والأمهات‬ ‫علا ًجا وينتهي المو�ضوع‪ ،‬فالعلاج النف�سي عبارة عن‬ ‫خلال عملية النزوح‪ ،‬وقد �شاهدنا مع بداية الأزمة ال�سورية‬ ‫جل�سات طويلة لإرجاع هذا الطفل �إلى الحالة الطبيعية‬ ‫أ�كثر من أ�لفي طفل تم ت�سجيلهم عند و�صولهم للحدود‬ ‫التي كان عليها وهذه تحتاج إ�لى الكثير من ا ألمور‪ ،‬وكما هو‬ ‫ا ألردنية من دون أ�ب أ�و �أم‪ ،‬ومعلوم �أن المفو�ضية �أ�صبح‬ ‫معروف ف�إن الطب النف�سي في عالمنا العربي مكلف ج ًّدا‪،‬‬ ‫لديها خبرة في العمل ا إلن�ساني‪ ،‬ولها اهتمامات خا�صة‬ ‫ومعظم م�ساعدات المفو�ضية نحاول دائما إ�عطاء ا ألولوية‬ ‫بالطفل وبالمر أ�ة وال�شخ�ص كبير ال�سن وهو ما ي�سمى‬ ‫لمعالجة هذا الجيل الجديد خا�صة �أنه أ��صبح أ�م ًّيا لا‬ ‫بمفهوم ال�ضعفاء وهم ا ألطفال والمر أ�ة عندما تكون وحيدة‬ ‫يذهب للمدار�س‪ ،‬ولديه الم�شاكل النف�سية ب�سبب ا ألو�ضاع‪،‬‬ ‫�أو أ�رملة وال�شخ�ص كبير ال�سن العاجز لدينا رعاية خا�صة‬ ‫في�ضطر الآباء �أو ا ألمهات �إلى �إر�سال �أبنائهم للعمل في‬ ‫له ؤ�لاء عندما نتكلم عن الطفل هناك رعاية خا�صة للطفل‬ ‫ال�شوارع �أو في مهن‪ ،‬وهناك جيل وا�ضح من ه�ؤلاء الأطفال‬ ‫من خلال و�ضع برامج هادفة فهناك العديد من ا ألطفال‬ ‫لديهم نق�ص في التعليم لذا قامت المفو�ضية منذ بداية‬ ‫ح�سب �إح�صاءاتنا تعر�ضوا لمواقف و�صدمات نف�سية من‬ ‫‪26‬‬

‫العدد ‪٤٢٥‬‬ ‫بتهريب ه ؤ�لاء بطرق غير قانونية وهناك أ�ي ً�ضا تجار‬ ‫الكثير من النساء‬ ‫الحرب و�أعني بهم الذين يقومون باختطاف الأطفال من‬ ‫والنازحات تعرضن لحالات‬ ‫الذكور والإناث وتحاول المفو�ضية مع الدول الم�ست�ضيفة من‬ ‫خلال وزارات الداخلية ووزارات الخارجية في هذه الدول‪،‬‬ ‫اغتصاب ومشاكل‬ ‫ومع المنظمات العاملة في المجال ا إلن�ساني القيام بت�سجيل‬ ‫نفسية وصدمات ومن‬ ‫جميع الأ�شخا�ص الموجودين الذين و�صلوا للحدود‪ ،‬ولكن‬ ‫أولويات المفوضية تقديم‬ ‫ل أل�سف التقارير الموجودة لدينا ت�شير على �سبيل المثال إ�لى‬ ‫البرامج المساعدة للنساء‬ ‫�أن في �ألمانيا �أكثر من مئتين �أو ثلاثمئة �شخ�ص من الأطفال‬ ‫تم اختطافهم وتحاول ال�سلطات الألمانية العثور عليهم‪،‬‬ ‫والأطفال‬ ‫فالمفو�ضية تقوم ب إ�عطاء الن�صح الفني والم�ساعدات الفنية‬ ‫ا ألزمة ال�سورية على �سبيل المثال بو�ضع الكثير من البرامج‬ ‫لهذه الدول‪ ،‬ف�إذا كانت من الدول النامية‪ ،‬ف�إن المفو�ضية‬ ‫التي ت�ستهدف توعية ا ألب وا ألم بمخاطر عدم التعلم‪،‬‬ ‫تحاول عن طريق الدول المانحة و�ضع بع�ض البرامج‪ ،‬وفي‬ ‫و�أي ً�ضا برامج نف�سية لمعالجة ه�ؤلاء الأطفال الذين ت�ضرروا‬ ‫النهاية ف�إن الحماية الج�سدية له�ؤلاء اللاجئين كالأطفال‬ ‫ب�سبب الحرب‪ ،‬فقمنا بو�ضع برامج لتدريب وت�شغيل الأب‬ ‫أ�و الأم و�إعطائهم فر ً�صا للعمل‪ ،‬قد تكون داخل �أو خارج‬ ‫والن�ساء وكبار ال�سن تقع على الدولة الم�ست�ضيفة‪.‬‬ ‫المخيم‪ ،‬ونحاول قدر الم�ستطاع التعامل مع هذا الطفل علما‬ ‫ونحن كمفو�ضية بالتعاون مع منظمات ا ألمم المتحدة‬ ‫ب أ�نه لي�س بال�سهل �إن�شاء حياة طبيعية للطفل داخل المخيم‪،‬‬ ‫كمنظمة اليوني�سيف والمنظمات العاملة في مجال حقوق‬ ‫لكننا نحاول قدر الم�ستطاع عن طريق �شركائنا العاملين في‬ ‫ا ألطفال‪ ،‬والعديد من المنظمات ا إلن�سانية المحلية والدولية‬ ‫المجال الإن�ساني أ�ن يكون هناك �أ�سا�سيات للتعامل مع هذا‬ ‫الطفل من خلال �إن�شاء المدار�س الابتدائية في هذا المخيم‬ ‫‪27‬‬ ‫و�إن�شاء بع�ض البرامج للتعامل مع هذا الطفل من خلال‬ ‫بع�ض النوادي �أو �إيجاد بع�ض الن�شاطات حتى نخرج بهذا‬ ‫الطفل من هذه ال�صدمات النف�سية التي تعر�ض لها خلال‬ ‫وجوده في البلد الأ�صلي‪.‬‬ ‫ومن جهة أ�خرى ف إ�ن هناك مخاطر كثيرة يتعر�ض لها‬ ‫ا ألطفال في الدول الم�ست�ضيفة من بينها تجنيد ا ألطفال‬ ‫في المجموعات الم�سلحة و�شاهدنا في التاريخ الكثير من‬ ‫الأطفال الذين تم تجنيدهم في ال�سابق كجنوب ال�سودان‬ ‫كان هناك �أطفال أ�عمارهم ‪� 12‬سنة وتحاول المفو�ضية‬ ‫مع �شركائها قدر الم�ستطاع من خلال التوعية منذ‬ ‫البداية تفادي تجنيد ه ؤ�لاء ا ألطفال في المع�سكرات أ�و‬ ‫مع الجماعات‪ ،‬وبالن�سبة للاختطاف‪ ،‬ل أل�سف هناك‬ ‫الم�ستفيدون من هذه ا ألزمات الإن�سانية‪ ،‬فالمهربون يقومون‬

‫ندوة الأمن والحياة‬ ‫للن�ساء‪ ،‬لدينا ال�شابات من عمر ‪� 14‬إلى ‪� 15‬سنة‪ ،‬ولدينا‬ ‫نحاول قدر الم�ستطاع التعاون مع الدول الم�ست�ضيفة له�ؤلاء‬ ‫الن�ساء المتزوجات‪ ،‬ولدينا الن�ساء ا ألرامل‪ ،‬وعند و�صول‬ ‫اللاجئين‪ ،‬فنقوم بعمليات توعية له ؤ�لاء اللاجئين عند‬ ‫ه�ؤلاء الن�ساء تقوم المفو�ضية بالتعاون مع الحكومة‬ ‫ذهابهم من منطقة إ�لى �أخرى‪ ،‬نحاول قدر الم�ستطاع‬ ‫الم�ست�ضيفة بت�سجيلهن‪ ،‬ولا يتم الت�سجيل بالا�سم فقط‬ ‫الالتفات للن�ساء وا ألطفال خلال عملية النزوح‪ ،‬حيث‬ ‫ولكن لدينا نماذج للتعرف منذ البداية على هذا ال�شخ�ص‬ ‫يت�ضح للكثير فقدهم ألولادهم بفعل عمليات الق�صف‬ ‫فعلى �سبيل المثال‪ :‬يدون الا�سم وعدد المرافقين وما الم�شاكل‬ ‫وال�ضرب التي ت ؤ�دي لفقد الكثير من �أبنائهم‪ ،‬وهنا تبد�أ‬ ‫فقد يكون هناك بع�ض ا إلعاقات النف�سية والبدنية وهذا‬ ‫عمليات البحث للعثور على ه�ؤلاء الأطفال بالتعاون مع‬ ‫الت�سجيل يحدد لنا ما هي البرامج التي يمكن �أن ن�ضعها‬ ‫ال�صليب الأحمر‪ ،‬ونحاول قدر الم�ستطاع لم ال�شمل‪ ،‬وقد‬ ‫لهذا ال�شخ�ص ونقوم بتقديم الحماية والكثير من الن�ساء‬ ‫نجحنا في كثير من الق�ضايا في لم ال�شمل والعثور على‬ ‫تعر�ضن لحالات اغت�صاب وم�شاكل نف�سية �أو �صدمات‬ ‫ه ؤ�لاء الأطفال ولكننا لا ننجح دو ًما‪ ،‬وهناك تجار الحرب‬ ‫وهذا الت�سجيل ي�ساعدنا في و�ضع البرامج له ؤ�لاء الن�ساء‬ ‫الذين يحاولون الح�صول على ه ؤ�لاء ا ألطفال ون أ�مل من‬ ‫�إ�ضافة لكثير من الأرامل اللواتي نحاول تدريبهن إليجاد‬ ‫خلال التوعية والتن�سيق مع جميع وكالات ا ألمم المتحدة‬ ‫بع�ض فر�ص العمل لهن داخل المخيم أ�و خارجه حتى‬ ‫والدول الم�ست�ضيفة في الحد والتقليل من عدد الأطفال‬ ‫ت�ستطيع معاونة �أطفالها �أو القيام ب أ�عمال الحياكة �أو‬ ‫التدري�س أ�و كثير من الن�شاطات الن�سائية‪ ،‬ومن أ�ولويات‬ ‫الذين قام ه�ؤلاء التجار بخطفهم‪.‬‬ ‫وهناك أ�خطار تتعر�ض لها المر أ�ة النازحة فالن�ساء كما‬ ‫المفو�ضية‪ ،‬تقديم البرامج الم�ساعدة للن�ساء وا ألطفال‪.‬‬ ‫هو معروف من المجموعات ال�ضعيفة‪ ،‬وهناك ت�صنيفات‬ ‫‪28‬‬

‫العدد ‪٤٢٥‬‬ ‫الازدواجية في تقديم الم�ساعدات و�إ�ضاعة الم�صادر المالية‪،‬‬ ‫فالعمل الإن�ساني يحتاج �إلى تن�سيق بين الدول‪ ،‬خا�صة‬ ‫لذا فالتن�سيق مهم ج ًّدا ون أ�مل �أن يكون هناك تن�سيق‬ ‫العالم العربي والإ�سلامي فلديه الخبرة الكافية في التعامل‬ ‫مع جميع المنظمات العاملة في مجال العمل الإن�ساني‬ ‫مع الأزمات الإن�سانية‪� ،‬سواء كانت ب�سبب الحروب أ�و‬ ‫ب�سبب الكوارث الطبيعية لذا هناك كثير من الخبرات‬ ‫ومنظمات ا ألمم المتحدة العاملة في نف�س المجال‪.‬‬ ‫كالمنظمات غير الحكومية في العالم العربي والإ�سلامي‪،‬‬ ‫ن�أمل أ�ن توجد حلول �سيا�سية ألزمات الـ‪ 60‬مليون ًا؛ ألن‬ ‫والمملكة العربية ال�سعودية لديها مجال وا�سع في التعامل‪،‬‬ ‫انعدام حل للأزمة ال�سورية �سيترتب عليه تزايد أ�عداد‬ ‫مثل الحملة الوطنية ال�سعودية والهلال ا ألحمر ال�سعودي‬ ‫اللاجئين والنازحين لذا ن أ�مل �إيجاد حلول �سيا�سية للأزمة‬ ‫ومركز الملك �سلمان ل إلغاثة و�أي ً�ضا في دول مجل�س‬ ‫ال�سورية خا�صة و�أن أ�عداد اللاجئين والنازحين في ازدياد‬ ‫التعاون هناك كثير من المنظمات التي �شاركت وقدمت‬ ‫وهذا ي�شكل عب ًئا على الدول الم�ضيفة خا�صة الأردن ولبنان‬ ‫الدعم الإن�ساني في الكثير من الدول كالبو�سنة وكو�سوفو‬ ‫التي تفتقر �إلى الدعم‪ ،‬لديهم نق�ص في البنية التحتية وهذا‬ ‫وال�صومال‪ ،‬والعديد من المنظمات العربية قامت بتقديم‬ ‫�شكل �ضغوط ًا وعب ًئا عليهم في ا�ستقبال آ�لاف اللاجئين‬ ‫الم�ساعدات لكن أ��ؤكد على أ�ن العمل ا إلن�ساني لي�س بالعمل‬ ‫�إلى �أكثر من خم�س �سنوات لذا ن أ�مل �أن يكون هناك حل‬ ‫ال�سهل يجب تن�سيق العمل الإن�ساني ما بين الأمم المتحدة‬ ‫�سيا�سي ل ألزمة ال�سيا�سية ال�سورية من أ�جل ال�سيطرة على‬ ‫والمنظمات العاملة في هذا المجال والتن�سيق من �أجل تجنب‬ ‫تدفق ه�ؤلاء اللاجئين وعودتهم لقراهم ومدنهم‪.‬‬ ‫العمل الخيري التزام أخلاقي وقانوني‬ ‫وفي محور آ�خر من محاور ندوة ا ألمن والحياة ا�ستكمل الم�شاركون في الندوة مناق�شاتهم حول العمل الخيري الذي اعتبروه‬ ‫ب�أنه التزام دولي أ�خلاقي والتزام قانوني ‪ .‬كما تناولوا في محور آ�خر دور الجمعيات الخيرية في تر�سيخ دعائم تكافل اجتماعي‬ ‫وترابط أ��سري‪ .‬وهذا ما تقدمه ا ألمن والحياة في ندوتها «ندوة ا ألمن والحياة» في الجزء الثالث والأخير �إ�ضافة إ�لى تو�صيات‬ ‫الندوة‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫موسم الحج ‪ ...‬تجربة‬ ‫فريدة في إدارة الحشود‬ ‫‪٢-٢‬‬ ‫‪30‬‬

‫العدد ‪٤٢٥‬‬ ‫‪31‬‬

‫تحقيق‬ ‫‪32‬‬

‫العدد ‪٤٢٥‬‬ ‫الم�شاركون في الحوار‬ ‫الدكتور عبدالله بن علي الطائفي‬ ‫المهند�س عائد بن ح�سين البليه�شي‬ ‫الدكتور خليفة بن عبدالله ال�سعد‬ ‫مدير إ�دارة الإعلام ب أ�مانة منطقة المدينة المنورة مدير عام ال�شئون ال�صحية بمنطقة المدينة المنورة‬ ‫مدير عام �صحة البيئة بوكالة البلديات‬ ‫د‪ .‬محمد بن �سعد المعمري‬ ‫عبدالله أ�حمد �أبو زيد‬ ‫المدير التنفيذي للخدمات الطبية بالمنطقة الو�سطي‬ ‫مدير العلاقات العامة بهيئة الهلال الاحمر ال�سعودي‬ ‫لل�شئون ال�صحية بوزارة الحر�س الوطني‬ ‫بمنطقة جدة‬ ‫‪33‬‬

‫تحقيق‬ ‫تحقيق ‪:‬ح�سني عبدالمعز عبدالحافظ‬ ‫من منظور ا ألمن العام‪ ،‬ف إ�ن التعامل مع الح�شود‪ ،‬و إ�دارتها‪ ،‬من‬ ‫�أ�صعب المهام الأمنية‪� ،‬إن لم يكن أ��صعبها على الإطلاق‪ ،‬و�إذا‬ ‫كان ُيع َّول في ذلك على رجال الأمن‪ ،‬للت�أمين والحماية وحفظ‬ ‫ا ألنف�س‪ ،‬ف إ�ن عملهم لا ُيمكن أ�ن ُيكتمل‪ ،‬وي ؤ�تي ثماره‪� ،‬إل َّا في‬ ‫�إطار منظومة‪� ،‬أو بالأحرى ِمظلَّة أ�كبر‪ ،‬تت�شارك فيها ــ بفاعلية‬ ‫ــ ُكل القطاعات‪ ،‬وكافة الجهات ذات ال ِ�صلة‪ ..‬ولنا �أن نتخ َّيل‪ ،‬كم‬ ‫من جهود ج َّبارة‪ ،‬يحتاجها ت أ�مين ح�شد ب�شري‪ ،‬يتجاوز الثلاثة‬ ‫ملايين‪ ،‬اجتمعوا في مكان واحد‪ ،‬ووقت واحد‪ ،‬وهم بحاجة‬ ‫�إلى إ�يواء‪ ،‬وطعام‪ ،‬ورعاية �صحية‪ ،‬وو�سائل نقل‪ ،‬ونحو ذلك‬ ‫من ال ُمتطلبات وال�ضرورات‪ ،‬خلال فترة تج ُّمعهم‪ ،‬التي لي�ست‬ ‫بالطبع في �صحراء جرداء‪ ،‬و�إنما و�سط تج ُّمعات مليونية‬ ‫�أي�ــضًا‪ ،‬من ال�ُس ّكان الدائمين ‪ ..‬إ�نه مو�سم الحج‪ ،‬الذي ُيعد �أكبر‬ ‫تحد أ�مني على ُم�ستوى العالم‪ ،‬في �إدارة الح�شود‪ ،‬و ُكل ال�شواهد‬ ‫ت ؤ� ِّكد على نجاح المملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬منذ ت أ��سي�سها‪ ،‬في‬ ‫ت أ�مين ح�شود الحجيج‪ ،‬وتحقيق أ�ف�ضل �ُسبل الراحة وال�سلامة‬ ‫ل�ضيوف الرحمن‪ ،‬الذين يفدون من ُكل فج عميق‪ ،‬في مو�سم‬ ‫�سياحتهم الإيمانية ا آلمنة‪ ..‬حول �أمن الحجيج‪ ،‬ت�ست�ضيف‬ ‫«الأمن والحياة»‪ ،‬في هذا ال ُجزء الثاني‪ ،‬عدد من خبراء ا ألمن‪،‬‬ ‫و�أهل ال ِعلم والفكر‪ ،‬المعنيين ب�ش�ؤون الحج‪.‬‬ ‫النقل‪ ،‬والهلال الأحمر ال�سعودي‪ ،‬وم�ؤ�س�سات الطوافة‪،‬‬ ‫كانت البداية عن مـركـز الـقـيـادة والـ�ســيـطـرة وهو‬ ‫وتتعاون معه القوات الأمنية المُ�ساندة‪ ،‬من الحر�س‬ ‫الجهة المنوط بها ا إل�شراف على العمل التنفيذي ا ألمني‪،‬‬ ‫الوطني‪ ،‬والقوات الم�سلحة‪ ،‬والمباحث العامة‪ ،‬والمُديرية‬ ‫في مو�سم الحج‪ ،‬وي�ضم المركز العديد من القطاعات‬ ‫العامة للجوازات‪ ،‬وكلية الملك فهد الأمنية‪ ،‬والا�ستخبارات‬ ‫الأمنية‪ ،‬منها المرور‪ ،‬والأمن الجنائي‪ ،‬والدفاع المدني‪،‬‬ ‫العامة‪ ،‬وحر�س الحدود‪ ..‬ويتوا�صل عمل هذا المركز على‬ ‫والمُراقبة التلفزيونية‪ ،‬والحا�سب ا آللي‪ ،‬وكذا ُين�ِّسق مع‬ ‫مدار ال�ساعة‪ ،‬طوال فترة المو�سم‪ ،‬ويلتزم كل قطاع ُم�شارك‬ ‫العديد من الوزارات والقطاعات والجهات الخ َدمية‪،‬‬ ‫في تنفيذ ِخطة المركز الأمنية‪ ،‬بالمهام المُحدودة الخا�صة‬ ‫مثل وزارة المالية‪ ،‬ووزارة الحج‪ ،‬ووزارة البلديات‪ ،‬ووزارة‬ ‫به‪ ،‬فالمرور يخت�ص بت�سهيل تح ُّركات �أفواج الحجيج‪،‬‬ ‫التجارة‪ ،‬ووزارة المياه والكهرباء‪ ،‬ووزارة ال�صحة‪ ،‬ووزارة‬ ‫‪34‬‬

‫العدد ‪٤٢٥‬‬ ‫ق�سم التن�سيق‪ ،‬فهو معني با�ستقبال كافة البلاغات المُق َّدمة‬ ‫وتن ُّقلاتهم في الم�شاعر المقد�سة‪ ،‬ومنع أ�ي اختناق مروري قد‬ ‫لملتنعاامللحجميعجه‪،‬اوبمالن�ثصمور�ُةسرالعمُنةات�وسبزيةع‪،‬هابماعل يىواِّفلرجلهلاحتاالجمعكنايفةة‪،‬‬ ‫ُيف�ضي �إلى حوادث‪ ..‬بينما ِق�سم الأمن الجنائي‪ ،‬يخت�ص‬ ‫ب ُمتابعة النواحي ا ألمنية المُتباينة‪ ،‬بما في ذلك ُمكافحة‬ ‫ُمتط َّلباته‪ ،‬لأداء الفري�ضة بكل راحة وي�سر ‪.‬‬ ‫الجريمة قبل وقوعها‪ ،‬و ُملاحقة المُج ِرم‪ ،‬و�ُسرعة ت�سليمه‬ ‫ولهذا المركز دور حيوي ي ؤ�ديه فهو ُيثل إ�حدى �أهم‬ ‫للعدالة‪ ..‬و ِق�سم الحا�سب ا آللي‪ ،‬هو بنك المعلومات‪ ،‬الذي‬ ‫المنظومات الرئي�سة في الجهاز الأمني العام لمو�سم الحج‪،‬‬ ‫يو ِّفر كافة المعلومات والبيانات‪ ،‬التي يحتاج إ�ليها العاملون‬ ‫�إن لم يكن �أهمها على الإطلاق‪ ،‬حيث يعمل من ِخلال ُكل‬ ‫فالي ُغالرمفيةداالنم‪،‬روكزهيوة ُي‪َ ،‬عفديإ�رال�شقييافـًداة ُموتاكلا�سميل ًاط‪،‬رلمةا‪..‬تق�أومما‬ ‫بالمركز‪ ،‬أ�و‬ ‫ما يتل َّقاه‪ ،‬وما يتم ر�صده من كاميرات �إلكترونية‪ ،‬تعمل‬ ‫به وتجمعه‬ ‫‪35‬‬

‫تطر أ� ظروف‪ ،‬ت�ستوجب رفع ُم�ستوى العمل‪ ،‬وي َّت�صل المركز‬ ‫على مدار ال�ساعة‪ ،‬من أ�جل تقديم خدمات �أمنية على‬ ‫و ُين�ِّسق ب�شكل ُمبا�شر مع م ؤ��س�سات الطوافة الأهلية‪،‬‬ ‫�أعلى ُم�ستوى ل�ضيوف الرحمن‪ ،‬وهو ُيتابع تنفيذ ال ِخطط‬ ‫من ِخلال ُ�ضباط ات�صال يتواجدون ب ِ�صفة ُم�ست ِمرة في‬ ‫الميدانية (الع�سكرية‪ ،‬والمدنية‪ ،‬والحكومية‪ ،‬والأهلية‪،‬‬ ‫مواقعهم طوال مو�سم الحج‪ ،‬والعمل �سويـًا مع وزارة الحج‪،‬‬ ‫والخدمية)‪ ،‬با�ستخدام كافة الو�سائل والتقنيات المُتاحة‬ ‫والم ؤ��س�سات‪ ،‬في إ�نفاذ ال ِخطط‪ ،‬و ُمعالجة ما ي�ستوجب‬ ‫حيث �إنه على ات�صال دائم بنحو ‪ 5000‬كاميرا تلفزيونية‪،‬‬ ‫ِفعله‪ ..‬ومن أ�هم ا إلجراءات التي يقوم بها المركز‪ ،‬التع ُّرف‬ ‫مو َّزعة في مناطق حيوية و ُمه َّمة‪ ،‬ت�شهد كثافة كبيرة من‬ ‫على ا أل�ساليب الإجرامية لل ُجناة‪ ،‬وتوعية ال ُحجاج بتلك‬ ‫الحجيج‪ ،‬وهذه الكاميرات الرقمية‪ ،‬فائقة الدقة‪ ،‬تم‬ ‫الأ�ساليب‪ ،‬لاتخاذهم كافة الإجراءات الاحتياطية‪،‬‬ ‫تركيبها في الحرم المكي‪ ،‬وج�سر الجمرات‪ ،‬و�أعلى الجبال‬ ‫للمحافظة على ُمتلكاتهم‪ ،‬وكذلك التنب�ؤ بوقوع الن�شاط‬ ‫والأنفاق‪ ،‬ومع نهاية الم�شروعات والتو�سعات‪ ،‬التي ُتن َّفذ‬ ‫ا إلجرامي‪ ،‬ومدى تزايده‪ ،‬والمُبادرة في مواجهته‪ ،‬مهما‬ ‫حاليـًا‪� ،‬سوف يزداد عدد هذه الكاميرات إ�لى ‪� 10‬آلاف‬ ‫كان �أ�سلوب المُجرم‪ ..‬وي�ضطلع مركز القيادة وال�سيطرة‪،‬‬ ‫كاميرا تلفزيونية‪ ..‬وتتطلب مهام الت�أمين في مو�سم الحج‪،‬‬ ‫ب أ�عباء كبيرة‪ ،‬في ت أ�مين �سلامة الحجيج‪ ،‬وتوفير الراحة‬ ‫العمل في �إطار منظومة ُمتكاملة‪ ،‬ت�سعى ل ِخدمة ال ُحجاج‪،‬‬ ‫والطم�أنينة لهم جميعـًا‪ ،‬ورغم �ضخامة �إجراءات العمل‬ ‫لذا ف إ�ن ُم�شاركة الوزارات وا إلدارات والقطاعات كافة‪،‬‬ ‫ا ألمني‪ِ ،‬خلال مو�سم الحج‪ ،‬وج�سامة الم�س�ؤولية‪ُ ،‬منذ‬ ‫�سواء ا ألمنية �أو الخدمية‪ ،‬مع مركز القيادة وال�سيطرة‪،‬‬ ‫بداية المو�سم �إلى �آخره‪� ،‬إل َّا �أن التنظيم لحركة الحجيج‪،‬‬ ‫ُيحقق عمل ًا �أمني ًا رفيع المُ�ستوى‪ ،‬من ِخلال التن�سيق‬ ‫داخل الم�شاعر المقد�سة‪ ،‬وحول الحرمين ال�شريفين‪ُ ،‬يثل‬ ‫والتكامل اللازمين‪ ،‬وذلك في ا ألحوال المُعتادة‪� ،‬أو عندما‬ ‫‪36‬‬

‫العدد ‪٤٢٥‬‬ ‫هذه ال�صعوبات‪ ..‬وغيرها‪ ،‬كما يقول الدكتور عبد الله بن‬ ‫الجانب ا أل�شد ح�سا�سية في تلك الأمور‪ ،‬ونخ�ص بال ِذكر‬ ‫علي الطائفي‪ ،‬مدير عام ال�شئون ال�صحية‪ ،‬بمنطقة المدينة‬ ‫�صعود الحجيج إ�لى عرفات‪ ،‬في اليوم التا�سع من ذي‬ ‫المنورة‪ ،‬أ�مكن بتوفيق الله جل وعلا والجهود الج َّبارة التي‬ ‫الحجة‪ ،‬وموعد نفرتهم من عرفات �إلى مزدلفة‪ ،‬في م�ساء‬ ‫ُتبذل على م�ستوى الأمن ال�صحي‪ ،‬من التغلُّب عليها‪،‬‬ ‫اليوم نف�سه‪ ،‬حيث تق�ضي منا�سك الحج‪ ،‬أ�ن ُيغادر ال ُحجاج‬ ‫والو�صول بمو�سم الحج �إلى أ�على درجات ا ألمان ال�صحي‪،‬‬ ‫عرفات إ�لى ُمزدلفة‪ ،‬عند غروب �شم�س ذلك اليوم‪،‬‬ ‫بما يفوق المعايير القيا�سية العالمية‪ ،‬التي و�ضعتها ُمن َّظمة‬ ‫وتتد َّفق تلك الجموع الغفيرة‪ ،‬في اتجاه واحد‪� ،‬إلى الم�شعر‬ ‫ال�صحة العالمية‪ ..‬وغيرها من المنظمات والهيئات الدولية‪،‬‬ ‫الحرام‪ ،‬ب ُمزدلفة‪..‬‬ ‫المعنية بر�صد الحالة ال�صحية‪ ،‬في العالم ‪.‬‬ ‫وكما وجدنا �صعوبة بالغة‪ ،‬في الإحاطة بكافة جهود الأمن‬ ‫الأمن الــصحي لـضيوف الرحمن‬ ‫العام‪ ،‬التي ُتبذل لإدارة الح�شود‪ ،‬في مو�سم الحج وتوفير‬ ‫الأمن والأمان للحجيج‪ ،‬ف�إنه من ال�صعب �أي�ضـًا ا إلحاطة‬ ‫ومن ا ألمور التي توليها اللجنة ال ُعليا لل ِحج أ�همية كبيرة‪،‬‬ ‫بكل ما ُيبذل من جهود على ُم�ستوى ا ألمن ال�صحي‪،‬‬ ‫و ُت�شدد على الجهات المعنية بالتفتي�ش والرقابة عليها ب�شكل‬ ‫فهي ب ُكل المقايي�س جهود جبارة‪ ،‬خا�صة أ�ن موا�سم ال ِحج‬ ‫حازم‪ ،‬ا ألمور المُتع ِّلقة با ألمن ال�صحي للحجيج‪ ..‬وبرغم‬ ‫اتلتماع َّل�قضيبةان‪،‬ت��أشتارتفوي�رسو�طسيتكحودريواناتو�إُميبع َّوقلاد‪،‬ة‪،‬وموام�سخناذطُكرره ل�اص ُحيَّيثة‪،‬ل‬ ‫ال�صعوبة ال�شديدة لتحقيق ذلك‪ ،‬خا�صة و أ�ن الحجيج ي أ�تون‬ ‫من بلاد ُمتلفة‪ ،‬بع�ضها قد يكون ُم�صابـًا ب أ�وبئة و أ�مرا�ض‬ ‫�سوى غي�ض من في�ض‪ ،‬هذه الجهود ‪:‬‬ ‫�سارية‪ ،‬ناهيك على أ�ن فئة كبيرة من الحجيج هم من ِكبار‬ ‫ال�ِسن‪ ،‬الذين يحتاجون إ�لى رعاية �صح َّية ُم�ضاعفة‪� ،‬إل َّا �أن‬ ‫‪37‬‬

‫ب�أطباء في كافة التخ�ص�صات‪ ،‬و ُمر�ضين و�صحيين‪ ،‬وثمة‬ ‫ـ الـخـدمـات الـطـبـيـة الـمـُقـ َّدمـة‪ ،‬مـن ِقـبـل الـقـ َّوات‬ ‫عربات �إ�سعاف ُمهزة بالمُعدات الا�سعافية‪ ،‬و�ُسرعة‬ ‫الـمـ�سـلـحـة ‪:‬‬ ‫التحويل �إلى ُم�ست�شفيات القوات الم�سلحة‪ ،‬أ�و م�ست�شفيات‬ ‫وزارة ال�صحة‪ ،‬لمن تتط َّلب حالتهم رعاية طبية ُمتق ِّدمة‪،‬‬ ‫حيث تقوم وزارة الدفاع‪ُ ،‬مثله في الإدارة العامة للخدمات‬ ‫كما ا�س ُتح ِدث ‪ 8‬مراكز ا�سعافية‪ ،‬ل ِخدمة �ضيوف الرحمن‪،‬‬ ‫الطبية‪ ،‬بتقديم الخدمات ا إل�سعافية والعلاجية والوقائية‬ ‫في محطات القطار‪ ،‬و ُطرق المُ�شاة‪ ،‬وهي ُم َّهزة لا�ستقبال‬ ‫ل�ضيوف الرحمن‪ ،‬و ُت�شارك بقية القطاعات في توفير المناخ‬ ‫حالات الإجهاد الحراري و�ضربات ال�شم�س‪ ،‬إ��ضافة �إلى‬ ‫ال�صحي ال�سليم‪ ،‬الذي ُيحقق الحماية للحجيج‪ ،‬ويقيهم‬ ‫ِفرق طبية راجلة‪ ،‬تقوم بدور ا إل�سعافات ا ألولية‪ ،‬والتثقيف‬ ‫من ا ألمرا�ض ب�إذن الله‪ ،‬وفي المو�سم ُتعلن حالة طوارئ‬ ‫ال�صحي بين الحجاج‪ ،‬وثمة مركز طوارئ بدقم الوبر‪،‬‬ ‫ُق�صوى‪ ،‬ب ُم�ست�شفى القوات الم�سلحة‪ ،‬بالم�شاعر المقد�سة‬ ‫يحتوي على عيادات في ُمتلف التخ�ص�صات‪ُ ،‬م َّهزة‬ ‫بمنى‪ ،‬ومركز القوات الم�سلحة لطب ا أل�سرة بدقم الوبر‪،‬‬ ‫بكافة ا إلمكانات الطبية‪ ،‬لا�ستقبال جميع الحالات‪ ،‬ويتم‬ ‫و ُم�ستو�صف ق َّوة الإ�سناد الإداري بالمغم�س‪ ،‬والعديد من‬ ‫ت�شغيله بمجموعات طبية وفنية ُمتخ�ص�صة‪ ،‬في �شتى‬ ‫الم�ستو�صفات التابعة‪ ،‬في ُكل من عرفات ومزدلفة‪ ،‬والتي تم‬ ‫المجالات الطبية وتقديم الإ�سعافات ال�سريعة‪ ،‬كما يقوم‬ ‫تجهيزها بالكامل‪ ،‬لتقديم الرعاية ال�صحية‪ ،‬والخدمات‬ ‫�أي�ضـًا ب ُمه َّمة المُ�شاركة مع ُكل من الدفاع المدني‪ ،‬ووزارة‬ ‫الوقائية والعلاجية‪ ،‬وكان قد تم �إدخال ِخدمة جديدة‬ ‫ال�صحة‪ ،‬وكافة القطاعات ال�صحية ا ألخرى‪ ،‬العاملة‬ ‫ُمتخ�ص�صة‪ ،‬وذلك ب�إن�شاء مراكز لمُعالجة �ضربات ال�شم�س‬ ‫في الم�شاعر المقد�سة‪ ،‬على مدار ال�ساعة‪� ،‬ضمن الخطة‬ ‫والإجهاد الحراري‪ ،‬ووحدات ل أل�شعة‪ ،‬و�أق�سام للعزل‪،‬‬ ‫و�صيدليةمركزية‪،‬وع�شرين ِفرقة�إ�سعافميدانية‪ُ ،‬م َّهزة‬ ‫‪38‬‬

‫العدد ‪٤٢٥‬‬ ‫ُجملة من الم�شروعات الهادفة �إلى الارتقاء ب ُم�ستوى‬ ‫العامة ل ألمن ال�صحي للحجيج‪� ..‬إلى جانب ذلك ُت�سهم‬ ‫الخدمات الطبية‪ ،‬لزوار الم�سجد النبوي ال�شريف‪ ،‬وي�أتي‬ ‫القوات الم�سلحة‪ ،‬بعدد من الطائرات المُج َّهزة ب أ�حدث‬ ‫في ُمق ِّدمتها مدينة الملك عبد الله الطبية‪ ،‬التي أ��سهمت‬ ‫الأجهزة والمعدات الطبية‪�ِ ،‬ضمن منظومة ا إلخلاء الطبي‬ ‫في تحقيق قفزة نوعية في الخدمات الطبية بالمنطقة‪..‬‬ ‫االلطجوواير‪،‬ئو‪،‬التوايلنُتقق ِّلدمال�خسدريماعتلهلاحعاللاى �أتعاللىح ُمر�سجتةو‪،‬ىل‪،‬مُ�فستي�شحفايلااتت‬ ‫وبح�سب �أ‪.‬د عبد الله بن علي الطائفي‪ ،‬فقد تم اعتماد‬ ‫القوات الم�سلحة المُ�سا ِندة‪ ،‬في ُكل من جدة والطائف‪ ،‬كما‬ ‫و�ضم برنامج الطب المنزلي بالمدينة المنورة‪� ،‬إلى برنامج‬ ‫تم تجهيز طائرات �إخلاء طبي نفاثة ُم�سا ِندة في محافظة‬ ‫لجنة الطب الوقائي للحجيج بالوزارة‪ ،‬بحيث يكون ُمناظ ًرا‬ ‫للبرنامج الذي تم تطبيقه بمنطقة مكة المكرمة‪ ،‬كما اف ُت ِتح‬ ‫جدة‪.‬‬ ‫مركز �صحي ال�صافية‪ ،‬المُجاور للم�سجد النبوي ال�شريف‪،‬‬ ‫ـ جهود وزارة الـ�صـحـة ‪:‬‬ ‫و أ��ضاف ‪� :‬أنه انطلا ًقا مما توليه حكومة خادم الحرمين‬ ‫حيث يقع على عاتقها الجانب الأكبر من م�س�ؤولية ا ألمن‬ ‫ال�شريفين‪ ،‬وتوجيهات �صاحب ال�سمو الملكي �أمير منطقة‬ ‫ال�صحي ل�ضيوف الرحمن‪ ،‬ومن ثم فهي في حالة طوارئ‬ ‫المدينة المنورة‪ ،‬و ُمتابعة معالي وزير ال�صحة‪ ،‬فقد ج َّندت‬ ‫دائمة‪ ،‬طوال مو�سم الحج‪ ،‬لتقديم ُكل خدماتها الطبية‪..‬‬ ‫المُديرية العامة لل�ش�ؤون ال�صحية‪ ،‬جميع إ�دارات �صحة‬ ‫جدير با إل�شارة‪ ،‬ف إ�نه ِخلال ا ألعوام القليلة الما�ضية‪،‬‬ ‫المدينة‪ ،‬با إل�ضافة �إلى المرافق ال�صحية‪ ،‬التي تعمل في‬ ‫تم تنفيذ العديد من الم�شروعات ال�صحية‪ ،‬في العا�صمة‬ ‫مو�سم الحج‪ ،‬بكامل طاقتها‪ ،‬وا�ستغلال ًا لكافة ما ُيق َّدم من‬ ‫المقد�سة‪ ،‬وكافة المناطق التي يمر عبرها �ضيوف الرحمن‪،‬‬ ‫ِقبل الوزارة من ت�سهيلات‪ ،‬ودعم �صحة المدينة على نحو‬ ‫خلال رحلتهم الإيمانية‪ ،‬وكانت المدينة المنورة قد �شهدت‬ ‫‪39‬‬

‫لمُعالجة الحالات الا�سعافية‪ ،‬كمركز �صحي اليتمة‪ ،‬ومركز‬ ‫ُمتق ِّدم‪ ،‬لتحقيق الا�ستفادة الق�صوى منها في ِخدمة �ضيوف‬ ‫�صحي ال�صل�صلة‪ ،‬على طريق تبوك‪ ،‬ودعمها للعمل على‬ ‫الرحمن‪ ،‬با إل�ضافة �إلى ا�ستمرارية تقديم الخدمات‬ ‫مدار ال�ساعة‪ ،‬في المنافذ البر َّية‪ ،‬للخدمات المُق َّدمة من‬ ‫ال�صحية‪ ،‬للمواطنين والمقيمين من �أهالي المدينة المنورة‪،‬‬ ‫الم�ست�شفيات خارج المدينة المنورة‪ ،‬حيث ُيق ِّدم م�ست�شفى‬ ‫وعادة ت�شمل ال ِخ َّطة ال�صحية لمو�سم الحج‪ ،‬ثلاثة محاور‬ ‫الحناكية‪ ،‬الواقع على طريق الريا�ض‪ ،‬خدماته‪ ،‬وكذا‬ ‫رئي�سة‪ ،‬ت�أتي بالتزامن مع بدء توافد الحجيج‪� ،‬إلى المدينة‬ ‫م�ست�شفى الحمنة‪ ،‬الواقع على طريق مكة‪ ،‬با إل�ضافة‬ ‫المنورة‪ ،‬ابتداء من تقديم الخدمات العلاجية ا أل�سا�سية‬ ‫إ�لى م�ست�شفى خيبر‪ ،‬وم�ست�شفى ينبع العام‪ ،‬لمواجهة‬ ‫للحجاج‪ ،‬من ِخلال دعم المراكز ال�صحية‪ ،‬والمُ�ست�شفيات‪،‬‬ ‫الحالات المر�ضية الطارئة‪ ،‬لل ُحجاج القادمين عن طريق‬ ‫بالكوادر الطبية والفنية‪ ،‬والا�ستفادة من ا ألجهزة الطبية‪،‬‬ ‫البحر‪ ،‬ومراكز المُراقبة ال�صحية بميناء ينبع‪ ..‬وي�ضيف‬ ‫اولتمُون�فشي آ�رتكاملَّيا�صتحايلأة‪،‬دويباة‪،‬لإ�وضالامفلةاز إ�ملىال دطبعيةم‬ ‫بكامل طاقتها‪،‬‬ ‫أ�‪.‬د الطائفي‪ :‬وفي ِخ َّطة �صحة المدينة‪ ،‬محور ثان‪ ،‬يتمثل‬ ‫المطلوبة‪ ،‬لتلك‬ ‫في تقديم كافة الخدمات الوقائية‪ ،‬والتي تتك َّون من ِع َّدة‬ ‫المراكز ال�صحية المو�سمية‪ ،‬المُنت�شرة في كافة أ�رجاء‬ ‫مراحل ابتداء بمرحلة التجهيز التح�ضيرية‪ ،‬من خلال‬ ‫المنطقة المركزية‪ ،‬إ�لى جانب ُمتابعة منافذ الدخول‪ ،‬من‬ ‫ت أ�مين ُم�ستلزمات الا�ستك�شاف لناقلي ا ألمرا�ض المعدية‬ ‫ِخلال مركز �صحي مطار الأمير محمد بن عبد العزيز‬ ‫والفيرو�سات و�أمرا�ض حمى ال�ضنك والملاريا‪ ،‬والدعم‬ ‫الدولي بالمدينة‪ ،‬ومركز المُراقبة ال�صحية بمطار الأمير‬ ‫لح�صر و ُمعالجة تلك الحالات‪ ،‬و أ�خذ الم�سحات الطبية‬ ‫عبد المح�سن بن عبد العزيز الإقليمي بينبع‪ ،‬والمراكز‬ ‫الخا�صة بهم‪ ،‬ومرحلة التوعية بالوقاية من ا ألمرا�ض‪،‬‬ ‫ال�صحية بال ُطرق المحورية الم�ؤ ِّدية �إلى المدينة المنورة‪ ،‬لما‬ ‫وذلك بالتعاون مع وزارة الحج‪ ،‬يلي ذلك مرحلة تحديد‬ ‫ُتثله هذه المراكز من أ�همية في ِخ َّطة الدفاع ال�صحي‪،‬‬ ‫‪40‬‬

‫العدد ‪٤٢٥‬‬ ‫عبد الله أ�حمد �أبو زيد‪ ،‬حيث ُيجنـِّد �أكثر من أ�لفي ُم�سعف‬ ‫مواقع ال ِفرق ال�صحية الميدانية‪ ،‬بالتعاون مع أ�مانة المدينة‪،‬‬ ‫و�سائق وطبيب‪ ،‬يعملون في ‪ 87‬مرك ًزا للهلال الأحمر‪،‬‬ ‫وكافة الفروع‪ ،‬وتكليف ِفرق خا�صة لاكت�شاف البعو�ض‬ ‫ت‪1‬ت‪1‬م‪1‬ركمزركفيز ًاالمط�شباي ًاع�إر�سالعماقفدي ًا�‪،‬سة‪،‬مو ُيَّز�عضةا عفل�إىل اىل ُذطلرقك‪،‬ماالت ُييقايرمرب‬ ‫الناقل ل ألمرا�ض‪ ،‬والق�ضاء عليه ب أ�حدث الو�سائل‪ ،‬ودعم‬ ‫بها الحجيج‪ ،‬وكلها تعمل على مدار ال�ساعة‪ ،‬لمُ�ساعدة‬ ‫الا�ستق�صاء الوبائي‪ ،‬و ُمتابعة حالات مراحل ال�شفاء التام‪،‬‬ ‫الحجيج في الح�صول على الرعاية ال�صحية اللازمة‪ ،‬من‬ ‫بالإ�ضافة �إلى �إعطاء التطعيمات الوقائية‪ ،‬لمر�ضى ال ُحمى‬ ‫ال�شوكية‪ ،‬بالمنافذ البرية والجوية والبحرية‪ ،‬وكذلك دعم‬ ‫ا ألجهزة المتخ�ص�صة ‪.‬‬ ‫اِفلمر�سقتوالىرا�لبشيئويالات ألطقهلي‪،‬ر‪،‬منالتخيلا ُتلرتِّككثزيعفلالىمراولترجع ُّلمعىامتحلذ َّااتت‬ ‫ويقول د‪ .‬محمد بن �سعد المعمري‪ ،‬المُدير التنفيذي‬ ‫تناول الأطعمة وا ألغذية‪ ،‬والك�شف على خ َّزانات المياه‪،‬‬ ‫للخدمات الطبية‪ ،‬بالمنطقة الو�سطى لل�ش ؤ�ون ال�صحية‪،‬‬ ‫حيث تعمل جميع ال ِفرق الميدانية لتوفير ا إل�صحاح البيئي‪،‬‬ ‫بوزارة الحر�س الوطني ‪ :‬إ�ن وزارة الحر�س الوطني‬ ‫الذي يو ِّفر المناخ ال�صحي الآمن ل�ضيوف الرحمن‪ ..‬وثمة‬ ‫ال�سعودي‪ ،‬تحر�ص �إلى جانب ُم�شاركتها ا ألمنية الفاعلة‪،‬‬ ‫محور ثالث في الخطة ال�صحية‪ ،‬يتمثل في الت�شديد على‬ ‫على المُ�شاركة الفاعلة �أي�ضـًا في مجال الأمن ال�صحي‪،‬‬ ‫يتط َّلبه‬ ‫اال�أُلس�لسي�مسمالععاللميحةواودالثعوملاليةكواالر�سثلي‪،‬مبةم‪،‬ا‬ ‫أ�همية التعامل‬ ‫ل�ضيوف الرحمن‪ ،‬من ِخلال تقديم الخدمات الطبية‬ ‫لتقديم‬ ‫الو�ضع‪ ،‬ح�سب‬ ‫المُختلفة‪ ،‬التي يقوم بها أ�طباء في ُمتلف التخ�ص�صات‪،‬‬ ‫�أف�ضل الخدمات الا�سعافية‪ ،‬والنقل الطبي ال�سريع ‪.‬‬ ‫و ُمر�ضين‪ ،‬وفنيين‪ ،‬و ُم�سعفين ينت�شرون في المُ�ست�شفيات‬ ‫ـ الهـلال الأحمر ال�سعودي ‪:‬‬ ‫ويقوم بدور كبير خلال مو�سم الحج‪ ،‬كما يقول ال�سيد‬ ‫والمُ�ستو�صفات والمراكز ال�صحية المُتن ِّقلة‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫تحقيق‬ ‫العديد من المُع َّدات‪ ،‬في فترة مو�سم الحج‪ ،‬بما لا يقل عن‬ ‫ـ جهـود ا ألمانات‪ ،‬والـبـلـديات‪:‬‬ ‫مو�سم الحج‪،‬‬ ‫يِخولماًا‪،‬ل‬ ‫التكثيف‪،‬‬ ‫اعتماد فترة‬ ‫‪ ،%30‬كما تم‬ ‫وهي تتر َّكز على الت أ�مين ال�صحي‪ ،‬من ِخلال نظافة البيئة‪،‬‬ ‫وتوزع ال ِعمالة‬ ‫ولمدة ‪70‬‬ ‫ذي القعدة‪،‬‬ ‫من أ� َّول �شهر‬ ‫من الجهات‬ ‫العديد‬ ‫ما أُلن اخلرتل ُّوى‪،‬ث‪،‬حويذلثكيتب ُم��ضشااعركفة‬ ‫وحمايتها‬ ‫والمُع َّدات على كافة المناطق والبلديات الفرعية‪ ،‬بما يكفل‬ ‫على مدار‬ ‫العمل‬ ‫والهيئات‬ ‫إ�نجاز العمل بال�صورة المطلوبة‪ ،‬وتم التنبيه على أ��صحاب‬ ‫ال�ساعة‪ ،‬كما يقول الدكتور خليفة بن عبد الله ال�سعد‪،‬‬ ‫المراكز التجارية‪ ،‬بتخ�صي�ص �ضواغط لنقل الن َّفايات من‬ ‫ُمدير عام �صحة البيئة‪ ،‬بوكالة البلديات‪ ،‬من �أجل �ضمان‬ ‫المحل َّات‪ ،‬في المنطقة المركزية‪ ،‬إ�لى المرمى العام‪ ،‬وروع َي‬ ‫�سلامة الزائرين‪ ،‬والبيئة المُحيطة بهم‪ ،‬ب إ�خلائها من‬ ‫في ذلك الا�ستمرار في الت�صريح للمبا�سط المو�سمية‪،‬‬ ‫جميع المُل ِّوثات‪ ،‬دون الإخلال بجودة و ُم�ستوى الخدمات‬ ‫واختير لذلك المواقع المُنا�سبة‪ ،‬مع تطبيق كافة ال�شروط‬ ‫المُق َّدمة للمواطنين والمُقيمين‪ ،‬مع ا ألخذ في الاعتبار‬ ‫ال�صحية‪ ،‬وتم الت�شديد على منع الطبخ الجماعي للبعثات‪،‬‬ ‫التنامي في الن�شاط ال ُتجاري‪ ،‬وزيادة أ�عداد الزائرين‪،‬‬ ‫بفنادق وعمارات المنطقة المركزية‪ ،‬وتم تكثيف الرقابة‬ ‫و�ساعات تواجدهم‪ ،‬وهذا ي ؤ� ِّدي �إلى �سهولة و�ُسرعة توفير‬ ‫بجميع �أنواعها‪ ،‬على مطابخ الإعا�شة‪ ،‬التي �أن�شئت خارج‬ ‫الخدمات‪ ،‬و�أدائها‪ ،‬بما ُيحقق أ�ف�ضل النتائج‪ ،‬لخدمة‬ ‫المنطقة المركزية‪ ،‬إلعداد الوجبات للحجاج‪ ،‬وتقوم ُكل‬ ‫�ضيوف الرحمن‪ ..‬ويقول المهند�س عايد بن ح�سين‬ ‫بلدية فرعية‪ ،‬بتنفيذ ِخطة عملها‪ ،‬في مجال �صحة البيئة‪،‬‬ ‫البليه�شي‪ُ ،‬مدير إ�دارة ا إلعلام‪ ،‬ب أ�مانة منطقة المدينة‬ ‫والرقابة على الأ�سواق‪ ،‬وكتابة تقرير يومي عن نتائج‬ ‫بوال�ُأمدنخطلقتة‬ ‫الزيادة في كم َّيات النفايات‪،‬‬ ‫ُمقابل‬ ‫المنورة ‪:‬‬ ‫�أعمالها‪ُ ،‬ي�س َّلم لوكالة الخدمات‪ ،‬قبل ال�ساعة التا�سعة‬ ‫تم زيادة ال ِعمالة والمُ�شرفين‪،‬‬ ‫فقد‬ ‫المركزية‪،‬‬ ‫‪42‬‬

‫العدد ‪٤٢٥‬‬ ‫و�أخيرا ‪ ..‬لقد �شهد الجميع بالنجاح المُنقطع النظير‪،‬‬ ‫�صباحـًا‪ ..‬وفي المدينة تتو َّلى ا إلدارات العامة‪ ،‬بوكالة‬ ‫الذي ُيحققه رجال الأمن في المملكة العربية ال�سعودية‪،‬‬ ‫الخدمات بالأمانة‪ ،‬وبخا�صة ا إلدارة العامة ل�صحة البيئة‪،‬‬ ‫بالتعامل مع ح�شود بالملايين‪ ،‬ي�أتون لأداء مو�سم الحج‪،‬‬ ‫والإدارة العامة ل�شئون الأ�سواق‪ ،‬العمل على مدار ال�ساعة‪،‬‬ ‫ويعودون إ�لى أ�وطانهم �سالمين‪ ،‬غانمين وفائزين بر�ضا‬ ‫بما فيها أ�يام ال ُعطلة الأ�سبوعية‪ ،‬وذلك لمُتابعة وتنفيذ‬ ‫الله‪ ،‬وعفوه‪ ..‬والحقيقة �أن ما تقوم به كافة الجهات‪،‬‬ ‫ال ِخطط بالبلديات‪ ،‬والتي ُي�شارك فيها أ�طباء و ُم�ست�شارون‬ ‫وعلى أ�على المُ�ستويات‪ِ ،‬خلال مو�سم الحج‪ ،‬وما ُيق َّدم‬ ‫معنيون بتح�سين �أ�ساليب الرقابة ال�صحية‪ ،‬وتقوم إ�دارة‬ ‫من خدمات لراحة و�سلامة و أ�من �ضيوف الرحمن‪ ،‬إ�نما‬ ‫الم�سالخ‪ ،‬بدور مهم وحيوي‪ ،‬من خلال ا إل�شراف والمتابعة‬ ‫يتم في �إطار منظومة تتكامل جهودها على نحو لا مثيل‬ ‫الدقيقة لكافة الم�سالخ‪ ،‬مع تقديم خدمات ُمتخ�ص�صة‬ ‫له‪ ،‬جعل الكثير من ال�شباب حول العالم‪ ،‬يتفاعلون ب�شكل‬ ‫تتع َّلق بعمليات الذبح‪ ،‬والك�شف الطبي والبيطري‪ ،‬والت�أ ُّكد‬ ‫كبير مع (ها�شتاج)‪ ،‬ذاع �صيته على �شبكة الانترنت‪ ،‬تحت‬ ‫من �سلامة جودة اللحوم‪ ،‬و إ�عداد تقارير يومية عن‬ ‫عنوان (�شك ًرا ـ جنودنا ـ في الحج)‪ ،‬لقد تعددت المواقف‬ ‫المذبوحات‪ ،‬بكل م�سلخ‪ ،‬ومن جانبها تقوم �إدارة المُختبرات‬ ‫وال�شهادات‪ ،‬التي اتفق أ��صحابها جميعـًا‪ ،‬ومن خلال واقع‬ ‫ت�شغيلية لتحليل الع َِّينات‬ ‫و�أبحاث البيئة‪ ،‬بو�ضع ِخ َّطة‬ ‫عاي�شوه‪ ،‬خلال مو�سم الحج‪ ،‬على الجهود التي تبذلها‬ ‫العامة‪ ،‬للت�أ ُّكد من خل ِّوها‬ ‫الغذائية‪ ،‬المُرتبطة بال�صحة‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية‪ ،‬لت أ�مين الحجيج‪ ،‬يقول أ�حدهم ‪:‬‬ ‫من أ�ي ُملوثات‪ ،‬أ�و جراثيم وميكروبات �ضارة‪ ،‬وذلك من‬ ‫« إ�ن �إن�سانية رجال الأمن في الحج‪ ،‬لا تكفيها �أي من عبارات‬ ‫ِخلال �أجهزة حديثة‪ ،‬و ِوفق ا�شتراطات الفح�ص والجودة‬ ‫الثناء والمديح‪ ،‬فهم بحق رجال ُمل�صون‪ ،‬ويبذلون جهود‬ ‫المُعتم َدة عالميـًا ‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫ذوي الاحتياجات الخا�صة‪� ،‬أراد �أن ُيق ِّبل الحجر ا أل�سود‪،‬‬ ‫جبارة‪ ،‬يراها ب أُ�م عينيه‪ ،‬كل من �أدى الفري�ضة»‪ ،‬ويقول‬ ‫وغ َّرد الكاتب ال�صحفي الجزائري �أنور مالك‪ ،‬قائل ًا‪« :‬‬ ‫آ�خر‪ « :‬إ�نهم ُيق ِّدمون خدمات‪ُ ،‬تي�ِّسر على الحاج أ�داء‬ ‫ما ر�أيته من رجال �أمن ال�سعودية في الحج‪ ،‬جعلني �أجزم‬ ‫المنا�سك‪ ،‬في أ�جواء ُمريحة و ُمفعمة بالروحانية‪ ،‬والذي‬ ‫الفلأمتنا‪،‬نتوب ُامبهايدربت�هشـِّمدلةمُ‪�،‬ساهوعدمةدمىناليتحعتاامجلمالإننا�سلاُحنجيامج‪،‬نخراج�اصةل‬ ‫القول ب�أنهم كانوا ِق َّمة في التفاني‪ ،‬وح�سن ال ُخلق» ‪.‬‬ ‫ِكبار ال�سن»‪ ،‬وقال ثالث‪« :‬لي�س من ر�أى كمن �سمع‪� ،‬إن ما‬ ‫ومن الم�شاهد المهيبة‪ ،‬قيام الع�شرات من رجال الطوارئ‪،‬‬ ‫ر أ�يته لا يحتاج إ�لى �شرح أ�و تف�سير أ�و تحليل‪ ،‬إ�ذ ينطق‬ ‫بانت�شال طفل من بين يدي والده‪ ،‬في زحام الجمرات‪،‬‬ ‫بالم�ضمون دون ُمبالغة‪ ..‬أ�ن ترى رجل أ�من يحت�ضن طفلة‬ ‫وذلك بعد �أن فقد ال�سيطرة لحماية ابنه‪ ،‬لقد �أ�سرع جنود‬ ‫لوقت طويل‪ ،‬بعد �أن �شعرت بالأمان‪ ،‬وغطت في نوم عميق‪،‬‬ ‫الطوارئ‪ ،‬برفعه فوق الر�ؤو�س‪ ،‬حتى التقط �أنفا�سه‪ ،‬وعاد‬ ‫هذه الطفلة‪ ،‬كتب �أحد‬ ‫افلمُلغا ِّرتدعيلينق‪ «،»:‬أ�ومتنعليتقـًفاناعملتى»‪�،‬وصنو�رشةر‬ ‫إ�ليه الوعي‪ ،‬وهو يبت�سم ببراءة‪ ،‬ول�سان حاله يقول‪�« :‬شـُك ًرا‬ ‫أ�حدهم �صورة التقطها‬ ‫أ�يها الجنود ا ألبطال»‪ ..‬وفي م�شهد الح�شد المهيب‪ ،‬ترى‬ ‫لرجل �أمن‪ ،‬وهو ُي�ساعد في دفع ُكر�سي ُمتح َّرك لأحد كبار‬ ‫رجال الأمن يت�سابقون من �أجل توفير الأمان والراحة‬ ‫ايولت��ِمصس َّكونرن‪،‬ةب�أُمعخندراأ�لىنرلتمرويقج‪،‬لفو أ��معصونن‪،‬راةيل�لحسريمرجل‪،‬لحو�أا�سمجـًناط ُياع�نلسادح�اعشلدوجدمحاالراغجفًاتي‪،‬رعةلك»‪،‬ىي‬ ‫ل�ضيوف الرحمن‪ ،‬في ملحمة لا يوجد لها مثيل في التاريخ‪،‬‬ ‫النهو�ض‪ ،‬بعد �أن �سقط من التعب‪ ،‬ولم يعد يقوى على‬ ‫وما �أتينا به لي�س �سوى غي�ض من في�ض المواقف والمُ�شاهدات‬ ‫الحركة‪ ،‬ل ِث َقل ج�سمه‪ ،‬ورجل �أمن آ�خر ُي�ساعد حاجـًا من‬ ‫وال�شهادات‪ ،‬التي يجب الوقوف أ�مامها كثي ًرا‪ ،‬ل ُنق ِّدر‬ ‫مجهود ه�ؤلاء الرجال‪ ،‬الذين ي�ستحقون ُكل تقدير‪ ،‬و إ�ذا‬ ‫كان ه�ؤلاء في الميدان‪ ،‬وفي تما�س ُمبا�شر مع الحجيج‪ ،‬ف�إن‬ ‫هناك رجال �أمن آ�خرين في مواقع عديدة‪ ،‬وفي قطاعات‬ ‫‪44‬‬

‫العدد ‪٤٢٥‬‬ ‫على مدار ال�ساعة ‪.‬‬ ‫ُمتلفة‪ ،‬هم أ�ي�ضـًا ي�ستحقون كل التقدير والاحترام ‪.‬‬ ‫ـ ِوحدة أ�من الأبواب ‪:‬‬ ‫وللمر أ�ة دور مهم �أي�ضـًا في منظومة الأمن ال�شامل‪،‬‬ ‫ُتعنى بتنظيم الدخول والخروج‪ ،‬من ا ألبواب المُخ�ص�صة‬ ‫الذي ينعم به �ضيوف الرحمن‪ ،‬خلال مو�سم الحج‪ ،‬خذ‬ ‫للن�ساء‪ ،‬إ�لى ال ِم�ص ِّليات الن�سائية في الم�سجد‪ ،‬ومنع ُكل ما‬ ‫مثال ًا واح ًدا على ذلك ‪ :‬في وكالة الرئا�سة العامة ل�ش ؤ�ون‬ ‫ي ِخل أ�و ي ؤ�ثر على أ�من و�سلامة المُ�ص ِّليات ‪.‬‬ ‫الحرمين‪ ،‬ثمة إ�دارة للتوجيه وا إلر�شاد الن�سائي‪ ،‬تقوم‬ ‫إ�لى الرو�ضة ‪:‬‬ ‫ـو ِذولحكدةفيتناظلأيوقمادتخالومُلخا�لصن��سصاةء‬ ‫بواملعندبييدن �أٌمقن�ساا ألمعهماذهلا‪،‬لإوتدتارزاةي‪،‬دق�سجهموالدتهناظ ِيخلماالمليفدتارنةي‪،‬االلحذج‪،‬ي‬ ‫دخول‬ ‫لهن‪ ،‬وفتح مم َّرات‬ ‫وخروج من ال ِم�ص ِّليات الن�سائية‬ ‫يتبعه ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫هاذلهخداملإاداترةال�أني�س�اضـئًاي‪،‬ة‪ِ ،‬ق�وسهميالتُتنع�نسيىق‪،‬بتاقلدذييم‬ ‫أ�ق�سام‬ ‫ومن‬ ‫ـ ِوحدة �أمن ال�ساحات الن�سائية ‪:‬‬ ‫ِوحدة‬ ‫يتبعه‬ ‫هذه ال ِوحدة‪ِ ،‬فرق من المُراقبات‬ ‫يقوم بالعمل في‬ ‫الخدمات الإ�سعافية ا أل َّول َّية للمري�ضات‪ ،‬و إ�عارة العربات‬ ‫ي ُقمن بتنظيم المم َّرات‪ ،‬و ُمتابعة‬ ‫والمُر�شدات‪ ،‬اللاتي‬ ‫لذوي الاحتياجات من الن�ساء‪ ،‬و ُمتابعة �أمور ال�صيانة‬ ‫النظافة‪ ،‬ومنع ال�سلوكيات الخاطئة‪ ،‬التي قد ت�صدر عن‬ ‫والفر�ش والنظافة وال�سقيا‪ ،‬و ِوحدة المفقودات‪ ،‬وهي ُتعنى‬ ‫بع�ض الز َّوار‪ ،‬خا�صة ا ألطفال‪ ،‬وتوزيع المن�شورات وال ُكت ِّيبات‬ ‫ب ُمتابعة و ِحفظ ما تم العثور عليه‪ ،‬في ال ِم�ص ِّليات الن�سائية‪،‬‬ ‫ا إلر�شادية على المُ�ص ِّليات ‪.‬‬ ‫و ُملحقاتها‪ ،‬ومن ثم ت�سليمها �إلى �صاحباتها‪ ،‬بعد الت�أ ُّكد‬ ‫ـ ِوحدة �أمن المرافق ‪:‬‬ ‫من هويتهن‪.‬‬ ‫ُتعنى ب ُمتابعة �أمن المرافق‪ ،‬و�صيانتها‪ ،‬و�سلامة الم�صاعد‬ ‫وال�سلالم الكهربائية‪ ،‬أ�ثناء نزول و�صعود الن�ساء‪ ،‬ونظافتها‬ ‫‪45‬‬

‫في ظلال الإيمان تحقيق‬ ‫أبغض الحلال‬ ‫د‪ .‬عقيل بن عبدالرحمن العقيل‬ ‫جامعة ا إلمام محمد بن �سعود ا إل�سلامية ـ الريا�ض‬ ‫‪46‬‬

‫العددد ‪4٤2٢5٥‬‬ ‫حر�ص ا إل�سلام على بناء الأ�سرة‬ ‫الم�سلمة وتما�سكها �إذ هي اللبنة الأولى‬ ‫في المجتمع و�سلامة ا أل�سرة �سلامة‬ ‫للمجتمع وطالب الإ�سلام الأزواج‬ ‫ب�إح�سان ع�شرة زوجاتهم وطالب‬ ‫الزوجات أ�ي�ض ًا بملاطفة الأزواج‬ ‫و إ�ح�سان ع�شرتهم لتدوم المحبة‬ ‫وي�ستمر ع�ش الزوجية �آم ًنا مطمئن ًا‪.‬‬ ‫وعندما ت�سوء الع�شرة بين الزوجين‬ ‫وتعجز كل الحلول عن جلب الا�ستقرار‬ ‫لهذه الأ�سرة يكون الطلاق والفراق‪.‬‬ ‫ف�آخر الطب الكي كما يقولون‪ .‬والمت أ�مل‬ ‫في حال عالمنا الإ�سلامي يلاحظ كثرة‬ ‫حالات الطلاق وتعدد المطلقات ب�شكل‬ ‫ملفت للنظر محير ومقلق لكل م�سلم‬ ‫حري�ص على �سلامة مجتمعه الإ�سلامي‬ ‫من التفكك‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫في ظلال الإيمان‬ ‫الط�لاق لنح�و هذه ا أل�س�باب والذي يتعين على الم�س�لم أ�ن‬ ‫لا �ش��ك أ�ن عقد الزواج عقد له مكانته العظيمة والمقد�س�ة‬ ‫يكون بعيد ًا عنها‪ ،‬و أ�لا يلج�أ إ�لى الطلاق إ�لا عندما تكون له‬ ‫في ا إل�سلام وذلك أ�نه هو أ�ولى لبنات ا أل�سرة الم�سلمة التي‬ ‫م�بررات �ش��رعية‪ ،‬و�إلا فال�صبر مطلوب كما قال �س�بحانه‬ ‫�إذا �صلح�ت ه�ذه ا أل�س�رة ح�ص��ل فيها خير عظي�م ل ألمة‬ ‫} َي�ا �َأ ُّي َه�ا ا َّل ِذي َن آ� َم ُن�وا َل َي ِح ُّل َل ُك ْم َ�أن َت ِر ُثوا ال ِّن�َس�ا َء َك ْره ًا‬ ‫الإ�س�لامية‪ ،‬وال�زواج أ��ش��اد الله ج�ل وع�لا بذك�ره وعظم‬ ‫َ َل َت ْع ُ�ض ُلو ُه� َّن ِل َت ْذ َه ُب�وا ِب َب ْع� ِ��ض َم�ا �آ َت ْي ُت ُمو ُه� َّن إ�ِ َّل �أَن َي�أْ ِت�ي َن‬ ‫أ�م�ره في كتاب�ة العزيز وعلى ل�س�ان نبيه محمد ﷺ ولهذا‬ ‫ِب َفا ِح�َش� ٍة ُّم َب ِّي َن� ٍة َو َعا�ِش� ُرو ُه َّن ِبا ْ َل ْع� ُرو ِف َف���إِن َك ِر ْه ُت ُمو ُه َّن‬ ‫يتعين على كل م�سلم أ�ن يعظم ما عظم الله جلا وعلا‪ ،‬كما‬ ‫َف َع�َس�ى �أَن َت ْك َر ُه�وا �َش� ْي ًئا َو َي ْج َع� َل الَّ ُل ِفي� ِه َخ� ْي ًرا َك ِث�ي ًرا{‬ ‫ق�ال �س�بحانه وتعالى }ذلك ومن يعظ�م حرمات الله فهو‬ ‫خير له عند ربه‪�« {..‬س�ورة الحج آ�ية ‪ ،»٣٠‬و إ�ذا كان ذلك‬ ‫�سورة الن�ساء آ�ية ‪.١٩‬‬ ‫طاعة وعبادة واحت�ساب ًا ف إ�نه يتعين على الم�سلم عندما يتم‬ ‫ومدل�ول ا آلي�ة ب�ل ومنطوقها ي�دل عل�ى �أن الم�س�لم ينبغي‬ ‫ل�ه عقد الن�كاح على الم�ر�أة �أن يحترم هذا العق�د ويجعله‬ ‫ل�ه �أن ي�ص�بر ويتحم�ل م�ا يح�ص��ل م�ن بع���ض الم�ش��كلات‬ ‫رابط�ة الم�ودة والمحب�ة والتع�اون م�ن الطرف�ين و�أن يكون‬ ‫الزوجي�ة وق�د و�ص��ف النبي ﷺ ذل�ك بقول�ه‪ « :‬إ�ن المر أ�ة‬ ‫خلق�ت م�ن �ضلع أ�ع�وج و إ�ن �أعوج ما في ال�ضل�ع �أعلاه ف إ�ن‬ ‫بعي�د ًا عن كل ما يكدر �صفو هذا العقد ويزعزع كيانه‪.‬‬ ‫ذهب�ت تقيم�ه ك�س�رته وك�س�ره وطلاقها» �أو كم�ا قال ﷺ‬ ‫ولا �شك أ�ن البع�ض من النا�س ي�ست�سهل الأمر جد ًا في�سارع‬ ‫وهذا يدل على �أن يتعين على الم�س�لم �أن يتحمل من زوجته‬ ‫إ�ل�ى ف�صل هذا العقد و إ�نهائه ب�س�بب أ�و ب آ�خر وقد لا يكون‬ ‫م�ا يتحم�ل وما يقول ﷺ‪« :‬لا يفرك م ؤ�م�ن م ؤ�منة �إن كره‬ ‫ل�ه �س�بب ًا ي�برره‪ ،‬ب�ل ربم�ا يك�ون آ�ثم� ًا عندم�ا يق�دم على‬ ‫‪48‬‬

‫العددد ‪٤٢٢٥٥‬‬ ‫�إن عدم ح�س�ن اختيار الزوجة �أو الزوج من الأ�سا�س يكون‬ ‫منها خلق ًا ر�ضي منها آ�خر» « أ�خرجه الإمام م�سلم وا إلمام‬ ‫�س�بب ًا في كث�ير من حالات الطلاق‪ ،‬فلربم�ا يكون الزوج لم‬ ‫أ�حم�د»‪ ،‬وله�ذا ف�� إ�ن الم�س�ارعة إ�ل�ى الطلاق أ�م�ر مذموم‪،‬‬ ‫يختر �ش��ريكة حيات�ه على الوجه المطلوب وربم�ا هي أ�ي�ض ًا‬ ‫والأخذ بالأ�سباب التي ت�صبر ا إلن�سان وتجعله �أكثر تحمل ًا‬ ‫لم يخ�تر وليها ذلك الزوج على الوجه المطلوب فكان ذلك‬ ‫و�ص�بر ًا م�ع زوجته فلربما بولد �صال�ح وربما تكون عون ًا له‬ ‫عل�ى طاع�ة الله وعل�ى أ�مور الحي�اة‪ ،‬فالأم�ر في ذلك أ�مر‬ ‫�سبب ًا في الم�سارعة �إلى الطلاق‪.‬‬ ‫وتختلف أ��سباب الطلاق من مجتمع لآخر‪ ،‬ح�سب الظروف‬ ‫ت أ�كيد و�إلزام‪.‬‬ ‫والع�ادات والم�س�توى الثق�افي‪ ،‬والوع�ي الاجتماع�ي‪ .‬وم�ن‬ ‫وم�ن أ��س�باب ك�ثرة الط�لاق‪� :‬ضع�ف ا إليم�ان‪ ،‬ف�ضع�ف‬ ‫هذه ا أل�س�باب ترك الاختيار الح�س�ن بين الرج�ل والمر�أة ـ‬ ‫ا إليم�ان يجع�ل الرجل لا يتحم�ل المر�أة ‪ ،‬والم�ر�أة لا تتحمل‬ ‫ك أ�ن يبن�ى الزواج على غير اختيار أ��سا�س� ًا‪ ،‬أ�و على اختيار‬ ‫الرج�ل‪ ،‬وكل منهما ي�ؤاخذ �صاحبه ويبادله بال�ش��يء الذي‬ ‫غ�ير موف�ق ـ كالجم�ال وح�ده‪ ،‬أ�و الم�ال وحده‪ ،‬أ�و الح�س�ب‬ ‫لا يحب�ه‪ ،‬والجه�ل‪ ،‬فالجه�ل �س�بب من أ��س�باب الم�س�ارعة‬ ‫والن�س�ب وحدهما دون التركيز على ا أل�سا��س وهو الدين‪،‬‬ ‫�إل�ى الط�لاق وكثرة انت�ش��اره‪ ،‬وتع�ود ظاهرة الط�لاق �إلى‬ ‫فع�لاج ه�ذا‪ ،‬هو ا ألخ�ذ بالتوجي�ه النبوي الك�ريم‪« :‬تنكح‬ ‫ع�دم تحم�ل الم�ش��كلة الت�ي تح�ص��ل �إما م�ن الزوج�ة و إ�ما‬ ‫الم�ر�أة ألرب�ع‪ ،‬لمالها ولح�س�بها ولجمالها ولدينه�ا‪ ،‬فاظفر‬ ‫م�ن الزوج‪ ،‬وربم�ا لا يعرف الزوج الحق�وق الواجبة عليه‪،‬‬ ‫ب�ذات الدين ترب�ت يداك» (متف�ق عليه)‪ .‬ف���إذا اجتمعت‬ ‫وكذلك العك�س المر أ�ة لا تدرك الحقوق التي عليها‪ ،‬فبذلك‬ ‫ه�ذه ا ألم�ور الأربع�ة‪ ،‬ف�ذاك أ�م�ر محم�ود‪ ،‬و إ�لا فالدي�ن‬ ‫يبادر الزوج �إلى الطلاق‪.‬‬ ‫‪49‬‬

‫في ظلال الإيمان‬ ‫بدء ًا بالمهور وتوابعها‪ ،‬وانتهاء بالنفقات وا إل�س�راف فيها‪،‬‬ ‫�أ�سا��س الا�س�تقرار الزوج�ي‪ ،‬وكم من ام�ر أ�ة نكحت لمالها‬ ‫بما في ذلك الم�س�كن والملب��س والمركب‪ ،‬ومن أ��س�باب ذلك‬ ‫فذه�ب المال‪ ،‬أ�و لجمالها‪ ،‬ف أ�غراها‪ ،‬وعكر المعجب حياتها‬ ‫التقلي�د الأعمى والتفاخ�ر والمباهاة‪ ،‬ومح�اكاة المو�ضات‪،‬‬ ‫الزوجي�ة‪� ،‬أو لح�س�بها ف�ص��ار التفاخ�ر بالأن�س�اب �س�بب ًا‬ ‫وه�ذا داء اجتماعي يثقل الحي�اة الزوجية بالأعباء المالية‬ ‫غيرال�ضرورية‪،‬وربما كانت �سبب ًا للديون وهمومها القاتلة‪،‬‬ ‫ل�شقاء الحياة الزوجية‪ ،‬أ�والفرقة‪.‬‬ ‫وبالتالي لا الزوج ي�س�تطيع الا�ستمرارفي الإنفاق والتحمل‪،‬‬ ‫وم�ن �أ�س�باب الط�لاق أ�ي�ض�� ًا‪ :‬من�ع الخاط�ب م�ن ر ؤ�ي�ة‬ ‫ولا الزوجة ت�ستطيع العي�ش بدون ما تعودت عليه بلا حاجة‬ ‫مخطوبته‪ ،‬ور ؤ�ية الآخر على حقيقته‪ ،‬دون غ�ش �أو خديعة‪،‬‬ ‫ما�س�ة �أو �ضرورة‪ ،‬فين�ش���أ عن ذلك الط�لاق‪ ،‬وعلاج هذا‪،‬‬ ‫ألن دخول ا إلن�س�ان في الحي�اة الزوجية على علم وب�صيرة‬ ‫بالاعت�دال‪ ،‬وع�دم ا إل�س�راف أ�و التبذي�ر‪ ،‬وتي�س�ير مه�ور‬ ‫مدع�اة إ�ل�ى الألف�ة بينهم�ا والمحب�ة‪ ،‬وبالت�الي البعد عما‬ ‫الن�س�اء‪ ،‬ف أ�عظمه�ن برك�ة‪ ،‬أ�ي�س�رهن م�ؤون�ة‪ ،‬وق�د أ�مرنا‬ ‫يفرق القلوب‪ ،‬وي�س�بب الطلاق ولكن نظر دون خلوة وبنية‬ ‫ب�ا ألكل وال�ش��رب ولك�ن ب�لا إ��س�راف‪ ،‬والمب�ذرون �إخ�وان‬ ‫الزواج فعل ًا‪ ،‬ومن هذه ا أل�سباب بناء الحياة الزوجية على‬ ‫ال�ش��ياطين ومن ا أل�س�باب عدم �إدراك الم�س���ؤولية المتبادلة‬ ‫ب�ين الزوج�ين فيما بينهم�ا‪ ،‬وتجاه تربي�ة ا ألولاد‪ ،‬ورعاية‬ ‫غير ترا�ض بين الزوجين والزواج بالإكراه‪.‬‬ ‫م�صلح�ة ا أل�س�رة‪ ،‬وذل�ك نتيج�ة ل�صغر ال�س�ن‪� ،‬أو الجهل‬ ‫وع�لاج هذا‪ ،‬ما قرره ال�ش��ارع من اعتب�ار الر�ضى في عقد‬ ‫ال�زواج‪� ،‬ش���أنه في ذل�ك �ش���أن غ�يره م�ن العق�ود المعت�بره‬ ‫�ش��رع ًا بالر�ضى ومن �أ�سباب ذلك المبالغة في م�ؤن الزواج‪،‬‬ ‫‪50‬‬

‫العددد ‪٤٢٢٥٥‬‬ ‫والت�س�رع في الغ�ضب‪ ،‬والا�ستخفاف ب�ش�أن الطلاق‪ ،‬وجعله‬ ‫المطب�ق‪ ،‬أ�و ال�س�فه وعدم الر�ش��د والب�ص�يرة‪ ،‬أ�والخط�أ في‬ ‫يمين� ًا في عم�وم ا ألح�وال‪ ،‬وه�ذه م�ا يعك�ر �صف�و الحي�اة‬ ‫فهم معنى القوامة الزوجية �شرع ًا‪.‬‬ ‫الزوجية‪ ،‬ويعجل بالفرقة بين الزوجين‪.‬‬ ‫وعلاج هذا‪ ،‬ب�إدراك الم�س�ؤولية المتبادلة بينهما‪ ،‬والب�صيرة‬ ‫وع�لاج هذا بح�س�ن الخلق‪ ،‬والم�كارم الحميدة‪ ،‬من حفظ‬ ‫والروية في الأمر كله }ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف{‬ ‫ا أل�س�رار‪ ،‬والاح�ترام المتب�ادل بينهما‪ ،‬والنظ�ر إ�لى ا آلخر‬ ‫ومت�ى تحقق العلم وال�صلاح والر�ش��اد‪ ،‬ا�س�تقامت الحياة‬ ‫بع�ين الر�ض��ى والتقدي�ر‪ ،‬واحتق�ار ال�زلات وت�صغيره�ا‪،‬‬ ‫ومعالجته�ا �أول ًا ب���أول بالت�ي ه�ي أ�ح�س�ن‪ ،‬وال�س�يطرة‬ ‫الزوجية‪ ،‬وبعد عنها الخلاف‪ ،‬و أ��سباب الفرقة‪.‬‬ ‫عل�ى النف��س حال�ة الغ�ضب‪ ،‬وع�دم جعل الط�لاق عر�ضة‬ ‫ومن أ��س�باب الطلاق كذلك �س�وء الع�ش��رة بين الزوجين‪،‬‬ ‫أليمانن�ا‪ ،‬كم�ا �أن عم�ل الزوج�ة‪ ،‬وتركها البي�ت وا ألولاد‪،‬‬ ‫من أ�حدهما‪� ،‬أو منهما مع ًا‪ ،‬كالت�سلط في ا�ستعمال الحق‪،‬‬ ‫وع�دم الم�ش��اطرة في ا ألعب�اء المالية عن�د الحاجة‪ ،‬مدعاة‬ ‫وكالته�اون في حقوق الآخ�ر‪ ،‬والتق�صير في الواجبات عليه‬ ‫إ�ل�ى ال�ش��قاق والخ�ص��ام‪ ،‬وم�ن ث�م الطلاق‪ ،‬وع�لاج هذا‬ ‫تجاه ا آلخر‪ ،‬والعلاج يتم بح�س�ن الع�ش��رة‪ ،‬وحفظ حقوق‬ ‫يت�م بالتفاه�م بين الزوج�ين‪ ،‬و�أخ�ذ �إذن ال�زوج في العلم‬ ‫ا آلخ�ر‪ ،‬وع�دم التق�ص�ير أ�والته�اون فيم�ا للآخ�ر علي�ك‪،‬‬ ‫وم�ساعدة الزوج مالي ًا عند الحاجة كما �أن تدخل الأقارب‬ ‫وجماع هذا }وعا�ش��روهن بالمعروف{ «�س�ورة الن�ساء �آية‬ ‫في �ش���ؤون الزوج�ين‪ ،‬وبخا�ص��ة أ�م الزوج‪ ،‬بدع�وى العطف‬ ‫‪ ،»١٩‬ومن هذه ا أل�سباب أ�ي�ض ًا �سوء الخلق‪ ،‬ودناءة الطباع‪،‬‬ ‫ك�إب�داء العي�وب ل آلخري�ن‪ ،‬و�إف�ش��اء الأ�س�رار الزوجي�ة‪،‬‬ ‫‪51‬‬

‫في ظلال الإيمان‬ ‫عل�ى الم�كاره‪ ،‬فربم�ا رزق بذري�ة �صالح�ة‪ ،‬وربم�ا تحولت‬ ‫والحماي�ة عن الجور �أو الظلم ي�ش��جع الزوجة على تعاظم‬ ‫الكراهي�ة إ�ل�ى محب�ة و�س�عادة و إ�عانة على ال�بر والتقوى‪،‬‬ ‫�صغائر ا ألمور‪ ،‬وتكبيرها‪.‬‬ ‫ومن ا أل�س�باب كذلك ترك معالجة الم�ش��اكل الزوجية على‬ ‫أ��س��س �س�لبية في حينها قبل أ�ن تنك�س�ر الزجاجة‪ ،‬ويعظم‬ ‫والع�لاج بالكف عن �ش�� ؤ�ون الزوجين‪ ،‬وعدم التدخل فيها‪،‬‬ ‫�إلا عن�د ال�ض��رورة الق�ص��وى‪ ،‬وك�م قو�ض��ت حي�اة زوجية‬ ‫الخطر‪ ،‬ويتبعثر ال�شمل‪.‬‬ ‫�س�عيدة ب�س�بب تدخلات الأق�ارب على وجه غير م�ش��روع‪،‬‬ ‫ويجب �أن تحل الم�ش��اكل فيما بين الزوجين‪ ،‬دون تدخل من‬ ‫كما أ�ن ا إل�ش��ادة ب�أمجاد ا ألقارب من حين آلخر‪ ،‬على وجه‬ ‫أ�حد‪ ،‬ف إ�ن تعذر ذلك جعل حكم من أ�هله وحكم من أ�هلها‪،‬‬ ‫اللم�ز والتهديد للزوج ي�زرع ال�ضغائن وا ألحقاد‪ ،‬وي�ش��تت‬ ‫ف�� إ�ن تع�ذر فبالتراف�ع إ�لى الق�ض��اء‪ .‬ومن أ��س�باب الطلاق‬ ‫الجه�ل بالط�لاق ال�ش��رعي �إذا ل�زم‪ ،‬ك�أن تطل�ق الزوج�ة‬ ‫�شمل ا أل�سر‪.‬‬ ‫ثلاث� ًا‪ ،‬وك�أن تبع�د عن بي�ت الزوجية في الط�لاق الرجعي‬ ‫والعلاج يكون باحترام م�ش��اعر الزوج‪ ،‬والحر�ص على ما‬ ‫ي�س�ره وير�ضيه ويزيد في ا أللفة والمودة بينهما‪ ،‬وعدم ذكر‬ ‫في أ�ثناء العدة‪.‬‬ ‫م�ا يغيظه أ�و ي ؤ�ذيه �أو يكدر خاطره‪ ،‬وكذلك الزوجة‪ .‬ومن‬ ‫ويتم العلاج في هذه الحالة بمعرفة أ�حكام الطلاق �شرع ًا‪،‬‬ ‫الأ�سباب أ�ي�ض ًا ق�صر النظر في الغاية من الحياة الزوجية‬ ‫فه�ي مبنية على إ�يقاع الطلاق على روية وب�صيرة وتفكير‪،‬‬ ‫ببنائه�ا عل�ى لذة عابرة �أو م�صلح�ة دنيوية زائلة‪ ،‬وعلاج‬ ‫وعلى�إعطاءمزيدمنالفر�صةفي إ�عادةالمياه إ�لىمجاريها‬ ‫ذل�ك يتم بالاحت�س�اب وبعد النظر و�س�مو الغاية‪ ،‬وال�صبر‬ ‫‪52‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook